You are on page 1of 519

‫سنُيا ا‬

‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬


‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫خمُاسية‬
‫خ‬
‫الجهاد‬
‫نيا في سبيل ال‬
‫مجاهدا ُس ً‬
‫ً‬ ‫كيف تكون‬
‫الرإشاد إلى طريق الجهاد‬
‫تأليف فضيلة الشيخ‬

‫أبو سلمُان‬
‫عبد الله بن محمُد الغليفي‬
‫رحمه ال وغفر له‬
‫الجزء الول‬
‫غليفة ‪ -‬مكة المكرمة‬

‫‪1‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الطبعة الولى‬

‫رجب ‪ 1429‬هجرية‬

‫حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم‬

‫بشرط عدم التغيير في الصأل‬


‫ول مانع من التعليق والحواشي‪...‬‬

‫دار القرآن‬

‫للتواصل عبر البريد اللكترونى‬

‫‪algolayfe@yahoo.com‬‬

‫غليفة – شمران –مكة المكرمة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إهداء ‪...‬‬

‫إلى أبنُائي وفلذة كبدي‬


‫إلى من رإزقنُي الله بهم وقر عينُي برؤيتهم وأعاننُي‬
‫على تربيتهم وحفظهم لكتاب الله‬
‫أهدي لهم هذا الكتاب عسى أن ينُتفعوا به ويحقق الله‬
‫أمنُياتي ويكرمنُي ويشرفنُي باستشهادهم جمُيعا في‬
‫سبيل الله‬
‫نصرة لدين الله ونكاية في أعداء الله وأن يلحقنُا بهم ول‬
‫يحرمنُا أجرهم ‪...‬‬

‫المُؤلف‪...‬‬

‫قال الله عز وجل‬


‫"‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت ت‬
‫فلقليُيققاتلل في قستبيتل ال له الذيقن يقلشُروقن ا لقحقياقة الددنليقيا تباللخقرة قوقملن يُيققاتلل في قستبيتل ال له فقييُيلقتقلل أقلو يقيغلل ل‬
‫ب‬
‫ساتء‬ ‫ت‬ ‫ف نُيلؤتتيته أقجرا عتظيما )‪ (74‬وما لقُكم قل تُيققاتتُلوقن تفي ستبيتل ال لته وا لمست ل ت ت‬
‫ضقعفيقن مقن الرقجال قوالنر ق‬ ‫ق ُ لق‬ ‫ق‬ ‫قق ل‬ ‫لً ق ً‬ ‫سلو ق‬‫فق ق‬
‫ك قولتييا قوالجقعلل لققنا تملن‬ ‫قوا لتولقداتن التذيقن يقيُقوُلوقن قربليقنا أقلخترلجقنا تملن قهتذهت ا لقلريقتة اللظالتتم أقلهلُقها قوالجقعلل لققنا تملن لقُدنل ق‬
‫‪3‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صيرا )‪ (75‬التذين آمُنوا ييققاتتُلوقن تفي ستبيتل ال لته والتذين قكقفروا ييققاتتُلوقن تفي ستبيتل اللطاُغو ت‬
‫ت‬ ‫لقُدنل ق ت‬
‫ق‬ ‫ق ق ُ ُ‬ ‫ق‬ ‫ق ق ُ‬ ‫ك نق ً‬
‫ضتعيًفا‬‫شليقطاتن قكاقن ق‬ ‫فقيققاتتُلوا أقلولتقياءق ال ل‬
‫شليقطاتن إتلن قكليقد ال ل‬
‫)‪ (76‬النُساء‪.‬‬

‫قال رسول ال – صألى ال عليه وآله وسلم –‬


‫" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ا ‪ ،‬فإذا قالوها عصموا مني دماءهم‬
‫وأموالهم إل بحقها وحسابهم على ا تعالى "‬
‫)متفق عليه وأخرجه أصأحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم (‬

‫" إن الجهاد ماض إلى يوم القيامة ‪ ،‬فالدعوة والجهاد‬


‫متلزمان لينُفك أحدهمُا عن الخر ‪ ،‬فقوام الدين قرآن‬
‫") شيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحمه‬ ‫يهدي وسيف يقوم‬
‫ال (‪.‬‬

‫طريقك قد خضبته الدماء‬ ‫" أخي فامض ل تلتفت للورإاء‬


‫ولتتطلع لغير السمُاء‬ ‫ول تلتفت هاهنُا أو هنُاك‬
‫"‬

‫( الستاذ الشيخ سيد قطب ‪ -‬رحمه ال – )‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬

‫‪4‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بسم ال الواحد القهار القوي العزيز الجبار هازم الحزاب ومهلك الكفار ومعز المجاهدين‬
‫ومذل المنافقين الفجار ومؤيد بنصره وبتوفيقه الموحدين البرار ‪ ،‬وصألي ال وسلم وبارك على‬
‫النبي المصطفى المختار الذي أرسله سبحانه بين يدي الساعة ليعبد ال وحده وأيده بالهدى‬
‫والفرقان والسيف والسنان – صألى ال وسلم وبارك عليه وعلى آله وصأحبه ورضي عنهم وألحقنا‬
‫بهم على درب الشهادة والتوحيد والجهاد نصرة لدين الرحمن ‪....‬‬
‫الحمد ل حمدا حمدا والشكر له سبحانه شكرا شكرا ‪ ،‬اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله‬
‫وإليك يرجع المر كله ‪.‬‬
‫الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده ال‬
‫فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪ ..‬أما بعد ‪...‬‬
‫فإن أصأدق الحديث كلم ال وخير الهدي هدي محمد – صألى ال عليه وآله وصأحبه وسلم –‬
‫وشر المور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار ‪...‬‬
‫اللهم ارفع راية التوحيد وأقم علم الجهاد واقمع أهل الزيغ والضلل والفساد ‪ ،‬اللهم اجعلنا من‬
‫أنصار دينك وسنة نبيك – صألى ال عليه وآله وصأحبه وسلم – وعبادك الموحدين ‪ ،‬اللهم إنا‬
‫نسألك حسن الخاتمة ‪ ،‬نسألك يا ربنا أن تجعلنا من الدعاة إلى توحيدك المتحققين به قول‬
‫وعمل ظاهرا وباطنا ‪ ،‬اللهم اجعلنا ممن يدل العباد عليك ويربط القلوب بك وحدك‬
‫اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وشهادة في سبيلك ترضى بها عنا ‪ ،‬شهادة تمحو بها الخطايا والذنوب‬
‫تكون نصرة للمجاهدين ونكاية في الكافرين أعداء الدين اللهم ل تحرمنا من فضلك العظيم يا‬
‫رب العالمين ‪.‬‬
‫إن الحديث عن الجهاد حديث عظيم جليل يثير النفوس شوقا إلى أرض العزة أرض الجنة وليس‬
‫لمثلي التحدث عن هذه الشعيرة العظيمة التي هي ذروة سنام السلم لنه ل يحسنها إل من‬

‫‪5‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عمليا وحمى الحمى وحرس الثغور ورابط عليها وجالد الكفار وصأابر الليل والنهار ‪ ،‬هؤلء‬
‫مارسها ً‬
‫أهل الجهاد وأهل الرباط والثغور وهم أحق الناس بالحديث عن الجهاد ول يقبل إل منهم ول‬
‫يفتي في شئونه وأحواله وأحكامه إل هم‪.‬‬
‫أما القاعدون مثلنا فل يجوز أن نتكلم بجهل عن واقع ل نعرفه ول عن مناط لم نعايشه ‪ ،‬والكلم‬
‫النظري شيء والفقه في الكتب شيء ‪ ،‬أما تحقيق ذلك على أرض الواقع فشيء آخر لذلك فإن‬
‫ابن المبارك – رحمه ال – عندما تكلم عن الجهاد وهو أول من صأنف فيه استقلل تجد الكلم‬
‫فيه روح حية تسري في النفوس وتدخل إلى القلب مباشرة ‪ ،‬فهذه الكلمات الحية التي تدخل إلى‬
‫القلب بدون استئذان ما جاءت إل من قلب شغوف بالجهاد والقتال في سبيل ال ومارسه قول‬
‫وعمل فهذا العالم العامل العبد المجاهد التقي النقي الخفي الورع الزاهد عندما تسمع اسمه‬
‫يذكرك بالجهاد وهؤلء وال هم الحياء والصحابة من قبله – رضي ال عنهم أجمعين وجمعنا بهم‬
‫في عليين – فتحوا البلد وقلوب العباد بالدعوة والجهاد نصرة لدين ال وانقياداً لمر ال فطوبى‬
‫لهم وهنيئا لمن سار على دربهم وهذه إشارات وقبسات من مشكاة النبوة دعاني إلى كتابتها ما‬
‫رأيته من بعض الشباب المسلم المتأثر بالحداث المحيطة به في البلد السلمية المحتلة من‬
‫اليهود والنصارى والمرتدين في أفغانستان والشيشان والعراق والصومال والسودان وفلسطين ‪،‬‬
‫رأيت بعض هؤلء عندما اعتقلتهم الحكومات المرتدة بتهمة السفر إلى الخارج للجهاد ولنصرة‬
‫إخوانهم المسلمين في كل مكان مغتصب متأثرين في ذلك بما يشاهدونه على الفضائيات وشبكة‬
‫المعلومات الدولية من مآسي وجراحات إخوانهم والظلم الواقع عليهم من المحتل الخارجي أو‬
‫المرتد الداخلي ‪.‬‬
‫سمعت قصص هؤلء الشباب وما جرى لهم من تعذيب يفوق الوصأف على يد أجهزة القمع في‬
‫بلدانهم وما لهم جريمة إل حب الجهاد والسفر إلى بلده و إلى مظانه‪.‬‬
‫إنها الفطرة السليمة التي لم تلوث لدى هؤلء الشباب وهي حب الجهاد والستشهاد مع ما بذلته‬
‫وتبذله الحكومات المرتدة العميلة لمحاربة هذه الشعيرة العظيمة التي هي ذروة سنام السلم ورمز‬
‫‪6‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عزته ‪ ،‬رأيت كثيراً من هؤلء الشباب ل يعرف شيئا عن الجهاد ول عن أحواله وأحكامه ول مناطاته‬
‫إل النذر اليسير ‪ ،‬بل منهم من ليعرف شيئا عن اللتزام أصأل ومنهم الصوفي والمرجئ القبوري‬
‫ومنهم من هو متأثر بفكر الخوارج ومنهم المعتزلي العقلني ومنهم العلماني ‪ ،‬ولكن جمع كل هؤلء‬
‫السرية فلقد‬
‫حب الجهاد والشهادة هذا على مستوى الفراد ‪ ،‬أما على مستوى التنظيمات الجماعية ت‬
‫رأيت عجب العجاب ‪ ،‬رأيت قائد الجناح العسكري ل يعرف الفرق بين جهاد الكفار وجهاد البغاة‬
‫ول يعرف الفرق بين الكافر الصألي والمرتد ‪.‬‬
‫نظر الفقهي لبعض هذه التنظيمات ل يعرف أحكام وشروط قتال أهل الردة من أحكام‬
‫الم ت‬
‫ورأيت ُ‬
‫أهل الذمة ول يفرق بين من قال ل إله إل ال وهو مشرك أصألي وبين من قالها وهو مرتد بعد‬
‫إسلم ‪ .‬وقد وصأل أحدهم إلى أرض الجهاد وعندما وجد المرتدين يقولون ل إله إل ال رجع على‬
‫عقبيه وقال ‪ :‬كيف أقاتل مسلم يشهد أن ل إله إل ال ؟!‬
‫بل عندما ذهب أحدهم إلى أرض الجهاد ورأى أهل البلد في السواق يبيعون ويشترون قال ل‬
‫حاجة لهؤلء إلى الرجال ورجع إلى بلده بعد هذا العناء الشديد ورأيت الكثيرين منهم بعد‬
‫العتقال أصأبح يعامل المرتدين معاملة المسلمين الموحدين وأصأبح الذين كانوا أعداء المس‬
‫وكانوا هدفا له بالقتل والسلب والسر ‪ ،‬أصأبحوا أخوانا له بل منهم من قعمل خادما للطواغيت‬
‫يقدم لهم الطعام والشراب والحلوى ويقوم على خدمتهم بنفسه ول حول ول قوة إل بال ‪ ،‬بل‬
‫منهم من أعلن تراجعه عما كان عليه وتبرأ منه في مراجعات وتراجعات فكرية بإسم الندوات‬
‫والمبادرات !‬
‫ومنهم من هو مغرر به ل يعرف حقائق المور وينفذ ما يقال له ومنهم المرجئ الذي يقول أن من‬
‫قال ل إله إل ال ولم يعمل أي عمل فهو مسلم ناج من الخلود في النار وأن تارك أعمال‬
‫الجوارح بالكلية مع القدرة والتمكن وعدم العجز مسلم موحد !!‬
‫ومنهم من يقول أن مرتكب الشرك الكبر الظاهر الجلي ل يكفر ول يسمى مشركا وإن مات على‬
‫شركه يعامل معاملة المسلمين ومنهم من غل وانحرف إلى قول القبوريين وقال من طلب من‬
‫‪7‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الميت ما ليقدر عليه واتخذه واسطة بينه وبين ربه كأن يقول للميت ‪ :‬يا بدوي ادعوا ال لي ‪ ،‬يا‬
‫حسين ادعوا ال أن يرزقني ‪..‬‬
‫يقول هذا المرجئ القبوري أن من طلب من الميت أن يدعو ال له ليس بمشرك ولكن المشرك‬
‫هو الذي يطلب من الميت مباشرة !!‬
‫بل منهم من قال أن تبديل دين ال والتشريع من دون ال ليس كفراً ومنهم من قال أن الصحابة‬
‫رجال لهم عقول ويجوز أن نخرج على فهمهم ول نتقيد بقولهم ول مانع من أن نأتي بأراء وأقوال‬
‫تخالفهم لم يقولوها ولم يعلموها فل مانع من الخروج عن أقوالهم إلى غيرذلك من القوال‬
‫الشاذة التي تدل على عدم اللتزام وقلة الفهم للدين وأمور العقيدة واليمان والكفر‪.‬‬
‫وأفضل وصأف لكل ذلك هو العشوائية فهي عشوائية في اللتزام ‪ ،‬وعشوائية في الفكر والتنظيم‬
‫والدارة مع انعدام الخبرة وفقه الواقع والتربية الجهادية ‪.‬‬
‫أما من ناحية الخلق والمعاملت تجد أن الطواغيت قد نجحوا في احتواء بعض الشباب‬
‫واستمالتهم بفتح الدنيا عليهم من مكاسب دنيوية كزيارة وفسح وتريض وشيء من لعاعة الدنيا‬
‫جعل بعضهم يغضب غضبا شديدا أو يقاتل أخيه من أجل هذه التفاهات حتى غرقوا فيها ونسوا‬
‫المر العظيم الذي جاءوا من أجله وهو " الدعوة والجهاد " ‪.‬‬
‫كل هذه المور وغيرها دفعتني للكتابة في هذا الموضوع ‪ ،‬ثم ان هناك أمرا مهما ينبغي أن يتفطن‬
‫إليه كل مسلم أو كل ناقد للجماعة المسلمة أل وهو أن الأخوة شريحة من المجتمع يعتريها ما‬
‫يعتري المجتمع من سلبيات ففيهم آفات كما في المجتمع فهم ليسوا ملئكة ومن نظر إليهم‬
‫هذه النظرة فقد ظلمهم ظلما بينا ‪ ،‬فهم بشر يعتريهم ما يعتري البشر من خطأ وصأواب وطاعة‬
‫ومعصية لكن في المجموع هم أفضل شرائح المجتمع على الطلق ‪ ،‬فكما كان جيل الصحابة‬
‫جيل قرآني فريد لن يتكرر ولن يقترب منه جيل ول يدانيه في خصائصه ومميزاته إل أنهم مع كل‬
‫ذلك بشر فيهم نزلت الحدود والكفارات والعقوبات فالذي ينظر إلى مجتمع الخوة أهل الدين‬

‫‪8‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واللتزام على أنه مجتمع ملئكي فسيصطدم بالواقع أو سيرفعهم فوق بشريتهم والنصاف والعدل‬
‫ووضع الشيء في موضعه هو السلم والعدل والحكم ‪.‬‬
‫أما الهدف من كتابة هذه الخماسية هو تبصير الشباب بهذه المور حتى يكونوا على بينة من‬
‫أمرهم فيما يتعبدون به ربهم – عز وجل – فالأمر حياة أو موت ‪ ،‬جنة أو نار ‪ ،‬إيمان أو كفر ‪،‬‬
‫توحيد أو شرك ‪ ...‬فليس المر من باب الخطأ والصواب والراجح والمرجوح بل هو أكبر من كل‬
‫ذلك فعندما يسير المسلم في هذا الطريق ويقدم على هذا العمل فلبد أن يكون على علم كامل‬
‫ودراسة مستفيضة من جميع الجوانب لما سيقوم به ويقدم نفسه فداء له ‪ ،‬ويكون على أعلى‬
‫درجات الستعداد الروحي واليماني والبدني والحركي حتى ل يقع فريسة للطواغيت كما وقع‬
‫غيره من قبل ‪ ،‬وحتى ل يكون من الكاذبين المتاجرين بالدين والدعوة والجهاد وحالهم من‬
‫الكسل والخمول والدعة والراحة واللهو والغفلة والنشغال بالدنيا عن الخرة والحرص عليها‬
‫وعلى زخرفها من جمع المال وتكثير العقارات والتجارات حتى قصر وأهمل في ورده اليومي من‬
‫القرآن وتخلف عن الصلوات في المسجد فهو حمار بالنهار جيفة بالليل مع سوء الخلق‬
‫والمعاملت والكبر والتعالي على خلق ال ‪ ،‬فهذا ل يكون مجاهدا أبدا ‪ ،‬فالمجاهد – كما‬
‫سيأتي – صأوام بالنهار قوام بالليل كثير الذكر والستغفار خاشع القلب دامع العين محافظ على‬
‫ورده اليومي من القرآن ل يفرط فيه بحال ‪ ،‬محافظاً على الصلوات الخمس في جماعة محافظاً‬
‫على ركعتين من الليل قبل الفجر ل يمل من القراءة في سير الصحابة – رضي ال عنهم‬
‫والمجاهدين ول يتأخر عن مساعدة المسلمين باذل نفسه لخدمتهم في غير كبر وهذه هي التربية‬
‫الروحية اليمانية ‪،‬‬

‫أماالتربية الجهادية فتجده محافظا على التدريب اليومي والجري واللياقة البدنية العالية من‬
‫ممارسة التدريب الشاق والرياضة القتالية العنيفة على أقل تقدير ساعتين في اليوم في كل ظروفه‬
‫وأحواله من الشدة والرخاء والعسر واليسر فهي له كالماء والهواء متذكراً قول ال تعالى} قولقلو‬
‫أققراُدوا ا لُخُروقج قلققعددوا لقهُ عُلدًة " وقوله جل ذكره " قوأقتعددوا لقُهلم قما الستقطقلعتُلم تملن قُيلوةة قوتملن ترقباتط‬

‫‪9‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ا لقخليتل تُيلرتهُبوقن بتته قعُدلو ال لته قوقعُدلوُكلم قوآقختريقن تملن ُدونتتهلم قل تقيلعلقُمونقيُهُم ال لهُ يقيلعلقُمُهلم قوقما تُيلنتفُقوا تملن‬
‫ف إتلقليُكلم قوأقنليتُلم قل تُظللقُموقن )‪ " (60‬فكيف يدعي الصدق في طلب الجهاد‬ ‫قشيةء تفي قستبيتل ال لته يُيقو ل‬
‫ل‬
‫وحاله ُيكذب مقاله ‪.‬؟فلبد من دورات تدريبية لعداد المقاتل فى سبيل ال وهذه علمة صأدق‪.‬‬
‫أما التربية العلمية العقدية فهي موضوع الخماسية حتى يكون مجاهدا سنيا في سبيل ال تعالى‬
‫لبد أن يكون عالما متثبتا من صأحة الطريق ‪ ،‬ومن حقيقة أعدائه حتى ل يقع في الستمالة أو‬
‫الحتواء وحتى ل تدخل عليه الشبهات ويرتد على عقبيه بعد السير في الطريق فيفتن هو في‬
‫نفسه ويكون سببا لفتنة غيره ‪ ..‬نسأل ال الثبات وحسن الخاتمة ‪.‬‬
‫فما أحوجنا في هذا الزمان وتلك الفترة بالذات ‪ ،‬ما أحوج المة إلى مجاهد سني صأاحب عقيدة‬
‫صأحيحة نقية ل إفراط فيها ول تفريط ‪ ،‬ل غلو فيها ول إرجاء ‪.‬‬
‫مجاهداً في سبيل ال على منهاج النبوة يعرف جيدا ‪:‬‬

‫لماذا يجاهد ؟! ويبذل نفسه رخيصة في سبيل ال يرجو ما عند ال ‪ ،‬كما يعرف جيدا ‪....‬‬

‫من يجاهد ؟! ويحدد عدوه بدقة وثبات ويقين ويعرف ‪...‬‬

‫كيف يجاهد ؟! ويجيد فنون القتال والسرية والحركية ويعرف ‪..‬‬

‫متى يجاهد ؟! ومتى يكون الجهاد فرض عين ومتى يكون فرض كفاية ‪ ،‬وأخيرا يعلم ‪....‬‬

‫أين يجاهد ؟! ومع من يجاهد وتحت راية من يجاهد وفي أي البلد يجاهد وأي نوع من الكفار‬
‫يجاهد‬
‫فلبد أن يحدد الهدف والعدو وأرضه ويحقق المناط حتى يكون المناط خالصا ل شبهة فيه ول‬
‫التباس ‪.‬‬
‫هذه كانت السباب التي دفعتني لطرق هذا الموضوع والهدف منه – كما سبق – هو تربية‬
‫المجاهد السني على منهاج النبوة وحتى نصون هذه الدعوة المباركة " دعوة التوحيد والجهاد "‬
‫‪10‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نصونها من النحرافات العقدية من غلو وإرجاء ومن سوء الخلق والمعاملت وحتى نكون قدوة‬
‫صأالحة لمن يريد أن يسلك هذا الطريق " طريق الجهاد طريق العزة الموصأل لرض الجنة "‬
‫وأسأل ال العون والتوفيق والسداد ونعوذ بال من الخطأ والزلل ‪ ،‬فيعلم ال كم ترددت في طرق هذا‬
‫الموضوع لما أعلمه في نفسي من ضعف وتقصير ‪ ،‬نسأل ال أن يسترنا بستره الجميل وأل يفضحنا‬
‫بين خلقه ‪ ،‬ولكن حسبي أنني فتحت لخواني القنوات وأشرت لهم إشارات ‪..‬‬
‫وأسأل ال أن يهيئ لهذه الخماسية مجاهدا سنيا وعالما ربانيا يوضحها ويفصلها ويأخذ بيد‬
‫المجاهدين إلى بر المان بعيدا عن أعين الطواغيت ‪،‬‬
‫ونسأله سبحانه أن يجعلنا من أنصار دينه وسنة نبيه وعباده الموحدين المجاهدين ‪.‬‬
‫وصألى ال على نبينا محمد وعلى آله وصأحبه وسلم ‪...‬‬
‫أبو سلمُان‬
‫عبد الله بن محمُد الغليفي‬
‫دار القرآن بغليفة – مكة المكرمة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فضل الجهاد والمُجاهدين في سبيل الله‬


‫وقبل أن نتكلم عن الجهاد ل بد وأن نذكرتعريفه وفضله ومنزلته في السلم حتى يعرف المجاهد‬
‫قيمة العمل الذي يقوم به ويقدم عليه حتي تتوق نفسه وتتشوق إلي منازل الشهداء وما أعد ال لهم‬
‫فى الجنان وما ُبشروا به فى الحياة الدنيا نسأل ال من فضله العظيم ونسأله سبحانه أن يرزقنا شهادة‬
‫فى سبيله يرضى بها عنا‬
‫تعريف الجهاد‪:‬‬
‫لغة‪ :‬الجهاد مصدر جاهد جهادا ومجاهدة‪ ،‬وجاهد فاعل من جهد إذا بالغ في قتل عدوه وغيره‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬جهده المرض‪ ،‬وأجهده إذا بلغ به المشقة‪ ،‬وجهدت الفرس‪ ،‬وأجهدته إذا استخرجت جهده‪،‬‬
‫والجهد بالفتح المشقة‪ ،‬والضم الطاقة‪ ،‬وقيل‪ :‬يقال بالضم وبالفتح في كل واحد منهما فمادة )ج هي‬
‫المطلع على أبواب المقنع للبعلي ص ‪.209‬‬ ‫د( حيث وجدت ففيه معنى المبالغة‪.‬‬
‫وشرعا‪ :‬بذل الجهد في قتال الكفار خاصأة بخلف المسلمين من البغاة وقطاع الطريق وغيرهم‪.‬‬
‫قال الحافظ‪ " :‬الجهاد شرعا بذل الجهد في قتال الكفار ويطلق أيضا على مجاهدة النفس والشيطان‬
‫والفساق‪ ،‬فأما مجاهدة النفس فعلى تعلم أمور الدين ثم على العمل بها ثم تعليمها‪ ،‬وأما مجاهدة‬
‫الشيطان فعلى ما يأتي به من الشبهات وما يزينه من الشهوات‪ ،‬وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال‬
‫فتح الباري )‪. (3 / 6‬‬ ‫واللسان والقلب‪ ،‬وأما مجاهدة الفساق فباليد ثم اللسان ثم القلب )‪.‬‬
‫وجنسه فرض عين كما قال ابن القيم وغيره إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال وإما باليد فعلى كل‬
‫زاد المعاد لبن القيم )‪10 - 1 / 3‬‬ ‫مسلم أن يجاهد بنوع من هذه النواع‬

‫‪12‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فالجهاد هو استفراغ الوسع والطاقة في محاربة ومدافعة العدو‪,‬وهذا العدو قد يكون ظاهراً كمحاربة‬
‫الكفار‪ ،‬وقد يكون باطناً كمحاربة النفس والشيطان‪.‬‬
‫وكل هؤلء في نظر السلم أعداء تجب مجاهدتهم ومحاربتهم ويشملهم قوله سبحانه وتعالى‬
‫}قوقجاتهُدوا تفي ال لته قحلق تجقهاتدهت{الحج ‪78‬‬
‫وأشمل تعريف للجهاد هو تعريف شيخ السلم ابن تيمية حيث قال‪" :‬والجهاد هو بذل الوسع ‪-‬‬
‫وهو القدرة في حصول محبوب الحق‪ ،‬ودفع ما يكرهه الحق وذلك لن الجهاد حقيقته الجتهاد في‬
‫حصول ما يحبه ال‪ ،‬ومن اليمان والعمل الصالح ومن دفع ما يبغضه ال من الكفر والفسوق‬
‫والعصيان"‪.‬‬
‫فهذا التعريف شامل لكل أنواع الجهاد‪ ،‬فيشمل جهاد النسان لنفسه وجبرها على طاعة ال‬
‫بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وجهاد الشيطان الذي هو ألد أعداء المسلم‪ ،‬وجهاد الكفار في‬
‫سبيل نشر الدين السلمي وإعلء كلمة ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫فالجهاد بمعناه العام هو بذل الوسع والطاقة في مجاهدة العداء كالنفس والشيطان‪ ،‬والكفار‪،‬‬
‫والمنافقين وهو فرض عين على كل فرد من أفراد المة‪ ،‬ول ينوب في جهاد النفس والشيطان أحد‬
‫عن أحد‪.‬‬
‫والجهاد بمعناه الخاص هو قتال الكفار لعلء كلمة ال ونشر دينه وما ذكره شيخ السلم ابن تيمية‬
‫رحمه ال في تعريف الجهاد فهو تعريف شامل لكل أنواع الجهاد فيشمل جهاد النسان لنفسه‪،‬‬
‫وجبرها على طاعة ال‪ ،‬وجهاد الشيطان الذي هو ألد أعداء المسلمين‪ ،‬وجهاد الكفار في سبيل نشر‬
‫الدين السلمي‪.‬‬
‫فالجهاد بمعناه الخاص وهو جهاد الكفار فرض كفاية‪ ،‬إذا قامت به طائفة من المسلمين قياما كافيا‬
‫سقط الثم عن الباقين وإل أثموا جميعا‪.‬‬
‫ول يكون الجهاد بمعناه الخاص فرض عين إل في ثلثة مواضع ليشترط إذن والدين ولإمام ول سيد‬
‫ولصأاحب دين بل يتعين على كل مطيق للجهاد مستطيع له من رجل وامرأة حر وعبد ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ‪ -‬إذا هجم العداء على بلد المسلمين‪ ،‬ونزلوا بها‪ ،‬تعين على كل فرد من أفراد المسلمين‬
‫جهادهم‪ ،‬ودفع ضررهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا التقى الزحفان‪ ،‬وتقابل الصفان‪ ،‬تعين على كل فرد من المسلمين الثبات أمام العداء‪ ،‬ويحرم‬
‫عليه الفرار من أمامهم‪.‬‬
‫ج‪-‬إذا عين إمام المسلمين قوما للجهاد‪ ،‬واستنفرهم لذلك‪ ،‬وجب عليهم أن يطيعوه وينفروا إل من له‬
‫عذر قاطع‪.‬‬
‫وبهذا التعريف يتضح أن الجهاد في سبيل ال‪ ،‬ولعلء كلمته‪ ،‬ونشر دينه‪ ،‬يعد من أفضل العمال‬
‫بعد فروض العيان‪ ،‬لن المجاهد يضحي بأغلى ما يملك‪ ،‬وهي نفسه العزيزة المحبوبة إليه‪ ،‬ويجود‬
‫بها وهذا أقصى غاية الجهود‪ ،‬كل ذلك لتكون كلمة ال هي العليا مع نيل ما أعده ال للمجاهدين‪،‬‬
‫في الدنيا من النصر والغنيمة‪ ،‬وفي الخرة بالجنة التي هي من أهم وأعظم جزاء يعده ال سبحانه‬
‫وتعالى لعباده المجاهدين في سبيله‪.‬‬
‫"ول يرتاب مسلم فى أن الجهاد فى سبيل ال أحد شعائر الدين الكبرى ‪,‬وأنه إحدى هذه‬
‫العبادات التى حفظت للمة كيانها ومجدها والتي أزالت العوائق المادية والمعنوية من طواغيت‬
‫ونظم أرضية أزالتها من طريق الدعوة حتى أخذ الناس حريتهم فى الدينونة ل رب العالمين على‬
‫منهج هذا النبى الخاتم محمد صألى ال علية وسلم فدخلوا فى دين ال أفواجا وتظهر أهمية هذه‬
‫الشعيرة من خلل ذلك الحشد الكبير من نصوص الكتاب والسنة فى باب تشريع الجهاد وفضلة‬
‫وأهدافه وغاياته المر الذى جعله فى منزلة عالية فى هذا الدين فى سنام الدين بل فى ذروة سنامه‬
‫ول يخفى على مسلم أن من مظاهر قوة سلف هذه المة هو قيام علم الجهاد بل وفى قرون‬
‫عديدة فى قخلف المة ‪.‬‬
‫كما ل يخفى أيضاً على كل مسلم واع أن من أسباب هزيمة المة وضياعها اليوم غياب راية‬
‫الجهاد وأن أعداء هذا الدين الخارجين من اليهود والنصارى والذين أشركوا وكذلك أعداءها في‬
‫الداخل من منافقين ومرتدين وعلمانيين قد مكروا مكرهم في طمس هذه الراية وقتلها في نفوس‬

‫‪14‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المة لنهم يدركون أن الجهاد هو الطريق لن تتسنم المة مكانها ألئق بها على هدى من منهج‬
‫ربها ونحن ندرك أن طريق الخلص من هذا المئذق التاريخي الذى دخلته المة هو عودة الجهاد‬
‫والتربية الجهادية وأن طريق عودتها من هذا الضياع الذى نعيشه هو العودة إلى ربها وإقامة شعائر‬
‫دينها وعلى ذروة سنامه الجهاد فى سبيل ال "ا‪.‬هي" أهداف الجهاد وغايته ص ‪6-5‬‬

‫فمنزلة الجهاد فى السإلما عظيمة جليلة ذكرها ال وقررها فى القرآن ترغيباً للمجاهدين‬
‫ضقرتر‬‫غييُر ُأوتلي ال ل‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫وتميزاً لهم عن القاعدين فقال سبحانه "قل يقلستقتوي ا لققاعُدوقن مقن ا لُملؤمتنيقن قل‬
‫ضقل ال لهُ ا لُمقجاتهتديقن بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم قعقلى‬ ‫قوا لُمقجاتهُدوقن تفي قستبيتل ال لته بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم فق ل‬
‫ضقل ال لهُ ا لُمقجاتهتديقن قعقلى ا لققاتعتديقن أقلجًرا قعتظيًما )‪(95‬‬ ‫ا لققاتعتديقن قدقرقجةً قوُكيل قوقعقد ال لهُ ا لُحلسقنى قوفق ل‬
‫ت تملنهُ قوقمغلتفقرًة قوقرلحقمةً قوقكاقن ال لهُ غقُفوًرا قرتحيًما )‪"(96‬النساء‬ ‫قدرجا ة‬
‫قق‬
‫وقال تعالى " فقيلليُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته التذيقن يقلشُروقن ا لقحقياقة الددنليقيا تباللتخقرةت قوقملن يُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته‬
‫ف نُيلؤتتيته أقلجًرا قعتظيًما )‪ " (74‬النساء‬ ‫سلو ق‬ ‫ب فق ق‬
‫ت‬
‫فقييُيلقتقلل أقلو يقيغلل ل‬
‫ج قوتعقماقرقة ا لقملستجتد ا لقحقراتم قكقملن آقمقن تبال لته قوالليقيلوتم اللتختر قوقجاقهقد تفي‬ ‫وقال عز وجل }أققجقعلتُلم تسققايقةق ا لقحا ر‬
‫قستبيتل ال لته قل يقلستقيُووقن تعلنقد ال لته قوال لهُ قل يقيلهتدي ا لقلوقم اللظالتتميقن )‪ (19‬التذيقن آقمُنوا قوقهاقجُروا قوقجاقهُدوا تفي‬
‫ت‬ ‫قستبيتل ال لته بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم أقلعظقُم قدقرقجةً تعلنقد ال لته قوُأولقئت ق‬
‫شُرُهلم قربديُهلم بتقرلحقمةة ملنهُ‬
‫ك ُهُم ا لقفائتُزوقن )‪ (20‬يُيبق ر‬
‫ت لقُهلم تفيقها نقتعيمم ُمتقيمم )‪ (21‬قخالتتديقن تفيقها أقبقًدا إتلن ال لهق تعلنقدهُ أقلجمر قعتظيمم )‪" (22‬التوبة‬ ‫ضواةن وجلنا ة‬
‫قوتر ل ق ق ق‬
‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق يُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل ال لته‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت ل‬
‫وقال سبحانه "إلن ال هق الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫فقييقيلقتُيُلوقن قويُيلقتقيُلوقن قولعًدا قعلقليته قحيقا تفي التليلوقراةت قوا لتلنلتجيتل قوا لُقلرآتن قوقملن أقلوقفى بتقعلهتدهت تمقن ال لته قفالستقلبتشُروا‬
‫ك ُهقو ا لقفلوُز ا لقعتظيُم )‪ (111‬التوبة‬ ‫تببقيليتعُكُم التذي قبايقيلعتُلم بتته قوقذلت ق‬
‫وقال تعالى "إتنلقما ا لُملؤتمُنوقن التذيقن آقمُنوا تبال لته قوقرُسولتته ثُلم لقلم يقيلرقتاُبوا قوقجاقهُدوا بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم تفي‬
‫صاتدُقوقن )‪" (15‬الحجرات وقال تعالى واصأفاً الجهاد بالتجارة الرابحة التى ل‬ ‫ك ُهُم ال ل‬ ‫قستبيتل ال لته ُأولقئت ق‬
‫ب أقتليةم )‬ ‫خسارة فيها فى الدنيا والخرة "قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قهل أقُدلدُكلم قعقلى تتقجاقرةة تُيلنتجيُكلم تملن قعقذا ة‬
‫ل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫‪ (10‬تُيلؤمُنوقن تبال له قوقرُسوله قوتُقجاهُدوقن في قستبيتل ال له بتأقلمقوالُكلم قوأقنليُفسُكلم قذلُكلم ق ل‬
‫خييمر لقُكلم إتلن ُكلنتُلم‬

‫‪15‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ت تقلجتري تمن تقلحتتقها اللقنليقهار ومساكتن طقيربةً تفي جلنا ت‬
‫ت‬ ‫تقيلعلقموقن )‪ (11‬ييغلتفر لقُكم ذُُنوبُكم ويلدتخلُكم جلنا ة‬
‫ق‬ ‫ُ قق ق ق ق‬ ‫ل‬ ‫ل ق‬ ‫ق ل ل ق ل قُ‬ ‫ُ‬
‫شتر ا لُملؤتمتنيقن )‬
‫ب قوبق ر‬ ‫ك ا لقفوُز ا لعتظيم )‪ (12‬وأُلخرى تُتحدبونقيها نق ت ت‬
‫صمر مقن ال له قوفقيلتمح ققتري م‬
‫ق ل‬ ‫ق ق‬ ‫قعلدن قذل ق ل ق ُ‬
‫ة ت‬
‫‪"(13‬الصف‬
‫واليات فى فضل الجهاد والمجاهدين كثيرة جداً وأن فضائل الجهاد فى السنة الصحيحة ل تنحصر‬
‫ودواوين السنة مليئة بها ومن ذلك‪:‬‬
‫أن الجهاد أفضل للعمال على الطإلقا بعد اليمان والصلةا المكتوبة‬
‫ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن بن مسعود رضي ال عنه قال "سألت رسول ال صألى ال‬
‫علية وسلم أي العمال أفضل ؟قال الصلة على وقتها قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين قلت ‪:‬ثم‬
‫أي ؟قال الجهاد فى سبيل ال "‬
‫وثبت فى الصحيحين أيضاً من حديث أبى هريرة رضي ال عنة قال‬
‫"سئل رسول ال صألى ال علية وسلم أي العمال أفضل ؟قال إيمان بال ورسوله قيل ‪:‬ثم ماذا‬
‫قال الجهاد فى سبيل ال قيل ثم ماذا ؟قال حج مبرور "‬
‫وفى الصحيحين عن أبى ذر رضي ال عنة قال سألت رسول ال صألى ال عليه وسلم أى العمال‬
‫أفضل ؟ قال إيمان بال وجهاد فى سبيله "فالجهاد أفضل من الحج وأفضل من الذان وأفضل‬
‫من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام بل إن الجهاد أفضل العمال على الطلق‬

‫بل الجهاد فى سإبيل ال أحب العمال إلى ال وأن المجاهد أفضل الناس‬
‫ضقرتر قوا لُمقجاتهُدوقن تفي قستبيتل ال لته‬ ‫غييُر ُأوتلي ال ل‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫قال الله تعالى " قل يقلستقتوي ا لققاعُدوقن مقن ا لُملؤمتنيقن قل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم فق ل‬
‫ضقل ال لهُ ا لُمقجاهتديقن بتأقلمقوالتهلم قوأقنليُفتستهلم قعقلى ا لققاعتديقن قدقرقجةً قوُكيل قوقعقد ال لهُ‬
‫ت تملنهُ قوقمغلتفقرًة قوقرلحقمةً قوقكاقن‬
‫ضل ال لهُ ا لمجاتهتدين قعقلى ا لققاتعتدين أقلجرا قعتظيما )‪ (95‬قدرجا ة‬
‫قق‬ ‫ً‬ ‫ق ً‬ ‫ُق ق‬ ‫ا لُحلسقنى قوفق ل ق‬
‫ال لهُ غقُفوًرا قرتحيًما )‪"(96‬النساء‬

‫‪16‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال ‪:‬أتى رجل رسول ال صألى ال علية وسلم فقال أي‬
‫الناس أفضل ؟ قال ‪ " :‬مؤمن يجاهد بنفسه وماله فى سبيل ال قال ‪ :‬ثم من ؟ قال ‪ " :‬رجل‬
‫معتزل فى شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره " رواه البخاري ومسلم‬

‫فالجهاد أفضل من العزلة والتفرغ للعبادةا فعن أبى هريرة رضي ال عنه قال " مر رجل من‬
‫أصأحاب رسول ال صألى ال علية وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبه فقال لو اعتزلت الناس‬
‫فأقمت فى هذا الشعب ؟ ولن أفعل حتى أستأذن رسول ال صألى ال علية وسلم فذكر ذلك‬
‫لرسول ال صألى ال علية وسلم فقال " ل تفعل فإن مقام أحدكم فى سبيل ال أفضل من صألته‬
‫فى بيته سبعين عاماً أل تحبون أن يغفر ال لكم ويدخلكم الجنة؟ أغزوا فى سبيل ال من قاتل فى‬
‫سبيل ال فواق ناقة وجبت له الجنة " حديث صأحيح رواه الترمذي والبيهقى والحاكم‬
‫يقول المام ابن النحاس بعد أن ساق هذا الحديث" ياهذا يا ليت شعري من يقوم مقام هذا‬
‫الصحابي فى عزلته وعبادته وطيب مطعمه ‪ .‬ومع هذا فقد قال له النبي صألى ال علية وسلم ل‬
‫تفعل ‪ ,‬وأرشده إلى الجهاد ‪ ,‬فكيف لواحد منا أن يتركه مع أعمال ل يوثق بها مع قلتها وخطايا ل‬
‫ينجي معها لكثرتها وجوارح ل تزال مطلقةً فيما منعت منه ونفوس جامحة إل عما نهيت عنه‬
‫ومآكل حكم حلها عند رازقها وخواطر علم أصألها عند خالقها ونيات ل يتحقق إخلصأها وتبعات‬
‫ل يرجى بغير العناية خلصأها ‪ ,‬ثم أنظر في خواتم العمال مجال الخطر وعظائم الوحال ‪,‬‬
‫فالسعيد من وفقه ال للجهاد ويسره عليه والشقي من جبن فغبن وظهر الخسران عليه ‪ ,‬اللهم‬
‫يسر علينا الجهاد ويسرنا له واجعلنا بفضلك ممن رام أمراً فناله وقرنت بالتوفيق أحواله وأفعاله "‬
‫انك قريب مجيب " المشارع ‪153‬‬
‫وقد استجاب ال دعاء بن النحاس فمات شهيداً في دمياط فهنيئأ له‬
‫‪ .‬ومما يدل علي أن الجهاد أفضل من العبادة والتفرغ لها وأن هذا كان ديدن السلف ما ذكره‬
‫الذهبي في سير أعلم النبلء عن عبد ال بن محمد قاضي نصيبين قال حدثني محمد بن‬

‫‪17‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إبراهيم بن أبي سكينه ‪ :‬قال أملي علي عبد ال بن المبارك هذه البيات بطر سوس وأرسلها معي‬
‫إلى مكة إلي الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائه وهي ‪:‬‬
‫لعلمت أنك في العبادة تلعب‬ ‫ياعابد الحرمين لو أبصرتنا‬
‫فنحورنا بدمائنا تتخضب‬ ‫من كان يخضب خده بدموعه‬
‫فخيولنا يوم الصبيحة تتعب‬ ‫أو كان يتعب خيله في باطل‬
‫رهج السنابك والغبار الطيب‬ ‫ريح العبير لكم ونحن عبيرنا‬
‫قولم صأحيح صأادق ل يكذب‬ ‫ولقد أتانا من مقال نبينا‬
‫أنف امرئ ودخان نار تلهب‬ ‫ليستوي وغبار خيل ال في‬
‫ليس الشهيد بميت ل يكذب‬ ‫هذا كتاب ال ينطق بيننا‬
‫قال ‪ :‬فلقيت الفضيل بكتابه فلما قرأه ذرفت عيناه ثم قال صأدق أبو عبد الرحمن ونصحني ‪.‬‬

‫ومن فضائله أن أحد ا ل يسإتطإيع عملا يعدل الجهاد فى سإبيل ال‬


‫ودليله مارواه البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضي ال عنة قال‬

‫قيل يارسول ال مايعدل الجهاد فى سبيل ال ؟قال ل تستطيعونه ‪.‬فأعادوا عليه مرتين أو ثلثاً‬
‫كل ذلك يقول ل تستطيعونه "ثم قال مثل المجاهد فى سبيل ال كمثل الصائم القائم القانت‬
‫بآيات ال ل يفطر من صألة ول صأيام حتى يرجع المجاهد فى سبيل ال "‬
‫وفى رواية للبخاري أن رجلً قال يارسول ال دلني على عمل يعدل الجهاد قال ل أجده ثم قال‬
‫هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ول تفتر وتصوم ول تفطر فقال ومن‬
‫يستطيع ذلك ‪.‬‬
‫قال ابن النحاس رحمة ال –فإذا كان ألو الهمم العلية والنفوس البية والشهامة الدينية المضاعفة‬
‫أجورهم بالصحبة النبوية الفائزون بالسبق إلى كل كمال ‪,‬الحائزون من رتب الجتهاد كل مقام‬
‫عال ل يستطيعون عملً يعدل الجهاد فكيف تقر أعين أمثالنا من غير اجتهاد وكيف تسكن إلى‬

‫‪18‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العمال اليسيرة بالهمم الدنية الحقيرة مع ما يشوبها من الرياء وعدم الخلص والدسائس التى ل‬
‫يكاد يرجى معها خلص ‪,‬اللهم ايقذنا من هذه الغفلة ووفقنا للجهاد فى سبيلك قبل حلول النقلة‬
‫فأنت المرجو لكل خير ول حول ول قوة إل بال "المشارع ‪149‬‬

‫ومنها أن رهبانية هذه المة وسإياحتها الجهاد فى سإبيل ال ‪.‬‬


‫ساتجُدوقن اللتمروقن تبا لمعرو ت‬
‫ف‬ ‫قال الله تعالى "اللتائتُبوقن ا لقعابتُدوقن ا لقحاتمُدوقن ال ل‬
‫سائتُحوقن اللراكتُعوقن ال ل‬
‫ق لُ‬ ‫ُ‬
‫شتر ا لُملؤتمتنيقن )‪ " (112‬التوبة‬ ‫قواللناُهوقن قعتن ا لُملنقكتر قوا لقحافتُظوقن لتُحُدوتد ال لته قوبق ر‬
‫روى مسلم وغيره عن أبى مسعود النصاري قال‪ ,‬قال رسول ال صألى ال عليه وسلم "الدال‬
‫على الخير كفاعله وأن لكل أمه رهبانيه وأن رهبانية هذه المة الجهاد فى سبيل ال عز وجل‬
‫اللهم بارك لمتي فى بكورها "‬
‫وعن أبى أمامة رضى ال عنه أن رجل استأذن رسول ال صألى ال عليه وسلم فى السياحة فقال‬
‫" إن سياحة أمتي الجهاد فى سبيل ال عز وجل " حديث صأحيح رواه أبو داود والحاكم فى‬
‫المستدرك ووافقه الذهبي‬
‫قال المام ابن النحاس – رحمة ال وعفا عنه – لما كانت السياحة هي السير فى الرض على‬
‫سبيل الفرار من الغيار ‪ ,‬والنظر إلى الثار بعين العتبار سمى الجهاد فى سبيل ال سياحة لنه‬
‫فرار من الوجود والسير إلى المعبود على قدم اليمان والتصديق بالموعود ‪ ,‬ونظر للنفس بعين‬
‫النصاف فى تسليمها للمشترى خروجاً من عالم الخلف وشتان بين سائر بنفسه ينزهها وبين من‬
‫هو مجتهد عليها ليتلفها ‪ ,‬هذا هو السائح يقيناً والبائع نفسه بالربح العظم فوزاً مبينا" المشارع‬
‫‪168‬‬

‫ومنها أن ذروةا سإناما السإلما الجهاد فى سإبيل ال تعالى ‪.‬‬


‫وإنما شبه الجهاد بذروة السنام لن من تسور ذروة السنام فقد حكم على جميع أجزاء البعير‬
‫كذلك من رزقه ال الجهاد فقد أناله جميع مافى السلم من أجزاء الفضل ‪ ,‬لن نوم المجاهد‬
‫‪19‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أجر وسفره أجر ونفقته أجر ‪,‬ونصبه أجر ‪ ,‬وخوفه أجر ‪ ,‬وظمأه أجر ‪ ,‬وجوعه أجر ‪ ,‬وحركاتة‬
‫كلها أجر بل وبول فرسه وعرقه وعلفه كل ذلك فيه أجر كما سيأتي إن شاء ال فى فضل‬
‫المجاهد فى سبيل ال وقد مر أن الجهاد أفضل من الحج قال أدم بن على سمعت ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما يقول لسفرة فى سبيل ال أفضل من خمسين حجة " رواة أبن المبارك وهو‬
‫صأحيح‬
‫يقصد بها التطوع لن حجة السلم إنما تكون أفضل من جهاد الكفاية وأما إذا صأار الجهاد‬
‫فرض عين فهو مقدم على حجة السلم قطعاً لوجوب فعله على الفور دون إذن الوالدين والدائن‬
‫لنه فرض عين على الجميع ‪.‬‬

‫ومنها أن الجهاد باب ا من أبواب الجنة والجنة تحت ظلل السإيوف‬


‫فقد روى مسلم فى صأحيحه عن أبى بكر بن موسى الشعري قال سمعت أبى وهو بحضرة العدو‬
‫يقول "قال رسول ال صألى ال عليه وسلم "إن أبواب الجنة تحت ظلل السيوف فقام رجل رث‬
‫الهيئة وقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول ال صألى ال عليه وسلم يقول هذا ؟ قال نعم فرجع‬
‫إلى أصأحابه فقال ‪ :‬أقرأ عليكم السلم ثم كسر جفن سيفه فألقاها ثم مشى بسيفه إلى العدو‬
‫فضرب به حتى قتل " كتاب المارة‬
‫وهذا فيه رد على منكري العمليات الستشهادية والنغماس كما ينكرها دعاة النبطاح والتخاذل‬
‫والتراجعات وسيأتي تفصيل هذه المسألة إن شاء ال ‪,‬وعن عبادة بن الصامت رضي ال عنه قال‪,‬‬
‫قال رسول ال صألى ال علية وسلم "جاهدوا فى سبيل ال فإن الجهاد فى سبيل ال باب من‬
‫أبواب الجنة ينجى ال تعالى به من الهم والغم " حديث صأحيح رواة عبد الرزاق وأحمد بإسناد‬
‫جيد والطبرى والحاكم ووافقه الذهبي‬

‫ومنها أن الجهاد أقصر الطإرقا إلى الجنة‬

‫‪20‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫روى مسلم فى صأحيحه عن أنس رضي ل عنه قال أنطلق رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫وأصأحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون ‪ ,‬فقال رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫ليقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه )أي قدامه " فدنا المشركون فقال رسول ال‬
‫صألى ال علية وسلم " قوموا إلى جنة عرضها السماوات والرض " قال عمير بن الحمام يارسول‬
‫ال عرضها السماوات والرض ؟ قال نعم قال بخ بخ ‪ ,‬فقال رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫مايحملك على قولك بخ بخ ؟ قال ل وال يارسول ال إل رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من‬
‫أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال إن أنا حييت حتى أكل تمراتي هذه إنها‬
‫لحياة طويلة فرمى بما كان معه من تمرات ثم قاتلهم حتى قتل رضي ال عنه " وفى رواية قال‬
‫يارسول ال ما بيننا وبين الجنة إل أن نقاتل هؤلء فقال نعم فقاتل حتى قتل‬
‫نعم ياعبد ال إن الجهاد فى سبيل ال أقصر الطرق إلى الجنة وإن كانت الجنة لها أبواب كثيرة‬
‫وطرق عديدة لكن أقصر الطرق إلى الجنة الجهاد والستشهاد فى سبيل ال فهل اشتقت إلى‬
‫الجنة وتاقت نفسك إليها ؟ والتمتع بنعيمها والتلذذ بالنظر إلى وجه الرحمن ومجاورة النبي‬
‫العدنان والصحب الكرام هل إشتقت إليها كما أشتاق إليها سيف ال المسلول على الكفار‬
‫والمرتدين والمشركين خالد بن الوليد " ماليلة تهدى إلى فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها‬
‫بغلم أحب إلى من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد فى سرية أصأبح فيها العدو فعليكم بالجهاد ثم‬
‫قال رضي ال عنه لقد منعني كثير من القرآن الجهاد فى سبيل ال عز وجل "‪1‬وما يفيد القرآن فى‬
‫عقول ل تفهم عن ال وما يفيد القرآن فى أناس ما فهموا ل إله إل ال ولم يعملوا به فهو عليهم‬
‫عمى ‪ ,‬ولكن من تعلم القرآن وعمل به فحتماً سيجاهد لن قوام الدين قرآن يهدى وسيف يقوم‬
‫وأهل القرآن حقاً هم أهل الثغور ‪ ,‬وليس هذا تقليلً من شأن حفظة القرآن ولكن هي دعوة‬
‫لفهمه والعمل به والنقياد له " فيا أيها الموحد قطع علئق الدنيا من قلبك وأقبل على ربك‬
‫وجاهد كل من كفر وتجبر وحارب السلم والمسلمين وقل لنفسك كما قال عبد ال بن رواحه‬

‫‪1‬‬
‫رجالهما رجال الصحيح إنظر الجاهد لبان المبارك ومجمع الزوائد للهيثمى والصإاباه لبان حجر عن المشارع لبان النحاس ص ‪203‬‬
‫‪21‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رضي ال عنه أي نفسي إلى أي شيء تتوقين إلى فلنة فهي طالق ‪ ,‬وإلى فلن وفلن غلمان له‬
‫فهم أحرار ‪ ,‬وإلى حائط له فهو ل ورسوله ثم أنشد‬
‫لتنزلنه أو لتكرهنه‬ ‫أقسمت يانفسى لتنزلنه‬
‫مالي أراكي تكرهين الجنة‬ ‫إن أجلب الناس وشدوا الرنه‬
‫هل أنت إلفى نطفة فى شنه‬ ‫قد طال ماكنت مطمئنة‬
‫هذا حمام الموت قد صأليت‬ ‫يانفس إن ل تقتلى تموتي‬
‫إن تفعلي فعلهما هديت‬ ‫وما تمنيت فقد أعطيت‬
‫وإن تأخرت فقد شقيت‬
‫يريد صأاحبيه زيد وجعفراً ثم نزل ‪ .‬فأتاه ابن عم له بعرق لحم فقال شد بهذا صألبك فإنك قد‬
‫لقيت يومك هذا فأخذه من يده فانتهش منه نهشه ثم سمع الحطمة فى ناحية الناس فقال أنت‬
‫فى الدنيا فالقاه من يده ثم نزل إلى القتال فطعن فستقبل الدم بيده فدلك به وجهه ثم قاتل حتى‬
‫قتل صأريعابين الصفين رحمه ال ورضي عنه وعن صأحابة رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫المجاهدين البطال التقياء البرار وهكذا يكون البطال الشجعان المؤمنون يرجون ماعند ال ول‬
‫يهابون المنون وإنها لفتنة وكفا ببارقة السيوف فتنة نسأل ال الثبات وحسن الخاتمة‬

‫ومنها أن السإير إلى الجهاد خير من الدنيا وما فيها ولو مات أثناء سإيره دخل‬
‫الجنة‪.‬‬
‫جاء فى الصحيحين عن أنس ابن مالك رضى ال عنه أن رسول ال صألى ال عليه وسلم قال‬
‫لغزوة فى سبيل ال أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع فيد‬
‫– يعنى صأوته خير من الدنيا وما فيها ولوأن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الرض‬
‫لضاءت ما بينهما ولملته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها "قال النووي فى‬
‫شرحه لمسلم ومعنى الحديث أن فضل الغدوة والروحة فى سبيل ال وثوابها خير من على الدنيا‬
‫كلها لو ملكها إنسان وتصور تنعمه بها كلها لنه زائل ونعيم الخرة باق وعن أبى هريرة رضى ال‬
‫‪22‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عنه قال‪ ,‬قال رسول ال صألى ال عليه وسلم لروحة فى سبيل ال أو غدوة خير مما تطلع عليه‬
‫الشمس وتغرب ولقاب قوس فى الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب" رواه البخاري فهنيئاً‬
‫لك أيها السائر إلى ال فى طريق الجهاد‬

‫بل من اغبرت قدماه فى سإبيل ال مجاهدا له أجر‬


‫قال رسول ال صألى ال علية وسلم من أغبرت قدماه فى سبيل ال حرمه ال على النار " رواه‬
‫البخاري وقد مر معك قول المام المجاهد العالم عبد ال بن المبارك لعابد الحرمين الفضيل فى‬
‫ذلك وعن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬كنا يوم بدر كل ثلثة على بعير قال ‪:‬وكان أبو لبابة وعلى ابن‬
‫أبى طالب زميلي رسول ال صألى ال عليه وسلم قال فكان إذا كان عقبةرسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم)نوبته لينزل ويركب غيره( قال ‪ :‬يارسول ال نحن نمشى عنك فيقول " ما أنتما بأقوى‬
‫منى وما أنا بأغنى عن الجر منكما" حديث صأحيح المستدرك‬
‫وفى هذا الحديث النص على الجر فى المشي فى سبيل ال واستحباب أل يتميز المير عن‬
‫رعيته بشئ من الراحة بل يشاركهم فى ماهم فيه من النصب والوصأب "وبيان ما تقتدي المروءة‬
‫من عدم تخصيص النسان بشئ دون رفقته وإن خصصوه واستحباب إثار الرفقة أفضلهم بما فيه‬
‫الراحة وبيان ماوهب ال نبينا محمد صألى ال عليه وسلم من التواضع مع كونه أفضل الخلق‬
‫أجمعين وفيه أن المير قدوة فى الرحمة والعمل والنصح والبذل والعطاء ومن تميز عن جنوده فقد‬
‫الهدى وهلك وسيأتى تفصيل ذلك عند الحديث عن كيف نجاهد وصأفات القائد‬
‫تجاوز وخالف ُ‬
‫الناجح بعون ال وتوفيقه‬

‫ومنها فضل الجرح فى سإبيل ال تعالى‬


‫جاء فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى ال عنه عن النبى صألى ال عليه وسلم قال "ليكلم أحد‬
‫فى سبيل ال وال أعلم بمن يكلم فى سبيله إل جاء يوم القيامة وجرحه يثغب اللون لون دم‬

‫‪23‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والريح ريح مسك فستبشر أيها المجاهد يامن حبست فى سبيل ال فأبشر يامن أصأبت فى سبيل‬
‫ال أبشر بهذه البشرة الطيبة من رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫هذه هى بعض فضائل الجهاد فى سبيل ال فهل تعلق قلبك بالجهاد ونصرة دين ال هل اشتاقت‬
‫نفسك لما أعده ال للمجاهدين فتعال مع أخي الحبيب لنتعرف على بعض من فضائل‬
‫المجاهدين‬

‫من فضائل المُجاهد فى سبيل الله‬


‫ضقرتر قوا لُمقجاتهُدوقن تفي قستبيتل ال لته‬‫غييُر ُأوتلي ال ل‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫قال ال تعالى "قل يقلستقتوي ا لققاعُدوقن مقن ا لُملؤمتنيقن قل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم فق ل‬
‫ضقل ال لهُ ا لُمقجاهتديقن بتأقلمقوالتهلم قوأقنليُفتستهلم قعقلى ا لققاعتديقن قدقرقجةً قوُكيل قوقعقد ال لهُ‬

‫‪24‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ت تملنهُ قوقمغلتفقرًة قوقرلحقمةً قوقكاقن‬
‫ضل ال لهُ ا لمجاتهتدين قعقلى ا لققاتعتدين أقلجرا قعتظيما )‪ (95‬قدرجا ة‬
‫قق‬ ‫ً‬ ‫ق ً‬ ‫ُق ق‬ ‫ا لُحلسقنى قوفق ل ق‬
‫ال لهُ غقُفوًرا قرتحيًما )‪ " (96‬النساء‬
‫قال تعالى" فقيلليُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته التذيقن يقلشُروقن ا لقحقياقة الددنليقيا تباللتخقرةت قوقملن يُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته فقييُيلقتقلل‬
‫ف نُيلؤتتيته أقلجًرا قعتظيًما )‪ " (74‬النساء‬ ‫سلو ق‬ ‫ب فق ق‬
‫ت‬
‫أقلو يقيغلل ل‬
‫وقال سبحانه " التذيقن آقمُنوا قوقهاقجُروا قوقجاقهُدوا تفي قستبيتل ال لته بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم أقلعظقُم قدقرقجةً تعلنقد ال لته‬
‫ت لقُهلم تفيقها نقتعيمم ُمتقيمم)‪(21‬قخالتتديقن‬ ‫ضواةن وجلنا ة‬ ‫ةت‬ ‫ك ُهُم ا لقفائتُزوقن )‪ (20‬يُيبق ر‬ ‫قوُأولقئت ق‬
‫شُرُهلم قربديُهلم بتقرلحقمة ملنهُ قوتر ل ق ق ق‬
‫تفيقها أقبقًدا إتلن ال لهق تعلنقدهُ أقلجمر قعتظيمم )‪ (22‬التوبة‬
‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق يُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل ال لته‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت ل‬
‫وقال عز وجل "إلن ال هق الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫فقييقيلقتُيُلوقن قويُيلقتقيُلوقن قولعًدا قعلقليته قحيقا تفي التليلوقراةت قوا لتلنلتجيتل قوا لُقلرآتن قوقملن أقلوقفى بتقعلهتدهت تمقن ال لته قفالستقلبتشُروا‬
‫ك ُهقو ا لقفلوُز ا لقعتظيُم )‪ " (111‬التوبة‬ ‫تببقيليتعُكُم التذي قبايقيلعتُلم بتته قوقذلت ق‬
‫ومنها أن المجاهد أفضل الناس‬
‫لما رواه أبى سعيد الخدرى رضى ال عنه قال "أتى رجل رسول ال صألى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬أي‬
‫الناس أفضل ؟ قال " مؤمن يجاهد بنفسه وماله فى سبيل ال قال ثم من "قال رجل معتزل فى‬
‫شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره " البخاري ومسلم‬
‫ومنها أن المجاهد خير الناس وأكرمهما على ال تعالى‬
‫خرج بن المبارك والترمذى وحسنه النسائي وابن حبان فى صأحيحه عن ابن عباس رضى ال عنهما أن‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس فى مجلس لهم فقال "أل أخبركم بخير‬
‫الناس منزلً ؟ قالوا بلى يارسول ال قال رجل أخذرأس فرسه فى سبيل ال حتى يموت أو يقتل"‬
‫ورواه الحاكم فى المستدرك بإسناد صأحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي‬
‫ومنها أن نوما المجاهد أفضل من قياما غيره الليل وأن الطاعم فى سبيل ال كالصائم فى‬
‫غيره سرمداً فهذا أجرعظيم للمجاهد فى سبيل ال ل يدانيه ول يقترب منه أحد فى الجر‬

‫‪25‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فعن أبى هريرة رضى ال عنه قال سمعت رسول ال صألى ال عليه وسلم يقول "إن مثل المجاهد‬
‫فى سبيل ال –وال أعلم بمن يجاهد فى سبيله – كمثل القائم الصائم الخاشع الراكع الساجد "‬
‫رواه ابن المبارك والنسائي وهو فى الصحيحين‬
‫وعن نعمان ابن بشير رضى ال عنهما قال ‪ ,‬قال رسول ال صألى ال عليه وسلم مثل المجاهد‬
‫فى سبيل ال كمثل الصائم نهاره القائم ليله ل حتى يرجع متى يرجع " رواه أحمدوالبزار‬
‫والطبراني ورجاله رجال الصحيح‬
‫ومنها أن ال يرفع المجاهد فى الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السإماء والرض‬
‫وهذا الفضل العظيم للمجاهد فى سبيل ال وهو مصداق قوله سبحانه "قل يقلستقتوي ا لققاتعُدوقن تمقن‬
‫ضقل ال لهُ ا لُمقجاتهتديقن‬ ‫غييُر ُأوتلي ال ل‬
‫ضقرتر قوا لُمقجاتهُدوقن تفي قستبيتل ال لته بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم فق ل‬ ‫ت‬
‫ا لُملؤمتنيقن قل‬
‫بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم قعقلى ا لققاتعتديقن قدقرقجةً قوُكيل قوقعقد ال لهُ ا لُحلسقنى قوفق ل‬
‫ضقل ال لهُ ا لُمقجاتهتديقن قعقلى‬
‫ا لققاتعتديقن أقلجًرا قعتظيًما )‪ "(95‬النساء‬
‫وفى صأحيح البخاري عن أبى هريرة رضى ال عنه عن النبى صألى ال عليه وسلم قال "من أمن بالله‬
‫ورسوله وأقام الصلة وأت الزكاة وصأام رمضان كان حقاً على ال أن يدخله الجنة ‪ ,‬هاجر فى سبيل‬
‫ال أوجلس فى أرضه التى ولد فيها " قالوا يارسول ال أفل ننبئ الناس بذلك ؟قال " إن فى الجنة‬
‫مائة درجه أعدها ال للمجاهدين فى سبيل ال ما بين الدرجتين كما بين السماء والرض فإذا سألتم‬
‫ال فسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن " ‪.‬‬
‫وفى صأحيح مسلم عن أبى سعيد الخدرى رضى ال عنه أن رسول ال صألى ال عليه وسلم قال "من‬
‫رضى بال رباً وبالسلم ديناً وبمحمد صألى ال عليه وسله نبياً ورسول وجبت له الجنة فعجب لها أبو‬
‫سعيد فقال ‪ :‬أعدها على يارسول ال فأعادها عليه ثم قال " وأخرى يرفع ال بها لعبد مائة درجةما‬
‫بين كل درجتين كما بين السماء والرض "قال وماهى يارسول ال قال الجهاد في سبيل ال"هذه‬
‫الدرجات لك أيها المجاهد أما أجرك وثوابك فى الدنيا فأنظر إلى ماأعده ال لك‬

‫‪-‬فإنك أيها المجاهد فى ضمان ال وكفالته وعونه وهدايته‬


‫‪26‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من حين تخرج من بيتك حتى تعود إليه أو تقتل فيدخلك الجنة عن أبى هريرة رضى ال عنه قال‬
‫‪ :‬قال رسول ال صألى ال عليه وسلم تكفل ال لمن جاهد فى سبيله ل يخرجه من بيته إل‬
‫الجهاد فى سبيله وتصديق بكلماته أن يدخله الجنة أويرده على مسكنه بما نال من أجر وغنيمة "‬
‫البخاري وأنظر ياعبد ال إلى عون ال للمجاهد وبركته له فى كل شيئ قال ابن النحاس –رحمه‬
‫ال " ومن عون ال تعالى للغازى ما ذكره البخاري فى صأحيحه فى باب بركة الغازى فى ماله حياً‬
‫وميتاً ‪ .‬عن عبد ال ابن الزبير ‪ ,‬قال ‪ :‬لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال‬
‫يابنى ل يقتل اليوم إل ظالم أومظلوم وإني ل أراني إل سأقتل اليوم مظلوماً وإن من أكبر همي‬
‫لديني أفترى قدينُنا يبقى من مالنا شيئ ؟ وقال ‪ :‬يابنى بع مالنا وأقضى ديني فإن فضل من مالنا‬
‫ق‬
‫لدينه ويقول ‪ :‬يابني إن عجزت عن شيئ‬
‫شيئ بعد قضاء الدين فثلثه لولدك قال فجعل يوصأيني ق‬
‫منه فاستعن عليه مولي قال فوال ما دريت ما أراد حتي قلت ياأبتي من مولك ؟ قال ‪ :‬ال فو‬
‫ال ما وقعت في كربه من دينه إل ‪ :‬قلت يامولي الزبير أقضي عنه دينه فيقضيه ‪ ,‬فقتل الزبير ولم‬
‫يدع ديناراً ول درهماً إل أرضين منهما الغابة وأحد عشر داراً بالمدينة ودارين بالبصرة ودار‬
‫بالكوفة وداراً بمصر قال ‪ :‬وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه‬
‫فيقول الزبير ل ولكنه سلف فإني أخشي عليه الضيعة ‪ ,‬وما ولي إمارة قط ‪ ,‬ول جباية خراج ول‬
‫شيئاً إل أن يكون فى غزوة مع النبي صألي ال عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان ‪ ,‬قال‬
‫عبد ال ابن الزبير فحسبت ماعليه من الدين فوجدته ألف ألف ومأتين ألف ] مليونيين وماتين‬
‫ألف [ وكان الزبير اشتري الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد ال بألف ألف وستمائة ألف )‬
‫‪ (2.600000‬وهذا من البركة والكفالة ثم قام فقال من كان له علي الزبير حق فليوفنا بالغابة‬
‫فذكر القصة ‪.......‬‬
‫وكان للزبير أربع نسوة ورفع الثلث فأصأاب كل أمراءة ألف ألف ومأتيا ألف فجميع ماله‬
‫خمسون ألف ألف ومئتا ألف ) خمسين مليون ( وال أعلم‬
‫ومنها أن ال يسإتجيب دعائهما بخوارقا العادات لكرامتهما عليه ودخولهما في ضمانه‬
‫ففي سنن ابن ماجه وصأحيح ابن حبان عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ ,‬عن النبي صألي ال عليه‬
‫‪27‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وسلم قال " الغازى في سبيل ال والحاج والمعتمر وفد ال دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم "‬
‫ومنها ما رواه البخاري في سرية الخبط عندما ألقى لهم البحر عنبراً أكلوا منه شهراً وكانوا‬
‫ثلثمائة رجل وأميرهم أبي عبيدة عامر بن جراح وهو حوت عظيم أكلوا منه حتي سمنوا وقد‬
‫كانوا يأكلون الخبط وورق الشجر من الجوع‬
‫وأخرج البيهقي في دلئل النبوة بإسناد صأحيح أن رجلً من اليمن كان في بعض الطريق نفق‬
‫حماره يعني مات ‪ ,‬فتؤضأ وصألي ركعتين ثم قال اللهم إني جئت من الدثينه " يعني بلده وهي بين‬
‫الجند وعدن " مجاهداً في سبيلك ابتغاء مرضاتك وأنى أشهد بأنك تحي الموتى وتبعث من في‬
‫القبور ول تجعل لحد علي اليوم منة أطلب إليك أن تبعث لي حماري ‪.‬قال فقام الحمار ينفض‬
‫أذنيه‬
‫" ‪ .‬وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب مجابي الدعوة بإسناده من عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم قال‬
‫‪ :‬خرج قوم غزاه ومعهم محمد بن المنكدر وكانت صأائفة فبينما هم يسيرون في الساقة قال رجل‬
‫من القوم أشتهي جبن رطب فقال محمد بن المنكدر استطعموا ال يطعمكم فإنه القادر فدعا‬
‫القوم فلم يسيروا إل قليلً حتى وجدوا مكتلً مخيطاً فإذا هو جبن رطب فقال بعض القوم لو‬
‫كان عسلً فقال محمد إن الذي أطعمكم جبناً هاهنا قادر علي أن يطعمكم عسلً فاستطعموه‬
‫فدعا القوم فساروا قليلً فوجدوا قاقزة عسل " مشربه أو قدح " علي الطريق فنزلوا فأكلوا الجبن‬
‫والعسل فركبوا " ‪.‬‬
‫وروى السلطان نور الدين محمود المعروف بالشهيد في كتاب الجتهاد في فضل الجهاد بإسناده عن‬
‫أبي يعقوب المصيص قال ‪ :‬غزونا بلد الروم فقال لنا الدليل ههنا واد من عسل فعدلنا إليه وأنزلنا‬
‫رجلً يغرف لنا بالسطال فخرج علينا الروم فتشاغلنا بهم ونسينا الرجل فغبنا عن الموضع فلما كان‬
‫بعد سنة عزونا فجئنا إلي ذلك الوادي فإذا الرجل حي فقلنا له إيش خبرك ؟ قال كنت أعطش‬
‫فاشرب العسل وأجوع فأكل العسل فرأيناه كأنه البلور إذا طعم شيئاً رأيناه فى جوفه من صأفاء جلده‬
‫"المشارع‪189-188‬‬

‫‪28‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وهذا ليس بغريب على أهل الثغور والجهاد وهذه الثار ترد على من أنكر كرامات الولياء‬
‫وخوارق العادات على منهاج النبوة وقد ذكر ابن تيمية رحمه ال طرفاً منها والللكائى فى اعتقاد‬
‫أهل السنة وهذا يؤكد ماذكره الشيخ عبدال عزام –رحمه ال –عن المجاهدين الفغان فى كتابه‬
‫آيات الرحمن " وذكر كرامات الصحابة فى أرض الجهاد وقد قال ال تعالى فى أخر سورة‬
‫العنكبوت " قوالتذيقن قجاقهُدوا تفيقنا قلنقيلهتديقينليُهلم ُسبُيلققنا قوإتلن ال لهق لققمقع ا لُملحتستنيقن )‪" (69‬العنكبوت‬
‫وقال سفيان بن عيينة إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن ال قال‬
‫لنهدينهم " فالويل لمن أذى المجاهدين ولمزهم وتنقصهم وشهر بهم وحاربهم روى عن رسول‬
‫ال صألى ال عليه وسلم " اتقوا أذى المجاهدين فإن ال يغضب للمجاهدين كما يغضب للنبياء‬
‫والرسل ويستجيب لهم كما يستجيب للنبياء والرسل ول طلعت شمس ول غربت على أحد أكرم‬
‫على ال من مجاهد " رواه ابن عساكر مسنداً من حديث على رضى ال عنه ‪.‬‬

‫هذا فضل المجاهد فى سبيل ال الذى ثبت على الجهاد حتى الممات ل كالذين جاهدوا يوماً‬
‫مافى أرض الجهاد ثم آل بهم الحال إلى العمل كا جواسيس وقاموا بعمل العسكر وجند‬
‫الطاغوت " بعد أن وقعوا فى السر وقاموا بتسليم أنفسهم وسلحهم إلى المرتدين وقد رأينا من‬
‫هؤلء العجب ومنهم من كان مجاهداً فى البوسنة وأفغانستان ثم كان عوناً للطواغيت باسم‬
‫المصلحة ومناط السر والعتقال وهذا المحروم المخزول لم يفكر لماذا اختار ال إخوانه شهداء‬
‫وسلم هو نفسه للطاغوت لم يفكر هذا المرزول لماذا هؤلء صأبروا في أرض الجهاد وهو أسر لم‬
‫يحتمل العتقال وظروف السر فإنها من أجل الدنيا وأصأبح هذا المجاهد خلً وفياً للمرتدين‬
‫يجالسهم ويمازحهم بعد أن كان يقاتلهم وسبحان ال العظيم نسأل ال حسن الخاتمة فالعبرة‬
‫بالخواتيم فيجب علي النسان أن ل يغتر بما هو عليه من طاعة فل يدري بما يختم له نسأل ال‬
‫السلمة والعافية والثبات‬
‫فإذا كان هذا حال المجاهد وهذا فضله ومنزلته عند ال فما هو حال الشهيد ومنزلة الشهداء‬
‫عند ال تعالي أيها الحبيب لنعرف فضل الشهيد في سبيل ال وما أعده ال للشهداء من النعيم‬
‫‪29‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقيم والجر الجزيل والخير الوفير فإن الشهادة رتبة عظيمة ومنزلة جسيمة ل يلقاها إل ذو حظ‬
‫عظيم ول ينالها إل من سبق له القدر بالفوز المقيم وهي الرتبة الثالثة من مقام النبوة كما قال‬
‫ك قمقع التذيقن أقنليقعقم ال لهُ قعلقليتهلم تمقن النلبترييقن قوال ر‬
‫صرديتقيقن‬ ‫تعالي " قوقملن يُتطتع ال لهق قواللرُسوقل فقُأولقئت ق‬
‫ك قرتفيًقا )‪ " (69‬النساء‬ ‫سقن ُأولقئت ق‬ ‫شهقداتء وال ل ت ت‬
‫صالحيقن قوقح ُ‬ ‫قوال د ق ق‬
‫وسمي الشهيد شهيداً لنه مشهود له بالجنة ولأن أرواحهم شهدت وأحضرت دار السلم ‪,‬‬
‫ولنهم أحياء عند ربهم ‪ ,‬يرزقون ولن الشهيد شاهد أي هو الحاضر في الجنة فأن ال وملئكته‬
‫يشهدون لهم بالجنة ولنه يشهد عند خروج روحه ما أعد له من الثواب والكرامة كما سيأتي إن‬
‫شاء ال تعالي ‪ ,‬نسأل ال من فضله العظيم وهو سبحانه الكريم الرب الرحيم نسأله سبحانه‬
‫بأسمائه الحسنى وصأفاته العلي أن يرزقنا الشهادة في سبيله ‪ ,‬شهادة يرضي بها عنا ‪ .‬آمين‬

‫‪30‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫فضل الشهداء‬
‫تعريف الشهيد‬
‫الشهيد هو الذى قاتل فى سبيل ال لتكون كلمة ال هى العليا وقتل بأيدى الكفار أو بسببهم فى‬
‫المعركة بين الصفين ‪ ,‬وهوعند العلماء والئمة العلم‪:‬‬

‫فالشهيد عند الحنفية‪":‬من قتله المشركون‪ ،‬أو وجييد فييي المعركيية وبييه أثيير‪ ،‬أو قتلييه المسييلمون ظلميياً‬
‫ولم يجب بقتله دية")‪.(2‬‬
‫وهو عند المالكية‪":‬من قتل في سبيل ال في جهاد الكفار لعلء كلمة ال تعالى")‪.(3‬‬
‫وهو عند الشافعية‪":‬من مات في قتال الكفار بسببه أي القتال")‪.(4‬‬
‫وهو عند الحنابلة‪":‬من مات بسبب القتال مع الكفار وقت قيام القتال")‪.(5‬‬
‫من المناسب هنا ذكر ما قاله النووي ف المجموع ‪:5/225‬‬
‫"واعلم أن الشهداء ثلثة أقسإاما‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬شهيد في حكم الدنيا‪ ،‬وهو ترك الغسل والصلة ]أي ترك تغسيله والصلة عليه[‪ ،‬وفي‬
‫خاصأا‪ ،‬وهم أحياء عند ربهم يرزقون‪ ،‬وهذا هو الذي مات بسبب‬
‫ً‬ ‫حكم الخرة بمعنى أن له ثواباً‬
‫من أسباب قتال الكفار قبل انقضاء الحرب وسبق تفصيله ‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬شهيد في الخرة دون الدنيا‪ ،‬وهو المبطون والمطعون والغريق وأشباههم ‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر مشارع الشأواق إلى مصارع العشاق من ص ‪694‬إلى ص ‪ 796‬فقد ذكر أبان النحاس رحمه ا من فضل الشهيد الشيئ الكثير وهذا‬
‫مختصر له‬
‫)( العناية شرح الهداية ‪2/141‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( حاشية العدوي ‪1/103‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تحفة المحتاج ‪3/164‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( كشاف القناع ‪2/100‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪31‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والثالث‪ :‬شهيد في الدنيا دون الخرة‪ ،‬وهو المقتول في حرب الكفار‪ ،‬وقد غل من الغنيمة‪ ،‬أو‬
‫ُقتل مدبراً‪ ،‬أو قاتل رياءً‪ ،‬ونحوه فله حكم الشهداء في الدنيا دون الخرة ‪.‬‬
‫وصأرلي عليهم بالتفاق‪ ،‬واتفقوا على أنهم‬
‫سلوا ُ‬
‫والدليل للقسم الثاني أن عمر وعثمان وعلياً ‪ُ ‬غ ت‬
‫شهداء وال أعلم" المجموع ‪5/225‬‬
‫تعريف العمليات الجهادية السإتشهادية الفدائية‬
‫سقدةة ‪ُ ،‬تعر ُ‬
‫ضهُ للققلتتل‬ ‫صُد بتها قتحتقيقق م ة‬
‫صلققحة أو قدفلقع قمف ق‬
‫ق ل‬ ‫جاتهُد طققلباً ل ل‬
‫لشقهادقتة ‪ ،‬قيق ت ق‬ ‫أعقمامل قيقوُم بها ُ‬
‫الم ق‬ ‫" ل‬
‫ظنلاً أو قيتقيناً ‪ ،‬قبيتدهت أو قبيتد قغيترهت " ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫صورر متعددةار ِمنها‬‫ولهها ص‬
‫صأداً قتقل أكبقر عدةد منهم‬ ‫العدرو أو ُثكنتقهُ أو مناتطقق تجدمتعته ‪ ،‬قا ت‬ ‫ف ق‬‫‪ ‬اقتتقحاُم المجاتهُد بسلتحته صأ ل‬
‫والستمراُر في ذلك حتى الموت ‪.‬‬
‫ف ‪ ،‬ثم ينطلقق بعد‬ ‫ناس ة‬
‫بحزامة ت‬ ‫نفسهق ت‬‫ط ق‬ ‫‪ ‬أن يملق المجاتهُد حقيبتقهُ أو سيارتقهُ بالموارد المتفرجرتة أو يقرب ق‬
‫نات العدور أو أماكنق تجدمتعته ‪ ،‬فيُيقفلجقر ما قيحتملُهُ مقعهق ُمحتدثاً بذلك نتقكايةً بالغةً في‬
‫ذلك ليقتتحقم ثُقك ت‬
‫ت الستتشقهادلية ( ‪:‬‬ ‫صأُفوفتتهم ومنهم من يرى عدم تستميتتها بي) العملتليا ت‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫ُ‬

‫أصأقل لها في قمعقاتجمت اللدقغتة ‪.‬‬


‫اللغقُة ول ل‬‫ث د‬ ‫ت ( قلفظةم محقدثةم متلن حي ُ‬ ‫لن ) العملتليا ت‬
‫‪ -1‬ل ق‬
‫شروتعيلتتها ‪ ،‬واعتتباُر فاتعلتقها شتهيداً ‪ ،‬كما ألن تسمتقيقتها بي)‬ ‫‪ -2‬وللن تسميُتها بي) الستتشقهادلية ( إيذامن بمق ل‬
‫سمقيُتها بي) العلقماتل ت‬ ‫ت‬
‫الفقدائليةت ( )‪. (2‬‬ ‫سنُ قت ت‬‫حاترليةت ( إيذامن بمنعهقا ‪ ،‬فقيح ُ‬ ‫النت ق‬
‫ت‬
‫ب لفظةق ) العقماقل ( في اللدللقتة على‬ ‫ت ت‬
‫ت لفظةُ ) القعملليات ( ُمحقدثةم إل ألنها تقاتر ُ‬ ‫ب ‪ :‬بأنله ل‬
‫وإن كان ل‬ ‫وُأجي ُ‬
‫المعنى ‪ ،‬فهي مشتقةم من القعقمتل ‪ -‬كما قتققلدقم ‪. -‬‬
‫س فيه إيذامن بمشروتعيلتتقها ‪ ،‬للن قلفظةق ) الستتشقهاتد ( تددل على‬ ‫ت‬
‫سمقيُتها بي ) الستشقهادتليةت ( فلي ق‬‫وأما قت ت‬
‫شهادةت وسُؤالتقها ‪ -‬كما تقلدم ‪ -‬وهذه العماُل التي يقوم بها المجاتهُد قيق ت‬
‫صدُ بها الشهادةق‬ ‫ب ال ل‬‫قطل ت‬
‫ُ‬

‫‪ ()1‬العمليات الساتشهادية في الميزان الفقهي ) ‪ ، ( 36 - 35‬هل انتحرت حواء أم اساتشهدت ؟ ) ‪. ( 5‬‬


