يكتسي موضوع إعداد التراب الوطني أهمية كبرى و ذلك الرتباطه الوثيق بالعديد من المواضيع اآلنية ،من قبيل الالمركزية، الجهوية ،الحكامة ،التنمية ،...هذه األخيرة التي فرضت نفسها و بقوة على جميع دول العالم و جعلتها هي بدورها من بين أولى .األولويات التي تحاول جاهدة تحقيقه ا و يعتبر اإلعداد الجيد للتراب الوطني من بين األسس التي تعتمد عليها التنمية في جميع المجاالت ،و سنتطرق أوال لتحديد .مفهوم إعداد التراب الوطني ،ثم إلدراج تطور مفهوم إعداد التراب الوطني أوال :تعريف إعداد التراب الوطني يعترض محاولتنا لمقاربة مفهوم إعداد التراب الوطني ما قاله األستاذ دلوبدير " من السهل تكوين فكرة عما تعنيه عبارة إعداد التراب الوطني ،و من الصعب في نفس الوقت إن لم يكن من المستحيل إعطاؤها تعريفا أكيدا و متكامال"1. .لكن بالرغم من ذلك سنقف على العديد من التعاريف إعداد التراب يقابله بالفرنسيةAménagement du territoire " Aménagementتعني"اإلعداد و التهيئة "،تعني" التراب territoire و إعداد التراب مفهوم واسع كل يعرفه بحسب تخصصه" ،فبالنسبة للجغرافيا يعتبر بمثابة إعادة توزيع للموارد الطبيعية و البشرية ،أما االقتصاد فبالنسبة له فهو وسيلة للتوزيع المناسب لألنشطة االقتصادية و للتنمية المحلية و الجهوية " 2و هناك من يجمع بينهما و يعتبر إعداد التراب هو السياسة االقتصادية و االجتماعية المعقلنة ،التي يتبعها اإلنسان الستغالل الموارد الطبيعية و تحسين جودة المجال أو الوسط الترابي الذي يمارس فيه مختلف أنشطته ،و في نفس السياق نجد الفقيه روالن يعرف إعداد التراب على أنه " علم و فن يهدف إلى تنظيم و توزيع الفضاء الجهوي و الوطني لمختلف األنشطة البشرية حسب حاجات الفرد و ".الجماعة و أما المخطط الخماسي 22-86فقد عرف إعداد التراب بأنه" :إعطاء بعد جغرافي لعمليات التنمية االقتصادية و االجتماعية أي الوصول إلى توزيع مجالي لألنشطة التي يمكن معها إنعاش عملية التنمية ،"...و على هذا األساس يتلخص مفهوم إعداد التراب الوطني في تلك العملية التقنية و الفنية و السياسية و اإلدارية التي تتولى تحقيق تنمية شمولية و متوازنة لجميع المناطق و جهات البلد ،و ذلك بالقدر الذي يخدم في نفس الوقت السكان عن طريق تحقيق توزيع عادل للثروات واألنشطة االقتصادية و االجتماعية 3. و بالرغم من تعدد التعاريف التي أعطيت إلعداد التراب الوطني يبقى الرابط المشترك بينها هو أنه سياسة تهدف إلى الحد من الفوارق االقتصادية و االجتماعية بين مختلف جهات المملكة و إلى تحقيق التوازن المجالي و العدالة االجتماعية و ذلك من خالل توزيع أفضل للسكان و األنشطة على مستوى التراب الوطني ،من أجل التغلب على كل التحديات الديمغرافية و .االقتصادية و البيئية ،مع األخذ بعين االعتبار خصوصيات و إمكانات كل منطقة المطلب الثاني :تطور مفهوم إعداد التراب الوطني لقد كانت االختالالت و الفوارق التي عانت منها مختلف جهات المملكة ،و غياب النظرة الشمولية في تخطيط المجال و اختالل التوازن الذي تتخبط فيه البوادي و المدن و مجموع التراب على مستوى توزيع الساكنة و األنشطة،...