You are on page 1of 155

‫الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالـــــــي والبحث العلمـــي‬


‫جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‬
‫كلية علوم األرض والهندسة المعمارية‬
‫قسم الجغرافية والتهيئة الحضرية‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر تخصص تهيئة ومشاريع المدن‬


‫الموضوع‪:‬‬

‫اعادة االعتبار للجزء العلوي من المدينة القديمة لقسنطينة حالة‬


‫"حي الشارع"‬

‫تحت إشراف االستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتان‪:‬‬


‫‪ -‬بن الشيخ الحسين وليد‬ ‫‪ -‬قسام فطيمة الزهراء‬

‫‪ -‬بوردوسن وهيبة‬

‫اعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫بن دادة توفيق جامعة أم البواقي‬ ‫‪ -‬االستاذ‪:‬‬
‫مشرفا‬ ‫بن الشيخ الحسين وليد جامعة ام البواقي‬ ‫‪ -‬االستاذ ‪:‬‬
‫مناقشا‬ ‫مجاري مسعود جامعة أم البواقي‬ ‫‪ -‬االستاذ ‪:‬‬

‫السنة الجامعية‪2017/2016 :‬‬


‫فهرس المحتوٌات‬
‫رقم‬ ‫الفصل‬
‫الصفحة‬
‫الفصل التمهٌدي‬
‫ا‬ ‫المقدمة العامة‬
‫ا‬ ‫االشكالٌة‬
‫ب‬ ‫اهداف البحث‬
‫ب‬ ‫اسباب اختٌار الموضوع‬
‫ب‬ ‫الفرضٌات‬
‫ت‬ ‫النهج ووسائل البحث‬
‫ت‬ ‫صعوبات وعوائق البحث‬
‫ث‬ ‫المنهجٌة العامة للمذكرة‬
‫الفصل االول مفاهٌم و مصطلحات عامة‬
‫المبحث االول مفاهٌم عامة للتراث‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪2‬‬ ‫‪ I‬مفاهٌم حول التراث‬
‫‪2‬‬ ‫‪.1‬التراث‬
‫‪2‬‬ ‫‪.2‬انواع التراث‬
‫‪3‬‬ ‫‪.3‬التراث العمرانً‬
‫‪4‬‬ ‫‪1.3‬عناصر التراث العمرانً‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 1.1.3‬البٌئة المحٌطة بالموقع التراثً‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 2.1.3‬المدٌنة التارٌخٌة‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 3.1.3‬القرٌة التقلٌدٌة‬
‫‪5‬‬ ‫‪4.1.3‬االحٌاء القدٌمة‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 5.1.3‬االثر العمرانً‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬اهمٌة التراث العمرانً‬
‫‪6‬‬ ‫أ ‪.‬االهمٌة التارٌخٌة وحضارٌة‬
‫‪6‬‬ ‫ب‪ .‬االهمٌة العلمٌة‬
‫‪6‬‬ ‫ج‪ .‬االهمٌة السوسٌو ثقافٌة‬
‫‪6‬‬ ‫د‪ .‬االهمٌة االقتصادٌة (السٌاحٌة )‬
‫‪7‬‬ ‫ه‪ .‬االهمٌة الجمالٌة‬
‫المبحث الثانً أسباب تدهور التراث العمرانً و آلٌات المحافظة علٌه‬
‫‪8‬‬ ‫‪ .1‬اسباب تدهور التراث العمرانً‬
‫‪9‬‬ ‫‪1.1‬تدهور الناتج عن المواطنٌن (السكان)‬
‫‪9‬‬ ‫‪ 2.1‬تدهور الناتج عن ظروف بٌئٌة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .2‬الٌات المحافظة على التراث العمرانً‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.2‬مستوٌات الحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1.2‬الحفاظ على المستوى الدولً‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 2.1.2‬الحفاظ على المستوى االقلٌمً‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.2.1.2‬الحفاظ على العناصر التراثٌة‬
‫‪11‬‬ ‫أ‪ -‬الحفاظ على ممر تراثً‬
‫‪11‬‬ ‫ب‪ -‬الحفاظ على مجموعة من المبانً‬
‫‪11‬‬ ‫ت‪ -‬الحفاظ على حً بكامله‬
‫‪11‬‬ ‫جـ ‪ -‬الحفاظ على منطقة كاملة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 2.2‬اهمٌة الحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 3.2‬دواعً واسباب الحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.3.2‬أسباب اجتماعٌة وتارٌخٌة‬
‫‪11‬‬ ‫‪.2.3.2‬أسباب اقتصادٌة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .3.3.2‬أسباب سٌاسٌة‬
‫‪11‬‬ ‫‪.3‬مبادئ الحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪12‬‬ ‫‪.1.3‬المشاركة المجتمعٌة‬
‫‪12‬‬ ‫‪.3.3‬االستدامة‬
‫‪13‬‬ ‫‪.4‬سٌاسات الحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .1.4‬سٌاسات الحفاظ على المبانً التراثٌة‬
‫‪14‬‬ ‫‪.1.1.4‬سٌاسة الحماٌة‬
‫‪14‬‬ ‫‪.2.1.4‬سٌاسة الترمٌم و التجدٌد‬
‫‪14‬‬ ‫‪.3.1.4‬سٌاسة التدعٌم‬
‫‪14‬‬ ‫‪.4.1.4‬سٌاسة إعادة البناء‬
‫‪14‬‬ ‫‪.5.1.4‬سٌاسة إعادة االستعمال و التوظٌف الجدٌد‬
‫‪14‬‬ ‫‪.2.4‬سٌاسات الحفاظ على المناطق التراثٌة‬
‫‪14‬‬ ‫‪.1.2.4‬سٌاسة إعادة البناء و التعمٌر‬
‫‪15‬‬ ‫‪.2.2.4‬سٌاسة الحفاظ‬
‫‪15‬‬ ‫‪.3.2.4‬سٌاسة التأهٌل‬
‫‪15‬‬ ‫‪.4.2.4‬سٌاسة الحفاظ و الصٌانة‬
‫‪16‬‬ ‫خاتمة المبحث‬
‫الفصل الثانً(سٌاسات و تجارب الحفاظ على التراث)‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪17‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪18‬‬ ‫‪.1‬اإلطار اإلقلٌمً و الدولً‬
‫‪18‬‬ ‫‪.1.1‬الهٌئات الدولٌة المعنٌة بالحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .1.1.1‬دور هذه الهٌئات فً الحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪21‬‬ ‫‪.2‬اإلطار المحلً (الجزائر)‬
‫‪21‬‬ ‫‪.1.2‬اإلطار القانونً التشرٌعً للحفاظ على التراث العمرانً فً الجزائر‬
‫‪21‬‬ ‫‪1.1.2‬المواقع األثرٌة المصنفة عالمٌا فً الجزائر‬
‫‪21‬‬ ‫‪2.1.2‬القوانٌن المعمول بها فً الجزائر‬
‫‪21‬‬ ‫‪3....‬الهدف من القانون‬
‫‪21‬‬ ‫‪ 4.1.2‬تعرٌف التراث الثقافً‬
‫‪22‬‬ ‫‪5.1.2‬مخططات حماٌة التراث الثقافً‬
‫‪22‬‬ ‫أ‪-‬مخطط حماٌة المواقع األثرٌة و المناطق المحمٌة (‪)PPSMVSA‬‬
‫‪23‬‬ ‫ب‪-‬المخطط الدائم لحفظ و استصالح القطاعات المحفوظة (‪)PPSMVSS‬‬
‫‪24‬‬ ‫ج‪-‬المخطط العام لتهٌئة الحظٌرة الثقافٌة‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 2.2‬أنظمة الحماٌة‬
‫‪24‬‬ ‫أ‪-‬التسجٌل فً قائمة الجرد اإلضافً‬
‫‪24‬‬ ‫ب‪-‬تصنٌف الممتلكات الثقافٌة المحمٌة‬
‫‪25‬‬ ‫ج‪-‬االستحداث على شكل قطاعات محفوظة‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -1‬ترخٌص األشغال على الممتلكات الثقافٌة العقارٌة المحمٌة‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفٌذي رقم‪ 322-13‬المتضمن ممارسة األعمال الفنٌة ‪26‬‬
‫المتعلقة بالممتلكات الثقافٌة العقارٌة المحمٌة‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -3‬أجـــهزة الحـــماٌة و أدوات الحماٌة‬
‫‪27‬‬ ‫‪1.3‬مخطط حماٌة المواقع األثرٌة و استصالحها‬
‫‪27‬‬ ‫‪2.3‬اللجنة الوطنٌة للممتلكات الثقافٌة‬
‫‪27‬‬ ‫‪3.3‬اللجنة الوالئٌة للممتلكات الثقافٌة‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 4.3‬لجنة اقتناء الممتلكات الثقافٌة و لجنة نزع ملكٌة الممتلكات الثقافٌة‬
‫المبحث الثانً ‪:‬تجارب الحفاظ على التراث العمرانً‬
‫‪29‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -1‬مدٌنة فــــاس‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -2‬سبب اختٌار مدٌنة فاس‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -3‬موقع مدٌنة فاس‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -4‬السٌاحة فً فاس‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -5‬تارٌخ مدٌنة فاس‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -6‬السمات العمرانٌة القدٌمة لمدٌنة فاس القدٌمة‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -7‬التدخل فً المدن العتٌقة فً بــــبــالد المغرب‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 1.7‬وضعٌة المدن العتٌقة بالمغرب‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 2.7‬أسباب التدهور المدن العتٌقة‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -8‬حالة مدٌنة فاس العتٌقة‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -9‬استراتٌجٌة المحافظة على التراث فً مدٌنة فاس‬
‫‪39‬‬ ‫‪ - 1.9‬برامج إعادة تهٌئة مدٌنة فاس العتٌقة‬
‫‪42‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫الفصل الثالث( الدراسة التحلٌلة للمدٌنة القدٌمة لقسنطٌنة(‬
‫المبحث األول ‪:‬دراسة تحلٌلٌة للمدٌنة القدٌمة‬
‫‪43‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪44‬‬ ‫أوال‪ :‬التعرٌف بمدٌنة قسنطٌنة القدٌمة‬
‫‪44‬‬ ‫‪.1‬الموقع والموضع‬
‫‪44‬‬ ‫‪ .1.1‬الموقع‬
‫‪.2.1‬موضع مدٌنة قسنطٌنة العتٌقة وعالقته بشروط اختٌار المدن ‪45‬‬
‫العتٌقة‬
‫‪47‬‬ ‫‪.2‬نبذة تارٌخٌة عن التطور العمرانً للمدٌنة القدٌمة‬
‫‪47‬‬ ‫‪.1.2‬قسنطٌنة فً العهد النومٌدي‬
‫‪48‬‬ ‫‪.2.2‬قسنطٌنة فً العهد الرومانً‬
‫‪51‬‬ ‫‪.3.2‬مرور الوندال بالمدٌنة‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .4.2‬الفترة البٌزنطٌة‬
‫‪51‬‬ ‫‪.5.2‬قسنطٌنة فً العهد اإلسالمً‬
‫‪53‬‬ ‫‪.4.2‬قسنطٌنة فً العهد العثمانً‬
‫‪56‬‬ ‫‪.4.3‬سقوط مدٌنة قسنطٌنة فً ٌد االستعمار الفرنسً سنة‪1837‬‬
‫ثانٌا‪ -‬الدراسة التحلٌلٌة للقطــاع المحفـوظ لمدٌنة قسنطٌنة (المدٌنة ‪59‬‬
‫القدٌمة)‬
‫‪59‬‬ ‫‪.1‬تصنٌف و تحدٌد حدود المدٌنة القدٌمة‬
‫‪61‬‬ ‫‪.2‬الدراسة طبٌعٌة‬
‫‪61‬‬ ‫‪.1.2‬المناخ‬
‫‪61‬‬ ‫‪.2.2‬التضارٌس‬
‫‪62‬‬ ‫‪.3..‬الجٌوتقنٌة‬
‫‪63‬‬ ‫‪.4..‬الهٌدروغرافٌا‬
‫‪63‬‬ ‫‪ .3‬التحلٌل العمرانً‬
‫‪63‬‬ ‫‪.1.3‬المرفولوجٌا الحضرٌة‬
‫‪64‬‬ ‫‪.1.1.3‬الجزٌرات‬
‫‪64‬‬ ‫‪.2.1.3‬شبكة التقطٌع‬
‫‪65‬‬ ‫‪.3.1.3‬الطرق‬
‫‪68‬‬ ‫‪.4.1.3‬المجال المبنً‬
‫‪68‬‬ ‫‪.1.4.1.3‬أنماط المبانً‬
‫‪70‬‬ ‫‪2.4.1.3‬الحالة العامة للمبانً‬
‫‪74‬‬ ‫‪.4‬التطور السكانً للمدٌنة القدٌمة‬
‫‪77‬‬ ‫ثالثا‪ -‬اإلمكانٌات التراثٌة بالمدٌنة القدٌمة‬
‫‪78‬‬ ‫قٌمة التراث العمرانً بالمدٌنة القدٌمة‬
‫‪78‬‬ ‫أ‪ -‬القٌمة الحضرٌة‬
‫‪80‬‬ ‫ب‪ -‬القٌمة المعمارٌة‬
‫‪81‬‬ ‫ث‪ -‬القٌمة التارٌخٌة و الحضارٌة‬
‫‪82‬‬ ‫ج‪ -‬القٌمة العلمٌة‬
‫‪82‬‬ ‫ح‪ -‬القٌمة االجتماعٌة‬
‫‪82‬‬ ‫خ‪ -‬القٌمة الجمالٌة‬
‫المبحث الثانً ‪:‬تجارب الحفاظ على المدٌنة القدٌمة لقسنطٌنة‬
‫‪94‬‬ ‫المشروع النموذجً شارع مالح سلٌمان ‪ -‬باب الجابٌة‬
‫‪95‬‬ ‫‪.1‬مشروع تهٌئة واجهات و طرٌق شارع مالح سلٌمان‬
‫‪95‬‬ ‫‪.1.1‬الطرق و الشبكات المختلفة‬
‫‪96‬‬ ‫‪.2.1‬معالجة واجهات المنازل‬
‫‪97‬‬ ‫‪ .2‬مشروع ترمٌم منازل شارع مالح سلٌمان و ساحة باب الجابٌة‬
‫‪111‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫الفصل الرابع (المشروع التنفٌذي(‬
‫المبحث األول ‪ :‬الدراسة التشخٌصٌة لحً الشارع‬
‫‪112‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪113‬‬ ‫تمهٌد‬
‫‪114‬‬ ‫‪ -1‬تبرٌر اختٌار هذه المنطقة‬
‫‪114‬‬ ‫‪ -2‬التحلٌل العمرانً لمجال الدراسة‬
‫‪114‬‬ ‫‪-1-2‬التحلٌل المورفولوجً‬
‫‪114‬‬ ‫‪-1-1-2‬الجزٌرات‬
‫‪114‬‬ ‫‪ -2-1-2‬شبكة التقطٌع‬
‫‪114‬‬ ‫‪-1-2-1-2‬الحصص التقلٌدٌة‬
‫‪115‬‬ ‫‪ -2-2-1-2‬الحصص األوروبٌة‬
‫‪116‬‬ ‫‪ 3-1-2‬المجال المبنً‬
‫‪116‬‬ ‫‪ -1-3-1-2‬بناٌات التقلٌدٌة‬
‫‪118‬‬ ‫‪-2-3-1-2‬بنٌات اوروبٌة‬
‫‪118‬‬ ‫‪ -3-3-1-2 -‬بنٌات تقلٌدٌة اوروبٌة (المختلطة)‬
‫‪119‬‬ ‫‪ -4-1-2‬الوضع الحالً للبناٌات‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -5-1-2‬اسباب تدهور البنٌات‬
‫‪111‬‬ ‫‪-6-1-2‬المجال الغٌر مبنً‬
‫‪111‬‬ ‫‪-1-6-1-2‬الطرقات‬
‫‪113‬‬ ‫‪ 7-1-2‬النقل و السٌولة‬
‫‪114‬‬ ‫‪ 8-1-2‬شبكة الصرف الصحً‬
‫‪117‬‬ ‫‪ -3‬التحلٌل االقتصادي‬
‫‪118‬‬ ‫‪ 1-3‬التجارة‬
‫‪118‬‬ ‫‪ -4‬التحلٌل البٌئً‬
‫‪118‬‬ ‫‪-1-4‬تدهور شبكة الصرف الصحً‬
‫‪119‬‬ ‫‪ -2-4‬انتشار الحطام و االنقاض‬
‫‪119‬‬ ‫‪-3-4‬البناٌات الغٌر قانونٌة‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -5‬تحلٌل" ‪ " swot‬لموقع الدراسة‬

‫‪121‬‬ ‫‪ -1- 5‬نقاط القوة‬


‫‪121‬‬ ‫‪ -2-5‬نقاط الضعف‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -3-5‬الفرص‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -4-5‬التهدٌدات‬
‫‪122‬‬ ‫‪-6‬االقتراحات‬
‫المبحث الثانً‪ :‬المشروع‬
‫فهرس االشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪2‬‬ ‫أنواع التراث‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬ ‫ملخص لألهم أسباب تدهور التراث العمراني‬ ‫‪2‬‬
‫‪12‬‬ ‫مبادئ الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫‪3‬‬
‫‪13‬‬ ‫يوضح سياسات الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫‪4‬‬
‫‪22‬‬ ‫تصنيف الممتلكات الثقافية العقارية‬ ‫‪5‬‬
‫‪23‬‬ ‫أدوات و مخططات التراث العمراني المطبقة في الجزائر‬ ‫‪6‬‬
‫محتوى المادتين ‪ 33‬و ‪ 45‬المتعلقتين بأدوات حماية التراث ‪28‬‬ ‫‪7‬‬
‫محتوى بعض المواد المتعلقة باألعمال الفنية للممتلكات ‪28‬‬ ‫‪8‬‬
‫العقارية‬
‫‪29‬‬ ‫محتوى بعض المواد المتعلقة بالممتلكات الثقافية‬ ‫‪9‬‬
‫‪46‬‬ ‫تكامل عوامل اختيار موضع المدينة العتيقة لقسنطينة‬ ‫‪13‬‬
‫‪61‬‬ ‫مقطع طوبوغرافي وجيولوجي لمدينة قسنطينة‬ ‫‪11‬‬
‫‪92‬‬ ‫المقاطع الثالثة المكونة لشارع مالح سليمان‬ ‫‪12‬‬
‫‪106‬‬ ‫يبين بعض الجزيرات و التقسيمات االوروبية و التقليدية‬ ‫‪13‬‬
‫فهرس المخططات‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان المخطط‬ ‫رقم المخطط‬


‫‪31‬‬ ‫الموقع الجغرافي لمدينة فاس‬ ‫‪1‬‬
‫‪32‬‬ ‫تخطيط مدينة فاس القديمة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬ ‫موقع مدينة قسنطينة‬ ‫‪3‬‬


‫‪53‬‬ ‫وضع تصور للمدينة القديمة خالل الحقبة الحفصية‬ ‫‪4‬‬
‫‪55‬‬ ‫المدينة القديمة االحياء الكبرى خالل الفترة العثمانية‬ ‫‪5‬‬
‫التوسع العمراني لمدينة قسنطينة خالل الفترة الممتدة ‪58 -1837‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1959‬‬
‫‪61‬‬ ‫المدينة القديمة الطوبغراقيا‬ ‫‪7‬‬
‫‪62‬‬ ‫الخريطة الجيو تقنية للمدينة القديمة وضواحيها‬ ‫‪8‬‬
‫‪63‬‬ ‫االنسجة الثالثة المكونة للمدينة القديمة‬ ‫‪9‬‬
‫‪67‬‬ ‫الحالة العامة لطرق مدينة القديمة‬ ‫‪11‬‬
‫‪71‬‬ ‫انماط المباني‬ ‫‪11‬‬
‫‪71‬‬ ‫الحالة العامة لالطار المبني بالمدينة القديمة‬ ‫‪12‬‬
‫‪74‬‬ ‫التجهيزات‬ ‫‪13‬‬
‫توزيع مشاريع الترميم الخاصة يتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة ‪111‬‬ ‫‪14‬‬
‫العربية ‪2115‬‬
‫‪103‬‬ ‫المناطق المتجانسة ومنطقة موقع الدراسة‬ ‫‪15‬‬
‫‪107‬‬ ‫طبيعة المباني‬ ‫‪16‬‬
‫‪109‬‬ ‫حالة المباني‬ ‫‪17‬‬
‫‪113‬‬ ‫حالة الطرقات‬ ‫‪18‬‬
‫‪114‬‬ ‫مخطط الحركة‬ ‫‪19‬‬
‫‪116‬‬ ‫شبكة الصرف الصحي‬ ‫‪21‬‬
‫‪117‬‬ ‫التجارة العشوائية‬ ‫‪21‬‬
‫‪124‬‬ ‫مخطط مبدئي يبين مختلف التدخالت‬ ‫‪22‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪18‬‬ ‫الهٌئات الدولٌة المعنٌة بالحفاظ على التراث العمرانً‬ ‫‪1‬‬
‫‪19‬‬ ‫التدرج الزمنً ودور الهٌئات للحفاظ التراثً‬ ‫‪2‬‬
‫‪20‬‬ ‫تصنٌف المواقع األثرٌة بالجزائر‬ ‫‪3‬‬
‫‪40‬‬ ‫برنامج تأهٌل المدٌنة العتٌقة فاس‬ ‫‪4‬‬
‫‪41‬‬ ‫برنامج إعادة وتأهٌل بناٌة ذات قٌمة تارٌخٌة‬ ‫‪5‬‬
‫‪70‬‬ ‫حالة المبانً داخل المجال المحفوظ‬ ‫‪6‬‬
‫‪75‬‬ ‫تطور سكان القطاعات التسعة خالل الفترة‪2008- 1977‬‬ ‫‪7‬‬

‫ملخص لبعض التجهٌزات القدٌمة التً ما زالت متبقٌة لحد اآلن ‪83‬‬ ‫‪8‬‬
‫بالمدٌنة القدٌمة‬
‫‪85‬‬ ‫المساجد الجامعة الباقٌة بالمدٌنة القدٌمة‬ ‫‪9‬‬
‫أهم مساجد األحٌاء التً مازالت تؤدي وظٌفتها على أكمل وجه ‪86‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪87‬‬ ‫الزواٌا المهمة بالمدٌنة القدٌمة‬ ‫‪11‬‬
‫‪89‬‬ ‫بعض الحمامات الوظٌفٌة و الغٌر وظٌفٌة‬ ‫‪12‬‬
‫‪91‬‬ ‫الجسور المهمة بمدٌنة قسنطٌنة‬ ‫‪13‬‬
‫تجربة المدٌنة القدٌمة لقسنطٌنة فً الحفاظ على التراث العمرانً ‪94‬‬ ‫‪14‬‬
‫بطاقة فنٌة لمشروع ترمٌم المدٌنة القدٌمة لقسنطٌنة ‪ +‬مشارٌع ‪99‬‬ ‫‪15‬‬
‫خارجها‬
‫‪99‬‬ ‫مشارٌع الترمٌم و إعادة االعتبار للتراث المادي‬ ‫‪16‬‬
‫‪111‬‬ ‫عدد المبانً فً كل حالة من منطقة الدراسة‬ ‫‪17‬‬
‫فهرس الصور‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الصور‬ ‫رقم الصورة‬
‫‪3‬‬ ‫قلعة ماوٌس – برٌطانٌا‪ -‬مبنى تراثً‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫قرٌة ذي عٌن بمنطقة الباحة بالسعودٌة – موقع التراث ‪3‬‬ ‫‪2‬‬


‫العمرانً‬
‫قرٌة رجال ألمع القدٌمة بمنطقة عسٌر بالسعودٌة ‪4 -‬‬ ‫‪3‬‬
‫منطقة التراث العمرانً‪-‬‬
‫‪34‬‬ ‫معالم المدٌنة التارٌخٌة‬ ‫‪4‬‬
‫‪34‬‬ ‫سور مدٌنة فاس القدٌمة‬ ‫‪5‬‬
‫‪48‬‬ ‫ضرٌح ماسٌنٌسا (الخروب)‬ ‫‪6‬‬
‫‪48‬‬ ‫تصور للضرٌح وضعه فرٌق بحث‬ ‫‪7‬‬
‫‪48‬‬ ‫حلً و نقود وجدها الفرٌق األلمانً داخل الضرٌح‬ ‫‪8‬‬
‫‪48‬‬ ‫خوذة حربٌة‬ ‫‪9‬‬
‫‪48‬‬ ‫سٌف و خناجر‬ ‫‪11‬‬
‫محاولة رسم صورة لمدٌنة قسنطٌنة خالل الحقبة ‪49‬‬ ‫‪11‬‬
‫الرومانٌة‬
‫محاولة وضع تصور للمدٌنة القدٌمة لقسنطٌنة خالل ‪51‬‬ ‫‪12‬‬
‫الحقبة الرومانٌة‬
‫مداخل ومخارج الجامع الكبٌر ‪,‬الشاهد الوحٌد على ‪52‬‬ ‫‪13‬‬
‫الفترة الحمادٌة بمدٌنة قسنطٌنة‬
‫‪57‬‬ ‫عمارة القرض العقاري‬ ‫‪14‬‬
‫‪57‬‬ ‫المسرح‬ ‫‪15‬‬
‫‪57‬‬ ‫البرٌد المركزي‬ ‫‪16‬‬
‫‪57‬‬ ‫قصر العدالة‬ ‫‪17‬‬
‫‪59‬‬ ‫الحدود الرسمٌة للمدٌنة القدٌمة لقسنطٌنة‬ ‫‪18‬‬
‫‪68‬‬ ‫المنازل التقلٌدٌة‬ ‫‪19‬‬
‫‪69‬‬ ‫النمط االستعماري االوروبً‬ ‫‪21‬‬
‫‪81‬‬ ‫أقواس و تٌجان الجامع‬ ‫‪21‬‬
‫‪81‬‬ ‫أعمدة جامع سوق الغزل أو الباي‬ ‫‪22‬‬
‫‪81‬‬ ‫أقواس و تٌجان جامع‬ ‫‪23‬‬
‫‪81‬‬ ‫قبة جامع سوق الغزل أو الباي‬ ‫‪24‬‬
‫‪81‬‬ ‫قصر الحاج أحمد‬ ‫‪25‬‬
‫‪81‬‬ ‫دار الداٌخة بنت الباي‬ ‫‪26‬‬
‫‪81‬‬ ‫دار انجلٌز‬ ‫‪27‬‬
‫‪81‬‬ ‫دار العالمة عبد الحمٌد ابن بادٌس‬ ‫‪28‬‬
‫‪83‬‬ ‫قصر الحاج أحمد باي‬ ‫‪29‬‬
‫‪84‬‬ ‫تحوٌل فندق الى متاجر‬ ‫‪31‬‬
‫‪92‬‬ ‫جسر الشٌطان‬ ‫‪31‬‬
‫‪92‬‬ ‫الجسر الرومانً‬ ‫‪32‬‬
‫‪95‬‬ ‫تحدٌد موقع شارع مالح سلٌمان بالنسبة للمدٌنة القدٌمة‬ ‫‪33‬‬
‫‪97‬‬ ‫انواع تبلٌط الشوارع‬ ‫‪34‬‬
‫‪97‬‬ ‫منزل مرمم من المدٌنة القدٌمة‬ ‫‪35‬‬
‫‪98‬‬ ‫حالة بعض المبانً المعرضة لعملٌات الترمٌم‬ ‫‪36‬‬
‫‪108‬‬ ‫منزل تقلٌدي بفناء‬ ‫‪37‬‬
‫‪108‬‬ ‫منزل اوروبً من حً الشارع‬ ‫‪38‬‬
‫‪109‬‬ ‫منزل من حً الشارع فً حالة متوسطة‬ ‫‪39‬‬
‫‪110‬‬ ‫منزل من حً الشارع فً حالة سٌئة‬ ‫‪41‬‬
‫‪111‬‬ ‫طرٌق نصف مٌكانٌكً فً حً الشارع‬ ‫‪41‬‬
‫‪112‬‬ ‫طرٌق خاص بالراجلٌن‬ ‫‪42‬‬
‫‪112‬‬ ‫حالة الطرقات بمنطقة الدراسة‬ ‫‪43‬‬
‫‪115‬‬ ‫اكتظاظ االزقة‬ ‫‪44‬‬
‫‪118‬‬ ‫انتشار التاجرة العشوائٌة فً رحبة الصوف‬ ‫‪45‬‬
‫‪119‬‬ ‫حطام بعض البناٌات فً حً الشارع‬ ‫‪46‬‬
‫الفصل التمهيدي‬
‫‪-‬المقدمة العامة‪.‬‬
‫‪-‬اإلشكالية‪.‬‬
‫‪-‬الفرضيات‪.‬‬
‫‪-‬دوافع اختيار الموضوع‪.‬‬
‫‪-‬المنهج و وسائل البحث‪.‬‬
‫‪-‬صعوبات و عوائق البحث‪.‬‬
‫‪-‬مخطط العمل العام‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫المقدمة‬
‫مع تطور مفاىيم التنوع الثقافي والتنمية المستدامة فان إعادة االعتبار لمتراث العمراني يزداد أىمية ويصبح‬
‫ضمن اىتمامات المدن عمى اختالفيا في كل أنحاء العالم ‪ .‬لقد شيدت نظريات ومفاىيم الحفاظ بشكل عام‬
‫والحفاظ الحضري بشكل خاص تطو ار كبير وخاصة في مجال تعريف التراث منذ بداية القرن العشرين‬
‫الماضي‪ ,‬خاصة من ناحية النوع‪ ,‬الحجم‪ ,‬والفترة الزمنية التي يعود إلييا ذلك اإلرث‪ .‬فبالنسبة لمنوع‪ ,‬فان اىتمام‬
‫المختصين شمل أيضا األعمال المعمارية والفنية العادية والمرتبطة باألحداث اليومية وليس فقط بالقصور‬
‫والمساجد‪.‬‬
‫أما من ناحية الحجم فان االىتمام تطور من إعطاء األىمية لممعالم المنفردة إلى االىتمام باألحياء السكنية‬
‫ومناطق معينة بأكمميا‪ .‬و أيضا بالنسبة إلى الفترات الزمنية فان اىتمام المختصين توسع ليشمل أيضا المواقع‬
‫والمباني التي تعود لمفترات الحديثة بشكل عام ومثال عمى ذلك "تراث الحداثة "‬
‫إن تطور مفاىيم إعادة االعتبار الحضري ظيرت في العقدين السادس والسابع من القرن الماضي عندما‬
‫تطورت أفكار الحفاظ التكاممي والذي تركز عمى االىتمام بمناطق حفاظ كبيرة بمشاركة المجتمع المحمي حيث‬
‫بدأت تمك الممارسات من قبل مؤسسات المدن المختمفة وخبراء الحفاظ ‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فان القوانين‬
‫المختمفة والمتعمقة بالحفاظ التكاممي بدأت بالظيور في عدة دول أوروبية منذ الستينات من القرن الماضي ‪,‬‬
‫ومثاال عمى ذلك ظيور "مناطق التراث المحمية " في فرنسا بعد تطبيق قانون مالرو ‪ ,‬وبالتالي فان عدة إحياء‬
‫ذات طابع تراثي بدأت بالظيور وتمتعت بالحماية مثل الماري في باريس ‪ .‬وفي نفس الوقت فقد تبنت المممكة‬
‫المتحدة أيضا مفيوم مناطق الحفاظ حيث ان الحفاظ الحضري والريفي أصبحوا من األولويات ‪.‬‬
‫لقد لعبت فترة الثمانينيات دو ار ىاما في كيفية إدماج إعادة االعتبار الحضري مع سياسات التطوير بشكل عام‬
‫وخاصة فان التحدي يتمحور في كيفية تكامل سياسات إعادة االعتبار الحضري مع سياسات التطوير المحمية‪.‬‬
‫كما كان عقد التسعينات ميما في كيفية تطبيق مبادئ التنمية المستدامة في مجال التخطيط المكاني في‬
‫البيئات الحضرية التاريخية ‪ .‬ومع بدايات عام ‪ 0222‬وبروز االىتمام بالتنوع الثقافي واالحتفال بالثقافة‬
‫الحضرية ‪ ,‬فان أىمية وضرورة إعادة االعتبار الحضري يأخذ أبعادا كثيرة‬
‫اإلشكالية‬
‫تتميز مدينة قسنطينة بعادات وتقاليد عريقة وأصيمة جعمتيا تستحوذ عمى مزيج من الحرف والصناعات‬
‫التقميدية الفريدة من نوعيا لتطبع ميزتيا عبر حقبات الزمن المتعاقبة ‪ ,‬حيث تحاكي جمال المدينة التاريخية‬
‫وعراقتيا المتوارثة عبر األجيال‪ ،‬فيي في بعض األحيان تمعب دور الذاكرة وفي أحيانا أخرى نظام معالمي‬

‫‌أ‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫فالحماية و المحافظة عمى المدينة القديمة أصبح ضرورة حقيقية و أكثر إلحاحا في الوقت الراىن ‪.‬فيذا ما‬
‫جعمنا نقوم بطرح التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ما ىي األسباب والنقائص التي جعمت ىذا الجزء من المدينة بيذه الصورة ؟‬
‫‪ ‬ما ىي اإلمكانيات التي يتوفر عمييا ؟‬
‫‪ ‬كيف يمكننا جعل ىذه المنطقة محال مالئما لممتطمبات التاريخية و العصرية معا السترجاع مكانتو التاريخية و‬
‫الوظيفية؟‬
‫‪ ‬ما ىي التدخالت العمرانية التي يجب القيام بيا من اجل تنظيم مجالي أفضل؟‬
‫‪ ‬ىل عممية إعادة االعتبار الحضري تعتبر حال مالئما لمعالجة مشاكل ىذا الجزء من المدينة القديمة ؟‬
‫ما مدى تأثير ىذا التدخل ؟‬
‫أهداف البحث‬
‫تكمن األىداف العممية لبحثنا في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف عمى عممية إعادة اعتبار الحضري والقاء الضوء عمى حي الشارع و ساحة طاطاش بمقاسم ورحبة‬
‫الصوف والحالة التي أصبحوا عمييا ‪.‬‬
‫‪ ‬ترقية المنطقة والمنشئات المحيطة بيا و إعطائيا طابع يميق بتاريخ المدينة العتيق‬
‫‪ ‬إجراء دراسة تطبيقية عمى المنطقة من خالل اقتراح تنمية عمرانية واضحة ومتعددة األىداف عمى دراسات‬
‫جدية لموضع الراىن‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬
‫دور ىاما بالنسبة‬
‫‪ ‬يعود السبب األبرز في اختيارنا ليذا الموضوع كون مدينة قسطينة مدينة قديمة وتمعب ا‬
‫لمحيطيا الداخمي و الخارجي في أن واحد ‪.‬‬
‫‪ ‬غياب دراسات سابقة تتناول ىذا الموضوع ‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف بالمشاكل التي تعاني منيا الفضاءات العمومية وسوء استغالليا ‪.‬‬
‫‪ ‬جمب انتباه المسؤولين والسمطات العمومية المحمية حول واقع إىمال ىذه المنطقة ‪.‬‬
‫الفرضيات‬
‫‪ o‬األسباب ا لتي جعمت ىذا الجزء من المدينة متدىو ار بيذا الشكل ربما تعود إلى إىمالو من طرف السكان و‬
‫الجيات المعنية؟‬
‫‪ o‬ربما تكون عممية إعادة االعتبار ىي العممية المثمى من اجل إعادتو إلى الوضعية التي كان عمييا و أحسن؟‬

‫‌‬
‫ب‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ o‬يعتبر الحي إحدى الواجيات الحيوية لمصخرة العتيقة و زيادة عن ذالك ىو اليوية التاريخية لممدينة و السكان‬
‫المنهج ووســائل البـــحث ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المنهج‪:‬كوننا مقدمين عمى وضع مشروع يدرس حالة التراث‪ ،‬فمقد اخترنا المنيج الوصفي التحميمي‪ .‬حيث‬
‫نقوم في ىذا البحث بدراسة و تحمي ل حالة التراث العمراني و إشكالية تدىوره ثم نقوم بالبحث عمى الحمول و‬
‫تفسير الظواىر مع الخروج بمشروع لممحافظة و إحياء ىذا التراث و تنميتو سياحيا‬
‫ب‪ -‬وسائل البحث المستعممة‪ :‬بناءا عمى المناىج المستعممة و المتبعة في البحوث العممية فقد اعتمدنا في‬
‫بحثنا عمى األدوات العممية الكفيمة بتحديد المعطيات و التي يمكن أن تساعد في مسيرتنا البحثية‪ ،‬و من ىذه‬
‫األدوات نذكر‪: -‬‬
‫* المقابالت و المناقشات ‪ :‬و ىي وسيمة تكون عمى اتصال مباشر مع المعنيين‪ ،‬فقد أجريت عدة مقابالت‬
‫مع مختمف المؤسسات التي ليا صمة بموضوع البحث مثل مديرية الثقافة‪ ،‬مصمحة الخدمات التقنية لبمدية‬
‫قسنطينة و الديوان الوطني لمتسيير و استغالل الممتمكات الثقافية المحمية بوالية قسنطينة من أجل معرفة‬
‫وتحميل مختمف المعطيات و الحصول عمى معمومات أكثر دقة مع المختص في ميدان العمران‬
‫*المالحظة ‪ :‬و ىي وسيمة وصف الظاىرة‪ ،‬و معاينة الوضعية الحالية عمى أرض الواقع لمركز القديم لمدينة‬
‫تبسة و ما يحيط بو‬
‫‪-‬الصور الفوتوغرافية ‪ :‬استعممت ىذه التقنية لتقريب الصورة لمقارئ و تبيان المشكل‪ ،‬كما تساعد في عممية‬
‫المالحظة و التحميل‬
‫* تحميل الوثائق البيانية والسجالت اإلدارية‪ :‬و المتمثمة في التقارير التقنية‪ ،‬المخططات‪ ،‬الخرائط‪ ،‬الجداول‬
‫اإلحصائية‪ ،‬المجالت‪ ،‬الكتب و المنشورات‪ ،‬و ىي تساعد في تحديد و تحميل بعض المعطيات الخاصة‬
‫بالموضوع ‪.‬‬
‫*االنترنت‬
‫صعوبات وعوائق البحث‪:‬‬
‫‪-‬ندرة المراجع و البحوث‪ ،‬و قمة المصادر التي تعالج مثل ىذا الموضوع رغم توفر المراجع التي تدرسو‬
‫بصفة عامة أو دراسة نظرية‪.‬‬
‫‪-‬قدم ونقص بعض الوثائق وتناقضيا فيما بينيا‪ ،‬وعدم التوافق بين بعض المعمومات المستقاة من المديريات‪.‬‬

‫‌‬
‫ت‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫المنهجية العامة للمذكرة‬


‫الفصل التمهيدي‪:‬‬
‫‪-‬المقدمة العامة‪.‬‬
‫‪-‬اإلشكالية‪.‬‬
‫‪-‬الفرضيات‪.‬‬
‫‪-‬دوافع اختيار الموضوع‪.‬‬
‫‪-‬المنيج و وسائل البحث‪.‬‬
‫‪-‬صعوبات و عوائق البحث‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬مفاهيم و مصطمحات عامة‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬مفاىيم عامة حول الت ارث‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب تدىور الحالة العامة لممدن العتيقة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬سياسات و تجارب الحفاظ عمى التراث‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬اإلطار القانوني لمحفاظ عمى التراث العمراني‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬تجارب الحفاظ عمى التراث العمراني‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الدراسة التحميمة لممدينة القديمة لقسنطينة‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬دراسة تحميمية لممدينة القديمة‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تجارب الحفاظ عمى المدينة القديمة لقسنطينة‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬الدراسة التطبيقية‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬الدراسة التشخيصية لحي الشارع‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬المشروع التنفيذي‪.‬‬
‫الخاتمة العامة‪.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫الفصل األول‬
‫(مفاهيم و مصطلحات عامة)‬

‫المبحث األول‪:‬مفاهيم عامة للتراث‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬


‫مفاهيم عامة حول التراث‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫مقدمة الفصل األول‬

‫تعد المناطق التراثية ثروة قومية لما تحمله من قيم ثقافية و تاريخية و اقتصادية‬
‫واجتماعية‪،‬يمكن اعتبارىا ذاكرة إنسانية أو شاىد عمى عصر متميز من حياة أي مدينة‪،‬‬
‫و ألن المجال العمراني ىو مجال اقتصادي‪ ،‬فقد أصبح االتجاه نحو توظيف ىذا المجال‬
‫و استغالل إمكانيتو المختمفة أم ار ضروريا لمتنمية‪ ،‬و السيما في مجال صناعة السياحة‬
‫لما تحققو من عوائد اقتصادية‪.‬‬
‫إال أن ىذا الموروث العمراني و السيما التراثي منو يتعرض لمعديد من العوامل البشرية و‬
‫الطبيعية‪....‬و غيرىا تساىم في تدىوره فضال عن التحول في وظائفو األساسية التي‬
‫أنشأ ألجميا‪ ،‬كما أن البيئة الحضرية ألغمبية ىذه المناطق تكون في حالة رديئة نظ ار‬
‫لقدميا و تدىورىا‪ ،‬مما يعود عمييا سمبا‪.‬‬
‫لذا سنحاول في ىذا الفصل التطرق إلى دراسة و تحديد بعض المفاىيم و إعطاء بعض‬
‫المعمومات النظرية المتعمقة بالتراث‪ ،‬و كذا التطرق إلى األسباب الكامنة وراء تيوره و‬
‫فقدانو لوظيفتو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مفاهيم عامة حول التراث‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث األول‬

‫مفاهيم حول التراث‪:‬‬ ‫‪.I‬‬


‫‪1‬‬
‫التراث‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫التراث ىو التجسيد المتميز لثقافة المجتمع في حقبة من الزمن‪،‬و ىو ذلك المخزون ذو القيمة الذي يتميز‬
‫بالثبات و االستم اررية‪ ،‬و يجمع بين جانبيو القيم الجمالية و الروحية ‪،‬فضال عن كونو قيمة مادية فرضت‬
‫قبوليا و احتراميا لدى المجتمع ‪،‬و من الوجية الثقافية يمثل التراث خصوصية ثقافة المجتمع و وحدة‬
‫مالمحو الفكرية و التاريخية‪ ،‬أما من الناحية البيئية فيمثل المرآة الصادقة التي تعكس أبعد مكان و‬
‫خصائصو البيئية‪.‬‬

‫أنواع التراث‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫من خالل االىتمام بدراسة التراث بغرض حمايتو فيمكن تحديد أنواعو طبقا التفاقية حماية التراث العالمي‬
‫الطبيعي والثقافي والصادرة عن اليونسكو فإن التراث يمكن تقسيمو إلى تراث ثقافي وتراث طبيعي‪،‬‬
‫وبحسب منظمة اليونسكو و االيكوروم ‪ 1986) ،Jukka. ICCROM،(Jokilehto‬فإن التراث الثقافي قد يكون‬
‫مادي أو معنوي‪ ،‬ويمكن أن يكون ىناك نوع ثالث من التراث وىو التراث المختمط حيث توجد بعض‬
‫المواقع التي تجمع بين الطبيعي والثقافي‪ 2‬و عميو يمكن تقسيم التراث كما بالشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)11‬يوضح أنواع التراث‬
‫التراث‬

‫تراث طبيعي‬ ‫تراث ثقافي‬

‫المعالم الطبيعية‬ ‫معنوي‬ ‫مادي‬

‫مواقع طبيعية‬ ‫القيم و العادات‬ ‫أثار‬

‫التراث الموسيقي‬ ‫مجمعات عمرانية‬


‫التشكيالت‬
‫و الغنائي‬
‫الجيولوجية‬
‫مواقع‬

‫‪ 1‬وفاء أهراو‪ ،‬التراث الحضري أداة لتفعٌل السٌاحة المستدامة حالة مدٌنة قسنطٌنة الكبرى‪ ،‬مذكرة تخرج لنٌل شهادة الماجستٌر فً‬
‫الهندسة المعمارٌة و العمران تخصص تسٌٌر المدن و التنمٌة المستدامة جامعة أم البواقً‪ ،‬دفعة ‪ ،3102‬ص ‪. 03‬‬
‫‪2‬‬
‫رٌهام كامل الخضراوي‪،‬الحفاظ على التراث العمرانً لتحقٌق التنمٌة السٌاحٌة المستدامة من خالل مؤسسات المجتمع المدنً ‪،‬حالة واحة‬
‫سٌوه‪،‬رسالة مقدمة كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستٌر فً التخطٌط العمرانً‪،‬جامعة القاهرة‪،‬دفعة ‪، 3103‬ص ‪. 02‬‬