‫‪ ( (2‬انظر ‪ :‬العمال الفدائية صإورها وأحكامها الفقهية ) ‪. ( 93 - 87 - 5‬‬
‫‪32‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫شتهيتد‬ ‫ي عليته ‪ ،‬فهو ُيعاقمُل ُمعاقملقةق ال ل‬ ‫شتهيتد إنما هو باعتتقباتر الُحكتم الددنيقتو ر‬ ‫صأاتحتبها بال ل‬‫طلبهقا ‪ ،‬وقتستميقةُ ق‬
‫ويق ُ‬
‫ل )‪. (1‬‬ ‫في الددنيا ‪ ،‬وإن لم يكن كذلك تعنقد ا ت‬
‫ق ل‬
‫ثلم إلن في قتسمتيقتتقها بي) الفتقدائليةت ( قتستميقةم بقلفظقةة ُمحقدثقةة ‪ ،‬فقعقجباً لتقمن فقيلر تمنُها وفيها قوقققع ‪.‬‬
‫(‬‫‪2‬‬ ‫)‬

‫ت النتتقحاتريلتة ( إشارًة إلى تحريتمقها ‪.‬‬ ‫ويسرميها آخروقن ) العملليا ت‬


‫قق‬ ‫ُ‬
‫صُد بها‬ ‫ات التي ُيق ق‬ ‫صدح ‪ ،‬للن فيها تستويقةً بيقن النتتقحاتر الُمحلرتم قشرعاً ‪ ،‬وبيقن العققمللي ت‬ ‫ستمقيةُ ل قت ت‬
‫الت ل‬
‫ه ل‬ ‫وهذت ت‬
‫شهاقدةت ‪ ،‬ول تعلبرقة بتقياتسقها على النتتقحاتر للنه قمقع القفاترتق )‪ ، (3‬ف ُ‬
‫المنتقتحقر لم‬ ‫ب ال ل‬ ‫ُمقجاقهدةُ القعدرو وطل ُ‬
‫ائه ‪ ،‬تخلفقاً للُمجاتهدت الذي‬ ‫ف اليماتن أو ت‬
‫انتفق ت‬ ‫صبتر وضقلع ت‬‫ب الجققزتع وعققدتم ال ل‬ ‫سقب ت‬
‫حاتر إل تب ق‬ ‫ُيقتدم على ت‬
‫النت ق‬
‫ب العالمين ‪ ،‬مع قُيلوةت‬ ‫صرةت للرديتن ‪ ،‬والعلتء لكلمتة ر ر‬ ‫ت‬
‫صد الرنكاية في العقدرو ‪ ،‬والند ل‬
‫ما أققدم عليها إل لق ت‬
‫ل‬ ‫ق‬
‫صدُ ُمجرقد لقتتل نفتسته ‪ ،‬للنه‬ ‫إيماةن ويققيةن وحستن ظنن بال علز وجلل ‪ ،‬كما أنله مع إققداتمته عليها ل قيق ت‬
‫(‬ ‫‪4‬‬‫)‬
‫قق‬ ‫ُل‬
‫شهاتدة‬ ‫ب ال ل‬ ‫ضرقر بغيترقها ‪ ،‬بلل حقملقهُ على ذلك طلق ُ‬ ‫لو أراقد ذلك لكتقيقفى بقلتلتقها فقيققط ُدوقن أن ُيلتحقق ال ل‬
‫)‪(5‬‬
‫صُد الرنكايتة بالعدرو‬‫واللرغبةُ فيها وق ل‬
‫قال الشيخ سليمان العلوان ‪ -‬ثبته ال وفك أسره ‪ " : -‬والتسوية بين النتحار المحرم شرعاً بالكتاب‬
‫والسنة والجماع ‪ ،‬وبين العمليات الستشهادية ؛ تسوية جائرة وقسمة ضيزى ومعاذ ال أن يستوي‬
‫رجل قتل نفسه في سبيل الشيطان ‪ ،‬وآخر قددم نفسه ودمه في طاعة الرحمن ‪ ،‬فو ال ما استويا ولن‬
‫يتساويا ‪ ،‬فالمنتحر يقتل نفسه من أجل نفسه وهواه ؛ نتيجة للجزع وعدم الصبر وقلة اليمان بالقضاء‬
‫والقدر ونحو ذلك ‪ ،‬وذاك الفدائي يقتل نفسه أو يتسبب في قتلها بحثاً عن التمكين للدين وقمعاً‬
‫للعداء وإضعافاً لشوكتهم وزعزعة لسلطانهم وكسراً لباطلهم " ‪ .‬الجلسات اليومية للشيخ ‪ -‬حفظه ال ‪( 1 / 4 ) -‬‬

‫وقال الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب ‪ -‬حفظه ال ‪ " : - " : -‬و أما من قاس العملدية‬
‫الستشهاددية على النتحار ‪ ،‬و ألحقها به في الحكم ‪ ،‬بدعوى أدن من يفجر نفسه بين عناصأر العدو‬
‫‪ ( )1‬العمليات الساتشهادية صإورها وأحكامها ‪ ،‬هاني الجبير ) ‪. ( 14‬‬
‫‪ ()2‬انظر ‪ :‬المعجم الوسايط ) ‪. ( 678 / 2‬‬
‫‪ ((3‬فتوى الشيخ حمود بان عقلء الشعيبي ‪ -‬رحمه ا ‪. -‬‬
‫قلت ‪ :‬إضافة مع كونه قياسا اا مع الفارق ‪ ،‬فإن العلة ليست هي مباشأرة القتل ‪ ،‬وإل لكان المعترض لطريق القطار ‪ -‬مثل ‪ -‬غيرر منتحر ‪،‬‬
‫وإنما هي التخلص من الحياة ساخطا ا واعتراضا ا على‬
‫قدر ا ‪.‬‬
‫‪ ()4‬انظر ‪ :‬هل انتحرت حواء أم اساتشهدت ؟ ) ‪. ( 4‬‬
‫‪ ()5‬انظر ‪ :‬العمليات الساتشهادية ‪ ،‬هاني الجبير ) ‪. ( 14‬‬
‫‪33‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يشبه المنتحر من جهة مباشرته قتل نفسه بيده أو بما يحمله من متفدجرات ‪ ،‬ل بيد عددوه أو سلحه ‪،‬‬
‫س ‪ ،‬لدنه لم يتع مراد الصأوليين من تعريف للقياس بقولهم ‪ :‬هو إلحاق‬ ‫فقد أبقعد النجعةق و أفسقد القيا ق‬
‫قفرةع بأصأةل في الُحكم لعلدةة جامعة بينهما ‪ ،‬و بالتالي لم ُيفدرق بين العدلة و الصفة ‪ ،‬فظدن أدن كل‬
‫المرين انتحار ‪ ،‬لدن فيه مباشرة للقتل ‪ ،‬و غاب عليه أدن العدلة التي قدقفعت المنتحر إلى إزهاق روحه ‪،‬‬
‫هي التخدلص من الحياة اعتراضاً على الققدر ‪ ،‬و سخطاً على ما لحقه من قضاء ال و قققدره ‪ ،‬و‬
‫هذا خلف ما تقددم بيانه من دوافع المجاهد لبذل روحه في سبيل ال ‪.‬‬
‫وإذا سدلمنا قجقدلً أو تندزلً بأدن العدلة في النتحار هي مباشرة المنتحر قتل نفسه ‪ ،‬فما ظدنكم بمن‬
‫يعترض سبيل سيارة أو قطار كما هو الشائع عند المنتحرين في الغرب اليوم ‪ ،‬أل ُيعدد منتحراً‬
‫ساهُ ‪ ،‬أو قحتديقدةة تقيقولجأق بتقها تفي‬ ‫سنم تققح ل‬ ‫ت‬
‫رغم أدنه لم يحمل أداة القتل بيده ‪ ،‬و لم يباشر قتل نفسه ب ُ‬
‫ت‬ ‫تت‬
‫سهُ ؟ " ‪..‬بل من التجدني و مجاوزة الحق ؛ أن نحكم بالنتحار‬ ‫بقطلنه ‪ ،‬و ما تقيقرلدى ملن قجبقةل فقيقتققل نقيلف ق‬
‫على من يريد الشهادة و يبذل نفسه في سبيل ال ‪ ،‬تحدكماً في نديته ‪ ،‬وتحكماً على ما في قلبه بغير‬
‫علم ‪ ،‬مع علمنا أنه لو أراد النتحار لسلك إليه طرقاً أخرى و ما أكثرها و أيسرها " ‪ .‬الفتاوى الندية‬
‫ضمح وبومن شاتسمع بينهما ‪ ،‬فتألمللهُ ! ‪.‬‬
‫في العمليات الستشهادية ) ‪ ، . ( 46‬ففرمق وا ت‬
‫روقا بيِن الصمنتهِحِر والهقائِما بالهعهمِليِة السإِتشههاِديِة فيما هيِلي )‪: (1‬‬ ‫الف ِ‬ ‫لخيصص ص‬ ‫ن ته ِ‬
‫مك ص‬
‫ويص ِ‬
‫يد قلتقل‬
‫الحقتقيقةت هو ل يُتر ُ‬
‫شقهادتليةت في ق‬ ‫ب العققمتلليتة الستت ل‬
‫اح ُ‬
‫قاصأداً قلتقلقها ‪ ،‬وصأق ت‬
‫سهق ت‬ ‫حرق قيقتُُل نفل ق‬
‫المقنت ت‬
‫‪ -1‬أنل ُ‬
‫يد النرقكايقتة في العلقداءت بما ل يُقمركنُهُ تملن ذلك إل بتقلتتل نلفتسته ‪ ،‬ويقُددل قعليته ‪ :‬ألنه لو أرادق‬‫سهت ‪ ،‬ولكتلن ُيرت ُ‬‫قنلف ت‬
‫اء ‪ ،‬فهو‬‫العقد ت‬
‫للوصأولت إلى ل‬ ‫خاطتقر ُ‬ ‫ج إلى ألن يقيلقتقتحقم ق‬
‫الم ق‬ ‫حقت ل‬
‫سته ؛ قلفقعقل ذلك وهُو في مققكتانهت ولم قي ل‬ ‫قلتقل لنف ت‬
‫سُه ُهنا تققبعاً ل قصلداً‬
‫ب لنف ُ‬
‫ه ‪ ،‬فتلذه ُ‬
‫يد قلتقل قعُدرو ت‬
‫أصألً وإنما يُتر ُ‬
‫سته ل‬
‫صُد بذلك قلتقل لنف ت‬
‫جرُ ل قيقل ت‬
‫تعلنقدما يُقف ر‬
‫لل ‪.‬‬
‫استقل ً‬
‫جوزُ ت‬
‫جوزُ قتقبعقاً قما ل يق ُ‬
‫‪ ،‬وقي ُ‬
‫ادليتة‬
‫الستشهق ت‬
‫العقمتلليةت ت‬
‫احيبُ ق‬
‫صأ ت‬
‫ال ‪ ،‬أملا ق‬
‫عجالً للمقلوتت وجققيزقعاً على ققيدتر ت‬
‫سقه استت ق‬
‫حرق قيقتُُل لنف ق‬
‫المقنت ت‬
‫‪ -2‬أنل ُ‬
‫ائهم‬
‫ين ودتمق ت‬
‫سلتم ق‬
‫الم ت‬
‫اض ُ‬ ‫ستضلقعفتينق ‪ ،‬وتدقفاعاً قعينل ل‬
‫أعيرق ت‬ ‫لم ق‬
‫فيُقيدتُم عليها إعليلءً لقكتلقمةت الت ‪ ،‬ونُصلقرًة ل ُ‬
‫‪ ( (1‬انظر ‪ :‬عون الحكيم الخبير ‪ ،‬أباو المنذر الحرباي ) ‪. ( 484‬‬
‫‪34‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ودتقيارتتهم ‪.‬‬
‫سهق متلن‬
‫شهادتليةت ‪ ،‬فقيقتُُل نف ق‬
‫احيبُ العققمتلليتة الستت ق‬
‫حةً قشلرتعليةً ‪ ،‬لأما صأق ت‬
‫صقل ق‬
‫سهق دون مق ل‬
‫حقر قيلقُتُل لنف ق‬
‫الملنقت ت‬
‫‪ -3‬أنل ُ‬
‫لوبهتم وح د‬
‫ث المسلميقن‬ ‫الرعبت في قُ ت‬
‫اء وققذفُ د‬
‫صأُفوفت العلقد ت‬
‫النقكقايةُ في ُ‬
‫حة قشرلتعلية وهيق ر‬
‫أجلتل قمصلقل ق‬
‫وقتشتجيعُُهم وتجرئتُيُهم على قعدروتهم ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نشأةا العمال الفدائية وتطإورها‬

‫الحروب وأنواع المقاتلة لم تزل واقعة في الخليقة منذ برأها ال ‪ .‬فالحرب أمر طبيعي في البشر ل‬
‫)‪(1‬‬
‫تخلو عنه أمة ول جيل ‪.‬‬
‫ومن المعلوم أن معنى الفدائية والتضحية في الحروب قديم‪ ،‬إذ هما من مقتضيات الصراع‬
‫والمقاومة‪ ،‬فالمقاتل فرداً كان أو جماعة يدرك أنه ل بد من وجود نوع من التضحية وإقحام النفس في‬
‫المهالك حتى يتحقق له النصر على عدوه ‪.‬‬
‫وبإزاء هذا المعنى العام للتضحية في الحروب‪ ،‬برز معنى خاص يتمثل في أعمال خاصأة تزداد فيها‬
‫درجة مخاطرة المقاتل بنفسه‪ ،‬بحيث يغلب على الظن هلكه عادة بسبب هذه العمال‪ ،‬لتحقيق‬
‫أهداف معينة ‪ .‬وهذا المعنى من الفدائية هو المراد في بحثنا هذا ‪.‬‬
‫وكانت هذه العمال ‪ -‬في نشأتها ‪ -‬تتمثل في صأور من القتال الفدائي المحفوف بالمخاطر‪،‬‬
‫كاقتحام صأفوف العدو‪ ،‬أو الدخول إلى مواقع ه الخطرة المهمة‪ ،‬أو خطف أو اغتيال بعض قادة‬
‫العدو‪ ،‬ونحو هذه العمال التي يجمعها تعريض النفس للسباب المفضية للقتل في الغالب ‪.‬‬

‫ومع تطور وسائل الحرب في العصور المتأخرة ظهر نمط جديد من العمال الفدائية‪ ،‬يتمثل في‬
‫مباشرة المقاتل التضحية بنفسه‪ ،‬بغية تحقيق النكاية بالعدو ‪.‬‬
‫وهذا النوع من العمال لم يكن ليظهر لول اكتشاف المواد المتفجرة وتقدم تقنيتها في هذا‬
‫)‪(2‬‬
‫العصر‪ ،‬والتي من شأنها توسيع دائرة التأثير والتدمير لتحقيق النكاية بالعدو ‪.‬‬
‫ومما أسهم في انتشار العمال الفدائية في العصور المتأخرة‪ ،‬تبني الشعوب المضطهدة لهذه‬
‫العمال كشكل من أشكال الحروب غير النظامية في الصراعات الهلية أو الحروب ضد الستعمار‬

‫)( مقدمة ابن خلدون ‪1/271‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الرإهاب والعمجمليات الستشهادية‪ :‬سلمجمان العودة ‪ .‬مقال بجملة الدعوة ف عددها الصادرإ ف ‪12/2/1423‬هـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬

‫ومن هذه الحروب ما يلي‪:‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪ (1‬الحرب الهلية المريكية )‪1865 -1861‬ما(‪:‬‬
‫اندلعت هذه الحرب بين الحكومة التحادية للوليات المتحدة وإحدى عشرة ولية في الجنوب ‪.‬‬
‫وفرقت الحرب بين الشمال والجنوب النفصالي بسبب الرق وحقوق الوليات ‪.‬‬
‫وشهدت هذه الحرب العديد من العمال الفدائية ضمن حرب العصابات التي كان يقوم بها‬
‫الجنوبيون النفصاليون الذين كانوا يعانون من القهر وهضم الحقوق‪ ،‬إل أن الشماليين تمكنوا من‬
‫النتصار عليهم في هذه الحرب ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ (2‬حرب البوير )‪1902 -1899‬ما(‪:‬‬
‫يطلق مسمى حرب البوير على حربين خاضتهما القوات البريطانية في جنوب أفريقيا ‪ .‬الولى ضد‬
‫الترنسفال‪ ،‬والثانية ضد الترنسفالر والولية البرتغالية الحرة‪ ،‬وهي واحدة من أولى الحروب المناهضة‬
‫للستعمار البريطاني ‪.‬‬
‫والبوير مصطلح يطلق على المستوطنين الهولنديين الذين كانوا يعرفون باسم البويرز‪ ،‬أي المزارعين‬
‫وعلى الرغم من العمال الفدائية والتضحية التي قام بها البوير إل أنهم في أواخر الحرب‬
‫استسلموا‪ ،‬وعادت دولهم إلى مستعمرات بريطانيا ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ (3‬الحرب العالمية الثانية )‪1945 -1939‬ما(‪:‬‬
‫شهدت الحرب العالمية الثانية واحداً من أبرز التطورات النوعية للعمال الفدائية‪ ،‬وهو السلوب‬

‫)( الرحب الفدائية ف فلسطي على ضوء تارإب الشعوب ف قتال العصابات ص‪18:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظرح‪ :‬موجز تارإيخ الوليات التحدة ص‪ ،253:‬تارإيخ أورإبا الديث والعاصرح ص‪ ،234:‬التارإيخ الورإب الديث‬ ‫‪2‬‬

‫والعاصرح ص‪ ،441:‬تارإيخ المرحيكتي والتكوين السياسي للوليات التحدة المرحيكية ص‪139:‬‬


‫)( ينظرح‪ :‬تارإيخ جنوب أفرحيقيا ص‪ ،185:‬تارإيخ أورإبا ف العصرح الديث ص‪405:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النتحاري بتفجير الطائرات‪ ،‬حينما حدول الطيارون اليابانيون طائراتهم وأنفسهم إلى قنابل بشرية‬
‫وانقضوا بها على السطول المريكي الذي كان يجثم في ميناء )بيرل هاربر()‪ (1‬مما أدى إلى إعلن‬
‫الوليات المتحدة الحرب على اليابان‪ ،‬وإلقاء القنبلتين النوويتين على )هيروشيما( و )ناجازاكي( ‪.‬‬
‫والذي يبدو مما ذكره أكثر المؤرخون عن هذه الحرب أن هذا السلوب الجديد لم يكن مخططاً‬
‫له سلفاً في الهجوم الياباني‪ ،‬بل كان سبب ظهوره هو إصأابة طائرتين من طائرات المقاتلت اليابانية‬
‫أثناء الهجوم‪ ،‬فلجأ قائدا الطائرتين إلى هذا السلوب وقاما بالنقضاض على حظائر الطائرات‬
‫المريكية الرابضة على الرض‪ ،‬والصأطدام بها بطريقة انتحارية‪ ،‬ليسجل بذلك أول عمل انتحاري‬
‫)‪(2‬‬
‫ينفذ بهذا السلوب‪ ،‬بينما عادت بقية المقاتلت اليابانية إلى مواقعها حسب الخطة ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ (4‬حرب فيتناما )‪1975-1959‬ما(‪:‬‬
‫بدأت هذه الحرب بقيام الوليات المتحدة بقصف شمالي فيتنام عام ‪1964‬م‪ ،‬ثم أرسلت قوات‬
‫إلى جنوبي فيتنام في العام التالي ‪ .‬وفي يناير ‪1973‬م عقد اتفاق لوقف إطلق النار في باريس لينهي‬
‫دور الوليات المتحدة القتالي ‪ .‬وفي ابريل ‪1985‬م استولت قوات شمالي فيتنام على سايجون‬
‫عاصأمة الجنوب لتنتهي الحرب وتتوحد الدولة ‪.‬‬
‫وقد أنهك الفيتناميون المريكيين بحرب العصابات التي كان من أبرز ما استخدم فيها العمال‬
‫الفدائية‪ ،‬وكان لهذه العمال دور كبير في إنهاء الوجود المريكي في فيتنام ‪.‬‬

‫)( ينظرح‪ :‬تارإيخ أورإبة العاصرح ص‪ 309:‬وما بعدها‪ ،‬تارإيخ أورإبا ف العصرح الديث ص‪ 688 :‬وما بعدها‪ ،‬الرحب‬ ‫‪4‬‬

‫العالية الثانية لرحمضان لوند ص‪ 206:‬وما بعدها‪ ،‬الرحب العالية الثانية لسهيل ساحة وأنطوان ممجمود ص‪ 274:‬وما‬
‫بعدها‪2194 ،‬يوما من أيام الرحب العالية الثانية ‪1/199‬‬
‫)( )بيل هارإبرح(‪ :‬ميناء عسكرحي أمرحيكي يقع ف جزرإ هاواي الواقعة ف اليط الادي ‪ .‬الرحب العالية الثانية لسهيل‬ ‫‪1‬‬

‫ساحة وأنطوان مسعود ص‪274:‬‬


‫)( الوسوعة السياسية والعسكرحية ‪4/1470‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظرح ف حرحب فيتنام‪ :‬الوسوعة السياسية والعسكرحية ‪ ،4/1838‬التجمرحبة العسكرحية الفيتنامية ص‪ 212:‬وما بعدها‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫فيتنام قصة حرحب العصابات‪ ،‬جرحائم الرحب ف فيتنام‪ ،‬فيتنام السائل العسكرحية الرحاهنة‬
‫‪38‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقد تضمنت هذه العمال أعمالً اقتحامية ومغامرات خطيرة كدبدت القوات المريكية خسائر‬
‫)‪(1‬‬
‫فادحة ‪ .‬ومنها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬سلسلة من الهجمات القتحامية المباغتة على القواعد والمطارات المريكية ‪.‬‬
‫‪ -‬اقتحام المواقع المريكية المحصنة في )شال(‪ ،‬مما أسفر عن مقتل ثلثمائة جندي ‪.‬‬
‫‪ -‬مهاجمة واقتحام معسكر التدريب في )هيب هوا(‪ ،‬مما أسفر عن مقتل مائة جندي ‪.‬‬

‫كيف انتقلت العمال الفدائية إلى البلد السإلمية ؟‬


‫من المهم تاريخياً ‪ -‬ونحن نتحدث عن نشأة وتطور العمال الفدائية ‪ -‬أن نتعرف على كيفية‬
‫انتقال هذه العمال بصورتها المعاصأرة المتطورة إلى البلد السلمية‪ ،‬وتحولها إلى أسلوب جديد من‬
‫أساليب الجهاد في سبيل ال في هذا العصر‪ ،‬ول سيما في الراضي المحتلة ‪.‬‬
‫أوال( بدأ ظهور العمال الفدائية في فلسطين بعد الحتلل اليهودي للراضي الفلسطينية في‬
‫القرن الهجري المنصرم‪ ،‬وذلك ضمن أعمال المقاومة الشعبية ضد الحتلل ‪.‬‬
‫جاء في الموسوعة الفلسطينية‪":‬كان عام ‪1955‬م في تاريخ قضية فلسطين هاماً ‪ ...‬شهد قطاع‬
‫غزة في العام نفسه حدثين هامين‪ :‬الغارة السرائيلية على القطاع يوم ‪28/2/1955‬م‪ ،‬والنتفاضة‬
‫الشعبية يوم ‪1/3/1955‬م ‪ ...‬في قطاع غزة باعتباره كان خاضعاً للدارة المصرية لم تستطع‬
‫الحكومة المصرية أن تتراجع عن اللتزامات التي قطعتها على نفسها ‪ ...‬وتدل المعلومات المتوفرة‬
‫على أن قرار القيادة المصرية ببدء العمل الفدائي المنطلق من غزة قد اتخذ في شهر نيسان ‪1955‬م‪،‬‬
‫كان تبني القيادة المصرية للعمل الفدائي تبنياً لعمل موجود قائم")‪.(2‬‬
‫وتقول الموسوعة‪":‬جاء العمل الفدائي من غزة في عامي ‪1955‬م و ‪1956‬م ظاهرة جديدة في‬
‫الصراع العربي ي السرائيلي‪ ،‬وضعت ) إسرائيل ( لول مرة في موقف حرج لم تستطع أن تخرج منه‬

‫)( التجمرحبة العسكرحية الفيتنامية ص‪ 214:‬وما بعدها‪ ،‬و الوسوعة السياسية والعسكرحية ‪5/1869‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الوسوعة الفلسطينية ‪3/393‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إل بالعدوان الثلثي على مصر عام ‪1956‬م")‪.(1‬‬
‫أما من حيث تطور العمال الفدائية في فلسطين فقد"تمثلت العمال الولى بعد النكبة في عبور‬
‫المواطنين الفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم ومنازلهم‪ ،‬خطوط الهدنة في اتجاه الرض المحتلة‬
‫لسترجاع ماشية أو مال مخبأ في زاوية من منزل‪ ،‬أو قتل من احتل البيت والرض‪ ،‬أو لحتلل مخفر‬
‫وتجريد عناصأره من السلح ‪.‬‬
‫استمر العمل الفدائي بشكل أكثر تطورًا‪ ،‬فأصأبح الفدائيون ُيكللفون بجلب معلومات معينة عن‬
‫العدو ونشاطاته وتحركاته‪ ،‬وبدأت هذه العمال‪ ،‬بمرور الزمن‪ ،‬تنتظم شيئاً فشيئًا‪ ،‬حاملة طابع الغارة‬
‫والكمين والدورية في عمق العدو إلى أن بلغت مرحلة متقدمة أزعجت إسرائيل وأقضت مضجعها ‪.‬‬
‫انقسم نشاط الفدائيين إلى عمليات خاطفة كانت تقوم بها مجموعات صأغيرة يوميًا‪ ،‬وعمليات‬
‫أكبر اتساعاً نفذتها عدة مجموعات مقاتلة ‪.‬‬
‫وقد تركزت الضربات في العمليات الفدائية على الهداف التي تؤثر على العدو من النواحي‬
‫المعنوية والقتصادية والعسكرية ‪ ..‬مهاجمة القوافل والدوريات العسكرية‪ ،‬والمستعمرات‪ ،‬والسكك‬
‫الحديدية‪ ،‬وغير ذلك من الهداف ‪.‬‬
‫وقد اعترف العدو بوقوع ‪ 180‬عملية هجوم عليه خلل ‪ 3‬أشهر فقط‪ ،‬وكانت خسائر الصهيونيين‬
‫نتيجة العمل الفدائي في العامين ‪ 1955‬و ‪ 1956‬أكبر بكثير من خسائرهم في العدوان الثلثي ‪.‬‬
‫لم تكن أهداف العمل الفدائي تمتد آنذاك إلى أبعد من بث الرعب في نفوس السرائيليين من‬
‫ناحية‪ ،‬ومن إيقاظ الجرأة واستعادة الثقة بالنفس لدى الشعب الفلسطيني بخاصأة والعرب بعامة من‬
‫ناحية أخرى ‪.‬‬
‫وقد توقف العمل الفدائي بعد عدوان ‪ 1956‬واحتلل قطاع غزة‪ ،‬وكان ل بد من النتظار تسع‬
‫سنوات طويلة أخرى حتى يستأنف العمل الفدائي من جديد‪ ،‬عبر ولدة المنظمات الفدائية على‬
‫جبهات أخرى")‪.(2‬‬

‫)( الصدرإ السابق ‪3/394‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصدرإ السابق ‪394 /3‬ـ ‪) 395‬باختصارإ(‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثانياا( انتقلت العمال الفدائية إلى لبنان في الثمانينيات الميلدية‪ ،‬وذلك عام ‪1982‬م ‪.‬‬
‫ومن أوائل العمال الفدائية المشهورة عملية تفجير مقر القيادة العسكرية السرائيلية في صأور في‬
‫‪11/11/1982‬م ‪ .‬ثم انتقلت هذه العمال إلى بيروت ضد القوات المريكية والفرنسية‪ ،‬حيث كان‬
‫تفجير السفارة المريكية في بيروت ‪18/4/1983‬م بواسطة سيارة محملة بالمواد المتفجرة ‪ .‬ثم وقع‬
‫حادثا تفجير في وقت واحد في ‪23/10/1983‬م‪ ،‬أحدهما في مبنى قوات المارينيز المريكية‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫والخر في مبنى القوات الفرنسية‪ ،‬ووقع الحادثان عن طريق سيارتين محملتين بالمتفجرات ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وتوالت العمال الفدائية بعد ذلك ضد الهداف المريكية والسرائيلية في لبنان ‪.‬‬

‫ثالثاا( خلل العقدين الماضيين‪ ،‬أسهمت انتفاضتا الشعب الفلسطيني في إبراز العمال الفدائية‪،‬‬
‫حيث اندلعت النتفاضة الولى )انتفاضة الحجارة( في الثامن من ديسمبر عام ‪1987‬م‪ ،‬ثم كانت‬
‫النتفاضة الثانية )انتفاضة القصى( في الثامن والعشرين من سبتمبر ‪2000‬م‪ ،‬كما هو معروف‬
‫ومشاهد ‪.‬‬

‫وقد لوحظ تبني حركات المقاومة الفلسطينية العمال الفدائية ضد المحتل‪ ،‬لنها أفضل بكثير من‬
‫المواجهة المباشرة مع عدو مدجج بالسلحة المتطورة ‪ .‬وأخذت حركات المقاومة على عاتقها تطوير‬
‫العمال الفدائية‪ ،‬والتغلب على كل العقبات والجراءات التي اتخذها اليهود لمنع هذه العمال ‪.‬‬
‫وشهد عام ‪1993‬م تطوراً هاماً في العمل العسكري لحركة المقاومة السلمية ) حماس (‪ ،‬بحيث‬
‫أصأبح القساميون الستشهاديون القادرون على الوصأول إلى كل مكان في فلسطين المحتلة ‪-‬على‬
‫الرغم من الطوق المني والحصار العسكري الذي فرض على الضفة الغربية وقطاع غزة‪ -‬هم الشباح‬

‫)( درإاسة تليلية ف العمجمليات الستشهادية ف جنوب لبنان ص‪25:‬ـ ‪39‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومن العجميب أن إسرحائيل هي الت فتحت باب العمجمال الستشهادية لرحكات القاومة باستخدامها أسلوب السيارإات‬
‫الفخخة ف عمجمليات القتال والغاتيال‪ ،‬فتحول هذا السلحا ضد الصال السرحائيلية بواسطة الفدائيي اللبنانيي‪ ،‬والزاء‬
‫من جنس العمجمل ‪ .‬ينظرح نفس الرحجع ص‪15:‬‬
‫)( درإاسة تليلية ف العمجمليات الستشهادية ف جنوب لبنان ص‪43:‬وما بعدها‬ ‫‪2‬‬

‫‪41‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المرعبة التي تطارد مسؤولي المن والمخابرات وقادة المؤسسة العسكرية الصهيونية قبل المستوطنين‬
‫أنفسهم ‪(1).‬وفي انتفاضة القصى الخيرة برزت حماس بوصأفها الفصيل القوى على صأعيد العمال‬
‫الفدائية التي ُوتسمت بها هذه المرحلة‪ ،‬ول تزال حتى الن تسجل أعنف هذه العمال وأكثرها قوة‬
‫مقارنة بالفصائل الخرى‪ ،‬كما هو مشاهد‪ ،‬ويدل عليه الجدول التالي رقم )‪:(1‬‬

‫)( موعد مع الشاباك ص‪91:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪43‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عدد‬ ‫عدد‬
‫النسبة‬ ‫النسبة‬
‫الصأابات‬ ‫القتلى من‬ ‫الجه يية‬
‫المئوية‬ ‫المئوية‬
‫من اليهود‬ ‫اليهود‬
‫‪47.8‬‬
‫‪45.4%‬‬ ‫‪1877‬‬ ‫‪308‬‬ ‫كتائب عز الدين القسام‪ /‬حماس‬
‫‪%‬‬
‫‪17.1‬‬
‫‪20.6%‬‬ ‫‪852‬‬ ‫‪110‬‬ ‫كتائب شهداء القصى ‪ /‬فتح‬
‫‪%‬‬
‫‪7.3‬‬
‫‪11.8%‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪47‬‬ ‫سرايا القدس‪/‬الجهاد السلمي‬
‫‪%‬‬
‫‪2.0‬‬
‫‪3.9%‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪13‬‬ ‫كتائب أبو علي مصطفى‪/‬الجبهة الشعبية‬
‫‪%‬‬
‫‪0.5‬‬
‫‪0.5%‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫كتائب المقاومة الوطنية‪/‬الجبهة الديمقراطية‬
‫‪%‬‬
‫‪1.4‬‬
‫‪0.3%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫لجان المقاومة الشعبية‪ /‬ألوية صألح الدين‬
‫‪%‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫عمليات مشتركة بين فصائل المقاومة )حماس‪,‬‬
‫‪1.6%‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪%‬‬ ‫الجهاد‪ ,‬فتح‪ ,‬الشعبية‪ ,‬الديمقراطية(‪.‬‬
‫عمليات مشتركة أثناء اجتياح العدو لمناطق جنين‬
‫‪5.0‬‬ ‫ونابلس ومناطق فلسطينية أخرى‪ ،‬قبل وأثناء عملية‬
‫‪2.8%‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪%‬‬ ‫السور الواقي‪).‬كتائب القسام‪ ,‬شهداء القصى‪ ,‬سرايا‬
‫القدس‪ ,‬بعض أفراد المن الوطني(‬

‫‪44‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪3.7‬‬ ‫عمليات فردية ونوعية )خليل أبو علبة‪ ,‬علي الجولني‪,‬‬
‫‪1.2%‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪%‬‬ ‫قناص‪/‬عيون الحرامية(‬
‫المقاومة الفلسطينية الشعبية )عمليات لم يعرف‬
‫‪14.1‬‬ ‫منفذيها ولم يصدر فيها تبن من أي فصيل بشكل‬
‫‪12.0%‬‬ ‫‪497‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪%‬‬ ‫رسمي وغالباً ما تكون هذه العمليات نفذت من قبل‬
‫الفصائل المعروفة ‪/‬حماس‪ ,‬فتح‪ ,‬الجهاد السلمي(‬
‫‪100‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4137‬‬ ‫‪644‬‬ ‫الجمالي‬
‫‪%‬‬
‫جدول رقم )‪ (1‬يوضح نسبة كل فصيل من فصائل الشعب الفلسطيني في المشاركة من النيل من‬
‫العدو الصهيوني جراء العمال التي نفذتها منفردًة أو مشتركة خلل انتفاضة القصى في الفترة )‬
‫)‪(1‬‬
‫‪28/9/2000‬م – ‪28/9/2002‬م(‬

‫)( عمجمليات القاومة العسكرحية والعمجمليات الستشهادية الت نففذتا حرحكات القاومة الفلسطينية‪ ،‬وعدد القتلى‬ ‫‪1‬‬

‫والصابات من الصهاينة جرحاء هذه العمجمليات من تارإيخ )‪28/9/2000‬م( وحت )‪28/9/2002‬م( ص‪12:‬‬
‫‪45‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫رابعاا( أما فيما يتعلق بالجهاد الفغاني‪ :‬فقد وقعت الحرب الفغانية الروسية بسبب الغزو‬
‫)‪(1‬‬
‫السوفييتي لفغانستان عام ‪1979‬م ‪.‬‬
‫وشهدت هذه الحرب عدداً من العمال الفدائية‪ ،‬والتي وقعت ضمن حرب العصابات التي كانت‬
‫)‪(2‬‬
‫تقوم بها المقاومة الفغانية ومن معها من المجاهدين العرب والمسلمين ‪.‬‬
‫وقد حققت المقاومة مكاسب كبيرة من العمال الفدائية‪ ،‬لدرجة أن مجموعة من المجاهدين ل‬
‫)‪(3‬‬
‫تتجاوز السبعة هاجمت رتلً من سبعين دبابة روسية‪ ،‬وألحقت به الخسائر الفادحة ‪.‬‬
‫ويذكر أحد المشاركين في هذه العمال في مذكراته وصأفاً للعمال الولى من هذه العمال التي‬
‫تتسم بالمغامرة والمخاطرة الشديدة‪ ،‬وذلك أن المجاهدين ينقسمون إلى مجموعات فدائية تدخل في‬
‫وقت واحد إلى الموقع المستهدف‪ ،‬عن طريق التسلل عبر التحصينات الشديدة وحقول اللغام‪ ،‬وبعد‬
‫الوصأول إلى الهدف تقوم هذه المجموعات بمباغتة العدو بالهجوم في الوقت ذاته‪ ،‬يسقط من هذه‬
‫)‪(4‬‬
‫المجموعات من يسقط من المهاجمين‪ ،‬ويعود من يسلم منهم بعد انتهاء المهمة‪.‬‬
‫خامسإاا( أما بالنسإبة للجهاد في الشيشان‪:‬‬
‫فقد بدأ الجتياح الروسي الول للشيشان في ديسمبر ‪1994‬م‪ ،‬وبعد سقوط العاصأمة )جروزني(‬
‫وتحيز المجاهدين إلى الوديان والمناطق الجبلية لجأ المجاهدون إلى شن الغارات الخاطفة والعمال‬
‫الفدائية وأعمال الكر والفر التي تستهدف القوات الروسية وقوافل الجيش‪ ،‬علوة على أعمال‬
‫القتحام والغارة على المواقع الروسية‪ ،‬مما كان له الثر الكبير في هزيمة الروس وتوقيعهم التفاقية‬
‫في أغسطس ‪1996‬م وخروجهم من البلد ‪ .‬ثم كان الجتياح الثاني في سبتمبر عام ‪1999‬م‬

‫)( أفغانستان نشأتا وكفاحها ‪217/‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عب وبصائرح للجمهاد ف العصرح الاضرح ص‪ 119:‬وما بعدها‪ ،‬ذكرحيات عرحب أفغان ص‪ ،174 ،91:‬صفحات من‬ ‫‪2‬‬

‫سجمل النصارإ العرحب ف أفغانستان‬


‫)( أفغانستان مقبة الغزاة ص‪131:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ذكرحيات عرحب أفغان ص‪68:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪46‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تطورت أعمال المقاومة‪ ،‬وبرز من خللها نوع جديد من العمال الفدائية التي يفجر فيها المجاهد‬
‫)‪(1‬‬
‫نفسه للنكاية بالعدو ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وكانت )حواء براييف( أول امرأة تقوم بعمل فدائي من هذا النوع من العمال ‪.‬‬
‫وقد توالت العمال الفدائية بعد ذلك بعد هذه الحادثة‪ ،‬حتى أصأبحت السلح البرز بين أعمال‬
‫المقاومة ‪.‬‬
‫وكان من أبرز هذه العمال تفجير الغواصأة النووية )كورسك( التي تعد درة السطول الروسي‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫والتي غرقت في بحر )بارنتس( في ‪12/8/2000‬م‪ ،‬وعلى متنها ‪ 117‬بحاراً لم ينج منهم أحد ‪.‬‬
‫فقد أكدت مصادر المجاهدين الشيشان أن مجلس الشورى العلى للمجاهدين الذي يضم القادة‬
‫الميدانيين المجاهدين ويرأسه الرئيس مسخادوف صأرح أن غرق الغواصأة الروسية )كورسك( نتج عن‬
‫عملية استشهادية بواسطة غواص داغستاني كان على اتصال مع قادة المجاهدين الشيشان‪ ،‬واستطاع‬
‫)‪(4‬‬
‫الوصأول إلى غرفة التحكم وتفجير الغواصأة ‪.‬‬
‫وقد اضطربت أقوال المسؤولين الروس حول الحادث‪ ،‬حيث ذكرت لجنة التحقيق الرسمية‬
‫)‪(5‬‬
‫الروسية أن انفجاراً غامضاً داخل الغواصأة النووية أدى الى غرقها ‪.‬‬
‫أما البحرية الروسية فقد نفت هذا المر وزعمت أن الغواصأة غرقت بسبب اصأطدامها بغواصأة‬
‫أخرى‪ ،‬بينما أكدت المخابرات الميركية أن الغواصأة غرقت بسبب انفجار هائل داخلها ولم يكن‬
‫نتيجة لتصادم‪ ،‬كما أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن الغواصأة غرقت اثر تعرضها لنفجار شديد القوة‬
‫)‪(6‬‬
‫‪.‬‬

‫)( تارإيخ الشيشان من ‪2000-640‬م ‪ .‬الوسوعة الرحبية‪ :‬مقاتل من الصحرحاء ‪www.moqatel.com‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ ص‪ ، 2:‬و موقع )صوت القوقاز ‪(www.qoqaz.com‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( صحيفة الشرحق الوسط ف عددها الصادرإ ف ‪17/8/2000‬م‬ ‫‪3‬‬

‫)( موقع وكالة أنباء مرحكز القفقاس ‪ ،www.kavkaz.org‬و موقع )صوت القوقاز ‪(www.qoqaz.com‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( صحيفة الشرحق الوسط ف عددها الصادرإ ف ‪21/8/2000‬م‬ ‫‪5‬‬

‫)( صحيفة الشرحق الوسط ف عددها الصادرإ ف ‪17/8/2000‬م‬ ‫‪6‬‬

‫‪47‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وعلى الرغم من كل هذه الشواهد فقد أصأرت الحكومة الروسية على نفي العتراف بالعملية‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فأكدت رسمياً أن سبب الحادث كان بسبب اصأطدام الغواصأة بغواصأة أخرى ‪.‬‬

‫وفي دراسة أجراها د‪.‬عاطف معتمد عبد الحميد )خبير في الشؤون الروسية( على أعمال المقاومة‬
‫الشيشانية خلل الفترة من يناير ‪2002‬م إلى يوليو ‪2003‬م‪ ،‬اتضح أن أعمال المقاومة الشيشانية‬
‫تسير بشكل منتظم بمتوسط ‪ 1.5‬عملية شهرياً )وشهدت بعض الشهور خمس عمليات متتابعة(‪،‬‬
‫وبخسائر في صأفوف الروس متوسطها ‪ 31‬قتيل شهرييا ‪.‬‬
‫كما هو موضح في الجدول التالي رقم )‪:(2‬‬

‫جدول رقم )‪ :(2‬تطور العمال الفدائية التي قامت بتنفيذها حركة المقاومة الشيشانية‬
‫)‪(2‬‬
‫خلل الفترة )يناير ‪2002‬م – يوليو ‪2003‬م(‬

‫)( صحيفة الشرحق الوسط ف عددها الصادرإ ف ‪9/11/2000‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( القاومة الشيشانية رإوعة النجماحا أم رإقصة الطائرح الذبيح؟‪ :‬موقع )إسلم أون لين‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (www.islamonline.net‬ف ‪12/8/2003‬م‬
‫‪48‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫وقد لوحظ على هذه العمال ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬احتلت العمال الفدائية المرتبة الولى في أعمال المقاومة في النصف المنصرم من عام‬
‫‪2003‬م‪ ،‬وهو أسلوب جديد لم يكن شائعاً من قبل‪ ،‬ودخل إلى ساحة المقاومة بقوة منذ عملية‬
‫مسرح موسكو في أكتوبر ‪2002‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬استهدفت هذه العمال ضحايا من المدنيين‪ ،‬سواء في روسيا أو في الشيشان ‪ .‬ويرجع هذا‬
‫المر إلى سببين ‪ .‬أحدهما‪ :‬صأعوبة حركة المقاومة بين العسكريين الروس ‪ .‬والخر‪ :‬تعمد الحركة‬
‫ضرب المدنيين الشيشانيين المتعاونين مع موسكو في الرشاد عن أنصار المقاومة واجتياح بيوتهم‪،‬‬
‫أما استهداف المدنيين في روسيا فيبدو أن هدفه الرئيسي إبلغ رسالة مفادها أن للمقاومة يًدا طولى‬
‫تستطيع أن تتعدى بها الحدود القليمية لنفوذها ‪.‬‬
‫‪ -3‬لوحظ غياب قادة المقاومة الشيشانية عن العلم الغربي‪ ،‬والروسي بالطبع‪ ،‬كما أنهم ل تتاح‬
‫لهم الفرصأة للتعبير عن وجهة نظرهم‪ ،‬فضل عن عزوفهم عن إصأدار البيانات أو إرسال الشرائط‬
‫المسجلة على غرار حركات المقاومة في البلد الخرى ‪.‬‬

‫)( الصدرإ السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪49‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واقع العمال الفدائية المعاصر‬

‫إن من أهم المور التي يترتب عليها بيان الحكم الشرعي لهذه العمال ؛ معرفة واقعها وظروفها‪،‬‬
‫إذ الحكم على الشئ فرع عن تصوره ‪.‬‬
‫وهذه القاعدة من القواعد الهامة في معرفة الحكام الفقهية‪ ،‬ولسيما في فقه الجهاد‪ ،‬الذي تتنوع‬
‫حالته وتتجدد وقائعه أكثر من بقية مسائل الفقه ‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬من الخطإأ إعطإاء هذه العمال بشتى صورها حكم ا واحد ا على وجه الطإلقا‬
‫)‪(1‬‬
‫والعموما دون النظر في حال العدو ووضع الحرب وحال الشخص وملبسإات العملية ‪.‬‬

‫والذي ينظر في واقع أمة السلم في هذا العصر يرى بجلء تداعي أمم الكفر عليها‪ ،‬واحتللها‬
‫أجزاء من أراضيها ومقدساتها‪ ،‬وقتلها أبناءها‪ ،‬حتى أضحى الدم المسلم ‪ -‬الذي هو أعظم عند ال‬
‫ف في قدراتهم‪ ،‬وتفرةق بين‬
‫من الكعبة ‪ -‬أرخص الدماء‪ ،‬فبلدهم مباحة‪ ،‬ودماؤهم مستباحة‪ ،‬مع ضع ة‬
‫دويلتهم ‪.‬‬
‫أما الجيوش العربية فقد خاضت عدة معارك مع اليهود في القرن المنصرم‪ ،‬وكان لتدخل الغرب‬
‫الكافر ومسلسل الخيانات من بعض المنتسبين إلى السلم دور كبير في إلحاق الهزائم بها‪،‬‬
‫واستمرار الحتلل اليهودي‪ ،‬وتجدد العدوان السافر على دماء المسلمين وأراضيهم في دول أخرى ‪.‬‬
‫وطال المد بالحكومات السلمية حتى أمات معظمها روح الجهاد‪ ،‬بل وصأمه بعضها بالرهاب‬
‫والعنف متأثراً بما يردده أهل الكفر‪ ،‬وفي المقابل زدجت بعض هذه الحكومات بجيوش المسلمين في‬
‫حروب إقليمية أو نزاعات طائفية‪ ،‬فكانت معارك طاحنة قتل فيها المسلم بيد أخيه ل يدري القاتل‬
‫فيم ققيقتل‪ ،‬ول المقتول فيم قُتتل‪ ،‬وال المستعان ‪.‬‬

‫وفي خضم هذه الجواء الكالحة‪ ،‬شعر بعض أهل السلم بخطورة الموقف‪ ،‬وضرورة التصدي‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ ص‪3:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪50‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لهذا العدوان والدفاع عن حوزة الدين‪ ،‬والقيام بجهاد الدفع‪ ،‬وذلك بالوقوف في وجه المعتدي‪ ،‬وعدم‬
‫الرضوخ لبتزاز المغتصب ‪.‬‬
‫وكانت المعركة على كافة الصأعدة معركة غير متكافئة‪ ،‬فالشعوب ل تملك من السلحة ما يمكنها‬
‫من المواجهة المباشرة أمام العدو المغتصب‪ ،‬فلم يكن أمام حركات المقاومة الشعبية إل أن تنتهج‬
‫حرب العصابات‪ ،‬ولو بلغ المر التضحية ببعض أبنائها للنكاية بأعدائها‪ ،‬عن طريق العمال الفدائية ‪.‬‬

‫أسإباب تبني حركات المقاومة السإلمية المعاصرةا)‪(1‬العمال الفدائية‪:‬‬


‫من خلل ما تقدم عرضه في بيان واقع المة السلمية وأعدائها‪ ،‬يمكن أن نستنتج عدة أسباب‬
‫ودوافع كانت وراء تبني حركات المقاومة السلمية هذه العمال الفدائية‪ ،‬ومن أبرز هذه السباب ما‬
‫)‪(2‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬ماُجتبل عليه المسلمون من الفدائية والتضحية وح ر‬
‫ب الستشهاد‪ ،‬ورخص الحياة عليهم إذا‬
‫كانت ذليلة‪ ،‬فالموت العزيز في سبيل ال خير عندهم من الحياة الذليلة‪.‬‬
‫‪ (2‬ما يتعرض له المسلمون في عدد من بلدهم من سطوة أعدائهم وجرأتهم عليهم‪ ،‬واستباحة‬
‫حرماتهم ‪.‬‬
‫‪ (3‬محدودية إمكاناتهم العسكرية والعلمية والتقنية‪ ،‬في مقابل تفوق أعدائهم‪ ،‬وامتلكهم‬
‫السلحة المتطورة التي تفوق ما لدى المسلمين ‪.‬‬
‫‪ (4‬أن الحرية حق طبيعي فطري للنسان‪ ،‬وليس من المقبول حتى في القوانين الدولية اغتصاب‬
‫الوطان والعتداء على الحرمات‪ ،‬فكان ل بد من مقاومة العدو المحتل بالمكانات المتاحة‪،‬‬
‫ومنها العمال الفدائية ‪.‬‬
‫)( يدرإ التنبيه إل أن الرحاد برحكات القاومة السلمية العاصرحة كل الرحكات الت تقاوم الحتلل ف البلد السلمية‬ ‫‪1‬‬

‫دون تصيص أي واحدة منها ‪.‬‬


‫)( تنظرح هذه السباب ف‪ :‬الرإهاب والعمجمليات الستشهادية‪ :‬سلمجمان العودة ‪ .‬ملة الدعوة ف عددها الصادرإ ف‬ ‫‪2‬‬

‫‪12/2/1423‬هـ‪ ،‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪ ،25-23:‬القاومة الوطنية اللبنانية ‪1982‬م –‬


‫‪1985‬م ‪ :‬العمجمليات الستشهادية صورإ ووثائق ص‪97:‬‬
‫‪51‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ (5‬كون هذه العمال أضمن نجاحًا‪ ،‬وأقوى أثرًا‪ ،‬وأقل إخفاقاً من أعمال المقاومة الخرى‬
‫ف ول ُيظهر أي نوع من السلح ‪.‬‬
‫المكشوفة‪ ،‬لن القائم بها متخ ً‬
‫‪ (6‬ضيق الخيارات الخرى للمقاومة‪ ،‬فإن من عوامل قوة النسان أن تعدم الخيارات لديه أو‬
‫تقل‪ ،‬وبهذا تطيب له الحياة لنه ل شئ لديه يخسره‪ ،‬وهذا يمنحه طاقة جديدة ‪.‬‬

‫لماذا يلجأ المجاهد إلى العمل الفدائي السإتشهادى ؟‬


‫من المسائل التي لبد من معرفتها‪ ،‬الجابة عن هذا التساؤل الهام ‪ ,‬لن كثيراً ممن هم بعيدون‬
‫عن ساحة القتال يتساءلون عن سبب قيام المجاهد بتعريض نفسه للتلف أو قتل نفسه كما في بعض‬
‫الصور ‪ .‬أليس هناك أعمال أخرى يحصل بها المقصود دون المخاطرة بالنفس ؟‬
‫ثم أليس بمقدور المجاهد أن يقوم بهذا العمل ويغادر المكان حتى يحافظ على روحه ويجمع بين‬
‫مصلحة النكاية بالعدو ومصلحة المحافظة على نفسه وقوته ؟ ‪.‬‬
‫إن معرفة الجابة عن مثل هذه التساؤلت أمر هام جداً في الحكم على هذه العمال‪ ،‬وتقدير‬
‫المصلحة المترتبة عليها‪ ،‬إذ إن فقه الجهاد فقه مصلحي في كثير من مسائله وتطبيقاته ‪.‬‬
‫وليضاح هذا المر‪ ،‬وبما أن الراضي الفغانية والعراقية والشيشانية والفلسطينية المحتلة تعد‬
‫اليوم المنطقة الولى في وقوع العمال الفدائية ؛ فإننا سنتخذها كمثال واقعي‪ ،‬ونحاول دراسة ظروف‬
‫ودوافع العمال الفدائية الجهادية التي تقوم بها حركات المقاومة السلمية‪ ،‬عبر نمطين رئيسيين‬
‫من هذه العمال ‪.‬‬
‫‪ (1‬أحدهما‪ :‬أعمال التضحية المباشرة بالنفس للنكاية بالعدو ‪.‬‬
‫‪ (2‬والخر‪ :‬أعمال القتحام والتعرض للقتل ‪.‬‬

‫‪ (1‬أما بالنسبة للنمط الول‪ ،‬وهو التضحية المباشرة بالنفس‪ ،‬فإن المجاهد يلجأ إلى الدخول بسيارته‬
‫المفخخة أو بحزام ناسف إلى قلب مواقع قوات العدو ونقاط تجمعها بانقضاض سريع يقع فيه‬
‫)‪(1‬‬
‫التفجير فورًا‪ ،‬للعتبارات التالية‪:‬‬
‫)( قرحاءة ف فقه الشهادة ص‪ ،33:‬موعد مع الشاباك ص‪ 91:‬وما بعدها‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ‪-‬إنزال أكبر الخسائر بقوات العدو‪ ،‬وهي خسائر ل يمكن الحصول عليها دون هذا الشرط‬
‫القتحامي الستشهادي ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضمان نجاح العمل وعدم فشله‪ ،‬فالعمل الستشهادي القتحامي بالمتفجرات ل يخطئ هدفه في‬
‫الغالب ‪ .‬أما استخدام أسلوب العبوة ومغادرة المكان فغالباً ما يعرض العملية للفشل أو يؤدي‬
‫إلى حصول على نتائج أقل بكثير‪ ،‬لن العدو وأفراد جمهوره أصأبحوا شديدي اليقظة من كثرة‬
‫تجاربهم السابقة مع هذه الحالت‪ ،‬مما جعل هذا الشكل القتالي في أغلب حالته ل كلها‪،‬‬
‫معرضاً للكتشاف قبل الوان‪ ،‬أو معرضاً لن تأتي نتائجه قليلة حين تكون مدة التوقيت قصيرة‬
‫جداً ‪.‬‬
‫‪ -1‬شح السلحة والمتفجرات‪ ،‬ومن ثم ضرورة القتصاد بها مع تأمين أفضل النتائج ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هذا النمط من العمال يصيب هدفه بأقل ما يمكن من الخسائر البشرية من جانب‬
‫المجاهدين ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه يحمل طابعاً هاماً في تحطيم معنويات قوات العدو وجبهته ويدب فيهما الرعب من‬
‫المجاهدين ‪.‬‬
‫‪ -4‬تفوق العدو بالسلحة والتجهيزات‪ ،‬وفرضه ما يمتلكه من وسائل التحوط والجهاض‬
‫المسبق لهذه العمال ‪.‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬إقامة الحواجز والجراءات المنية المشددة‪ ،‬والتي من شأنها عدم إعطاء الفرصأة‬
‫للمجاهد باستخدام أسلوب وضع العبوة والهرب من المكان ‪.‬‬
‫هذا فيما يتعلق بدوافع وحيثيات النمط الول ‪.‬‬

‫‪ (2‬وأما بالنسبة للنمط الخر‪ ،‬والذي يتمثل في القتحام والتعرض للقتل بسبب الشتباك من خلل‬
‫)‪(1‬‬
‫القنابل اليدوية‪ ،‬والسلحة الخفيفة السريعة‪ ،‬فإنه يتم تنفيذه للعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ (1‬تفوق قوات العدو العسكرية بعددها‪ ،‬وقوة نيرانها ‪.‬‬

‫)( قرحاءة ف فقه الشهادة ص‪35:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ (2‬قدرتها العالية على جلب التعزيزات والمدد والتطويق‪ ،‬فضلً عن قدرتها على المطاردة بالطائرات‬
‫المروحية والليات ‪.‬‬
‫إغلق قوات العدو مناطق واسعة تمنع من عودة المقاتلين إلى نقاط آمنة‪ ،‬وهذا ما يفرض أن‬
‫يتخذ شكل القتال ضمن هذه الظروف نمط القتال القتحامي الذي يكسب من عنصر المفاجأة‬
‫الولى‪ ،‬والضرب السريع‬

‫بعض أهداف العمال الفدائية‪:‬‬

‫تحريض المجاهدين على القتال‪:‬‬


‫من المور المقصودة التي عني بها الشارع الحكيم تحريض المؤمنين على القتال‪ ،‬وحثهم على‬
‫ض ا لُملؤتمتنيقن قعقلى ا لتققتاتل إتلن يقُكلن تملنُكلم‬ ‫القدام على الشهادة‪ ،‬كما قال تعالى‪  :‬قيا أقيديقها النلبتدي قحر ت‬
‫صأابتُروقن يقيغللتُبوا تمائقيتقيليتن قوإتلن يقُكلن تملنُكلم تمائقةم يقيغللتُبوا أقلًفا تمقن التذيقن قكقفُروا بتأقنليُهلم ققيلومم قل يقيلفقُهوقن(‬ ‫ت‬
‫علشُروقن ق‬
‫‪65‬النفال‬
‫ومن المعلوم أن المجاهد وهو يتقحم مواطن الموت‪ ،‬وفي رهبة المواجهة‪ ،‬يحتاج إلى شئ من‬
‫التحريض والتعبئة المعنوية التي تشحذ همته‪ ،‬وتقوي عزيمته على القدام ‪.‬‬
‫وقد كان النبي ‪ ‬يعتني بهذا الجانب الهام‪ ،‬ويحرض أصأحابه على القتال كما أمره ال سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬ومن الشواهد على هذا المر في السيرة النبوية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما رواه مسلم في صأحيحه عن أنس بن مالك ‪ ‬أن رسول ال ‪ ‬قال يوم بدر‪":‬قوموا إلى جنة‬
‫عرضها السموات والرض‪ ،‬قال عمير بن الحمام النصاري‪ :‬يا رسول ال جنة عرضها السموات‬
‫والرض ؟ قال‪ :‬نعم ‪ .‬قال‪ :‬بخ بخ ‪ .‬فقال رسول ال ‪ :‬ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال‪ :‬ل وال‬
‫يا رسول ال إل رجاءة أن أكون من أهلها ‪ .‬قال‪ :‬فإنك من أهلها ‪ .‬فأخرج تمرات من قرقنه فجعل‬
‫يأكل منهن‪ ،‬ثم قال‪ :‬لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ‪ .‬قال‪ :‬فرمى بما كان معه‬

‫‪54‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من التمر ثم قاتلهم حتى قتل")‪.(1‬‬
‫‪ -2‬وروى مسلم أيضاً عن حذيفة بن اليمان ‪ ‬قال‪ :‬لقد رأيتنا مع رسول ال ‪ ‬ليلة الحزاب‬
‫وأخذتنا ريحم شديدةم‪ ،‬و قرّ)‪ ،(2‬فقال رسول ال ‪ :‬أل رجل يأتيني بخبر القوم جعله ال معي يوم‬
‫القيامة‪ ،‬فسكتنا فلم يجبه منا أحد ‪ .‬ثم قال‪ :‬أل رجل يأتينا بخبر القوم جعله ال معي يوم القيامة‪،‬‬
‫فسكتنا فلم يجبه منا أحد ‪ .‬ثم قال‪ :‬أل رجل يأتينا بخبر القوم جعله ال معي يوم القيامة‪ ،‬فسكتنا فلم‬
‫يجبه منا أحد ‪ .‬فقال‪ :‬قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم ‪ .‬فلم أجد بداً إذ دعاني باسمي أن أقوم ‪ .‬قال‪:‬‬
‫حمام)‪،(4‬‬
‫اذهب فأتني بخبر القوم‪ ،‬ول قتلذقعلرهم علي)‪ .(3‬فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في د‬
‫صتلي)‪(5‬ظهره بالنار‪ ،‬فوضعت ً‬
‫سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه‪،‬‬ ‫حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان قي ل‬
‫فذكرت قول رسول ال ‪ ‬ول قتلذقعلرهم علي ‪ .‬ولو رميته لصأبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام‪،‬‬
‫فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت قُترلرت)‪ ،(6‬فألبسني رسول ال ‪ ‬من فضل عباءة كانت عليه‬
‫يصلي فيها‪ ،‬فلم أزل نائماً حتى أصأبحت فلما أصأبحت قال‪ :‬قم يا نومان")‪.(7‬‬
‫ففي هاتين الحادثتين إشارة إلى تحريضه ‪ ‬لصأحابه على القتال والقدام‪ ،‬بترغيبهم في الجنة‪ ،‬أو‬
‫وعدهم بمعيته يوم القيامة ‪.‬‬

‫وإذا تقرر مما سبق أهمية التحريض والتحفيز المعنوي للمجاهدين‪ ،‬فإن من آثار العمال الفدائية‬
‫إحياء روح الجهاد الخامدة في النفوس‪ ،‬وتحريض المؤمنين وتشجيعهم على قتال أعداء الدين‪ ،‬وبعث‬

‫)( رإواه مسلم ف كتاب المارإة برحقم )‪(3520‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( القفرح‪ :‬بضم القاف وهو البد ‪ .‬شرححا صحيح مسلم للنووي ‪12/145‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ل تعرذععررحهم علي‪ :‬أي ل تفزعهم ول ترحكهم علي ‪ .‬شرححا صحيح مسلم للنووي ‪12/145‬‬ ‫‪3‬‬

‫حام‪ :‬من المجميم وهو الاء الارإ‪ ،‬يعن أنه ل يد البد الذي يده الناس ول من تلك الرحيح الشديدة شيئا ‪ .‬شرححا‬
‫)( ف ف‬
‫‪4‬‬

‫صحيح مسلم للنووي ‪12/146‬‬


‫صللي ظهرحه‪ :‬أي يدفئه ويدنيه من النارإ ‪ .‬شرححا صحيح مسلم للنووي ‪12/146‬‬ ‫)( يع ر‬
‫‪5‬‬

‫)( قلرحررإت‪ :‬بضم القاف وكسرح الرحاء أي برحدت ‪ .‬شرححا صحيح مسلم للنووي ‪12/145‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( رإواه مسلم ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪(1788‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪55‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حب الجهاد والستشهاد في المة‪ ،‬المر الذي يخشاه العداء ويحرصأون كل الحرص على عدم‬
‫)‪(1‬‬
‫ظهوره في المة من جديد ‪.‬‬
‫وهذا المر يفسر اهتمام الحركات الجهادية بتبني هذه العمال‪ ،‬وبث وصأايا منفذيها‪ ،‬تحريضاً‬
‫لغيرهم من المجاهدين‪ ،‬وإحياءً للفدائية والتضحية في المة ‪.‬‬
‫‪ ‬وهلعيل ِمن السإهباِب التي هدهعتت الصمسإِلمين إلى ال لصجوِء إليها )‪: (2‬‬

‫احةت في أيديهم ‪.‬‬


‫المقت ق‬
‫ت ُ‬ ‫ضيُق التخيارا ت‬
‫ائل ‪ ،‬و ت‬
‫والوقس ت‬
‫ائل ق‬‫البقد ت‬
‫‪ -1‬قتلقدةُ ق‬
‫قق‬
‫اء ‪.‬‬
‫العد ت‬
‫ق‬ ‫‪ -2‬قعقدمُ قتمكدنتتهم متن د‬
‫الصُمودت والوقُوفت في ُوُجوهت‬
‫ش في ُذنل وقهقواتن ‪.‬‬
‫ال بالقلقداتم عليها ‪ ،‬قعقلى العقلي ت‬
‫يل ت‬
‫والكرققامتة في قستب ت‬‫العزلتة ق‬‫‪ -3‬إيقثاُرُهم متقيتةق ت‬
‫ت الستتشقهادلية وقفاتعلتيلُتها‬ ‫أثُر القعملتليا ُ‬

‫ب عليته )‪ ، (3‬فأُقوُل ‪:‬‬ ‫شرتعي معترفقةُ تت ت‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت‬


‫صأوقرته وأثقتره وقما يقيقترتل ُ‬
‫ُ‬ ‫من الُمقردقمات الُمتهلمة لقتقتريتر الُحلكتم ال ل ر ق‬
‫وجُد قنوعم تمن‬
‫ل قعتظيمم قمارديلاً ومقعنقويلاً ‪ ،‬فل قيكاُد ُي ق‬‫ت على أعقداتء ا ت‬ ‫ه العققملليا ت‬
‫ل قيخفقى ألن أثقر قهتذ ت‬
‫ع ‪ ،‬وكققفى متقثالً عققلى جقدواها وبقتالتغ أثقترهقا في العق ل‬
‫صرت‬ ‫النلو ت‬
‫ت هقو أعظمُ ُرعباً في قُُلتوبتهم متن قهذا ل‬ ‫العقملليا ت‬

‫ت تبتهم‬
‫ان ‪ ..‬وأتق ل‬‫يش ت‬‫الش ق‬
‫إنهاءت قحربتتهم الولى عققلى ر‬ ‫ادتة الردوست قعقلى ق‬‫ت ُأُنوفق القق ق‬‫يث ‪ ،‬أندققها أرغققم ل‬
‫الحتد ت‬
‫ق‬
‫التفقاوضت مققع المجاهدين " )‪. (4‬‬
‫اغترينق إلى ل‬
‫صأ ت‬
‫ق‬
‫‪ ‬وِمتن آثاِر وهفاِعلِيِة الهعهملِيياِت السإِتشههاِديِة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ () 1‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪25 -24:‬‬


‫‪ ((2‬الدلئل اللية على مشرحوعية العمجمليات الستشهادية ‪ ،‬أحد نيب ) ‪. ( 7‬‬
‫‪ ((3‬انظر ‪ :‬العمال الفدائية ) ‪. ( 114‬‬
‫‪ ( (4‬الدلئل الجلية على مشروعية العمليات الساتشهادية ‪ ،‬أحمد عبد الكريم نجيب ) ‪. ( 21‬‬
‫‪56‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ي‪،‬‬ ‫اد ن‬
‫ب قع ت‬‫اك ة‬
‫مظقهتر قر ت‬
‫ظهُر تب ق‬
‫فالقائُم تبقها قي ق‬
‫ت الخرى ‪ ،‬ق‬ ‫احاً تمن بيتن العملتليا ت‬ ‫‪ -1‬ألنهقا‬
‫قق‬ ‫ج ق ل‬ ‫الضمُن والكثقيُر قن ق‬
‫ق‬
‫ضغطقةت تمفتقاةح‬
‫يد قعقلى ق‬‫للعدنو تحينقيقها لُمقواقجقهتتته ‪ ،‬فالملرُ ل قيزت ُ‬
‫جاقل ق‬ ‫رصأةُ قاقم تبهقا ‪ ،‬ول مق ق‬
‫ت قلُه الفُ ق‬
‫ح ل‬‫فإذا قسقن ق‬
‫يُيقفرجُر بتقها الُمقجاتهُد قعدلوهُ )‪. (1‬‬

‫سائُر القعدرو قغتالقباً قما قتكوُن‬


‫ادلياً فقخ ق‬
‫ال قماردياق ومقعنقتولياً ‪ ،‬ألما مق ر‬
‫اء ت‬ ‫إثخقاناً ونتقكقايةً في أعدق ت‬ ‫‪ -2‬ألنهقا ق‬
‫الكثُر ق‬
‫ب ذقتلكق تمن إلغقاةء وإرجقاةء تلقكتثيةر متن‬‫يصح ُ‬
‫رحى ‪ ،‬قمقع مقا ق‬ ‫الج ق‬‫ت ق‬ ‫ت الققلتقلى ومتئا ت‬
‫شرا ت‬
‫بين قع ق‬
‫مُرتقتفعقةً ‪ ،‬فهقي مقا ق‬
‫نز ت‬
‫اف‬ ‫العقمتللياتت قيقتعدلى إلى استت ق‬‫ه ق‬ ‫ضافةً إلى ألن أثرق قهتذ ت‬ ‫عثرةة لورقاتقهتم ‪ ،‬إ ق‬
‫)‪(2‬‬
‫ُخقطتطهم وبققراتمتجهم وبق ق‬
‫ب لهم‬
‫ط قشتديمد تلُهم وإرهقا م‬ ‫وإضعافم لقُلبتته وقلوتتته ق‬
‫وإحبا م‬ ‫شوكقتته ق‬
‫سمر تل ق‬
‫اد العقدرو ‪ ،‬وأملا قمعنقلوياً فقتفيها قك ل‬
‫اقتصق ت‬
‫ت‬
‫ضافقةً إلى‬
‫ب‪،‬إ ق‬ ‫حا ت‬ ‫ف من كرل شيء ‪ ،‬كما ألجأت قكتثيراً متن العداتء إلى ت‬
‫النس ق‬ ‫حتى صأاقر العددو يخا ُ‬
‫الحاُل في‬
‫هو ق‬‫قليتل الهجرةت إليها قكقما ق‬
‫الكلفارت تمن تبلتد المسلمين ‪ ،‬وسققبباً في قت ت‬ ‫كوتنهقا قسقبباً في قرتحيتل ُ‬
‫قدقسةت ‪.‬‬
‫الم ل‬
‫الرضت ُ‬

‫ت الُهُجوتم الخرى ‪ ،‬فل‬ ‫كلقفُتهقا قغالتباً ما تكوُن أقلل تبقكتثيةر تمن قعملتليا ت‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫ائرقها ‪ ،‬قفت ُ‬
‫س ت‬‫كلقفتتهقا وخق ق‬
‫‪ -3‬قتللةُ قت ُ‬
‫يذ قعقملتيلتة ُهُجوةم ‪،‬‬
‫لتنفت ت‬
‫جاهتداً ل‬‫ين ُم ق‬‫خمس ق‬
‫صةت قلنقلتل ت‬ ‫المخصل ق‬‫لت ُ‬ ‫الناقت ت‬ ‫يمتة وققوتد ل‬‫قتقكاُد قتتزيُد قتكلُقفتُيقها قعن قت ق‬
‫ت الُهُجوتم الخرى )‪. (3‬‬ ‫احقدةم قغالتباً ‪ ،‬تخلفقاً لغيترقها من قعملتليا ت‬
‫ل ق‬ ‫ق‬ ‫س وق ت‬ ‫شترليةُ فهقي قنلف م‬
‫الب ق‬
‫سارقُتهقا ق‬ ‫ألما قخ ق‬

‫ب قشرقعاً ‪.‬‬ ‫الجهقاتد والستت ق‬


‫شهادت ‪ ،‬وهوق ألممر قمطُلو م‬ ‫ين قعقلى ت‬
‫للمؤمتتن ق‬
‫ض ُ‬ ‫‪ -4‬أنلقها وتسيلقةم قح ن‬
‫ث وقتحتري ة‬
‫قال الشيخ الشهيد ‪ -‬فيما نحسبه ‪ -‬يوسف العييري ‪ -‬رحمه ال ‪ " : -‬أما أثرها على العدو فإننا‬
‫ومن خلل واقع نلمسه ونعايشه ‪ ،‬فقد رأينا أن أثرها على العدو عظيم ‪ ،‬بل ل يوجد نوع‬
‫من العمليات أعظم في قلوبهم رعباً من هذا النوع ‪ ،‬وبأسبابها تجنبوا مخالطة السكان‬
‫واستضعافهم وسلبهم وانتهاك أعراضهم خشية هذه العمليات ‪ ،‬بل إن نشاط قواتهم اقتصر على‬
‫اكتشاف‬

‫‪ ()1‬انظر ‪ :‬العمليات الساتشهادية في الميزان الفقهي ) ‪. ( 37‬‬


‫‪ ()2‬انظر ‪ :‬هل انتحرت حواء أم اساتشهدت ؟ ) ‪. ( 5 - 4‬‬
‫‪ ()3‬انظر ‪ :‬هل انتحرت حواء أم اساتشهدت ؟ ) ‪. ( 6‬‬
‫‪57‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مثل هذا النوع من العمليات قبل وقوعه ‪ ،‬فاشتغلوا بذلك عن غيره ول الحمد ‪ ..‬وهذه العمليات‬
‫أكثر الساليب نكاية بالعدو ‪ ،‬وأقلها تكلفة وخسائر ‪ ،‬وغيرها من العمليات الهجومية‬
‫خاصأة ‪ ،‬يحشد لها الطاقات والمكانيات ثم ينفذ الهجوم ‪ ،‬وربما تحدث خسائر للمهاجم‬
‫بسبب تحصن المدافع ‪ ،‬أما العمليات الستشهادية فخسائرها البشرية واحد من المجاهدين ‪،‬‬
‫وتكلفتها‬
‫ل تكاد تذكر بالنسبة للهجوم المباشر ‪ ،‬وغالباً ل تزيد تكلفتها عن قيمة وقود الناقلت‬
‫المخصصة لنقل خمسين مجاهداً لتنفيذ الهجوم ‪ ،‬فمن الناحية المعنوية تأثيرها واضح على العدو‬
‫ففيها‬
‫كسر لقلوبهم وإرعاباً لهم وتدميراً لمعنوياتهم ‪ ،‬ومن الناحية المادية خسائر العدو فيها غالباً ما‬
‫يكون مرتفعاً ‪ ،‬أما للمجاهدين فمن الناحية المادية فتكلفتها أقل من الهجوم المباشر ‪ ،‬ومن ناحية‬
‫الخسائر البشرية فشهيد واحد بإذن ال ‪ ..‬ومن الناحية المعنوية إحباط شديد ورعب عظيم في‬
‫قلوب ضباط وجنود القوات الروسية‪ ،‬ناهيك عما حدث لهم من خلط لكثير من الخطط‬
‫والبرامج المزمع تنفيذها " ‪ .‬هل انتحرت حواء أم اساتشهدت ؟ ) ‪. ( 5 - 4‬‬

‫صور بعض العمليات الجهادية‬

‫صأور ة القتحام المظنون فيه الهلك‪ :‬تتمثل هذه الصورة في قيام المجاهد باقتحام صأفوف‬
‫العدو‪ ،‬أو الدخول إلى مواقعه‪ ،‬والمفاداة بنفسه لتحقيق نكاية بعدو أو مصلحة للمسلمين ‪.‬‬
‫والذي يميز هذه الصورة عن غيرها من أعمال الجهاد هو وجود قدر زائد من المخاطرة‪ ،‬بحيث‬
‫يغلب على الظن أن المجاهد سُيقتل بسببها‪ ،‬نظراً لعدم تكافؤ القوى في الظاهر‪ ،‬لكن هذا ليس على‬
‫سبيل القطع‪ ،‬إذ احتمال نجاته قائم بنسبة ما ‪.‬‬

‫وقد جاء في التاريخ السلمي عدد من الوقائع التي تندرج ضمن هذه الصورة ‪.‬‬

‫‪ -1‬ومن ذلك ما رواه ابن جرير الطبري في تاريخه في سياق معركة اليرموك‪ ،‬قال‪":‬ولما طال‬

‫‪58‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫ت رسول ال ‪ ‬في كل موطن وأفر منكم اليوم – أي‬
‫القتال قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ‪ :‬قاتل ُ‬
‫من الروم ‪ -‬ثم نادى من يبايع على الموت‪ ،‬فبايعه الحارث بن هشام)‪ (2‬وضرار بن الزور)‪(3‬في‬
‫أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم‪ ،‬فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى ُأثتبتوا جميعاً جراحاً‬
‫وقتلوا‪ ،‬إل من برأ ومنهم ضرار بن الزور‪ ،‬قال‪ :‬وأتي خالد بعدما أصأبحوا بعكرمة جريحاً فوضع‬
‫رأسه على فخذه‪ ،‬وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه‪ ،‬وجعل يمسح عن وجوههما ويقطر‬
‫)‪(4‬‬
‫في حلوقهما الماء ويقول‪ :‬كل زعم ابن الحنتمة أنا ل نُلستقلشقهد ‪.‬‬

‫)( عكرحمة بن أب جهل )صحاب(‪ :‬أبو عثمجمان عكرحمة بن أب جهل عمجمرحو بن هشام بن الغية القرحشي الخزومي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشرحيف الرحئيس الشهيد‪ ،‬تولت إليه رإئاسة بن مزوم بعد مقتل أبيه‪ ،‬ولا دخل رإسول ال ‪ ‬مكة هرحب منها عكرحمة‬
‫وصفوان بن أمية فبعث النب ‪ ‬يؤمنهمجما وصفح عنهمجما فأقبل إليه‪ ،‬ث إنه أسلم وحسن إسلمه بالرحة‪ ،‬شهد يوم اليموك‬
‫شديدا ث استشهد فوجدوا به بضعاا وسبعي طعنة ورإمية وضرحبة‪ ،‬وقيل‪ :‬قتل يوم أجنادين ‪ .‬ينظرح‪:‬‬
‫ا‬ ‫قتال‬
‫فقاتل ا‬
‫الطبقات الكبىر ‪ ،5/444‬سي أعلم النبلء ‪ ،1/323‬الصابة ف تييز الصحابة ‪4/538‬‬
‫)( الارإث بن هشام )صحاب(‪ :‬أبو عبد الرححن الارإث بن هشام بن الغية بن عبد ال بن عمجمرحو الخزومي القرحشي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أخو أبي جهل بن هشام‪ ،‬أسلم يوم فتح مكة وكان من الؤلفة قلوبم ث حسن إسلمه وانتقل إل الشام وسكنها غاازياا‬
‫ومرحابطاا‪ ،‬ت‪18 :‬هـ ف طاعون ععمجمواس ‪ .‬ينظرح‪ :‬الثقات ‪ ،3/72‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪،1/301‬‬
‫الصابة ف تييز الصحابة ‪1/605‬‬
‫)( ضرحارإ بن الزورإ )صحاب(‪ :‬أبو الزورإ ويقال أبو بلل‪ ،‬واسم الزورإ مالك بن أوس بن جذية السدي‪ ،‬سكن‬ ‫‪3‬‬

‫شديدا حت قطعت ساقاه‬‫ا‬ ‫قتال‬


‫الكوفة‪ ،‬كان فارإسا شجماعاا‪ ،‬اختلف ف وفاته فذكرح الواقدي أنه قاتل يوم اليمجمامة ا‬
‫جيعا فجمعل يبو على رإكبتيه ويقاتل وتطؤه اليل حت غالبه الوت‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه قتل يوم أجنادين ف خلفة أب بكرح‪،‬‬‫ا‬
‫وقيل‪ :‬توف ف خلفة عمجمرح بالكوفة ‪ .‬ينظرح‪ :‬الطبقات الكبىر ‪ ،6/39‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪،2/746‬‬
‫الصابة ف تييز الصحابة ‪3/481‬‬
‫)( تارإيخ ابن جرحيرح ‪ ،2/338‬تارإيخ دمشق ‪24/391‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪59‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صلفقر)‪ ،(2‬قال‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ -2‬وفي تاريخ مدينة دمشق عن واثلة بن السقع قال‪ :‬لما نزل خالد بن الوليد ال ُ‬
‫واثلة بن السقع‪ :‬ركبت فرسي ثم أقبلت أسير حتى انتهيت إلى باب الجابية)‪ ،(3‬قال‪ :‬فنزلت عن‬
‫فرسي فقمقعلكُته)‪ (4‬ثم شددت عليه سرجه‪ ،‬ثم اعتمدت على رمحي‪ ،‬فسمعت صأرير فتح باب‬
‫الجابية‪ ،‬وإذا أنا بأناس قد خرجوا قخلرائين)‪ ،(5‬فقلت‪ :‬قبيح مني أن أحمل على رجل على مثل هذه‬
‫الحالة فلم يكن إل يسيرًا‪ ،‬حتى خرجت خيل عظيمة فأمهلتها حتى إذا كانت فيما بيني وبين دير‬
‫ابن أبي أوفى حملت عليهم من خلفهم‪ ،‬ثم كبرت فظنوا أنهم قد أحيط بمدينتهم‪ ،‬فانصرفوا‬
‫راجعين‪ ،‬قال‪ :‬وشددت على عظيمهم فدعسته)‪(6‬بالرمح فوقع‪ ،‬وضربت بيدي إلى بتلرقذونه)‪(7‬فأخذت‬
‫بلجامه ثم ركبته‪ ،‬فنظروا إلي‪ ،‬فلما رأوني وحدي‪ ،‬أقبلوا علي ؟ فالتفت فإذا برجل قد نققدقر)‪(8‬بين‬
‫أيديهم فرميت بالعنان على ققيقربوس)‪(9‬السرج‪ ،‬ثم عطفت عليه‪ ،‬فدعسته بالرمح فقتلته‪ ،‬ثم عدت‬
‫إلى البرذون‪ ،‬فأتبعوني فالتفت‪ ،‬فإذا برجل قد ندر بين أيديهم‪ ،‬فألقيت العنان على قربوس السرج‪،‬‬

‫)( واثلة بن السقع )صحاب(‪ :‬واثلة بن السقع بن كعب بن عامرح‪ ،‬وقيل‪ :‬واثلة بن السقع بن عبد العزىر الليثي‪ ،‬من‬ ‫‪1‬‬

‫الصفّة‪ ،‬أسلم سنة تسع وشهد غازوة تبوك‪ ،‬وكان من فقرحاء السلمجمي‪ ،‬طال عمجمرحه‪ ،‬ت‪83:‬هـ وهو ابن مائة‬ ‫أصحاب ّ‬
‫وخس سني ‪ .‬ينظرح‪ :‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪ ،4/1563‬سي أعلم النبلء ‪ ،3/383‬الصابة ف تييز‬
‫الصحابة ‪6/591‬‬
‫صّفرح‪ :‬بضم الصاد وفتح الفاء الشددة موضع بي دمشق والولن ‪ .‬معجمم البلدان ‪3/413‬‬ ‫)( ال ّ‬ ‫‪2‬‬

‫)( الابية‪ :‬حي بدمشق ‪ .‬لسان العرحب ‪ 14/131‬مادة )عجعب(‬ ‫‪3‬‬

‫ك(‬
‫)( العك‪ :‬الدلك‪ ،‬معكه ف التاب يعكه معك ا دلكه ‪ .‬لسان العرحب ‪ 10/490‬مادة )عمعع ع‬
‫‪4‬‬

‫)( خفرحائي‪ :‬من اللرحاءة وهي التخلي والقعود للحاجة‪ ،‬والـرحاد أنم خرحجوا لقضاء حوائـجمهم ‪ .‬لـسان العرحب ‪ 1/64‬مادة‬ ‫‪5‬‬

‫)عخعرحأ(‬
‫)( الدعس بالرحمح‪ :‬الطعن ‪ .‬لسان العرحب ‪ 6/83‬مادة )عدععس(‬ ‫‪6‬‬

‫)( الل ربعذون‪ :‬يطلق على غاي العرحب من اليل والبغال من الفصيلة اليلية‪ ،‬عظيم اللقة‪ ،‬غاليظ العضاء‪ ،‬قوي الرإجل‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫عظيم الوافرح ‪ .‬العجمم الوسيط مادة )بعـررحذععن( ص‪48 :‬‬