دافعا أساسيا لتنتبه السلطة المركزية التخاذ تدابير و إجراءات تخفف من حدة تمركز القطاعات اإلنتاجية و تنظم التزايد المستمر للساكنة ،و كانت أولى بوادر سياسة إعداد التراب الوطني سنة 1686مع سياسة التنمية الجهوية للتخفيف من حدة الفوارق االجتماعية و االقتصادية بين جهات المملكة ،و تبلورت في ظل المخطط الخماسي 1622-1623مع خلق الجهات االقتصادية السبعة التي اعتبرت تهيئة المجال من األمور الضرورية لتحقيق التنمية و إنجاح الجهوية بالمغرب ،و رسخها المخطط الثالثي -1626 1661الذي ركز على ضرورة وضع سياسة إلعداد التراب الوطني بالموازاة مع وضع تصميم للتهيئة لتحقيق التنمية ،ثم عززها المخطط الخماسي الذي أضاف القرى و أنجزت تصاميم الهيكلة القروية للحد من المشاكل التي استفحلت فيه ،و تاله المخطط 1981-1985 الخماسي 62-66الذي أطلق عليه اسم مسار التنمية ،الذي ركز بدوره على تهيئة المجال الحضري و القروي و الجهوي لضمان االستقرار و التوازن على مستوى توزيع الساكنة و األنشطة االقتصادية و توزيع الثروات و اإلدارة و تدبير المجال ،إال أن فعالية هذه المخططات كانت محدودة بسبب اإلختالالت الكبرى التي كان يعاني منها المغرب باإلضافة إلى ضعف اإلمكانيات و اعتماد منهجية قطاعية لم تعطي أكلها و لم يعرف المجال تطورا ملموسا بل أدى إلى تكريس الفوارق بين الجهات على مختلف المستويات اقتصادية ،اجتماعية ...،و بعد ذلك أنجزت مجموعة من مشاريع إعداد التراب الوطني على الصعيد المركزي و تم تحيينها عدة مرات دون أن تأخذ مجراها في مسلسل المصادقة و اإلنجاز و التطبيق ،و مع حكومة التناوب تم اعتماد سياسة جديدة تتجلى في طرح مسألة إعداد التراب الوطني للحوار و أطلق عليه الحوار الوطني إلعداد التراب و كان سنة ،2111و انبثق عنه الميثاق الوطني إلعداد التراب الوطني سنة 2111الذي يعتبر إطارا قانونيا -باإلضافة إلى إطارات قانونية أخرى على المستوى الجهوي و المحلي -و توجيهيا يحدد المعالم الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني و يلخص جميع العناصر المتولدة عن هذا الحوار ،و في نفس الوقت يعتبر هذا الميثاق أساس التصميم الوطني إلعداد التراب الوطني ( 2112 - 2111و أخذ شكله النهائي سنة 2003). و قد شكلت ثالثية :الحوار – الميثاق – التصميم الوطني ركيزة متينة تمكننا اآلن من إرساء سياسة ترابية واضحة المعالم ستسهل مأموريتنا ،في المرحة المقبلة ،في تناول و بلورة التصاميم الجهوية و كذا في تفعيل مفاهيم الالمركزية و الالتمركز و الديمقراطية كركائز أساسية اختارها المغرب لبناء مشروعه التنموي ،4خاصة و أن المغرب قد تبنى نظام الجهوية التي تجعل من إعداد التراب الوطني أولى أولوياتها لتحقيق التنمية المستدامة . اإلختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني مقدمة :لتجاوز مشكل التباين الجهوي ،اتبعت الدولة المغربية سياسة إعداد التراب الوطني فما هو مفهوم هذه السياسة ؟ و ما هي أهدافها و اختياراتها و توجهاتها المجالية الكبرى ؟ و ما دور سياسة إعداد التراب الوطني في تنظيم المجال الجغرافي و تحقيق التنمية ؟ :سياسة إعداد التراب الوطني :مفهومها ،اهدافها ،اختياراتها ،و توجهاتها المجالية :تعريف سياسة إعداد التراب الوطني يقصد بسياسة إعداد التراب الوطني تدخل الدولة لتنظيم المجال الجغرافي من خالل اإلعداد الفالحي و تطوير الصناعة و .