‫‪2‬‬
‫مفاهيم عامة حول التراث‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث األول‬

‫‪3‬‬
‫‪ .3‬التراث العمراني‪:‬‬
‫ُْبن انعذیذ يٍ انخعشیفبث انخي حُبٔنج يفٕٓو انخشاد انعًشاَي نعم أشٓشْب حعشیف يُظًت انًجهظ‬
‫انذٔني ‪ ) (ICOMOS) International Council on Monuments and Sites‬اإلیكٕيٕط نآلثبس ٔ انًٕالع )‬
‫‪4‬‬
‫ْٔي يُظًت عبنًیت غیش حكٕيیّ يُبثمت عٍ يُظًت انیَٕغكٕ حعخُي ببنحفبظ عهٗ انخشاد انعًشاَي‪.‬‬
‫عشفج ْزِ انًُظًت انخشاد انعًشاَي بأَّ ‪ " :‬كم يب شیذِ اإلَغبٌ يٍ يذٌ ٔلشٖ ٔ أحیبء حبسیخیت أٔ‬
‫ثمبفیت‪" .‬‬
‫ٔجبء حعشیفّ حغب انًبدة األٔنٗ يٍ يیثبق انًحبفظت عهٗ انخشاد انعًشاَي في انذٔل انعشبیت ٔحًُیخّ‬
‫عُت ‪ 2001‬و بأَّ" كم يب شیذِ اإلَغبٌ يٍ يذٌ ٔلشٖ ٔ أحیبء ٔيببَي ٔحذائك راث لیًت أثشیت أٔ‬
‫يعًبسیت أٔ عًشا َیت أٔ الخصبدیت‪ ،‬أٔ حبسیخیت أٔ عًهیت أٔ ثمبفیت أٔ ٔظیفیت "ٔیخى ححذیذْب ٔحصُیفٓب ٔفمب‬
‫نًب یهي‪:‬‬
‫‪ -‬المباني التراثیة ‪ٔ:‬حشًم انًببَي راث األًْیت انخبسیخیت ٔاألثشیت ٔانفُیت ٔانعهًیت ٔاالجخًبعیت بًب‬
‫فیٓب انضخبسف ٔاألثبد انثببج انًشحبط بٓب ٔانبیئت انًشحبطت بّ‪.‬‬
‫‪ -‬مناطق التراث العمراني ‪ٔ:‬حشًم انًذٌ ٔانمشٖ ٔاألحیبء راث األًْیت انخبسیخیت ٔاألثشیت ٔانفُیت‬
‫ٔانعهًیت ٔاالجخًبعیت بكم يكَٕبحٓب يٍ َغیج عًشاَي ٔ عبحبث عبيت ٔطشق ٔ أصلت ٔخذيبث ححخیت‬
‫ٔغیشْب‪.‬‬
‫‪ -‬مواقع التراث العمراني ‪ ٔ:‬حشًم انًببَي انًشحبطت ببیئت طبیعیت يخًیضة عهٗ طبیعخٓب أٔ يٍ صُع‬
‫اإلَغبٌ‪.‬‬

‫صٕسة سلى(‪ :)2‬قرٌة ذي عٌن بمنطقة‬ ‫صٕسة سلى(‪ :)1‬لهعت يبٔیظ – بشیطبَیب‪-‬‬
‫الباحة بالسعودٌة – موقع التراث العمرانً‪-‬‬ ‫‪ -‬مبنى تراثً‪-‬‬

‫‪ 3‬د‪.‬عبد الناصر عبد الرحمن الزهرانً‪ ،‬إدارة التراث العمرانً ‪ ،‬الرٌاض ‪ ،2102‬ص ‪. 22 – 22‬‬
‫‪ 4‬منظمة االٌكومس‪ٌ -‬قع مركزها فً بارٌس‪ -‬فرنسا‪ -‬أنشأت فً ‪. 0691‬‬

‫‪3‬‬
‫مفاهيم عامة حول التراث‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث األول‬

‫صٕسة سلى(‪ :)3‬قرٌة رجال ألمع القدٌمة بمنطقة‬


‫عسٌر بالسعودٌة ‪-‬منطقة التراث العمرانً‪-‬‬

‫يعد التراث العمراني أحد جوانب التراث الحضاري‪ ،‬الذي تعتز و تفتخر بو كل أمة لما‬
‫في ىذا السياق َ‬
‫يبرزه من صور أصيمة من حضارتيا و لكونو ترجمة صادقة لكل ما وصمت إليو الشعوب من تقدم في‬
‫مجاالت الحياة المتنوعة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.3.1‬عناصر التراث العمراني‪:‬‬
‫ىناك الكثير من المصطمحات المتعمقة بعناصر التراث العمراني الرئيسية التي نرى أنيا تشرح وتوضح‬
‫ما المقصود منيا وىذا يساعد كثي ار في مفيوم التراث العمراني بمجاالتو وعناصره المختمفة‪.‬‬
‫‪ .3.3.1‬البيئة المحيطة بالموقع التراثي‪:‬‬
‫يعني تحديد منطقة حماية التراث العمراني بمسافة ‪ 022‬م حول الحدود المباشرة لممبنى أو الموقع‬
‫المصنف‪.‬‬
‫تشكل ىذه العناصر العمرانية أىم عناصر التراث العمراني ‪،‬وال تنفصل بأي شكل من األشكال عن‬
‫المعطيات الحضارية واالجتماعية واالقتصادية التي أثرت فييا ‪،‬وال عن إنسان ىذه األرض الذي طورىا‬
‫وانعكست فييا عاداتو وتقاليده وقيمو الدينية واالجتماعية‪.‬‬
‫ىذه العناصر العمرانية الميمة تحتاج بطريقة أو بأخرى إلى دراسة النمط العام لمنسيج العمراني و أسموب‬
‫نشأة وتطور ىذا النسيج العمراني‪ ،‬والعوامل المؤثرة فيو وعوامل تميزه‪،‬ورصد ودراسة العناصر المعمارية‬
‫والتفصيمية‪ ،‬وتوثيق أسموب وأسباب تطورىا وخصائصيا وميزاتيا‪.‬‬

‫‪ 5‬د‪.‬عبد الناصر عبد الرحمن الزهرانً‪ ،‬إدارة التراث العمرانً‪ ،‬الرٌاض ‪ ،3103‬ص ‪21-32‬‬

‫‪4‬‬
‫مفاهيم عامة حول التراث‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ .3.3.1‬المدينة التاريخية‪:‬‬
‫يقصد بيا أي مدينة قديمة الزالت تحمل في تفاصيميا تاريخ الماضي وتحكيو من خالل عناصر ٕ ٕوان‬
‫كانت بسيطة‪ ،‬إالا أن مدلوليا يعطي الكثير من المعاني التاريخية والحضارية‪.‬‬
‫ىي أيضا المدينة" التي تحتفظ بالطرز المعمارية والفنية بشكل متوارث ومستمر دون انقطاع‪.‬‬
‫فاألساليب المعمارية المتابعة دون تعارض أو عدم انسجام‪ ،‬وأي أسموب خارجي وارد يوظف بشكل‬
‫متناسق ‪،‬إنيا أنماط وطرز تميز المدينة التاريخية ٕ ٕوان اختمفت في قدرات التشكيل المعماري إال أن الناتج‬
‫ىو حصيمة إبداعية زاخرة من العمارة والعمران‪.‬‬
‫‪ .3.1.1‬القرية التقليدية‪:‬‬
‫وىي التي ما زلت تحتفظ بعناصرىا و سماتيا التقميدية الرئيسة بصورة متكاممة ولم تتداخل مع العمران‬
‫الحديث ‪،‬ومن أمثمتيا قرية الخبراء بمنطقة القصيم ‪،‬وقرية ذي عين في منطقة الباحة بالسعودية‪.‬‬
‫‪ .3.3.1‬األحياء القديمة‪:‬‬
‫يقصد بيا تمك التي تشكل جزءا من المدن المعاصرة ‪،‬التي انتشر فييا العمران الحديث ‪،‬مثال عن ذلك‬
‫األحياء القديمة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجده بالسعودية‪.‬‬
‫‪ .3.3.1‬األثر العمراني‪:‬‬
‫ويقصد بو األثر الذي يعكس أىميتو خاصة دينية‪ ،‬تاريخية أو معمارية كالمساجد واألبراج القديمة‬
‫والقصور واألسوار‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ .4‬أهمية التراث العمراني‪:‬‬
‫تظير أىميتو بصورة رئيسية في القيم والمعاني والدالالت الجمالية والفنية والثقافية واالقتصادية و‬
‫التاريخية التي يجسدىا ىذا التراث في تاريخ األمم والشعوب ‪.‬وتظير في الجوانب التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األهمية التاريخية والحضارية‪:‬‬
‫يعد التراث العمراني من المنظور التاريخي الحضاري كنز حضاري ثمين فيو يشكل شاىدا ورم از صادقا‬
‫عمى اإلبداع اإلنساني ورؤاه الفنية عبر مسيرة التاريخ الحضاري العمراني ‪،‬فيو يعمل عمى إبراز‬
‫عناصر الفن والجمال والتميز واإلبداع واألصالة‪ ،‬وبيذا فيو يشكل خير لبنة لبناء صروح وحدة األمم‬
‫وتماسكيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬عبد الناصر عبد الرحمن الزهرانً‪،‬إدارة التراث العمرانً ‪،‬الرٌاض ‪ ،3103‬ص ‪. 23-22-23-20-21‬‬

‫‪5‬‬
‫مفاهيم عامة حول التراث‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث األول‬

‫فالتراث العمراني يعكس جانبا من جوانب اليوية الوطنية لمدول ‪،‬وذلك من خالل إبراز دورىا التاريخي و‬
‫أصالة شعبيا و حضارتيا‪.‬‬
‫ويمكن قياس األىمية التاريخية لمتراث العمراني من خالل مؤشرين أساسين ىما‪:‬‬
‫‪-‬المؤشر الزمني‪ :‬و يعبر عنو تاريخ إنشاء المبنى‪ ،‬حيثما يزداد أىمية ىذا المؤشر بزيادة عمر المبنى‬
‫التراثي (األثر العمراني )‪.‬‬
‫‪-‬المؤشر الرمزي ‪:‬ويرتبط بعدة عوامل‪ ،‬مثل مدى تعبير المبنى التراثي عن عصره وتاريخو ‪ ،‬ندرة المبنى‬
‫وتميزه مقارنة بمباني أخرى من نفس الفترة الزمنية ‪،‬ومدى أصالة مواد المبنى ونسبة التغيرات فيو‪.‬‬
‫ب ‪ -‬األهمية العلمية‪:‬‬
‫يضم التراث العمراني بين ثناياه الكثير من األسس والمبادئ العمرانية التي البد من الوقوف عندىا‬
‫والقياس عمييا لممساعدة في تطوير البيئة العمرانية المعاصرة‪ ،‬عمى مستوى المدن والتخطيط العمراني‬
‫وعمى مستوى العمارة كالمساجد والمنازل والشوارع واألسواق‪.‬‬
‫لذا فإن االستقراء من األساليب العممية في مجال عموم العمران ‪،‬وتشكل النماذج التاريخية أحد أىم‬
‫مصادر المعرفة والقياس وال يمكن ألمة تبحث عن االستم اررية الحضارية أن تسند كميا إلى نماذج دخيمة‬
‫وتميل نماذج عمرانية أصمية أنتجيا فكر اإلنسان من خالل تجاربو عبر مسيرة التاريخ الحضاري‪.‬‬
‫ج ‪-‬األهمية السوسيو ثقافية‪:‬‬
‫تبرز أىمية التراث العمراني من المنظور االجتماعي في المنافع والفوائد االجتماعية المتعددة و‬
‫المتنوعة‪ ،‬فيو يغذي و ينمي روح االنتماء و اليوية لمشعوب بتمسكيا بحضارتيا و أصالة تراثيا العمراني‬
‫الذي ال تود أن تنفصل أو تنفك عنو‪.‬‬
‫فأىمية معالم ومواقع التراث العمراني االجتماعية تكون محصمتيا النيائية منافع اقتصادية عندما تستغل‬
‫ىذه المعالم كموارد ثقافية في صناعة السياحة واالستثمار السياحي في معالم التراث العمراني‪.‬‬
‫وىذا يعني إعادة الحياة إلى المواقع والمباني التاريخية مما يساعد عمى ربط المجتمعات بتراثيا وثقافتيا‬
‫أيضا لو األثر الفاعل في تواصل األجيال من خالل ربط الماضي بالحاضر الستشراف المستقبل‪.‬‬
‫د ‪-‬األهمية االقتصادية (السياحية)‪:‬‬
‫يعد التراث العمراني ذا جدوى اقتصادية عبر التركيز عمى السياحة الداخمية وتيسير السبل لتوطينيا‬
‫ا‬
‫لتكون مصدر دخل ثابت لممواطنين ‪،‬كما يمكن لممواطنين والوافدين زيارة ىذا التراث ‪،‬فقد أصبح يمثل‬
‫عنصر جذب سياحي ميما لجذب أموال المستثمرين لقيمتيا االقتصادية الفعمية ‪،‬التي تنبع من ندرتيا‬

‫‪6‬‬
‫مفاهيم عامة حول التراث‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث األول‬

‫وأصالة مكونات عناصرىا العمراني ‪،‬التي تقدم فرصاً كبيرة لمربح االقتصادي المباشر في مجال السياحة‬
‫الثقافية بإعادة استخداميا في وظائف جديدة ( متاحف ومكتبات وفنادق ومطاعم تعود بالمنافع االقتصادية‬
‫المتعددة)‪.‬‬
‫فالتراث العمراني أصبح يشكل موردا جاذبا ليس لإلطالع عميو كصورة من الماضي فحسب و إنما أيضا‬
‫لقدرتو عمي استيعاب بعض النشاطات التي فقدتيا المدن الحديثة‪ ،‬فأصبحت مباني التراث العمراني جزءا‬
‫مكمال لمترفيو والتنزه في المدن الحديثة‪.‬‬
‫فاألىمية االقتصادية تحتاج إلى تحويل التراث العمراني من قيمة ثقافية تراثية إلى قيمة اقتصادية عن‬
‫طريق االستخدامات الجديدة لو كالفنادق والنزل والمطاعم ذات الطابع التراثي‪.‬‬
‫ه ‪ -‬األهمية الجمالية‬
‫تتضمن القيمة لمخصائص التي من خالليا يصبح المبنى التقميدي محو ار ميما من الناحية الوطنية أو‬
‫الثقافية أو الروحية ويمكن أن يرى المجتمع المحمى أو الوطني في مبان التراث العمراني مصد ار لمفخر‬
‫أو رم از لمثقافة العمرانية المحمية التي تتخذ جماليات الماضي قيمتيا وأىميتيا من ذاتيا‪.‬‬
‫وتنبع أىمية مواقع ومعالم التراث العمراني من أنيا تحوي مباني قديمة ذات مفردات وعناصر نادرة‬
‫مستمد ة من أصالتيا وميارة صناعتيا‪.‬وىي المعيار األكثر موضوعية لتحديد األىمية بحيث‬
‫ا‬ ‫ومنفردة‪،‬‬
‫ترتبط بالخمفية الثقافية والذوق الشخصي‪.‬‬
‫ومن خالل ىذه القيمة واألىمية يمكن تفسير انجذاب العديد من الناس لمناطق ومواقع التراث العمراني‪،‬‬
‫تعد عمل جمالي ‪،‬وىي قيمة تعكس ثقافة المجتمع المحمي من خالل‬
‫فالمباني التراثية والمدن التاريخية ا‬
‫تصميم المبني ومستوى الحرفية فيو ونوعية المواد المستخدمة في بنائو‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمثل التراث العمراني والمناطق التاريخية بكل ما فييا مدرسة تخطيطية و معمارية يمكن االستميام‬
‫وجماليا إضافة إلى حسن توظيف‬
‫ً‬ ‫وظيفيا‬
‫ً‬ ‫منيا لتميز طرزىا المعمارية وكفاءة استغالل الفضاء فييا‬
‫استعمال مواد البناء المحمية كما تقدم نماذج لالنسجام بين اإلنسان والبيئة المحيطة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪1‬‬
‫‪ .1‬أسباب تدهور التراث العمراني‪:‬‬
‫ىناك العديد من العوامل التي أدت إلى تدىور مناطق التراث العمراني كما ىو موضح في الشكل ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪: )20‬ملخص لألهم أسباب تدهور التراث العمراني‬

‫أسباب تدهور التراث العمراني‬

‫عوامل إدارية‬ ‫عوامل اقتصادية‬ ‫عوامل اجتماعية‬ ‫عوامل عمرانية‬ ‫عوامل طبيعية‬

‫تعدد الجهات‬ ‫إهمال صيانة األبنية‬ ‫غياب الوعي‬ ‫ظهور استعماالت‬ ‫مياه جوفية‬

‫المسئولة عن الحفاظ‬ ‫من طرف ساكنيها‬ ‫بأهمية التراث‬ ‫دخيلة على المباني‬
‫مع غياب التنسيق‬ ‫بفعل الحالة المادية‬ ‫األثرية‬ ‫مناخ‬
‫السيئة لهؤالء‬ ‫غياب اإلحساس‬
‫قصور سياسات‬ ‫باالنتماء‬ ‫الكثافة المرورية‬
‫كوارث طبيعية‬
‫الحفاظ‬ ‫(ضوضاء و تلوث و‬
‫قلة االستثمارات في‬
‫تزايد النمو‬
‫مناطق التراث‬ ‫اهتزازات)‬
‫السكاني‬
‫الهدم العمدي من‬ ‫العمراني‬
‫قدم المباني أصال‬
‫طرف البلدية‬ ‫الكثافة السكانية‬
‫داخل المباني‬
‫تأثير المباني المهدمة‬
‫على تلك التي‬
‫القيام ببعض التوسعات‬ ‫بجانبها‬
‫الغير المدروسة بالمباني‬
‫التراثية‬ ‫بعض عمليات‬
‫الترميم بالمواد‬
‫المصدر‪ :‬ريهام كامل اخلضراوي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪ ،81‬بتصرف‪.‬‬ ‫الحديثة‬

‫‪1‬‬
‫رٌهام كامل الخضراوي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.84‬‬

‫‪8‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪ -‬و باعتبار أن اإلنسان الذي يندرج ضمن العوامل االجتماعية‪،‬و البيئة ضمن العوامل الطبيعية عامالن‬
‫أساسيان يعمالن عمى تدىور التراث العمراني‪،‬و المساىمة في تمف و ضياع ىذا الموروث الحضاري‬
‫و ذلك لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪ .1.1‬تدهور ناتج عن المواطنين(اإلنسان )‪ 2:‬نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ -‬و ينتج عن عدم وجود وعي أثري لدى المواطنين وعدم تفيم القيمة التاريخية والفنية لممباني أو المناطق‬
‫التاريخية وخاصة إذا كانت ال تعود بفائدة محسوسة عمى سكان ىذه المناطق مما ال يشجع عمى‬
‫المحافظة عمييا أو االىتمام بيا‪.‬‬
‫‪ -‬كما وينتج التدىور بفعل االكتظاظ السكاني في ىذه المناطق وما ينتج عنو من ظروف معيشية‬
‫وصحية صعبة فأصبحت ىذه المناطق تشكل منطقة سكن لمطبقات (الفقيرة( ‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة طوابق لممباني والمناطق التراثية والتغييرات التي تعمل عمى تشويو ىذه المباني والمناطق من‬
‫الناحية البصرية واألضرار بالتقسيمات والنواحي المعمارية واضعاف المباني من الناحية اإلنشائية كذلك‬
‫وغيرىا من األضرار والتشوييات‪.‬‬
‫‪ -‬الممكيات المعقدة والمتشابكة لكثير من المباني والمناطق التاريخية مما يغيب المسؤولية المباشرة عن‬
‫ىذه المباني والمناطق فيزداد إىماليا كما وتقف ىذه الممكيات عائقًا أمام بعض المشتركين في الممكية‬
‫سواء الستخدام ىذه المباني والمناطق أو تصميحيا‪.‬‬
‫‪.1.1‬تدهور ناتج عن ظروف بيئية منها‪:3‬‬
‫‪ -‬تراكم الغبار عمى األسقف والحوائط مما يسبب تمف الدىان والزخارف‪.‬‬
‫‪ -‬تموث اليواء بعادم السيارات نتيجة لدخول وسائل المواصالت الحديثة لممناطق التاريخية وانشاء‬
‫صناعات داخل المباني التاريخية أو بالقرب منيا مما يسبب أضرار لممباني ‪ ،‬باإلضافة إلى االىت اززات‬
‫الناشئة عن حركة وسائل النقل التي تؤثر عمى سالمة ىذه المباني‪.‬‬
‫‪ -‬تدىور وسائل الصرف الصحي والتغذية بمياه الشرب بمياه الشرب وما ينتج عنو من تسرب المياه إلى‬
‫أساسات المباني التاريخية وتسرب الرطوبة إلى حوائطيا‪.‬‬

‫‪ 2‬ناهد جمٌل جبر مفلح ‪،‬إعادة إحٌاء و ترمٌم البلدة القدٌمة فً قرٌة عورتا ‪،‬جامعة نابلس‪-‬فلسطٌن‪،9005،‬ص ‪.81‬‬
‫‪3‬‬
‫ناهد جمٌل جبر مفلح‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 81‬‬

‫‪9‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪.1‬آليات المحافظة عمى التراث العمراني‪:‬‬

‫عمميات الحفاظ تتم بالنسبة لممباني التاريخية أو المناطق ذات القيمة األثرية وعمي ما تحتويو من مبان‬
‫ذات أىمية أو منشآت معينة أو بيئة عمرانية مميزة أو نسيج عمراني وتخطيطي مميز‪ ،‬وقد يشمل الحفاظ‬
‫النواحي االجتماعية واالقتصادية والثقافية‪ ،‬كما يشمل أيضا الصورة البصرية‪.‬‬
‫كبير حول المفيوم األساسي لمحفاظ حيث يمكن القول بأن‬
‫ورغم تعدد تعريفات الحفاظ إال أنو ىناك اتفاقا ًا‬
‫مفيوم الحفاظ ىو" العممية التي تشمل كل اإلجراءات واألساليب التي توفر لمموروث البقاء ألطول مدة‬
‫دور في حياة المجتمع الذي يتعايش معو"‪.‬‬
‫ممكنة‪ ،‬ليؤدي ًا‬

‫‪.1.1‬مستويات الحفاظ عمى التراث العمراني‪:‬‬

‫يمكن تقسيم الحفاظ عمى التراث العمراني و المعماري إلى عدة مستويات وىي كالتالي‪:‬‬
‫‪.1.1.1‬الحفاظ عمى المستوى الدولي ‪:‬ويتضمن الحفاظ عمى نماذج من التراث العمراني كمثال عمى‬
‫‪4‬‬
‫التطور اإلنساني عامة و عادة ما تشارك فيو الييئات العالمية مثل اليونسكو‪.‬‬
‫‪.1.1.1‬الحفاظ عمى مستوى إقميمي ‪:‬و يتم في ىذا المستوى التخطيط لعممية الحفاظ عمى مستوى اإلقميم‬
‫‪5‬‬
‫بحيث يشمل األنواع التالية‪:‬‬
‫الحفاظ عمى العناصر التراثية ‪ :‬ويكون من خالل الحفاظ عمى عنصر مستقل أو موجود ضمن بيئة‬
‫معينة بحيث يؤثر ىذا العنصر عمى المباني والناس المحيطين بو وىذه العناصر تتمثل في‪:‬‬
‫‪-1‬أ‪-‬الحفاظ عمى ممر تراثي‪ :‬المحافظة عمى مجموعات من المباني التراثية المحيطة أو عمى جانبي‬
‫ممر أو طريق‪.‬‬
‫‪-1‬ب‪-‬الحفاظ عمى مجموعة من المباني ‪:‬وىذه المباني قد تكون منفصمة أو مجتمعة وقد أنشأت في‬
‫فترات زمنية واحدة في فترات مختمفة ولكن يكون ىناك رابط بين ىذه المباني كالوظيفة‪.‬‬
‫‪-1‬ت‪-‬الحفاظ عمى المبنى الواحد‪ :‬مثل عمميات الترميم والتجديد لممباني التراثية وتحويميا إلى متاحف أو‬
‫م ازرات سياحية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ٌاسر عثمان محرم محجوب‪ »،‬تأثٌر التطور العمرانً الحدٌث على التراث العمرانً فً اإلمارات ‪،‬دراسة حاالت فً دبً و العٌن « بحث‬
‫‪،8551‬ص‪.83‬‬
‫‪5‬‬
‫ناهد جمٌل جبر مفلح‪،‬إعادة إحٌاء و ترمٌم البلدة القدٌمة فً عورتا‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.99‬‬

‫‪10‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪-1‬ث‪-‬الحفاظ عمى حي بكاممه ‪:‬سواء أكان ىذا الحي صغي ار أم كبي ار مثل عممية الحفاظ عمى حي‬
‫الحفصية بتونس‪.‬‬
‫‪-1‬ج‪-‬الحفاظ عمى منطقة كاممة ‪:‬فقد تكون ىذه المنطقة مدينة أو أكثر مثال الحفاظ عمى مدينة جرش‪.‬‬
‫‪.1.1‬أهمية الحفاظ عمى التراث العمراني‪:‬‬
‫التراث العمراني ال يعني المعالم والمواقع األثرية والمدن التاريخية فقط‪ ،‬بل يشمل أيضا كافة العناصر‬
‫األخرى المكونة لو في مجاالت العموم واألدب والفنون والحرف التقميدية‪ ،‬وكذلك القيم االجتماعية والعادات‬
‫والتقاليد واألنشطة االقتصادية ‪.‬وتظير أىمية التراث العمراني في الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كمورد سياحي واقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬كأساس لتنمية المجتمع المحمي‪.‬‬
‫‪ -‬كأساس لممحافظة عمى الثقافة المحمية واليوية العمرانية‪.‬‬
‫‪.2.1‬دواعي وأسباب الحفاظ عمى التراث العمراني ‪:‬‬
‫تتعدد األسباب التي تدعو إلى القيام بعممية الحفاظ عمى التراث والتي يمكن تمخيصيا فيما يمي‪:‬‬
‫‪.1.2.1‬أسباب اجتماعية وتاريخية ‪:‬وىي الحاجة إلى استمرار الوظيفة االجتماعية والعمرانية والمعمارية‬
‫وربطيا بذكريات المدينة القديمة والتي تعتبر تجسيدا ألحداث وفترات تاريخية وشخصيات ليا تأثيرىا عمى‬
‫األحداث وترجمة لظواىر معيشية‪.‬‬
‫‪.1.2.1‬أسباب اقتصادية ‪:‬تعتبر الوظيفة السياحية لمتراث العمراني والمعماري مصدر ىام لمدخل كما في‬
‫مصر وبعض البمدان مثل المغرب وتركيا مع إمكانيات إعادة استخدام المناطق المحافظ عمييا سواء‬
‫كمتاحف أو أماكن لمزيارة‪.‬‬
‫‪ .2.2.1‬أسباب سياسية ‪:‬حيث يتم من خالل الحفاظ التعمم من الماضي وسرد التاريخ بأحداثو العظيمة‬
‫وتعبر عن الحالة السياسية في تمك الحقبات الزمنية عمى المدن وتعبر عن قيم الحكم وقوتو‪.‬‬
‫‪.2‬مبادئ الحفاظ عمى التراث العمراني‪:‬‬

‫ىناك العديد من المبادئ التي يجب مراعاتيا في عممية الحفاظ عمى التراث العمراني والتي تساعد في‬
‫إنجاح عمميات الحفاظ عمى التراث ووصوليا إلى النتائج المرجوة و استم ارريتيا وىذه المبادئ كالتالي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫المشاركة‬
‫المجتمعية‬

‫االستدامة‬ ‫مبادئ الحفاظ على‬ ‫األصالة‬


‫التراث العمراني‬

‫قابلية‬
‫التطور‬

‫الشكل رقم(‪:)03‬مبادئ الحفاظ على التراث العمراني‬


‫المصدر‪:‬ريهام كامل الخضراوي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.32‬‬

‫‪.1.2‬المشاركة المجتمعية‪ :‬تعتبر المشاركة المجتمعية من أىم المبادئ في عمميات الحفاظ عمى التراث‬
‫العمراني وذلك لألسباب التالية نذكر منيا‪:‬‬
‫‪-‬إسياميا الفعال والمؤثر في توعية الناس بأىمية عمميات الحفاظ عمى التراث العمراني وفوائدىا‪.‬‬
‫‪-‬تسيم عممية المشاركة المجتمعية في معرفة حاجات الناس الفعمية في مواقع الحفاظ عمى التراث‬
‫العمراني ومطالبيم ومحاولة تمبيتيا من خالل مشاريع الحفاظ عمى التراث‪.‬‬
‫‪.1.2‬األصالة‪:‬من المعروف أنو عند القيام بعمميات الحفاظ عمى المباني أو المواقع الموروثة فان عممية‬
‫التدخل ىذه تفقد المبنى أو المكان جزًءا من أصالتو‪ ،‬ويختمف مقدار ىذه األصالة المفقودة باختالف‬
‫سياسة الحفاظ والطريقة المتبعة ‪ ،‬والمحافظة عمى األصالة في عمميات الحفاظ تكون بااللتزام بما يمي‪:‬‬
‫‪-‬المحافظة عمى القدر األكبر من المواد األصمية المستخدمة في البناء‪.‬‬
‫‪-‬المحافظة عمى االنسجام بين القديم والحديث‪.‬‬
‫‪-‬عدم تخريب المبنى باستخدامو ألغراض جديدة تضر بمكانتو االجتماعية والثقافية أو التاريخية أوأغراض‬
‫كميا عن استخدامو األصمي وعن إمكانياتو‪.‬‬
‫بعيدة ً‬
‫‪.2.2‬االستدامة‪ :‬وىي مبدأ أساسي في عمميات الحفاظ عمى التراث العمراني من أجل ضمان استم اررية‬
‫المواقع المحافظ عمييا وتطويرىا‪ ،‬ويتم تحقيق االستدامة من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع الطاقات البشرية وايجاد مصادر مدرة لمدخل عن طريق استخدام المواقع التي يتم الحفاظ عمييا‬
‫في تنمية المجتمع اقتصادي وامكانية إقامة المشاريع الصغيرة وتوفير أماكن لإلنتاج والعرض والتسويق‬

‫‪12‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫وتشجيع القطاع الخاص‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيع مشاريع التنمية البشرية كالمكتبات ومواقع الشبكة‬
‫المعموماتية‪.‬‬
‫‪-‬زيادة الوعي المجتمعي بأىمية التراث الثقافي ونشر األفكار المتعمقة بذلك من أجل تحقيق استم ارريتيا‬
‫وديمومتيا‪.‬‬
‫‪-‬اعتماد إستراتيجية صيانة واضحة عن طريق اختيار مواد تمتاز بديمومتيا وقدرتيا عمى مقاومة العوامل‬
‫المختمفة‪ ،‬واعتماد جزء من دخل مشاريع الحفاظ عمى التراث العمراني ألغراض الصيانة الدائمة ليذه‬
‫المشاريع‪.‬‬
‫‪.3‬سياسات الحفاظ عمى التراث العمراني‪:‬‬

‫و تنقسم سياسات الحفاظ عمى التراث العمراني إلى مستويين و ىما سياسات خاصة بالحفاظ عمى‬
‫المباني التراثية‪ ،‬خاصة بالحفاظ عمى المناطق التراثية و فيما يمي عرض ليذه السياسات‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪:)04‬يوضح سياسات الحفاظ على التراث العمراني‬

‫سياسات الحفاظ على المناطق التراثية‬ ‫سياسات الحفاظ على المباني التراثية‬

‫سياسة إعادة البناء و التعمير‬ ‫سياسة الحماية‬

‫سياسة الحفاظ‬ ‫سياسة الترميم و التجديد‬

‫سياسة إعادة التأهيل‬ ‫سياسة التدعيم‬

‫سياسة الحفاظ و الصيانة‬ ‫سياسة إعادة البناء‬

‫المصدر‪ :‬ريهام كامل الخضراوي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.32‬‬


‫سياسة إعادة االستعمال و‬
‫التوظيف الجديد‬

‫‪13‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪6‬‬
‫‪ .1.3‬سياسات الحفاظ عمى المباني التراثية‪:‬‬

‫‪.1.1.3‬سياسة الحماية (‪ 7:)protection‬وىي سياسة تيدف إلى منع تدىور حالة المباني األثرية‬
‫سمبا عمييا أو عمى محيطيا العمراني‪.‬‬
‫بحماية المباني من أي مؤثرات خارجية بيئية أو عمرانية قد تؤثر ً‬
‫‪.1.1.3‬سياسة الترميم و التجديد(‪ :)renovation & restoration‬تتعامل ىذه السياسة مع حاالت‬
‫فردية من المباني الواقعة داخل المنطقة التاريخية‪ ،‬وليس مع اإلطار العمراني واالجتماعي ليا‪ ،‬وىي‬
‫تيتم بالقيمة الثقافية لألثر وليس بقيمتو الوظيفية أو االقتصادية‪.‬‬
‫‪.2.1.3‬سياسة التدعيم (‪ :)consolidation‬ويقصد بيا تقوية وتدعيم العناصر اإلنشائية والمعمارية‬
‫في المبنى‪ ،‬أو زيادة قدرة المواد األصمية المستعممة في البناء عمى التماسك باستخدام أنواع من المواد‬
‫الالصقة‪.‬‬
‫‪.3.1.3‬سياسة إعادة البناء (‪ :)rebuild/reproduction‬يتضمن ىذا األسموب إعادة بناء المباني‬
‫القديمة عمى مثل الحالة التي كانت عمييا في الماضي‪ ،‬ويشترط أن يتوفر معمومات موثقة مفصمة عن‬
‫المبنى في الحقبة الزمنية األصمية التي بني فييا المبنى‪ ،‬وكذلك معمومات عن نوعية الخامات‬
‫المستخدمة في البناء‪.‬‬
‫‪.4.1.3‬سياسة إعادة االستعمال و التوظيف الجديد( ‪ :)Adaptive Reuse‬تختمف ىذه السياسة‬
‫عن السياسات السابقة‪ ،‬بأنيا تيتم بالقيمة الوظيفية واالقتصادية لممباني التاريخية لمحفاظ عمى قيمتيا‬
‫التاريخية والمعمارية والعممية‪.‬ولذلك فإن اختيار الوظيفة واالستعمال الجديد لممباني األثرية يجب أن يتم‬
‫بعناية فائقة بما يحدث أقل تغيير ممكن في التوزيع الداخمي لمفراغات‪ ،‬وال يحدث أي تغيير في‬
‫الواجيات الخارجية‪.‬‬
‫‪.1.3‬سياسات الحفاظ عمى المناطق التراثية‪:‬‬
‫‪.1.1.3‬سياسة إعادة البناء و التعمير( ‪:)Reconstruction & Redéveloppement‬ارتبطت‬
‫ىذه السياسة بعمميات إعادة البناء والتعمير لممناطق التراثية المتدىورة عمرانيا‪ ،‬والتي تستمزم عمميات‬
‫إزالة واحالل وتجديد واسع النطاق‪ ،‬وبشكل جذري‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المرجع السابق ‪،‬ص ‪.93،92‬‬
‫‪7‬‬
‫ناهد جمٌل جبر مفلح‪،‬إعادة إحٌاء و ترمٌم البلدة القدٌمة فً عورتا‪،‬رسالة ماجستٌر فً الهندسة المعمارٌة بكلٌة الدراسات العلٌا فً جامعة‬
‫النجاح الوطنٌة فً نابلس‪-‬فلسطٌن‪،9005 -‬ص ‪.98‬‬

‫‪14‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪.1.1.3‬سياسة الحفاظ (‪:)Préservation‬عندما يمتد نطاق الحماية ليشمل البيئة العمرانية باإلضافة‬
‫إلى المباني‪ ،‬وفي بعض األحيان البيئة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬تكون السياسة المتبعة في ىذه الحالة‬
‫ىي سياسة الحفاظ ‪.‬وىدف ىذه السياسة ىو الحفاظ عمى المباني والنسيج والطابع العمراني الخاص‬
‫لممنطقة التاريخية كرمز تاريخي وقيمة عممية‪ ،‬يجب المحافظة عميو في صورتو األصمية وقد يتسع‬
‫مفيوم الحفاظ أيضا ليشمل الحماية والحفاظ عمى الييكل االجتماعي (السكان وخصائصيم) والييكل‬
‫االقتصادي (األنشطة الرئيسية السائدة في العصر التاريخي) بجاذب الييكل العمراني‪.‬‬
‫‪.2.1.3‬سياسة التأهيل (‪:)Réhabilitation‬تيتم ىذه السياسة بكل المباني التاريخية (من حيث‬
‫ترميميا و تجديدىا وحمايتيا وصيانتيا واعادة استعماليا ) ومحيطيا العمراني(من حيث تحسين طرقيا‬
‫وتزويدىا بالبنية األساسية والمرافق والخدمات الالزمة) وذلك حتى تتكامل المنطقة التاريخية مع المناطق‬
‫الحديثة بالمدن‪.‬‬
‫‪.3.1.3‬سياسة الحفاظ و الصيانة(‪ :)Conservation‬تتميز ىذه السياسة عن سياسة إعادة التأىيل‬
‫بأنيا ال تيتم بالنواحي المعمارية لممباني والعمرانية لممنطقة التاريخية فقط‪ ،‬بل أيضا تتعامل مع التغيير‬
‫في المجاالت العمرانية واالجتماعية واالقتصادية والتكنولوجية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أسباب تدهور التراث العمراني و آليات المحافظة عليه‬ ‫الفصل األول‪ :‬المبحث الثاني‬

‫الخالصة‬

‫تناول هذا الفصل المفاهٌم المتعلقة بالتراث عامة‪ ،‬و تم التركٌز على التراث العمرانً‬
‫خاصة الرتباطه المباشر بموضوع الدراسة‪ ،‬كما تطرقنا إلى إبراز االهمٌة التً ٌملكها‬
‫التراث العمرانً فً مختلف المٌادٌن االقتصادٌة‪ ،‬الثقافٌة‪ ،‬البٌئٌة و االجتماعٌة إضافة‬
‫إلى المشاكل و االخطار التً ٌتعرض لها و التً أدت به إلى التدهور و االندثار‪ ،‬وجب‬
‫التذكٌر بمختلف مستوٌات‪ ،‬مبادئ و سٌاسات الحفاظ على التراث و حماٌته لعدة أسباب‬
‫سٌاسٌة و اقتصادٌة ‪ ....‬و غٌرها‪.‬‬

‫‪.‬وال ننسى المشكالت التً تؤدي إلى تدهوره و من أهمها غٌاب الوعً الثقافً لدى‬
‫سكان المناطق التراثٌة بأهمٌة التراث مع غٌاب اإلحساس باالنتماء ‪ ،‬و تطرقنا إلى‬
‫مختلف التدخالت و األسالٌب المختلفة للحفاظ على التراث‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫(سياسات و تجارب الحفاظ على التراث)‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬

‫المبحث الثاني ‪:‬تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬


‫سياسات و تجارب الحفاظ على التراث‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مقدمة الفصل الثاني‬

‫التراث ىو التاريخ المادي والمعنوي والمرآة الحقيقية ألي حضارة ألن لو عالقة‬
‫مباشرة مع اإلنسان‪ ،‬فيو ىوية و الجذور و األصالة وليذا أصبحت العناية بالتراث‬
‫العمراني سمة من سمات الدول المتقدمة‪ ،‬فكمما تقدمت الدول ثقافيا واقتصاديا‬
‫وارتفع مستوى التحضر بين مجتمعاتيا كمما زادت عنايتيا بتراثيا العمراني وعممت‬
‫عمى المحافظة عميو وحمايتو وتأىيمو وتنميتو بطريقة مستدامة ثم استثماره‬
‫اقتصاديا‪.‬‬
‫لكن ىذه الطريقة الحديثة المتطورة تستوجب نظم قانونية تنظم ىذه الحماية‪ ،‬سواء‬
‫ذلك بترميميا و صيانتيا أو إعادة بناء ما ىدم منيا‪ ،‬مع احترام خصوصية كل تراث‬
‫عمراني‪.‬‬
‫لذا سنقوم خالل ىذا الفصل‪ ،‬بإبراز سياسات و قوانين المحافظة عمى التراث‬
‫العمراني عمى المستوى العالمي و الجزائري‪ ،‬و كذا التوقف عند بعض تجربة المغرب‬
‫في الحفاظ عمى ىذا الموروث الثقافي‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.1‬اإلطار اإلقميمي و الدولي‪:‬‬


‫‪.1.1‬الهيئات الدولية المعنية بالحفاظ عمى التراث العمراني ‪:‬‬
‫إن االىتمام العالمي بالتراث و حمايتو ‪ ،‬و ما يرتبط بو ‪ ،‬قاد إلى إقامة مؤسسات دولية لتتولى االىتمام بو‬
‫و حمايتو ‪ ،‬حيث تعمل جاىدة عمى سن القوانين ‪ ،‬و عقد المؤتمرات ‪ ،‬و تنظيم الندوات الرفيعة المستوى‬
‫حول سبل حماية التراث ‪ ،‬ووقايتو من األخطار ‪ ،‬والسيما زحف مشاريع التنمية المعاصرة عمى حسابو و‬
‫أىم ىده المنظمات ىي ‪:‬‬
‫الجذول رقن (‪ :)01‬الهٍئبت الذولٍة الوعنٍة ببلحفبظ على الحزاخ العوزانً‪.‬‬
‫الحأسٍس و األهذاف‬ ‫الونظوة‬

‫رأعغذ عُخ ‪ ٔ 5491‬رؼًم ػهى رؾمٍك سؤٌخ يزكبيهخ نهزًٍُخ انًغزذايخ ‪،‬‬ ‫هنظوة األهن الوححذة‬
‫ثبإلضبفخ ئنى رؾمٍك انزمذو انًبدي ‪ ٔ ،‬ئنى رهجٍخ عًٍغ أيبًَ انجشش دٌٔ‬ ‫للحزبٍة و الحعلٍن و‬
‫اإلضشاس ثزشاس األعٍبل انمبديخ ‪ ٔ ،‬رصذسد عٕٓد انٍَٕغكٕ انًغبػً انذٔنٍخ‬ ‫الثقبفة‪UNESCO‬‬
‫نؾًبٌخ انزشاس انًبدي ٔ غٍش انًبدي فٕضؼذ انؼذٌذ يٍ انًٕاصٍك ٔ انًؼبْذاد‬
‫انزً رزؼهك ثصٌٕ ٔ ؽًبٌخ انزشاس انضمبفً انًبدي ٔ غٍش يبدي ٔ انطجٍؼً ‪.‬‬
‫ًْٔ يُظًخ دٔنٍخ ؽكٕيٍخ ٌمغ يشكضْب فً سٔيب _ ئٌطبنٍب‪ ،‬أَشأْب انٍَٕغكٕ فً‬ ‫هنظوة األهن الوححذة للحزبٍة و‬
‫ػبو ‪ ٔ ،5491‬رزًضم يٓبيٓب انُظبيٍخ فً االضطالع ثجشايظ فً يغبل انجؾٕس‬ ‫الحعلٍن و الثقبفة‪UNESCO‬‬
‫ٔ انزٕصٍك ٔ انًغبػذح انزمٍُخ ٔ انزذسٌت ٔ رٕػٍخ انغًٕٓس ثٓذف رؼضٌض صٌٕ‬
‫انزشاس انضمبفً انًُمٕل ٔ غٍش انًُمٕل‪.‬‬
‫ًْٔ يُظًخ دٔنٍخ ؽكٕيٍخ ٌمغ يشكضْب فً ثبسٌظ‪ٔ ،‬لذ أَشأد انٍَٕغكٕ ْزا‬ ‫الوجلس الذولً للوعبلن الحبرٌخٍة‬
‫انًغهظ فً انؼبو ‪ٌٔ ،5491‬زًضم دٔسِ فً رؼضٌض رطجٍك َظشٌخ صٌٕ انزشاس‬ ‫و الوىاقع األثزٌة ‪ICOMOS‬‬
‫انًؼًبسي ٔ األصشي ٔ يُٓغٍبرّ ٔ رمٍُبرّ انؼهًٍخ ‪ٌ ٔ ،‬مٕو َشبطّ ػهى يجبدئ‬
‫انًٍضبق انذٔنً نصٌٕ انًٕالغ ٔ اَصبس ٔ رشيًٍٓب ٔ انزي ٌغًى يٍضبق انجُذلٍخ‬
‫نؼبو ‪.5499‬‬
‫ٌشعغ ربسٌخٓب ئنى عُخ ‪ ًْ ٔ 5491‬يُظًخ غٍش ؽكٕيٍخ ٔ غٍش يبدٌخ رٓذف‬ ‫الونظوة العبلوٍة للوذى الحزاثٍة‬
‫ئنى انؾفبظ ػهى انًذٌ األؽٍبء انزبسٌخٍخ ٔ رؾغٍظ انغكبٌ ثأًٍْخ ٔ لًٍخ‬ ‫‪OVPM‬‬
‫انزشاس ٔ ضشٔسح ؽًبٌزّ ٔ انًؾبفظخ ػهٍّ ‪.‬‬
‫ًْٔ نغُخ يُجضمخ ػٍ انٍَٕغكٕ ؽٍش اػزًذد انذٔل األػضبء فً انٍَٕغكٕ فً‬ ‫هزكش الحزاخ العبلوً ‪WHC‬‬
‫ػبو ‪ 5491‬ارفبلٍخ انزشاس انؼبنًً ‪ ،‬و َصذ االرفبلٍخ ػهى ئَشبء "نغُخ انزشاس‬
‫انؼبنًً " ٔ"صُذٔق انزشاس انؼبنًً " ٔ أَشئذ انهغُخ ٔ انصُذٔق ٔ ًْب‬
‫ٌؼًالٌ يُذ ػبو ‪ ٔ ، 5499‬انغشض يٍ االرفبلٍخ ْٕ رؼٍٍٍ انزشاس انضمبفً ٔ‬
‫انطجٍؼً رٔ انمًٍخ انؼبنًٍخ االعزضُبئٍخ ٔ ؽًبٌزّ ٔ انًؾبفظخ ػهٍّ ٔئصالؽّ ٔ‬
‫َمهّ ئنى األعٍبل انًمجهخ‪.‬‬
‫الحزاخ الثقبفً بال حذود ‪ ًْٔ CHWB‬يُظًخ ئغبصخ دٔنٍخ رأعغذ فً انؼبو ‪5441‬و ‪،‬رؼًم يٍ اعم انؾفبظ ػهى‬
‫انزشاس انضمبفً انًٓذد ثبنخطش ٔ رإيٍ ثأٌ رذيٍش انزشاس انضمبفً انزي ٌُزًً ألي‬
‫يغًٕػخ يٍ انُبط ْٕ رذيٍش نهزشاس انضمبفً نهُبط عًٍؼب ‪ ،‬ؽٍش أٌ كم انُبط‬
‫نٓى يغبًْزٓى فً انزشاس انضمبفً انؼبنًً ‪.‬‬