‫)( نععدعرإ‪ :‬شذ ‪ .‬متارإ الصحاحا مادة )ندرإ( ‪1/272‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( العقعرحبوس‪ :‬لحنو السرحج أي رإجله ‪ .‬لسان العرحب مادة )قعـررحعبس( ‪6/172‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪60‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثم عطفت عليه فدعسته بالرمح فقتلته حتى واليت بين ثلثة فلما رأوا ما أصأنع انطلقوا راجعين‪.‬‬
‫صلفر‪ ،‬فأتيت منزلي فربطت البرذون ونزعت عنه سرجه‪ ،‬ثم أتيت خالد‬ ‫وأقبلت أسير حتى أتيت ال د‬
‫بن الوليد فذكرت له ما صأنعت وعنده عظيم الروم‪ ،‬قد كان خرج إليه يلتمس المان لهل‬
‫المدينة‪ ،‬فقال له خالد‪ :‬هل علمت أن الدله قد قتل فلناً ‪-‬يعني خليفته ‪ -‬قال بالرومية‪ :‬متانوس‬
‫‪ -‬يعني‪ :‬معاذ الدله ‪ -‬فأقبل واثلة بالبرذون‪ ،‬فلما نظر إليه عظيم الروم عرفه‪ ،‬قال أتبيعني السرج ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬لك عشرة آلف ‪ .‬فقال خالد بن الوليد‪ :‬بتلعيه‪ ،‬قال واثلة لخالد‪ :‬بعه أنت أيها‬
‫)‪(1‬‬
‫المير‪ ،‬فباعه‪ ،‬قال‪ :‬وقسللم إلقلي قسلققبه ولم يأخذ منه شيئًا‪.‬‬
‫‪ -3‬وروى الحافظ المزي بإسناده قال ‪ :‬غزا بُلسر بن أرطاة)‪(2‬الروم‪ ،‬فجعلت ساقته)‪(3‬ل تزال‬
‫يصاب منها طرف‪ ،‬فجعل يلتمس أن يصيب الذين يلتمسون عورة ساقته فيكمن لهم الكمين‬
‫فيصاب الكمين‪ ،‬فجعلت بعوثه تلك ل تصيب ول تظفر‪ ،‬فلما رأى ذاك تخلف في مائة من‬
‫جيشه‪ ،‬ثم جعل يتأخر حتى خلف وحده‪ ،‬فبينا هو يسير في بعض أودية الروم إذا ثلثين برذوناً‬
‫والكنيسة إلى جانبهم فيها فرسان تلك البراذين الذين كانوا يعقبونه في ساقته‪ ،‬فينزل عن فرسه‬
‫فربطه مع تلك البراذين‪ ،‬ثم مضى حتى أتى الكنيسة فدخلها ثم أغلق عليه وعليهم بابها‪ ،‬فجعلت‬
‫الروم تعجب من إغلقه وهو وحده‪ ،‬فما استقلوا إلى رماحهم حتى صأرع منهم ثلثة ‪ .‬وفقده‬
‫مثل الناس أن أميركم خرج معكم فضيعتموه‬ ‫أصأحابه فلموا أنفسهم وقالوا‪ :‬إنكم لهل أن تجعلوا ً‬
‫حتى هلك ولم يهلك منكم أحد‪ ،‬فبينا هم يسيرون في ذلك الوادي حتى أتوا مرابط تلك البراذين‬

‫)( رإواه ابن عساكرح ف تارإيخ مدينة دمشق ‪62/345‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بقرسرح بن أرإطاة )متلف ف صحبته(‪ :‬أبو عبد الرححن بسرح بن أرإطاة بن عمجمي بن عويرح القرحشي العامرحي‪ ،‬المي نزيل‬ ‫‪2‬‬

‫دمشق‪ ،‬اختلف ف صحبته فذهب الواقدي وأحد وابن معي أنه ل يسمجمع من النب ‪ ،‬وذهب أهل الشام إل أنه سع‬
‫منه‪ ،‬شهد فتح مصرح وكان من شيعة معاوية‪ ،‬ووجهه معاوية إل اليمجمن والجماز‪ ،‬وول له البحرح‪ ،‬وقد اختلف ف وفاته‬
‫فقيل‪ :‬إنه مات أيام معاوية‪ ،‬وقيل‪ :‬بقي إل خلفة عبد اللك بن مرحوان‪ ،‬وقيل‪ :‬مات ف خلفة الوليد سنة ‪86‬هـ ‪.‬‬
‫ينظرح‪ :‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪ ،1/157‬سي أعلم النبلء ‪ ،3/409‬الصابة ف تييز الصحابة ‪1/289‬‬
‫)( الساقة‪ :‬جع سائق‪ ،‬وهم الذين يعقسوقون جيش الغقزاة ويكونون لمرن ورإائه يفظونه ‪ .‬لسان العرحب مادة )سوق(‬ ‫‪3‬‬

‫‪10/167‬‬
‫‪61‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإذا فرسه مربوط معها فعرفوه‪ ،‬وسمعوا الجلبة في الكنيسة فأتوها فإذا بابها مغلق‪ ،‬فقلعوا طائفة‬
‫من سقفها فنزلوا عليهم وهو ممسك طائفة من أمعائه بيده اليسرى والسيف بيده اليمنى‪ ،‬فلما‬
‫تمكن أصأحابه في الكنيسة سقط بسر مغشياً عليه‪ ،‬فأقبلوا على من كان بقي فأسروا أو قتلوا‪،‬‬
‫شدكم ال من هذا الرجل الذي دخل علينا؟ قالوا‪ :‬بسر بن أبي‬ ‫فأقبلت عليهم السارى فقالوا‪ :‬قنلن ُ‬
‫أرطاة ‪ .‬فقالوا‪ :‬ما ولدت النساء مثله ‪ .‬فعمدوا إلى معاه فردوه في جوفه ولم ينخرق منه شيء‪ ،‬ثم‬
‫عصبوه بعمائمهم وحملوه على شقه الذي ليست به جراح حتى أتوا العسكر فخاطوه فسلم‬
‫)‪(1‬‬
‫وعوفي ‪.‬‬

‫‪ -4‬ونقل القرطبي أن المسلمين لما لقوا الفرس نفرت خيل المسلمين من الفيلة فعمد رجل‬
‫منهم فصنع فيلً من طين وأنس به فرسه حتى ألفه‪ ،‬فلما أصأبح لم ينفر فرسه من الفيل فحمل‬
‫)‪(2‬‬
‫على الفيل الذي كان يقدمها‪ ،‬فقيل له‪ :‬إنه قاتلك ‪ .‬فقال‪ :‬ل ضير أن أقتل ويفتح للمسلمين ‪.‬‬

‫‪ -5‬ومن ذلك حادثة حصار القسطنطينية‪ ،‬والتي وقعت بمحضر الصحابي الجليل أبي أيوب‬
‫النصاري ‪ ،‬والمذكورة عند تفسير قوله تعالى‪  :‬قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى‬
‫ب ا لُملحتستنيقن )‪.(3) 195‬‬ ‫التليلهلُقكتة قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫ونظراً لهمية معرفة المراد بهذه الية للحكم على هذه الصورة من العمال‪ ،‬فسأفرد الكلم عنها‬
‫وعن قصة أبي أيوب‪ ،‬من خلل ما ذكره أهل التفسير والفقهاء‪ ،‬وذلك فيما يلي ‪.‬‬

‫تحقيقا القول في المراد بقوله تعالى ) ول تلقوا بأيديكما إلى التهلكة (‪:‬‬
‫التجييبي)‪(4‬قال‪ :‬كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا‬
‫روى الترمذي وأبو داود والحاكم وغيرهم عن أسلم ُ‬

‫)( تذيب الكمجمال ‪63-4/62‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تفسي القرحطب ‪364 / 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ] البقرحة‪[ 195 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫جميـب‪ :‬أبو عمجمرحان أسلم بن يزيد التجميـب الصرحي‪ ،‬مول عمجمي بن تيم التجميـبي‪ ،‬وثقه النسائي‪ ،‬وقال‬
‫)( أسلم قالت ل‬ ‫‪4‬‬

‫العجملي‪ :‬مصرحي تابعي ثقة‪ ،‬وذكرحه ابن حبان ف الثقات وأخرحج له هو والاكم ف صحيحيهمجما‪ ،‬وقال أبو سعيد بن‬
‫‪62‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صأفا عظيماً من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر‪ ،‬وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ‪،‬‬ ‫ً‬
‫وعلى الجماعة فضالة بن عبيد ‪ ،‬فحمل رجل من المسلمين على صأف الروم حتى دخل فيهم‪،‬‬
‫فصاح الناس وقالوا‪ :‬سبحان ال يلقي بيديه إلى التهلكة ‪ .‬فقام أبو أيوب النصاري فقال‪ :‬يا أيها‬
‫الناس إنكم تتأولون هذه الية هذا التأويل‪ ،‬وإنما أنزلت هذه الية فينا معشر النصار لما أعز ال‬
‫السلم وكثر ناصأروه فقال بعضنا لبعض سراً دون رسول ال ‪ :‬إن أموالنا قد ضاعت وإن ال قد أعز‬
‫السلم وكثر ناصأروه فلو أقمنا في أموالنا فأصألحنا ما ضاع منها ‪ .‬فأنزل ال على نبيه ‪ ‬قييرُدد علينا ما‬
‫ب ا لُملحتستنيقن )‪195‬‬ ‫قلنا‪  :‬قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫شاخصا في‬
‫ً‬ ‫)‪ ،(1‬فكانت التهلكة القامة على الموال وإصألحها وتركنا الغزو ‪ .‬فما زال أبو أيوب‬
‫)‪(2‬‬
‫سبيل ال حتى دفن بأرض الروم ‪.‬‬
‫تفسإير التهلكة في الية‪:‬‬
‫قال الطبري‪":‬اختلف أهل التأويل في تأويل هذه الية ‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬عنى بذلك وأنفقوا في‬
‫سبيل ال‪ ،‬وسبيل ال طريقه الذي أمر أن يسلك فيه إلى عدوه من المشركين لجهادهم وحربهم ول‬
‫تلقوا بأيديكم إلى التهلكة‪ ،‬يقول ول تتركوا النفقة في سبيل ال فإن ال يعوضكم منها أجرا ويرزقكم‬
‫عاجل‬
‫وقال آخرون ممن وجهوا تأويل ذلك إلى أنه معنية به النفقة‪ ،‬معنى ذلك وأنفقوا في سبيل ال ول‬
‫تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فتخرجوا في سبيل ال بغير نفقة ول قوة ‪...‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معناه أنفقوا في سبيل ال ول تلقوا بأيديكم فيما أصأبتم من الثام إلى التهلكة‬
‫فتيأسوا من رحمة ال‪ ،‬ولكن ارجوا رحمته واعملوا الخيرات ‪...‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك وأنفقوا في سبيل ال ول تتركوا الجهاد في سبيله")‪.(3‬‬
‫يونس‪ :‬كان وجيهاا بصرح ف أيامه وكانت المرحاء يسألونه ف حوائجمهم ‪ .‬ينظرح‪ :‬الثقات ‪ ،4/46‬تذيب الكمجمال‬
‫‪ ،2/528‬تذيب التهذيب ‪1/232‬‬
‫)( ] البقرحة‪[ 195 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رإوه أبو داود ف كتاب الهاد برحقم ) ‪ ،( 2512‬والتمذي ف كتاب تفسي القرحآن برحقم ) ‪ ( 2972‬وقال‪ :‬حديث‬ ‫‪2‬‬

‫حسن صحيح غارحيب‪ ،‬والاكم )‪( 2/275‬‬


‫)( تفسي الطبي ‪205-200/ 2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪63‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثم قال الطبري بعد سياقه الخلف في الية‪":‬فإذا كانت هذه المعاني كلها يحتملها قوله‪  :‬قوأقنلتفُقوا‬
‫ب ا لُملحتستنيقن )‪  195‬ولم يكن‬ ‫تفي قستبيتل ال لته قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫ال عز وجل خص منها شيئا دون شئ‪ ،‬فالصواب من القول في ذلك أن يقال‪ :‬إن ال نهى عن اللقاء‬
‫بأيدينا لما فيه هلكنا والستسلم للهلكة وهي العذاب بترك ما لزمنا من فرائضه‪ ،‬فغير جائز لحد منا‬
‫الدخول في شئ يكره ال منا مما نستوجب بدخولنا فيه عذابه ‪ .‬غير أن المر وإن كان كذلك فإن‬
‫الغلب من تأويل الية‪ :‬وأنفقوا أيها المؤمنون في سبيل ال ول تتركوا النفقة فيها فتهلكوا‬
‫باستحقاقكم بترككم ذلك عذابي")‪.(1‬‬

‫وقال ابن العربي‪":‬في تفسير التهلكة‪ :‬فيه ستة أقوال‪ :‬الول‪ :‬ل تتركوا النفقة ‪ .‬الثاني‪ :‬ل تخرجوا‬
‫خيير اللزاتد التليلققوى قواتليُقوتن قيا ُأوتلي اللقلقبا ت‬ ‫ت‬
‫ب ) ‪.(2)197‬‬ ‫بغير زاد‪ ،‬يشهد له قوله تعالى‪  :‬قوتقيقزلوُدوا فقإلن ق ل ق‬
‫الثالث‪ :‬ل تتركوا الجهاد ‪ .‬الرابع‪ :‬ل تدخلوا على العساكر التي ل طاقة لكم بها ‪ .‬الخامس‪ :‬ل تيأسوا‬
‫من المغفرة ; قاله البراء بن عازب ‪ .‬قال الطبري‪ :‬هو عام في جميعها ل تناقض فيه ‪ .‬وقد أصأاب إل‬
‫في اقتحام العساكر ; فإن العلماء اختلفوا في ذلك ‪.(3)".‬‬

‫وهذا التعقب الذي تعقب به ابن العربي المام الطبري فيه نظر من وجهين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المام الطبري لم يذكر في تفسيره القول بالقتحام عند سياقه القوال في الية‪ ،‬كما تقدم‬
‫كلمه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن القول بعدم دخول القتحام في عموم التهلكة رده عدد من أهل العلم‪ ،‬وقالوا بدخوله في‬
‫الية‪ ،‬لكنهم حملوه على القتحام المنهي عنه‪ ،‬وهو ما كان اقتحاماً محضاً دون تحقيق نكاية بالعدو‬
‫‪ .‬والقول بدخول القتحام المنهي عنه في عموم الية أولى ما دام المعنى صأحيحاً ول ينافي الية ‪.‬‬
‫قال الجصاص في بيان التهلكة‪":‬هو أن يقتحم الحرب من غير نكاية في العدو ‪ .‬وهو الذي تأوله‬
‫القوم الذي أنكر عليهم أبو أيوب وأخبر فيه بالسبب ‪ .‬وليس يمتنع أن يكون جميع هذه المعاني‬
‫)( تفسي الطبي ‪205/ 2‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ] البقرحة‪[197 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أحكام القرحآن لبن العرحب ‪1/165‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪64‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مرادة بالية لحتمال اللفظ لها وجواز اجتماعها من غير تضاد ول تناف")‪.(1‬‬
‫وقال الشوكاني في تفسيره )والحق أن العتبار بعموم اللفظ ل بخصوص السبب‪ ،‬فكل ما صأدق‬
‫عليه أنه تهلكة في الدين أو الدنيا فهو داخل في هذا‪ ،‬وبه قال ابن جرير الطبري‪ ،‬ومن جملة ما‬
‫يدخل تحت الية أن يقتحم الرجل في الحرب فيحمل على الجيش مع عدم قدرته على التخلص‪،‬‬
‫وعدم تأثيره لثر ينفع المجاهدين")‪.(2‬‬

‫القول الراجح‪- :‬وال أعلم‪ -‬أن الية عامة كما اختاره الطبري)‪ (3‬والجصاص)‪ (4‬والشوكاني)‪،(5‬‬
‫ويكون المراد بالتهلكة في هذه الصورة أن يحمل على العدو دون أن يكون في إقدامه نكاية بالعدو‪،‬‬
‫لنه بهذا يهلك نفسه من غير مصلحة معتبرة‪ ،‬أما إذا كان في إقدامه نكاية بالعدو فإنه ل يدخل في‬
‫عموم الية‪ ،‬كما دل عليه كلم أبي أيوب النصاري المتقدم ‪.‬‬
‫ويؤيد هذا الترجيح أن مجرد اقتحام صأفوف العدو دون نكاية ل يجوز على الصحيح كما هو‬
‫مذهب الجمهور خلفاً لبعض المالكية كما سيأتي بيانه قريبًا‪ ،‬وما دام أنه محرم فهو من التهلكة‪ ،‬لنه‬
‫يكون حينئذ إهلك للنفس بغير وجه شرعي ‪.‬‬

‫المسإألة الثانية‪ :‬الحكما الشرعي للقتحاما المظنون فيه الهلك‬

‫اختلف العلماء في حكم اقتحام المجاهد فيما يغلب على الظن هلكه به على ثلثة أقوال‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬ذهب جمهور أهل العلم إلى جواز اقتحام المجاهد صأف الكفار وحده‪ ،‬إذا كان في‬
‫فعله نكاية بالعدو ‪.‬‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪1/360‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فتح القديرح ‪1/297‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تفسي الطبي ‪205 / 2‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪1/360‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( فتح القديرح ‪193 / 1‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪65‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬قال السرخسي)‪":(1‬لو حمل الواحد على جمع عظيم من المشركين‪ ،‬فإن كان يعلم أنه يصيب‬
‫بعضهم أو ينكي فيهم نكاية فل بأس بذلك‪ ،‬وإن كان يعلم أنه ل ينكي فيهم فل ينبغي له أن يفعل‬
‫ب‬‫ذلك لقوله تعالى‪  :‬قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫ا لُملحتستنيقن )‪ (195‬وقوله سبحانه)قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قل تقألُكُلوا أقلمقوالقُكلم بق لييينقُكلم تبا لقباتطتل إتلل أقلن تقُكوقن‬
‫سُكلم إتلن ال لهق قكاقن بتُكلم قرتحيًما )‪.(2)" (29‬‬ ‫تتجارًة عن تقيرا ة ت‬
‫ض ملنُكلم قوقل تقيلقتُيُلوا أقنليُف ق‬ ‫ق ق قل ق‬
‫مسلما حمل على ألف رجل وحده فإن كان يطمع أن يظفر‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬وفي شرح السير الكبير‪":‬ولو أن‬
‫بهم أو ينكأ فيهم فل بأس بذلك ‪ .‬لنه يقصد بفعله النيل من العدو ‪ .‬وقد فعل ذلك بين يدي رسول‬
‫ال ‪ ‬غير واحد من الصأحاب يوم أحد ولم ينيكر ذلك عليهم رسول ال ‪ ،‬وبشر بعضهم بالشهادة‬
‫حين استأذنه في ذلك")‪.(3‬‬
‫‪ -3‬وفي شرح التخقرشي على خليل‪ ":‬يجوز للرجل أن يقدم على ما زاد على اثنين من المشركين‬
‫ليقاتلهم وهو مراده بالكثير أي جمع كثير‪ ،‬وإن علم ذهاب نفسه بشرط أن يمحض نيته ل‪ ،‬وأن يعلم‬
‫من نفسه الكفاية وأن يكون في ذلك نكاية لهم ‪ .‬وأما إن فعل ذلك لجل أن يظهر شجاعة من نفسه‬
‫فإنه ل يجوز له فعل ذلك ; لنه لم يقاتل حينئذ لتكون كلمة ال هي العليا")‪.(4‬‬
‫‪ -4‬وقال الشافعي‪":‬ل أرى ضيقاً على الرجل أن يحمل على الجماعة حاسراً‪ ،‬أو يبادر الرجل‪،‬‬

‫)( السرحخسي‪ :‬أبو بكرح ممجمد بن سهل السرحخسي‪ ،‬أحد فقهاء الحناف التهدين‪ ،‬من أشهرح كتبه البسوط ف الفقه‬ ‫‪1‬‬

‫النفي أمله وهو ف السجمن ف الب‪ ،‬وكان سبب سجمنه كلمجمة نصح با الاقان*‪ ،‬وله مصنفات أخرحىر منها‪ :‬شرححا‬
‫السي الكبي لمجمد بن السن‪ ،‬والصول ف الفقه‪ ،‬ت‪483:‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬سي أعلم النبلء ‪ ،19/147‬شذرإات‬
‫الذهب ‪ ،3/367‬العلم ‪5/315‬‬

‫* الاقان‪ :‬اسم لكل ملك من ملوك التك ‪ .‬لسان العرحب مادة )خقن( ‪13/142‬‬
‫)( البسوط ‪ ،76 /10‬والية الول ف سورإة ] النساء‪ ،[29 :‬والثانية ف سورإة ] البقرحة‪[ 195 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪4/1512‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( شرححا الرحشي على خليل ‪120/ 3‬ـ ‪121‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪66‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإن كان الغلب أنه مقتول ; لنه قد بودر بين يدي رسول ال ‪.(1)"‬‬
‫‪ -5‬وقال النووي ‪ -‬تعليقاً على قصة عمير بن الُحمام ‪":-‬فيه جواز النغماس في الكفار‬
‫والتعرض للشهادة‪ ،‬وهو جائز ل كراهة فيه عند جماهير العلماء")‪.(2‬‬
‫‪ -6‬وقال ابن تيمية‪":‬إذا فعل ما أمره ال به فأفضى ذلك إلى قتل نفسه فهذا محسن في ذلك‪،‬‬
‫سمن‪ ،‬وفي‬
‫كالذي يحمل على الصف وحده حملً فيه منفعة للمسلمين وقد اعتقد أدنه يقتل‪ ،‬فهذا قح ق‬
‫ت ال لته قوال لهُ قرُءو م‬
‫ف تبا لتعقباتد )‪،(3)  (207‬‬ ‫ضا ت‬
‫سهُ ابلتتقغاءق قملر ق‬ ‫مثله أنزل ال ‪  :‬قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري نقيلف ق‬
‫ومثلما كان بعض الصحابة ينغمس في العدو")‪.(4‬‬

‫وإذا كان فقهاء المذاهب الربعة قد نصوا على جواز القتحام في هذه الصورة كما تقدم‪ ،‬فإن‬
‫هناك نصوصأاً تحكي الجماع على ذلك ‪.‬‬
‫‪ -1‬فقد نقل ابن حجر في فتح الباري عن الُمقهللب)‪(5‬أن العلماء أجمعوا على جواز تقحم المهالك‬
‫)‪(6‬‬
‫في الجهاد ‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال الغزالي)‪(7‬في الحياء‪":‬ل خلف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صأف الكفار‬

‫)( الم ‪4/178‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( شرححا مسلم للنووي ‪13/46‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ] البقرحة‪[ 207 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ممجموع الفتاوىر ‪25/279‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الهلب بن أحد بن أب صفرحة السدي الندلسي‪ :‬صنف شرححا صحيح البخارإي‪ ،‬وكان أحد الئمجمة الفصحاء‬ ‫‪5‬‬

‫الوصوفي بالذكاء‪ ،‬ول قضاء عاللرحّية*‪ ،‬توف ف شوال سنة ‪435‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬سي أعلم النبلء ‪ ،17/579‬الديباج‬
‫الذهب ‪،1/348‬كشف الظنون ‪1/545‬‬

‫* العلرحّية‪ :‬مدينة كبية ف الندلس ‪ .‬معجمم البلدان ‪5/119‬‬


‫)( فتح البارإي ‪12/316‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( الغزال‪ :‬أبو حامد ممجمد بن ممجمد بن ممجمد الغزال الطوسي‪ ،‬حجمة السلم‪ ،‬فيلسوف متصوف مـن فقهـاء الشـافعية‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫له مؤلفات كثية منها‪ :‬إحياء علوم الدين‪ ،‬الستصفى من علم الصول‪ ،‬الوجيز‪ ،‬والبسيط‪ ،‬وها ف الفقه‪ ،‬ت‪505:‬هـ‬
‫‪67‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فيقاتل وإن علم أنه سيقتل ‪ ...‬ولكن لو علم أنه ل نكاية لهجومه على الكفار‪ ،‬كالعمى يطرح نفسه‬
‫على الصف أو العاجز‪ ،‬فذلك حرام‪ ،‬وداخل تحت عموم آية التهلكة‪ ،‬وإنما جاز له القدام إذا علم‬
‫أنه ل يقيلقُتل حتى يُيلققتل‪ ،‬أو علم أنه يكسر قلوب الكفار بمشاهدتهم جرأته‪ ،‬واعتقادهم في سائر‬
‫المسلمين قلة المبالة‪ ،‬وحبهم للشهادة في سبيل ال‪ ،‬فتكسر بذلك شوكتهم")‪0(1‬‬

‫ومن أدلة القول الول المجيز للقتحاما‪ ،‬ما يلي‪:‬‬


‫ت ال لته قوال لهُ‬
‫ضا ت‬
‫سهُ ابلتتقغاءق قملر ق‬ ‫الدليل الول‪ :‬قول ال سبحانه وتعالى‪  :‬قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري نقيلف ق‬
‫ف تبا لتعقباتد )‪.(2)  (207‬‬
‫قرُءو م‬
‫جاء في سبب نزول الية‪ :‬عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬أقبل صأهيب مهاجراً نحو النبي ‪،‬‬
‫فاتبعه نفر من قريش‪ ،‬فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا معشر قريش قد علمتم أني‬
‫من أرماكم رجلً‪ ،‬وايم ال ل تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم في كنانتي‪ ،‬ثم أضرب بسيفي ما‬
‫بقي في يدي فيه شئ ثم افعلوا ما شئتم‪ ،‬وإن شئتم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة وخليتم سبيلي‬
‫‪ .‬قالوا‪ :‬نعم ‪ .‬فلما قدم على النبي ‪ ‬قال‪ :‬ربيح اليبييع‪ ،‬ربيح اليبيع‪ ،‬ونيزليت‪  :‬قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن‬
‫ف تبا لتعقباتد )‪" 207‬‬
‫)‪(4) (3‬‬
‫ت ال لته قوال لهُ قرُءو م‬
‫ضا ت‬
‫سهُ ابلتتقغاءق قملر ق‬
‫يقلشتري نقيلف ق‬

‫ينظرح‪ :‬طبقات الشافعية ‪ ،2/293‬شذرإات الذهب ‪ ،4/10‬العلم ‪7/22‬‬


‫‪ () 1‬إحياء علوم الدين ‪7/26‬‬
‫‪ ] () 2‬البقرحة‪[ 207 :‬‬
‫‪ ] () 3‬البقرحة‪[ 207 :‬‬
‫‪ () 4‬أخرحجه الاكم ‪ 3/450‬وقال‪":‬صحيح على شرحط مسلم ول يرحجاه"‪ ،‬ورإواه ابن حبان ‪ 15/557‬وصححه‪،‬‬
‫والطبان ف الكبي ‪ ،8/31‬وأبو نعيم ف اللية ‪ ،1/151‬وصححه الضياء القدسي ف الحاديث الختارإة ‪8/79‬‬
‫قال الطبري ف تفسيه ‪":2/322‬وأما ما رإوي من نزول الية ف أمرح صهيب فإن ذلك غاي مستنكرح‪ ،‬إذ كان غاي‬
‫بسبب من السباب والعن با كل من شله ظاهرحها ‪ .‬فالصواب من‬ ‫مدفوع جواز نزول آية من عند ال على رإسوله ‪‬‬
‫القول ف ذلك أن يقال إن ال عز ذكرحه وصف شارإياا نفسه ابتغاء مرحضاته‪ ،‬فكل من باع نفسه في طاعته حتى قتل‬
‫فيها أو استقتل وإن لم يقتل فمعني بقوله ومن الناس من يشرحي نفسه ابتغاء مرحضات ال‪ ،‬ف جهاد عدو السلمجمي‬
‫‪68‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وروى ابن أبي شيبة)‪ (1‬بإسناده أن كتيبة من كتائب الكفار جاءت من قبل المشرق‪ ،‬فلقيهم‬
‫رجل من النصار‪ ،‬فحمل عليهم‪ ،‬فخرق الصف حتى خرج‪ ،‬ثم كر راجعاً‪ ،‬فصنع مثل ذلك مرتين‬
‫أو ثلثًا‪ ،‬فإذا سعد بن هشام ييذكر ذلك لبي هريرة‪ ،‬فتيل هيذه اليية ‪ ‬قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري‬
‫)‪(3) (2‬‬
‫ت ال لته قوال لهُ قرُءو م‬
‫ف تبا لتعقباتد ) ‪. 207‬‬ ‫ضا ت‬
‫سهُ ابلتتقغاءق قملر ق‬
‫نقيلف ق‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دلت الية وما ورد في سبب نزولها على أن تعريض النفس للقتل من الجهاد‬
‫بالنفس الذي يحبه ال ويرضاه ‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪":‬فقوله )يشري نفسه( أي يبيع نفسه ل تعالى ابتغاء مرضاته‪ ،‬وذلك يكون بأن يبذل‬
‫نفسه فيما يحبه ال ويرضاه‪ ،‬وإن قُتتل أو غلب على ظنه أن يقتل")‪.(4‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬ما رواه البخاري عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬بعث رسول ال ‪ ‬عشرة رهط سرية ً‬
‫عينا‬
‫وأقلمر عليهم عاصأم بن ثابت النصاري)‪ ،(5‬فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهقلدقأة ‪ -‬وهو موضع بين‬
‫حيان‪ ،‬فنفروا لهم قريباً من مائتي رجل‬
‫سفان ومكة ‪ -‬ذكروا لحي من هذيل يقال لهم‪ :‬بنو قل ل‬
‫ُع ل‬

‫كان ذلك منه أو ف أمرح بعرحوف أو ني عن منكرح" ‪.‬‬


‫وقال ابن كثير ف تفسيه ‪ ":1/248‬وأما الكثرحون فحمجملوا ذلك على أنا نزلت ف كل مجاهد ف سبيل ال"‪.‬‬
‫)( ابن أب شيبة‪ :‬أبو بكرح عبد ال بن ممجمد بن القاضي أب شيبة إبرحاهيم بن عثمجمان بن خواستي العبسي مولهم‬ ‫‪1‬‬

‫الكوف‪ ،‬المام العلم سيد الفاظ وصاحب الكتب الكبارإ السند والصنف والتفسي‪ ،‬ت‪235:‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬تذيب‬
‫الكمجمال ‪ ،16/34‬سي أعلم النبلء ‪ ،11/122‬طبقات الفاظ ‪2/432‬‬
‫)( ] البقرحة‪[ 207 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رإواه ابن أب شيبة ف الصنف ‪ 5/322‬قال‪ :‬حدثنا ممجمد بن أب عدي عن بن عون عن ممجمد به ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( قاعدة ف النغمجماس ف العدو وهل يباحا؟ ‪32 /‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( عاصم بن ثابت بن أب القلح النصارإي )صحاب(‪ :‬جد عاصم بن عمجمرح بن الطاب لمه‪ ،‬من السابقي الولي‬ ‫‪5‬‬

‫من النصارإ‪ ،‬شهد بدرإاا‪ ،‬وبعثه رإسول ال ‪ ‬ف أواخرح السنة الثالثة على سرحية ف قصة طويلة وفيها أنه حي قتله بنو‬
‫ليان حي من هذيل أرإسلت قرحيش ليأخذوا شيئ ا من جسده‪ ،‬فبعث ال عليه مثل الظلة من الدّقبرح ‪-‬ذكورإ النحل‪-‬‬
‫فحمجمته منهم ولذلك كان يقال له‪ :‬عحلمجمي الدّقبرح ‪ .‬ينظرح‪ :‬الطبقات الكبىر ‪ ،3/462‬الستيعاب ف معرحفة‬
‫الصحاب ‪ ،2/779‬الصابة ف تييز الصحابة ‪3/569‬‬
‫‪69‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كلهم رام‪ ،‬فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا تمر يثرب‪،‬‬
‫فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصأم وأصأحابه لجئوا إلى قفلدفقد)‪(1‬وأحاط بهم القوم‪ ،‬فقالوا لهم‪ :‬انزلوا‬
‫وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ول نقتل منكم أحداً ‪ .‬قال عاصأم بن ثابت أمير السرية‪ :‬أما‬
‫عاصأما في سبعة‬
‫ً‬ ‫أنا فوال ل أنزل اليوم في ذمة كافر‪ ،‬اللهم أخبر عنا نبيك‪ ،‬فرموهم بالنبل فقتلوا‬
‫‪ .‬فنزل إليهم ثلثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب النصاري وابن دقتثقنة)‪(2‬ورجل آخر‪ ،‬فلما‬
‫سريهم فأوثقوهم ‪ .‬فقال الرجل الثالث‪ :‬هذا أول الغدر‪ ،‬وال ل‬
‫استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قت ت‬
‫فجرُروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه‬
‫أصأحبكم‪ ،‬إن لي في هؤلء لسوة يريد القتلى‪ ،‬ل‬
‫)‪(3‬‬
‫فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة ‪ ...‬الحديث ‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬قال ابن تيمية‪":‬فهؤلء عشرة أنفس قاتلوا أولئك المائة أو المائتين‪ ،‬ولم يستأسروا‬
‫لهم حتى قتلوا منهم سبعة‪ ،‬ثم لما استأسروا الثلثة امتنع الواحد من اتباعهم فقتلوه‪ ،‬وهؤلء من‬
‫فضلء المؤمنين وخيارهم")‪.(4‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬ما رواه مسلم في صأحيحه عن أنس بن مالك ‪ ‬أن رسول ال ‪ُ ‬أفرد يوم أحد في‬
‫رهقوه قال‪ :‬من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في‬
‫سبعة من النصار ورجلين من قريش‪ ،‬فلما ت‬
‫رهقوه أيضًا‪ ،‬فقال‪ :‬من يردهم عنا وله الجنة‬
‫الجنة ؟‪ ،‬فتقدم رجل من النصار فقاتل حتى قتل ثم ت‬
‫أو هو رفيقي في الجنة ؟‪ ،‬فتقدم رجل من النصار‪ ،‬فقاتل حتى قتل‪ ،‬فلم يزل كذلك حتى قتل‬
‫)‪(5‬‬
‫أصأحابنا ‪.‬‬
‫ق‬ ‫أنصفنا‬
‫السبعة‪ ،‬فقال رسول ال ‪ ‬لصاحبه‪ :‬ما ل‬

‫ظ وارإتفاع ‪ .‬لسان العرحب مادة )فدفد(‪3/330‬‬ ‫)( العفردفعرد‪ :‬الـمجموضع الذي فـيه لغال ظ‬ ‫‪1‬‬

‫)( زيد بن عدثلنـة )صـحاب(‪ :‬زيـد بـن دثنـة ويقـال ابـن الدّلثنـة بـن معاويـة بـن عبيـد النصـارإي البياضـي‪ ،‬شـهد بـدرإا وأحـداا‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وأقلسرح يوم الرحجيع مع خبيب بن عدي فبيع بكة من صفوان بن أمية فقتله وذلك ف سنة ثلث من الجمرحة ‪.‬‬
‫ينظرح‪ :‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪ ،2/553‬سي أعلم النبلء ‪ ،1/246‬الصابة ف تييز الصحابة ‪2/604‬‬
‫)( رإواه البخارإي ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪(3045‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( قاعدة ف النغمجماس ف العدو وهل يباحا؟ ص‪52 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رإواه مسلم ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪(1789‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪70‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دل الحديث على أن قيام الرجل الواحد من الصحابة لرد الجماعة من المشركين‬
‫يعد من قبيل القتحام المظنون فيه الهلك‪ ،‬بدليل أن النصاريين السبعة قضوا نحبهم الواحد بعد‬
‫الخر‪ ،‬وكان فعلهم هذا بأمره ‪ ،‬مع تنويهه ‪ ‬بفضله والثواب المترتب عليه‪ .‬ولهذا استدل‬
‫البيهقي في سننه الكبرى بهذا الحديث وما جاء في معناه على هذا المعنى فقال‪":‬باب من تبرع‬
‫بالتعرض للقتل رجاء إحدى الحسنيين")‪.(1‬‬

‫جب ربنا من رجلين‪ :‬رجل ثار عن وطأته‬


‫قال‪":‬ع ت‬
‫ق‬ ‫الدليل الرابع‪ :‬عن ابن مسعود ‪ ‬عن النبي ‪‬‬
‫ولحافه من بين أهله وحبه إلى صألته فيقول ال عز وجل‪ :‬انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطأته‬
‫من بين حبه وأهله إلى صألته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي‪ ،‬ورجل غزا في سبيل ال فانهزم‬
‫أصأحابه وعلم ما عليه في النهزام وماله في الرجوع‪ ،‬فرجع حتى يهريق دمه فيقول ال‪ :‬انظروا إلى‬
‫عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه")‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬قال ابن تيمية‪":‬هذا يدل على أن مثل هذا الفعل محبوب ل مرضي ل يكتفى‬
‫فيه بمجرد الباحة والجواز ‪ ...‬بل الحديث يدل على أن ما فعله هذا يحبه ال ويرضاه‪ ،‬ومعلوم أن‬
‫مثل هذا الفعل يقتل فيه الرجل كثيراً أو غالباً")‪.(3‬‬
‫النحاس)‪(4‬في مشارع الشواق‪":‬ولو لم يكن في الباب إل هذا الحديث الصحيح لكفانا‬
‫وقال ابن ل‬

‫)( السنن الكبىر ‪44-9/43‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رإواه أحد ف مسنده ‪ ،1/416‬ورإواه أبو داود )‪ ،(2536‬والاكم وصححه ‪ ،112/ 2‬وقال اليثمجمي ف المجمع‬ ‫‪2‬‬

‫‪ :2/255‬رإواه أحد وأبو يعلى‪ ،‬والطبان وإسناده حسن ‪ .‬اهـ‪،‬‬


‫)( قاعدة ف النغمجماس ف العدو وهل يباحا؟ ص‪55:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ابن النفحاس‪ :‬أبو زكرحيـا أحـد إبرحاهيـم بـن ممجمـد الدمشـقي ثـ الـدمياطي العـرحوف بابن النحـاس‪ ،‬فرحضـي فاضـل ماهـد‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫من فقهاء الشافعية‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬مشارإع الشواق إل مصارإع العشاق ف الهاد‪ ،‬الغنـم فـ الـورإد العظــم ‪ .‬لزم الرحابطــة‬
‫والهــاد بثغــرح دميــاط وقتــل شــهيدا ف ـ معرحكــة مــع الفرحنــج عــام ‪814‬ه ـ ‪ .‬ينظــرح‪ :‬شــذرإات الــذهب ‪ ،7/105‬كشــف‬
‫الظنون ‪ ،2/1686‬العلم ‪1/87‬‬
‫‪71‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في الستدلل على فضل النغماس")‪.(1‬‬
‫الدليل الخامس‪ :‬حادثة البراء بن مالك ‪ ‬في حرب المرتدين من أهل اليمامة كما رواها البيهقي‬
‫وغيره عن محمد بن سيرين)‪ :(2‬أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من‬
‫المشركين‪ ،‬فجلس البراء بن مالك ‪ ‬على ترس فقال‪ :‬ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم‪ ،‬فرفعوه‬
‫)‪(3‬‬
‫برماحهم فألقوه من وراء الحائط‪ ،‬فأدركوه قد قتل منهم عشرة ‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في فعل البراء دليل على جواز حمل الواحد على جماعة من العداء‪ ،‬وأنه ل‬
‫)‪(4‬‬
‫يكون ملقياً نفسه في التهلكة‪ ،‬لنه يسعى في إعزاز الدين‪ ،‬ويتعرض للشهادة ‪.‬‬
‫ثم إن هذه الحادثة وقعت بمحضر من الصحابة‪ ،‬ولم ينقل أن أحداً منهم أنكر على البراء فعله‪،‬‬
‫فيكون إقرار الصحابة لهذا الفعل دليل على جواز مثله ‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب بعض المالكية إلى جواز اقتحام المجاهد صأف الكفار وحده‪ ،‬طلباً‬
‫)‪(5‬‬
‫للشهادة‪ ،‬ولو لم يكن في فعله نكاية بالعدو ‪.‬‬
‫وقد نقل ابن العربي والقرطبي هذا القول عن بعض فقهاء المالكية‪ ،‬فقال‪":‬إذا طلب الشهادة‬
‫وخلصت النية فليحمل ; لن مقصده واحد منهم")‪.(6‬‬
‫ومن أدلة هذا القول‪(:‬‬
‫ت ال لته قوال لهُ‬
‫ضا ت‬
‫سهُ ابلتتقغاءق قملر ق‬ ‫الدليل الول‪ :‬قول ال سبحانه و تعالى‪  :‬قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري نقيلف ق‬
‫)( مشارإع الشواق إل مصارإع العشاق ‪1/532‬‬ ‫‪1‬‬

‫ثبتا علمة ف التعبي‬


‫إماما غازيرح العلم ثقة ا‬
‫)( ممجمد بن سيين‪ :‬أبو بكرح مول أنس بن مالك‪ ،‬المام الرحباني‪ ،‬كان فقيهاا ا‬ ‫‪2‬‬

‫رإأساا ف الورإع‪ ،‬ت‪110:‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬تذيب الكمجمال ‪ ،25/344‬تذكرحة الفاظ ‪ ،1/77‬سي أعلم النبلء ‪4/606‬‬
‫)( السنن الكبىر للبيهقي ‪ ،9/44‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪ ،155-1/154‬البداية والنهاية ‪ ،5/30‬الصابة‬ ‫‪3‬‬

‫ف تييز الصحابة ‪281-1/280‬‬


‫)( شرححا السي الكبي ‪1/163‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الذخية ‪3/410‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أحكام القرحآن لبن العرحب ‪ ،1/166‬تفسي القرحطب ‪2/363‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪72‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ف تبا لتعقباتد )‪.(1)  207‬‬
‫قرُءو م‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أنه إذا طلب الشهادة وخلصت نيته فهو داخل في عموم الية‪ ،‬والتغرير بالنفوس‬
‫)‪(2‬‬
‫جائز في الجهاد إذا قصد به الشهادة ‪.‬‬
‫ويجاب عليه‪ :‬بأن التغرير في النفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في‬
‫المشركين‪ ،‬فإذا لم تحصل النكاية صأار التغرير مفسدة محضة ليس في طديها مصلحة لما فيه من‬
‫)‪(3‬‬
‫فوات النفوس‪ ،‬مع شفاء صأدور الكفار‪ ،‬وإرغام أهل السلم ‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬عموم حادثة أبي أيوب في القسطنطينية المتقدمة آنفاً ‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬ظاهر كلم أبي أيوب أن مجرد تقحم صأفوف العدو ليس من قبيل التهلكة‬
‫المنهي عنها‪ ،‬ولم يذكر فيه اشتراط النكاية ‪.‬‬
‫وقد أجاب عن هذا الستدلل ابن حجر الهيتمي)‪(4‬في معرض رده على من استدل بكلم أبي‬
‫أيوب على عدم اعتبار النكاية‪ ،‬قال‪":‬ول شاهد في هذا لن أبا أيوب لم يقل يحل إلقاء النسان نفسه‬
‫في القتل من غير إظهار نكاية وهذا هو المدعى ‪ ...‬بل الظاهر من أحوالهم رضي ال عنهم أنهم ما‬
‫أقدموا ذلك القدام العظم إل ليقاع نكاية في عدوهم‪ ،‬هذا قصدهم")‪.(5‬‬

‫القول الثالث‪ :‬عدم جواز اقتحام المجاهد صأف الكفار وحده مطلقًا‪ ،‬ولو كان في فعله نكاية‬
‫)‪(6‬‬
‫بالعدو‪ ،‬وهذا هو القول مقابل الظهر عند المالكية‪.‬‬

‫)( ] البقرحة‪[ 207 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أحكام القرحآن لبن العرحب ‪1/166‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قواعد الحكام ‪111 /1‬ـ ‪112‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ابن حجمرح اليتمجمي‪ :‬أحد بن ممجمد بن علي بن حجمرح اليتمجمي السعدي النصارإي‪ ،‬فقيه شافعي باحث مصرحي‪ ،‬تلقــى‬ ‫‪4‬‬

‫العلــم ف ـ مصــرح ومــات بكــة‪ ،‬ل ــه تصــانيف كــثية منهــا‪ :‬تفــة التــاج لش ـرححا النهــاج ف ـ فقــه الشــافعية‪ ،‬الفتــاوىر اليتمجميــة‬
‫وغايها‪ ،‬ت‪974:‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬كشف الظنون ‪ ،1/57‬العلم ‪1/234‬‬
‫)( الزواجرح عن اقتاف الكبائرح ‪2/270‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( حاشية الدسوقي على الشرححا الكبي ‪2/183‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪73‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومن أدلة هذا القول‪ :‬عموم قوله تعالى ‪ ‬قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة‬
‫)‪(1‬‬
‫ب ا لُملحتستنيقن )‪ (195‬‬
‫قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫ويجاب عنه بما تقدم من تحقيق معنى الية‪ ،‬وأن القتحام إذا كان فيه نكاية بالعدو فإنه ليس من‬
‫التهلكة المنهي عنها في الية ‪.‬‬

‫الترجيح وشروطإ جواز هذه الصورةا‪:‬‬


‫بالمقارنة بين الدلة‪ ،‬والنظر إلى المناقشات أرى أن الراجح ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬هو ما ذهب إليه‬
‫جمهور الفقهاء من جواز القتحام المظنون فيه الهلك‪ ،‬بالشروط التالية‪:‬‬
‫الشرطإ الول‪ :‬الخلص ل تعالى‪:‬‬
‫بحيث يقصد المجاهد بعمله نصرة دين ال‪ ،‬وإعلء كلمته‪ ،‬ول يكون قصده إظهار شجاعة ول‬
‫)‪(2‬‬
‫طمعاً في غنيمة ‪.‬‬
‫والصأل في هذا قول ال تعالى ‪ ‬وما أُتمروا إتلل تلييلعبُدوا ال لهق ملخلت ت‬
‫صيقن لقهُ الرديقن ُحنقيقفاءق قويُتقيُموا‬ ‫ُ‬ ‫قُ‬ ‫قق ُ‬
‫ك تديُن ا لقيرقمتة )‪.(3)  (5‬‬ ‫صقلقة قويُيلؤُتوا اللزقكاقة قوقذلت ق‬
‫ال ل‬
‫والمجاهد في سبيل ال إنما يقاتل الكفار على الدين ليدخلوا من الكفر إلى السلم ل على‬
‫الغلبة‪ ،‬فينبغي للمجاهد أن يعقد نيته أن يقاتل لتكون كلمة ال هي العليا ابتغاء ثواب ال‪ ،‬فإذا عقد‬
‫)‪(4‬‬
‫نيته على هذا فل يضره إن شاء ال الخطرات التي تقع في القلب ول تملك ‪.‬‬
‫الشرطإ الثاني‪ :‬قصد النكاية بالعدو‪:‬‬
‫و النكاية بالعدو قد تكون مباشرة‪ ،‬وقد تكون غير مباشرة ‪.‬‬

‫)( ] البقرحة‪[ 195 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( حاشية الصاوي على الشرححا الصغي ‪2/283‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ] البينة‪[ 5 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( التاج والكليل لختصرح خليل ‪537- 536 / 4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪74‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فالنكاية المباشرة تتمثل في إنزال الضرر المباشر بالعدو‪ ،‬كقتل أفراده‪ ،‬أوتدمير منشآته‪ ،‬ونحو‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫وأما النكاية غير المباشرة فيراد بها العمال التي يترتب عليها النكاية بالعدو ل بذاتها بل بالنظر‬
‫إلى ما يترتب عليها من آثار لحقة‪ ،‬كأن يكون في العمل تجرئة المسلمين على القتحام‪ ،‬أو كسر‬
‫معنويات الكفار‪ ،‬لما في ذلك من المصلحة الشرعية المعتبرة في الجهاد ‪.‬‬
‫جاء في شرح السير الكبير‪":‬ولو أن مسلماً حمل على ألف رجل وحده فإن كان يطمع أن يظفر‬
‫بهم أو ينكأ فيهم فل بأس بذلك ‪ ...‬وإن كان لم يطمع في نكاية فإنه يكره له هذا الصنيع ‪ .‬لنه‬
‫يتلف نفسه من غير منفعة للمسلمين‪ ،‬ول نكاية فيه للمشركين")‪.(1‬‬
‫وقال القرطبي‪":‬وقال ابن ُخقوليز قملنداد)‪ :(2‬فأما أن يحمل الرجل على مائة أو على جملة العسكر أو‬
‫جماعة اللصوص والمحاربين والخوارج فلذلك حالتان‪ :‬إن علم وغلب على ظنه أن سيقتل من حمل‬
‫عليه وينجو فحسن‪ ،‬وكذلك لو علم وغلب على ظنه أن يقتل ولكن سينكى نكاية أو سيبلى أو يؤثر‬
‫أثراً ينتفع به المسلمون فجائز أيضاً")‪.(3‬‬

‫وفي حاشية الصاوي‪":‬الجواز المذكور ]أي جواز إقدام الرجل المسلم على كثير من الكفار[‬
‫بشرطين‪ :‬أحدهما‪ :‬قصد نصر دين ال بأن ل يكون قصده إظهار شجاعة ول طمعا في غنيمة‪،‬‬
‫ً‬
‫شهيدا‬ ‫ثانيهما‪ :‬أن يعلم أو يغلب على ظنه نكايته لهم‪ ،‬وإل لم يجز‪ ،‬وإن مات يكون عاصأياً وإن كان‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪4/1512‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ابن قخعوريز عمرنداد‪ :‬ممجمد بن علي بن إسحاق بن خويز منداد‪ ،‬ويقال‪ :‬خوازمنداد‪ ،‬الفقيه الالكي البصرحي‪ ،‬صنف‬ ‫‪2‬‬

‫كتبا كثية منها‪ :‬كتابه الكبي ف اللف وكتابه ف أصول الفقه‪ ،‬وكتابه ف أحكام القرحآن‪ ،‬وعنده شواذ عن مالك‬ ‫ا‬
‫واختيارإات وتأويلت ل يعرحج عليها فقهاء الذهب‪ ،‬وكان ف أواخرح الائة الرحابعة ‪.‬‬
‫ينظرح‪ :‬الديباج الذهب ‪ ،1/268‬لسان اليزان ‪5/291‬‬
‫)( تفسي القرحطب ‪2/364‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪75‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ظاهراً")‪.(1‬‬
‫وقال العز بن عبد السلم‪":‬التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة‪ ،‬لكنه واجب إن علم أنه ُيقتل في غير‬
‫نكاية في الكفار‪ ،‬لن التغرير في النفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في‬
‫المشركين‪ ،‬فإذا لم تحصل النكاية‪ ،‬وجب النهزام لما في الثبوت من فوات النفوس مع شفاء صأدور‬
‫الكفار‪ ،‬وإرغام أهل السلم‪ ،‬وقد صأار الثبوت هنا مفسدة محضة ليس في طديها مصلحة")‪.(2‬‬
‫وقال ابن حجر‪":‬وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو فصرح الجمهور بأنه إن‬
‫كان لفرط شجاعته‪ ،‬وظنه أنه يرهب العدو الكثير بذلك‪ ،‬أو يجدرئ المسلمين عليهم‪ ،‬أو نحو ذلك‬
‫من المقاصأد الصحيحة فهو حسن‪ ،‬ومتى كان مجرد تهور فممنوع‪ ،‬ولسيما إن ترتب على ذلك وققهن‬
‫في المسلمين")‪.(3‬‬

‫الشرطإ الثالث‪ :‬أن ل يترتب على هذا العمل مفسدة أكبر من مصلحته‪:‬‬
‫من المعلوم أن أعمال الجهاد مبينية على تحقيق المصيالح للمسلمين‪ ،‬ول شيك أن مراعياة‬
‫المصلحة العامة للمسلمين عند القيام بهذه العمال آكيد من مصلحة حصول الشهادة للمجاهد ‪.‬‬
‫ومن المعقول الصحيح أنه ليس من مصلحة الجيش المسلم أن يتدافع الناس إلى مثل هذه‬
‫العمال من تلقاء أنفسهم ‪ -‬ول سيما قبل المصافة واللتحام ‪ ،-‬إذ قد يكون في إقدامهم على هذه‬
‫العمال ضرر على قوة الجيش أو معنويات أفراده‪ ،‬أو إخلل بالخطة التي رسمها أمير الجيش لقتال‬
‫العدو ‪.‬‬

‫ومن المثلة العملية على ذلك ما جاء في شرح السير الكبير‪":‬ولو أن سرية دخلت أرض العدو‪،‬‬
‫فكانوا بالقرب من عسكر عظيم من العدو ل يعلمون بهم‪ ،‬فأراد رجل من المسلمين أن يحمل عليهم‬
‫كرهت له ذلك لن في فعله هذا دللة على المسلمين‪ ،‬وليس بالمسلمين قوة على أن ينتصفوا منهم‬
‫)( حاشية الصاوي على الشرححا الصغي ‪2/283‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( قواعد الحكام ‪111 /1‬ـ ‪112‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( فتح البارإي ‪8/185‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعلمهم‪ ،‬ول رخصة في الدللة على المسلمين ليقتلوا أو يؤسروا ‪.‬‬
‫ولو كان علموا مكان المسلمين ولم يعرضوا لهم فل بأس للمسلم أن يحمل عليهم‪ ،‬إذا كان فعله‬
‫ينكأ فيهم")‪.(1‬‬

‫ومن المثلة أيضاً على مراعاة المصالح والمفاسد‪ :‬ما ذكره بعض أهل العلم في المبارزة من نهي‬
‫قائد الجيش أن يبارز بنفسه ‪.‬‬
‫قال ابن جماعة‪":‬ل يجوز لزعيم الجيش أن يبارز بنفسه")‪.(2‬‬
‫والعلة من هذا النهي – وال تعالى أعلم ‪ -‬دفع الضرر العام الذي يلحق الجيش بانهزام المير أو‬
‫قتله‪ ،‬كما عبر بعضهم عن هذا المعنى بقوله‪":‬أن ل يدخل بقتله ضرر علينا بهزيمة تحصل لنا لكونه‬
‫كبيرنا")‪.(3‬‬

‫الشرطإ الرابع‪ :‬اشتراط الذن العام من المير للقيام بهذه العمال‪:‬‬


‫تقدم الكلم على اشتراط إذن المام العام للخروج إلى الجهاد‪ ،‬وقد اختلف أهل العلم في اشتراط‬
‫الذن الخاص لبعض العمال القتالية الخرى‪ ،‬كالمبارزة )‪.(4‬‬
‫فهل يكفي الذن العام لقتحام صأفوف الكفار‪ ،‬أم أنه ل بد من إذن خاص ؟ ‪.‬‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪4/1607‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ترحيرح الحكام ف تدبي أهل السلم ص‪81:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أسن الطالب ‪ ،4/192‬تفة التاج ‪9/245‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( اختلف العلمجماء ف اشتاط إذن المام للمجمبارإزة على أقوال‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫الول ( أنه شرحط ‪ .‬وهو مذهب الثورإي والوزاعي وأحد وإسحاق وأحد قول الالكية ‪ .‬التاج والكليل ‪ ،4/557‬منح‬
‫الليل ‪ ،3/167‬الغن ‪ ،177-9/176‬الفرحوع ‪6/208‬‬
‫الثان ( أنه ليس بشرحط‪ ،‬لكن يكرحه ‪ .‬وهو مذهب الشافعية وبعض الالكية ‪ .‬ناية التاج ‪ ،8/66‬أسن الطالب‬
‫‪ ،4/192‬منح الليل ‪3/167‬‬
‫الثالث ( توز البارإزة بل إذن ما ل ينه المام ‪ .‬وهو مذهب النفية ‪ .‬شرححا السي الكبي ‪1/173‬‬
‫‪77‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نص ابن قدامة في المغني على عدم اشتراط إذن المام لقتحام صأفوف العدو‪ ،‬وعدم صأحة قياس‬
‫القتحام على المبارزة المختلف فيها لوجود الفرق بين الصورتين‪ ،‬فقال‪":‬ينبغي أن يستأذن المير في‬
‫المبارزة إذا أمكن ‪ ...‬فإن قيل‪ :‬فقد أبحتم له أن ينغمس في الكفار وهو سبب لقتله ‪ .‬قلنا‪ :‬إذا كان‬
‫مبارزاً تعلقت قلوب الجيش به‪ ،‬وارتقبوا ظفره‪ ،‬فإن ظفر جبر قلوبهم وسرهم وكسر قلوب الكفار‪ ،‬وإن‬
‫قتل كان بالعكس‪ ،‬والمنغمس يطلب الشهادة‪ ،‬ل يترقب منه ظفر ول مقاومة ‪ .‬فافترقا ‪ ...‬بل‬
‫المختلف فيها أن يبرز رجل بين الصفين قبل التحام الحرب‪ ،‬يدعو إلى المبارزة‪ ،‬فهذا هو الذي يعتبر‬
‫له إذن المام‪ ،‬لن عين الطائفتين تمتد إليهما‪ ،‬وقلوب الفريقين تتعلق بهما‪ ،‬وأيهما غلب سر أصأحابه‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وكسر قلوب أعدائه‪ ،‬بخلف غيره"‬
‫وهذا الكلم من ابن قدامة ل ينبغي أن يفهم منه عدم اشتراط الذن ميطلقاً في جميع الحوال‪،‬‬
‫فقد ذكر ابن قدامة في أصأل هذه المسألة أنه"إذا غزا المير بالناس‪ ،‬لم يجز لحد أن يتعلف‪ ،‬ول‬
‫علجا‪ ،‬ول يخرج من العسكر‪ ،‬ول يحدث حدثاً إل بإذنه‪ ،‬يعني ل يخرج من‬
‫يحتطب‪ ،‬ول يبارز ً‬
‫العسكر لتعلف‪ ،‬وهو تحصيل العلف للدواب‪ ،‬ول لحتطاب‪ ،‬ول غيره إل بإذن المير ‪ ...‬لن المير‬
‫أعرف بحال الناس‪ ،‬وحال العدو‪ ،‬ومكامنهم‪ ،‬ومواضعهم‪ ،‬وقربهم وبعدهم")‪.(2‬‬
‫فالذي يظهر من هذا الكلم‪ ،‬وبتأمل ما ذكره ابن قدامة آنفاً من التعليل في مسألة القتحام‪ :‬أن‬
‫نفيه اشتراط إذن المير إنما هو في حالة المصافة واللتحام‪ ،‬وقيام الحرب بين الطرفين‪ ،‬بحيث ل‬
‫يحتاج إلى إذن لن هذه القرائن تكون كالدللة في الذن‪ ،‬أما قبل المصافة واللتحام فإنه ل يجوز‬
‫أن يحدث أحد حدثاً دون إذن المير‪ ،‬سواء كان ذلك عملً عسكرياً أو ما دونه من العمال‬
‫كالعتلف أو الحتطاب ونحوه مما ذكره ابن قدامة ‪.‬‬
‫والعلة في هذا أن المير أعرف بحال الناس‪ ،‬وله نظر في ترتيب الجيش‪ ،‬وتقدير القتال‪ ،‬والهجوم‬
‫على العدو ‪.‬‬

‫)( الغن ‪177-9/176‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصدرإ السابق ‪9/176‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪78‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويرى د‪ .‬محمد خير هيكل في كتابه )الجهاد والقتال في السياسة الشرعية (‪ :‬أنه ل بد من وجود‬
‫جهة تكون هي المرجع في تقدير هذه المخاطرة نفعاً وضررًا‪ ،‬فإن كان هناك أمير للجماعة المقاتلة‬
‫فهو الذي يعود إليه التقدير‪ ،‬ويجب أن يوقف عند رأيه في هذا المر ‪ .‬أما إذا لم يكن هناك أمير‪ ،‬أو‬
‫تعذر استئذان المير ورأى الُمخاتطر أن هناك نفعاً محققاً من وراء مخاطرته فل بأس أن يغامر‪ ،‬ما لم‬
‫)‪(1‬‬
‫يصدر نهمي سابمق عن المغامرة بأية حال ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ومما يدل على أنه يجب الوقوف عند نهي المير عن مثل هذه العمال ما رواه مسلم أيضاً‬
‫عن حذيفة بن اليمان ‪ ‬قال‪ :‬لقد رأيتنا مع رسول ال ‪ ‬ليلة الحزاب وأخذتنا ريحم شديدةم‪ ،‬وقرّ‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال ‪ :‬أل رجل يأتيني بخبر القوم جعله ال معي يوم القيامة‪ ،‬فسكتنا فلم يجبه منا أحد ‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬أل رجل يأتينا بخبر القوم جعله ال معي يوم القيامة‪ ،‬فسكتنا فلم يجبه منا أحد ‪ .‬ثم قال‪ :‬أل‬
‫رجل يأتينا بخبر القوم جعله ال معي يوم القيامة‪ ،‬فسكتنا فلم يجبه منا أحد ‪ .‬فقال‪ :‬قم يا حذيفة فأتنا‬
‫بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم ‪ .‬قال‪ :‬اذهب فأتني بخبر القوم‪ ،‬ول تذعرهم‬
‫بخبر القوم ‪ .‬فلم أجد ً‬
‫علي ‪ .‬فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام‪ ،‬حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره‬
‫سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه‪ ،‬فذكرت قول رسول ال ‪ ‬ول تذعرهم علي ‪.‬‬
‫بالنار‪ ،‬فوضعت ً‬
‫ولو رميته لصأبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام‪ ،‬فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت قررت‬
‫فألبسني رسول ال ‪ ‬من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها‪ ،‬فلم أزل نائماً حتى أصأبحت فلما‬
‫أصأبحت قال‪ :‬قم يا نومان")‪.(2‬‬
‫فقد هم حذيفة ‪ ‬أن ينتهز الفرصأة التي قل أن تسقنح لمثله ويقتل أبا سفيان ‪ ‬زعيم الكفار حينئذ‪،‬‬
‫لكنه ترك ذلك بسبب نهي النبي ‪ ‬عن مثل هذه العمال ‪.‬‬

‫وبالنظر في النقول المتقدمة‪ ،‬يظهر لي أن صأورة اقتحام صأفوف العدو ل تخلو من حالتين‪:‬‬
‫الولى ( أن تكون في غير حال المصافة واللتحام‪ :‬فل يجوز القدام عليها قبل استئذان المير‪،‬‬

‫)( الهاد والقتال ف السياسة الشرحعية ‪1/242‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تقدم ترحيه ص‪ 55 :‬من هذا البحث ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪79‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إل مع عدم وجود المير أو تعذر استئذانه ‪.‬‬
‫الثانية ( أن تكون في حال المصافة واللتحام‪ :‬فيجوز القدام عليها دون إذن المير اعتباراً‬
‫بوجود دللة الذن‪ ،‬ما لم يصدر من المير نهي سابق عنها ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وخلصأة ما سبق ذكره في شروط جواز القتحام المظنون فيه الهلك أن يشترط لجواز القيام‬
‫به ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الخلص ل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود النكاية بالعدو‪ ،‬سواء كانت النكاية مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل يترتب على هذا العمل مفسدة أكبر من مصلحته ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كان العمل في غير حال المصافة واللتحام فيشترط للقيام به إذن المير‪ ،‬وأما إن كان‬
‫في حال المصافة واللتحام فل يشترط له إذن ما لم يصدر من المير نهي سابق ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المخاطإرةا بالنفس إيثارا للخرين‬

‫وفيييه مسألتان‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬صأورة المخاطرة بالنفس إيثاراً للخرين‬
‫المسألة الثانية‪ :‬الحكم الشرعي للمخاطرة بالنفس إيثاراً للخرين‬

‫المسألة الولى‪ :‬صأورة المخاطرة بالنفس إيثاراً للخرين‬

‫تتمثل هذه الصورة في تعريض المجاهد نفسه للخطر النازل حماية لغيره من المسلمين‪ ،‬ولسيما‬
‫قادتهم وكبراؤهم‪ ،‬بحيث يحول هذا الفدائي دونهم ودون هذا الخطر‪ ،‬وقد يترتب على فعله ذهاب‬
‫روحه إيثاراً لغيره بالحياة ‪.‬‬
‫وقد شهد التاريخ السلمي صأوراً عظيمة كثيرة من هذا النوع من العمال الفدائية ‪.‬‬
‫ويأتي على رأس هذه العمال‪ ،‬العمال الفدائية دون رسول ال ‪ ، ‬فقد كان عدد من الصحابة‬
‫يفدون النبي ‪ ‬بأنفسهم ويؤثرونه بالحياة‪ ،‬كما كان أبو طلحة يحوط النبي ‪ ‬ويتدرس دونه في أحد‪،‬‬
‫فإذا رفع رسول ال ‪ ‬شخصه ينظر أين يقع السهم رفع أبو طلحة صأدره ويقول‪ :‬بأبي أنت وأمي يا‬
‫)‪(1‬‬
‫رسول ال ل يصيبك سهم‪ ،‬نحري دون نحرك ‪.‬‬

‫المسإألة الثانية‪ :‬الحكما الشرعي للمخاطإرةا بالنفس إيثارا للخرين‬


‫تعد هذه الصورة من المخاطرة إحدى صأور اليثار الذي يترتب عليه هلك المؤتثر )بكسر الثاء(‬
‫في سبيل تدارك نفس المؤقثر )بفتح الثاء(‪ ،‬ولهذا يذكر الفقهاء هذه الصورة ونظائرها في باب دفع‬
‫الصائل‪ ،‬وعلى وجه التحديد في معرض كلمهم على دفع الصائل على نفس الغير المسلمة ‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء في حيكم إيثيار المسلم غييره بالحياة إذا ترتب عليه هلك المؤتتثر نفسه على‬
‫قولين‪:‬‬

‫)( يأت ترحيج هذه الحاديث قرحيبا ف الدلة ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪81‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القول الول‪ :‬أنه جائز‪ ،‬وهو من اليثار المشروع ‪ .‬وإليه ذهب أكثر الفقهاء‪ ،‬منهم الحنفية‬
‫)‪(1‬‬
‫والمالكية وهو القول الراجح عند الشافعية والقول المرجوح عند الحنابلة ‪.‬‬
‫قال ابن العربي‪":‬من وقى مسلماً بنفسه فليس له جزاء إل الجنة")‪.(2‬‬
‫وفي نهاية المحتاج‪":‬ولو وجد مضطر طعام غائب ولم يجد سواه أكل ‪ ...‬فإن آثر في هذه الحالة‬
‫‪ -‬وهو ممن يصبر على الضاقة ‪ -‬على نفسه مضطراً مسلماً معصوماً جاز بل ُنتدب")‪.(3‬‬
‫وقال النووي‪":‬واليثار في حظوظ النفوس من عادة الصالحين")‪.(4‬‬
‫وقال ابن القيم‪":‬وعلى هذا فإذا اشتد العطش بجماعة وعاينوا التلف ومع بعضهم ماء فآثر على‬
‫نفسه واستسلم للموت كان ذلك جائزاً ولم يُيقلل أنه قاتمل لنفسه‪ ،‬ول أنه فعل محرمًا")‪.(5‬‬

‫ومن أدلة هذا القول ما يلي‪:‬‬


‫الدليل الول‪ :‬قوله سبحانه وتعالى‪  :‬قوالتذيقن تقيبقيلوُءوا اللداقر قوا لتليقماقن تملن ققيلبلتتهلم يُتحدبوقن قملن قهاقجقر‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫صأةم قوقملن ُيوقق‬ ‫صأُدوترهلم قحاقجةً ملما ُأوُتوا قويُيلؤثُروقن قعقلى أقنليُفستهلم قولقلو قكاقن بتتهلم قخ ق‬
‫صا ق‬ ‫إتلقليتهلم قوقل يقجُدوقن في ُ‬
‫)‪(6‬‬
‫ك ُهُم ا لُملفلتُحوقن )‪ (9‬‬‫ُشلح نقيلفتسته فقُأولقئت ق‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن هذا العمل من اليثار المحمود الذي يحبه ال تعالى ويرضاه‪ ،‬واليثار بالنفس‬
‫)‪(7‬‬
‫فوق اليثار بالمال‪ ،‬وإن عاد إلى النفس ‪.‬‬

‫)( الشباه والنظائرح لبن نيم مع شرححه غامجمز عيون البصائرح ‪ ،1/359‬أحكام القرحآن لبن العرحب ‪ ،2/396‬الوافقات‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2/369‬الشباه والنظائرح للسيوطي ‪ ،116/‬النثورإ ف القواعد ‪ ،1/210‬الفتاوىر الفقهية الكبىر لبن حجمرح اليتمجمي‬
‫‪ ،72-1/71‬زاد العاد ‪3/505‬‬
‫)( أحكام القرحآن لبن العرحب ‪2/396‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ناية التاج ‪8/161‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المجموع ‪282-2/281‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( زاد العاد ‪3/505‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( ] الشرح‪[ 9 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أحكام القرحآن لبن العرحب ‪4/185‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪82‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ابن القيم‪":‬وعلى هذا فإذا اشتد العطش بجماعة وعاينوا التلف ومع بعضهم ماء فآثر على‬
‫نفسه واستسلم للموت كان ذلك جائزاً ولم يُيقلل أنه قاتمل لنفسه‪ ،‬ول أنه فعل محرماً‪ ،‬بل هذا غاية‬
‫الجود والسخاء‪ ،‬كيما قيال تعالى‪  :‬قوالتذيقن تقيبقيلوُءوا اللداقر قوا لتليقماقن تملن ققيلبلتتهلم يُتحدبوقن قملن قهاقجقر إتلقليتهلم‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫صأةم قوقملن ُيوقق ُشلح‬ ‫صأُدوترهلم قحاقجةً ملما ُأوُتوا قويُيلؤثُروقن قعقلى أقنليُفستهلم قولقلو قكاقن بتتهلم قخ ق‬
‫صا ق‬ ‫قوقل يقجُدوقن في ُ‬
‫ك ُهُم ا لُملفلتُحوقن )‪ ،(1) (9‬وقد جرى هذا بعينه لجماعة من الصحابة في فتوح الشام‬ ‫نقيلفتسته فقُأولقئت ق‬
‫وعُلد ذلك من مناقبهم وفضائلهم")‪.(2‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬عن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪":‬كان رسول ال ‪ ‬أحسن الناس وكان أجود الناس وكان‬
‫أشجع الناس‪ ،‬ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قتقبل الصوت‪ ،‬فتلقاهم رسول ال ‪ ‬راجعاً‬
‫ي – أي ليس عليه سرج ‪ -‬في عنقه السيف‪،‬‬ ‫وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لبي طلحة ُعلر ة‬
‫)‪(3‬‬
‫وهو يقول‪ :‬لم تراعوا‪ ،‬لم تراعوا"متفق عليه ‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أنه ‪ ‬خرج وحده بل عُلدة كاملة‪ ،‬وخاطر بنفسه دون الناس إيثاراً لهم بالسلمة‬
‫‪ .‬وهذا الفعل منه ‪ ‬كما ذكر الشاطبي‪":‬راجعم إلى تحمل أعظم المشقات عن الغير‪ ،‬ووجه عموم‬
‫المصلحة هنا في مبادرته ‪ ‬بنفسه ظاهر‪ ،‬لنه كان كالجُلنة للمسلمين")‪.(4‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬عن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن النبي ‪‬‬
‫جفقة)‪ . (5‬قال‪ :‬وكان أبو طلحة رجلً رامياً شديد النزع‪،‬‬
‫بح ق‬
‫مجوب عليه ق‬
‫وأبو طلحة ‪ ‬بين يدي النبي ‪ ‬ر‬
‫ثلثا ‪ .‬قال‪ :‬فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل‪ ،‬فيقول‪ :‬انثرها لبي طلحة‬
‫وكسر يومئذ قوسين أو ً‬

‫)( ] الشرح‪[ 9 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( زاد العاد ‪3/505‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رإواه البخارإي ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪ ،(2980‬ومسلم ف كتاب الفضائل برحقم )‪(2307‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الوافقات ‪2/370‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( قمووب عليه‪ :‬أي موتس عليه ‪ .‬لسان العرحب مادة )عجعوب( ‪1/287‬‬ ‫‪5‬‬

‫والععجمفة‪ :‬التس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ول عقب حعجمعفةظ ‪ .‬لسان العرحب مادة )عحعجمف( ‪ ، 9/39‬متارإ‬
‫الصحاحا مادة )عحعجمف(‪1/53‬‬
‫‪83‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .‬قيال‪ :‬ويشرف نبي ال ‪ ‬ينظر إلى القوم‪ ،‬فييقول أبو طلحة‪ :‬يا نبي ال بأبي أنت وأمي ل تشرف‪ ،‬ل‬
‫)‪(1‬‬
‫يصيبك سيهم من سيهام القيوم‪ ،‬نحري دون نحرك"متفق عليه ‪.‬‬
‫وفي رواية عند أحمد )‪ ":(2‬وكان إذا رمى رفع رسول ال ‪ ‬شخصه ينظر أين يقع سهمه‪ ،‬ويرفع أبو‬
‫طلحة صأدره ويقول هكذا‪ :‬بأبي أنت وأمي يا رسول ال ل يصيبك سهم‪ ،‬نحري دون نحرك"‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن النبي ‪ ‬أقر أبا طلحة حينما فداه بنفسه ووقاه من الكفار‪ ،‬لن في هذه‬
‫)‪(3‬‬
‫الفدائية بقاء من يعم بقاؤه مصالح الدين وأهله ‪.‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬ما وقع من عدد من الصحابة ‪ ‬في غزوة أحد عندما فدوا النبي ‪ ‬بأنفسهم‪ ،‬ومن‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬ما رواه البخاري في صأحيحه عن قيس بن أبي حازم)‪ (4‬قال‪":‬رأيت يد طلحة بن عبيد ال التي‬
‫وقى بها النبي ‪ ‬قد شلت")‪.(5‬‬
‫‪ -2‬وقال ابن اسحاق‪":‬وترس دون رسول ال ‪ ‬أبو دجانة)‪ (6‬بنفسه‪ ،‬يقع النبل في ظهره وهو‬
‫منحن عليه حتى كثر فيه النبل")‪.(7‬‬

‫)( رإواه البخارإي ف كتاب الناقب برحقم )‪ ،(3600‬ومسلم ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪(1811‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رإواه أحد ‪3/105‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الوافقات ‪2/370‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( قيس بن أب حازم‪ :‬أبو عبد ال قيس بن عوف بن عبد الارإث بن عوف الحسي البجملي الكوفي‪ ،‬المام مدث‬ ‫‪4‬‬

‫الكوفة‪ ،‬قيل إن له صحبة ول يثبت ذلك فإنه سارإ ليدرإك النب ‪ ‬ويبايعه فتوف نب ال وهو ف الطرحيق‪ ،‬وثقه ييح بن‬
‫معي وغايه‪ ،‬وقال الذهب‪ :‬حديثه متج به ف كل دواوين السلم‪ ،‬ت‪97 :‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬الطبقات الكبىر ‪،6/67‬‬
‫تذكرحة الفاظ ‪ ،1/61‬سي أعلم النبلء ‪4/198‬‬
‫)( رإواه البخارإي ف كتاب الناقب برحقم )‪(3724‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أبو دجانة )صحاب(‪ :‬لسمجمعاك بن عخعرحشة بن لوذان الساعدي‪ ،‬أحد شجمعان الصحابة‪ ،‬شهد بدرإا وكان عليه يوم‬ ‫‪6‬‬

‫أحد عصابة حرحاء‪ ،‬وثبت ف أحد مع النب ‪ ‬وبايعه على الوت‪ ،‬شارإك ف قتل مسيلمجمة الكذاب يوم اليمجمامة واستشهد‬
‫يومئذ ‪ .‬ينظرح‪ :‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪ ،2/651‬سي أعلم النبلء ‪ ،1/243‬الصابة ف تييز الصحابة‬
‫‪7/119‬‬
‫)( سية ابن هشام ‪ ،3/45‬وينظرح‪ :‬البداية والنهاية ‪ ،4/34‬تارإيخ المم واللوك ‪2/66‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪84‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -3‬وروي عن عُلكاشة الغنمي)‪  (1‬أنه وقى النبي ‪ ‬يوم أحد يوم اجتمع المشركون وتمالؤوا عليه‬
‫)‪(2‬‬
‫لقتله حتى ذهب أنفه وشفتاه وحاجباه وأذناه ‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن الرسول ‪ ‬قد حمي بأنفس الصحابة يوم أحد ولم ينكر ذلك‪ ،‬ولم يدل دليل‬
‫على خصوصأية النبي ‪ ‬بهذا الفعل‪ ،‬فدل هذا على جواز فداء الشخاص بالنفس‪ ،‬ولسيما إذا كان‬
‫)‪(3‬‬
‫يحدث من قتلهم ضرر على المسلمين أو الدين ‪.‬‬
‫الدليل الخامس‪ :‬أن هذا العمل يعد من قبيل مدافعة الصائل على المسلم‪ ،‬وهي مشروعة ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬

‫آدميا محترماً كالدفع عن نفسه لنهما نفسان‬


‫والعلة في هذا أن الدفع عن نفيس غييره إذا كيان ً‬
‫)‪(5‬‬
‫محترمتان ‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬عدم جواز إيثار المسلم غيره بالحياة ‪ .‬وهو قول بعض الشافعية‪ ،‬وأحد القولين عن‬
‫الحنابلة وهو المذهب ‪.‬‬
‫أما الشافعية‪ ،‬فقد نقل الزركشي هذا القول عن بعضهم فقال‪":‬كلم المتولي)‪(6‬يقتضي المنع‪ ،‬فإنه‬

‫حصعن وذكرح أنه وقى النب ‪ ‬حت ذهبت‬ ‫)( عقّكاشة الغععنمجمي )صحاب(‪ :‬اختلف فيه‪ :‬ففرحفق ابن السكن بينه وبي ابن لم ر‬ ‫‪1‬‬

‫أنفه وشفتاه وحاجباه وأذناه ‪.‬‬


‫حصعن الغنمجمي لنه من بن غانم‪ ،‬وهو عكاشة بن مصن بن قحررحثان بن‬ ‫وذكرح ابن حجمرح احتمجمالا أن يكون هو ابن لم ر‬
‫قيس بن مرحة بن بكي بن غانم بن دودان السدي‪ ،‬من السابقي الولي وشهد بدرإاا وقع ذكرحه ف حديث السبعي ا‬
‫ألفا‬
‫الذين يدخلون النة بغي حساب‪ ،‬قيل إنه استشهد ف قتال أهل الرحدة ‪ .‬ينظرح‪ :‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب‬
‫‪ ،3/1080‬سي أعلم النبلء ‪ ،1/307‬الصابة ف تييز الصحابة ‪535-4/533‬‬
‫)( الصابة ف تييز الصحابة ‪4/535‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت ؟ ص‪23:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أحكام القرحآن لبن العرحب ‪2/396‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( حاشية البجميمي على الطيب ‪4/222‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( التــول‪ :‬أبــو ســعد عبــد الرححــن بــن مــأمون النيســابورإي العــرحوف بــالتول‪ ،‬فقيــه شــافعي منــاظرح عــال بالصــول‪ ،‬تــول‬ ‫‪6‬‬

‫التدرإيس بالدرإسة النظامية ببغداد‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬تتمجمه البانة للفورإان‪ ،‬الفرحائض‪ ،‬ت‪478 :‬هـ ‪.‬‬
‫ينظرح‪ :‬طبقات الشافعية الكبىر ‪ ،5/106‬طبقات الشافعية ‪ ،2/247‬العلم ‪3/323‬‬
‫‪85‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال في كتاب ) البغاة ( في كلمه على دفع الصائل‪ :‬إنه لو كان مضطراً‪ ،‬وولده مضطر ل يجوز له‬
‫بذل الطعام له ‪ .‬انتهى‪ ،‬وغير الولد أولى بالمنع")‪.(1‬‬
‫وقد تعقب ابن حجر الهيتمي ما نقله الزركشي‪ ،‬حيث قال‪":‬وبحث الزركشي أن محل جواز اليثار‬
‫إذا ظن سلمة نفسه‪ ،‬قردقلدتيُه في شرح العباب بعد ذكر ذلك جميعه بأنه غفلة عن قول المام‪ :‬ل‬
‫خلف في جواز اليثار‪ ،‬وإن خاف هلك نفسه ; لن الحرمة شاملة للجميع وهو من شيم الصالحين‬
‫ا هي ‪ .‬ومراده بالجواز الجنس العم الصادق بالمندوب")‪.(2‬‬
‫وأما الحنابلة فقد جاء في كشاف القناع‪":‬وليس للمضطر اليثار بالطعام الذي معه في حال‬
‫اضطراره")‪.(3‬‬
‫وفي شرح منتهى الرادات‪":‬ومن لم يجد ما يسد رمقه إل طعام غيره فربه المضطر أو الخائف أن‬
‫يضطر أحق به ‪ ...‬وليس ليه أي‪ :‬رب الطعام إذا كان كذلك إيثياره أي‪ :‬غيره به")‪.(4‬‬
‫فردبه المضطر ‪-‬وفي الخائف وجهان‪ -‬أحقد ‪ .‬وهل له‬ ‫وفي الفروع‪":‬فإن لم يجد إل طعام غيره ق‬
‫إيثاره ؟ كلمهم على أنه ل يجوز ‪ .‬وذكر صأاحب الهدي ]أي ابن القيم[ في غزوة الطائف أنه يجوز‪،‬‬
‫وأنه غاية الجود لقوله تعالى‪  :‬قوالتذيقن تقيبقيلوُءوا اللداقر قوا لتليقماقن تملن ققيلبلتتهلم يُتحدبوقن قملن قهاقجقر إتلقليتهلم قوقل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫صأةم قوقملن ُيوقق ُشلح‬ ‫صا ق‬ ‫صأُدوترهلم قحاقجةً ملما ُأوُتوا قويُيلؤثُروقن قعقلى أقنليُفستهلم قولقلو قكاقن بتتهلم قخ ق‬
‫يقجُدوقن في ُ‬
‫ك ُهُم ا لُملفلتُحوقن )‪ .(5)  9‬ولفعل جماعة من الصحابة رضي ال عنهم في فتوح الشام‪،‬‬ ‫نقيلفتسته فقُأولقئت ق‬
‫وعد ذلك في مناقبهم")‪.(6‬‬

‫دليل هذا القول على المنع ‪:‬‬


‫استدلوا بقوله تعالى‪ :‬قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫ب‬
‫)( النثورإ ف القواعد ‪1/210‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الفتاوىر الفقهية الكبىر ‪72-1/71‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( كشاف القناع ‪6/198‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( دقائق أول النهى لشرححا النتهى ‪3/413‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ] الشرح‪[ 9 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( الفرحوع ‪ ،6/305‬ونقله ف النصاف ‪ 10/373‬هكذا ول يعلق عليه ‪ .‬والية ف سورإة ] الشرح‪[ 9 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪86‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫ا لُملحتستنيقن )‪ (195‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن ال تعالى نهى عن إلقاء النفس في التهلكة‪ ،‬فإذا آثر غيره فهلك كان‬
‫)‪(2‬‬
‫كالملقي بيده إلى التهلكة ‪.‬‬
‫ويناقش هذا السإتدلل من وجهين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المراد بالتهلكة المنهي عنها في الية ما تقدم بيانه من التهلكة المحضة التي ل يترتب‬
‫)‪(3‬‬
‫عليها مصلحة ‪.‬‬
‫أننا إذا علمنا أن المهجتين على شرف التلف إل واحدة تستدرك باليثار‪ ،‬فل فرق بين تلف‬ ‫‪-2‬‬
‫هذه أو تلك‪ ،‬وحينئذ يرجح جانب هلك نفس المؤتثر فيحسن إيثار غيره على نفسه‪ ،‬بالنظر‬
‫)‪(4‬‬
‫إلى عموم فضل اليثار ‪.‬‬
‫الترجيح‬
‫بناءً على ما تقدم من الدلة يترجح القول بمشروعية هذه الصورة من العمال الفدائية‪ ،‬وهي‬
‫المخاطرة بالنفس إيثاراً للخرين ‪ .‬وتتأكد مشروعيتها في الدفع عن عموم جماعة من المسلمين‪ ،‬أو‬
‫من يلي أمر الجماعة وتتأثر بفقده كالمراء والقادة ونحوهم ‪.‬‬
‫العمال التي هيقتل فيها المجاهد نفسإه بيده‬

‫المسإألة الولى‪ :‬صورةا قصد قتل العدو إواصابة النفس خطإأ ا‬


‫تتمثل هذه الصورة في قتل المجاهد نفسه خطأ ًحال قصده قتل العدو‪ ،‬كما لو أراد أن يرمي‬
‫العدو بسلحه فيصيب نفسه ‪.‬‬
‫وهذه الصورة لها قشقبه بالعمال الفدائية من جهة أن المجاهد يقتل نفسه بيده‪ ،‬وإن كانت في‬
‫الواقع ل يظهر فيها عنصر الفدائية والتعرض للخطر‪ ،‬وإنما هي من قبيل الخطاء الواقعة في العمال‬
‫)( ] البقرحة‪[ 195 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مطالب أول النهى ف شرححا غااية النتهى ‪ ،6/322‬دقائق أول النهى لشرححا النتهى ‪3/413‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظرح ص‪ Error: Reference source not found :‬من هذا البحث‬ ‫‪3‬‬

