Professional Documents
Culture Documents
نجد أن تعدد أنواع الرقابة وتسمياتها جاءت نتيجة الزاوية التي ينظر منها إلى الرقابة أو األساس الذي يستند عليه في
تصنيفها وكل هذه األنواع تتحدد من حيث التقسيم النظري أو تبعا لمعايير تستخدم لتصنيف الرقابة.
إن البحث في أنواع الرقابة ال يتعارض مع مفهوم الرقابة من الناحية النظرية أو العملية أو طبيعة وظائفها وأسلوب
تأديتها وتحقيق أهدافها ،تستخدم المؤسسات العديد من أنواع الرقابة ،وكل نوع من هذه األنواع يناسب طبيعة نشاط وحجم
كل شركة ،وتصنف الرقابة إلى مجموعة من األنواع وفقا للمعايير اآلتية:
الرقابة بناءا على توقيت حدوثها :تقسم إلى ما يلي:
-1الرقابة الوقائية :وهي عدم انتظار اإلدارة وصول معلومات حول حدوث خطأ ما ،بل يجب على المدير التوجه بشكل
شخصي لمحاولة الكشف عن هذا الخطأ قبل وقوعه ،مع االهتمام باالستعداد لمواجهة كافة أشكال األخطاء.
-2الرقابة المتزامنة :هي متابعة سير العمل بشكل مستمر ،حيث تعمل على قياس األداء في الوقت الحالي ،ومقارنته مع
المعايير الخاصة باألداء ،وذلك من أجل الكشف عن أي أخطاء ،وتحديد حجم الخسارة في حال حدوثها.
-3الرقابة الالحقة :هي المقارنة بين المعايير الموضوعة سابقًا والنتائج واإلنجازات الفعلية؛ والهدف من هذه الرقابة هو
رصد األخطاء ،والسعي إلى عالجها بشكل فوري.
-4الرقابة العالجية :هي رقابة تطبق بعد تنفيذ المهام ،ووظيفتها إنجاز كل مراحل العمل أو أي جزء من أجزائه بطريقة
صحيحة ،من خالل متابعة المهام واألنشطة ،ومن ثم حصرها لمقارنتها مع المعايير الوظيفية ،من أجل تقييم األخطاء بعد
حدوثها لمنع تكرارها في المستقبل.
-5الرقابة البعدية والقبلية :يتجلى الفرق بين الرقابة السابقة والرقابة الالحقة في نظم اإلدارة من خالل التعريف الدقيق
لكليهما ،فالمقصود بالرقابة السابقة هو التدقيق والتفصيل في جودة وجدوى ونجاعة كل عمل إداري مقرر لوقت الحق
ويستوجب لذلك تداخل وتضافر عديد العوامل المادية والبشرية والتقنية التي تساعد على بلورة رؤية واضحة وشاملة
لمستقبل العمل اإلداري المنشود ،في حين أن النوع اآلخر من الرقابة يتمثل باألساس في تقييم العمل اإلداري في حد ذاته
وبيان عيوبه ونقائصه لذلك يكون عامال أساسيا وفاعال في التأسيس لألعمال اإلدارية الالحقة.
الرقابة بناءا على المستويات اإلدارية :وتشكل األنواع اآلتية:
-1الرقابة ضمن مستوى األفراد :وهي تقييم األداء الخاص بالموظفين ،وتحديد مستوى الكفاءة التي يتميزون بها،
ودراسة سلوكهم الوظيفي.
-2الرقابة ضمن مستوى الوحدات اإلدارية :هي قياس النتائج الفعلية لكل وحدة إدارية أو قسم إداري بشكل فردي ،وذلك
من أجل معرفة مدى كفاءة كل منها ،وكيفية تحقيقها لألهداف المطلوبة.
-3الرقابة على كافة المؤسسة :وهي تقييم األداء الخاص بكافة مكونات المؤسسة ،وتحديد طبيعة الكفاءة الخاصة بها،
وذلك لتحقيق كافة أهدافها العامة.
الرقابة بناءا على مصدرها :وتقسم إلى نوعين هما:
-1الرقابة الداخلية :هي الرقابة المطبقة داخل المؤسسة ،وتشمل كل مستويات اإلدارة ،والموظفين العاملين بها مهما
كانت طبيعة وظائفهم ،تعد الرقابة الداخلية على أنها الخطة التنظيمية وكافة الطرق والمقاييس المتناسقة التي تتبناها
1
الوحدة لحماية موجوداتها وفحص دقة البيانات المحاسبية ودرجة االعتماد عليها واالرتقاء بالكفاية اإلنتاجية وتشجيع
االلتزام بالسياسات اإلدارية المرسومة.
-2الرقابة الخارجية :هي الرقابة الُم طبقة خارج المؤسسة ،وتعتمد على دور األجهزة الخارجية والمتخصصة بالوظائف
الرقابية ،وغالبا تتبع هذه األجهزة للسلطات الحكومية ،أي هي الرقابة التي تتولها أجهزة خارجية غير خاضعة للسلطة
التنفيذية ،وهي في الغالب الرقابة الالحقة وقد تكون هذه الرقابة قضائية أو تشريعية.
