You are on page 1of 6

‫إعداد التراب‬

‫إعداد التراب الوطني‪ :‬التعريف و التطور‬


‫يكتسي موضوع إعداد التراب الوطني أهمية كبرى و ذلك الرتباطه الوثيق بالعديد من المواضيع اآلنية‪ ،‬من قبيل الالمركزية‪،‬‬
‫الجهوية‪ ،‬الحكامة‪ ،‬التنمية‪ ،...‬هذه األخيرة التي فرضت نفسها و بقوة على جميع دول العالم و جعلتها هي بدورها من بين أولى‬
‫‪.‬األولويات التي تحاول جاهدة تحقيقه ا‬
‫و يعتبر اإلعداد الجيد للتراب الوطني من بين األسس التي تعتمد عليها التنمية في جميع المجاالت‪ ،‬و سنتطرق أوال لتحديد‬
‫‪ .‬مفهوم إعداد التراب الوطني ‪ ،‬ثم إلدراج تطور مفهوم إعداد التراب الوطني‬
‫أوال‪ :‬تعريف إعداد التراب الوطني‬
‫يعترض محاولتنا لمقاربة مفهوم إعداد التراب الوطني ما قاله األستاذ دلوبدير " من السهل تكوين فكرة عما تعنيه عبارة إعداد‬
‫التراب الوطني‪ ،‬و من الصعب في نفس الوقت إن لم يكن من المستحيل‬
‫إعطاؤها تعريفا أكيدا و متكامال"‪1.‬‬
‫‪.‬لكن بالرغم من ذلك سنقف على العديد من التعاريف‬
‫إعداد التراب يقابله بالفرنسية‪Aménagement du territoire‬‬
‫‪" Aménagement‬تعني"اإلعداد و التهيئة‬
‫‪"،‬تعني" التراب ‪territoire‬‬
‫و إعداد التراب مفهوم واسع كل يعرفه بحسب تخصصه‪" ،‬فبالنسبة للجغرافيا يعتبر بمثابة إعادة توزيع للموارد الطبيعية و‬
‫البشرية‪ ،‬أما االقتصاد فبالنسبة له فهو وسيلة للتوزيع المناسب لألنشطة االقتصادية و للتنمية المحلية و الجهوية "‪ 2‬و هناك من‬
‫يجمع بينهما و‬
‫يعتبر إعداد التراب هو السياسة االقتصادية و االجتماعية المعقلنة‪ ،‬التي يتبعها اإلنسان الستغالل الموارد الطبيعية و تحسين‬
‫جودة المجال أو الوسط الترابي الذي يمارس فيه مختلف أنشطته‪ ،‬و في نفس السياق نجد الفقيه روالن يعرف إعداد التراب على‬
‫أنه " علم و فن يهدف إلى تنظيم و توزيع الفضاء الجهوي و الوطني لمختلف األنشطة البشرية حسب حاجات الفرد و‬
‫‪".‬الجماعة‬
‫و أما المخطط الخماسي ‪ 22-86‬فقد عرف إعداد التراب بأنه‪" :‬إعطاء بعد جغرافي لعمليات التنمية االقتصادية و االجتماعية‬
‫أي الوصول إلى توزيع مجالي لألنشطة التي يمكن معها إنعاش عملية‬
‫التنمية‪ ،"...‬و على هذا األساس يتلخص مفهوم إعداد التراب الوطني في تلك العملية التقنية و الفنية و‬
‫السياسية و اإلدارية التي تتولى تحقيق تنمية شمولية و متوازنة لجميع المناطق و جهات البلد‪ ،‬و ذلك‬
‫بالقدر الذي يخدم في نفس الوقت السكان عن طريق تحقيق توزيع عادل للثروات واألنشطة االقتصادية و االجتماعية ‪3.‬‬
‫و بالرغم من تعدد التعاريف التي أعطيت إلعداد التراب الوطني يبقى الرابط المشترك بينها هو أنه سياسة تهدف إلى الحد من‬
‫الفوارق االقتصادية و االجتماعية بين مختلف جهات المملكة و إلى تحقيق التوازن المجالي و العدالة االجتماعية و ذلك من‬
‫خالل توزيع أفضل للسكان و األنشطة على مستوى التراب الوطني‪ ،‬من أجل التغلب على كل التحديات الديمغرافية و‬
‫‪.‬االقتصادية و البيئية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار خصوصيات و إمكانات كل منطقة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تطور مفهوم إعداد التراب الوطني‬
‫لقد كانت االختالالت و الفوارق التي عانت منها مختلف جهات المملكة‪ ،‬و غياب النظرة الشمولية في تخطيط المجال و اختالل‬
‫التوازن الذي تتخبط فيه البوادي و المدن و مجموع التراب على مستوى توزيع الساكنة و األنشطة‪،...‬دافعا أساسيا لتنتبه السلطة‬