‫)( النثورإ ف القواعد ‪ ،1/211‬و الشباه والنظائرح ص‪116:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪87‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المعتادة في الحروب ‪.‬‬
‫ومع تطور وسائل الحرب‪ ،‬واستخدام الجهزة‪ ،‬والمواد المتفجرة‪ ،‬تتعدد صأور الخطأ الذي يحدث‬
‫في الحروب نظراً لعدة أسباب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫انفجار القذائف أو القنابل وغيرها من السلحة التي يستخدمها الجندي في المعركة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تعرض الجندي للخطر عند قيامه بزراعة اللغام ونصب الكمائن في طريق العدو‪ ،‬أو‬ ‫‪-2‬‬
‫إبطال اللغام التي في طريقه ‪.‬‬
‫الخطأ في توقيت الهجوم أو التفجير مما يلحق الضرر بمنفذي الهجوم ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫المسإألة الثانية‪ :‬الحكما الشرعي لقصد قتل العدو إواصابة النفس خطإأ ا‬
‫اتفق الفقهاء على أن من قتل نفسه بسلحه فهو شهيد في الخرة‪ ،‬وهو معذور في قتل نفسه‬
‫)‪(1‬‬
‫لكونه إنما قصد العدو ‪.‬‬
‫وإنما وقع الخلف بين الفقهاء‪ ،‬هل يعدد شهيداً في الدنيا فيعامل معاملة الشهيد في عدم الغسل‬
‫وغيره‪ ،‬أم ل ؟ ‪ .‬ولهم في ذلك قولن‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أن من قصد العدو فقتل نفسه خطأ ًفهو شهيد في الدنيا والخرة ‪ .‬وهو مذهب‬
‫)‪(4‬‬
‫المالكية)‪(2‬والشافعية)‪ ،(3‬ورواية عند الحنابلة اختارها ابن قدامة ‪.‬‬
‫ومن أدلة هذا القول ما يلي‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬ما رواه أبو داود عن رجل من أصأحاب النبي ‪ ‬قال‪":‬أغرنا على حي من جهينة‬
‫فطلب رجل من المسلمين رجلً منهم فضربه فأخطأه وأصأاب نفسه بالسيف‪ ،‬فقال رسول ال ‪:‬‬
‫أخوكم يا معشر المسلمين ‪ .‬فابتدره الناس فوجدوه قد مات‪ ،‬فلفله رسول ال ‪ ‬بثيابه ودمائه‪ ،‬وصألى‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪ ،1/102‬مواهب الليل ‪ ،2/247‬المجموع ‪ ،5/221‬الغن ‪ ،3/474‬النصاف ‪2/502‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مواهب الليل ‪ ،2/247‬منح الليل ‪ ،1/519‬حاشية الدسوقي ‪1/426‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المجموع ‪5/221‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الغن ‪ ،3/474‬النصاف ‪2/502‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪88‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عليه ودفنه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أشهيد هو؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأنا له شهيد")‪.(1‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬الحديث واضح وصأريح في الدللة على أن من قتل نفسه خطأً شهيد ‪.‬‬
‫ونوقش هذا السإتدلل من وجهين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الحديث ضعيف السناد‪ ،‬فل يحتج به ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -2‬أنه على فرض صأحته مؤول بأنه شهيد فيما تناول من الثواب في الخرة ‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن قوله‪) :‬فلفه رسول ال ‪ ‬بثيابه ودمائه ( ظاهره أنه لم يغسله ول أمر بغسله فيكون‬
‫دليلً على أن من قتل نفسه في المعركة خطأ حكمه حكم من قتله غيره في ترك الغسل‪ ،‬وهذا‬

‫)( رإواه أبو داود ف كتاب الهاد )‪ (2539‬قال‪ :‬حدثنا هشام بن خالد الدمشقي ثنا الوليد عن معاوية بن أب سلم‬ ‫‪1‬‬

‫عن أبيه عن جده أب سلم عن رإجل من أصحاب النب ‪. ‬‬


‫والديث ف إسناده رإاويان متكلم فيهمجما‪:‬‬
‫‪ -1‬الوليد بن مسلم‪ :‬وهو أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي عال الشام ‪ .‬وثقه العجملي ويعقوب بن شيبة ‪ .‬وقال‬
‫ابن الدين‪ :‬هو رإجل أهل الشام وعنده علم كثي ‪ .‬وقال أبو حات‪ :‬صال الديث ‪ .‬وقال أحد‪ :‬كان الوليد كثي‬
‫الطأ ‪ .‬وقال أبو مسهرح‪ :‬الوليد مدلس ورإبا دلس عن الكذابي ‪.‬‬
‫والوليد من الطبقة الرابعة من المدلسين )وهم من اتقلفق على أنه ل يتج بشيء من حديثهم إل با صرححوا فيه‬
‫بالسمجماع لكثرحة تدليسهم على الضعفاء والاهيل( ‪ .‬طبقات الدلسي ‪1/51‬‬
‫وقال عنه ابن حجمرح ف تقرحيب التهذيب ‪":1/584‬ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية"‬
‫وقد روى الوليد هذا الحديث معنعنًا‪ ،‬ولم يصرح بالتحديث ‪.‬‬
‫ينظرح ف ترحجته‪ :‬تذيب الكمجمال ‪ ،31/86‬تذيب التهذيب ‪ ،11/133‬ميزان العتدال ‪7/141‬‬
‫‪ -2‬سلم بن أبي سلم‪ :‬وهو سلم بن مطورإ البشي الشامي ‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬ل أعلم ا‬
‫أحدا رإوىر عنه ‪.‬‬
‫وقال عنه ابن حجمرح ف تقرحيب التهذيب ‪":1/261‬مجهول"‬
‫وينظرح ف ترحجته‪ :‬تذيب الكمجمال ‪ ،12/291‬تذيب التهذيب ‪4/250‬‬

‫والاصل أن الحديث ضعيف السناد‪ ،‬وقد أشارإ إل ذلك اللبان ف ضعيف أب داود ص‪195:‬‬
‫)( شرححا السي الكبي ‪1/102‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪89‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫يدل على أنه شهيد في الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬عن سلمة بن الكوع ‪ ‬أنه قال يوم خيبر‪":‬اختلف عامر بن الكوع)‪ (2‬ومرحب‬
‫سُفل)‪ (3‬له فرجع سيفه على نفسه فقطع‬
‫ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر‪ ،‬وذهب عامر قي ل‬
‫حله)‪(4‬فكانت فيها نفسه ‪ .‬قال سلمة‪ :‬فخرجت فإذا نفر من أصأحاب النبي ‪ ‬يقولون‪ :‬بطل‬
‫قألك ق‬
‫عمل عامر‪ ،‬قتل نفسه ‪ .‬قال‪ :‬فأتيت النبي ‪ ‬وأنا أبكي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال بطل عمل عامر ؟ ‪.‬‬
‫قال رسول ال ‪ :‬من قال ذلك؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ناس من أصأحابك ‪ .‬قال‪ :‬كذب من قال ذلك‪ ،‬بل‬
‫له أجره مرتين"‪ .‬وفي رواية أخرى‪":‬إنه لجاتهمد مجاتهمد‪ ،‬ققلل عربمي مشى بها مثله")‪.(5‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في إنكاره ‪ ‬على من ظن أن جهاد عامر قد بطل دليل على أن جهاده صأحيح‬
‫مقبول‪ ،‬وأن من مات بسبب القتال يكون شهيداً سواء مات بسلح العدو أو عاد عليه سلحه ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬من المعقول‪ ،‬وبيانه أنه مسلم قتل في معترك المشركين بسبب قتالهم‪ ،‬فيكون‬
‫)‪(7‬‬
‫كمن قتلوه بسلحهم‪ ،‬لن الباعث على العمل واحد ‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أن من قصد العدو فأصأاب نفسه شهيد في الخرة ل في الدنيا ‪ .‬وإليه ذهب‬

‫)( نيل الوطارإ ‪4/62‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عامرح بن الكوع )صحاب(‪ :‬عامرح بن سنان بن عبد ال بن قشي السلمجمي العرحوف بابن الكوع‪ ،‬ثبت ف الصحيح‬ ‫‪2‬‬

‫شديدا فارإتد عليه سيفه فقتله ‪ .‬ينظرح‪ :‬الستيعاب ف معرحفة الصحاب ‪ ،2/785‬الصابة ف‬
‫ا‬ ‫قتال‬
‫أنه قاتل ف خيب ا‬
‫تييز الصحابة ‪3/582‬‬
‫)( يعرسقفل له‪ :‬يضرحبه من أسفل ‪ .‬شرححا صحيح مسلم للنووي ‪12/185‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( العركعحل‪ :‬عرحق فـي وسط الذارإع ‪ .‬لسان العرحب مادة )كحل( ‪11/586‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رإواه البخارإي ف كتاب الغازي برحقم )‪ ،(4196‬و مسلم ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪ (1807‬واللفظ له‬ ‫‪5‬‬

‫والرحواية الثانية عند البخارإي ف نفس الوضع والرحقم‪ ،‬وهي عند مسلم ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪(1802‬‬
‫)( شرححا مسلم للنووي ‪12/187‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( المجموع ‪5/228‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪90‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الحنفية)‪ ،(1‬وهو وجه شاذ عند الشافعية)‪ ،(2‬والصحيح في مذهب الحنابلة )‪.(3‬‬
‫دليل هذا القول‪ :‬من المعقول‪ ،‬قالوا‪":‬لن الشهيد الذي ل يغسل من يصير مقتولً بفعل مضاف‬
‫إلى العدو ‪ .‬وهذا صأار مقتولً بفعل نفسه‪ ،‬ولكنه معذور في ذلك لنه قصد العدو ل نفسه‪ ،‬فيكون‬
‫شهيدا في حكم الخرة")‪.(4‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل بأن هذا الكلم دعوى في مقابل النص الثابت في قصة عامر‪ ،‬ثم إن من‬
‫قُتتل بفعل نفسه إنما كان قتله بسبب قتل العدو‪ ،‬فيكون كمن قتله العدو ‪.‬‬
‫الترجيح‬
‫بالنظر في أدلة القولين يظهر للمتأمل ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬رجحان القول الول‪ ،‬وهو اعتبار من قصد‬
‫العدو فأصأاب نفسه شهيداً في الدنيا والخرة‪ ،‬وذلك لعتماد هذا القول على النص في قصة عامر‪،‬‬
‫ولما ورد من مناقشة على تعليل القول الثاني‪ ،‬وهو مجرد اجتهاد‪ ،‬ومن المقرر عند العلماء أنه ل‬
‫اجتهاد مع النص ‪.‬‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪1/102‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المجموع ‪5/221‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الغن ‪ ،3/474‬النصاف ‪2/502‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪1/102‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪91‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قتل النفس خوف ا من السإر أو التعذيب‬


‫المسإألة الولى‪ :‬صورةا قتل النفس خوف ا من السإر أو التعذيب‬

‫من المعلوم أن الجندي إذا دخل ساحة المعركة‪ ،‬فإنه معدرض للمرين القملرين‪ ،‬إما القتل وإما‬
‫ب تمن صأيا ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫صأيتهلم‬ ‫السر‪ ،‬كما قال تعالى في هذين المرين ‪ ‬قوأقنليقزقل الذيقن قظاقهُروُهلم ملن أقلهتل ا لكقتا ت ل ق ق‬
‫ب فقتريًقا تقيلقتُيُلوقن قوتقألتسُروقن فقتريًقا )‪ ]. (26‬الحزاب‪26 :‬‬ ‫ت‬ ‫وقققذ ق ت‬
‫ف في قُيُلوبتهُم الدرلع ق‬ ‫ق‬
‫والسر وإن كان في الظاهر أهون من القتل نظراً لبقاء الحياة‪ ،‬فإن مرارته وآلمه في بعض‬
‫الحوال قد تفوق آلم القتل في المعركة‪ ،‬بسبب ما قد يلقاه الجندي من صأنوف التعذيب والقهر من‬
‫ف قوإتلن يقظلقهُروا قعلقليُكلم قل يقيلرقُيُبوا تفيُكلم‬
‫عدو ل يحترم له ذمة‪ ،‬ول يرعى له حرمة‪ ،‬كما قال تعالى‪  :‬قكلي ق‬
‫ضونقُكلم بتأقفليقواتهتهلم قوتقألقبى قُيُلوبُيُهلم قوأقلكثقيُرُهلم قفاتسُقوقن )‪ . (8‬التوبة‪8 :‬‬
‫إتيل قوقل تذلمةً يُيلر ُ‬
‫وفي هذا العصر‪ ،‬تطورت أساليب التعذيب وآلته‪ ،‬وتفنن أعداء السلم في تعذيب السرى‬
‫والمعتقلين الذين زجوا بهم في السجون‪ ،‬وأذاقوهم ألواناً من العذاب وانتهاك حقوق النسان‪ ،‬كما‬
‫معلوم ومشاهد في وسائل العلم المختلفة ‪.‬‬
‫فقد يتعرض السير للحراق بالنار‪ ،‬أو تقطيع أجزاء من جسمه‪ ،‬أو نفخه‪ ،‬أو تعليقه في خطاطيف‬
‫مدلة من السقف من رجليه‪ ،‬بحيث يكون رأسه إلى أسفل‪ ،‬أو تسليط الكهرباء عليه من وقت لخر‪،‬‬
‫وغير ذلك من أنواع التعذيب المعاصأرة ‪ .‬الجهاد والفدائية في السلم للشيخ حسن أيوب ص‪166:‬‬
‫ومن هنا كانت هذه المسألة ‪ :‬هل يجوز للمجاهد ‪-‬إذا علم أنه واقع في السر‪ -‬أن يبادر بقتل‬
‫نفسه قبل أسره خوفاً من وقوعه في السر والتعذيب؟ ‪.‬‬
‫وهل يجوز له كذلك أن يقتل نفسه إن وقع عليه التعذيب بعد السر؟‪.‬‬

‫المسإألة الثانية‪ :‬الحكم الشرعي لقتل النفس خوفاً من السر أو التعذيب‬

‫ل خلف بين الفقهاء المتقدمين ‪-‬فيما وقفت عليه من نصوص عامة‪ -‬في تحريم قتل النسان‬

‫‪92‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫نفسه بدافع التخلص من السر أو العذاب ‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪":‬واتفقوا أنه ل يحل لحد أن يقتل نفسه‪ ،‬ول أن يقطع عضواً من أعضائه‪ ،‬ول أن‬
‫يؤلم نفسه في غير التداوي بقطع العضو القتلم خاصأة")‪.(2‬‬
‫وفي شرح السير الكبير‪":‬لو أوقدت له نار وقيل له‪ :‬لنضربنك بالسياط حتى نقتلك أو تلقي‬
‫نفسك في النار حتى تحترق لم يسعه إلقاء نفسه")‪.(3‬‬

‫بل صأرح أهل العلم بخصوص قتل السير نفسه أنه ليس للسير أن يأمر العدو بقتله‪ ،‬وإن وقع في‬
‫التعذيب أو خشي الضرر على نفسه ‪:‬‬
‫من ذلك ما جاء في شرح السير الكبير‪":‬لو أرادوا شق بطنه ‪-‬أي السير‪ -‬فقال‪ :‬ل تفعلوا‪ ،‬ولكن‬
‫اضربوا عنقي لم يسعه هذا ‪ .‬لنه تصريح بالمر بالمعصية ‪ .‬ولكن لو لم يقل‪ :‬اضربوا‪ ،‬ولكن قال‪:‬‬
‫اتقوا ال ول تشقوا بطني فإن هذا ل ينبغي لن ضرب العنق أوخى وأجمل)‪ ،(4‬لم يكن بذلك بأس ‪.‬‬
‫لنه صأرح ها هنا بالنهي عن المعصية‪ ،‬ولم يصرح بالمر بضرب العنق‪ ،‬إنما أخبرهم أن ذلك أفضل‬
‫مما هموا به‪ ،‬فلهذا كان في سعة من ذلك")‪.(5‬‬
‫وفي المبسوط‪":‬وإذا طعن المسلم بالرمح في جوفه لم يكن له أن يمشي إلى صأاحبه والرمح في‬
‫جوفه حتى يضربه بالسيف‪ ،‬ول يكون به معيناً على نفسه")‪.(6‬‬
‫وفي الفروع‪":‬قال أحمد‪ :‬وإذا أرادوا ضرب عنقه ل يمد رقبته ‪ .‬ول يعين على نفسه بشيء‪ ،‬فل‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪ ،4/1514‬أحكام القرحآن للجمصاص ‪ ،2/244‬أحكام القرحآن لبن العرحب ‪ ،1/525‬تفسي‬ ‫‪1‬‬

‫القرحطب ‪ ،157 /5‬أسن الطالب ‪ ،4/95‬الفرحوع ‪6/201‬‬


‫)( مرحاتب الجاع ص‪157:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪4/1514‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أوخى وأجل ‪ :‬أي أحرحىر لصول القصود وأحسن ف القتل ‪ .‬لسان العرحب مادة )وخى( ‪ ،15/382‬ومادة )جل(‬ ‫‪4‬‬

‫‪11/127‬‬
‫)( شرححا السي الكبي ‪1500-4/1499‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( البسوط ‪10/76‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪93‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يعطيهم سيفه ليقتل به ويقول لنه أقطع ‪ .‬ول يقول‪ :‬ابدءوا بي ‪ .‬ولو أسر هو وابنه لم يقل قدموا ابني‬
‫بين يدي‪ ،‬ويصبر")‪.(1‬‬

‫ومن الدلة على ذلك‪:‬‬


‫عموم قوله تعالى‪ :‬قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قل تقألُكُلوا أقلمقوالقُكلم بق لييينقُكلم تبا لقباتطتل إتلل أقلن تقُكوقن‬ ‫‪(1‬‬
‫سُكلم إتلن ال لهق قكاقن بتُكلم قرتحيًما )‪ ]  (29‬النساء‪29 :‬‬ ‫تتجارًة عن تقيرا ة ت‬
‫ض ملنُكلم قوقل تقيلقتُيُلوا أقنليُف ق‬ ‫ق ق قل ق‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن الية صأريحة في النهي عن قتل النفس‪ ،‬فيقتضي النهي عن قتل غيره وقتل‬
‫)‪(2‬‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫بعضا‪،‬‬
‫قال القرطبي‪":‬أجمع أهل التأويل على أن المراد بهذه الية النهي أن يقتل بعض الناس ً‬
‫ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل في الحرص على الدنيا وطلب المال بأن‬
‫يحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى التلف‪ ،‬ويحتمل أن يقال ول تقتلوا أنفسكم في حال ضجر‬
‫أو غضب فهذا كله يتناوله النهي")‪.(3‬‬

‫حديث أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬شهدنا خيبر‪ ،‬فقال رسول ال ‪ ‬لرجل ممن معه يدعي السلم‪:‬‬ ‫‪(2‬‬
‫هذا من أهل النار ‪ .‬فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة‪ ،‬فكاد‬
‫بعض الناس يرتاب‪ ،‬فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها أسهماً فنحر‬
‫بها نفسه‪ ،‬فاشتد رجال من المسلمين‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال صأدق ال حديثك‪ ،‬انتحر فلن فقتل‬
‫نفسه ‪ .‬فقال‪ :‬قم يا فلن فأذن أنه ل يدخل الجنة إل مؤمن‪ ،‬وإن ال يؤيد الدين بالرجل‬
‫الفاجر")‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في الحديث بيان غلظ تحريم قتل النسان نفسه بدافع التخلص من اللم‬

‫)( الفرحوع ‪6/201‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪2/244‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تفسي القرحطب ‪157 /5‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تقدم ترحيه ص‪ Error: Reference source not found :‬من هذا البحث‬ ‫‪4‬‬

‫‪94‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والعذاب النازل ‪ .‬ومن باب أولى أنه ل يجوز للسير قتل نفسه طلباً للتخدلص من مفسدةة مظنونة غير‬
‫)‪(1‬‬
‫واقعة‪ ،‬فلو وقعت لكان مأموراً بالصبر على البتلء‪ ،‬فكيف وهي لم تقع؟‪.‬‬

‫حديث جندب بن عبد ال)‪  (2‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪":‬كان فيمن كان قبلكم رجل به‬ ‫‪(3‬‬
‫سكينا فحقلز بها يده‪ ،‬فما قرقأ الدم حتى مات ‪ .‬قال ال تعالى‪ :‬بادرني عبدي‬
‫ً‬ ‫جرح‪ ،‬فجقتزع فأخذ‬
‫بنفسه حرمت عليه الجنة")‪.(3‬‬
‫وجه السإتدلل‪ :‬قال ابن حجر‪":‬وفي الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أم‬
‫غيره")‪.(4‬‬
‫كما أفاد الحديث أن نفس النسان ليست مملوكة له‪ ،‬فل يجوز له أن يبادر بإتلفها تخلصاً من‬
‫اللم‬
‫قال ابن دقيق العيد)‪":(5‬والحديث أصأل كبير في تعظيم قتل النفس‪ ،‬سواء كانت نفس النسان‬
‫أو غيره ; لن نفسه ليست ملكه أيضا‪ ،‬فيتصرف فيها على حسب ما يراه")‪.(6‬‬

‫)( شرححا صحيح مسلم للنووي ‪ ،2/125‬العمجمليات الستشهادية صورإها وأحكامها ص‪62:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( جندب بن عبد ال )صحاب(‪ :‬جندب بن عبد ال بن سفيان البععجملي‪ ،‬وقد ينسب إل جده فيقال جندب بن‬ ‫‪2‬‬

‫سفيان‪ ،‬سكن الكوفة ث البصرحة‪ ،‬وله عدة أحاديث‪ ،‬عاش إل حدود سنة سبعي ‪ .‬ينظرح‪ :‬الستيعاب ف معرحفة‬
‫الصحاب ‪ ،1/256‬سي أعلم النبلء ‪ ،3/174‬الصابة ف تييز الصحابة ‪1/509‬‬
‫)( رإواه البخارإي ف كتاب أحاديث النبياء برحقم )‪ ،(3276‬ومسلم ف كتاب اليان برحقم )‪(113‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( فتح البارإي ‪6/500‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ابــن دقيــق العيــد‪ :‬أبــو الفتــح ممجمــد بــن علــي بــن وهــب بــن مطيــع القعشــيي العــرحوف بــابن دقيــق العيــد‪ ،‬المــام التهــد‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫قاضــي القضــاة بالــديارإ الصـ ـرحية‪ ،‬وأحــد أكــابرح العلمجمــاء بالصــول‪ ،‬لــه تصــانيف نافعــة منهــا‪ :‬إحكــام الحكــام‪ ،‬واللــام‬
‫بأحاديث الحكام‪ ،‬وشرححا الرإبعي النووية‪ ،‬وغايها‪ ،‬ت‪702:‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬طبقات الشافعية الكبىر ‪ ،9/207‬شــذرإات‬
‫الذهب ‪ ،6/5‬العلم ‪6/283‬‬
‫)( إحكام الحكام شرححا عمجمدة الحكام ص‪618:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪95‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وهكذا فالحديث نص في تحريم قتل النسان نفسه جزعاً وفراراً من اللم‪ ،‬وذلك أن سبب حرمان‬
‫الرجل من الجنة الرجل أنه جزع من الجرح وضجر من اللم والذى الذي لحق به‪ ،‬فبادر بقتل نفسه‬
‫)‪(1‬‬
‫ليخلصها من ألم الدنيا ‪.‬‬

‫قول آخر لبعض المعاصرين‪:‬‬


‫مع ما تقدم بيانه عن الفقهاء السابقين من تحريم قتل المجاهد نفسه تخلصاً من السر أوالتعذيب‬
‫واللم‪ ،‬إل أن الشيخ حسن أيوب قال في كتابه الجهاد والفدائية في السلم‪":‬إذا كان النتحار‬
‫بسبب أنه تأكد من أنهم يقتلونه‪ ،‬ولكنهم يعذبونه قبل ذلك تنكيلً به‪ ،‬وإغاظة للمسلمين‪ ،‬فإنه إن‬
‫انتحر في هذه الحالة فإن انتحاره يكون حرامًا‪ ،‬ولكنه ل يكون كبيرة من الكبائر‪ ،‬ول يبعد جوازه ‪...‬‬
‫هذا رأيي في الموضوع‪ ،‬لنه ل نص فيه‪ ،‬ولم أر فيه فتوى لحد من العلماء")‪.(2‬‬
‫قلت‪ :‬ولم أقف ‪ -‬على حد علمي ‪ -‬على قول لحد من أهل العلم يبيح للنسان قتل نفسه في‬
‫هذه الحالة‪ ،‬كما ذكر هذا الشيخ نفسه‪ ،‬وذكره التكروري في العمليات الستشهادية في الميزان‬
‫)‪(3‬‬
‫الفقهي ‪.‬‬
‫أدلة هذا القول‪:‬‬
‫استدل الشيخ حسن أيوب على قوله هذا بما يلي‪:‬‬
‫ما رواه البخاري عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬بعث رسول ال ‪ ‬عشرة رهط سرية عيناً وأمر‬ ‫‪(1‬‬
‫سفان‬
‫عليهم عاصأم بن ثابت النصاري‪ ،‬فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهقلدقأة ‪ -‬وهو موضع بين ُع ل‬
‫حيان‪ ،‬فنفروا لهم قريباً من مائتي رجل كلهم رام‪،‬‬
‫ومكة ‪ -‬ذكروا لحي من هذيل يقال لهم‪ :‬بنو قل ل‬
‫فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا تمر يثرب‪ ،‬فاقتصوا‬

‫)( الهاد والقتال ف السياسة الشرحعية ‪ ،2/1404‬هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪34:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الهاد والفدائية ف السلم ص‪167 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪53:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪96‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آثارهم فلما رآهم عاصأم وأصأحابه لجأوا إلى قفلدفقد)‪(1‬وأحاط بهم القوم‪ ،‬فقالوا لهم‪ :‬انزلوا وأعطونا‬
‫بأيديكم ولكم العهد والميثاق ول نقتل منكم أحداً ‪ .‬قال عاصأم بن ثابت أمير السرية‪ :‬أما أنا‬
‫فوال ل أنزل اليوم في ذمة كافر‪ ،‬اللهم أخبر عنا نبيك‪ ،‬فرموهم بالنبل فقتلوا عاصأماً في سبعة ‪.‬‬
‫فنزل إليهم ثلثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب النصاري وابن دثنة ورجل آخر‪ ،‬فلما‬
‫سريهم فأوثقوهم ‪ .‬فقال الرجل الثالث‪ :‬هذا أول الغدر‪ ،‬وال ل‬
‫استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قت ت‬
‫فجرُروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه‪،‬‬
‫أصأحبكم‪ ،‬إن لي في هؤلء لسوة يريد القتلى‪ ،‬ل‬
‫)‪(2‬‬
‫فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة ‪ ...‬الحديث ‪.‬‬
‫وجه السإتدلل‪ :‬أن الصحابي الثالث الذي رفض السر كان يعلم أنهم قاتلوه بسبب هذا‬
‫)‪(3‬‬
‫الرفض‪ ،‬ومع هذا أصأر على رفضه حتى قتلوه ‪.‬‬
‫ويناقش هذا السإتدلل بأنه ظاهر البطلن‪ ،‬إذ ل دليل في القصة على جواز قتل المجاهد نفسه‬
‫بفعله‪ ،‬لن هذا الصحابي لم يبادر بقتل نفسه‪ ،‬وإنما قُتتل بيد أعدائه ‪.‬‬

‫تخريج المسألة على ما نقله ابن قدامة في المغني‪":‬فإذا ألقى الكفار نارا في سفينة فيها‬ ‫‪(2‬‬
‫مسلمون فاشتعلت فيها‪ ،‬فما غلب على ظنهم السلمة فيه‪ ،‬من بقائهم في مركبهم‪ ،‬أو إلقاء‬
‫نفوسهم في الماء‪ ،‬فالولى لهم فعله ‪ .‬وإن استوى عندهم المران‪ ،‬فقال أحمد‪ :‬كيف شاء يصنع‬
‫‪ .‬قال الوزاعي)‪ :(4‬هما موتتان‪ ،‬فاختر أيسرهما ‪ .‬وقال أبو الخطاب)‪ :(5‬فيه رواية أخرى أنهم‬

‫ظ وارإتفاع ‪ .‬لسان العرحب مادة )فدفد(‪3/330‬‬ ‫)( العفردفعرد‪ :‬الـمجموضع الذي فـيه لغال ظ‬ ‫‪1‬‬

‫)( تقدم ترحيه ص‪ 70 :‬من هذا البحث‬ ‫‪2‬‬

‫)( الهاد والفدائية ف السلم ص‪167:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الوزاعي‪ :‬أبو عمجمرحو عبد الرححن بـن عمجمــرحو بـن ممجمـد الدمشـقي‪ ،‬الـافظ شــيخ السـلم وعـال أهـل الشــام‪ ،‬كـان إمـام‬ ‫‪4‬‬

‫خيا كــثي الــديث والعلــم والفقــه‪ ،‬ت‪157:‬ه ـ ‪ .‬ينظــرح‪ :‬تــذكرحة الفــاظ‬ ‫أهــل زمــانه‪ ،‬وكــان ثقــة مأمونــاا صــدوقاا فاضــلا ا‬
‫‪ ،1/178‬سي أعلم النبلء ‪ ،7/107‬طبقات الفاظ ‪1/85‬‬
‫)( أبــو الطــاب‪ :‬أبــو الطــاب مفــوظ بــن أحــد بــن الســن العكرلـعوعذان‪ ،‬إمــام النابلــة فـ عصــرحه‪ ،‬أصــله مــن عكرلـواذي مــن‬ ‫‪5‬‬

‫ضواحي بغداد‪ ،‬ومن مؤلفاته‪ :‬التمجمهيد ف أصول الفقه‪ ،‬والداية‪ ،‬والنتصارإ ف السائل الكبارإ‪ ،‬وغايها‪ ،‬ت‪510:‬هـ‬
‫‪97‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يلزمهم المقام‪ ،‬لنهم إذا رموا نفوسهم في الماء‪ ،‬كان موتهم بفعلهم‪ ،‬وإن أقاموا فموتهم بفعل‬
‫غيرهم")‪.(1‬‬
‫ويناقش هذا التخريج بأنه ل يصح تخريج وقياس مسألتنا على هذه الصورة التي أوردها ابن قدامة‪،‬‬
‫لوجود الفارق بين المسألتين‪ ،‬وذلك من وجهين‪:‬‬
‫الول( ل يصح قياس مسألة قتل السير نفسه فراراً من التعذيب على مسألة رمي النفس في‬
‫الماء فراراً من اشتعال النار في السفينة‪ ،‬لن موتهم بالنار في السفينة التي أحرقها العدو‬
‫محقق)‪ ،(2‬وهذا بخلف ما قد يتعرض له السير‪ ،‬وأما القول بأنهم يعذبونه ثم يقتلونه‪ ،‬فمن أين لنا‬
‫أن نتحقق أنهم سيقتلونه مع احتمال نجاته منهم ؟‪.‬‬
‫ولهذا ذكر ابن عقيل الحنبلي في هذه المسألة رواية أخرى في مذهب الحنابلة وصأححها‪ :‬أنه‬
‫)‪(3‬‬
‫يحرم المقام في النار ‪.‬‬
‫الثاني( أن إلقاء أهل السفينة أنفسهم في الماء وإن كان في ظاهره إلقاء بالنفس في الهلكة‪ ،‬فإن‬
‫حقيقته طلب النجاة بالهرب من سبب محقق‪ ،‬إلى سبب محتمل قد تكون معه النجاة‪ ،‬فل يستدل‬
‫)‪(4‬‬
‫به على جواز مباشرة قتل النفس ‪.‬‬
‫المعقول‪ ،‬وبيانه‪ :‬أن الواقع في مثل هذه الحالت أن المسلم ل يعتبر فيها قاتلً لنفسه‪،‬‬ ‫‪(3‬‬
‫وإنما قاتله الحكمي هو عدوه‪ ،‬لن عدوه هو الذي سيتمكن منه‪ ،‬وهو الذي سيعذبه ول يتركه‬
‫)‪(5‬‬
‫حتى يقتله ‪.‬‬
‫ويناقش هذا الدليل بما تقدم في مناقشة الدليلين الوليين‪ ،‬فالمسلم هو القاتل لنفسه على‬

‫ينظرح‪ :‬طبقات النابلة ‪ ،2/258‬سي أعلم النبلء ‪ ،19/348‬العلم ‪5/291‬‬


‫)( الغن ‪9/256‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أحكام الاهد بالنفس ف سبيل ال ف الفقه السلمي ‪2/600‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الفرحوع ‪6/202‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أحكام الاهد بالنفس ف سبيل ال ف الفقه السلمي ‪2/600‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الهاد والفدائية ف السلم ص‪167:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪98‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الحقيقة‪ ،‬وهذا أمر محرم‪ ،‬فإدن تمدكقن العدو من السير وعزقمه على قتله لحقاً ل يسدوغ له مباشرة‬
‫قتل نفسه‬
‫الترجيح‬
‫بالنظر إلى الدلة المتقدمة والمناقشات يتبين أن الراجح في حكم هذه الصورة أنه يحرم على‬
‫المجاهد قتل نفسه خوفاً من السر أو التعذيب‪ ،‬بل الواجب عليه إما أن يقاتل حتى يقتل )وهذا هو‬
‫الولى(‪ ،‬أو يستأسر ويصبر ‪.‬‬
‫قيال ابن قيدامة‪":‬وإذا خشي السر فالولى له أن يقاتل حتى يقتل‪ ،‬ول يسلم نفسه للسر‪ ،‬لنه‬
‫يفوز بثواب الدرجة الرفيعة‪ ،‬ويسلم من تحكم الكفار عليه بالتعذيب والستخدام والفتنة ‪ .‬وإن استأسر‬
‫جاز ‪] ...‬وساق قصة عاصأم ومن معه ثم قال‪ [:‬فعاصأم أخذ بالعزيمة‪ ،‬وخبيب وزيد أخذا بالرخصة‪،‬‬
‫وكلهم محمود غير مذموم ول ملوم")‪.(1‬‬

‫)( الغن ‪9/255‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪99‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قتل النفس خوف ا على مصالح المسإلمين ودرء ا لهلكهما‬

‫وفيييه مسألتان‪:‬‬
‫المسإألة الولى‪ :‬صورةا قتل النفس خوفا على مصالح المسإلمين ودرءا لهلكهما‬

‫قد يتعرض لها السير للتعذيب والتنكيل‪ ،‬لكونه يحمل سراً أو أسراراً هامة يترتب على معرفة‬
‫العدو لها وقوع الضرر العام بالمسلمين‪ ،‬بدافع إكراهه على إفشاء هذه السرار ‪.‬‬
‫ومع التقدم العلمي في هذا العصر‪ ،‬تطورت وسائل التعذيب القديمة التي تستخدم لنتزاع السرار من‬
‫السرى‪ ،‬كما ظهرت وسائل جديدة تجعل السير يبوح بالسرار دون تفكير أو شعور بخطورة ما‬
‫)‪(1‬‬
‫يقول‪ ،‬كالعقاقير المخدرة والمؤثرة على العصاب ‪.‬‬
‫وقد يستخدم العدو أساليب التنويم المغناطيسي واليحاء والتأثير النفسي)‪ ،(2‬وغيرها مما يذكر‬
‫بين الفينة والخرى في وسائل العلم المختلفة ‪.‬‬
‫ومن هنا كان هذا السؤال‪ :‬إذا خشي السير أن يفشي سر المسلمين‪ ،‬بسبب ضعفه وعدم‬
‫صأموده أمام التعذيب‪ ،‬أو تعرضه للتأثير‪ ،‬فهل يجوز له أن يقتل نفسه درءاً لهلكهم؟‪.‬‬

‫المسإألة الثانية‪ :‬الحكما الشرعي لقتل النفس خوف ا على مصالح المسإلمين ودرء ا لهلكهما‬

‫لم أجد ‪-‬حسب اطلعي وبحثي‪ -‬نصاً خاصأاً للفقهاء المتقدمين في هذه المسألة ‪.‬‬
‫وقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية‪":‬إذا خاف المسلم السر‪ ،‬وعنده أسرار هامة للمسلمين‪،‬‬
‫بينا بصفوف المسلمين وبالتالي يقتل‪،‬‬
‫ويتيقن أن العدو سوف يطلع على هذه السرار‪ ،‬ويحدث ضرراً ً‬
‫فهل له أن يقتل نفسه وينتحر أو يستسلم ؟ لم نجد في جواز النتحار خوف إفشاء السرار‪ ،‬ول في‬
‫نصا صأريحاً في كتب الفقه")‪.(3‬‬
‫عدم جوازه ً‬

‫)( الهاد والفدائية ف السلم ص‪167:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪113:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الوسوعة الفقهية الكويتية ‪6/286‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪100‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تحرير محل النزاع‪:‬‬
‫من المهم في هذه المسألة قبل ذكر أقوال الفقهاء المعاصأرين‪ ،‬أن نحرر محل النزاع‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫إذ ل يخلو المسلم الذي وقع في السر وكان يحمل سراً أو أسراراً للمسلمين من حالتين‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن يكون السر غير خطير‪ ،‬ل ضرر على المسلمين بذيوعه وانتشاره‪ ،‬أو أن في ذيوعه‬
‫مفسدة لكنها ل تصل إلى مفسدة إراقة دم مسلم ‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة على المجاهد المأسور أن يصبر حتى وإن عذب‪ ،‬فإن لم يستطع الصمود فله أن‬
‫يفشي السر‪ ،‬ول يجوز له قتل نفسه ‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون السر خطيرًا‪ ،‬بحيث يتضمن معلومات تلحق بالمسلمين ضرراً بالغًا‪ ،‬أو‬
‫تستبيح بيضة السلم وأهله‪ ،‬مثل‪ :‬مواقع اختفاء الجيش‪ ،‬أو أماكن تخزين السلحة‪ ،‬أو خطة الجيش‬
‫في الهجوم أو الدفاع‪ ،‬أو الدللة على قادة المسلمين وكبرائهم الذين يتضرر الناس بفقدهم‪ ،‬أو هتك‬
‫الحرمات والعراض بالتعرض لنساء المسلمين وذراريهم ‪.‬‬
‫فهذه الحالة ل تخلو من احتمالين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يغلب على ظن السير أنه سيصمد أمام التعذيب حتى القتل‪ ،‬فل يجوز له قتل نفسه ول‬
‫إذاعة السر‪ ،‬بل عليه أن يصبر ويصمد‪ ،‬وصأموده أمر عظيم عند ال‪ ،‬ولسيما أنه مع جهاده قدفققع‬
‫سه فداءً للمسلمين واختار هلكته وتلف نفسه لبقاء المسلمين سالمين ‪.‬‬
‫نف ق‬
‫وله أن يُيقورري‪ ،‬ويضرلل العدو حتى ينجو من التعذيب‪ ،‬فإن لم ينج منهم فله أن يكذب لنه في‬
‫)‪(2‬‬
‫حكم المكره ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يغلب على ظنه عدم الصمود‪ ،‬وإفشاء السر بسبب وقوعه تحت العذاب‪ ،‬وعدم‬
‫استطاعته النجاة منهم بالحيلة أو التضليل ‪.‬‬
‫ففي هذا الحتمال‪ :‬هل يقال بجواز قتل نفسه أم ل؟‬

‫)( ينظرح ف هاتي الالتي‪ :‬الختارإ ف حكم النتحارإ خوف إفشاء السرحارإ ص‪ 26:‬وما بعدها‬ ‫‪1‬‬

‫)( أحكام الاهد بالنفس ف سبيل ال ف الفقه السلمي ‪2/600‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪101‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اختلف الفقهاء المعاصأرون في هذه المسألة على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬الجواز ‪.‬‬
‫فيجوز للمجاهد في هذه الحالة أن يقتل نفسإه ‪.‬‬
‫وإلى هذا القول ذهب بعض العلماء والباحثين‪ ،‬منهم الشيخ محمد بن إبراهيم)‪ (1‬مفتي البلد‬
‫السعودية السبق‪ ،‬حيث ُستئل‪":‬الفرنساويون في هذه السنين تصلبوا في الحرب‪ ،‬ويستعملون‬
‫الشرنقات – إبر حقن الدواء ‪ -‬إذا استولوا على واحد من الجزائريين ؛ ليعلمهم بالذخائر والمكامن‪،‬‬
‫ومن يأسرونه قد يكون من الكابر فيخبرهم أن في المكان الفلني كذا وكذا‪ ،‬وهذه البرة تسكره‬
‫إسكاراً مقيدًا‪ ،‬ثم هو مع هذا كلمه ما يختلط‪ ،‬فهو يختص بما يبينه بما كان حقيقة وصأدقاً ؟ ‪.‬‬
‫]فأجاب الشيخ‪ [:‬جاءنا جزائريون ينتسبون إلى السلم يقولون‪ :‬هل يجوز للنسان أن ينتحر مخافة‬
‫أن يضربوه بالشرنقة‪ ،‬ويقول‪ :‬أموت أنا وأنا شهيد‪ ،‬مع أنهم يعذبونه بأنواع العذاب‪ ،‬فقلنا لهم‪ :‬إذا كان‬
‫كما تذكرون فيجوز‪ ،‬ومن دليله ) آمنا برب الغلم ()‪ ،(2‬وقول بعض أهل العلم‪ :‬إن السفينة ‪ ....‬إلخ‬
‫)‪ ،(3‬إل أن فيه التوقف من جهة قتل النسان نفسه‪ ،‬ومفسدة ذلك أعظم من مفسدة هذا فالقاعدة‬
‫)‪(4‬‬
‫محكمة‪ ،‬وهو مقتول ول بد"‬
‫وممن أجاز هذه الصورة الشيخ حسن أيوب في كتابه الجهاد والفدائية في السلم)‪ ،(5‬والدكتور‬

‫)( ممجمد بن إبرحاهيم‪ :‬ممجمد بن إبرحاهيـم بـن عبـد اللطيـف آل الشـيخ الفـت الول للـديارإ السـعودية‪ ،‬فقـد بصـرحه فـ الاديـة‬ ‫‪1‬‬

‫عشــرحة مــن عمجمــرحه فتــابع الدرإاســة حــت أت ـ حفــظ القــرحآن الكرحي ـ وكــثيا مــن الكتــب والتــون‪ ،‬تصــدرإ للتــدرإيس وتــول رإئاســة‬
‫القضاء‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬الواب الستقيم‪ ،‬تكيم القواني‪ ،‬والفتاوىر‪ ،‬ت‪1389:‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬مشاهي علمجمــاء نـد وغايهــم‬
‫ص‪ ،134:‬العلم ‪5/306‬‬
‫)( يشي الشيخ إل حديث قصة غالم الخدود كمجما سيأت قرحيبا ف الدلة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( يشي إل قول الفقهاء إن السفينة إذا قخلشي غارحق جيع رإكابا جاز إلقاء بعضهم ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫لكن الواقع أن عامة الفقهاء على ترحي هذا الفعل كمجما سيأت ببيانه ف الدلة ص‪107 :‬‬
‫)( فتاوىر الشيخ ممجمد بن إبرحاهيم ‪208 - 6/207‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الهاد والفدائية ف السلم ص‪166:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪102‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عجيل النشمي)‪ ،(1‬والشيخ عبد الرحمن بن ناصأر البراك من علماء السعودية المعاصأرين في فتوى‬
‫له)‪ ،(2‬والشيخ عبد العزيز الجربوع)‪.(3‬‬

‫ومن أدلة هذا القول‪:‬‬


‫‪-1‬حديث صأهيب)‪  (4‬أن رسول ال ‪ ‬قال‪":‬كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر ‪] ...‬وفيه أن‬
‫الغلم قال للملك‪ [:‬إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ‪ .‬قال‪ :‬وما هو؟ قال‪ :‬تجمع الناس في‬
‫سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس‪ ،‬ثم قل‬
‫صأعيد واحد وتصلبني على جذع‪ ،‬ثم خذ ً‬
‫باسم ال رب الغلم ثم ارمني‪ ،‬فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ‪ .‬فجمع الناس في صأعيد واحد‪ ،‬وصألبه‬
‫على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال‪ :‬باسم ال رب الغلم‪ ،‬ثم‬
‫رماه فوقع السهم في صأدغه‪ ،‬فوضع يده في صأدغه في موضع السهم فمات‪ ،‬فقال الناس‪ :‬آمنا برب‬
‫الغلم‪ ،‬آمنا برب الغلم‪ ،‬آمنا برب الغلم ‪ .‬فأتي الملك فقيل له‪ :‬أرأيت ما كنت تحذر؟ قد وال نزل‬
‫بك حذرك قد آمن الناس ‪ .‬فأمر بالخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران‪ ،‬وقال‪ :‬من لم‬
‫يرجع عن دينه فأحموه فيها)‪ ،(5‬أو قيل له‪ :‬اقتحم ‪ .‬ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صأبي لها‬
‫فتقاعست أن تقع فيها‪ ،‬فقال لها الغلم‪ :‬يا أمه اصأبري فإنك على الحق")‪.(6‬‬

‫)( ملة الرحابطة ف عددها الصادرإ ف شعبان ‪1423‬هـ‬ ‫‪1‬‬

‫)( موقع السلم اليوم تارإيخ الفتوىر ‪9/4/1424‬هـ ‪www.islamtoday.net‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الختارإ ف حكم النتحارإ خوف إفشاء السرحارإ ص‪68:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( صهيب الرحومي )صحاب(‪:‬أبو ييح صهيب بن سنان النمجمرحي‪ ،‬ويعرحف بالرحومي لنه أقام ف الرحوم مــدة‪ ،‬وهــو مــن أهــل‬ ‫‪4‬‬

‫الزيرحة قسلبي من قرحية عنريعنعوىر من أعمجمال الوصل‪ ،‬من كبارإ الســابقي البــدرإيي‪ ،‬رإوىر أحـاديث معــدودة‪ ،‬وكـان فاضـلا وافــرح‬
‫الرحم ــة موص ــوفاا ب ــالكرحم والس ــمجماحة‪ ،‬وكــان م ــن اع ــتزل الفتن ــة‪ ،‬ت‪88:‬هـ ـ ‪ .‬ينظ ــرح‪ :‬الس ــتيعاب فـ ـ معرحف ــة الص ــحاب‬
‫‪ ،2/726‬سي أعلم النبلء ‪ ،2/17‬الصابة ف تييز الصحابة ‪3/449‬‬
‫كرحها ‪.‬‬
‫)( فأرحوه ‪ :‬بمجمزة قطع وحاء ساكنة أي ارإموه‪ ،‬وف نسخة لصحيح مسلم بالقاف )وأقحمجموه( أي اطرححوه ا‬ ‫‪5‬‬

‫الديباج على صحيح مسلم بن الجماج ‪6/306‬‬


‫)( رإواه مسلم ف كتاب الزهد والرحقائق برحقم )‪(3005‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪103‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجه السإتدلل‪ :‬في الحديث دليل على جواز قتل النفس في سبيل الدين ومصلحة المسلمين‬
‫العامة‪ ،‬وذلك من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن الغلم أمر الملك بقتل نفسه‪ ،‬ودله على الطريقة التي لم يستطع الملك قتله إل‬
‫بها‪ ،‬وكان الدافع وراء ذلك هو مصلحة الدين والدعوة إليه ‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن ال تعالى أثنى على الذين آمنوا برب الغلم‪ ،‬وكان يقال لهم‪ :‬ارجعوا عن‬
‫دينكم‪ ،‬أو ألقوا أنفسكم في النار‪ ،‬فكانوا يقتحمون في النار‪ ،‬نصراً للدين وإيثاراً لدينهم على‬
‫)‪(1‬‬
‫دنياهم‪ ،‬بل إن الرضيع نطق يحث أمه على القدام ليدما ترددت عن اقتحام النار ‪.‬‬
‫ويناقش هذا الدليل بأنه من شرع من قبلنا وليس بشرع لنا ‪ .‬وقد كان في الشرائع السابقة‬
‫شيء من هذا القبيل‪ ،‬كما أمر ال بني إسرائيل بقتل أنفسهم عند توبتهم في قوله تعالى‪ :‬قوإتلذ ققاقل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫تت‬ ‫ت تت‬
‫سُكلم‬ ‫سُكلم باترقخاذُكُم ا لعلجقل فقيُتوُبوا إقلى قباترئُكلم قفاقليتُيُلوا أقنليُف ق‬ ‫ُموقسى لقلومه قيا ققيلوم إنلُكلم ظقلقلمتُلم أقنليُف ق‬
‫ب اللرتحيُم )‪ ] (54‬البقرحة‪[ 54 :‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ب قعلقليُكلم إتنلهُ ُهقو التليلوا ُ‬ ‫خييمر لقُكلم علنقد قباترئُكلم فقيقتا ق‬
‫قذلُكلم ق ل‬
‫وهذا مما هو معلوم أنه غير مشروع في شرعنا‪ ،‬لن شرعنا جاء بمنعه وتحريم قتل النفس‪ ،‬كما‬
‫تقدم في أدلة تحريم النتحار ‪.‬‬
‫ويجاب عنه بأن شرع من قبلنا شرع لنا إذا صأح بطريق الوحي ولم يصرح بنسخه‪ ،‬وهومذهب‬
‫طائفة العلماء‪ ،‬منهم‪ :‬جمهور الحناف‪ ،‬والمالكية‪ ،‬وأحد قولي الشافعية‪ ،‬والصحيح عند الحنابلة‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬
‫ثم أن شرعنا أثنى على هذا الفعل وأتى به في معرض المدح والقرار‪ ،‬فدل على أنه ليس من‬
‫)‪(3‬‬
‫النتحار المحرم ‪.‬‬
‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪22:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كشف السرحارإ ‪ ،213-3/212‬الفصول ف الصول ‪ ،28-3/19‬النتقـى شـرححا الوطـأ ‪ ،7/133‬أحكـام القـرحآن‬ ‫‪2‬‬

‫لبن العرحب ‪ ،39-1/38‬البحرح اليط ‪ ،47-8/42‬حاشية العطارإ على شرححا اللل اللـي ‪ ،394-2/393‬شـرححا‬
‫الكوكب الني ص‪ ،592:‬رإوضة الناظرح ‪ ،161-1/160‬الحكام للمدي ‪4/147‬‬
‫)( الختارإ ف حكم النتحارإ خوف إفشاء السرحارإ ص‪ ،40:‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪110:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪104‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حديث ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال ‪ ‬لما كانت الليلة التي أسري بي‬ ‫‪(1‬‬
‫فيها أتت علي رائحة طيبة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال‪ :‬هذه رائحة ماشطة ابنة‬
‫فرعون وأولدها‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما شأنها؟ قال‪ :‬بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت‬
‫التملدقرى)‪(1‬من يديها فقالت‪ :‬بسم ال‪ ،‬فقالت لها ابنة فرعون‪ :‬أبي؟‪ .‬قالت‪ :‬ل‪ ،‬ولكن ربي ورب‬
‫أبيك ال ‪ .‬قالت‪ :‬أخبره بذلك ‪ .‬قالت‪ :‬نعم ‪ .‬فأخبرته فدعاها فقال‪ :‬يا فلنة وإن لك رباً غيري؟‬
‫قالت‪ :‬نعم ربي وربك ال ‪ .‬فأمر ببقرة من نحاس فأحميت‪ ،‬ثم أمر بها أن تلقى هي وأولدها فيها‬
‫‪ .‬قالت‪ :‬له إن لي إليك حاجة ‪ .‬قال‪ :‬وما حاجتك؟ قالت‪ :‬أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي‬
‫في ثوب واحد وتدفننا ‪ .‬قال‪ :‬ذلك لك علينا من الحق ‪ .‬قال‪ :‬فأمر بأولدها فألقوا بين يديها‬
‫واحدا إلى أن انتهى ذلك إلى صأبي لها مرضع‪ ،‬وكأنها تقاعست من أجله‪ ،‬قال‪ :‬يا أمه‬
‫ً‬ ‫واحداً‬
‫اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الخرة فاقتحمت")‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دل الحديث على جواز مباشرة قتل النفس في سبيل ال‪ ،‬وأن هذا الفعل‬
‫)‪(3‬‬
‫ليس من قتل النفس المحرم الذي جاءت به النصوص‪ ،‬وذلك من وجهين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المرأة في هذه القصة لم تلق في النار بالقوة وبالمعالجة‪ ،‬بل إنها اقتحمت بنفسها‬
‫وباشرت الدخول في النار‪ ،‬ولم تصبر حتى تجبر على القتحام ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال أنطق الطفل ليأمر أمه بالقتحام في النار‪ ،‬ولو كان في قتل النفس للدين أي محظور‬

‫)( )اللردعرإىر(‪ :‬شيء يـقرعمجمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان الشط وأطرعول منه‪ ،‬يسفرححا به الشعرح التلفبد‬ ‫‪1‬‬

‫ويستعمجمله من ل قمرشط له ‪ .‬النهاية مادة )درإىر( ‪2/115‬‬


‫)( رإواه أحد ‪ ،1/309‬والاكم ‪ 2/538‬وقال‪ ":‬هذا حديث صحيح السناد ول يرحجاه"‪ ،‬وابن حبان ‪،7/163‬‬ ‫‪2‬‬

‫والطبان ف العجمم الكبي ‪ ،11/450‬والضياء القدسي ف الحاديث الختارإة ‪ ،10/275‬كلهم من طرحيق حاد بن‬
‫سلمجمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ‪.‬‬
‫والديث ف إسناده عطاء بن السائب وهو من تكلم فيه الئمجمة بسبب اختلطه ‪ .‬قال أحد‪ :‬من سع منه قديا كان‬
‫صحيحا ومن سع منه حديث ل يكن بشيء ‪.‬‬
‫ينظرح ف ترحجته‪ :‬الكامل ف ضعفاء الرحجال ‪ ،5/362‬تذيب الكمجمال ‪ ،20/86‬تذيب التهذيب ‪7/183‬‬
‫)( الختارإ ف حكم النتحارإ خوف إفشاء السرحارإ ص‪40-39:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪105‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لما أثنى الشارع على هذا الفعل‪ ،‬وما إنطاق الطفل إل آية لبيان فضل هذا الفعل ‪.‬‬
‫ويناقش هذا الدليل بأنه من شرع من قبلنا وليس بشرع لنا‪ ،‬كما تقدم في مناقشة الدليل السابق ‪.‬‬
‫ويجاب عنه بأن شرع من قبلنا شرع لنا إذا صأح بطريق الوحي ولم يصرح بنسخه ‪ ،‬وقد أثنى‬
‫)‪(1‬‬
‫شرعنا على هذا الفعل وأتى به في معرض المدح والقرار ‪.‬‬

‫أن القول بالجواز يتفق مع القواعد الفقهية‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫‪(2‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪ -1‬قاعدة )إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما( ‪.‬‬
‫وإذا اجتمعت المفاسد فإن أمكن درؤها جميعها فهو الواجب‪ ،‬وإن تعذر درء الجميع درأنا‬
‫)‪(3‬‬
‫الفسد فالفسد ‪.‬‬
‫ووجه ذلك‪ :‬أن الضرورات تبيح المحظورات‪ ،‬فإذا وجد محظورات وكان من الواجب أو من‬
‫)‪(4‬‬
‫الضروري ارتكاب أحد الضررين فيلزم ارتكاب أخفهما وأهونهما ‪.‬‬
‫وارتكاب أخف الضررين إنما يحصل في هذه المسألة باستبقاء المئات بأن يفدي المأسور‬
‫)‪(5‬‬
‫المسلمين بقتل نفسه ‪.‬‬
‫وقد أشار إلى هذه القاعدة الشيخ محمد بن إبراهيم في فتواه آنفة الذكر ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪ -2‬قاعدة )يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام( ‪.‬‬
‫وبناءً على هاتين القاعدتين ونحوهما أجاز الفقهاء أجازوا قتال الكفار إذا تترسوا بالمسلمين‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪40:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( درإرإ الكام شرححا ملة الحكام ‪ ،1/41‬الفرحوق ‪ ،1/210‬قواعد الحكام ‪ ،1/93‬النثورإ ف القواعد الفقهية‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1/348‬القواعد لبن رإجب ص‪246:‬‬


‫)( قواعد الحكام ‪1/93‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( درإرإ الكام شرححا ملة الحكام ‪1/41‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الختارإ ف حكم النتحارإ خوف إفشاء السرحارإ ص‪60-55:‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( غامجمز عيون البصــائرح ‪ ،1/280‬كنــز الـدقائق مــع شــرححه تـبيي القــائق ‪ ،6/147‬الفتـاوىر النديــة ‪ ،5/395‬حاشـية‬ ‫‪6‬‬

‫البجميمي على النهج ‪4/178‬‬


‫‪106‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في حال الضرورة‪ ،‬ولو أدى إلى قتل المسلمين‪ ،‬واختلفوا في غير حال الضرورة‪ ،‬كما سيأتي بيانه‬
‫عند الكلم على مسألة التترس ‪.‬‬
‫ومن المعيلوم أن نزول الضرر العام بالمسلمين أو جيشهم هو من قبيل الضرورة‪ ،‬فيقال فيه‬
‫حينئذ ما يقال في مسيألة التيترس‪ ،‬بدفع الضرر العام‪ ،‬ولو ترتب عليه هلك نفس مؤمنة ‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬المنع ‪ .‬وإذا قتل المجاهد نفسه في هذه الحالة فإنه يكون منتحراً ‪.‬‬
‫وممن ذهب إلى هذا القول د ‪ .‬مرعي بن عبد ال بن مرعي‪ ،‬حيث قال في رسالته العلمية‬
‫)أحكام المجاهد بالنفس في سبيل ال(‪":‬الواجب في حق السير أن يقاوم العدو بكل ما يستطيع‬
‫حتى يقدر عليهم‪ ،‬أو يقتلوه هم بأيديهم‪ ،‬فإن لم يقدر على مقاومتهم فليصبر ويتحمل ويحتسب مهما‬
‫بلغ تعذيبه وليبشر بالمثوبة والجر العظيم من ال عز وجل ول يكشف للعدو أسرار المجاهدين‬
‫ومواقعهم وعددهم وعدتهم مهما بالغوا في تعذيبه‪ ،‬وله أن يخبرهم بخلف الواقع تلميحاً وتورية ‪...‬‬
‫أو تصريحاً إذا اضطروه إلى ذلك لنه مكره على الكذب")‪.(1‬‬

‫ومن أدلة هذا القول‪:‬‬


‫‪ (1‬عموم أدلة تحريم قتل النفس ‪ .‬وقد تقدم ذكر بعضها ووجه الستدلل بها على تحريم قتل‬
‫)‪(2‬‬
‫النفس في المطلب السابق بما يغني عن إعادته ‪.‬‬

‫‪ (2‬القياس على مسألة تحريم إلقاء بعض الركاب إذا ثقلت بهم السفينة لتحصيل نجاة الباقين‬
‫بجامع التخلص من بعض المسلمين لستبقاء جماعتهم ‪.‬‬
‫وقد ذهب عامة أهل العلم إلى تحريم هذا الفعل)‪ ،(3‬ولم ير جوازه إل بعض فقهاء المالكية‬
‫)( أحكام الاهد بالنفس ف سبيل ال ف الفقه السلمي ‪2/600‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظرح ص‪ 94 :‬من هذا البحث‬ ‫‪2‬‬

‫)( حاشية ابن عابدين ‪ ،6/271‬تفسي القرحطب ‪ ،15/126‬أحكام القرحآن لبن العرحب ‪ ،4/31‬ناية التاج‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،367-7/366‬أسن الطالب ‪ ،80-4/79‬قواعد الحكام ‪ ،1/96‬كشاف القناع ‪ ،4/132‬مطالب أول النهى‬


‫‪4/95‬‬
‫‪107‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫منهم اللخمي)‪ ،(1‬وردد عليهم بعض فقهاء المذهب كابن العربي والقرطبي)‪.(2‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل‪ :‬بأن قياس مسألة السير لدى الكفار على مسألة السفينة‪ ،‬وإن كان‬
‫قوياً في ظاهر الصورة‪ ،‬إل أنه بالتأمل يظهر أنه قياس مع الفارق ‪.‬‬
‫ووجه ذلك أن مسألة السير من باب مسائل الجهاد المتعلقة بالمصالح العامة للمة‪ ،‬والتي‬
‫يغتفر فيها في التغرير بالنفوس ما ل يغتفر في غيرها‪ ،‬أما مسألة السفينة فليست من هذا الباب‪،‬‬
‫بل هي خاصأة بركاب السفينة ‪.‬‬

‫ويؤيد هذا المعنى أن عامة أهل العلم جدوزوا قتل الترس من المسلمين عند الضرورة كما تقدم‪،‬‬
‫على عكس ما ذهبوا إليه في مسألة السفينة‪ ،‬مما يدل على وجود الفارق بين المسألتين‪.‬‬
‫قال الغزالي ‪-‬في معرض كلمه على مسألة التترس‪":-‬فهذا مثال مصلحة غير مأخوذة بطريق‬
‫القياس على أصأل معين ‪ .‬وانقدح اعتبارها باعتبار ثلثة أوصأاف أنها ضرورة قطعية كلية‪ ،‬وليس في‬
‫معناها ما لو تترس الكفار في قلعة بمسلم إذ ل يحل رمي الترس إذ ل ضرورة فبنا غنية عن القلعة‬
‫فنعدل عنها إذ لم نقطع بظفرنا بها ; لنها ليست قطعية بيل ظنية‪ ،‬وليس في معناها جماعة في‬
‫سفينة لو طرحوا واحدا منهم لنجوا‪ ،‬وإل غرقوا بجملتهم ; لنها ليست كلية إذ يحصل بها هلك‬
‫عدد محصور‪ ،‬وليس ذلك كاستئصال كافة المسلمين; ولنه ليس يتعين واحد للغراق إل أن‬
‫)‪(3‬‬
‫يتعين بالقرعة ول أصأل لها"‬

‫والحاصأل أن قياس مسألة السير على مسألة الترس أشبه بقياسها على مسألة السفينة‪ ،‬وال تعالى‬

‫)( منح الليل ‪ ،7/514‬أنوارإ البوق ف أنواع الفرحوق ‪4/71‬‬ ‫‪1‬‬

‫فاضل ديناا ا‬
‫متفننا‬ ‫ا‬ ‫واللخمجمي هو‪ :‬أبو السن علي بن ممجمد الرحبعي العرحوف باللخمجمي‪ ،‬قيوان نزل سفاقس‪ ،‬وكان ا‬
‫فقيها‬
‫ذا حظ من الدب‪ ،‬طارإت فتاويه وبقي بعد أصحابه فحاز رإياسة أفرحيقية‪ ،‬له تعليق كبي على الدونة ساه التبصرحة‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪498‬هـ ‪ .‬ينظرح‪ :‬الديباج الذهب ‪ ،1/203‬شذرإات الذهب ‪ ،3/346‬العلم ‪4/328‬‬
‫)( تفسي القرحطب ‪ ،15/126‬أحكام القرحآن لبن العرحب ‪4/31‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الستصفى ص‪176:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪108‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫أما ما ذكره د‪.‬مرعي من أن الواجب على السير أن يصبر ويتحمل ويحتسب مهما بلغ تعذيبه ول‬
‫يكشف للعدو أسرار المجاهدين ومواقعهم وعددهم وعدتهم‪ ،‬فإذا بالغوا في تعذيبه له أن يخبرهم‬
‫بخلف الواقع تلميحاً وتورية‪ ،‬أو تصريحاً إذا اضطروه إلى ذلك لنه مكره على الكذب)‪(1‬؛ فل شك‬
‫أن الخذ بالصبر والخذ بالتورية والكذب صأحيح من جهة الصأل وهو المقدم في هذه الحالة‪ ،‬لكنه‬
‫في الواقع ل يمكن أن ُيعمل به مطلقاً في جميع الحوال‪ ،‬وفرض هذه المسألة كما تقدم في تحرير‬
‫محل النزاع أن هذا السير ل يستطيع الصبر على التعذيب‪ ،‬ول يقدر على التخلص من العدو بحيلة‬
‫أو تضليل ‪.‬‬

‫الترجيح‬

‫بناءً على ما تقدم من ذكر أدلة الفريقين والمناقشة‪ ،‬يتبين أن المسألة خطيرة وحرجة في الواقع‪ ،‬إل‬
‫أن أقرب القولين – وال أعلم – هو القول الول القائل بالجواز‪ ،‬وعليه يجوز للسير أن يبادر بقتل‬
‫)‪(2‬‬
‫نفسه‪ ،‬لكن هذا الترجيح لبد أن يقيد بالشروط التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن تكون نيته خالصة ل‪ ،‬ودافعه لهذا العمل حماية المسلمين وبيضتهم‪ ،‬ل أن يكون الوازع‬
‫عدم الصبر على العذاب والضجر مما نزل به ‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن يكون السر خطيرًا‪ ،‬يترتب على كشفه ضرر كبير يلحق بالمسلمين ‪.‬‬

‫جي‪ -‬أن ل يستطيع حامل السر الصمود أمام التعذيب‪ ،‬ول قدرة له على ذلك‪ ،‬فإن كان له قدرة‬
‫وصأبمر على ذلك حتى الموت فل يجوز النتحاروهذا يتطلب معرفة أساليب الطواغيت والعداءفى‬
‫التعذيب حتى يكون على بينة من أمره وواقعه ويتصرف على علم بذلك ‪.‬‬

‫)( أحكام الاهد بالنفس ف سبيل ال ف الفقه السلمي ‪2/600‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الختارإ ف حكم النتحارإ خوف إفشاء السرحارإ ص‪ ،69:‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪115:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪109‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫د ‪ -‬أن يقع صأاحب السر في أيدي العداء حقيقة‪ ،‬أو يغيلب على ظنه أنه واقيع ل محالة‪ ،‬ل‬
‫بمجرد احتمال الوقوع في أيديهم ‪.‬‬
‫فلو كان المجاهد الذي يحمل السإرار محاص ار في مكان ما فإنه ل يخلو من حالين‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون هناك سبيل للفرار‪ ،‬أو المقاومة حتى النجاة أو القتل‪ :‬فل يجوز النتحار‪ ،‬بل‬
‫يجب عليه أن يقاوم‪ ،‬ويستفرغ وسعه وجهده في الفرار منهم أو حملهم على قتله ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل يكون هناك سبيل للفرار والمقاومة‪ ،‬ويغلب على ظنه أنه سيؤسر‪ :‬ففي هذه الحالة‬
‫إن غلب على ظنه أن العدو سيكرهه على إفشاء السرار كأن يكون قائداً معروفاً فإنه يجوز‬
‫له قتل نفسه‪ ،‬وإن غلب على ظنه أن العدو ل يعلم به أو ل يكرهه فل يجوز له قتل‬
‫نفسه‪،‬والصل أن يقاتل المجاهد ول يسإتأسإر ‪,‬ينتصر أو يموت‪ ,‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تفجير النفس بقصد النكاية بالعدو‬

‫وفيييه مسألتان‪:‬‬

‫المسإألة الولى‪ :‬صورةا تفجير النفس بقصد النكاية بالعدو‬

‫هذه الصورة هي أشهر صأور العمال الفدائية في الوقت الحاضر‪ ،‬وتكاد تكون هي المرادة عند‬
‫إطلق مصطلح العمال الفدائية التي اختلفت فيها أقوال أهل العلم المعاصأرين ‪.‬‬
‫وتتمثل هذه الصورة في أنواع كثيرة من العمال التي يفجر فيها المجاهد نفسه لتحقيق النكاية‬
‫بالعدو‪ ،‬كأن يمل حقيبته أو سيارته بالمواد المتفجرة‪ ،‬أو يلف نفسه بحزام ناسف مليء بالمواد‬
‫المتفجرة‪ ،‬أو يشاركهم الركوب في وسيلة نقل كبيرة كحافلة أو طائرة أو قطار ونحو ذلك‪ ،‬أو يتظاهر‬
‫بالستسلم لهم حتى إذا كان في جمع منهم ورأى الفرصأة مواتية فجر ما يحمله من المواد المتفجرة‬
‫بنفسه وبمن حوله‪ ،‬مما يؤدي إلى قتةل وجرةح وتدمير في أشخاص العدو وآلته‪ ،‬وحتماً سيكون منفذ‬
‫)‪(1‬‬
‫العملية من بين القتلى وذلك لنه غالباً ما يكون القرب إلى المادة المتفجرة ‪.‬‬
‫وأكثر ما يقع في هذه الصور هو قيام المجاهد بتلغيم الجسم أو السيارة أو الحقيبة‪ ،‬والدخول بها‬
‫بين تجمعات العدو أو مناطقه الحيوية ومرافقه المهمة‪ ،‬ومن ثم تفجير نفسه في الوقت والمكان‬
‫المناسب‪ ،‬محدثاً بذلك أكبر عدد من الضحايا أو الخسائر في صأفوف العدو‪ ،‬نظراً لعنصر المفاجأة‬
‫)‪(2‬‬
‫وعمق الدخول ‪.‬‬

‫المسإألة الثانية‪ :‬الحكما الشرعي لتفجير النفس بقصد النكاية بالعدو‬

‫لم يتعرض الفقهاء المتقدمون لهذه المسألة‪ ،‬لنها لم تكن متصورة في زمنهم‪ ،‬وإنما نشأت في‬
‫العصر الحديث بسبب ظهور الكتشافات الحديثة والمواد المتفجرة ‪.‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪22:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت ؟ ص‪4:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪111‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وقد اختلف العلماء المعاصأرون في هذه الصورة على أربعة أقوال‪:‬‬


‫القول الول ‪ :‬جواز تفجير النفس بقصد النكاية بالعدو ‪:‬‬
‫وذهب إليه جمع من العلماء والفقهاء المعاصأرين كالدكتور وهبة الزحيلي‪ ،‬والدكتور يوسف القرضاوي‪،‬‬
‫والدكتور علي الصوا‪ ،‬والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬والدكتور عجيل النشمي‪ ،‬وشيخ الزهر‬
‫محمد سيد طنطاوي)‪ ،(1‬ومفتي سوريا الشيخ أحمد كفتارو)‪ ،(2‬وهو المفهوم من فتوى الشيخ‬
‫اللباني)‪. (3‬‬
‫وبالجواز قال عدد من علماء السعودية‪ ،‬فقد نُتقل عن الشيخ عبد ال بن حميد في فتوى له عام‬
‫‪1400‬هي)‪ ،(4‬وأفتى به الشيخ عبد ال البسام)‪،(5‬والشيخ عبد ال بن منيع)‪ ،(6‬والشيخ حمود العقل)‪،(7‬‬
‫والشيخ سليمان العلوان)‪.(8‬‬
‫وممن أجازها الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه ال‪ -‬في إحدى فتاويه بشرط وجود مصلحة كبيرة‪،‬‬
‫ونفع عظيم ‪ .‬فقال‪":‬هذا الشاب الذي وضع على نفسه اللباس الذي يقتل أول ما يقتل نفسه‪ ،‬فل‬
‫شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه‪ ،‬ول تجوز مثل هذه الحالة إل إذا كان في ذلك مصلحة‬
‫كبيرة للسلم‪ ،‬ل لقتل أفراد من أناس ل يمثلون رؤساء ول يمثلون قادة لليهود‪ ،‬أما لو كان هناك نفع‬
‫)( تنظرح فتاواهم ف‪ :‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪101-85 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ملة التمجمع ف عددها الصادرإ ف ‪25/8/2001‬م‬ ‫‪2‬‬

‫)( حيث أفت بواز هذه العمجمال ف النظام السلمي بأمرح أمي أو خليفة عال بأحكام السلم‪ ،‬وأنا ليست بذه‬ ‫‪3‬‬

‫الصورإة من النتحارإ الرحم ‪ .‬فمجمفهوم كلم الشيخ أنا من حيث الصل جائزة ف ذاتا وليست من قبيل النتحارإ ‪ .‬كمجما‬
‫ف كتاب‪ :‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪70:‬‬
‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪87:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( صحيفة البلد ف عددها الصادرإ ف ‪22/11/1421‬هـ‬ ‫‪5‬‬

‫)( ممجموع فتاوىر وبوث الشيخ عبد ال بن منيع ‪186-3/185‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( شبهات حول العمجمليات الستشهادية ص‪ ،34:‬والوقع الرحسي للشيخ ‪www.aloqla.com‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( موقع الشيخ سليمجمان العلوان الرحسي على شبكة النتنت ‪www.3lwan.org‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪112‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عظيم للسلم لكان ذلك جائزاً ‪ ...‬والحاصأل أن مثل هذه المور تحتاج إلى فقه وتدبر ونظر في‬
‫العواقب وترجيح أعلى المصلحتين ودفع أعظم المفسدتين‪ ،‬ثم بعد ذلك تقدر كل حالة بقدرها")‪.(1‬‬

‫ومن أدلة هذا القول مايلي‪:‬‬


‫الدليل الول ‪ :‬ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الشعري ‪ ‬أن رجلً أعرابياً أتى النبي ‪‬‬
‫مكانه‪ ،‬فمن في‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬الرجل يقاتل للمغنم‪ ،‬والرجل يقاتل ليُلذقكر‪ ،‬والرجل يقاتل ُليرى ُ‬
‫سبيل ال؟ فقال رسول ال ‪":‬من قاتل لتكون كلمة ال أعلى فهو في سبيل ال")‪.(2‬‬
‫وجه السإتدلل‪ :‬أن الشارع جعل العتبار في مصير قياتل نفسه وباذلها للنية والمقصد‪ ،‬فدل على‬
‫)‪(3‬‬
‫أن مدار الحكم على النية ‪.‬‬
‫وإذا كان مدار الحكم على النية‪ ،‬فإن بذل النفس متى ما كان لعلء كلمة ال والنكاية بأعداء ال‬
‫فهو مشروع دون اعتبار لوسيلة هذا البذل‪ ،‬إذا غلب على الظن أن هذه الوسيلة موصألة للمقصود‬
‫ويناقش هذا الدليل بأنه ل يصح الستدلل بهذا الحديث على جواز هذه العمال‪ ،‬لن غاية ما‬
‫يستفاد منه اشتراط النية الخالصة في الجهاد‪ ،‬ومن المعلوم أن النية ل تكفي وحدها لجواز العمل ما‬
‫لم تقترن بها صأحة العمل ومشروعيته‪ ،‬وهذا هو الملدقعى ‪.‬‬
‫وأما وسيلة بذل النفس‪ ،‬فإن عدم ورودها في الحديث ليس دليلً على عدم اعتبارها‪ ،‬والغاية‬
‫المشروعة ل تبرر الوسيلة الممنوعة ‪.‬‬

‫الدليل الثاني ‪ :‬عن صأهيب ‪ ‬أن رسول ال ‪ ‬قال‪":‬كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر‬
‫‪] ...‬وفيه أن الغلم قال للملك‪ [:‬إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ‪ .‬قال‪ :‬وما هو؟ قال‪:‬‬
‫تجمع الناس في صأعيد واحد وتصلبني على جذع‪ ،‬ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في‬

‫)( الفتاوىر الشرحعية ف القضايا العصرحية ص‪172-170:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رإواه البخارإي ف كتاب العلم ) ‪ ،(123‬ومسلم كتاب المارإة ) ‪ ( 1904‬واللفظ له‬ ‫‪2‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪112:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪113‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كبد القوس‪ ،‬ثم قل باسم ال رب الغلم ثم ارمني‪ ،‬فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ‪ .‬فجمع الناس‬
‫سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم‬
‫في صأعيد واحد‪ ،‬وصألبه على جذع ثم أخذ ً‬
‫قال‪ :‬باسم ال رب الغلم‪ ،‬ثم رماه فوقع السهم في صأدغه‪ ،‬فوضع يده في صأدغه في موضع‬
‫السهم فمات‪ ،‬فقال الناس‪ :‬آمنا برب الغلم‪ ،‬آمنا برب الغلم‪ ،‬آمنا برب الغلم ‪ .‬فأتي الملك‬
‫فقيل له‪ :‬أرأيت ما كنت تحذر؟ قد وال نزل بك حذرك قد آمن الناس ‪ .‬فأمر بالخدود في أفواه‬
‫السكك فخدت وأضرم النيران‪ ،‬وقال‪ :‬من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها‪ ،‬أو قيل له‪ :‬اقتحم ‪.‬‬
‫ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صأبي لها فتقاعست أن تقع فيها‪ ،‬فقال لها الغلم‪ :‬يا أمه اصأبري‬
‫فإنك على الحق")‪.(1‬‬
‫وجه السإتدلل‪ :‬في الحديث دليل على جواز قتل النفس لمصلحة الدين من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن الغلم أمر بقتل نفسه‪ ،‬بل إنه دل الملك على الطريقة التي لولها لما استطاع‬
‫قتله فصار شريكاً في إزهاق نفسه‪ ،‬لن رأيه كان هو السبب المباشر لقتله‪ ،‬لكن لمديا كان الدافع‬
‫وراء هذا الفعل هو مصلحة الدين جاز‪ ،‬فدل هذا على جواز التسبب في قتل النفس إذا كان‬
‫لمصلحة السلم والمسلمين ‪.‬‬
‫وفي هذا يقول ابن تيمية‪":‬وفيها ألن الغلم أمر بقتل نفسه لجل مصلحة ظهور الدين؛ ولهذا‬
‫ف الكفار وإن غلب على ظدنه أنهم يقتلونه إذا كان‬
‫صأ د‬
‫قجلوز الئمة الربعة أن ينغمس المسلم في ق‬
‫في ذلك مصلحة للمسلمين")‪.(2‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن ال تعالى أثنى على الذين آمنوا برب الغلم‪ ،‬وكان يقال لهم ارجعوا عن دينكم‬
‫أو ألقوا أنفسكم في النار‪ ،‬فكانوا يقتحمون في النار‪ ،‬نصراً للدين وإيثاراً لدينهم على دنياهم‪ ،‬بل إن‬
‫)‪(3‬‬
‫الرضيع نطق يحث أمه على القدام لما ترددت عن اقتحام النار ‪.‬‬

‫)( تقدم ترحيه ص‪ 103 :‬من هذا البحث‬ ‫‪1‬‬

‫)( ممجموع الفتاوىر ‪28/540‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪22:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪114‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويناقش هذا الدليل من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬ما تقدم ذكره من أن الحديث من شرع من قبلنا وليس بشرع لنا ‪ .‬ويجاب عنه بأن شرع‬
‫)‪(1‬‬
‫من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ‪ ،‬وقد أثنى على هذا الفعل وأتى به في معرض المدح والقرار ‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬يكون تفجير النفس وقتلها في سبيل مصلحة الدين مخصوصأاً من عموم تحريم قتل‬
‫النفس‪ ،‬لن المراد بتحريم قتل النفس هو قتلها جزعاً أو تخلصاً من اللم أو مبادرًة بها دون مصلحة‬
‫)‪(2‬‬
‫شرعية ‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬يناقش هذا الدليل من وجه ثاةن بما قال الشيخ محمد بن عثيمين‪":‬أن فعل الغلم إنما‬
‫جاز لنه حصل فيه نفع كبير للسلم‪ ،‬حيث آمنت أمة بأكملها‪ ،‬فإذا حصل مثل هذا النفع فللنسان‬
‫أن يفدي دينه بنفسه‪ ،‬أما مجرد قتل عشرة أو عشرين دون فائدة ودون أن يتغير شيء ففيه نظر بل هو‬
‫حرام")‪.(3‬‬
‫ويجاب عنه بما تقدم بيانه من آثار هذه العمال المختلفة على أفراد العدو ودولتهم‪ ،‬فقد أثبتت‬
‫البحوث والدراسات الثر الشيديد لهذه العمال المنكية بالعدو‪ ،‬وأنها أخيطر ما ييهددد دولة اليهود ‪.‬‬
‫فالذي يظهر للباحث والمتأمل عن قرب أن قول الشيخ عفا ال عنه أن نفع هذه العمال"مجرد قتل‬
‫عشرة أو عشرين دون فائدة ودون أن يتغير شيء"اجتهاد يرده الواقع الحقيقي لهذه العمال على‬
‫أرض فلسطين ‪,‬ونحن دائما نحذر من العمليات الفردية العشوائية لن ضررها أكثر من نفعها وتأتى‬
‫غالباً بالسلب والضرر على المجاهدين فضل عن قتل المجاهد المنفذ للعملية وهو كنز ثمين وقيمة‬
‫وثروة غالية وفقده خسارة كبيرة للجهاد والمجاهدين ولعموم المسلمين إن لم تكن نكايته كبيرة مؤثرة‬
‫موجعة للعدو إن لم تقضى عليه تقصم ظهره وتجعله يترنح وبعملية أخرى مثلها ينهار وينتهى أمره‬
‫‪,‬فمثل هذه العمليات المدروسة المتقنة نشجعها ونحرض عليها وندعمها بكل مانستطيع نصرة لدين‬
‫ال العظيم‪.‬‬

‫)( ينظرح ص‪ 104 :‬من هذا البحث‬ ‫‪1‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪110:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)(الفتاوىر الشرحعية ف القضايا العصرحية ص‪171:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪115‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الدليل الثالث‪ :‬القياس على تعريض المجاهد نفسه للقتل باقتحامه صأفوف العدو بجامع غلبة الظن‬
‫في تحقيق النكاية بالعداء‪ ،‬فإذا وجد هذا الوصأف كان العمل مشروعًا‪ ،‬وإذا لم يوجد كان العمل‬
‫)‪(1‬‬
‫ممنوعاً ‪.‬‬
‫ويناقش هذا القياس بأنه قياس مع الفارق‪ ،‬وليس كل وصأف مشترك بين صأور مختلفة يعد علة‬
‫لحكمها‪ ،‬والقول بأن علة الحكم غلبة الظن في تحقيق النكاية بالعداء‪ ،‬فيه نظر‪ ،‬لوجود الفرق بين‬
‫الصورتين وذلك من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن سبب الهلك في مسألة القتحام ليس حتميًا‪ ،‬بل هو محتمل‪ ،‬وقد ينجو المجاهد‬
‫من الهلك كما وقع في حوادث كثيرة ‪ .‬أما في صأورة تفجير النفس للنكاية بالعدو فسبب الهلك‬
‫حتمي قطعي ل احتمال فيه ‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن المجاهد في صأورة القتحام إنما يقصد قتل أعدائه فيقتل بأيديهم‪ ،‬أما في هذه‬
‫الصورة فالمجاهد يقصد قتل نفسه ليقتل غيره ‪.‬‬
‫ويجاب عن الوجه الثاني بأن الفارق بين التسبب في القتل ومباشرة القتل غير مؤثر في الحكم‪ ،‬لن‬
‫)‪(2‬‬
‫التسبب في القتل كالمباشرة ‪.‬‬
‫وبيان هذا‪ :‬أن القتحام على العداء نوع من التسبب في قتل النفس‪ ،‬والتسبب في قتل النفس مثل‬
‫مباشرة قتلها‪ ،‬كما أن التسبب بقتل الغير مساةو لمباشرة قتل الغير ‪ .‬حتى إن جمهور العلماء من‬
‫المالكية والشافعية والحنابلة أوجبوا القصاص على قاتل الغير بالتسبب كما يقتص من مباشر القتل)‪،(3‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪44:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪111:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( حاشية الدسوقي ‪ ،4/243‬التاج والكليل ‪ ،8/306‬الم ‪ ،6/7‬مغن التاج ‪ ،5/216‬الغن ‪ ،8/330‬كشاف‬ ‫‪3‬‬

‫القناع ‪509-5/508‬‬
‫قلت‪ :‬وقول المجمهورإ هو الصحيح ف هذه السألة‪ ،‬بل ول يكن أن تصلح أحوال الناس إل به‪ ،‬إذ القول بعدم‬
‫القصاص بالتسبب يفتح الباب لهل الفساد ‪.‬‬
‫ينظرح ف هذا ‪ :‬القتل بالسبب وآثارإه ف حقوق ال وحقوق العباد ص‪122-116:‬‬
‫‪116‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وخالف الحنفية فأوجبوا فيه الدية )‪. (1‬‬
‫والحاصأل أن المعين على القتل والقاتل في الجناية سواء‪ ،‬إل أن النصوص قد أخرجت المجاهد عن‬
‫)‪(2‬‬
‫هذا الصأل بأدلة خاصأة ‪.‬‬
‫فإذا رأينا أن الشارع أباح القتحام على العدو‪ ،‬وهو تسيبب في قتل النفس في سبيل ال‪ ،‬كان هذا‬
‫دليلً على إباحة مباشرة تفجير النفس في سبيل ال لتساوي المرين في العلة‪ ،‬وهي كون بذل النفس‬
‫)‪(3‬‬
‫في سبيل ال ومن أجل إعلء كلمة ال ‪.‬‬