التهيئة الحضرية في المدن :أهداف سياسة إعداد التراب الوطني تستهدف سياسة إعداد التراب الوطني التحكم في توزيع السكان و األنشطة االقتصادية و تحقيق تنمية جهوية متوازنة اقتصاديا .و بشريا و اجتماعيا ،و تفعيل أشكال التضامن بين المناطق :االختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني الرفع من فعالية االقتصاد الوطني من خالل تحسين ظروف االستثمار و البحث عن وسائل جديدة للتنمية االقتصادية ،و - .االهتمام بالعالم القروي ربط السياسة الحضرية باإلطار الشمولي إلعداد التراب الوطني عن طريق دعم القطاع العصري ،و إعادة هيكلة القطاع - .التقليدي ،و االهتمام بالتنمية االجتماعية ،و تفعيل قوانين العمران و التعمير .صيانة و تدبير الموارد الطبيعية و المحافظة على التراث الثقافي - تأهيل الموارد البشرية و ذلك بمحاربة األمية ،و إصالح مناهج التعليم ،و تطوير البحث العلمي و التكنولوجي ،و تكوين - .الفالحين و الحرفيين ،و منع تشغيل األطفال :التوجهات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني :يمكن تحديد رهانات التوجهات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني على الشكل اآلتي * .المناطق الجبلية :المحافظة على الموارد الطبيعية ،و التضامن المجالي - .المناطق المسقية :األمن الغذائي ،و تحديات االنفتاح - .مناطق البور :النجاعة االقتصادية ،و التوازنات المالية - .المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية :االندماج الجهوي ،و تدبير المجاالت الهشة - .المناطق الساحلية األطلنتية :االنفتاح و تدبير الموارد - .األقاليم الشمالية :تدعيم البعد األورو متوسطي - الشبكة الحضرية :تحديث التدبير ،و تأهيل المجال و االستثمار و الموارد واألقطاب الجهوية و المدن المتوسطة و الصغيرة - . :دور سياسة إعداد التراب الوطني في تهيئة المجال الجغرافي و تحقيق التنمية و تجاوز التحديات :تساهم سياسة إعداد التراب الوطني في تهيئة المجال الجغرافي .قانون التعمير أو مدونة التعمير هو مجموعة من النصوص التشريعية التي تنظم البناء و التوسع العمراني * :يشمل قانون التعمير الوثائق اآلتية * ) .التصميم المديري للتهيئة و التمدين :وثيقة تحدد التوجهات العامة للتوسع العمراني على المدى البعيد( أكثر من 22سنة - ..) .تصميم التنطيق :وثيقة تبرز تخصصات المناطق و األحياء داخل المدينة ( سكنية ،صناعية ،تجارية ،إدارية إلخ - مخطط التهيئة :وثيقة توضح بدقة استعماالت األراضي في المدينة و المراكز القروية المجاورة ( الشوارع - ، ) .األزقة،الساحات ،عدد طوابق البنايات ..تصميم التنظيم الوظيفي و اإلعداد :وثيقة تبرز الوظائف األساسية للمدن الكبرى( إدارية ،سياحية ،صناعية ،تجارية إلخ - ). :تساعد سياسة إعداد التراب الوطني على تحقيق التنمية من خالل المبادئ التالية .التنمية االقتصادية و االجتماعية المتوازنة من خالل إعطاء األولية للمناطق األقل تطورا و للطبقة الفقيرة - .تدعيم الوحدة الوطنية عن طريق تحقيق التضامن بين المناطق و تعزيز التكافل االجتماعي - .نهج سياسة الالمركزية و ذلك بإشراك المنتخبين في تحديد و إنجاز المشاريع - .