‫المركزية التخاذ تدابير و إجراءات تخفف من حدة تمركز القطاعات اإلنتاجية و تنظم التزايد المستمر للساكنة‪ ،‬و كانت أولى‬
‫بوادر سياسة إعداد التراب الوطني سنة ‪ 1686‬مع سياسة التنمية الجهوية للتخفيف من حدة الفوارق االجتماعية و‬
‫االقتصادية بين جهات المملكة‪ ،‬و تبلورت في ظل المخطط الخماسي ‪ 1622-1623‬مع خلق الجهات االقتصادية السبعة التي‬
‫اعتبرت تهيئة المجال من األمور الضرورية لتحقيق التنمية و إنجاح الجهوية بالمغرب‪ ،‬و رسخها المخطط الثالثي ‪-1626‬‬
‫‪ 1661‬الذي ركز على ضرورة وضع سياسة إلعداد التراب الوطني بالموازاة مع وضع تصميم للتهيئة لتحقيق التنمية‪ ،‬ثم‬
‫عززها المخطط الخماسي‬
‫الذي أضاف القرى و أنجزت تصاميم الهيكلة القروية للحد من المشاكل التي استفحلت فيه‪ ،‬و تاله المخطط ‪1981-1985‬‬
‫الخماسي ‪ 62-66‬الذي أطلق عليه اسم مسار التنمية‪ ،‬الذي ركز بدوره على تهيئة المجال الحضري و القروي و الجهوي‬
‫لضمان االستقرار و التوازن على مستوى توزيع الساكنة و األنشطة االقتصادية و توزيع الثروات و اإلدارة و تدبير المجال‪ ،‬إال‬
‫أن فعالية هذه المخططات كانت محدودة بسبب اإلختالالت الكبرى التي كان يعاني منها المغرب باإلضافة إلى ضعف‬
‫اإلمكانيات و اعتماد منهجية قطاعية لم تعطي أكلها و لم يعرف المجال تطورا ملموسا بل أدى إلى تكريس الفوارق بين الجهات‬
‫على مختلف المستويات اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ...،‬و بعد ذلك أنجزت مجموعة من مشاريع إعداد التراب الوطني على الصعيد‬
‫المركزي و تم تحيينها عدة مرات دون أن تأخذ مجراها في مسلسل المصادقة و اإلنجاز و التطبيق‪ ،‬و مع حكومة التناوب تم‬
‫اعتماد سياسة جديدة تتجلى في طرح مسألة إعداد التراب الوطني للحوار و أطلق عليه الحوار الوطني إلعداد التراب و كان‬
‫سنة ‪ ،2111‬و انبثق عنه الميثاق الوطني إلعداد التراب الوطني سنة ‪ 2111‬الذي يعتبر إطارا قانونيا ‪ -‬باإلضافة إلى إطارات‬
‫قانونية أخرى على المستوى الجهوي و المحلي ‪ -‬و توجيهيا يحدد المعالم الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني و يلخص جميع‬
‫العناصر المتولدة عن هذا الحوار‪ ،‬و في نفس الوقت يعتبر هذا‬
‫الميثاق أساس التصميم الوطني إلعداد التراب الوطني ( ‪ 2112 - 2111‬و أخذ شكله النهائي سنة‬
‫‪2003).‬‬
‫و قد شكلت ثالثية‪ :‬الحوار – الميثاق – التصميم الوطني ركيزة متينة تمكننا اآلن من إرساء سياسة ترابية واضحة المعالم‬
‫ستسهل مأموريتنا‪ ،‬في المرحة المقبلة‪ ،‬في تناول و بلورة التصاميم الجهوية و كذا في تفعيل مفاهيم الالمركزية و الالتمركز و‬
‫الديمقراطية كركائز أساسية اختارها المغرب لبناء مشروعه التنموي‪ ،4‬خاصة و أن المغرب قد تبنى نظام الجهوية التي تجعل‬
‫من إعداد التراب الوطني أولى أولوياتها لتحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪.‬‬
‫اإلختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني‬
‫مقدمة ‪ :‬لتجاوز مشكل التباين الجهوي ‪ ،‬اتبعت الدولة المغربية سياسة إعداد التراب الوطني فما هو مفهوم هذه السياسة ؟ و ما‬
‫هي أهدافها و اختياراتها و توجهاتها المجالية الكبرى ؟ و ما دور سياسة إعداد التراب الوطني في تنظيم المجال الجغرافي و‬
‫تحقيق التنمية ؟‬
‫‪ :‬سياسة إعداد التراب الوطني ‪ :‬مفهومها ‪ ،‬اهدافها ‪ ،‬اختياراتها ‪ ،‬و توجهاتها المجالية‬
‫‪ :‬تعريف سياسة إعداد التراب الوطني‬
