You are on page 1of 8

‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬

‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫المقطع ‪ :1‬المفاهيم االساسية لمراقبة التسيير‬

‫تدفع التغيرات المحيط الداخلي والخارجي بالمؤسسة على إدارة نشاطها بأبعاده المختلفة التخطيط‪،‬‬
‫التنظيم‪ ،‬التنسيق‪ ،‬التوجيه‪ ،‬الرقابة‪ ،‬وذلك من أجل التكيف مع هذه التغيرات‪ ،‬فنجدها تعتمد على الرقابة كوظيفة‬
‫هامة لضمان التحكم في مواردها من أجل جعلها أكثر فعالية ومالءمة مع األهداف التي تسعى الى تحقيقها‪.‬‬
‫وهنا يأتي دور أساليب وأدوات مراقبة التسيير في تحقيق ذلك‪.‬‬
‫تعريف وأهداف مراقبة التسيير‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬تعريف مراقبة التسيير‬
‫يمكن إدراج عدة مفاهيم لمراقبة التسيير نذكر منها‪:‬‬
‫التعريف األول ‪ »:ENTONY‬هي التسلسل الدي من خالله يقوم مسئولي المؤسسات بضمان استغالل‬
‫الموارد المتاحة بأقل التكاليف وأكثر فعالية ونجاعة‪ ،‬للوصول إلى األهداف المسطرة «‪.‬‬
‫التعريف الثاني ‪» H.ARNAULD et V.VIGNON et A.GERMALIS:‬وهي جملة من الوسائل‬
‫والمرافق والعمليات التي تزود المؤسسة بأهداف طويلة األجل‪ ،‬وكدلك ضمان تحقيقها بصفة مستمرة« ‪.‬‬
‫التعريف الثالث ‪" :M. GERVAIS‬هي عبارة عن نظام الذي من خالله يتأكد المسيرون من أن الموارد‬
‫قد تم الحصول عليها وتم استعمالها بفعالية وفاعلية "‪.‬‬
‫‪ .2‬أهداف مراقبة التسيير‬
‫من خالل تعرضنا لبعض التعاريف الخاصة بمراقبة التسيير يتضح لنا أنها وظيفة ضرورية‪ ،‬تساهم بشكل‬
‫كبير في مساعدة المسيرين على اتخاد القرار حيث نجدها تسعى إلى‪:‬‬
‫‪ ‬تحليل االنحرافات‪ :‬التي تكون ناتجة بين النشاط الحقيقي والنشاط المعياري وابراز األسباب التي أدت إلى‬
‫هده االنحرافات‪ ،‬وذلك يتم عن طريق الميزانيات التقديرية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق الفعالية‪ :‬ونعني بها تحقيق األهداف التي وضعت مقارنة بالموارد المتاحة ومن أجل تحسين الفعالية‬
‫يتطلب تطوير ديناميكي ألنظمة المعلومات حتى نتمكن من جمع المعلومات في الوقت والحجم المناسبين‪،‬‬
‫إضافة إلى ضرورة معرفة إيرادات وتكاليف المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف على نقاط الضعف التي تعاني منها المؤسسة لتصحيحها واستنتاج نقاط القوة للتركيز على تدعيمها‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق الفاعلية‪ :‬يعتبر المبدأ األساسي في النظرية النيوكالسيكية من االستعمال العقالني والرشيد لموارد‬
‫المؤسسة‪ ،‬ويتم تحقيق دلك عن طريق وضع ميزانيات تقديرية ثم مقارنة بين ما خطط له وما تم تحقيقه‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق المالءمة‪ :‬أي التأكد من أن األهداف المسطرة تتماشى مع الوسائل المتاحة‪ ،‬وذلك بتبني‬
‫استراتيجية مدروسة وتسيير أمثل لألفراد‪ ،‬إذ أن بهاذين العاملين يتمشى التسيير الفعال لوسائل االستغالل‬
‫وبالتالي تحقيق األهداف بأقل تكاليف‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫ويمكن تلخيص أهداف مراقبة التسيير في الشكل التالي‬
‫‪1‬‬
‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬
‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫الشكل ‪ :1‬أهداف مراقبة التسيير‪.‬‬