‫ًْٔ انٕكبنخ انضمبفٍخ نشجكخ اَغبخبٌ نهزًٍُخ‪ٔ ،‬لذ أَشئذ سعًًٍب فً انؼبو ‪5411‬‬ ‫على صعٍذ العبلن اإلسالهً‪،‬‬
‫فً عٍُف كًإعغخ خٍشٌخ خبصخ إلديبط ٔرُغٍك انًجبدساد انًخزهفخ نأليٍش‬ ‫هؤسسة اَغبخبى للثقبفة‬
‫أغبخبٌ فًٍب ٌزؼهك ثزؾغٍٍ انؾٍبح انضمبفٍخ ٔثصفخ خبصخ انجٍئخ انًجٍُخ انزً رؼذ‬
‫انزؼجٍش انًهًٕط األكضش رؼمٍذا نهزًٍُخ انضمبفٍخ فً انًغزًؼبد انزً ٌٕعذ نهًغهًٍٍ‬
‫فٍٓب رٕاعذ ْبو‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ .1.1.1‬دور هذه الهٍئبت فً الحفبظ على الحزاخ العوزانً‪:‬‬


‫ٔنمذ دػذ انًُظًبد انذٔنٍخ ٔانًُظًبد ٔانٍٓئبد ٔغٍشْب ألًٍْخ انزشاس انًؼًبسي ٔؽضذ ػهى ضشٔسح‬
‫انؾفبظ ػهٍّ‪ٔ ،‬لذ عبء ْزا انٕػً ػهى شكم يٕاصٍك دٔنٍخ صشٌؾخ ٔيكزٕثخ ألشرٓب يُظًبد دٔنٍخ ٔصمبفٍخ‬
‫ٔعٍبعٍخ ثشص َشبطٓب يٍ خالل اعزًبػبرٓب َٔذٔارٓب ٔانزً يشد ثؼذح يشاؽم ٔعُٕاد يخزهفخ‪ٌٕٔ ،‬ضؼ‬
‫عذٔل سلى ‪ 02‬ركش نزهك انًُظًبد ٔأْى أدٔاسْب َٔشبطبرٓب رغبِ انزشاس يزذسعب يغ انفزشاد انضيٍُخ‬
‫انًززبنٍخ‪.‬‬
‫جذول رقن (‪: )02‬الحذرج الشهنً ودور الهٍئبت للحفبظ الحزاثً‬
‫أبزس األنشطة والقزارات‬ ‫الونظوة أو الهٍئة‪....... ،‬إلخ‬ ‫العبم‬
‫تحدٌد المبادئ األساسٌة لحماٌة وترمٌم المبانً القدٌمة‪،‬‬ ‫هٍثبق أثٍنب‬ ‫‪1391‬‬
‫واتخاذها شكال ملموسا فً الوثائق الوطنٌة‪.‬‬
‫برنامج األمم المتحدة)‪(UNDP‬ومنظمة األمم تم توفٌر التعاون الدولً فً مجال الحفاظ على التراث من‬ ‫‪1391‬‬
‫المتحدة للثقافة والتربية والعلوم )‪ (UNESCO‬خاللهم والذي بدأ نشاطهم الفعلً فً الستٌنات‪.‬‬
‫إعالن مٌثاق البندقٌة والذي تضمن عدة مواد على سبٌل المثال‪:‬‬ ‫‪1399‬‬
‫‪ -1‬ترمٌم المبانً التارٌخٌة ٌستعٌن بالعلوم واألسالٌب‬
‫التقنٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬الغرض من ترمٌم المبانً التارٌخٌة حماٌتها‪.‬‬
‫‪ -3‬مواقع المبانً األثرٌة ٌجب أن تحظى برعاٌة‬
‫خاصة‪.‬‬ ‫المؤتمر الدولي الثاني للمباني التاريخية فى‬
‫‪ -4‬جمٌع أعمال الصٌانة والترمٌم البد من وجود وثائق‬ ‫فينسيا‬
‫دقٌقة‪.‬‬
‫‪ -5‬إعادة توظٌف المبانً األثرٌة كوسٌلة لضمان الحفاظ‬
‫علٌها‪.‬‬

‫‪ 1391‬الجمعية العمومية أليكوموس ‪:‬ندوة أيكوموس إصدار قرارات الحفاظ على المدن التارٌخٌة الصغٌرة‪.‬‬
‫(تمثل تغٌٌرا حقٌقٌا فً مفهوم التراث حٌث امتد لٌغطً مدن‬ ‫الدولية (المركز الدولي لآلثار في وارسو‬
‫تارٌخٌة كاملة ولٌس فقط مبانً تذكارٌة)‪.‬‬ ‫‪)ICOMOS‬‬
‫‪ 1391‬المركز الدولي للدراسات و الصيانة و الترميم مؤتمر أنقرة وضعت عدة توصٌات للحفاظ على المبانً‬
‫للممتلكات الثقافية )‪ ،(ICCROM‬المقر روما األثرٌة‪ ،‬منها على سبٌل المثال‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة التربة والمبانً المحٌطة باألثر‪.‬‬ ‫إيطاليا‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة أسباب التلف والدمار‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة أهمٌة الموقع ونوع الحماٌة المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم استخدام األثر ألي وظٌفة طوال فترة الترمٌم‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكون الدراسة عملٌة ومبنٌة على موازنة مادٌة‬
‫واضحة‪.‬‬
‫امتداد لالهتمام العالمً الذي بدأ مع قرارات ندوة أٌكوموس‬ ‫‪ 1391‬لجنة أيكوموس الندوة الثالثة لؤلمريكتين–‬
‫الدولٌة عن الحفاظ على المدن التارٌخٌة الصغٌرة‪ ،‬وٌمكن‬ ‫المكسيك بعنوان" إعادة إحياء المستقرات‬
‫اعتباره تمهٌدا لمٌثاق واشنطن للحفاظ على المدن التارٌخٌة‬ ‫الصغيرة"‬
‫والمناطق العمرانٌة لعام ‪.7891‬‬
‫مٌثاق أٌكوموس للحفاظ على المدن التارٌخٌة والمناطق‬ ‫‪ 1399‬الجمعية العامة لمنظمة أيكوموس الدولية‬
‫العمرانٌة (مٌثاق واشنطن)‪ ،‬وتعتبر بنود هذا المٌثاق متسعة‬
‫بشكل مقصود لتغطً التنوع فً مناهج التنمٌة العمرانٌة‬
‫والطرق المختلفة للتخطٌط وحماٌة المناطق العمرانٌة التارٌخٌة‬
‫التً ٌمكن أن تتبناها دول العالم المختلفة‪.‬‬
‫أعطى رؤٌة عن التراث تتوافق مع التغٌرات العالمٌة فً نهاٌة‬ ‫ميثاق السياحة الثقافية الدولية (المكسيك)‬ ‫‪1333‬‬
‫القرن العشرٌن وما صحبها من تأثٌرات لقوى العولمة على كل‬
‫مجاالت الحٌاة بما فٌها السٌاحة والحفاظ على التراث‬
‫الحضاري للمدن‬
‫الوصذر‪ :‬ثؾش يمذو يٍ طشف األعزبر يؾًذ ػجذ انفزبػ أؽًذ انؼٍغٕي‪،‬رؾذ ػُٕاٌ‪ :‬االسرمبء ثبنُطبلبد انزشاصٍخ راد انمًٍخ ‪ ،‬كهٍخ‬
‫انُٓذعخ عبيؼخ انفٍٕو‪ ،‬يصش‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.1‬اإلطار المحمي (الجزائر)‪:‬‬


‫‪.1.2‬اإلطار القانوني التشريعي لمحفاظ عمى التراث العمراني في الجزائر‪:‬‬
‫تتميز الجزائر بمساحتيا الشاسعة و جماليا الخالب الذي جعميا ممتقى العديد من الحضارات القديمة‬
‫ىذه األخيرة بعد زواليا تركت إرثا تاريخيا و حضاريا كبيرا‪ ،‬مجسدا في مواقعيا و مدنيا األثرية المنتشرة‬
‫عمى كافة التراب الوطني ‪،‬الشاىدة عمى تمك الحقب الزمنية‪ .‬وعمى الصعيد العالمي تحتل الجزائر المرتبة‬
‫الثانية بعد إيطاليا من حيث المواقع األثرية الرومانية إضافة إلى موقعي اليقار‪ ،‬و الطاسيمي المصنفين‬
‫عالميا كأقدم المواقع الشاىدة عمى تاريخ اإلنسان األول‪ .‬كما تحتوي الجزائر عمى ‪ 430‬موقعا و معمما‬
‫أثريا منيا سبعة مصنفة كتراث عالمي من طرف اليونسكو‪ ،‬تمثل ما نسبتو ‪% 10.6‬من المواقع العربية‬
‫المصنفة و ‪% 0.7‬عمى المستوى العالمي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1.1.2‬المواقع األثرية المصنفة عالميا في الجزائر‪:‬‬

‫يصنف التراث العمراني بالجزائر إلى عدة أصناف حسب الحجم والقيمة األثرية ونوع اآلثار الموجودة‬
‫والمنطقة المتواجد فييا‪ ،‬كالمجمعات التراثية التي تتوزع بيا العديد من النشاطات ذات القيمة األثرية بحيث‬
‫يمكن اعتبارىا أحياء عريقة‪ ،‬وتتواجد في الجزائر مثل ىذه المجمعات كالقصبة بالجزائر العاصمة‪ ،‬قصور‬
‫وادي ميزاب بغرداية ‪...‬حيث نجدىا تعبر عن العمران اإلسالمي القديم‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)03‬تصنيف المواقع األثرية بالجزائر‪.‬‬


‫السنة‬ ‫الوىقع األثزي‬ ‫الىالٌة‬
‫‪ 5411‬و‬ ‫لهؼخ ثًُ ؽًبد‬ ‫بجبٌة‬
‫‪ 5411‬و‬ ‫رٍجبصح‬ ‫بجبٌة‬
‫‪ 5411‬و‬ ‫رًٍمبد‬ ‫ببجنة‬
‫‪ 5411‬و‬ ‫عًٍهخ‬ ‫سطٍف‬
‫‪ 5411‬و‬ ‫طبعٍهً َبعش‬ ‫جونزاسث‬
‫‪ 5411‬و‬ ‫ٔادي يٍضاة‬ ‫غزداٌة‬
‫‪ 5441‬و‬ ‫انمصجخ‬ ‫الجشائز‬
‫المصدر ‪www.ALRPPO-CIC.SY:‬‬

‫‪Www.ALRPPO-CIC.SY‬‬
‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫‪2.1.2‬القوانين المعمول بها في الجزائر‪:‬‬

‫لقد تم االىتمام بالتراث في الجزائر ابتداء من سنة‪ ،1967‬في ظل مجمل التشريعات و القوانين‬
‫التنظيمية المسيرة لمبحث األثري وحماية التراث و المعالم األثرية‪ ،‬مستوحاة من القوانين الفرنسية التي‬
‫‪2‬‬
‫سنت خصيصا لمجزائر في العيد االستعماري‪.‬‬
‫فالنص القاعدي المتمثل في األمر رقم ‪ 67/281‬المؤرخ في ‪ 1967/12/20‬و المتعمق باألبحاث و‬
‫حماية المواقع األثرية و المعالم التاريخية اخذ أصولو من النصوص الفرنسية‪ ،‬فمم تؤخذ بعين االعتبار‬
‫المفاىيم العصرية لمبحث والحماية المتفق عمييا في المواثيق الدولية‪ ،‬فسجمت القوانين المطبقة عج از في‬
‫مسيرتيا لمتكفل الحقيقي بالمشاكل المطروحة في ميدان التراث الثقافي و المعماري‪.3‬‬
‫تعتبر الجزائر من الدول السباقة في إمضاء اتفاقية التراث العالمي الثقافي و الطبيعي‪ ،‬سنة ‪ 1992‬م‬
‫مما اعتبر انطالقة ىامة جدا في مجال حماية التراث الثقافي ثم تمتيا خطوة أخرى ال تقل أىمية عن‬
‫األولى جاءت تجسيدا لتطبيق ىذه االتفاقية و ىي إصدار قانون يقضي بحماية التراث الثقافي الوطني و‬
‫ىو قانون ‪ 04/98‬المؤرخ في ‪ 20‬صفر ‪ 1419‬ه الموافق لـ ‪ 15‬جوان ‪1988‬م و الذي بموجبو تم إلغاء‬
‫أحكام األمر رقم‪ 281-67‬بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪ 1976‬المتعمق بالبحث و الحفظ عمى المواقع و المعالم‬
‫التاريخية و الطبيعية الذي كان ساري المفعول لمدة ‪ 37‬سنة‪ ،‬ماعدا المواقع الطبيعية التي بقيت خاضعة‬
‫‪4‬‬
‫لقانون حماية البيئة‪.‬‬
‫‪3.1.2‬الهدف من القانون‪:‬‬

‫ييدف ىذا القانون إلى التعريف بالتراث الثقافي لألمة‪ ،‬و سن القواعد العامة لحمايتو و المحافظة عميو‬
‫و تثمينو و يضبط شروط تطبيق ذلك )المادة ‪.)01‬‬
‫‪ 4.1.2‬تعريف التراث الثقافي‪:‬‬

‫يعد تراثا ثقافيا لألمة‪ ،‬في مفيوم ىذا القانون‪ ،‬جميع الممتمكات الثقافية العقارية‪ ،‬والعقارات‬
‫بالتخصيص‪ ،‬المنقولة و الموجودة عمى أرض عقارات األمالك الوطنية و في داخميا‪ ،‬الممموكة ألشخاص‬
‫طبيعيين أو معنويين تابعين لمقانون الخاص ‪،‬و الموجودة كذلك في الطبقات الجوفية لممياه الداخمية و‬

‫‪2‬‬
‫انذكزٕس ػهً خالصً ‪َ ،‬ظشح رمًٍٍٍخ ؽٕل انجؾش األصشي ٔ انذساعبد انزبسٌخٍخ فً انغضائش– انًهزمى انشاثغ نهجؾش األصشي ٔ انذساعبد‬
‫انزبسٌخٍخ ‪-‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬‬
‫انًشعغ انغبثك ص ‪ٔ 12 -‬انغشٌذح انشعًٍخ ‪.5499‬‬
‫‪4‬‬
‫انُصٕص انمبٍََٕخ انًزؼهمخ ثبنزشاس انضمبفً انغضائشي ص‪4‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫اإلقميمية الوطنية الموروثة عن مختمف الحضارات المتعاقدة منذ عصر ما قبل التاريخ إلى يومنا ىذا‬
‫)المادة ‪.)02‬‬
‫وتعد جزءا من التراث الثقافي لألمة أيضا الممتمكات الثقافية غير المادية الناتجة عن تفاعالت‬
‫اجتماعية و إبداعات األفراد و الجماعات عبر العصور والتي ال تزال تعرب عن نفسيا منذ األزمنة الغابرة‬
‫‪5‬‬
‫إلى يومنا ىذا‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)05‬يوضح تصنيف الممتمكات الثقافية العقارية‪.‬‬

‫الممتلكات الثقافية العقارية‬

‫المجموعات الحضرية أو الريفية‬ ‫المواقع األثرية‬ ‫المعالم التاريخية‬

‫تستحدث على شكل قطاعات محفوظة‬ ‫إعداد مخطط‬


‫حماٌة واستصالح‬
‫المواقع األثرٌة‬
‫إعداد المخططات الدائمة لحفظ و‬ ‫"‪"PPMVSA‬‬
‫استصالح القطاعات المحفوظة‬
‫"‪"PPSMVSS‬‬
‫المصدر‪ :‬القانون رقم‪ 98/04:‬المؤرخ في ‪.1998/06/15‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 5.1.2‬مخططات حماية التراث الثقافي‪:‬‬

‫تطرق قانون حماية التراث الثقافي إلى نقطة في محتواه تتمثل في إنشاء صندوق خاص بحمايتو‬
‫يكون مموال من المداخيل المحصل عمييا من االستغالل المباشر أو غير المباشر لمتراث فيو ييدف إلى‬
‫إيجاد مصادر تمويل لعمميات الترميم والصيانة كما انو يؤكد عمى ضرورة إشراك المجتمع المدني في‬
‫عمميات صيانة و حماية التراث العمراني ‪ ،‬و لتفعيل إستراتجيتو وضعت مخططات لحماية التراث الثقافي‬
‫تتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -‬مخطط حماية المواقع األثرية و المناطق المحمية (‪:)PPSMVSA‬‬

‫ىو أداة قانونية ظيرت بموجب مرسوم تنفيذي متعمق بتنفيذ وتجسيد ىذه األداة ضمن حدود المخطط‬
‫التوجييي لمتييئة والتعمير وىذا بالنسبة لممناطق المحمية المصنفة‪ ،‬فيو يحدد القواعد العامة لمتنظيم‬
‫والبناء و اليندسة المعمارية و التعمير عند الحاجة و كذلك تبعات استخدام األرض و االنتفاع بيا السيما‬
‫المتعمقة منيا بتحديد األنشطة التي يمكن أن تمارس عمييا ضمن حدود الموقع المصنف أو منطقتو‬

‫‪5‬‬
‫المرجع السابق‪،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪6‬‬
‫مرسوم تنفٌذي ‪ 020-30‬المؤرخ فً ‪ 30‬أكتوبر ‪ 2330‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫المحمية‪ .‬كذلك يحدد ىذا المخطط القواعد العامة و االرتفاقات المطبقة عمى الموقع األثري و المنطقة‬
‫المحمية في إطار احترام أحكام المخطط التوجييي لمتييئة و التعمير‪ ،‬عندما تكون المنطقة المحمية‬
‫التابعة لمموقع األثري مشمولة في مخطط شغل األراضي يجب أن يحترم ىذا األخير التعميمات التي‬
‫يممييا ىذا المخطط‪.‬‬
‫ب‪ -‬المخطط الدائم لحفظ و استصالح القطاعات المحفوظة (‪:)PPSMVSS‬‬

‫ينص ىذا المخطط عمى إجراءات خاصة لمحماية ‪ ،‬السيما المتعمقة بالممتمكات الثقافية العقارية‬
‫المسجمة في قائمة الجرد اإلضافي‪ ،‬أو في انتظار التصنيف‪ ،‬أو المصنفة و الموجودة داخل القطاع‬
‫المحفوظ‪.‬‬

‫ج‪ -‬المخطط العام لتهيئة الحظيرة الثقافية‪:‬‬

‫يقصد بالحظيرة الثقافية تمك المساحات التي تتسم غالبية الممتمكات الثقافية الموجودة عمييا و بأىميتيا‬
‫يتم تحديد حدودىا وفقا لمرسوم تنفيذي منبثق عن قرار مشترك بين وزير الثقافة ووزير الجماعات المحمية‬
‫والبيئة و التييئة العمرانية و الغابات وذلك بعد استشارة المجنة الوطنية لمممتمكات الثقافية‪.‬‬

‫يعد المخطط العام لتييئة الحظيرة الثقافية أداة لمحماية يدرج في مخططات التييئة و التعمير و يحل‬
‫مخططات شغل األراضي بالنسبة التي تدخل ضمن حدود الحظيرة‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)06‬أدوات و مخططات التراث العمراني المطبقة في الجزائر‪.‬‬

‫النصوص التشريعية و التنظيمية‬


‫الخاصة بالتراث العمراني‬

‫مخططات و أدوات حماية‬


‫اإلجراءات اإلدارية‬ ‫التراث العمراني‬

‫مخطط حماية المواقع األثرية و‬


‫المعايير الفنية‬ ‫المناطق المحمية التابعة لها‬

‫المصدر‪ :‬منظمة اليونسكو‪.‬‬ ‫المخطط الدائم لحفظ و‬


‫استصالح القطاعات المحفوظة‬

‫المخطط العام لتهيئة الحظيرة‬


‫الثقافية‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫إن كل ىذه النصوص التشريعية تناولت التراث الثقافي بشكل خاص ‪ ،‬في حين جاءت قوانين أخرى‬
‫تطرقت إلى التراث العمراني بشكل مباشر مثل‪:‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر‪ ،1990‬الذي تناول قواعد تسيير الممتمكات الثقافية‬
‫الموقوفة ‪.‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 03-87‬المؤرخ في ‪ 1987‬المتعمق بالتييئة العمرانية و الذي تطرق إلى ضرورة حماية‬
‫وترميم المواقع التاريخية‪.‬‬
‫‪ -‬القانون‪ 02-01‬المتعمق بتييئة اإلقميم و تنميتو المستدامة و الذي تطرق في مضمونو إلى ضرورة‬
‫حماية المواقع العمرانية التاريخية و الحفاظ عمييا و تحقيق استدامتيا ‪ ،‬كما وضع ىذا القانون‬
‫األىداف الرئيسية لممخطط التوجييي لحماية المواقع األثرية و التاريخية ضمن إستراتيجيتو‪.‬‬
‫‪ -‬القانون التوجييي لممدينة ‪ 06-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬الذي يدعو إلى التكثيف من‬
‫عمميات الحفظ و الصيانة لمتراث التاريخي و العمراني‪.‬‬
‫‪ 2.2‬أنظمة الحماية‪:‬‬
‫يمكن أن تخضع الممتمكات الثقافية العقارية‪ ،‬أيا كان وضعيا القانوني‪ ،‬ألحد أنظمة الحماية المذكورة‬
‫أدناه تبعا لطبيعتيا و لمصنف الذي تنتمي إليو‪ (:‬المادة ‪)08‬‬
‫أ‪ -‬التسجيل في قائمة الجرد اإلضافي‪:‬‬
‫يمكن أن تسجل في قائمة الجرد اإلضافي الممتمكات الثقافية العقارية التي‪ ،‬و إن لم تستوجب تصنيفا‬
‫فوريا‪،‬تكتسي أىمية من وجية التاريخ أو عمم اآلثار‪ ،‬أو العموم‪ ،‬أو اإلثنوجغرافيا‪ ،‬أو األنثروبولوجيا‪ ،‬أو‬
‫الفن و الثقافة‪ ،‬وتستدعى المحافظة عمييا ‪.‬و تشطب الممتمكات الثقافية العقارية المسجمة في قائمة الجرد‬
‫اإلضافي و التي لم تصنف نيائيا من قائمة الجرد المذكورة خالل ميمة عشر سنوات) المادة ‪.)10‬‬
‫ب‪ -‬تصنيف الممتمكات الثقافية المحمية‪:‬‬
‫يعد التصنيف أحد إجراءات الحماية النيائية‪ ،‬و تعتبر الممتمكات الثقافية العقارية المصنفة التي يممكيا‬
‫خواص قابمة لمتنازل‪ .‬و تحتفظ ىذه الممتمكات الثقافية العقارية المصنفة بنتائج التصنيف أيا كانت الجية‬
‫التي تنتقل إلييا ‪.‬و ال ينشأ أي ارتفاق بواسطة اتفاقية عمى أي ممتمك ثقافي مصنف دون ترخيص من‬
‫الوزير المكمف بالثقافة‪( .‬المادة ‪.)16‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫ج‪ -‬االستحداث عمى شكل قطاعات محفوظة‪:‬‬


‫تقام في شكل قطاعات محفوظة المجموعات العقارية الحضرية أو الريفية مثل القصبات و المدن و‬
‫القصور و القرى و المجمعات السكنية التقميدية المتميزة بغمبة المنطقة السكنية فييا و التي تكتسي‪،‬‬
‫بتجانسيا و وحدتيا المعمارية و الجمالية‪ ،‬أىمية تاريخية أو معمارية أو فنية أو تقميدية من شأنيا أن تبرز‬
‫‪7‬‬
‫حمايتيا و إصالحيا و إعادة تأىيميا و تثمينيا(المادة ‪.)41‬‬
‫‪ .1‬ترخيص األشغال عمى الممتمكات الثقافية العقارية المحمية‪:8‬‬

‫تخضع كل أشغال الحفظ و الترميم و التصميح و اإلضافة و التغيير و التييئة المراد القيام بيا عمى‬
‫المعالم التاريخية المقترحة لمتصنيف أو المصنفة أو عمى العقارات الموجودة في المنطقة المحمية إلى‬
‫ترخيص مسبق من مصالح الو ازرة المكمف بالثقافة كما تخضع لترخيص مسبق من مصالح الو ازرة المكمفة‬
‫بالثقافة‪ ،‬واألشغال المراد القيام بيا في المناطق المحمية عمى المعمم التاريخي المصنف أو المقترح‬
‫لمتصنيف و المتعمق بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬أشغال المنشآت القاعدية مثل تركيب الشبكات الكيربائية و الياتفية اليوائية أو الجوفية و أنابيب الغاز‬
‫و مياه الشرب أو قنوات التطيير و كذلك جميع األشغال التي من شأنيا أن تمثل اعتداء بصريا يمحق‬
‫ضر ار بالجانب المعماري لممعمم المعني‪ - ،‬إنشاء مصانع أو القيام بأشغال كبرى عمومية أو خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬أشغال قطع األشجار أو غرسيا إذا كان من شأنيا اإلضرار بالمظير الخارجي لممعمم المعني ‪...‬‬
‫(المادة ‪.) 21‬‬
‫‪ ‬يحظر وضع الالفتات و الموحات اإلشيارية أو إلصاقيا عمى المعالم التاريخية المصنفة أو المقترح‬
‫تصنيفيا إال بترخيص من مصالح الو ازرة المكمفة بالثقافة‪( ...‬المادة ‪.)22‬‬
‫‪ ‬إذا تطمبت طبيعة األشغال المراد القيام بيا عمى معمم تاريخي مصنف أو مقترح تصنيفو‪ ،‬أو عمى‬
‫عقار يستند إلى معمم تاريخي مصنف أو واقع في منطقتو المحمية‪ ،‬الحصول عمى رخصة بناء أو‬
‫تجزئة لألرض من اجل البناء‪ ،‬فان ىذه الرخصة ال تسمم إال بموافقة مسبقة من مصالح الو ازرة المكمفة‬
‫بالثقافة ‪(....‬المادة ‪.)23‬‬

‫النصوص القانونٌة المتعلقة بالتراث الثقافً الجزائري ص ‪.77‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20-22‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ ‬حظر تقطيع المعالم التاريخية المصنفة أو المقترحة لمتصنيف و تقسيميا أو تجزئتيا إال بترخيص‬
‫مسبق من الوزير المكمف بالثقافة عقب استشارة المجنة الوطنية لمممتمكات الثقافية‪(...‬المادة ‪.)24‬‬
‫‪ ‬يخضع شغل المعمم الثقافي أو استعمالو إلى التقيد بالترخيص المسبق الصادر عن الوزير المكمف‬
‫بالثقافة الذي يحدد الواجبات التي تتالءم مع متطمبات المحافظة عميو‪(...‬المادة ‪.)25‬‬
‫‪ ‬تخضع جميع األشغال‪ ،‬ميما كان نوعيا‪ ،‬التي تنجز عمى المعالم التاريخية المصنفة أو المقترحة‬
‫لمتصنيف لممراقبة التقنية لمصالح الو ازرة المكمفة بالثقافة‪(...‬المادة ‪.)26‬‬
‫‪ ‬يخضع كل تنظيم لنشاطات ثقافية في ‪ /‬و عمى الممتمكات الثقافية العقارية المقترحة لمتصنيف أو‬
‫المصنفة أو المسجمة في قائمة الجرد اإلضافية‪ ،‬لترخيص مسبق من مصالح الو ازرة المكمفة بالثقافة ‪.‬‬
‫يطمب الحصول عمى ىذا الترخيص أيضا لكل تصوير فوتوغرافي أو سينمائي‪(.‬المادة ‪.)27‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 322-03‬المتضمن ممارسة األعمال الفنية المتعمقة بالممتمكات الثقافية‬
‫‪9‬‬
‫العقارية المحمية‪:‬‬
‫األعمال الفنية في مفيوم ىذا المرسوم وظيفة شاممة تغطي ميام التصميم و الدراسات و المساعدة و‬
‫المتابعة ومراقبة إنجاز األشغال ميما تكن طبيعتيا وأىميتيا المتعمقة بالممتمكات الثقافية العقارية المقترحة‬
‫لمتصنيف أو المصنفة أو المسجمة في قائمة الجرد اإلضافي‪(...‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-03‬‬
‫‪.) 322‬‬
‫زيادة عمى المخطط الدائم لحفظ القطاعات المحفوظة واستصالحيا و مخطط حماية المواقع األثرية و‬
‫استصالحيا و مخطط تييئة الحظائر الثقافية‪ ،‬تعتبر دراسة كل أشغال الترميم التي يمكن أن تشتمل عمى‬
‫عمميات اإلصالح و التعديل و التييئة واعادة التييئة و الدعم‪ ،‬تابعة لألعمال الفنية المتعمقة بالممتمكات‬
‫الثقافية العقارية المقترحة لمتصنيف أو المصنفة أو المسجمة في قائمة الجرد اإلضافي )المادة ‪ 03‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪.)322-03‬‬
‫يجب عمى المالك الخاص لممك ثقافي عقاري مقترح لمتصنيف أو المصنف أو المسجل في قائمة‬
‫الجرد اإلضافي الذي يقرر القيام باألشغال المحددة أعاله أن يعرض مشروعا يعده مكتب دراسات أو‬
‫ميندس معماري مؤىل بعنوان أحكام ىذا المرسوم عمى رأي المصالح المكمفة بحماية المعالم و المواقع‬
‫المحمية المختصة إقميميا لمحصول عمى رخصة‪.‬‬

‫‪ 9‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 20‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫تسند األعمال الفنية المتعمقة بالممتمكات الثقافية العقارية المقترحة لمتصنيف أو المصنفة أو المسجمة‬
‫في قائمة الجرد اإلضافي إلى ميندس معماري معتمد أو مكتب دراسات وفقا لمتشريع المعمول بو‪.‬‬
‫يتعين عمى صاحب العمل أن يوكل تنفيذ العممية موضوع األعمال الفنية‪ ،‬إلى ميندس معماري رئيس‬
‫مشروع يكون متخصصا في مجال حفظ المعالم و المواقع المحمية و استصالحيا و مؤىال قانونا طبقا‬
‫ألحكام ىذا المرسوم‪) .‬المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم‪.)322-03‬‬
‫‪ .3‬أجـــهزة الحـــماية و أدوات الحماية‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫‪1.3‬مخطط حماية المواقع األثرية و استصالحها‪:‬‬
‫أداة قانونية ظيرت بموجب مرسوم تنفيذي رقم ‪ 323-03‬المؤرخ في ‪ 09‬شعبان ‪1424‬ه الموافق لـ ـ‬
‫‪ 05‬أكتوبر ‪2003‬م‪ ،‬تيدف إلى تطبيق المادة ‪ 30‬من القانون ‪ 04-98‬المؤرخ في ‪ 20‬صفر ‪ 1419‬ه‬
‫الموافق لـ ـ ‪ 15‬يونيو ‪1998‬م المتعمق بحماية التراث الثقافي‪ ،‬و ينص ىذا المخطط عمى اإلجراءات‬
‫الخاصة لحماية واستصالح القطاعات المحفوظة‪ ،‬السيما المتعمقة بالممتمكات الثقافية العقارية المسجمة‬
‫في قائمة الجرد اإلضافي‪ ،‬أو في انتظار التصنيف أو المصنفة والموجودة داخل القطاع المحفوظ وفق ما‬
‫تحدده أدوات التييئة والتعمير(‪.)PDAU- POS‬‬
‫‪2.3‬المجنة الوطنية لمممتمكات الثقافية‪:‬‬
‫تنشأ لدى الوزير المكمف بالثقافة لجنة وطنية لمممتمكات الثقافية تكمف بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬إبداء أرائيا في جميع المسائل المتعمقة بتطبيق ىذا القانون و التي يحيميا إلييا الوزير المكمف‬
‫بالثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬التداول في مقترحات حماية الممتمكات الثقافية المنقولة و العقارية و كذلك في موضوع إنشاء‬
‫قطاعات محفوظة لممجموعات العقارية الحضرية أو الريفية المأىولة ذات األىمية التاريخية أو‬
‫الفنية‪(...‬المادة ‪.)79‬‬
‫‪3.3‬المجنة الوالئية لمممتمكات الثقافية‪:‬‬
‫تنشأ في مستوى كل والية لجنة لمممتمكات الثقافية تكمف بدراسة أي طمبات تصنيف‪ ،‬و إنشاء‬
‫قطاعات محفوظة‪ ،‬أو تسجيل ممتمكات ثقافية في قائمة الجرد اإلضافية‪ ،‬و اقتراحيا عمى المجنة الوطنية‬
‫لمممتمكات الثقافية‪.‬‬

‫‪ 10‬الجرٌدة الرسمٌة ‪،‬العدد ‪،63‬سنة ‪. 2330‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫و تبدى رأييا و تتداول في طمبات تسجيل ممتمكات ثقافية ليا قيمة محمية بالغة بالنسبة إلى الوالية‬
‫المعنية في قائمة الجرد اإلضافية‪(...‬المادة ‪.)80‬‬

‫‪ 4.3‬لجنة اقتناء الممتمكات الثقافية و لجنة نزع ممكية الممتمكات الثقافية ‪:‬‬
‫تنشأ لدى الوزير المكمف بالثقافة لجنة تكمف باقتناء الممتمكات الثقافية المخصصة إلثراء المجموعات‬
‫‪11‬‬
‫الوطنية‪ ،‬و لجنة تكمف بنزع ممكية الممتمكات الثقافية‪(...‬المادة ‪.)81‬‬
‫‪ ‬النصوص التطبيقية المنبثقة عن قانون‪:04/89‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)7‬يوضح محتوى المادتين ‪ 30‬و ‪ 45‬المتعمقتين بأدوات حماية التراث ‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)8‬يوضح محتوى بعض المواد المتعمقة باألعمال الفنية لمممتمكات العقارية‪.‬‬

‫‪ 11‬النصوص القانونٌة المتعلقة بالتراث الثقافً الجزائري‪،‬ص ‪. 26‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار العام للحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث األول‬

‫الشكل رقم)‪ (9‬يوضح محتوى بعض المواد المتعمقة بالممتمكات الثقافية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫المقدمة‬
‫تعتز كؿ أمة بتراثيا الحضاري ويعد التراث العمراني أحد الجوانب الميمة لذلؾ التراث لما يبرزه مف‬
‫صور أصيمة‪ ،‬ولكونو ترجمة صادقة لكؿ ما وصمت إليو األمـ المتقدمة في مجاالت الحياة المختمفة‪،‬‬
‫وبالدنا غنية بتراث العمراني أصيؿ ينشر بمختمؼ المناطؽ‪ ،‬يبرز جوانب حضارية مف التاريخ العربي‬
‫اإلسالمي في الوقت نفسو يعكس الشخصية الذاتية واليوية العمرانية لمكؿ مدينة‪.‬‬
‫والمحافظة عمى التراث العمراني الذي أقامو األجداد واآلباء مطمب وطني ولمسة وفاء تجسد استم اررية‬
‫إسياـ أبناء الوطف في بنائو جيؿ بعد جيؿ‬
‫ومع كؿ ما نوليو لتراثنا العمراني وعمارتنا التقميدية‪ ،‬إال أف االنفتاح االقتصادي الذي انعكس أثره عمى‬
‫جميع مجاالت الحياة ومنيا المجاؿ العمراني الذي شيد نموا سريعا غمب عميو إلى حد كبير أنماط‬
‫عمرانية مستوردة التي ساىـ فييا المستعمر بشكؿ كبير‪ ،‬وتبرز أىمية الجانب العمراني في جوانب عدة‬
‫أىميا الجانب الحضاري والجانب العممي والجانب السياحي‪.‬‬
‫ويبرز الجانب الحصاري في كوف المباني التقميدية بميغة في ترجمتيا لمتقاليد المحمية ولتعميـ الديف‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ويمكف مالحظة الجانب العممي لمتراث العمراني مف خالؿ ما شكمو االستقرار والقياس بوصفيا‬
‫أحد األساليب العممية في مجاؿ عموـ العمراف وتشكؿ النماذج التاريخية أحد أىـ مصادر المعرفة والقياس‪،‬‬
‫وال يمكف المو تبحث عف االستم اررية الحضارية أف تستند كميا إلى نماذج دخيمة وتيمؿ نماذج أصيمة‬
‫لدييا‬
‫إف التراث العمراني يضـ بيف ثناياه كثير مف األسس والمبادئ التي البد مف الوقوؼ عندىا واستقرائيا‬
‫والقياس عمييا‪ ،‬لممساعدة في تطوير بيئاتيا العمرانية المعاصرة عمى مستوى المدف والتخطيط العمراني‬
‫وعمى مستوى مفردات العمراف كالمساجد والنازؿ واألسواؽ‪ .‬كما يشكؿ الثراث الثقافي العمراني عنصر‬
‫جذب سياحي ميما ليس لإلطالع كصورة مف صور الماضي‪ ،‬وانما لقدرتو عمى بعض األنشطة التي‬
‫فقدتيا المدف الحديثة يحف إليا كثيروف ‪ ،‬ولكف أصبحت المناطؽ القديمة مكمال لحمقة اإلطالع والترفيو‬
‫والتنزه في المدف الحديثة‪.‬‬
‫ساىـ النمو الديموغرافي واليجرة القروية في إحداث تغيرات سوسيو اقتصادية وثقافية عمى مستوى صيرورة‬
‫التوسع الحضري الشيء الذي نتج عنو تغيرات جذرية عمى مستوى التنظيـ االجتماعي والمجالي لمتكتالت‬
‫الحضرية بالمغرب‪ .‬وقد أعطت السمطات الحكومية في بالدنا االنطالقة لعدة ورشات كبرى في إطار‬

‫‪30‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫األولويات الوطنية‪ ،‬بيدؼ تنمية قطاع اإلسكاف والتعمير وتتمثؿ خصوصا في ‪ :‬تمويؿ السكف‬
‫االجتماعي‪ ،‬برامج مدف بدوف صفيح وبرامج المدف الجديدة‪ .‬ويأتي البرنامج الوطني لمتدخؿ في األنسجة‬
‫العتيقة لتقويـ النتائج السمبية التي تزداد خطورة يوما بعد يوـ في المجاالت الحضرية‪،‬‬
‫ويأتي ىذا التدخؿ في المدف المعتيقة لمكوناتيا اليوية والثقافية المغربية‪ ،‬باإلضافة إلى أنيا تشكؿ نسبة‬
‫‪ %10‬مف الرصيد لعقاري‪ ،‬كما يقطنا حوالي ‪ 5‬مالييف ساكف‪ ،1‬كما تحتوي عمى عدد ميـ مف الوحدات‬
‫اإلنتاجية وخصوصا التقميدية منيا‪ .‬وغمبا ما كانت موضوع لعمميات‬
‫إعادة االعتبار لبنيات يا التحتية وعمميات ترميـ بنياتيا األثرية ولعمميات استعجالية إلنقاذ البنيات األيمة‬
‫لمنييار وغير ذلؾ‪ ،‬إال أنيا ناد ار ماتستقيد مف برنامج شامؿ ومندمج لعمميات إعادة اإلعتبار لموحدات‬
‫السكنية التي تشكؿ أغب ىذه األنسجة‪.‬‬
‫ىذه األنسجة ىي عبارة عف مدف ومراكز قروية تاريخية وقصبات و قصور‪ ،‬يرجع تاريخيا الى فترة‬
‫الحماية الفرنسية واإلسبانية‪ ،‬منيا مدينة فاس موضوع دراستنا في ىذا العرض‪.‬‬

‫المخطط رقم (‪ :)10‬الموقع الجغرافي لمدينة فاس ‪.‬‬

‫المصدر‪http // riadzitounafes .com/fes/situation .html :‬‬

‫‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المملكة المغرٌبة ‪،‬وزارة اإلسكان والتعمٌر والتنمٌة المجالٌة " اإلستراتيجية الوطنية للتدخل في األنسجة العتيقة(مشروع)" المجلس والوطنً‬
‫لإلسكان‪ ،‬ص‪5 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬مدينة فــــاس‬
‫فاس ىي ثاني أكبر مدف المممكة المغربية بعدد سكاف يزيد عف ‪ 1.9‬مميوف نسمة وأكثر مف المميونيف مع‬
‫حساب المناطؽ المجاورة ( زواغة ‪ ،‬بنسودة ‪،‬عينا هلل (إحصائيات ‪ 2010‬ـ)‪ .‬تأسست مدينة فاس ‪182‬‬
‫ىجري‪ 4 /‬يناير ‪( 808‬العمر ‪ 1205‬سنة)‪،‬عمى يد إدريس الثاني الذي جعميا عاصمة الدولة اإلدريسية‬
‫بالمغرب ‪ ،‬حيث احتفمت المدينة سنة ‪ 2008‬بعيد ميالدىا الػ‪ .1200‬وتنقسـ فاس إلى ‪ 3‬أقساـ ‪ ،‬فاس‬
‫الباليو ىي المدينة القديمة ‪ ،‬وفاس الجديد وقد بنيت في القرف الثالث عشر الميالدي ‪ ،‬والمدينة الجديدة‬
‫التي بناىا الفرنسيوف إباف فترة االستعمار الفرنس‪.‬‬
‫‪ .2‬سبب اختيار مدينة فاس ‪:‬‬
‫مدينة قسنطينة تشبو مدينة فاس المغربية خاصة في الكثافة العالية لمبنيات‪ ،‬إال أنو تـ اختيار مدينة فاس‬
‫كمثاؿ نط ار لتميزىا بالوظيفة التجارية و الحرفية ‪ .‬و رغـ االختالفات مف حيث البنية المعمارية و‬
‫العمرانية و التاريخية بيف مدينة قسنطينة ( حالة الدراسة ) و مدينة فاس إال أف المدينتاف متشابيتاف في‬
‫الخصائص ‪ ،‬التنظيـ العائمي ‪ ،‬الحياة االجتماعية االقتصادية ‪ ،‬السياسية و الدينية التي طبعتيا الثقافة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬إلى جانب درجة التدىور المتقدمة التي تعرفيا المدينة ‪.‬‬