المحافظة على البيئة و ترشيد استغالل الموارد الطبيعية في إطار التنمية المستدامة - :تواجه سياسة إعداد التراب الوطني عدة تحديات من أبرزها .تحديات ديمغرافية و اجتماعية :التطور السكاني ،ارتفاع نسبة الساكنة النشيطة و البطالة و الفقر - .تحديات اقتصادية :ضعف وتيرة النمو االقتصادي و اإلنتاجية ،المنافسة األجنبية في إطار العولمة - .تحديات بيئية :التقلبات المناخية ،التلوث ،تزايد الضغط على الموارد الطبيعية - خاتمة :إذا كانت سياسة إعداد التراب الوطني لم تحقق كل أهدافها ،فإنها تظل ركيزة أساسية بالنسبة للتهيئة الحضرية و الريفية .بالمغرب الحكامة و إعداد التراب مفهوم الحكامة يعتبر مفهوم الحكامة من المفاهيم الموضوعاتية التي الزال النقاش والحوار حولها مفتوحا بالنسبة للمجتمعات النامية ،لكونه .مازال ملفوفا بكثير من الغموض من حيث ميالده ونشأته و هذا المصطلح يختلف من دولة إلى أخرى و هناك من يعرفها بأنها :الديمقراطية ،األمن ،احترام حقوق اإلنسان ،احترام ....القانون ،المراقبة و المحاسبة ،الشراكة وفيما يخص أهميتها المرحلية فهي تكتسبها من خالل حضورها القوي في تقارير البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة وتقارير البنك الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية التي جعلت منها مفهوما مشدودا بقوة إلى مفهوم التنمية المستدامة .وهي تفيد الرقابة .والتوصية والتدبير الرشيد للمدخالت المجالية والطبيعية البشرية كمدخل لتحقيق التوازن واالستدامة في السيرورة التنموية :أسس الحكامة الجيدة تتركز الحكامة الجيدة على عدة أسس نذكر منها ال الحصر حسن التدبير :اعتماد اآلليات الحديثة الشفافية • 1. تبسيط المساطر • 2. توضيح المرجعية القانونية • 3. جودة الخدمات • 4. اإلرشاد و التواصل • 5. التقييم • 6. التحفيز • 7. اإلشراك القطاعات الحكومية؛ • الفاعلون على المستوى المحلي و الجهوي و الوطني ؛ وذلك لتحسين المر دودية والرفع من الجودة و ترشيد التسيير وحسن • .استعمال الموارد التشارك :إنخراط القوات الحية في مسلسل اإلصالح الهيئات السياسية و الهيئات التمثيلية ؛ • المنظمات النقابية ؛ • مؤسسات المجتمع المدني ( جمعيات ،تعاونيات )....؛ • التوافق .تحقيق اإلجماع و ذلك باإلقناع و التفاوض حول القضايا التي تتضارب حولها المواقف و اآلراء • .األخذ بعين االعتبار تنوع مصدر القرار للتمكن من تطوير مساطر التبادل و التوافق • الفعالية و جودة الخدمات و التواصل تنفيذ المشاريع المرتبطة بحاجيات السكان وانتظاراتهم ؛و ذلك لتحسين األوضاع االجتماعية والمادية و الرفع من مستوى • .العيش الرؤية اإلستراتيجية تحليل المعطيات و رصد اإلمكانات من أجل رسم سياسة تنموية و إنجاز الدراسات و التقارير ،االهتمام بالدراسات المستقبلية و اليقظة التكنولوجية ؛ إشراك اإلعالم ؛القيام بالحمالت التحسيسية استطالعات الرأي ؛ وذلك لوضع تقييم واقعي للمنجزات ؛ فالحكامة المحلية الرشيدة هي نتيجة وترجمة مباشرة لتبني سياسة الالمركزية ووضع إطار قانوني يمنح الفاعل السياسي واالقتصادي والمدني الشروط المناسبة للتحقيق المشاركة والعدالة والشفافية واإلدماج ،وإذا المغرب قد تبنى إطارا قانونيا ومؤسساتيا متطور نسبيا لتفعيل الالمركزية والالتركز ،فإنه يعرف الوفرة في المعيقات التي تحول دون التواصل الفعال بين القمة والهرم ،واالنتقال من الديمقراطية التمثيلية إلى الديمقراطية التشاركية :شروط عوائق تطبيق الحكامة الحضرية وما يعيق تطبيق الحكامة الحضرية يمكن تلخيصه في :عوائق مؤسساتية :أي ما يشوب المؤسسات الوطنية والجهوية والمحلية خاصة ،من غموض بينها وبين المؤسسات المدنية والمجتمعات المحلية .