You are on page 1of 92

‫اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬

‫وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﺒﺴﻲ ‪ -‬ﺗﺒﺴ ــﺔ‬

‫ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬


‫ﻗﺴﻢ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ‬

‫ﻣﺬﻛﺮة ﺗﺨﺮج ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ‬


‫ﺗﺨﺼﺺ‪ :‬ﻫﻨﺪﺳﺔ ﻣﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ و ﺗﺮاث‬

‫المنزل الشاوي بين التراث التقليدي وتغيرات الحداثة‬


‫‪ -‬حالة الدشرة الحمراء القنطرة بسكرة ‪-‬‬

‫إﺷﺮاف‪:‬‬ ‫إﻋﺪاد‪:‬‬
‫ﺑﻠﻌﺮﺑﻲ ﻟﺨﻀﺮ‬ ‫ﻧﺼﺮة ﻋﻤﺎد‬
‫ﺑﻮﺟﻼل آﻣﺎل‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ‪2016/2015‬‬


 
‫ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ‬
‫اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺗﺘﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺑﻌﻮﻧﻪ إﻧﺠﺎز ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺬﻛﺮة‪ ،‬ﻛﺒﺎﻛﻮرة ﻟﺴﻨﻮات ﺗﺤﺼﻴﻠﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮي اﻟﺬي ﺳﻬﺮ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﻗﻢ ﻣﻦ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﻜﺮام‪ ،‬ﻧﻘﺪم ﻟﻬﻢ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﺮﻓـﺎﻧﻨﺎ ﺷﻜﺮﻧﺎ ﻟﻤﺠﻬﻮداﺗﻬﻢ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺸﻜﺮﻧﺎ اﻟﺠﺰﻳﻞ إﻟﻰ أﺳﺘﺎذﻧﺎ اﻟﻔـﺎﺿﻞ ﺑﻠﻌﺮﺑﻲ ﻟﺨﻀﺮ اﻟﺬي ﺷﺮﻓﻨﺎ ﺑﺈﺷﺮاﻓﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز ﻣﺬﻛﺮﺗﻨﺎ ﻫﺬﻩ‪ ،‬وﺧﺼﻨﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ‬

‫وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﺴﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮاﺣﻞ إﻧﺠﺎز ﻫﺎ‪.‬‬

‫وﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ‬

‫ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺬﻛﺮة‪،‬‬

‫ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﻟﺴﺪاد‬

‫ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻤﺸﻮار‪.‬‬


‫إھداء‪:‬‬
‫أﻫﺪي ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﺼﺒﺮ إﻟﻰ أﺑﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ‬
‫ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻠﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﺸﻲء و إﻟﻰ أﻣﻲ اﻟﺘﻲ زودﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎن واﻟﻤﺤﺒﺔ‬

‫وﻋﻠﻤﺘﻨﻲ اﻟﺼﻤﻮد ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺪﻟﺖ اﻟﻈﺮوف‬

‫أﻗﻮل ﻟﻬﻢ‪ :‬اﻧﺘﻢ وﻫﺒﺘﻤﻮﻧﻲ اﻟﺤﻴﺎة واﻷﻣﻞ‬

‫إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻀﻴﺌﻮن ﻟﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻳﺴﺎﻧﺪوﻧﻲ وﻳﺘﻨﺎزﻟﻮن ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ‬


‫ﻹرﺿﺎﺋﻲ إﺧﻮﺗﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر ‪ ,‬ﺣﻤﺰة ‪ ,‬ﺳﻔﻴﺎن ‪ ,‬وأﺧﻮاﺗﻲ‬

‫وأﺳﺮﺗﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎ‬

‫إﻟﻰ اﺳﺎﺗﺬﺗﻲ‬

‫إﻟﻰ زﻣﻼﺋﻲ ﺷﺮف اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎدل وﻃﻮاﻳﺒﻴﺔ ﺳﻴﻒ اﻟﺪﻳﻦ‬

‫واﻻﺧﺖ اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ ﺑﻮﺟﻼل أﻣﺎل‬

‫‪ ‬‬
‫عماد‬
‫اﻫﺪاء‬
‫ﻫﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم و اﻟﺤﻤﺪ ﷲ‬

‫ﻧﻄﻮي ﺳﻬﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ و ﺗﻌﺐ اﻷﻳﺎم و ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺸﻮارﻧﺎ ﺑﻴﻦ دﻓﺘﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ‬

‫اﻟﻰ ﻣﻨﺎرة اﻟﻌﻠﻢ و اﻻﻣﺎم اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ‬

‫اﻟﻰ اﻷﻣﻲ اﻟﺬي ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ اﻟﻰ ﺳﻴﺪ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﻰ رﺳﻮﻟﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﷲ‬

‫ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﻌﻰ و ﺷﻘﻰ ﻷﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ‬

‫و اﻟﻬﻨﺎء اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﺟﻞ دﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻨﻲ ان ارﺗﻘﻲ ﺳﻠﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺤﻜﻤﺔ‬

‫و ﺻﺒﺮ اﻟﻰ واﻟﺪي اﻟﻌﺰﻳﺰ‪.‬‬

‫اﻟﻰ اﻟﻴﻨﺒﻮع اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻞ اﻟﻌﻄﺎء‬

‫اﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﻛﺖ ﺳﻌﺎدﺗﻲ ﺑﺨﻴﻮط ﻣﻨﺴﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﻗـﻠﺒﻬﺎ اﻟﻰ اﻋﺰ و اﻏﻠﻰ اﻧﺴﺎﻧﺔ‬

‫اﻟﻰ اﻣﻲ اﻟﺤﻨﻮن‪.‬‬

‫اﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺒﻬﻢ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻲ‬

‫اﻟﻰ أﺧﻮاﺗﻲ زﻫﻮر و ﺗﻮﺗﺎ و ﻟﻄﻴﻔﺔ و اﺧﻮاﻳﻰ ﻣﺤﻤﺪ و ﺑﻼل‪.‬‬

‫اﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺟﻼل‪.‬‬

‫اﻟﻰ اﻷخ و اﻟﺰﻣﻴﻞ ﻧﺼﺮة ﻋﻤﺎد‪.‬‬

‫اﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻓﻔﻨﺎ ﻳﺪا ﺑﻴﺪ و ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻄﻒ زﻫﺮة ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ اﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘـﺎﺗﻲ و زﻣﻴﻼﺗﻲ‬

‫ﻧﺠﺎة‪,‬ﺳﻌﻴﺪة‪,‬اﻛﺮام‪,‬ﻣﺮوى‪,‬اﻳﻨﺎس‪,‬زﻫﺮة‪,‬ﻧﺠﻴﺒﺔ‪,‬ﻫﺪى‪,‬ﻟﻴﺪﻳﺎ‪,‬راﺿﻴﺔ‪,‬ﺳﻠﻤﻰ‪,‬ﺻﻔـﺎ‪,‬اﻣﻴﺮة‪,‬ﻟﺒﻨﻰ‪.‬‬

‫ﻣﻦ درر و ﻋﺒﺎرات ﻣﻦ أﺳﻤﻰ و أﺟﻠﻰ ﻋﺒﺎرات ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻰ ﻣﻦ ﺻﺎﻏﻮا ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻤﻬﻢ‬

‫ﺣﺮوﻓـﺎ و ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﻣﻨﺎرة ﺗﻨﻴﺮ ﻟﻨﺎ ﺳﻴﺮة اﻟﻌﻠﻢ و اﻟﻨﺠﺎح اﺳﺎﺗﺬﺗﻨﺎ اﻟﻜﺮام ‪.‬‬

‫آمال‬
‫فھرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪/‬‬ ‫بطاقة الشكر‬

‫‪/‬‬ ‫االھداء‬

‫‪/‬‬ ‫فھرس الموضوعات‬

‫‪/‬‬ ‫الفصل التمھيدي‬

‫‪/‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪/‬‬ ‫االشكالية‬

‫‪/‬‬ ‫الفرضيات‬

‫‪/‬‬ ‫االھداف‬

‫‪/‬‬ ‫المنھجية المتبعة في البحث‬

‫‪/‬‬ ‫الجزء النظري‬

‫‪/‬‬ ‫الفصل االول ‪:‬‬


‫التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪3‬‬ ‫‪-1‬مفاھيم عامة‬

‫‪3‬‬ ‫‪-1.1‬مفھوم التراث العمراني‬

‫‪3‬‬ ‫‪–2.1‬تعريف النسيج العمراني التقليدي‬

‫‪3‬‬ ‫‪-3.1‬مفھوم الدشرة‬

‫‪3‬‬ ‫‪ - 2‬العمارة التقليدية بين االصالة و الحداثة‬

‫‪3‬‬ ‫‪ -1 .2‬تعريف العمارة التقليدية‬


‫‪4‬‬ ‫‪- 1.1.2‬انواع العمارة التقليدية في الجزائر‬

‫‪10‬‬ ‫‪-2.1.2‬المشاكل التي تھدد العمارة التقليدية و النتائج المترتبة عنھا‬

‫‪11‬‬ ‫‪-1.2‬تعريف الحداثة في العمارة الى التقليدية‬

‫‪11‬‬ ‫‪-1.1.2‬مظاھر الحداثة في العمارة التقليدية‬

‫‪-2.1.2‬تأثيرات الحداثة على الھوية االصلية للعمارة التقليدية‬


‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫‪/‬‬
‫آليات و أساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -1‬أساليب و آليات التدخل للحفاظ على المباني التراثية دون طمسھا‪:‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪-1.1‬التأھيل وإعادة البناء‬


‫‪16‬‬ ‫‪-2.1‬التجديد والترميم‬

‫‪17‬‬ ‫‪-3.1‬الحفاظ واالرتقاء‬

‫‪18‬‬ ‫‪-4.1‬إعادة االستخدام‬

‫‪20‬‬ ‫‪-5.1‬الصيانة‬

‫‪20‬‬ ‫‪-2‬إعادة توظيف وتأھيل المباني التراثية‬

‫‪20‬‬ ‫‪-1.2‬شروط التوظيف المالئم للمباني التراثية‬

‫‪21‬‬ ‫‪-2.2‬المتطلبات الخاصة بإعادة التوظيف للمباني التراثية‬

‫‪21‬‬ ‫‪-1.2.2‬المتطلبات الخاصة بالمبنى‬

‫‪22‬‬ ‫‪-2.2.2‬المتطلبات الخاصة بالمحيط العمراني للمبنى‬

‫‪22‬‬ ‫‪- 3.2‬مقترحات التوظيف للمباني التراثية‬

‫‪/‬‬ ‫الفصل الثالث‬


‫مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات‬
‫اال وراسية‬
‫‪25‬‬ ‫‪-1‬خصائص التراث التقليدي في الدشرا ت اال وراسية‬

‫‪25‬‬ ‫‪ -2‬مميزات التراث التقليدي في الدشرات االوراسية‬

‫‪26‬‬ ‫‪-3‬مراحل تشكل المسكن الشاوي‬

‫‪27‬‬ ‫‪-4‬أنماط المساكن في الدشرات االوراسية‬

‫‪27‬‬ ‫‪-1.4‬مادة البناء‬

‫‪27‬‬ ‫‪-2.4‬الشكل‬

‫‪28‬‬ ‫‪-5‬المجاالت المكونة للمسكن الشاوي‬

‫‪30‬‬ ‫‪-6‬الوضع الحالي و مظاھر التغيير في الدشرا ت االوراسية‬

‫‪30‬‬ ‫‪-1.6‬التناقص المستمر في نسبة األبنية المأھولة و ازدياد نسبة األبنية المھجورة‬

‫‪31‬‬ ‫‪-2.6‬التغير في الوظيفة االصلية‬

‫‪31‬‬ ‫‪ -3.6‬األسباب العمرانية‬

‫‪32‬‬ ‫‪ -4.6‬العوامل التجارية و االنتفاع المادي‬

‫‪33‬‬ ‫خالصة الجزء النظري‬

‫الجزء التطبيقي‬

‫‪/‬‬ ‫الفصل الرابع ‪:‬دراسة تحليلية للدشرة الحمراء في بلدية القنطرة‬


‫والية بسكرة‬

‫‪36‬‬ ‫‪-1‬الدراسة الطبيعية‬


‫‪36‬‬ ‫‪-1-1‬موقع والية بسكرة‬

‫‪36‬‬ ‫‪-2-1‬موقع بلدية القنطرة‬


‫‪37‬‬ ‫‪-3-1‬نبذة تاريخية عن البلدية‬
‫‪38‬‬ ‫‪-4-1‬موقع الدشرة الحمراء بالنسبة لبلدية القنطرة‬
‫‪39‬‬ ‫‪-2‬الدراسة العمرانية للدشرة الحمراء‬

‫‪39‬‬ ‫‪--1-2‬نسيج متضام على شكل وحدة‬

‫‪39‬‬ ‫‪-1-1-2‬المسجد‬

‫‪40‬‬ ‫‪-2-1-2‬المساكن‬

‫‪40‬‬ ‫‪-3-1-2‬الساحات العامة‬

‫‪44‬‬ ‫‪-3‬الدراسة المعمارية للدشرة الحمراء‬

‫‪44‬‬ ‫‪-1-3‬تخطيط المنزل ‪:‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪-1-1-3‬اھم المكونات االساسية للمنزل في الدشرة الحمراء‬

‫‪48‬‬ ‫‪2-3‬مواد البناء في الدشرة‬

‫‪49‬‬ ‫‪ -4‬التغيرات الحاصلة واھم المشاكل المميزة للوضع الحالي في الدشرة الحمراء‬
‫بلدية القنطرة‬

‫‪49‬‬ ‫‪-1-4‬من الجانب المعماري‪:‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪-1-1-4‬مشكلة التغيير في شكل المنزل و بناء اإلضافات‬

‫‪50‬‬ ‫‪-‬تحليل العينات‬

‫‪55‬‬ ‫‪ -2-1-4‬مشكل التغيرات الحديثة في مواد البناء المستعملة‬

‫‪59‬‬ ‫‪-2-4‬من الجانب الحضري‬


‫‪59‬‬ ‫‪-1-2-4‬مشكلة تشوه الشكل الحضري على مداخل الدشرة‬

‫‪60‬‬ ‫‪-2-2-4‬مشكلة ھجرة البيوت داخل الدشرة وإھمالھا‬

‫‪62‬‬ ‫‪-3-2-4‬مشكلة الشوارع ووسائل المواصالت‬

‫‪62‬‬ ‫‪-3-4‬جوانب اخرى‬

‫‪62‬‬ ‫‪-1-3-4‬مشكلة الوعي لدى سكان الدشرة‬


‫‪63‬‬ ‫‪-2-3-4‬مشكلة تغيير وايصال شبكات التوصيالت المختلفة‬

‫‪66‬‬ ‫مقترحات الدراسة‬

‫‪-‬‬ ‫استمارة االسئلة‬

‫‪-‬‬ ‫فھرس الصور‬

‫‪-‬‬ ‫فھرس االشكال‬

‫‪-‬‬ ‫فھرس الخرائط‬

‫‪-‬‬ ‫فھرس الجداول‬

‫‪-‬‬ ‫المراجع‬
‫الفصل التمھيدي‬

‫‪ I‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل التمھيدي ‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعد التراث الحضاري المعماري وغيره على اختالف انواعه واشكاله مبعث فخر لألمم واعتزازھا‬
‫ودليال على عراقتھا واصالتھا‪ ,‬اذ انه معبر عن الھوية ويمثل حلقة وصل بين الحاضر والماضي ‪ ,‬اذ تمثل‬
‫المباني التراثية والمناطق التاريخية في المدن مصدرا رئيسيا من مصادر الدخل القومي ويعتمد قطاع‬
‫السياحة عليھا اعتمادا كبيرا باإلضافة الى كونھا ارثا تراثيا فھي تحتفظ بالعديد من الشواھد العمرانية التي‬
‫تعكس مسيرة المدن عبر التاريخ ‪ ,‬ومن المؤسف ان يكون ذلك نتيجة الحروب او نتيجة لتغيرات حضرية‬
‫واجتماعية ‪ ,‬او نتيجة لإلھمال او سوء االستخدام في ظل تراجع البعد الثقافي لدى المجتمع في عصر‬
‫يتسم بالعولمة واالنفتاح والحداثة‪ ,‬فأسھمت جميعھا في تدھور وتداعي ھذه الشواھد والنسيج الحضري لھا‬
‫‪ ,‬ھذا الى جانب فقدان الوعي الحضاري لكثير من السكان وبعض المسؤولين بأھمية تلك المباني التي تعد‬
‫من الثروات الحضرية لألمم باإلضافة الى كونھا موردا اقتصاديا ومحورا من محاور التنمية ومع اوائل‬
‫القرن التاسع عشر برزت اھمية المدينة القديمة بأكملھا وليس فقط بمعالمھا التراثية‪ ,‬فقد اصبحت تشكل‬
‫بأبنيتھا التاريخية مع المناطق التي تحيط بھا الجزء االكثر قيمة في الثروة الثقافية لألمم‪ ,‬فاتجھت غالبيتھا‬
‫الى االھتمام والحفاظ عليه من خالل منطلقات واھداف متعددة )الحفاظ على المخزون التراثي واظھاره‬
‫بصورة الئقة ‪ ,‬وإعادة توظيف المباني التراثية‪ ,‬واستثمارھا سياحيا ‪.‬وكان التراث حتى وقت قريب قد‬
‫اصبح عرضة للتدھور والھدم فقد تعرضت غالبية المباني التراثية في غالبية مدن العالم للھدم(‪.‬‬
‫فأخذت ھذه االمم تشيد المؤسسات الخاصة التي تعتني بھا وتصونھا وترممھا ‪ ,‬كذلك اخذت ترصد‬
‫الميزانيات المناسبة في حدود االمكانات المتاحة لإلنفاق منھا على الترميم والصيانة والتأھيل حتى ال‬
‫تتعرض للتدھور واالھمال ‪ .‬ولكن كل ھذه العمليات غير كافية في ظل عمليات االزالة والتدھور التي‬
‫تصيب العديد من ھذه الشواھد التراثية كما الحال في التراث المعماري الخاص باألوراس الذي يعد ثروة‬
‫حضارية ال بد من العناية بھا وحمايتھا ‪ ,‬والبد من دراستھا وايضاح خصائصھا وفوائدھا‪ ,‬والعمل على‬
‫اكمال مسيرة تطورھا ‪ ,‬لتصبح اكثر مالئمة مع ظروف العصر والتطور الحضاري‪.‬‬
‫والن العمارة ھي وعاء الحضارة ‪ ,‬وتمثل الھوية الثقافية والمستوى االبداعي والجمالي لإلنسان‬
‫ويعكس تنوع التراث العمراني في الدشرات االوراسية وكثافته على مدى ما شھدته من تحوالت ثقافية‬
‫واجتماعية عبر تاريخھا الطويل بحيث انسجمت مع السياق الحضاري والعمراني المتنوع خير دليل على‬
‫اھميتھا في تاريخ التراث العمراني في الجزائر‪.‬‬
‫ولقد نجح التراث المعماري بالدشرات في تحقيق التوازن التام بين الجوانب المادية والمشاعر‬
‫الروحانية ‪ ,‬من خالل مجموعة من القواعد واالسس والتراكيب التي توصل اليھا المواطن االمازيغي‬
‫وامكنه من خاللھا حل مشاكل البناء بحلول فعالة متالئمة تماما مع عقيدته وعاداته ‪ ,‬وبما يحافظ على القيم‬
‫والتقاليد االجتماعية ‪ ,‬مع توظيف معطيات بيئته المحلية ولقد عانت الدشرات على غرار مختلف المناطق‬
‫التاريخية في العالم على الرغم من اشارة جميع المواثيق العالمية ألھمية الحفاظ على تلك المناطق ‪ ,‬اذ‬
‫تعاني تلك الدشرات من المشاكل والتغيرات الحديثة واالھمال ولعل من ابرز ھاته المشاكل مواكبة التطور‬
‫الحديث وتعرض المنازل الشاوية في الدشرة الى تغييرات بلغت حد التشويه لتاريخ وتراث تلك المناطق‬
‫نتيجة لعدة عوامل ادت الى اندثار وفناء البعض منھا ‪.‬‬