‫المخطط رقم (‪ : )2‬توضح تخطٌط مدٌنة فاس‬


‫القدٌمة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد عبد الفتاح أمد العٌساوي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪8‬‬

‫‪2‬‬
‫عثمان ‪) ،‬محمد عبد الستار)‪" 8988 ،‬المدينة االسالمية "‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪،‬الكوٌت ص ‪.58،‬‬

‫‪32‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪3‬‬
‫‪ .3‬موقع مدينة فاس‬
‫الشمالية والوسطى منيا ‪،‬و‬
‫ّ‬ ‫يقية ‪ ،‬التي توجد في دولة المغرب في األجزاء‬
‫ىي واحد ة مف الدوؿ اإلفر ّ‬
‫تنحصر إحداثياتيا بيف ‪ ′3°34‬باتجاه الشماؿ ‪ ،‬و‪ ′59°4‬باتجاه الغرب‪ ،‬وتقع عمى خط عرض ‪34.05‬‬
‫‪،‬وخط الطوؿ ‪،4.983-‬وتحتوي عمى مجموعة مف الطرؽ السيمة التي تقوـ بربط الساحؿ المغربي الذي‬
‫اإلجمالية ‪ 500‬كيمو متر مربع ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يطؿ عمى المحيط األطمسي باألجزاء الوسطى منيا ‪ ،‬وتبمغ مساحتيا‬
‫ويبمغ متوسط ارتفاعيا عف مستوى سطح البحر ‪ 383.7‬متر‬
‫‪ .4‬السياحة في فاس ‪:‬‬
‫اإلسالمية القديمة ؛‬
‫ّ‬ ‫ميمة مف اآلثار القديمة التي تعود إلى العصور‬
‫تحتوي المدينة عمى مجموعة ّ‬
‫كالسور ‪ ،‬والبوابات الثمانية التابعة لو ‪ ،‬وتـ تشييدىا باستخداـ التربة المدكوكة ‪،‬وتحمؿ ىذه األبواب أسما‬
‫كالباب المحروؽ ‪ ،‬والدكاكيف ‪،‬والمكينة ‪،‬و أبي الجنود ‪،‬والفتوح‪ ،‬و البرجة ‪،‬و السماريف‪ ،‬وجبالة ‪ ،‬والكيسة‬
‫بأنو اتخذ أشكاال مقوسة ‪،‬ونقوشا جميمة‬
‫‪ ،‬وسيدي بوجيدة ‪،‬والخوخة ‪،‬وزيات ‪ ،‬والحديد و الالتي تتميز ّ‬
‫موجودة منذ عيد المرينيف ‪ ،‬فضالً عف وجودىا فالبنايات ‪ ،‬والقنوات المتدفّقة كمياه الوادي ‪،‬و العيوف‬
‫‪،‬والنوافير ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .5‬تاريخ مدينة فاس‬
‫يعود تاريخ مدينة فاس إلى القرف الثاني اليجري‪ ،‬عندما قاـ إدريس بف عبد اهلل مؤسس دولة األدارسة عاـ‬
‫‪ 172‬ىػ الموافؽ لعاـ ‪ 789‬ـ ببناء مدينة عمى الضفة اليمنى لنير فاس‪ .‬وفد إلى مدينة فاس عشرات‬
‫العائالت العربية مف القروييف ليقيموا أو ال ألحياء في المدينة والذي عرؼ باسـ عدوة القروييف‪ .‬كما وفد‬
‫إلييا األندلسيوف الذيف أرغموا عمى اليجرة مف األندلس ليكونوا حي عدوة األندلسييف‪ .‬وكاف ىناؾ حي‬
‫خاص لمييود وىو حي المالح‪ .‬بعد وفاة إدريس األوؿ بعشريف سنة أسس ابنو إديس الثاني المدينة الثانية‬
‫عمى الضفة اليسرى مف النير‪ .‬وقد ظمت المدينة مقسمة ىكذا إلى أف دخميا المرابطوف فأمر يوسؼ بف‬
‫تاشفيف بتوحيدىما وجعميما مدينة واحدة فصارت القاعدة الحربية الرئيسية في شماؿ المغرب لمدوؿ‬
‫المتتالية التي حكمت المنطقة باإلضافة لكونيا مرك از دينيا وعمميا في شماؿ أفريقيا وأسست فييا جامعة‬
‫القروييف عاـ ‪ 859‬ـ التي كانت مقصد الطالب مف جميع أنحاء العالـ اإلسالمي وأوروبا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مٌاد (عبد المالك محمد صبري) ‪ ،2188‬تخطٌط وعمارة المدٌنة اإلسالمٌة مدٌنة دمشق القدٌمة " نموذج حضري لقمة التعاٌش فً المنظور‬
‫اإلسالمً" مجلة كلٌة التربٌة ‪ /‬وسط‪ ،‬العدد الحادٌة عشر‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪4‬‬
‫]‪ [3‬مٌاد (عبد المالك محمد صبري) ‪ " ،2188‬نموذج حضري لقمة التعايش في المنظور اإلسالمي" مجلة كلٌة التربٌة ‪ /‬وسط‪ ،‬العدد‬
‫الحادٌة عشر‪ ،‬ص‪.5 ،‬‬

‫‪33‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫التاريخية‪.‬‬ ‫الصورة رقم (‪ :)4‬توضح معالم المدينة‬

‫المصدر‪ :‬محمد عبد الفتاح أمد العٌساوي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪82‬‬

‫صورة رقم (‪ :)5‬تمثل سور مدينة فاس القديمة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬المرجع سابق‪،‬ص‪.82‬‬

‫كانت مدينة فاس‪ 5‬أحد ركائز الصراع بيف األموييف في األندلس والفاطمييف الذيف حكموا ( مصر و ليبيا‬
‫و تونس ) وظمت المدينة تحت سيطرة األموييف في األندلس لمدة تزيد عمى الثالثيف عاما وتمتعت خالؿ‬
‫تمؾ المدة باالزدىار الكبير ‪.‬وعندما سقطت الخالفة األموية بقرطبة وقعت مدينة فاس تحت سيطرة أمراء‬
‫زناتة الحكاـ المحمييف لممغرب في تمؾ الفترة ‪،‬سيطر بعدىا المرابطوف عمى المدينة ‪،‬وتالىـ الموحدوف‬
‫الذيف حاصروا المدينة تسعة أشير ودخموىا في عاـ ‪ 1143‬ـ ‪.‬قاـ بنو مرينب السيطرة عمى المدينة بعد‬

‫‪5‬‬
‫مٌاد (عبد المالك محمد صبري) ‪ ،2188‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪9‬‬

‫‪34‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫سقوط دولة الموحديف واتخذوىا مرك از ليـ بدال مف مراكش ‪ ،‬وأنشؤوا مدينة ممكية وادارية جديدة عرفت‬
‫بالمدينة البيضاء ‪.‬في عيد المرينييف عرفت مدينة فاس عصرىا الذىبي إذ قاـ أبو يوسؼ يعقوب‬
‫المنصور ببناء فاس الجديدة سنة ‪ 1276‬ـ وحصنيا بسور وخصيا بمسجد كبير و بأحياء سكنية وقصور‬
‫وحدائؽ ‪.‬‬
‫وأصبحت مرك از لمدولة العموية في المغرب في ‪ 1649‬ـ‪ ،‬و بقيت مرك از تجاريا ىاما في شماؿ أفريقيا ‪.‬‬
‫ظمت المدينة المصدر الوحيد لمطربوش الفاسي حتى القرف التاسع عشر الميالدي ‪،‬عندما بدأ يصنع في‬
‫كؿ مف تركيا و فرنسا‪.‬‬
‫في التاريخ الحديث ‪،‬كانت فاس عاصمة لممممكة المغربية حتى عاـ ‪ 1912‬ـ( فترة االحتالؿ الفرنسي‬
‫والتي استمرت حتى ‪ 1956‬ـ )وتـ فييا تحويؿ العاصمة إلى مدينة الرباط ‪.‬ىاجر العديد مف سكاف فاس‬
‫إلى المدف األخرى وخاصة ييود المدينة ‪،‬إذ أفرغ حي المالح تماما مف ساكنيو ‪ ،‬و كاف ليجرة السكاف مف‬
‫المدينة أث ار اقتصاديا سيئا‪.‬‬
‫‪ .6‬السمات العمرانية القديمة لمدينة فاس القديمة‪:6‬‬
‫‪-‬تشعب و ضخامة الييكؿ العمراني لمدينة فاس حيث تضـ ‪ 3‬وحدات عمرانية شبو منفصمة‪:‬‬
‫المدينة القديمة (مدينة فاس األصمية)‪.‬‬
‫المدينة الجديدة التي أنشأىا الفرنسيوف (دار الدبيبغ(‬
‫عيف قادوس‪ :‬مجاورة سكنية عمى أطراؼ المدينة يقطنيا النازحوف مف القرى المجاورة في ظروؼ‬
‫غير مالئمة‪.‬‬
‫‪-‬تركيز الخدمات حيث تحتوي مدينة فاس عمى المركز الرئيسي (مركز عودة القروييف) و قد يحتوي‬
‫عمى شبكة األسواؽ و الفنادؽ و المدارس كما تحتوي المدينة عمى مركزاف أخراف ىما مركز عدوة لألندلس‬
‫ومركز فاس الجديدة و يمتد النشاط التجاري عبر الشوارع الرئيسية بيف األبواب الرئيسية لممدينة‪.‬‬
‫‪-‬انفصاؿ المدينة عف الحياة الحديثة حيث تـ وضع قوانيف بناء تمتزـ باستخداـ الطابع القديـ في أرجاء‬
‫المدينة القديمة وفرض نشاط محدد في المدينة القديمة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مشروع اإلستراتٌجٌة الوطنٌة للتدخل فً األنسجة العتٌقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪35‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪7‬التدخل في المدن العتيقة في بــــبــالد المغرب‬ ‫‪.7‬‬


‫تعتبر المدف العتيؽ في بالد المغرب تراثا ثمينا‪ ،‬وتمثؿ أحد ركائز اليوية الثقافية والرمزية لمخصوصية‬
‫المغربية حضي عدد منيا في بتصنيؼ اليونسكو‪ ،‬وتعود الجاذبية السياحية بشكؿ أساسي إلى ىذه‬
‫المدف‪ ،‬تشكؿ البنية التحتية لتنمية السياحية الثقافية لمبالد‪ ،‬كما تعد ىذه المدف رصيدا نفيسا مف اليندسة‬
‫المعمارية لفف البناء والتشييد والترتيب‪ ،‬ففي تنوع أشكاليا اليندسية ومواد بنائيا يكمف غناىا الجمالي‪ ،‬فييا‬
‫يعكس عبقريتيف كونيا متالئمة مع و ظيقتيا وبيئتيا المادية والمناخية‪ .‬في تعتبر مصد ار لإللياـ ومرتك از‬
‫أساسيا لمتنمية المستدامة بالنسبة لممغرب‪..‬‬
‫تضـ ىذه المدف عدد ميـ مف المنازؿ والمرافؽ دينية و محالت تجارية وحمامات وفوارات أثرية وغرىا‪.‬‬
‫كما تحتوي عمى األنشطة التقميدية‪ ،‬تقدر اإلحصائيات أف ترميميا سوؼ يوفر مستقبال حوالى ‪250000‬‬
‫ألؼ وحدة سكنية‪ ،‬مما سيخفؼ مف الطمب المتزايد عمى السكف‪ ،‬وخصوصا االجتماعي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وضعية المدن العتيقة بالمغرب‬ ‫‪1.7‬‬

‫عف حالتيا الراىنة فيي تعيش مرحمة حرجة إذ تصؿ البيانات التي في حالة حرج إلى الى ‪ %60‬و‬
‫‪ % 15‬في حالت ميدد باإلنييار‪ ،‬كما أنيا تحتوي عمى كثافة سكانية عالية‪ ،‬مع نقص في التجييزات‬
‫بالرغـ مف انتمائيا لممدار الحضري‪ ،‬كما تعاني مف نقص في المرافؽ‪ ،‬كالمدارس والحدائؽ العامة‬
‫واإلدارات وغيرىا مف المرافؽ العمومية‪ ،‬حث تـ التعامؿ معيا بنوع مف التيميش في إطار برنامج التنمية‬
‫الحضرية‪.‬‬

‫‪ 7.7‬أسباب التدهور المدن العتيقة‬

‫تعيش المدف العتيقة في بالدنا حالة مف التدىور‪ ،‬تختمؼ أسبابيما وتتعدد لكف النتيجة واحدة‪ ،‬ولعؿ أحد‬
‫أىـ االسباب الحالة المادية لمجماعة الحضرية التابعة ليذه المدف يمكف اف نالحظ ذلؾ في التقصير‬

‫‪7‬‬
‫مشروع اإلستراتٌجٌة الوطنٌة للتدخل فً األنسجة العتٌقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪8‬‬
‫مشروع اإلستراتٌجٌة الوطنٌة للتدخل فً األنسجة العتٌقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪85‬‬

‫‪36‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫بالتدخؿ مف حيث الترميـ والمحافظة عمى جودة التجييزات األساسية والبنيات التحتية مف قنوات لمصرؼ‬
‫الصحي وقمة التجييزات االجتماعية والتربوية ووسائؿ النقؿ كما تعاني مف البطمة وضعؼ مداخيؿ‬
‫الصناعة التقميدية‪ ،‬أما عمى المستوى التقني فيي تعاني مف اإلىماؿ ونوع مف اليجراف لمساكنيا‪ ،‬ىذا‬
‫التقصير نمحظو في البطئ والتراجع المتراكميف في سياسة احتواء ىذه األنسجة وخصوصا فيما يتعمؽ‬
‫بالمساكف المتواجدة بداخميا‪ ،‬كما اف العمميات الترميـ التي تعرفيا ىذه األنسجة مف قبؿ الدولة والجماعات‬
‫المحمية مف أجؿ تحسيف بنيتيا التحتية ال تيتـ إال بجانب واحد مف الجوانب المرتبطة بإعادة اإلعتبار‪،‬‬
‫الشيء الذي يضعؼ مف فعاليتيا إليقاؼ مسمسؿ التدىور‪ .‬ىذه العمميات ىي في األصؿ عبارة عف‬
‫تدخالت سطحية كترميـ واجيات ىذه المدف و المداخؿ والطرؽ‪ ،‬قنوات الصرؼ الصحي‪ ،‬البنيات‬
‫الميددة باالنييار وغيرىا‪ ،‬دوف وضع اإلصبع عمى الجرح‪ ،‬وىو السكف بحد ذاتو بمعني أف السكف لـ‬
‫يحض باإلىتماـ الكافي مف قبؿ المؤسسات المتبعة‪ .‬ىذا وباإلضافة إلى ماسبؽ نجد ىذه المدف تعاني‬
‫مف قمة مالئمتيا مع وظائفيا الجديدة التي أنيطت بيا‪ ،‬وباإلضافة إلى الضغط الممارس مف قبؿ تمؾ‬
‫الوضائؼ عمى بنياتيا ومجاريتيا الحضرية‪ ،‬كما اليجب أف نغفؿ نقطة ميمة في تساىـ في ىذا التدىور‬
‫وىو ما يصطمح عميو بالوجبة الكرائية القديمة‪ ،‬حيث أف ىذه الدور تعرؼ حالة مف التدىور بسبب قمة‬
‫الصيانة مف قبؿ األشخاص المكتريف ليا‪ ،‬كما أنا القاطينوف في ىذه المدف غالبيتيـ مف الطبقة الفقيرة‪،‬‬
‫فيـ يعاجزوف عف مواجية مصاريؼ عمميات الترميـ أو الصيانة‪.‬‬
‫كما أف غالبية ىذه البنيات غير محفظة الشيء الذي يعيؽ تدخؿ المؤسسات المالية ويحد ويحد مف‬
‫المعامالت العقارية‪ ،‬كما أف بالدنا تعرؼ شبو انعداـ لممقوالت المختصة وكذا الخصاص في مجؿ‬
‫التكويف‪ ،‬مما يجعؿ مف عميمة لتدخؿ غير ناجعة‪ ،‬كما أف تأطير عميمة الترميـ ال تواكبيا مؤسسة‬
‫مختصة في ىذا المجاؿ‪ .‬إذا كاف القطاع العقاري يستفيد مف ضريبة اإلسمنت و ‪ %17‬مف النفقات‬
‫الضريبة لمبمد‪ ،‬في لـ يخصص أي نسبة منيا لألنسجة العتيقة‪ ،‬مما يزيد الوضع تأزما عمى ما ىو عميو‪.‬‬
‫حالة مدينة فاس العتيقة‬ ‫‪.8‬‬
‫إف إحياء واعادة تأىيؿ مدينة فاس العتيقة‪ ،‬يستند إلى جممة مف االعتبارات االجتماعية واالقتصادية‬
‫الالزمة لمتنمية المستدامة ‪ ،‬فالمحافظة عمى المدف القديمة والتنمية المستدامة يمكف اعتبارىما مكمالف‬
‫لبعضيما ويتمثالف في االستخداـ األمثؿ ؿ لموارد المتاحة‪ .‬واقتراح التغييرات المناسبة عمى النسيج‬
‫العمراني والموروث الثقافي والتطورات التدريجية ‪،‬مف ىذا المنطمؽ يعتبر الحفاظ و اإلحياء العمراني لممدية‬
‫أمر فرض نفس عمى طاولة المسؤوليف‬

‫‪37‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫يندرج مشروع ترميـ واعادة تأىيؿ المآثر التاريخية وبرنامج معالجة السكف الميدد باالنييار بالمدينة العتيقة‬
‫لفاس‪ ،‬في إطار الجيود الحثيثة الرامية إلى تأىيؿ المظير المعماري العتيؽ لمعاصمة الروحية لممممكة‪ .‬و‬
‫كذا الحفاظ عمى تراثيا التاريخي وتحسيف ظروؼ عيش الساكنة وتمكينيا مف الخدمات الضرورية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ترميـ واعادة تأىيؿ البنايات والتجييزات العمومية لمقرب‪ ،‬وتنشيط الحركة االقتصادية والرقي باألماكف‬
‫السياحية ألحدى المدف األكثر جذبا بالمممكة‪.‬‬
‫كما أف البنايات اآليمة لالنييار بمدينة فاس العتيقة توجد في وضعية سيئة‪ ،‬وذلؾ بسبب عوامؿ متشابكة‬
‫ليا عالقة بالوضعية العمرانية لممدينة العتيقة‪ ،‬حيث أف جزءا ميما مف بيف ‪ 4000‬بناية يعتبر مف‬
‫البنايات التي تحتاج إلى الصيانة‪ ،‬بينما يشكؿ عدد كبير مف الدور الميدمة في األصؿ دو ار انيارت منذ‬
‫فترة طويمة‪ ،‬جزءا مف نسيج عمراني تاريخي ظؿ يوجد منذ عشرات السنيف‪ ،‬عمما بأف أغمب المباني في‬
‫مدينة فاس العتيقة ‪،‬التي يبمغ تعداد ساكنتيا أكثر مف ‪160‬ألؼ نسمة‪ ،‬يعود تاريخيا إلى أزيد مف ‪12‬‬
‫قرف‪9‬ا‪.‬‬
‫ويعتمد برنامج ترميـ واعادة تأىيؿ المآثر التاريخية وبرنامج معالجة السكف الميدد باالنييار بالمدينة‬
‫العتيقة لفاس عمى استراتيجية شاممة لمتنمية المحمية تستحضر مختمؼ المجاالت السوسيو‪ -‬اقتصادية‬
‫والثقافية والعمرانية‪ ،‬وذلؾ وفؽ تصور يراعي األولوية في تمبية االحتياجات الحقيقية لمسكاف وتوعيتيـ‬
‫باالنخراط في مسمسؿ تنمية مدينتيـ وترشيد استغالؿ الموارد المحمية المتوفرة‪ ،‬انطالقا مف جعؿ التشارؾ‬
‫أحسف وسيمة لتحقيؽ األىداؼ المنشودة‪.‬‬
‫أىـ المشاكؿ العمرانية التي تعاني منيا المدينة‪:‬‬
‫مف بيف المشاكؿ التي تيدد المدينة ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬ىجرة الصفوة مف المدينة وىجرة القروييف إلييا و تغير الييكؿ االجتماعي لممدينة ‪.‬‬
‫‪-‬تدىور األنشطة السكانية و عدـ توفير متطمبات الحياة الحديثة‪.‬‬
‫‪-‬تصاعد عدد السكاف و السيارات داخؿ أسوار المدينة‪.‬‬
‫‪-‬ظيور البناء باستخداـ الصفيح حيث بمغت نسبة البناء غير القانوني ‪.%20‬‬
‫‪-‬تقسيـ الدور الفخمة و التراثية الى وحدات سكانية صغيرة‪.‬‬
‫‪-‬تدىور عدد كبير مف معالـ مدينة فاس لعدـ توظيفيا توظيفا جيدا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫موقع اإللكترونً المنارة‪ ،‬تارٌخ ولوج الموقع ‪2182/15/87‬‬
‫‪http://www.menara.ma/ar/2013/03/04‬‬

‫‪38‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪-‬ظيور الورش و المصانع داخؿ المدينة القديمة‪.‬‬


‫‪ -‬تفكؾ قطاع التجارة و تدىور الصناعات التقميدية‪.‬‬
‫‪ .9‬استراتيجية المحافظة على التراث في مدينة فاس‪:‬‬
‫لمدينة فاس العتيقة أثار دينية ‪ ،‬مف خالؿ العدد الياـ مف المساجد الموجودة بيا و كذلؾ أثار ثقافية نظ ار‬
‫لمحافظتيا عمى الحرؼ و التقاليد الخاصة بالمنطقة ‪.‬وتسعى السمطات في ىذا اإلطار لممحافظة و تدعيـ‬
‫ىذه أثار مف خالؿ إعادة االعتبار لممنطقة ومعالميا و تحسيف اليياكؿ القاعدية ليا (الفنادؽ ‪ ،‬دور‬
‫الضيافة ‪ )....‬و كذلؾ تسيؿ الوصوؿ إلييا مف أجؿ المحافظة عمى القيمة التاريخية ‪ ،‬الدينية و الثقافية‬
‫لممدينة ‪.‬‬
‫وقد بدأ االىتماـ بالمدينة حيف " سجمت عمى قائمة التراث العالمي سنة ‪1981‬ـ نظ ار لتوفرىا عمى التراث‬
‫معماري و عمراني فني ‪ ،‬يشمؿ األبراج ‪ ،‬المدارس ‪ ،‬األسوار ‪ ،‬المساجد و غيرىا بعضيا حافظ عمى‬
‫وظيفتو و البعض األخر منيا غير وظيفتو بينما يحتاج األخر إلى الترميـ و رد االعتبار و مف أجؿ ذلؾ‬
‫تـ إنشاء وكالة ‪ADER‬و ىو برنامج واسع لتثميف طير سنة ‪1989‬ـ مف أجؿ تخفيؼ التكثيؼ و إعادة‬
‫االعتبار لمدينة فاس الذي يمعب دور مفتاحي في مستقبؿ المدينة ‪.‬‬
‫‪ 9.1‬برامج إعادة تهيئة مدينة فاس العتيقة‬
‫تعتبر وكالة إنقاذ مدينة فاس التي تأسست سنة ‪ 1981‬عمى يدي الممؾ الراحؿ الحسف الثاني‪ ،‬أوؿ عميمة‬
‫حقيقية في ميداف ردا اإلعتبار لألنسجة العتيقة‪ ،‬ىذه الوكالة تتمتع باإلستقالؿ المالي‪ ،‬تتدؿ ىذه الوكالة‬
‫في ىذه المدف في شكؿ‪ ،‬مسعدات مالية وتنظيمية وتقنية و كذلؾ تراقب ضماف استدامة العمميات المنجزة‬
‫عمى أرض الواقع‪ ،‬وفي الجانب المؤسساتي والتكويني والتحسيسي‪.10‬‬
‫برنامج تأىيؿ المدينة العتيقة فتتضمف تييئة واد الجواىر ورد االعتبار إليو بكمفة ‪ 29‬مميوف درىـ‪ ،‬وييدؼ‬
‫ىذا المشروع ‪ ،‬الذي مف المنتظر أف تنتيي األشغاؿ بو سنة ‪ ، 2011‬إلى تحسيف جمالية المدينة العتيقة‬
‫وتعزيز القوة االقتصادية بيا وتقوية نسيجيا العمراني وتنمية األنشطة الثقافية والسياحية والحفاظ عمى‬
‫البيئة‪.‬‬
‫إعادة تييئة المدينة العتيقة لفاس وذلؾ مف أجؿ الحفاظ عمى عراقة المدينة‪ ،‬وكذلؾ تقوية القطاع السياحي‬
‫بيذه المدينة‪ ،‬كما أف ىذه المدية تعد العاصمة العممية لمبالد‪ ،‬وكذا رد االعتبار ليا بالنظر لمدور الذي‬

‫‪10‬‬
‫مشروع اإلستراتٌجٌة الوطنٌة للتدخل فً األنسجة العتٌقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪ 87 -86‬بتصرف‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫لعبو في تاريخ البالد مف كونيا كانت والى بداية القرف العشريف العاصمة السياسية لمبالد‪ ،‬وشممة عميمة‬
‫ترميـ المدينة عدة معمـ تاريخية لعؿ أبرزىا مدرسة العطاريف جامعة القروييف‪ ،‬المدرسة البعنانية‪ ،‬الكنيسة‬
‫الييودية والبرج الشمالي باإلضافة إلى األسوار القديمة المحيطة بالمدينة العتيقة‪ ،‬سيتـ إعادة تأىيؿ الدور‬
‫اآليمة لسقوط‪ ،‬وكذلؾ تعزيز وتقوية التجييزات األساسة كالطرؽ والفضائات والطرؽ العمومية‪ ،‬لكف‬
‫وبالنظر إلى الضغط الديموغرافي وضغؼ التمويؿ‪ ،‬تحوؿ دوف تحقيؽ الكامؿ ليذا المشروع الكبير‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ (4‬برنامج تأهيل المدينة العتيق فاس‬

‫تدعيـ البنيات التحتية الميددة باالنييار رد االعتبار لممثمث التاريخي‬


‫‪RHABA‬‬ ‫‪RESTR‬‬
‫معطيات المشروع‬
‫‪30‬ىكتار‬ ‫المساحة‬ ‫‪200‬ىكتار‬ ‫المساحة‬
‫‪24‬مميوف‬ ‫الكمفة‬ ‫‪27,01‬مميوف درىـ‬ ‫الكمفة‬
‫درىـ‬
‫‪---‬‬ ‫عدد الوحدات‬ ‫‪250‬‬ ‫عدد المساكف‬

‫المصدر‪" :‬األطلس الجهوي إلنجازات اإلسكان والتعمٌر والتنمٌة المجالٌة" حصٌلة إنجازات اإلسكان والتعمٌر والتنمٌة المجالٌة لسنة‬
‫‪ 2119.‬وتوقعات برنامج العمل لسنة ‪ 2188‬جهة فاس بولمان‪ ،‬ص ‪ ،9‬بتصرف‬

‫وسيتـ تمويؿ مشروع تييئة مدخؿ الرصيؼ (‪ 18‬مميوف و ‪ 800‬ألؼ درىـ) مف طرؼ و ازرة الداخمية‬
‫بشراكة مع الجماعة الحضرية لمدينة فاس‪ ،‬وتتضمف االشغاؿ بو تسييؿ الولوج إلى المدينة العتيقة وخمؽ‬
‫فضاء متجدد داخميا وانعاش النشاط التجاري واعادة تنظيـ حركة السير‪.‬‬
‫كما تتضمف ىذه األشغاؿ تييئة ساحات الرصيؼ وسيدي عبد القادر الفاسي والمخفية‪ ،‬وتحسيف الواجيات‬
‫عمى مستوى سيدي العواد‪ ،‬وتييئة مواقؼ حافالت النقؿ والحضري ومواقؼ السيارات‪.‬‬
‫إف إعادة تأىيؿ معالـ األثرية لممدينة العتيقة‪ ،‬ومعالجة مساكف المساكف الميددة باالنييار أمر ضروري‪،‬‬
‫خط ار عمى ساكنيا‪ ،‬وكذا لمضاعفة إشعاعيا‬ ‫كونيا أصبحت تشكؿ‬ ‫بالنظر إلى لظروؼ إنسانية‬
‫الحضاري وجاذبيتيا السياحية والحفاظ عمى مكانيا العالمية‪ ،‬وفي ىذا اإلطار فقد استفادة المدينة العتيقة‬
‫لفاس مف عدة برامج‪ ،‬خالؿ السنوات األخيرة‪ ،‬كما تـ إعطاء انطالقة مشاريع جديدة تمتد إلى غاية سنة‬
‫‪.2017‬‬

‫‪40‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫جدوؿ رقـ(‪ : )5‬برنامج إعادة وتأىيؿ بناية ذات قيمة تاريخية‬

‫برنامج المشروع‬ ‫المشاركوف‬ ‫الكمفة‬

‫اإلجمالية‬

‫إعادة وتأىيؿ ‪ 27‬بناية ذات قيمة تاريخية عالية‬ ‫‪ ‬و ازرة الثقافة‬ ‫‪285,5‬‬
‫‪ ‬و ازرة الداخمية‬
‫مميوف درىـ‬
‫‪ ‬و ازرة األوقاؼ والشؤوف‬
‫خمس مدارس ‪:‬المحمدية‪ ،‬الصيريج‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية‬
‫المصبحية ‪ ،‬الباعيف‪ ،‬الصفاريف والصباغيف‬
‫‪ ‬وزراة السكنى والتعمير‬
‫أربع أبراج ‪ :‬سدي بنافع ‪ ،‬النفارة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وسياسة المدينة‬
‫بوطويوؿ والكوكب‬
‫‪ ‬وكالة التنمية ورد‬
‫ثالثة فنادؽ ‪ :‬عشيش‪ ،‬الكتانيف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتبار لمدينة فاس‬
‫والصاغة‬
‫ثالثة دور لدباغة سورية ‪ :‬عيف‬ ‫‪‬‬
‫زليطف‪ ،‬سدي موسى ودار البغشوار‬
‫صوريف‪ :‬مف باب مكينة إلى باب‬ ‫‪‬‬
‫شمس‪ ،‬وصور مف جناف الدرادر إلى باب‬
‫جنفور وباب جديد‬
‫قنطرتيف ‪ :‬الخرشفيف والطرافيف‬ ‫‪‬‬
‫ثمانية بنيات مختمفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المصدر‪ :‬الجماعة الحضرٌة لفاس‬


‫مشروع االستراتٌجٌة الوطنٌة للتدخل فً األنسجة العتٌقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪ 87 -86‬بتصرف‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تجارب الحفاظ على التراث العمراني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المبحث الثاني‬

‫الخالصة‬

‫تطرقنا فً هذا الفصل إلى الجانب السٌاسً و القانونً للتراث العمرانً على المستوٌٌن العالمً و‬
‫الوطنً‪ ،‬و هذا من أجل إبراز الجهود المبذولة التً ٌحظى بها التراث من طرف منظمات‬
‫المجتمع الدولً و المنظومة السٌاسٌة من خالل سن القوانٌن و التشرٌعات و ألدوات المختلفة التً‬
‫تضمن حماٌته و المحافظة علٌه‪ ،‬و هذا من أجل التعرٌف باألهمٌة التً ٌمثلها التراث إضافة إلى‬
‫كٌفٌات و ضرورة المحافظة علٌه‪.‬‬
‫كما تطرقنا لعرض عدد من مشارٌع االرتقاء بالنطاقات التراثٌة ذات القٌمة‪ ،‬فً مدٌنة فاس‬
‫بالمغرب‪ ،‬حٌث تناولنا الخلفٌات التارٌخٌة و أهم السمات العمرانٌة لها باختصار‪ ،‬كذا أهم المشاكل‬
‫التً تعانً منها هذه المدٌنة و التً تتشابه مع بعض مشاكل منطقة دراستنا‪ ،‬و تم استعراض‬
‫أهداف و برنامج هذه المشارٌع فً سبٌل التوصل إلى عوامل نجاحها‪ ،‬و التً ٌمكن على أساسها‬
‫تحقٌق مشروع االرتقاء بمنطقة دراستنا‪.‬‬
‫إن إحٌاء التراث العمرانً و المعماري ال ٌقوم على الحلول المستوردة التً جسدتها أفكار‬
‫المذاهب الحدٌثة فً العمارة و التعمٌر‪ ،‬والتً جاءت فً شكل نماذج قائمة تصور طبٌعً‬
‫بٌولوجً وآلً لإلنسان ومحٌطه العمرانً‪ .‬ومن هنا أهملت هذا األخٌر فً أبعاده الثقافٌة و‬
‫االجتماعٌة واالقتصادٌة و الروحٌة‪ .‬كما أن اإلحٌاء ال ٌقوم على أفكار مفعمة بالحنٌن والعواطف‬
‫والتً تحاول جاهدة إطالة عمر النسٌج العمرانً أو العنصر المعماري قدر اإلمكان‪ .‬إن اإلحٌاء‬
‫الحقٌقً وكما نراه ٌقوم على التصوٌر حقٌقً إلنتاج المجال العمرانً والمعماري والمحافظة على‬
‫ما هو قائم منه ٌتأقلم مع المشروع العمرانً القائم حالٌا‪ ،‬و المتمثل برنامج تأهٌل المدٌنة العتٌقة‬
‫فاس كبرنامج إعادة تأهٌل بناٌة ذات قٌمة تارٌخٌة و برنامج التدخل لمعالجة البناٌات المهددة‬
‫باالنهٌار‪.‬‬
‫غٌر أن صعوبات تعترض وكالة التنمٌة وإنقاذ فاس عند تنفٌذ هذه البرامج ومعالجة البناٌات‬
‫المهددة باالنهٌار من بٌنها الوضعٌة المالٌة المعقدة والمراجع القانونٌة التً تسهل معالجة البناء‬
‫المهدد والكلفة المرتفعة‪ ،‬كما تصادف برامج اإلنقاذ مشاكل أخرى مرتبطة بالمواد المستعملة فً‬
‫البناء التقلٌدي والدراسات وتعقد تركٌبة نظام الملكٌة ‪،‬وغٌاب بنٌات استقبال المعنٌٌن باإلصالح‬
‫واستمرار الظواهر السالفة وخاصة االكتظاظ الذي تعرفه المدٌنة العتٌقة وفاس الجدٌد‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫) الدراسة التحليلة للمدينة القديمة لقسنطينة(‬

‫المبحث األول ‪:‬دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬

‫المبحث الثاني ‪:‬تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬


‫الدراسة التحليلة للمدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫مقدمة الفصل الثالث‬

‫تتميز المدن التراثية بتنوع الموروث الثقافي و العمراني‪ ،‬الذي خمفتو الحضارات المختمفة التي‬
‫تعاقبت‪ ،‬فالمدن القديمة تعتبر القمب النابض ألي مدينة في العالم‪ ،‬ألنيا تحتوي عمى أكبر‬
‫تجمع وتنوع من األنشطة والخدمات المختمفة ‪،‬التي ال تتواجد في األجزاء األخرى من المدينة‪،‬‬
‫كما تحتوي عمى مباني قديمة تراثية ذات قيمة تاريخية ومعمارية و حضارية متميزة تجسد‬
‫أفكار و ثقافة الحضارات المختمفة التي تعاقبت عمى ىذه الخيرة‪،‬لكن يعاني الكثير منيا من‬
‫التدىور العمراني‪ ،‬البيئي ‪،‬االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫و باعتبار أن مدينة قسنطينة ىي مدينة تراثية‪ ،‬تزخر بتاريخ عريق و موقع مميز‪،‬تحوي العديد‬
‫من المواقع و المعالم التاريخية و األثرية‪ ،‬لذا قمنا خالل ىذا الفصل بتحميل مدينة قسنطينة‬
‫متناولين بذلك كافة الجوانب ذات الصمة بتكوينيا‪ ،‬مميزاتيا الطبيعية‪ ،‬التاريخية و التراثية‪...‬و‬
‫غيرىا‪.‬‬
‫أما في الجزء الثاني سنتطرق و باختصار إلى جممة تجارب الحفاظ عمى التراث العمراني بيذه‬
‫المدينة‪ ،‬أخذين كمثال التجربة النموذجية شارع مالح سميمان باب الجابية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫أوال‪ :‬التعريف بمدينة قسنطينة القديمة‪:‬‬


‫‪.1‬الموقع والموضع‪:‬‬
‫‪ .1.1‬الموقع ‪ :‬تقع مدينة قسنطينة بالشرؽ الجزائري و ىي تبعد عف العاصمة بحوالي ‪ 437‬كمـ و عف‬
‫عنابة بػ ‪ 156‬كمـ‪ ،‬تحدىا مف الشماؿ سكيكدة (‪ 89‬كمـ) و مف الغرب والية ميمة (‪ 50‬كمـ) و مف‬
‫الجنوب والية أـ البواقي (‪ 100‬كمـ) و مف الشرؽ والية قالمة (‪ 106‬كمـ)‪.‬‬
‫و مما يزيد في تميز موقعيا ىو تواجدىا ضمف شبكتيف حضريتيف ميمتيف‪ :‬الشبكة الحضرية الساحمية‬
‫شماال و الشبكة الحضرية الداخمية جنوبا‪ ،‬مما أكسبيا صفة بوابة الشرؽ الجزائري و المدخؿ إلى‬
‫الصحراء‪.1‬‬

‫مخطط رقم(‪)6‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزٌز فٌاللً‪ ،‬محمد الهادي لعروق‪ ،‬مدٌنة قسنطٌنة (دراسة التطور التارٌخً و البٌئة الطبٌعٌة)‪ ،‬دار البعث‪ ،‬قسنطٌنة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪4<;7‬‬

‫‪44‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.2.1‬موضع مدينة قسنطينة العتيقة وعالقته بشروط اختيار المدن العتيقة‪:‬‬


‫إف اختيار موضع مدينة قسنطينة لـ يكف وليد الصدفة والدليؿ عمى ذلؾ المزايا الكبيرة التي يتمتع بيا‬
‫وىي‪:‬‬
‫‪ -‬األمن من العدو‪ :‬الشؾ أف المتأمؿ لمخريطة الطبوغرافية لمدينة قسنطينة سيعرؼ سػر اختيػارىـ لذلؾ‬
‫الموضع المرتفع المحصف طبيعيا (نقطة التقاء وادي الرماؿ بوادي بومزروؽ)‪ ،‬والمدعـ بتحصيف‬
‫اصطناعي (الجسور واألسوار ومداخؿ األبواب )‪ ،‬كذلؾ االنحدارات مف كؿ الجيات‪ ،‬كؿ ذلؾ لتسييؿ‬
‫الدفاع عػف المدينة مف ىجمات العدو‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان الغذاء‪ :‬لقد كانت لمدينة قسنطينة العتيقة الحصينة أراضي زراعية تحيط بيا وأخرى بعيػدة عنيا‬
‫نسبيا كسيوؿ الخروب وعيف مميمة تزودىا بالغذاء‪ ،‬وكانت ليا قرى خارج أسوارىا تابعة ليػا إداريػا وسياسيا‬
‫كتيديس وبونوارة وميمة وغيرىا مف المدف والقرى المجاورة لو مف جياتػو األربػع تػؤمف قسنطينة مف الغذاء‪،‬‬
‫وىي في الوقت نفسو الخط الدفاعي األمامي والعمؽ اإلستراتيجي العسكري واالقتصادي كما كانت تربطيا‬
‫عبلقات تجارية برية بيف دوؿ الجوار كتونس وليبيا وبعض الدوؿ اإلفريقية‪ ،‬وأيػضا ليػا مبادالت تجارية‬
‫مع دوؿ الحوض الشمالي لمبحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫ولـ يغفؿ عامؿ القرب مف مجاري المياه بقسنطينة أو جمبو‪ ،‬فموضع المدينة عند التقاء الواديف قصد‬
‫الزراعة وتربية الماشية‪ ،‬أما التزود بالمياه الشروب فقد كاف مف منابع بومرزوؽ بعد جفاؼ بحيرة‬
‫المنصورة‪.‬‬
‫‪-‬الهواء الصحي ‪:‬كغيرىا مف العوامؿ األخرى كاف اليواء الصحي يميز مدينة قسنطينة فيي في موضع‬
‫مرتفػع وتحاصرىا البساتيف والحقوؿ وغير بعيد عنيا الغابات لذلؾ فإنيا مدينة صحية بامتياز‪.‬‬
‫‪ -‬بعدها عن مناطق الخطر الطبيعي ‪ :‬يعتبر موضع قسنطينة منذ القدـ آمنا مف األخطار الطبيعية التي‬
‫قد تحدث فالمدينة عمى صخرة صمبة تقاوـ االنزالؽ األرضي والتشققات‪ ،‬كما أف موضعيا المرتفع يجنبيا‬
‫أخطار فيضانات الواد‪.‬‬
‫ترتب عف اختيار موقع قسنطينة بمنطقة الصخرة ضماف استم ارريتيا‪ ،‬فالموضع لـ يتعرض ألي خطػر‬
‫طبيعي ولـ يتغير مكانو ‪ ،‬غير أنو يعاني مف صعوبة توصيؿ مختمؼ الشبكات وتوزيعيا وكذا يعيؽ مػف‬
‫توسػع المدينة وربطيا بأماكف التوسع لطبيعتيا المتضرسة لذلؾ تـ إنجاز شبكة النقؿ بالكوابؿ اليوائية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫شكل رقم ( ‪ٌ ) 01‬بٌن تكامل عوامل اختٌار موضع المدٌنة العتٌقة لقسنطٌنة‬

‫‪46‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.2‬نبذة تاريخية عن التطور العمراني لممدينة القديمة‪:‬‬


‫لقد تعاقبت عمى مدينة قسنطينة العديد مف الدوؿ والحضارات القديمة مف ذ عصر اإلنساف‬
‫البدائي‪ ،‬وقد أقامت المجموعات البشرية بمدينة قسنطينة واستقرت عمى ضفتي الوادي وىذا بعد جفاؼ‬
‫بحيرة المنصورة‪ ،‬وعمى الرغـ مف اختبلؼ الباحثيف حوؿ تاريخ تأسيس قسنطينة فالحفريات دلت عمى أنيا‬
‫كانت مابيف القرنيف الرابع والثالث قبؿ الميبلدي( ‪ 4‬و ‪ 3‬ؽ ـ ) أيف تنتشر قبائؿ الماسيؿ بشرؽ الجزائر‬
‫وغرب الديار التونسية المشتيرة بتربية المواشي واألغناـ وخدمة األرض‪ ،‬وقد أقاـ بمدينة قسنطينة‬
‫النوميدييف و القرطاجييف ثـ انتيى األمر لمرومػاف وبعدىا عرفت الفتح اإلسبلمي‪ ،‬ولما ضعفت الدولة‬
‫اإلسبلمية اكتسحيا الونداؿ ثـ البيزنطيوف فاألتراؾ إال أف تـ احتبلؿ مدينة قسنطينة سنة ‪ 1837‬مف‬
‫طرؼ المستعمر الفرنسي‪.‬‬
‫‪.1.2‬قسنطينة في العهد النوميدي‪:‬‬
‫بدأت كقرية صغيرة ثـ ما لبثت أف صارت عاصمة سياسية وادارية ومرك از تجار يػا ىامػا و لعػؿ‬
‫الظروؼ التاريخية والجغرافية المبلئمة ساعدت قبائؿ الماسيؿ عمى االستقرار باألراضي الصالحة لمزراعة‪،‬‬
‫و كذا قربيا مف قرطاج الفينيقية المزدىرة آنذاؾ جعمت قسنطينة تتطور بسرعة مف العصر الحجري القديـ‬
‫لتدخؿ عصر التاريخ و أ صبحت "أىـ محطة لمرور القوافؿ التجارية والسوؽ العالمية الثانية بعد قرطاج‪،‬‬
‫إذ تمتقي بيا معظػـ التيارات التجارية المتنقمة مف الشرؽ إلى الغرب ومف الشماؿ إلى الجنوب والعكس‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وىو األمر الذي أكسبيا طابعا ممي از في التكويف الحضاري ورسخ فييا تقاليد المدينة العريقة''‬
‫وكغيرىا مف المدف العتيقة المحصنة كانت لقسنطينة النوميدية أراضي زراعية وقرى خارج أسوارىا تابعة‬
‫ليا وىي في الوقت ذاتو خطوط دفاعية أمامية لعمقيا االستراتيجي (العسكري واالقتصادي ) كتيديس‬
‫وميمػة‪ ،‬قد اختيرت كعاصمة لمنوميدييف‪ ،‬و شيدت الحروب البونيقية بيف روما و قرطاج قرابة قرنيف مف‬
‫الزمف انتػيت بتفوؽ الروماف ‪ .‬وقد أطمؽ الفنيقيوف عمى قسنطينة اسـ ((كرطة)) أو ((كرطف)) وىي لفظ‬
‫سامي كنعاني يعني‪ :‬القمعة أو المدينة حرفو البلتينيوف إلى سيرتا‪ .‬وقد تطورت قسنطينة بدرجة أكبر في‬
‫ع يد ماسينيسا الػذي أرادىا قوة عسكرية وتجارية وصناعية فاتسع عمرنيا داخؿ األسوار ودعـ المدينة‬
‫بأبراج مراقبة لتػستمر في تطورىا وقوتيا وعظمتيا التي بمغت ذروتيا األمر الذي جعؿ الروماف يتطمعوف‬
‫لمنيؿ منيا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد العزٌز فٌاللً ومحمد الهادي لعروق ‪:‬مدٌنة قسنطٌنة دراسة التطور التارٌخً والبٌئة الطبٌعٌة‪ .‬ب ت‪ ،‬ص‪48.‬‬