‫يقصد بسياسة إعداد التراب الوطني تدخل الدولة لتنظيم المجال الجغرافي من خالل اإلعداد الفالحي و تطوير الصناعة و‬
‫‪ .‬التهيئة الحضرية في المدن‬
‫‪ :‬أهداف سياسة إعداد التراب الوطني‬
‫تستهدف سياسة إعداد التراب الوطني التحكم في توزيع السكان و األنشطة االقتصادية و تحقيق تنمية جهوية متوازنة اقتصاديا‬
‫‪ .‬و بشريا و اجتماعيا ‪ ،‬و تفعيل أشكال التضامن بين المناطق‬
‫‪ :‬االختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني‬
‫الرفع من فعالية االقتصاد الوطني من خالل تحسين ظروف االستثمار و البحث عن وسائل جديدة للتنمية االقتصادية ‪ ،‬و ‪-‬‬
‫‪ .‬االهتمام بالعالم القروي‬
‫ربط السياسة الحضرية باإلطار الشمولي إلعداد التراب الوطني عن طريق دعم القطاع العصري‪ ،‬و إعادة هيكلة القطاع ‪-‬‬
‫‪ .‬التقليدي ‪ ،‬و االهتمام بالتنمية االجتماعية ‪ ،‬و تفعيل قوانين العمران و التعمير‬
‫‪ .‬صيانة و تدبير الموارد الطبيعية و المحافظة على التراث الثقافي ‪-‬‬
‫تأهيل الموارد البشرية و ذلك بمحاربة األمية‪ ،‬و إصالح مناهج التعليم ‪،‬و تطوير البحث العلمي و التكنولوجي ‪ ،‬و تكوين ‪-‬‬
‫‪ .‬الفالحين و الحرفيين‪ ،‬و منع تشغيل األطفال‬
‫‪ :‬التوجهات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني‬
‫‪ :‬يمكن تحديد رهانات التوجهات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني على الشكل اآلتي *‬
‫‪ .‬المناطق الجبلية ‪ :‬المحافظة على الموارد الطبيعية ‪ ،‬و التضامن المجالي ‪-‬‬
‫‪ .‬المناطق المسقية ‪ :‬األمن الغذائي ‪ ،‬و تحديات االنفتاح ‪-‬‬
‫‪ .‬مناطق البور ‪ :‬النجاعة االقتصادية ‪ ،‬و التوازنات المالية ‪-‬‬
‫‪ .‬المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية ‪ :‬االندماج الجهوي ‪ ،‬و تدبير المجاالت الهشة ‪-‬‬
‫‪ .‬المناطق الساحلية األطلنتية ‪ :‬االنفتاح و تدبير الموارد ‪-‬‬
‫‪ .‬األقاليم الشمالية ‪ :‬تدعيم البعد األورو متوسطي ‪-‬‬
‫الشبكة الحضرية ‪ :‬تحديث التدبير ‪ ،‬و تأهيل المجال و االستثمار و الموارد واألقطاب الجهوية و المدن المتوسطة و الصغيرة ‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬دور سياسة إعداد التراب الوطني في تهيئة المجال الجغرافي و تحقيق التنمية و تجاوز التحديات‬
‫‪ :‬تساهم سياسة إعداد التراب الوطني في تهيئة المجال الجغرافي‬
‫‪ .‬قانون التعمير أو مدونة التعمير هو مجموعة من النصوص التشريعية التي تنظم البناء و التوسع العمراني *‬
‫‪ :‬يشمل قانون التعمير الوثائق اآلتية *‬
‫‪ ) .‬التصميم المديري للتهيئة و التمدين ‪ :‬وثيقة تحدد التوجهات العامة للتوسع العمراني على المدى البعيد( أكثر من ‪ 22‬سنة ‪-‬‬
‫‪ ..) .‬تصميم التنطيق ‪ :‬وثيقة تبرز تخصصات المناطق و األحياء داخل المدينة ( سكنية ‪ ،‬صناعية ‪ ،‬تجارية ‪ ،‬إدارية إلخ ‪-‬‬
‫مخطط التهيئة ‪ :‬وثيقة توضح بدقة استعماالت األراضي في المدينة و المراكز القروية المجاورة ( الشوارع ‪- ،‬‬
‫‪ ) .‬األزقة‪،‬الساحات‪ ،‬عدد طوابق البنايات‬
‫‪..‬تصميم التنظيم الوظيفي و اإلعداد ‪ :‬وثيقة تبرز الوظائف األساسية للمدن الكبرى( إدارية ‪ ،‬سياحية ‪ ،‬صناعية ‪ ،‬تجارية إلخ ‪-‬‬
‫‪).‬‬
‫‪ :‬تساعد سياسة إعداد التراب الوطني على تحقيق التنمية من خالل المبادئ التالية‬
‫‪ .‬التنمية االقتصادية و االجتماعية المتوازنة من خالل إعطاء األولية للمناطق األقل تطورا و للطبقة الفقيرة ‪-‬‬
‫‪ .‬تدعيم الوحدة الوطنية عن طريق تحقيق التضامن بين المناطق و تعزيز التكافل االجتماعي ‪-‬‬