عوائق عالئقية :تمس عدم التكافؤ وضعف فعاليات العالقات بين إدارات الدولة والجماعات المحلية ،والتي الزالت تتصف بأشكال الوصاية والمراقبة من طرف الفاعلين في مراقبة التراب الوطني .عوائق اجتماعية وسياسية :ممثلة في طريقة اختيار الموظفين السياسيين للجماعات المحلية والتي تعتبر .األحزاب السياسية المسئول األول عنها عراقيل منهجية :ممثلة في االنحرافات السياسية المسجلة لدى الهيئات الثمتيلية ،الضعيفة التكوين وما يزيد من عرقلة آلية الحكامة ألداء دورها وتبنيها في منهج إعداد المجال الحضري ،يمكن تلخيصه في الجانب التقني الممثل في عمليات التقطيع ذات البعد األمني والتي أنتجت بهدف التمكن من المراقبة والتأطير عدد ال يمث للديمقراطية المحلية بصلة ،الشيء الذي يحول دون تكيف الالتمركز القراري ،إضافة على ما ينتج عنه من تقلص في الموارد المالية للقوى المحلية ،ويصعب عملية التواصل .والتنسيق فيما بينها في إطار إستراتيجية التقائية .التنمية المجالية بالدارالبيضاء اإلعداد والتنمية والتهيئة كلها مفاهيم تقنية تصب في ضرورة التنظيم النسبي للمجال حسب ما يعرفه من إمكانات ثقافية واجتماعية واقتصادية وايكولوجية ،فهو التوفيق بين الشكل والمنضمون والمحتوى المادي ،يهدف إجرائيا وعمليا إلى إزالة .الحدود بين مستويات المجال الوطني والمحلي وإلى العدالة بينهما في توزيع مدخالت ومخرجات التنمية المستدامة • o :من السكن التافه إلى تفاهة السكن 1- أمام أزمة السكن الحادة التي عاشتها البالد كنتيجة حتمية الرتفاع حجم الساكنة الحضرية ،والذي لم يواكبه ارتفاع في حجم مشاريع البناء المنجزة ،سواء من طرف الدولة أو القطاع الخصوصي،وأمام ضعف الهياكل القانونية وغياب ثقافة القانون لدى السكان والمالكين على حد السواء ،بدأت المدن تتوسع بشكل عشوائي على المستوى األفقي المتمثل في المدن الصفيح التي غزت كل المجاالت الحضرية داخل المدينة المبتروبول ،حيث نكاد نجدها في كل أجزاء المدينة " كاريان بن مسيك ،الحي الدمحمي ،مرس السلطان ،باشكو" هذه األحياء/الكاريانات تعتبر مثاال حيا لواقع مرير اسمه’ السكن التافه ’ حيث تتوفر أهم شروط البؤس فيه ،من قبيل انتفاء أبسط شروط الحياة الكريمة كالتجهيزات والبنايات التحتية الضرورية ،فالماء الصالح للشرب يكاد ينعدم أضف إلى ذلك الكهرباء والتطهير السائل ’’الواد الحار’’ والصلب " األزبال" التي يتم وضعها في أي مكان، المهم أن تبقى خارج البيت /البراكة .إن زيارة أي حي من هذه األحياء المنتشرة عبر تراب جماعات الدار البيضاء توضح جليا للدارس غياب التجهيزات والبنيات التحتية فالمصدر الوحيد للتزود بالماء لمختلف االستعماالت هو السقاية العمومية ،أما الواد الحار فإنه واد لكنه يجري على السطح مخلفا مجموعة برك ومستنقعات وروائح كريهة .أضف إلى ذلك العتمة التي .