‫‪47‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫صورة رقم (‪ :)7‬تصور لمضريح وضعه فريق بحث‬ ‫صورة رقم(‪ : )6‬ضريح ماسينيسا (الخروب)‬
‫ألماني‬

‫صورة رقم(‪ : )9‬خوذة‬ ‫صورة رقم(‪ : )8‬حمي و نقود وجدها الفريق‬


‫صورة رقم(‪ : )11‬سيف و خناجر‬ ‫حربية‬ ‫األلماني داخل الضريح‬

‫‪.2.2‬قسنطينة في العهد الروماني‪:‬‬


‫بسقوط قرطاج سقطت معيا المدف النوميدية ومنيا قسنطينة التي تأثرت بتمؾ الحروب الثبلثػة‬
‫الػتي خاضتيا سواء إلى جانب قرطاج أو إلى جانب روما‪ ،‬انتيت باحتبلؿ الروماف لقرطاج والمممكة‬
‫النوميدية‪ ،‬وقد تـ احتبلؿ مدينة قسنطينة عاـ ‪112‬ـ‪ ،‬وأصبحت فيما بعد عاصمة لكنفدرالية المستعمرات‬
‫األربع (قػسنطينة ميمة‪ ،‬القؿ‪ ،‬وسكيكدة)‪.‬‬
‫وقد شيدت قسنطينة العديد مف الثورات المحمية بزعامة يوغرطة وبعض كبار النوميدييف األحرار‬
‫ضد الوجود الروماني‪ ،‬إضافة إلى الصراع الطويؿ بيف الطبقة الحاكمة الرومانية انتيت بتدمير منشآت‬
‫المدينة وتخريب عم ارنيا وأسوارىا سنة ‪ 305‬ـ‪'' .‬وقد أعاد بناءىا الممؾ الروماني قسطنطيف األكبر عاـ‬
‫‪311‬ـ وأعػاد ليػا مكانتيا السابقة وأعطاىا اسمو'‪.3'Constantine‬وتمكف مف بسط نفوذه عمى المدينة‬

‫‪3‬‬
‫عبد العزٌز فٌاللً ومحمد الهادي لعروق‪ :‬المرع نسس‪ ،،‬ص‪58.‬‬

‫‪48‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫والمناطؽ المجاورة ليا بعد أف أعاد ليا األمف واليدوء‪ ،‬ورفع مف مكانتيا بتنشيط الزراعة والصناعة‬
‫وحرص عمى تشجيع االستقرار بيا فكثر سكانيا وانتشر عم ارنيا خارج أسوار المدينة حتى بمغ سفح جبؿ‬
‫شطابة‪.‬‬

‫صورة رقم (‪)00‬‬

‫كانت المدينة حينيا تمتاز بالمساكف األنيقة الشاىقة والحدائؽ الخبلبة‪ ،‬إضافة إلى تجديػد شػوارعيا‬
‫وتصفيفيا وترصفييا بالحجارة‪ ،‬كما تتوفر عمى المرافؽ االجتماعية والعامة مف صحة وحمامات وغيرىا‪.‬‬
‫أمػا مخططيا العمراني فالمدينة يخترقيا شارعاف واسعاف‪ ،‬يمتد الشارع األوؿ رأسيا مف الشماؿ إلى الجنوب‬
‫ويصؿ بيف أىـ أبواب المدينة‪ ،‬أما الثاني فيمتد أفقيا مف الشرؽ إلى الغرب ويربط بيف المعبد والمسرح‬
‫الروماني‪ ،‬والػساحة عند نقطة التقاء الشارعيف‪ ،‬بينما تتشعب منيا وبشكؿ شطرنجي شبكة مف الطرؽ تربط‬
‫بيف مختمػؼ أقػساـ المدينة‪ ،‬والمعبد الروماني كاف بالموضع الحالي لثكنة القصبة كأعمى نقطة بالمدينة‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫يقابمو في غرب المدينة المسرح الروماني‪ ،‬أما الكنيسة المسيحية وخزانات المياه فتقع بالقرب مف الساحة‬
‫العمومية‪ ،‬وأخي ار المقبرة خارج المدينة وىي بذلؾ صورة طبؽ األصؿ لروما العاصمة‪.‬‬

‫الصىرة رلن(‪ :)21‬يحاونح وضع تصىز نهًدٌُح انمدًٌح نمسُطٍُح خالل انحمثح انسوياٍَح‬

‫ىذا ولـ تسمـ قسنطينة مف قبضة الونداؿ الذيف حموا محؿ الروماف في العقد الثالث مف القرف‬
‫الخامس الميبلدي‪ ،‬ثـ البيزنطييف الذيف أثقموا كاىؿ األىالي بضرائب وحرموىـ مف جميع الحقوؽ مما‬
‫جعػؿ األىػالي يقوموف بثورات شعبية ضدىـ وفي كؿ مرة حتى دخميا المسمموف الذيف حرروىـ مف‬
‫االسػتعمار البيزنطػي الظالـ‪.‬‬
‫‪.3.2‬مرور الوندال بالمدينة‪:‬‬
‫استعمر الونداؿ مدينة قسنطينة سنة ‪ 455‬ما بعد الميبلد‪ ،‬لكنيـ خرجوا منيا ليستقروا في مدينة‬
‫عنابة‪ ،‬نظ ار ألف موقع قسنطينة كاف بالنسبة ليـ غير ليس باالستراتيجي‪ ،‬كما أف الونداؿ لـ ييتموا كثي ار‬
‫بالمدف الداخمية‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 1949‬تـ اكتشاؼ و عمى مستوى حدائؽ الحامة مجموعة مف العمبلت تعود إلى الفترة‬
‫الرومانية و الوندالية‪.‬‬
‫‪ .4.2‬الفترة البيزنطية‪:‬‬
‫بعد أف خرج الونداؿ مف مدينة قسنطينة استولى عمييا البيزنطييف و جعموا منيا عاصمة لجية‬
‫الشرؽ الجزائري‪.‬‬
‫كما قاموا ببناء تحصينات و مراكز لممراقبة‪ ،‬و كذا سور يحيط بيا‪ ،‬بغية حماية أنفسيـ مف‬
‫ىجمات محتممة ألىالي المنطقة أو قياـ ثورات ضدىـ‪.‬إضافة إلى تكويف حامية عسكرية عمى مستوى حي‬

‫‪50‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫القصبة حاليا تحت قيادة الضابط قنطاريس (‪ )Guntharis‬و الذي عيف كذلؾ دوؽ لنوميديا‪.‬و بقي الحاؿ‬
‫كما ىو عميو إلى أف جاء المسمموف الفاتحوف‪.‬‬
‫‪.5.2‬قسنطينة في العهد اإلسالمي‪:‬‬
‫مر الفتح اإلسبلمي لمنطقة ببلد المغرب بمرحمتيف أساسيتيف ىما‪:‬‬
‫‪ ‬مرحمة االستكشاؼ وجس النبض (‪22‬ىػ‪ 50 -‬ىػ‪ 670 -642/‬ـ)‪.‬‬
‫‪ ‬مرحمة الفتح المنظـ وقد استغرقت ىذه العممية أكثر مف سبعيف سنة ألسباب عدة أىميا‪:‬‬
‫‪ ‬بعد ببلد المغرب عف القاعدة الحربية األولى (الفسطاط)‬
‫‪ ‬مناعة الببلد وحصانتيا الطبيعية وانتشار القواعد البحرية البيزنطية بالسواحؿ‪.‬‬
‫‪ ‬مقاومة أىميا لمفاتحيف في البداية‪.‬‬
‫‪ ‬حالة الدولة اإلسبلمية وانقساـ المسمميف بعد مقتؿ الخميفة الثالث عثماف بف عفاف‪.‬‬

‫وتعتبر مدينة القيرواف المدينة اإلسبلمية األولى في منطقة ببلد المغرب‪ ،‬و أف القائد أبو المياجر‬
‫دينػار ( ‪55-62‬ىػ‪ 679 – 674/‬ـ) ىو أوؿ مف فتح مدينة قسنطينة انطبلقا مف ميمة دوف قتاؿ‪ ،‬ثـ دخميا‬
‫حساف بف النعماف(‪85-74‬ىػ‪704-693/‬ـ) بطمب مف مسممي قسنطينة بعدما أف حاصرتيا الكاىنة وىدمت‬
‫بعض منشآتيا العمرانية حتى ال يستقر الفاتحوف بيا ‪ ،‬ىذا وقد اختفت المغات اليونانية والفينيقية والبلتينية‬
‫برحيؿ مستعممييا‪ ،‬وصارت قسنطينة تابعة سياسيا واداريا لمقيرواف عاصمة والية المغرب اإلسبلمي وظمت‬
‫كػذلؾ قرنا مف الزمف مستفيدة مف التنظيمات اإلدارية والمنشآت العمرانية ا لمدنية والعسكرية التي باشرىا‬
‫القائد حساف بف النعماف بربوع واليتو‪.‬‬
‫وقد اندمجت مع قبيمة كتامة بقسنطينة وضواحييا قبائؿ عربية‪ ،‬نتج أيضا عف ىذا االنػدماج بػروز‬
‫تيارات فكرية ومذىبية السيما الخوارج (اإلباضي والشيعي)‪ ،‬وقد حكـ قسنطينة األغالبة والفاطمييف‬
‫فاستكمؿ تعريب قسنطينة وما جاورىا‪ ،‬ثـ دخميا الزيريوف والحماديوف فزادت أىميتيا حتى صارت المدينة‬
‫اإلسػتراتيجية والتجارية و الثقافية الثانية بعد القيرواف بببلد المغرب‪ ،‬ثـ حكميا األمراء الموحدوف أزيد مف‬
‫قرف ونصؼ انتيت بتقسيـ دولتيـ إلى ثبلث دويبلت‪:‬‬
‫‪ o‬الدولة المرينية بالمغرب األقصى وعاصمتيا فاس‪.‬‬
‫‪ o‬الدولة الزيانية في المغرب األوسط وقاعدتيا تممساف‪.‬‬
‫‪ o‬الدولة الحفصية بالمغرب األدنى وحاضرتيا تونس‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫صور رقم (‪)46‬‬

‫ىذه األخيرة كانت تحكـ قسنطينة وجعمتيا عاصمة إلحدى مقاطعاتيا وقاعدتيا اإلستراتيجية‬
‫الثانيػة بعد تونس فكانت قاعدة حربية ومدينة تجارية‪ ،‬وازداد عدد سكانيا واتسع عم ارنيا وازدىػرت‬
‫أسػواقيا بمنتجاتيا المحمية والخارجية ''مما أضيؼ إلييا باب ثالث وىو باب الجابية بعدما كاف اثناف‬
‫فقط طيمة العيد النوميدي وحتى الدولة الموحدية"‪.4‬‬
‫كما كانت قسنطينة ممتقى وفود المشرؽ والمغرب مف طمبة وتجار وعمماء و حجيج‪ ،‬حيث أف‬
‫حجاج الدولتيف الزيانية والمرينية يمتقوف بقسنطينة أيف يتوجيوف في قافمة واحدة نحو الكعبة الشريفة وىي‬
‫بذلؾ إحدى العواصـ اإلسبلمية ورباطو وقمعتو العسكرية وأحد منابر العمـ والعمماء ‪ .‬وظمت كذلؾ حػتى‬
‫غرقػت في االنقسامات الداخمية مف جية والحروب الصميبية مف جية أخرى‪ ،‬فاستقمت عف سمطة تونس‪،‬‬
‫فتناوب عمى حكميا عرب الصاولة تارة و بعض أسر قسنطينة تارة أخرى حتى دخوؿ الحامية التركية‬
‫إلييا و بصعوبة عػاـ ‪932‬ىػ‪1525 -‬ـ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عبد العزٌز فٌاللً ومحمد الهادي لعروق ‪:‬مدٌنة قسنطٌنة دراسة التطور التارخً والبٌئة الطبٌعٌة‪ .‬ب ت‪ ،‬ص‪9;.‬‬

‫‪52‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم(‪)4‬‬

‫‪.4.2‬قسنطينة في العهد العثماني‪:‬‬


‫داـ الحكـ التركي بالجزائر ما يزيد عف ثبلثة قروف ولقد كػاف لقػدوـ األتراؾ أثر ىاـ في بمورة‬
‫شخصية المدينة‪ ،‬حيث قاـ البايات بإدخاؿ تحسينات ىامػة عمييػا وأعػادوا تخطيطيا بعد أف جعموا منيا‬
‫عاصمة لممقاطعة الشرقية (بايمؾ قسنطينة) ‪.‬ومف الناحية العمرانية توسعت المدينة خارج األسوار‪،‬‬
‫وانتشرت الحدائؽ والقػصور داخػؿ المدينػة وخارجيا و ازداد عدد المساجد والكتاتيب والمدارس والحمامات‬
‫العام ة والدكاكيف والمحبلت التجارية التي تحيط بسوؽ الجمعة أو سوؽ العصر حاليا‪ ،‬وخارج األسوار‬
‫وتحديدا بباب الجديد كانت الدكاكيف الممحقة والفنادؽ أيضا وىي تقابؿ كدية عاتي‪.‬‬
‫وبالتالي شيدت المدينة خبلؿ الفترة العثمانية تحوالت عمرانية وتجارية كبيرة‪ ،‬وقد كانت قسنطينة‬
‫في ذلؾ العيد مبنية كميا فوؽ الصخرة تغطي مساحة ‪ 30‬ىكتار وتحيط بيا أسوار عالية ويرجع الفضؿ‬

‫‪53‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫لػصالح باي في إحياء ناحية الشارع الميمش (بيف باب القنطرة وحافة الياوية ) وحصنو وجعمو حارة‬
‫لمييػود ليػضمف مراقبتيـ والتحكـ في نشاطيـ مف جية وعزليـ عف حارات المسمميف بباب الجابية وسيدي‬
‫الكتاني مف جيػة أخرى‪ .‬كما جمب المياه لسكاف حي باب القنطرة‪ ،‬و أصمح جسر باب القنطرة الروماني‬
‫المعطؿ مدة خمس قروف‪ ،‬وبمقتمو توقؼ مشروع الجسر حتى ىدمو االستعمار الفرنسي سنة ‪ 1857‬ليعيد‬
‫بناءه مف جديد ‪.‬إضافة إلى العمراف تحسنت أوضاع الفبلحة باإلقميـ القسنطيني بظيػور مزروعػات جديػدة‬
‫كػاألرز واستصبلح األراضي السيمية وأراضي المستنقعات بتصريؼ مياىيا إلى مجاري األنيار‪ ،‬وتطػورت‬
‫الػصناعة و الورشات بالمدينة وأطرافيا‪،‬كما تحسف النشاط التجاري مع تونس وليبيا ومع أوروبا ودوؿ‬
‫الصحراء نظػ ار لموقعيا االستراتيجي كممتقى القوافؿ التجارية مف كؿ الجيات وقربيا مف الموانئ البحرية‬
‫التابعة ليا‪.‬‬
‫وكانت مدينة قسنطينة أقؿ اتساعا مف الجزائر العاصمة‪ ،‬ومخططيا ذو شكؿ اىميميجػي وينقػسـ‬
‫مخططيا إلى أربعة أحياء كبيرة ىي‪:‬‬
‫‪-‬حي القصبة‪ :‬يقع بالشماؿ الشرقي لممدينة‪ ،‬بو قمعة صغيرة محصنة يسكنيا الجيش التركي‪.‬‬
‫‪-‬حي الطابية‪ :‬يقع بالشماؿ الغربي لمدينة قسنطينة‪ ،‬ويحتوي عمى القصر والمسجد الرئيسي ويعتبر‬
‫الحي الرسمي‪.‬‬
‫‪-‬حي القنطرة‪ :‬يقع بالجنوب الشرقي أيف يقطف األعياف والميسوريف وقربو حارة الييود‪.‬‬
‫‪-‬حي باب الجابية‪ :‬بجنوب غرب المدينة ويسكنو الفقراء ومتوسطي الدخؿ‪.‬‬
‫وبالمدينة ساحات عامة تحوي مساجد و أسواؽ و إدارة ومحبلت تجارية وحرفية تخدميا شػوارع ودروب‬
‫والمدينة بمساكنيا في قمة النظافة‪.‬‬
‫و تتكوف ىذه األحياء الكبرى مف مجموعة مف األحياء الصغرى تسمى في بعض الحياف حارة أو‬
‫حومة و عمى سبيؿ المثاؿ لدينا الحي الكبير المسمى الطابية و الذي ينقسـ إلى حييف صغيريف ىما ‪:‬‬
‫الطابية الكبيرة و الطابية البرانية و الحي الكبيرة أيضا المسمى باب الجابية و المكوف مف مجموعة مف‬
‫األحياء الصغيرة وىي الشط ‪ ،‬السويقة‪ ،‬البطحة‪ ،‬حومة الطبالة‪..‬إلخ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم(‪)5‬‬

‫كما أف أبواب مدينة قسنطينة آف ذاؾ كانت أربعة ىي ‪:‬‬


‫‪ ‬باب جديد‪ :‬في الغرب مف المدينة و يؤدي إلى الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪ ‬باب الواد‪ :‬ىو أىـ باب بمدينة قسنطينة‪ ،‬فمف خبللو تنطمؽ طرؽ في اتجاىات مختمفة إلى‬
‫الصحراء و كذا العاصمة‪.‬‬
‫‪ ‬باب القنيطرة‪ :‬ىذا الباب يؤدي إلى الساحؿ‪ ،‬مرتبط بجسر قديـ ذو ثبلثة مستويات‪ ،‬يمر فوؽ واد‬
‫الرماؿ‪.‬‬
‫‪ ‬باب الجابية‪ :‬ىذا الباب كانت ميمتو ىي تسييؿ وصوؿ سكاف المدينة إلى روافد واد الرماؿ مف‬
‫أجؿ االستفادة مف ماءه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.4.3‬سقوط مدينة قسنطينة في يد االستعمار الفرنسي سنة ‪:1837‬‬


‫جاءت المحاولة األولى الحتبلؿ المدينة مف طرؼ الفرنسييف سنة ‪ 1836‬و التي كممت بالفشؿ‪،‬‬
‫إثر المقاومة العنيفة لمحاج أحمد باي و أىالي مدينة قسنطينة‪ ،‬غير أف المستعمر الفرنسي نجح في دخوؿ‬
‫المدينة عاما مف بعد (أكتوبر ‪.)1837‬‬
‫و قاـ االستعمار الفرنسي بمجموعة مف التدخبلت عمى المدينة القديمة نذكرىا في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬المرحمة األولــى ‪:1873-1838‬‬
‫مدينة قسنطينة أصبحت مدينة حامية أو عسكرية‪ ،‬لذلؾ كمرحمة أولى قامت فرؽ اليندسة‬
‫العسكرية بإجراء مجموعة مف التغييرات مست نسيجيا العمرانية ‪ ،‬بغية مبلئمتيا و ىاتو الوظيفة الجديدة‬
‫لممدينة‪ ،‬لذلؾ قاموا أوال باالستيبلء عمى قصر أحمد باي ثـ أدخموا تعديبلت عمى حي القصبة سنة ‪،1840‬‬
‫ببناء مستشفى عسكري‪ ،‬ثكنة عسكرية‪ ،‬سجف‪ ،‬مستودع أسمحة و مخزف مئونة‪.‬‬

‫كما أف المنازؿ المتواجد عمى مستوى نفس الحي تـ استعماليا كسكنات لضباط الجيش و كذا‬
‫أوائؿ المعمريف و المحبلت استغمت كإسطببلت‪.‬‬
‫ىذه التدخبلت األولية لـ تؤثر كثي ار عمى المرفولوجيا العامة لممدينة القديمة‪ ،‬نظ ار الستغبلؿ‬
‫المستعمر لمبنايات المتواجدة بحي القصبة مف دوف إدخاؿ تعديبلت عمييا‪(.‬االكتفاء باليياكؿ القائمة)‪.‬‬
‫لكف انتقاؿ مدينة قسنطينة مف مرحمة التسيير العسكري إلى التسيير المدني‪ ،‬أعطى المدينة تنظيما‬
‫جديدا‪ ،‬خاصة مع صدور قانوف ‪ 09‬جويمية ‪ ،1844‬الذي كاف ىدفو تقسيـ النسيج العضوي لمدينة‬
‫قسنطينة إلى أحياء لمعرب و أخرى لؤلوربييف‪ .‬مما سيؿ استيطاف المعمريف‪ ،‬لكف بقي عددىـ ضعيؼ‬
‫مقارنة بالجزائرييف‪.‬‬
‫كما عزز المستعمر وجوده اإلداري بالمدينة بإنشاء دار البمدية سنة ‪ 1854‬ودار الوالية سػنة‬
‫‪ 1867‬إضافة إلى إعادة بناء جسر القنطرة سنة ‪.1862‬‬
‫وفي سنة ‪ 1867‬قاـ المستعمر بنزع الممكية لمسكاف وبناء سوؽ بومزو ‪ ،‬وبناء نزؿ باريس عمى‬
‫أنقػاض المباني القديمة التي تيدمت‪ ،‬وقبميا و في سنة ‪ 1855‬كانت منطقة الكدية عبارة عف كتمة مف‬
‫الصخور تحتػؿ مساحة تقارب ‪ 6‬ىكتار عمى ارتفاع ‪30‬ـ‪ ،‬وقد قرر المجمس البمدي بأف توسع المدينة‬
‫سوؼ يكوف عمى ىضبة الكدية بدال مف ىضبة المنصورة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -‬المرحمة الثانيــــة ‪:51918 -1873‬‬

‫تمثؿ ىذه المرحمة التحوالت المنجزة خبلؿ ‪ 46‬سنة‪ ،‬أيف انتيت معظـ عمميات التشييد والبناء كالمبػاني‬
‫الكبرى العمومية مثؿ‪:‬‬
‫‪-‬المسرح سنة ‪.1883‬‬
‫‪-‬دار المحافظة سنة ‪.1885‬‬
‫‪-‬بناء حوائط إسناد لمنطقة الكدية سنة ‪.1902‬‬
‫‪-‬البريد والمواصبلت وعمارة القرض العقاري سنة ‪.1908‬‬
‫‪-‬اكتشاؼ ثبلث بحيرات صغيرة تحت ساحة أوؿ نوفمبر سنة ‪.1909‬‬
‫‪-‬إنشاء بعض المباني األوربية في منطقة القديس جاف إضافة إلى إنشاء حديقة قسوـ محمد سنة ‪.1912‬‬
‫‪-‬جسر سيدي راشد سنة ‪.1912‬‬
‫‪-‬نزؿ سيرتا سنة ‪.1914‬‬
‫‪-‬قصر العدالة سنة ‪.1917‬‬

‫صورة رقم(‪ : )15‬المسرح‬ ‫صورة رقم (‪ :)14‬عمارة القرض العقاري‬

‫صورة رقم(‪ :)17‬قصر العدالة‬ ‫صورة رقم(‪ : )16‬البريد المركزي‬

‫‪5‬‬
‫‪COTE.M : L’Algérie ou l’espace retourné. Media plus.1993.p132.140‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫المرحمة الثالثـــة ‪:1962- 1919‬‬


‫شيدت ىذه الفترة تطو ار كبي ار في مجاؿ العمراف ‪ ،‬كما عرفت نموا ممحوظا في مختمؼ الوظائؼ بعد مئػة‬
‫سنة مف التوطف االستعماري ‪ ،‬وقد تميزت الفترة االستعمارية بمساكف تختمؼ تماما عػف المػساكف التركيػة‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬حيث أدخؿ الطراز األوربي ألوؿ مرة في النسيج العمراني لممدينة‪ ،‬والمتمثؿ في بناء مساكف‬
‫لمسكاف األوربييف ذات المساحات الخضراء‪ ،‬تتوزع في أشكاؿ شطرنجية بزوايا قائمة تفصميا شوارع‬
‫واسعة‪،‬كما عرفت مدينة قسنطينة خبلؿ ىذه الفترة توسعا ممحوظا يمكف اعتباره مرحمة خروج المدينة مف‬
‫سورىا حيث عكفت السمطات الفرنسية عمى تغيير وجو المدينة اإلسبلمية القديمة كإنشاء الثكنات‬
‫العسكرية وشؽ الطرؽ والجسور وفتح السكة الحديدية وخمؽ حي إداري داخؿ المدينة القديمة كؿ ىذا عمى‬
‫حساب المساكف الجزائرية‪ ،‬كمػا شيدت ىذه الفترة عمميات تشييد وبناء كبيرة مثؿ‪:‬‬
‫‪-‬في بداية نيج (‪ (BESILLON DE JOLY‬والمسمى حاليا نيج زيغود يوسؼ تـ بناء بنؾ الج ازئػر سنة‬
‫‪.1923‬‬
‫‪-‬تدشيف الكنيسة (مسجد االستقبلؿ حاليا) ‪ 13‬ديسمبر ‪.1925‬‬
‫‪-‬بناء الكنيسة المسيحية سنة ‪ 1929‬واليوـ ىي متوسطة خديجة أـ المؤمنيف‪.‬‬
‫‪-‬بناء دار الفبلحة سنة ‪.1930‬‬
‫‪-‬توسيع البريد والمواصبلت مف الجية اليسرى سنة ‪.1932‬‬

‫مخطط رقم (‪)6‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫ثانيا‪ -‬الدراسة التحميمية لمقطــاع المحفـوظ لمدينة قسنطينة (المدينة القديمة)‪:‬‬


‫‪.1‬تصنيف و تحديد حدود المدينة القديمة‪:‬‬
‫تصنيؼ المدينة القديمة كقطاع محفوظ جاء مف خبلؿ ما جاءت بو المادة ‪ 42‬مف القانوف ‪ 04/98‬المؤرخ‬
‫في ‪ 15‬جواف ‪ 61998‬و التي نصت عمى إنشاء قطاع محفوظ بمدينة قسنطينة سمي" المدينة القديمة"‪.‬‬
‫حاليا حدود المدينة القديمة ىي محددة تبعا لممرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 208-05‬المؤرخ في جواف ‪ ،2005‬حيث‬
‫يشير ىذا األخير إلى أف حدود المدينة ىي كتالي‪:‬‬
‫‪ o‬مف الشماؿ الشرقي و الشرؽ‪ ،‬خوانؽ وادي الرماؿ‬
‫‪ o‬مف الشماؿ الغربي و الغرب‪ ،‬الحواؼ الصخرية‬
‫‪ o‬مف الجنوب الغربي المركز الثقافي محمد العيد آؿ خميفة‪.‬‬
‫‪ o‬مف الجنوب حي باردو‪.‬‬

‫حذود الوذٌٌت المذٌوت حبعب للوزطىم الخٌفٍذي‬


‫رلن ‪152 -55‬‬
‫الوظخشفى الجبهعً ابي ببدٌض‬ ‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫خىاًك وادي الزهبل‬ ‫‪2‬‬

‫الحىاف الصخزٌت‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬ ‫الوزكش الثمبفً هحوذ العٍذ آل خلٍفت‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬ ‫حً ببردو‬ ‫‪5‬‬


‫‪4‬‬

‫‪7‬‬
‫صورة رقم (‪ :)18‬الحدود الرسمية لممدينة القديمة لقسنطينة‬

‫‪6‬‬
‫القانون ;<‪ 47/‬هو القانون المتعلق بحماٌة التراث الثقافً‪.‬‬
‫مقاؿ األستاذ بف الشيخ الحسيف وليد‪ ،‬في مجمة الحوار الثقافي‪،‬تحت عنواف ‪" :‬إعادة االعتبار لمتراث العمراني في إطار تظاىرة قسنطينة عاصمة‬
‫‪7‬‬

‫لمثقافة العربية ‪ 5448‬و أثره عؿ التنمية السياحية" و الصادرة عف جامعة مستغانـ‪ ،5448 ،‬ص <‪.44‬‬

‫‪59‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.2‬الدراسة طبيعية‪:‬‬
‫‪.1.2‬المناخ‪:‬‬
‫تتميز قسنطينة و ضواحييا بمناخ قاري‪ ،‬يزداد قارية كممة ابتعدنا عف البحر شماال‪ .‬درجات الح اررة‬
‫المتوسطة السنوية ىي ما بيف ‪ °10‬إلى ‪ °16‬عمى حسب االرتفاع‪.‬‬
‫الفترة الجميدية تمتد مف ‪ 5‬إلى ‪ 45‬يوـ في السنة و السيروكو ييب بمتوسط ‪ 15‬إلى ‪ 65‬يوـ في السنة‬
‫أيضا‪.‬‬
‫المتوسطات السنوية لمرطوبة ىي ما بيف ‪ 56‬و ‪ 70‬صباحا و مساءا و ‪ 50‬ظيرا‪ ،‬تتساقط الثموج عمى‬
‫المرتفعات ما فوؽ ‪ 1000‬ـ و تظؿ مف ‪ 5‬إلى ‪ 10‬أياـ مف السنة كمعدؿ‪.‬‬
‫التساقطات السنوية المتوسط لؤلمطار ىي ما بيف ‪ 600 – 400‬ممـ في النطاقات السيمية و ‪ 800‬ممـ في‬
‫النطاقات الجبمية و تستمر مف ‪ 70‬إلى ‪ 80‬يوما في السنة‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬الميكرومناخ أو المناخ المصغر الخاص بالمدينة القديمة يمكف اعتباره مساعدا عمى التعمير و‬
‫البناء‪ ،‬أراضيو في معظميا ذات اتجاه جنوبي شرقي‪ ،‬تستفيد معظميا مف التشمس و ذات تيوية جد‬
‫ممتازة‪.8‬‬
‫‪.2.2‬التضاريس‪:‬‬

‫مدينة قسنطينة شيدت فوؽ أرض تتبلمس فييا ىضابيا العميا بالساحؿ الشرقي بثرواتيا الطبيعية‬
‫وبتضاريسيا المعقدة التي تجعميا مؤمنة دفاعيا وغذائيا وصحيا‪ ،‬فالنواة القديمة لممدينة تتربػع عمى صخرة‬
‫كمسية ذات شكؿ مثمث غير منتظـ األضبلع‪ ،‬قاعدتو في الشماؿ ورأسو في الجنوب‪ ،‬يحيط بيا وادي‬
‫الرماؿ مف كؿ جياتيا باستثناء الشماؿ‪ ،‬بأخدوده الطويؿ والذي يبمغ ‪ 2800‬ـ و بعمقو الذي جاور ‪ 37‬ـ‪،‬‬
‫كما يبمغ ارتفاعيا عف مستوى سطح البحر ‪ 300‬ـ‪ ،‬ويعتبر كاؼ شكارة (عمى مستوى القصبة) أعمى نقطة‬
‫بيا بارتفاع قارب ‪ 644‬ـ‪.‬‬
‫إضافة إلى ىضبة الكدية التي ترتبط بالصخرة مف الجية الجنوبية الغربية بمضيؽ عرضو ‪ 300‬ـ‬
‫(المكاف المسمى حاليا ‪ ،)la Brèche‬و ذات االرتفاع المجاور لػ ‪ 630‬ـ‪.9‬‬

‫‪8‬‬
‫المخطط الدائم لحسظ و استصالح القطاعات المحسوظة (‪ )PPSMVSS‬للمدٌنة القدٌمة أكتوبر ‪ ،5445‬ص ‪.54‬‬
‫‪9‬‬
‫نسس المرع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪60‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم(‪)7‬‬

‫شكل رقم(‪)00‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.3.2‬الجيوتقنية‪:‬‬
‫مف خبلؿ الخريطة رقـ‪ ،‬نبلحظ أف المدينة القديمة لقسنطينة تتواجد عمى مستوى النطاؽ المبلئـ تماما‬
‫لمبناء و الذي يتميز بانحدار ضعيؼ‪ ،‬أرضية صمبة (كمسية)‪.‬‬

‫المخطط رقم ;‬

‫‪62‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.4.2‬الهيدروغرافيا‪:‬‬
‫لدينا واد الرماؿ و الذي ينبع مف جباؿ فرجيوة بميمة‪ ،‬ىذا األخير و عند دخولو مدينة قسنطينة‬
‫تختمط مياىو بواد أخر ال يقؿ عنو أىمية ىو واد بومرزوؽ‪.‬‬
‫يدخؿ واد الرماؿ التجمع الحضري مف الجية الجنوبية و يقطعو بالكامؿ‪ ،‬ليمر بعد ذلؾ تحت‬
‫جسر باب القنطرة و يستمر إلى أف يصؿ الخميج الجيجمي أيف يصب في البحر مباشرة‪.‬‬
‫‪ .3‬التحميل العمراني‪:‬‬
‫‪.1.3‬المرفولوجيا الحضرية‪:‬‬
‫ينقسـ النسيج العمراني لمدينة قسنطينة إلى ثبلثة أنسجة كبرى ىي النسيج التقميدي (العربي اإلسبلمي) و‬
‫النسيج األوربي و كذا النسيج المختمط‬

‫المخطط رقم‪9:‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.1.1.3‬الجزيرات‪:‬‬

‫يوجد داخؿ النسيج العمراني لممدينة القديمة نوعيف مف الجزيرات نوع أوروبي و آخر تقميدي‪ ،‬األوؿ يتميز‬
‫بتنظيـ في وحداتو و يتكوف في معظمو مف مربعات و يتميز بالتراص الجيد عمى طوؿ الطريؽ أما الثاني‬
‫يتميز بعدـ التنظيـ في شبكة الطرقات التي تخضع إلى طوبوغرافية المنطقة لكف في بعض األحياف نجد‬
‫أشكاال منتظمة‪.‬‬
‫‪.2.1.3‬شبكة التقطيع‬

‫تختمؼ أنواع الحصص في المدينة تبعا الختبلؼ النسيجييف الحضرييف المكونيف ليا‪ ،‬التقميدي و‬
‫األوروبي ‪ ،‬و يرجع ىذا االختبلؼ إلى التعديبلت التي قاـ بيا المستعمر عمى النسيج التقميدي مف خبلؿ‬
‫إدخالو لمنمط األوروبي مما أدى إلى وجود نوعيف مف الحصص‪.‬‬

‫‪ -‬الحصص التقميدية‪:‬‬

‫ال تأخذ الحصص التقميدية أشكاال منتظمة‪ ،‬تحتوي كؿ حصة عمى قطع متباينة األحجاـ و األشكاؿ‪،‬‬
‫يتراوح عددىا ما بيف ‪ 4‬إلى ‪ 56‬قطعة بمساحة تتراوح بيف ‪ 150‬ـ‪ 2‬و ‪ 5660‬ـ‪ 2‬و يمكف تمييز أنواع‬
‫الحصص اآلتية‪:‬‬

‫*حصص ممتدة طوليا تتوافؽ مع االنحدار كما ىو في نيج عبد اهلل باي‪.‬‬

‫*حصص متكتمة بشكؿ عرضي مكونة مف قطع متجانسة إلى حد ما كما ىو في نيج مبلح سميماف‪.‬‬

‫*حصص تحاذي خوانؽ واد الرماؿ كما ىو في نيج بف شيكو‪.‬‬

‫*حصص مبتورة أو شبو شاغرة بسبب تيدـ قطع في الحصص األصمية (السويقة و اإلخوة عرفة)‪.‬‬
‫* حصص دكانية داخؿ المجاؿ التجاري و ىي ضيقة و مستطيمة تحتوي عمى قطع صغيرة و متتالية قد‬
‫تصؿ إلى ‪ 32‬قطعة‪.‬‬

‫‪-‬الحصص األوروبية‪:‬‬

‫تكوف عموما منتظمة بسبب تراص البنايات ‪ ،‬قد تتكوف الحصة مف قطعة واحدة (ثانوية رضا حوحو‪،‬‬
‫البمدية ‪ )..‬أو مف عدة قطع يتراوح عددىا بيف ‪ 2‬و‪ 50‬قطعة‪ ،‬تأخذ ىذه الحصص أشكاال ىندسية مختمفة‪:‬‬
‫مربع‪ ،‬مستطيؿ‪ ،‬مثمث و شبو منحرؼ بمساحات تتراوح ما بيف ‪ 146‬ـ‪ 2‬و‪ 7450‬ـ‪.2‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.3.1.3‬الطرق‪:‬‬

‫‪ -‬أنواع الطرق‪:‬‬

‫الطزق األولٍت‪:‬‬

‫توجد بالمدينة القديمة مجموعة مف الطرؽ األولية تنطمؽ جميعيا مف ساحة اًوؿ نوفمبر فيما عدا محور‬
‫طاطاش بمقاسـ ‪ -‬اإلخوة بورويسة ‪ -‬بمجيكا و ىي مف إنشاء المستعمر‪ ،‬تقدر مساحتيا بػ ‪ 3.44‬ىكتار‬
‫أي ما يعادؿ نسبة ‪ % 7.64‬مف إجمالي مساحة المدينة وىي األكثر ديناميكية بفعؿ النشاطات التجارية‬
‫و التجييزات الممتدة عمى طوليا و تتمثؿ في ستة طرؽ ىي‪:‬‬

‫*شارع زيغود يوسؼ ‪ :‬يحد المدينة مف شماليا الغربي إلى جنوبيا عمى طوؿ ‪1200‬ـ و بمتوسط عرض‬
‫‪ 8‬أمتار إذ يربط جسر سيدي مسيد بساحة أوؿ نوفمبر و ىو محور مزدوج االتجاه‪.‬‬
‫* محور ططاش بمقاسـ ‪ -‬اإلخوة بورويسة –بمجيكا ‪ :‬يحد المدينة مف الجية الشمالية و الشمالية الشرقية‬
‫بطوؿ ‪ 410‬ـ وعرض ‪ 10‬ـ يربط جسر القنطرة بجسر سيدي مسيد وىو محور أحادي االتجاه ‪.‬‬
‫*محور عبد اهلل بوىروـ – مريـ بوعتورة ‪ :‬يشؽ المدينة في جزئيا العموي بطوؿ ‪7000‬ـ وعرض متوسط‬
‫يقدر بػ ‪ 7‬ـ‪ ،‬يربط ساحة أوؿ نوفمبر بجسر سيدي مسيد و ىو محور أحادي االتجاه‪.‬‬
‫*محور ديدوش مراد ‪19 -‬جواف ‪ : 1965‬يمتاز باالستقامة يبمغ طولو ‪ 62‬ـ وعرضو ‪ 88‬ـ حركة المرور‬
‫بو أحادية االتجاه ينطمؽ مف محور بمجيكا ليصؿ إلى ساحة أوؿ نوفمبر ‪.‬‬

‫*محور العربي بف مييدي ‪ :‬أحادي االتجاه مف ساحة اًوؿ نوفمبر إلى جسر باب القنطرة يبمغ طولو‬
‫‪7200‬ـ وعرضو ‪12‬ـ ‪.‬‬

‫* محور مبلح سميماف ‪ :‬يتفرع مف محور العربي بف مييدي دوره الربط مف جسر مبلح سميماف و جسر‬
‫سيدي راشد طولو ‪ 440‬ـ وعرضو ‪ 5‬أمتار‪ ،‬تنعدـ فيو األرصفة وحركة اآلليات‪ ،‬اًما حركة الراجميف فيي‬
‫جد كثيفة‪.‬‬

‫الطرق الثانوية‪:‬‬

‫تتفرع مف الطرؽ األولية‪ ،‬حركة اآلليات بيا أحادية االتجاه و ضعيفة‪ ،‬يتراوح طوليا ما بيف ‪ 50‬ـ و‪ 300‬ـ‬
‫أما عرضيا فيو ما بيف ‪ 3‬و ‪ 9‬ـ تأخذ أشكاال مختمفة منيا ‪:‬‬

‫‪-‬المستقيمة المعبدة ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪-‬المستقيمة المحتوية عمى سبللـ ‪.‬‬


‫‪-‬طرؽ نصفيا معبد و اآلخر سبللـ (يرجع ىذا الشكؿ لبلنحدار والنسيج القائـ)‪.‬‬
‫‪ -‬طرؽ مرصوفة بالحجارة المستطيمة‪.‬‬

‫الطرق الثالثية‪:‬‬

‫تتمثؿ في مجموع الممرات الضيقة المؤدية إلى المساكف مباشرة مرصوفة بالحجارة المستطيمة‪ ،‬وأحيانا‬
‫تكوف عبارة عف سبللـ نتيجة االنحدار الشديد‪.‬‬

‫وتصنؼ شبكة الطرقات لممدينة القديمة لقسنطينة حسب شكميف أساسييف ىما‪:‬‬
‫الطرقات الخاصة بالسيارات‪:‬تتجسد أساسا في الطرقات التي خمفيا االستعمار و ىي واسعة نوعا ما‪.‬‬
‫األزقة و الطرق الضيقة الخاصة بالراجمين‪:‬تتموقع في مركز المدينة القديمة و توجد بكثافة كبيرة في‬
‫النسيج القديـ‪.‬‬

‫مفترقات الطرق‪:‬‬

‫ىي نقاط يتغير فييا اتجاه الحركة‪ ،‬و يوجد بالصخرة ستة عقد أساسية‪ :‬عقدة ساحة أوؿ نوفمبر ‪،‬عقدة‬
‫باب القنطرة ‪ ،‬تقاطع محور عبد اهلل بوىروـ و نيج بوالمعيز عمي ‪ ،‬تقاطع محور زيغود يوسؼ و نيج‬
‫بوالمعيز عمي‪ ،‬نقطة التقاء محور بمجيكا و محور عبد اهلل بوىروـ‪ ،‬تقاطع شارع طاطاش بمقاسـ ‪19 ،‬‬

‫جواف و شارع بمجيكا‪.‬‬

‫* ‪.‬ازدواجية المظير العاـ لمنسيج بيف ما ىو متماسؾ خاصة باألجزاء التي يسودىا النمط األوروبي ‪،‬‬
‫و ما ىو مبتور ( أي وجود فراغات داخؿ الحصص ) خاصة في الجزء السفمي ( السويقة ) و ذلؾ بسبب‬
‫تيدـ البنايات التقميدية منيا خاصة ‪ ،‬لينتقؿ النسيج العمراني بذلؾ مف التبلحـ و التكتؿ إلى نسيج غير‬
‫متماسؾ بو فجوات مختمفة‪.‬‬

‫‪ -‬حالة الطرقات‪:‬‬

‫في حالة جيدة‪ :‬جميع الطرقات التي تعرضت لعمميات الترميـ‬


‫في حالة متوسطة‪ :‬جميع االزقة و الطرقات التي تعاني مف بعض التشوىات والتي ال تشكؿ اي خطر‬
‫عمى السيارات و عمى الراجميف ايضا ولكنيا تحتاج الى عمميات الصيانة رغـ ذالؾ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫في حالة سيئة‪:‬رغـ عمميات الصيانة التي تقوـ بيا الجيات المختصة فاف حالة الطرؽ في المدينة القديمة‬
‫عمى العموـ سيئة و خاصة في النسيج العمراني التقميدي وتركيـ لطرقات االستعمار دوف ترميميا‪.‬‬

‫و مف خبلؿ الخريطة رقـ (‪ ،)10‬نبلحظ أف داخؿ المدينة القديمة الطرؽ ذات الحالة السيئة و المتوسطة‬
‫ىي الغالبة‪.‬‬

‫مخطط رقم(‪)01‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪.4.1.3‬المجال المبني‪:‬‬
‫‪.2.4.2.3‬أنماط المباني‪:‬‬