‫‪  II‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل التمھيدي ‬

‫االشكالية ‪:‬‬
‫تتميز الدشرات االوراسية بعناصرھا العمرانية التي تنطبع في ذھن الساكن او الزائر لھذا التراث‬
‫التقليدي‪ ...‬فلكل دشرة ميزة تصنعھا وتميزھا لما فيھا من ارتباط االنسان بالمكان والزمان يترك اثره‬
‫بكل ما ھو مادي او غير مادي ‪ ,‬ولعل تلك اآلثار التي صھرت العمران والعمارة في نظم انشاء وطرق‬
‫تصميم تخلق تباينات في طوابعھا وانماطھا وھذا ما افرز فكرا انسانيا يتميز به الطابع المعماري للمسكن‬
‫الشاوي ‪.‬‬

‫يعتبر المنزل الشاوي التقليدي نتيجة لعبقرية االنسان مع محيطه والطبيعة التي شيد عليھا ويشھد‬
‫التراث السكني في الدشرة الحمراء في بلدية القنطرة على عالقة االنسان باألرض وعالقة االنسان‬
‫باإلنسان ‪ ,‬حيث اسھم بحق في ترسيخ مفاھيم الكتلة المجتمعية والتماسك االسري والبيت البيئي من خالل‬
‫اظھار خصوصيته اذ انه يندمج في خارجه او في داخله في تناسق يبين الوظيفة المعيشية االسرية المحلية‬
‫من جھة والعفوية البنائية من جھة اخرى‪.‬‬

‫ان التراث السكني في الدشرة الحمراء يفرض نفسه كتراث محلي من خالل الطابع والطراز المميز له‬
‫وتمثل ھذه العمارة تراث من قيمة ال تقدر بثمن مما يتوجب اعمال الصيانة من أجل األجيال القادمة‪.‬‬

‫ولكن المنزل الشاوي اليوم في جبال األوراس وباألخص مساكن الدشرة الحمراء بالكاد يحافظ على‬
‫طابعه الحي ووظيفته االساسية ناھيك عن التدھور الشديد في الحالة العامة للدشرة مما يفقدھا الھوية‬
‫المحلية والسمات والخصائص اإلقليمية التي تتميز بھا ‪.‬‬

‫‪-‬فماھي اھم الخصائص التي تميز المسكن الشاوي في األوراس؟‬

‫‪-‬ما ھي األسباب التي تدفع بسكان الدشرة الحمراء الى التغيير وعدم الحفاظ على التراث المحلي التقليدي‬
‫وماھي اآلثار المترتبة على ھذا التحول في الدشرة بالنسبة لإلرث التقليدي؟‬

‫‪ -‬ماھي السبل المثلى للمحافظة على ھذا التراث الشاوي و ھل آلية إعادة التوظيف للمناطق التراثية كافية‬
‫لحمايتھا؟‬

‫الفرضيات ‪:‬‬
‫‪ -‬البساطة سواء كان من حيث األسلوب المستعمل في البناء او في مواد البناء‪.‬‬
‫‪-‬الخصوصية اذ تتميز المساكن الشاوية باالنغالق نحو الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬االدماج في المحيط و التزاوج بين الطبيعة و جدران المباني‪.‬‬
‫‪-‬نقص الوعي لدى سكان المنطقة وھجرة السكان‪.‬‬
‫‪-‬إعادة التأھيل والتوظيف للمساكن في الدشرة‪.‬‬

‫‪  III‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل التمھيدي ‬

‫االھداف ‪:‬‬

‫تھدف الدراسة بشكل أساسي إلى الدفع باتجاه إنقاذ البيئة السكنية التقليدية‪ ،‬مما يضمن الحفاظ على‬
‫طابعھا العمراني التاريخي األصيل‪ ،‬والنھوض بمستواھا التراثي والحضري في جوانب الحياة المختلفة‬
‫للحفاظ في الوقت ذاته على الھوية الثقافية الوطنية الخاصة التي تحيى من خالل الخصائص االجتماعية‬
‫والسلوكية لقاطنيھا و تسعى ھذه الدراسة بشكل تفصيلي إلى تحقيق األھداف التالية‪:‬‬

‫‪-1‬التعرف على واقع األوضاع العمرانية والمعمارية للمساكن داخل الدشرة الحمراء في القنطرة والية‬
‫بسكرة وبيان مشكل التحوالت التي تمت بھا ومعرفة مستوى التردي الذي وصل إليه المنزل الشاوي‬
‫التقليدي‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد أھم الخطوات العملية والعلمية الضرورية للتعامل مع المباني السكنية القديمة إلعادة توظيفھا‬
‫بطريقة تلبي المتطلبات السكنية العصرية وتحقق التفاعل بين أصالة الثقافة التي تنتمي إليھا ومالمستھا‬
‫للواقع المعاش‪.‬‬

‫المنھجية المتبعة في البحث‪:‬‬

‫أساسيﱠة على‬
‫ِ‬ ‫في إطار إشكالية البحث المطروحة واألھداف المرجوة فإن البحث يعتمد بصورة‬
‫المنھج الوصفي التحليلي من خالل استشراف آليات الحفاظ على المباني التراثية وابراز مدى تأثر العمارة‬
‫التقليدية بمظاھر الحداثة ومعرفة مدى تدھور الحالة العامة للعمارة التقليدية‬

‫فضالً عن تحليل الوضع الراھن للتُراث العُمران ّي في الدشرة الحمراء بالقنطرة والية بسكرة ‪ .‬و‬
‫معرفة اھم المشاكل التي يعاني منھا النسيج العمراني التقليدي بسبب التغيرات الحديثة الحاصلة في‬
‫مكوناته‪ ,‬ومحاولة اعطاء بعض االقتراحات بناءا على ما تم تقديمه من خالل الجزء النظري والواقع‬
‫المعاش في الجزء التطبيقي‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪  IV‬‬
‫‪ ‬‬
‫الجزء النظري‬
‫الفصل االول ‪:‬‬
‫التراث التقليدي و الحداثة‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫‪-1‬مفاھيم عامة ‪:‬‬
‫‪-1.1‬مفھوم التراث العمراني ‪:‬‬
‫حسب ما جاء في المادة االولى من ميثاق المحافظة على التراث العمراني في الدول العربية و‬
‫تنميته بانه ھو كل ما شيده االنسان من مدن و قرى و احياء و مباني و حدائق‪ ,‬ذات قيمة اثرية‬
‫معمارية ‪,‬عمرانية ‪ ,‬اقتصادية ‪,‬تاريخية ‪ ,‬علمية ‪ ,‬ثقافية او وظيفية و يتم تحديدھا وفقا لما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬المباني التراثية ‪ :‬وتشمل المباني ذات االھمية التاريخية و االثرية و الفنية والعلمية و االجتماعية بما فيھا‬
‫الزخارف و االثاث الثابت المرتبط بھا و البيئة المرتبطة بھا‪.‬‬

‫‪-‬مناطق التراث العمراني ‪ :‬وتشمل المدن و القرى و االحياء ذات االھمية التاريخية و االثرية و الفنية و‬
‫العلمية و االجتماعية بكل مكوناتھا من نسيج عمراني و ساحات عامة و طرق و ازقة و خدمات تحتية و‬
‫‪1‬‬
‫غيرھا و تشمل ايضا المباني المرتبطة ببيئة طبيعية متميزة على طبيعتھا‬

‫‪–2.1‬تعريف النسيج العمراني التقليدي ‪:‬‬

‫ھو ذلك النسيج الذي ظھر في حقبة زمنية معينة و الخاضع من حيث ھيكلته و تخطيطه الى ظروف‬
‫الحياة في تلك الحقبة‪ ,‬سواء في الھيكل العام لھذا النسيج او طبيعة تصميم المسكن و مواد البناء‬
‫المستعملة ‪.2‬‬
‫‪-3.1‬مفھوم الدشرة ‪:‬‬

‫الدشرة غالبا ما تكون مرتبطة بمنحدرات الجبال او متواجدة على مرتفعات معزولة‪ ,‬صعبة الوصول‬
‫اليھا ‪ ,‬الطرق المؤدية اليھا غالبا ما تكون منحدرات صعبة المسالك‪ ,‬اكثرھا صخرية‪ ,‬المساكن الملتصقة‬
‫بالمنحدرات مقابلة للوديان ‪ ,‬غالبا ما تكون متكاثفة ببعضھا البعض‪ ,‬مكونة مجموعة متتابعة من‬
‫المدرجات بحيث شرفة المسكن الواحد ھي عبارة عن مدخل للمسكن الثاني الى غاية القمة بحيث يكون‬
‫السقف االخير مشترك لجميع المساكن ‪.3‬‬

‫‪ - 2‬العمارة التقليدية بين االصالة و الحداثة ‪:‬‬

‫‪ -1 .2‬تعريف العمارة التقليدية ‪:‬‬

‫ھي مصطلح يستخدم لتصنيف أساليب العمارة القديمة في البناء و تستخدم فيھا الموارد المتاحة محليا‬
‫لتلبية االحتياجات المحلية ‪.‬العمارة التقليدية تتماشى مع الظروف البيئية و الثقافية والسياق التاريخي الذي‬
‫‪                                                             ‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ICOMOS‬وھي منظمة عالمية غير حكومية‪ ,‬منبثقة عن منظمة اليونسكو‪ ,‬تعني بالحفاظ على التراث العمراني‬
‫‪ 2‬خيثر رابح ‪ :‬تجديد االحياء القديمة‪ ,‬مذكرة تخرج مھندس دولة‪ ,‬جامعة المسيلة‪ , 2000 ,‬ص ‪06‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mathéa Gaudry, la Femme Chaouia de l’Aurès, docteur, paris 1929, Page 17‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪3 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫وجدت به ‪.‬إن مصطلح العمارة التقليدية عموما‪ ،‬يشير إلى البناء الذي يبُنى من قبل اشخاص غير‬
‫مختصين‪ ،‬أي دون تدخل مھندسين معماريين ويكون فيھا البناء بطريقة تقليدية مميزة لكل مكان عن‬
‫االخر ‪.‬‬

‫‪ - 1.1.2‬انواع العمارة التقليدية في الجزائر ‪:‬‬

‫ان التراث العمراني الجزائري يزخر بتنوع ھائل ويشھد على تطور اإلنسان عبر التاريخ‪ ،‬كما يعبر‬
‫عن القدرات التي وصل إليھا اإلنسان في التغلب على بيئته المحيطة به‪ ،‬قصد توريث حضارته ‪ ،‬ليعم‬
‫جميع العناصر المادية والوجدانية للمجتمع الجزائري‪ .‬كما أنـه النتاج الفكري ألنـه يعبر عن مدى ابداعه‬
‫على مر العصور التي ارتبطت بشكل مباشر مع اإلنسان وواقعه وحياته اليومية‪.‬‬
‫ويعتبر العمران التقليدي في الجزائر أحد أھم العناصر األساسية للتراث ويتميز عن غيره من‬
‫العناصر بوجوده المادي محددا بذلك وجود حضارات األجيال السابقة بصورة مباشرة ال تقبل الشك أو‬
‫الجدل‪ .‬كما يبرز تتابع لتجارب وقيم حضارية واجتماعية ودينية بين األجيال‪.‬‬
‫ومن ھذا المنطلق‪ ،‬فإن التراث العمراني القائم حاليا في الجزائر يبرز لنا صورة متكاملة عن العمارة‬
‫التقليدية‪ ،‬بكل ما تحويه من حلول جيدة عكست ظروف البيئة المحلية )مناخية ‪ ،‬جغرافية ‪ ،‬اجتماعية(‪،‬‬
‫وكذلك ما تحتويه من حلول تصميمية منسجمة مع احتياجات الفرد والمجتمع من حيث العادات والتقاليد‬
‫الضاربة في أعماق ھذا الوطن ‪.‬‬
‫وإن األھمية في معرفة العمارة التقليدية الجزائرية يعود إلى ضرورة المعرفة بتاريخ و بخصائص‬
‫كل منطقة ومعرفة إرجاع كل اثر لدينا إلى المكان والعوامل التي بنيت فيه لمعرفة الخصائص والعناصر‬
‫التي ميزت األبنية في كل منطقة‪ .‬ويضم التراث التقليدي في الجزائر كما وفيرا من العمارات التي تميز‬
‫كل منطقة عن االخرى ونذكر منھا بعض االنواع‪:‬‬

‫ا ‪ -‬البيت السوفي ‪:‬‬


‫ھو بمثابة مكان مغلق جدرانه خالية من النوافذ و عالية تضمن خصوصية المنزل‪ ,‬تتم تھويته عن طريق‬
‫عدد قليل من الفتحات الصغيرة و العالية‪ ,‬له باب فريد من نوعه و غير ظاھر ‪.‬‬

‫مميزاته ‪:‬‬
‫‪-‬يكون للمنزل ثالث جدران مشتركة مع ثالث بيوت اخرى‪.‬‬
‫‪-‬النوافذ عادة ما تكون متجھة نحو الفناء و يكون للفتحات ابعاد مرتفعة‪.‬‬
‫‪-‬الجدران تبنى من المواد المحلية كالطين و الحجارة‪.‬‬
‫‪-‬حوالي نصف مساحة المنزل تكون مخصصة للفناء وتتنوع الفضاءات االخرى من مساحات خاصة مثل‬
‫الغرف التي تكون بعيدة عن المدخل‪ ,‬وتكون غرفة واحدة مخصصة للضيوف قريبة من المدخل للحفاظ‬
‫على خصوصية ساكنيه‪.‬‬

‫‪4 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫‪4‬‬
‫يتكون سقف المنزل السوفي عادة من القش وجذوع النخيل‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪: (01‬منظر عام للبيوت السوفية‬

‫المصدر )‪( http:// architecture traditionnel en Algérie.Org.‬‬

‫ب‪ -‬البيت الشاوي ‪:‬‬

‫بيوت الدشرات الشاوية ھي بيوت تبنى من الحجر و الطين )حجارة منحوتة مغطاة( ضد االنزالقات‬
‫و المنحدرات‪ ,‬يتميز المنزل بمنظره الجميل في الموقع‪ ,‬اال ان فتحات التھوية مجرد ثقب ثالثية‪,‬مربعة‬
‫سداسية‪,‬مساحتھا ضيقة ‪ ,‬يتوسع المنزل عموديا على مستويين او ثالث مستويات‪:‬‬
‫المستوى‪:1‬يكون مخصصا للحظيرة ولوازم الحيوانات )الخشب والعلف واألدوات الزراعية(‪ ،‬وھو بمثابة‬
‫المنطقة الرطبة في المسكن‪.‬‬
‫المستوى‪ :2‬يكون مخصصا للسكن وبه الغرف الخاصة‪.‬‬
‫المستوى‪ : 3‬عبارة عن مكان مخصص للتخزين و ورشة لألعمال المنزلية )غرفة االحتياطي و مكان‬
‫التجفيف(‪.‬‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪ 4‬‬
‫; ‪RehabiMed : Livre d’Architecture Traditionnelle Méditerranéenne, Réhabilitation Ville et Territoire ; 12/2/08‬‬
‫‪p09‬‬

‫‪5 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫الصورة رقم )‪ : (0 2‬البيت الشاوي‬

‫المصدر )‪( http:// architecture traditionnel en Algérie.Org.‬‬

‫شكل رقم )‪: (01‬مخطط مسكن شاوي‬

‫الطابق االرضي‬
‫مخطط الكتلة‬

‫الطابق االول‬ ‫مقطع طولي‬

‫المصدر ‪:‬انجاز الطلبة‪2016‬‬

‫‪6 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫ج ‪-‬البيت القبائلي ‪:‬‬
‫ھو بيت بسيط جدا مصنوع من مواد محلية حجارته مكعبة الشكل يعلوھا سقف من القرميد االحمر‬
‫مساحته محددة له فتحات صغيرة في الباب االمامي وفتحة واحدة ھي االخرى في الجدار الداخلي‪ ,‬يتكون‬
‫الفضاء الداخلي من ثالث فضاءات فرعية اخرى و ھي ‪:‬‬
‫‪Taqaat‬مكان مخصص للسكن‬

‫‪Addynin‬مكان مخصص للحيوانات‬


‫‪5‬‬
‫‪ Taaricht‬وھي غرفة مخصصة لالحتياط و التجفيف‬

‫الشكل رقم )‪ : (03 , 02‬مخطط بيت قبائلي‬

‫المصدر )‪( http:// architecture traditionnel en Algérie.Org.‬‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪5‬‬
‫; ‪: RehabiMed : Livre d’Architecture Traditionnelle Méditerranéenne, Réhabilitation Ville et Territoire‬‬
‫‪12/2/08 ; p09‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪7 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫د‪ -‬البيت المزابي ‪:‬‬

‫خضوع المعمار المزابي بشكل كامل للتعاليم اإلسالمية حيث المنازل المزابية التقليدية كثيرة التشابه‬
‫‪ ،‬مساحتھا ال تتجاوز ‪ 100‬متر مربع عادة ‪ ،‬تشمل طابقين وسطح ‪ ،‬وطابق تحت أرضي‪ .‬عند مدخل‬
‫المنزل نجد" العتبة "‪ ،‬وھي درجة صخرية موضوعة عند مدخل المنزل ‪ ،‬ھذه العتبة تقي الدار من دخول‬
‫األتربة الرملية ‪ ،‬ومياه األمطار‬
‫تصميم المدخل عبارة عن رواق صغير ‪ ،‬ينتھي بحائط مقابل وعند تجاوز المدخل الثاني تجد‬
‫نفسك في رواق يسمى" سقيفة " وال يحتوي المنزل المزابي على أثاث عادة ‪ ،‬إذ يكون أثاث البيت مبنيًا‪.‬‬
‫من السقيفة تنتقل مباشرة إلى وسط الدار المضاء بواسطة فتحة او شبّاك‪ ,‬اما المطبخ فھو فضاء‬
‫صغير مفتوح على أحد جوانب وسط الدار ‪ ،‬وال تكون له غرفة مخصصة عادة ‪.‬‬
‫يخصص الطابق األرضي ‪ ،‬الستقبال النساء نھاًرا عادة ‪ ،‬أما الطابق األول فيصعد إليه من‬
‫مدخلين ‪ ،‬األول من أدراج تنطلق من وسط الدار تقع بجانبھا عادة غرفة صغيرة لحفظ المؤونة واألغذية ‪،‬‬
‫والثاني عن طريق حجرة صغيرة داخلھا أدراج ‪ ،‬تقود إلى قاعة استقبال الضيوف الخاصة بالرجال ‪ ،‬ھذه‬
‫األدراج المستقلة عن وسط الدار ‪ ،‬تجعل حركة الرجال ممكنة من الطابق األول إلى الخارج‬

‫الصورة رقم )‪ : (03‬منزل بني مزاب‬

‫المصدر )‪( http:// architecture traditionnel en Algérie.Org.‬‬

‫‪8 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫ج‪ -‬القصبات‪ :‬ونذكر منھا على سبيل المثال‪:‬‬

‫قصبة الجزائر ‪ :‬وتتميز منازلھا بالتالي‪:‬‬

‫ٌ‬
‫سقف على شكل قوس إلى فناء‬ ‫مدخل أي بيت عثماني بالقصبة يكون عبر رواق صغير يحيط به‬
‫واسع يسمى “وسط الدار”‪ ،‬وھو المكان الذي كانت تجتمع فيه النسا ُء بعيداً عن األعين‪ ،‬حيث تحيط به‬
‫الشرفات والغرف من جھاته األربع فتحجب المكان تماما ً عن العالم الخارجي‪ ، ،‬وتتوسط “وسطَ الدار”‬
‫نافورة مياه‪.‬‬

‫ويوجد بالقصبات القصور اذ يميزھا انھا تتك ﱠون عادة من ثالثة إلى أربعة طوابق تربطھا ساللم‬
‫حجرية ُمزيﱠنة بأعداد كبيرة من قِطع البالط المزخرف التي تمتد من األرضية إلى الجدران ‪.‬‬