‫األهداف الرئيسية‬

‫األهداف الجزئية –التفصيلية‪-‬‬


‫تخطيط وتنظيم‬
‫تنسيق ومراقبة‬
‫مراجعة‬
‫المصدر ‪S.separi. C.alazard‬‬
‫‪ .3‬االرتباط الهرمي لمصالح مراقبة التسيير‪:‬‬
‫إن مراقبة التسيير هي العملية التي شانها أن تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها وتحليلها وتقديمها للمصالح‬
‫المعنية لالستفادة منها في شكل توجيهات وارشادات‪ ،‬لذلك فان مكانة مراقبة التسيير داخل الهيكل التنظيمي‬
‫داخل المؤسسة يعتبر مشكلة صعبة الحل مند القديم‪ ،‬وعلى العموم فان مراقبة التسيير لها عالقة وطيدة ب‪:‬‬
‫‪ ‬طريقة تسيير المؤسسة (تسيير مركزي وال مركزي( ‪.‬‬
‫‪ ‬حجم اإلمكانيات الموجودة‪.‬‬
‫‪ ‬حجم المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬األهداف المسطرة من طرف اإلدارة العامة‪.‬‬
‫الشكل ‪ :2‬مراقبة التسيير لها ارتباط مباشر مع المديرية العامة‪.‬‬
‫المديرية العامة‬

‫مراقبة التسيير‬

‫مديرية االستغالل‬ ‫المديرية المالية والمحاسبية‬ ‫المديرية اإلدارية‬

‫في هذه الحالة فان مراقبة التسيير مرتبطة ارتباط مباشر مع المديرية العامة تحظى بأهمية كبرى‪ ،‬تمتاز‬
‫باستقاللية التسيير‪ ،‬تحصل على معلومات من المديريات الفرعية تناقشها وتعالجها وتقدم التوجيهات واإلرشادات‪.‬‬
‫‪ .II‬أدوات مراقبة التسيير‬
‫إن مراقبة التسيير بطبيعتها ترتكز على أسس للتأكد من نجاعة استغالل موارد المؤسسة لتحقيق األهداف‬
‫وذلك عن طريق مقارنة األداء الحقيقي بالمعياري‪ ،‬وعلى أساس نتيجة المقارنة يتم تحديد اإلجراءات التصحيحية‬