‫تتكوف الحظيرة السكنية بالمدينة العتيقة مف ثبلث نماذج ىي ‪ :‬النموذج العربي التقميػدي‪ ،‬النمػوذج‬
‫االستعماري‪ ،‬والنموذج المختمط (انظر الخريطة رقـ )‪،‬وقد أحدث المستعمر تشوىات عمى الصخرة عند‬
‫دخولو كتيديـ لمبنايات وانشاء بدليا بنايات ذات النمط األوروبي (وخاصة في واجية المدينة ) أو شؽ‬
‫طرؽ مثؿ نيج العربي بف مييدي الذي أدى إلى تشويو بعض المنازؿ والمعالـ (الجامع الكبير ) وكذا‬
‫المترؿ التقميدي بيندستو البسيطة والقوية المعنى‪.‬‬
‫‪ -‬السكن التقميدي‪:‬‬

‫يعتمد العمراف اإلسبلمي عمى مبادئ أساسية ىي‪:‬‬


‫‪-‬الخصوصية‪.‬‬
‫‪-‬التركيبة االنطوائية لممسكف‪.‬‬
‫‪ -‬الوظيفة الدقيقة لمكونات المترؿ‪ ،‬فكؿ النشاطات داخمية وأىمية وسط الدار ‪.‬‬
‫‪ -‬يتميز بالواجيات الصماء إذ ال يظير عمييا وجاىة صاحبيا سوى ما يظير عمى أعمى الباب مػف‬
‫زخرفة والتي تعكس صورة غنائو ‪.‬‬
‫ويشغؿ المسكف التقميدي معظـ مباني حي السويقة‪ ،‬ماعدا الجية الشمالية أيف تعرضت لمتعديؿ مػف طرؼ‬
‫االستعمار‪ ،‬انظر الصورتيف رقـ(‪.(19‬‬

‫صورتان رقم(‪ )09‬تبٌٌنان المنازل التقلٌدٌة‬

‫‪68‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫وىي تمثؿ نسبة معتبرة تصؿ إلى‪ 10%34.18‬مف مجموع البنايات‪ ،‬وتتركز معظميا بالسويقة ‪.‬وىناؾ العديد‬
‫مف المميزات يمكف تقسيـ األنماط السكنية عمى ضوئيا وأوليا موقع الفناء مف المسكف فنجد‪:‬‬
‫‪ -‬مساكف ذات فناء مركزي ويأخذ شكؿ ‪، 1‬وذات فناءيف مزدوجيف‪، 11‬وعمى شكؿ ‪ L‬مع فناء‪.‬‬
‫‪-‬مساكف ذات شكؿ ‪ U‬مػع فنػاء ممػتحـ مػع جػدار المػسكف‪ ،‬وذات فنػاء في الطػابؽ األوؿ(العالي( وفي‬
‫حاالت ناذرة ىناؾ أنماط لؤلفنية بالطابؽ كفناء تحت األرض لمبنايات الػسكنية ذات الحديقة والتي وجدناىا‬
‫عمى حواؼ وادي الرماؿ‪ ،‬باإلضافة إلى بعض المساكف التي ال تتوفر عمى األفنية تماما‪.‬‬
‫السكن االستعماري أو األوروبي‪:‬‬
‫منتظمة عموما عمى محاور السكنات‪ ،‬يمكف أف تخصص لمتجييزات (ثانوية‪ ،‬دار البمدية )أو تجزئػات‬
‫سكنية‪ ،‬القطع ليا أشكاؿ مختمفة ‪:‬مربع‪ ،‬مثمث ‪ ،‬مستطيؿ‪ ،‬معيف ‪ ،‬ويبدو النسيج االستعماري متػراص‬
‫‪،‬انظػر الصورتيف رقـ )‪.(20‬‬

‫صورتان رقم (‪ )21‬تبٌٌنان النمط االستعماري االوروبً‬


‫النمط المختمط‪:‬‬
‫ىو مسكف تقميدي تعر ض لتدخبلت استعمارية يجمع ميزتيف (خاصيتيف)معماريتيف وسط الدار يأخػذ‬
‫النمط العربي اإلسبلمي ‪ ،‬وفتحات كبيرة بالخارج لمنمط االستعماري‪ ،‬وىو ذو شكؿ مربع أ ومستطيؿ‬

‫‪10‬‬
‫‪Master plan 2004.‬‬

‫‪69‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم (‪)00‬‬

‫‪.1.4.2.3‬الحبلت العبهت للوببًً‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ٌ ) 6‬بٌن حالة المبانً داخل المجال المحفوظ‬

‫العذد‬ ‫العذد‬ ‫العذد‬ ‫بٌبٌبث فً‬ ‫بٌبٌبث‬ ‫بٌبٌبث فً‬ ‫بٌبٌبث فً بٌبٌج فً‬
‫االجوبلً‬ ‫االجوبلً‬ ‫االجوبلً‬ ‫طزٌك‬ ‫هؤلخت‬ ‫حبلت‬ ‫حبلت جٍذة حبلت‬
‫للبٌبٌبث‬ ‫للبٌبٌبث‬ ‫اإلحوبم‬ ‫ردٌئت‬ ‫هخىططت‬
‫الغٍز‬ ‫الخبضعت‬
‫خبضعت‬ ‫للخحمٍك‬
‫للخحمٍك‬
‫‪4497‬‬ ‫<<‬ ‫‪4498‬‬ ‫<‪5‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪8:8‬‬ ‫‪654‬‬ ‫‪311‬‬

‫‪70‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم (‪)02‬‬

‫التجهيزات والمرافق بالمدينة العتيقة‪:‬‬


‫تجمع المدينة العتيقة لقسنطينة بيف وظائؼ مختمفة انطبلقا مف الوظيفة التجارية وصػوال إلى الوظػائؼ‬
‫األساسية القيادية والمركزية ‪ ،‬وىذا ما يعكسو العدد الكبير لمتجييزات ‪ ،‬والتي يتعدى مجاؿ نفوذ بعضيا‬
‫حدود مدينة قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -‬التجهيزات العسكرية ‪ :‬وتشمؿ الثكنة والمحكمة العسكرية الموجودتاف بالقصبة‪ ،‬مركز اإلعبلـ‬
‫الجيػوي التابع لمجيش الوطني الشعبي بساحة العقيد سي الحواس‪.‬‬
‫‪ -‬لتجهيزات اإلدارية و الخدماتية ‪ :‬يعود معظميا إلى الفترة االستعمارية وتحتوي عمى ‪ 27‬تجيي از‬
‫منػيا ‪16‬فندقا ونزال‪ ،‬وتعتبر الوالية والبمدية أىـ التجييزات اإلدارية كونيما تستقطباف أعدادا كبيرة‬

‫‪71‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مف الػسكاف حتى مف خارج حدود المدينة العتيقة‪ ،‬أما التجييزات الخدماتية فتتجسد أساسا في‬
‫الفنادؽ والحمامات المنتشرة عبر المجاؿ بعدد معتبر‪.‬‬
‫‪ -‬التجهيزات المالية‪ :‬تتركز أساسا في الجزء العموي مف المدينة العتيقة وتشمؿ فروع المؤسػسات‬
‫الماليػة أىميا‪ :‬البنوؾ و قباضة الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬التجهيزات التعميمية‪ :‬تعود نشأتيا إلى الفترة االستعمارية‪ ،‬إذ أف التعميـ قبؿ ذلؾ كاف ينحصر في‬
‫الزوايا لذا فيي متجمعة في كؿ مف الجزء العموي وا ألوسط لممدينة (مجاؿ إقامة األوروبييف) بينما‬
‫تخمو منيا الػسويقة وبعض األحياء التقميدية كالج ازريف والرصيؼ(مجاؿ إقامة األىالي)‪.‬‬
‫وتتعدد التجييزات التعميمية في المدينة العتيقة بمختمؼ األطوار‪ ،‬وتتكوف مف ‪ 9‬مدارس ابتدائية و‪4‬‬

‫إكماليػات وثانويتيف‪ ،‬ويعتبر معدؿ إشغاؿ القسـ بالمدينة العتيقة أقؿ مف المعدؿ الوطني‪ ،‬وبالتالي فيي ال‬
‫تعػاني ضػغطا أو نقصا‪.‬‬
‫‪ -‬التجهيزات الثقافية والرياضية‪ :‬تضـ المدينة القديمة ‪ 10‬تجييزات مف ىذا النوع وىي إما تجييزات‬
‫تابعة لمديرية الثقافة أو معالـ تاريخية كقصر أحمد باي و معيد ابف باديس باإلضافة إلى المسرح‬
‫الجيوي لقسنطينة‪.‬‬
‫‪ -‬المكتبات ‪ :‬ويضـ المجاؿ كؿ مف مكتبة األرشيؼ الوالئي‪ ،‬مكتبة البمدية‪ ،‬مكتبة اإلعبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬المصالح اإلدارية التابعة لمديرية الثقافة‪ :‬الوكالة الوطنية لآلثار‪ ،‬أروقة الفنوف الشعبية‪.‬‬
‫‪ -‬المركز الثقافي اإلسالمي‪ :‬الواقع بنيج طاطاش بمقاسـ‪ .‬و قاعتي سينما‪.‬‬

‫أما التجييزات الرياضية والترفييية فيي تنعدـ داخؿ المدينة العتيقة ماعدا قاعتي رياضة ‪:‬األولى بشارع‬
‫العربي بف مييدي‪ ،‬والثانية بالسويقة‪.‬‬
‫التجهيزات الدينية و الروحية‪ :‬يوجد بالمدينة القديمة حوالي ‪ 20‬ما بيف مسجد و زاويػة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التجهيزات الصحية‪ :‬تحتوي الصخرة عمى ‪ 4‬مؤسسات صحية اثناف منيا متخصصتاف وىما‪:‬‬

‫‪-‬المركز الطبي لمكافحة مرض القمب والسكري أسفؿ نيج العربي بف مييدي‪.‬‬
‫‪ -‬مركز طب العيوف مريمش رابح‪ ،‬بنيج العربي بف مييدي ‪.‬‬
‫أما األخرياف فيما متعددتا التخصصات تقع إحداىما بالج ازريف(عيادة بف عميرة ) واألخرى أعمى نيج‬
‫العربي بف مييدي (عيادة بف مييدي)‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫وتعتبر تجييزات المدينة العتيقة غير مموثة وتقتصر فضبلتيا عموما عمى األوراؽ لطبيعة نشاطيا‬
‫التعميمي واإلداري‪ ،‬ونستثنى مف ذلؾ التجييزات الصحية التي تترؾ مخالفات استشفائية تتطمب تعامبل‬
‫خاصػا حيػث يستمزـ نقميا إلى المستشفى لترمييا بمحرقة المستشفى‪.‬‬
‫أما عف حالتيا الفيزيائية عموما فمنيا الجيدة والمتوسطة كوف معظميا عرفػت ترميمػات (كالبنػؾ المركزي‬
‫الجزائري‪ ،‬مسجد الك تانية‪ ،‬ودار اإلماـ والمدرسة ومعيد ابف باديس ) وبعضيا ال تزاؿ أشغاؿ الترميـ بيا‬
‫جارية (كقصر أحمد باي )‪ ،‬كذلؾ المدينة العتيقة تنقصيا التجييزات الترفييية والرياضية بينما ىي مكتفيػة‬
‫ذاتيا مف التجييزات الدينية والصحية والتعميمية‪.‬‬
‫‪ -‬النشاطات التجارية‪ :‬تتكوف أساسا مف األصناؼ اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬فئة لوازـ الشخص‪.‬‬
‫‪ -‬فئة المواد الغذائية‪.‬‬
‫‪ -‬فئة الوظائؼ الحرة ‪.‬‬
‫‪-‬فئة الحرؼ‪.‬‬
‫‪ -‬فئة الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬فئة لوازـ المنزؿ‪.‬‬
‫‪ -‬فئة تجييز المكتب‪.‬‬
‫وتعتبر الصخرة منتجا لممؤثرات الجانية وىذا لتركز مختمؼ الوظائؼ بيا والتي يمكػف ألي متعامػؿ‬
‫االس تفادة منيا خاصة في مجاؿ الخدمات ‪ ،‬ونشير ىنا إلى أف الصناعة التقميدية الحرفية بمنطقة الصخرة‬
‫فقػدت قيمتيا السابقة سواء مف حيث الكـ أو النوع وقد اختفت بعض األنشطة تماما نتيجة لعدة عوامؿ‬
‫أىميا‪:‬‬
‫‪-‬التغيرات التي طرأت عمى المجاؿ وتغير المتطمبات اليومية لمحياة‪.‬‬
‫‪ -‬منافسة المنتوجات الصناعية العصرية ‪.‬‬
‫‪-‬كبر سف الحرفييف وتخمي الشباب عف ىاتو الحرؼ‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الدعـ المالي واألسواؽ المتخصصة لتصريؼ ىذا النوع مف الحرفة الصناعية التجارية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم(‪)03‬‬

‫‪.4‬الخطىر الظكبًً للوذٌٌت المذٌوت‪:‬‬


‫تقسـ مدينة قسنطينة إلى(‪)9‬قطاعات حضرية وىي‪ :‬سيدي راشد‪ ،‬الزيادية‪ ،‬التوت القماص‪ ،‬القنطرة‪،‬‬
‫المنظر الجميؿ‪ ،‬بودراع صالح‪5 ،‬جويمية‪ ،‬وسيدي مبروؾ‪ ،‬وتقع المدينة العتيقة أو النواة القديمة ضمف‬
‫قطػاع سيدي راشد‪ ،‬كما يوضحو الجدوؿ ادناه‬

‫‪74‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫وقد شيد عدد سكاف بمدية قسنطينة زيادة متواضعة في الفترة مػابيف ‪1977‬إلى ‪ 1987‬لتخػؼ تدريجيا مف‬
‫‪1987‬إلى ‪، 1998‬تـ تتراجع تماما في الفترة األخيرة مف ‪1998‬إلى ‪، 2008‬ويرجع الػسبب الرئيس في‬
‫تمؾ الزيادة لمفترة األولى إلى التروح الريفي لمسكاف بحثا عف العمؿ وعف حياة أفػضؿ‪ ،‬وإلنػشاء المدينة‬
‫الجديدة عمي منجمي في الفترتيف الثانية والثالثة‪ ،‬ولئلشارة أف قطاع سيدي راشد أو نواة المدينة يشيد‬
‫انخفاض كبير في عدد السكاف والسكنات العتبارات عديدة أىميا تراجع أىمية الحي وتدىور نػسيجو‬
‫نتيجػة قدمو وعدـ االىتماـ بو وترحيؿ العديد مف سكانو إلى سكنات جديدة جراء تيدـ القديمة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )7‬تطور سكان القطاعات التسعة خالل الفترة‪0977‬‬


‫‪2118-‬‬
‫عدد سكان ‪2118‬‬ ‫عدد سكان‪1998‬‬ ‫عدد السكان‪ 1977‬عدد سكان‪1987‬‬ ‫القطاع‬

‫‪47.001‬‬ ‫‪47.488‬‬ ‫‪64.398‬‬ ‫‪55.430‬‬ ‫الفنطرة‬

‫‪87.303‬‬ ‫‪76.465‬‬ ‫‪63.688‬‬ ‫‪56.844‬‬ ‫سيدي مبروك‬

‫‪50.140‬‬ ‫‪38.515‬‬ ‫‪62.194‬‬ ‫‪32.503‬‬ ‫القماص‬

‫‪47.314‬‬ ‫‪55.064‬‬ ‫‪43.678‬‬ ‫‪22.231‬‬ ‫التوت‬

‫‪34.207‬‬ ‫‪27.069‬‬ ‫‪13.628‬‬ ‫‪4.842‬‬ ‫‪5‬جويمية‬

‫‪50.446‬‬ ‫‪57.521‬‬ ‫‪72.535‬‬ ‫‪47.415‬‬ ‫المنظر الجميل‬

‫‪44.240‬‬ ‫‪51.297‬‬ ‫‪42.005‬‬ ‫‪31.016‬‬ ‫بوذراع صالح‬

‫‪66.123‬‬ ‫‪81.701‬‬ ‫‪79.534‬‬ ‫سيدي راشد ‪ +‬قطوني ‪103.903‬‬

‫‪31.331‬‬ ‫‪39.949‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الزيادية‬

‫‪458.105‬‬ ‫‪478.069‬‬ ‫‪441.651‬‬ ‫‪354.284‬‬ ‫البمدية‬

‫المصدر‪ +AMRI brahime : pollution et nuissances environnementales ,2008 ,p81,98 :‬معالعة الطلبة‬

‫‪75‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫مواطن الضعف‬ ‫مواطن القوة‬

‫‪ -‬احلالة ادلعيشية السيئة للسكان ادلقيمني بادلدينة القدمية‪.‬‬ ‫‪ o‬تواجد عدد البأس بو من اجلمعيات ذات الطابع‬
‫‪ -‬نقص الوعي لدى السكان خاصة فيما خيص الرتاث‬ ‫الثقايف‪.‬‬
‫العمراين‪.‬‬ ‫‪ o‬خليط اجتماعي شليز‪.‬‬

‫‪ -‬مشكل اإلرث و حتديد ادللكيات‪.‬‬ ‫‪ o‬رلتمع مازال زلافظ على عاداتو و تقاليده القدمية‪.‬‬
‫‪ o‬ازدىار النشاطات التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬االستيالء على السكنات بطرق ملتوية‪.‬‬
‫‪ o‬ادلدينة القدمية الزالت ىي مركز مدينة قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -‬كثافة سكانية عالية داخل السكنات‪.‬‬
‫‪ o‬تنوع وظيفي للمدينة‪ ،‬جتاري‪ ،‬إداري و حريف‪..‬إخل‪.‬‬
‫‪ -‬ظروف سكنية غري الئقة ببعض السكنات‪.‬‬
‫‪ o‬حظرية سكنية مهمة‪ ،‬خاصة إذا ما يتم ترميمها‪.‬‬
‫‪ -‬األنشطة احلرفية أخذة يف الزوال‪.‬‬
‫‪ o‬ثراء من الناحية التارخيية و األثرية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب شبو تام لقطاع السياحة‪.‬‬ ‫‪ o‬إعادة استعمال بعض العناصر الرتاثية اجلد قدمية يف‬
‫‪ -‬عدم إتقان الطرق التقليدية يف البناء‪.‬‬ ‫العمارة التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬يد عاملة غري مؤىلة‪.‬‬ ‫‪ o‬موقع و منظر طبيعي شليز‪.‬‬
‫‪ -‬غياب مؤسسات متخصيصة يف ترميم ادلباين‪.‬‬ ‫‪ o‬ثراء و تنوع تراثي‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار التجارة غري الرمسية‪.‬‬ ‫‪ o‬وجود حظرية عقارية مهمة ميكن اسرتجاعها‪.‬‬
‫‪ o‬ادلدينة القدمية تسري حاليا وفق ما ميليو سلطط احلفاظ‬
‫‪ -‬انتشار ظاىرة البازارات‪.‬‬
‫على الرتاث العمراين حبكم أهنا قطاع زلفوظ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إمكانية دخول بعض األجزاء من ادلدينة ميكانيكا‪،‬‬
‫‪ o‬مدينة قسنطينة ىي مدينة جامعية‪.‬‬
‫خاصة اجلزء السفلي من السويقة‪.‬‬
‫‪ -‬تدىور شبكة الصرف الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬سكنات متدىورة بشكل كبري متثل خطرا على ادلارة‪.‬‬
‫‪ -‬تلوث رلرى واد الرمال‪.‬‬
‫‪ -‬األطالل أو ادلباين ادلهدمة تعكس صورة سلبية جدا‬
‫للمدينة القدمية‪ ،‬كما أهنا تبعث اإلحساس بالالأمن‪ ،‬و‬
‫تساعد على انتشار بعض النشاطات الغري سوية‪.‬‬
‫‪ -‬بريوقراطية إدارية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب أرشيف‪ ،‬خاصة ما تعلق بالفرتة االستعمارية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة القيام بدراسات معمقة على الرتاث العمراين‬
‫بادلدينة القدمية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫المخاطر‬ ‫الفرص‬
‫‪ o‬اذلدم العمدي للمباين‪ ،‬و ذلك لالستفادة من عمليات‬ ‫‪ o‬حالة اقتصادية نوعا ما حسنة ميكن استثمارىا يف بعث‬
‫اإلسكان‪.‬‬ ‫مشاريع كربى للنهوض بادلدينة القدمية و ترميمها و‬
‫‪ o‬انتشار البازارات و بعض أنواع التجارة األخرى الدخيلة على‬ ‫احلفاظ عليها‪.‬‬
‫ادلدينة و اليت تشكل خطرا على ىويتها‪.‬‬ ‫‪ o‬وجود سلطط احلفاظ على الرتاث العمراين‪.‬‬
‫‪ o‬اختفاء ذلك التنوع الوظيفي الذي كان مييز ادلدينة القدمية قدميا‪.‬‬ ‫‪ o‬إمكانية ترميم ادلباين و االرتقاء بالبيئة احلضرية وارد‪.‬‬
‫‪ o‬التدىور الكبري للرتاث العمراين و كذا الوترية السريعة لذلك‪.‬‬ ‫‪ o‬مرتوبولية مدينة قسنطينة جيب أن ال تتم إال من خالل‬
‫‪ o‬سرقة بعض العناصر األثرية و حتويلها إىل أماكن أخرى قد‬ ‫تعظيم القيمة الرتاثية للمدينة القدمية‪.‬‬
‫تتعدى حدود الوالية‪.‬‬
‫‪ o‬يتم تسيري ادلدينة القدمية على أساس كوهنا قطاع زلفوظ‪ ،‬شلا‬
‫يطرح إشكاالت كبرية خاصة إداريا‪.‬‬
‫‪ o‬خطورة التدخل على الرتاث العمراين هبدف تسخريه سياحيا‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪ o‬خطر يكمن يف ابتعاد مشاريع الرتميم عن حتقيق اذلدف األمسى‬
‫و ىو إعادة االعتبار للمدينة القدمية و ىو شيء وارد‪.‬‬
‫‪ o‬استقبال عدد ىائل من السكان من خارج ادلدينة‪ ،‬نتيجة النزوح‬
‫الريفي و الظروف األمنية اليت مرت هبا البالد‪ ،‬شلا شجع بدوره‬
‫بروز ظاىرة جديدة ىي االستيالء على السكنات ادلرتوكة بطريقة‬
‫غري شرعية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬اإلمكانيات التراثية بالمدينة القديمة ‪:‬‬


‫تتميز المدينة القديمة لقسنطينة بخصوصية عمرانية و معمارية زاد مف رونقيا و جماليا و أصالتيا و كذا‬
‫بروزىا‪ ،‬تموضعيا عمى صخرة‪ ،‬أعطت ىذه األخيرة تمي از لممدينة ال يوجد بباقي مدف العالـ‪ ،‬ضؼ إلى‬
‫ىذا كونيا مف أقدـ مدف العالـ و نتائج التنقيب عف اآلثار خير دليؿ عمى ذلؾ‪.‬‬
‫و عمى عكس المدف األخرى القديمة‪ ،‬فالمدينة القديمة بقيت و إلى حد الساعة تحافظ عمى دورىا كمركز‬
‫لممدينة و تقوـ بدورىا عمى أكمؿ وجو‪.‬‬
‫ىذا المركز القديـ بصفتو وحدة حضرية و تراثية و تاريخية‪ ،‬تتميز بصنفيف مف األنسجة العمرانية ىما‬
‫النسيج التقميدي و النسيج األوروبي‪ ،‬أصبح اليوـ مركز متعدد الوظائؼ بالنسبة لمدينة قسنطينة‪ ،‬تميزه‬
‫يكمف في الحيوية التي يعرفيا و كذا الدور الذي يقوـ بو خاصة و ىو مفترؽ الطرؽ ألربعة محاور‬

‫‪77‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫رئيسية‪ ،‬ىذا الدور ورثتو المدينة القديمة عف الماضي‪ ،‬حيث نجد أنيا كانت في العيد الروماني تجمعا‬
‫رئيسيا لروما االتحادية ( ‪ ) La Confédération Romaine‬و في العيد العثماني مثمت مركز حكـ بايمؾ‬
‫الشرؽ‪ ،‬و أصبحت مدينة متروبولية جيوية (‪ )Métropole Régionale‬خبلؿ الحقبة االستعمارية ‪ ،‬لتصبح‬
‫حاليا المركز الرئيسي لوالية قسنطينة (‪.)Chef lieu de Wilaya‬‬
‫تتميز الصخرة أو المدينة القديمة بنسيج عمراني كثيؼ‪ ،‬أزقة متشعبة و متداخمة‪ .‬تفاعؿ كؿ ىذه العناصر‬
‫نتج عنو عمارة غنية و متنوعة‪ ،‬متمثمة في مجموعة مف المباني المختمفة مف الناحية المعمارية و كذا‬
‫بعض المعالـ و الشواىد الماثمة إلى يومنا ىذا‪.‬‬
‫التدخؿ االستعمار عمى النسيج التقميدي لممدينة القديمة‪ ،‬مف خبلؿ عممية إعادة ىيكمة الجزء العموي مف‬
‫المدينة أو القصبة‪ ،‬شكؿ كذلؾ إثراء لمقيمة المعمارية و الحضارية لممدينة القديمة حتى و إف كاف ذلؾ‬
‫عمى حساب بعض المباني التقميدية و كذا بعض المعالـ األخرى‪ ،‬ألنو ال يمكننا أف نتغاضى عف القيمة‬
‫المعمارية التي أضافتيا المباني األوروبية إلى المدينة القديمة و بذلؾ أصبحنا أماـ ثبلثة أنسجة عمرانية‪،‬‬
‫األوؿ تقميدي إسبلمي و الثاني أوروبي و الثالث مختمط أو ىجيف‪ ،‬الشيء الذي زاد في تنوع التراث‬
‫العمراني لممدينة القديمة‪.‬‬
‫قيمة التراث العمراني بالمدينة القديمة‪:‬‬
‫أ‪ -‬القيمة الحضرية‪:‬‬

‫في ىذا الصدد أشار كانديميس ‪ Candilis‬إلى أىمية ربط مفيوـ الفضاء الحضري بمفيومي التعبير‬
‫الفيزيائي و التنظيـ االجتماعي مؤكدا بأف ىدؼ كافة مشاريع التطوير الحضري ىو تنظيـ العبلقة ما‬
‫‪11‬‬
‫بيف العاـ و الخاص عمى وفؽ نسؽ شامؿ قابؿ لئلدراؾ‪.‬‬
‫لذلؾ فالعبلقة بيف العاـ و الخاص و حدود االلتقاء بينيما نجدىا أكثر وضوحا في تحديدىا و‬
‫تمايزىا في المدف التقميدية (ذات التنظيـ العضوي) منيا في المدف المعاصرة (ذات التنظيـ الشبكي)‪.‬‬
‫مثمما تأثرت العمارة بالمناخ تأثر تخطيط المدف أيضا بنفس العامؿ‪ ،‬ففي المدف اإلسبلمية والتي‬
‫تقع في غالبيتيا في مناطؽ حارة وبدرجات متفاوتة جاءت الشوارع واألزقة منكسرة‪ ،‬غطيت في بعض‬
‫األحياف ليتشكؿ ما يسمى بالساباط‪ ،‬وقد جاء ىذا التخطيط ليستجيب لطبيعة المناخ‪ ،‬حيث تعمؿ‬
‫انكسارات الشوارع عمى تكسير الكتؿ اليوائية الساخنة والزوابع الرممية و إحداث أماكف ظميمة‪ ،‬فضبل‬

‫‪11‬‬
‫هاشم عبود الموسوي و حٌدر صالح ٌعقوب‪ ،‬التخطٌط و التصمٌم الحضري (دراسة نظرٌة تطبٌقٌة حول المشاكل الحضرٌة)‪ ،‬دار الحامد‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى ‪.5449‬ص‬

‫‪78‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫عف دورىا العسكري الذي ييدؼ إلى إعاقة حركة العدو في حالة دخولو إلى المدينة‪.‬ومف بيف العوامؿ‬
‫‪-‬إف لـ نقؿ أىميا‪ -‬العامؿ الديني خاصة في الحضارة اإلسبلمية‪ ،‬فقد كانت العمارة وتخطيط المدف‬
‫في اإلسبلـ نابعا في كثير مف األحياف مف تعاليـ الديف اإلسبلمي‪ ،‬ولعؿ مف بيف األمثمة عمى ذلؾ‬
‫نذكر تخطيط البيت (المسكف) الذي كاف يتسـ بانفتاحو عمى الداخؿ وانغبلقو عمى الخارج ليحفظ‬
‫ويصوف حرمة ساكنيو‪ ،‬بحيث ال يمكف لمف في الشارع أف يرى ما بداخؿ الدار‪ ،‬في حيف يمكف لمف‬
‫بداخؿ الدار أف يرى ما في الشارع عبر النوافذ التي سدت بستائر خشبية تعرؼ بالمشربيات‪ ،‬كما‬
‫يمكف لمحريـ أف يتمتعف باليواء النقي والتطمع إلى الفضاء الخارجي مف خبلؿ الفناء (وسط الدار‪،‬‬
‫الصحف) الذي يتوسط المسكف‪ ،‬فقد كاف ىذا الفناء بمثابة روضة تتوسطو نافورة تتدفؽ منيا المياه‬
‫وحوليا تغرس شجيرات وأزىار تنبعث منيا الروائح الزكية‪ ،‬فضبل عف تناوب حركة أشعة الشمس‬
‫والظبلؿ مف جية إلى أخرى وىبوب اليواء والنسيـ‪ ،‬وفضبل عف ىذا كاف الفناء يجمع مختمؼ أفراد‬
‫العائمة وفيو يجد األطفاؿ راحتيـ في المعب والمرح مما يجعميـ في غنى عف الخروج إلى‬
‫الشوارع‪.‬وكما أثر الديف اإلسبلمي في تخطيط عمارة المسكف أثر أيضا في تخطيط المدينة وما تشتمؿ‬
‫عميو مف شوارع و أسواؽ وأحياء وغيرىا‪ ،‬فقد كانت المدينة تضـ في مركزىا األقساـ العامة كالجامع‬
‫واألسواؽ والفنادؽ ومقر الحكـ في حيف كانت األحياء السكنية في أطراؼ المدينة بعيدة عف الغوغاء‬
‫والضوضاء وعف عامة الناس حتى ال يتأذى السكاف مف تطمع المارة إلى البيوت‪.‬و مف خبلؿ ىذيف‬
‫المثاليف يمكف توضيح مدى عبلقة الديف الذي ىو أىـ رمز مف رموز اليوية لدى المجتمعات‬
‫اإلسبلمية بفف العمارة وعمراف المدف‪.‬‬
‫لذلؾ فإف النسيج الحضري التقميدي (بنظامو العضوي و مضامينو الفكرية و المعنوية) يمثؿ خطوة‬
‫ناج حة و ميمة في كيفية تحديد التنظيـ الفضائي المناسب لبيئة المناطؽ و المدف العربية أو‬
‫اإلسبلمية بما يتبلئـ مع متطمباتيا (االجتماعية‪ ،‬المناخية‪ ،‬التقنية‪ ،‬الوظيفية‪ ،‬الجمالية و غيرىا) ‪.‬‬
‫فالتوجو الداخمي و الطرؽ المتعرجة و تدرج الخصوصية في طرقيا مف العاـ (شراييف الحركة‬
‫الرئيسية) ثـ إلى شبو العاـ (الحمقة الرابطة لمطرؽ) ثـ إلى شبو الخاص (األزقة الحضرية)‪ ،‬ثـ إلى‬
‫الخاص جدا (الطرؽ المسدودة النياية ‪ ،)Impasses‬جعؿ مف التنظيـ الفضائي العضوي يتصؼ‬
‫بخصوصية و مبلئمة عالية لبيئتو الحضرية زمانا و مكانا‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫ب‪ -‬القيمة المعمارية‪:‬‬


‫عمى العموـ المنازؿ و الدور ذات القيمة المعمارية ىي تمؾ المنازؿ الكبيرة‪ ،‬ذات المساحة الشاسعة‪،‬‬
‫و العائدة إلى عائبلت كبيرة و بارزة في المجتمع أو إلى البايات و حتى إلى حاشية البايات الذيف تعاقبوا عمى‬
‫حكـ قسنطينة ‪ ،‬ىذه األخيرة كانت ليا القدرة المالية عمى شراء مواد بناء باىظة الثمف و كذا االستعانة‬
‫بحرفييف و معمارييف متميزيف‪.‬‬
‫تتميز ىده المنازؿ عف األخرى بالمكونات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬األقواس (‪)Les Arcs‬‬
‫األعمدة و التيجاف (‪)Les Colonnes et les Chapiteaux‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مصنوعات خشبية باستعماؿ خشب ذو قيمة (‪)La Menuiserie en Bois Noble‬‬
‫‪ ‬القبب (‪)Les Coupoles‬‬
‫‪ ‬استعماؿ بعض مواد البناء في التزييف و التمبيس كالرخاـ و الببلط المزخرؼ (‪ )La Faïence‬و الجبس‬
‫المنقوش‪.‬‬

‫صىرة رلن(‪:)11‬أعوذة جبهع طىق الغشل أو الببي‬ ‫صورة رقم(‪ :)20‬أقواس و تٌجان الجامع‬
‫الكبٌر‬

‫صىرة رلن(‪ )14‬لبت جبهع طىق الغشل أو الببي‬ ‫صىرة رلن(‪ :)13‬ألىاص و حٍجبى جبهع‬
‫الكخبًٍت‬

‫‪80‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫ت‪ -‬القيمة التاريخية و الحضارية‪:‬‬


‫يعد التراث العمراني مف المنظور التاريخي الحضاري كنز حضاري ثميف فيو يشكؿ شاىدا ورم از‬
‫صادقا عمى اإلبداع اإلنساني ورؤاه الفنية عبر مسيرة التاريخ الحضاري العمراني ‪،‬فيو يعمؿ عمى إبراز‬
‫عناصر الفف والجماؿ والتميز واإلبداع واألصالة‪ ،‬وبيذا فيو يشكؿ خير لبنة لبناء صروح وحدة األمـ‬
‫وتماسكيا‪ .‬فالتراث العمراني يعكس جانبا مف جوانب اليوية الوطنية لمدوؿ ‪،‬وذلؾ مف خبلؿ إبراز دورىا‬
‫التاريخي وأصالة شعبيا و حضارتيا‪.‬‬
‫ويمكف قياس األىمية التاريخية لمتراث العمراني مف خبلؿ مؤشريف أساسيف ىما‪:‬‬
‫‪ o‬المؤشر الزمني‪ :‬ويعبر عنو تاريخ إنشاء المبنى‪ ،‬حيثما يزداد أىمية ىذا المؤشر بزيادة عمر‬
‫المبنى التراثي (األثر العمراني)‪.‬‬
‫‪ o‬المؤشر الرمزي ‪:‬ويرتبط بعدة عوامؿ‪ ،‬مثؿ مدى تعبير المبنى التراثي عف عصره وتاريخو ‪ ،‬ندرة‬
‫المبنى وتميزه مقارنة بمباني أخرى مف نفس الفترة الزمنية ‪،‬ومدى أصالة مواد المبنى ونسبة‬
‫التغيرات فيو‪.‬‬
‫و نقصد ىنا البنايات التي لعبت دو ار في تاريخ المدينة أو في الحياة العامة لمشخصيات التاريخية‬
‫و نذكر ىنا عمى سبيؿ المثاؿ‪:‬قصر أحمد باي ‪ ،‬دار الدايخة بنت الباي‪ ،‬دار بف باديس‪ ،‬دار شيخ‬
‫لعرب‪ ،‬دار قايد الرحبة‪ ،‬دار إنجميز باي‪ ،‬إقامة صالح باي‪.....‬إلخ‪.‬‬

‫صورة رقم (‪:)52‬قصر الحاج أحمد‬


‫باي‬

‫صورة رقم (‪:)52‬دار انجليز‬ ‫صورة رقم (‪:)52‬دار الدايخة بنت الباي‬
‫باي‬
‫صورة رقم (‪:)52‬دار العالمة عبد الحميد ابن‬
‫باديس‬
‫‪81‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫ث‪ -‬القيمة العممية‪:‬‬

‫يضـ التراث العمراني بيف ثناياه الكثير مف األسس والمبادئ العمرانية التي البد مف الوقوؼ عندىا‬
‫والقياس عمييا لممساعدة في تطوير البيئة العمرانية المعاصرة‪ ،‬عمى مستوى المدف والتخطيط العمراني‬
‫وعمى مستوى العمارة كالمساجد والمنازؿ والشوارع واألسواؽ‪.‬‬
‫لذا فإف االستقراء مف األساليب العممية في مجاؿ عموـ العمراف ‪،‬وتشكؿ النماذج التاريخية أحد أىـ‬
‫مصادر المعرفة والقياس وال يمكف ألمة تبحث عف االستم اررية الحضارية أف تسند كميا إلى نماذج دخيمة‬
‫و تيمؿ نماذج عمرانية أصمية أنتجيا فكر اإلنساف مف خبلؿ تجاربو عبر مسيرة التاريخ الحضاري‪.‬‬
‫ج‪ -‬القيمة االجتماعية‪:‬‬
‫تبرز أىمية التراث العمراني مف المنظور االجتماعي في المنافع والفوائد االجتماعية المتعددة و‬
‫المتنوعة‪ ،‬فيو يغذي و ينمي روح االنتماء و اليوية لمشعوب بتمسكيا بحضارتيا و أصالة تراثيا العمراني‬
‫الذي ال تود أف تنفصؿ أو تنفؾ عنو‪.‬‬
‫لذلؾ وجب إعادة الحياة إلى المواقع والمباني التاريخية مما يساعد عمى ربط المجتمعات بتراثيا‬
‫وثقافتيا أيضا لو األثر الفاعؿ في تواصؿ األجياؿ مف خبلؿ ربط الماضي بالحاضر الستشراؼ المستقبؿ‪.‬‬
‫ه‪-‬القيمة الجمالية‪:‬‬
‫تتضمف القيمة لمخصائص التي مف خبلليا يصبح المبنى التقميدي محو ار ميما مف الناحية‬
‫الوطنية أو الثقافية أو الروحية ويمكف أف يرى المجتمع المحمى أو الوطني في مباف التراث العمراني‬
‫مصد ار لمفخر أو رم از لمثقافة العمرانية المحمية التي تتخذ جماليات الماضي قيمتيا وأىميتيا مف ذاتيا‪.‬‬
‫وتنبع أىمية مواقع ومعالـ التراث العمراني مف أنيا تحوي مباني قديمة ذات مفردات وعناصر‬
‫مستمدة مف أصالتيا وميارة صناعتيا‪.‬وىي المعيار األكثر موضوعية لتحديد األىمية بحيث‬
‫ّ‬ ‫نادرة ومنفردة‪،‬‬
‫ترتبط بالخمفية الثقافية والذوؽ الشخصي‪.‬‬
‫ومف خبلؿ ىذه القيمة واألىمية يمكف تفسير انجذاب العديد مف الناس لمناطؽ ومواقع التراث‬
‫تعد عمؿ جمالي ‪،‬وىي قيمة تعكس ثقافة المجتمع المحمي مف‬
‫العمراني‪ ،‬فالمباني التراثية والمدف التاريخية ّ‬
‫خبلؿ تصميـ المبني ومستوى الحرفية فيو ونوعية المواد المستخدمة في بنائو‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -‬كما يمثؿ التراث العمراني والمناطؽ التاريخية بكؿ ما فييا مدرسة تخطيطية و معمارية يمكف االستمياـ‬
‫وجماليا إضافة إلى حسف توظيؼ‬
‫ً‬ ‫وظيفيا‬
‫ً‬ ‫منيا لتميز طرزىا المعمارية وكفاءة استغبلؿ الفضاء فييا‬
‫‪12‬‬
‫استعماؿ مواد البناء المحمية كما تقدـ نماذج لبلنسجاـ بيف اإلنساف والبيئة المحيطة بو‪.‬‬

‫الصورة رقم(‪ :)29‬قصر الحاج أحمد باي‬

‫‪12‬‬
‫ناهد عمٌل عبر مسلح‪ ،‬إعادة إحٌاء و ترمٌم البلدة القدٌمة فً قرٌة عورتا ‪،‬عامعة نابلس – فلسطٌن <‪ ، 544‬ص ‪.46‬‬

‫‪83‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪13‬‬
‫الجذول (‪ )2‬رلن‪:‬هلخص لبعض الخجهٍشاث المذٌوت الخً هب سالج هخبمٍت لحذ اَى ببلوذٌٌت المذٌوت‬
‫ادلسجد الكبري (‪ ، (3311‬مسجد صاحل باي أو الكتانية (‪ ،)3771‬سيدي األخضر(‪ ،)3771‬سوق الغزل‬
‫(‪، )3711‬مسجد االستقالل‪ ،‬سيدي عفان‪ ،‬سيدي ميمون‪ ،‬سيدي مغرف‪ ،‬سيدي عبد ادلؤمن‪ ،‬سيدي زلمد الدباغني‪،‬‬ ‫المساجد‬
‫سيدي قموش‪ ،‬األربعني شريف‪ ،‬سيدي عبد الرمحان القروي‪ ،‬عمر الوزان‪ ،‬سيدي جليس‬
‫سيدي الكتاين أو الكتانية‪ ،‬العريب بن مهيدي‪ ،‬مدرسة سيدي األخضر‬ ‫المدارس‬
‫زاوييت عبد الرمحان باش تارزي‪ ،‬التيجانية السفلى و العليا‪ ،‬السيدة حفصة‪ ،‬العيساوية‪ ،‬بوعبد اهلل الشريف‪ ،‬سيدي الدرار‪،‬‬ ‫الزوايا‬
‫الطيبية‪ ،‬حنصالة‪ ،‬القادرية‪ ،‬بن الشيخ لفقون ‪.....‬‬
‫درب بن شريف‪ ،‬درب بن الشيخ لفقون‬ ‫الدروب‬
‫بوقفة‪ ،‬دقوج‪ ،‬سوق الغزل‪ ،‬باي نعمان‪ ،‬بلبجاوي‪ ،‬بن طوبال‪ ،‬البطحة‪..... ،‬‬ ‫الحمامات‬
‫العقيد سي احلواس (أمام قصر الباي)‪ ،‬سيدي جليس‪ ،‬سوق العصر‪ ،‬الرصيف‪ ،‬الزاليقة‪ ،‬رحبة الصوف‪ ،‬رحبة اجلمال‬ ‫الرحاب‬
‫قصر احلاج أمحد باي (‪ 3311‬م)‬ ‫القصور‬
‫جسر باب القنطرة‪ ،‬سيدي راشد‪ ،‬الشالالت‪ ،‬مالح سليمان‪ ،‬الشيطان‬ ‫الجسور‬
‫بن محادي‪ ،‬باش تارزي‪ ،‬جاب اهلل‪ ،‬الزيات‪ ،‬الزيت‪ ،‬ادلزايب‪....‬‬ ‫الفنادق‬
‫الزاليقة‪ ،‬جامع خلضر‪ ،‬مالح سليمان‪ ،‬سيدي عبد ادلؤمن‪........‬‬ ‫العيون‬

‫غير أف الحالة العامة ليذه التجييزات ال تدعو إلى االرتياح‪ ،‬ألنيا تعاني مف تدىور مستمر عدا بعضيا‬
‫و األمثمة كثيرة‪ ،‬كما يمكننا اإلشارة إلى تغير وظيفة البعض منيا‪ ،‬و عمى سبيؿ المثاؿ نذكر الفنادؽ و‬
‫التي تحولت إلى متاجر تباع فييا األلبسة و ىي التي كانت تستعمؿ لممبيت ليبل و كذا الرحاب و التي‬
‫تخمت عف وظيفتيا و تخصصيا لتصبح مرتعا لمتجارة غير الرسمية (أنظر الصورة رقـ‪.)، 30‬‬

‫صورة رقم (‪ )31‬تبٌن تحوٌل فندق الى متاجر‬

‫‪13‬‬
‫مقال لألستاذ بن الشٌخ الحسٌن ولٌد‪ ،‬بعنوان" إعادة االعتبار للتراث العمرانً فً إطار تظاهرة قسنطٌنة عاصمة الثقافة العربٌة‪2015‬‬
‫وأثره على التنمٌة السٌاحٌة بمدٌنة قسنطٌنة‪ ،‬فً معلة الحوار الثقافً‪ .‬عامعة مستغانم‪.‬ص ‪.111‬‬

‫‪84‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫كما ال تفوتنا اإلشارة ىنا إلى بعض التجييزات التي بقيت محافظة و إلى يومنا ىذا عمى نشاطيا‬
‫األساسي و تؤدي خدماتيا عمى أكمؿ وجو و ىي المساجد و الزوايا و الحمامات و كذا الجسور‪.‬‬
‫‪-‬المساجد الجامعة و مساجد األحياء‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)9‬المساجد الجامعة الباقية بالمدينة القديمة‬
‫الصورة‬ ‫تاريخ البناء‬ ‫الجوامع‬
‫‪ 1136‬خالل الفترة الحمادية‬ ‫الجامع الكبير‬
‫‪2‬‬
‫مساحتو‪ 530.4 :‬ـ‬
‫العنواف‪:‬شارع العربي بف‬
‫مييدي‪.‬‬