‫‪ .‬نهج سياسة الالمركزية و ذلك بإشراك المنتخبين في تحديد و إنجاز المشاريع ‪-‬‬
‫‪ .‬المحافظة على البيئة و ترشيد استغالل الموارد الطبيعية في إطار التنمية المستدامة ‪-‬‬
‫‪ :‬تواجه سياسة إعداد التراب الوطني عدة تحديات من أبرزها‬
‫‪ .‬تحديات ديمغرافية و اجتماعية ‪ :‬التطور السكاني ‪ ،‬ارتفاع نسبة الساكنة النشيطة و البطالة و الفقر ‪-‬‬
‫‪ .‬تحديات اقتصادية ‪ :‬ضعف وتيرة النمو االقتصادي و اإلنتاجية ‪ ،‬المنافسة األجنبية في إطار العولمة ‪-‬‬
‫‪ .‬تحديات بيئية ‪ :‬التقلبات المناخية ‪ ،‬التلوث ‪ ،‬تزايد الضغط على الموارد الطبيعية ‪-‬‬
‫خاتمة ‪ :‬إذا كانت سياسة إعداد التراب الوطني لم تحقق كل أهدافها‪ ،‬فإنها تظل ركيزة أساسية بالنسبة للتهيئة الحضرية و الريفية‬
‫‪ .‬بالمغرب‬
‫الحكامة و إعداد التراب‬
‫مفهوم الحكامة‬
‫يعتبر مفهوم الحكامة من المفاهيم الموضوعاتية التي الزال النقاش والحوار حولها مفتوحا بالنسبة للمجتمعات النامية‪ ،‬لكونه‬
‫‪.‬مازال ملفوفا بكثير من الغموض من حيث ميالده ونشأته‬
‫و هذا المصطلح يختلف من دولة إلى أخرى و هناك من يعرفها بأنها‪ :‬الديمقراطية‪ ،‬األمن‪ ،‬احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬احترام‬
‫‪....‬القانون‪ ،‬المراقبة و المحاسبة‪ ،‬الشراكة‬
‫وفيما يخص أهميتها المرحلية فهي تكتسبها من خالل حضورها القوي في تقارير البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة وتقارير البنك‬
‫الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية التي جعلت منها مفهوما مشدودا بقوة إلى مفهوم التنمية المستدامة‪ .‬وهي تفيد الرقابة‬
‫‪.‬والتوصية والتدبير الرشيد للمدخالت المجالية والطبيعية البشرية كمدخل لتحقيق التوازن واالستدامة في السيرورة التنموية‬
‫‪:‬أسس الحكامة الجيدة‬
‫تتركز الحكامة الجيدة على عدة أسس نذكر منها ال الحصر حسن التدبير‬
‫‪:‬اعتماد اآلليات الحديثة‬
‫الشفافية ‪• 1.‬‬
‫تبسيط المساطر ‪• 2.‬‬
‫توضيح المرجعية القانونية ‪• 3.‬‬
‫جودة الخدمات ‪• 4.‬‬
‫اإلرشاد و التواصل ‪• 5.‬‬
‫التقييم ‪• 6.‬‬
‫التحفيز ‪• 7.‬‬
‫اإلشراك‬
‫القطاعات الحكومية؛ •‬
‫الفاعلون على المستوى المحلي و الجهوي و الوطني ؛ وذلك لتحسين المر دودية والرفع من الجودة و ترشيد التسيير وحسن •‬
‫‪.‬استعمال الموارد‬
‫التشارك‬
‫‪ :‬إنخراط القوات الحية في مسلسل اإلصالح‬
‫الهيئات السياسية و الهيئات التمثيلية ؛ •‬
‫المنظمات النقابية ؛ •‬
‫مؤسسات المجتمع المدني ( جمعيات‪ ،‬تعاونيات‪ )....‬؛ •‬
‫التوافق‬
‫‪.‬تحقيق اإلجماع و ذلك باإلقناع و التفاوض حول القضايا التي تتضارب حولها المواقف و اآلراء •‬
‫‪.‬األخذ بعين االعتبار تنوع مصدر القرار للتمكن من تطوير مساطر التبادل و التوافق •‬
‫الفعالية و جودة الخدمات و التواصل‬
‫تنفيذ المشاريع المرتبطة بحاجيات السكان وانتظاراتهم ؛و ذلك لتحسين األوضاع االجتماعية والمادية و الرفع من مستوى •‬
‫‪.‬العيش‬
‫الرؤية اإلستراتيجية‬
‫تحليل المعطيات و رصد اإلمكانات من أجل رسم سياسة تنموية و إنجاز الدراسات و التقارير‪ ،‬االهتمام بالدراسات المستقبلية و‬
‫اليقظة التكنولوجية ؛ إشراك اإلعالم ؛القيام بالحمالت التحسيسية استطالعات الرأي ؛ وذلك لوضع تقييم واقعي للمنجزات ؛‬
‫فالحكامة المحلية الرشيدة هي نتيجة وترجمة مباشرة لتبني سياسة الالمركزية ووضع إطار قانوني يمنح الفاعل السياسي‬