‫‪2‬‬
‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬
‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫الالزمة‪ .‬ولتحقيق ذلك يمكن للمؤسسة استخدام تقنيات عديدة تعمل في نطاق واحد‪ ،‬أال وهو التحكم في التسيير‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ .1‬األدوات التقليدية‪:‬‬
‫أ‪ .‬نظم المعلومات‪:‬‬
‫يمكن تعريفه من الناحية الفنية على أساس أنه مجموعة من اإلجراءات التي تقوم بجمع واسترجاع وتشغيل‬
‫وتخزين وتوزيع المعلومات لتدعيم اتخاذ الق اررات والرقابة في التنظيم‪ ،‬باإلضافة إلى تدعيم اتخاذ الق اررات والتنسيق‬
‫والرقابة‪ ،‬ويمكن لنظم المعلومات أن تساعد المديرين والعاملين في تحليل المشاكل وتطوير المنتجات المقدمة‬
‫وخلق المنتجات الجديدة‪ .‬وتتمثل خصائص المعلومات فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الدقة‪ :‬قد تكون المعلومة صحيحة أو غير صحيحة‪ ،‬دقيقة أو غير دقيقة‪ ،‬فالمعلومات الدقيقة هي‬
‫نتيجة أخطاء تكون خالل عملية الجمع‪ ،‬أو التجهيز‪ ،‬أو إعداد التقارير‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الشكل‪ :‬قد تكون المعلومات كمية أو وصفية‪ ،‬رقمية أو بيانية‪ ،‬مطبوعة على الورق أو معروضة على‬
‫الشاشة‪ ،‬ملخصة أو مفصلة‪ ،‬وعادة ما تحتاج إلى عدة أشكال من البدائل المتاحة وفقا لكل موقف‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التكرار‪ :‬يقيس التكرار مدى تكرار الحاجة إلى معلومات وتجميعها وانتاجها‪.‬‬
‫رابعا‪-‬المدى‪ :‬شمول المعلومات مداها فقد تكون بعض المعلومات عامة تغطي مدى كبير بينما قد يكون‬
‫البعض األخر ضيق المدى‪ ،‬محدد في االستخدام المطلوب‪.‬‬
‫خامسا‪-‬االرتباط‪ :‬قد تكون المعلومات مرتبطة إذا ما ظهرت الحاجة إليها في موقف معين من المعلومات‬
‫التي ظهرت إليها الحاجة في وقت ما قد ال تكون مرتبطة في وقت أخر لدلك فان المعلومات التي نحصل‬
‫عليها‪.‬‬
‫سادسا‪-‬الكمال‪ :‬توفر المعلومات الكاملة للمستخدم كل المطلوب معرفته عن موقف معين‪.‬‬
‫سابعا‪-‬التوقيت‪ :‬المعلومات الموقوتة هي التي نجدها حين الحاجة إليها أي ال تكون متقادمة حين وصولها‪.‬‬
‫ثامنا‪-‬النشأة‪ :‬قد تنشأ المعلومات من مصادر داخلية للمنشأة أو من خارجها‪.‬‬
‫تاسعا‪-‬الفترة الزمنية‪ :‬قد تكون المعلومات مستمدة من الماضي‪ ،‬أو من القدرة الجارية أو من أنشطة مقبلة‬
‫ب‪ .‬المحاسبة العامة‪:‬‬
‫تمكننا المحاسبة العامة من معرفة الحالة المالية للمؤسسة في مدة معينة‪ ،‬مع تحديد للنتيجة من حيث الربح‬
‫أو الخسارة‪ .‬كما تهدف المحاسبة العامة إلى‪ :‬معرفة نتائج النشاط‪ ،‬معرفة مدى تطور الذمة‪ ،‬تزويد المحاسبة‬
‫التحليلية والمحاسبة التقديرية بالبيانات الالزمة وتمثل المحاسبة العامة قاعدة لكل تحليل مالي‪.‬‬
‫ويكون استعمال مراقبة التسيير لمعلومات المحاسبة العامة بشكل كثيف جدا‪ ،‬حيث أن جزء هام منها مأخوذ‬
‫من المحاسبة العامة‪ ،‬وهذا بصفة إجمالية‪ ،‬مثال رقم األعمال‪ ،‬حجم اإلنتاج‪ ،‬حجم المشتريات‪ ،‬المخزونات‪ ،‬حيث‬
‫أن مراقبة التسيير تعتمد عليها كثي ار ألنها كما أشرنا مصدر المعلومات وهي تقوم بتحديد النتائج العامة للسنة‬
‫‪.‬‬
‫المالية بصفة إجمالية وتحدد الميزانية العامة آلخر السنة‬
‫‪3‬‬
‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬
‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫ت‪ .‬المحاسبة التحليلية‪:‬‬