‫‪ 1731‬خالل الفترة العثمانية‬ ‫جامع سوق الغزل‬


‫أيس تثُائه انثاي حسٍ وكاٌ ذنك عاو‬ ‫مساحتو‪ 880 :‬ـ‪.2‬‬
‫‪4411‬هـ‪4311-‬و) حىنته انمٍادج انعسكسٌح‬ ‫العنواف‪ :‬شارع ديدوش مراد‪.‬‬
‫انفسَسٍح إنى كاتدزائٍح وظم كرنك إنى أٌ‬
‫عاد إنى أصهه تعد االستمالل‪.‬‬

‫‪ 1743‬خالل الفترة العثمانية‬ ‫الجامع لخضر‬


‫‪2‬‬
‫أيس تثُائه انثاي حسٍ تٍ حسٍٍ انًهمة أتى‬ ‫مساحتو‪ 520:‬ـ ‪.‬‬
‫حُك فً عاو (‪4311-4413‬و) كًا ٌدل‬ ‫العنواف‪ 175 :‬شارع قديد‬
‫عهٍه انُمش انكتاتً انًثثت عهى نىح يٍ‬
‫صالح‬
‫انسخاو فىق تاب انًدخم‪ ،‬وتىجد تجاَة‬
‫انًسجد يمثسج تضى عدج لثىز يٍ تٍُها لثس‬
‫انثاي حسٍ‪.‬‬
‫‪ 1776‬خالل الفترة العثمانية‬ ‫جامع الكتانية‬
‫‪2‬‬
‫يوجد بساحة "سوؽ العصر" حاليا‪ ،‬أمر‬ ‫مساحتو‪ 600 :‬ـ ‪.‬‬
‫العنواف‪ 05 :‬شارع بوىالي صالح باي بف مصطؼ ببنائو في عاـ‬
‫(‪1190‬ىػ‪ )1776-‬والى جانبو توجد مقبرة‬ ‫سعيد‪.‬‬
‫عائمة صالح باي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫من إنعاز الطالبتٌن‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪15‬‬
‫جدول رقم(‪ :)11‬أهم مساجد األحياء التي مازالت تؤدي وظيفتها عمى أكمل وجه‬
‫الصورة‬ ‫الخصائص العامة‬ ‫المساجد‬
‫مساحتو‪ 182 :‬ـ‪. 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مسجد الربعين شريف‬
‫تابع لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ 31 :‬شارع بف باديس‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مساحتو‪ 310 :‬ـ‪. 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مسجد سيدي ميمون‬


‫تابع لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سوفي‬ ‫شارع‬ ‫‪11‬‬ ‫العنواف‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصطفى‪.‬‬

‫مساحتو‪ 120 :‬ـ‪.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مسجد سيدي مغرف‬


‫تابع لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ :‬شارع عبد اهلل باي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪15‬‬
‫من إنعاز الطالبتٌن‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪2‬‬
‫ـ ‪.‬‬ ‫مساحتو‪338 :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مسجد عبد المؤمن‬
‫تابع لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ 52 :‬شارع رواغ سعيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫مساحتو‪ 320 :‬ـ‬ ‫‪-‬‬ ‫مسجد سيدي عفان‬
‫تابع لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ :‬شارع بف زقوطة محمد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬الشواٌب‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫جذول رلن(‪ :)22‬الشواٌب الوهوت ببلوذٌٌت المذٌوت‬
‫الصورة‬ ‫الخصائص العامة‬ ‫الزاوية‬
‫المساحة‪---- :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التيجانية السفمى‬
‫تابعة لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ 31 :‬شارع بورورش الطيب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المساحة‪ 222 :‬ـ‪.2‬‬ ‫‪-‬‬


‫تابعة لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التيجانية العميا‬
‫العنواف‪ 02 :‬شارع قديد صالح‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪16‬‬
‫من إنعاز الطالبتٌن‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫المساحة‪ 220 :‬ـ‪.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عبد الرحمان بشتارزي‬


‫ممكية خاصة (عائمة بشتارزي)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ :‬شارع اإلخوة عرفة‪ .‬رقـ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.92‬‬

‫المساحة‪ 90 :‬ـ‪.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العيساوية‬


‫تابعة لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ :‬شارع صبلحي الطاىر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المساحة‪ 60 :‬ـ‪.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السيدة حفصاء‬


‫تابعة لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ :‬عبد اهلل باي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المساحة‪ 90 :‬ـ‪.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الطيبية‬


‫ممكية خاصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ 02 :‬شارع بوىالي عمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المساحة‪-----------:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بوعبد اهلل الشريف‬


‫تابعة لؤلوقاؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنواف‪ :‬شارع بوطبة عمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪88‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -‬الحوبهبث‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫جذول رلن (‪ )21‬بعض الحوبهبث الىظٍفٍت و الغٍز وظٍفٍت‬
‫الصىرة‬ ‫الخصبئص العبهت‬ ‫الحوبم‬

‫يساحته‪ 141511 :‬و‪5 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم طىق الغشل‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظٍفً‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪ 441523 :‬و‪52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم بىلفت‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظٍفً‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪------- :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم عىشج‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظٍفً‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪------ :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم دلىج‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظٍفً‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪17‬‬
‫من إنعاز الطالبتٌن‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫يساحته‪-------- :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم الوذرطت‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظٍفً‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪-------- :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم بلحبج‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هصطفى‬
‫وظٍفً‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪-------:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم الثالثت أو‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الشط‬
‫وظٍفً‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪-------- :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم بلبجبوي‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظٍفً‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪ 432531 :‬و‪52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم البطحت‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫يغهك‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫يساحته‪ 243 :‬و‪52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم بي طىببل‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫يغهك‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪90‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫يساحته‪ 481 :‬و‪52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حوبم الببي ًعوبى‬


‫يهكٍح خاصح‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫يغهك‪5‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬الجسور‪:‬‬
‫‪18‬‬
‫الجذول رلن(‪ :)23‬الجظىر الوهوت بوذٌٌت لظٌطٌٍت‬
‫الصورة‬ ‫الخصائص العامة‬ ‫الجسر‬
‫تـ إعادة بناءه سنة ‪ 1863‬مف طرؼ‬ ‫جسر القنطرة‬
‫االستعمار الفرنسي‪ .‬إرتفاعو ‪125‬ـ‬
‫و طولو ‪ 128‬ـ و عرضو ‪10‬ـ‪.‬‬

‫تـ االنتياء مف بناءه سنة ‪ 1912‬مف‬ ‫جسر سيدي راشد‬


‫‪12‬ـ‪،‬‬ ‫الفرنسييف‪.‬عرضو‬ ‫طرؼ‬
‫ارتفاعو ‪ 105‬ـ و طولو ‪ 447‬ـ‪.‬‬

‫تـ االنتياء مف بناءه سنة ‪.1925‬‬ ‫جسر مالح سميمان‬


‫طولو ‪ 125‬ـ و عرضو ‪ 2.5‬ـ و‬
‫ارتفاعو ‪ 106‬ـ‪.‬‬

‫بناه الفرنسيوف عاـ ‪ 1912‬ويسمى‬ ‫جسر سيدي مسيد‬


‫أيضا بالجسر المعمؽ‪ ،‬يقدر ارتفاعو‬
‫بػ‪175‬ـ وطولو ‪168‬ـ‪ ،‬وىو أعمى‬
‫جسور المدينة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫من إنعاز الطالبتٌن‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫دراسة تحليلية للمدينة القديمة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث األول‬

‫الجسور الصغيرة‪:‬‬
‫‪ -‬جسر الشيطان‪ :‬جسر صغير يربط بيف ضفتي وادي الرماؿ ويقع أسفؿ جسر سيدي راشد‪ .‬بناه‬
‫العثمانييف و تـ ترميمو عدة مرات نظ ار لتضرره مف جراء فيضانات واد الرماؿ‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ :)30‬جسر الشٌطان‬


‫‪ -‬الجسر الروماني‪:‬يقع مباشرة تحت جسر القنطرة‪ .‬بناه الروماف و تـ ترميمو سنة ‪ 1792‬خبلؿ‬
‫الفترة العثمانية‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ :)32‬الجسر الرومانً‬

‫‪ -‬جسر الشالالت‪ :‬يوجد عمى الطريؽ المؤدي إلى المسبح وتعمو الجسر مياه وادي الرماؿ التي تمر‬
‫تحتو مكونة شبلالت‪ ،‬وبني عاـ ‪.1928‬‬

‫‪92‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫عذٔل سلى (‪ )14‬رغشثخ انًذٌُخ انمذًٌخ نمسُطٍُخ فً انؾفبظ عهى انزشاس انعًشاًَ‪:‬‬
‫األوىل من طرف ادلهندس الفرنسي ‪ G.H.Calsate‬و اليت أصبحت فيما بعد مبثابة‬ ‫إنجاز دراستين‬ ‫‪1960‬‬
‫األساس لباقي الدراسات الالحقة‪ ،‬و الثانية‪ ،‬أجنزت من طرف مكتب الدراسات‬
‫العمرانية ‪ BERU‬و كان من اقرتاح الدراستني إخراج ادلركز األوريب من الصخرة‪ ،‬ىذا ادلقرتح‬
‫مل يؤخذ بعني االعتبار‪ ،‬ألن خمتلف ادلنشآت و التجهيزات متواجدة على مستوى الصخرة‪.‬‬
‫الذي اىتم بالتوسعات اجلديدة على حساب جتديد الصخرة و ىذا المتصاص الضغط‬ ‫مخطط التعمير الرئيس ‪PUD‬‬ ‫‪1975‬‬
‫ادلفروض على ادلدينة‬
‫قامت ادلديرية اجلهوية للمركز الوطين لالجناز العمراين ‪CNERU‬بإجناز ادلخطط العمراين‬ ‫إنجاز المخطط العمراني الرئيس الخاص بمدينة‬ ‫‪1982‬‬
‫الرئيس اخلاص مبدينة قسنطينة‪ ،‬حيث طرحت إشكالية جتديد ادلدينة القدمية باحلفاظ على‬ ‫قسنطينة‬
‫معادلها‪ ،‬و استغالل خصائصها ادلتميزة ‪.‬‬
‫بأمر من وزارة التعمري و السكن مت إبرام اتفاقية بني والية قسنطينة و مكتب الدراسات‬
‫العمرانية ‪ ،URBACO‬و ىذا لتويل عملية إعادة ىيكلة و جتديد الصخرة أو ادلدينة‬ ‫عملية إعادة هيكلة و تجديد الصخرة‬
‫القدمية‪ ،‬باالعتماد على ادلعاينة و التحقيقات ادليدانية‪ ،‬و قد أصبحت ىذه الدراسة مرجعا‬ ‫‪1984‬‬
‫للكثري من الدراسات و األحباث اليت تلت بعد ذلك‪.‬‬

‫مت تقسيم ادلدينة القدمية إىل ‪ 80‬قطاعات‪ ،‬و نصبت جلنتان األوىل ثقافية مهمتها اختيار‬ ‫تقسيم المدينة القديمة إلى ‪ 08‬قطاعات‬ ‫‪1988‬‬
‫ادلعامل ذات القيمة الفنية و التارخيية‪ ،‬و الثانية تقنية مهمتها دراسة مقرتحات اللجنة األوىل‪.‬‬
‫المصادقة على القانون ‪ 04/98‬المؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ 1998‬و المتعلق بحماية التراث الثقافي‪.‬‬ ‫‪1998‬‬
‫بعد الزيارة اليت قام هبا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إىل روما علم ‪ ،9111‬و من مثة‬
‫زيارة جلنة إيطالية دلدينة قسنطينة عام ;‪ :88‬م‪ ،‬تقرر إعطاء منحة مالية حلماية ادلدينة‬
‫القدمية‪ ،‬و تولت جامعة روما إجناز دراسة ادلخطط العام و متابعتو‪.‬‬ ‫المخطط العام لحماية الصخرة‪:‬‬ ‫‪2003‬‬
‫و يعد ىذا ادلخطط أداة تقنية إدارية و تنظيمية و تطبيقية‪ ،‬وضعت لتأىيل ادلباين‬ ‫‪MASTER PLAN‬‬
‫القدمية للمدينة‪ ،‬كما يعترب إطارا عاما جملموعة من التدخالت اليت سيتم جتسيدىا‬
‫تدرجييا بغية حتسني الوضعية االقتصادية و االجتماعية للمدينة القدمية‪.‬‬
‫كما يهدف ىذا ادلخطط إىل تزويد اذليئات بطرق و آليات تدخل على ادلدينة القدمية‬
‫‪ ،‬وقد إنطلقت العملية يف ‪ 91‬جوان;‪ .:88‬غري أن ىذا ادلشروع ما يزال حبيس‬
‫األرشيف ألسباب يصعب معرفتها‪.‬‬
‫مت تنصيب خلية عمل حلماية و إعادة تأىيل ادلدينة القدمية و تسيريىا حضريا‪ ،‬يرأسها‬
‫الوايل و تضم <; عضوا‪ ،‬مقرىا مدرسة العريب بن مهيدي‪ ،‬تضم أربع ورش لكل منها‬ ‫مشروع خلية إعادة االعتبار و المحافظة على‬
‫مهمتو اخلاصة‪ ،‬وىي ورشة اإلسرتاتيجية و البحث‪ ،‬ورشة اإلعالم و االتصال‪ ،‬الورشة‬ ‫المدينة القديمة‬ ‫‪2003‬‬
‫التقنية‪ ،‬الورشة القانونية‪.‬‬
‫الدراسات مت تنفيذىا من طرف خمرب ‪ ville Santé‬و مت بعد ذلك معاجلة واجهيت‬
‫منزلني بباب اجلابية و بعض األشغال على مستوى شارع مالح سليمان كتهيئة‬
‫تنفيذ المشروع النموذجي (شارع مالح‬ ‫‪2005‬‬
‫األرضيات و حماولة ترميم بعض ادلباين اليت تشكل خطرا على ادلارة و ىي يف حدود‬
‫سليمان‪ /‬باب الجابية)‬
‫‪ 80‬مباين بالضبط‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫انًششٔع انًُٕرعً شبسع يالػ سهًٍبٌ ‪ -‬ثبة انغبثٍخ‪:‬‬


‫رمذٌى شبسع يالػ سهًٍبٌ‪:‬‬
‫شبسع ِالػ سٍ‪ّ١‬بْ أ‪ ٚ‬شبسع ث‪١‬شغ‪ٛ‬ا (‪ )Perrégaux‬سبثمب‪٠ ،‬ؼزجش اٌشش‪٠‬بْ اٌشئ‪١‬س‪ٌٍّ ٟ‬ذ‪ٕ٠‬خ اٌمذ‪ّ٠‬خ‪،‬‬
‫فف‪ ٟ‬اٌّبػ‪ ٟ‬اٌمش‪٠‬ت وبْ ‪٠‬شثؾ ث‪ ٓ١‬ثبة اٌغبث‪١‬خ ‪ ٚ‬ثبة اٌمٕطشح‪ِٚ ،‬غ ِؾبفظزٗ ػٍ‪ٚ ٝ‬ظ‪١‬فزٗ وشبسع‬
‫رغبس‪ ٞ‬ػٍ‪ِ ٝ‬ش ٘زٖ اٌسٕ‪ ٚ ٓ١‬ئٌ‪ ٝ‬ؽذ اٌسبػخ ‪ ٚ‬ثمبءٖ فؼبء عبرثب ٌسىبْ ِذ‪ٕ٠‬خ لسٕط‪ٕ١‬خ ‪ ٚ‬وزا اٌّذْ‬
‫اٌّغب‪ٚ‬سح ٌ‪ٙ‬ب‪ .‬ئال أْ ِجبٔ‪ ٗ١‬ػشفذ ػذح رغ‪١١‬شاد ال رزّبش‪ ٝ‬ف‪ِ ٟ‬ؼظّ‪ٙ‬ب ِغ اٌطبثغ اٌّؼّبس‪ ٚ ٞ‬اٌؼّشأ‪ٟ‬‬
‫ٌٍّذ‪ٕ٠‬خ اٌمذ‪ّ٠‬خ‪ ،‬ثبإلػبفخ ئٌ‪ ٝ‬و‪ ْٛ‬عٍ‪ٙ‬ب ‪٠‬ؼبٔ‪ ِٓ ٟ‬اٌزذ٘‪ٛ‬س ‪ٚ ٚ‬طٍذ ؽبٌز‪ٙ‬ب ئٌ‪ ٝ‬ؽذ االٔ‪١ٙ‬بس ف‪ ٟ‬ثؼغ‬
‫األؽ‪١‬بْ‪.‬‬

‫صورة جوية رقم (‪:)33‬تحديد موقع شارع مالح سليمان بالنسبة للمدينة القديمة‬

‫‪94‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫‪.1‬يششٔع رٍٓئخ ٔاعٓبد ٔ طشٌك شبسع يالػ سهًٍبٌ‪:‬‬


‫لبَ ِخجش ِذ‪ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬طؾخ (‪ ،)ville et santé‬اٌزبثغ ٌىٍ‪١‬خ اٌ‪ٕٙ‬ذسخ اٌّؼّبس‪٠‬خ ثغبِؼخ لسٕط‪ٕ١‬خ‪ ،‬ثاعشاء‬
‫اٌذساسبد اٌالصِخ ٌٍّشش‪ٚ‬ع ِىٍفب آْ ران ِٓ ؽشف ‪ٚ‬اٌ‪ٚ ٟ‬ال‪٠‬خ لسٕط‪ٕ١‬خ سٕخ ‪.2005‬‬
‫‪ ٚ‬لذ ؽذدد اٌّؾب‪ٚ‬س اٌىجش‪ٌٙ ٜ‬زٖ اٌذساسخ ػٍ‪ ٝ‬إٌؾ‪ ٛ‬اٌزبٌ‪:ٟ‬‬
‫‪ ‬اٌّؼبٌغخ اٌخبسع‪١‬خ ٌٍّجبٔ‪ ( ٟ‬رظٍ‪١‬ؼ األسمف‪ِ ،‬ؼبٌغخ اٌ‪ٛ‬اع‪ٙ‬بد‪... ،‬ئٌخ)‪.‬‬
‫‪ ‬اٌفؼبءاد اٌخبسع‪١‬خ (ئػبدح رٕس‪١‬ك ‪ ٚ‬رٕظ‪ ُ١‬اٌشبسع وّب وبْ ف‪ ٟ‬اٌّبػ‪.)ٟ‬‬
‫‪ ‬اٌشجىخ ( رشِ‪ ُ١‬اٌطش‪٠‬ك ‪ ٚ‬اٌشجىبد اٌظشف اٌظؾ‪ ٚ ٟ‬اٌّبء اٌشش‪ٚ‬ة)‪.‬‬
‫‪ٌ ٚ‬ى‪ٕ٠ ٟ‬فز اٌّشش‪ٚ‬ع ػٍ‪ ٝ‬أوًّ ‪ٚ‬عٗ لبَ اٌّخجش ثزمس‪ ُ١‬شبسع ِالػ سٍ‪ّ١‬بْ ئٌ‪ ٝ‬صالس ِمبؽغ ٘‪:ٟ‬‬
‫‪ o‬انًمطع األٔل‪ ِٓ :‬سبؽخ ثبة اٌغبث‪١‬خ ئٌ‪ ٝ‬رمبؽغ شبسع ِالػ سٍ‪ّ١‬بْ ‪ ٚ‬شبسػ‪ ٟ‬ػجذ هللا ثب‪ٚ ٞ‬‬
‫وش‪ٚ‬اص‪.‬‬
‫‪ o‬انًمطع انضبًَ‪ِ :‬ب ث‪ ٓ١‬شبسع ػجذ هللا ثب‪ ٚ ٞ‬شبسع س‪١‬ذ‪ّٔ ٞ‬ذ‪.ً٠‬‬
‫‪ o‬انًمطع انضبنش‪ ِٓ :‬شبسع س‪١‬ذ‪ّٔ ٞ‬ذ‪ ً٠‬ئٌ‪ ٝ‬سبؽخ ٌؼغبث‪ِ ٟ‬ؾّذ اٌطب٘ش ‪ ٚ‬ؽ‪ ٟ‬اٌجطؾخ‪.‬‬

‫شكل رقم (‪)21‬‬

‫‪.1.1‬انطشق ٔ انشجكبد انًخزهفخ‪:‬‬


‫أطٍمذ األشغبي ف‪ ٟ‬اٌّمطؼ‪ ٓ١‬األ‪ٚ‬ي ‪ ٚ‬اٌضبٔ‪ ٚ ٟ‬ػٕذ االٔز‪ٙ‬بء ِٕ‪ّٙ‬ب رُ أطالق اٌشغبي ف‪ ٟ‬اٌّمطغ اٌضبٔ‪ٚ ٟ‬‬
‫٘زا ِٓ ثبة ػّبْ ػذَ غٍك اٌشش‪٠‬بْ أ‪ ٚ‬اٌشبسع ثأوٍّٗ ف‪ٚ ٟ‬عٗ اٌّبس ‪ ٚ‬اٌسىبْ‪.‬‬
‫ٌىٓ ٔمض األ‪٠‬ذ‪ ٞ‬اٌؼبٍِخ اٌّإٍ٘خ ػمذ ِٓ اٌّ‪ّٙ‬خ‪ ،‬ػف ئٌ‪٘ ٝ‬زا ٔمض اٌّ‪ٛ‬اد األ‪١ٌٚ‬خ ػٍ‪ ٝ‬شبوٍخ أؽغبس‬
‫اٌمشأ‪١‬ذ ‪ ٚ‬وزا اٌؾشف‪ ٓ١١‬اٌّزخظظ‪ ٓ١‬ف‪ ٟ‬طمٍ‪ٙ‬ب‪ ٚ .‬وؾً ِٓ اٌؾٍ‪ٛ‬ي اٌز‪ٌ ٟ‬غأ ئٌ‪ٙ١‬ب اٌمبئّ‪ ْٛ‬ػٍ‪ٝ‬‬
‫اٌّشش‪ٚ‬ع ٔغذ رؼ‪٠ٛ‬غ ؽغبسح اٌزجٍ‪١‬ؾ (‪ )le pavé‬ثأؽغبس ع‪ٟ‬ء ث‪ٙ‬ب ِٓ اٌ‪ٛ‬اد‪ ٚ ،‬أخش‪ ِٓ ٜ‬االسّٕذ‬
‫اٌّظم‪ٛ‬ي‪ ٚ ،‬لذ أز‪ٙ‬ذ األشغبي سٕخ ‪.2002‬‬

‫‪95‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫ؽغبسح رجهٍظ عذٌذح‬


‫رجهٍظ عضئً نشبسع ثٍ‬
‫(ؽغبسح ٔاد)‬
‫شٍكٕ ثبالسًُذ‬
‫انًصمٕل‬

‫ؽغبسح رجهٍظ‬
‫أصهٍخ‬

‫صورة رقم (‪ :)33‬انواع تبليط الشوارع‬

‫‪.2.1‬يعبنغخ ٔاعٓبد انًُبصل‪:‬‬


‫لبَ اٌّخجش ثاعشاء دساسخ ٌ‪ٛ‬اع‪ٙ‬بد ِٕبصي شبسع ِالػ سٍ‪ّ١‬بْ‪ ٚ ،‬رذ‪ ٓ٠ٚ‬وً اٌّالؽظبد ف‪ ٟ‬شىً ثطبلبد‬
‫رمٕ‪١‬خ ِؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪٘ ،‬زٖ األخ‪١‬شح اؽز‪ٛ‬د ػٍ‪ ٝ‬اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اٌزبٌ‪١‬خ‪:‬‬
‫‪ o‬ػٕ‪ٛ‬اْ إٌّضي (ِ‪ٛ‬لغ إٌّضي‪ ،‬اٌشلُ اٌزسٍسٍ‪ٌ ٟ‬ذ‪ ٜ‬اٌجٍذ‪٠‬خ ‪ ٚ‬سلُ إٌّضي ػٕذ ِظبٌؼ ِسؼ‬
‫األساػ‪.)ٟ‬‬
‫‪ّٔ o‬طٗ اٌّؼّبس‪ ٚ ٞ‬اٌؼٕبطش اٌ‪ٕٙ‬ذس‪١‬خ اٌمذ‪ّ٠‬خ اٌّى‪ٔٛ‬خ ٌٗ‪.‬‬
‫‪ o‬اٌؾبٌخ اٌؼبِخ ٌٍ‪ٛ‬اع‪ٙ‬خ‪.‬‬
‫‪ o‬وشف وّ‪ ٚ ٟ‬رمذ‪٠‬ش‪ٌٍ ٞ‬زذخً ػٍ‪ ٝ‬اٌ‪ٛ‬اع‪ٙ‬خ‪.‬‬
‫‪ o‬رؾذ‪٠‬ذ ؽج‪١‬ؼخ اٌزذخالد اٌ‪ٛ‬اعت اٌم‪١‬بَ ث‪ٙ‬ب ػٍ‪ ٝ‬اٌ‪ٛ‬اع‪ٙ‬خ‪.‬‬
‫‪ ٚ‬ثذأد األشغبي ثزشِ‪ٚ ُ١‬اع‪ٙ‬ز‪ ٟ‬إٌّضٌ‪ ٓ١‬سلُ ‪ 11 ٚ 12‬ػٍ‪ِ ٝ‬سز‪ ٜٛ‬سبؽخ ثبة اٌغبث‪١‬خ ثّذخً شبسع‬
‫ِالػ سٍ‪ّ١‬بْ (أٔظش اٌظ‪ٛ‬سح سلُ )‪ ٚ .‬ػٕذ ثذا اٌؼٍّ‪١‬خ ظ‪ٙ‬ش ئٌ‪ ٝ‬اٌ‪ٛ‬ع‪ٛ‬د ِشىً أخش وبْ سجبثب ف‪ ٟ‬ر‪ٛ‬لف‬
‫األشغبي ‪ ٛ٘ ٚ‬اٌؾبٌخ اٌّضس‪٠‬خ ٌ‪ٙ‬ز‪ ٓ٠‬إٌّضٌ‪ ٚ ٓ١‬وزا إٌّبصي األخش‪ ٜ‬اٌّى‪ٔٛ‬خ ٌٍشبسع ‪ ٚ‬اٌز‪ ٟ‬ال ‪ّ٠‬ىٓ‬
‫ِؼبٌغخ ‪ٚ‬اع‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب ِٓ د‪ ْٚ‬رشِ‪ّٙ١‬ب وىً‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ : )33‬لمنزل مرمم من المدينة القديمة‬

‫‪96‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫صورتان رقم (‪ )33‬تبيينان حالة بعض المباني المعرضة لعمليات الترميم‬

‫‪ .2‬يششٔع رشيٍى يُبصل شبسع يالػ سهًٍبٌ ٔ سبؽخ ثبة انغبثٍخ‪:‬‬


‫‪ ٚ‬ثبٌفؼً رُ ثؼش ِشش‪ٚ‬ع عذ‪٠‬ذ ٌزشِ‪ِٕ ُ١‬بصي وً اٌشبسع ‪ ٚ‬وزا سبؽخ ثبة اٌغبث‪١‬خ ‪ ٚ‬ثؼذ ئعشاء اٌذساسخ‬
‫اٌالصِخ رمشس ِب ‪:ٍٟ٠‬‬
‫‪ ‬رشِ‪ ُ١‬سبؽخ ثبة اٌغبث‪١‬خ‪.‬‬
‫‪ ‬رفى‪١‬ه ‪ ٚ‬ئػبدح ثٕبء إٌّضي سلُ ‪.12‬‬
‫‪ ‬رشِ‪ ُ١‬إٌّضي سلُ ‪.11‬‬
‫‪ ‬ثؼش ِشش‪ٚ‬ع رشِ‪ ُ١‬شبسع ِالػ سٍ‪ّ١‬بْ ِٓ عذ‪٠‬ذ ِغ الزظبس اٌزغشثخ ػٍ‪ِٕ 06 ٝ‬بصي فمؾ‪ ،‬راد‬
‫ل‪ّ١‬خ ربس‪٠‬خ‪١‬خ ‪ٕ٘ ٚ‬ذس‪١‬خ ال رمجً إٌمبش (داس ثبثب ثؾش‪ ٞ‬سلُ ‪ ٚ 21‬داس اٌؼش‪١‬شح سلُ ‪ ،22‬داس لب‪٠‬ذ‬
‫اٌشؽجخ سلُ ‪ ٚ 02‬داس ش‪١‬خ اٌؼشة سلُ ‪ ٚ 13‬داس ثٓ خٍ‪ ً١‬سلُ ‪ ٚ 05‬إٌّضي سلُ ‪.52‬‬
‫‪ ‬رشِ‪ٚ ُ١‬اع‪ٙ‬بد ِجبٔ‪ ٟ‬شبسع اٌشؾ (ِٕبصي راد ؽبثغ أ‪ٚ‬س‪ٚ‬ث‪.)ٟ‬‬
‫‪ ‬ئصاٌخ األسالن اٌى‪ٙ‬شثبئ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌزٍ‪١‬ف‪١ٔٛ‬خ اٌّش‪٘ٛ‬خ ٌٍّظ‪ٙ‬ش اٌؼبَ ٌ‪ٛ‬اع‪ٙ‬بد ِٕبصي شبسع ِالػ سٍ‪ّ١‬بْ‪.‬‬
‫‪ٚ ‬ػغ ِخطؾ الٔغبص دػبئُ ٌٍّٕبصي اٌّ‪ٙ‬ذدح ثبالٔ‪١ٙ‬بس‪.‬‬
‫‪ ‬رغّ‪١‬ذ وً ػٍّ‪١‬بد اٌج‪١‬غ اٌخبطخ ثبٌّّزٍىبد اٌؼمبس‪٠‬خ ‪ ٚ‬اٌسغالد اٌزغبس‪٠‬خ ف‪ ٟ‬اٌّذ‪ٕ٠‬خ اٌمذ‪ّ٠‬خ‪.‬‬
‫رمٍٍى ْزِ انزغشثخ‪:‬‬
‫‪ ‬سّؼ ٘زا اٌّشش‪ٚ‬ع ‪ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬طغشٖ ثجؼش ػٍّ‪١‬خ ئػبدح رأ٘‪ ً١‬اٌّذ‪ٕ٠‬خ اٌمذ‪ّ٠‬خ ِٓ عذ‪٠‬ذ‪.‬‬
‫‪ ‬غ‪١‬بة ‪٠‬ذ ػبًِ ِإً٘ ؽبي د‪ ْٚ‬رؾم‪١‬ك ٔ‪ٛ‬ػ‪١‬خ أشغبي ِٕبسجخ‪.‬‬
‫‪ ‬غ‪١‬بة اٌّ‪ٛ‬اد األ‪١ٌٚ‬خ ‪ ٚ‬اٌٍغ‪ٛ‬ء ػٍ‪ ٝ‬سج‪ ً١‬اٌّضبي ئٌ‪ ٝ‬اسزؼّبي أؽغبس األ‪ٚ‬د‪٠‬خ ربسح ‪ ٚ‬االسّٕذ‪،‬‬
‫رؼ‪٠ٛ‬ؼب ألؽغبس اٌزجٍ‪١‬ؾ‪.‬‬
‫‪ ‬غ‪١‬بة ‪ٚ‬صبئك ػٓ ربس‪٠‬خ ٘زٖ اٌّجبٔ‪ِّ ،ٟ‬ب ٌُ ‪٠‬سبػذ ف‪ ٟ‬ػٍّ‪١‬خ اٌزشِ‪ ُ١‬إٌّبسجخ ٌ‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫‪ ‬ػذَ وفبءح ِإسسبد االٔغبص ‪ ٚ‬وزا غ‪١‬بة اٌخجشح ٌذ‪ ٜ‬اٌّ‪ٕٙ‬ذس‪ ٓ١‬اٌّزبثؼ‪ٌٍّ ٓ١‬شبس‪٠‬غ‪.‬‬
‫وً ٘زٖ األسجبة أدد ئٌ‪ ٝ‬ر‪ٛ‬لف األشغبي ئٌ‪ِٕٛ٠ ٝ‬ب ٘زا ث‪ٙ‬زا اٌّشش‪ٚ‬ع ‪ ٚ‬الزظش األِش ػٍ‪ ٝ‬رشِ‪ ُ١‬إٌّضٌ‪ٓ١‬‬
‫‪ ٚ 11 ٚ 12‬سبؽخ ثبة اٌغبث‪١‬خ فمؾ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫رغشثخ لسُطٍُخ عبصًخ نهضمبفخ انعشثٍخ ‪:2015‬‬


‫رُ رسّ‪١‬خ لسٕط‪ٕ١‬خ وؼبطّخ ٌٍضمبفخ اٌؼشث‪١‬خ ‪ 2015‬ف‪ ٚ ،2012/12/30 ٟ‬لذ رُ رسغ‪ِ ً١‬شش‪ٚ‬ع لسٕط‪ٕ١‬خ‬
‫ػبطّخ اٌضمبفخ ف‪.2013/05/06 ٟ‬‬
‫٘زا اٌّشش‪ٚ‬ع أ‪ ٚ‬اٌجشٔبِظ ‪٠‬زى‪ِ ِٓ ْٛ‬غّ‪ٛ‬ػخ ِٓ اٌّشبس‪٠‬غ رُ ر‪ٛ‬ص‪٠‬ؼ‪ٙ‬ب ئٌ‪ِٕ 13 ٝ‬طمخ ‪ zones‬رؾ‪ ٞٛ‬وً‬
‫ِٕطمخ ػٍ‪ِ ٝ‬غّ‪ٛ‬ػخ ِٓ اٌّشبس‪٠‬غ اٌّظغشح‪ ،‬ثبإلػبفخ ئٌ‪ ٝ‬صالصخ ِشبس‪٠‬غ أخش‪ ٜ‬خبسط اٌّذ‪ٕ٠‬خ ٘‪:ٟ‬‬
‫رس‪١١‬ظ ‪ ٚ‬ئػبدح االػزجبس ٌٍّذ‪ٕ٠‬خ األصش‪٠‬خ ر‪١‬ذ‪٠‬س ‪ ٚ‬وزا ر‪١ٙ‬ئخ ‪ ٚ‬ئػبدح االػزجبس ٌؼش‪٠‬ؼ ِبس‪١ٕ١‬سب ‪ ٚ‬رشِ‪ُ١‬‬
‫صا‪٠ٚ‬خ س‪١‬ذ‪ِ ٞ‬ؾّذ ٌغشاة‪.‬‬

‫انغذٔل سلى (‪:)15‬ثطبلخ فٍُخ نًششٔع رشيٍى انًذٌُخ انمذًٌخ نمسُطٍُخ ‪ 3 +‬يشبسٌع خبسعٓب‬
‫رشيٍى ٔ رضًٍٍ انًذٌُخ انمذًٌخ نمسُطٍُخ‬ ‫انًششٔع‬
‫‪2013/05/ 06‬‬ ‫ربسٌخ انزسغٍم‬
‫ٔصاسح انضمبفخ‬ ‫صبؽت انًششٔع ‪maitre d’ouvrage‬‬
‫انذٌٕاٌ انٕطًُ نزسٍٍش ٔ اسزغالل انًًزهكبد انضمبفٍخ‬ ‫صبؽت انًششٔع انًُزذة ‪maitre d’ouvrage‬‬
‫انًؾًٍخ‬
‫لسُطٍُخ‬ ‫ٔانً ٔالٌخ‬ ‫انًسٍش‬
‫‪délégué‬‬
‫‪ 21‬يكزت دساسبد‬ ‫انًكهف ثبنذساسبد ٔ انًزبثعخ انًٍذاٍَخ‬
‫انذساسبد‪ :‬ؽٕانً ‪ 06‬أشٓش ‪ /‬االَغبص‪ 20 :‬شٓشا‬ ‫يذح االَغبص‬
‫‪ 7 700.000.000,00‬دط‬ ‫انمًٍخ انًبنٍخ نهًششٔع‬
‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لتسيير و استغالل الممتمكات الثقافية المحمية قسنطينة‬

‫انغذٔل سلى (‪:)16‬يشبسٌع انزشيٍى ٔ إعبدح االعزجبس نهزشاس انًبدي‬


‫رشيٍى ٔاعٓبد ٔ أسضٍبد انشٕاسع ٔ األصلخ‬ ‫‪01‬‬
‫رشيٍى ٔ إعبدح رضًٍٍ انسبؽبد انًًٓخ‬ ‫‪02‬‬
‫رشيٍى انذسٔة‬ ‫‪03‬‬
‫رشيٍى انًسبعذ انًًٓخ‬ ‫‪04‬‬
‫رشيٍى انضٔاٌب انًًٓخ‬ ‫‪05‬‬
‫رشيٍى يذسسخ انكزبٍَخ‬ ‫‪06‬‬
‫رشيٍى انفُبدق‬ ‫‪07‬‬
‫رشيٍى انؾًبيبد‬ ‫‪08‬‬
‫رشيٍى انجُبٌبد انمذًٌخ ثبنمصجخ‬ ‫‪09‬‬
‫انمٍبو ثزُمٍجبد عٍ اَصبس ثبنمصجخ‬ ‫‪10‬‬
‫رشيٍى عذساٌ انمصجخ‬ ‫‪11‬‬
‫إضبءح انغسٕس راد انجعذ انزبسٌخً‬ ‫‪12‬‬
‫رشيٍى انجُبٌبد راد انخصٕصٍخ كذاس انذاٌخخ اثُذ انجبي ٔ يُضل ثٍ ثبدٌس‪ ،‬انطبؽَٕخ ‪...‬‬ ‫‪13‬‬
‫إعبدح ثُبء انغضء انسفهً يٍ انسٌٕمخ ثؾذائمّ‬ ‫‪14‬‬
‫رشيٍى انشسٕيبد انًزٕاعذ عهى عذساٌ لصش انجبي‬ ‫‪15‬‬
‫رسٍٍظ ٔ إعبدح االعزجبس نهًذٌُخ األصشٌخ رٍذٌس‬ ‫‪16‬‬
‫رٍٓئخ ٔ إعبدح االعزجبس نضشٌؼ يبسٍٍُسب‬ ‫‪17‬‬
‫رشيٍى صأٌخ سٍذي يؾًذ نغشاة‬ ‫‪18‬‬
‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لتسيير و استغالل الممتمكات الثقافية المحمية قسنطينة‬

‫‪98‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫مخطط رقم (‪)14‬‬

‫يشكم رٕلف أشغبل انزشيٍى‪:‬‬


‫األسجبة اإلداسٌخ‪:‬‬
‫‪ ‬ثش‪ٚ‬ص ِشبوً ئداس‪٠‬خ خبطخ ِب رؼٍك ثبالرفبل‪١‬بد اٌّجشِخ ِب ث‪ِ ٓ١‬ىبرت اٌذساسبد اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ ‪ ٚ‬األعٕج‪١‬خ‪ ٚ ،‬ف‪ٟ‬‬
‫٘زا اٌظذد ‪ّ٠‬ىٕٕب روش ػذَ لبٔ‪١ٔٛ‬خ اٌجشر‪ٛ‬و‪ٛ‬الد اٌّجشِخ ػٕذ ِىبرت اٌز‪ٛ‬ص‪١‬ك اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌز‪ ٟ‬شىٍذ ػبئمب‬
‫أِبَ االسزّشاس ف‪٘ ٟ‬زٖ اٌششاوخ ‪ ٚ‬عؼٍذ اٌطشف‪٠ ٓ١‬جذ‪٠‬بْ رؾفظب ‪ ٚ‬ر‪ٛ‬لفذ اٌذساسبد ‪ ٚ‬غبدسد ِىبرت‬
‫اٌذساسبد األعٕج‪١‬خ اٌغضائش‪.‬‬
‫‪ ‬ػذَ االرفبق ػٍ‪ٔ ٝ‬ست األسثبػ ِب ث‪ ٓ١‬اٌّىبرت اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ ‪ ٚ‬األعٕج‪١‬خ ‪ ٚ‬ف‪٘ ٟ‬زا اٌظذد ‪ّ٠‬ىٕٕب روش أْ اٌّىبرت‬
‫األعٕج‪ ١‬خ ف‪ِ ٟ‬غٍّ‪ٙ‬ب ٌُ رشػ‪ ٝ‬ثبٌٕست اٌز‪ٕ٠ ٟ‬ض ػٍ‪ٙ١‬ب اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغضائش‪ٌٍٛ % 51 ٟ٘ ٚ ٞ‬ؽٕ‪% 41 ٚ ٟ‬‬
‫ٌألعٕج‪ ،ٟ‬ثً ؽب‪ٌٛٚ‬ا اٌزفب‪ٚ‬ع ِٓ أعً ص‪٠‬بدح ٘زٖ إٌسجخ ‪٘ ٚ‬زا ِب أغؼت اٌّىبرت اٌغضائش‪٠‬خ ‪ ٚ‬رسجت ف‪ٟ‬‬
‫فغ اٌششاوخ ث‪ٕٙ١‬ب‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫اِزؼبع ِإسسبد االٔغبص ِٓ رّبؽً اٌغ‪ٙ‬بد اٌّؼٕ‪١‬خ ف‪ ٟ‬ػٍّ‪١‬خ رسذ‪٠‬ذ ٔفمبد األشغبي اٌز‪ ٟ‬لبِ‪ٛ‬ا ث‪ٙ‬ب ف‪ٟ‬‬ ‫‪‬‬
‫ئؽبس األشغبي اٌزؾؼ‪١‬ش‪٠‬خ اٌز‪ ٟ‬سجمذ ئعشاء ِىبرت اٌذساسبد ٌؼٍّ‪١‬خ اٌزشخ‪١‬ض اٌخبص ثىً ِشش‪ٚ‬ع‪.‬‬
‫ػذَ ؽ‪١‬بصح ِإسسبد االٔغبص ػٍ‪ِ ٝ‬مشساد ِٕؼ ِشبس‪٠‬غ ِّؼبح ِٓ ؽشف ‪ٚ‬اٌ‪ ٟ‬لسٕط‪ٕ١‬خ‪ ،‬اٌش‪ٟ‬ء اٌز‪ٞ‬‬ ‫‪‬‬
‫أد‪ ٜ‬ئٌ‪ ٝ‬رخ‪ٛ‬ف‪ ِٓ ُٙ‬ػذَ االػزشاف ث‪ ُٙ‬وشش‪٠‬ه ف‪ ٟ‬ػٍّ‪١‬خ االٔغبص ف‪ ٟ‬ؽبي ر٘بة اٌ‪ٛ‬اٌ‪ ٟ‬اٌؾبٌ‪ٚ ٟ‬‬
‫اسزخالفٗ ثأخش‪.‬‬
‫ػذَ رٕس‪١‬ك ‪ٚ‬اػؼ ِب ث‪ ٓ١‬طبؽت اٌّشش‪ٚ‬ع ‪ ٚ‬طبؽت اٌّشش‪ٚ‬ع إٌّزذة ئداس‪٠‬ب ِّب ػغً ثظ‪ٛٙ‬س ِشبوً‬ ‫‪‬‬
‫ِب ث‪ ٓ١‬اٌطشف‪ ٓ١‬أدد ئٌ‪ ٝ‬ثش‪ٚ‬ص ثؼغ اٌؾسبس‪١‬بد ِب ث‪ّٕٙ١‬ب‪ ،‬خٍمذ ٔ‪ٛ‬ػب ِٓ اٌغّ‪ٛ‬ع ف‪ ٟ‬رؾذ‪٠‬ذ ِ‪ٙ‬بَ وً‬
‫ِٕ‪ّٙ‬ب‪.‬‬
‫ػذَ لذسح اٌخٍ‪١‬خ اٌزمٕ‪١‬خ اٌّىٍفخ ثزس‪١١‬ش ِشبس‪٠‬غ اٌزشِ‪ ُ١‬ػٍ‪ِ ٝ‬سز‪ ٜٛ‬اٌذ‪ٛ٠‬اْ اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪ٌ ٟ‬زس‪١١‬ش ‪ ٚ‬اسزغالي‬
‫اٌّّزٍىبد اٌضمبف‪١‬خ اٌّؾّ‪١‬خ‪ ،‬ػٍ‪ ٝ‬اٌزٕس‪١‬ك ِغ وً اٌ‪١ٙ‬ئبد اٌفبػٍخ ف‪ ٟ‬اٌّ‪١‬ذاْ‪ٔ ،‬ظشا الفزمبس ثؼؼ‪ٙ‬ب ٌزٍه‬
‫إٌظشح اٌزشبسو‪١‬خ ف‪ ٟ‬أغٍت األؽ‪١‬بْ ‪ِ ٚ‬ب أغش ػٕٗ ِٓ رؼط‪١‬الد خبطخ ف‪ّ١‬ب ‪٠‬خض اٌؾظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ٝ‬‬
‫اٌزشاخ‪١‬ض ‪ ٚ‬اٌّسبػذح اٌّ‪١‬ذأ‪١‬خ‪ ،‬وً ؽست اخزظبطٗ‪.‬‬
‫األسجبة انزمٍُخ ‪:‬‬
‫ٔمض خجشح ِىبرت اٌذساسبد اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ ف‪ّ١‬ب ‪٠‬خض اٌزؼبًِ ِغ اٌجٕب‪٠‬بد اٌزشاص‪١‬خ اٌمذ‪ّ٠‬خ‪ِ ٚ،‬ب أغش ػٕٗ ِٓ‬ ‫‪‬‬
‫أخطبء ف‪ ٟ‬رشخ‪١‬ض اٌؾبٌخ اٌؼبِخ ٌ‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬وزا ف‪ ٟ‬رمذ‪٠‬ش وُ األشغبي اٌزؾؼ‪١‬ش‪٠‬خ اٌ‪ٛ‬اعت اٌم‪١‬بَ ث‪ٙ‬ب ِٓ ؽشف‬
‫اٌّإسسبد إٌّغضح‪.‬‬
‫اسزؼبٔخ ِىبرت اٌذساسبد اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ ثشؤسبء ِشبس‪٠‬غ‪٠ ٌُ ،‬ضجز‪ٛ‬ا وفبءح ‪ٚ‬اػؾخ ف‪ِ ٟ‬ؼبٌغخ ثؼغ ِشبوً‬ ‫‪‬‬
‫اٌجٕ‪١‬بد اٌزشاص‪١‬خ‪.‬‬
‫ػذَ خجشح ِؼظُ ِ‪ٕٙ‬ذس‪ ٟ‬اٌخٍ‪١‬خ اٌزمٕ‪١‬خ ٌّزبثؼخ ِشبس‪٠‬غ اٌزشِ‪.ُ١‬‬ ‫‪‬‬
‫ِؼظُ ِإسسبد اإلٔغبص ٌ‪١‬سذ ٌذ‪ٙ٠‬ب اٌخجشح اٌالصِخ ف‪ ٟ‬اٌزؼبًِ ِغ اٌجٕ‪١‬بد اٌزشاص‪١‬خ ‪ِ ٚ‬ب أغش ػٕٗ ِٓ‬ ‫‪‬‬
‫أخطبء ف‪ ٟ‬ػٍّ‪١‬خ اٌزذخً ػٍ‪ ٝ‬اإلؽبس اٌّجٕ‪ ٚ ،ٟ‬طٍذ ف‪ ٟ‬ثؼغ األؽ‪١‬بْ ئٌ‪ ٝ‬اسزؼّبي ػزبد ‪ ٚ‬رمٕ‪١‬بد ال‬
‫رزّبش‪ ٚ ٟ‬اٌطج‪١‬ؼخ اٌزشاص‪١‬خ ٌٍّجبٔ‪ ،ٟ‬اٌش‪ٟ‬ء اٌز‪ ٞ‬شىً خطشا ػٍ‪٘ ٝ‬زٖ األخ‪١‬شح‪.‬‬
‫ٔمض ف‪ِ ٟ‬زبثؼخ اٌّشبس‪٠‬غ ِٓ ؽشف ِىبرت اٌذساسبد‪ ٚ ،‬ئْ ‪ٚ‬عذد ِزبثؼخ ِ‪١‬ذأ‪١‬خ رى‪ ِٓ ْٛ‬ؽشف‬ ‫‪‬‬
‫ِزشثظ‪٠ ٌُ ٓ١‬ىٍّ‪ٛ‬ا رؼٍ‪ ُّٙ١‬اٌغبِؼ‪ ٟ‬ثؼذ (ٌ‪١‬سذ ٌذ‪ ُٙ٠‬أدٔ‪ ٝ‬خجشح)‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫تجارب الحفاظ على المدينة القديمة لقسنطينة‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المبحث الثاني‬