‫واالقتصادي والمدني الشروط المناسبة للتحقيق المشاركة والعدالة والشفافية واإلدماج‪ ،‬وإذا المغرب قد تبنى إطارا قانونيا‬
‫ومؤسساتيا متطور نسبيا لتفعيل الالمركزية والالتركز‪ ،‬فإنه يعرف الوفرة في المعيقات التي تحول دون التواصل الفعال بين‬
‫القمة والهرم ‪ ،‬واالنتقال من الديمقراطية التمثيلية إلى الديمقراطية التشاركية‬
‫‪:‬شروط عوائق تطبيق الحكامة الحضرية‬
‫وما يعيق تطبيق الحكامة الحضرية يمكن تلخيصه في‪ :‬عوائق مؤسساتية‪ :‬أي ما يشوب المؤسسات الوطنية والجهوية والمحلية‬
‫خاصة‪ ،‬من غموض بينها وبين المؤسسات المدنية والمجتمعات المحلية ‪ .‬عوائق عالئقية‪ :‬تمس عدم التكافؤ وضعف فعاليات‬
‫العالقات بين إدارات الدولة والجماعات المحلية‪ ،‬والتي الزالت تتصف بأشكال الوصاية والمراقبة من طرف الفاعلين في مراقبة‬
‫التراب الوطني‪ .‬عوائق اجتماعية وسياسية‪ :‬ممثلة في طريقة اختيار الموظفين السياسيين للجماعات المحلية والتي تعتبر‬
‫‪.‬األحزاب السياسية المسئول األول عنها‬
‫عراقيل منهجية‪ :‬ممثلة في االنحرافات السياسية المسجلة لدى الهيئات الثمتيلية‪ ،‬الضعيفة التكوين وما يزيد من عرقلة آلية‬
‫الحكامة ألداء دورها وتبنيها في منهج إعداد المجال الحضري‪ ،‬يمكن تلخيصه في الجانب التقني الممثل في عمليات التقطيع‬
‫ذات البعد األمني والتي أنتجت بهدف التمكن من المراقبة والتأطير عدد ال يمث للديمقراطية المحلية بصلة‪ ،‬الشيء الذي يحول‬
‫دون تكيف الالتمركز القراري‪ ،‬إضافة على ما ينتج عنه من تقلص في الموارد المالية للقوى المحلية‪ ،‬ويصعب عملية التواصل‬
‫‪.‬والتنسيق فيما بينها في إطار إستراتيجية التقائية‬
‫‪.‬التنمية المجالية بالدارالبيضاء‬
‫اإلعداد والتنمية والتهيئة كلها مفاهيم تقنية تصب في ضرورة التنظيم النسبي للمجال حسب ما يعرفه من إمكانات ثقافية‬
‫واجتماعية واقتصادية وايكولوجية‪ ،‬فهو التوفيق بين الشكل والمنضمون والمحتوى المادي‪ ،‬يهدف إجرائيا وعمليا إلى إزالة‬
‫‪.‬الحدود بين مستويات المجال الوطني والمحلي وإلى العدالة بينهما في توزيع مدخالت ومخرجات التنمية المستدامة‬
‫•‬
‫‪o‬‬
‫‪:‬من السكن التافه إلى تفاهة السكن ‪1-‬‬
‫أمام أزمة السكن الحادة التي عاشتها البالد كنتيجة حتمية الرتفاع حجم الساكنة الحضرية ‪ ،‬والذي لم يواكبه ارتفاع في حجم‬
‫مشاريع البناء المنجزة ‪ ،‬سواء من طرف الدولة أو القطاع الخصوصي‪،‬وأمام ضعف الهياكل القانونية وغياب ثقافة القانون لدى‬
‫السكان والمالكين على حد السواء ‪ ،‬بدأت المدن تتوسع بشكل عشوائي على المستوى األفقي المتمثل في المدن الصفيح التي‬
‫غزت كل المجاالت الحضرية داخل المدينة المبتروبول ‪ ،‬حيث نكاد نجدها في كل أجزاء المدينة " كاريان بن مسيك ‪ ،‬الحي‬
‫الدمحمي ‪ ،‬مرس السلطان‪ ،‬باشكو" هذه األحياء‪/‬الكاريانات تعتبر مثاال حيا لواقع مرير اسمه’ السكن التافه ’ حيث تتوفر أهم‬
‫شروط البؤس فيه ‪ ،‬من قبيل انتفاء أبسط شروط الحياة الكريمة كالتجهيزات والبنايات التحتية الضرورية ‪ ،‬فالماء الصالح‬
‫للشرب يكاد ينعدم أضف إلى ذلك الكهرباء والتطهير السائل ’’الواد الحار’’ والصلب " األزبال" التي يتم وضعها في أي مكان‪،‬‬
‫المهم أن تبقى خارج البيت ‪ /‬البراكة ‪ .‬إن زيارة أي حي من هذه األحياء المنتشرة عبر تراب جماعات الدار البيضاء توضح‬
‫جليا للدارس غياب التجهيزات والبنيات التحتية فالمصدر الوحيد للتزود بالماء لمختلف االستعماالت هو السقاية العمومية ‪ ،‬أما‬