‫المحاسبة التحليلية هي تقنية معالجة المعلومات المتحصل عليها من المحاسبة العامة‪ ،‬باإلضافة إلى مصادر‬
‫أخرى وتحليلها من أجل الوصول الى نتائج يتخذ على ضوئها مسيرو المؤسسات الق اررات المتعلقة بنشاطها‬
‫وتسمح بدراسة ومراقبة المردودية‪ ،‬وتحديد فعالية تنظيم المؤسسة‪ ،‬كما أنها تسمح بمراقبة المسؤوليات سواء على‬
‫مستوى التنفيذ أو على مستوى اإلدارة‪.‬‬
‫وتهدف المحاسبة التحليلية إلى‪:‬‬
‫أو ال‪-‬تحديد تكلفة اإلنتاج‪ :‬ويعتبر الهدف األساسي للمحاسبة التحليلية‪ ،‬إذ تقوم باستخراج سعر تكلفة اإلنتاج‬
‫التام‪ ،‬ومجمل التكاليف في مختلف مراحل اإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام هده التكلفة لتحديد سعر البيع‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬ضبط رقابة التكاليف‪ :‬المحاسبة التحليلية تهدف إلى تخفيض تكلفة اإلنتاج مع الحفاظ على المواصفات‬
‫الخاصة بالمنتج‪ ،‬وتحقيق الجودة المطلوبة لنجاح تسويقه لدلك يعتبر ضبط ورقابة استخدام هده العناصر المهمة‬
‫أساسا لتحقيق هدف خفض التكلفة وتحقق هده المهمة من خالل تصميم اإلجراءات والنظم والدورات المستندية‬
‫الخاصة لكل عنصر من عناصر التكاليف‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬إمكانية تقييم المخزونات‪ :‬أي الكميات المنتجة التي لم يتم استهالكها في نهاية الفترة الحسابية الخاصة‬
‫بالنسبة لحسابات‪.36 ،35 ،34،33 :‬‬
‫رابعا‪-‬مقارنة النتائج الفعلية بالتقديرية وتحليل االنحرافات‪ :‬وتتمثل في إمكانية تحليل كل من البيانات المعبرة‬
‫عن الخطط المعيارية‪ ،‬والبيانات الممثلة للتنفيذ الفعلي الحقيقي‪،‬‬
‫والمقارنة بينهما وتحليل االنحرافات التخاذ اإلجراءات التصحيحية المناسبة‪.‬‬
‫خامسا‪-‬اختيار أفضل بديل‪ :‬تهتم محاسبة التكاليف بتوفير بيانات لكل بديل‪ ،‬ويتحقق دلك من خالل تحليل‬
‫بيانات التكاليف وفق مفاهيم وطرق معينة‪ ،‬بحيث يمكن لها إعداد تقارير مالئمة تتضمن بيانات مقارنة عن‬
‫تكلفة الق اررات البديلة والعائدات المترتبة عن كل بديل منها‪.‬‬
‫سادسا‪-‬قياس النتائج التحليلية‪ :‬لمعرفة التكاليف وسعر التكلفة نستطيع قياس مردودية المنتوجات المختلفة‬
‫أو المبيعات كل منها على حدى‪ ،‬اذ يتحدد سعر البيع على أساس سعر التكلفة وتحديد المردودية على أساس‬
‫الربح الدي تحققه المؤسسة‪.‬‬
‫سابعا‪-‬إكمال المحاسبة العامة‪ :‬عن طريق تزويدها بكل المعلومات المتعلقة بتطورات بعض عناصر األصول‬
‫كمخزونات السلع‪ ،‬المنتوجات‪ ،‬واالستثمارات التي تمولها‪ ،‬واألعباء غير المعتبرة‪ ،‬وكدلك العناصر اإلضافية‪.‬‬
‫للمحاسبة التحليلية عالقة وطيدة بمراقبة التسيير‪ ،‬إذ تعتبر جزء من التسيير والتنظيم داخل المؤسسة‪ ،‬بحيث‬
‫تتيح صياغة بيانات من شانها وضع التنبؤات للمراقبة التسيير‪ ،‬وأيضا‪:‬‬
‫‪ ‬المراقبة الفعالة للمصاريف (النفقات( ‪.‬‬
‫‪ ‬توجه الجهود للعمل على أساس تخفيض التكاليف والتكلفة النهائية‪.‬‬
‫‪ ‬قياس مردوديات التصنيع‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬
‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫‪ ‬التزويد العام بكل المعلومات الضرورية لتسيير المؤسسة‪.‬‬