‫قيلت‪ :‬بعد طيول تيأمل‪ ،‬يمكن أن ُتناققش مسألة التسبب والمباشرة منياقشة عيلمية بثلثة أمور‪:‬‬
‫المر الول‪ :‬أن اشتراك السبب والمباشرة فيما يترتب عليهما من عقوبة القصاص ل يلزم منه‬
‫اتفاقهما في أصأل الفعل‪ ،‬وفي أحكامه الخرى في جميع الحوال‪ ،‬لنه من المقرر أنه إذا اجتمع‬
‫)‪(4‬‬
‫المتسبب والمباشر أضيف المر إلى المباشر ‪.‬‬
‫المر الثاني‪ :‬أن أسباب القتل متفاوتة‪ ،‬وليست على درجة واحدة‪ ،‬فما كان منها تاماً في حصول‬
‫النتيجة فإنه يعطى حكم المباشرة –حال عدم المباشرة‪ -‬لشتراكهما في نتيجة الفعل‪ ،‬وما لم يكن‬
‫تاماً فإنه ل يكون كالملجيء‪ ،‬لعدم تمام تأثيره‪ ،‬وطروء الحتمال عليه ‪.‬‬
‫والقتحام كما ذكرنا في الوجه الول ليس سبباً حتمياً للهلك بل هو محتمل‪ ،‬فل يكون حكمه حكم‬
‫المباشرة ‪.‬‬
‫المر الثالث‪ :‬أن التسبب في قتل النفس بالقتحام إنما رخص فيه في باب الجهاد وطلب الشهادة‬
‫فقط‪ ،‬فل يقاس عليه المباشرة‪ ،‬لن أحكام الجهاد من المصالح العامة التي يغتفر فيها من التغرير‬

‫)( حاشية ابن عابدين ‪ ،5/242‬بدائع الصنائع ‪ ،7/239‬البحرح الرحائق ‪8/327‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪30:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪45:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( غامجمز عيون البصائرح ‪ ،1/465‬أنوارإ البوق ف أنواء الفرحوق ‪ ،2/208‬النثورإ فـ القواعــد الفقهيــة ص‪ ،136 :‬شـرححا‬ ‫‪4‬‬

‫الكوكب الني ص‪139:‬‬


‫‪117‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالنفوس ما ل يغتفر في غيرها ‪ .‬أما ما لم يرخص فيه وهو المباشرة فإنه يبقى على الصأل وهو‬
‫التحريم ‪.‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬أن هذه الصورة من العمال الفدائية جائزة من باب تقديم المصلحة العامة على‬
‫المصلحة الخاصأة‪.‬‬
‫قال الشاطبي لميدا تناول مسألة ما إذا كان قيام الشخص بالمصلحة العامة متلفاً لنفسه‪":‬وإن فُترض في‬
‫هذا النوع إسقاط الحظوظ فقد يترجح جانب المصلحة العامة‪ ،‬ويدل عليه أمران‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬قاعدة اليثار المتقدم ذكرها ‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬ما جاء في خصوص اليثار في قصة أبي طلحة في تتريسه على رسول ال صألى ال عليه‬
‫ت يده‪ ،‬ولم ينكر ذلك رسول ال صألى ال‬‫وسلم بنفسه وقوله‪ :‬نحري دون نحرك‪ ،‬ووقايته له حتى ُش ل ل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فهو إيثار راجع إلى تحدمل أعظم المشقات عن الغير‪ ،‬ووجه عموم المصلحة أنه وقى‬
‫)‪(1‬‬
‫بنفسه من يعم بقاؤه مصالح الدين وأهله"‬
‫ويناقش هذا الستدلل بأننا ل ننكر أن المصلحة العامة مقدمة على الخاصأة كما في اقتحام المجاهد‬
‫صأفوف العدو وحده‪ ،‬أو قول كلمة الحق عند سلطان جائر‪ ،‬لكن هذا مقيد بما إذا لم تكن هذه‬
‫المصلحة قد شهد الشرع بإلغائها‪ ،‬وقد جاء في النهي عن النتحار ما يدل على أن هذه المصلحة‬
‫المددعاة ملغاة لمعارضتها النصوص الشرعية ‪.‬‬
‫ويجاب عنه أن الستدلل على إلغاء هذه المصلحة بتحريم النتحار إنما يصح لو كانت هذه الصورة‬
‫تدخل في عموم تحريم النتحار‪ ،‬وقد بدينت سابقاً أن قتل النفس لمصلحة الدين مخصوص من عموم‬
‫النتحار المحرم ‪.‬‬

‫الدليل الخامس‪ :‬قول الصحابي ‪ .‬وبيانه‪ :‬ما رواه ابن أبي شيبة وغيره في قصة ابن الزبير والشتر‬

‫)( الوافقات ‪3/92‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪118‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النخعي)‪(1‬في خبر مسير عائشة وعلي وطلحة والزبير يوم الجمل‪ ،‬في قصة طويلة‪ ،‬وفيها أن الشتر‬
‫قال‪ ":‬إني أقبلت في ترلجترقجة)‪(2‬من قملذتحج)‪(3‬فإذا ابن قعلتاب)‪(4‬قد نزل فعانقني‪ ,‬فقال‪ :‬اقتلوني ومالكاً‪,‬‬
‫فضربته فسقط سقوطاً‪ ,‬ثم وثبت إلى ابن الزبير فقال‪ :‬اقتلوني ومالكاً‪ ،‬وما أحب أنه قال‪ :‬اقتلوني‬
‫والشتر‪ ,‬ول أن كل مقلذتحجية ولدت غلماً")‪.(5‬‬
‫قال الشعبي)‪ :(6‬وكان الناس ل يعرفونه بمالك‪ ،‬ولو قال‪ :‬والشتر وكانت له ألف نفس ما نجا منها‬

‫)( الشــت النخعــي‪ :‬مالــك بــن الــارإث النخعــي‪ ،‬ملــك العــرحب وأحــد الشـ ـرحاف والبطــال الــذكورإين‪ ،‬فقئــت عينــه يــوم‬ ‫‪1‬‬

‫اليموك‪ ،‬وكان شـهمجماا مطاعاا ذا فصـاحة وبلغاـة‪ ،‬ألفـب علـى عثمجمـان وقـاتلعه‪ ،‬وشـهد صـفي مـع علـي‪ ،‬ولـا رإجـع علـي مـن‬
‫موقعــة صــفي جهــز الشــت واليــاا علــى ديــارإ مصــرح فمجمــات فـ ـ الطرحيــق مســمجموماا ســنة ‪37‬هـ ـ ‪ .‬ينظــرح‪ :‬تارإيــخ دمشــق‬
‫‪ ،56/373‬تذيب الكمجمال ‪ ،27/126‬سي أعلم النبلء ‪4/34‬‬
‫)( لرإجلرحعجة ‪ :‬المجماعة الكثية ف الرحب ‪ .‬لسان العرحب مادة )رإجج( ‪2/281‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( عمرذلحج ‪ :‬من قبائل العرحب ‪ ،‬وسبب هذه التسمجمية أن أم مالك وطيـء لــمجما هلـك بعلهـا أذحجمـت علــى ابنيهـا أي لـ‬ ‫‪3‬‬

‫تتزوج بعده وأقامت عليهمجما‪ ،‬ث سيت القبيلة بذا السم ‪ .‬لسان العرحب مادة )ذحج( ‪2/278‬‬
‫)( ابن عفتاب ‪ :‬عبـد الرححـن بـن عتفـاب بـن أقعسـيد المـوي‪ ،‬أحـد التابعي‪ ،‬كان أبـوه عتفـاب مـن قمرسـللمجمة الفتـح‪ ،‬وولـد لـه‬ ‫‪4‬‬

‫عبد الرححن هذا ف آخرح حيـاة النـب ‪ ، ‬شـهد عبـد الرححـن يـوم المجمـل مـع طلحـة والزبيـ وعائشـة‪ ،‬والتقـى هـو والشـت‪،‬‬
‫فقيــل‪ :‬إنــه قتلــه الشــت‪ ،‬وقيــل‪:‬قتلــه جنــدب بــن زهي ـ ‪ .‬ينظــرح‪ :‬الطبقــات الكــبىر ‪ ،5/34‬تــذيب الســاء ‪،1/277‬‬
‫الصابة ف تييز الصحابة ‪5/43‬‬
‫)( رإواه ابن أب شيبة ف الصنف ‪ 8/708‬قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪-‬وهو حاد بن أسامة‪ -‬قال‪ :‬حدثن العلء بن‬ ‫‪5‬‬

‫النهال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عاصم بن قكلعيب الرحمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثن أب ‪ ...‬وذكرح قصة طويلة ‪.‬‬
‫وهذا السناد حسن‪ ،‬رإجاله ثقات عدا كليب بن شهاب الرحمي فإنه صدوق كمجما ف التقرحيب ‪ ، 1/462‬وينظرح‪:‬‬
‫تذيب الكمجمال ‪ ،24/211‬ميزان العتدال ‪8/176‬‬
‫وللحديث شواهد كمجما عند ابن أب شيبة ف الصنف من طرحيق أخرحىر ‪ ،8/693‬والطبي ف تارإيه ‪3/46،50،53‬‬
‫وابن عساكرح ف تارإيخ مدينة دمشق ‪383 ،56/382‬‬
‫)( الشـعب‪ :‬أبـو عمجمــرحو عـامرح بــن شـرحاحيل المجمـدان الكــوف مـن شـعب هــدان‪ ،‬علمــة التـابعي‪ ،‬كـان إمامــاا حافظـاا فقيهــاا‬ ‫‪6‬‬

‫متفننا ثبتاا متقناا‪ ،‬وكان لشدة حفظه يقول‪ :‬ما كتبت سوداء ف بيضاء‪ ،‬ت‪104 :‬هـ ‪.‬‬ ‫ا‬
‫ينظرح‪ :‬تذيب الكمجمال ‪ ،14/28‬تذكرحة الفاظ ‪ ،1/79‬سي أعلم النبلء ‪4/294‬‬
‫‪119‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫شيء‪ ،‬وما زال يضطرب في يدي عبدال حتى أفلت‪.‬‬
‫وجه السإتدلل‪ :‬في طلب ابن الزبير ‪ ‬من أصأحابه أن يقتلوه مع الشتر دليل على جواز قتل النفس‬
‫)‪(2‬‬
‫لمصلحة الدين إذا اقتضى الحال ذلك ‪.‬‬
‫ووجه كون قتل الشتر من مصلحة الدين أنه كان أحد مثيري الفتنة‪ ،‬مع ما كان عليه من الشرف‬
‫والشجاعة وطاعة الناس له‪ ،‬وهو ممن أدلب الناس على عثمان وقاتله‪ ،‬كما تقدمت الشارة إليه قريباً‬
‫في ترجمته ‪ .‬فرأى ابن الزبير أن في قتله مصلحة للمسلمين‪ ،‬وإطفاءً للفتنة العظيمة التي وقعت بينهم‬
‫‪.‬‬

‫القول الثاني ( تحريما تفجير النفس بقصد النكاية بالعدو‪:‬‬


‫وذهب إليه بعض العلماء المعاصأرين كالشيخ عبد العزيز بن باز)‪ ،(3‬والشيخ محمد بن عثيمين في‬
‫فتواه الخرى)‪ ،(4‬ومفتي السعودية الحالي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ)‪ ،(5‬والشيخ صأالح الفوزان)‪،(6‬‬
‫والشيخ عبد العزيز الراجحي)‪.(7‬‬
‫وقد سئل الشيخ ابن باز عن حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود‪ ،‬فقال‪":‬الذي أرى‬
‫قد نبهنا غير مرة أن هذا ل يصلح لنه قاتل نفسه وال يقول‪ :‬قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قل تقألُكُلوا أقلمقوالقُكلم‬
‫سُكلم إتلن ال لهق قكاقن بتُكلم قرتحيًما )‪(29‬‬ ‫بييينُكم تبا لباتطتل إتلل أقلن تقُكوقن تتجارًة عن تقيرا ة ت‬
‫ض ملنُكلم قوقل تقيلقتُيُلوا أقنليُف ق‬ ‫ق ق قل ق‬ ‫قل ق ل ق‬
‫النساء‬
‫‪‬‬

‫)( تارإيخ الطبي ‪3/50‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪ ،13:‬الختارإ ف حكم النتحارإ خوف إفشاء السرحارإ ص‪45:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الفتاوىر الشرحعية ف القضايا العصرحية ص‪166:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪172:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪ ،166:‬و أول ما نقلشرحت الفتوىر ف صحيفة الشرحق الوسط ف عددها الصادرإ ف‬ ‫‪5‬‬

‫‪21/4/2001‬م‬
‫)( الفتاوىر الشرحعية ف القضايا العصرحية ص‪173:‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪174:‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪120‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال الشيخ ابن عثيمين في فتواه المانعة من تفجير النفس للنكاية بالعدو‪":‬رأيي في هذا أنه‬
‫قاتل نفسه وأنه سيعذب في جهنم بما قتل به نفسه‪ ،‬كما صأح ذلك عن النبي عليه الصلة والسلم‪،‬‬
‫لكن الجاهل الذي ل يدري وفققعله على أنه فعل حسن مرضي عند ال أرجو ال سبحانه وتعالى أن‬
‫يعفو عنه‪ ،‬لكونه فعل هذا اجتهادًا‪ ،‬وإن كنت أرى أنه ل عذر له في الوقت الحاضر؛ لن هذا النوع‬
‫من قتل النفس اشتهر وانتشر بين الناس‪ ،‬وكان على النسان أن يسأل عنه أهل العلم حتى يتبين له‬
‫الرشد من الغي")‪.(1‬‬

‫ومن أدلة هذا القول‪:‬‬


‫الدليل الول‪ :‬عموم أدلة تحريم قتل النفس‪ ،‬وقد سبق ذكر بعضها ‪.‬‬
‫وبيان وجه الستدلل بها هنا أن هذه العمال ليس لها وجه شرعي‪ ،‬وفيها قشقبه بالنتحار لن الصأل‬
‫في قتل النسان نفسه أنه يعد منتحرًا‪ ،‬وما لم يدل دليل واضح على جواز مثل هذه العمال فإنها‬
‫تكون من قبيل قتل النفس‪ ،‬وفياعلها قاتيل لينفسه كما ذكر ابن باز )‪ ،(2‬وابن عثيمين)‪.(3‬‬
‫وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ‪":‬هذه الطريقة ل أعلم لها وجهاً شرعياً ول أنها من الجهاد في‬
‫سبيل ال‪ ،‬وأخشى أن تكون من قتل النفس‪ ،‬نعم إثخان العدو وقتاله مطلوب بل ربما يكون متعيناً‪،‬‬
‫لكن بالطرق التي ل تخالف الشرع")‪.(4‬‬
‫ويناقش هذا السإتدلل بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الوجه الشرعي لهذه المسألة تقدم بيانه في عرض أدلة المجيزين ‪.‬‬
‫‪ -2‬كون هذه العمال من قتل النفس المحرم الذي جاءت به النصوص فيه نظر‪ ،‬وال سبحانه‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪ 173-172:‬وأصل الفتوىر حوارإ أجرحته ملة الدعوة مع الشيخ ف عددها الصادرإ ف‬ ‫‪1‬‬

‫وللشيخ نو هذا الكلم ف شرححا رإياض الصالي ‪1/124‬‬ ‫‪28/2/1418‬هـ‪،‬‬


‫)( الفتاوىر الشرحعية ف القضايا العصرحية ص‪166:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪173-172:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪ ،169:‬صحيفة الشرحق الوسط ف عددها الصادرإ ف ‪21/4/2001‬م‬ ‫‪4‬‬

‫‪121‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتعالى حرم قتل النفس لنه نتيجة للجزع وعدم الصبر على البلء‪ ،‬وكل هذا ناتج عن انتفاء‬
‫اليمان أو نقصه‪ ،‬أما المجاهد الذي يبذل روحه فل يقال إنه بذلها من أجل هذه الدوافع ‪ .‬بل إنه‬
‫)‪(1‬‬
‫في الغالب ل يقدم على ذلك إل لقوة إيمانه بالغيب وليقينه بما عند ال ‪.‬‬
‫فل يستوي المنتحر الذي يقتل نفسه بدافع الجزع وعدم الصبر‪ ،‬أو التسيخط على القدر‪ ،‬أو‬
‫التخلص من اللم والجروح والعذاب أو اليأس من الشفاء‪ ،‬والمجاهد الذي يبذل روحه بنفس‬
‫)‪(2‬‬
‫فرحة مستبشرة متطلعة للشهادة والجنة ونصرة الدين ‪.‬‬
‫والنتحار يحتاج إلى القصد‪ ،‬وهو إما قصد التخلص من الحياةا‪ ،‬أو التخلص من النفس دون‬
‫)‪(3‬‬
‫غاية‪ ،‬أما قصد النكاية بالعدو لعلء كلمة ال فليس من مقاصد النتحار ‪.‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬عن سهل بن سعد الساعدي ‪"‬أن رسول ال ‪ ‬التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما‬
‫مال رسول ال ‪ ‬إلى عسكره ومال الخرون إلى عسكرهم‪ ،‬وفي أصأحاب رسول ال ‪ ‬رجل ل‬
‫يدع لهم شاذة إل اتبعها يضربها بسيفه ‪ .‬فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلن ‪ .‬فقال‬
‫رسول ال ‪ :‬أما إنه من أهل النار ‪ .‬فقال رجل من القوم‪ :‬أنا صأاحبه أبدًا‪ ،‬قال‪ :‬فخرج معه كلما‬
‫وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه ‪ .‬قال‪ :‬فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت‪ ،‬فوضع‬
‫نصل سيفه بالرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه ‪ .‬فخرج الرجل إلى رسول‬
‫ال ‪ ‬فقال‪ :‬أشهد أنك رسول ال ‪ .‬قال‪ :‬وما ذاك؟ قال‪ :‬الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل‬
‫النار‪ ،‬فأعظم الناس ذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا لكم به‪ ،‬فخرجت في طلبه حتى جرح جرحاً شديداً‬
‫فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه ‪ .‬فقال‬
‫رسول ال ‪ ‬عند ذلك‪ :‬إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار‪ ،‬وإن‬
‫الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة")‪.(4‬‬
‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ ص‪35:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( شبهات حول العمجمليات الستشهادية ص‪34:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( فتوىر الدكتورإ عجميل النشمجمي ‪ .‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪96-94:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رإواه البخارإي ف كتاب الهاد والسي برحقم )‪ ،(2898‬ومسلم ف كتاب اليان برحقم )‪ (112‬واللفظ له‬ ‫‪4‬‬

‫‪122‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجه الستدلل‪ :‬مع أن هذه القصة تصدنف ضمن الدلة العامة التي أشرت إليها إجمالً‬
‫وناقشتها‪ ،‬إل أن الشيخ صأالح الفوزان خصها بالستدلل في فتواه‪ ،‬ثم قال‪":‬لماذا دخل النار مع‬
‫هذا العمل؟ لنه قتل نفسه ولم يصبر‪ ،‬فل يجوز للنسان أن يقتل نفسه")‪.(1‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل بأن هذه الحادثة ل دليل فيها على هذه الصورة من العمال الفدائية‬
‫على وجه الخصوص‪ ،‬وغاية ما يؤخذ منها عموم تحريم قتل النفس‪ ،‬وتقدمت مناقشته آنفاً في‬
‫الدليل الول‪ ،‬وبيان أن قتل النفس لمصلحة الدين ليس من قتل النفس المحرم‪.‬‬
‫ثم إن في هذه الحادثة ما يبين بطلن الستدلل بها على التحريم‪ ،‬وذلك أن حال الرجل‬
‫يدل على أنه إنما قتل نفسه لما أصأابته الجراح جزعاً من اللم‪ ،‬وهذا مما يعلم أنه بخلف حال‬
‫المجاهد الذي يقوم بهذه العمال إعلء لكلمة ال ‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬عن سلمة بن الكوع ‪ ‬أنه قال يوم خيبر‪":‬اختلف عامر بن الكوع ومرحب‬
‫سُفل له)‪(2‬فرجع سيفه على نفسه فقطع‬
‫ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر‪ ،‬وذهب عامر قي ل‬
‫أكحله فكانت فيها نفسه ‪ .‬قال سلمة‪ :‬فخرجت فإذا نفر من أصأحاب النبي ‪ ‬يقولون‪ :‬بطل عمل‬
‫عامر‪ ،‬قتل نفسه ‪ .‬قال‪ :‬فأتيت النبي ‪ ‬وأنا أبكي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال بطل عمل عامر ‪ .‬قال‬
‫رسول ال ‪ :‬من قال ذلك؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ناس من أصأحابك ‪ .‬قال‪ :‬كذب)‪(3‬من قال ذلك‪ ،‬بل له‬
‫أجره مرتين")‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬قال الشيخ عبد العزيز الراجحي‪":‬فإذا كان الصحابة أشكل عليهم كون عامر‬
‫ارتد إليه ذباب سيفه بدون اختياره وقالوا بطل جهاده‪ ،‬فكيف بالذي يفجر نفسه باختياره")‪.(5‬‬
‫قلت ‪ :‬يناقش هذا الستدلل‪ :‬بأنه ليس في هذا الحديث دللة على المنع‪ ،‬وبيان ذلك من ثلثة‬
‫)( الفتاوىر الشرحعية ف القضايا العصرحية ص‪174:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عيسرقفل له ‪ :‬أي يضرحبه من أسفل ‪ .‬فتح البارإي ‪7/466‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( )كذب( أي أخطأ ‪ .‬فتح البارإي ‪7/467‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تقدم ترحيه ص‪ 90 :‬من هذا البحث‬ ‫‪4‬‬

‫)( الفتاوىر الشرحعية ف القضايا العصرحية ص‪175:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪123‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن استشكال بعض الصحابة فعقل عامر لم يكن بسبب كونه باشر قتل نفسه بدون اختياره‪،‬‬
‫وإنما يحتمل أنهم خشوا أن يكون عامر قد بادر بقتل نفسه جزعاً وتسخطًا‪ ،‬كما تقدم في قصة‬
‫الرجل الذي جزع فقتل نفسه‪ ،‬وهذا مما ل يختلف فيه أنه انتحار محرم‪ ،‬وهو الذي يليق بحالهم‬
‫أن يخشوه على عامر ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هذا الجتهاد إنما صأدر من بعض الصحابة‪ ،‬وقد أنكره الرسول ‪ ،‬وبدين أنه فهم‬
‫خاطيء‪ ،‬فكيف يستدل باجتهاد مردود غير صأحيح على مسألة قتل النفس لمصلحة الدين‬
‫والنكاية بالعدو وهي خارجة عن موضوع هذا الحديث ‪.‬‬
‫‪ -3‬لو سلمنا أن الحكم بالمنع هو مؤدى فهم هؤلء النفر من الصحابة فإن خطأهم فيها وارد‬
‫كخطئهم في الحكم على عامر ‪.‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬ما علل به الشيخ عبد المحسن العبيكان تحريم هذه العمال‪ ،‬حيث‬
‫قال‪":‬العمليات هذه هي نوع من الجهاد‪ ،‬والجهاد عبادة‪ ،‬والعبادة توقيفية ل تجوز ول تشرع إل‬
‫بنص‪ ،‬وهذا أمر مجمع عليه‪ ،‬فالذي يبيح مثل هذه العمليات بدون نص صأريح‪ ،‬هذا قائل على ال‬
‫بغير علم")‪.(1‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل من أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن كون الجهاد عبادة‪ ،‬ليس المراد به أنه من قبيل العبادات المحضة المبنية على التوقيف‬
‫وعدم الجتهاد‪ ،‬بل المراد أنه عبادة من حيث الصأل والثواب‪ ،‬وأما ما يندرج تحتها من فروع‬
‫وأعمال ووسائل فإنه يقاس فيها ويجتهد‪ ،‬ويدل على ذلك هديه ‪ ،‬وسيرة أصأحابه ‪ ‬في الجهاد‬
‫‪ -2‬وعلى هيذا‪ ،‬فالمطالبة بالنص الصريح في كل مسألة من مسائل الجهاد تحكم ل وجه له‪،‬‬
‫ومما يبين بطلنه أن الفقهاء ذكروا في أبواب الجهاد عدداً من الحكام التي ليس فيها نص‬
‫صأريح‪ ،‬وإنما مبناها على الجماع أو القياس أو قواعد الشريعة أو المصلحة العامة التي يراها أولو‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪178:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪124‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المر من العلماء والمراء‪ ،‬إذ إن فقه الجهاد فقه مصلحي يدور مع المصلحة الشرعية وجوداً‬
‫وعدماً ما لم يكن في ذلك مخالفة لنصوص الشريعة وقواعدها ‪.‬‬
‫ومن المثلة على ذلك‪ :‬مسائل التترس‪ ،‬والنتقال من سبب الموت إلى سبب آخر‪ ،‬وتدبير‬
‫الجيش‪ ،‬وما يستجد من أعمال الحرب‪ ،‬ونحو ذلك مما ل نص فيه ‪.‬‬
‫ف أققذاُعوا بتته قولقلو‬ ‫ولهذا علق الجصاص على قوله تعالى ‪ ‬وإتقذا جاءهم أقمر تمن اللقمتن أقتو ا لقخو ت‬
‫ل‬ ‫ق ق ق ُ ل لم ق ل‬
‫ضُل ال لته قعلقليُكلم‬ ‫قرددوهُ إتقلى اللرُسوتل قوإتقلى ُأوتلي اللقلمتر تم لنيُهلم لققعلتقمهُ التذيقن يقلستقيلنبتُطونقهُ تم لنيُهلم قولقلوقل فق ل‬
‫شليقطاقن إتلل ققتليًل )‪ (83‬فقيققاتتل تفي قستبيتل ال لته قل تُقك ل ُ ت‬
‫ض‬‫ك قوقحر ت‬ ‫سق‬ ‫ف إلل نقيلف ق‬ ‫ل‬ ‫قوقرلحقمتُهُ قلتليبقيلعتُُم ال ل‬
‫س التذيقن قكقفُروا قوال لهُ أققشدد بقألًسا قوأققشدد تقيلنتكيًل )‪)  (84‬النساء‬ ‫سى ال لهُ أقلن يقُك ل‬ ‫تت‬
‫ف بقأل ق‬ ‫ا لُملؤمنيقن قع ق‬
‫بقوله‪":‬إذا جاز استنباط تدبير الجهاد ومكايد العدو بأخذ الحذر تارة والقدام في حال والحجام‬
‫في حال أخرى‪ ،‬وكان جميع ذلك مما تعبدنا ال به ووكل المر فيه إلى آراء أولي المر‬
‫واجتهادهم‪ ،‬فقد ثبت وجوب الجتهاد في أحكام الحوادث من تدبير الحروب ومكايد العدو‬
‫وقتال الكفار ‪.(1)"...‬‬
‫‪ -3‬إذا تقرر ما سبق من عدم صأحة المطالبة بالنص الصريح في مسائل الجهاد‪ ،‬فإن الذين‬
‫أجازوا هذه العمال لم يجيزوها من تلقاء أنفسهم أو تقولً على ال بغير علم‪ ،‬وإنما أجازوها بناء‬
‫على أدلة عديدة‪ ،‬وقد تقدم بيان شيء منها ‪.‬‬

‫القول الثالث ( جواز تفجير المجاهد المكاهن الذي هو فيه‪ ،‬وتحريما تفجيره نفسإه ‪:‬‬
‫وبيانه أنه إذا وضع المجاهد المتفجرات في بناء أو سيارة أو معسكر وهو يعلم أنه يقتل مع‬
‫أعدائه فيجوز‪ ،‬وإن التف بحزام ناسف لينسف نفسه ومن حوله فل يجوز ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وهذا القول ذهب إليه الشيخ حسن أيوب في كتابه الجهاد والفدائية في السلم ‪.‬‬
‫وتعليل هذا الرأي‪ :‬أنه في الحالة الولى إنما يقتل عدوه‪ ،‬وجاء قتل نفسه تبعاً ‪ .‬أما في الحالة الثانية‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪2/306‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الهاد والفدائية ف السلم ص‪166:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪125‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫فالصأل فيها قتل نفسه أولً ليقتل غيره‪ ،‬وقد ل يقتل غيره لسبب من السباب ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد يستشهد لصحة هذا التعليل بتفريق الحناف بين القتل بالتسبب والقتل بالمباشرة‬
‫)‪(2‬‬
‫فإنهم أوجبوا الدية دون القصاص في القتل بالتسبب ‪.‬‬
‫ويناقش هذا التعليل من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن الفرق بين الصورتين غير مؤثر في الحكم ‪-‬مع أنه قد يؤثر في نتيجة العمل‪-‬‬
‫فالمجاهد هو الفاعل فيهما‪ ،‬وهو يعلم بأنه يُيلققتل في كل الحالين‪ ،‬فل فرق بين أن يضع المتفجرات‬
‫بجواره أو يضعها على جسده ‪.‬‬
‫وعلى هذا فل يقال‪ :‬إن الفاعل يعد متسبباً في الحالة الولى دون الثانية‪ ،‬بل هو مباشر للقتل في‬
‫كلتا الحالتين‪ ،‬فيكون حكمه حكم المباشر فيهما ‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أما تعليل المنع بأنه قد ل يقتل غيره لسبب من السباب‪ ،‬فإن هذا المر ل‬
‫يختص بهذه الصورة بل قد يقع في بعض الصور المشروعة كالقتحام والمبارزة وغيرها ‪.‬‬
‫ولذا فإنه ليس من شرط الجواز تحقق وقوع النكاية بالعدو‪ ،‬بل يكفي في هذا غلبة الظن بوقوعها‪،‬‬
‫ويكون تقدير النكاية بناءً على ظاهر الحال ‪.‬‬

‫القول الرابع ( جواز تفجير النفس بقصد النكاية بالعدو حال الضرورةا‪:‬‬
‫وذهب إليه د‪ .‬محمد خير هيكل في كتابه )الجهاد والقتال في السياسة الشرعية()‪ ،(3‬وتبعه‬
‫محمد سعيد غيبة في )العمليات الستشهادية وآراء الفقهاء فيها()‪ .(4‬وجاء ضمن بعض فتاوى مجيزي‬
‫هذه العمال ما يشير إلى اعتبارهم الضرورة مبرراً للقيام بهذه العمال‪ ،‬ومنهم د‪ .‬وهبة الزحيلي)‪ ،(5‬و‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪166:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تقدم ذكرح اللف ف السألة ص‪ 116 :‬من هذا البحث ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الهاد والقتال ف السياسة الشرحعية ‪2/1401‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية وآرإاء الفقهاء فيها ص‪27:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪126‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫د‪ .‬يوسف القرضاوي)‪.(1‬‬
‫ودليل هذا الرأي‪ :‬القياس على مسألة تترس العدو بالمسلمين‪ ،‬بجامع التوصأل إلى قتل العدو بقتل‬
‫مسلم وحتى يمكن فهم هذا الرأي يحسن بي أن أوضح مسألة التترس‪ ،‬وكلم العلماء فيها ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الخلف في مسإألة تترس العدو بالمسإلمين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اختلف العلماء فيما إذا تترس العدو بالمسإلمين ‪ .‬على ثلثة أقوال‪- :‬‬
‫القول الول‪ :‬جواز رميهم مطلقاً ‪ .‬وذهب إليه جمهور الحنفية)‪ ،(3‬وسفيان الثوري)‪ ،(4‬وهو أحد‬
‫القولين عند المالكية)‪ ،(5‬ومقابل المذهب عند الحنابلة)‪.(6‬‬
‫ومن أدلة هذا القول‪:‬‬

‫)( قال د ‪ .‬وهبة الزحيلي ف فتواه‪ ":‬إذا تعي العمجمل الفدائي أو عمجمليات النتحارإ أو الستشهاد ف حالت اللقاء مع‬ ‫‪5‬‬

‫العدو الرحب كاليهود‪ ،‬وغالب على الظن أن العدو سيقتل الشخص أو ينكل به وكان هذا بإذن السلطة الاكمجمة‬
‫الشرحعية‪ ،‬وكان مرحوع ا أو مرحهب ا أو قامع ا لعدوان العدو فهو جائز بشيئة ال‪ ،‬لن مثل هذا العمل اليوم أصأبح ضرورة‬
‫شرعية ول تعد عمجمليات الواجهة‪ ،‬مواجهة العدو بيش منظم تقق الطلوب" العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي‬
‫ص‪88-87:‬‬
‫)( قال د ‪ .‬يوسف القرحضاوي ف فتواه‪ ":‬فهؤلء الشباب يدافعون عن أرإضهم وهي أرإض السلم‪ ،‬وعن دينهم‬ ‫‪1‬‬

‫وعرحضهم وأمتهم‪ ،‬ليسوا بنتحرحين‪ ،‬بل أبعد ما يكونون عن النتحارإ‪ ،‬وإنا هم شهداء حقا بذلوا أرإواحهم وهم رإاضون‪،‬‬
‫ف سبيل ال‪ ،‬ما دامت نياتم خالصة ل‪ ،‬وما داموا مضطرين لهذا الطريق لرعاب أعداء ال ‪ "..‬العمجمليات‬
‫الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪93:‬‬
‫)( التتس‪ :‬أن يتخذ العدو طائفة من الناس بثابة التس يمجمي بم نفسه‪ ،‬بسبب ترحدد خصمجمه ف ضرحبم‪ ،‬وهو ما‬ ‫‪2‬‬

‫يسمجمى اليوم بالدرإوع البشرحية ‪ ،‬ومثله وضع رإهائن الرحب ف الماكن اليوية ‪.‬‬
‫ينظرح‪ :‬الهاد والقتال ف السياسة الشرحعية ‪ ،2/1328‬هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪25:‬‬
‫)( فتح القديرح ‪ ،5/447‬شرححا السي الكبي ‪4/1447‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪ ،3/588‬أحكام القرحآن لبن العرحب ‪4/116‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( شرححا الرحشي على خليل ‪3/114‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( النصاف ‪4/129‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪127‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ (1‬أن رميهم من باب الضرورة لقامة فرض الجهاد‪ ،‬ولو منع رميهم لتعطل الجهاد ‪.‬‬
‫وبيان هذا أنه لو وجب الكف عنهم بهذا لم يتوصأل إلى الظهور عليهم ‪ .‬لن كل أهل حصن‬
‫منهم أو أهل سفينة يخافون على أنفسهم يجعلون معهم في ذلك الموضع أسيراً من أسرى‬
‫)‪(2‬‬
‫المسلمين‪ ،‬فيتعذر عليهم لجل ذلك قتالهم وهذا ل يجوز ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ودفع الضرر العام بالذب عن بيضة السلم بإثبات الضرر الخاص واجب ‪.‬‬
‫ويناقش هذا السإتدلل من وجهين‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -1‬أن التوصأل إلى المباح بالمحظور ل يجوز‪ ،‬ول سيما بروح المسلم ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ورمي الترس في هذه الحالة يؤول إلى قتل المسلمين‪ ،‬مع أن لنا مندوحة عنه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن حرمة دم المسلم أعظم من أن تنتهك لمثل هذه الحجة غير المسلمة‪ ،‬ول يلزم أن يتعطل‬
‫الجهاد بسبب تترس الكفار بالمسلمين‪ ،‬لن طرق الجهاد كثيرة‪ ،‬ويمكن أن نغدير مكان أو زمان‬
‫)‪(6‬‬
‫الهجوم ويحصل المقصود ‪.‬‬
‫وأما مع الضرورة التي تفضي إلى تعطيل الجهاد وعدم إقامة الفرض‪ ،‬فل ننازع في جواز رمي الترس‪،‬‬
‫)‪(7‬‬
‫وإنما النزاع في رميه إذا كان للمسلمين مندوحة‪ ،‬ول ضرورة للرمي مع إمكان القدرة عليهم بغيره ‪.‬‬
‫وأما الستدلل بأن رمي الترس دفع للضرر العام بإثبات الضرر الخاص‪ ،‬فغير مسلم لن هذا إنما‬
‫)‪(8‬‬
‫يقال عند العلم بانهزام المسلمين وتضررهم العام لو لم يُيلرقم الترس ‪.‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪7/101‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( شرححا السي الكبي ‪4/1447‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( فتح القديرح ‪5/449‬‬ ‫‪3‬‬

‫)(أحكام القرحآن لبن العرحب ‪4/116‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( كشاف القناع ‪3/51‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪27:‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( شرححا منتهى الرإادات ‪1/624‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( فتح القديرح ‪5/449‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪128‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬القياس على جواز رمي الكفار إذا تترسوا بنسائهم وأطفالهم ومن ل يجوز قتله منهم فإنه يجوز‬
‫)‪(2) (1‬‬
‫إجماعاً مع العلم بوجود من ل يجوز قتله فيهم واحتمال قتله وهو الجامع ‪.‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل بأنه قياس مع الفارق‪ ،‬لن حرمة المسلم معصوم الدم أعظم من حرمة من ل‬
‫يجوز قتله من الكفار ‪.‬‬

‫‪ (2‬من المعقول‪ :‬أن كل قتال مع الكفار هو دفع للضرر العام بالذب عن بيضة السلم أي‬
‫)‪(3‬‬
‫مجتمعهم‪ ،‬وإن لم يحصل فيه الظفر تضرر المسلمون كلهم ‪.‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل بأن قتل المسلم في غالب الظن أشد من ترك الرمي‪ ،‬وإنما يكون الضرر‬
‫)‪(4‬‬
‫العام مقدماً على هذا إذا كان فيه هزيمتهم أو تضررهم ‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬جواز رميهما عند الضرورةا ‪.‬‬

‫وهو قول الجمهور‪ ،‬مالك وهوالمذهب عند أصأحابه)‪ ،(5‬وإليه ذهب الشافعية)‪ ،(6‬والحنابلة)‪،(7‬‬

‫)( تنظرح السألة بتمجمامها ف موضعها ص‪ Error: Reference source not found :‬من هذا البحث‬ ‫‪1‬‬

‫)( فتح القديرح ‪5/449‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الصدرإ السابق‬ ‫‪3‬‬

‫)( الصدرإ السابق‬ ‫‪4‬‬

‫)( الوطأ ‪ ،1/513‬شرححا الرحشي ‪ ،3/114‬أحكام القرحآن لبن العرحب ‪4/116‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( الم ‪ ،7/369‬تفة التاج ‪6/31‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( كشاف القناع ‪ ،3/51‬النصاف ‪ ،4/129‬الفرحوع ‪6/211‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪129‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والحسن بن زياد)‪(1‬من الحنفية)‪ ،(2‬والليث)‪(3‬والوزاعي)‪.(4‬‬

‫ومن أدلة هذا القول‪:‬‬


‫ي قملعُكوًفا أقلن يق ليبيلُقغ قمتح لهُ‬ ‫تت‬
‫صأددوُكلم قعتن ا لقملسجد ا لقحقراتم قوا لقهلد ق‬
‫ت‬
‫‪ (1‬قوله تعالى‪ُ  :‬هُم الذيقن قكقفُروا قو ق‬
‫صيبقُكلم تم لنيُهلم قمقعلرةم بتغقليتر تعلةم لتيُلدتخقل‬
‫ت لقم تقيلعلقموُهم أقلن تقطقُئوُهم فقيتُ ت‬
‫ل‬ ‫ساءم ُملؤمقنا م ل ُ ل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫قولقلوقل ترقجامل ُملؤمُنوقن قون ق‬
‫شاءُ لقلو تقيقزيليُلوا لققعلذبليقنا التذيقن قكقفُروا تم لنيُهلم قعقذاًبا أقتليًما )‪. (25‬‬
‫ال لهُ تفي قرلحقمتتته قملن يق ق‬
‫وجه السإتدلل‪ :‬أن هذه الية نزلت بعد الحديبية‪ ،‬وقد كف ال المسلمين عن عدوهم في مكة‬
‫لجل المؤمنين المختلطين بهم‪ ،‬لن المسلمين لو وطؤوهم وقتلوهم حال القتال لصأابهم من ذلك‬
‫)‪(5‬‬
‫معرة أي إثم ‪ .‬فدل هذا على أن موجب الثم هو قتل المؤمنين المختلطين بالعدو فل يجوز فعله ‪.‬‬
‫ت لقلم‬‫ساءم ُملؤتمقنا م‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫قال مالك‪":‬يقول ال تبارك وتعالى في كتابه لهل مكة‪  :‬قولقلوقل ترقجامل ُملؤمُنوقن قون ق‬
‫شاءُ لقلو تقيقزيليُلوا لققعلذبليقنا‬‫صيبقُكلم تم لنيُهلم قمقعلرةم بتغقليتر تعلةم لتيُلدتخقل ال لهُ تفي قرلحقمتتته قملن يق ق‬‫تقيلعلقموُهم أقلن تقطقُئوُهم فقيتُ ت‬
‫ل‬ ‫ُ ل‬
‫التذيقن قكقفُروا م لنيُهلم قعقذاًبا أقليًما ‪ ‬أي إنما صأرف النبي عن أهل مكة لما كان فيهم من المسلمين ولو‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫تزيل الكفار عن المسلمين لعذب الذين كفروا أي هذا تأويله")‪.(6‬‬
‫)( الســن بــن زيــاد‪ :‬أبــو علــي النصــارإي مــولهم الكــوف اللؤلــؤي‪ ،‬العلمــة فقيــه العـرحاق صــاحب أبـ حنيفــة‪ ،‬نــزل بغــداد‬ ‫‪1‬‬

‫وتصــدرإ للفقــه‪ ،‬وكــان أحــد الذكيــاء البــارإعي فـ ال ـرحأي‪ ،‬ول ـ القضــاء بعــد حفــص بــن غايــاث ث ـ عــزل نفســه‪ ،‬وقــد تكلــم‬
‫الئمجمة ف رإوايته الديث وضعفوه على جللة قدرإه ف الفقه‪ ،‬ت‪204:‬هـ ‪.‬‬
‫ينظرح‪ :‬الكامل ف ضعفاء الرحجال ‪ ،2/318‬لسان اليزان ‪ ،2/208‬سي أعلم النبلء ‪9/543‬‬
‫)( فتح القديرح ‪5/447‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الليث بن سعد‪ :‬أبو الارإث الليث بن سعد بن عبد الرححن الفهمجمي مولهم الصبهان الصل الصرحي‪ ،‬الافظ شيخ‬ ‫‪3‬‬

‫الديارإ الصرحية وعالها ورإئيسها‪ ،‬حت إن نائب مصرح وقاضيها كانا تت أوامرحه‪ ،‬وإذا رإابه مـن أحـد منهـم أمـرح كـاتب فيـه‬
‫الليفــة فيعزلــه‪ ،‬وقــال فيــه الشــافعي‪ :‬هــو أفقــه مــن مالــك إل أن أصــحابه ل ـ يقوم ـوا بــه‪ ،‬ت‪175:‬ه ـ ‪ .‬ينظــرح‪ :‬تــذيب‬
‫الكمجمال ‪ ،24/255‬تذكرحة الفاظ ‪ ،1/224‬سي أعلم النبلء ‪8/136‬‬
‫)( الغن ‪9/231‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أحكام الاهد بالنفس ف سبيل ال ‪2/388‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( الدونة ‪1/513‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪130‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال الليث‪":‬ترك فتح حصن يقدر على فتحه أفضل من قتل مسلم بغير حق")‪.(1‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل بأن الية ل دللة فيها على موضع الخلف‪ ،‬لن أكثر ما فيها أن ال كف‬
‫المسلمين عنهم ; لنه كان فيهم قوم مسلمون لم يأمن أصأحاب النبي ‪ ‬لو دخلوا مكة بالسيف أن‬
‫)‪(2‬‬
‫يصيبوهم وذلك إنما يدل على إباحة ترك رميهم‪ ،‬وإباحة القدام على وجه التخيير ‪.‬‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫ويجاب عنه بأن في فحوى الية ما يدل على الحظر‪ ،‬وهو قوله تعالى‪  :‬قولقلوقل ترقجامل ُملؤمُنوقن قون ق‬
‫ساءم‬
‫صيبقُكلم تم لنيُهلم قمقعلرةم بتغقليتر ‪ ،‬ومما فسرت به المعرة الثم ‪.‬‬
‫ت لقم تقيلعلقموُهم أقلن تقطقُئوُهم فقيتُ ت‬
‫ل‬ ‫ُملؤمقنا م ل ُ ل‬
‫ت‬
‫قال ابن كثير‪":‬أي إثم وغرامة بغير علم")‪.(3‬وعلى هذا فل دليل في الية على التخيير بين الفعل‬
‫)‪(4‬‬
‫والترك‪ ،‬بل حمل الية على الترك أولى لحرمة دم المسلم ‪.‬‬
‫واعترض عليه بأنه قد اختلف أهل التأويل في معنى المعرة ههنا ‪ .‬فقيل‪ :‬الدية‪ ،‬وقيل‪ :‬الكفارة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الغم‪ ،‬وقيل‪ ،‬الشدة‪ ،‬وقيل‪ :‬العيب ‪ .‬أما تفسيرها بالثم فباطل لنه تعالى أخبر أن ذلك لو وقع‬
‫ت ت‬
‫ط‬
‫سُ‬ ‫كان بغير علم منا‪ ،‬ول مأثم علينا فيما لم نعلمه‪ ،‬كما قال ال تعالى‪  :‬الدُعوُهلم لقبائتهلم ُهقو أققل ق‬
‫ح تفيقما أقلخطقألتُلم بتته‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت لت ت‬
‫س قعلقليُكلم ُجقنا م‬ ‫علنقد ال ه فقإلن لقلم تقيلعلقُموا آقباءقُهلم فقإلخقوانُُكلم في الرديتن قوقمقواليُكلم قولقلي ق‬
‫)‪(6‬‬
‫ت قُيُلوبُُكلم قوقكاقن ال لهُ غقُفوًرا قرتحيًما )‪ ،(5)  5‬فعلمنا أنه لم يرد المأثم ‪.‬‬ ‫قولقتكلن قما تقيقعلمقد ل‬
‫ولهذا رجح الطبري أن المراد بالمعرة‪ :‬كفارة قتل الخطأ‪ ،‬لقوله تعالى‪  :‬قوقما قكاقن لتُملؤتمةن أقلن يقيلقتُقل‬
‫صلدُقوا فقتإلن قكاقن‬ ‫س لقمةم إتقلى أقلهلتته إتلل أقلن يق ل‬ ‫ة تة ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫ُملؤمًنا إلل قخطقأً قوقملن ققيتققل ُملؤمًنا قخطقأً فقيتقلحتريُر قرققيبقة ُملؤمنقة قوديقةم ُم ق‬
‫س لقمةم‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ة‬ ‫ة تة ت‬ ‫ت‬ ‫ت ة‬
‫ملن ققيلوم قعُدنو لقُكلم قوُهقو ُملؤممن فقيتقلحتريُر قرققيبقة ُملؤمنقة قوإلن قكاقن ملن ققيلوم بق لييينقُكلم قوبق لييينقيُهلم ميقثامق فقديقةم ُم ق‬
‫صقياُم قشلهقريلتن ُمتققتابتقعليتن تقيلوبقةً تمقن ال لته قوقكاقن ال لهُ قعتليًما قحتكيًما‬ ‫إتقلى أقلهلتته وتقلحترير رققيبةة ملؤتمنقةة فقمن لقم يتجلد فق ت‬
‫قل لق‬ ‫ق ُ قق ُ‬

‫)( كشاف القناع ‪3/51‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪3/589‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تفسي ابن كثي ‪3/194‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أحكام الاهد بالنفس ف سبيل ال ‪2/389‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ] الحزاب‪[ 5 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪590-3/589‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪131‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(2) (1‬‬
‫)‪.  (92‬‬
‫وبهذا يتبين ضعف الستدلل بهذه الية على تحريم قتل الترس من المسلمين لعدم دللة الية على‬
‫)‪(3‬‬
‫الثم‪ ،‬بل إنها من باب المباح على سبيل التخيير ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد يجاب عن هذه العتراض من وجهين‪:‬‬
‫‪ -1‬أما القول بأن هذا لو وقع كان بغير علم منا ول إثم علينا فيه‪ ،‬فل يقتضي نفي الثم‪ ،‬بل‬
‫الظاهر أن المراد بغير علم منا بأعيان الموطوئين‪ ،‬ل بوجودهم واحتمال قتلهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن تفسير المعرة بالعيب والتعيير وإن كان وجيهًا‪ ،‬فإنه ل ينافي صأحة القول بتحريم الفعل‪ ،‬وإذا‬
‫كان الشارع قد راعى في الكف تعيير الكفار وذمهم‪ ،‬فإن مراعاة حرمة دماء المسلمين من باب أولى‬

‫‪-2‬من المعقول‪ :‬أن رمي الترس في هذه الحالة من باب الضرورة ‪.‬‬
‫وبيان ذلك أن الصأل حرمة دم المسلم‪ ،‬فل يحل قتله إل للضرورة‪ ،‬والضرورة تقددر بقدرها‪ ،‬فإذا‬
‫لم يكن هناك ضرورة لم يجز قتلهم‪ ،‬صأيانة لدماء المسلمين ‪.‬‬
‫أما إذا أفضى المتناع إلى تضرر عموم المسلمين والمجاهدين بترك قتال الكفار فإنه يجوز رمي‬
‫الترس حتى لو زهقت أرواح المسلمين دفعاً لعلى المفسدتين‪ ،‬لنه إذا تعارضت مفسدتان فالواجب‬
‫دفع أعلى المفسدتين بارتكاب أدناهما ‪.‬‬
‫قال الغزالي‪":‬أما الواقع في رتبة الضرورات فل بعد في أن يؤدي إليه اجتهاد مجتهد‪ ،‬وإن لم‬
‫يشهد له أصأل معين‪ ،‬ومثاله‪ :‬أن الكفار إذا تترسوا بجماعة من أسارى المسلمين فلو كففنا عنهم‬
‫لصدمونا وغلبوا على دار السلم وقتلوا كافة المسلمين‪ ،‬ولو رمينا الترس لقتلنا مسلماً معصوماً لم‬
‫ذنبا وهذا ل عهد به في الشرع‪ ،‬ولو كففنا لسلطنا الكفار على جميع المسلمين فيقتلونهم ثم‬
‫يذنب ً‬
‫يقتلون السارى أيضا‪ ،‬فيجوز أن يقول قائل‪ :‬هذا السير مقتول بكل حال فحفظ جميع المسلمين‬

‫)( ] النساء‪[ 92 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تفسي الطبي ‪26/102‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قضايا فقهية ف العلقات الدولية ص‪152 ،151:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪132‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أقرب إلى مقصود الشرع ; لنا نعلم قطعاً أن مقصود الشرع تقليل القتل كما يقصد حسم سبيله عند‬
‫المكان‪ ،‬فإن لم نقدر على الحسم قدرنا على التقليل وكان هذا التفاتاً إلى مصلحة علم بالضرورة‬
‫كونها مقصود الشرع ل بدليل واحد وأصأل معين بل بأدلة خارجة عن الحصر")‪.(1‬‬

‫القول الثالث‪ :‬يحرم رميهم مطلقاً ‪ .‬وهو خلف الصأح عند الشافعية)‪.(2‬‬
‫ودليل هذا القول‪ :‬أنه دم مسلم محرم معصوم‪ ،‬فل يحل سفكه مطلقًا‪ ،‬ودم المسلم ل يباح‬
‫)‪(3‬‬
‫بالخوف على غيره ‪.‬‬
‫ويناقش هذا الستدلل بأن مفسدة العراض أعظم من مفسدة القدام‪ ،‬ويحتمل هلك طائفة‬
‫)‪(4‬‬
‫للدفع عن بيضة السلم ومراعاة للمور الكلية ‪.‬‬
‫قال الغزالي‪":‬وقول القائل‪ :‬هذا سفك دم محرم معصوم‪ ،‬يعارضه أن في الكف عنه إهلك دماء‬
‫معصومة ل حصر لها‪ ،‬ونحن نعلم أن الشرع يؤثر الكلي على الجزئي‪ ،‬فإن حفظ أهل السلم عن‬
‫اصأطلم الكفار أهم في مقصود الشرع من حفظ دم مسلم واحد فهذا مقطوع به من مقصود الشرع‬
‫والمقطوع به ل يحتاج شهادة أصأل")‪.(5‬‬

‫وقد أشار القرطبي إلى منشأ هذا القول بالمنع فقال‪":‬ول يأتي لعاقل أن يقول ل يقتل الترس في‬
‫هذه الصورة بوجه‪ ،‬لنه تلزم منه ذهاب الترس والسلم والمسلمين‪ ،‬لكن لما كانت هذه المصلحة‬
‫غير خالية من المفسدة نفرت منها نفس من لم يمعن النظر فيها‪ ،‬فإن تلك المفسدة بالنسبة إلى ما‬
‫يحصل منها عدم أو كالعدم")‪.(6‬‬

‫)( الستصفى ص‪176-175:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مغن التاج ‪ ،6/32‬حاشيتا قليوب وعمجمية ‪4/220‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ناية التاج ‪8/65‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مغن التاج ‪6/32‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الستصفى ص‪177:‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( تفسي القرحطب ‪288-16/287‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪133‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والراجح في مسإألة التترس ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬هو جواز رمي الترس عند الضرورة بشرطين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتحاشى المجاهد رمي الترس ما أمكنه‪ ،‬إل إذا وقع الرمي بحكم الخطأ أو بحكم‬
‫)‪(1‬‬
‫الضطرار‪ ،‬لن الضرورة تقدر بقدرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود القصد القلبي إلى ضرب أفراد الترس‪ ،‬وإن وجد القصد الحسي اضطرارًا‪ ،‬لنه ل‬
‫)‪(2‬‬
‫ضرورة في قصد قتل مسلم بغير حق ‪.‬‬

‫ضابطإ الضرورةا التي تجيز رمي الترس من المسإلمين‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إن مما تجدر معرفته تطبيقاً لهذا الحكم ؛ ضابط الضرورة التي هي مناط جواز رمي الترس ‪.‬‬
‫وقد ذكر الغزالي للضرورة ثلثة ضوابط‪ ،‬حيث قال‪":‬تحصيل هذا المقصود ]أي المصلحة‬
‫المعلومة بالضرورة[ بهذا الطريق وهو قتل من لم يذنب غريب لم يشهد له أصأل معين وانقدح اعتبارها‬
‫باعتبار ثلثة أوصأاف‪ :‬أنها ضرورة‪ ،‬قطعية‪ ،‬كلية ‪.‬‬
‫وليس في معناها ما لو تترس الكفار في قلعة بمسلم إذ ل يحل رمي الترس إذ ل ضرورة فبنا غنية عن‬
‫القلعة فنعدل عنها إذ لم نقطع بظفرنا بها ; لنها ليست قطعية بل ظنية ‪.‬‬
‫وليس في معناها جماعة في سفينة لو طرحوا واحدا منهم لنجوا‪ ،‬وإل غرقوا بجملتهم ; لنها ليست‬
‫كلية إذ يحصل بها هلك عدد محصور‪ ،‬وليس ذلك كاستئصال كافة المسلمين)‪ ;(3‬ولنه ليس يتعين‬

‫)( البحرح الرحائق ‪ ،5/82‬مغن التاج ‪ ،6/32‬حاشية المجمل ‪ ،5/195‬الحكام السلطانية للمجماورإدي ص‪51:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪ ،7/101‬شرححا السي الكبي ‪ ،4/1447‬تفة التاج ‪ ،9/242‬كشاف القناع ‪3/51‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قد يبدو إشكال في اعتبار وصأف الكلية ف تقديرح الضرحورإة‪ ،‬وذلك أن ترحك رإمي التس ل يؤدي إل استئصال‬ ‫‪3‬‬

‫كافة السلمجمي وإنا مؤداه هلك اليش أو طائفة منه ‪.‬‬


‫ويجاب عنه با ذكرح العطارإ ف حاشيته على شرححا جع الوامع ‪ ،2/331‬قال‪ :‬لا كان حفظ المة بفظ اليش لنه‬
‫الدافع عنها والقائم بفظها كمجما جرحت به العادة كان استئصاله بنزلة استئصال المجميع أو مظنة له فجمعل ف حكمجمه ‪.‬‬
‫لكن هذا ظاهرح إذا كان استئصال بقية اليش بيث يشى معه على المة‪ ،‬بلف ما إذا ل يكن كذلك كمجما لو ل‬
‫يضرح الوقعة إل بعض جيش السلم‪ ،‬وكان من ل يضرح بيث يصل به الفظ التام للمة‪ ،‬وقد تستشكل هذه‬
‫السألة بسألة غارحق السفينة إذا كان من با جيش السلمجمي إل أن يفرحق بأن استئصال اليش ف الرحب ما ل يكن‬
‫‪134‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واحد للغراق إل أن يتعين بالقرعة ول أصأل لها")‪.(1‬‬

‫أمثلة على الضرورةا‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫من المعلوم أن تقدير الضرورة يختلف باختلف الظروف والحوال)‪ ،(2‬ومن المثلة على الضرورة‬
‫ما يلي‪-:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -1‬أن يترتب على الكف عن رمي الترس هزيمة جيش المسلمين ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -2‬حال اللتحام مع العدو حيث ل يمكن توقي الترس ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يفضي الكف عنهم إلى الحاطة بالمسلمين)‪ ،(5‬أو كثرة النكاية بهم )‪.(6‬‬
‫‪ -4‬أن يؤدي الكف عنهم إلى قتل جمع من المسلمين)‪ ،(7‬أو أكثر المسلمين)‪.(8‬‬
‫)‪(9‬‬
‫‪ -5‬أن يستبيح العدو أرض المسلمين ويدخل ديارهم‪ ،‬وهو ما يعرف بجهاد الدفع ‪.‬‬

‫وبنااء على هذا الترجيح في مسإألة التترس ‪-‬وهو الجواز عند الضرورةا‪،-‬‬

‫دفع مفسدته لسارإعة الكفارإ حينئذ إل استئصال بقية السلمجمي بنحو القتل والسرح قبل التمجمكن من تيئة من يقوم‬
‫مقام اليش‪ ،‬ول كذلك مسألة الغرحق ث قد تشكل أيضا با إذا كان السرحىر أكثرح من الارإبي إل أن يقال أنم على‬
‫كل حال تت القهرح‪ ،‬ول يقوموا بالدفع عن السلمجمي بلف القاتلي فإنم قاموا بالدفع عن السلمجمي فقتلهم يؤدي‬
‫لفسدة أعظم ‪ .‬اهـ‬
‫)( الستصفى ‪176/‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الهاد والقتال ف السياسة الشرحعية ‪2/1331‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( فتح القديرح ‪ ،5/447‬حاشية المجمل ‪5/194‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أحكام القرحآن للجمصاص ‪ ،3/588‬مغن التاج ‪6/32‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الحكام السلطانية للمجماورإدي ص‪51:‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أسن الطالب ‪4/191‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( شرححا الرحشي ‪3/113‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( حاشية الصاوي على الشرححا الصغي ‪2/177‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪26:‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪135‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وعوداً على أصأل المسألة وهو حكم تفجير النفس بقصد النكاية بالعدو يكون حكم هذه الصورة‬
‫من العمال الفدائية الجواز عند الضرورة بضوابطها وشروطها المذكورة آنفًا‪ ،‬وإل فيحرم ‪.‬‬

‫وقد يناقش هذا الحكم بأن تخريج العمال الفدائية على مسألة التترس فيه نظر‪ ،‬لوجود الفارق‬
‫بين الصورتين‪ ،‬وذلك من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن المجاهد في مسألة التيترس يقتل نفس غيره من المسلمين لعزاز الدين‬
‫والنكاية بالكفار‪ ،‬أما في هذه الصورة فإن المجاهد يقتل نفسه هو بطوعه واختياره ‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن قتل المسلم غيره من المسلمين لمصلحة الدين لم ترد النصوص بجوازه‬
‫بحال‪ ،‬وإنما أبيح فعله من باب ضرورة تغليب المصلحة العامة على الخاصأة‪ ،‬أما بذل النفس في‬
‫سبيل ال فهو مما حثت عليه النصوص‪ ،‬وأثنت على فاعله إذا كانت نيته خالصة لعلء كلمة ال ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ويجاب عنه‪ :‬بأن هذا الفارق في الواقع غير مؤثر من الوجهين ‪.‬‬
‫أما الوجه الول فيجاب عنه بأنه وإن وجد الختيار في الصورة الثانية‪ ،‬فإن مؤدى كلتا الصورتين‬
‫)‪(2‬‬
‫إزهاق نفس مسلمة لمصلحة الدين ‪.‬‬
‫ويؤيد هذا أن النسان ل يملك التصرف في نفسه‪ ،‬ول الذن في إتلفها إل فيما شرع له ‪.‬‬
‫قال ابن حجر في الفتح في معرض كلمه على حديث )بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه‬
‫الجنة(‪":‬وفيه الوقوف عند حقوق ال ورحمته بخلقه‪ ،‬حيث حرم عليهم قتل نفوسهم‪ ،‬وأن النفس‬
‫)‪(3‬‬
‫ملك ل"‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪25:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصدرإ السابق ص‪25:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( فتح البارإي ‪6/500‬‬ ‫‪3‬‬

‫حديثا‬
‫ا‬ ‫ترحجم المام البخارإي ف كتاب النائز من صحيحه بقوله‪ :‬باب ما جاء ف قاتل النفس ‪ .‬لكنه ل يورإد ف الباب‬
‫ف قتل الغي بغي حق‪ ،‬بل ذكرح أحاديث ف حكم من قتل نفسه ‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإذا كان إذن النسان واختياره في إزهاق روحه غير معتبرين فإنه ل أثر لهما في الحكم‪ ،‬كما هو‬
‫الحال في نفس غيره‪ ،‬وبهذا يبقى المر على الصأل وهو حرمة قتل نفسه أو نفس غيره إل في حال‬
‫المشروعية‬
‫وأما الوجه الثاني فيجاب عنه بأن بذل النفس الوارد في الدلة ليس مدار النزاع في هذه المسألة‪،‬‬
‫وإنما النزاع هنا في مباشرة قتل النفس‪ ،‬وهو مما لم يرد فيه نص‪ ،‬وبهذا يستوي هو وقتل الغير من‬
‫حيث عدم ورود النص بجوازه ‪.‬‬
‫الترجيح‬
‫بالنظر في القوال الربعة المتقدمة يتبين أنه ما من قول إل ويرد على أدلته بعض العتراضات‪ ،‬إل‬
‫أن أقوى القوال من حيث الدلة قولن‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬القول الول ) الجواز مطلقاً ( ‪ ،‬والخر‪ :‬القول الرابع )الجواز للضرورة ( ‪.‬‬
‫وقد رجح القول الول عدد من الباحثين المعاصأرين الذين بحثوا في حكم هذه العمال‪ ،‬كالشيخ‬
‫سلمان العودة)‪ ،(1‬والشيخ هاني بن جبير في كتابه )العمليات الستشهادية صأورها وأحكامها()‪،(2‬‬
‫والشيخ نواف التكروري في كتابه )العمليات الستشهادية في الميزان الفقهي()‪ ،(3‬والشيخ أبي عمر‬
‫السيف مفتي المجاهدين الشيشان في بحثه )هل انتحرت حواء أم استشهدت؟()‪.(4‬‬
‫والقول الخير )الجواز للضرورة( هو أقرب القولين عند الباحث المتجرد المنصف‪.‬‬
‫وبناءً على القول المختار يكون حكم هذه العمال الجواز عند الضرورة فقط سواء في جهاد‬
‫الطلب أو جهاد الدفع‪ ،‬كالخوف على الجيش‪ ،‬أو انهزام المسلمين‪ ،‬أو اعتداء العدو على دمائهم‬
‫وأعراضهم وبلدهم )كما هو الحال في فلسطين والشيشان والعراق وأفغانستان والصومال( فإنه يجوز‬
‫القدام على هذه العمال بشروطها التي سنذكرها لحقًا‪ ،‬وأما عند عدم الضرورة فيحرم القدام على‬

‫)( الرإهاب والعمجمليات الستشهادية‪ :‬سلمجمان العودة ‪ .‬ملة الدعوة ف عددها الصادرإ ف ‪12/2/1423‬هـ‬ ‫‪1‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية صورإها وأحكامها ص‪75:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪115:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ ص‪37:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪137‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذه العمال صأيانة لدم المسلم الذى هو عند ال عظيم أعظم من حرمة الكعبة ‪.‬‬
‫ومما يقوي هذا الترجيح أن كثيراً ممن نسب إليهم القول بجواز هذه الصورة في هذا العصر جاء‬
‫في فتاويهم ما يشير إلى اعتبارهم الضرورة مبرراً للقيام بهذه العمال إما تصريحاً )كما سبق ذكره في‬
‫فتوى وهبة الزحيلي‪ ،‬والقرضاوي(‪ ،‬وإما بدللة السؤال‪ ،‬والذي غالباً ما يكون عن العمال التي يقوم‬
‫بها أهل فلسطين ضد اليهود الذين اغتصبوا أرضهم وسفكوا دماءهم ودنسوا مقدساتهم‪ ،‬وهي مما‬
‫يندرج في حكم الضرورة لنها من قبيل دفع العدو الداهم‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬

‫شروطإ جواز تفجير المجاهد نفسإه للنكاية بالعدو‪:‬‬


‫‪ (1‬وجود الضرورة كالخوف على الجيش‪ ،‬أو انهزام المسلمين‪ ،‬أو اعتداء العدو على دمائهم‬
‫وأعراضهم وبلدهم‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ (2‬إخلص النية ل تعالى‪ ،‬بأن يكون قصد الفاعل إعلء كلمة ال‪ ،‬وإعزاز دينه ‪.‬‬
‫‪ (3‬أن يترتب على العمل نكاية بالعدو‪ ،‬ويكفي في هذا غلبة الظن‪ ،‬بحيث يغلب على الظن أن‬
‫)‪(2‬‬
‫هذا العمل سيحدث نوعاً من النكاية المباشرة أو غير المباشرة في العدو ‪.‬‬
‫‪ (4‬أن يغلب على ظن المجاهد أن القتل الذي سيحدثه في العداء أو الدمار ل يمكن تحقيقه‬
‫)‪(3‬‬
‫بأية طريقة أخرى تضمن له سلمته أو غلبة الظن بالسلمة ‪.‬‬
‫فإن وجد المجاهد وسيلة أخرى ل تعرضه للقتل كأن يضع المتفجرات بعيداً عنه‪ ،‬أو يهرب من‬
‫المكان‪ ،‬فإنه يحرم عليه قتل نفسه‪ ،‬نظراً لحصول المقصود وهو النكاية بالعدو دون مباشرة قتل‬
‫النفس ‪.‬‬
‫‪ (5‬أن تكون هذه العمال موجهة ضد من يجوز قتله من الكفار كما سيأتي بيانه ‪.‬‬
‫‪ (6‬أن ل يترتب على هذه العمال مفسدة تربو على مصلحتها كأن تزيد ضراوة الكفار وتسلطهم‬

‫)( العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪103:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظرح ف اشتاط النكاية وأنواعها ص‪ 74 :‬من هذا البحث‬ ‫‪2‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪ ،37:‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪104:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪138‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫على المسلمين‪ ،‬بأن يقتلوا منهم أعداداً كبيرة‪ ،‬أو يتعرضوا للعراض والنفوس بمزيد من الذى‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ونحو ذلك ‪.‬‬
‫‪ (7‬أن يكون بإذن المام العدل إن تيسر أو أمير الحرب على ما تقدم في اشتراط إذن المام‬
‫وأحواله ‪,‬والصأل فى هذه العمليات هو مايقرره أهل الثغور لنهم أعلم الناس بحال الجهاد‪.‬‬
‫فإن لم يكن إمام أو كان في حال ل يشترط فيها إذنه فعليه أن يستشير أهل الرأي والمعرفة‬
‫بالحرب في مكانه قبل القدام على هذه العمال‪ ،‬لتقدير مدى نجاحها‪ ،‬ومقدار النكاية التي‬
‫)‪(2‬‬
‫تترتب عليها‪ ،‬أو المفاسد التي قد تحدث بسببها ‪.‬‬
‫‪ (8‬إذن الوالدين‪ ،‬لكونه شرطاً في الجهاد‪ ،‬ما لم يكن الجهاد فرضاً متعينًا‪ ،‬كما في جهاد الدفع‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬

‫من الذي يقدر الضرورةا‪ ،‬والمصالح والمفاسإد المترتبة على هذه العمال ؟‪:‬‬
‫يقدر الضرورة ولي المر الذي له سلطة بدء الحرب وإيقافها‪ ،‬لن أمر الجهاد موكول إليه‪ ،‬وهو‬
‫)‪(4‬‬
‫يرى ما ل يرى آحاد الناس أو من هم بمنأى عن ميدان الحرب ‪.‬‬
‫وعلى ولي المر – ول سيما إذا لم يكن مجتهداً – أن يرجع إلى علماء الشريعة‪ ،‬وأن يصدر عن‬
‫فتاويهم المبنية على قواعد الشريعة في تحقيق المصالح العامة للمة ودرء المفاسد عنها ‪.‬‬
‫ول بد لمن يتصدى للفتاء في هذه المسائل أن يتوفر فيه أمران‪:‬‬
‫‪ – 1‬الرسوخ في العلم الشرعي‪ ،‬والعناية بمقاصأد الشريعة السلمية‪ ،‬وفقه الموازنة بين المصالح‬
‫والمفاسد‬
‫‪ – 2‬المعرفة الصحيحة بواقع هذه العمال‪ ،‬وملبساتها‪ ،‬ودوافعها‪ ،‬وأحوال المجتمعات التي‬
‫)( فتوىر د ‪ .‬عجميل النشمجمي ‪ .‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي ص‪96:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪ ، 37:‬وفتوىر د ‪ .‬وهبة الزحيلي ‪ .‬العمجمليات الستشهادية ف اليزان الفقهي‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪87:‬‬
‫)( الرإهاب والعمجمليات الستشهادية‪ :‬سلمجمان العودة ‪ .‬ملة الدعوة ف عددها الصادرإ ف ‪12/2/1423‬هـ‬ ‫‪3‬‬

‫)( الغن ‪ ،9/166‬هل انتحرحت حواء أم استشهدت؟ص‪26:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪139‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تنفذ فيها‪ ،‬لن هذه العمال من النوازل التي لبد فيها من تصور صأحيح مبني على حقائق‬
‫واضحة‪ ،‬ل ما تردده وسائل العلم من تلبيس للحق‪ ،‬وتشويه لهذه العمال ووصأفها بالنتحار أو‬
‫الرهاب‪ ،‬كما هو مشاهد ‪.‬‬
‫وفي هذا يقول ابن تيمية‪":‬والواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين‬
‫لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا‪ ،‬دون الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين فل يؤخذ برأيهم‪ ،‬ول‬
‫برأي أهل الدين الذين ل خبرة لهم في الدنيا")‪.(1‬والعلماء من أهل الثغور والجهاد هم أولى الناس‬
‫بذلك‬
‫ويقول ابن القيم‪":‬ول يتمكن المفتي ول الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إل بنوعين من الفهم‪،‬‬
‫أحدهما‪ :‬فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والمارات والعلمات حتى‬
‫يحيط به علماً‪ ،‬والنوع الثاني‪ :‬فهم الواجب في الواقع‪ ،‬وهو فهم حكم ال الذي حكم به في‬
‫)‪(2‬‬
‫كتابه أو على لسان رسوله ‪ ‬في هذا الواقع‪ ،‬ثم يطبق أحدهما على الخر"‪.‬‬
‫بقيت مسإألة مهمة وهى العمليات السإتشهادية فى البلد السإلمية‬
‫وهذه العمليات لتخرج عن صأورتين لثالث لهما‬
‫الولى ضد الكافر الصألى المحتل لبلد المسلمين كما فى فلسطين ‪,‬وأفغانستان ‪ ,‬والشيشان ‪,‬‬
‫والعراق‬
‫والثانية ضد أهل الكفر والردة من الحكام المبدلين لدين ال وأعوانهم وأنصارهم من الجيش‬
‫والشرطة الذين يحمونهم ويحاربون من أجل أسيادهم ونيابة عن اليهود والنصارى فى أمريكا‬
‫وأوروبا‬
‫وقد أثارت هذه العمليات جدل واسعا حول الحديث عنها وعن حكمها ودليل مشروعيتها وقد‬
‫سبق بيان كل ذلك ‪,‬ولكن السؤال هنا ‪,‬إذا تقرر بالدليل جواز هذه العمليات ضد الكافر المحتل‬
‫لبلد المسلمين أو فى الحرب عند التقاء الصفوف وهذا هو الصأل ‪.‬‬
‫)( الفتاوىر الكبىر ‪5/539‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( إعلم الوقعي عن رإب العالي ‪88-1/87‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪140‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والسإؤال هل تجوز هذه العمال فى بلد الكفار المحتلين الغاصأبين لبلد المسلمين ‪,‬وهل تجوز‬
‫فى بلد المسلمين ضد الحكام المبدلين وأعوانهم من الجيش والشرطة وأنصارهم المحاربين‬
‫للسلم والمسلمين الموالين لعداء الدين من الكفرة والمشركين المدافعين والمحاربين نيابة عن‬
‫اليهود والصليبيين ‪,‬هذا هو الواقع المهين ‪,‬وإليك الجواب والبيان المبين ‪.‬‬
‫الصأل أن مهمة الحاكم المسلم حماية الدين وبلد المسلمين وحماية الدعوة إلى دين رب‬
‫العالمين فإن كفر وارتد وبدل الدين ‪,‬وشرع للناس مالم يأذن به رب العالمين ‪,‬إرضاءً لهل‬
‫الصليب ‪,‬وفتح لهم البلد وظلم العباد ونشر الفساد وحمى الكفر واللحاد وطغى وتجبر وعاث‬
‫فى الرض الفساد فوجب على أهل العلم والدعوة الجهاد لتغيير هذا المنكر بما يحقق مصلحة‬
‫البلد والعباد وخلع هذا الكافر المرتد وتبيين حاله وبيان كفره وإلحاده وإطلع الناس على خيانته‬
‫وعمالته وزندقته وفساده‪,‬فكل من وقف تحت رايته بعد البيان وصأد عن سبيل الرحمن وامتنع‬
‫بالشوكة وأهل الصلبان ‪,‬واجلب بخيله ورجله على أهل السلم فليس له جزاء إل الحسام دفاعاً‬
‫عن بيضة السلم وحماية للوطان لما قرره علماء السلم أن من لم يندفع شره إل بقتله قتل‬
‫‪,‬وإن لم يكن من أهل الشرك والكفران ‪,‬فكيف وقد كفر وخرج هو وأنصاره من السلم من أكثر‬
‫من باب كالتبديل والتشريع والسن واللزام والحماية والحراسة وموالة أهل الشرك والكفران؟‬
‫فالصأل الجواز لرد العدوان والمعاملة بالمثل لهل الصلبان من الغرب والمريكان فهم أهل‬
‫حرب وطغيان وليس لهم عهد ول أمان وإن كان )وهذا ظاهر البطلن(فقد انتقض بحربهم لهل‬
‫اليمان واحتللهم الوطان وقتلهم الطفال والشيوخ وانتهاك العراض كما فى العراق وأفغانستان‬
‫وقد قال ربنا بالعتداء بالمثل فى ثلث مواضع من القرآن وبذلك قال أهل العلم واليمان‬
‫ولتلتفت لهل النبطاح والتراجع والنتكاسة والهزيان ‪,‬ويكفيك شرفاً وفخراق وقدوة فى هذا‬
‫المقام أن قام بهذا العمل البطل الهمام الشيخ المام مجدد الجهاد فى هذا الزمان وقاهر أهل‬
‫الصليب والمريكان العالم العامل المجاهد بالنفس والمال والولدان ‪,‬باليد والقلب واللسان فقد‬
‫علم بالخيانة قبل قدوم الجرزان ففدى أسرار المسلمين وأرسلها مع ولده إلى بر المان وتصدى‬
‫لجيوش المريكان بكل قوة وشجاعة وأسقط طائرتهم وقتل من فيها وهو ثابت الجنان مقبل غير‬
‫‪141‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مدبر واثق بوعد الرحمن ثم فجر نفسه فأصأابهم بالخيبة والخسران وجعلهم أضحوكة العالم بعد‬
‫أن مرغ أنفهم فى الطين وحطم الصنم وهبل العصر وكسر من حولها الصأنام ‪,‬فهزمهم هذا البطل‬
‫الدرغام وأخرجهم من العراق وافغانستان يجرون أزيال الهزيمة والخيبة والخسران بعد أن كانوا‬
‫يحلمون بأسره ووضعه خلف القضبان فنال ماتمنى وعاش من أجله هذا البطل الهمام فهنيئاً لك‬
‫أيها المام يامن نصر ال بك السلم ‪,‬وأذل ال بك الكفر من أهل الردة والطغيان فسلم عليك‬
‫ياأبا عبد ال ونسأل ال أن يجمعنا بك فى الجنان ويغفر لنا ولك الذنوب والثام‪,‬اللهم استجب‬
‫يارحمن يامن تعلم السر والعلن ‪,‬وارزقنا شهادة فى سبيلك تكون عزاً ونصراً لوليائك ‪,‬وذلة‬
‫ومهانة لعدائك‪.‬‬
‫وربما يفهم البعض من كلمي أني ل أقول بالعمليات الفردية أو الجماعية وربما يفهم بعض آخر‬
‫أنني أشجع على العمل العشوائي غير المنظم والمدروس ودون اعداد فل هذا ول ذاك أردنا‬
‫والذي يعرفني يعلم عني جيداً أنني وبفضل ال وحده من أشد الناس على الطواغيت مظهراً عداوة‬
‫المرتدين صأادعاً بتكفيرهم والبراءة منهم ومن أعمالهم على المل وبين ظهورهم وكم أعلنا ذلك‬
‫في أكثر من مناسبة مع أن ذلك كان ليرضى بعض الخوة ونالنا من الذى والمشقة ما ال به‬
‫عليم ولكن حسبنا أن ذلك يرضي ربنا وهو ما كان عليه رسولناالكريم وصأحابته المجاهدين وكما‬
‫قيل فإن السجن جنات ونار وحتى ل يتقول علينا أحد بما لم نقله ويشيع عنا ما ليس فينا نقول‬
‫أننا ل زلنا مع قولنا بجواز الجهاد الفردي والجماعى نحث على ترسيخ العقيدة والخبرة بمكائد‬
‫العدو ونقاط ضعفه والبصيرة بالحكام الشرعية وبالواقع وفقه المصالح والمفاسد وغير ذلك مما‬
‫سبق تفصيله مراراً كي تكون الضربات في أعداء ال موجعه ‪ ,‬تدفع الدعوة والجهاد إلى المام‬
‫وتظهر صأورة الجهاد مشرقة واضحة غير مشوهة وليست مجرد أعمال عشوائية مبتورة غير‬
‫مدروسة الثمرة والتوقيت والهداف وربما تقر أعين أعداء ال ويفرحون بها ‪ ,‬بل ربما تعمدوا‬
‫تضخيم شأنها عبر وسائل إعلمهم خصوصأاً عند نجاحهم في كشف فاعليها بسرعة مع أن‬
‫منفذها شباب حدثاء أسنان تنقصهم الخبرة والعدة والبصيرة وذلك ليعظموا جهود جنود الشرك‬
‫الذين دحضوا تلك المخططات وكشفوا أمر أولئك الشباب تخويفاً لمن تحدثه نفسه بمثل ذلك‬
‫‪142‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ف أقلولتقياءقهُ فققل تققخاُفوُهلم قوقخاُفوتن إتلن ُكلنتُلم ُملؤتمتنيقن "‬ ‫" كما قال تعالى " إتنلقما قذلتُكُم ال ل‬
‫شليقطاُن يُقخرو ُ‬
‫آل عمران ‪ 175‬ومفاخرة بخبراتهم ونشراً للحباط والتخذيل بين صأفوف الشباب وليحصلوا‬
‫بذلك على مزيد من الصلحيات والرتب واليناشين بتعجل أولئك الشباب وقلة خبراتهم‬
‫وتفريطهم بالاعداد الجاد والتربية والعقيدة‬
‫ول تعجل أخي علي وتظن أنني أشترط النجاح والنصرة للعمل كي يكون جهاداً شرعياً – وقد‬
‫سبق وتكلمنا عن حقيقة النتصار – بل الذي أرمي إليه وأدعو إليه هو بذل الوسع في العداد‬
‫التربوي والمادي بترسيخ العقيدة وفهم مسائل التوحيد واليمان والكفر على قواعد وأصأول أهل‬
‫السنة وتعميق الخبرة بالواقع ليجمع العمل ولو كان صأغيراً بين البصيرة في الحكام الشرعية‬
‫والواقع وبين التواصأل في العمل حتى تحيا النفوس وتثبت على الحق واحذر من أعمال تجمع بين‬
‫الجهل بالحكام الشرعية والواقع والعشوائية في أعمال مبتورة غير مدروسة يعقبها مواقف تخاذل‬
‫وذلة بين يدي أعداء ال وتشويه الدعوة والجهاد فتورث بذلك حقاً الندامة والحباط والتحذيل‬
‫والرتياط والتراجعات فكم تألمنا على شباب تعجلوا الصدام حاديهم الحماس الجوف قبل أن‬
‫يرسخ اليمان في قلوبهم ودون أن يتبصروا في الحكام الشرعية والواقع وكأنما الغاية أن يعملوا‬
‫عملً جهادياً كيف ما كان ذلك العمل تأثراً بما يسمعونه من أخبار إخواننا فى بلدان أخرى مثل‬
‫العراق وأفغانستان والشيشان ‪ ,‬قد قطعوا شوطاً لم يقطع هؤلء الشباب عشر معشارة بعد ودون‬
‫مراعاة إختلف الظروف والحوال والمكانيات وربما سعى بعضهم لقلة معرفته بالحكام الشرعية‬
‫في أعماله العشواية إلي عقوبة بعض العصاة بأشد مما شرعه ال من قتل أو قطع أعضاء أو‬
‫استحلل مال ونحوه مما ينغمس فيه بعض المتحمسين عن غير بصيرة ‪ ,‬ول يفرق في المعاملة‬
‫بين العصاة والكفار وبين المرتد والكافر الصألي وبين المحارب وغير المحارب ويشوهون دعوة‬
‫التوحيد وربما إنقلب بعضهم في السجن بعد ذلك على عقبية فأعترض على أقدار ال وبرئ من‬
‫أخوانه وقال أقوالً تشوه الدعوة وقد ترده عن الدين وتخرجه من السلم ثم رأينا بعد هذا كله‬
‫من يذل نفسه وأهله إلى أعداء ال يستجدي الطواغيت والمشركين كي يفرجوا ويعفوا عنه وأصأبح‬
‫كل همه وقضيته الكبرى محصورة في الزيارة والفسحة والخروج من السجن ونسى القضية التي‬
‫‪143‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دخل من أجلها السجن وربما خرج بغير الذي دخل به نسأل ال السلمة والعافية والثبات وحسن‬
‫الخاتمة فأي جهاد هذا الذي لم يتقى ال أصأحابه في دينهم وتوحيدهم الذي هو أعظم مصلحة‬
‫في الوجود فيشوهوه بأمثال هذه التناقصات الذي رأيناها في السجن وخارجه‬
‫والخلصأة إما أن تأخذوا هذا الجهاد سواء كان فردياً أم جماعياُ وسواء أقام دولة السلم أم لم‬
‫يقمها إما أن تأخذوه بحقه وتتحملوا تبعاته ‪ ,‬فل تنقلبوا على أعقابكم وتشوهو دين ال أو فذروه‬
‫واشتغلوا بالدعوة إذا لم تتحملوا تلكم التكاليف فإن ذلك أعذر لكم عند ال من أعمال تقوم‬
‫على التخبط والجهل ثم تختم بالتناقض وتشويه الدعوة والتوحيد‬
‫أقول هذا نصحاً لخواني وتحريضاً على الطيب والفضل والنكى بأعداء ال ل تخذيلً ‪ ,‬مع‬
‫معرفتي بأن الصور المشرقة الثابتة لأبناء هذا الدين كثيرة وقد سبق تفصيل ذلك‬
‫والخلصأة أن هذه العمليات جائزة ضد الكفار والمرتدين بالشروط السابقة مع الحفاظ على‬
‫أرواح المسلمين فإن أهل التوحيد والجهاد من أحرص الناس على أرواح المسلمين كما صأرحوا‬
‫بذلك اكثر من مرة وأوقفوا أكثر من عملية بعد العداد لها وقبل التنفيذ لوجود مسلم أو لمرور‬
‫عابر سبيل فى مكان العملية وهذا معلن فى اصأدراتهم المسموعة والمرئية فحرمة المسلم عندهم‬
‫أعظم من الدنيا وما فيها عكس مايصورهم العلم العميل الفاسد من أنهم ليعبئون بدماء‬
‫المسلمين !!وهم الذين خرجوا جهادا ودفاعا عن المسلمين وبلد المسلمين ‪,‬فكيف يقتلون‬
‫المنين ‪,‬؟سبحانك ربى هذا إفك مبين ‪,‬؟مع أن هؤلء الفجرة يرون مايجرى من أسيادهم وآلهتهم‬
‫امريكا واليهود ومايفعله الغرب فى بلد المسلمين من قتل الطفال والشيوخ والنساء وهدم‬
‫البيوت على من فيها قصداً لتسمع لهم صأوتا ول همسا لن الجانى والمعتدى يهودى أو صأليبى‬
‫‪,‬فغض الطرف ولمانع من شجب وإنكار على إستحياء لكن إذا قتل المجاهدون كلباً من غير‬
‫قصد قامت الدنيا فى كل وسائل العلم المسلمون الرهابيون المتطرفون قتلوا كلباً من غير حق‬
‫ويصورون الكلب القتيل ويصورون الكلب وهى تبكى على هذا الكلب فى عزاء يقف الجميع‬
‫حداداً على روح الكلب ولعزاء للمسلمين الذين يقتلون فى كل لحظة وفى كل مكان فى العالم‬
‫وإنا ل وإنا إليه راجعون ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والسؤال الصحيح هو لماذا هؤلء الحكام يحاربون السلم وليحكمون شريعته ويحاربون أهله‬
‫ويصدون عن سبيله ويضيقون على دعاته ؟‬
‫والجواب أن هؤلء الحكام كفروا وارتدواعن السلم لذلك يحاربونه ويصدون عن سبيله‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دورإ المُـرأة في العـمُال الفدائيـة من‬
‫خـلل الوقائع المُعاصرة‬
‫شهد التاريخ السلمي قديماً وحديثاً صأوراً من مشاركة المرأة في الجهاد‪ ،‬تمثلت في أنواع شتى من‬
‫العمال المتعلقة به‪ ،‬سواء كانت هذه العمال في مباشرة القتال‪ ،‬أو في إعانة المقاتلين بمداواة‬
‫الجرحى وسقي الجند ونحوها من العمال ‪.‬‬
‫والمتتبع لظهور العمال الفدائية المعاصأرة في بلد السلم‪ ،‬يرى أن المرأة كان لها نوع مشاركة في‬
‫)‪(1‬‬
‫هذه العمال بوجه عام‪ ،‬كما أشارت إلى ذلك أكثر من دراسة في تاريخ الجهاد الفلسطيني ‪.‬‬
‫ول ينسى التاريخ الفلسطيني )شادية أبو غزالة( التي كانت تقود مجموعة عسكرية تابعة للجبهة‬
‫الشعبية في نابلس‪ ،‬وقد استشهدت عام ‪1968‬م أثناء إعدادها عبوة ناسفة ‪.‬‬
‫وفي نوفمبر ‪1984‬م‪ ،‬قامت )لمياء معروف( و)زهرة سعيد حسن( مع رجلين آخرين باختطاف وقتل‬
‫جندي الحتياط السرائيلي )دافيد مانوس( أثناء محاولته ركوب سيارة‪ ،‬وحكم على زهرة حسن‬
‫بالسجن لمدة ‪ 12‬سنة ‪.‬‬
‫وفي عام ‪1987‬م‪ ،‬قادت )دلل المغربي( مجموعة مسلحة من مقاتلي حركة فتح إلى شواطئ )تل‬
‫)‪(2‬‬
‫أبيب( مستخدمة زورًقا حربييا‪ ،‬لتنفذ عملية مسلحة أسفرت عن مقتل أكثر من ‪ 50‬إسرائيلييا‪.‬‬
‫وأما بالنسبة إلى العمال الفدائية التي يفجر فيها المجاهد نفسه بالمتفجرات للنكاية بالعدو فإن‬
‫تنفيذها كان في باديء المر مقصوراً على الرجال من المجاهدين والمقاومين للحتلل‪ ،‬ولم يكن‬
‫للنساء مشاركة في هذه العمال ‪.‬‬
‫ومع تطور العمال الفدائية شهدت السنوات الخيرة قيام بعض النساء المسلمات )ولسيما على‬
‫أرض فلسطين والشيشان( بتفجير أنفسهن بهدف النكاية بالعدو المحتل ‪.‬‬
‫ففي الشيشان كانت )حواء براييف( أول امرأة شيشانية تقوم بعمل فدائي‪ ،‬حيث انطلقت من قريتها‬
‫وقادت سيارة محملة بالمتفجرات بسرعة قوية‪ ،‬حتى دخلت بها إلى داخل مبنى القوات الروسية‬
‫)( ينظر‪ :‬كتاب )الفدائيات( لمنى غندور‪ ،‬وكتاب )كيف يستشهد الفدائيون؟( لعمر أبو النصر‬ ‫‪1‬‬