‫الواد الحار فإنه واد لكنه يجري على السطح مخلفا مجموعة برك ومستنقعات وروائح كريهة‪ .‬أضف إلى ذلك العتمة التي‬
‫‪.‬تعيشها هذه األحياء ليال مما يساهم في ارتفاع نسبة اإلجرام‬
‫أما على المستوى الداخلي للسكن فإن ضيق المساحة الداخلية يشكل العنوان البارز داخل هذه المنظومة السكنية حيث أن ضيق‬
‫المساحة العامة للسكن يؤثر سلبيا على باقي المرافق‪ ،‬فالغرف أشبه ما تكون بعلب الكبريت و هي في نفس اآلن متعددة ألجل‬
‫تلبية حاجات أفراد األسرة الكبيرة الشيء الذي يجعل عددا من المرافق تنتفي كالبهو والشرفة التي تسمح بالتهوية ‪ ،‬وعدد آخر‬
‫‪.‬يصبح ثانويا كالحمام والصالون‬
‫وألجل حل مشكل السكن التافه عملت الدولة على التدخل بشكل سريع عقب أحداث ‪ 1661‬بإطالق مشاريع إعادة إسكان قاطني‬
‫السكن التافه من خالل مشروع ‪211‬ألف سكن سنة ‪ 1664‬وإطالق مشاريع متعددة لسكن االقتصادي واالجتماعي تزعمها‬
‫حيث كانت هاته المشاريع على شكل خاليا مكونة من طابق سفلي يحتوي على ‪ SNEC‬و ‪ ERAC‬شركات تابعة للدولة مثل‬
‫غرفة ومطبخ و مرحاض ‪ ،‬كما ساهمت في هذه العملية شركات خاصة أو نصف خاصة مثل شركة التشارك ‪ ،‬حيث كانت‬
‫االستفادة على شكل شقق مكونة من صالون وغرفتان وحمام ومرحاض‪ .‬لكن السرعة في العمل واالنجاز المشاريع أدت الى‬
‫‪.‬السكن التافه على حساب المعمار و التناسق‬
‫إن المالحظ للمشاريع المنجزة في هذا اإلطار ‪ ،‬يلمس نوعا من انعدام الجمالية المعمارية فالواجهات متشابهة بشكل روتيني يكاد‬
‫ينعدم فيه اإلبداع ‪ ،‬كما البنايات تفتقد للجودة والصالبة والسعي لتحقيق إنذماج اجتماعي يضم عناصر مختلفة لم ينجح ‪ .‬أما على‬
‫المستوى الداخلي للوحدات و الشقق المسلمة ‪ ،‬نالحظ عدم توافق بين ثقافة المهندس و الثقافة االجتماعية و فكر القاطن ‪ ،‬مما‬
‫خلق تنافرا وتصادما بين الساكن والمجال حيث إن بعض السكان قاموا بتحويل المطبخ إلى غرفة أو قاموا بتحويل الشرفة من‬
‫مكان مخصص للتهوية واإلضاءة إلى مكان للجلوس وذلك بعد إغالقها من الخارج أو بتحويلها إلى مكان لنشر الغسيل وبهذا‬
‫‪ .‬تكون أمام تحول من وظيفة إلى أخرى تماما‬
‫هكذا فإن السكان وجدوا أنفسهم في مواجهة مفتوحة مع تفاهة السكن الذي أقترح عليهم أو أكرهوا عليه والذي ال يحترم أبسط‬
‫‪.‬معاير التخطيط المعماري‬
‫•‬
‫‪o‬‬
‫حدود و أبعاد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪2.‬‬
‫للوقوف على المراحل التي قطعتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬باإلضافة إلى تبادل التجارب والخبرات انطالقا من‬
‫المقاربة الشمولية والترابية التي ترتكز عليها المبادرة‪ ،‬و التي جاءت لمواجهة أوضاع الفقر والتهميش واإلقصاء التي تعانيها‬
‫فئات عريضة من المواطنين بإيجاد حلول ناجعة لتحقيق مكاسب مهمة وضرورية تقوم على مبادئ الحكامة الجيدة والنهوض‬
‫‪.‬بحقوق الطفل‪ ،‬وإدماج المرأة والشباب‪ ،‬والفئات المستضعفة من ذوي االحتياجات الخاصة في الحياة العامة‬
‫ونذكر بالمشاريع واألنشطة التي تحققت‪ ،‬خالل سنتي ‪ 2118‬و‪ ،2112‬والمتعلقة بتأسيس هياكل الحكامة على مختلف‬
‫المستويات‪ ،‬والمواكبة والتتبع والتقييم‪ ،‬على أن سنة ‪ 2112‬تميزت بتنظيم دورات تكوينية‪ ،‬و ورشات لتبادل التجارب‬
‫والخبرات‪ ،‬شملت مختلف أوجه نشاط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ .‬و تقوية القدرات البشرية سعيا إلى تغيير بعض‬
‫التصرفات أو العقليات التي ال تجدي كثيرا في تحقيق األهداف التي تتوخاها السياسات الحكومية‪ ،‬معربا عن األمل في تعبئة‬