تعيشها هذه األحياء ليال مما يساهم في ارتفاع نسبة اإلجرام أما على المستوى الداخلي للسكن فإن ضيق المساحة الداخلية يشكل العنوان البارز داخل هذه المنظومة السكنية حيث أن ضيق المساحة العامة للسكن يؤثر سلبيا على باقي المرافق ،فالغرف أشبه ما تكون بعلب الكبريت و هي في نفس اآلن متعددة ألجل تلبية حاجات أفراد األسرة الكبيرة الشيء الذي يجعل عددا من المرافق تنتفي كالبهو والشرفة التي تسمح بالتهوية ،وعدد آخر .يصبح ثانويا كالحمام والصالون وألجل حل مشكل السكن التافه عملت الدولة على التدخل بشكل سريع عقب أحداث 1661بإطالق مشاريع إعادة إسكان قاطني السكن التافه من خالل مشروع 211ألف سكن سنة 1664وإطالق مشاريع متعددة لسكن االقتصادي واالجتماعي تزعمها حيث كانت هاته المشاريع على شكل خاليا مكونة من طابق سفلي يحتوي على SNECو ERACشركات تابعة للدولة مثل غرفة ومطبخ و مرحاض ،كما ساهمت في هذه العملية شركات خاصة أو نصف خاصة مثل شركة التشارك ،حيث كانت االستفادة على شكل شقق مكونة من صالون وغرفتان وحمام ومرحاض .لكن السرعة في العمل واالنجاز المشاريع أدت الى .السكن التافه على حساب المعمار و التناسق إن المالحظ للمشاريع المنجزة في هذا اإلطار ،يلمس نوعا من انعدام الجمالية المعمارية فالواجهات متشابهة بشكل روتيني يكاد ينعدم فيه اإلبداع ،كما البنايات تفتقد للجودة والصالبة والسعي لتحقيق إنذماج اجتماعي يضم عناصر مختلفة لم ينجح .أما على المستوى الداخلي للوحدات و الشقق المسلمة ،نالحظ عدم توافق بين ثقافة المهندس و الثقافة االجتماعية و فكر القاطن ،مما خلق تنافرا وتصادما بين الساكن والمجال حيث إن بعض السكان قاموا بتحويل المطبخ إلى غرفة أو قاموا بتحويل الشرفة من مكان مخصص للتهوية واإلضاءة إلى مكان للجلوس وذلك بعد إغالقها من الخارج أو بتحويلها إلى مكان لنشر الغسيل وبهذا .تكون أمام تحول من وظيفة إلى أخرى تماما هكذا فإن السكان وجدوا أنفسهم في مواجهة مفتوحة مع تفاهة السكن الذي أقترح عليهم أو أكرهوا عليه والذي ال يحترم أبسط .معاير التخطيط المعماري • o حدود و أبعاد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية2. للوقوف على المراحل التي قطعتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،باإلضافة إلى تبادل التجارب والخبرات انطالقا من المقاربة الشمولية والترابية التي ترتكز عليها المبادرة ،و التي جاءت لمواجهة أوضاع الفقر والتهميش واإلقصاء التي تعانيها فئات عريضة من المواطنين بإيجاد حلول ناجعة لتحقيق مكاسب مهمة وضرورية تقوم على مبادئ الحكامة الجيدة والنهوض .بحقوق الطفل ،وإدماج المرأة والشباب ،والفئات المستضعفة من ذوي االحتياجات الخاصة في الحياة العامة ونذكر بالمشاريع واألنشطة التي تحققت ،خالل سنتي 2118و ،2112والمتعلقة بتأسيس هياكل الحكامة على مختلف المستويات ،والمواكبة والتتبع والتقييم ،على أن سنة 2112تميزت بتنظيم دورات تكوينية ،و ورشات لتبادل التجارب والخبرات ،شملت مختلف أوجه نشاط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .و تقوية القدرات البشرية سعيا إلى تغيير بعض التصرفات أو العقليات التي ال تجدي كثيرا في تحقيق األهداف التي تتوخاها السياسات الحكومية ،معربا عن األمل في تعبئة .