‫وكل طابق يتكون من عدة غرف متجاورة‪ ،‬ويمكن االنتقا ُل بسھولة من أية غرفة إلى أخرى في أي‬
‫طابق ألنھا جميعا ً تطل على شرفة مشتركة ترتبط برواق طويل وھي ذات أربع واجھات متقابلة‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪ : (04‬قصر بالقصبة‬

‫المصدر )‪(http:// architecture traditionnel en Algérie.Org.‬‬

‫‪9 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬
‫‪-2.1.2‬المشاكل التي تھدد العمارة التقليدية و النتائج المترتبة عنھا ‪:‬‬

‫النتائج السلبية المترتبة‬ ‫المشاكل‬


‫اوال ‪ :‬مشكالت بيئية‬

‫يؤثر على أساسات المباني ويؤدى إلى حدوث‬ ‫مشكل المياه السطحية و الجوفية‬
‫انھيارات لبعضھا نظرا للمواد التي صنعت منھا‬
‫مما يشكل خطرا كبيرا عليھا‬
‫تلف اللياسة الخارجية للجدران اثر تغلغل المياه‬
‫داخل مسامات الجدران نتيجة التشققات الحاصلة‬
‫في الطين او التربة المستعملة‪.‬‬

‫يؤدي الى تلف ھذه األجزاء من المبنى بصورة‬ ‫عدم مقاومة بعض المواد المستخدمة بالمبنى للعوامل‬
‫تھدد سالمة المبنى عند تفاقمھا‪.‬‬ ‫الطبيعية المختلفة‪.‬‬

‫حدوث الشروخ والتشققات التي قد تزيد مع الوقت‬ ‫تتابع عمليات التمدد واالنكماش الناتجة عن التغيرات‬
‫بصورة‬ ‫المستمرة لدرجات الحرارة‬
‫تھدد سالمة المبنى‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬مشكالت تتعلق بالعامل البشري‬

‫تغيير التركيب االجتماعي للمناطق التراثية ليحل‬ ‫ھجرة السكان االصليين للمناطق التراثية الى مناطق اخرى‬
‫محل سكان األصليين سكان آخرين بمستوى‬ ‫حديثة ‪.‬‬
‫حضاري اقل ال ينتمي إلى الموقع وغير مؤھله‬
‫للتعامل مع ھذه النوعية من المباني مما أدى إلى‬
‫تدھور المنطقة وضعف االرتباط بين السكان وبين‬
‫التراث المعماري المحيط بھم‪.‬‬

‫قصور وانعدام الوعي لديھم باألھمية التراثية‬ ‫سوء االستخدام والالمباالة مع ھذه المباني نتيجة انخفاض‬
‫والتاريخية والجمالية للمباني‪ ,‬ادى بھم الى تدمير‬ ‫المستوى الثقافي والتعليمي والحضاري لقاطني ھذه‬
‫العناصر المميزة للمباني واتالفھا‬ ‫المناطق‪.‬‬

‫‪10 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬

‫قلة اعمال الصيانة تؤثر سلبا على ھيكل المباني‬ ‫إھمال أعمال الصيانة الدورية الالزمة للحفاظ على ھذه‬
‫والواجھات مع الوقت ‪,‬تؤدي الى تفاقم المشاكل‬ ‫المباني‪.‬‬
‫الموجودة بالمباني مثل التشققات واالنھيارات‬
‫والشروخ واعطال الصرف الصحي وخالفه‪.‬‬

‫مشاكل التغيرات الحديثة تؤدي الى سلب شخصية‬ ‫العصرنة‬


‫المبنى و نزع ھويته وافقاده لقيمته التراثية‪.‬‬

‫‪ -1.2‬تعريف الحداثة في العمارة التقليدية ‪:‬‬

‫ھي مختلف التدخالت الحديثة الحاصلة على المباني التراثية وذلك من خالل استعمال عناصر‬
‫دخيلة ال تتماشى مع النمط المعماري القديم الموجود والذي يعبر عن مدى اصالة المبنى وعن ھويته‬
‫المميزة ‪ ,‬وھاته العناصر الحديثة عادة ما تؤثر سلبا على استمرارية الطراز الخاص بالمناطق التقليدية‬
‫وتؤدي الى اندثار خصائصه التراثية مع مرور الوقت وترجع اسباب ادخال على العمارة التقليدية‬
‫لظروف عدة منھا ما يكون عن قلة وعي بالقيمة التاريخية للعناصر االصلية او عن اسباب حتمية تفرضھا‬
‫الحالة العامة للمبنى ‪.‬‬

‫‪-1.1.2‬مظاھر الحداثة في العمارة التقليدية ‪:‬‬

‫‪ ‬التعدي على النمط المعماري السائد بالتدخل بإضافة و تعديل بعض األجزاء باستخدام وسائل‬
‫حديثة ال تمد بصلة الى الطابع التقليدي مثل استعمال الخرسانة واالبواب الحديدية ‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪:(05‬تبين التغييرات الحاصلة على مستوى المنزل التقليدي‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ ‬إضافة المستحدثات التكنولوجية مثل وحدات التكييف أو ما شابه من وسائل االنارة وخالفھا‬

‫الصورة رقم )‪ : (06‬تكسية الدشرة باإلنارة العمومية‬

‫‪11 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ ‬إجراء أعمال الصيانة غير المدروسة مثل إعادة تشطيب الواجھات واستعمال مواد دخيلة على‬
‫العناصر التقليدية‪.‬‬

‫الصورة رقم ) ‪:(07‬التدخل على الواجھات بمواد حديثة‪.‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪12 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل األول التراث التقليدي و الحداثة‬
‫‪ ‬‬

‫‪-2.1.2‬تأثيرات الحداثة على الھوية االصلية للعمارة التقليدية ‪:‬‬

‫‪ -‬تغيير شخصية المبنى بالتعديالت واإلضافات سواء على المستوى األفقي أو العمودي أو كليھما معا‪.‬‬
‫‪-‬عدم مراعاة جماليات المبنى وتشويھه وما يصاحب ذلك من تكسير بالحوائط وخالفه‪.‬‬
‫‪ -‬تشويه وطمس األثر وطابعه المعماري المميز‪.‬‬
‫‪-‬التأثير السلبي على الصورة البصرية المتكاملة وتغيير شخصية المبنى كجزء من العمران المحيط‪.‬‬

‫‪13 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ‬
‫على العمارة التقليدية‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬

‫‪ -1‬أساليب و آليات التدخل للحفاظ على المباني التراثية دون طمسھا‪:‬‬

‫ان الھدف من الحفاظ على العمارة التقليدية بشكل عام وترميمھا ھو حمايتھا كشواھد تاريخية ‪.‬ويجب‬
‫أن تخضع صيانة المبنى لألسس والمعايير التي وضعتھا اليونسكو سواء بالترميم أو بالتوظيف في إطار‬
‫النسيج العمراني المحيط ‪ .‬ويرتبط الحفاظ على التراث المعماري بالحفاظ على المقومات العمرانية للمدينة‬
‫في إطار التنمية الحضارية ‪.‬وتتعدد أساليب الحفاظ على المباني التراثية وتختلف فيما بينھا تبعا ً لحالتھا‬
‫ومكونات البناء المستعملة فيھا ‪.‬ويجب اإلشارة إلى أن جميع أساليب التعامل مع المباني والمناطق‬
‫التاريخية تحتوى على درجات من االلتزام والمرونة تتدرج من الحفاظ وعدم السماح بأي تغيير إلى‬
‫التجديد الشامل والتحديث باإلضافة إلى إمكانية اختيار أكثر من أسلوب واحد من األساليب المتاحة تبعا ً‬
‫لحالة المبنى‪ ،‬ويتوقف اختيار الوسيلة المالئمة على مجموعة عوامل منھا القيمة التاريخية والفنية‪،‬‬
‫وتصنيف المبنى األثري ومدى أھميته والعناصر التي أعتبر المبنى أثريا ً بناءاً عليھا‪ ،‬وحالة المبنى ونوع‬
‫التلف واالنھيارات الحادثة ويمكن تقسيم أعمال الحفاظ إلى خمس وسائل ھي‪:‬‬

‫_التأھيل وإعادة البناء‪ ،‬التجديد والترميم‪ ،‬الحفاظ واالرتقاء‪ ،‬إعادة االستخدام‪ ،‬والصيانة‪.‬‬

‫‪ -1.1‬التأھيل وإعادة البناء‪:‬‬

‫تعد عملية إعادة بناء مبنى تراثي من أندر العمليات المتاحة للحفاظ على المبنى‪ ،‬وتمثل الوسيلة‬
‫الوحيدة المتاحة التي يلجأ إليھا بسبب انھيار أجزاء منه بصورة ال تترك ھناك اختياراً آخر ‪.‬وتمثل عملية‬
‫إعادة البناء تشكيل وإعادة تركيب توضح الشكل الكلي أو الجزئي للتراث المعني بالحفاظ‬

‫و من االمثلة ‪:‬بيت الكريديلية بمنطقة بن طولون ‪-‬بالقاھرة التاريخية ‪:‬وھو منزل مالصق لجامع‬
‫أحمد بن طولون ويرجع إلى العصر العثماني‪ ،‬حيث تھدم جزء كبير من المنزل في أواخر القرن ‪ ١٩‬ولم‬
‫‪1‬‬
‫يتبقى منه إال أجزاء مالصقة لجامع بن طولون‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪ 1‬دور عمليات إعادة البناء في الحفاظ على المباني األثرية والمواقع التاريخية‪ .‬مجلة االتحاد العام لآلثاريين العرب ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪15 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬

‫الصورة رقم ) ‪: (08‬تبين بيت الكريدلية في عشرينات القرن الماضي‬

‫المصدر ‪:‬لجنة حفظ اآلثار العربية‬

‫الصورة رقم )‪: ( 09‬بيت الكريدلية بعد عمليات إعادة البناء والترميم‬

‫المصدر ‪:‬لجنة حفظ اآلثار العربية‬


‫‪ -2.1‬التجديد والترميم‪:‬‬

‫يتم االتجاه إلى عمليات الترميم في المناطق التاريخية إلصالح وترميم المباني والمرافق والطرق‬
‫والخدمات التي تعتمد عليھا عملية التجديد‪ ،‬وقد تعطي عملية الترميم انطباعا ً مغايراً لطبيعة المبنى التراثي‬
‫مما يفقده طابعه القديم حيث إن األصل في إعادة البناء ھو محاولة إعادة األجزاء المفقودة إلى ما كانت‬
‫عليه بقدر اإلمكان‪ ،‬مع مراعاة التمسك بنفس مادة األثر ‪.‬وعدم إدخال أي تجديدات من شأنھا إحداث‬
‫تزييف أو تشويه لألثر ‪.‬ولكن عندما يصبح أحد العناصر من المبنى األثري ‪-‬وخاصة السقف ‪-‬في حالة من‬
‫القدم والضعف بحيث لم يعد قادراً على حمل أي أحمال‪ ،‬في نفس الوقت الذي تحتفظ فيه بقيمة تاريخية‬
‫وفنية مما يجعل الحرص واإلبقاء عليھا أمراً ضرورياً‪ ،‬لذلك قد يتم اللجوء إلى استخدام الخرسانة المسلحة‬
‫وقد شاع استخدامھا بعد الحرب العالمية الثانية – في ترميم أسقف المباني والكنائس التي دمرتھا الحرب‬

‫‪16 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬
‫في أوروبا ‪.‬إذ لجأ المرممون إلى ذلك لعدة أسباب‪ ،‬منھا‪ :‬عدم توفر الكميات المطلوبة والكافية من‬
‫األخشاب‪. 2‬‬

‫الصورة رقم ) ‪ : (10‬الكنيسة قبل الترميم‬

‫‪ ‬‬

‫الصورة رقم ) ‪ : (11‬الكنسية بعد عمليات الترميم‬

‫‪-3.1‬الحفاظ واالرتقاء‪:‬‬

‫تتميز عملية الحفاظ بأنھا سياسة تحافظ على الكتلة العمرانية والتراث الحضاري بالمنطقة التاريخية‬
‫كسياسة التجديد والترميم إال أنھا تتميز عن عملية الترميم في اھتمامھا بتنمية الجانب االجتماعي‬
‫واالقتصادي للسكان كأسلوب إلنجاح التنمية العمرانية لذلك فھي تعد سياسة التنمية الشاملة اجتماعيا ً‬
‫واقتصاديا ً وعمرانيا‪.‬‬

‫ومن االمثلة على االرتقاء بالتراث نذكر‪ :‬مشروع الملك عبدﷲ للعناية بالتراث الحضاري في‬
‫المملكة‪ ،‬يؤسس لمرحلة جديدة في الدرعية‪ ،‬والتي تقع شمال غرب الرياض على الضفة الغربية لوادي‬
‫حنيفة‪ ،‬وھي مدينة تاريخية عريقة يرجع تاريخھا إلى منتصف القرن التاسع ‪.‬‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪ 2‬ترميم وصيانة المباني األثرية والتاريخية"‪ ،‬اإلدارة العامة ‪).‬لآلثار والمتاحف‪ ،‬وزارة المعارف‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪.‬ص ‪٣٤٢‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪17 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬

‫الصورة رقم )‪: (12‬منطقة الدرعية‬

‫حيث سيحقق المشروع نقلة نوعية كبيرة في االرتقاء بالموروث الثقافي‪ ،‬حيث ستفرز مشروعاته‬
‫مجموعة كبيرة من منتجات السياحة الثقافية التي تعتمد على التراث الوطني‪ ،‬ويجعل مواقع اآلثار والتراث‬
‫نابضة بالحياة‪ ،‬وھو ما يسھم في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة في البالد ‪.‬المشروع يتكون من حزمة كبيرة‬
‫من المشروعات التي ستنفذ خالل ثالث سنوات‪ ،‬وتقسم إلى أربعة أنواع ھي‪ :‬مشروعات اآلثار‬
‫والمتاحف‪ ،‬ومشروعات التراث العمراني‪ ،‬ومشروعات الحرف والصناعات اليدوية‪ ،‬ومشروعات‬
‫التوعية والتعريف بالتراث الوطني‪.‬‬
‫اھداف المشروع‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق جملة كبيرة من األھداف تتمثل في حماية اآلثار والمحافظة عليھا وعرضھا محليا ً ودوليا ً‪.‬‬
‫‪ -‬تأھيل وتشغيل المباني والقصور التاريخية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية القرى التراثية ومراكز المدن التاريخية واألسواق الشعبية‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على مباني التراث العمراني‪ ،‬وتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية‪.‬‬
‫‪-‬ترميم وصيانة المباني األثرية المھمة‪ ،‬وتسجيل اآلثار وتوثيقھا ‪.‬‬

‫‪-4.1‬إعادة االستخدام‪:‬‬

‫إن الھدف من سياسة إعادة استخدام المبنى التراثي أو التاريخي ھو الحفاظ عليه وضمان صيانته‬
‫بصفة دائمة‪ ،‬وكذلك تحسين الوسط العمراني المحيط به ‪.‬وتعتبر إعادة استخدام المبنى التاريخي من أنسب‬
‫األساليب اقتصاديا ً إذ انھا غير مكلفة كبناء مبنى جديد كما أنھا تضمن إيجاد قاعدة اقتصادية يعتمد عليھا‬
‫لإلبقاء على المبنى ‪.‬ويجب أن يحقق االستخدام الجديد للمبنى أو إعادة توظيفه عدم التعارض مع القيم‬
‫التاريخية والفنية للمبنى محققا ً كالً من المالءمة للطابع الخارجي و الداخلي للمبنى‪ ،‬والمالءمة الوظيفية‪،‬‬
‫والمالءمة اإلنشائية ‪.‬‬

‫‪18 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬
‫تجربة مدينة حلب‪:‬‬
‫واعتمدت تجربة تطوير المناطق التاريخية واعادة استخدام المباني التراثية في حلب على‬
‫االعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الھدف العام ھو التأثير إيجابا على عمليه التغير والمحافظة مع تحسين الظروف المعيشية المتداعية في‬
‫المدينة التاريخية والمحافظة على التنوع االجتماعي واالقتصادي‬
‫‪-‬الحفاظ على الوظيفة السكنية مع السماح ببعض التغييرات لالستعماالت دون التعدي على قيمة‬
‫الخصوصية‪.‬‬

‫صورة رقم )‪: (13‬تمثل اعادة استخدام مسكن بمدينة حلب في سوريا‪.‬‬

‫‪-‬تطوير الجانب االقتصادي اعتمادا على االداء االستثماري للمنطقة واعادة استخدام المباني بوظائف‬
‫استثمارية حديثة تراعي البيئة العمرانية واالجتماعية للمنطقة التاريخية‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع المشروعات االستثمارية من خالل اعادة توظيف عدد من البيوت القديمة وترميمھا وتحسين بنيتھا‬
‫التحتية ومن ثم اعادة تأھيل المساكن وتحويلھا الى فنادق صغيرة ومطاعم‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع وتفعيل دور المستثمرين الشباب إلعادة استخدام المباني القديمة كأماكن عمل وتفعيل النشاطات‬
‫السياحية ‪.‬‬
‫‪-‬الدعم االجتماعي عن طريق التوعية بأھمية المحافظة على التراث الثقافي وتأسيس مراكز التدريب‬
‫المھني لتفعيل االنشطة السياحية وانشطة الترميم‪.3‬‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪   3‬إعادة استخدام المباني التاريخية‪ :‬نزعة رومانسية أم جدوى عمرانية‪ ,‬د ‪.‬عالء الدين محمد ياسين‪ ,‬كلية التخطيط العمراني واإلقليمي ‪ -‬جامعة‬
‫القاھرة‪.‬‬

‫‪19 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬
‫‪-5.1‬الصيانة‪:‬‬
‫ھي عملية الحد من التلف الذي وقع أو عملية تجنب وقوعه‪ ،‬وتتم الصيانة بصورة دورية‪ ،‬وتھتم‬
‫باإلضافة إلى المظھر الداخلي لألثر بالمعالجات الموضوعية من تصدع وتشقق‪ ،‬وترجع أھمية الصيانة‬
‫‪4‬‬
‫إلى كونھا العامل األساسي الذي يطيل عمر المبنى ويُكسبه عمراً أطول‪.‬‬

‫صورة رقم )‪: ( 14‬تمثل صيانة واجھة مبنى تاريخي في االمارات‬

‫المصدر‪http://www.abudhabienv.ae/permalink/7687.html:‬‬

‫‪-2‬إعادة توظيف وتأھيل المباني التراثية ‪:‬‬

‫توجد عدة محددات إلعادة توظيف المباني التراثية‪ ،‬وتشمل ھذه المحددات كالً من شروط التوظيف‬
‫المالئم للمباني التراثية‪ ،‬والمتطلبات الخاصة بإعادة التوظيف‪ ،‬ومقترحات التوظيف‪.‬‬

‫‪ -1.2‬شروط التوظيف المالئم للمباني التراثية‪:‬‬

‫تتطلب عملية إعادة التوظيف المالئم للمباني التراثية وجود بعض الشروط والمعايير التي يمكن إيجازھا‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬تشابه الوظيفة المقترحة مع الوظيفة األصلية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ ‬أن تضمن الوظيفة المقترحة استمرار عمليات الصيانة والمحافظة الدورية على المبنى التراثي‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تعارض الوظيفة المقترحة مع التكوين المعماري الفراغي للمبنى التراثي قدر اإلمكان‪،‬‬
‫ويجب أال تتعارض ھذه الوظيفة مع التكوين الوظيفي العام للبيئة المحيطة‪ ،‬وأن تكون المنطقة‬
‫المحيطة بالمبنى في حاجة إلى ھذه الوظيفة‪.‬‬
‫‪                                                             ‬‬
‫‪ : 4‬سياسات واساليب الحفاظ في المباني التراثية‪» ,‬الحفاظ على المباني التراثية وتوظيفھا"‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية الھندسة‪ ،‬جامعة عين شمس‪  .‬‬