الرقابة بناءا على طبيعة وظائفها :تدرج الرقابة طبقا لوظائفها تحت ثالث أنواع رئيسية:
– 1الرقابة النظامية :وتعرف كذلك برقابة المطابقة وتهتم بشكل رئيسي بالتحقق من مدى االلتزام بتطبيق األنظمة
والقوانين واألعراف والقواعد واألصول المعتمدة.
– 2الرقابة المالية :وتسمى أيضا رقابة الحسابات وتركز بشكل رئيسي على التدقيق في السجالت والدفاتر المالية
والوثائق والعقود والمستندات والقيود التي تفرزها وذلك بقصد التأكد من مراعاة الشروط القانونية والعرفية في مسكها
وتنظيمها ومدى سالمتها وتصلح أن تكون أساسا الستخراج الحسابات والبيانات الختامية والتقارير المالية المطلوبة قانونا
أو(عرفا) منها ،وإبداء الرأي في هذه البيانات والحسابات الختامية واإلفصاح عن مدى تعبيرها بشكل واضح وعادل
لنتائج النشاط والمركز المالي للجهة الخاضعة للرقابة.
ويمكن القول بان هذه الرقابة على أنها منهج علمي شامل يتطلب التكامل واالندماج بين المفاهيم القانونية واالقتصادية
والمالية والمحاسبية واإلدارية فهي حزمة من الرقابات المتعددة التي تمارس في وقت واحد بهدف التأكد من صحة
وسالمة التصرفات المالية من كافة النواحي بغية المحافظة على األموال العامة ورفع كفاءة استخدامها وتحقيق أعلى
درجة من الفعالية في النتائج المرجوة من إنفاق المال العام أو تحصيله.
– 3الرقابة الشاملة :ويشمل هذا النوع كافة أعمال الرقابة والتدقيق وتهدف اإلجراءات والوسائل المتبعة في أداءه
بشكل خاص إلى تشخيص الفرص والمجاالت التي يمكن بواسطتها تحقيق اقتصاد في اإلنفاق وكفاية عالية في تنفيذ
الخطط والسياسات المرسومة وفعالية في بلوغ األهداف المقررة للمشروع أو البرامج أو الوظيفة موضوع
البحث ،ويعرف هذا النوع من الرقابة في الواليات المتحدة األمريكية برقابة العمليات وفي المملكة المتحدة برقابة األداء
وفي كندا برقابة عائد اإلنفاق.
-4الرقابة القانونية :يتم في هذا النوع من الرقابة مطابقة العمل ذي اآلثار المالية للقانون أو بمعنى أدق مطابقته لمختلف
القواعد القانونية التي تحكمه شكال وموضوعا.ويندرج تحت هذا النوع من الرقابة صالحيات الديوان في توجيه النظر في
أي نقص يجده في التشريع المالي أو اإلداري وله تعلق باألمور المالية والتثبت من أن القوانين واألنظمة والتعليمات
المتعلقة باألمور المالية والحسابات معمول بها بدقة.
-5الرقابة المحاسبية
وفي هذه الرقابة يتم تدقيق مختلف الجوانب التفصيلية للمعامالت المالية من حيث تفاصيل تحصيل اإليرادات وحساب
النفقات وسالمة القيود ومطابقتها للقواعد واألطر المحاسبية وباختصار فهي رقابة مستنديه حسابية.
2
-6الرقابة االقتصادية :يمارس هذا النوع من الرقابة نظرا ألهميتها البالغة ،حيث يتم بمراجعة نشاط السلطات العامة
والمؤسسات والدوائر لجهة نفقاتها اإلنمائية ومراقبة النفقات للمشاريع الكبرى واالهتمام بالقضايا الكبرى والمشاركة في
اللجان التي تبحث وتناقش القضايا االقتصادية العامة.
-7الرقابة الفنية أو رقابة األداء :تقوم الرقابة في هذا النوع بمتابعة مدى تقدم العمل في المشروعات اإلنمائية أو تأخره
أو تعثره ويلفت النظر إلى أي خلل أو انحراف يراه فيها ،ويقوم الديوان بهذه الرقابة من خالل مراقبات الهيئات الخاصة
في الجهات الخاضعة لرقابتها حيث تقوم بمراقبة سير العمل في المشروعات اإلنمائية التي تقوم بها هذه الجهات وذلك
بإعالم الجهات المعنية عن أي تأخير أو تباطؤ أو تعثر في المشروعات التي يجري العمل بها لمخاطبة الدوائر المختصة
حول ذلك لبيان أسباب التعثر أو التأخير لمحاسبة المتعهدين أو اتخاذ اإلجراءات المناسبة التي تحقق األهداف المرسومة
لهذه المشاريع من اجل االستفادة منها بالشكل ألمثل.
المراجع:
-1منجد عبد اللطيف الخشالي ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة ،دار المنهج للنشر والتوزيع2006 ،
2- Ali Bissaad, droit de la comptabilité publique, édition Houma, Algérie, 2004
3