‫الخالصة‬
‫إن نشأة المدٌنة العتٌقة بقسنطٌنة كغٌرها من المدن لم تكن ظاهرة فجائٌة بل سبقتها مرحلتان‪ ،‬تمٌـزت‬

‫األولى بتركٌز اإلنسان القسنطٌنً آنذاك على تفاعله مع بٌئته الطبٌعٌة وذلك باستغالل موارد‬
‫وإمكانٌات البٌئة المحلٌة والمحٌطة من تربة خصبة ومٌاه عذبة وهواء صحً وموضع دفاعً وآمن‬
‫كل ذلك من أجل بقائه‪ ،‬أمـا المرحلة الثانٌة فكانت بتركٌزه على تفاعله مع بٌئته االجتماعٌة أكثر من‬
‫تفاعله مع بٌئته الطبٌعٌة مـن خـالل التنظٌمات والقواعد التً فرضتها السلطة المحلٌة والمستعمرٌن‬
‫عبر تارٌخها أو عن طرٌق اقتناعهم بالمبادئ والقٌم اإلسالمٌة التً طبقوها فً أزمنة معٌنة وعلى‬
‫الرغم من أن طبٌعة النسٌج العمرانً العتٌق بقسنطٌنة كان فٌما مضى حاجزا منٌعا ٌحفظ المدٌنـة من‬
‫أشكال التلوث البٌئً وٌقلل من انتشاره إن ظهر لسبب من األسباب‪ ،‬فالحالة الٌوم تسٌر على العكس‬
‫تماما؛ فقد أدى هدم المبانً إلى انخفاض معامل شغل األراضً ومعامل أخذ األرض وغٌاب خاصٌة‬
‫التضام فً بعـض األماكن من الحً إلى تسهٌل انت شار الملوثات على اختالفها وبلوغها المساكن‬
‫وبدرجة مقلقة أحٌانا مثلما هو الحال للتلوث الهوائً التً تسمح تلك الجٌوب العمرانٌة الجدٌدة‬
‫وانخفاض ارتفاع المبانً بالسماح للملوثـات باالنتقال واال نتشار على مسافات أكبر وبحرٌة بالحً‬
‫وتزٌد أٌضا من تطاٌر التربة والغبار‪ ،‬كما أدت األسباب نفسها إلى خلق وسط مالئم النتشار الضجٌج‬
‫وزٌادة شدته‪ ،‬والحالة نفسها مع التلوث بالفـضالت الـصلبة عندما تحولت تلك الجٌوب العمرانٌة إلى‬
‫مستودعات للقمامة ٌصعب اقتالعها ‪ ،‬وكذا مشكلتً الروائح الكرٌهة التً صارت ال تطاق وال تحتمل‬
‫‪ ،‬وفوق هذا كله و أخطرها التلوث الخلقـً نتٌجـة االكتظاظ بالمساكن وفتور العالقات االجتماعٌة بٌن‬
‫السكان وبٌن األسرة الواحدة ناهٌك عن منظرها الخالً من اللمسات الجمالٌة وال ٌشجع الزائرٌن كذلك‬
‫تراجع نشاط التجارة وانتشار بائعً المأكوالت باألرصفة والطرقات ورحٌل سكان األصلٌٌن بحثا عن‬
‫حٌاة أفضل‪ ،‬وهذا ما ٌجعل المؤشرات كلها (البٌئٌة واالجتماعٌة واالقتصادٌة والعمرانٌة) ال تسٌر نحو‬
‫االستمرارٌة أو تفتقد إلى االستدامة‪.‬‬

‫وكنتٌجة حتمٌة للتردي تنامى االهتمام وكثر من الباحثٌن ثم من المسئولٌن وانكبوا عـازمٌن علـهم‬
‫ٌجدون حلوال عملٌة ٌمكنها أن ترفع الغبن عن السكان والقطٌعة عن األنسجة العمرانٌة العتٌقة‪ ،‬غٌر‬
‫أنها تبقى مجرد دراسات والنتائج والجهود المبذولة وعلى كثرها لم تتوحد أو تدمج كونها حلول مشا‬
‫كل جزئٌة أو قطاعٌة وفوق هذا كله لم تر النور أو ٌحقق الحد األدنى منها لعدم شمولٌة تلك الدراسات‬
‫فاصطدم تنفٌذها مٌدانٌا بمشاكل مالٌة أو تشرٌعٌة أو تقنٌة كان من الممكن تجاوزها وبقٌت المشاكل‬
‫وازدادت حدتها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫)المشروع التنفيذي(‬
‫المشروع التنفيذي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مقدمة الفصل الرابع‬

‫بعد تطرقنا إلى الدراسات التحليلية للمدينة القديمة لقسنطينة ‪،‬الحظنا تواجد العديد من‬
‫اإلمكانيات األثرية و المتمثمة في المدينة القديمة و معالميا التاريخية المختمفة‪ ،‬فيي شاىد‬
‫عمى صفحة مشرقة من تاريخ قسنطينة‪.‬‬
‫و لمحفاظ عمى و حماية ىذا التراث العمراني و تثمينو سنحاول خالل ىذا الفصل دراسة و‬
‫تحميل الوضع الراىن لحي الشارع‪ ،‬و التطرق إلى أىم المشاكل التي يعاني منيا‪ ،‬و محاولة‬
‫إيجاد حمول و اقتراحات ليذه المشاكل قصد معالجتيا‪ ،‬و ذلك بوضع مشروع عمراني‪ ،‬يمكن‬
‫أن يكون لبنة أولى لمنيوض باألجزاء األخرى من المدينة القديمة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫حي الشارع ىو عبارة عن حومة صغيرة تنتمي الى الحي الكبير المتمثل في الحي الكبير حي باب القنطرة‬
‫مثل ما ىو موضح في مخطط االحياء فيو يقع في الزاوية الشمالية الشرقية وقد اخذ اسمو نسبة الى‬
‫القنطرة وينحصر بين حي القصبة في الشمال الغربي و حي الجابية في الجنوب الشرقي و يعد من اىم‬
‫االحياء و اوسعيا ‪.‬‬

‫اما حومة الشارع التي اخترناىا كمنطقة لمدراسة فيرجع تأسيسيا الى صالح باي الذي خصص حيا جمع‬
‫فيو الييود وىو يقع في الطرف الشمالي بجانب سور المدينة بين باب القنطرة و سوق العصر وقد كان‬
‫يحتوي عمى عدة مصميات واماكن يتعبدون فييا كما يوجد بو ستة مساجد وزاويتان مما يعني ان ىذا الحي‬
‫وان اشتير بالييود فقد كان ايضا يضم سكانا مسممين ‪.‬‬

‫مخطط رقم ‪15‬‬

‫‪103‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -1‬تبرير اختيار هذه المنطقة‬

‫لقد اخترنا ىذا الجزء‬


‫‪ -‬يعتبر من المناطق العتيقة من قسنطينة وجزء من نواتيا القديمة ‪.‬‬
‫‪ -‬الحي مزيج بين العمران التقميدي والتدخالت االستعمارية ‪.‬‬
‫‪-‬ا لوضعية المتدىورة لمحي وفقدانو ىويتو التراثية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬قيمتو التاريخية باعتباره مأوى لمييود اثناء الثورة التحريرية ‪.‬‬

‫‪ -2‬التحميل العمراني لمجال الدراسة‪:‬‬

‫‪-1-2‬التحميل المورفولوجي‪:‬‬

‫‪-1-1-2‬الجزيرات‪:‬‬

‫يوجد داخل النسيج العمراني لممدينة القديمة نوعين من الجزيرات نوع اوروبي و اخر تقميدي‬

‫االول يتميز بتنظيم في وحداتو و يتكون في معظمو من مربعات و يتميز بالتراصف الجيد عمى طول‬
‫الطريق‬

‫اما الثاني يتميز بعدم التنظيم في شبكة الطرقات التي تخضع الى طوبوغرافية المنطقة لكن في بعض‬
‫االحيان نجد اشكاال منتظمة‬

‫‪ -2-1-2 -‬شبكة التقطيع‪:‬‬

‫تختمف اًنواع الحصص في المدينة تبعا إلختالف النسيجيين الحضريين المكونيين ليا التقميدي و‬
‫االًوروبي ‪ ،‬و يرجع ىذا اإلختالف إلى التعديالت التي قام بيا المستعمرعمى النسيج التقميدي من خالل‬
‫إدخالو لمنمط االًوروبي مما اًدى إلى وجود نوعين من الحصص‪.‬‬

‫‪-1-2-1-2 -‬الحصص التقميدية‪:‬‬

‫ال تأخد الحصص التقميدية أشكاال منتظمة ‪ ،‬تحتوي كل حصة عمى قطع متباينة األحجام و األشكال‪،‬‬
‫يتراوح عددىا ما بين ‪ 4‬إلى ‪ 65‬قطعة بمساحة تتراوح بين‪061‬م‪ 2‬و ‪6551‬م‪ 2‬و يمكن تمييز اًنواع‬
‫الحصص اآلتية‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫*حصص ممتدة طوليا تتوافق مع اإلنحدار ‪.‬‬


‫*حصص متكتمة بشكل عرضي مكونة من قطع متجانسة إلى حد ما ‪.‬‬
‫*حصص تحاذي خوانق واد الرمال كما ىو في ‪.‬‬
‫*حصص مبتورة اًو شبو شاغرة بسبب تيدم قطع في الحصص االًصمية‪.‬‬
‫* حصص دكانية داخل المجال التجاري و ىي ضيقة و مستطيمة تحتوي عمى قطع صغيرة و متتالية قد‬
‫تصل إلى ‪ 22‬قطعة‪.‬‬

‫‪ -2-2-1-2 -‬الحصص األوروبية‪:‬‬

‫تكون عموما منتظمة بسبب تراصف البنايات ‪ ،‬قد تتكون الحصة من قطعة واحدة اًو من عدة قطع يتراوح‬
‫عددىا بين‪ 2‬و‪ 61‬قطعة‪،‬تأخد ىذه الحصص اًشكاال ىندسية مختمفة ‪ :‬مربع ‪،‬مستطيل ‪ ،‬مثمث و شبو‬
‫منحرف بمساحات تتراوح ما بين ‪045‬م‪ 2‬و‪0461‬م‪.2‬‬

‫‪105‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫شكل رقم(‪ )35‬يبين بعض الجزيرات و التقسيمات االوروبية و التقليدية‬

‫‪106‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ 3-1-2‬المجال المبني‪:‬‬

‫يتميز النسيج العمراني لموقع الدراسة بثالثة انواع من البنايات تقميدية و اخرى اوروبية واخرى خميط‬
‫بينيما كما ىو موضح في الصورة‪.‬‬

‫مخطط رقم (‪)16‬‬

‫‪ -1-3-1-2 -‬بنايات التقميدية‪:‬‬

‫النسيج العمراني التقميدي المتجانس يتكون من نماذج معمارية تتميز بعدة متغيرات و ذالك من خالل موقع‬
‫المنزل و من خالل الوضعية االجتماعية لممالك و قد تكون منازل ذات افنية وىي بدورىا تكون كبيرة او‬
‫صغيرة او منازل بغير افنية ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫صورة رقم (‪ )59‬لمنزل تقليدي بفناء‬

‫‪-2-3-1-2 -‬بنيات اوروبية‪:‬‬

‫تتميز بالبنايات التي تكون متراصفة عمى طول الطريق و تكون اكبر ارتفاعا بالنسبة لممنازل التقميدية ‪.‬‬

‫لمنزل اوروبي من حي الشارع‬ ‫صورتان رقم (‪)5:‬‬

‫‪ -3-3-1-2 -‬بنيات تقميدية اوروبية (المختمطة)‪:‬‬

‫وىي مزيج بين المنزل التقميدية و االوروبية وتكون واجياتيا عمى العموم اوروبية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -4-1-2‬الوضع الحالي لمبنايات ‪:‬‬

‫مخطط رقم (‪)17‬‬

‫‪ -‬بنايات في حالة جيدة‪ :‬وىي معظم البنايات التي خضعت لعمميات الترميم‪.‬‬
‫‪ -‬بنايات في حالة متوسطة‪ :‬و ىي البنايات ذات التشوىات السطحية من بييا التشققات التي ال تشكل‬
‫اي خطورة وال تستدعي تدخل الجيات المعنية‪.‬‬

‫صورتان رقم (;‪ )5‬لمنزل من حي الشارع في حالة متوسطة‬

‫‪109‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -‬بنايات في حالة ردية‪ :‬وىي البنايات التي تعاني من االنييارات و تشكل خطر عمى قاطنييا‪.‬‬

‫صورتان رقم (‪ )64‬لمنزل من حي الشارع في حالة سيئة‬

‫جدول رقم (‪ )39‬يبن عدد المباني في كل حالة من منطقة الدراسة‬

‫منازل في حالة رديئة‬ ‫منازل في حالة‬ ‫منازل في حالة جيدة‬ ‫حالة المنازل‬
‫متوسطة‬
‫‪021‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪00‬‬ ‫العدد‬

‫‪ -5-1-2‬اسباب تدهور البنيات‪:‬‬

‫‪ -‬الكثافة الكبيرة لمسكان و البنيات‪.‬‬


‫‪ -‬وجود بنايات اوروبية في النسيج التقميدي التي تؤدي الى عدم توازنو‪.‬‬
‫‪ -‬عمميات الترميم الغير موافقة لمنسيج التقميدي ‪.‬‬
‫‪ -‬التيديم االرادي لمبنايات من طرف المالك او البمدية‪.‬‬
‫‪ -‬الشغل العشوائي لمفضاءات تسرب مياه الصرف الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬دمج بنايتين او اكثر مع بعضيم‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫النتيجة‪:‬‬

‫من خالل المعمومات التي اطمعنا عمييا و من خالل التحقيق الميداني استنتجنا انو من اجل الحفاظ عمى‬
‫التراث العمراني يجب تطبيق برامج سنوية دورية لترميم و اعادة اعتبار ىذا التراث العمراني‪.‬‬

‫‪-6-1-2‬المجال الغير مبني‪:‬‬

‫‪-1-6-1-2‬الطرقات‪:‬‬

‫يتميز موقع الدراسة بشبكة من الطرقات تختمف عن بعضيا من خالل العرض و الوظيفة في بعض‬
‫االحيان‪.‬‬

‫‪ -‬الطرقات الميكانيكية ‪:‬‬

‫تتجسد اساسا الطرقات التي خمفيا االستعمار و ىي واسعة نوعا ما وتكاد ان تكون منعدمة في‬
‫موقع الدراسة و عادة ما تنتيي بطريق لمراجمين كما ىو موضح في الصورة‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ )63‬تبين طريق نصف ميكانيكي في حي الشارع‬

‫‪ -‬االزقة و الطرق الضيقة الخاصة بالراجمين ‪:‬‬

‫تتموقع في مركز المدينة القديم و توجد بكثافة كبيرة في النسيج القديم وىي الغالبة في موقع‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫صورة رقم (‪ )64‬تبين طريق خاص بالراجلين‬

‫حالة الطرقات‬

‫اغمب الطرقات في موقع الدراسة في حالة سيئة وتعود الى الفترات القديمة‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة جيدة‪ :‬جميع الطرقات التي تعرضت لعمميات الترميم‬

‫‪ -‬في حالة متوسطة‪ :‬جميع االزقة و الطرقات التي تعاني من بعض التشوىات والتي ال تشكل اي‬
‫خطر عمى السيارات و عمى الراجمين ايضا ولكنيا تحتاج الى عمميات الصيانة رغم ذالك‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة سيئة‪ :‬رغم عمميات الصيانة التي تقوم بيا الجيات المختصة فان حالة الطرق في موقع‬
‫الدراسة عمى العموم سيئة و خاصة في النسيج العمراني التقميدي وتركيم لطرقات االستعمار دون ترميميا‪.‬‬

‫صورتان رقم (‪ )65‬تبينان حالة الطرقات بمنطقة الدراسة‬

‫‪112‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم (‪)18‬‬

‫‪ 7-1-2‬النقل و السيولة‪:‬‬

‫اشكالية النقل و السيولة داخل المجال المحفوظ تعتمد اساسا عمى اكتظاظ الطرقات واالزقة بالسيارات و‬
‫الراجمين و زيادة عمى ىذا غياب مواقف السيارات من جية و الوظيفة التجارية لمركز المدينة من جية‬
‫اخرى‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم (‪)19‬‬

‫االستنتاج‪:‬‬

‫‪ .‬من خالل مالحظاتنا توصمنا الى ان معظم الطرقات الخاصة بالسيارات تشيد ظاىرة توقف السيارات‬
‫عمى حافتييا و ذالك يعود لغياب المواقف المييئة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫صورتان رقم (‪ )66‬من الشارع تبيينان اكتظاظ االزقة‬

‫‪ 8-1-2‬شبكة الصرف الصحي‪:‬‬

‫شبكة الصرف الصحي بالمدينة القديمة قديمة جدا وترجع الى العيد العثماني في بعض االحياء‪.‬‬

‫الوضع الحالي لشبكة الصرف الصحي‪:‬‬

‫شبكة الصرف الصحي القديمة ىي التي تعاني من اختالالت و تدىورات و ذالك بسبب ‪:‬‬

‫‪ -‬اختالط المياه الصالحة لمشرب مع المياه المستعممة‪.‬‬


‫‪ -‬عدم تغطيت انابيب الصرف الصحي وتعرضيا لمعوامل الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تجديدىا وترميميا ‪.‬‬
‫‪ -‬غياب االرشيف و المخططات القديمة لمصرف الصحي‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم (‪)20‬‬

‫‪116‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -3‬التحميل االقتصادي‪:‬‬

‫‪ 1-3‬التجارة‪ :‬يتميز موقع الدراسة بتعدد الحرف و الصناعات بمختمف انواعيا و ذالك يعود لمعيد‬
‫العثماني و لكن بدأت تتناقص شيئا فشيئا وسميت بعض الساحات و االسواق نسبة لمحرفة او الصنعة‬
‫التي كانت تشتير فييا مثل رحبة الصوف التي كانت في القديم سوقا لمصوف و لكنيا اليم فقدت‬
‫مضيفتيا و اصبحت تنتشر فييا التجارة العشوائية ‪.‬‬

‫مخطط رقم (‪)21‬‬

‫‪117‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪2-2‬الوضع الحالي ‪:‬من خالل المالحظة و التحقيق الميداني لممركز القديم ال حضنا ان المركز القديم‬
‫الزال يحتفظ عمى وضيفتو التجارية ولكن اختفت الخصوصية و انتشرت بو التجارات العشوائية والغير‬
‫مراقبة مما جعل الطرق تعاني من اكتظاظ شديد و اصبحت غير قابمة لمرور السيارات في بعض‬
‫االحيان‪.‬‬

‫صورتان رقم (‪ )67‬مأخوذتين من رحبة الصوف تبينان انتشار التاجرة العشوائية‬

‫‪ -4‬التحميل البيئي‪:‬‬

‫يتأثر موقع الدراسة بعدة انواع من المموثات و االضرار التي يتعرض ليا المجال الطبيعي و المجال‬
‫المبني معا نذكر منيا ‪:‬‬

‫‪-1-4‬تدهور شبكة الصرف الصحي مما أدى إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تدىور االطار المعيشي لمسكان‬


‫‪ -‬انتشار الروائح الكريية‬
‫‪ -‬تدىور البنايات الداخمية بسب البنية التحتية لممياه المستعممة‬
‫‪ -‬اختالط المياه المستعممة ببعض االبار‬
‫‪ -‬و من خال ل التحقيق الميداني ال حضنا ان بعض السكان يعانون من بعض المراض التنفسية‬
‫المزمنة‬

‫‪118‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -2-4 -‬انتشار الحطام و االنقاض ‪:‬‬


‫‪ -‬الحطام الناتج عن االنييار الضخم لبعض البنايات من االحياء المحفوظة و ىو ما يؤدي الى‬
‫انتشار الخطر الدائم و ييدد استقرار االحياء و ناتج ىذا الحطام قد يؤدي الى تخريب في شبكة‬
‫الصرف الصحي و المياه الصالحة لمشرب‪.‬‬

‫صورتان رقم (‪ )68‬لحطام بعض البنايات في حي الشارع‬

‫‪-3-4‬البنايات الغير قانونية‪:‬‬

‫و ىي عبارة عن استالء بعض السكان لسكنات ميجورة و منيارة جزئيا و ىذا ما يعرض حياتيم لمخطر‬
‫‪.‬بعض تأثيراتيا‪:‬‬

‫‪ -‬التموث البصري و تدىور االطار المبني‬


‫‪ -‬التموث الناتج عن المخمفات الصمبة‬
‫‪ -‬خمق المشاكل االجتماعية‬

‫‪119‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -5‬تحميل" ‪ " swot‬لموقع الدراسة‬

‫‪ -1-5‬نقاط القوة‬

‫‪-‬الموقع االستراتيجي الذي يحتمو الحي في المركز القديم الذي يمثل النواة األولى لنشأت مدينة قسنطينة ‪.‬‬

‫‪ -‬العمق التاريخي لحي الشارع ومركز مدينة قسنطينة والمدينة ككل ‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل الحي نقطة عبور القادمين من أمير عبد القادر أو المستشفى الجامعي إلى طاطاش بمقاسم عبر‬
‫التيميفيريك أو من شارع بمجيكا (روتيار) إلى الرصيف و طريق كازانوفا والطريق الجديدة مرو ار بالشارع ورحبة‬
‫الصوف ‪.‬‬

‫‪ -‬ساحة طاطاش بمقاسم ذات قيمة ومساحة ميمة ‪.‬‬

‫‪ -‬رحبة الصوف وقيمتيا التاريخية والثقافية والتراثية ‪.‬‬

‫‪ -‬حي الشارع يتميز بحركية عالية ‪.‬‬

‫‪ -‬سيولة الوصول اليو ‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل واجية المدينة ‪.‬‬

‫‪ -2-5‬نقاط الضعف‬

‫‪ -‬تدىور البنية التحتية‬

‫‪ -‬بنايات في حالة جد متدىورة بيا تشققات كبيرة تمثل خطر عمى ساكنيا وعمى المباني المجاورة ليا ‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار النفايات واألوساخ‬

‫‪ -‬انتشار وتوسع التجارة الفوضوية‬

‫‪ -‬التموث السمعي والضوضاء الناتج عن التجارة في تمك المنطقة‬

‫‪ -‬التعدي عمى واجيات المباني بفتح نوافذ وأبواب جديدة أو تغيير أماكنيا أو زيادة مساحتيا ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -‬مظاىر التموث الغذائي كعرض المحوم والمأكوالت سريعة التمف وسط الشارع والتي تشكل خطر عمى‬
‫مستيمكييا‪.‬‬

‫‪ -‬االستالء الغير قانوني لممنازل و تحويميا الى متاجر‪.‬‬

‫‪-‬غياب مسئول محدد عن الموقع التاريخي ‪.‬‬

‫‪ -3-5‬الفرص‬

‫‪-‬استغالل ساحة طاطاش بمقاسم واعادة تييئتيا‪.‬‬

‫‪-‬إرجاع لممنطقة ىويتيا الثقافية (رحبة الصوف)‪.‬‬

‫‪ -‬الموقع االستراتيجي لمدينة قسنطينة وتظاىرات عاصمة الثقافة العربية ‪.2106‬‬

‫‪ -4-5‬التهديدات‬

‫‪-‬ىجرة السكان األصميين لممنطقة خوفا من سقوط المنازل عمييم‪.‬‬

‫‪-‬ضيق األحياء مع انتشار التجارة الغير رسمية التي تسببت في ضيقو أكثر فأصبح المرور بو صعبا‪.‬‬

‫‪-‬غياب الوعي الثقافي لمسكان وعدم تقديرىم لمقيمة التاريخية لمحي ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ -6‬االقتراحات‪:‬‬

‫‪ ‬ترميم البنايات و الطرقات و البنى التحتية ذات الحالة السيئة‪.‬‬


‫‪ ‬انشاء بناية لمحرفيين و الباعة العشوائيين مكان موقف السيارات طاطاش بمقاسم‪.‬‬
‫‪ ‬انشاء موقف لمسيارات تحت ارضية بناية الحرفيين لتخفيف االكتظاظ الذي تخمفو السيارات‪.‬‬
‫‪ ‬اعادة االعتبار لرحبة الصوف وترميميا واخالئيا من التجارة العشوائية مع اعادة احياء وضيفتيا‬
‫القديمة التي سميت نسبة ليا و ذالك بإرجاع باعة الصوف المتواجدين بباردو‪.‬‬
‫‪ ‬ترميم وتجديد نظام الصرف الصحي ‪.‬‬
‫‪ ‬ازالة ركام البنايات الميدمة‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص مكان خارج المدينة من اجل الفضالت الصمبة‪.‬‬
‫‪ ‬برمجة دورات شيرية او سنوية من اجل متابعة الوضع الذي يؤول اليو التراث العمراني ‪.‬‬
‫‪ ‬زرع ثقافة المحافظة عمى التراث العمراني بإنشاء جمعيات لألحياء يقوم دورىا ببرمجة انشطة لمترميم‬
‫بين السكان‪.‬‬
‫‪ ‬االىتمام باألحياء العتيقة المتدىورة ووضع حد لمختمف أنواع التعدي عمى خـصوصياتيا واإلسـراع‬
‫بتصنيفيا وطنيا ودوليا مع تحسين ظروف اإلقامة وتشجيع الحرف والنشاطات التقميدية بيا‪.‬‬
‫‪ ‬عمل خطة استراتيجية شاممة لممدينة العتيقة لكل مكوناتيا العمرانية والمعمارية وعدم تفتيت المشروع‬
‫قبل رسم مالمحو األساسية‪ ،‬مع تسجيمو عمى المخططات البمدية والوالئية والوطنية من أجل المساىمة‬
‫المادية وفتح المجال لممساىمين المحميين والوطنيين والسكان لممشاركة‪.‬‬
‫‪ ‬بناء تجييزات ذات أولوية عمى أنقاض المباني المتيدمة كاألمن الوطني والدرك والوطني وعيادة‬
‫نفـسية عمومية كخمية استماع ومتابعة بالطوابق األرضية مع استكمال المباني وفق طابعيا المعماري‬
‫التقميدي في باقي األدوار األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسراع في ترتيب أولويات التدخل بمسح جديد لمنطقة الصخرة عمى أساسو ترتب أشـغال التـدخل‬
‫حسب ضررىا وليس حسب تقبل أصحابيا ومشاركتيم المادية اإليجابية فييا‪ ،‬مع تسميط عقوبة‬
‫القصوى لكل من يتعدى عمى المباني‪.‬‬
‫‪ ‬تكميف مكاتب دراسات ذات خبرة وتخصص ومؤسسات إنجاز مختصة في التراث القديم بتنفيذ‬
‫عمميات التدخل مع التنسيق بين مؤسسات اإلنجاز تجنبا لألخطاء واليفوات‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫‪ ‬منح مكافئات مالية لمؤسسات اإلنجاز ولمسكان الذين التزموا بإكمال األشغال حسب الشروط المتفـق‬
‫عمييا وحسب الجدول الزمني المعد لذلك‪ ،‬بالمقابل فرض ضرائب عمى المالكين نتيجة كراء مساكنيم‬
‫ألكثـر من عائمتين أو عدم التصريح بالكراء حفاظا عمى الحالة الفيزيائية لممبنى‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع الباحثين المحميين وتحسين ظروفيم وحثيم عمى التنسيق مع نظرائيم بالداخل والخارج ومـع‬
‫المصالح التقنية واإلدارية لالستفادة من خبراتيم واستثمار مجيوداتيم ‪ .‬وتطبيق األساليب التي‬
‫يمارسيا اآلخرون قصد التقميل من احتماالت الفشل مع تكييفيا والخصوصيات المحمية‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة عقد بين الجامعة والمصالح اإلدارية المختمفة قصد المشاركة في الممتقيات الوطنية والدولية‬
‫والحرص عمى الدورات التدريبية لالستفادة من آخر االبتكارات والمعمومات‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الدراسة التشخيصية لحي الشارع‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المبحث األول‬

‫مخطط رقم (‪)22‬‬

‫‪124‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫ٌبقى موضوع اعادة االعتبار للمدن القدٌمة والتارٌخٌة من اهم المواضٌع التً ٌجب ان ٌسلط‬
‫الضوء علٌها فالمدن التارٌخٌة بمثابة ذاكرة االمة واثر لحضارات معٌنة والفضاء المجاور لها‬
‫ٌعتبر كغالف اشهاري لها والصورة االنطباعٌة اولى المعبرة عنها ‪.‬‬

‫فرغم هذه االهمٌة الكبٌرة للمنطقة التارٌخٌة ومحٌطها اال اننا نالحظ االهمال التام والواضح لها‬
‫خاصة فً بلدان العالم الثالث والجزائر رغم امتالكها موروث حضاري راقً ومتنوع اال انها‬
‫لم تعره االهتمام الكافً الذي من شأنه احداث الفرق الواضح على المستوى الثقافً والسٌاحً‬
‫واالقتصادي‪.‬‬

‫ومدٌنة قسنطٌنة من المدن الجزائرٌة التً عانت من االهمال رغم وجود بعض المشارٌع‬
‫الترمٌمٌة التً باءت معظمها بالفشل وعلى هذا االساس تم تناول موضوع اعادة االعتبار‬
‫للمدٌنة القدٌمة قسنطٌنة وخاصة احٌائها الداخلٌة كحً الشارع الذي عان من التهمٌش فً‬
‫عملٌات الترمٌم واعادة االعتبار رغم الممٌزات التً تمٌزه عن باقً االحٌاء ومن هذا المبدأ‬
‫جاءت الدراسة على شكل تشخٌص وتحلٌل لواقع المدٌنة القدٌمة وحً الشارع كعٌنة منها فبعد‬
‫التطرق للمفاهٌم والمصطلحات العامة الخاصة بالتراث فً الفصل االول ثم انتقلنا الى الفصل‬
‫الثانً لنتحدث عن بعض سٌاسات وتجارب الحفاظ على التراث العمرانً على مستوى المدٌنة‬
‫القدٌمة لقسنطٌنة ومدٌنة فاس كتجربة عربٌة للمحافظة على التراث العمرانً ثم انتقلنا الى‬
‫الفصل الثالث المتمثل فً الدراسة التحلٌلٌة للمدٌنة القدٌمة لقسنطٌنة على العموم من اجل نقد‬
‫الوضع الراهن وتحدٌد االمكانٌات اما الفصل الرابع ٌكمن فً دراسة التطبٌقٌة واالقتراحات‬
‫الناتجة عن تحلٌل موقع الدراسة ووضع االفكار المناسبة للمشروع المقترح ‪.‬‬

‫وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من االقتراحات من شأنها احداث التغٌٌر االٌجابً والنهوض‬
‫بالمدٌنة التارٌخٌة مع وضع لمسة من مزٌج العصرنة واالصالة ‪.‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫و المراجع‬

‫‪.‬‬
‫المراجع بالغة العربية‬
‫الكتب‬

‫‪ -‬د‪.‬عبد الناصر عبد الرحمن الزهراني‪ ،‬إدارة التراث العمراني‪ ،‬الرياض ‪2012‬‬
‫‪ -‬ناهد جميل جبر مفمح ‪،‬إعادة إحياء و ترميم البمدة القديمة في قرية عورتا ‪،‬جامعة نابمس‪-‬‬
‫فمسطين‪2009،‬‬
‫‪ -‬عثمان ‪) ،‬محمد عبد الستار)‪" 1988 ،‬المدينة االسالمية "‪ ،‬سمسمة عالم المعرفة ‪ ،‬الكويت‬
‫‪ -‬عبد العزيز فياللي ومحمد الهادي لعروق ‪:‬مدينة قسنطينة دراسة التطور التاريخي والبيئة‬
‫الطبيعية‬
‫‪ -‬هاشم عبود الموسوي و حيدر صالح يعقوب‪ ،‬التخطيط و التصميم الحضري (دراسة نظرية‬
‫تطبيقية حول المشاكل الحضرية)‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى ‪2006‬‬

‫المذكرات‬

‫‪ -‬محمد عبد الفتاح احمد العيساوي‪ ،‬االرتقاء بالنطاقات التراثية ذات القيمة ''دراسة مقارنة‬
‫لسياسات الحفاظ عمى التراث العمراني''‪ ،‬كمية الهندسة‪ ،‬جامعة الفيوم‪.‬‬

‫‪ -‬حسام الدين داود ‪ ،‬سياسات التعامل و مداخل تنمية المنشآت و النطاقات األثرية ‪،‬مساق‬
‫الحفاظ المعماري‪ ،‬كمية الهندسة‪-‬الجامعة اإلسالمية‪-‬غزة‪2008 ،‬‬
‫‪ -‬ياسر عثمان محرم محجوب‪ « ،‬تأثير التطور العمراني الحديث عمى التراث العمراني في‬
‫اإلمارات‪ ،‬دراسة حالة في دبي و العين » بحث ‪1995‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد الناصر عبد الرحمن الزهراني‪ ،‬إدارة التراث العمراني ‪ ،‬الرياض ‪2012‬‬
‫‪. -‬لكحل غنية ‪ :‬المدينة اإلسالمية ‪ :‬عناصر و مفاهيم فكر وتطبيق‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العمران تحت إشراف د‪ .‬سحنون الطيب‪ ،‬قسم الهندسة المعمارية و‬
‫العمران‪ ،‬كمية عموم األرض والجغرافيا والتهيئة العمرانية ‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪ -‬محمد فاضل بن الشيخ الحسين ‪ :‬البيئة الحضرية في مدن الواحات وتأثير الزحف‬
‫العمراني حالة مدينة بسكرة رسالة لنيل درجة الدكتوراه الدولة في العمران تحت إشراف أ‬
‫‪.‬د‪ .‬زريبي النذير قسم الهندسة المعمارية والعمران‪ ،‬كمية عموم األرض ‪،‬الجغرافيا ‪،‬التهيئة‬
‫العمرانية ‪،‬جامعة منتوري قسنطينة‪2001 ،‬‬
‫‪ -‬مرواني محفوظ‪ :‬عدم فعالية الحفاظ عمى المدن التاريخية‪ ،‬حالة قصبة الجزائر‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في العمران‪ ،‬تحت إشراف أ ‪.‬د‪ .‬بوهني محمد جمال‪ ،‬قسم الهندسة‬
‫المعمارية والعمران‪ ،‬كمية عموم األرض والجغرافيا والتهيئة العمرانية جامعة منتوري‬
‫قسنطينة‪1999،‬‬

‫المقاالت و البحوث‬

‫‪ -‬ياسر عثمان محرم محجوب‪ »،‬تأثير التطور العمراني الحديث عمى التراث العمراني في‬
‫اإلمارات ‪،‬دراسة حاالت في دبي و العين « بحث ‪1995‬‬

‫‪ -‬بحث مقدم من طرف األستاذ محمد عبد الفتاح أحمد العيسوي‪،‬تحت عنوان‪ :‬االرتقاء‬
‫بالنطاقات التراثية ذات القيمة ‪ ،‬كمية الهندسة جامعة الفيوم‪ ،‬مصر‬

‫‪ -‬الدكتور عمي خالصي ‪ ،‬نظرة تقييمية حول البحث األثري و الدراسات التاريخية في‬
‫الجزائر الممتقى الرابع لمبحث األثري و الدراسات التاريخية‬
‫‪ -‬مقال األستاذ بن الشيخ الحسين وليد‪ ،‬في مجمة الحوار الثقافي‪،‬تحت عنوان ‪" :‬إعادة‬
‫االعتبار لمتراث العمراني في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة لمثقافة العربية ‪ 2015‬و‬
‫أثره عل التنمية السياحية" و الصادرة عن جامعة مستغانم‬
‫‪ -‬المممكة المغريبة ‪،‬و ازرة اإلسكان والتعمير والتنمية المجالية " اإلستراتيجية الوطنية لمتدخل‬
‫في األنسجة العتيقة(مشروع)" المجمس والوطني لإلسكان‬

‫المجالت‬
‫‪ -‬مياد (عبد المالك محمد صبري) ‪ ،2011‬تخطيط وعمارة المدينة اإلسالمية مدينة دمشق‬
‫القديمة " نموذج حضري لقمة التعايش في المنظور اإلسالمي" مجمة كمية التربية ‪ /‬وسط‪،‬‬
‫العدد الحادية عشر‪،‬‬

‫‪ -‬مياد (عبد المالك محمد صبري) ‪ " ،2011‬نموذج حضري لقمة التعايش في المنظور‬
‫اإلسالمي" مجمة كمية التربية ‪ /‬وسط‪ ،‬العدد الحادية عشر‬
‫‪ -‬األطمس الجهوي إلنجازات اإلسكان والتعمير والتنمية المجالية" حصيمة إنجازات اإلسكان‬
‫والتعمير والتنمية المجالية لسنة ‪ 2009‬وتوقعات برنامج العمل لسنة ‪ 2011‬جهة فاس‬
‫بولمان‬
‫‪ -‬اليوت لورين ‪ :‬السياسة العالمية لمبيئة‪ ،‬ترجمت د – جاسم الحسن ‪ ،‬مجمـة عـالم الفكـر‪،‬‬
‫المجمـد ‪ ، 30‬العدد‪،1‬يوليو‪-‬سبتمبر‪،2001‬المجمس الوطني لمثقافة والفنون و اآلداب دولة‬
‫الكويت‪،‬ص‪.302.‬‬

‫القوانين و المراسيم‬

‫‪ -‬النصوص القانونية المتعمقة بالتراث الثقافي الجزائري‬

‫‪ -‬القانون رقم‪ 98/04:‬المؤرخ في ‪1998/06/15‬‬

‫‪ -‬مرسوم تنفيذي ‪ 323-03‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ 2003‬م‪.‬‬

‫‪ -‬النصوص القانونية المتعمقة بالتراث الثقافي الجزائري‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية ‪،‬العدد ‪،60‬سنة ‪2003‬‬

‫‪ -‬النصوص القانونية المتعمقة بالتراث الثقافي الجزائري‬


‫‪ -‬القانون ‪ 04/98‬هو القانون المتعمق بحماية التراث الثقافي‬

‫الوثائق الرسمية‬

‫‪ -‬المخطط الدائم لحفظ و استصالح القطاعات المحفوظة (‪ )PPSMVSS‬لممدينة القديمة‬


‫أكتوبر ‪2012‬‬
‫ الديوان الوطني لتسيير و استغالل الممتمكات الثقافية المحمية قسنطينة‬-

‫مراجع بالغة االجنبية‬

- COTE.M : L’Algérie ou l’espace retourné. Media plus.1993


- Master plan 2004 ,Constantine.

‫مواقع االنترنت‬

2013/05/17 ‫ تاريخ ولوج الموقع‬،‫ موقع اإللكتروني المنارة‬-


- www.ALRPPO-CIC.SY
- http // riadzitounafes .com/fes/situation .html
- http://www.menara.ma/ar/2013/03/04
.

‫الملخص‬
‫ٌحوز التراث العمرانً والمعماري فً السنوات األخٌرة على اهتمام كبٌر من طـرف الهٌئـات‬
‫فباإلضافة إلى االعتداء على خصائصها‬. ‫ وتقام من أجله الندوات المؤتمرات‬، ‫الدولٌة والوطنٌة‬
‫العمرانٌة والمعمارٌة لم تسلم األنسجة العمرانٌة العتٌقة من خطر التلوث البٌئً الذي أضر‬
‫وفً الجزائر عرفت أغلبٌة المدن هذه الظاهرة مما‬. ‫ببٌئتها بعدما كانت آمنة مطمئنة عدة قرون‬
‫ٌستدعً االنخراط فً المسعى الشامل الذي مـن شأنه أن ٌؤدي إلى اإلقالل من خطر العناصر‬
‫ وقد كان لحً الشارع بمدٌنة قسنطٌنة نصٌبا من هذه‬،‫التً تتهدد األنسجة العمرانٌة العتٌقة‬
.‫االهتمامات قصد تحسٌن وضعٌتها العمرانٌة والبٌئٌة وفـق متطلبات التنمٌة المستدامة‬

Résumé :

Dans les dernières années, les organisations nationales et


internationales ont attribué une grande importance au patrimoine
architectural et urbanistique grâce à des congrès et séminaires Les
tissus urbains antiques ont perdu progressivement leur identité et plus,
se sont exposés au risque de la pollution urbaine. En Algérie, la plupart
des villes ont connu ce phénomène, Constantine avec son patrimoine
urbaine et architecturale très riches, aujourd’hui. Il est temps de
prendre en charge ces tissues urbaines, afin de répondue aux exigences
du développement durable

You might also like