‫‪20 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬في حالة الحاجة إلى عمل أي إضافات إنشائية تتطلبھا الوظيفة المقترحة‪ ،‬يجب مراعاة إحداث‬
‫ھذه اإلضافات بشكل متوافق ومنسجم مع طابع المبنى التراثي‬
‫‪ ‬يفضل أال تكون الوظيفة المقترحة ذات متطلبات تقنية خاصة ال تتالءم مع الواقع المادي‬
‫واألثري للمبنى‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون اختيار الوظيفة الجديدة للمبنى التراثي قائما ً على ما تمثله ھذه الوظيفة من عائد‬
‫اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي لساكني المناطق التراثية بحيث يصبح المبنى التراثي منتجا ً ال‬
‫مستھلكا ً للموارد المالية‪.‬‬

‫‪-2.2‬المتطلبات الخاصة بإعادة التوظيف للمباني التراثية ‪:‬‬

‫‪-1.2.2‬المتطلبات الخاصة بالمبنى‪:‬‬

‫‪-1‬البد أن تكون الوظيفة الجديدة مناسبة لطابع المبنى التراثي بصريا ً ومتناسبة مع تشكيله الخارجي‪،‬‬
‫وكذلك متماشية مع القيمة التاريخية والفنية للمبنى ‪.‬وتعتبر االستخدامات األصلية للمباني التراثية ھي‬
‫أفضل االستخدامات لتحقيق ذلك‬
‫‪-2‬المالءمة المعمارية التي تشمل مجموعة من المالئمات الفرعية الناتجة عن دراسة وتحليل عدد من‬
‫العناصر أھمھا‪:‬‬
‫•مالءمة أشكال وأحجام الفراغات الداخلية للمبنى التراثي مع أشكال وأحجام الفراغات المطلوبة لتحقيق‬
‫عناصر االستخدام الجديد‪ ،‬وقد يتطلب ذلك إضافة عناصر جديدة على المبنى سھلة الفك والتركيب وال‬
‫تؤثر في مواد المبنى األصلية‬
‫•دراسة كل من عناصر الحركة والتوزيع الرأسية واألفقية بالمبنى التراثي )مثل الساللم والمصاعد‬
‫والممرات وغيرھا( وعالقتھا بأجزاء المبنى المختلفة‪ ،‬وتحديد كثافة الحركة الممكنة داخل المبنى خالل‬
‫عناصر الحركة الموجودة به وإمكانية اإلضافة لھذه العناصر لتحسين أدائھا‬
‫•دراسة طريقة دخول المبنى وعالقة المداخل بعناصر الوظيفة المقترحة للمبنى التراثي‪ ،‬وكذلك نوع‬
‫ومساحة أبوابه ومدى مناسبة كل منھا لنوعية االستخدام‪.‬‬
‫•مراعاة مواد التشطيب الداخلية والخارجية‪ ،‬وشكل ومساحة الفتحات والتھوية واإلضاءة الطبيعية‬
‫والصناعية المتوفرة‪.‬‬
‫‪-3‬المالءمة اإلنشائية التي تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫•تناسب االستخدام المقترح للمبنى التراثي مع النظام اإلنشائي المستخدم في بنائه‪.‬‬
‫•يجب أن يكون تأثير االستخدام المقترح للمبنى التراثي على مواد بنائه في حدود معدالت األمان‬
‫المسموحة ‪.‬كما يجب أن تكون كثافة وجود المستعملين بالمبنى التراثي نتيجة االستخدام المقترح في‬
‫الحدود المسموح بھا إنشائيا ً‪.‬‬

‫‪21 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬
‫‪-2.2.2‬المتطلبات الخاصة بالمحيط العمراني للمبنى‪:‬‬

‫تشمل المتطلبات الخاصة بالمحيط العمراني للمبنى التراثي كالً من المالءمة التخطيطية والعمرانية‪،‬‬
‫والمالءمة االجتماعية وذلك وفق المحددات اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬ال بد أن تتم سياسة إعادة التوظيف للمبنى التراثي من خالل المخططات العمرانية لبيئته المحيطة‬
‫لضمان دمج المبنى في ھذه البيئة‪ ،‬وأيضا ً لضمان نجاح عملية التوظيف للمبنى ‪.‬كما يجب أن تلبي الوظيفة‬
‫المقترحة للمبنى التراثي حاجات محيطه العمراني‪.‬‬
‫‪-2‬ال بد من إيجاد توازن بين حاجات المجتمع المحيط من التطور والنمو وبين االستخدامات المقترحة‬
‫للمبنى التراثي ‪.‬كما يجب وضع المبنى في خدمة برامج تنمية المجتمع المحيط بصورة تليق بقيمة المبنى‬
‫التراثي وتحافظ عليه وتعمل على دمجه مع المجتمع المحيط إلى جانب تنمية وتطوير المحتوى العمراني‬
‫المحيط بالمبنى‪.‬‬
‫‪-3‬يعتبر السلوك اإلنساني المرتبط بإعادة توظيف المباني التراثية من أھم المحددات التي تؤثر على‬
‫مستقبل ھذا التوظيف )باإليجاب أو السلب( لذلك يجب أال يكون ھناك تعارض بين وظيفة المبنى المقترحة‬
‫وبين القيم االجتماعية والدينية والرغبة الجماھيرية للمجتمع المحيط ‪.‬كما يجب تحديد المتطلبات‬
‫االجتماعية لسكان المحيط العمراني للمبنى التراثي ‪.‬‬
‫‪- 4‬يجب دراسة األبعاد النفسية لكل من مستخدمي المبنى التراثي وسكان المنطقة المحيطة به بعد إعادة‬
‫توظيف المبنى فقد يصاحب أعمال الحفاظ إرباك اجتماعي في المنطقة نتيجة الحاجة إلى إخالء بعض‬
‫المباني أو ما شابه مما يؤدي إلى إثارة مخاوف السكان وعدم تشجيعھم ألعمال الترميم والصيانة وإعادة‬
‫التوظيف أو إعاقتھا في بعض األحيان مما يؤكد أھمية نشر الوعي بين المواطنين بأھمية عملية الحفاظ‬
‫وإعادة االستخدام ‪.‬‬

‫‪ -3.2‬مقترحات التوظيف للمباني التراثية‪:‬‬


‫من خالل ما ورد من شروط وضوابط وتوصيات لعملية إعادة التوظيف يمكن إيجاز أھم الوظائف‬
‫المقترحة إلعادة استخدام المباني التراثية والتي تتناسب مع ھذه المباني أو التكوينات المعمارية التراثية‬
‫في اآلتي ‪:‬‬
‫‪-1‬الوظائف الثقافية مثل المكتبات ذات الطابع التراثي‪ ،‬والمراكز الثقافية‪ ،‬والمعاھد التعليمية المھنية‪،‬‬
‫ومراكز تعليم الحرف اليدوية التراثية‪ ،‬ومراكز الفنون التطبيقية والتشكيلية‪ ،‬والمعارض الفنية والزخرفية‬
‫والمتاحف‪.‬‬
‫‪-2‬وظائف السكن اإلداري وأھمھا المكاتب اإلدارية ذات الطابع المتميز )التراثي‪(.‬‬
‫‪-3‬الوظائف ذات الطابع التجاري وأھمھا ما يقدمه مجال السياحة الثقافية مثل الفنادق ذات الطابع التراثي‬
‫المحلي‪ ،‬والمقاھي والمطاعم ذات الطابع التراثي المحلي‪ ،‬ومراكز بيع التحف ومنتجات الصناعات‬
‫اليدوية‪.‬‬
‫وبوجه عام يجب مراعاة توفير أماكن الخدمة لھذه الوظائف إن وجدت) مثل الحمامات والمطابخ‬
‫والمغاسل ‪...‬الخ (خارج نطاق المجموعة التراثية) خارج المباني التراثية (كما يالحظ أن ھذه األنماط من‬
‫الوظائف ال يترتب عليھا في الغالب استخدام أي أجھزة أو معدات تضر بالمبنى التراثي‪.‬‬

‫‪22 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثاني آليات وأساليب التدخل الالزمة للحفاظ على العمارة التقليدية‬
‫‪ ‬‬
‫ومن اھم ھاته المقترحات ‪:‬‬

‫‪-1‬استخدام المبنى التراثي كمزار‪:‬‬


‫في حالة توفر األھمية التاريخية والفنية للمبنى ويكون العائد المادي في ھذه الحالة عن طريق‬
‫مباشر )تذاكر زيارة أو نشاطات مجاورة للمبنى( أو غير مباشر )كرواج النشاطات الخدمية السياحية‬
‫)مثل الفنادق والمطاعم ‪ (.‬واستخدام المباني التراثية كمزارات ال بد أن تحكمه ضوابط وأسس اقتصادية ‪.‬‬
‫وغالبا ً ما يكون االستخدام المتحفي ھو االستخدام األمثل لھذه النوعية من المباني‪ ،‬ويتوقف كم ونوع‬
‫المعروضات على القيمة الفنية للمبنى التراثي ويجب أن تكون تلك المعروضات متوافقة مع المبنى زمنيا ً‬
‫وفنيا ً ‪.‬‬

‫‪-2‬إعادة استخدام المبنى التراثي في استخدامات تقليدية‪:‬‬


‫في حالة عدم توفر األھمية التاريخية والفنية للمبنى وذلك لتحقيق عائد اقتصادي‪ ،‬ولكون ھذه النوعية‬
‫من األبنية ھي النسبة الغالبة من المباني التراثية لذا يجب توظيفھا في استخدامات تقليدية حتى ال تتعرض‬
‫الحياة داخل المواقع التراثية إلى تفاقم المشكالت العمرانية مع توقف عجلة التنمية في تلك المناطق ويعتبر‬
‫المقياس الفعلي لتحقيق النجاح لمشروع إعادة التوظيف ھو مدى تغطية تكاليف الحفاظ على المبنى‬
‫وصيانته من مصادر التمويل المختلفة باإلضافة إلى عائد االستخدام المتوقع‪ ،‬وتتم دراسة عناصر تكاليف‬
‫أعمال الحفاظ إلعادة توظيف المبنى التراثي طبقا ً لمقترحات البرنامج الذي تم وضعه ‪.‬وتشمل عناصر‬
‫التكاليف كالً من تكاليف صيانة المبنى‪ ،‬وتكاليف إعادة تأھيله وإمداده بالمرافق الحيوية باإلضافة إلى‬
‫التكاليف األولية عند بداية استخدام المبنى‪ ،‬التي أُنفقت على أعمال الترميم والتشغيل ‪.‬كما يمكن إضافة‬
‫تكاليف إمداد المنطقة المحيطة بالخدمات الالزمة للمشروع وتكاليف إيواء السكان في حالة إخالء مساكنھم‬
‫والتعويضات التي يمكن أن تُدفع لھم‪. 5‬‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪  5‬استراتيجيات اعادة التوظيف للمباني التراثية )الحفاظ على المباني التراثية وتوظيفھا(رسالة الماجيستر ‪.‬كلية الھندسة ‪.‬جامعة عين شمس‪.‬‬

‫‪23 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬
‫مقاربة حول منطقة األوراس‬
‫و مظاھر الحداثة في الدشرات‬
‫األ وراسية‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬
‫تمھيد‪:‬‬

‫تقع منطقة األوراس في الجزائر بين قطبين شمالي وجنوبي مما أعطى لھا ميزة خاصة ‪ ،‬تالمس‬
‫المنطقة الحارة من جھة والمنطقة الباردة من جھة أخرى) جبل شليا على ارتفاع ‪ 2328‬م ‪(.‬وبالتحديد‬
‫األوراس يقع جنوب قسنطينة بين باتنة‪ ،‬وبسكرة‪ ،‬وخنقة سيدي ناجي وخنشلة‪.‬‬

‫‪-1‬خصائص التراث التقليدي في الدشرا ت األ وراسية ‪:‬‬

‫تزخر منطقة األوراس بتراث معماري وعمراني خالب ينتظم ضمن تجمعات سكانية عريقة‬
‫تضرب جذورھا في أعماق التاريخ‪ .‬ولعل ما يميزھا أكثر الحضور القوي للقالع) تاقليعت (وسط ھذه‬
‫التجمعات‪ .‬كانت تعد بالنسبة لسكان المنطقة األوائل رمزاً لبقاء القبيلة أو العرش كما كانت ترمز لثرائھا‬
‫وقوتھا وتوازنھا باإلضافة إلى وحدتھا االجتماعية‪ ،‬فھي تبنى ألغراض اجتماعية واقتصادية ودفاعية‪،‬‬
‫كذلك كانت تعد حلقة وطيدة تربط سكان القبيلة الواحدة ‪.‬على الرغم من قيمتھا األثرية الثمينة فإن ما بقي‬
‫من ثيقليعين أو القالع التي أبدع في بنائھا سكان األوراس منذ مئات السنين مھددا اليوم بالزوال واالندثار‬
‫نھائيا‪ ،‬بعد انھيار أجزاء كبيرة منھا واختفاء بعضھا اآلخر ‪.‬فثيقليعين التي تظھر منتصبة في أعالي الجبال‬
‫والمرتفعات بحاجة ماسة حسب المھتمين بالتراث األثري المحلي‪ ،‬إلى التفاتة جادة لحماية ما بقي منھا‬
‫ألنھا نموذج حي لفن العمارة المحلية القديمة التي اشتھر بھا األمازيغ‪.1‬‬

‫‪ -2‬مميزات التراث التقليدي في الدشرات األ وراسية ‪:‬‬


‫‪-‬الوحدة في تشكل التجمعات تعبيراً عن القوة واالتحاد والحماية من العوامل الطبيعية والمناخية‬
‫‪-‬البساطة ‪:‬وھذا في كل مظاھر المبنى‪.‬‬
‫‪-‬الموقع الحصين ‪:‬طبيعة الموقع صعبة‪ ،‬فھو غني بالغطاء النباتي )غابات‪ ،‬و نخيل ‪..‬إلخ ( ومنابع المياه ‪،‬‬
‫وطبوغرافية الموقع جعلت من ھذا األخير حصينا ً بشكل طبيعي حيث عادة ما يكون في مكان مرتفع‪.‬‬
‫‪-‬اإلدماج في المحيط ‪:‬إن التزاوج بين الطبيعة االنحدارية وجدران المباني خلقت مورفولوجيا غير عادية‬
‫وكأن المباني جزء ال يتجزأ من المحيط الطبيعي ‪.‬وتحقق ھذا أساسا باحترام الحواجز الطبيعية للنمو‬
‫العمراني‪ ،‬دون أن ننسى المواد المستعملة في البناء‪.‬‬
‫‪-‬احترام التناسب بين المبنى واإلنسان‪.‬‬
‫‪-‬االنغالق نحو الخارج ‪:‬حيث تغيب الفتحات في الواجھة الخارجية للمبنى وإن كانت فھي ذات أبعاد‬
‫‪2‬‬
‫صغيرة للحفاظ على حرمة المسكن وكذا للحماية من العوامل الطبيعية القاسية‪.‬‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪ 1‬الصالح زرايب ‪:‬اإلرث والتھيئة في حوض وادي األبيض ‪.‬مذكرة ماجستير ‪.‬جامعة قسنطينة‪. 2001‬‬
‫‪  2‬نفس المصدر‪  .‬‬

‫‪25 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬
‫‪-3‬مراحل تشكل المسكن الشاوي ‪:‬‬
‫إذا تتبعنا مراحل تشكل المسكن الشاوي فنجد أنه يتميز بالطابع التطوري بحيث أن الساكن يقوم بغلق‬
‫جانب من الصحن) أو الفناء ( قبل بناء الجانب اآلخر وھي ثابتة من ثوابت بناء المسكن المحلي في‬
‫المنطقة ويمكن تلخيص تلك المراحل في خمس وھي‪:‬‬

‫‪ ‬المرحلة األولى) التي تتميز بتشكل غرفتين مقابل المدخل(‪،‬‬


‫‪ ‬المرحلة الثانية )أين تضاف غرفتان بجانب المدخل مما يؤدي إلى خلق ما يسمى بالسقيفة ‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثالثة )تتميزعن المرحلة السابقة بتوازي شريطين مغطيين يتوسطھما شريط غير‬
‫مغطى ‪.‬ومحافظةً على عنصر الصحن تبنى المجاالت الباقية )المرحاض والحمام والمخزن (‬
‫على أطرافه‪ ،‬فيظھر قلب المسكن ثابتة أخرى من ثوابت المسكن الشاوي أال وھو )الصحن(‬

‫الشكل رقم )‪ : ( 8, 7, 6, 5,4‬تبين مراحل تشكل المسكن الشاوي‬

‫صحن‬
‫صحن‬ ‫فناء‬
‫سقيفة‬
‫سقيفة‬

‫المرحلة الثالثة‬ ‫المرحلة الثانية‬ ‫المرحلة االولى‬

‫‪ ‬المرحلة الرابعة والخامسة ‪ -‬حالما يغلق الصحن من كل الجوانب يمكن التوسع نحو الخارج‬
‫‪3‬‬
‫وأمام المدخل) المرحاض‪ ،‬دار الضيافة والزريبة(‬

‫صحن‬
‫سقيفة‬ ‫صحن‬
‫سقيفة‬

‫المرحلة الخامس‬ ‫المرحلة الرابعة‬


‫‪                                                             ‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ : ADJALI, Samia. Habitat Traditionnel dans les Aurès, le cas de la vallée de l’ouad abdi (lire de l’Afrique du ‬‬
‫‪Nord, Tome xxv, 1986).‬‬

‫‪26 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬
‫‪-4‬أنماط المساكن في الدشرات األ وراسية ‪:‬‬
‫تتنوع مساكن الدشرة حسب‪:‬‬
‫‪ -1.4‬مادة البناء‬
‫‪ -‬مساكن مبنية من الحجارة ونجدھا قرب السفوح الحجرية‪ ،‬ومساكن مبنية من الطين من ذلك نستنتج‬
‫وجود مبدأ من مبادئ االستدامة متمثال في استعمال مواد البناء المحلية التي تتماشى مع الظروف المناخية‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫الصورة رقم ) ‪ : (16‬تبين استعمال الحجارة مادة بناء‬ ‫الصورة رقم ) ‪ : (15‬تبين استعمال الطين مادة بناء‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ -2.4‬الشكل ‪:‬‬
‫يمكن تلخيص أنواع المساكن المحلية في األوراس شكليا ً في نوعين رئيسيين وھما‪:‬‬
‫نوع أول ‪ :‬حيث الفناء عنصر توزيع يتوسط المسكن أو يشغل إحدى زواياه‪ ،‬كما يمكن أن يكون للمسكن‬
‫مدخالن على حسب طبوغرافية األرضية مما يستوجب وجود سلم‪.‬‬
‫ونوع ثان ‪:‬نجده أحيانا ً حيث يغيب الفناء ويغيب الصحن والتوزيع يكون من طريق الغرف‪.‬‬

‫‪27 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬

‫الشكل رقم )‪: ( 10‬مخطط تمثيلي للطابق العلوي لمسكن ذو صحن‬ ‫الشكل رقم )‪: ( 09‬مخطط تمثيلي للطابق األرضي لمسكن ذو صحن‬

‫الشكل رقم )‪: (11‬مخططات تمثيلية لبعض أنماط تموضع الصحن في المسكن‬

‫‪-5‬المجاالت المكونة للمسكن الشاوي‪:‬‬

‫عموما تشترك مساكن منطقة األوراس من حيث مكوناتھا في المجاالت الرئيسية مشكلة نموذجا ً للمسكن‬
‫التقليدي األوراسي‪.‬‬
‫‪ -‬العتبة ‪ :‬في المسكن الشاوي نجد أن العتبة مرتفعة بدرجات من الحجارة أمام المدخل‪.‬‬
‫‪ -‬السقيفة ) ھاسقيفث (‪:‬وھي مجال دخول مغطى يحفظ خصوصية المنزل ‪.‬‬
‫‪ -‬الفناء أو الحوش أو الصحن ) آفاق( ‪ :‬يعتبر عنصرا مركزيا ً و له عدة أدوار من بينھا الدور‬
‫البيو مناخي في المنطقة فضالً عن ذلك فالصحن أو الفناء يعد مجاالً داخليا ً خارجيا ً مشتركا ً‬
‫لعالم األسرة‪ ،‬فھو مجال مفتوح من األعلى ومفتوح على الحاجات الوظيفية لھا‪ ،‬كما أنه مجال‬
‫محمي‪ ،‬ومعظم المجاالت لھا عالقة مباشرة بالصحن‪ ،‬إذ انه خالل الصيف تستغله النساء‬
‫للطبخ والنسيج وحتى مجال لحلب الماعز قبل دخولھا إلى الزريبة‪ ،‬كما يمكن أن يستعمل‬
‫للنوم خالل الصيف وغير ذلك‪.‬‬
‫‪28 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬

‫الغرفة الرئيسية )ھابيوت( ‪ :‬و ھي عبارة عن مجال اسري داخلي خاص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار الضيوف ‪ :‬ھي قريبة دوما ً من المدخل‪ ،‬ويمكن الدخول إليھا من السقيفة أو من الخارج‬ ‫‪-‬‬
‫مباشرة )مبدأ الخصوصية‪(.‬‬
‫المطبخ ) ھاد ارث الكانون( ‪ :‬يصعب إعطاء تعريف دقيق للمطبخ في المسكن الشاوي‬ ‫‪-‬‬
‫ولكن الثابتة االصطالحية الوحيدة التي يمكن إطالقھا عليه انه مجال للمرأة وتجمع النساء‪.‬‬
‫الزريبة ) آزر داب( ‪:‬وھي المجال الخاص بالماشية )وھو مجال مغطى وأحيانا غير مغطى‬ ‫‪-‬‬
‫(‪ ،‬له عالقة مع مجال تخزين الخشب وغذاء الماشية‪.‬‬
‫المرحاض) ھافراكث( ‪:‬في المنزل األوراسي تقريبا نجد التصميم نفسه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شرفات التشميس )ھاشماسث( ‪:‬يظھر ذلك جليا ً في كل الواجھات العمرانية لكل التجمعات‬ ‫‪-‬‬
‫العمرانية ‪ ،‬فھو مجال ضروري في المسا كن بحيث يكمن دوره في تجفيف التمور والفواكه‬
‫والمنتجات الزراعية والفالحية األخرى‪ ،‬وھذا المجال نجده دوما ً في الطابق مفتوحا ً أفقيا ً على‬
‫‪4‬‬
‫أشعة الشمس ومحميا ً من األمطار‪.‬‬

‫الصور )‪ : ( 17‬تبين ھاشماست في مساكن الدشرات‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪                                                             ‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ : BOUGHIDA, Revitalisation des vielles villes Auressiennes‐Cas de Menaa‐ mémoire de Magister en ‬‬
‫‪architecture, université de Batna 2011‐2012.   ‬‬

‫‪29 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬
‫‪-6‬الوضع الحالي و مظاھر التغيير في الدشرا ت األوراسية ‪:‬‬
‫أصبحت الدشرات االوراسية طاردة لألسر‪ ،‬إذ أن ھناك استمرارًا للتفريغ السكاني من تلك األحياء‪،‬‬
‫فالدشرة تنمو بشكل متواصل وأنماط الحياة السائدة تتبدل وتتغير بطريقة تتزايد وتيرتھا يو ًما بعد يوم ‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك يبدأ التدھور في وسط الدشرة فتتھالك مبانيھا ومرافقھا وخدماتھا‪ ،‬ويكون ذلك مصحوبا‬
‫بأوضاع اجتماعية متردية في تلك األحياء ناجمة عن تفكك النسيج االجتماعي و انعدام الخصوصية نجد‬
‫أن ذلك أدى إلى ما تواجھه الدشرات التقليدية من تحديات متنوعة أثرت في توازن الحياة االجتماعية و‬
‫االقتصادية للسكان ويمكن تصنيف ھذه العوامل كاآلتي ‪:‬‬

‫‪-1.6‬التناقص المستمر في نسبة األبنية المأھولة و ازدياد نسبة األبنية المھجورة‪:‬‬

‫بعد أن بدأت المفاھيم االجتماعية و نموذج العائلة الممتدة التي كان سائدا بالتغير نحو االستقاللية‬
‫ونموذج األسرة المستقلة ‪ ،‬نشأت مشكلة الملكية المفتتة ‪ ،‬حيث اتجھت العالقات االجتماعية نحو التفتت ‪،‬‬
‫فاستقل االبن عن أبيه ‪ ،‬ھذا إلى جانب نظرة السكان بأن المنزل القديم لم يعد قادرًا على تحقيق كل‬
‫احتياجات العصر الحديثة ‪ ،‬أدى إلى ھجرانھا مما ساھم في تردي الحالة الفيزيائية لألبنية الموجودة ‪ ،‬و‬
‫بالتالي إھمالھا و عدم االھتمام بصيانتھا‪ ،‬مما جعلھا تؤول للسقوط في العديد من الحاالت بل وتتھدم‪.‬‬

‫الصورة ) ‪ : (18‬تبين المنازل المھجورة‬

‫‪30 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬
‫‪-2.6‬التغير في الوظيفة االصلية ‪:‬‬

‫مع التطور في النظم المختلفة المتداولة في المجتمع تظھر غالبًا مشكلة مسايرة نمو الدشرة لھذا‬
‫التطور‪ ،‬حيث أن نمو الدشرة عادة يتماشى مع النمو الطبيعي للكتلة العمرانية لھا ‪ ،‬ليلبي االحتياجات‬
‫الوظيفية و اإلدارية للمجتمع البشري من تغير في شكل و ھياكل النظم المختلفة ‪ ،‬و كذلك عدم مالئمة‬
‫االستخدام الحالي للمبنى التقليدي وعدم االھتمام الكافي بصيانة ھذه المباني األثرية وترميمھا و الذي أدى‬
‫إلى التغيير في وظيفتھا و ضعف حالتھا التراثية التقليدية‬

‫‪ -3.6‬األسباب العمرانية ‪:‬‬

‫و تشمل النواحي التخطيطية في الدشرا ت مثل القرارات الحكومية بشأن التغيير في أنظمة البناء‬
‫واستخدامات األراضي‪ ،‬والشوارع الضيقة والمتعرجة‪ ،‬و قلة المناطق المفتوحة في الدشرا ت‪ ،‬كما تشمل‬
‫أيضًا الجوانب المعمارية في المسكن مثل نقص مساحات المنازل ‪،‬والتھالك اإلنشائي للمباني وارتفاع‬
‫تكاليف الصيانة و الترميم ‪ ،‬وصعوبة التوسع في البناء عموديا أو أفقيًا‪ ،‬باإلضافة إلى الطلب المتزايد‬
‫على السكن وزيادة تكاليف البناء ‪،‬أدى ذلك إلى اللجوء إلى استغالل الكثير من المباني القائمة من خالل‬
‫ھدمھا و إعادة بنائھا بأساليب غير مالئمة للطابع المعماري للبيئة المحيطة ‪.‬‬

‫الصورة ) ‪ : (19‬تبين التدخل على المبنى بطريقة عشوائية‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪31 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ الفصل الثالث مقاربة حول منطقة األوراس و مظاھر الحداثة في الدشرات اال وراسية‬

‫‪ ‬‬
‫‪ -4.6‬العوامل التجارية و االنتفاع المادي‪:‬‬

‫حيث أن ارتفاع أسعار األراضي‪ ،‬أدى إلى توجه التفكير لدى أصحاب العقارات في المناطق‬
‫التقليدية‪ ،‬إلى استثمار األرض المقام عليھا البناء‪ ،‬والرغبة في تغيير استخدام المبنى من االستخدام السكني‬
‫إلى االستخدام التجاري لدواعي االستثمار ‪ ،‬والرغبة في بيع المبنى التقليدي لالنتقال و تغيير مكان السكن‬
‫أو التوجه إلى تأجير المبنى القائم واالستفادة من العوائد المالية‪ ،‬وانتشار األنشطة التجارية في الدشرات‬
‫كل ذلك أدى إلى اإلساءة للمركز التقليدي‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪32 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫خاتمة الجزء النظري ‪:‬‬
‫استعرضنا في ھذا الجزء اھم المفاھيم المميزة للتراث العمراني واھم انواع المنازل التقليدية في‬
‫الجزائر ‪,‬و قد تطرقنا الى مفھوم الحداثة ومظاھرھا على العمارة التقليدية ‪ ,‬باإلضافة لمعرفة اھم‬
‫االساليب واآلليات الالزمة للتدخل والحفاظ على المباني التراثية مع إعطاء بعض االمثلة حول استخدام‬
‫ھاته اآلليات و التوسع في آلية اعادة التوظيف وتأھيل المباني ‪,‬كما اشرنا في ھذا الجزء الى منطقة‬
‫االوراس و التعريف بمميزات الدشرات فيھا ومعرفة اسباب التدھور ومظاھر الحداثة التي مست النسيج‬
‫العمراني فيه‪ .‬وقد استنتجنا في ھذا الجزء ان مختلف اآلليات تساھم بشكل فعال في الحفاظ على المباني‬
‫التراثية اذا ما تم القيام بھا بطرق مناسبة وفي االماكن المناسبة وان آلية اعادة التوظيف تساھم بشكل فعال‬
‫في الحفاظ على الطابع الخاص للمناطق التراثية باألخص المناطق السكنية كالدشرات اذ ان اعادة توظيف‬
‫المنازل بوظيفتھا االولى او بوظيفة مشابھة تضمن عدم التغيير الكامل في الحالة العامة وتساھم في‬
‫استدامة ھذا االرث واستمراريته‪.‬‬

‫‪33 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الجزء التطبيقي‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الفصل الرابع ‪:‬‬


‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء في‬
‫بلدية القنطرة والية بسكرة‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -1‬الدراسة الطبيعية ‪:‬‬
‫‪-1.1‬موقع والية بسكرة ‪:‬‬

‫تقع والية بسكرة بالجھة الجنوبية الشرقية من الجزائر تبعد عن عاصمة البالد بـ ‪ 400‬كلم حيث‬
‫يحدھا من الشمال والية باتنة ومن الشمال الغربي والية المسيلة ومن الشمال الشرقي والية خنشلة ومن‬
‫الغرب والية الجلفة والجنوب والية الواد‬

‫الخريطة رقم )‪ :(01‬موقع والية بسكرة‬

‫المصدر ‪Google map :‬‬

‫‪-2.1‬موقع بلدية القنطرة ‪:‬‬

‫القنطرة بلدية وواحة تقع في الجنوب الغربي لجبال األوراس على بعد ‪ 50‬كلم إلى شمال بسكرة‬
‫و‪ 50‬كلم إلى جنوب باتنة ‪.‬والتي تبعد عنھا ب‪ 54‬كم‪ .‬وھي مدينة صغيرة قليلة السكان‪ .‬وھي تجمع بين‬
‫طبيعتي الصحراء والتل في مناخھا وطابعھا الجغرافي ‪ .‬تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ ‪ 238,98‬كلم‪2‬‬
‫‪ ،‬وترتفع عن سطح األرض بمسافة ‪ 538,23‬م ‪ .‬أنشئت سنة ‪ 1946‬كمركز بلدي قرار مؤرخ في ‪29‬‬
‫ماي ‪ 1946‬وكبلدية في سنة ‪ 1957‬قرار مؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ .1957‬يحدھا من الشرق بلدية عين‬
‫زعطوط و من الجھة الغربية بلدية بريكة و من الشمال بلدية معافة وبلدية تيالطو و من الجنوب بلدية‬
‫الجمورة‪.‬‬

‫‪36 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬

‫الخريطة رقم ) ‪ : )02‬تموقع بلدية القنطرة على مستوى والية بسكرة‬

‫المصدر ‪:‬المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لبلدية القنطرة‬

‫‪-3.1‬نبذة تاريخية عن البلدية‪:‬‬

‫سكان القنطرة من أصل بربري‪ ،‬والعديد من األسماء التي عثر عليها هناك يؤكد ذلك‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪« :‬واد أغروم»‪ ،‬الذي يرمز إلى النهر الذي هو مصدر الرزق والحياة‪ .‬بنيت القنطرة في العصر‬
‫الروماني وكانت مركز حضاري في المنطقة‪ ،‬وكانت تُعرف باسم « كالكيوم هركلوس » (أي «حذاء‬
‫هرقل») ويقول المؤرخون أن الرومان فتحوا ممرا عبر الجبال وبنوا الجسر الشهير لتسهيل حركة الناس‬
‫والبضائع‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪ :) 20‬تبين القنطرة‬

‫المصدر‪ ( :‬التقاط الصورة ) الطلبة ‪2016‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬

‫‪-4-1‬موقع الدشرة الحمراء بالنسبة لبلدية القنطرة‪:‬‬

‫الدشرة الحمراء تقع في الشمال الغربي لبلدية القنطرة ‪,‬وتتربع على مساحة تقدر ب ‪ 8,5‬هكتار‬
‫يحدها من الشمال البناءات الحديثة‪ ,‬من الجهة الجنوبية و الشرقية واحات النخيل و من الجهة الغربية‬
‫مساحات فارغة ‪.‬‬

‫الخريطة رقم (‪ :(03‬موقع الدشرة الحمراء بالنسبة للنسيج العمراني لبلدية القنطرة‬

‫المصدر ‪:‬المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لبلدية القنطرة‬

‫الصورة رقم (‪ : ) 21‬تبين الدشرة الحمراء‬

‫المصدر‪ ( :‬التقاط الصورة ) الطلبة ‪2016‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬
‫‪-2‬الدراسة العمرانية للدشرة الحمراء ‪:‬‬

‫رغم الظروف القاسية التي واجھت االنسان االوراسي في الدشرة الحمراء اال انه استطاع التاقلم‬
‫معھا‪ ,‬وذلك من خالل تشييده لمدن ذات طابع خاص و مميز به‪ ,‬و الذي يتجلى اساسا في الدشرة‪ ,‬التي‬
‫تعكس ھذه االخيرة الوجه الحقيقي للمدينة االوراسية االمازيغية بما تكتسبه من قيم دينية‪ ,‬ثقافية و اجتماعية‬
‫مستوحاة من شخصية المجتمع االمازيغي ‪ ,‬ولتلبية حاجيات المجتمع دفع بھا الى اكسابھا مجموعة من‬
‫الخصائص وھي ‪:‬‬

‫‪--1.2‬نسيج متضام على شكل وحدة ‪:‬‬


‫ويتمثل في انه نسيج متضام و متكامل بين مجموعة من العناصر وھي ‪:‬‬
‫‪-1.1.2‬المسجد ‪ :‬الذي يمثل المركز الديني و االجتماعي و الثقافي للمدينة اضافة الى انه العنصر االكثر‬
‫اھمية في الدشرة‬

‫الخريطة رقم) ‪ :( 04‬تمثل المنشآت الدينية في الدشرة‬

‫المصدر ‪:‬المخطط التوجيھي للتھيئة والتعمير لبلدية القنطرة‬

‫‪39 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬

‫الصورة رقم )‪: )22‬مسجد بني عواج‬

‫المصدر‪ ( :‬التقاط الصورة ) الطلبة ‪2016‬‬

‫‪-2.1.2‬المساكن ‪ :‬عبارة عن سكنات متداخلة تدل على درجة التضامن و االخاء بين الدشرة‪ ,‬وهي تشغل‬
‫تقريبا كل المساحة تبنى من المواد المحلية للمنطقة (الحجر و الطين) ‪ ,‬تتكون اغلبية المباني الموجودة من‬
‫غرفتين الى ثالث غرف ‪ ,‬اغلبيتها مستوى ارضي فقط ‪ ,‬تتحكم في شكل المبنى ظروف المكان و‬
‫متطلبات المستخدم ‪.‬‬

‫الخريطة رقم )‪ : (05‬تمثل الجزء المبني للدشرة بالنسبة لبلدية القنطرة‬

‫المصدر ‪ :‬المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لبلدية القنطرة‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬

‫الخريطة رقم )‪ : (06‬الساحات العامة في الدشرة‬

‫المصدر‪ :‬المخطط التوجيھي للتھيئة والتعمير بلدية القنطرة‬

‫وتمتاز الدشرة الحمراء بثالث ساحات عامة ‪:‬‬


‫ا‪-‬ساحة الرحبة ‪:‬تتميز باستعمالھا كسوق اسبوعي لمختلف التبادالت التجارية ‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪: (23‬تبين ساحة الرحبة‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪41 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬
‫ب‪ -‬ساحة الجمعة ‪:‬ھي ساحة تالقي السكان لالستجمام وتبادل االحاديث وھي الساحة االكثر استعماال من‬
‫قبل سكان الدشرة ‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪: (24‬تبين ساحة الجمعة‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫ج‪-‬ساحة النقرة ‪ :‬ھي الساحة القريبة من المدخل الرئيسي للدشرة وتستعمل للترحيب واستقبال االعيان‬
‫والضيوف من قبل مشايخ الدشرة‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪: (25‬تبين ساحة النقرة‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪42 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬
‫و اخيرا المسالك و الممرات التي تمثل الشريان الذي يربط بين العناصر العمرانية المذكورة و تنظم عبره‬
‫الحركة وتكون عادة المسالك متعرجة‬

‫الخريطة رقم )‪ :( 07‬التوزيع المجالي للحركة داخل الدشرة‬

‫المصدر ‪ :‬المخطط التوجيھي للتھيئة والتعمير لبلدية القنطرة‬

‫الصورة رقم )‪ : (26‬تمثل الطريق الرئيسي في الدشرة‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫و عليه فالعناصر العمرانية االساسية المكونة للدشرة الحمراء تبدو متداخلة و متكاملة و منسجمة فيما‬
‫بينھا‪.‬‬

‫‪43 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬
‫‪-3‬الدراسة المعمارية للدشرة الحمراء ‪:‬‬
‫‪-1.3‬تخطيط المنزل ‪:‬‬

‫يتميز المسكن في الدشرة الحمراء بتصميم ھندسي يجمع بين افراد االسرة الواحدة او االسرتين ولتخزين‬
‫الحبوب وتربية الحيوانات ويمتد على مساحة كبيرة نسبيا يصل طوله الى‪ 15‬متر وعرضه يتعدى ‪ 10‬متر‬
‫المنزل يحتوي على فناء تحيط به جميع الغرف ويتراوح عددھا بين ‪ 3‬الى ‪ 5‬غرف غرفة كبيرة الحجم‬
‫تستعمل للطبخ والجلوس تخصص احدى الغرف للنوم واخرى لتخزين المنتوجات الزراعية غرفة‬
‫تستعمل لخزن النشاطات الصناعية التقليدية كالنسيج المسكن مجھز بباب كبير وفي احدى الجھات يوجد‬
‫االسطبل المخصص للحيوانات ‪.‬‬
‫الصورة رقم )‪ : ( 27‬واجھة منزل من الدشرة الحمراء‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪-1.1.3‬اھم المكونات االساسية للمنزل في الدشرة الحمراء ‪:‬‬


‫‪ ‬الحوش ‪:‬‬

‫ھو المكون االساسي في المسكن الشاوي ‪ ,‬ويكون ھو العنصر االوسط الفاصل بين مختلف الغرف‬
‫ومكونات المنزل ويعتبر مجال التوزيع بين الداخل والخارج‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪: (28‬تبين الحوش‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪44 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬الواجھات المعمارية ‪:‬‬

‫تكون واجھة المسكن الشاوي التقليدي في الدشرة الحمراء تقريبا متشابھة‪ ,‬حيث تغيب الفتحات في‬
‫الواجھات الخارجية للمبنى و ان وجدت فإنھا تكون بعدد قليل ال يتعدى ثالث نوافذ‪ ,‬ذات اشكال مختلفة‬
‫)مربع‪ ,‬مستطيل‪ ,‬مثلث ( توجد في بعض المساكن في الدشرة شرفات ال يتعدى طولھا ‪ 50‬سم و ذلك‬
‫لتفادي تسرب المياه على الجدران‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪ : (29‬واجھة معمارية‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ ‬الجدران ‪:‬‬
‫تبنى الجدران في المسكن الشاوي على شكل صفين اثنين‪ ,‬واحد من الحجارة الكبيرة و االخر من الحجارة‬
‫الصغيرة‪ ,‬يتم ضمه بواسطة خرسانة من الطين‪ ,‬سمكه حوالي ‪ 40‬سم ‪ ,‬يتم بناؤه دون اسس او على اسس‬
‫صغيرة من ‪ 30‬الى ‪ 50‬سم او اكثر‪ ,‬وھو مقسم الى عدة طبقات ‪ ,‬تكون المسافة بينھما حوالي الواحد متر‬
‫اين توضع طبقة من االغصان التي تلعب دور خشبة التثبيت‪ ,‬تظھر لنا في الواجھة و كأنھا حزام الربط‬
‫يوضع حول البيت ليمنعه من التشققات‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪ : (30‬تبين الجدران‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪45 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬الفتوحات ‪:‬‬
‫‪ o‬االبواب ‪:‬‬