أكثر لجمعيات المجتمع المدني لالنخراط في ورش المبادرة خاصة في المناطق األكثر احتياجا وأضافت أن هذه المشاريع ،التي يستفيد منها ما يزيد عن مليونين و 211ألف مستفيد بصفة مباشرة ،تهم كل القطاعات الحيوية من تجهيزات أساسية وتقوية للكفاءات والقدرات واألنشطة المدرة للدخل ،مبرزة أن ذلك يبرهن على مدى الدور الطالئعي الذي تلعبه المبادرة من خالل منهجية عمل ذات مهنية عالية ،تتسم بترسيخ حقيقي لدور الرافعة كشرط أساسي لتحقيق التنمية البشرية .المستدامة كما أنها تحظى باهتمام متزايد من طرف المالحظين والمتتبعين للشأن االجتماعي على المستوى الوطني والدولي ،الذين وقفوا .على المواكبة واالنخراط الكلي لجميع شرائح المجتمع ،واعتماد مقاربة تشاركية ومساهمة الجميع إلنجاح هذه المبادرة الملكية • o دور القوى المحلية في الحكامة الجيدة III- • :المجتمع المدنيo 3. المجتمع المدني كما عرفه ذ إبراهيم سعد ...(( 13هو المجال الذي يتفاعل فيه المواطنين ويؤسسون بآرائهم تنظيمات مستقلة )) ...عن السلطة للتعبير عن المشاعر وتحقيق المصالح أو خدمة القضايا المشتركة إذن المجتمع المدني هو ناتج عن عجز الدولة في توفير كل ما يحتاج إليه السكان ،الشيء الذي يدفع بهم إلى تأسيس جمعيات األحياء؛ و هي عبارة عن يقظة المجتمع المدني و ذلك من أجل خدمة الساكنة ،ثم المطالبة ببعض الحقوق التي تتملص منها الدولة كإقامة المجاالت الخضراء و الحق في العيش في بيئة نظيفة دون أزبال ،و هو يضم جمعيات األحياء و أندية حقوقية ،اجتماعية و نقابات وغيرها .و لها دور كبير في عملية إعداد المجال الحضري ،من أهم التدخالت التي عرفها هذا المجال هو تأسيس الوداديات السكنية التي لها أدوار عديدة تتجلى في ترميم المباني اآليلة والمرافق العمومية .هذا باإلضافة إلى تنظيم حمالت للتحسيس بأهمية المجال الحضري ،والحفاظ عليه في إطار الحفاظ على المجاالت الخضراء المتضررة ،وخدمة كدالك .القضايا المشتركة ال يمكن لعملية إدماج الساكنة في إنتاج وتدبير المعمار إال أن تقلل الهوة بين اإلنسان و المجال وتجعل مستعمل المعمار ((.. عنصرا يحس بالمسؤولية في إنجاح أو إفشال كل مشروع معماري ،وتدفع إلى البحث عن المحافظة عليه ،على اعتبار أن .المجال ملكا له إذن فهو مسؤول عن العناية به))...عن د أحمد الحراق وهكذا يؤكد على دور المجتمع المدني في إنتاج المجال الحضري والمساهمة في الحفاظ عليه والعناية به ،إذا جعلنا من الساكنة جزءا من المجال ومنه واليه حيث يعتبر المجال الحضري مركزا لإلبداعات الشعبية والمتمثلة في رموز تلخص نوع الفكر وشكل الثقافة االجتماعية للمنتج والمستهلك .ونلخص ذلك في مالمح المجال المغربي خطتها التي رسمتها الخصوصيات الفردية .واإلبداعات الشعبية التي تلخصها أفكارا لساكنة ونوع الثقافة االجتماعية للسكان • :إمكانيات وحدود عمل المقاطعات o 2- وضع الميثاق الجماعي الجديد رهن إشارة مجالس المقاطعات ورؤسائها ،مجموعة من الوسائل من اجل تمكينهم من القيام .بمهامهم على أحسن وجه لكنه وضع كذلك حدودا لعمل هذه المقاطعات :ركز الميثاق الجماعي الجديد على .توسيع اختصاصات المجالس الجماعية 32 .االختصاصات الذاتية ،المادة 38الى المادة 42 االختصاصات القابلة للنقل المادة، 43 .