You are on page 1of 3

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫وعلوم التسيير‬ ‫ابراهيم سلطان شيبوط‬

‫مقياس التدقيق المالي‬


‫المحاضرة الثانية‪ :‬المراجعة ونظام الرقابة الداخلية‬
‫السنة الثانية ماستر تخصص مالية المؤسسة‬
‫من إعداد‪ :‬االستاذة الدكتورة توام زاهية‬
‫تعريف الرقابة الداخلية وأهدافها‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫عرف نظام الرقابة الداخلية بأنه "مجموعة من الضوابط الداخلية (الخطط واإلجراءات و السياسات) التي تطبقها المؤسسة بھدف‬
‫حمایة مواردها والتحقق من دقة البيانات المالية والمحاسبية وفعالية األداء وكفاءته في مختلف وحداتها لتحفیز الموظفین على‬
‫االلتزام بالتشریعات والتعليمات المعمول بھا بھدف حمایة الموارد المتاحة العامة للدولة من االختالس والضياع والتالعب والغش‬
‫واإلهمال واإلسراف‪.‬‬
‫ومن هذا التعریف یمكن القول بأن نظام الرقابة الداخلية یمثل وحدة متكاملة ومترابطة تتكون من مجموعة من العمليات والوظائف‬
‫الفرعية التي تترابط وتتفاعل مع بعضها البعض لتحویل مدخالت النظام إلى مخرجات‪ ،‬وخلق رقابة كافية والوصول إلى تأكيد‬
‫معقول بأن األهداف الموضوعة سوف تتحقق بكفاءة وفعالية‪ .1‬وال تحتوي الرقابة الداخلية فقط على النشاطات المتعلقة بالرقابة‬
‫في حد ذاتها‪ ،‬ولكن أیضا تلك التي لها عالقة مع التسییر والتخطيط‪ ،‬لذا فالرقابة الداخلية ليست وظيفة وإنما نظام أومجموعة من‬
‫اإلجراءات‪ .‬وهي فكرة أوتصرف عقلي ذهني (‪ (état d’esprit‬عندما يرسخ في أذهان الموظفین في المؤسسة یمكنها من تحقیق‬
‫أهدافها؛ هذا التصرف أواألداء الذهني تسطره اإلدارة العامة‪ ،‬وهي التي تلعب الدور األكبر في نشره بواسطة تبني الوسائل المتوفرة‬
‫والمتاحة في المؤسسة‪ .‬وتعتبر الرقابة الداخلية قضية الجميع‪ ،‬فهي تخص كل الموظفین على المستوى التشغیلي في المؤسسة‬
‫الذين یقومون بااللتزام بقواعد التسییر وینفذون اإلجراءات التشغیلية‪ ،‬وتخص مدير القسم الذي یشرف على النشاط من أجل بلوغ‬
‫أهداف المؤسسة‪ ،‬كما تخص اإلدارة التي من واجبها وضع وتحديد أهداف وسياسة واضحة للمؤسسة‪ ،‬وبالتالي فإن الرقابة الداخلية‬
‫تشكل جزء متكامل من النشاط اليومي للمؤسسة وهي ال تستلزم أن یكون لها موقع خاص بالنسبة لباقي وظائف المؤسسة ومنه‬
‫فال يوجد سبب موضوعي لخلق أوإیجاد وظيفة تكرس فقط للرقابة الداخلية بوجود نظام لإلدارة مهما كان شكله‪.‬‬
‫كما یمكن تلخيص أهداف الرقابة الداخلية في أربع نقاط هي‪:‬‬
‫‪ -1‬حمایة أصول المؤسسة من مختلف مخاطر تراجع قيمتها واالختالس والسرقة وغیرها؛‬
‫‪ -2‬دقة ونوعية المعلومات المتعلقة بالوثائق المحاسبية التي تنشر من طرف المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستخدام األمثل للموارد والمساعدة على تطویر والرفع من كفاءة وفعالية أداء العمليات؛‬
‫ارت اإلداریة من خالل التأكد من االحترام والتطبیق الفعلیین لمجموع الق اررات والمخططات‬
‫‪ -4‬تشجيع االلتزام بالسياسات والقر ا‬
‫والسياسات المقررة من طرف اإلدارة العليا وكذا اإلجراءات التشریعية والقانونية التي تخضع لها المؤسسة؛‬