‫)( تنظر هذه العمال في‪ :‬تقرير ياسر البنا‪ :‬موقع )إسلم أون لين ‪ ( www.islamonline.net‬في ‪6/11/2003‬م‬ ‫‪2‬‬

‫‪146‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الخاصأة‪ ،‬وقام الجنود الروس بإطلق وابل من الرصأاص عليها فاستمرت في قيادة السيارة حتى‬
‫توسطت المبنى ثم انفجرت السيارة انفجاراً شديداً سقطت على أثره أركان المبنى‪ ،‬وقُتل في هذا‬
‫)‪(1‬‬
‫النفجار أكثر من ‪ 27‬جندياً روسيًا‪ ،‬بينهم ضباط ذوو رتب عالية في القوات الروسية ‪.‬‬
‫وقد توالت العمال الفدائية بعد هذه الحادثة‪ ،‬حتى احتلت المرأة الشيشانية مكانة الصدارة في‬
‫أعمال المقاومة عبر مسلسل متوال من هذه العمال ‪.‬‬
‫وقد جاء في دراسة د‪.‬عاطف معتمد عبد الحميد )خبير في الشؤون الروسية( لعمال المقاومة‬
‫الشيشانية خلل الفترة من يناير ‪2002‬م إلى يوليو ‪2003‬م ‪ :‬أن العمال الفدائية التي قامت بها‬
‫النساء بلغت ‪ %17‬من أعمال هذه الفترة ‪ .‬وذكرت الدراسة أن ما تعرضت له النساء الشيشانيات‬
‫من قتل الزواج والبناء والباء )قتلت القوات الروسية ‪ 1800‬رجل على مدى ستة أشهر فقط(‬
‫ناهيك عن جرائم الغتصاب والتشريد؛ كان من أهم الدوافع الرئيسة وراء قيام عناصأر نسائية بتلك‬
‫العمال شديدة الدقة والجرأة ‪ .‬فالتقاليد القوقازية الصارمة المدفوعة بمبادئ الشهادة السلمية‬
‫وجهاد من ققيقتلوا الب والزوج تقف بقوة وراء تطوع الشيشانيات للعمل الستشهادي اعتماًدا على‬
‫اليسر النسبي في حركتهن داخل التجمعات الروسية‪ ،‬في وقت يتعرض فيه القوقازيون لتوقيف مستمر‬
‫)‪(2‬‬
‫في المدن الروسية وملحقة متتابعة لسهولة التعرف على ملمحهم وسط العرق الروسي السائد ‪.‬‬

‫وأما في فلسطين‪ ،‬فقد كانت أول محاولة لتنفيذ هذه العمال في يوليو ‪1987‬م حيث حاولت‬
‫الفلسطينية )عطاف عليان( تفجير نفسها في عمل استشهادي‪ ،‬وكان ذلك بسيارة ملغومة في القدس‪،‬‬
‫إل أن العملية لم تنجح‪ ،‬فاعتقلت على إثرها وصأدرت ضدها أحكام مجموعها ‪ 15‬عاًما في السجن‬
‫)‪(3‬‬
‫السرائيلي ‪.‬‬
‫وفي عام ‪2002‬م‪ ،‬سجلت النتفاضة الثانية أول تسارع لهذه العمال‪ ،‬حيث كانت الفتاة‬

‫)( هل انتحرت حواء أم استشهدت؟ ص‪ ، 2:‬و موقع )صأوت القوقاز ‪(www.qoqaz.com‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المقاومة الشيشانية روعة النجاح أم رقصة الطائر الذبيح؟‪ :‬موقع )إسلم أون لين ‪ (www.islamonline.net‬في‬ ‫‪2‬‬

‫‪12/8/2003‬م‬
‫)( تقرير ياسر البنا‪ :‬موقع )إسلم أون لين ‪ ( www.islamonline.net‬في ‪6/11/2003‬م‬ ‫‪3‬‬

‫‪147‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفلسطينية )وفاء علي إدريس( أول امرأة تنفذ عملً فدائياً في فلسطين‪ ،‬عندما قامت بتفجير نفسها‬
‫في شارع )يافا( التجاري المكتظ بالمارة يوم الحد ‪27/1/2002‬م‪ ،‬مما أدى إلى مقتلها ومقتل‬
‫)‪(1‬‬
‫إسرائيليين وإصأابة ما يزيد على ‪ 140‬آخرين‪ ،‬جروح خمسة منهم بالغة الخطورة ‪.‬‬
‫وبعد هذه الحادثة‪ ،‬توالت العمال الفدائية التي شاركت فيها المرأة ‪.‬‬
‫وبتتبع هذه العمال منذ ظهورها في أوائل عام ‪2002‬م إلى أوائل عام ‪2004‬م‪ ،‬بلغت هذه‬
‫)‪(2‬‬
‫العمال سبعة أعمال خلل عامين هي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬في ‪27/1/2002‬م قامت )وفاء إدريس( بأول عمل فدائي في مدينة القدس فقتلت‬
‫إسرائيليين وجرحت مائة وأربعين آخرين ‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي ‪27/2/2002‬م نفذت )دارين أبو عيشة( عملً فدائياً في حاجز عسكري إسرائيلي‬
‫شمالي الضفة الغربية‪ ،‬مما أدى إلى إصأابة ‪ 3‬جنود إسرائيليين ‪.‬‬
‫‪ -3‬وفي ‪29/3/2002‬م قامت )آيات الخرس( من مدينة )بيت لحم( بعمل فدائي في أحد‬
‫أسواق القدس الغربية‪ ،‬مما أدى إلى مقتل إسرائيليقين وإصأابة العشرات ‪.‬‬
‫ضا بعميل فدائي‪،‬‬
‫‪ -4‬وفي ‪12/4/2002‬م قامت )عندليب طقاطقة( من مدينة )بيت لحم( أي ً‬
‫وأسفر عن مقتل ستة إسرائيليين‪ ،‬وإصأابة ‪ 85‬وذلك في مدينة القدس ‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي ‪19/5/2003‬م قامت )هبة عازم دراغمة( الطالبة بجامعة القدس المفتوحة بتفجير‬
‫جسدها في مدينة )العفولة( شمالي فلسطين المحتلة‪ ،‬وأسفر ذلك عن مقتل ‪ 3‬جنود إسرائيليين‬
‫وإصأابة العشرات ‪.‬‬
‫‪ -6‬وفي ‪4/10/2003‬م قامت )هنادي تيسير جرادات( بتنفيذ عمل فدائي كبير‪ ،‬أسفر عن‬
‫مقتل حوالي ‪ 20‬إسرائيلدياً وجرح أكثر من مائة حينما فجرت نفسها في مطعم )مكسيم( بحيفا‪.‬‬
‫)( صأحيفة الشرق الوسط في عددها الصادر في ‪ 28/1/2002‬م‪ ،‬صأحيفة البيان الماراتية في عددها الصادر يوم الثنين‬ ‫‪1‬‬

‫‪14/11/1422‬هي‬
‫)( ينظر في هذه العمال‪ :‬شبهات حول العمليات الستشهادية ‪ 49/‬وما بعدها‪ ،‬تقرير المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق‬ ‫‪2‬‬

‫النسان )الرقيب(" انتفاضة القصى سنة ثانية" ‪ /‬السنة السادسة ‪ -‬العدد الواحد والثلثون ‪ -‬اكتوبر ‪2002‬م‪ ،‬تقرير ياسر البنا‪:‬‬
‫موقع )إسلم أون لين ‪ ( www.islamonline.net‬في ‪6/11/2003‬م وفي ‪22/1/2004‬م‬
‫‪148‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -7‬وفي ‪14/1/2004‬م نفذت )ريم الرياشي( العضوة في كتائب القسام عملً فدائياً بالشتراك‬
‫مع كتائب شهداء القصى التابعة لحركة فتح في معبر )بيت حانون( شمالي قطاع غزة حينما قامت‬
‫بتفجير حزام ناسف كانت ترتديه في مجموعة من خبراء المتفجرات السرائيليين نجحت في‬
‫خداعهم‪ ،‬وأسفر العمل عن مقتل ‪ 4‬جنود إسرائيليين وإصأابة ‪ 10‬آخرين ‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وبظهور هذه الحداث برز العديد من التساؤلت حول مشروعية قيام المرأة بالعمال‬
‫الفدائية‪ ،‬وهل للمحرم والحجاب اعتبار عند تنفيذها هذه العمال‪ ،‬وهذا ما سأتعرض إليه بإذن ال‬
‫تعالى‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكما قياما المرأةا بالعمال الفدائية والعمليات السإتشهادية‬

‫وفيييه أربييع مسائل‪:‬‬


‫المسإألة الولى‪ :‬حكما الجهاد بالنسإبة للمرأةا‬

‫يختلف حكم خروج المرأة للجهاد تبعاً لنوع الجهاد‪ ،‬وبيان ذلك فيما يلي‪:‬‬

‫أولا ( حكما خروج المرأةا لجهاد الطإلب‪:‬‬


‫تقدم في التمهيد أن جهاد الطلب فرض كفاية على المة كما دلت عليه الدلة الشرعية الكثيرة‪،‬‬
‫ت‬
‫ومنها قوله سبحانه وتعالى‪  :‬قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن تف لتينقةم قويقُكوقن الرديُن ُكلدهُ ل لته فقتإتن انليتقيقهلوا فقتإلن ال لهق‬
‫صيُر ) ‪،(1)40‬‬ ‫صير )‪ (39‬وإتلن تقيولوا قفالعلقموا أقلن ال لهق موقلُكم نتلعم ا لموقلى ونتلعم النل ت‬
‫قل ل ق ق ل ق ق‬ ‫ُ‬ ‫ق قل‬
‫ت‬
‫بقما يقيلعقمُلوقن بق م‬
‫ت‬
‫وقيوله سبحانه وتعالى‪  :‬قوقما قكاقن ا لُملؤتمُنوقن تليقيلنتفُروا قكافلةً فقيلقلوقل نقيقفقر تملن ُكرل فتلرققةة تم لنيُهلم قطائتقفةم‬
‫لتقيتقيقفلقُهوا تفي الرديتن قوتليُيلنتذُروا ققيلوقمُهلم إتقذا قرقجُعوا إتلقليتهلم لققع لُهلم يقلحقذُروقن )‪.(2) 122‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ومن شروط جهاد الطلب الذكورة‪ ،‬فل يجب جهاد الطلب على المرأة بإجماع المسلمين ‪.‬‬
‫وقد تقيدم ذكر الدلة على عدم وجوب الجهاد على المرأة ضمن الكلم على شيروط جهاد الطلب‬
‫ولكن‪ ،‬يبدو ههنا سؤال هام‪ ،‬وهو‪ :‬إذا كانت الذكورة شرطاً من شروط جهاد الطلب‪ ،‬فكيف‬
‫كانت النساء يخرجن مع النبي ‪ ‬في غزواته‪ ،‬وربما يشاركن الرجال في القتال ؟‬
‫ويجاب عن هذا السؤال بأن المرأة وإن كان الجهاد ليس بواجب عليها في الصأل‪ ،‬فإنه يجوز لها‬
‫الخروج والمشاركة في الجهاد في الجملة عند عامة الفقهاء)‪ ،(4‬وعليه الجماع كما حكاه النووي)‪،(5‬‬
‫)( ] النفال‪[39 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ] التوبة‪[122 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( مراتب الجماع ‪ ،1/119‬رد المحتار ‪ ،4/125‬بدائع الصنائع ‪ ،7/98‬شرح الخرشي ‪ ،3/108‬التاج والكليل ‪،4/538‬‬ ‫‪3‬‬

‫مغني المحتاج ‪ ،6/18‬أسنى المطالب ‪ ،4/176‬المغني ‪ ،9/163‬النصاف ‪4/115‬‬


‫)( المبسوط ‪ ،10/17‬المدونة ‪ ،1/498،499‬الم ‪ ،4/174‬المغني ‪175-9/174‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( شرح صأحيح مسلم للنووي ‪12/188‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪150‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫على خلف بينهم في شروط خروجها‪ ،‬ونوع العمال التي يمكن أن تشارك فيها ‪.‬‬
‫من أدلة جواز خروج المرأة ومشاركتها في جهاد الطلب‪:‬‬
‫ثبت في السنة الصحيحة جواز خروج المرأة ومشاركتها في الجهاد‪ ،‬وقد جاء في هذا المعنى عدة‬
‫أحاديث‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ (1‬ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان رسول ال ‪ ‬إذا أراد أن‬
‫يخرج أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول ال ‪ ‬معه ‪ .‬قالت عائشة‪ :‬فأقرع بيننا‬
‫)‪(1‬‬
‫في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول ال ‪ ‬بعدما نزل الحجاب ‪ .‬الحديث ‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬قال ابن حجر‪":‬وفيه مشروعية القرعة حتى بين النساء وفي المسافرة بهن‬
‫)‪(2‬‬
‫والسفر بالنساء حتى في الغزو"‬
‫‪ (2‬وروى مسلم حديث سؤال نجدة الحروري ابقن عباس رضي ال عنهما عن غزو النبي ‪‬‬
‫بالنساء‪ ،‬فكتب إليه ابن عباس‪":‬كتبت تسألني هل كان رسول ال ‪ ‬يغزو بالنساء ‪ .‬وقد كان يغزو‬
‫حقذين)‪(3‬من الغنيمة وأما بسهم فلم يضرب لهن")‪.(4‬‬
‫بهن فيداوتين الجرحى ويُ ل‬
‫وجه الستدلل‪ :‬الحديث نص في حضور النساء الغزو‪ ،‬ومداواتهن الجرحى‪ ،‬وأن المام ل‬
‫)‪(5‬‬
‫يسهم لهن كالرجال‪ ،‬وإنما يعطيهن من الغنيمة ‪.‬‬
‫‪ (3‬عن أم قحرقام بنت ملحان)‪(6‬رضي ال عنها قالت‪":‬نام النبي ‪ ‬يوماً قريباً مني ثم استيقظ‬
‫علي يركبون هذا البحر الخضر‬
‫يتبسم‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أضحكك؟ ‪ .‬قال‪ :‬أناس من أمتي ُعترضوا ل‬
‫)( رواه البخاري في كتاب المغازي برقم )‪ ،(4141‬ومسلم في كتاب التوبة برقم )‪(2770‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فتح الباري ‪8/479‬‬ ‫‪2‬‬

‫حقذين ‪ :‬يُيلعقطين ‪ .‬لسان العرب مادة )حذا( ‪14/171‬‬


‫)( ُي ل‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير برقم )‪(1812‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( شرح صأحيح مسلم للنووي ‪12/190‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أم حرام )صأحابية(‪ :‬أم حرام بنت ملحان بين خاليد بين زييد بين حيرام النصيارية النجاريية المدنيية‪ ،‬أخيت أم سيليم وخالية أنيس بين‬ ‫‪6‬‬

‫مالك وزوجة عبادة بين الصيامت‪ ،‬كيانت مين عليية النساء‪ ،‬تزوجهيا عبيادة بين الصيامت فغيزا بهيا في البحير سنة ‪27‬هيي‪ ،‬فلميا رجعيوا‬
‫ُقرربت لها بغلة لتركبها فصرعتها ودقت عنقها فماتت ‪ .‬ينظر‪ :‬الستيعاب فيي معرفية الصأيحاب ‪ ،4/1931‬سيير أعلم النبلء ‪2/‬‬
‫‪ ،316‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪8/189‬‬
‫‪151‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كالملوك على القتسلرة ‪ .‬قالت‪ :‬فادع ال أن يجعلني منهم‪ ،‬فدعا لها ‪ .‬ثم نام الثانية ففعل مثلها‬
‫فقالت مثل قولها‪ ،‬فأجابها مثلها‪ ،‬فقالت‪ :‬ادع ال أن يجعلني منهم‪ ،‬فقال‪ :‬أنت من الولين ‪.‬‬
‫فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت)‪ (1‬غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية‪ ،‬فلما‬
‫انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشأم فقُررقبتل إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت")‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في الحديث دللة على جواز غزو المرأة وركوبها البحر‪ ،‬ووجه ذلك أنه ‪‬‬
‫دعا لم حرام لما سألته أن تكون من أولئك الغزاة‪ ،‬ولو لم يجز خروجها للغزو لما أقرها على‬
‫)‪(3‬‬
‫سؤالها ودعا لها ‪.‬‬

‫وههنا إشكال‪ :‬وهو أنه قد جاء في بعض الحاديث أن النبي ‪ ‬منع بعض النسوة من الخروج‬
‫للجهاد‪ ،‬فعن أم كبشة)‪(4‬رضي ال عنها قالت‪":‬يا رسول ال‪ ،‬ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل ‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول ال إنه ليس أريد أن أقاتل إنما أريد أن أداوي الجرحى والمرضى أو أسقي‬
‫المرضى‪ ،‬قال‪ :‬لول أن تكون ُسلنة‪ ،‬وأن يقال فلنة خرجت لذنت لك ولكن اجلسي")‪.(5‬‬
‫وأخرجه ابن سعد)‪ (6‬في الطبقات الكبرى عن ابن أبي شيبة وفي آخره‪":‬اجلسي ل يتحدث الناس‬

‫)( عبادة بن الصامت )صأحابي(‪ :‬أبو الوليد عبادة بن الصامت بن قيس بن أصأرم النصاري الخزرجي‪ ،‬كان أحد النقباء بالعقبة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وآخى رسول ال ‪ ‬بينه وبين أبي مرثد الغنوي‪ ،‬شهد المشاهد كلها بعد بدر‪ ،‬وشهد فتح مصر‪ ،‬ت‪34:‬هي‬
‫ينظر‪ :‬الطبقات الكبرى ‪ ،3/546‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،2/807‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪3/624‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير برقم )‪ (2800‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم في كتاب المارة برقم )‪(1912‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( عمدة القاري ‪14/87‬‬ ‫‪3‬‬

‫ضاعة أسلمت وروت عن النبي ‪ ‬حديثًا‪ ،‬وحديثها عند الكوفيين‪ ،‬وقد‬


‫ضاعية‪ ،‬امرأة من قُ ق‬
‫الق ق‬
‫)( أم كبشة )صأحابية(‪ :‬أم كبشة ُ‬ ‫‪4‬‬

‫ذكرها ابن أبي عاصأم في الوحدان‪ ،‬وأخرج حديثها أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬والطبراني وغيرهم ‪ .‬ينظر‪ :‬الطبقات الكبرى‬
‫‪ ،8/308‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1951‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪8/283‬‬
‫)( رواه الطبراني في الكبير ‪ 25/176‬والوسط ‪ ،4/363‬وابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،6/538‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد‬ ‫‪5‬‬

‫‪":5/324‬ورجاله رجال الصحيح" اهي ‪.‬‬


‫)( ابن سعد‪ :‬أبو عبد ال محمد بن سعد بن منيع البغدادي‪ ،‬الحافظ العلمة الحجة كاتب الواقدي‪ ،‬أحد أوعية العلم‪ ،‬ومصنف‬ ‫‪6‬‬

‫ينظر‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،25/255‬سير أعلم النبلء ‪ ،10/664‬طبقات‬ ‫الطبقات الكبرى والطبقات الصغرى‪ ،‬ت‪230:‬هي ‪.‬‬
‫الحفاظ ‪1/186‬‬
‫‪152‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫محمدا يغزو بامرأة")‪.(1‬‬
‫ً‬ ‫أن‬
‫وللعلماء في الجابة عن التعارض بين هذا الحديث وبين أدلة جواز خروج المرأة للجهاد‬
‫مسلكان‪:‬‬
‫المسلك الول ( مسلك النسخ‪ :‬فيكون هذا الحديث ناسخاً لحاديث الجواز‪ ،‬لأن أحاديث‬
‫الجواز وقعت قبله في أحد وخيبر‪ ،‬أما هذا الحديث فكان بعد الفتح ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وقد سلك هذا المسلك ابن حجر‪ ،‬كما في ترجمة أم كبشة في الصأابة ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫والقول بالنسخ الذي ذهب إليه ابن حجر فيه نظر من وجوه‪:‬‬
‫‪ -1‬دعوى أن المرأة لم تخرج بعد فتح مكة غير صأحيحة‪ ،‬فقد ثبت خروج النساء يوم حنين كما‬
‫)‪(5‬‬
‫في حديث أم سليم)‪(4‬وهو في صأحيح مسلم ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الحاديث الصحيحة الصريحة في الصحيحين وغيرهما قد تظاهرت على جواز خروج‬
‫المرأة في الجهاد‪ ،‬فل تسقط حجيتها بهذه الحادثة المحتملة ‪.‬‬
‫‪ -3‬جواب ابن عباس النف على سؤال نجدة الحروري بجهاد النساء مع النبي ‪. ‬‬
‫‪ -4‬أنه ل يقال بالنسخ مع إمكان الجمع بين الدلة ‪.‬‬
‫المسلك الثاني ( مسلك الجمع‪ :‬فيحمل استئذان أم كبشة على أنه كان في غزوة لها ظروفها‬
‫الخاصأة التي تمنع خروج النساء فيها ‪ .‬وقد ثبت خروج المرأة يوم حنين في السنة الثامنة‪ ،‬فيحتمل أن‬
‫يكون استئذان أم كبشة في تبوك التي تميزت بشدة الحر وقلة الزاد وكثرة العدو وقوته‪ ،‬ولهذا لم‬

‫)( الطبقات الكبرى ‪8/308‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصأابة في أسماء الصحابة ‪8/283‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هجرة المرأة وجهادها في السنة ص‪243:‬‬ ‫‪3‬‬

‫الرقميصاء بنت تم لحان بن خالد بن زيد بن حرام النصارية الخزرجية‪ ،‬وهي أم أنس بن‬
‫الغمقيصاء‪ ،‬ويقال د‬
‫)( أم ُسقليم )صأحابية(‪ُ :‬‬ ‫‪4‬‬

‫مالك خادم النبي ‪ ،‬مات زوجها مالك بن النضر فتزوجها أبو طلحة النصاري فولدت له أبا عمير وعبد ال‪ ،‬شهدت حنيناً‬
‫وأحداً‪ ،‬وكانت من أفاضل النساء ‪ .‬ينظر‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1940‬سير أعلم النبلء ‪ ،2/304‬الصأابة‬
‫في تمييز الصحابة ‪8/227‬‬
‫)( ينظر الحديث بتمامه ص‪ 164 :‬من هذا البحث‬ ‫‪5‬‬

‫‪153‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫يثبت أن امرأة خرجت مع المسلمين في تلك الغزوة ‪.‬‬
‫وممن أشار إلى مسلك الجمع البغوي في شرح السنة‪ ،‬حيث قال‪":‬فإن خاف عليهن لكثرة العدو‬
‫وقوتهم‪ ،‬أو خاف فتنتهن لجمالهن‪ ،‬وحداثة أسنانهن‪ ،‬فل يخرج بهن ‪ .‬وقد روي عن النبي ‪ ‬أن نسوة‬
‫خرجن معه فأمر بردهن‪ ،‬فيشبه أن يكون رده إياهن لحد هذين المعنيين")‪.(2‬‬
‫قلت‪ :‬الراجح من المسلكين القول بالجمع‪ ،‬ويؤيده‪:‬‬
‫‪ -1‬إخباره ‪ ‬ألم قحقرام رضي ال عنها بأن طائفة من أمته تركب البحر‪ ،‬ثم دعاؤه لها بأن تكون‬
‫منهم‪ ،‬ثم إخباره أنها منهم‪ ،‬وهذا يدل على أن جواز خروج المرأة للغزو باةق بعد وفاته غير‬
‫منسوخ‪ ،‬إذ ل نسخ في الخبار‪ ،‬ولهذا وقع تصديق هذا الخبر في زمن عثمان ‪ ‬بمحضر من‬
‫الصحابة ‪. ‬‬
‫‪ -2‬أن خروج المرأة للغزو قد استمر بعد وفاته ‪ ‬في عهد أبي بكر وعمر وعثمان‪ ،‬كما خرجت‬
‫أم عمارة)‪ (3‬إلى اليمامة‪ ،‬وخرج النساء إلى اليرموك وغيرها‪ ،‬وكان كل ذلك بإقرار الصحابة ‪ ،‬إذ‬
‫)‪(4‬‬
‫لم يرد أن أحداً منهم منع المرأة من الخروج ‪.‬‬

‫وإذا تقرر جواز مشاركة المرأة في الجهاد‪ ،‬فههنا سؤال ل بد من الجابة عنه وهو‪:‬‬
‫ما هي طإبيعة العمال التي تشارك فيها المرأةا ؟‬
‫بالنظر إلى الدلة الواردة في هذه المسألة‪ ،‬والهدي النبوي الذي سار عليه الصحابة الكرام ‪‬‬
‫يظهر أن المرأة لم تكن تخرج إلى الغزو لمباشرة القتال ومواجهة الرجال ابتداًء‪ ،‬بل إن دورها يتمثل‬
‫في أعمال خاصأة تتناسب مع طبيعتها وضعفها الذي جبلت عليه‪ ،‬كإطعام الجند وسقايتهم‪ ،‬ومداواة‬
‫)( هجرة المرأة وجهادها في السنة ص‪244-243:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( شرححا السنة ‪14-11/13‬‬ ‫‪2‬‬

‫سيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف‪ ،‬الفاضلة المجاهدة النصارية الخزرجية‪ ،‬شهدت ليلة العقبة و ً‬
‫أحدا‬ ‫)( أم عمارة )صأحابية(‪ :‬قن ت‬ ‫‪3‬‬

‫والحديبية ويوم حنين‪ ،‬ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة وجاهدت وفعلت الفاعيل وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة وقطعت‬
‫يدها وقتل ولدها حبيب‪ ،‬وروت عن النبي ‪ ‬أحاديث ‪ .‬ينظر‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1948‬سير أعلم النبلء ‪2‬‬
‫‪ ،/278‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪8/140‬‬
‫)( هجرة المرأة وجهادها في السنة ص‪245-244:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪154‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الجرحى‪ ،‬ونقل الشهداء أو القتلى ‪.‬‬
‫وتعرف هذه العمال المساندة في عصرنا بأعمال التموين‪ ،‬والمداد‪ ،‬والخدمات‪ ،‬والسعاف‬
‫ونحو ذلك ‪.‬‬
‫ومن الدلة التي جاءت في بيان هذه العمال ما يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬عن الردبقريع بنت مُقعروذ)‪ (1‬قالت‪":‬كنا نغزو مع النبي ‪ ‬فنسقي القوم ونخدُمهم‪ ،‬ونرد الجرحى‬
‫والقتلى إلى المدينة")‪.(2‬‬
‫‪ (2‬عن أم عطية النصارية)‪ (3‬رضي ال عنها قالت‪ :‬غزوت مع رسول ال ‪ ‬سبع غزوات قألخُلُفهم‬
‫في رحالهم‪ ،‬فأصأنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى")‪.(4‬‬
‫‪ (3‬عن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪":‬كان رسول ال ‪ ‬يغزو بأم ُسقليم ونسوة من النصار معه إذا غزا‬
‫فيسقين الماء ويداوين الجرحى")‪.(5‬‬
‫قال النووي‪":‬فيه خروج النساء في الغزو والنتفاع بهن في السقي والمداواة")‪.(6‬‬

‫وقد بوب البخاري في صأحيحه‪) :‬باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال( وساق تحته حديث أنس‬
‫‪ ‬قال‪":‬لما كيان ييوم أحيد انيهزم الناس عن النبي ‪ . ‬قال‪ :‬ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم ُسقليم‬

‫)( الردبقريع بنت ُمقعروذ )صأحابية(‪ :‬الربيع بنت معوذ بن عفراء النصارية من بني النجار‪ ،‬وقد زارها النبي ‪ ‬صأبيحة عرسها صألة‬ ‫‪1‬‬

‫لرحمها‪ ،‬عُرمرت دهراً وروت أحاديث‪ ،‬توفيت في خلفة عبد الملك سنة بضع وسبعين ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1837‬سير أعلم النبلء ‪ ،3/198‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪7/641‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الجهاد برقم )‪(2883‬‬ ‫‪2‬‬

‫سيبة – بضم النيون وفتيح السيين‪ ،‬وقييل بفتيح النيون وكسير السييين‪ -‬بنيت الحيارث‪ ،‬وقيييل نسييبة‬
‫)( أم عطية النصارية )صأحابية(‪ُ :‬ن ق‬ ‫‪3‬‬

‫بنت كعب‪ ،‬فقيهة من كبار نساء الصحابة‪ ،‬لها عيدة أحياديث‪ ،‬وُتعدد فيي أهيل البصيرة‪ ،‬وكيانت تغيزو كيثيراً مع رسيول الي ‪ ‬تمييرض‬
‫المرضى وتداوي الجرحى‪ ،‬وهي التي غسلت بنت النبي ‪ ‬زينب‪ ،‬عاشت إلى حدود سنة سبعين‬
‫ينظير‪ :‬تهيذيب الكميال ‪ ،35/315‬الستيعاب في معرفة الصأيحاب ‪ ،4/1947‬سير أعلم النبلء ‪ ،2/318‬الصأيابة فيي تميييز‬
‫الصحابة ‪8/261‬‬
‫)( رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير برقم )‪(1812‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير برقم )‪(1810‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( شرح صأحيح مسلم للنووي ‪12/188‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪155‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإنهما لمشمررتان‪ ،‬أرى قخقدم سوقهما)‪ (1‬قتلنقُزان)‪ (2‬ت‬
‫القرقب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم‪ ،‬ثم‬
‫ترجعان فتملنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم")‪.(3‬‬
‫قال ابن حجر معلقاً على الترجمة والحديث‪":‬ولم أر في شيء من ذلك التصريح بأنهن قاتلن‪،‬‬
‫ولجل ذلك قال ابن المنير‪ :‬بوب على قتالهن وليس هو في الحديث فإما أن يريد أن إعانتهن للغزاة‬
‫غزو‪ ،‬وإما أن يريد أنهن ما ثبتن لسقي الجرحى ونحو ذلك إل وهن بصدد أن يدافعن عن أنفسهن‬
‫وهو الغالب انتهى ‪.(4)".‬‬

‫وبهذا يتبين أنه ل يشرع للنساء مباشرة القتيال حال جهاد الطلب إل عند الضرورة أو الدفاع عن‬
‫أنفسهن‪ ،‬كما جاء ذلك في بعض أحداث السيرة النبوية ‪.‬‬
‫وهذا ما أكده السرخسي شرح السير الكبير حيث قال‪":‬ل يعجبنا أن يقاتل النساء مع الرجال في‬
‫الحرب ; لنه ليس للمرأة بنية صأالحة للقتال‪ ،‬كما أشار إليه رسول ال ‪ ‬في قوله‪ :‬ما كانت هذه‬
‫)‪(5‬‬
‫قاتل ‪.‬‬
‫ُت ت‬
‫سببا لجرأة‬
‫وربما يكون في قتالها كشف عورة المسلمين‪ ،‬فيفرح به المشركون‪ ،‬وربما يكون ذلك ً‬
‫المشركين على المسلمين‪ ،‬ويستدلون به على ضعف المسلمين فيقولون‪ :‬احتاجوا إلى الستعانة‬
‫بالنساء على قتالنا‪ ،‬فليتحرز عن هذا")‪.(6‬‬

‫ضوابطإ خروج المرأةا للجهاد‪:‬‬


‫إذا كان خروج المرأة لجهاد الطلب مشروعاً في الجملة‪ ،‬فقد ذكر أهل العلم لهذا الخروج عدة‬
‫ضوابط ل بد من مراعاتها‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫)( قخقدم سوقهما ‪ :‬المراد بها الخلخيل التي تلبسها المرأة في ساقها ‪ .‬فتح الباري ‪6/78‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تقي لنيُققزان ‪ :‬تسرعان المشي كالهرولة ‪ ،‬وقيل‪ :‬تثبان والنقز الوثب والقفز كناية عن سرعة السير ‪ .‬فتح الباري ‪6/78‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير برقم )‪(2880‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( فتح الباري ‪6/78‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( تقدم تخريجه ص‪ Error: Reference source not found :‬من هذا البحث‬ ‫‪5‬‬

‫)( شرح السير الكبير ‪1/184‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪156‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الشرطإ الول( أل تكون شابة‪:‬‬
‫فتخرج العجائز وكبيرات السن المستطيعات دون الشواب اللواتي تعظم بهن الفتنة‪ ،‬ويسرع إليهن‬
‫في الغالب الخوف والهلع ‪.‬‬
‫قال في شرح السير الكبير‪":‬ول بأس بأن يحضر منهن الحرب العجوز الكبيرة فتداوي الجرحى‪،‬‬
‫وتسقي الماء‪ ،‬وتطبخ للغزاة إذا احتاجوا إلى ذلك ‪ ...‬فالشواب يمنعن عن الخروج لخوف الفتنة‪،‬‬
‫والحاجة ترتفع بخروج العجائز")‪.(1‬‬
‫وقال ابن رشد‪":‬تحقيق القول في هذه المسألة عندي أن النسإاء على أربعة أقسإاما‪:‬‬
‫عجوز انقطإعت حالة الرجال منها فهذه كالرجل‪ ،‬فتخرج للمسجد للفرض ولمجالس الذكر‬
‫والعلم‪ ،‬وتخرج للصحراء للعيدين والستسقاء ولجنازة أهلها وأقاربها ولقضاء حوائجها ‪.‬‬
‫ومتجالية لما تنقطإع حالة الرجال منها بالجملة‪ ،‬فهذه تخرج للمسجد للفرائض ومجالس العلم‬
‫والذكر ول تكثر التردد في قضاء حوائجها‪ ،‬أي يكره لها ذلك كما قاله في الرواية ‪.‬‬
‫وشابة غير فارهة في الشباب والنجابة تخرج للمسجد لصلة الفرض جماعة وفي جنائز‬
‫أهلها وأقاربها ول تخرج لعيد ول استسقاء ول لمجالس ذكر أو علم ‪.‬‬
‫وشابة فارهة في الشباب والنجابة فهذه الختيار لها أن ل تخرج أصألاً")‪.(2‬‬
‫واعتبر الشافعية في منع خروج المرأة للطاعات كونها مشتهاة‪ ،‬قالوا‪":‬ويكره لها حضور جماعة‬
‫المسجد إن كانت مشتهاة ولو في ثياب مهنة‪ ،‬أو غير مشتهاة وبها شيء من الزينة أو الريح الطيب‪،‬‬
‫وللمام أو نائبه منعهن حينئذ")‪.(3‬‬
‫وفي المغني‪":‬ل يدخل مع المسلمين من النساء إلى أرض العدو إل الطاعنة في السن‪ ،‬لسقي‬
‫الماء‪ ،‬ومعالجة الجرحى‪ ،‬كما فعل النبي صألى ال عليه وسلم وجملته أنه يكره دخول النساء الشواب‬
‫أرض العدو ; لنهن لسن من أهل القتال‪ ،‬وقلما ينتفع بهن فيه‪ ،‬لستيلء الخور والجبن عليهن‪ ،‬ول‬
‫)( المصدر السابق ‪1/185‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( منح الجليل ‪1/374‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( نهاية المحتاج ‪2/140‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪157‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يؤمن ظفر العدو بهن فيستحلون ما حرم ال منهن")‪.(1‬‬
‫وقد يرد إشكال على ضابط إخراج كبيرات السن دون الشواب‪ ،‬وهو أنه ‪ ‬كان يخرج معه بعض‬
‫نسائه الشواب كعائشة وغيرها ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن قدامة هذا الشكال ورد عليه ‪ .‬قال‪":‬فإن قيل‪ :‬فقد كان النبي ‪ ‬يخرج معه من تقع‬
‫عليها القرعة من نسائه‪ ،‬وخرج بعائشة مرات ‪ .‬قيل‪ :‬تلك امرأة واحدة‪ ،‬يأخذها لحاجته إليها‪ ،‬ويجوز‬
‫مثل ذلك للمير عند حاجته‪ ،‬ول يرخص لسائر الرعية ; لئل يفضي إلى ما ذكرنا")‪.(2‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا الذي فهمه ابن قدامة يؤيده ظاهر السنة‪ ،‬ووجه ذلك أن النساء اللواتي ثبت خروجهن‬
‫مع النبي ‪ ‬في مغازيه لم يكدن من الشواب‪ ،‬بل كن من كبيرات السن كأم ُسلقليم ونسيبة بنت كعب‬
‫)‪(3‬‬
‫وأم عطية والُربقيريع بنت ُمقعروذ‪ ،‬ونحوهن ‪.‬‬

‫الشرطإ الثاني( أن يؤمن عليها بخروجها مع جيش عظيما‪:‬‬


‫وذلك أن النساء عورات المسلمين‪ ،‬ومظنة الفتنة‪ ،‬وهن بحاجة إلى من يقوم عليهن‪ ،‬ويدرأ عنهن‬
‫تربص الذين في قلوبهم مرض من العداء أو الدخلء‪ ،‬وخروجهن مع الجيش القليل أو شدة الخوف‬
‫يفضي إلى تعريضهن للفتنة‪ ،‬وتسلط العداء عليهن‪ ،‬وانتهاك حرمتهن ‪.‬‬
‫جاء في بدائع الصنائع‪":‬وكذلك حكم إخراج النساء مع أنفسهم إلى دار الحرب على هذا‬
‫التفصيل‪ ،‬إن كان ذلك في جيش عظيم مأمون عليه‪ ،‬غير مكروه ; لنهم يحتاجون إلى الطبخ‬

‫)( المغني ‪175-9/174‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المصدر السابق ‪9/175‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تنظر ترجمة هؤلء الصحابيات فيما يلي‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫أم سليم‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1940‬سير أعلم النبلء ‪ ،2/304‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪8/227‬‬
‫أم عمارة نسيبة بنت كعب‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1948‬سير أعلم النبلء ‪ ،2/278‬الصأيابة فيي تميييز الصيحابة‬
‫‪8/140‬‬
‫أم عطية‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1947‬سير أعلم النبلء ‪ ،2/318‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪8/261‬‬
‫الُربقيريع بنت ُمقعروذ‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأحاب ‪ ،4/1837‬سير أعلم النبلء ‪ ،3/198‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪7/641‬‬
‫‪158‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والغسل‪ ،‬ونحو ذلك وإن كانت سرية ل يؤمن عليها يكره إخراجهن لما قلنا")‪.(1‬‬
‫وفي المدونة‪":‬قال ابن القاسم)‪ : (2‬وإن غزا المسلمون في عسكر ل يخاف عليهم لقلتهم ‪ ،‬لم أر‬
‫بأسا أن يخرج بالنساء في ذلك")‪.(3‬‬

‫الشرطإ الثالث( أن يأذن الزوج في خروجها إلى الجهاد‪:‬‬


‫اتفق الفقهاء على عدم جواز خروج المرأة للطاعات المستحبة دون إذن زوجها ‪.‬‬
‫وقد حكى ابن المنذر الجماع على ذلك ‪ .‬فقال‪":‬وأجمعوا على أن للرجل منع زوجته من الخروج‬
‫إلى حج التطوع")‪.(4‬‬
‫ويدخل ضمن هذا الحكم جهاد الطلب بالنسبة للمرأة‪ ،‬لنه ليس بواجب عليها كما تقدم بيانه ‪.‬‬
‫قال في بدائع الصنائع‪":‬ول يباح للعبد أن يخرج إل بإذن موله‪ ،‬ول المرأة إل بإذن زوجها ; لن‬
‫خدمة المولى‪ ،‬والقيام بحقوق الزوجية ‪ .‬كل ذلك فرض عين فكان مقدماً على فرض الكفاية")‪.(5‬‬
‫وجاء في منح الجليل‪ :‬وللولي منع سفيه ‪ ...‬وكزوج له منع زوجته في تطوع من حج أو عمرة ل‬
‫)‪(6‬‬
‫في فرض ‪.‬‬
‫وفي المهذب‪":‬وللزوج منع الزوجة من الخروج إلى المساجد وغيرها")‪.(7‬‬
‫وفي نهاية المحتاج‪":‬ويحرم ]أي الخروج للطاعات[ عليهن بغير إذن ولي أو حليل أو سيد")‪.(8‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪7/102‬‬ ‫‪1‬‬

‫العقتقيي ميولهم المصيري‪ ،‬صأيياحب الميام مالييك‪ ،‬فقييه اليديار المصيرية‪ ،‬لزم‬
‫)( ابيين القاسييم‪ :‬أبيو عبييد الي عبييد الرحمين بين القاسييم ُ‬ ‫‪2‬‬

‫فاضل ممن تفقه على ميذهب ماليك وفيرع عليى أصأيوله وذب عنهييا ونصير مين انتحلهييا‪ ،‬ت‪191:‬ه ي ‪.‬‬
‫ً‬ ‫مالك بن أنس‪ ،‬وكان خيراً‬
‫ينظر‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،17/344‬سير أعلم النبلء ‪ ،9/120‬طبقات الحفاظ ‪1/356‬‬
‫)( المدونة ‪1/499‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الجماع لبن المنذر ‪1/48‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪7/98‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( منح الجليل ‪2/402‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( المهذب ‪2/66‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( نهاية المحتاج ‪2/140‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪159‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وفي المغني‪":‬وللزوج منعها من الخروج من منزله إلى ما لها منه بد")‪.(1‬‬

‫تنبيه‪ :‬المرأة غير المتزوجة تستأذن والديها في الخروج للجهاد‪ ،‬نظراً لتأكد حقهما‪ ،‬وقياساً على‬
‫استئذان الولد والديه في الخروج‪ ،‬بل هو أوجب‪ ،‬لنه إذا وجب الستئذان على الولد البالغ والجهاد‬
‫عليه فرض كفاية‪ ،‬فوجوب الستئذان في حق المرأة غير المزوجة من باب أولى‪ ،‬لن الجهاد غير‬
‫)‪(2‬‬
‫واجب عليها في الصأل ‪.‬‬
‫ويؤيد هذا ما سبق ذكره آنفاً في نهاية المحتاج ‪.‬‬

‫الشرطإ الرابع( أن تخرج مع زوج أو محرما‪:‬‬


‫لن جهاد الطلب من السفر‪ ،‬والمرأة منهية عن السفر بدون أحدهما‪ ،‬كما سيأتي تفصيل ذلك‬

‫الشرطإ الخامس( أن تلتزما الحجاب حال خروجها إلى الجهاد‪:‬‬


‫وهذا الحكم وإن كان عاماً في جميع أحوال المرأة‪ ،‬فإنه يجدر التنبيه عليه لهميته‪ ،‬ولما قد‬
‫يعرض له من استثناءات‪ ،‬كما سيأتي بيانه في المسألة الثالثة‪.‬‬

‫ثانيا ( حكما خروج المرأةا لجهاد الدفع‪:‬‬


‫حينما يدهم العدو بلد المسلمين يكون الجهاد فرض عين على المسلمين‪ ،‬ويتعين على كل قادر‬
‫منهم أن يدفع العدو حسب القدرة والستطاعة‪ ،‬كما تقدم بيانه في حكم جهاد الدفع ‪.‬‬
‫وقد ذهب عامة أهل العلم إلى أن المرأة إذا استطاعت اليدفع تعين عليها الدفع‪ ،‬وجاز لها الخروج‬
‫)‪(3‬‬
‫وليو ليم يأذن زوجها ‪.‬‬
‫قال في بدائع الصنائع‪":‬فأما إذا عم النفير بأن هجم العدو على بلد‪ ،‬فهو فرض عين يفترض على كل‬

‫)( المغني ‪7/224‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هجرة المرأة وجهادها في السنة ص‪249:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪ ،7/98‬الفتاوى الهندية ‪ ،2/189‬حاشية الدسوقي ‪ ،175-2/174‬مغني المحتاج ‪ ،23-6/22‬الفروع‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،191-6/190‬النصاف ‪4/117‬‬
‫‪160‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واحد من آحاد المسلمين ممن هو قادر عليه ‪ ...‬فيخرج العبد بغير إذن موله‪ ،‬والمرأة بغير إذن‬
‫زوجها")‪.(1‬‬
‫وفي حاشية الدسوقي‪)":‬وتعين( الجهاد )بفجء العدو( على قوم )وإن( توجه الدفع )على امرأة( ورقيق‪،‬‬
‫)و( تعين )على من بقربهم إن عجزوا( عن كف العدو بأنفسهم‪) ،‬و( تعين أيضا )بتعيين المام(‬
‫شخصاً‪ ،‬ولو امرأة وعبدا")‪.(2‬‬
‫وفي مغني المحتاج‪":‬الحال )الثاني( من حالي الكفار‪ ،‬وهو ما تضمنه قوله )يدخلون بلدة لنا( أو‬
‫ينزلون على جزائر أو جبل في دار السلم ولو بعيداً عن البلد ) فيلزم أهلها الدفع بالممكن ( منهم‬
‫‪) ...‬فإن أمكن( أهلها )تأهب( أي استعداد )لقتال وجب( على كل منهم )الممكن( أي الدفع للكفار‬
‫بحسب القدرة )حتى على فقير( بما يقدر عليه )وولد ومدين( وهو من عليه دين )وعبد بل إذن( ‪...‬‬
‫والنساء كالعبيد إن كان فيهن دفاع‪ ،‬وإل فل يحضرن")‪.(3‬‬
‫أما الحنابلة‪ ،‬فقد نقل في النصاف الخلف في العبد وقياس المرأة عليه فقال‪":‬ل يتعين على‬
‫العدو بلدقه ‪ .‬وهو أحد الوجهين ‪ ...‬والوجه الثاني‪ :‬يتعين عليه‬
‫العبد إذا حضر الصف‪ ،‬أو حضر د‬
‫والحالة هذه‪ ،‬وهو الصحيح من المذهب ‪ .‬قدمه في الفروع ‪ .‬قال الناظم‪ :‬وإن قياس المذهب‪ :‬إيجابُه‬
‫واحدا")‪.(4‬‬
‫ً‬ ‫على النساء في حضور الصف دقلفعقًا‬
‫وبهذا يتبين أن عامة الفقهاء من المذاهب الربعة يرون تعين جهاد الدفع على المرأة‪ ،‬بشرط وجود‬
‫القدرة على دفع العدو ‪.‬‬
‫ومن الدلة على ذلك‪:‬‬
‫قول ال سبحانه وتعالى‪  :‬قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قما لقُكلم إتقذا تقيقل لقُكُم انلتفُروا تفي قستبيتل ال لته الثاققيلتُلم إتقلى‬
‫ضيتُلم تبا لقحقياةت الددنليقيا تمقن اللتخقرةت فققما قمقتاعُ ا لقحقياةت الددنليقيا تفي اللتخقرةت إتلل ققتليمل )‪ (38‬إتلل تقيلنتفُروا‬
‫ض أقر ت‬
‫اللقلر ت ق‬

‫)( بدائع الصنائع ‪7/98‬‬ ‫‪1‬‬

‫)(حاشية الدسوقي ‪175-2/174‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( مغني المحتاج ص‪23-22:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( النصاف ‪4/117‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪161‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ة ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫صُروهُ‬‫ضدروهُ قشليًئا قوال لهُ قعقلى ُكرل قشليء ققديمر )‪ (39‬إتلل تقيلن ُ‬ ‫غييقرُكلم قوقل تق ُ‬‫يُيقعرذبلُكلم قعقذاًبا أقليًما قويقلستقلبدلل ققيلوًما قل‬
‫فقيقلد نقصره ال له إتلذ أقلخرجه التذين قكقفروا قثانتي اثلينييتن إتلذ هما تفي ا لقغاتر إتلذ ييُقوُل لت ت‬
‫صاحبتته قل تقلحقزلن إتلن ال لهق‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫ُق‬ ‫ق قل‬ ‫ققُ ق ُ‬ ‫ققُ ُ‬
‫سلفقلى قوقكلتقمةُ ال لته تهقي‬‫قمقعقنا فقأقنليقزقل ال لهُ قستكينقتقهُ قعلقليته قوأقيلقدهُ بتُجُنوةد لقلم تقيقرلوقها قوقجقعقل قكلتقمةق التذيقن قكقفُروا ال د‬
‫ا لعُلقيا قوال لهُ قعتزيمز قحتكيمم )‪.(1)  (40‬‬
‫ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫ثم قال تعالى‪ :‬انلفُروا خقفاًفا قوثتققاًل قوقجاهُدوا بتأقلمقوالُكلم قوأقنليُفسُكلم في قستبيتل ال له قذلُكلم ق ل‬
‫خييمر لقُكلم إتلن‬

‫ُكلنتُلم تقيلعلقُموقن )‪.(2)  (41‬‬


‫وجه الستدلل‪ :‬أن ال تعالى أوجب النفير مطلقاً في حالة الستنفار العام‪ ,‬فاقتضى ظاهر اليات‬
‫)‪(3‬‬
‫وجوب الجهاد على كل مستطيع له ‪.‬‬
‫‪ (1‬عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال ‪"‬ل هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية‬

‫وإذا استنفرتم فانفروا")‪.(4‬‬


‫وجه الستدلل‪ :‬دل الحديث على أن المام إذا استنفر المام‪ ،‬وذلك في حالة النفير العام‪ ،‬فإن‬
‫)‪(5‬‬
‫الجهاد يكون فرض عين على الجميع ول يجوز لقادر التخلف عنه ‪.‬‬
‫‪ (2‬المعقول‪ :‬وبيانه ‪ :‬أن دخول العدو دار السلم خطب عظيم ل سبيل إلى إهماله ‪ ,‬فيجب‬
‫)‪(6‬‬
‫الجد في دفعه على كل من يستطيع الدفع بحسب القدرة ‪.‬‬

‫اسإتعراض بعض الحوادث في جهاد النسإاء للدفع من السإيرةا النبوية‪:‬‬


‫جاء في السيرة النبوية عدة حوادث شاركت فيها المرأة في جهاد الدفع‪ ،‬ولعلنا فيما يلي نسلط‬

‫)( ]التوبة‪[39-38 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ]التوبة‪[41 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أحكام القرآن للجصاص ‪3/164‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير برقم )‪ ،(2631‬ومسلم في كتاب اليمان برقم )‪(1353‬‬
‫)( المغني ‪9/163‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( مغني المحتاج ‪6/22‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪162‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الضوء على أبرزها‪ ،‬لكي نقف على طبيعة جهاد المرأة في مثل هذه الحوال‪:‬‬
‫‪ (1‬عن أم سعد بنت سعد بن الربيع)‪ (1‬قالت‪":‬دخلت على أم عمارة فقلت لها‪ :‬يا خالة أخبريني‬
‫خبرك ‪ .‬فقالت‪ :‬خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى‬
‫رسول ال ‪ ‬وهو في أصأحابه والدولة والريح للمسلمين ‪ .‬فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول‬
‫ال ‪ ‬فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إللي ‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور‪ ،‬فقلت‪ :‬من أصأابك بهذا ؟ قالت‪ :‬ابن ققتمقئة أقمأه‬
‫ال‪ ،‬لما ولى الناس عن رسول ال ‪ ‬أقبل يقول‪ :‬دلوني على محمد‪ ،‬فل نجوت إن نجا‪،‬‬
‫ت له أنا ومصعب بن عمير‪ ،‬وأناس ممن ثبت مع رسول ال ‪ ‬فضربني هذه الضربة‪ ،‬ولكن‬
‫فاعترض ُ‬
‫فلقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو ال كان عليه درعان")‪.(2‬‬
‫رجل ‪ .‬كنت في‬
‫‪ (2‬عن صأفية بنت عبد المطلب رضي ال عنها قالت‪ ":‬أنا أول امرأة قتلت ً‬
‫فارع حصن حسان بن ثابت‪ ،‬وكان حسان معنا في النساء والصبيان حين خندق النبي ‪ .‬فمر بنا‬
‫رجل من يهود فجعل ُيتطيف بالحصن‪ ،‬فقلت لحسان‪ :‬إن هذا اليهودي بالحصن كما ترى ول آمنه‬
‫أن يدل على عوراتنا‪ ،‬وقد شغل عنا رسول ال ‪ ‬وأصأحابه فقم إليه فاقتله‪ .‬فقال‪ :‬يغفر ال لك يا‬
‫بنت عبد المطلب وال لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا‪ ،‬قالت صأفية‪ :‬فلما قال ذلك ولم أر عنده‬
‫عمودا من الحصن ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته‪،‬‬
‫ً‬ ‫شيئاً احتجزت)‪(3‬وأخذت‬
‫ثم رجعت إلى الحصن فقلت‪ :‬يا حسان انزل فاستلبه فإنه لم يمنعني أن أسلبه إل أنه رجل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ما لي بسققلبه من حاجة ‪.‬‬

‫)( أم سعد بنت سعد بن الربيع‪ :‬صأحابية صأغيرة أوصأى بها أبوها إلى أبي بكر الصديق فكانت في حجره‪ ،‬ويقال إن اسييمها جميليية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وتزوجها زيد بن ثابت فوليدت ليه خارجة وسيعداً وعثميان وسيليمان وأم زييد ‪ .‬ينظير‪ :‬الطبقيات الكبرى ‪ ،8/477‬تقرييب التهيذيب‬
‫‪ ،1/756‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪8/217‬‬
‫)( السيرة النبوية لبن هشام ‪ ،3/45‬وينظر‪ :‬البداية والنهاية ‪ ،4/34‬والطبقات الكبرى ‪8/413‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( )احتجزت(‪ :‬أي شددت ثيابي على وسطي ‪ .‬لسان العرب ‪5/332‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه الحاكم في المستدرك ‪ 4/56‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب‪-‬الحافظ الصأم النيسابوري‪ -‬ثنا أحمد بن عبد‬ ‫‪4‬‬

‫الجبار ثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه عن صأفية ‪ .‬ثم قال‪ :‬هذا حديث صأحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ (3‬روى مسلم عن أنس ‪"‬أن أم ُسقليم اتخذت يوم حنين خنجراً فكان معها‪ً ،‬فرآها أبو طلحة‬
‫جر ‪ .‬فقال لها رسول ال ‪ :‬ما هذا الخنجر؟ قالت‪:‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال هذه أم ُسقليم معها تخلن ق‬
‫اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت)‪(1‬بيه بطنه فجعل رسول ال ‪ ‬يضحك ‪ .‬قالت‪ :‬يا‬
‫الطقلقاء انهزموا بك ‪ .‬فقال رسول ال ‪ :‬يا أم سليم إن ال قد كفى‬
‫رسول ال لاقيُتلل مقن قبعلقدنا من د‬
‫)‪(2‬‬
‫وأحسن"‪.‬‬
‫ما يسإتفاد من هذه الحوادث‪:‬‬
‫بتأمل هذه الحوادث يمكن أن نستنتج الفوائد التالية‪:‬‬
‫الفائدةا الولى‪ :‬دلت هذه الحوادث على مشروعية مباشرة المرأة للقتال في حالة الضرورة‪ ،‬وقد‬
‫أقر الرسول ‪ ‬هؤلء الصحابيات على مباشرتهن القتال في تلك الحالة‪ ،‬مع أنه لم ينقل عنه ‪ ‬أنه‬
‫)‪(3‬‬
‫أذن للنساء في مباشرة القتال في غيرها ‪.‬‬
‫وإذا تأملنا الحوادث المتقدمة نجد أنها كلها كانت من باب الضرورة ‪.‬‬
‫ومن المعلوم أن دفع فتنة المشركين عند تحقق الضرورة واجب على كل قادر من المسلمين‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ .‬وأية ضرورة إلى قتال النساء أشد من هذه الحوال ؟!!‬
‫فما قامت به أم عمارة في غزوة أحد كان من باب الضرورة حين انهزم المسلمون وفروا عن‬
‫رسول ال ‪ ،‬علماً بأن أُُحداً في ذاتها جهاد دفع للعدو الداهم للمسلمين في بلدهم ‪.‬‬
‫وقتل صأفية اليهودي في غزوة الخندق كان أيضاً من قبيل دفع الضرر عن النساء والذرية‬
‫الذين كانوا بالحصن‪ ،‬وهذا أيضاً من جهاد الدفع ‪.‬‬
‫وكذلك قول أم سليم في حنين‪":‬إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بيه بطنه"فإنه من قبيل‬
‫ضرورة الدفاع عن النفس ‪.‬‬

‫‪ ()1‬بقرت‪ :‬شققت وفتحت ‪ .‬لسان العرب مادة )حجز( ‪4/74‬‬


‫)( رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير برقم )‪(1809‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرح السير الكبير ‪1/185‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المصدر السابق ‪1/184،185‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪164‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفائدةا الثانية‪ :‬ظاهر السنة يدل على أنه ل يشرع للمام في جهاد الدفع أن يستنفر النساء‬
‫ابتداءً إذا حصلت الكفاية بالرجال‪ ،‬فإن لم تحصل الكفاية بالرجال شرع له استنفار النساء اللواتي‬
‫يقدرن على الدفع‪ ،‬إذا رأى في استنفارهن مصلحة للمسلمين ‪.‬‬
‫ويدل على هذا المر هديه ‪ ،‬فإنه لم يثبت عنه ‪ ‬أنه استنفر النساء في أحد والخندق‪ ،‬مع أنهما‬
‫كانتا من قبيل جهاد الدفع حينما وقع الهجوم على المدينة‪ ،‬وكذلك لم يستنفرهن في غزوة تبوك‬
‫)‪(1‬‬
‫مع أن النفير فيها كان عامًا‪ ،‬لنه لم يكن في استنفارهن في هذه الغزوات مصلحة للمسلمين ‪.‬‬
‫الفائدةا الثالثة‪ :‬وبناء على هذا‪ ،‬يظهر لي ‪-‬وال أعلم‪ -‬أن قول عامة أهل العلم بتعين جهاد‬
‫الدفع على المرأة ليس على إطلقه بل هو مقيد بأمرين دل عليهما ظاهر الهدي النبوي‪:‬‬
‫الول( أن ل تحصل الكفاية بمن يدفع العدو من الرجال‪ ،‬أما إذا حصلت الكفاية بالرجال‬
‫فإنه ل يتعين على النساء الدفع‪ ،‬لن الرجال هم المخاطبون بالجهاد ابتداءً ‪.‬‬
‫الثاني( أن يكون في خروجهن مصلحة للمسلمين على ما يقرره ولي أمر المسلمين‪ ،‬فإن ولي‬
‫المر أو أمير الجيش بحكم قيامه على أمر الجهاد وسلطته في تنظيم أعمال المقاومة‪ ،‬ليه أن‬
‫يمنع النساء من الخروج للدفع إذا لم يكن في خروجهن مصلحة للمسلمين ‪.‬‬
‫ويضاف إلى هذين القيدين قيد ثالث‪ ،‬وهو ما نص عليه أهل العلم من اشتراط وجود القدرة‬
‫والستطاعة على دفع العدو‪ ،‬كما تقدم نقله ضمن أقوال العلماء ‪.‬‬
‫الفائدةا الرابعة‪ :‬أن مشاركة المرأة في جهاد الدفع محدودة بسبب ضعفها الجسدي والنفسي إل‬
‫ما قد يكون من بعض النساء على سبيل الستثناء ‪ .‬ومما يبين هذا المر أنه قد استقر في عرف‬
‫الصحابة في العهد النبوي أن المرأة ليست ممن يحمل السلح ويواجه الرجال‪ ،‬ولهذا تعجب أبو‬
‫طلحة من وجود الخنجر مع أم ُسقليم‪ ،‬وضحك الرسول ‪ ‬لما أخبرته بما ستفعله به‪ ،‬إذ إن هذا‬
‫المر بخلف المألوف من طبيعة المرأة وفطرتها ‪.‬‬
‫وبناء على هذا‪ ،‬فالمشروع هو تأخير النساء عن مباشرة القتال حيث أخرهن ال تعالى ورسوله ‪،‬‬

‫)( هجرة المرأة وجهادها في السنة ص‪254:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪165‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأن ل يكلفن فوق طاقتهن ووسعهن‪ ،‬وأن ل يتوسع في إشراكهن في القتال إل للضرورة‪ ،‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المسإألة الثانية‪ :‬النظر في اعتبار المحرما للمرأةا المجاهدةا‬

‫لما كان خروج المرأة إلى الجهاد ‪ -‬ولسيما جهاد الطلب ‪ -‬من السفر ؛ كان ل بد من النظر‬
‫في اعتبار وجود المحرم لجواز خروج المرأة ‪.‬‬

‫أقوال العلماء في حكما سإفر المرأةا بدون محرما‪:‬‬


‫اختلف العلماء في حكم سفر المرأة بدون محرم على عدة أقوال‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬تحريم سفر المرأة مطلقاً إل بوجود محرم ‪ .‬وإليه ذهب الحنفية)‪ ،(1‬والحنابلة)‪.(2‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز سفرها مطلقاً تطوعاً وفرضاً مع نسوة أو امرأة ثقة ‪ .‬وهو مقابل المذهب عند‬
‫)‪(3‬‬
‫الشافعية ‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬جواز سفرها دون نساء أو ذوي محارم إذا كان الطريق آمنًا‪ ،‬وهو وجه ضعيف عند‬
‫)‪(4‬‬
‫الشافعية ‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬التفصيل ‪ .‬وإليه ذهب المالكية والشافعية‪ ،‬على خلف بين الفريقين ‪.‬‬
‫والقول المعتمد في المذهبين هو‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان السفر تطوعاً حرم سفر المرأة إل بوجود محرم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان واجباً جاز لها السفر مع رفقة مأمونة على مذهب المالكية)‪ ،(5‬أو مع نسوة أو امرأة‬
‫ثقة على مذهب الشافعية)‪.(6‬‬
‫وقيد بعض المالكية التحريم في سفر التطوع بالنفراد والعدد القليل‪ ،‬دون القوافل العظيمة فإنه‬

‫)( تبيين الحقائق ‪ ،2/5‬حاشية ابن عابدين ‪6/368‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المغني ‪ ،3/98‬الفروع ‪235-234‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المجموع ‪8/311‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المصدر السابق ‪8/311‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( مواهب الجليل ‪ ،2/521‬الفواكه الدواني ‪2/237‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( المجموع ‪ ،8/311‬نهاية المحتاج ‪3/250‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪167‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫يجوز للمرأة أن تسافر فيها دون نساء وذوي محارم ‪.‬‬

‫من أدلة المانعين لسإفر المرأةا بدون محرما‪:‬‬


‫استدل المانعون من سفر المرأة بدون محرم بعدة أدلة‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫‪ (1‬عن ابن عمر رضي ال عنهما أن النبي ‪ ‬قال‪":‬ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر تسافر‬
‫مسيرة ثلث ليال إل ومعها ذو محرم")‪.(2‬‬
‫‪ (2‬في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري ‪ ‬أن رسول ال ‪ ‬قال‪":‬ل تسافر امرأة مسيرة يومين‬
‫ليس معها زوجها أو ذو محرم")‪.(3‬‬
‫‪ (3‬في الصحيحين عن أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قال‪":‬ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر أن‬
‫تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها ُحرلقمة")‪ .(4‬وفي لفظ لمسلم‪):‬مسيرة يوم( ‪.‬‬
‫‪ (4‬روى مسلم عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪":‬ل يحل لمرأة مسلمة تسافر مسيرة‬
‫ليلة إل ومعها رجل ذو حرمة منها")‪ .(5‬وفي رواية أبي داود‪ ):‬بريداً()‪.(6‬‬

‫وجه الستدلل‪ :‬هذه الحاديث المتقدمة على اختلف ألفاظها صأريحة في الحكم‪ ،‬وهو تحريم‬
‫)‪(7‬‬
‫سفر المرأة إل بوجود الزوج أوالمحرم ‪.‬‬
‫وقوله ‪) :‬ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر( في سياق التأكيد والتغليظ‪ ،‬والمعنى أن مخالفة‬
‫)‪(8‬‬
‫هذا المر ليست من أفعال من يؤمن بال ويخاف عقوبته في الخرة ‪.‬‬

‫)( مواهب الجليل ‪2/524‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الجمعة برقم )‪ ،(1086‬ومسلم في كتاب الحج برقم )‪ (1338‬واللفظ له ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الحج )‪ (1864‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم في كتاب الحج برقم )‪(728‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الجمعة برقم )‪ ،(1088‬و مسلم في كتاب الحج برقم )‪(1339‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه مسلم في كتاب الحج برقم )‪(1339‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( رواه أبو داود في كتاب المناسك برقم )‪(1723‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( المغني ‪3/98‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( المنتقى شرح الموطأ ‪7/304‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪168‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ونوقش هذا الستدلل بهذه الدلة بأن قوله ‪) : ‬إل مع ذي محرم( يحتمل أن معناه‪ :‬أن ل‬
‫)‪(1‬‬
‫تسافر هذه المسافة مع إنسان واحد إل أن يكون ذا محرم منها ‪.‬‬
‫وأجيب بأن هذا الحتمال بعيد‪ ،‬لنه خلف المعنى الظاهر الذي تظاهرت عليه جميع‬
‫)‪(2‬‬
‫الروايات المتقدمة‪ ،‬وهي صأريحة في النهي ‪.‬‬
‫ويدل على بطلن هذا الحتمال الدليل الخامس التالي ‪.‬‬
‫‪ (5‬عن ابن عباس قال‪ :‬سمعت النبي صألى ال عليه وسلم يخطب يقول‪":‬ل يخلون رجل بامرأة‬
‫إل ومعها ذو محرم‪ ،‬ول تسافر المرأة إل مع ذي محرم ‪ .‬فقام رجل فقال‪ :‬يا رسول ال إن امرأتي‬
‫خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا‪ ،‬قال‪ :‬انطلق فحج مع امرأتك")‪.(3‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دل الحديث على أمرين‪:‬‬
‫الول( أن المرأة ل يجوز لها أن تحج إل بمحرم‪ ،‬ولول ذلك لقال له رسول ال ‪ :‬وما‬
‫حاجتها إليك‪ ،‬لنها تخرج مع المسلمين‪ ،‬وأما أنت فامض لوجهك فيما اكتتبت ‪ .‬ففي ترك النبي‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ ‬أن يأمره بذلك‪ ،‬وأمره أن يحج معها دليل على أنها ل يصلح لها الحج إل به ‪.‬‬
‫الثاني( أن النبي ‪ ‬لم يسأله عن حج المرأة أفرض هو أم نفل‪ ،‬وفي هذا دليل على تساوي‬
‫)‪(5‬‬
‫حكمهما في امتناع خروجها بغير محرم ‪.‬‬

‫من أدلة المبيحين لسإفر المرأةا مع الرفقة أو النسإوةا الثقات‪:‬‬


‫استدل المبيحون لسفر المرأة مع رفقة أو نسوة ثقات بعدة أدلة‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫‪ (1‬عن عدي بن حاتم)‪  (6‬قال‪ :‬بينا أنا عند النبي ‪ ‬إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة‪ ،‬ثم أتاه آخر‬
‫)( المصدر السابق‬ ‫‪1‬‬

‫)( المغني ‪3/98‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الحج برقم )‪ ،(1862‬ومسلم في كتاب الحج برقم )‪ (1341‬واللفظ له ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( شرح معاني الثار ‪2/116‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أحكام القرآن للجصاص ‪2/38‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( عدي بن حاتم )صأيحابي(‪ :‬عيدي بين حاتم بين عبيد الي بين سيعد الطيائي‪ ،‬الميير الشيريف‪ ،‬وليد حياتم طي اليذي يضيرب بجيوده‬ ‫‪6‬‬

‫المثل‪ ،‬وفد على النبي ‪ ‬في وسط سنة سبع فأكرمه واحترمه‪ ،‬نزل الكوفة وسكنها وشييهد ميع عليي الجمييل وفقئييت عينيه يومئيذ‪ ،‬ثيم‬
‫‪169‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ئت عنها ‪ .‬قال‪:‬‬
‫فشكا إليه قطع السبيل‪ ،‬فقال‪ :‬يا عدي هل رأيت الحيرة؟ قلت‪ :‬لم أرها وقد ُأتنب ُ‬
‫فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة ل تخاف أحداً إل ال‬
‫‪ ...‬الحديث"‪ .‬قال عدي‪ :‬فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة ل تخاف إل ال‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أنه ‪ ‬أخبر بخروج المرأة وحدها‪ ،‬ولم يذكر زوجاً ول محرمًا‪ ،‬فدل على جواز‬
‫)‪(2‬‬
‫سفرها بدون محرم ‪.‬‬
‫ونوقش هذا الستدلل بأنه ل يلزم من حديث عدي جواز سفرها بغير محرم‪ ،‬لن النبي ‪ ‬أخبر‬
‫)‪(3‬‬
‫بأن هذا سيقع ووقع‪ ،‬ول يلزم من ذلك جوازه‪ ،‬فالحديث يدل على وجود السفر‪ ،‬ل على جوازه ‪.‬‬
‫وأجيب بأن هذا الحديث خرج في سياق المدح والفضيلة واستعلء السلم ورفع منياره‪ ،‬فل‬
‫)‪(4‬‬
‫يمكن حمله على ما ل يجوز ‪.‬‬
‫ونوقش بأنه حتى على قول المخالف من الشافعية فإنه ل يجزيء في غير الحج المفروض‪ ،‬ثم إنه‬
‫لم يذكر فيه خروج غيرها معها‪ ،‬وقد اشترطوا هاهنا خروج غيرها معها‪ ،‬فما ذهبوا إليه مخالف لظاهر‬
‫)‪(5‬‬
‫الحديث الذي استدلوا به ‪.‬‬
‫جوز خروجها وحدها بغير امرأة كما سبق‪ ،‬ثم إنه ل يلزم من‬
‫وأجاب الشافعية‪ :‬بأن بعض فقهائهم د‬
‫أصأل ‪ -‬والجوار الملصأق والقريب – ‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫قولهم ترك الظاهر‪ ،‬لن حقيقته أن ل يكون معها جوار ً‬
‫ونحن ل نشترط في المرأة التي تخرج معها كونها ملزمة لها‪ ،‬فإن مشت قدام القافلة أو بعدها بعيدة‬

‫شييهد صأييفين والنهييروان‪ ،‬اختلييف فييي وفيياته فقيييل‪ 67 :‬هيي‪ ،‬وقيييل‪68 :‬هيي‪ ،‬وقيييل‪69 :‬ه ي ‪ .‬ينظيير‪ :‬السييتيعاب فييي معرفيية الصأييحاب‬
‫‪ ،3/1057‬سير أعلم النبلء ‪ ،3/162‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪4/469‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب المناقب برقم )‪(3595‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تبيين الحقائق ‪2/5‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المغني ‪3/98‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المجموع ‪8/311‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المغني ‪3/98‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪170‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫عن المرأة جاز ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الجواب فيه تعسف وبعد عن ظاهر الحديث‪ ،‬لن سياق الحديث وقوله‪) :‬ل تخاف‬
‫أحداً إل ال( يدل على أن الظعينة ترتحل بمفردها‪ ،‬لكنها بسبب تمام نعمة المن ل تخاف أحداً إل‬
‫ال ‪.‬‬
‫وعلى كل حال فإنه على فرض التعارض بين الحديثين فإن أحاديث اشتراط المحرم أخص وأكثر‬
‫صأراحة من هذا الحديث المحتمل ‪.‬‬
‫ولهذا قال ابن قدامة في معرض الرد على المبيحين‪":‬واشترط كل واحد منهم في محل النزاع‬
‫شرطاً من عند نفسه‪ ،‬ل من كتاب ول من سنة‪ ،‬فما ذكره النبي ‪ ‬أولى بالشتراط‪ ،‬ولو قدر التعارض‪،‬‬
‫فحديثنا أخص وأصأح وأولى بالتقديم")‪.(2‬‬

‫‪ (2‬القياس على وجوب هجرة المرأة إذا أسلمت – وهو مجمع عليه ‪ ،-‬وسفر السيرة إذا‬
‫)‪(3‬‬
‫تخلصت من أيدي الكفار ‪.‬‬
‫ونوقش هذا القياس من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أنه قياس مع الفارق‪ ،‬لن السيرة إذا تخلصت من أيدي الكفار‪ ،‬فإن سفرها سفر‬
‫ضرورة‪ ،‬ل تقاس عليه حالة الختيار‪ ،‬ولذلك تخرج فيها وحدها ; ولنها تدفع ضرراً متيقناً بتحمل‬
‫)‪(4‬‬
‫أصأل ‪.‬‬
‫الضرر المتوهم‪ ،‬فل يلزم تحمل ذلك من غير ضرر ً‬
‫الوجه الثاني‪ :‬يرى الحناف أن المهاجرة والمأسورة ل تنشئان سفراً‪ ،‬لنهما ل تقصدان مكاناً‬
‫معيناً وإنما مقصودهما النجاة ل غير‪ ،‬خوفاً من تبدل الدين‪ ،‬وقد صأرح الحناف بأن هذا ل يعد‬
‫)‪(5‬‬
‫عندهم سفراً ‪.‬‬

‫)( المجموع ‪8/311‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المغني ‪3/98‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المجموع ‪ ،8/311‬تبيين الحقائق ‪2/5‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المغني ‪3/98‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( تبيين الحقائق ‪2/6‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪171‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الترجيح‬
‫مما تقدم عرضه ومناقشته يترجح – وال أعلم – القول الول وهو‪ :‬تحريم سفر المرأة مطلقاً إل‬
‫بوجود المحرم نظراً لقوة أدلته‪ ،‬ولنه من جهة أخرى هو الحوط للمرأة في الزمنة المتأخرة بسبب‬
‫فساد أحوال الناس‪ ،‬وانتشار الفتن ‪.‬‬
‫قال النووي‪":‬المرأة مظنة الطمع فيها‪ ،‬ومظنة الشهوة ولو كانت كبيرة‪ ،‬وقد قالوا لكل ساقطة‬
‫لقطة‪ ،‬ويجتمع في السفار من سفهاء الناس وسقققطهم من ل يرتفع عن الفاحشة بالعجوز وغيرها‪،‬‬
‫لغلبة شهوته وقلة دينه ومروءته وخيانته ونحو ذلك")‪.(1‬‬

‫مدةا السإفر الذي تمنع منه المرأةا إل بمحرما‪:‬‬


‫للعلماء أقوال في هذه المدة‪ ،‬أعرضها على النحو التالي‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -1‬ذهب أبو حنيفة وصأاحباه إلى ترجيح رواية الثلثة أيام ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما جمهور أهل العلم فقد أخذوا بحديث ابن عباس المطلق عن بيان المدة‪ ،‬وأهملوا القيود‬
‫)‪(3‬‬
‫المختلفة الواردة في الروايات الخرى ‪.‬‬
‫قال ابن دقيق العيد‪":‬وقد حملوا هذا الختلف على حسب اختلف السائلين‪ ،‬واختلف‬
‫المواطن‪ ،‬وأن ذلك متعلق بأقل ما يقع عليه اسم السفر")‪.(4‬‬
‫وقال النووي‪":‬فالحاصأل أن كل ما يسمى سفراً تنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم‪ ،‬سواء كان‬
‫ثلثة أيام أو يومين أو يوماً أو بريداً أو غير ذلك‪ ،‬لرواية ابن عباس المطلقة‪ ،‬وهي آخر روايات مسلم‬
‫السابقة )ل تسافر امرأة إل مع ذي محرم(‪.‬وهذا يتناول جميع ما يسمى سفراً")‪.(5‬‬

‫والراجح هو قول الجمهور‪ ،‬فيحرم على المرأة أن تسافر مطلقاً بدون محرم‪ ،‬سواء كان السفر‬

‫)( شرح صأحيح مسلم ‪105-9/104‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( شرح معاني الثار ‪ ،2/114‬تبيين الحقائق ‪2/4‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( مواهب الجليل ‪ ،2/525‬المجموع ‪ ،215-4/214‬المغني ‪3/98‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( إحكام الحكام شرح عمدة الحكام ص‪440:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( شرح صأحيح مسلم ‪104-9/103‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪172‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قصيراً أو طويلً ‪.‬‬
‫ومما يؤيد هذا الترجيح اختلف القيود الواردة في الروايات ‪ ،‬مما يدل على أن الشارع لم يرد التقييد‬
‫‪ ،‬وإنما أراد مطلق السفر ‪.‬‬
‫و لهذا قال ابن حجر‪":‬وقد عمل أكثر العلماء في هذا الباب بالمطلق‪ ،‬نظراً لختلف التقييدات")‪.(1‬‬

‫عدما اشتراطإ المحرما لسإفر المرأةا إذا كان من باب الضرورةا‪:‬‬


‫أجمع أهل العلم على جواز سفر المرأة بدون محرم إذا كان للضرورة‪ ،‬كأن تسلم المرأة في غير‬
‫)‪(2‬‬
‫بلد السلم فإنها تهاجر إلى بلد السلم خوفاً على نفسها ودينها ولو بدون محرم ‪.‬‬
‫ومن المثلة أيضًا‪ :‬أن يجد الرجل المرأة في مفازة‪ ،‬فيجوز له أن يصحبها حتى تبلغ مأمنها)‪.(3‬‬
‫ويدل على هذا ما جاء في قصة الفك المشهورة‪ ،‬حينما أوصأل صأفوان بن المعطل)‪  (4‬عائشة‬
‫)‪(5‬‬
‫رضي ال عنها إلى المدينة لما تخلفت وحدها عن الجيش ‪.‬‬

‫من هو المحرما ؟‬
‫اختلفت عبارات العلماء في تعريف المحرم على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-1‬المحرم عند جمهور أهل العلم ‪ -‬المالكية والشافعية والحنابلة ‪ -‬هو‪ :‬الزوج‪ ،‬أوكل من حرم‬
‫)‪(6‬‬
‫نكاحها عليه على التأبيد‪ ،‬بنسب أو بسبب مباح‪ ،‬لحرمتها ‪.‬‬
‫)( فتح الباري ‪4/75‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المبسوط ‪ ،4/111‬غمز عيون البصائر ‪ ،1/335‬مواهب الجليل ‪ ،2/522‬المجموع ‪ ،7/71‬الفروع ‪6/197‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرح الخرشي ‪2/287‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( صأفوان بن المعطل )صأحابي(‪ :‬أبو عمرو صأفوان بين المعطيل بين رحضية بين المؤميل السيلمي ثيم اليذكواني‪ ،‬الميذكور بيالبراءة مين‬ ‫‪4‬‬