‫‪.‬أكثر لجمعيات المجتمع المدني لالنخراط في ورش المبادرة خاصة في المناطق األكثر احتياجا‬
‫وأضافت أن هذه المشاريع‪ ،‬التي يستفيد منها ما يزيد عن مليونين و‪ 211‬ألف مستفيد بصفة مباشرة‪ ،‬تهم كل القطاعات الحيوية‬
‫من تجهيزات أساسية وتقوية للكفاءات والقدرات واألنشطة المدرة للدخل‪ ،‬مبرزة أن ذلك يبرهن على مدى الدور الطالئعي الذي‬
‫تلعبه المبادرة من خالل منهجية عمل ذات مهنية عالية‪ ،‬تتسم بترسيخ حقيقي لدور الرافعة كشرط أساسي لتحقيق التنمية البشرية‬
‫‪.‬المستدامة‬
‫كما أنها تحظى باهتمام متزايد من طرف المالحظين والمتتبعين للشأن االجتماعي على المستوى الوطني والدولي‪ ،‬الذين وقفوا‬
‫‪.‬على المواكبة واالنخراط الكلي لجميع شرائح المجتمع‪ ،‬واعتماد مقاربة تشاركية ومساهمة الجميع إلنجاح هذه المبادرة الملكية‬
‫•‬
‫‪o‬‬
‫دور القوى المحلية في الحكامة الجيدة ‪III-‬‬
‫•‬
‫‪:‬المجتمع المدني‪o 3.‬‬
‫المجتمع المدني كما عرفه ذ إبراهيم سعد ‪...(( 13‬هو المجال الذي يتفاعل فيه المواطنين ويؤسسون بآرائهم تنظيمات مستقلة‬
‫)) ‪...‬عن السلطة للتعبير عن المشاعر وتحقيق المصالح أو خدمة القضايا المشتركة‬
‫إذن المجتمع المدني هو ناتج عن عجز الدولة في توفير كل ما يحتاج إليه السكان‪ ،‬الشيء الذي يدفع بهم إلى تأسيس جمعيات‬
‫األحياء؛ و هي عبارة عن يقظة المجتمع المدني و ذلك من أجل خدمة الساكنة‪ ،‬ثم المطالبة ببعض الحقوق التي تتملص منها‬
‫الدولة كإقامة المجاالت الخضراء و الحق في العيش في بيئة نظيفة دون أزبال ‪ ،‬و هو يضم جمعيات األحياء و أندية حقوقية‬
‫‪،‬اجتماعية و نقابات وغيرها ‪ .‬و لها دور كبير في عملية إعداد المجال الحضري ‪،‬من أهم التدخالت التي عرفها هذا المجال هو‬
‫تأسيس الوداديات السكنية التي لها أدوار عديدة تتجلى في ترميم المباني اآليلة والمرافق العمومية ‪ .‬هذا باإلضافة إلى تنظيم‬
‫حمالت للتحسيس بأهمية المجال الحضري‪ ،‬والحفاظ عليه في إطار الحفاظ على المجاالت الخضراء المتضررة‪ ،‬وخدمة كدالك‬
‫‪.‬القضايا المشتركة‬
‫ال يمكن لعملية إدماج الساكنة في إنتاج وتدبير المعمار إال أن تقلل الهوة بين اإلنسان و المجال وتجعل مستعمل المعمار ‪((..‬‬
‫عنصرا يحس بالمسؤولية في إنجاح أو إفشال كل مشروع معماري‪ ،‬وتدفع إلى البحث عن المحافظة عليه‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫‪.‬المجال ملكا له إذن فهو مسؤول عن العناية به‪))...‬عن د أحمد الحراق‬
‫وهكذا يؤكد على دور المجتمع المدني في إنتاج المجال الحضري والمساهمة في الحفاظ عليه والعناية به ‪،‬إذا جعلنا من الساكنة‬
‫جزءا من المجال ومنه واليه حيث يعتبر المجال الحضري مركزا لإلبداعات الشعبية والمتمثلة في رموز تلخص نوع الفكر‬
‫وشكل الثقافة االجتماعية للمنتج والمستهلك‪ .‬ونلخص ذلك في مالمح المجال المغربي خطتها التي رسمتها الخصوصيات الفردية‬
‫‪.‬واإلبداعات الشعبية التي تلخصها أفكارا لساكنة ونوع الثقافة االجتماعية للسكان‬
‫•‬
‫‪:‬إمكانيات وحدود عمل المقاطعات ‪o 2-‬‬
‫وضع الميثاق الجماعي الجديد رهن إشارة مجالس المقاطعات ورؤسائها‪ ،‬مجموعة من الوسائل من اجل تمكينهم من القيام‬
‫‪.‬بمهامهم على أحسن وجه لكنه وضع كذلك حدودا لعمل هذه المقاطعات‬
‫‪:‬ركز الميثاق الجماعي الجديد على‬
‫‪.‬توسيع اختصاصات المجالس الجماعية ‪32‬‬
‫‪.‬االختصاصات الذاتية‪ ،‬المادة ‪ 38‬الى المادة ‪42‬‬
‫االختصاصات القابلة للنقل المادة‪، 43‬‬