‫وبهذه األهداف یكون نظام الرقابة الداخلية بمثابة أداة تسییریة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى أداة للوقایة واإلنذار عن كل خطر یمكن‬
‫أن يهز استقرار المؤسسة‪ ،‬وذلك من خالل الكشف أول بأول عن المخاطر والعمل على تعديل إجراءات التسییر كلما دعت الحاجة‬
‫إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬الفعالية هي الدرجة التي تستطيع فیها المنظمة تحقیق اهدافها‪ .‬أما الكفاءة فهي تحقیق األهداف المحددة مع تخفيض تكاليف الموارد الالزمة لذلك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مقومات نظام الرقابة الداخلية‬ ‫‪.II‬‬
‫يتمیز نظام الرقابة الداخلية السليم بمجموعة من المقومات والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود خطة تنظيمية سليمة‪ :‬یجب أن تتضمن الخطة تحديد للمسؤوليات والصالحيات وأن تكون قابلة لتضمین أي تعدیالت‬
‫يرعى فيه البساطة والمرونة لمقابلة‬
‫مستقبلية‪ ،‬ویتوقف الهيكل التنظيمي من حیث التصميم على نوع المؤسسة وحجمها‪ ،‬وال بد أن ا‬
‫تطورت مستقبلية‪.‬‬
‫ا‬ ‫أي‬
‫‪ -2‬وجود نظام محاسبي سليم‪ :‬یشمل النظام المحاسبي تعميم السجالت والدفاتر المستخدمة‪ ،‬وتحديد المستندات الالزمة وخطة‬
‫المرحل المختلفة‪ ،‬ووضع دلیل مبوب للحسابات بحیث یكفل سرعة التعرف على الحسابات وتسجیل العمليات في‬
‫ا‬ ‫سیرها في‬
‫الدفاتر‪ ،‬واستخدام الوسائل اآللية والحسابات اإللكترونية للوصول إلى صحة ودقة البيانات المحاسبية‪ ،‬األمر الذي يدعم نظام‬
‫الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد االختصاصات والمسؤوليات‪ :‬وهذا عن طریق تقسيم العمل والفصل بین المهام الذي یمثل الضمان األمثل لنوعية الرقابة‬
‫الداخلية‪ ،‬حیث یسمح هذا الفصل بالتمییز بین الشخص الذي یقرر والشخص الذي ينفذ‪ ،‬فهو وسیلة وقائية ومانعة من أي خطأ‬
‫أوخلل في سیر العمل ویسمح باكتشاف ومن غیر تأخیر المخالفات المقترفة‪.‬‬
‫‪ -4‬كفاءة الموظفين‪ :‬فكفاءة الموظفین تؤدي إلى عدم ارتكاب األخطاء والمخالفات أوتقلیلها وإلى إعداد قوائم مالية سليمة‪ .‬كما‬
‫یجب توفیر التدریب المستمر للموظفین لتمكینهم من أداء األعمال المنوطة بهم وتوفیر الحمایة للعمل والعاملین واإلحالل السریع‬
‫عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام الوسائل اآللية وااللكترونية‪ :‬وهذا يؤدي إلى سرعة إنجاز األعمال المحاسبية والتقلیل من األخطاء ورفع كفاءة العمل‬
‫المحاسبي‪.‬‬
‫‪ -6‬تقييم األداء‪ :‬حیث تتم م ارقبة األداء بطریقة مباشرة بأن یقوم كل مسؤول بمتابعة أداء مرؤوسيه‪ ،‬أوبطریقة غیر مباشرة‬
‫باالستعانة بأدوات الرقابة المختلفة من موازنات تقديریة أوتكاليف معياریة‪ ،‬أوتقاریر الكفایة اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -7‬قسم فعال للمراجعة الداخلية‪" :‬المراجعة الداخلية هي نشاط مستقل وموضوعي یقدم تأكیدات وخدمات استشاریة بهدف إضافة‬
‫قيمة للمؤسسة وتحسین عملياتها‪ ،‬وتساعد هذه الوظيفة في تحقیق أهداف المؤسسة من خالل إتباع أسلوب منهجي لتقييم وتحسين‬
‫فعالية عمليات الحوكمة والرقابة وإدارة المخاطر‪ ،‬فالمراجعة الداخلية الجیدة تمثل ضمان(‪ (une assurance‬ضد المخاطر‬