‫الفك في قصة الفك المشهورة‪ ،‬سكن المدينة وشهد الخندق والمشياهد‪ ،‬اختليف فيي وفياته اختلفياً متباينياً فقيل‪ :‬قتل في غيزاة‬
‫ينظر‪ :‬الستيعاب في معرفة الصأييحاب ‪ ،2/725‬سييير‬ ‫أرمينية سنة ‪19‬هي‪ ،‬وقيل‪ :‬بل مات سنة ‪60‬هي‪ ،‬وقيل‪ :‬مات سنة ‪58‬هي ‪.‬‬
‫أعلم النبلء ‪ ،2/545‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪3/440‬‬
‫)( حديث قصة الفك رواه البخاري في كتاب المغازي برقم )‪ ،(4141‬ومسلم في كتاب التوبة برقم )‪ (2770‬من حديث‬ ‫‪5‬‬

‫عائشة رضي ال عنها‬


‫)( مواهب الجليل ‪ ،2/523‬شرح صأحيح مسلم ‪ ،9/105‬مغني المحتاج ‪ ،1/145‬أسنى المطالب ‪ ،1/56‬المغني ‪،3/98‬‬ ‫‪6‬‬

‫الفروع ‪3/238‬‬
‫‪173‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال النووي‪":‬فقولنا‪) :‬على التأبيد( احتراز من أخت المرأة وعمتها وخالتها ونحوهن ‪.‬‬
‫وقولنا‪) :‬بسبب مباح( احتراز من أم الموطوءة بشبهة وبنتها فإنهما تحرمان على التأبيد وليستا‬
‫محرمين‪ ،‬لن وطء الشبهة ل يوصأف بالإباحة لنه ليس بفعل مكلف ‪.‬‬
‫وقولنا‪) :‬لحرمتها( احتراز من الملعنة فإنها محرمة على التأبيد بسبب مباح وليست محرماً لن‬
‫تحريمها ليس لحرمتها بل عقوبةً وتغليظاً")‪.(1‬‬
‫ومن السبب المباح‪ :‬الرضاع والمصاهرة والوطء المباح بالنكاح ‪.‬‬
‫‪2‬المحرم عند الحناف هو‪ :‬من ل يجوز له نكاحها على التأبيد إما بالقرابة أو الرضاع أو الصهرية ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ف الجمهوقر في كون السبب مباحًا‪ ،‬فذهبوا إلى أن المحرمية‬


‫وبناءً على هذا التعريف خالف الحنا ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫تحصل ولو بالسبب المحرم كالزنا‪ ،‬ومنعه بعضهم ‪.‬‬
‫والراجح هو تعريف الجمهور لن المحرمية رخصة فاعتبر إباحة سببها كسائر الرخص‪ ،‬والسبب‬
‫)‪(4‬‬
‫المحرم غير مباح فل يترتب عليه حكم المحرمية ‪.‬‬

‫خلصة حكما سإفر المرأةا للجهاد دون محرما ‪:‬‬


‫إذا تقرر ما سبق‪ ،‬فإنه يمكن تلخيص أحكام سفر المرأة للجهاد بدون محرم كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬بالنسبة لجهاد الطلب‪ :‬ل يجوز للمرأة أن تخرج إلى جهاد الطلب بدون محرم ‪ .‬لن جهاد‬
‫الطلب سنة في حقها وليس بواجب ‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة لجهاد الدفع‪ :‬يتعارض عندنا في هذه الحالة واجبان ل يمكن الجمع بينهما‪،‬‬
‫أحدهما‪ :‬وجود المحرم‪ ،‬والخر‪ :‬دفع العدو ‪.‬‬
‫والقاعدة في تعارض الواجبين أنه يقدم أقواهما ‪ .‬وعلى هذا ففي المسألة تفصيل‪:‬‬
‫‪ -1‬فإن كان دفع العدو غير متعين على المرأة بحيث يمكن أن يقوم غيرها بدفع العدو‪،‬‬

‫)( شرح صأحيح مسلم ‪9/105‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪2/124‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( حاشية ابن عابدين ‪ ،2/464‬تبيي القائق ‪6/19‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الغن ‪ ، 3/99‬الفرحوع ‪3/238‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪174‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فل يجوز للمرأة الخروج بدون محرم ‪ .‬لن الواجب المعين مقدم على الواجب غير المعين‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن تعين دفع العدو على المرأة‪ ،‬فإنه يجب عليها الخروج ولو بدون محرم‪ ،‬لن‬
‫الحال حال ضرورة‪ ،‬وضرورة دفع العدو أقوى من وجوب وجود المحرم ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المسإألة الثالثة‪ :‬النظر في اعتبار الحجاب للمرأةا المجاهدةا‬

‫من حكمة ال تعالى ما اختص به المرأة من أحكام تشريعية تناسب طبيعتها وفطرتها‪ ،‬ومن أبرز‬
‫هذه الحكام الحجاب‪ ،‬فقد أوجب ال على المرأة المسلمة الحتجاب من الرجال الجانب‪ ،‬وألزمها‬
‫بستر بدنها وزينتها على خلف بين أهل العلم فيما يستثنى من هذا الحكم‪ ،‬كما سيأتي بيانه فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أقوال العلماء في ما يجب على المرأة ستره عن الرجال الجانب‪:‬‬


‫قبل أن نستعرض أقوال الفقهاء في هذه المسألة الهامة‪ ،‬يحسن بنا أن نحرر محل النزاع ‪.‬‬
‫تحرير محل النزاع‪:‬‬
‫‪ -1‬التفاق على وجوب ستر المرأة بدنها كله عدا وجهها وكفيها وذراعيها وقدميها ‪.‬‬
‫حكى بعض الفقهاء التفاق على وجوب ستر المرأة بدنها كله عدا وجهها وكفيها ‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪":‬واتفقوا على أن شعر الحرة وجسمها حاشا وجهها ويدها عورة")‪.(1‬‬
‫وحكاية التفاق هذه فيها نظر‪ ،‬لوجود الخلف في القدمين والذراعين عند الحنفية كما سيأتي‬
‫بيانه ضمن أقوال الفقهاء في المسألة ‪.‬‬
‫أما شعر المرأة فلم أقف – حسب علمي ‪ -‬على من أباح للمرأة كشفه ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫بل نص الحناف في الفتاوى الهندية أنه عورة ‪.‬‬
‫وقال الجصاص‪":‬ل خلف في أن شعر العجوز عورة ل يجوز للجنبي النظر إليه كشعر‬
‫الشابة")‪.(3‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬فالصحيح أن الفقهاء اتفقوا على وجوب ستر المرأة شعرها وبدنها‪ ،‬عدا الوجه والكفين‬
‫والذراعين والقدمين ‪.‬‬
‫)( مراتب الجماع ‪1/29‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الفتاوى الهندية ‪1/58‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أحكام القرآن للجصاص ‪3/485‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪176‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬اتفق الفقهاء على وجوب ستر المرأة وجهها وكفيها وذراعيها وقدميها عند مظنة الفتنة أو كان‬
‫النظر بشهوة)‪ ،(1‬إل في قول منقول عن القاضي عياض)‪ ،(2‬وهو خلف مشهور المذهب عند‬
‫)‪(3‬‬
‫المالكية‪ ،‬ومؤداه‪ :‬أنه ل يجب عليها ذلك وإنما على الرجل غض بصره ‪.‬‬

‫‪ -3‬اختلف العلماء في وجوب ستر المرأة وجهها وكفيها وذراعيها وقدميها عن الرجال الجانب عند‬
‫عدم مظنة الفتنة على عدة أقوال‪ ،‬ونظراً لهمية هذه المسألة‪ ،‬وكثرة أدلتها‪ ،‬وما يترتب عليها من‬
‫أحكام عملية تعظم الحاجة إليها‪ ،‬فسأبسط الكلم على أقوال العلماء في المسألة‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬وجوب ستر البدن كله عدا الوجه والكفين ‪ .‬وإليه ذهب الحنفية)‪ (4‬والمالكية)‪ ،(5‬وأحد‬
‫قولي الشافعية ‪-‬خلف المفتى به‪ -‬وعليه أكثرهم)‪ ،(6‬ورواية خلف المذهب عند الحنابلة )‪.(7‬‬
‫ويتفرع عن هذا القول عند الحنفية رواية أخرى عن أبي يوسف باستثناء الذراعين مع الوجه والكفين ‪.‬‬
‫)‪(8‬‬

‫ومن أهم أدلة هذا القول ما يلي‪:‬‬


‫صاترتهلن قويقلحقفظلقن فُيُروقجُهلن قوقل‬ ‫ض ل ت‬ ‫الدليل الول‪ :‬قوله سبحانه وتعالى‪ :‬وقُل لتلملؤتمقنا ت‬
‫ضقن ملن أقبل ق‬ ‫ت يقيغل ُ‬ ‫ق ل ُ‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫ضتربلقن بتُخُمترهلن قعقلى ُجُيوبتتهلن قوقل يُيلبتديقن تزيقنتقيُهلن إتلل لبُيُعولقتتتهلن أقلو‬ ‫يُيلبتديقن تزيقنتقيُهلن إتلل قما ظققهقر تم لنيقها قوليق ل‬
‫آقبائتتهلن أقلو آقباتء بُيُعولقتتتهلن أقلو قأبليقنائتتهلن أقلو قأبليقناتء بُيُعولقتتتهلن أقلو إتلخقوانتتهلن أقلو بقتني إتلخقوانتتهلن أقلو بقتني أققخقواتتتهلن‬

‫)( المبسوط ‪ ،153/ 10‬شرح الخرشي ‪ ،1/247‬مغني المحتاج ‪ ،4/209‬شرح منتهى الرادات ‪5/18‬‬ ‫‪1‬‬

‫سلبتي نسبة إلى قسلبتة مدينة بالمغرب‪ ،‬عالم المغرب وإمام‬


‫صبي ال ل‬
‫)( القاضي عياض‪ :‬أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليقلح ُ‬
‫‪2‬‬

‫أهل الحديث في زمانه‪ ،‬كان أعلم الناس بكلم العرب وأنسابهم‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬الشفا بتعريف حقوق المصطفى‪ ،‬وشرح صأحيح‬
‫مسلم ‪ .‬ت‪544 :‬هي ‪ .‬ينظر‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،20/212‬الديباج المذهب ‪ ،1/168‬العلم ‪5/99‬‬
‫)( حاشية الدسوقي ‪1/215‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المبسوط ‪ ،10/153‬بدائع الصنائع ‪ ،122-5/121‬فتح القدير ‪10/24‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ‪ ،1/215‬شرح الخرشي ‪ ،247 /1‬منح الجليل ‪1/222‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( مغني المحتاج ‪ ،209-4/208‬أسنى المطالب ‪ ،110-3/109‬نهاية المحتاج ‪188-6/187‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( شرح منتهى الرادات ‪ ،5/18‬النصاف ‪ ،8/28‬الفروع ‪5/154‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( المبسوط ‪ ،153/ 10‬تبيين الحقائق ‪96-1/95‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪177‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ت أقيلقمانُيُهلن أقتو اللتابتتعيقن غقليتر ُأوتلي ا لتللربقتة تمقن الرقجاتل أقتو الطرلفتل التذيقن لقلم يقظلقهُروا‬ ‫سائتتهلن أقلو قما قملققك ل‬ ‫ت‬
‫أقلو ن ق‬
‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ساتء قوقل يق ل‬
‫ضتربلقن بتأقلرُجلتهلن ليُيلعلققم قما يُلختفيقن ملن تزينقتتتهلن قوُتوُبوا إتقلى ال لته قجتميًعا أقيدهق‬ ‫ت‬
‫قعقلى قعلوقرات النر ق‬
‫ا لُملؤتمُنوقن لققع لُكلم تُيلفلتُحوقن )‪.(1)  (31‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دلت الية على جواز النظر إلى مواضع الزينة الظاهرة‪ ،‬ومواضع الزينة الظاهرة‬
‫الوجه والكفان‪ ،‬فالكحل زينة الوجه والخاتم زينة الكف‪ ،‬وعلى هذا فيجوز النظر إلى الوجه والكفين ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ويؤيد هذا ما أخرجه البيهقي)‪(3‬وابن أبي حاتم)‪(4‬وغيرهما عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫)ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها( قال‪":‬ما في الكف والوجه")‪.(5‬‬
‫ونوقش هذا الستدلل من وجوه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تفسير ابن عباس الزينة الظاهرة بالوجه والكفين معارض بتفسير ابن مسعود ومن وافقه‬
‫من أن المراد بها الثياب ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن جواز إبداء الوجه والكفين كان في أول السلم ثم نسخ بآية الحجاب ‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪":‬فابن مسعود ذكر آخر المرين وابن عباس ذكر أول المرين")‪.(6‬‬

‫)( ] النور‪[31 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪5/122‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( البيهقي‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي‪ ،‬أحد أئمة الحديث نشأ في بق ليييقهق بنيسابور ورحل إلى بغداد والكوفة‬ ‫‪3‬‬

‫ومكة‪ ،‬كان مكثراً من التصانيف في نصرة مذهب الشافعي وبسط موجزه وتأييد آرائه‪ ،‬ومن تصانيفه‪ :‬السنن الكبرى‪ ،‬السماء‬
‫والصفات‪ ،‬معرفة السنن والثار وغيرها‪ ،‬ت‪458:‬هي ‪ .‬ينظر‪ :‬طبقات الشافعية ‪ ،2/220‬شذرات الذهب ‪ ،3/304‬العلم‬
‫‪1/116‬‬
‫)( ابن أبي حاتم‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي‪ ،‬المام ابن المام الحافظ أبي حاتم‪ ،‬صأنف تصانيف عديدة منها‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫كتاب السنة‪ ،‬التفسير‪ ،‬الرد على الجهمية‪ ،‬فضائل أحمد‪ ،‬ت‪327:‬هي ‪ .‬ينظر‪ :‬تاريخ دمشق ‪ ،35/357‬طبقات الحفاظ‬
‫‪ ،1/346‬المقصد الرشد ‪2/106‬‬
‫‪ ()5‬رواه البيهقي في السنن الكبرى ‪ ،2/225‬و ابن معين في حديثه )الفوائد( الجزء الثاني ‪ ،8/2574‬وابن أبي حاتم في تفسيره‬
‫‪ ،8/2574‬وابن أبي شيبة في المصنف ‪ 3/546‬هذا الثر عن ابن عباس صأحيح بهذه الطرق‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫)( مجموع الفتاوى ‪111-22/110‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪178‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -3‬أن ما جاء عن ابن عباس محمول على ما يظهر من المرأة في بيتها نظراً لمشقة التحفظ‬
‫من إبدائه‪ ،‬دون خروجها من البيت سافرة عن وجهها ويديها ‪.‬‬
‫ويؤيد هذا المعنى ما روي عن ابن عباس رضي ال عنهما في قوله تعالى‪) :‬ول يبدين زينتهن‬
‫إل ما ظهر منها( قال‪":‬والزينة الظاهرة الوجه وكحل العين وخضاب الكف والخاتم فهذه تظهر في‬
‫بيتها لمن دخل من الناس عليها")‪.(1‬‬
‫‪ -4‬أن التعبير بقوله )إل ما ظهر منها( دون )إل ما أظهرن منها( يفيد أن المراد بالستثناء هو ما‬
‫ظهر من الزينة بنفسه‪ ،‬دون ما تقصد المرأة إظهاره‪ ،‬وعلى هذا ل دللة في الية على جواز قصد‬
‫إبداء الزينة ‪.‬‬
‫قال ابن عطية)‪":(2‬ويظهر لي بحكم ألفاظ الية أن المرأة مأمورة بأل تبدي‪ ،‬وأن تجتهد في‬
‫الخفاء لكل ما هو زينة ووقع الستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما ل بد منه أو إصألح‬
‫شأن ونحو ذلك‪ ،‬فما ظهر على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه")‪.(3‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها أن أسماء بنت أبي بكر رضي ال عنها دخلت على‬
‫رسول ال ‪ ‬وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول ال ‪ ‬وقال‪":‬يا أسماء إن المرأة إذا بلغت‬
‫المحيض لم تصلح أن يرى منها إل هذا وهذا‪ ،‬وأشار إلى وجهه وكفيه")‪.(4‬‬
‫)( رواه الطبري في تفسيره ‪ ،18/118‬والبيهقي في السنن الكبرى ‪ 7/94‬من طريق عبد ال بن صأالح عن معاوية بن صأالح عن‬ ‫‪1‬‬

‫علي بن أبي طلحة عن بن عباس ‪.‬‬


‫والحديث من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وفيها انقطاع ‪.‬‬
‫)( ابن عطية‪ :‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الندلسي‪ ،‬مفسر فقيه عارف بالحكام‬ ‫‪2‬‬

‫والحديث‪ ،‬ومن مؤلفاته‪ :‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ،‬ت ‪542‬هي ‪ .‬ينظر‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،20/133‬الندباج‬
‫المذهب ‪ ،1/174‬تذكرة الحفاظ ‪4/1293‬‬
‫‪ -‬تنبيه‪ :‬ابن عطية هذا الذي ينقل عنه القرطبي غير المفسر المتقدم عبد ال بن عطية المتوفي سنة ‪383‬هي ‪.‬‬
‫)( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‪11/295‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه أبو داود في كتاب اللباس برقم )‪ ،(4104‬والبيهقي في السنن الكبرى ‪7/86‬‬ ‫‪4‬‬

‫والحديث ل يصح لن فيه عدة علل‪ ،‬أهمها‪:‬‬


‫‪ -1‬النقطاع بين خالد بن دريك وعائشة ‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجه الستدلل‪ :‬الحديث صأريح في أن المرأة الحرة البالغة ل يحل النظر منها إل إلى وجهها وكفيها‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬
‫ونوقش الستدلل بهذا الحديث من أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الحديث ل يصح‪ ،‬فإن إسناده مليء بالعلل القادحة كما تقدم في تخريجه في الحاشية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن في متنه نكارة‪ ،‬فإن أسماء رضي ال عنها كان لها حين هجرة النبي ‪ ‬سبع وعشرون سنة‪،‬‬
‫فهي كبيرة السن فيبعد أن تدخل على النبي ‪ ‬بهذه الهيئة‪ ،‬وعليها ثياب رقاق تصف ما سوى‬
‫)‪(2‬‬
‫الوجه والكفين ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -3‬أنه على فرض صأحته يحتمل أنه كان قبل فرض الحجاب‪ ،‬فيحمل عليه‪ ،‬جمعاً بين الدلة‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما قال‪":‬شهدت مع رسول ال ‪ ‬الصلة يوم‬

‫قال أبو داود في السنن ص‪":578:‬هذا مرسل‪ ،‬خالد بن ُدقرليك لم يدرك عائشة‪ ،‬وسعيد بن بشير ليس بالقوي"‪ .‬ونص غير واحد‬
‫من الئمة على أن خالد بن دريك لم يدرك عائشة‪ ،‬منهم المزي في تهذيب الكمال ‪ ،8/54‬والذهبي في ميزان العتدال‬
‫‪ ،2/410‬وابن حجر في تهذيب التهذيب ‪3/75‬‬
‫‪ -2‬فيه سعيد بن بشير البصري ‪" .‬ضعيف" كما في تقريب التهذيب ‪1/234‬‬
‫وينظر في ترجمته‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،10/348‬تهذيب التهذيب ‪ ،4/9‬ميزان العتدال ‪3/189‬‬
‫‪ -3‬فيه قتادة بن دعامة السدوسي‪ :‬وهو على إمامته موصأوف بالتدليس ‪ .‬تهذيب الكمال ‪ ،23/498‬جامع التحصيل ‪،1/254‬‬
‫ميزان العتدال ‪5/466‬‬
‫ونقل ابن حجر أن قتادة من الطبقة الثالثة من المدلسين‪ ،‬وُهلم قمن أكثقر من التدليس فلم يحتج الئمة من أحاديثهم ال بما صأرحوا‬
‫فيه بالسماع ‪ .‬طبقات المدلسين ‪1/43‬‬
‫وقد روى الحديث معنعناً ولم يصرح بالتحديث ‪.‬‬
‫‪ -4‬فيه الوليد بن مسلم‪ :‬وهو كثير التدليس والتسوية‪ ،‬وقد رواه معنعناً ‪ .‬تهذيب الكمال ‪ ،31/85‬جامع التحصيل ‪،1/111‬‬
‫ميزان العتدال ‪7/441‬‬
‫ونقل ابن حجر أن الوليد بن مسلم من الطبقة الرابعة‪ ،‬وُهم قمن اتدتفق على أنه ل يحتج بشيء من حديثهم ال بما صأرحوا فيه‬
‫بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل ‪ .‬طبقات المدلسين ‪1/51‬‬
‫)( بدائع الصنائع ‪5/123‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رسالة الحجاب لبن عثيمين )ضمن مجموعة رسائل في الحجاب والسفور( ص‪89:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المغني ‪7/78‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪180‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العيد فبدأ بالصلة قبل الخطبة بغير أذان ول إقامة‪ ،‬ثم قام متوكئاً على بلل فأمر بتقوى ال وحث‬
‫على طاعته ووعظ الناس وذكلرهم‪ ،‬ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال‪ :‬تصدقن فإن‬
‫أكثركن حطب جهنم ‪ .‬فقامت امرأة من تسقطة)‪(1‬النساء سفعاء)‪(2‬الخدين فقالت‪ :‬تلقم يا رسول ال؟‬
‫قال‪ :‬لنكن ُتلكتثرن الشلكاة وتقلكفُلرن العشير ‪ .‬قال‪ :‬فجعلن يتصدقن من ُحتلديهن يلقين في ثوب‬
‫بلل من أقرطتهن وخواتمهن")‪.(3‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن وصأف الراوي المرأة بأنها كانت سفعاء الخدين يدل على أنها كانت‬
‫)‪(4‬‬
‫مسفرة عن وجهها ‪.‬‬
‫ونوقش هذا الستدلل بأن الحادثة واقعة حال ل دليل فيها‪ ،‬وذلك من عدة أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬ليس في الحديث ما يدل على أن النبي ‪ ‬رآها كاشفة عن وجهها وأقرها على ذلك‪،‬‬
‫بل غاية ما فيه أن جابراً رأى وجهها‪ ،‬وذلك ل يستلزم كشفها عنه قصدًا‪ ،‬فقد يسقط خمارها أو‬
‫ينحرف عن وجهها من غير قصد‪ ،‬كما قال النابغة الذبياني‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫فتناولته وادتقتنا باليد ‪.‬‬ ‫سقط الخمار ولم ترد إسقاطه‬
‫سلفقعة سواد وتغدير في الوجه‬
‫‪ -2‬أن قوله )سفعاء الخدين( فيه إشارة إلى قبح الوجه‪ ،‬لن ال د‬
‫من مرض أو مصيبة أو سفر‪ ،‬والمرأة الشوهاء التي ل تشتهى في معنى القواعد من النساء اللتي‬

‫)( )تسقطة(‪ :‬المراد بها هنا‪ :‬امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن ‪ .‬شرح صأحيح مسلم للنووي ‪6/175‬‬ ‫‪1‬‬

‫وينظر أيضًا‪ :‬النهاية ‪ ،2/366‬لسان العرب مادة )وسط( ‪ ،7/430‬مختار الصحاح مادة )وسط( ‪1/300‬‬
‫السلفع السواد والشحوب‪ ،‬وقيل‪ :‬نوع من السواد ليس بالكثير‪ ،‬وقيل‪ :‬السواد مع لون آخر‪ ،‬وقيل‪ :‬السواد المشرب‬
‫)( )سفعاء(‪ :‬ل‬ ‫‪2‬‬

‫حمرة ‪ .‬لسان العرب مادة )سفع( ‪8/156‬‬


‫)( رواه مسلم في كتاب صألة العيدين برقم )‪(885‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المبسوط ‪153/ 10‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ‪6/598‬‬ ‫‪5‬‬

‫وهذا البيت الذي استشهد به الشنقيطي للنابغة الذبياني ‪ ،‬وقد ورد في ما وقفت عليه من المصادر بلفظ ‪ :‬سقط النصيف ‪ .‬كما‬
‫في الغاني ‪ ،11/14‬الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ‪ ،4/706‬طبقات فحول الشعراء ‪1/68‬‬
‫قلت ‪ :‬والمعنى واحد كما في الغاني ‪" :11/14‬والنصيف الخمار "‪ .‬اهي‬
‫‪181‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(2‬‬
‫ل يرجون نكاحاً)‪ ،(1‬وعلى هيذا ل ييكون في الحيديث دلييل عيلى المقصود ‪.‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬عن عبد ال بن عباس رضي ال عنهما قال أردف رسول ال ‪ ‬الفضل بن‬
‫عباس)‪(3‬يوم النحر خلفه على عجز راحلته‪ ،‬وكان الفضل ً‬
‫رجل وضيئاً‪ ،‬فوقف النبي ‪ ‬للناس‬
‫يفتيهم‪ ،‬وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول ال ‪ ‬فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه‬
‫حسنها‪ ،‬فالتفت النبي ‪ ‬والفضل ينظر إليها‪ ،‬فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن‬
‫النظر إليها ‪ .‬فقيالت‪ :‬يا رسول ال إن فريضة ال في الحج على عباده أدركت أبي شيخاً كبيراً ل‬
‫يستطيع أن يستوي على الراحلة‪ ،‬فهيل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال‪ :‬نعم")‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في الحديث دللة أنه ‪ ‬أقر المرأة على كشف وجهها‪ ،‬فلو كان الوجه‬
‫عورة يلزم ستره لما أقرها عليه السلم على كشفه بحضرة الناس‪ ،‬ولمرها أن تسبل عليه من فوق‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ولو كان وجهها مغطى ما ُعرتفت أحسناء هي أم شوهاء ‪.‬‬
‫ونوقش هذا الستدلل من وجهين‪:‬‬
‫‪ -1‬ليس في شيء من روايات الحديث أن المرأة كانت كاشفة عن وجهها‪ ،‬وأن النبي ‪‬‬
‫رآها كاشفة عنه فأقرها على ذلك‪ ،‬بل غاية ما فيه أنها كانت حسناء وضيئة‪ ،‬ومعرفة ذلك ل‬
‫)‪(6‬‬
‫يسيتلزم أنها كانيت كاشفة عن وجهها‪ ،‬بل قد ينيكشف عنها خميارها مين غيير قصد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن في بعض طرق الحديث الخرى ما يشير إلى‪ :‬أن المرأة إنما كشفت وجهها لن‬

‫)( المغني ‪7/78‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أضواء البيان ‪6/599‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الفضل بن عباس )صأحابي(‪ :‬الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم‪ ،‬ابن عم رسول ال ‪ ،‬كان أكبر إخوته وبه كان‬ ‫‪3‬‬

‫وحنينا وثبت معه يومئذ وشهد معه حجة الوداع وكان رديفه فيها‪ ،‬مات على الصأح في‬
‫ً‬ ‫يكنى أبوه وأمه‪ ،‬غزا مع النبي ‪ ‬مكة‬
‫طاعون قعمواس سنة ثماني عشرة من الهجرة في خلفة عمر وقيل‪ُ :‬قتل يوم أجنادين في خلفة أبي بكر‪ ،‬وقيل باليرموك ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الطبقات الكبرى ‪ ،4/54‬تهذيب السماء ‪ ،2/363‬الصأابة في تمييز الصحابة ‪3/375‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الستئذان برقم )‪ (6228‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم في كتاب الحج برقم )‪(1334‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المحلى ‪2/248‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أضواء البيان ‪6/600‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪182‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أباها عرضها على النبي ‪ ‬ليتزوجها‪ ،‬فيمكن أن يحمل الحديث على النظر للمخطوبة‪ ،‬أو‬
‫المعروضة على الرجل للزواج منها ‪.‬‬
‫قال ابن حجر – بعد أن ساق عدة طرق لهذا الحديث ‪":-‬والذي يظهر لي من مجموع‬
‫هذه الطرق أن السائل رجل وكانت ابنته معه فسألت أيضاً والمسؤول عنه أبو الرجل وأمه جميعاً‪،‬‬
‫ويقررب ذلك ما رواه أبو يعلى)‪ (1‬بإسناد قوي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل‬
‫بن عباس قال‪":‬كنت ردف النبي ‪ ‬وأعرابي معه بنت له حسناء فجعل العرابي يعرضها لرسول ال‬
‫‪ ‬رجاء أن يتزوجها‪ ،‬وجعلت ألتفت إليها ويأخذ النبي ‪ ‬برأسى فيلويه‪ ،‬فكان يلبى حتى رمى جمرة‬
‫العقبة ‪ (2).‬فعلى هذا فقول الشابة‪ :‬إن أبي لعلها أرادت به جدها؛ لن أباها كان معها‪ ،‬وكأنه أمرها‬
‫أن تسأل النبي ‪ ‬ليسمع كلمها ويراها رجاء أن يتزوجها‪ ،‬فلما لم يرضها سأل أبوها عن أبيه")‪.(3‬‬
‫والحاصأل مما سبق أن هذه الحادثة واقعة حال ل عموم لها‪ ،‬لعدم صأراحتها وتطرق الحتمالت إليها‬
‫‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬وجوب ستر البدن كله عدا الوجه والكفين والقدمين ‪ .‬وهو رواية عن أبي حنيفة)‪.(4‬‬
‫ومن أهم أدلة هذا القول ما يلي‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬ما تقدم من أدلة عدم وجوب كشف الوجه واليدين المذكورة أنفاً ‪.‬‬
‫ويضاف إليها فيما يتعلق بالقدمين ما يلي ‪:‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬ما روي عن عائشة رضي ال تعالى عنها في قوله تبارك وتعالى‪} :‬إل ما ظهر منها{‪:‬‬

‫)( أبو يعلى‪ :‬محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء الحنبلي‪ ،‬المام العلمة القاضي شيخ الحنابلة‪ ،‬صأاحب التعليقة‬ ‫‪1‬‬

‫الكبرى والتصانيف المفيدة في المذهب‪ ،‬أفتى ودرس وتخرج به الصأحاب وانتهت إليه المامة في الفقه وكان عالم العراق في‬
‫زمانه مع معرفة بعلوم القرآن وتفسيره والنظر والصأول‪ ،‬ت‪458:‬هي ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬المقصد الرشد ‪ ،2/395‬سير أعلم النبلء ‪ ،18/89‬تذكرة الحفاظ ‪3/1134‬‬
‫)( رواه أبو يعلى في المسند ‪ ،12/97‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ‪ ":4/277‬رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح"‪ ،‬وقال‬ ‫‪2‬‬

‫ابن حجر في فتح الباري ‪ ":4/68‬رواه أبو يعلى بإسناد قوي" ‪.‬‬
‫)( فتح الباري ‪4/68‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المبسوط ‪ ،10/153‬تبيين الحقائق ‪ ،96-1/95‬بدائع الصنائع ‪5/123‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪183‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خة)‪.(2)"(1‬‬
‫"القلب والقفلت ق‬
‫ُ‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دل الحديث على جواز النظر إلى القدمين‪ ،‬لن المراد بالفتخة في‬
‫)‪(3‬‬
‫الحديث‪ :‬خاتم أصأبع الرجل ‪.‬‬
‫ونوقش هذا الستدلل من وجهين‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه معارض بما روي عن ابن مسعود وابن عباس ‪ ‬في تفسير المستثنى في الية‪ ،‬فيبقى‬
‫)‪(4‬‬
‫ما وراء المستثنى على ظاهر النهي ‪.‬‬
‫ويجاب عنه بأنه من قول عائشة رضي ال عنها‪ ،‬وقول الصحابي ليس بحجة على غيره عند‬
‫الختلف‪ ،‬لن قول أحدهما ليس بأولى من قول الخر ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما تقدم بيانه من أن المراد بالستثناء في الية هو ما ظهر من الزينة بنفسه‪ ،‬دون ما‬
‫)‪(5‬‬
‫تقصد المرأة إظهاره ‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬المعقول ‪ .‬وبيانه‪ :‬أن ال تعالى نهى عن إبداء الزينة واستثنى ما ظهر منها‪،‬‬
‫والقدمان ظاهرتان أل ترى أنهما يظهران عند المشي ؟ فكانا من جملة المستثنى من الحظر فيباح‬
‫)‪(6‬‬
‫إبداؤهما ‪.‬‬
‫ثم إن الميرأة قد تبتلى بإبداء قدميها إذا مشت حافية أو متنعلة‪ ،‬وربما ل تجد الخف في كل‬
‫)‪(7‬‬
‫وقت‪.‬‬

‫)( )الُقللب(‪ :‬السوار ‪ .‬لسان العرب مادة )قلب( ‪1/688‬‬ ‫‪1‬‬

‫)القفلتقخة(‪ :‬خاتم يكون في اليد والرجل بفص وغير فص‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الخاتم أياً كان‪ ،‬وقيل‪ :‬هي حلقة تلبس في الصأبع كالخاتم ‪.‬‬
‫لسان العرب مادة )فتخ( ‪3/40‬‬
‫)( رواه ابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،3/546‬والبيهقي في السنن الكبرى ‪ 7/86‬وابن أبي حاتم في تفسيره ‪ 8/2575‬كلهم من‬ ‫‪2‬‬

‫طريق حماد بن سلمة عن أم شبيب عن عائشة بإسناد ل بأس به ‪.‬‬


‫)( بدائع الصنائع ‪5/123‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الصدرإ السابق ‪5/123‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ينظرح ص‪ 179 :‬من هذا البحث‬ ‫‪5‬‬

‫)( بدائع الصنائع ‪5/123‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( البسوط ‪153/ 10‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪184‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ونوقش‪ :‬بأن استثناء النظر إلى وجه الجنبية وكفيها عند من أجازه إنما هو للحاجة إلى‬
‫)‪(1‬‬
‫كشفها في الخذ والعطاء‪ ،‬ول حاجة إلى كشف القدمين فل يباح النظر إليهما ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ومما يدل على عدم صأحة القول بجواز كشف القدمين ما جاء عن ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رسول ال ‪":‬من جر ثوبه خيلء لم ينظر ال إليه يوم القيامة ‪ .‬فقالت أم قسقلمة‪:‬‬
‫إذا تنكشف أقدامهن ‪ .‬قال‪ :‬فيرخينه‬
‫فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال‪ :‬يرخين شبراً ‪ .‬فقالت‪ً :‬‬
‫ذراعاً ل يزدن عليه")‪.(2‬‬

‫القول الثالث‪ :‬وجوب ستر البدن كله ‪ .‬وهو القول الصحيح المفتى به عند الشافعية)‪ ،(3‬والمذهب‬
‫عند الحنابلة)‪.(4‬‬
‫ومن أهم أدلة هذا القول ما يلي‪:‬‬
‫ساتء ا لُملؤتمتنيقن يُلدتنيقن قعلقليتهلن تملن‬ ‫ك وبيقناتت ق ت‬
‫ك قون ق‬
‫ت ت‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالى‪  :‬قيا أقيديقها النلبتدي قُلل لقلزقواج ق ق ق‬
‫ك أقلدقنى أقلن يُيلعقرفلقن فققل يُيلؤقذيلقن قوقكاقن ال لهُ غقُفوًرا قرتحيًما )‪.(5) (59‬‬
‫قجقلتبيبتتهلن قذلت ق‬
‫وعن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬قوله )يا أيها النبي قل لزواجك وبناتك‬
‫ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن( ‪ .‬أمر ال نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة‬
‫)‪(6‬‬
‫عينا واحدة‪.‬‬
‫أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلبيب ويبدين ً‬
‫وجه الستدلل‪ :‬قال الطبري‪":‬يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ‪) :‬يا أيها النبي قل لزواجك‬
‫وبناتك ونساء المؤمنين( ‪ .‬ل يتشبهن بالماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن‬
‫)( بدائع الصنائع ‪5/123‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رإواه أحد ‪ ،2/55‬وأبو داود ف كتاب اللباس برحقم )‪ ،(4117‬والتمذي ف كتاب اللباس برحقم )‪ ،(1731‬والنسائي ف كتاب الزينة‬ ‫‪2‬‬

‫برحقم )‪ ،(5336‬وقال التمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‬


‫)( مغن التاج ‪ ،209-4/208‬وينظرح‪ :‬أسن الطالب ‪ ،110-3/109‬ناية التاج ‪188-6/187‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( كشاف القناع ‪ ،1/266‬النصاف ‪ ،1/452‬الفروع ‪602-1/601‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ] الحزاب‪[59 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( رواه ابن جرير في تفسيره ‪ ،22/46‬وابن أبي حاتم في تفسيره ‪10/3154‬‬ ‫‪6‬‬

‫والحديث فيه انقطاع لنه من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس‬
‫‪185‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫شعورهن ووجوههن‪ ،‬ولكن ليدنين عليهن من جلبيبهن لئل يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر‬
‫بأذى من قول")‪.(1‬‬
‫ونوقش هذا الستدلل‪ :‬بأن لفظ الية ل يستلزم معناه ستر الوجه‪ ،‬وقول بعض المفسرين بأنه‬
‫يستلزم ذلك معارض بقول غيرهم ممن يرى أن المراد بالدناء أن يشددن جلبيبهن على جباههن‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فيستفاد من الية وجوب ستر الرأس دون الوجه ‪.‬‬
‫ويؤيد هذا اختلف الروايات عن ابن عباس نفسه كما سبق ‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن في الية قرينة واضحة على أن قوله تعالى‪) :‬يدنين عليهن من جلبيبهن(‪ .‬يدخل‬
‫في معناه ستر وجوههن‪ ،‬وهي قوله تعالى‪) :‬قل لزواجك(‪ ،‬ووجوب احتجاب أزواجه وسترهن‬
‫)‪(3‬‬
‫وجوههن ل نزاع فيه بين المسلمين ‪.‬‬

‫صاترتهلن قويقلحقفظلقن فُيُروقجُهلن قوقل‬ ‫ض ل ت‬ ‫الدليل الثاني‪ :‬قوله سبحانه وتعالى‪ :‬وقُل لتلملؤتمقنا ت‬
‫ضقن ملن أقبل ق‬ ‫ت يقيغل ُ‬ ‫ق ل ُ‬
‫ضتربلقن بتُخُمترتهلن قعقلى ُجُيوبتتهلن قوقل يُيلبتديقن تزيقنتقيُهلن إتلل تلبُيُعولقتتتهلن أقلو‬ ‫يُيلبتديقن تزيقنتقيُهلن إتلل قما ظققهقر تم لنيقها قوليق ل‬
‫آقبائتتهلن أقلو آقباتء بُيُعولقتتتهلن أقلو قأبليقنائتتهلن أقلو قأبليقناتء بُيُعولقتتتهلن أقلو إتلخقوانتتهلن أقلو بقتني إتلخقوانتتهلن أقلو بقتني أققخقواتتتهلن‬
‫ت أقيلقمانُيُهلن أقتو اللتابتتعيقن غقليتر ُأوتلي ا لتللربقتة تمقن الرقجاتل أقتو الطرلفتل التذيقن لقلم يقظلقهُروا‬ ‫سائتتهلن أقلو قما قملققك ل‬ ‫ت‬
‫أقلو ن ق‬
‫ت‬ ‫ت ت‬
‫ضتربلقن بتأقلرُجلتهلن ليُيلعلققم قما يُلختفيقن ملن تزينقتتتهلن قوُتوُبوا إتقلى ال لته قجتميًعا أقيدهق‬ ‫ساتء قوقل يق ل‬ ‫ت‬
‫قعقلى قعلوقرات النر ق‬
‫ا لُملؤتمُنوقن لققع لُكلم تُيلفلتُحوقن )‪.(4)  (31‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دلت الية على وجوب ستر المرأة بدنها كله من ثلثة أوجه‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أنه سبحانه وتعالى نهى المؤمنات عن إبداء الزينة للرجال الجانب باستثناء ما‬
‫ظهر منها‪ ،‬وقد ثبت عن عبد ال بن مسعود ‪ ‬قال‪) :‬ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها(‪ .‬قال‪:‬‬

‫)( تفسير الطبري ‪46-22/45‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تفسير الطبري ‪ ،22/46‬أحكام القرآن لبن العربي ‪3/625‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أضواء البيان ‪6/586‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ] النور‪[31 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪186‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫هي الثياب ‪.‬‬
‫ضتربلقن بتُخُمترتهلن قعقلى ُجُيوبتتهلن قوقل يُيلبتديقن تزيقنتقيُهلن ‪ . ‬وهذا‬
‫الوجه الثاني‪ :‬قوله تعالى‪  :‬قوليق ل‬
‫المر بسدل المرأة خمارها من رأسها على جيبها يقتضي ستر ما بين الرأس والصدر تبعاً وهو‬
‫)‪(2‬‬
‫الوجه ‪.‬‬
‫كما ثبت عن عائشة رضي ال عنها أنها قالت‪":‬يرحم ال نساء المهاجرات الول لما أنزل ال‬
‫ضتربلقن بتُخُمترتهلن قعقلى ُجُيوبتتهلن قوقل يُيلبتديقن تزيقنتقيُهلن ‪ ‬شققن مروطهن فاختمرن بها")‪.(3‬‬
‫‪ ‬قوليق ل‬
‫قال ابن حجر‪":‬قوله )فاختمرن(‪ :‬أي غطين وجوههن ")‪.(4‬‬
‫ضتربلقن بتأقلرُجلتتهلن تليُيلعلققم قما يُلختفيقن تملن تزينقتتتهلن قوُتوُبوا إتقلى ال لته‬
‫الوجه الثالث‪ :‬قيوليه تيعالى‪  :‬قوقل يق ل‬
‫قجتميًعا أقيدهق ا لُملؤتمُنوقن لققع لُكلم تُيلفلتُحوقن ‪ .‬وجه الستدلل‪ :‬أن المرأة إذا كانت منهية عن‬
‫الضرب بالرجل خوفاً من افتتان الرجال بصوت خلخالها فإن نهيها عن كشف وجهها الذي‬
‫)‪(5‬‬
‫هو مجمع محاسنها من باب أولى‪ ،‬لنه أحق بالستر والخفاء ‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬قوله سبحانه وتعالى‪ :‬قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قل تقلدُخُلوا بُيُيو ق‬
‫ت النلبتري إتلل أقلن يُيلؤقذقن لقُكلم‬
‫ث‬‫غيير قناتظترين إتقناهُ ولقتكن إتقذا ُدتعيتُم قفالدُخُلوا فقتإقذا طقتعمتُم قفانليتقتشروا وقل مستقألنتتسين لتحتدي ة‬ ‫ة‬ ‫ت‬
‫ق ق‬ ‫ُ ق ُل‬ ‫ل ل‬ ‫ل‬ ‫ق ل‬ ‫ق‬ ‫إقلى طققعام قل ق‬
‫إتلن قذلتُكلم قكاقن يُيلؤتذي النلبتلي فقييقلستقلحتيي تملنُكلم قوال لهُ قل يقلستقلحتيي تمقن ا لقحرق قوإتقذا قسأقلتُُموُهلن قمقتاًعا‬
‫قفالسأقُلوُهلن تملن قوقراتء تحقجا ة‬
‫ب قذلتُكلم أقطلقهُر لتُقُلوبتُكلم قوقُيُلوبتتهلن قوقما قكاقن لقُكلم أقلن تُيلؤُذوا قرُسوقل ال لته قوقل أقلن‬

‫)( رواه ابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،3/546‬والطبري في تفسيره ‪ ،18/117‬والحاكم في المستدرك ‪ 2/431‬وقال‪":‬هذا حديث‬ ‫‪1‬‬

‫صأحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"‪ ،‬وابن أبي حاتم في تفسيره ‪ ،8/2574‬والطبراني في المعجم الكبير ‪9/228‬‬
‫والحديث جاء من طرق عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الحوص عن ابن مسعود به ‪.‬‬
‫ورجاله كلهم ثقات‪ ،‬قال الزيلعي في نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية ‪":4/239‬وأخرج الطبري في تفسيره من طرق جيدة‬
‫عن ابن مسعود قال‪ :‬هي الثياب‪ ،‬وقال ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية ‪":2/225‬وإسناده قوي"‬
‫)( أضواء البيان ‪6/594‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري معلقا ا باصيغة الجزم في كتاب تفسير القرآن بارقم )‪ ،(4759‬ورواه أباو داود‬ ‫‪3‬‬

‫موصإولا في كتاب اللباس بارقم )‪(4102‬‬


‫)( فتح الباري ‪8/490‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رساالة الحجاب لبان عثيمين ص‪72-71:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪187‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تقيلنتكُحوا أقلزقواقجهُ تملن بقيلعتدهت أقبقًدا إتلن قذلتُكلم قكاقن تعلنقد ال لته قعتظيًما )‪ (53‬إتلن تُيلبُدوا قشليًئا أقلو تُلخُفوهُ فقتإلن‬
‫ال لهق قكاقن بتُكرل قشليةء قعتليًما )‪.(1)  (54‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دلت الية على أنه ل بد من وجود الحجاب بين المرأة والرجل الجنبي متى‬
‫)‪(2‬‬
‫ما عرضت له حاجة لسؤالها والحديث معها ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ونوقش هذا الستدلل بأن حكم الية خاص بأزواج النبي ‪. ‬‬
‫وأجيب بأن الصحيح أن حكم هذه الية عام‪ ،‬وليس مختصاً بأمهات المؤمنين ‪ .‬ويدل على‬
‫هذا أمران‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -1‬ما تقرر في الصأول من أن خطاب الواحد يعم حكمه جميع المة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما جاء في سياق اليات‪ ،‬حيث قال ال تعالى‪ .  :‬قل ُجقناقح قعلقليتهلن تفي آقبائتتهلن قوقل‬
‫ت أقيلقمانُيُهلن قواتلتقيقن‬
‫سائتتهلن قوقل قما قملققك ل‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تت ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫قأبليقنائتهلن قوقل إلخقوانتهلن قوقل قأبليقناء إلخقوانتهلن قوقل قأبليقناء أققخقواتتهلن قوقل ن ق‬
‫ال لهق إتلن ال لهق قكاقن قعقلى ُكرل قشليةء قشتهيًدا )‪ ..(55‬الية ‪. ‬‬
‫)‪(6) (5‬‬

‫وفي هذا يقول ابن كثير‪":‬لما أمر تبارك وتعالى النساء بالحجاب من الجانب‪ ،‬بيدن أن هؤلء‬
‫القارب ل يجب الحتجاب منهم‪ ،‬كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى )ول يبدين‬
‫زينتهن إل لبعولتهن‪ ...‬الية")‪.(7‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما عن النبي ‪ ‬قال‪":‬ل تنتقب المحرمة ول تلبس‬
‫القفازين")‪.(8‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬قال ابن تيمية‪":‬وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في‬

‫)( ] الحزاب‪[53 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أحكام القرآن للجصاص ‪3/543‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أسانى المطالب ‪3/103‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أضواء البيان ‪6/589‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ] الحزاب‪[55 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( عودة الحجاب ‪3/235‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( تفسير ابان كثير ‪3/507‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الحج بارقم )‪(1838‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪188‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النساء اللتي لم يُلحترلمن‪ ،‬وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن")‪.(1‬‬

‫الدليل الخامس‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها قالت‪":‬كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول ال ‪‬‬
‫محرمات‪ ،‬فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها‪ ،‬فإذا جاوزونا كشفناه")‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دل الحديث على أن المرأة إذا مر الرجال قريباً منها‪ ،‬أنها تسدل الثوب من‬
‫)‪(3‬‬
‫فوق رأسها على وجهها‪ ،‬كما كانت تفعله نساء المؤمنين في العهد النبوي ‪.‬‬

‫الدليل السادس‪ :‬حديث الفك‪ ،‬ومما جاء فيه قالت عائشة رضي ال عنها‪":‬وكان صأفوان بن‬
‫المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصأبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم‪ ،‬فعرفني‬
‫حين رآني وكان رآني قبل الحجاب‪ ،‬فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني‪ ،‬فخمرت وجهي بجلبابي‬
‫)‪(4‬‬
‫‪...‬الحديث ‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في الحديث دليل على أن تغطية المرأة وجهها من الحجاب الذي فرض‬
‫على أمهات المؤمنين ونساء المة‪ ،‬وعليه يجب على المرأة تغطية وجهها عن نظر الجنبي سواء‬
‫)‪(5‬‬
‫كان صأالحاً أو غيره ‪.‬‬
‫)( مجموع الفتاوى ‪371-15/370‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أحمد ‪ ،6/30‬وأباوداود في كتاب المناساك بارقم )‪ ،(1833‬والبيهقي في السنن الكبرى‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،5/48‬والدارقطني في ساننه ‪ 2/295‬كلهم من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عائشة ‪.‬‬
‫وفيه يزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي ‪ ":‬ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعياً" كما في‬
‫تقريب التهذيب ‪ . 1/601‬وينظر في ترجمته‪ :‬ضعفاء العقيلي ‪ ،4/379‬تهذيب الكمال ‪،32/135‬‬
‫ميزان العتدال ‪7/240‬‬
‫وقد ورد من وجه آخر عند الحاكم في المستدرك ‪ 1/624‬عن أساماء بانت أباي باكر رضي ا‬
‫عنهما قالت‪":‬كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الحإرام" قال الحاكم‪ :‬هذا‬
‫حديث صإحيح على شأرط الشيخين ولم يخرجاه ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الحديث رجاله كلهم ثقات‪ ،‬وإسناده صحيح كما قال الحاكم ‪.‬‬
‫وقد رواه مالك بانحوه في الموطأ ‪ 1/328‬بارقم )‪ (718‬بسند صحيح ‪.‬‬
‫وباهذا يتبين أن حإديث أسماء الصحيح هذا شاهد لحديث عائشة فيتقوى به‪ ،‬وا أعلم ‪.‬‬
‫)( المغني ‪3/154‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب المغازي بارقم )‪ ،(4141‬ومسلم في كتاب التوباة بارقم )‪(2770‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( شأرح صإحيح مسلم للنووي ‪117-17/116‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪189‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الترجيح‬
‫بعد ما تقدم يظهر ‪ -‬وال أعلم – أن القول الراجح هو القول الثالث القائل بوجوب ستر المرأة‬
‫بدنها كله حتى وجهها وكفيها عن الرجال الجانب‪ ،‬وذلك للعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬قوة ما استدلوا به من اليات والحاديث النبوية ‪.‬‬
‫‪ -2‬قلة العتراضات الموجهة لدلة هذا القول مقارنة بأدلة القوال الخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن هذا القول هو القرب لمقاصأد الشريعة التي جاءت بسد الطرق الموصألة إلى الفتنة‪ ،‬ول‬
‫سيما مع تغير الزمان وفساد أحوال الناس ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن هذا المر هو ظاهر عمل المسلمين كما حكاه غير واحد من أهل العلم ‪.‬‬
‫قال أبو حامد الغزالي‪":‬لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه‪ ،‬والنساء يخرجن‬
‫منتقبات")‪.(1‬‬
‫ونقل ابن حجر‪":‬استمرار العمل على جواز خروج النساء إلى المساجد والسواق والسفار‬
‫منتقبات لئل يراهن الرجال")‪.(2‬‬
‫تطبيق القول الراجح على خروج المرأة للجهاد‪:‬‬
‫بناءً على ما تقدم ترجيحه من وجوب ستر المرأة بدنها كله عن الرجال الجانب فإنه يجب‬
‫على المرأة أن تستر بدنها حال خروجها ومشاركتها في الجهاد‪ ،‬ول يجوز لها إبداء شيء من بدنها‬
‫إل ما ظهر بغير قصد‪ ،‬أو لضرورة تبيح لها الكشف عن شيء مما يجب عليها ستره‪ ،‬كدفع ضرر‪،‬‬
‫أو إنقاذ جريح‪ ،‬أو مداواة‪ ،‬ونحو ذلك من الحوال الستثنائية التي أباح العلماء للمرأة فيها‬
‫كشف ما يجب عليها ستره ‪ .‬على أن تقدر الضرورة بقدر ما يحصل به المقصود‪.‬‬

‫)( إحياء علوم الدين ‪4/729‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فتح الباري ‪9/337‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪190‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المُسألة الرابعة‪ :‬الضوابط الشرعية لقيام‬


‫المُرأة بهذه العمُال‬
‫من المناسب أن أختم مطلب )حكم قيام المرأة بالعمال الفدائية( بهذه المسألة وهي خلصأة ألدم‬
‫فيها شتات ما تقدم بيانه من أحكام‪ ،‬وأعيد ترتيبها في ضوابط محددة يمكن تطبيقها على الواقع ‪.‬‬
‫وقبل الشروع في ذكر الضوابط الخاصأة بقيام المرأة بالعمال الفدائية‪ ،‬أستعرض بإيجاز ما‬
‫توصألت إليه في المسائل السابقة من الضوابط العامة لمشاركة المرأة في الجهاد‪ ،‬ثم أردف ذلك‬
‫بمحاولة لتطبيق هذه الضوابط العامة على قيام المرأة بالعمال الفدائية ‪.‬‬

‫أولً ‪ :‬الضوابط الشرعية العامة لمشاركة المرأة في الجهاد‪:‬‬


‫من خلل ما تقدم بيانه فيما يتعلق بمشاركة المرأة في الجهاد )بوجه عام( يمكن أن نقرر هنا‬
‫الضوابط التالية‪:‬‬
‫‪ (1‬أجمع العلماء على أن جهاد الطلب ل يجب على المرأة‪ ،‬لكن يجوز لها الخروج فيه‪،‬‬
‫والمشاركة في بعض العمال المساندة له كأعمال التموين والسعاف ونحوها ‪.‬‬
‫‪ (2‬الصأل أن تؤلخر المرأة عن مباشرة القتال حيث أخرها ال تعالى ورسوله ‪ ،‬فل يشرع‬
‫للنساء مباشرة القتال حال الطلب وحال الدفع إل عند تعينه حال الضرورة في جهاد الطلب أو‬
‫الدفع وذلك للدفاع عن أنفسهن ‪.‬‬
‫‪ (3‬يتعين جهاد الدفع على المرأة‪ ،‬وليو ليم يأذن زوجها أو وليها‪ ،‬بثلثة شروط‪:‬‬
‫الشرط الول( أن يكون لديها القدرة والستطاعة على اليدفع ‪.‬‬
‫الشرط الثاني( أن ل تحصل الكفاية بمن يدفع العدو من الرجال ‪.‬‬
‫الشرط الثالث( أن يكون في خروجها مصلحة للمسلمين‪ ،‬ولولي أمر المسلمين بحكم قيامه‬
‫على أمر الجهاد وسلطته في تنظيم أعمال المقاومة أن يمنع النساء من الخروج للدفع إذا لم‬
‫يكن في خروجهن مصلحة للمسلمين ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ (4‬يتقيد خروج المرأة لجهاد الطلب والدفع بخمسة قيود‪:‬‬
‫القيد الول‪ :‬أل تكون شابة‪ ،‬بل تخرج الكبيرات والعجائز المستطيعات من النساء ‪.‬‬
‫القيد الثاني‪ :‬أن يؤمن عليها بخروجها مع جيش عظيم ‪.‬‬
‫القيد الثالث‪ :‬أن يأذن الزوج في خروجها إلى جهاد الطلب‪ ،‬فإن لم يكن لها زوج فل بد من إذن‬
‫وليها ‪.‬‬
‫القيد الرابع‪ :‬أن تخرج مع زوج أو محرم إن احتاجت للسفر مسافة قصر‪ :‬فإن كان خروجها في‬
‫جهاد الطلب فل يجوز لها أن تخرج بدون محرم‪ ،‬وإن كان في جهاد الدفع ففيه تفصيل‪ :‬إن تعين‬
‫الخروج عليها لضرورة دفع العدو فل اعتبار للمحرم حينئذ ‪ .‬وإن لم يتعين الخروج عليها فل‬
‫يجوز لها الخروج بدون محرم ‪.‬‬
‫القيد الخامس‪ :‬أن تلتزم الحجاب حال خروجها ومشاركتها في الجهاد عمومًا‪ ،‬ويجب عليها ستر‬
‫وجهها ويديها بناءً على القول الراجح من أقوال الفقهاء ‪ ،‬ول يجوز لها إبداء شيء من بدنها إل ما‬
‫ظهر بغير قصد‪ ،‬أو لضرورة تبيح لها الكشف عن شيء مما يجب عليها ستره‪ ،‬كيدفع ضرر‪ ،‬أو‬
‫إنقاذ جريح‪ ،‬أو مداواة‪ ،‬على أن تقدر الضرورة بقدر ما يحصل به المقصود ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الضوابط الشرعية الخاصأة بقيام المرأة بالعمال الفدائية‪:‬‬


‫مما يجدر ذكره ونحن بصدد تطبيق الضوابط الشرعية العامة في جهاد المرأة وقيامها بالعمال‬
‫الفدائية‪ ،‬أنه لبد أن نضع في الحسبان ما تتميز به هذه العمال من خصوصأية في واقعها ودوافعها‬
‫دون غيرها من أعمال الجهاد‪ ،‬كما تقدم بيانه في معرض الكلم على واقع العمال الفدائية ‪.‬‬
‫ومما سبق ذكره في الضوابط الشرعية العامة لجهاد المرأة يمكن أن نستنتج عدة ضوابط خاصأة‬
‫لقيام المرأة بالعمال الفدائية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫الضابط الول( أن تكون مباشرة المرأة للعمال الفدائية في حال الضرورة ‪:‬‬
‫والضرورة هنا قد تكون في بعض أحوال جهاد الطلب‪ ،‬وقد تكون في جهاد الدفع في حال تعين‬
‫الدفع على المرأة ‪ .‬ومما يدل على هذا القيد أن العمال الفدائية من باب المواجهة ومباشرة القتال‪،‬‬
‫‪192‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بل هي من أقوى أنواع المواجهة‪ ،‬والصأل كما تقدم بيانه‪ :‬أن المرأة ل يشرع لها أن تباشر القتال‬
‫ابتداًء‪ ،‬وإنما تباشر القتال عند الضرورة كما وقع في بعض أحداث السيرة النبوية‪ ،‬وسبق بيانه في‬
‫موضعه ‪.‬‬
‫والصأل أن الرجال هم المخاطبون ابتداءً بمباشرة القتال ودفع العدو‪ ،‬أما المرأة فل تباشر القتال‬
‫إل في حال الضرورة‪ ،‬وعلى هذا فإنه متى ما حصلت الكفاية بمن يباشر القيام بالعمال الفدائية من‬
‫الرجال فإنه ل يشرع للمرأة أن تقوم بهذه العمال ‪.‬‬
‫وإذا رأى القائمون على الجهاد أن قيام المرأة بالعمال الفدائية دون الرجل ‪ -‬في بعض الظروف‬
‫والحوال ‪ -‬يقوي نجاح هذه العمال‪ ،‬أو يؤدي إلى عدم اكتشافها‪ ،‬أو يحقق نكاية أكبر في صأفوف‬
‫العدو ؛ فإنه ل حرج حينئذ من قيام المرأة بالعمال الفدائية في هذه الحوال نظراً لهذه العتبارات‬
‫المؤثرة ‪.‬‬

‫الضابط الثاني( الستطاعة والقدرة على القيام بهذه العمال ‪:‬‬


‫وهذا القيد وإن كان عاماً في جميع التكاليف‪ ،‬فإنه جدير بالذكر في هذا الباب‪ ،‬نظراً لن المرأة‬
‫‪ -‬كما هو معلوم ‪ -‬ضعيفة في تكوينها الجسدي والنفسي‪ ،‬وسرعان ما يستولي عليها الخوف والهلع‬
‫‪.‬‬
‫ومن المقرر أن طلب الشهادة وحده ل يكفي للحكم بجواز هذه العمال‪ ،‬ما لم يقترن بقصد‬
‫النكاية بالعدو ‪ .‬ولهذا فإن المرأة إذا ليم يغلب على ظنها القدرة على القيام بهذا العمل وإحداث‬
‫النكاية بالعدو فإنه ل يجوز لها أن تخاطر بنفسها‪ ،‬وتغامر بشرفها في القيام بهذه العمال التي قد‬
‫ترتد أضرارها عليها أولً ‪.‬‬

‫الضابط الثالث( أن يكون في قيامها بهذه العمال مصلحة للمسلمين ‪:‬‬


‫إذا كان الجهاد مبنياً على تحقيق المصلحة للمسلمين ودفع المفسدة عنهم‪ ،‬والموازنة ببين‬
‫المصالح والمفاسد عند التعارض ؛ فإن هذا المر يزداد أهمية فيما يتعلق بمشاركة المرأة في أعمال‬
‫الجهاد عمومًا‪ ،‬إذ إن المرأة تختلف عن الرجل من حيث أنها عورة من عورات المسلمين‪ ،‬وعرضة‬

‫‪193‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬‬
‫لنتهاك حرمتها من أعداء ال ‪.‬‬
‫لهذه العتبارات قديد أهل العلم خروج المرأة إلى الجهاد بعدم كونها شابة‪ ،‬وبخروجها مع جيش‬
‫عظيم يؤمن عليها فيه ‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬فإن لولي أمر المسلمين أو أمير الجيش‪ ،‬بحكم قيامه على أمر الجهاد وسلطته في‬
‫تنظيم أعمال المقاومة والدفع‪ ،‬أن يمينع النساء من القيام بالعمال الفدائية مراعاة لمصلحة‬
‫المسلمين‪ ،‬أو دفعاً للمفاسد المترتبة على قيامهن بهذه العمال ‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬إن من العتبارات الهامة التي يجب على من يلي أمر المجاهدين مراعاتها في الموازنة بين‬
‫المصالح والمفاسد المترتبة على قيام المرأة بهذه العمال ؛ ما قد تسببه هذه العمال من انتهاك‬
‫العدو – ولسيما المحتل – حيرمات النساء المسلمات باليذاء والتفتيش‪ ،‬والحتجاز والتحقيق‪،‬‬
‫والزج بهن في السجون بحجة الشتباه في قيامهن بهذه العمال)‪ .(2‬فإنه قد يكون الواجب‬
‫والمصلحة في مثل هذه الحوال أن يقتصر تنفيذ العمال الفدائية على الرجال الذين هم أهل القتال‬
‫والمدافعة‪ ،‬إذا كان قيامهم بها كافياً لحصول المقصود وهو النكاية بالعدو ‪.‬‬

‫)( هذا ل يعني أن حرمات الرجال اليوم ل تنتهك‪ ،‬باللل إن النتهاكللات وممارساللات التعللدي علللى‬ ‫‪1‬‬

‫العراض التي يقوم باها أعداء ا عمت الرجال والنساء من المسلمين‪ ،‬لكن التعللدي علللى النسللاء‬
‫أشأد وأفحش‪ ،‬وا المستعان ‪.‬‬
‫)( جاء في تقرير لموقع )إسالم أون لين ‪ ( www.islamonline.net‬أن سالطات الحتلل‬ ‫‪2‬‬

‫السارائيلي قد اعتقلت منذ باداية أباريل ‪ 2002‬وحتى منتصف يناير ‪ 2003‬نحو ‪ 42‬امرأة‬
‫فلسطينية‪ ،‬معظمهن تتراوح أعمارهن ما باين ‪ 25-15‬عاماا‪ ،‬وهن من الجيل الشاب من طالبات‬
‫المدارس والجامعات‪ .‬ويلحظ أن الفتيات المعتقلت أبادين اساتعداداا للقيام باعمليات عسكرية مثل‬
‫طعن الجنود‪ ،‬أو محاولة لتنفيذ عمليات اساتشهادية‪ ،‬أو المساعدة في أعمال المقاومة ‪ .‬تقرير‬
‫إخباري‪ :‬مها عبد الهادي‪ :‬موقع )إسالم أون لين ‪ ( www.islamonline.net‬باتاريخ ‪26/1/2‬‬
‫‪ 003‬م‬
‫وقال رئيس نادي الساير الفلسطيني )عيسى قراقع(‪ :‬إن عدد المعتقلت اللتي دخلن السجون‬
‫السارائيلية منذ عام ‪1967‬م حتى الن بالغ عشرة آلفا امرأة فلسطينية‪ ،‬ما باين توقيف أو احتجاز‬
‫لعدة سااعات‪ ،‬واعتقال دام أكثر من عشر سانوات ‪ .‬أما عدد المعتقلت )السايرات( في النتفاضة‬
‫الحالية فقد بالغ عددهن ‪ 13‬معتقلة‪ ،‬من باينهن فتيات صإغيرات يبلغن )‪ 14‬عاما( ‪ .‬تقرير إخباري‪:‬‬
‫موقع )إسالم أون لين ‪ ( www.islamonline.net‬باتاريخ ‪28/1/2003‬م‬
‫‪194‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الضابط الرابع( أن يأذن الزوج في قيامها بهذه العمال حال جهاد الطلب‪:‬‬
‫إذا كان استئذان الزوج واجباً في خروج المرأة إلى الجهاد غير المتعين‪ ،‬فإن وجوبه في هذه‬
‫العمال من باب أولى‪ ،‬فإن لم يكن لها زوج فل بد من إذن وليها ‪.‬‬
‫غير أنه يستثنى من هذا الحكم جهاد الدفع إذا تعين على المرأة‪ ،‬فإنه متى تعين عليها الجهاد‬
‫جاز لها القيام بهذه العمال دون إذن زوجها ووليها كما تقرر فيما سبق ‪.‬‬

‫الضابط الخامس( أن تخرج مع زوج أو محرم إن احتاجت للسفر إل لضرورة ‪:‬‬


‫حكم سفر المرأة إلى الجهاد مع المحرم فيه تفصيل‪:‬‬
‫‪ -1‬فإن كان خروجها في جهاد الطلب فل يجوز لها أن تخرج بدون محرم ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن كان خروجها في جهاد الدفع فل يخلو من حالين‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن تعين الخروج عليها لضرورة دفع العدو فل اعتبار للمحرم حينئذ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن لم يتعين الخروج عليها فل يجوز لها الخروج بدون محرم ‪.‬‬

‫الضابط السادس( أن تلتزم الحجاب قدر المكان ‪:‬‬


‫تقرر فيما سبق وجوب الحجاب على المرأة‪ ،‬وأن عليها أن تستر بدنها كله عن الرجال بناء على‬
‫القول الراجح القائل بوجوب ستر الوجه والكفين ‪.‬‬
‫وعلى هذا فل يجوز للمرأة إبداء شيء من بدنها إل ما ظهر بغير قصد‪ ،‬أو لضرورة تبيح لها‬
‫الكشف عن شيء مما يجب عليها ستره‪ ،‬كدفع ضرر‪ ،‬أو إنقاذ جريح‪ ،‬أو مداواة‪ ،‬شريطة أن تقدر‬
‫الضرورة بقدر ما يحصل به المقصود ‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬فإنه متى ما ُشترع للمرأة القيام بالعمال الفدائية‪ ،‬فإنه يجب عليها أن تستر بدنها قدر‬
‫المكان مراعاة للراجح من أقوال الفقهاء‪ ،‬فإن احتاجت إلى كشف شيء من بدنها‪ ،‬جاز لها كشفه‬
‫بقدر ما تحتاجه لتنفيذ هذا العمل ‪.‬‬
‫وإذا كان الفقهاء قد ردخصوا للمرأة أن تكشف عورتها في أحوال دون هذه الحالة)‪ ،(1‬فإن الرخصة‬
‫‪ () 1‬ومن هذه الحوال ‪ :‬عند تحمل الشهادة وأدائها‪ ،‬وحكم القاضي‪ ،‬والولدة‪ ،‬والمداواة‪ ،‬والخطبة‪،‬‬
‫ينظللر‪ :‬المبسللوط ‪ ،157-10/154‬مللواهب الجليللل ‪ ،3/405‬مغنللي المحتللاج ‪ ،216-4/215‬الفللروع‬
‫‪153-5/152‬‬
‫‪195‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في حالة قتال العدو من باب أولى‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫ومن أراد التفصيل فى هذه المسألة فليراجع بحث )العمال الفدائية صأورها وأحكامها الفقهية (‬
‫لمؤلفه سامى خالد الحمود فإنه بحث جيد ومفيد وقد نقلت منه هذه المسألة إل أنه فى الباب‬
‫الخير عند الحديث عن العمليات فى بلد المسلمين لم يذكر حكم الحكام المبدلين لدين ال‬
‫وحكم الخروج عليهم ‪ ,‬ومن هو ولى المر الذى تجب طاعته ويحرم الخروج عليه ؟‬
‫ونحن نتفهم طبيعة البحث فى مثل هذه البلد ومناطها الملتبس فى مثل هذه المسائل ‪,‬إل أن‬
‫ذلك ليمنعنا من الشادة بالبحث وأهميته وقد استفدنا منه ونقلنا جل المسألة عنه ‪,‬جزاه ال‬
‫خيرا‪.‬‬

‫أما فضل الشهداء‬


‫فإنهما أحياء عند ربهما يرزقون ‪:‬‬
‫ت بقلل أقلحقياءم قولقتكلن قل تقلشعُُروقن )‪"(154‬‬ ‫قال ال تعالى " قوقل تقيُقوُلوا لتقملن يُيلقتقُل تفي قستبيتل ال لته أقلمقوا م‬
‫سبقلن التذيقن قُتتُلوا تفي قستبيتل ال لته أقلمقواًتا بقلل أقلحقياءم تعلنقد قربرتهلم يُيلرقزُقوقن )‬ ‫البقرة وقال سبحانه" قوقل تقلح ق‬
‫ضلتته قويقلستقلبتشُروقن تبالتذيقن لقلم يقيلقحُقوا بتتهلم تملن قخلتفتهلم أقلل قخلو م‬
‫ف‬ ‫‪ (169‬فقترتحيقن بتقما آقتاُهُم ال لهُ تملن فق ل‬
‫قعلقليتهلم قوقل ُهلم يقلحقزُنوقن )‪" (170‬آل عمران‬
‫وعن ابن عباس رضى ال عنهما قال ‪.‬قال رسول ال صألى ال عليه وسلم‬

‫"الشهداء على بارق نهر بباب الجنة فى قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً‬
‫"حديث صأحيح رواه المام أحمد وابن أبى شيبه والطبري والحاكم والهيثمى على شرط مسلم‬
‫وحياة الشهداء محققه وأنهم أحياء فى الجنة يرزقون من ثمارها وأن أرواحهم فى جوف طير خضر‬
‫وأنها فى قناديل معلقة بالعرش كما سيأتي إن شاء ال –وأن أرواحهم عند ال على رتب‬
‫ودرجات فى المكان كما أنهم على رتب ودرجات فى المكانة فمنهم أيضاً من يطير مع الملئكة‬
‫‪196‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويسرح فى الجنة كجعفر الطيار رضى ال عنه ومنهم من على أسرة فى الجنة كما عبد ال ابن‬
‫رواحة وصأاحبيه وأنما تفاوتت منازل أرواحهم لتفاوت رتب إخلصأهم وسماحة أنفسهم والرض ل‬
‫تأكل أجساد الشهداء كما قصة عمرو بن الجموح وعبد ال ابن حرام‬

‫ومن فضائل الشهيد أنه ليس أحد يدخل الجنة ويحب أن يخرج منها ولو أعطى مافى الدنيا‬
‫جميعا إل الشهيد فإنه يتمنى أن يرده ال إلى الدنيا ليقتل فى سبيل ال كما قتل أولً لما يرى من‬
‫عظيم كرامة الشهداء على ال تعالى‬
‫ثبت فى الصحيحين وغيرهما عن أنس رضى ال عنه أن رسول ال صألى ال عليه وسلم قال "‬
‫ماأحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ماعلى الرض من شيئ إلالشهيد "‬
‫وثبت فى الصحيحين أيضاً من حديث أبى هريرة أن رسول ال صألى ال عليه وسلم قال "والذى‬
‫نفس محمد بيده لودت أنى أغزو فى سبيل ال فأقتل ثم أغزو فاقتل ثم أغزو فأقتل " فيتمنى‬
‫الشهيد أن يرد إلى الدنيا لما يرى من فضل الشهادة ومنزلة الشهيد‬

‫ومنها أن الشهادةا في سإبيل ال تكفر جميع ما علي العبد من الذنوب التي بينه وبين‬
‫ال تعالي‬
‫عن أبي قتادة رضي ال عنه أن رسول ال صألي ال عليه وسلم قام فيهم فذكر الجهاد في سبيل‬
‫ال واليمان بال أفضل العمال فقام رجل فقال يا رسول ال أرأيت إن قتلت في سبيل ال تكفر‬
‫عن خطاياى ؟ فقال رسول ال صألي ال عليه وسلم نعم إن قتلت في سبيل ال وأنت صأابر‬
‫محتسب مقبل غير مدبر إل الدقين " رواه مسلم وغيره والمراد بالدين كل من كان من حقوق‬
‫الدميين كالغصب وأخذ المال بالباطل وقتل العمد وجراحه وغير ذلك من التبعات وكذلك الغيبة‬
‫والنميمة والسخرية وما أشبه ذلك فإن هذه الحقوق كلها لبد من إستيفائها لمستحقها واللفظ‬
‫عام وهكذا يكون الموحد المجاهد بعيداً عن المعاصأي والذنوب مراقباً لربه في كل وقت ‪ ,‬وقد‬
‫جاء الدين مقيداً بالمال في أحاديث أخري وهنا مطلق فيشمل جميع حقوق العباد فقد روى‬

‫‪197‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مسلم في صأحيحه عن عبد ال ابن عمرو ابن العاص رضي ال عنهما أن رسول ال صألي ال‬
‫عليه وسلم قال" يغفر للشهيد كل شئ إل الدين " وفي رواية القتل في سبيل ال يكفر كل شئ‬
‫إل الدين " هال هدين الذي يحبس صاحبه‬
‫قال القرطبي في تفسيره الدين الذي يحبس صأاحبه عن الجنة وال أعلم هو الذي قد ترك له‬
‫وفاء ولم يوص به أوقدر علي الداء فلم يؤدي أو أدانه في سفه وسرف ومات ولم يوفه وأما من‬
‫أدان في حق واجب كفاقة وعسر ومات ولم يترك وفاءً فإن ال ل يحبسه عن الجنة إن شاء ال‬
‫إما من جملة الصدقات‬ ‫شهيداً كان أو غيره لن علي السلطان فرضاً أن يؤدي عنه دينه ‪,‬‬
‫أو من سهم الغارمين أو من الفيئ الراجع علي المسلمين قال صألي ال عليه وسلم " من ترك‬
‫دينا أو ضياعاً فعلي ال ورسوله ومن ترك مالً فلو رثته " رواه البخاري في تفسير سورة الحزاب‬

‫الهدتين ل يمنع الشهيد من دخول الجنة‬


‫وذكر هذا أيضاً فى التذكرة ثم قال فإن لم يؤد عنه السلطان فإن ال يقضى عنه ويرضى خصمه‬
‫ثم ذكر الدليل على ذلك ومن جملته قوله صألى ال عليه وسلم "من أخذ أموال الناس يريد أداءها‬
‫أدى ال عنه ومن أخذها يريد أتلفها أتلفه ال " رواه البخاري‬
‫قال ابن النحاس رحمه ال – ومما يؤيد ما ذكره القرطبي قصة عبد ال والد جابر فإنه خرج فى‬
‫عزوة أحد وعليه دين فاستشهد فرأى النبى صألى ال عليه وسلم ولده جابر بعد أيام وهو مهتم‬
‫لما على أبيه من الدين فأخبره أن ال تعالى كلم أباه كفاحاً ليس بينه وبين ال ترجمان فلو كان‬
‫أبوه محبوساً عن الجنة بسبب دينه لما حصلت له هذه الدرجة العظيمة – فى تخصيص ال تعالى‬
‫له بالتكلم كفاحاً وكذلك الزبير بن العوام رضى ال عنه استشهد وعليه ألفا ألف ومأتا ألف –‬
‫كما تقد وال أعلم‬

‫ومنها أن الملئكة تظل الشهيد بأجنحتها‬

‫‪198‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عن جابر بن عبد ال رضى ال عنهما قال جيء بأبى إلى النبى صألى ال عليه وسلم قد مُثل به‬
‫فوضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني القوم فسمع صأوت صأائحة فقيل ابنة عمرو أو‬
‫أخت عمرو فقال لم تبكين – أو فل تبكى –مازالت الملئكة تظله بأجنحتها " رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪,‬ومثله حنظلة الغسيل‬

‫ومنها أن الشهادةا الخالصة فى سإبيل ال توجب دخول الجنة قطإع ا‬


‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق يُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل ال لته‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت ل‬
‫قال تعالى " إلن ال هق الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫فقييقيلقتُيُلوقن قويُيلقتقيُلوقن قولعًدا قعلقليته قحيقا تفي التليلوقراةت قوا لتلنلتجيتل قوا لُقلرآتن قوقملن أقلوقفى بتقعلهتدهت تمقن ال لته‬
‫ك ُهقو ا لقفلوُز ا لقعتظيُم )‪ " (111‬التوبة‬ ‫قفالستقلبتشُروا تببقيليتعُكُم التذي قبايقيلعتُلم بتته قوقذلت ق‬
‫صلتُح قبالقُهلم )‪(5‬‬ ‫ت‬ ‫وقال سبحانه " والتذين قُتتُلوا تفي ستبيتل ال لته فقيلقن ي ت‬
‫ضلل أقلعقمالقُهلم )‪ (4‬قسيقيلهديتهلم قويُ ل‬ ‫لُ‬ ‫ق‬ ‫ق ق‬
‫قويُلدتخلُُهُم ا لقجنلةق قعلرفقيقها لقُهلم )‪ " (6‬سورة محمد‬
‫وعن أنس رضى ال عنه أن أم الربيع بنت البراء وهى أم حارثة بن سراقة أتت النبى صألى ال عليه‬
‫وسلم فقالت يارسول ال أل تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصأابه سهم غرب فإن كان فى‬
‫الجنة صأبرت وإن كان غير ذلك أجتهدت عليه البكاء فقال " ياأم حارثه إنها جنان فى الجنة‬
‫وإن إبنك أصأاب الفردوس العلى وفى لفظ أخر أهبلت ؟ أجنة واحدة هى إنها جنان كثيرة وإنه‬
‫فى الفردوس العلى " رواه البخاري ‪.‬‬

‫ومنها أن الشهداء حين يقتلون فى سإبيل ال يجعل ال أرواحهما فى أجواف طإير‬


‫خضر فى الجنة‬
‫عن ابن عباس رضى ال عنهما قال " قال رسول ال صألى ال عليه وسلم " لما أصأيب أخوانكم‬
‫جعل ال أرواحهم فى جوف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتؤوى إلى قناديل من‬
‫ذهب معلقة فى ظل العرش فلما وجدوا أطيب مآكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ أخواننا‬
‫عنا أنا أحياء فى الجنة نرزق لئل يزهدوا فى الجهاد ول ينكلوا عن الحرب فقال ال تعالى أنا‬
‫‪199‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سبقلن التذيقن قُتتُلوا تفي قستبيتل ال لته أقلمقواًتا بقلل أقلحقياءم تعلنقد قربرتهلم‬
‫أبلغهم عنكم فأنزل ال عز وجل " قوقل تقلح ق‬
‫يُيلرقزُقوقن )‪ (169‬النساء"رواه أبو داود والحاكم ومسلم فى صأحيحة بمعناه‬
‫من حديث عبد ال بن مسعود فقال " أرواحهم فى جوف طير خضر لها قناديل معلقه بالعرش‬
‫تسرح فى الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل " ‪.‬‬

‫ومنها أن الشهداء ل يفتنون فى قبورهما ول يصعقون عند نشورهما‬


‫وقد ثبت أن المرابط فى سبيل ال ل يفتن فى قبره فالشهيد أولى وأحرى لنه أفضل منه وما نال‬
‫المرابط ماناله من الفضل إل بتعرضه للشهادة وتوقعه لها فكيف ل يعطى ذلك الفضل من نالها‬
‫وسيأتي إن شاء ال تعالى أن الشهيد يجار من عذاب القبر وأن الفتنه فى القبر بسؤال الملكين‬
‫إنما هى لختبار ماعند المرء من حقيقة الإيمان والتصديق ول شك بأن من وقف للقتال ورأى‬
‫السيوف تلمع وتقطع والأسنة تبرق وتخرق والسهام ترشق وتمرق والرؤوس تندر والدماء تثغب‬
‫والعضاء تتطاير والناس بين قتيل وجريح مطروح فثبت على ذلك ولم يولى الدبر ولم ينهزم وجاد‬
‫بنفسه ل تعالى إيماناً به وتصديق بوعده ووعيده كما وصأف ال المؤمنين فى قوله تعالى " قولقلما‬
‫صأقدقق ال لهُ قوقرُسولُهُ قوقما قزاقدُهلم إتلل تإيقماًنا‬ ‫ت‬
‫ب ققاُلوا قهقذا قما قوقعقدقنا ال لهُ قوقرُسولُهُ قو ق‬
‫قرقأى ا لُملؤمُنوقن اللقلحقزا ق‬
‫قوتقلستليًما )‪" (22‬الحزاب‪ ,‬فيكفيه هذا امتحانا ليمانه واختبارا له وفتنة إذ لو كان عنده شك أو‬
‫ارتياب لولى الدبر وذهل عما هو واجب عليه من الثبات وداخله الشك والرتياب فيكفى الشهيد‬
‫هذا المتحان من سؤال الفتان فى القبر ‪ ,‬فهى وال فتنة رهيبة عند التقاء الصفوف نسأل ال‬
‫الثبات وحسن الخاتمة وقد كان أمراء الجهاد يقدمون من يشكون فيه بالتجسس والعمالة كانوا‬
‫يقدمونه للعمليات فى مقدمة الصفوف فإن أقبل على العملية ولم يتردد ظهر صأدقه وبانت براءته‬
‫وحسن سيرته ومن جبن وتردد وتعلل ظهرت حقيقته نسأل ال السلمة والعافية‬
‫وعن أبى هريرة رضى ال عنه عن النبى صألى ال عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الية "قونُتفقخ‬
‫ض إتلل قملن قشاءق ال لهُ ثُلم نُتفقخ تفيته أُلخقرى فقتإقذا ُهلم‬
‫ت قوقملن تفي اللقلر ت‬
‫سماوا ت‬ ‫ت‬ ‫تفي ال د‬
‫صوتر فق ت‬
‫صعقق قملن في ال ل ق ق‬
‫ق‬

‫‪200‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قتقيامم يقيلنظُُروقن )‪" (68‬الزمر‪ ,‬من الذين لم يشأ ال أن يصعقهم قال ‪ :‬هم شهداء ال " رواه الحاكم‬
‫بسند صأحيح والذهبي‬

‫ومنها أن الشهيد يشفع لسإبعين من أهل بيته‬

‫ومنها أن الشهيد يأمن من الفزع الكبر يوما القيامة وقد تقدما‬

‫ومنها أن الشهيد يغفر له بأول قطإرةا من دمه ذنوبه كلها ‪.‬‬

‫ومنها أن الشهيد يرى مقعده من الجنة قبل خروج روحه‬


‫وهذه فضائل عظيمه للشهيد لفضله ومنزلته عند ربه كما جاء فى الحديث الصحيح بروايات‬
‫مختلفة أن للشهيد عند ال ست خصال وفى رواية سبع خصال وفى رواية تسع خصال وكلها‬
‫صأحيحة عن المقداد بن معدي كرب قال سمعت رسول ال صألى ال عليه وسلم يقول " إن‬
‫للشهيد عند ال تسع خصال يغفر له فى أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة‬
‫اليمان ويجار من عذاب القبر ويزوج من حور العين ويأمن يوم الفزع الكبر ويوضع على رأسه‬
‫تاج الكرامة الياقوتة خير من الدنيا وما فيها ويزوج أثنين وسبعين زوجه من حور العين ويشفع فى‬
‫سبعين إنسان من أقاربه "كذا روى بلفظه تسع وتكرير ذكر الحور العين ويحتمل أن المراد من‬
‫ينزل له منهن عند خروج روحه ومن يزوج بهن يوم القيامة فى الجنة كما سيأتي إن شاء ال‪ ,‬وال‬
‫أعلم ورواه المام أحمد والطبراني بإسناد حسن من حديث عبادة بن الصامت رضى ال عنه ورواه‬
‫عبد الرزاق وابن ماجه والترمذي والبيهقى فى الكبرى والسيوطي فى الصغير والطبراني فى الكبير‬
‫والهيثمى والحاكم فى المستدر كلهم عن المقداد بن معدي كرب‬