‫تتموضع بوابة المدخل في المسكن الشاوي من الجھة الجانبية له‪ ,‬كل االبواب ضيقة وصغيرة‬
‫يتراوح ارتفاعھا ما بين ‪ 1‬الى ‪ 1,20‬م و عرضھا ‪ 75‬سم باستثناء باب الحوش الذي يكون غالبا اكثر‬
‫ارتفاعا حوالي ‪ 2‬م وھذا تحسبا لمرور البغال و اثقالھا‪ ,‬تصنع ھذه االبواب من جذوع اشجار الصنوبر‬
‫الجبلي الذي تمتاز به منطقة الدراسة‪ ,‬توجد منقوشات جميلة على ھذه االبواب يقوم بھا النحاتون‬
‫الموجودون في المنطقة ‪ .‬يغلق الباب بواسطة جذع شجرة يقوم بتثبيت الباب من الداخل‪ ,‬القفل مصنوع من‬
‫الخشب بمفتاح خشبي او حديدي‪.‬‬

‫الصورة رقم) ‪ :( 31‬تبين شكل االبواب‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ o‬النوافذ ‪:‬‬

‫توجد النوافذ في الجدار الخارجي للمبنى على عدة اشكال مستطيل ‪ ,‬مربع‪ ,‬مثلث‪ ,‬اال انه ذات الشكل‬
‫المستطيل ھي االكثر استعماال )قياسھا من ‪ 30‬الى ‪ 50‬سم( ‪ ,‬اما النوافذ ذات الشكل المثلث فقياسھا )من‬
‫‪ 15‬الى ‪20‬سم( تكون على شكل مثلث وحيد او مجموعة مثلثات متتابعة او مجموعة على شكل معين او‬
‫سداسي‪.‬‬

‫‪46 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬

‫تتموضع كل ھذه النوافذ في الجھة العلوية من الجدار حيث ان الدخان ال يتسرب اال بكمية ضئيلة‪ ,‬كما نجد‬
‫ان الضوء و الھواء ھو االخر ال يدخل اال بكميات ضئيلة‪ ,‬بالرغم من ھذا نالحظ ان الساكن في الدشرة‬
‫يجد نفسه محمي من قساوة الجو ويشعر باألمان داخل بيته‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪ :(35 , 34 ,33, 32‬تبين اشكال النوافذ‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ o‬االعمدة و العتبات الحاملة للسقف ‪:‬‬

‫تكون عادة مصنوعة من الخشب المحلي‪ ,‬و ھي على اشكال مختلفة‪ ,‬تستعمل ھذه االعمدة لحمل االسقف‬
‫ويكون غالبا موضعھا في وسط الغرفة‪ ,‬كما نجد اكثر من دعامة واحدة و ذلك حسب مساحة المبنى او‬
‫عدد الطوابق‪ ,‬توضع فوق الدعامة اعمدة متعاقبة من الخشب‪ ,‬بعدھا تغطى بنباتات عشبية كالحلفاء و‬
‫الديس ثم تغمر بمادة الطين‪.‬‬

‫الصورة رقم ) ‪ :( 37,36‬تبين تموضع العتبات‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪47 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفصل الرابع دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة‬
‫‪ ‬‬
‫‪-2.3‬مواد البناء في الدشرة‪:‬‬

‫يتم بناء المنازل حسب المواد المتوفرة في المنطقة )المواد المحلية( ‪ ,‬وحسب المناخ السائد فتبنى بالحجر‬
‫والطوب بصفة عامة‪ ,‬ويستعمل الطين والحصى ويخلط معھا التبن الكتسابه تماسكا وصالبة وتسقف‬
‫البيوت بالخشب وتستعمل االبواب والنوافذ منھا بصفة عامة ‪.‬‬
‫‪ ‬الخشب ‪ :‬وھو مكون اساسي للبناء في الدشرة ‪.‬‬
‫‪ ‬الحجارة ‪ :‬على اشكال مختلفة االحجام ‪ ,‬تعدل قبل االستعمال تستعمل في بناء الجدران والساللم‪.‬‬
‫‪ ‬التربة ‪ :‬متوفرة في المنطقة وھي عنصر اساسي في بناء المنزل التقليد‪.‬‬

‫الصور رقم )‪ :( 39,38‬تبين المواد المستعملة في البناء ) الخشب و الحجر(‬

‫المصدر‪ :‬التقاط الطلبة ‪2016‬‬

‫‪48 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -4‬التغيرات الحاصلة واھم المشاكل المميزة للوضع الحالي في الدشرة الحمراء بلدية‬
‫القنطرة‪:‬‬

‫تم اھمال مدينة القنطرة للدشرة القديمة بسبب ظروف مجھولة مما ساعد ويساعد يوميا على دثر ھذا‬
‫التراث وحضارتنا وثقافتنا ‪ ،‬ولھذا السبب تُبذل الجھـود الكبيـرة مـن مختلف المؤسسات باتجاه الحفاظ على‬
‫التراث العمراني و الثقافي فيھا‪ ،‬إال أنه ال يمكن التغاضي عن واقع المدينة الحالي ‪،‬والتي تعاني من العديد‬
‫مـن المشـاكل العمرانية التي تنعكس بدورھا على الواقع االجتماعي والنفسي للسكان وعلى المسـتوى‬
‫البيئـي والحضري بشكل عام‪ ,‬فقمنا بدراسة ميدانية اين تم طرح اسئلة على السكان‪ ,‬ونظرا الن اغلب‬
‫السكنات مھجورة فتعذر علينا مقابلة عدد كبير من ارباب البيوت حيث استطعنا مقابلة ‪ 10‬اشخاص في‬
‫عشرة بيوت وقمنا بتقديم االسئلة حول الدشرة واسباب التغييرات الحاصلة في الشكل العام للتراث‬
‫التقليدي فتطرقنا في االسئلة الى عدة جوانب منھا ‪:‬‬

‫‪-1.4‬من الجانب المعماري‪:‬‬

‫‪-1.1.4‬مشكلة التغيير في شكل المنزل و بناء اإلضافات‪:‬‬

‫ظھرت مشكلة وجود اإلضافات الدخيلة في المباني نتيجة للتغيرات االجتماعية التي طـرأت على‬
‫النظام األسري‪ ،‬بعدما كانت األسرة ممتدة تضم األب واألم واألوالد ومـن يتـزوج مـن األوالد ‪،‬أي أنھا‬
‫تشمل األسرة الرئيسية واألسر الفرعية وكل أسرة تعيش في غرفة مـن نفـس المنزل‪ ،‬وتعيش ھذه األسر‬
‫حياة مشتركة ‪ ،‬ويكون لھا نفس المطبخ و بيت الخالء ‪ .‬إال أن تحول األسرة إلى اسر صغيرة بانفصال كل‬
‫عائلة بحياتھا الخاصة نتيجة للتغييرات االجتماعيـة‪ ،‬أدى إلـى تقسيم المسكن الواحد الذي كان يضم العائلة‬
‫الكبيرة الممتدة‪ ،‬إلى بيوت متعـددة دون الخـدمات وبالتالي اللجوء إلى إضافتھا بطرق ومواد مختلفة في‬
‫معظم األحيان عن الطرق والمواد األصلية للمبنى ‪ ،‬وبالتالي تشويه الصورة البصرية للنمط العمراني‬
‫للدشرة‪.‬‬

‫الجدول رقم )‪: (01‬عالقة مساحة المسكن بعدد أفراد األسرة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫عدد أفراد األسرة متناسب مع مساحة‬


‫المسكن‬
‫‪25‬‬ ‫نعم‬

‫‪75‬‬ ‫ال‬
‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫‪  49‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -‬تحليل العينات ‪:‬‬

‫لقد قمنا بأخذ عينتين من المنازل لدراستھا ومعرفة الوضع االصلي قبل التغيير والحظنا ان المنزل‬
‫في توزيعه المجالي االصلي ال يتناسب وعدد افراد العائلة الكبيرة التي تمتاز بھا الدشرة وايضا الحظنا ان‬
‫في التصميم التقليدي ھناك العديد من الفراغات مثل الحوش والسطح وبيت الخزينة او الزريبة التي‬
‫تغري اصحاب المنزل الى استغاللھا لتوسعة المجال المسكون‬

‫التوزيع المجالي االصلي للعينتين من المنازل‪:‬‬

‫الشكل رقم )‪: (12‬يوضح التوزيع المجالي للمسكن التقليدي في الدشرة‬

‫السطح‬ ‫بيت‬ ‫بيت الماء او‬


‫الحمام‬

‫بيت القعدة‬
‫بيت الكانون‬
‫الحوش‬

‫بيت‬
‫السقيفة‬ ‫بيت المخزن‬
‫الضياف‬

‫المدخل‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫الشكل رقم )‪: (13‬مخطط توضيحي للمنزل في الحالة التقليدية للعينة االولى‬

‫‪ ‬‬
‫‪  50‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل رقم )‪: (14‬مخطط توضيحي للمنزل في الحالة التقليدية للعينة الثانية‬

‫‪ ‬‬
‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫نالحظ ان في العينتين في الوضعية الحالية بعد القيام بالتغيرات ان ھناك ‪:‬‬

‫في العينة االولى ‪ :‬تغيرات كلية مست الھيكل الداخلي والخارجي للمبنى بمواد حديثة خرسانية باإلضافة‬
‫الى االستغناء عن وظيفة الحوش و وتبديلھا بالبيوت واضاقة درج خرساني باإلضافة الى تحويل الطابق‬
‫االول بالكامل باستغالل السطح في البيوت ‪.‬‬
‫الشكل رقم )‪: (15‬مخطط توضيحي للمنزل بعد التغيير العينة االولى‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫في العينة الثانية ‪ :‬نالحظ تغييرات جزئية مست جزء صغير من الحوش في توسيع مساحة الغرف‬
‫واضافة عدد آخر منھا باإلضافة الى االستغناء عن المخزن وتحويله الى بيت الماء والدوش وتحويل‬
‫الزريبة الى حانوت والسقيفة الى درج خرساني ‪ ,‬اما في الطابق االول فتمت اضافة غرفتان جديدتان مع‬
‫الحفاظ على مجال السطح‪.‬‬

‫‪  51‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل رقم )‪: (16‬مخطط توضيحي للمنزل بعد التغيير العينة الثانية‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫بعد التغييرات الحاصلة في المنازل الحظنا اضافات وتبديالت مست اغلب نواحي المنزل وايضا‬
‫تغييرا في وظائف بعض المجاالت والجدول التالي يوضح تسمية المجاالت وموضعھا ووظيفتھا بالنسبة‬
‫للمنزل القديم والحديث بعد التغيير‪ ,‬والحظنا ان اغلب التغيرات الحاصلة كانت من اجل توسيع المجال‬
‫المسكون حيث طالت المجاالت المفتوحة كالحوش او السطح او المجاالت المكملة مثل الزريبة او بيت‬
‫المخزن ‪.‬‬
‫الجدول رقم )‪ :(02‬يوضح تسمية المجاالت وموضعھا ووظيفتھا بالنسبة للمنزل القديم والحديث بعد التغيير ‪ ‬‬

‫صور‪:‬‬ ‫الوظيفة الحالية‪:‬‬ ‫الوظيفة القديمة‪:‬‬ ‫مكانه بالنسبة للمنزل‪:‬‬ ‫المجال‪:‬‬


‫ال توجد الدخول‬ ‫السقيفة‬
‫مباشرة في المجال‬ ‫مجال لحفظ‬ ‫قريبة من المدخل‬
‫الخاص بالمنزل‬ ‫خصوصية المنزل‬

‫الحوش‬
‫ال يوجد حيث تم‬ ‫التھوئة الطبيعية‬
‫استغالله في شكل‬ ‫والتوزيع بين‬ ‫في المركز‬
‫غرف والباقي على‬ ‫المجاالت‬
‫شكل درج خرساني‬

‫‪  52‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫بيت الضياف‬
‫نفس الوظيفة القديمة‬
‫الستقبال الضيوف‬
‫اال انھا ليست معزولة‬ ‫قريب من المدخل‬
‫تكون منعزلة عن‬
‫عن باقي المجاالت‬
‫باقي المجاالت‬
‫وذلك اثر حذف‬
‫وظيفة السقيفة‬

‫نفس الوظيفة لكن بعدد‬


‫اكبر نظرا لضيق‬
‫مساحتھا ولكبر عدد‬
‫مجال خاص بالعائلة‬ ‫قريبة من بيت‬ ‫البيوت او الغرف‬
‫افراد العائلة الواحدة‬
‫حيث شيدت فوق‬
‫الضيوف‬
‫المجاالت الغير مبنية‬

‫ال يوجد حيث تمت‬ ‫لتجفيف المالبس او‬ ‫في الطابق االول‬ ‫السطح‬
‫ازالته في اغلب‬ ‫الحبوب المختلفة‬
‫االحيان و استغالله‬ ‫ومجال للتوزيع الى‬
‫كغرف‬ ‫الطابق العلوي‬

‫عادة ما تكون في‬


‫تم تحويلھا الى‬ ‫لتخزين وحفظ‬ ‫الواجھة الرئيسية‬ ‫بيت المخزن‬

‫حانوت او مكان‬ ‫الحبوب ومختلف‬


‫للتجارة‬ ‫المواد‬

‫للطبخ واالكل‬ ‫قريبة من بيت‬ ‫بيت الكانون‬


‫نفس الوظيفة ونفس‬ ‫الضياف‬
‫المكان‬

‫تغير في المكان بحيث‬ ‫االستحمام وقضاء‬ ‫قريبة من الغرف‬ ‫الدوش او بيت الماء‬
‫تم الفصل بينھا واصبح‬
‫الحاجة‬
‫بيت الماء والدوش‬
‫منفصلين مع الحفاظ‬
‫على نفس الوظيفة‬

‫المصدر ‪ :‬انجاز الطلبة‪2016‬‬

‫‪  53‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬

‫مالحظات‪:‬‬

‫السـبب الرئيسي لإلضافة ھو توسعة المسكن بسبب ضيق المساحة‪ ،‬وعادة ما تكون اإلضافات فـي‬
‫أحـد أركان الساحة الداخلية المفتوحة في المبنى كالحوش او السطح‪ ،‬مما يؤدي إلى تضييق مساحتھا‬
‫وتشويھھا و نالحظ ان اغلب السكان قاموا بتغييرات على مساكنھم وذلك لعدة أسباب منھا‪ :‬أن المنزل قديم‬
‫وأصبح بحاجة إلى ترميم أو ان المسكن ضيق وبحاجة إلى توسعة ‪ ,‬وأيضا لمواكبة العصر ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫الشكل رقم )‪: (17‬يبين المخططان نسبة الذين غيروا في منازلھم و األسباب‬

‫‪40%‬‬
‫نسبة الذين غيروا في شكل المنزل‬ ‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪80%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪20%‬‬
‫‪70%‬‬ ‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪10%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫انعدام المنزل‬
‫المنزل‬ ‫المنزل‬
‫اماكن ضيق‬ ‫مواكبة‬
‫‪20%‬‬ ‫بحاجة‬ ‫غير‬
‫الى الراحة‬ ‫النمط‬
‫مريح‬ ‫الجديد‬
‫‪0%‬‬ ‫تغيير‬ ‫بشكله‬ ‫السائد‬
‫نعم‬ ‫وترميم‬ ‫القديم‬
‫ال‬ ‫في‬
‫المدينة‬

‫المصدر ‪ :‬انجاز الطلبة ‪2016‬‬

‫ونالحظ وجود نوعين من االضافات و التغييرات الحاصلة على المبنى‪:‬‬


‫ا‪ -‬تغييرات كلية ‪ :‬مما ادى الى فقدان القيمة التراثية نھائيا وتحول المبنى الى سكن حديث ال عالقة له‬
‫بالمحيط التراثي للدشرة‪.‬‬
‫الصورة رقم )‪ : (40‬توضح التغيير الكلي في المبنى التقليدي‪.‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪  54‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬

‫ب‪ -‬تغييرات جزئية ‪:‬ويتم ذلك عبر محاولة استغالل الفناء االمامي او الساحة الداخلية للمنزل ‪.‬‬
‫الصورة رقم)‪:( 41‬تمثل التغييرات في الساحة الداخلية للمنزل واستغاللھا‪.‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ -2.1.4‬مشكل التغيرات الحديثة في مواد البناء المستعملة‪:‬‬

‫المادة المستعملة‬ ‫الصورة‬

‫قديما‪:‬‬

‫الطوب من الحجارة والطين لبناء‬


‫الجدران‬

‫حديثا‪:‬‬

‫استعمال الطوب الخرساني الحديث لبناء‬


‫وترميم الجدران‬

‫‪  55‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬

‫قديما‪:‬‬

‫استعمال جذوع النخيل لألعمدة والروافد لحمل‬


‫االسقف‬

‫حديثا‪:‬‬

‫استعمال الخرسانة المسلحة لألعمدة وحمل‬


‫االسقف‬

‫قديما‪:‬‬

‫خليط الطين والتربة من اجل الطالء و اللياسة‬


‫الداخلية والخارجية‬

‫حديثا‪:‬‬

‫استعمال مواد حديثة في طالء ولياسة الجدران‬

‫‪  56‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬

‫قديما‪:‬‬

‫استعمال الطين والتربة لألسقف بطريقة تقليدية‬

‫حديثا‪:‬‬

‫استخدام االسقف الخرسانية التي تغير الشكل‬


‫التقليدي للمنزل‬

‫‪ ‬‬

‫في سؤال حول ما اذاكنتم تقومون بصيانة دورية للمنزل وما اذا كان التغيير او الترميم بوسائل‬
‫متناسبة مع الطابع التقليدي للدشرة؟ الحظنا ‪:‬‬
‫أن حوالي نصف السكان يقومون بأعمال صيانة دورية لمنازلھم ولكن بطريقة عشوائية دون دراسة‬
‫مسبقة وال شك أن األحوال االقتصادية لألسرة تأثر بشكل كبير على حالة المنزل الفيزيائية والعناية بھا‬
‫وصيانتھا من قبل األسرة‪.‬‬

‫الجدول رقم )‪: (03‬يوضح نسبة العائالت التي تقوم بصيانة في المنزل‬

‫النسبة المئوية‬ ‫تقوم العائلة بأعمال صيانة دورية للمنزل‬

‫‪40‬‬ ‫نعم‬
‫‪60‬‬ ‫ال‬
‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬انجاز الطلبة ‪2016‬‬

‫‪  57‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل رقم )‪ : (18‬يوضح نسبة التغيرات الغير المتناسبة مع الطابع التقليدي واالسباب وراء ھذا‬

‫‪70%‬‬ ‫ھل الترميم يكون بوسائل متناسبة مع الطابع‬


‫‪60%‬‬ ‫التقليدي للدشرة‬
‫‪50%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪70%‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪60%‬‬
‫‪0%‬‬ ‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬

‫المصدر ‪ :‬انجاز الطلبة‪2016‬‬

‫وقد تبين لنا ان السبب وراء ھذا الترميم العشوائي ھو ‪:‬‬


‫الالمباالة ‪:‬حيث ان اغلب السكان ال يھمھم الحفاظ على القيمة التراثية للمبنى وانما يھمه ان يوفر لنفسه‬
‫مكانا يليق بالسكن نظرا لتدھور الحالة العامة للمسكن‪.‬‬
‫االمكانيات قليلة وسھولة الحصول على المواد الحديثة ‪ :‬من خالل االسئلة الموجھة الى السكان اتضح ان‬
‫اغلبھم من الفالحين او من اصحاب الدخل المحدود مما يصعب من عملية الترميم المكلفة وبالتالي اللجوء‬
‫الى الوسائل الحديثة المتوفرة‬
‫عدم توفر اليد العاملة المختصة‪ :‬وھذا راجع الى عزوف الشباب عن مثل ھاته االعمال المتعبة وعدم‬
‫وجود اماكن للتربص في مثل ھذا العمل ‪.‬‬
‫الصورة رقم )‪ : (42‬توضح وجود اعمال ترميم للمساكن لكن باستخدام مواد حديثة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪  58‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫‪-2.4‬من الجانب الحضري‪:‬‬

‫تبرز للعيان مشكلة تزايد البنايات الفارغة والمھدمة والتي مع مرور الزمن تختفي معالمھا مما‬
‫يساھم في فك الميزة االساسية للدشرة التقليدية وھي النسيج المتضام حيث يالحظ ان العديد من البنايات تم‬
‫ھدمھا وطمس معالمھا مما جعلھا مكانا فارغا غير مستغل ‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪ : (43‬توضح تھدم المباني مع مرور الزمن ادى الى تفكك النسيج المتضام المميز للدشرة‬

‫المصدر ‪google earth 2016:‬‬

‫‪-1.2.4‬مشكلة تشوه الشكل الحضري على مداخل الدشرة‪:‬‬


‫الصورة رقم )‪ : (44‬توضح التغيير الحاصل على العناصر التقليدية لمداخل الدشرة ‪.‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪  59‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫يظھر جليا للزائر الفوضى التي تعم األماكن المحيطـة بالمـداخل الرئيسـية للدشرة ‪ ،‬بسبب اإلھمال‬
‫الكبير في البيئة العمرانية ‪،‬مما يسيء إلى شكلھا الحضـري مما يستوجب القيام بأعمال الترميم‬
‫الضرورية من أجل إظھـار الدشرة بالشكل األفضل‪ .‬فال بد من مراعاة التوازن بين اإلرث الثقافي‬
‫واالمتداد الحضري‪ ،‬كمـا أظھر التحليل أن زوايا وواجھات بعض المباني لھا قيمة تاريخية كبيرة‪ ،‬ممـا‬
‫يتطلـب إبقائھـا واضحة خاصة تلك الواقعة على أطراف الدشرة إذ تمثل الحدود التاريخية ‪ ،‬ولـذلك يجب‬
‫الحفاظ عليھا وعدم إفساد مظھرھا‬
‫‪-2.2.4‬مشكلة ھجرة البيوت داخل الدشرة وإھمالھا‪:‬‬

‫نتيجة للتطور المادي في الحياة‪ ،‬استجاب االمتداد الحديث للدشرة خارج حدودھا القديمة لمتطلبات‬
‫واحتياجات السكان المتغيرة ومتطلبات الحياة الحديثة‪ ،‬باتساع الشوارع التي تتكيف مع وسائل النقل‬
‫العصرية و تزودت باألماكن الترفيھية‪ ،‬و المدارس الجديدة‪ ،‬العقارات واالستثمارات‪ ،‬و المنازل الحديثة‬
‫بالطرز المعمارية العصرية واستقاللية المساكن‪ ،‬باإلضافة الى خصوصيتھا وإمكانية التوسع الحر في‬
‫مساحاتھا‪ ،‬وغير ذلك من عوامل الجذب والتي أدت إلى انتقال العديد من العائالت وبخاصة الغنية منھا إلى‬
‫خارج الدشرة‪ ،‬والنتيجة ھجرة البيوت واھمالھا ‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪ :(46‬توضح الحالة المزرية التي آلت اليھا‬ ‫الصورة رقم)‪ : (45‬توضح بيع وھجرة البيوت في‬
‫البيوت المھجورة‪.‬‬ ‫الدشرة‪.‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫اما فيما يخص السكان المقيمين ومن خالل األسئلة الموجھة إليھم حول سبب بقائھم في مساكنھم رغم‬
‫الظروف الصعبة المحيطة نالحظ‪:‬‬

‫‪  60‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬

‫الجدول رقم )‪: (04‬السبب في االستمرار بالسكن داخل الدشرة الحمراء‪.‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫سبب البقاء في المسكن في منطقة الدراسة‬


‫‪60‬‬ ‫إنني مضطر ماديا‬
‫‪5‬‬ ‫عالقتي االجتماعية مع األقارب والمعارف‬
‫‪10‬‬ ‫حبي للبيئة التقليدية التراثية‬
‫‪5‬‬ ‫انخفاض مستوى التكاليف يمكنني من التوفير‬
‫المتالك مسكن خارجھا‬
‫‪20‬‬ ‫عالقتي باألرض والفالحة‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫الشكل رقم )‪: ( 19‬مخطط اعمدة يوضح اسباب بقاء السكان في المنازل القديمة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫تتميز الدشرة الحمراء عن العديد من الدشرات القديمة بأنھا ما زالت حية فاعلة و ما أظھرته‬
‫الدراسة يوضح أن حوالي نصف األبناء المتزوجين ‪ 45.75 %‬للعائالت المبحوثة يقطنون مساكن خارج‬
‫الدشرة القديمة وھذا ما يزيد من نسبة المباني المھجورة مع مرور الوقت ‪ ،‬حيث يبقى الوالدين كبار السن‬

‫‪  61‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫في مسكن العائلة و بعد وفاتھما يتحول المسكن إلى مبنى فارغ مھجور في معظم األحيان حسبما تبين من‬
‫المقابالت المختلفة مع السكان‪.‬‬

‫‪-3.2.4‬مشكلة الشوارع ووسائل المواصالت‪:‬‬


‫مقاييس الشوارع والطرقات في الدشرة تتناسب مع متطلبات ومعطيات العصر الذي نشأت المدينة‬
‫فيه‪ ،‬فارتبطت بمقاييس اإلنسان نفسه وارتفاع الماشي و الراكب على الدابة‪ ،‬وبالتالي فھي ال تتناسب مع‬
‫معطيات ومتطلبات العصر الحديث الذي تشكل ضرورة من ضرورياته‪ ،‬من سيارات‪ ،‬مركبات بضاعة‪،‬‬
‫مركبات عمل وبناء وغير ذلك مما ال تستوعبه طرق المدينة بعرضھا وارتفاعات مداخلھا‪ ،‬وھذا من اھم‬
‫االسباب التي تدفع بالتغيير في الطابع التقليدي للدشرة ‪.‬‬

‫الصور رقم )‪ : (48 ,47‬توضح ضيق الطرق وعدم تناسبھا مع وسائل النقل الحديثة‪.‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ -3.4‬جوانب اخرى‪:‬‬
‫‪ -1.3.4‬مشكلة الوعي لدى سكان الدشرة‪:‬‬

‫أثناء التجوال في الدشرة نصطدم مع قلة بل وأحيانا انعدام الوعي لدى السكان بالقيمة األثرية‬
‫والمعمارية والتاريخية لدشرتھم ‪ ،‬وذلك من خالل ممارسـاتھم الخاطئـة بالتعامل مع المواد التاريخية‬
‫يتجلى ذلك في رغبتھم وإلحـاحھم باسـتبدال النوافـذ واألبـواب الخشبية بنوافذ األلمنيوم والحديد‪ ، ،‬وتشويه‬
‫األفنية المفتوحة بسقفھا بالخرسانة المسلحة و العمل على تغيير معالمھا وعناصرھا التقليدية المعمارية‬
‫المميزة أو اإلضرار بھا أو إتالفھا‪ ،‬كما يتمثل قلة وعيھم الثقافي باتخاذھم المبـاني المھجـورة والساحات‬
‫‪  62‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫المفتوحة كمكب للنفايات ‪ ،‬وما لھا من آثار سلبية علـى البيئة وعلى السكان وعلى طابع المستوى الثقافي‬
‫واالجتماعي للمدينة و الدشرة‪.‬‬

‫الصورة رقم )‪ : (50‬توضح اللباسة باستخدام مواد حديثة‬ ‫الصورة رقم )‪ : ( 49‬توضح استخدام ابواب حديدية بدل‬
‫كاإلسمنت‪.‬‬ ‫الخشبية التقليدية‪.‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪ -2.3.4‬مشكلة تغيير وايصال شبكات التوصيالت المختلفة‪:‬‬

‫يتجلى مظھر المشكلة في منظر تمديدات الكھرباء والمياه والصرف الصحي المنتشـرة عشوائيا‬
‫وبشكل كثيف على واجھات المباني مما يشوه الصورة البصرية للدشرة ‪،‬والسـبب فـي كونھا خارجية ھو‬
‫أن أسلوب التمديد الداخلي للمرافق وإدخال الكھرباء حديث نسبيا‪.‬‬
‫تعتبر ھذه التمديدات من المشاكل الصعبة التي تواجه أية جھود تبذل في الترميم ‪ ،‬فبالرغم من عمل‬
‫بلدية المدينة إال أن مشكلة التمديدات الظاھرة لم يسبق التعرض لھا لصعوبة حلھا‪ ،‬فإخفائھا مثال يتطلـب‬
‫حفـر حجـارة الواجھة مما يؤدي إلى تلفھا‪ ،‬يذكر أن بلديـة المدينـة قامـت بتجديد شبكة المرافق والبنية‬
‫التحتية باستبدال شبكة المياه التقليدية حيثمـا يلـزم واستبدالھا بشبكة حديثة والشبكة القديمة قائمة ولكنھا‬
‫غير مستعملة ‪.‬‬
‫الصور رقم ) ‪: ( 52,51‬توضح تشويه الشبكات الحديثة للمنظر التقليدي للدشرة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المصدر‪ ) :‬التقاط الصورة( الطلبة ‪2016‬‬

‫‪  63‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ .‬‬
‫وفي سؤال اخر حول رغبة السكان في تغيير مقر سكناھم والذين يريدون التغيير الى منزل جديد‬
‫اتضح ان اغلب اجوبة السكان تفضل تغيير منازلھا وذلك لعدم توفر الدشرة على شروط تسھل على‬
‫السكان العيش برفاھية ‪.‬‬

‫الشكل رقم )‪: (20‬مخطط اعمدة يوضح االسباب التي ادت بالسكان لتغيير مسكنھم‬

‫نسبة الذين يريدون التغيير الى منزل جديد‬

‫‪80%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪40%‬‬ ‫‪70%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪25%‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪5%‬‬
‫العيش في الدشرة‬
‫اليتوفر على‬
‫اصبح صعب‬ ‫ممكن في‬
‫الشروط الالزمة‬
‫المستقبل‬
‫للعيش‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫وفي سؤال مغاير وعكسي حول ما اذا تم التدخل للحفاظ على التراث التقليدي المميز للدشرة ھل‬
‫ستبقى ساكنا في المنزل فقد تبين لنا من الدراسة أن النسبة األكبر ‪ 85 %‬من السكان ترغب في أن تبقى‬
‫في مساكنھا داخل الدشرة في حالة ترميمھا و عمل الصيانة الالزمة لحل مشاكلھا الفيزيائية‪:‬‬

‫والجدول التالي يوضح رؤية ساكني الدشرة حول الحل االمثل في حال تم التدخل للحفاظ على‬
‫الدشرة‪:‬‬
‫الجدول رقم )‪ : (05‬يوضح رؤية ساكني الدشرة حول الحل االمثل في حال تم التدخل للحفاظ على الدشرة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫الرؤيا األنسب في نظر السكان للسكن في‬


‫الدشرة‬
‫‪5‬‬ ‫تحويلھا إلى منطقة سياحية خالصة وإبدال‬
‫السكان بمساكن حديثة خارجھا‬

‫‪10‬‬ ‫إعطاء قروض ميسرة للسكان لترميم منازلھم و‬


‫عمل الصيانة الالزمة‬

‫‪  64‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة تحليلية للدشرة الحمراء بلدية القنطرة والية بسكرة ‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ ‬‬
‫‪60‬‬ ‫ترميمھا على حساب الجھات الحكومية وتوفير‬
‫متطلبات افضل للسكن‬
‫‪25‬‬ ‫ھدمھا بالكامل و إحالل عمارات سكنية للسكان‬
‫مكانھا‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫الشكل رقم )‪ : (21‬يوضح رؤية السكان حول االستخدام المستقبلي األنسب لمنطقة الدراسة‬

‫‪60‬‬ ‫تحويلھا إلى منطقة سياحية‬


‫خالصة وإبدال السكان بمساكن‬
‫‪50‬‬ ‫حديثة خارجھا‬
‫‪40‬‬ ‫إعطاء قروض ميسرة للسكان‬
‫لترميم منازلھم و عمل الصيانة‬
‫‪30‬‬ ‫الالزمة‬
‫رم يمھا ع لى ح ساب ال جھات‪‐ ‬‬
‫‪20‬‬ ‫ح كوم ية وت وف ير م تط ل بات‬
‫‪10‬‬ ‫اف ضل ل ل س كن‬
‫ھدمھا بالكامل و إحالل عمارات‬
‫‪0‬‬ ‫سكنية للسكان مكانھا‬
‫النسبة المئوية‬

‫المصدر‪ :‬انجازالطلبة ‪.2016‬‬

‫يتضح من إجابات السكان السابقة أن اإلجماع األكبر للسكان كان يمثل رغبتھم في البقاء في‬
‫مساكنھم التقليدية في حال تم ترميمھا و صيانتھا و حل مشاكلھا الفيزيائية‪ ،‬على أن تتحمل الجھات‬
‫الخارجية تكاليف التأھيل ‪ ،‬والسبب لدى جميع أفراد ھذه الفئة ھو الحالة المادية التي تمنعھم من صيانتھا‬
‫بطريقة ممنھجة ‪.‬وفي نفس الوقت من الصعب بالنسبة لھم توفير المبالغ المالية الكافية للسكن في مسكن‬
‫انسب من الحالي‪.‬‬
‫أما إجماع الرأي فقد كان مفاجئا‪ ،‬حيث اجمع السكان بنسبة ‪ % 25‬بالموافقة على ھدم المنطقة‬
‫التقليدية بالكامل‪ ،‬و إحالل عمارات سكنية حديثة محلھا إلسكان السكان فيھا بدل مساكنھم الحالية‪ ،‬مما‬
‫يعني أن نصف السكان تقريبا ليس لديھم أي شعور بقيمة المنطقة نھائيا‪.‬‬

‫‪  65‬‬
‫‪ ‬‬
‫مقترحات الدراسة‪:‬‬
‫في ضوء الدراسة و التحليل الذي تم في الفصول السابقة ومن خالل التطرق الى المشاكل التي تعاني‬
‫منھا الدشرات بصفة عامة والدشرة الحمراء بصفة خاصة يمكن الخروج بالتوصيات التالية‪:‬‬

‫توجيه الدعم المادي نحو مشاريع الرقي بالمساكن الخاصة في الدشرة من خالل التأكيد على‬
‫أھمية الوظيفة السكنية فيھا‪ .‬حيث أن المساكن المأھولة ھي القلب النابض بالحياة بالنسبة‬
‫للمنطقة التي تتعرض بيئتھا الفيزيائية للھجران والخراب وبالتالي الھدم‪.‬‬
‫يجب أن تسعى القطاعات الحكومية التي تعنى بالتراث العمراني إلى إيجاد آلية واضحة‬
‫إلعادة تأھيل المباني التراثية على عجل‪ ،‬لتدارك انھيارھا وفقدانھا‪.‬‬

‫االھتمام بإعادة توظيف المباني التراثية القائمة وفق وظيفتھا القديمة التي تحقق الھدف من‬
‫المحافظة عليھا وتحل العديد من المشاكل وتعكس االھتمام بالتراث والمحافظة عليه‪.‬‬

‫تخصيص ميزانية سنوية خاصة بمشاريع إحياء الدشرة يتضمن ترميم المعالم التاريخية‬
‫واألثرية والثقافية وخاصة المھجور منھا ‪،‬وحسب األولوية و إعادة توظيفھا اما في وظيفتھا‬
‫السكنية او في نشاطات حيوية على مستوى عال يكفل إعادة جذب السكان االصليين ومختلف‬
‫طبقات المجتمع للمنطقة‪،‬‬

‫تطبيق قوانين خاصة بالبناء ضمن المنطقة التراثية و المعمول فيھا وطنيا وعالميا‪ ،‬ومن‬
‫ضمنھا عقوبات المخالفات للحد من عمليات التشويه و التغيير المستمرة و التي ستؤدي إلى‬
‫زوال ھذا اإلرث و معه الثقافة االجتماعية الخاصة بشعبنا التي يرويھا ويوثقھا ھذا الموروث‬
‫العمراني‪.‬‬

‫إشراك السكان في دورات تدريبية مھنية متخصصة في مجال التراث الثقافي والعمراني‬
‫وقيمته في مجال الھوية الوطنية و المجاالت اإلنسانية و االقتصادية و السياحية ‪ ،‬وكذلك في‬
‫الدورات التقنية للحرفيين منھم في علم الترميم على أيد متخصصين ‪،‬لتأھيلھم للعمل ضمن‬
‫كافة المشاريع المنفذة في بيئتھم وإشراكھم فيھا ‪ ،‬بل وحتى االقتصار على توظيف أبناء‬
‫المنطقة في ھذه المشاريع لخلق مزيد من الشعور باالنتماء إليھا وبمردودھا االقتصادي‬
‫اإليجابي عليھم‪.‬‬

‫زيادة الوعي واالھتمام بالتراث من خالل وسائل االعالم المختلفة وعقد اللقاءات‬
‫والمحاضرات والندوات للتعريف بذلك على المستوى العام والخاص ‪.‬‬

‫‪  66‬‬
‫‪ ‬‬
‫تشجيع المستثمرين والمالك في تبني مشروعات للمحافظة على ما يمكن االستفادة منه من‬
‫مباني وسكنات قديمة‪.‬‬

‫أھمية تقديم الدعم للسكان األصليين في الدشرة وتوفير فرص وحوافز مادية لمسا عدتھم في المحافظة‬
‫على ھذا التراث وإعادة استغالله‪.‬‬