‫المحيطة بالنشاط‪ ،‬هي ال تقضي علیها ولكن تسمح بقياسها‪ ،‬إدارتها والحد من نتائجها‪ .‬وتتمثل شروط فعالية المراجعة الداخلية‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الموضوعية واالستقاللية عن الوظائف التي تقوم بمراجعتها؛‬
‫‪ ‬كفاءة المراجعین الداخلیین؛‬
‫‪ ‬شمولية المراجعة الداخلية‪ :‬فالمراجعة الداخلية تخص كل النشاطات‪ ،‬الوحدات‪ ،‬األقسام الموجودة بالوحدة وليس نشاطا محددا‬
‫فقط؛‬
‫‪ ‬وجود برنامج للمراجعة‪ :‬یجب على قسم المراجعة الداخلية تحضیر برنامج سنوي للمراجعة تصادق عليه اإلدارة العامة؛‬
‫‪ ‬الئحة المراجعة ‪ : La Charte d’Audit‬حیث یجب أن تكون المهام الموكلة للمراجعة الداخلية‪ ،‬سلطتها‪ ،‬مسؤولياتها محددة‬
‫تحديدا دقيقا ضمن قانون أو الئحة‪ ،‬وتكون كل هذه المهام والسلطات متناسقة مع المعايیر الموضوعة من قبل المجلس‪.‬‬
‫ویتبین مما سبق أن جودة نظام رقابة داخلية تتوقف على مدى توفر هذه المقومات وبصورة متكاملة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عالقة المراجعة بالرقابة الداخلية‬ ‫‪.III‬‬
‫یعتبر نظام الرقابة الداخلية من أهم دعائم التقیيم الكامل والمستمر لكل وظائف المؤسسة االمر الذي یسهل على اإلدارة العليا وضع‬
‫أسس للتدقیق یحقق أهدافها في قياس أدائها‪ ،‬وذلك من أجل ترشید الق اررات اإلداریة وضمان مصداقية المعلومات المحاسبية‬
‫ومخرجاتها حتى يتمكن المراجع الخارجي من إتمام عمله على أحسن وجه ممكن‪ .‬حیث تهتم المراجعة الخارجية بقياس مدى فعالية‬
‫الرقابة الداخلية في تحقیق أهدافها الرئيسية وأهدافها التشغیلية وخاصة في مجال حمایة األصول والموارد المستثمرة في المؤسسة‪ ،‬ومن جانبه‬
‫يهتم المراجع بوجه خاص بمدى تأكده من إمكانيات أسالیب وأدوات الرقابة الداخلية في منع حدوث أخطاء جوهریة أو التالعب في القوائم‬
‫المالية أو اكتشاف أمرها في الوقت المناسب‪ ،‬في هذا المجال یعتمد المراجع على مبدأ التأكد بدرجة معقولة اعترافا منه بعدم معقولية تكلفة‬
‫الرقابة الداخلية عن قيمة المنافع المتوقع أن یحققها هذا النظام‪ .‬وفي الغالب یعتمد المراجع على نظام الرقابة الداخلية الذي تطبقه المؤسسة‬
‫وكذلك على نتائج اختبارات االلتزام باإلجراءات الرقابية التي وضعها من قبل‪ ،‬وذلك للتأكد بدرجة معقولة من أمانة عرض أرصدة القوائم‬
‫المالية والمالحظات المرفقة بها طبقا للمبادئ المحاسبية المتعارف علیها‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع تكلفة إجراءات االختبارات األساسية‬
‫للمراجعة لكافة العمليات المالية التي تقوم بها المؤسسة‪ .‬وعليه يهتم المراجع الخارجي بدراسة وتحديد مدى مالئمة نظام الرقابة‬
‫الداخلية كأساس لتحديد االختبارات والفحوص التي ستكون مجاال لتطبیق إجراءات المراجعة الخارجية‪ ،‬ومن النتيجة التي يتوصل‬
‫إلیها من عملية التقیيم یحدد المراجع الخارجي طبيعة أدلة المراجعة المطلوب استخدامها‪ ،‬وتحديد مدى العمق المطلوب في فحص‬
‫تلك األدلة‪ ،‬باإلضافة إلى الوقت المالئم للقيام بإجراءات المراجعة‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like