‫‪.‬اختصاصات استشارية المادة‪44‬‬
‫ففي المجال المالي نص القانون الجديد في المواد من ‪ 111‬إلى ‪ 121‬على تمكين مجلس المقاطعة من مداخيل للتسيير عبارة‬
‫‪ :‬عن منحة يحددها المجلس الجماعي وتتضمن حصتين‬
‫‪.‬األول جزافية ال تقل عن ‪ % 41‬من مبلغ المنحة ويحدد حسب عدد سكان المقاطعة ‪+‬‬
‫الثانية تحدد حسب أهمية نفقات والتسيير باستثناء نفقات الموظفين و كل التكاليف المالية التي تتحملها الجماعة‪ ،‬ويتم تقدير ‪+‬‬
‫‪ .‬هذه النفقات التسييرية من طرف المجلس الجماعي بناء على اقتراح من هذا األخير‬
‫كما أن الميزانية تعدل كل سنة بالنظر للتغييرات التي تطرأ على الئحة التجهيزات و المرافق الداخلية ‪ ،‬حيث تدرج بميزانية‬
‫الجماعة كل المبالغ و المداخيل و النفقات المتعلقة بالتسيير المجلس المقاطعة في وثيقة تسمى "حساب النفقات من المبالغ‬
‫‪ .‬المرصودة " وتلحق حسابات المقاطعة بميزانية الجماعة‬
‫أما نفقات االستثمار فتبقى ضمن المسؤولية الكاملة لمجلس الجماعة الذي يدرس مقترحات االستثمار المقدمة من طرف مجلس‬
‫‪ .‬المقاطعة ويحدد لها برنامج التسيير والتجهيز‬
‫في حين تطرقت المادتان ‪ 131‬و ‪ 132‬من الميثاق للممتلكات العقارية والمنقولة وقضى بنقل كل األمالك العامة والخاصة التي‬
‫كانت في ملك المجموعة الحضرية والجماعات الحضرية المكونة لها إلى ملكية الجماعة أو الجماعات الحضرية الجديدة‪ ،‬وفي‬
‫‪ .‬حالة حصول خالف فان وزيرالدخلية يبث في األمر بمقتضى قرار‬
‫‪.‬كما نص الميثاق على التعاون و الشراكة بين الفاعلين المحليين و ذلك‪ :‬التعاون بين المجالس الجماعية المحلية‬
‫‪.‬الشراكة بين المجالس الجماعية و القطاع الخصوصي‬
‫‪.‬الشراكة بين المجالس الجماعية و المجتمع المدني‬
‫وألجل تيسير عمل مجلس المقاطعة ورئيسه وتسهيل مزاولة االختصاصات المخولة لهما ‪،‬أكد القانون على أن المجلس الجماعي‬
‫يضع رهن تصرف مجلس المقاطعة كل األمالك العقارية والمنقولة الضرورية‪ ،‬مع التأكيد على أن تلك األمالك تضل في ملكية‬
‫‪ .‬الجماعة مع تحملها كل الحقوق وااللتزامات المرتبطة بها‬
‫وعن طريقة تحديد هذه األمالك والتجهيزات والعقارات‪ ،‬فتتم بواسطة جرد يضعه رئيس المجلس الجماعي باتفاق مع رئيس‬
‫مجلس المقاطعة خالل الثالث أشهر الموالية النتخاب المجالس أو تجديدها العام‪ ،‬مع قابلية هذا الجزء للتعديل والتحيين كل سنة‬
‫‪ .‬وإذا ما نشب خالف بين الرئيسين حول محتوى أو تعديل الئحة األمالك التي توضع رهن إشارة المقاطعة‪ ،‬فان المجلس‬
‫‪ .‬الجماعي يتداول األمر ويبث فيه‬
‫استنتاج‬
‫فتكون الحكامة الحضرية من خالل هذا دعوة صريحة وفعلية إلى ضرورة الحجر على الديمقراطية التمثيلية التي تحتكر سلطة‬
‫الوالية على الشأن العام‪ ،‬وتدعو إلى ضرورة تطعيم هذا النهج الالمركزي الفاشل بجرعات وأشكال جديدة من الديمقراطية‬
‫التشاركية تمكن من إشراك جميع أطراف معادلة اإلعداد الفعال للمجال الحضري‪ ،‬المدافع عن المجموعات الهشة اقتصاديا‬
‫‪.‬واجتماعيا والمطالب بضرورة صيانة الوسط الثقافي واعتباره في عمليات التهيئة‬
‫بناء عليه‪ ،‬الحكامة الحضرية هي الحد الفاصل بين الديمقراطية في شكليها التمثيلي والبرلماني الممركز ودعوة صريحة على‬
‫ديمقراطية تشاركية مؤسسة على المساهمة والمشاركة والتوافق في صنع وتنفيد وتقييم برامج ومشاريع التنمية على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬وهي قناة أساسية تمكن من االستفادة من نواتج ونتائج التنمية المستدامة‬

You might also like