‫‪ ‬التقديرات (التنبؤات( بتبني سياسة معينة‪.‬‬
‫‪ .2‬األدوات الحديثة‪:‬‬
‫أ‪ .‬التحليل المالي‪ :‬يعني التحليل المالي إيجاد النسب المالية للبنود المتناسقة في القوائم المالية الختامية‬
‫وغيرها الستخالص المعلومات التي تعطي صورة واضحة عن تقدم المؤسسة ونموها‪ ،‬ومن الممكن تلخيص‬
‫المعلومات المنتقاة من التحليل المالي بصفة عامة في اآلتي‪:‬‬
‫معلومات عن مستقبل المؤسسة وبيانات يمكن االستفادة منها في فحص أعماله عن طريق التحليل‬ ‫‪‬‬
‫المالي للقوائم الختامية وتبرز هذه المعلومات مدى تمثيل هذه القوائم لرقم الربح أو الخسارة في جدول النتائج‬
‫ومدى تمثيل المركز المالي السليم في الميزانية‪ ،‬وأيضا مدى التطبيق السليم للمبادئ المحاسبية المقبولة بصدق‪.‬‬
‫‪ ‬إيضاحات خاصة بالبنود المحاسبية في القوائم المالية الختامية مع توضيح أسباب الزيادة أو النقص في‬
‫البنود المهمة خالل الفترة أو الفترات المالية المتعاقبة‪.‬‬
‫ويعاب على النسب المالية أنها مقياس لألداء عن مدة ماضية‪ ،‬ولما كانت مؤسسة األعمال تعمل داخل‬
‫اقتصاديات الحركة‪ ،‬فان النسب المالية تكون غير سليمة حينما تستخدم في تقييم العمليات المالية الخاصة‬
‫بمستقبل المؤسسة‪ ،‬ومن الممكن وضع نمط معين لنسبة الربحية مثال حتى يتسنى تحديد درجة نجاح المؤسسة‬
‫واستخالص االنحرافات وتحليلها ومعرفة مسبباتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬الميزانية التقديرية‪:‬‬
‫الميزانية التقديرية هي خطة تتناول كل صور العمليات المستقبلية لفترة محدودة‪ ،‬أو بعبارة أخرى هي للتعبير‬
‫عن أهداف وسياسات وخطط ونتائج‪ ،‬تعد مقدما بواسطة اإلدارة العليا لكل قسم من أقسام المؤسسة باعتباره وحدة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫وتتكون الميزانية التقديرية الموحدة للمؤسسة من عدة ميزانيات فرعية لكل قسم‪ ،‬وتتكون هذه األخيرة بدورها‬
‫من عدة ميزانيات أصغر لكل فرع من هده األقسام‪ ،‬فالميزانية التقديرية بمثابة أداة تستخدم في التعبير عن هدف‬
‫معين تسعى إلى تحقيقه إدارة المؤسسة‪ .‬وقد يحدث العكس لذلك كان من الضروري متابعة تنفيذ إلجراء تعديالت‬
‫‪.‬‬
‫معينة تكفل نجاح الخطة الموضوعة‪ ،‬بل قد يتطلب األمر إدخال تعديل شامل على البرنامج المرسوم‬
‫ث‪ .‬لوحة القيادة‪:‬‬
‫لوحة القيادة عبارة هن النسب والبيانات الضرورية التي تسمح للمسير أو القائد بمتابعة تسيير المؤسسة نحو‬
‫األهداف المسطرة‪ ،‬وذلك عن طريق المقارنة بين النسب المحصل عليها والنسب المعيارية‪ .‬إذ حسب الكاتب‬
‫‪ Norbert Guedj‬لوحة القيادة هي مجموعة مهمة من المؤشرات اإلعالمية التي تسمح بالحصول على نظرة‬
‫شاملة للمجموعة كلها‪ ،‬والتي تكشف االختالفات الحاصلة‪ ،‬والتي تسمح كدلك باتخاذ الق اررات التوجيهية في‬
‫التسيير‪ ،‬وهدا لبلوغ األهداف المسطرة ضمن استراتيجية المؤسسة‪.‬‬
‫‪.III‬‬
‫‪5‬‬
‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬
‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫مـراحل مـراقبــة الــتسيير‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫يتبع نظام مراقبة التسيير عدة مراحل واجراءات تجعله النظام المفضل من قبل اإلدارة‪ ،‬وتتمثل هذه المراحل‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد المعايير‪ :‬إن المعيار هو مستوى األداء المستهدف الذي يقاس به مستوى األداء الفعلي في أي‬
‫من أنشطة المنظمة‪ ،‬وتستمد المعايير من خطط وأهداف المؤسسة‪ ،‬ويمكن التعبير عن المعايير بوحدات زمنية‬
‫(أيام‪ ،‬شهر‪ ،)...‬وقد يعبر عنها بوحدات مادية (وزن‪ ،‬أمتار )‪ ،‬أو بوحدات نقدية ( إرادات‪ ،‬مصروفات‪.) ...‬‬
‫‪ .2‬قياس األداء ومقارنته بالمعاير‪ :‬يتم قياس األداء في مراحل متعاقبة ومتعددة من إنجاز األنشطة في‬
‫المؤسسة‪ ،‬فقد يكون القياس في مرحلة المدخالت وهنا تتم مرحلة مراقبة المواد األولية المستعملة في عملية‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وفي خالل مرحلة التحويل أو التصنيع يكون القياس لمدى تطابق المنتج مع المعايير المحددة له‪ ،‬أما‬
‫في مرحلة المخرجات فيتم القياس حول حجم المبيعات ومدى تحقق اإلرادات‪.‬‬
‫‪ .3‬القيام باإلج ارء التصحيحي‪ :‬يتم العمل التصحيحي بعد أن تتم عملية المقارنة بين ما هو فعلي وما هو‬
‫مقدر‪ ،‬واستخراج االنحرافات ومعرفة أسبابها والعمل على تعديلها‪ ،‬وبالتالي تزويد اإلدارة ب المعلومات المصححة‬
‫أي القيام بعملية التغذية العكسية‪.‬‬
‫وتشكل لنا هذه المراحل حلقة تسمى " حلقة مراقبة التسيير " والتي يمكن توضيحها في المخطط الموالي‪.‬‬
‫شكل ‪ :1‬حلقة مراقبة التسيير‬