‫‪  67‬‬
‫‪ ‬‬
‫استمارة المقابلة الموجھة للسكان‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪-1‬ھل عدد أفراد األسرة متناسب مع مساحة المسكن‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪-2‬ھل قمت بتغييرات في مسكنك‬
‫اذا كانت االجابة بنعم ‪ :‬ماھي االسباب التي دفعت بك الى ھذا التغيير‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫_ المنزل ضيق‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫انعدام اماكن الراحة في المنزل‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المنزل اصال بحاجة الى ترميم و تغيير‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المنزل غير مريح بشكله القديم‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مواكبة النمط الحديث السائد في باقي المدينة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -1‬ھل تقوم العائلة بأعمال صيانة دورية للمنزل‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -2‬ھل كان التغيير او الترميم بوسائل متناسبة مع الطابع التقليدي للدشرة‬
‫اذا كانت االجابة بال ‪ :‬ماھي االسباب التي دفعت بك الى ھذا التغيير العشوائي ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المواد الحديثة متوفرة وسھلة االستخدام‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫عدم توفر يد عاملة مختصة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال مباالة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫االمكانيات المادية قليلة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -4‬سبب‪ ‬البقاء‪ ‬في‪ ‬المسكن‪ ‬في‪ ‬منطقة‪ ‬الدراسة رغم الظروف الصعبة‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫إنني مضطر ماديا‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫عالقتي االجتماعية مع األقارب والمعارف‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫حبي للبيئة التقليدية التراثية‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫انخفاض مستوى التكاليف يمكنني من التوفير المتالك مسكن خارجھا‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫عالقتي باألرض والفالحة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -5‬ھل األبناء المتزوجين حديثا يقيمون داخل الدشرة‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -6‬ھل لديك الرغبة في تغيير مقر سكناك خارج الدشرة في وضعه الحالي‪.‬‬
‫اذا كانت االجابة بنعم فما ھي االسباب التي تدفعك لھذا ‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العيش في الدشرة اصبح صعبا‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المسكن في الدشرة اصبح ال يتوفر على شروط مالئمة للعيش‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ممكن في المستقبل‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -7‬ھل اذا تم التدخل للحفاظ على التراث التقليدي المميز للدشرة ھل ستبقى ساكنا في المنزل‪:‬‬
‫اذا كانت االجابة بنعم فما ھي الرؤيا األنسب في نظر السكان للبقاء في الدشرة‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫تحويلھا إلى منطقة سياحية خالصة وإبدال السكان بمساكن حديثة خارجھا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫إعطاء قروض ميسرة للسكان لترميم منازلھم و عمل الصيانة الالزمة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ترميمھا على حساب الجھات الحكومية وتوفير متطلبات افضل للسكن‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ھدمھا بالكامل و إحالل عمارات سكنية للسكان مكانھا‬ ‫‪-‬‬
‫استمارة االسئلة الموجھة لعينة من العينات التي تمت مقابلتھا في الدشرة مرفقة‬
‫باإلجابات ‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪-1‬ھل عدد أفراد األسرة متناسب مع مساحة المسكن‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪-2‬ھل قمت بتغييرات في مسكنك‬
‫اذا كانت االجابة بنعم ‪ :‬ماھي االسباب التي دفعت بك الى ھذا التغيير‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫_ المنزل ضيق‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫انعدام اماكن الراحة في المنزل‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المنزل اصال بحاجة الى ترميم و تغيير‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المنزل غير مريح بشكله القديم‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مواكبة النمط الحديث السائد في باقي المدينة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -8‬ھل تقوم‪ ‬العائلة‪ ‬بأعمال‪ ‬صيانة‪ ‬دورية للمنزل‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -9‬ھل كان التغيير او الترميم بوسائل متناسبة مع الطابع التقليدي للدشرة‬
‫اذا كانت االجابة بال ‪ :‬ماھي االسباب التي دفعت بك الى ھذا التغيير العشوائي ‪:‬‬ ‫‪-10‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المواد الحديثة متوفرة وسھلة االستخدام‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫عدم توفر يد عاملة مختصة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال مباالة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫االمكانيات المادية قليلة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -11‬سبب‪ ‬البقاء‪ ‬في‪ ‬المسكن‪ ‬في‪ ‬منطقة‪ ‬الدراسة رغم الظروف الصعبة‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫إنني مضطر ماديا‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫عالقتي االجتماعية مع األقارب والمعارف‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫حبي للبيئة التقليدية التراثية‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫انخفاض مستوى التكاليف يمكنني من التوفير المتالك مسكن خارجھا‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫عالقتي باألرض والفالحة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -12‬ھل األبناء المتزوجين حديثا يقيمون داخل الدشرة‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -13‬ھل لديك الرغبة في تغيير مقر سكناك خارج الدشرة في وضعه الحالي‪.‬‬
‫اذا كانت االجابة بنعم فما ھي االسباب التي تدفعك لھذا ‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العيش في الدشرة اصبح صعبا‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المسكن في الدشرة اصبح ال يتوفر على شروط مالئمة للعيش‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ممكن في المستقبل‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -14‬ھل اذا تم التدخل للحفاظ على التراث التقليدي المميز للدشرة ھل ستبقى ساكنا في المنزل‪:‬‬
‫اذا كانت االجابة بنعم فما ھي الرؤيا األنسب في نظر السكان للبقاء في الدشرة‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫تحويلھا إلى منطقة سياحية خالصة وإبدال السكان بمساكن حديثة خارجھا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫إعطاء قروض ميسرة للسكان لترميم منازلھم و عمل الصيانة الالزمة‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ترميمھا على حساب الجھات الحكومية وتوفير متطلبات افضل للسكن‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ھدمھا بالكامل و إحالل عمارات سكنية للسكان مكانھا‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬‬
‫فھرس الصور‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الصورة‬ ‫الرقم‬

‫‪05‬‬ ‫منظر عام للبيوت السوفية‬ ‫‪01‬‬

‫‪06‬‬ ‫البيت الشاوي‬ ‫‪02‬‬

‫‪08‬‬ ‫منزل بني مزاب‬ ‫‪03‬‬

‫‪09‬‬ ‫قصر بالقصبة‬ ‫‪04‬‬

‫‪11‬‬ ‫تبين التغييرات الحاصلة على مستوى المنزل التقليدي‬ ‫‪05‬‬

‫‪12‬‬ ‫تكسية الدشرة باإلنارة العمومية‬ ‫‪06‬‬

‫‪12‬‬ ‫التدخل على الواجھات بمواد حديثة‪.‬‬ ‫‪07‬‬

‫‪16‬‬ ‫تبين بيت الكريدلية في عشرينات القرن الماضي‬ ‫‪08‬‬

‫‪16‬‬ ‫بيت الكريدلية بعد عمليات إعادة البناء والترميم‬ ‫‪09‬‬

‫‪17‬‬ ‫الكنيسة قبل الترميم‬ ‫‪10‬‬

‫‪17‬‬ ‫الكنسية بعد عمليات الترميم‬ ‫‪11‬‬

‫‪18‬‬ ‫منطقة الدرعية‬ ‫‪12‬‬

‫‪19‬‬ ‫تمثل اعادة استخدام مسكن بمدينة حلب في سوريا‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪20‬‬ ‫تمثل صيانة واجھة مبنى تاريخي في االمارات‬ ‫‪14‬‬

‫‪27‬‬ ‫تبين استعمال الطين مادة بناء‬ ‫‪15‬‬

‫‪27‬‬ ‫تبين استعمال الحجارة مادة بناء‬ ‫‪16‬‬

‫‪29‬‬ ‫تبين ھاشماست في مساكن الدشرات‬ ‫‪17‬‬

‫‪30‬‬ ‫تبين المنازل المھجورة‬ ‫‪18‬‬

‫‪31‬‬ ‫تبين التدخل على المبنى بطريقة عشوائية‬ ‫‪19‬‬

‫‪37‬‬ ‫تبين القنطرة‬ ‫‪20‬‬


‫‪38‬‬ ‫تبين الدشرة الحمراء‬ ‫‪21‬‬

‫‪40‬‬ ‫مسجد بني عواج‬ ‫‪22‬‬

‫‪41‬‬ ‫تبين ساحة الرحبة‬ ‫‪23‬‬

‫‪42‬‬ ‫تبين ساحة الجمعة‬ ‫‪24‬‬


‫‪42‬‬ ‫تبين ساحة النقرة‬ ‫‪25‬‬

‫‪43‬‬ ‫تمثل الطريق الرئيسي في الدشرة‬ ‫‪26‬‬

‫‪44‬‬ ‫واجھة منزل من الدشرة الحمراء‬ ‫‪27‬‬

‫‪44‬‬ ‫الحوش‬ ‫‪28‬‬

‫‪45‬‬ ‫واجھة معمارية‬ ‫‪29‬‬


‫‪45‬‬ ‫الجدران‬ ‫‪30‬‬

‫‪46‬‬ ‫شكل االبواب‬ ‫‪31‬‬

‫‪47‬‬ ‫تبين اشكال النوافذ‬ ‫‪,34 ,33 ,32‬‬


‫‪35‬‬
‫‪47‬‬ ‫تبين تموضع العتبات‬ ‫‪37 ,36‬‬

‫‪48‬‬ ‫تبين المواد المستعملة في البناء ) الخشب و الحجر(‬ ‫‪39 ,38‬‬


‫‪54‬‬ ‫توضح التغيير الكلي في المبنى التقليدي‬ ‫‪40‬‬

‫‪55‬‬ ‫تمثل التغييرات في الساحة الداخلية للمنزل واستغاللھا‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪58‬‬ ‫توضح التغييرات الحاصلة على مستوى الواجھة االمامية‬ ‫‪42‬‬

‫‪59‬‬ ‫توضح تھدم المباني مع مرور الزمن ادى الى تفكك النسيج‬ ‫‪43‬‬
‫المتضام المميز للدشرة‬

‫‪59‬‬ ‫توضح التغيير الحاصل على العناصر التقليدية لمداخل الدشرة‬ ‫‪44‬‬

‫‪60‬‬ ‫توضح بيع وھجرة البيوت في الدشرة‬ ‫‪45‬‬

‫‪60‬‬ ‫توضح الحالة المزرية التي آلت اليھا البيوت المھجورة‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪62‬‬ ‫توضح ضيق الطرق وعدم تناسبھا مع وسائل النقل الحديثة‬ ‫‪48 ,47‬‬
‫‪63‬‬ ‫توضحا استخدام ابواب حديدية بدل الخشبية التقليدية‬ ‫‪49‬‬

‫‪63‬‬ ‫توضح اللياسة باستخدام مواد حديثة كاإلسمنت‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪63‬‬ ‫توضح تشويه المرافق العامة الحديثة للمنظر التقليدي للدشرة‬ ‫‪52 ,51‬‬

‫‪ ‬‬
‫فھرس الخرائط‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الخريطة‬ ‫الرقم‬

‫‪36‬‬ ‫موقع والية بسكرة‬ ‫‪01‬‬


‫‪37‬‬ ‫تموقع بلدية القنطرة على مستوى والية بسكرة‬ ‫‪02‬‬

‫‪38‬‬ ‫موقع الدشرة الحمراء بالنسبة للنسيج العمراني لبلدية القنطرة‬ ‫‪03‬‬

‫‪39‬‬ ‫تمثل المنشآت الدينية في الدشرة‬ ‫‪04‬‬

‫‪40‬‬ ‫تمثل الجزء المبني للدشرة بالنسبة لبلدية القنطرة‬ ‫‪05‬‬

‫‪41‬‬ ‫الساحات العامة في الدشرة‬ ‫‪06‬‬

‫‪43‬‬ ‫التوزيع المجالي للحركة داخل الدشرة‬ ‫‪07‬‬

‫‪ ‬‬
‫فھرس االشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬

‫‪06‬‬ ‫مخطط مسكن شاوي‬ ‫‪01‬‬


‫‪07‬‬ ‫مخطط بيت قبائلي‬ ‫‪03, 02‬‬
‫‪26‬‬ ‫تبين مراحل تشكل المسكن الشاوي‬ ‫‪8, 7, 6, 5,4‬‬

‫‪28‬‬ ‫لمسكن ذو صحن األرضي للطابق تمثيلي مخطط‬ ‫‪09‬‬

‫‪28‬‬ ‫مخطط تمثيلي للطابق العلوي لمسكن ذو صحن‬ ‫‪10‬‬

‫‪28‬‬ ‫المسكن في الصحن تموضع أنماط لبعض تمثيلية مخططات‬ ‫‪11‬‬

‫‪50‬‬ ‫يوضح التوزيع المجالي للمسكن التقليدي في الدشرة‬ ‫‪12‬‬

‫‪50‬‬ ‫مخطط توضيحي للمنزل في الحالة التقليدية للعينة االولى‬ ‫‪13‬‬

‫‪51‬‬ ‫مخطط توضيحي للمنزل في الحالة التقليدية للعينة الثانية‬ ‫‪14‬‬

‫‪51‬‬ ‫مخطط توضيحي للمنزل بعد التغيير العينة االولى‬ ‫‪15‬‬


‫‪52‬‬ ‫مخطط توضيحي للمنزل بعد التغيير العينة الثانية‬ ‫‪16‬‬

‫‪54‬‬ ‫يبين المخططان نسبة الذين غيروا في منازلھم و األسباب‬ ‫‪17‬‬

‫‪58‬‬ ‫يوضح نسبة التغيرات الغير المتناسبة مع الطابع التقليدي‬ ‫‪18‬‬


‫واالسباب وراء ھذا‬
‫‪61‬‬ ‫مخطط اعمدة يوضح اسباب بقاء السكان في المنازل القديمة‬ ‫‪19‬‬

‫‪64‬‬ ‫مخطط اعمدة يوضح االسباب التي ادت بالسكان لتغيير مسكنھم‬ ‫‪20‬‬

‫‪65‬‬ ‫يوضح رؤية السكان حول االستخدام المستقبلي األنسب لمنطقة‬ ‫‪21‬‬
‫الدراسة‬
‫‪ ‬‬
‫فھرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬

‫‪49‬‬ ‫عالقة مساحة المسكن بعدد أفراد األسرة‬ ‫‪01‬‬

‫‪52‬‬ ‫يوضح تسمية المجاالت وموضعھا ووظيفتھا بالنسبة للمنزل القديم‬ ‫‪02‬‬
‫والحديث بعد التغيير‬
‫‪57‬‬ ‫يوضح نسبة العائالت التي تقوم بصيانة في المنزل‬ ‫‪03‬‬

‫‪61‬‬ ‫الدشرة الحمراء داخل بالسكن االستمرار في السبب‬ ‫‪04‬‬

‫‪64‬‬ ‫يوضح رؤية ساكني الدشرة حول الحل االمثل في حال تم التدخل‬ ‫‪05‬‬
‫للحفاظ على الدشرة‬

‫‪ ‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫‪-1‬أمزيان وناس االنصھار الثقافي األمازيغي العربي في منطقة األوراس و تأثيره في ھوية السكان‪-‬جامعة‬
‫باتنة‪.‬‬

‫‪ -2‬استراتيجيات اعادة التوظيف للمباني التراثية )الحفاظ على المباني التراثية وتوظيفھا( رسالة‬
‫الماجيستر ‪.‬كلية الھندسة ‪.‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪ -3‬إعادة استخدام المباني التاريخية‪ :‬نزعة رومانسية أم جدوى عمرانية‪ ,‬د ‪.‬عالء الدين محمد ياسين‪ ,‬كلية‬
‫التخطيط العمراني واإلقليمي ‪ -‬جامعة القاھرة‪.‬‬

‫‪-4‬ترميم وصيانة المباني األثرية والتاريخية"‪ ،‬اإلدارة العامة ‪).‬لآلثار والمتاحف‪ ،‬وزارة المعارف‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪-5‬خيثر رابح ‪ :‬تجديد االحياء القديمة‪ ,‬مذكرة تخرج مھندس دولة‪ ,‬جامعة المسيلة‪.2000 ,‬‬

‫‪– 6‬خويلد عبد القادر ‪ :‬عملية تجديد لحي بني ابراھيم ورقلة مذكرة تخرج مھندس دولة في الھندسة‬
‫المعمارية جامعة بسكرة ‪.‬‬

‫‪-7‬سياسات واساليب الحفاظ على المباني التراثية‪» ,‬الحفاظ على المباني التراثية وتوظيفھا"‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬كلية الھندسة‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬

‫‪-10‬صالح زرايب ‪:‬اإلرث والتھيئة في حوض وادي األبيض ‪.‬مذكرة ماجستير ‪.‬جامعة قسنطينة‬
‫‪. 2000‬‬
‫‪.-7‬د‪.‬عباس علي حمزة ‪ -‬قسم الھندسة المعمارية ‪-‬الجامعة التكنولوجية‪-‬بغداد‪.‬‬

‫‪ - 8‬د‪.‬فالح جبر‪ -‬قسم الھندسة المعمارية ‪-‬جامعة العلوم و التكنولوجيا‪. -‬‬

‫‪ -11‬مجلة االتحاد العام لآلثاريين العرب‪.‬دور عمليات إعادة البناء في الحفاظ على المباني األثرية‬
‫والمواقع التاريخية‪.‬‬

‫‪-12‬مشروع الملك عبدﷲ للعناية بالتراث الحضاري يؤسس لمرحلة جديدة في الحفاظ على التراث ودعمه‬
‫‪http://www.alriyadh.com/912358‬‬

‫‪-13‬المخطط التوجيھي للتھيئة و التعمير لبلدية القنطرة ‪1998‬‬


14-ADJALI, Samia. Habitat Traditionnel dans les Aurès, le cas de la vallée de
l’ouad abdi (lire de l’Afrique du Nord, Tome xxv, 1986).

15- BOUGHIDA, Revitalisation des vielles villes Aurassiennes-Cas de Menaa-


16-mémoire de Magister en architecture, université de Batna 2011-2012.
17-Mathéa Gaudry, la Femme Chaouia de l’Aurès, docteur en droit, paris 1929
18-RehabiMed : Livre d’Architecture Traditionnelle Méditerranéenne,
Réhabilitation Ville et Territoire ; 12/2/08

                                               
: ‫الملخص‬
‫يعتبر التراث التقليدي مرآة عاكسة للتاريخ عبر العصور لذا يتوجب على كل جيل المحافظة عليه‬
‫ والدشرة الحمراء ھي احدى االمثلة عن التراث االمازيغي المتميز بالبناءات الطينية ذات‬, ‫قدر اإلمكان‬
‫الطابع المعماري التقليدي المعبر عن ھوية المجتمع الشاوي الذي من سماته الوحدة والتي تتجسد في‬
‫ اال ان الدشرات االوراسية عامة و الدشرة الحمراء خاصة‬.‫منازلھا المتراصة و المتميزة بتشابه الواجھات‬
‫قد فقدت المعاني الثقافية الحية التي تربط بين ھويتھا الثقافية االجتماعية الخاصة و الخصائص المعمارية‬
‫لمبانيھا و مساكنھا و ذلك بتغيير مالمحھا للتكيف مع متطلباتھم و احتياجاتھم المختلفة والمتغيرة في عصر‬
‫الثورة التكنولوجية و الحداثة وترى الدراسة أن النھوض بمستوى الوظيفة السكنية داخل الدشرة من أھم‬
‫ ولكن إلعادة الحياة لمنظومة القيم المرتبطة بموروثنا الثقافي و‬،‫العوامل ليس فقط الستمرارھا فاعلة حية‬
‫ ومفاھيمھا التصميمية‬، ‫ وتوصي الدراسة بضرورة االحتذاء بطابع البيئة السكنية التقليدية‬،‫ھويتنا الوطنية‬
‫الثقافية‬، ‫ االقتصادية‬،‫ االجتماعية‬،‫لتأصيل قيمھا المعمارية في قالب معاصر يلبي كافة المتطلبات اإلنسانية‬
‫ وتعيد إحياء ھويتنا الخاصة والمترجمة في تراثنا‬،‫ و لتنسجم مع النسيج العمراني المعاصر‬،‫والتاريخية‬
. ‫المعماري‬
: ‫الكلمات المفتاحية‬

.‫ التراث التقليدي‬,‫اعادة التوظيف‬,‫الحداثة‬,‫ العمارة التقليدية‬,‫الدشرات االوراسية‬

Résumé :
Le patrimoine traditionnel est considéré comme un miroir réfléchissant de l’histoire à
travers les siècles, donc chaque générations doit être le gardé autant que possible, dachra
Hamra est l’un des exemples vivants du patrimoine traditionnel qu’il caractérisé par les
constructions argileux qu’ils ont le style architectural traditionnel et qui reflète l’identité de la
communauté chaoui, ou cette dernière est connue par l’unité. Cette unité est incorporée dans
leurs maisons compactées qu’ils sont des interfaces et des façades semblables et similaires ;
cependant les décheras Aurassiennes en générale et dachra Hamra exceptionnellement sont
perdus les significations culturelles vivantes qui lient l’identité et sociale avec les
caractéristiques architecturales dès ses bâtiments et dès ses maisons par le changement de ses
traits essentielle pour être adapter avec ces différentes exigences et besoins qu’il changent
avec l’ère de la révolutions technologique et la modernité. L’étude suggère que le niveau
d’avancement de la fonction résidentielle dans dachra est l’un des facteurs les plus importants,
non seulement pour continuer à vivre mais pour apporter la vie au système associé de notre
héritage culturelle et notre identité notionnel.
Alors que l’étude recommande la nécessité de préserver le caractère environnemental de
l’habitat traditionnel et ses concepts de conceptions pour l’enracinement des valeurs
architecturales dans un modèle contemporaine qui repent a toutes les exigences humanitaires,
sociales, culturelles et historiques et elle se concilie avec le tissu urbain contemporaine et
revitaliser notre identité priver qu’il est traduit dans notre patrimoine architecturale .

Les mots clés :

Dachras ; Aurassiennes ; L’habitat traditionnel ; Modernité, Réutilisation ; patrimoine traditionnel .

You might also like