اختصاصات استشارية المادة44 ففي المجال المالي نص القانون الجديد في المواد من 111إلى 121على تمكين مجلس المقاطعة من مداخيل للتسيير عبارة :عن منحة يحددها المجلس الجماعي وتتضمن حصتين .األول جزافية ال تقل عن % 41من مبلغ المنحة ويحدد حسب عدد سكان المقاطعة + الثانية تحدد حسب أهمية نفقات والتسيير باستثناء نفقات الموظفين و كل التكاليف المالية التي تتحملها الجماعة ،ويتم تقدير + .هذه النفقات التسييرية من طرف المجلس الجماعي بناء على اقتراح من هذا األخير كما أن الميزانية تعدل كل سنة بالنظر للتغييرات التي تطرأ على الئحة التجهيزات و المرافق الداخلية ،حيث تدرج بميزانية الجماعة كل المبالغ و المداخيل و النفقات المتعلقة بالتسيير المجلس المقاطعة في وثيقة تسمى "حساب النفقات من المبالغ .المرصودة " وتلحق حسابات المقاطعة بميزانية الجماعة أما نفقات االستثمار فتبقى ضمن المسؤولية الكاملة لمجلس الجماعة الذي يدرس مقترحات االستثمار المقدمة من طرف مجلس .المقاطعة ويحدد لها برنامج التسيير والتجهيز في حين تطرقت المادتان 131و 132من الميثاق للممتلكات العقارية والمنقولة وقضى بنقل كل األمالك العامة والخاصة التي كانت في ملك المجموعة الحضرية والجماعات الحضرية المكونة لها إلى ملكية الجماعة أو الجماعات الحضرية الجديدة ،وفي .حالة حصول خالف فان وزيرالدخلية يبث في األمر بمقتضى قرار .كما نص الميثاق على التعاون و الشراكة بين الفاعلين المحليين و ذلك :التعاون بين المجالس الجماعية المحلية .الشراكة بين المجالس الجماعية و القطاع الخصوصي .الشراكة بين المجالس الجماعية و المجتمع المدني وألجل تيسير عمل مجلس المقاطعة ورئيسه وتسهيل مزاولة االختصاصات المخولة لهما ،أكد القانون على أن المجلس الجماعي يضع رهن تصرف مجلس المقاطعة كل األمالك العقارية والمنقولة الضرورية ،مع التأكيد على أن تلك األمالك تضل في ملكية .الجماعة مع تحملها كل الحقوق وااللتزامات المرتبطة بها وعن طريقة تحديد هذه األمالك والتجهيزات والعقارات ،فتتم بواسطة جرد يضعه رئيس المجلس الجماعي باتفاق مع رئيس مجلس المقاطعة خالل الثالث أشهر الموالية النتخاب المجالس أو تجديدها العام ،مع قابلية هذا الجزء للتعديل والتحيين كل سنة .وإذا ما نشب خالف بين الرئيسين حول محتوى أو تعديل الئحة األمالك التي توضع رهن إشارة المقاطعة ،فان المجلس .الجماعي يتداول األمر ويبث فيه استنتاج فتكون الحكامة الحضرية من خالل هذا دعوة صريحة وفعلية إلى ضرورة الحجر على الديمقراطية التمثيلية التي تحتكر سلطة الوالية على الشأن العام ،وتدعو إلى ضرورة تطعيم هذا النهج الالمركزي الفاشل بجرعات وأشكال جديدة من الديمقراطية التشاركية تمكن من إشراك جميع أطراف معادلة اإلعداد الفعال للمجال الحضري ،المدافع عن المجموعات الهشة اقتصاديا .واجتماعيا والمطالب بضرورة صيانة الوسط الثقافي واعتباره في عمليات التهيئة بناء عليه ،الحكامة الحضرية هي الحد الفاصل بين الديمقراطية في شكليها التمثيلي والبرلماني الممركز ودعوة صريحة على ديمقراطية تشاركية مؤسسة على المساهمة والمشاركة والتوافق في صنع وتنفيد وتقييم برامج ومشاريع التنمية على أرض الواقع ،وهي قناة أساسية تمكن من االستفادة من نواتج ونتائج التنمية المستدامة