You are on page 1of 3

‫المحور الثاني‪ :‬أنواع الرقابة‬

‫نجد أن تعدد أنواع الرقابة وتسمياتها جاءت نتيجة الزاوية التي ينظر منها إلى الرقابة أو األساس الذي يستند عليه في‬
‫تصنيفها وكل هذه األنواع تتحدد من حيث التقسيم النظري أو تبعا لمعايير تستخدم لتصنيف الرقابة‪.‬‬
‫إن البحث في أنواع الرقابة ال يتعارض مع مفهوم الرقابة من الناحية النظرية أو العملية أو طبيعة وظائفها وأسلوب‬
‫تأديتها وتحقيق أهدافها‪ ،‬تستخدم المؤسسات العديد من أنواع الرقابة‪ ،‬وكل نوع من هذه األنواع يناسب طبيعة نشاط وحجم‬
‫كل شركة‪ ،‬وتصنف الرقابة إلى مجموعة من األنواع وفقا للمعايير اآلتية‪:‬‬
‫الرقابة بناءا على توقيت حدوثها ‪ :‬تقسم إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقابة الوقائية ‪ :‬وهي عدم انتظار اإلدارة وصول معلومات حول حدوث خطأ ما‪ ،‬بل يجب على المدير التوجه بشكل‬
‫شخصي لمحاولة الكشف عن هذا الخطأ قبل وقوعه‪ ،‬مع االهتمام باالستعداد لمواجهة كافة أشكال األخطاء‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة المتزامنة ‪ :‬هي متابعة سير العمل بشكل مستمر‪ ،‬حيث تعمل على قياس األداء في الوقت الحالي‪ ،‬ومقارنته مع‬
‫المعايير الخاصة باألداء‪ ،‬وذلك من أجل الكشف عن أي أخطاء‪ ،‬وتحديد حجم الخسارة في حال حدوثها‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة الالحقة‪ :‬هي المقارنة بين المعايير الموضوعة سابقًا والنتائج واإلنجازات الفعلية؛ والهدف من هذه الرقابة هو‬
‫رصد األخطاء‪ ،‬والسعي إلى عالجها بشكل فوري‪.‬‬
‫‪ -4‬الرقابة العالجية‪ :‬هي رقابة تطبق بعد تنفيذ المهام‪ ،‬ووظيفتها إنجاز كل مراحل العمل أو أي جزء من أجزائه بطريقة‬
‫صحيحة‪ ،‬من خالل متابعة المهام واألنشطة‪ ،‬ومن ثم حصرها لمقارنتها مع المعايير الوظيفية‪ ،‬من أجل تقييم األخطاء بعد‬
‫حدوثها لمنع تكرارها في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -5‬الرقابة البعدية والقبلية‪ :‬يتجلى الفرق بين الرقابة السابقة والرقابة الالحقة في نظم اإلدارة من خالل التعريف الدقيق‬
‫لكليهما‪ ،‬فالمقصود بالرقابة السابقة هو التدقيق والتفصيل في جودة وجدوى ونجاعة كل عمل إداري مقرر لوقت الحق‬
‫ويستوجب لذلك تداخل وتضافر عديد العوامل المادية والبشرية والتقنية التي تساعد على بلورة رؤية واضحة وشاملة‬
‫لمستقبل العمل اإلداري المنشود‪ ،‬في حين أن النوع اآلخر من الرقابة يتمثل باألساس في تقييم العمل اإلداري في حد ذاته‬
‫وبيان عيوبه ونقائصه لذلك يكون عامال أساسيا وفاعال في التأسيس لألعمال اإلدارية الالحقة‪.‬‬
‫الرقابة بناءا على المستويات اإلدارية‪ :‬وتشكل األنواع اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقابة ضمن مستوى األفراد‪ :‬وهي تقييم األداء الخاص بالموظفين‪ ،‬وتحديد مستوى الكفاءة التي يتميزون بها‪،‬‬
‫ودراسة سلوكهم الوظيفي‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة ضمن مستوى الوحدات اإلدارية ‪ :‬هي قياس النتائج الفعلية لكل وحدة إدارية أو قسم إداري بشكل فردي‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل معرفة مدى كفاءة كل منها‪ ،‬وكيفية تحقيقها لألهداف المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة على كافة المؤسسة ‪ :‬وهي تقييم األداء الخاص بكافة مكونات المؤسسة‪ ،‬وتحديد طبيعة الكفاءة الخاصة بها‪،‬‬
‫وذلك لتحقيق كافة أهدافها العامة‪.‬‬
‫الرقابة بناءا على مصدرها‪ :‬وتقسم إلى نوعين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقابة الداخلية ‪ :‬هي الرقابة المطبقة داخل المؤسسة‪ ،‬وتشمل كل مستويات اإلدارة‪ ،‬والموظفين العاملين بها مهما‬
‫كانت طبيعة وظائفهم‪ ،‬تعد الرقابة الداخلية على أنها الخطة التنظيمية وكافة الطرق والمقاييس المتناسقة التي تتبناها‬
‫‪1‬‬
‫الوحدة لحماية موجوداتها وفحص دقة البيانات المحاسبية ودرجة االعتماد عليها واالرتقاء بالكفاية اإلنتاجية وتشجيع‬
‫االلتزام بالسياسات اإلدارية المرسومة‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة الخارجية‪ :‬هي الرقابة الُم طبقة خارج المؤسسة‪ ،‬وتعتمد على دور األجهزة الخارجية والمتخصصة بالوظائف‬