‫النشاط المحدد‬ ‫خطة لعمل‬

‫األهداف المحددة سابقا‬

‫مرحلة المقارنة‬

‫النتائج المحققة‬

‫تحليل االنحرافات‬
‫التغذية العكسية‬
‫نظام التوقعات‬

‫اإلجراءات التصحيحية‬

‫‪Michel Charpestie.Philippe Grandjea « secteur public et contrôle de gestio » 1998 p 26.‬‬


‫ومن خالل هذه الحلقة يتبين لنا كيفية تسلسل مراحل نظام مراقبة التسيير وكيف يساهم هذا النظام في‬
‫عملية أخذ القرار‪ ،‬فبعد أن تتم عملية المقارنة بين ما هو فعلي وما هو متوقع‪ .‬تبدأ عملية تحليل االنحرافات‬

‫‪6‬‬
‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬
‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫التي تؤدي إلى وضع الق اررات التصحيحية الالزمة من أجل تعديل أو تصحيح هذه االنحرافات وبهذا يكون هذا‬
‫النظام قد قام بعملية التغذية العكسية التي يتم من خاللها تزويد اإلدارة بالمعلومات التي تمكنها من االستفادة‬
‫من النتائج التي تم الوصول إليها مسبقا‪.‬‬
‫ومما سبق يتبين بأن لهذا النظام عالقة بالنتائج المتحصل عليها‪ ،‬وبين األهداف التي سطرتها المؤسسة‬
‫والوسائل التي تعمل على تحقيق هذه األهداف‪ ،‬وهذه العالقة يمكن تمثيله في مثلث يسمى " مثلث األساس "‬
‫أو" مثلث مراقبة التسيير" »‪ « Le triangle du contrôle de gestion‬كما هي موضحها في الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)01‬مثلث مراقبة التسيير‬