‫الرقابية‪ ،‬وغالبا تتبع هذه األجهزة للسلطات الحكومية‪ ،‬أي هي الرقابة التي تتولها أجهزة خارجية غير خاضعة للسلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وهي في الغالب الرقابة الالحقة وقد تكون هذه الرقابة قضائية أو تشريعية‪.‬‬
‫الرقابة بناءا على طبيعة وظائفها‪ :‬تدرج الرقابة طبقا لوظائفها تحت ثالث أنواع رئيسية‪:‬‬
‫‪ – 1‬الرقابة النظامية ‪ :‬وتعرف كذلك برقابة المطابقة وتهتم بشكل رئيسي بالتحقق من مدى االلتزام بتطبيق األنظمة‬
‫والقوانين واألعراف والقواعد واألصول المعتمدة‪.‬‬
‫‪ – 2‬الرقابة المالية ‪ :‬وتسمى أيضا رقابة الحسابات وتركز بشكل رئيسي على التدقيق في السجالت والدفاتر المالية‬
‫والوثائق والعقود والمستندات والقيود التي تفرزها وذلك بقصد التأكد من مراعاة الشروط القانونية والعرفية في مسكها‬
‫وتنظيمها ومدى سالمتها وتصلح أن تكون أساسا الستخراج الحسابات والبيانات الختامية والتقارير المالية المطلوبة قانونا‬
‫أو(عرفا) منها‪ ،‬وإبداء الرأي في هذه البيانات والحسابات الختامية واإلفصاح عن مدى تعبيرها بشكل واضح وعادل‬
‫لنتائج النشاط والمركز المالي للجهة الخاضعة للرقابة‪.‬‬
‫ويمكن القول بان هذه الرقابة على أنها منهج علمي شامل يتطلب التكامل واالندماج بين المفاهيم القانونية واالقتصادية‬
‫والمالية والمحاسبية واإلدارية فهي حزمة من الرقابات المتعددة التي تمارس في وقت واحد بهدف التأكد من صحة‬
‫وسالمة التصرفات المالية من كافة النواحي بغية المحافظة على األموال العامة ورفع كفاءة استخدامها وتحقيق أعلى‬
‫درجة من الفعالية في النتائج المرجوة من إنفاق المال العام أو تحصيله‪.‬‬
‫‪ – 3‬الرقابة الشاملة ‪ :‬ويشمل هذا النوع كافة أعمال الرقابة والتدقيق وتهدف اإلجراءات والوسائل المتبعة في أداءه‬
‫بشكل خاص إلى تشخيص الفرص والمجاالت التي يمكن بواسطتها تحقيق اقتصاد في اإلنفاق وكفاية عالية في تنفيذ‬
‫الخطط والسياسات المرسومة وفعالية في بلوغ األهداف المقررة للمشروع أو البرامج أو الوظيفة موضوع‬
‫البحث ‪،‬ويعرف هذا النوع من الرقابة في الواليات المتحدة األمريكية برقابة العمليات وفي المملكة المتحدة برقابة األداء‬
‫وفي كندا برقابة عائد اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ -4‬الرقابة القانونية‪ :‬يتم في هذا النوع من الرقابة مطابقة العمل ذي اآلثار المالية للقانون أو بمعنى أدق مطابقته لمختلف‬
‫القواعد القانونية التي تحكمه شكال وموضوعا‪.‬ويندرج تحت هذا النوع من الرقابة صالحيات الديوان في توجيه النظر في‬
‫أي نقص يجده في التشريع المالي أو اإلداري وله تعلق باألمور المالية والتثبت من أن القوانين واألنظمة والتعليمات‬
‫المتعلقة باألمور المالية والحسابات معمول بها بدقة‪.‬‬
‫‪ -5‬الرقابة المحاسبية‬
‫وفي هذه الرقابة يتم تدقيق مختلف الجوانب التفصيلية للمعامالت المالية من حيث تفاصيل تحصيل اإليرادات وحساب‬
‫النفقات وسالمة القيود ومطابقتها للقواعد واألطر المحاسبية وباختصار فهي رقابة مستنديه حسابية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -6‬الرقابة االقتصادية‪ :‬يمارس هذا النوع من الرقابة نظرا ألهميتها البالغة‪ ،‬حيث يتم بمراجعة نشاط السلطات العامة‬
‫والمؤسسات والدوائر لجهة نفقاتها اإلنمائية ومراقبة النفقات للمشاريع الكبرى واالهتمام بالقضايا الكبرى والمشاركة في‬
‫اللجان التي تبحث وتناقش القضايا االقتصادية العامة‪.‬‬
‫‪ -7‬الرقابة الفنية أو رقابة األداء‪ :‬تقوم الرقابة في هذا النوع بمتابعة مدى تقدم العمل في المشروعات اإلنمائية أو تأخره‬
‫أو تعثره ويلفت النظر إلى أي خلل أو انحراف يراه فيها‪ ،‬ويقوم الديوان بهذه الرقابة من خالل مراقبات الهيئات الخاصة‬
‫في الجهات الخاضعة لرقابتها حيث تقوم بمراقبة سير العمل في المشروعات اإلنمائية التي تقوم بها هذه الجهات وذلك‬
‫بإعالم الجهات المعنية عن أي تأخير أو تباطؤ أو تعثر في المشروعات التي يجري العمل بها لمخاطبة الدوائر المختصة‬
‫حول ذلك لبيان أسباب التعثر أو التأخير لمحاسبة المتعهدين أو اتخاذ اإلجراءات المناسبة التي تحقق األهداف المرسومة‬
‫لهذه المشاريع من اجل االستفادة منها بالشكل ألمثل‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬منجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار المنهج للنشر والتوزيع‪2006 ،‬‬
‫‪2- Ali Bissaad, droit de la comptabilité publique, édition Houma, Algérie, 2004‬‬

‫‪3‬‬

You might also like