‫األهداف‬

‫مالئمة‬ ‫فعالية‬

‫الموارد(الوسائل)‬ ‫النتائج‬

‫كفاءة‬

‫المصدر‪ :‬بونقيب أحمد‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫عالقة مراقبة التسيير بالتخطيط واالستراتيجية‪:‬‬ ‫‪.V‬‬


‫إن المراقبة تتم عند نهاية الخطة وبداية التنفيذ‪ ،‬وحيث تؤشر إلى االنحرافات أو العقبات التي تصادف‬
‫الخطة كما وأن القياس يربط بين االحتياجات الفعلية السابق تحديدها والتي بنيت عليها الخطة‪ ،‬وتلك النتائج‬
‫التي تحققت في النهاية‪ ،‬وذلك لتأكد من مدى مطابقة كل منهما مع األخر‪.‬‬
‫كما أن األهداف الواردة في الخطة قد تكون في شكل ميزانية تقديرية أو أعداد نسبية لوحدات اإلنتاج‬
‫من السلع والخدمات أو لمستوى األداء‪ ،‬تعتبر بحد ذاتها معايير رقابية يجب تحقيقها واذا ما حصل عدم تطابق‬
‫بين الهدف واألداء الفعلي فيكون هناك انحراف يجب التنبه إليه ومعالجته من أجل التوصل الى تحقيق األهداف‬
‫المسطرة‪.‬‬
‫فعملية المراقبة تسمح بتحديد أسباب االنحرافات‪ ،‬فقد يكون السبب في هذا االنحراف هم األفراد المسئولين عن‬
‫عملية التنفيذ‪ ،‬أوقد يكون السبب هو المبالغة في وضع األهداف والمعايير في الخطة نفسها أي قد تكون الخطة‬
‫غير واقعية يصعب على المنفذ إنجازها في ظل الظروف القائمة‪،‬‬
‫كما يمكن توضيح عالقة مراقبة التسيير بالتخطيط واالستراتيجية ومدى أهمية التغذية العكسية في‬
‫هذه العالقة من خالل الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األستاذ‪ :‬رفاع توفيق‬ ‫طور التكوين‪ :‬ليسانس ‪ -‬شعبة المحاس بة والمالية‬
‫المقياس‪ :‬مراقبة التسيير‬ ‫السنة الثالثة – السداسي السادس‬

‫الشكل رقم ‪ :2‬عالقة مراقبة التسيير بالتخطيط واالستراتيجية‬


‫المسئولين‬ ‫األدوات‬
‫التخطيط االستراتيجي‬
‫اإلدارة العامة‬ ‫تشخيص‬ ‫تشخيص‬
‫المحيط‬ ‫المؤسسة‬

‫هدف المؤسسة‬

‫المسئولين العمليين‬ ‫االستراتيجية في المدى الطويل‬

‫المخطط العملي‬
‫برامج العمل وأهداف متوسطة‬
‫األجل‬

‫المسئولين العمليين‬ ‫خطط العمل وأهداف قصيرة‬ ‫التوقعات السنوية‬


‫األجل‬ ‫الموازنات‬
‫المسئولين العمليين‬ ‫تنفيذ المهام‬

‫المراقب‬ ‫قياس النتائج‬

‫المراقب‪+‬المسئولين العمليين‬ ‫تحليل وتفسير‬ ‫المحاسبة التحليلية‬


‫االنحرافات‬
‫لوحة القيادة‬
‫التغذية العكسية‬

‫‪GUEDJ Norbert ( même revue ) P-118‬‬

‫‪8‬‬

You might also like