‫ومنها أن دما الشهيد ل يجف حتى يرى الحور العين‬


‫ومنها أن الشهيد فى سإبيل ال أفضل ممن أنتصر ورجع سإالم ا‬
‫ومنها أن الشهيد ل يجد من ألما القتل فى سإبيل ال إل كما يجد من ألما القرصة‬

‫‪201‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فهذا الفضل العظيم والجزاء الكبير أن ينجو الشهيد من سكرات الموت التى يعانيها غيره من‬
‫البشر حتى النبياء كما قال رسول ال صألى ال عليه وسلم " إن للموت لسكرات اللهم هون‬
‫علينا سكرات الموت" فالشهيد ل يشعر بسكرات الموت إل كما يشعر أحدنا بمس القرصأة ال‬
‫أكبر ل يشعر بسكرات الموت وينجو من عذاب القبر ول يصعق و يفسح له فى قبره كل ذلك‬
‫للشهيد فى سبيل ال فهل من مشمر ؟‬
‫فعن أبى هريرة رضى ال عنه قال ‪:‬قال رسول ال صألى ال عليه وسلم ل يجد الشهيد من مس‬
‫القتل إل كما يجد أحدكم من مس القرصأة حديث صأحيح رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن‬
‫حبان والبيهقى والطبراني‬

‫ومنها أن الملئكة يدخلون على الشهداء من كل باب يسإلمون عليهما‬


‫ومنها أن الشهيد فى سإبيل ال يرضى ال عنه رضا ل سإخطإ بعده‬
‫ومنها أن الشهيد فى سإبيل ال ل يفضله النبيون إلا بدرجة النبوةا‬
‫هذه بعض فضائل الشهيد فهل اشتاقت نفسك ياعبد ال إلى الجهاد والشهادة فى سبيل ال ؟‬
‫هل تريد ماعند ال من النعيم ‪،‬هل تعرف ماهو النعيم الحقيقي فى الجنة هو التلذذ بالنظر إلى‬
‫وجه الرحمن سبحانه جل جلله فى الجنة اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم شهادًة فى سبيلك‬
‫ترضى بها عنا فيا أيها الموحد هذه بعض فضائل الجهاد والمجاهدين والشهداء فهل تعلما لماذا‬
‫الطواغيت يحاربون الجهاد ويطاردون المجاهدين هل تعلما لماذا يحذرون من الجهاد‪ ,‬لن‬
‫الجهاد فيه عز السلم والمسلمين لن الجهاد فيه قهر لعداء الدين ‪،‬لن الجهاد فيه إزالة‬
‫عروش الطواغيت والمرتدين لن الجهاد فيه الذلة والصغار لليهود والنصارى والمشركين لن‬
‫الجهاد يطهر النفوس والبلد وقلوب العباد من الرجاس والنجاس ويربطها بال وحده ل شريك‬
‫له لكل هذه المور وغيرها يكرهون الجهاد ويحاربونه ويحذرون منه الشباب ويرمون‬

‫‪202‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المجاهدين بأبشع اللقاب المنفرةا مثل البغاة والخوارج والفئة الضالة والمفسدون فى الرض‬
‫لينفروا الناس منهم‬

‫فضل التحريض على الجهاد فى سإبيل ال‬


‫فل بد أيها الموحد فى ظل هذه الهجمة الشرسة أن تحرض الناس على الجهاد فهل تعرف فضل‬
‫التحريض على الجهاد والستشهاد؟‬
‫سى ال لهُ أقلن‬ ‫تت‬ ‫اسمع لقول ال تعالى " فقيققاتتل تفي قستبيتل ال لته قل تُقك ل ُ ت‬
‫ك قوقحر ت‬
‫ض ا لُملؤمنيقن قع ق‬ ‫سق‬‫ف إلل نقيلف ق‬ ‫ل‬
‫س التذيقن قكقفُروا قوال لهُ أققشدد بقألًسا قوأققشدد تقيلنتكيًل )‪" (84‬النساء ‪،‬‬ ‫يقُك ل‬
‫ف بقأل ق‬
‫ض ا لُملؤتمتنيقن قعقلى ا لتققتاتل إتلن يقُكلن تملنُكلم‬ ‫وقال تعالى لنبيه صألى ال عليه وسلم " قيا أقيديقها النلبتدي قحر ت‬
‫صأابتُروقن يقيغللتُبوا تمائقيتقيليتن قوإتلن يقُكلن تملنُكلم تمائقةم يقيغللتُبوا أقلًفا تمقن التذيقن قكقفُروا بتأقنليُهلم ققيلومم قل‬ ‫ت‬
‫علشُروقن ق‬
‫يقيلفقُهوقن )‪" (65‬النفال فال يأمر والنبي يحرض وهؤلء دعاة النبطاح وفقه التراجعات يخذلون‬
‫ويثبطون يقولون ل جهاد الن ول إعداد فالزمن زمن سلم وسلم وأمان وديننا دين عدل ومساواة‬
‫وسماحة فاتركوا الجهاد وعيشوا فى سلم لننا فى زمن استضعاف وعدم منعة وإذا دخل الكفار‬
‫ديار السلم واحتلوها بالحديد والنار وقتلوا الشيوخ وسبوا النساء واغتصبوا عفتهن قالوا لدخل‬
‫لنا بما يحدث للمسلمين بجوارنا فبيننا وبين الكافر المحتل عهود ومواثيق من الولية والتأييد‬
‫والنصرة له بكل مانستطيع!! فل غرابة أيها الموحد السني المجاهد أن تجد الطائرات تقلع من‬
‫مطارات الدول السلمية لتضرب المسلمين فى العراق وأفغانستان وفلسطين ولغرابة أيها‬
‫المجاهد أن تسمع أصأواتاً مستأجرة تثبط المجاهدين وتحارب المحرضين على القتال وتزج بهم‬
‫فى سجون الطواغيت جريمتهم وتهمتهم أنهم يريدون الجهاد ضد الكافر الصألى ضدا المريكان‬
‫وغيرهم من اليهود وأهل الصليب مع أن المرتدين أشد كفراً وخطراً على السلم والمسلمين من‬
‫الكافر الصألى وقتال المرتد أولى من قتال الكافر الصألى لخطورته على السلم فهم يعلمون‬
‫جيداً أن فى الجهاد نهايتهم وزوال ملكهم لذلك يحاربونه ويحاربون كل شيئ ُيذكر به ويرصأدون‬

‫‪203‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كل طريق يوصأل إليه ولكن هيهات أن يكون لهم ذلك فإن نور ال قد سطع ورايات الجهاد قد‬
‫ارتفعت فى كل مكان وال متم نوره ولو كره الكافرون فكن لك أيها المجاهد فى رسول ال‬
‫صألى ال عليه وسلم قدوة حسنة فى التحريض على الجهاد فقد خرج صألى ال عليه وسلم يوم‬
‫بدر فحرضهم على القتال ثم قال والذى نفسي بيده ل يقاتلهم اليوم رجل صأابراً محتسباً مقبلً‬
‫غير مدبر إل أدخله ال الجنة فقال عمير بن الحمام أخو بنى سلمة وفى يده تمرات يأكلها بخ‬
‫بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إل أن يقتلني هؤلء فقذف التمر من يده وأخذ سيفه فقاتل‬
‫القوم حتى قتل وهو يقول‬
‫إل التقى وعمل المعاد‬ ‫ركضنا إلى ال بغير زاد‬
‫وكل زاد عرضه النفاد‬ ‫الصبر فى ال على الجهاد‬
‫غير التقى والبر والرشاد"وقصة عمير فى صأحيح مسلم بغير هذا السياق "‬
‫وأنظر تحريض العلماء واستجابة النساء العابدات النساء يستجبن لتحريض العلماء على الجهاد‬
‫ويجهزن أولدهن للغزو والجهاد والدفاع عن حرمات المسلمين وبلد السلم انظر إلى هذه‬
‫المرأة العابدة أم إبراهيم الهاشمية وقارن موقف هذه المرأة الصالحة واستجابتها ل ورسوله وقارن‬
‫حالها بحال مخنث العزم المرزول المخذول محمد يعقوب‪ 1‬ورفاقه من المخذلين المحذرين من‬
‫الجهاد وطريق الستشهاد وتحذيرهم الشباب من الجهاد ونصرة دين ال بحجة أن الطريق‬
‫مسدود ول داعي لنصرة المسلمين على المحتل الغاصأب من المريكان واليهود وأهل الصليب‬
‫انظر إلي هؤلء أصأحاب الهزيمة النفسية وهم يثبطون المسلمين ويخذلونهم بقولهم إن الجهاد‬
‫ليس فرض عين وأهل العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان فيهم كفاية ول داعي للمخاطرة‬
‫والحماس الجوف ‪ .‬هي هي نفس الكلمات والشبهات التي يرددها الطواغيت محذرين ومحاربين‬
‫للجهاد والمجاهدين فيأيها الرجاس النجاس ويدعاه النبطاح وفقه التراجعات يا مرضي القلوب‬

‫‪ 1‬أنظر رساالتنا دفاعنا عن أهل الثغور ماضر القائد خطاب أن يتجاهله المرتزقه الرد على الحسود الحقود محمد حسين يعقوب ضمن الرساالة‬
‫الثانيه من التنبيهات المختصرة‬
‫‪204‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ألم يكن احتلل البلد وسجن المسلمات وقتل الشيوخ وأسر الشباب وتخريب البيوت وتشر يد‬
‫الطفال ألم يكن كل ذلك سبباً لفرض الجهاد علي التعيين فمتى يكون الجهاد فرض عين ؟‬

‫يا مشايخ الفضائيات يا تجار الدين وأعمدةا السإلاطإين متى يكون الجهاد فرض ؟‬
‫اللهما إن هؤلء باعوا دينك بدنيا رخيصة ومتاع زائل وصأدوا عن سبيلك وعن نصرة المسلمين في‬
‫العراق و أفغانستان والشيشان وحذروا الشباب من طريق الجهاد وكانوا أبواقا للطواغيت وعوناً‬
‫لهم علي تنفيذ مخططاتهم في محاربة السلم والمسلمين وأهل التوحيد ‪ ،‬اللهما إلم تقدر‬
‫هدايتهم فافضحهم علي رؤوس الشهاد وعمى أحوال المجاهدين عنهم وأجعل كيدهم في‬
‫نحورهم وقر أعيننا بنصرة السلم والمسلمين وأرزقنا شهادة في سبيلك ترضي بها عنا ‪ ،‬شهادة‬
‫تغفر بها الذنوب وتستر بها العيوب تكون نصرة لوليائك ونكاية في أعدائك ‪ ،‬اللهما إجعلنا من‬
‫أنصار دينك ‪ ،‬وسنة نبيك ‪ ،‬وعبادك الموحدين ول تحرمنا أجر الشهادة يا كريم ‪.‬‬

‫أما إبراهيما تخطإب الحورالعين لولدها إبراهيما‬


‫كانت أم إبراهيم الهاشمية من عابدات البصرة فأغار العدو علي ثغر من ثغور المسلمين فانتدب‬
‫الناس للجهاد ‪ ،‬فقام عبد الواحد بن زيد البصري في الناس خطيباً فحضهم ‪1‬علي الجهاد وكانت‬
‫أم إبراهيم هذه حاضرة في مجلسه وتمادي عبد الواحد في كلمه ثم وصأف الحور العين وذكر ما‬
‫قيل فيهن وأنشد في صأفة حوراء‬
‫يجد الناعت فيها ما اقترح‬ ‫غادة ذات دلل ومرح‬
‫طيب فالليت فيها مطرح‬ ‫خلقت من كل شئ حسن‬
‫فيه أوصأاف غريبات الملح‬ ‫بوجهه جمعت‬
‫ة‬ ‫زانها ال‬
‫ونجد مسكها فيه رشح‬ ‫وبعين كحلها من غنجها‬
‫نضرة الملك وللء الفرح‬ ‫ناعم تجري علي صأفحته‬

‫‪ 1‬عندماأغار الكفار على بالد المسلمين قام أهل الخلص والصدق وحض الناس على الجهاد وأنه فرض عين على كل قادر فأين المخذول‬
‫المرزول محمد يعقوب ورفاقه من هؤلء‬
‫‪205‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذا تدبر الكأس طوراً والقدح‬ ‫أتري خاطبها يسمعها‬
‫كلما هب له الريح نفح‬ ‫في رياض مونق نرجسه‬
‫ملئ القلب به حتي طفح‬ ‫وهي تدعوه بود صأادق‬
‫بالخوا تيم يتم المفتتح‬ ‫يا حبيبا لست أهوي غيره‬
‫منتهي حاجته ثم جمح‬ ‫ل تكونن كمن جد إلي‬
‫إنما يخطب مثلي من ألح‬ ‫ل فما يخطب مثلي من سها‬
‫قال فهاج الناس بعضهم في بعض واضطرب المجلس فوثبت أم إبراهيم من وسط الناس وقالت‬
‫لعبد الواحد يأبي عبيد الست تعرف ولدي إبراهيم ورؤساء أهل البصرة يخطبونه علي بناتهم وأنا‬
‫أضن به عليهم فقد وال أعجبتني هذه الجارية وأنا أرضها عرساً لولدي فكرر ما ذكرت من‬
‫حسنها وجمالها فأخذ عبد الواحد في وصأف حوراء ثم أنشد‬
‫فمازج طيب الطيب من خالص العتر‬ ‫تولد نور النور من نور وجهها‬
‫ل اعشبت القطار من غير ما قطر‬ ‫فلو وطئت بالنعل منها علي الحصى‬
‫كغصن من الريحان ذى ورق خضر‬ ‫ولو شئت عقد الخصر منها عقده‬
‫لطاب لهل البر شرب من البحر‬ ‫ولو تغلت من البحر شهد رضي بها‬
‫بجارح وهم القلب من خارج السر‬ ‫يكاد اختلس اللحظ يخرج خدها‬
‫فاضطرب الناس أكثر فوثبت أم إبراهيم وقالت لعبد الواحد يأبا عبيد قد وال أعجبتني هذه‬
‫الجارية وأنا أرضها عرساً لولدي فهل لك أن تزوجه منها وتأخذ مني مهرها عشرة ألف دينار‬
‫ويخرج معك في هذه الغزوة‪ ،‬فلعل ال يرزقه الشهادة فيكون شفيعاً لي ولبيه في القيامة ؟ فقال‬
‫لها عبد الواحد لئن فعلت لتفوزن أنت وولدك وأبو ولدك فوزاً عظيماً ثم نادت ولدها‪ :‬يا إبراهيم‬
‫فوثب من وسط الناس وقال ‪ :‬لبيك يا أماه قالت أى بني أرضيت بهذه الجارية زوجة ببذل‬
‫مهجتك في سبيله وترك العود في الذنوب ؟ فقال الفتي إي وال يا أماه رضيت أي رضي فقالت‬
‫اللهم إني أشهدك أني زوجت ولدي هذا من هذه الجارية ببذل مهجته في سبيلك وترك العود في‬

‫‪206‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الذنوب فتقبله مني يا أرحم الراحمين قال ثم انصرفت فجاءت بعشرة ألف دينار وقالت يا أبا‬
‫عبيد ‘ هذا مهر الجارية تجهزبه وجهز الغزاة في سبيل ال وانصرفت فابتاعت ‪ ،‬أي إشترت‬
‫لولدها فرساً جيداً واستجادت له سلحاً فلما خرج عبد الواحد خرج إبراهيم يعدو والقراء حوله‬
‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق " التوبة‪ ,‬قال فلما أرادت‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت ل‬
‫يقرءون " إلن ال هق الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫فراق ولدها دفعت إليه كفناً وحنوطاً وقالت له أي بني إذا أردت لقاء العدو فتكفن بهذا الكفن‬
‫وتحنط بهذا الحنوط وإياك أن يراك ال مقصراً في سبيله ثم ضمته إلي صأدرها وقبلته بين عينيه‬
‫وقالت يا بني ل جمع ال بين وبينك إل بين يده في عرصأات القيامة ‪ ،‬قال عبد الواحد فلما بلغنا‬
‫بلد العدو ونودي في النفير وبرز الناس القتال وبرز إبراهيم في المقدمة فقتل من العدو خلقاً‬
‫كثيراً ثم اجتمعوا عليه فقتل قال عبد الواحد ‪ :‬فلما أردنا الرجوع إلي البصرة قلت لصأحابي ل‬
‫تخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها حتى ألقاها بحسن العزاء لئل تجزع فيذهب أجرها ‪ ،‬قال فلما‬
‫وصألنا البصرة خرج الناس يتلقوننا وخرجت أم إبراهيم فيمن خرج قال عبد الواحد فلما بصرت‬
‫لي قالت يا أبا عبيد هل قبلت مني هديتي فأهنأ أم ردت علي فأعزي ؟ فقلت لها ‪ :‬قد قبلت‬
‫وال هديتك إن إبراهيم حى مع الحياء يرزق قال فخرت ساجدة ل شكراً وقالت الحمد ل‬
‫الذي لم يخيب ظني وتقبل نسكي مني وانصرفت فلما كان من الغد أتت إلي مسجد عبد الواحد‬
‫فنادته السلم عليك يأبا عبيد بشراك فقال ل زلت مبشرًة بالخير فقالت له رأيت البارحة ولدي‬
‫إبراهيم في روضة حسناء وعليه قبة خضراء وهو علي سرير من اللؤلؤ وعلي رأسه تاج وإكليل‬
‫‪1‬‬
‫وهو يقول لي ‪ :‬يا أماه أبشرى فقد قبل المهر وزفت العروس "‬
‫اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم الخلص له علمات والصدق له علمات فأين هذا الصدق‬
‫والخلص والبذل والعطاء من متاجرة دعاة النبطاح بالدين وامتلكهم السيارات والعقارات‬
‫والقصور وال لقد أخبرنا أكثر من أخ أنه عندما يسمع يعقوب يصاب بالغثيان والرغبة فى القيء‬
‫من الكذب والنفاق والتملق فإن عدم الصدق له علمات وعدم الخلص له علمات والتعالم له‬
‫علمات وهؤلء ياليتهم جاهدوا فى سبيل ال وياليتهم أنفقوا فى سبيل ال وخرجوا من أموالهم‬

‫‪ 1‬مشارع الشأواق ابان النحاس ‪218-215‬‬


‫‪207‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقصورهم ل تعالى ‪ ،‬بل ياليتهم حرضوا على الجهاد بل ياليتهم سكتوا عن المجاهدين ‪ ،‬بل‬
‫ياليت المجاهدون سلموا منهم ومن مكرهم ولكن المر أكبر من ذلك فهم حذروا الشباب من‬
‫طريق الجهاد ولمزوا المجاهدين وسبوهم وعابوهم تزلفاً للطواغيت وحسبنا ال ونعم الوكيل وكنا‬
‫نتمنى أن يسلك هؤلء مسلك الأتقياء النقياء الخفياء دعاة التوحيد فهم وال قد وقفوا مع‬
‫المجاهدين وناصأروهم ودعوا إلى التوحيد ولم يخشوا فى ال لومة لئم فهم الرجال‪ 1‬حقاً ول‬
‫يسع المسلم المنصف إل أن يحترمهم ويجلهم وإن أختلف معهم ‪ ،‬لنهم أصأحاب دين وعقيدة‬
‫ومبدأ أهل المروءة والشهامة نحسبهم كذلك ول نزكيهم على ال ولقد سمعنا بهم وبمواقفهم‬
‫البطولية التى إن دلت فأنها تدل على الدين والتربية العقدية ونصرة السلم والمسلمين ‪ ،‬فنسأل‬
‫ال أن يثبتنا وإياهم وجميع المخلصين على الحق حتى نلقاه ‪ ،‬فانظر إلى حال أم إبراهيم كيف‬
‫أثرت فيها موعظة عبد الواحد وقادتها إلى العمل والنقياد وانظر إلى دعوة يعقوب ومن هم على‬
‫شاكلته تجد الغثائيه وعدم التأثير فالفرق بينهما واضح وهو من خرج من القلب دخل القلب‬
‫ومن خرج من اللسان لم يتجاوز الذان وصأدق من قال من لما ينفعك لحظه ‪ ،‬لما ينفعك‬
‫وعظه‬
‫فاللهم أرزقنا الصدق والخلص ونصرة دينك وعبادك المجاهدين‬

‫أيها المجاهد احذر قطإاع الطإرقا الذين يصدون عن سبيل ال ويقطعون الطريق على‬
‫المجاهدين بنشر الشائعات عنهم وتلفيق التهم لهم ليصرفوا الناس عنهم وعن دعوتهم ‪,‬وهذا‬
‫الفك المبين والشر المستطير والفتنة الظلماء وقع فيها بعض أهل الخير جهل منهم بالدين‬
‫وضوابط الشرع الحكيم وموقف المسلم الصادق فى مثل هذه الفتن من التثبت والتحرى فإن‬
‫الصأل إذا ثبت بيقين ليزول بالشك ول بالظن ‪,‬والصأل فى المسلم السلمة وحسن الظن‬
‫وهذا ليزول إل ببرهان واضح وبينة قاطعة ودليل قطعى ثابت فمهما تواترت الشائعات وتناقلت‬
‫فهى لتعدوا مجرد خبر يحتمل الصدق ويحتمل الكذب ‪,‬والعبرة بثبوته بيقين يزول به الصأل‬

‫‪ 1‬ومن هؤلء الشيخ محمد عبد المقصود والشيخ سايد العرباى والشيخ محمد حبسه والشيخ فوزى السعيد والشيخ نشات وغيرهم كثير‬
‫‪208‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪,‬وإل فهى حرب على الجهاد وأنصار المجاهدين ينشرها أعداء الدين ويتلقاها بعض السذج من‬
‫المسلمين يتلقونها بألسنتهم ‪,‬ويحسبونه هينا وهو عند ال عظيم ‪,‬شكا من هذا الفك النبى‬
‫الكريم مرة فى عرضة باتهام زوجته المصون ‪,‬ومرة فى أمانته وعدله عندما رماه أهل الغلو بعدم‬
‫العدل فى القسمة ولم يسلم من هذه التهم الصحابة والعلماء فاتهم المام أحمد وابن تيمية‬
‫وابن عبد الوهاب حتى أئمة الجهاد فى زماننا لم يسلموا من هذه التهم وهذا الظلم البين ‪,‬وهذا‬
‫متوقع فعلى أهل الحق الصبر على عقبات الطريق فهذه ضريبة التمسك بالحق والدعوة إليه‬
‫‪,‬والموعد القيامة وال المستعان‪.‬‬

‫التعرض للشهادةا وطإلبها بصدقا‬


‫أخي المسلم بعد هذا التحريض هل اشتاقت نفسك للشهادة ؟إن كنت تحبها وتعشقها فهل‬
‫تعرضت لها ؟ هل طلبتها بصدق ؟ أم تعرضت لها بالقول فقط ؟ ل يكفى هذا بل ل بد التعرض‬
‫لها بصدق وإخلص فى طلبها والخذ بالسباب الموصألة لها من العداد اليماني والعداد‬
‫البدني العملي كما سيأتي إن شاء ال فهل سألت ال الشهادة بصدق ؟قال رسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم " من سأل ال تعالى الشهادة بصدق بلغه ال منازل الشهداء وإن مات على فراشه‬
‫"رواه مسلم عن سهل بن حنيف وقدكان النبى صألى ال عليه وسلم يطلبها ويتمناها لنفسه‬
‫الشريفة فما لنا ل نتمنها لنفسنا ول نرضى بسواها ومالنا ل نحبها ول نستعد لها ولنا فى رسول‬
‫ال أسوة حسنه ففي الصحيحين عن أبى هريرة رضى ال عنه قال قال رسول ال صألى ال عليه‬
‫وسلم " تضمن ال لمن خرج فى سبيله ل يخرجه إل الجهاد فى سبيلي وإيمان بى وتصديق‬
‫برسلي فهو على ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذى خرج منه نائلً منال من أجر‬
‫أو غنيمة ‪ ،‬والذى نفس محمد بيده ما كلم يكلم فى سبيل ال إل جاء يوم القيامة كهيئته يوم‬
‫كلم لونه لون دم وريحه ريح مسك والذى نفس محمد بيده لول أن أشق على المسلمين‬
‫ماقعدت خلف سريه تغزو فى سبيل ال ولكن ل أجد سعة فأحملهم ول يجدون سعة ويشق‬
‫عليهم أن يختلفوا عنى والذى نفس محمد بيده لوددت أنى أغزو فى سبيل ال فأقتل ثم أغزو‬
‫‪209‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأقتل ثم أغزو فأقتل " وكان الفاروق عمر رضى ال عنه يقول " اللهم إني أسألك شهادة فى‬
‫سبيلك ووفاة ببلد رسولك صألى ال عليه وسلم " رواه البخاري‬

‫أيها المسإلما هل بكيت يوماً لتخلفك عن الجهاد ونصرة دين ال ؟ هل بكيت خوفاً من أن ل‬
‫تقبل في صأفوف المجاهدين ؟ أنظر إلي الصحابة رضي ال عنهم بل إلي صأغار الصحابة عمير‬
‫ابن أبي وقاص كما رواه ابن الثير في أسد الغابة عن سعد ابن أبي وقاص رضي ال عنه قال "‬
‫رأيت أخي عمير ابن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول ال صألي ال عليه وسلم للخروج إلي بدر‬
‫يتوارى – أي يختفي ول يظهر لرسول ال صألي ال عليه وسلم وهو يتفقد الجند حتي ل يرده‬
‫قلت مالك يا أخي فقال ‪ :‬إني أخاف أن يراني رسول ال صألي ال عليه وسلم فيستصغرني‬
‫فيردني وأنا أحب لقاء ال – ال أكبر يحب لقاء ال والجهاد في سبيل ال وهو صأغير ابن ستة‬
‫عشر سنة واليوم ذكور يظهرون في الفضائيات وينتسبون إلي الدعوة والدعاة ويملكون الموال‬
‫والقصور ويتهربون من الجهاد في سبيل ال –بل ويحذرون الشباب منه –قال فعرض علي رسول‬
‫ال صألي ال عليه وسلم فاستصغره فقال إرجع فبكي عمير فأجازه رسول ال صألي ال عليه وسلم‬
‫يبكي شوقاً للقاء ال ما هؤلء الناس ؟ وما هي حقيقتهم ؟ أهم بشر مثلنا ؟ كيف نبتت فيهم هذه‬
‫المحبة للقاء ال والجهاد في سبيله ونصرة دينه وهم صأبيان لم يبلغوا الحلم؟ إنه اليمان الصادق‬
‫والحب الجارف لهذا الدين فورد أنه قال لما أجيز فلن صأبي مثله قال هو أكبر منك قال أنا‬
‫أصأرعه ‪ ،‬فتصارعا وصأرعه فأجازهما النبي صألي ال عليه وسلم الصدق ياأهل الفضائيات‬
‫الخلص يا أصأحاب الدعوات – قال سعد فكنت اعقد له حمائل سيفه الذي يعلق فيها السيف‬
‫من صأغره فقتل يوم بدر وهو ابن ستة عشر سنة قتله عمرو بن ود وما أدراك ما عمر بن ود الذى‬
‫قتله علي ابن أبي طالب رضي ال عنه يوم الخندق هذا هو الشوق الحقيقي للشهادة والتعرض‬
‫الصادق لها والفوز بها ذرية بعضها من بعض روى ابن المبارك فى الجهاد والذهبي فى السير عنه‬
‫بإسناد رجاله ثقات أن رجلً من قوم صألة بن أشيم العدوى السيد القدوة العابد المجاهد الزاهد‬
‫قال لصلة رضي ال عنه يا أبا الصهباء إني رأيت أني أعطيت شهده وأنت أعطيت شهدتين –‬

‫‪210‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والشهد العسل في شمعها –فقال له صألة خيراً رأيت تستشهد وأستشهد أنا وابني ‪،‬قال ‪ :‬فلما‬
‫كانت الحرب والقتال قال صألة لبنه يا بني ارجع إلي أمك ‪،‬فقال ‪ :‬يا أبت أتريد الخير لنفسك‬
‫وتأمرني بالرجعة وأنت‪-‬وال – كنت خيراً لمي مني ‪،‬قال أما إذا قلت هذا فتقدم ‪،‬فتقدم فقاتل‬
‫حتي أصأيب فرمى صألة عن جسده وكان رجلً رامياً حتي تفرقوا عنه وأقبل يمشي حتي قام عليه‬
‫فدعا له ثم قاتل حتي قتل – ولما جاء الخبر إلي معاذة العدوية السيدة العالمة العابدة الثقة‬
‫زوجة السيد القدوة صألة بن أشيم لما جاءها نعي زوجها وابنها قتل جميعاً قدمه بين يديه قال‬
‫لبنه – تقدم فأحتسبك فقتل ثم قتل الب جاءها النساء فقالت – إن كنتن جئتن لتهننا بما‬
‫أكرمنا ال به فذاك وإل فارجعن " انظر أيها الموحد المجاهد إلي هذا البيت الطاهر المجاهد ول‬
‫ينقضي عجبك أتعجب من الب الذي حرص علي الجهاد وتعرض للشهادة في مظانها بصدق أم‬
‫تعجب من الب الذي يقدم ولده وفلذة كبده للقتل في سبيل ال فيقتل بين يديه أم تعجب من‬
‫الزوجة التي فجعت في زوجها وابنها صأابرة محتسبة فرحة مسرورة بكرم ال لها ‪ ،‬إنها حقاً ذرية‬
‫بعضها من بعض والمثلة كثيرة جداً في حياة الصحابة والتابعين ولقد تكررت هذه المواقف كثيراً‬
‫فى حياتهم مثل الخنساء ومثل أولد عفراء معاذ ومعوذ رضى ال عن الجميع‪ ,‬فهل تعرضنا‬
‫للشهادة بصدق أم أن النفس جامحة إلى العصيان طامعة فى الدنيا وملذاتها الفانية ؟ نسأل ال‬
‫الستر والعافية والموفق من وفقه ال لطاعته وزجر نفسه ونهاها عن غيها وقال لها يانفس ألم‬
‫اشهد مشهد كذا وكذا فقالت لي عيالك وأهلك فأطعتكى ورجعت أما وال لعرضنك اليوم على‬
‫ال أخذك أو تركك يا نفس فى كل مرة تقولين فلنة وفلن أولدك وضياعك ومالك فلنة طالق‬
‫عبيدي أحرار أموالى فى سبيل ال اللهما أرمل المرأة وأيتم الولد وأكرمنا بالشهادة فى سبيلك‪.‬‬

‫أبو قدامة والغلما‬


‫ولنختم بحكاية أبى قدامة الشامي كما ختم بها ابن النحاس قال أبو قدامة‪ 1‬كنت أميراً على‬
‫الجيش فى بعض الغزوات فدخلت بعض البلدان فدعوت الناس إلى الجهاد ورغبتهم ‪ 2‬فى‬
‫‪-1 1‬ذكرها ابان النحاس فى المشارع ص ‪ 690‬والذى قبلها من المشارع باإختصار وتصرفا‬
‫‪ 2‬هؤلء هم العلماءحقا ا والدعاة إلى ا صإدق اا الذين يحرضون الناس على الجهاد ويرغبونهم فى حب الساتشهاد ل الدعياءالكذباه‬
‫‪211‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الثواب وذكرت فضل الشهادة ثم تفرق الناس وصأرت إلى منزلي فإذا بامرأة من أحسن الناس‬
‫تنادى يا أبا قدامة فقلت هذه مكيدة من الشيطان فلم أجبها فعادت فنادتني فلم أجيبها –وهكذا‬
‫يكون أهل العلم والدعوة والجهاد من البعد عن الشبهات ومواطن الريبة ومن أهمها البعد عن‬
‫النساء وجمع الموال وأبواب السلطين فمن تعرض لواحدة من الثلثة فل يلومن إل نفسه فهى‬
‫وال ثلث مهلكات –فقالت هكذا يفعل أرباب الصلح بأهل الرادة فوقفت لها فجاءت‬
‫ودفعت إلى رقعة وحزمة مشدودة ثم انصرفت وهى تبكى فنظرت فى الورقة وإذا فيها مكتوب ‪:‬‬
‫دعوة الناس إلى الجهاد وتحريضهم على الثواب وأنا امرأة ول قدرة لي على الجهاد الذى هو‬
‫فرض كفاية وقد قطعت أحسن مافى وهما ضفيرتاى وقد أتيت بهما لتجعلهما قيداً لفرسك لعلى‬
‫ال يرى ذلك فيغفر لي فكلما كانت ليلة القتال أخرجت الضفيرتان فقيدت بهما فرسي فلما طلع‬
‫الفجر ووقع القتال فإذا أنا بغلم حسن الوجه صأبور على الشدائد فتقدمت إليه وقلت يابنى أنت‬
‫راجل ول آمن أن تجول الخيل فتطؤك بأرجلها فارجع إلى موضعك قال فلتفت إلى وقال كيف‬
‫أرجع وقد قال ال تعالى "قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا إتقذا لقتقيتُُم التذيقن قكقفُروا قزلحًفا فققل تُيقودلوُهُم اللقلدقباقر )‪(15‬‬
‫" النفال قال فأعطيته قوساً كان معي فقال لي ياأبا قدامة أقرضني ثلثة أسهم فقلت ما هذا‬
‫وقت قرض‪،‬فقال بال عليك أقرضني قال فأعطيته سهماً فوضعه فى قوسه فقتل به رومياً فقلت أنا‬
‫شريكك فى الثواب فقال نعم فأعطيته سهماً أخر فقتل به رومياً أخر ثم ناولته الثالث فرمى به‬
‫وقال السلم عليك سلم مودع فجاءه سهم بين عينيه فخر صأريعاً فوقفت عليه وقلت ياولدى ل‬
‫تنساني فإنك عاهدتني فقال نعم ثم قال ياأبا قدامة لي إليك حاجة إذا دخلت المدينة فأت‬
‫والدتي وسلم عليها عنى وناولها هذا الخرج فقلت من والدتك ؟ قال التى قطعت شعرها وقالت‬
‫أجعله قيداً لفرسك قال فانشغلت بالبكاء فقضى نحبه رحمه ال فدفنه فلما أنقضى القتال وعدت‬
‫إلى قبره رأيته على وجه الرض قد قذفته الرض فحفرت له حفرة أخرى فدفنته فيها فقال‬
‫أصأحابنا دعه فهو غلم ولعله خرج من غير أذن والدته قال فوقفت فى حيره فأذن مؤذن العشاء‬
‫فقمت فصليت وجعلت أتضرع إلى ال وأبكى وأقول يارب ماأدرى ماأصأنع به قال فسمعت صأوتاً‬
‫ياأبا قدامة دع ولى ال واذهب قال فتركته فنزلت طيور فأكلته وأتت السباع فابتلعت العظام فلما‬
‫‪212‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أتيت المدينة ذهبت إلى بيت والدته فطرقت الباب فخرجت طفلة صأغيرة فلما رأت الخرج‬
‫رجعت ونادت ياأماه جاء أبو قدامة بخرج أخي وما أرى أخي معه وحسرتاه فى العام الول أصأبنا‬
‫بأبي وفى الثاني بأخي وفى هذا بأخي الخر قال فكدت أتلف من البكاء فخرجت تلك المرأة‬
‫وهى تقول ‪ :‬أمهنينا ًجئت أم معزى إن كان ولدى قد مات فعزنى وإن كان قد أستشهد فهنني‬
‫فقلت ل وال بل أستشهد فقالت وما علمة ذلك ؟قلت قتل قالت قبلته الرض أم ل ؟ قلت ل‬
‫وال قالت الحمد ل ثم فتحت صأندوقاً وأخرجت مسحاً "وهوكساء من شعر " أسوداً وغل من‬
‫حديد فقالت إنه كان إذا جن الليل يلبس هذا المسح ويغل يده بهذا الغل ويقول إلهي أحشرني‬
‫من حواصأل الطير وبطون السباع فمالي عين تراك وقد استجاب ال منه ذلك "‪.‬‬

‫أخي الحبيب بعد أن عرفت فضل الجهاد والمجاهدين فى سبيل ال وعلمت فضل‬
‫المجاهد عند ال وما أعده ال له وعلمت منزلة الشهيد فى الجنة ومكانته وعلمت أن التحريض‬
‫على الجهاد بصدق يأتى بالمعجزات وأن الدعوة إلى الجهاد والتحريض عليه من أسباب عز المة‬
‫وقوتها وبعد أن رأيت أحوال الصادقين المخلصين الذين تعرضوا للشهادة فى سبيل ال واشتاقت‬
‫نفوسهم للجهاد والستشهاد وأعدو أنفسهم لذلك اليوم إعداداً صأادقاً عملياً "قولقلو أققراُدوا ا لُخُروقج‬
‫قلققعددوا لقهُ عُلدًة "التوبة"قوأقتعددوا لقُهلم قما الستقطقلعتُلم تملن قُيلوةة " إعداداً عملياً ل يفترون عنه حتى ينالوا‬
‫ماتمنوا بعد أن اشتاقت نفسك للجهاد وتطلعت إلى الشهادة فى سبيل ال تعالى مع أخي‬
‫المجاهد لنضبط هذه المشاعر الجميلة على منهاج النبوة حتى تكون مجاهداً سنياً فى سبيل ال‬
‫وحتى ل تمشى فى طريق ل تعلم حقيقته ول تحيط به علما من جميع النواحي وحتى ل يكون‬
‫حماساً أجوفاً سرعان ما ينتهي به الحال إلى سجون الطواغيت ومعتقلت المرتدين أو تقتل على‬
‫غير منهاج النبوة أو ترتد على عقبيك ويحتويك الطواغيت ويستميلونك فتصبح عميلً لهم وجنداً‬
‫من جنودهم وحتى ل تكون مرجئيأ خبيثاً ول خارجياً ضالً ول صأوفياً مبتدعاً مخرفاً وحتى تسير‬
‫فى الطريق إلى ال على بصيرة ونور وحتى تعلم حقيقة ماأنت عليه علمياً وحركياً حتى تكون‬
‫مجاهداً سنيا فى سبيل ال عندك بصيرة ويقين فى أعداء ال إلى كل ذلك ومن أجل كل ذلك‬

‫‪213‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كانت خماسية الجهاد أو الرشاد إلى طريق الجهاد الهدف منه هو كيف نربى ونعد مجاهداً‬
‫سنياً فى سبيل ال نصرًة لدين ال –والسلف الصالح رحمهم ال ورضي عنهم قد بينوا هذه‬
‫المسائل ووضحوها بجلاء قولً وعملً ومن أفضل ما كتب فى ذلك المام ابن النحاس ت‬
‫‪814‬هي رحمة ال فى موسعته القيمة الرائعة ]مشارع الشواق إلى مصارع العشاق ومثير الغرام‬
‫إلى دار السلم فى الجهاد وفضائله[ النسخة التى قام بتحقيقها ودراستها كل من الخوين‬
‫الفاضلين الدكتور محمد على والدكتور محمد خالد إسطنبولي وقامت بطبعها ونشرها دار البشائر‬
‫السلمية جزا ال الجميع كل خير وقد اختصر هذا الكتاب الدكتور صألح الخالدي وهذا مما‬
‫يدل علي أهمية الكتاب وقيمته العلمية في باب الجهاد وفضائله ونحن نوصأي كل مسلم محب‬
‫للجهاد طالباً للشهادة بصدق أن يقرأ هذا الكتاب أكثر من مرة ويطلع علي ماكتبه السلف في‬
‫الجهاد مثل ابن المبارك وغيره وكذلك كتاب أهمية الجهاد للدكتور العلياني فهو من الكتب‬
‫المهمة في هذا الموضوع ونسأل ال العلي القدير أن ييسر لنا طريق الجهاد ويرزقنا الشهادة في سبيله‬
‫ونسأله سبحانه أن يتقبل منا أولدنا شهداء في سبيله نصرة لدينه وسنة نبييه وعباده الموحدين المجاهدين وأن‬
‫أن يرزقنا الذرية الصالحة التي تعبده وتوحده وتجاهد في سبيله‬ ‫يعيننا علي ذلك فهو سبحانه يعلم إننا دعوناه‬
‫فاللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم واحشرنا يا ربنا مع المجاهدين والشهداء الصالحين برفقه سيد‬
‫الشهداء والمرسلين صألي ال عليه وسلم تسليماً دائماً إلي يوم الدين وإليك الخماسية ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬لمُاذا نجاهد ؟!‬


‫إن للجهاد أسباب كثيرة وحكما جليلة لن الذي شرعه وأمر به هو العليم الخبير فما دام أن‬
‫المر به هو الحكيم فالحكمة والمصلحة ثابتة فيه قطعا ‪ ،‬فإن مقتضى العبودية أن ينفذ العبد أمر‬
‫سيده ‪ ،‬عرف حكمته أو لم يعرف وإن كان معرفة الحكم والسباب تقوي العزائم وتشحذ الهمم‬
‫ب قعلقليُكُم ا لتققتاُل قوُهقو ُكلرهم لقُكم ‪) ..‬‬ ‫ت‬
‫وتيسر أمر التكاليف على المكلفين ‪ .‬كما قال تعالى " ُكت ق‬
‫البقرة‪ ...‬فنقاتل ونجاهد في سإبيل ال لسإباب كثيرةا منها ‪:‬‬

‫‪214‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫سى أقلن‬‫ب قعلقليُكُم ا لققتاُل قوُهقو ُكلرهم لقُكلم قوقع ق‬ ‫‪-1‬أن ال فرضه علينا ‪ :‬فقال سبحانه وتعالى " ُكت ق‬
‫سى أقلن تُتحدبوا قشليًئا قوُهقو قشّر لقُكلم قوال لهُ يقيلعلقُم قوأقنليتُلم قل تقيلعلقُموقن )‬
‫خييمر لقُكلم قوقع ق‬
‫تقلكقرُهوا قشليًئا قوُهقو ق ل‬
‫‪ ) " (216‬البقرة‬
‫ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫وقال سبحانه " انلفُروا خقفاًفا قوثتققاًل قوقجاهُدوا بتأقلمقوالُكلم قوأقنليُفسُكلم في قستبيتل ال له قذلُكلم ق ل‬
‫خييمر لقُكلم إتلن‬
‫ُكلنتُلم تقيلعلقُموقن )‪ (41‬التوبة ‪.‬‬
‫وقال تعالى – مخاطبا المؤمنين – قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا ققاتتُلوا التذيقن يقيُلونقُكلم تمقن ا لُكلفاتر قوليقتجُدوا‬
‫تفيُكلم تغلظقةً قوالعلقُموا أقلن ال لهق قمقع ا لُمتلتقيقن )‪ ) " (123‬التوبة‬
‫ولماذا فرض ال علينا القتال والجهاد ؟‬
‫فرض ال علينا القتال والجهاد لحكم كثيرة وأهداف جليلة وغايات نبيلة منها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تعبيد الناس ل وحده ل شريك له‬


‫فشرع الجهاد لفراد ال بالعبودية وتطهير الرض من الشرك والكفر والفساد وإزالة عروش‬
‫الطواغيت التي تعبد من دون ال ‪،‬‬
‫شرع الجهاد لتحكيم شرع ال وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور‬
‫الديان إلى عدل السلم كما قال الصحابي الجليل ربعي بن عامر – رضي ال عنه ‪، -‬‬
‫فما شرع الجهاد إل للقضاء على الكفر والشرك ونشر التوحيد والسلم ‪ ،‬لن السلم هو دين‬
‫السلم دين المن والمان دين العدل والسماحة ‪ ،‬وفي هذا رد على أهل الزيغ والضلل الذين‬
‫يقولون أن السلم لم ينشر بالسيف ‪ ،‬ويقولون بالتقارب بين الديان بين التوحيد والشرك ‪ ،‬بين‬
‫السلم والكفر والزندقة واللحاد ‪.‬‬
‫وهؤلء الجهلة الضلل يصرحون بذلك في ندواتهم مع أهل الصليب ويستحون من إظهار عظمة‬
‫هذا الدين الذي نشر العدل والنور في كل مكان ‪ ،‬نعم إن السلم انتشر بالسيف والسنان كما‬
‫انتشر بالحجة والبيان فقوام الدين قرآن يهدي وسيف يقوم ‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فهناك بلد فتحت بالدعوةا والقرآن والسلم والمان‬

‫وهناك بلد فتحت بالسإيف والسنان عنوة بالحرب ‪،‬‬

‫وهناك بلد فتحت وانتشر السإلما فيها عن طإريقا التجار المسلمين وسلوكهم ودعوتهم‬
‫إلى السلم في كثير من البلدان وهذا ما يعرفه من له أدنى علم بالسلم‪.‬‬
‫فلم ينتشر السلم بالسيف وحده ‪ ،‬ول بالقرآن وحده ‪ ،‬بل بالدعوة والجهاد ‪ ،‬فإن الدعوة‬
‫والجهاد متلزمان ل ينفك أحدهما عن الخر فقوام الدين قرآن يهدي وسيف يقوم كما سبق آنفا‬
‫من كلم شيخ السلم – رحمه ال ‪.-‬‬
‫ونقول للذين يرددون هذه الشبهات من أهل الكفر واللحاد ونقول أيضا للذين ل يعرفون دينهم‬
‫ول يحسنون الرد على أهل الغرب ‪ :‬لو فرضنا جدل أن السلم انتشر بالسيف والقوة – مع أن‬
‫ذلك لم يحدث بل ضرب المسلمون أروع المثلة في الرحمة والعدل ونشر المن والمان‬
‫والقضاء على الظلم والجور وتخليص العباد من عبودية البشر والقهر والذل – نقول لماذا تعيبون‬
‫على السلم أنه انتشر بالسيف وأنتم تحاربون أنفسكم من أجل التوسع على حساب جيرانكم ؟!‬
‫تتقاتلون من أجل نشر أفكاركم المنحرفة الظالمة ‪ ،‬تتقاتلون من أجل أن تتوسعوا على حساب‬
‫جيرانكم وبسط نفوذكم ونشر معتقداتكم بالقوة ‪ ،‬تتقاتلون من أجل الستيلء على خيرات‬
‫وثروات البلد المجاورة لكم ‪....‬‬
‫لماذا تحلون ذلك لنفسكم وتحرمونه على غيركم ؟! أين أنتم يا دعاة السلم والسماحة‬
‫والمساواة من الظلم والبادة الجماعية لشعب الهنود الحمر الذي أبادته أمريكا المتحضرة‬
‫واستولت على أرضه بالقوة والدماء ؟! أليس في ذلك وحشية وهمجية ؟! أين كنتم عندما‬
‫استولت بريطانيا على أكثر من نصف الكرة الرضية وكونت امبراطوريتها على حساب الشعوب‬
‫الفقيرة من القتل والتعذيب والسخرة وتشريد الطفال وقتل الشيوخ واستعباد الشباب واسترقاق‬

‫‪216‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النساء ؟! أين أنتم عندما احتلت فرنسا الجزائر وإيطاليا ليبيا وإسبانيا الندلس واليهود فلسطين‬
‫والروس أفغانستان والشيشان وأمريكا العراق وما حرب فيتنام منكم ببعيد ؟‬
‫إذا كانت المم القوية تتوسع على حساب المم الضعيفة وإبادتها أو قهرها ودخولها في عقيدتها‬
‫والغرب هكذا ؟! ظلم وقهر واستعباد فلماذا تهاجمون السلم وهو دين العدل والرحمة والسلم‬
‫والمان ؟!‬
‫وشتان بين من يجاهد ويفتح البلد ليخلصها من الذل والظلم والقهر وينشر فيها العزة والعدل‬
‫والرحمة والتوحيد وبين من يحتل البلد ليقهر أهلها ويسومهم سوء العذاب والقهر وينشر فيها‬
‫الخوف والفاحشة والرذيلة والكفر والشرك واللحاد ‪،‬‬

‫فشرع الجهاد وفرض القتال لتعبيد الناس لرب الناس ‪.‬‬


‫قال تعالى " قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن تف لتينقةم قويقُكوقن الرديُن لتلته فقتإتن انليتقيقهلوا فققل عُلدقواقن إتلل قعقلى‬
‫اللظالتتميقن )‪ (193‬البقرة‬
‫وقال سبحانه " قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن تف لتينقةم قويقُكوقن الرديُن ُكلدهُ لتلته فقتإتن انليتقيقهلوا فقتإلن ال لهق بتقما يقيلعقمُلوقن‬
‫صيمر )‪ (39‬النفال‬ ‫بت‬
‫ق‬
‫وقال جل ذكره " قوققاتتُلوا تفي قستبيتل ال لته قوالعلقُموا أقلن ال لهق قستميمع قعتليمم )‪ ) " (244‬البقرة ‪،‬‬
‫صُروُهلم‬
‫ث قوقجلدتُُموُهلم قوُخُذوُهلم قوالح ُ‬ ‫سلققخ اللقلشُهُر ا لُحُرُم قفاقليتُيُلوا ا لُملشترتكيقن قحلي ُ‬ ‫ت‬
‫وقال تعالى " فقإقذا انل ق‬
‫صقلقة قوآتقيُوا اللزقكاقة فققخدلوا قستبيلقُهلم إتلن ال لهق غقُفومر قرتحيمم )‬
‫صأةد فقتإلن قتاُبوا قوأقققاُموا ال ل‬
‫قواقليعُُدوا لقُهلم ُكلل قملر ق‬
‫‪ " (5‬التوبة‬
‫وقال تعالى ققاتتُلوا التذيقن قل يُيلؤتمُنوقن تبال لته قوقل تبالليقيلوتم اللتختر قوقل يُقحرُموقن قما قحلرقم ال لهُ قوقرُسولُهُ قوقل‬
‫صأاتغُروقن )‪ ) " 29‬التوبة‬ ‫ة‬ ‫ت‬
‫ب قحلتى يُيلعُطوا ا لجلزيقةق قعلن يقد قوُهلم ق‬
‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫يقديُنوقن ديقن ا لقحرق مقن الذيقن ُأوُتوا ا لكقتا ق‬
‫ت‬

‫‪217‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ض قولقتكلن ال لهق ُذو فق ل‬
‫ضةل قعقلى‬ ‫ض لققفسقد ت‬
‫ت اللقلر ُ‬ ‫وقال تعالى ولقلوقل قدفلُع ال لته اللناس بقيلع ق ت‬
‫ضُهلم ببقيلع ة ق‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫ا لقعالقتميقن )‪ (251‬البقرة‬
‫لت‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ت ت ت ت‬ ‫لت‬
‫س‬‫وقال تعالى" ا ذيقن أُلخترُجوا ملن دقياترهلم بغقليتر قحنق إلل أقلن يقيُقوُلوا قربديقنا ال هُ قولقلوقل قدفلُع ال ه اللنا ق‬
‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت وم ت‬ ‫ت ت‬
‫صقرلن ال لهُ قملن‬
‫ساجُد يُلذقكُر فيقها السُم ال له قكثيًرا قوقليقيلن ُ‬ ‫صألققوا م ق ق ق‬‫صأقوامُع قوبتيقمع قو ق‬
‫ض لقُهردقم ل ق‬‫ضُهلم تببقيلع ة‬‫بقيلع ق‬
‫ي قعتزيمز )‪ "(40‬الحج‬ ‫صُرهُ إتلن ال لهق لققتو ّ‬
‫يقيلن ُ‬
‫وقد أمر ال المجاهدين بضرب رقاب الكافرين وقتال المشركين أعداء الدين فقال رب العالمين‬
‫ب " )محمد‬ ‫ب الرققا ت‬ ‫ضلر ق‬ ‫فقتإقذا لقتقيتُُم التذيقن قكقفُروا فق ق‬
‫وقال ال تعالى لنبيه – صألى ال عليه وآله وسلم – ولمته من بعده قياأقيديقها النلبتدي قجاتهتد ا لُكلفاقر‬
‫صيُر )‪ ) " " (73‬التوبة‬ ‫وا لمقنافتتقين والغلُلظ قعلقليتهم ومألواُهم جقهنلم وبتلئس ا لم ت‬
‫ل قق ق ل ق ُ ق ق ق‬ ‫ق ُ قق‬
‫وكرر ذلك فقال سبحانه قيا أقيديقها النلبتدي قجاتهتد ا لُكلفاقر قوا لُمقنافتتقيقن قوالغلُلظ قعلقليتهلم قوقمألقواُهلم قجقهنلُم‬
‫صيُر )‪ "(9‬التحريم‬ ‫وبتلئس ا لم ت‬
‫ق ق ق‬
‫وقال سبحانه وتعالى – مبينا أن الجهاد في سبيل ال من أعظم القربات – قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا‬
‫اتليُقوا ال لهق قوابليتقيُغوا إتلقليته ا لقوتسيلقةق قوقجاتهُدوا تفي قستبيلتته لققع لُكلم تُيلفلتُحوقن )‪ ) " (35‬المائدة‪.‬‬
‫ويقول ال سبحانه حاثاً المؤمنين على النفرة والجهاد في سبيله " انلتفُروا تخقفاًفا قوثتققاًل قوقجاتهُدوا‬
‫ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫خييمر لقُكلم إتلن ُكلنتُلم تقيلعلقُموقن )‪" (41‬ومن يتأمل في اليات‬ ‫بتأقلمقوالُكلم قوأقنليُفسُكلم في قستبيتل ال له قذلُكلم ق ل‬
‫التي بعد هذه الية يجدها قوارع تفضح المنافقين والدعياء الكذبة المتاجرين بدين ال القاعدون‬
‫المتساقطون تدبر ذلك في اليات من ‪59-41‬من التوبة‬
‫ويقول ال تبارك وتعالى للمؤمنين " قوقجاتهُدوا تفي ال لته قحلق تجقهاتدهت ُهقو الجتققباُكلم قوقما قجقعقل قعلقليُكلم تفي‬
‫الرديتن تملن قحقرةج "الحج أي ل تخافوا في ال لومة لئم واستفرغو الطاقة والوسع في الجهاد الذي‬
‫اختاركم وهداكم إليه وتعبدكم به وأثابكم عليه المغفرة والجنة‬

‫‪218‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال ال تعالى لنبيه صألى ال علية وسلم محرضاً المؤمنين على الجهاد والقتال ق"ققاتتلل تفي قستبيتل‬
‫س التذيقن قكقفُروا قوال لهُ أققشدد بقألًسا‬ ‫سى ال لهُ أقلن يقُك ل‬ ‫تت‬ ‫ال لته قل تُقك ل ُ ت‬
‫ف بقأل ق‬ ‫ض ا لُملؤمنيقن قع ق‬ ‫ك قوقحر ت‬ ‫سق‬ ‫ف إلل نقيلف ق‬
‫قوأققشدد تقيلنتكيًل )‪ (84‬النساء‬
‫وقال تعالى " فقيلليُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته التذيقن يقلشُروقن ا لقحقياقة الددنليقيا تباللتخقرةت قوقملن يُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته‬
‫ف نُيلؤتتيته أقلجًرا قعتظيًما )‪ (74‬النساء‬ ‫سلو ق‬ ‫ب فق ق‬
‫ت‬
‫فقييُيلقتقلل أقلو يقيغلل ل‬
‫وقال تعالى " فقيققاتتُلوا أقئتلمةق ا لُكلفتر إتنليُهلم قل أقيلقماقن لقُهلم لققع لُهلم يقيلنتقيُهوقن )‪ (12‬التوبة‬

‫واليات في المر بالجهاد والحث عليه والدعوة إلى قتال الكافرين كثيرة جداً‬
‫وكذلك الدلة من السإنة النبوية كثيرةا جد ا منها‬
‫ماثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد والمعاجم عن أبى هريرة رضي ال عنة قال‪,‬قال رسول‬
‫ال صألى ال علية وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول ل إله إل ال ‪,‬فإذا قالوها عصموا منى‬
‫دمائهم وأموالهم إل بحقها وحسابهم على ال تعالى "وهو حديث متواتر مشهور ‪.‬‬
‫وقولة صألى ال عليه وسلم للجيش المجاهد "سيروا بسم ال قاتلوا من كفر بال ‪.‬‬
‫وقوله صألى ال عليه وسلم كما في البخاري "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ال‬
‫وأن محمداً رسول ال ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دمائهم وأموالهم‬
‫إل بحق السلم وحسابهم على ال "‪.‬‬
‫ويقول صألى ال عليه وسلم "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد ال تعالى وحده ل شريك‬
‫له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو‬
‫منهم "رواة المام أحمد في المسند وهو صأحيح‬
‫وقال صألى ال عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "حديث صأحيح رواة‬
‫أبو داود والنسائي والمام احمد ‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذه الدلة من القرآن والسنة على مشروعية فريضة الجهاد وقتال كل من كفر بال وسيأتي فهم‬
‫الصحابة وترجمتهم لهذا الفهم عملياً في حياة الرسول صألى ال عليه وسلم ومن بعد موته فداه‬
‫نفسي صألوات ربى وسلمه عليه‪ ,‬وهو ماعليه أئمة السلم العلم والواقع خير شاهد على ذلك‬

‫‪1‬‬
‫فصل ‪ :‬فهما الصحابة ومن بعدهما لحقيقة الجهاد‬
‫إن حقيقة الجهاد استفراغ الوسع والطاقة وتحمل المشقة والصبر عليها في الدعوة إلي ال تعالي‬
‫حسب ما يقتضيه حال المدعو من الحجة والبيان وبذل الموال ‪ ،‬أو المحاربة بالسيف والسنان‬
‫وبكل ما يمكن أن يجاهد به في كل مكان وزمان ‪ ،‬وكل ذلك مبيًن في الكتاب والسنة أحسن‬
‫بيان وقال عز وجل " قوقجاتهُدوا تفي ال لته قحلق تجقهاتدهت ُهقو الجتققباُكلم " الحج ‪ 78‬أبهم ال في هذه‬
‫الية ما يجاهد به ليعمم كل آلت الجهاد ‪.‬‬
‫وقال تعالي" فققل تُتطتع ا لقكافتتريقن قوقجاتهلدُهلم بتته تجقهاًدا قكتبيًرا )‪ (52‬الفرقان " أي بالقرآن "‬
‫ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫وقال عز من قال " انلفُروا خقفاًفا قوثتققاًل قوقجاهُدوا بتأقلمقوالُكلم قوأقنليُفسُكلم في قستبيتل ال له قذلُكلم ق ل‬
‫خييمر لقُكلم‬
‫وأما‬ ‫إتلن ُكلنتُلم تقيلعلقُموقن )‪(41‬التوبة"‬
‫السنة فقد قال رسول ال صألي ال عليه وسلم " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم‬
‫" ومن هنا نعرف إن الجهاد في مدلول الشرع أعم من أن يكون قتالً كما فهمه البعض مما جعل‬
‫المستشرقين ينالون من السلم بسبب هذا الفهم بل القتال بعض أنواع الجهاد ول يستعمل إل‬
‫عند الضرورة والضطرار إليه كالكي للعلج وأكبر شاهد علي ذلك وصأية صألي ال عليه وسلم‬
‫لمير الجيش أو السرية ‪ ،‬وهي ‪:‬وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلي ثلثة خصال ) أو‬
‫خلل ( فآيتهن ما أجابوك فاقبل منهم ‪ ،‬وكف عنهم ‪ ،‬فإن هم أبوا فاستعن بال وقاتلهم "‬
‫الحديث رواه مسلم‬

‫‪ 1‬من التمهيد المانع والمقدمة المفيدة النافعة للمحققى كتاب" مشارع الشأواق إلى مصارع العشاق " اخترنا هذه المقتطفات وهى باحق‬
‫رياحين فواحة ليشم شأذاها إل من حلق فى ساماء الجهاد جزاهما ا خيراا‬
‫‪220‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ونلحظ من هذه الوصأية النبوية أن دعوة الكفار إلي ال بالحجة والبيان مقدمة دائماً علي‬
‫الدعوة بالسيف والسنان ‪ ،‬ومن هنا صأار القتال حسناً في نظر العقلء عكس ما يصوره أعداء‬
‫السلم من الهمجية والوحشية ولم يدروا أنه علج للفرد والمجتمع ‪ ،‬ويعالج الفرد بأن يخرجه‬
‫من مرض الكفر إلي عافية السلم ‪,‬والكفر أكبر مرض مدمر للنسانية والسلم هو الشفاء التام‬
‫‪.‬‬
‫ويعالج المجتمع من حيث قطع مادة الفساد ‪ ،‬والظلم في المجتمع وترك الكافر علي كفره‬
‫تكثير للكفار وتقوية لهم ‪ ،‬وهم أصأل فساد الرض ومنشأ الظلم وسبب ارتفاع الطمأنينة من عمار‬
‫الرض ول يتمكن المجتمع السلمي من إقامة شعائر ال في الرض إل بإزالتهم وكسر شوكتهم ‪.‬‬
‫ومثل الكافر في المجتمع النساني كمثل عضوا من أعضاء النسان مصاب بمرض معدي قاتل‬
‫فتاك فإن أمكن علج هذا العضو بدهان مرهم أو كيه نار فل يتجاوز إلي غيره وإن خيف تعدي‬
‫المرض إلي سائر أعضائه فل بد من إزالة ذلك العضو المصاب بالمرض حفاظاً علي سائر‬
‫العضاء مع أن في إزالته ألما شديداً للمريض فهذا الفعل حسن ‪ ،‬بل واجب متعين عند جميع‬
‫العقلء ول أحد من البشر يقول ‪ :‬هذا تشدد في العلج أو قساوة في المعاملة ‪ ،‬أو عدم الرحمة‬
‫من الطبيب وهكذا مكانة القتال في السلم ومن ذمه ‪ ،‬فيلزمه أن يذم ذلك العلج فالجهاد‬
‫حسن لمعني في غيره إذ فيه قمع أعداء ال ونصر أوليائه وإعلء كلمة السلم وحمل الكافر‬
‫علي ترك كفره الذي هو أقبح الشياء ثم القتال شرع لدفع شر الكفرة عن أهل السلم إذ هم‬
‫أعداء دين ال فإن أمكن الدفع بدون القتال ل يتسارع إلي القتل ‪ ،‬وإل فحينئذ تقدم علي القتال‬
‫‪.‬‬
‫هذا هو الجهاد في السلم ‪ ،‬وهكذا فهمه المسلمون الولون وقاموا به حق القيام ولم يكونوا‬
‫يتنازعون فيما بينهم هل الجهاد دفاعي أو هجوم ؟‬
‫فالجهاد ليس هجوماً ول دفاعاً ول يجوز وصأف الجهاد بالهجوم ول بالدفاع لنهما كلمتان‬
‫مستوردتان من قبل أعداء السلم ومفهومهما يخالف مفهوم الجهاد ‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإن الهجوما في اللغة ‪ :‬الدخول علي غيره بغتة علي غفلة منه ويعنون بالهجوم اعتداء دولة‬
‫علي أخري بغير حق كما فعلت روسيا قديما في تشيكوسلوفاكيا ‪ ،‬وحديثاً في أفغانستان‬
‫والشيشان والسلم ليس كذلك ‪ ،‬بل هذا يحرمه السلم ‪ ،‬وكيف يفرضه علي المسلمين ‪ ،‬هذا‬
‫معني الهجوم عند المستشرقين وأذنابهم ‪.‬‬

‫وأما الدفاع ‪ :‬فيعنون به اقتصاد دولة بمدافعة من يعتدي عليها وكل من ل يدخل في دولتها‬
‫اعتداء ‪ ،‬ويحترم حدودها فهو صأديقها الحميم ول شأن لها فيما وراء ذلك كفر أو أسلم ‪ ،‬وهذا‬
‫أيضاً ل يتفق مع عالمية السلم ‪ ،‬لن السلم دين له حق نشر راياته في جميع أنحاء العالم إذ‬
‫هي أرض ال ‪ ،‬إما بالسلم وهذا الذي يسعي إليه سعياً حثيثاً قبل كل شيئ ‪ ،‬وإما بالستسلم بأن‬
‫يعطوا الجزية عن يد وهم صأاغرون وينقادوا لحكمة ‪ ،‬ويتركهم وعقيدتهم ما داموا قد اختاروها‬
‫واقتنعوا بها ول يكره أحد علي اعتناق عقيدته كما قال تعالي " قل إتلكقراقه تفي الرديتن ققلد تقيبقييلقن الدرلشُد‬
‫تمقن ا لغقري " البقرة ‪ 256‬فالحق واضح بين ‪.‬‬
‫ومما ينبغي أن ينتبه له – أن الدعوة إلي كلمة ل إله إل ال لتعني مجرد الذكر باللسان ولو كان‬
‫المر كذلك لما امتنعت قريش من قبولها ‪ ،‬وإنما تعني العمل بمقتضاها والعمل بحقوقها‬
‫ولوازمها والتيان بشروطها وأركانها وتجنب الوقوع في ما ينافها ‪ ،‬وإن العمل بمقتضاها يستلزم‬
‫تغيير الحكم السابق بكاملة ‪ ،‬وإبطال النظمة التي عاشت عليها الدولة منذ أمد بعيد إذ الدعوة‬
‫إلي هذه الكلمة دعوة إلي الحكم بما أنزل ال ‪ ،‬وهذا عين ما فهمته قريش من دعوة رسول ال‬
‫صألي ال عليه وسلم حينما أرادت أن تثبته أو تقتله أو تخرجه من بلده ومعلوم لدي الجميع أن‬
‫رسول ال صألي ال عليه وسلم لم يرسل عليها سيفاً ول رفع عليها حجراً في ذلك الحين‬

‫والسإؤال هنا ‪ :‬هل هو بدأها بهذه العداوة أم هي بدأته ؟ والجواب واضح‬


‫أما الدفاع بالمفهوم الشرعي يعني أننا ل ننتظرهم حتي يدخلوا بلدنا فندافع ‪ ،‬وإنما ندعوهم إلي‬
‫السلم أولً فإن لم يقبلوا فإلي الستسلم ‪ ،‬فإن لم يقبلوا قاتلناهم فهذا فيه تفصيل ‪ ،‬إن كان‬

‫‪222‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مرادهم بالجهاد والقتال ‪ ،‬وهو بعض أنواع الجهاد كما قدمنا ‪ ،‬وليس القتال هو كل الجهاد ‪ ،‬من‬
‫إطلق العام وإرادة الخاص فنحن معهم ‪ ،‬القتال دفاعي ‪ ،‬ول ينازع فيه إل المكابر لنهم إذا‬
‫امتنعوا من قبول السلم ‪ ،‬أو الستسلم فهم مقاتلون إما بالفعل بأن يرفعوا السلح علينا‬
‫ويبدأوننا بالقتال ‪ ،‬وإما بالقوة أي في الحكم بأن يكونوا علي تأهب للقتال ‪ ،‬ونحن في كلتا‬
‫الحالتين مدافعون ويكون الصواب في التعبير " القتال دفاعي " وهذا حق والواقع يشهد له ‪ ،‬ول‬
‫يقال ‪ :‬الجهاد دفاعي البتة‪ 1‬فإن الجهاد ما فرض إل لتعبيد الناس لرب العالمين والقضاء علي‬
‫الكفر والشرك في الرض ونشر السلم والتوحيد واليمان وتحكيم شريعة الرحمن والدلة علي‬
‫هذا كثيرة جداً ‪.‬‬
‫قال ال تعالي " قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن تف لتينقةم قويقُكوقن الرديُن لتلته فقتإتن انليتقيقهلوا فققل عُلدقواقن إتلل قعقلى‬
‫اللظالتتميقن )‪ " (193‬البقرة‬
‫وقال عز وجل " قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن تف لتينقةم قويقُكوقن الرديُن ُكلدهُ لتلته فقتإتن انليتقيقهلوا فقتإلن ال لهق بتقما‬
‫صيمر )‪ " (39‬النفال‬ ‫ييلعمُلوقن ب ت‬
‫ق ق ق‬
‫ويقول الرسول صألي ال عليه وسلم " من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو في سبيل ال "‬
‫صأحيح مسلم‬
‫ويقول عليه الصلة والسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ ..‬الحديث "‬
‫ويقول صألي ال عليه وسلم " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتي يعبد ال وحده ‪..‬الحديث‬
‫"‪.‬‬

‫‪ 1‬مشارع الشأواق إلي مصارع العشاق مثير الغرام إلي دار السالم في الجهاد وفضائله ص ‪ 25‬باتصرفا من التمهيد تحقيق ودراساه إدريس‬
‫محمد علي و محمد خالد إساطمبولي حفظهما ا ونفع باهما‬
‫‪223‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فهما الصحابة والسإلف لهذه الدلة‬


‫كان هذا السبب العظيم والهدف الجليل للجهاد وهو تعبيد الناس لرب الناس والقضاء علي‬
‫الكفر حاضراً في حس الصحابة رضي ال عنهم أثناء معاركهم مع أعداء ال‬
‫" ففي صأحيح البخاري عن جبير بن حية ‪ .‬قال ‪ :‬ندبنا عمر وإستعمل علينا النعمان بن مقرن‬
‫حتي إذا كنا بأرض العدو خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفاً فقام ترجمان فقال ليكلمني‬
‫رجل منكم ‪ .‬فقال المغيرة سل عما شئت ‪ .‬قال ما أنتم ‪ .‬قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء‬
‫شديد وبلء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر‬
‫فبينما نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الرضيين تعالي ذكره وجلت عظمته إلينا نبياً من‬
‫أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول ربنا صألي ال عليه وسلم أن نقاتلكم حتي تعبدوا ال‬
‫وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا نبينا صألي ال عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صأار إلي‬
‫الجنة في نعيم لم يرى مثله قط ومن بقي منا ملك رقابكم " صأحيح البخاري ‪ ،‬الفتح ‪. 6/190‬‬

‫الشاهد فهم الصحابة رضي ال عنهم ومعرفتهم بالسبب الذي من أجله يقاتلون ووضوح الهدف‬
‫الذي من أجله يجاهدون وهو تعبيد الناس لرب الناس والقضاء علي الشرك وذكر ابن كثير قصة‬
‫ربعي بن عامر رضي ال عنه لما بعثه سعد بن أبي وقاص إلي رستم ومنها " فدخل عليه وقد زينوا‬
‫مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير وأظهر اليواقيت والللئ الثمينة والزينة العظيمة وعليه‬
‫تاجه وغير ذلك من المتعة الثمينة وقد جلس علي سرير من ذهب ودخل ربعي بثياب صأفيقة‬
‫وسيف وترس وفرس قصير ولم يزل راكبها حتي داس بها علي طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض‬

‫‪224‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تلك الوسائد وأقبل وعليه سلحه ودرعه وبيضته علي رأسه فقالوا له ضع سلحك قال إني لم‬
‫آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإل رجعت " ال أكبر عزة وشرف‬
‫عزة المسلم المجاهد وشرفه سلحه وهذا فيه من الفوائد الغالية للمجاهدين ما تجعلهم أهل العزة‬
‫والكرامة فل تراجع ول استسلم إل ل وحده واليقين بما عند ال‬
‫وفيها عدم طرق أبواب الملوك والسلطين والجلوس معهم علي موائد المفاوضات والتنازلت‬
‫والتراجعات وفيه الخذ بالحيطة والحذر والقتال حتي الموت ول يستأسر المجاهد –كما سيأتي‬
‫–وفيه تعظيم حرمات ال وشعائر ال والخوف من ال وحده واليقين بما عنده سبحانه وفيه عدم‬
‫النظر إلي متاع الدنيا ومقارنة ما عند ال في الخرة وما أعده ال سبحانه للمجاهدين والشهداء‬
‫وفيه أن القوى يملك الضعيف ويملي عليه شروطه عند التفاوض { فقال لهم رستم ائذنوا له‬
‫فأقبل يتوكأ علي رمحه فوق النمارق فخرق عامتها فقالوا له ما جاء بكم ؟‬
‫فقال ال ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلي عبادة ال ومن ضيق الدنيا إلي سعتها ومن‬
‫جور الديان إلي عدل السلم فأرسلنا بدينه إلي خلقه لندعوهم إليه فمن قبل ذلك قبلنا منه‬
‫ورجعنا عنه ومن أبي قاتلناه أبداً حتي نقضي إلي موعد ال قالوا وما موعد ال ؟ قال الجنة لمن‬
‫مات علي قتال من أبي والظفر لمن بقي " البداية والنهاية ‪7/39‬‬

‫شبهة‪:‬‬
‫وفهم الصحابة لهذا السبب وقيامهم من أجله قياماً عملياً للجهاد والقتال لهو خير دليل علي رد‬
‫شبهة أهل التخاذل والتراجعات ودعاة النبطاح الذين يريدون إبطال الجهاد وإنحصار السلم في‬
‫بقعة صأغيرة من الرض وحجب نوره عن البشرية وهؤلء يريدون هدم الدين وإذلل المسلمين‬
‫بدعوتهم إلي مقولة فاسدة مفادها أن الجهاد ما شرع إل لرد العدوان ويستدلون بقوله تعالي في سورة‬
‫ب ا لُملعتقتديقن )‪(190‬‬
‫البقرة "قوققاتتُلوا تفي قستبيتل ال لته التذيقن يُيققاتتُلونقُكلم قوقل تقيلعتقُدوا إتلن ال لهق قل يُتح د‬

‫‪225‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫– مع أن ال تعالي قال بعدها في نفس السورة " قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن تف لتينقةم قويقُكوقن الرديُن لتلته"‬
‫سلتم قفالجنقلح لققها قوتقيقولكلل قعقلى ال لته إتنلهُ‬ ‫ويستدلون أيضاً بقوله تعالي " في سورة النفال " قوإتلن قجنقُحوا تلل ل‬
‫ستميُع ا لقعتليُم )‪ " (61‬النفال‬ ‫ُهقو ال ل‬
‫مع أن تعالي قال في سورة محمد صألي ال عليه وسلم " فققل تقتهُنوا قوتقلدُعوا إتقلى ال ل‬
‫سلتم قوأقنليتُُم‬
‫اللقلعلقلوقن قوال لهُ قمقعُكلم قولقلن يقتتقرُكلم أقلعقمالقُكلم )‪ (35‬محمد فما دام بالمسلمين قوة وكانوا أعلي من‬
‫عدوهم فل سلم ول هدنة ول صألح بل القتال حتي ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل وذلك لن‬
‫صُروُهلم‬ ‫ث قوقجلدتُُموُهلم قوُخُذوُهلم قوالح ُ‬ ‫آخر ما نزل من الجهاد هو قوله تعالي " قفاقليتُيُلوا ا لُملشترتكيقن قحلي ُ‬
‫صقلقة قوآتقيُوا اللزقكاقة فققخدلوا قستبيلقُهلم إتلن ال لهق غقُفومر قرتحيمم )‬ ‫صأةد فقتإلن قتاُبوا قوأقققاُموا ال ل‬
‫قواقليعُُدوا لقُهلم ُكلل قملر ق‬
‫‪ " (5‬التوبة قال ابن كثير " أمر تعالي بقتال الكفار حتي ل تكون فتنة أي شرك قاله ابن عباس‬
‫وأبو العالية ومجاهد والحسن وقتادة والربيع ومقاتل بن حيان والسدي وزيد بن أسلم أن الفتنة‬
‫الشرك ويكون الدين ل أي يكون دين ال هو الظاهر علي سائر الديان " ‪ 1/329‬التفسير‬
‫وقال ابن جرير الطبري " فقاتلوهم حتي ل يكون شرك ول يعبد إل ال وحده ل شريك له فيرتفع‬
‫البلء عن عباد ال من الرض وهو الفتنة ويكون الدين كله ل وحتى تكون الطاعة والعبادة كلها‬
‫ل خالصة دون غيره " تفسير الطبري ‪. 13/537‬‬
‫وقد روى البخاري في صأحيحه أن آخر سورة نزلت من القرآن سورة براءة فالمر بقتال المشركين أمر‬
‫عام مطلق ل مقيد له ول مخصص له ول ناسخ له وأكبر دليل علي ذلك وهو واضح بين صأريح ل‬
‫يحتمل التأويل ول التحريف كما يظنه أهل الزيغ هو فعل النبي صألي ال عليه وسلم والخلفاء من‬
‫بعده في قتال المشركين وأهل الكتاب ول يمنع من هذا الجهاد إل العجز لن القدرة مناط التكليف‬
‫فإن عجز المسإلمون عن القتال فعليهما بالعداد له فإن الإعداد ل يسإقطإ بحال كالصلةا‬
‫تماما أما آية النفال المحتج بها على المسالمة والجنوح للسلم فهى فى حال كون المسالمة فى‬
‫مصلحة المسلمين ويحتاجون إليها وفيها دليل على استحباب وجواز الصلح المؤقت المحدد بمدة‬
‫بين الكفار والمسلمين لن الصأل فى العلقة بين المسلمين والكافرين هو القتال وأن الستثناء منه‬

‫‪226‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هو السلم فى صأورة هدنه أو صألح مؤقت غير دائم ول يلجأ إلى هذا الستثناء إل فى حالت خاصأة‬
‫يراها المسلمون أهل الثغور من العجز وعدم الكفاية وغير ذلك أما صألح دائم وسلم دائم فهذا فيه‬
‫إبطال للجهاد وإعلء للكفار وهو يتعارض مع قول ال تعالى " فققل تقتهُنوا قوتقلدُعوا إتقلى ال ل‬
‫سلتم قوأقنليتُُم‬
‫اللقلعلقلوقن قوال لهُ قمقعُكلم قولقلن يقتتقرُكلم أقلعقمالقُكلم )‪"(35‬محمد فالية محمولة على جواز المسالمة بشرط‬
‫حاجة المسلمين لذلك أما أية سورة محمد صألى ال عليه وسلم فهى تختص بحال أخر وهو كون‬
‫المسالمة ليست فى مصلحة المسلمين وذلك عندما تكون بهم القوة التى يقهرون بها عدوهم فإنه ل‬
‫توجد المسالمة حينئذ لهذه الية ولن فى هذا عدول عن الصأل المطلوب وهو إظهار الدين وعلو‬
‫السلم على ما عداه لقوله تعالى " قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن ت لفتينقةم قويقُكوقن الرديُن لتلته فقتإتن انليتقيقهلوا فققل‬
‫عُلدقواقن إتلل قعقلى اللظالتتميقن )‪(193‬البقرة‬
‫وقوله تعالى "ُهقو التذي أقلرقسقل قرُسولقهُ تبا لُهقدى قوتديتن ا لقحرق لتيُظلتهقرهُ قعقلى الرديتن ُكلرته قولقلو قكترقه ا لُملشترُكوقن )‬
‫‪(9‬الصف "هذا هو الصأل المقصود إظهار السلم ليقاتل المشركين فإما أن يسلموا ويعودوا إلى‬
‫العبودية ل رب العالمين ‪،‬وإما أن يظلوا على دينهم مؤدين الجزية تحت حكم السلم يجرى عليهم‬
‫الذلة والصغار جزاء تمردهم على العبودية ل الواحد القهار قال تعالى " حتى يعطوا الجزية عن يد‬
‫ك تفي اللققذرليقن )‪(20‬‬ ‫وهم صأاغرون "وقال تعالى " إتلن التذيقن يُقحاددوقن ال لهق قوقرُسولقهُ ُأولقئت ق‬
‫سلتم قفالجنقلح لققها قوتقيقولكلل قعقلى ال لته إتنلهُ ُهقو‬‫قال ابن كثير رحمه ال فى تفسير أية النفال " قوإتلن قجنقُحوا تلل ل‬
‫ستميُع ا لقعتليُم )‪(61‬‬
‫ال ل‬
‫"قال ‪ :‬قال ابن عباس ومجاهد وزيد بن أسلم وعطاء الخرسانى وعكرمة والحسن وقتادة إن‬
‫هذه الية منسوخة بأية السيف فى براءة " ققاتتُلوا التذيقن قل يُيلؤتمُنوقن تبال لته قوقل تبالليقيلوتم اللتختر" وفيه‬
‫نظر أيضاً لن أية براءة فيها المربقتالهم إذا أمكن ذلك فأما إن كان العدو كثيفاً فإنه يجوز‬
‫مهادنتهم كما دلت عليه هذه الآية الكريمة ‪ ،‬وكما فعل النبى صألى ال عليه وسلم يوم‬
‫الحديبية فل منافاة ول نسخ ول تخصيص وال أعلم " تفسير ابن كثير‪7/113/114‬ط‬
‫أولد الشيخ‬
‫وقال الحافظ بن حجر فى نفس الآية "وإن جنحوا للسلم "قال "هذه الآيه دالة على مشروعية‬
‫‪227‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المصالحة مع المشركين ‪..‬ثم قال ‪..‬ومعنى الشرط فى الية أن المر بالصلح مقيد بما إذا‬
‫كان الحظ للسلم المصالحة ‪ ،‬أما إذا كان السلم ظاهراً على الكفر ولم تظهر المصلحة‬
‫فى المصالحة فل " فالية دالة على مشروعية المسالمة عند الحاجة كشغل المسلمين عن‬
‫حربهم أو عند ضعف المسلمين عن قتال المشركين جازت المصالحة كما وقع فى الحديبية‬
‫" وهناك فرق بين الجواز والوجوب ودليل ذلك فعل النبى صألى ال عليه وسلم بقتاله الروم‬
‫فى مؤتة وتبوك مع قلة العدد والعدة وكذلك فعل الصحابة من بعده وأهل الثغور إلى يومنا هذا‬
‫ض إلى قيام الساعة انظر صأحيح البخاري مع الفتح ‪6/308/309‬ط الحديث‬ ‫فالجهاد ما ة‬
‫ويقول الشافعي رحمة ال " دل كتاب ال وسنة نبيه صألى ال عليه وسلم أن فرض الجهاد‬
‫إنما هو على أن يقوم به من فيه كفاية للقيام به حتى يجتمع أمران ‪.‬أحدهما أن يكون بإذاء‬
‫العدو المخوف على المسلمين من يمنعه والخر ‪:‬أن يجاهد من المسلمين من فى جهاده‬
‫كفاية حتى يسلم أهل الوثان أو يعطى أهل الكتاب الجزية "الم‪4/167‬‬
‫ويقول محمد بن الحسن "فرضية القتال المقصود منها إعزاز الدين وقهر المشركين "السير‬
‫الكبير للشيبانى ‪1/188‬‬
‫ويقول ابن عبد البر المالكي "يقاتل جميع أهل الكفر من أهل الكتاب وغيرهم من القبط‬
‫والترك والحبشة والفزارية والصقالبة والبربر والمجوس وسائر الكفار من العرب والعجم‬
‫يقاتلون حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صأاغرون "الكافي فى فقه أهل المدينة‬
‫ويقول ابن القيم رحمه ال والمقصود من الجهاد إنما هو أن تكون كلمه ال هى العليا‬
‫ويكون الدين كله ل ‪..‬فإن من كون الدين كله ل إزلل الكفر وأهله وصأغاره وضرب الجزية‬
‫على رؤوس أهله والرق على رقابهم فهذه من دين ال ول يناقض هذا إل ترك الكفار على‬
‫عزهم وإقامة دينهم كما يحبون بحيث تكون لهم الشوكة والكلمة "أحكام أهل الذمة‬
‫وقد أجاد الستاذ الشيخ سيد قطب رحمه ال فى الكلم على فريضة الجهاد وأسبابه إجادة‬
‫قلما تجد لها مثيل بكلم عليه نور أنظره فى الظلل ‪3/1433/1448,1435/1451‬‬
‫ومشارع الشواق إلى مصارع العشاق من التمهيد ص‪23،24‬فإنه مهم جداً‬
‫‪228‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-2‬والسإبب الثاني من أسإباب الجهاد والقتال فى سبيل ال غير تقيد الناس لرب الناس‬
‫وإعلء كلمة ال ونشر السلم والتوحيد واليمان هو هدم بنيان النظم المناقضة لمبادئ السلم‬
‫وإقامة دوله تحكم بشريعة الرحمن‬

‫‪-3‬رد اعتداء المعتدين على المسإلمين قال تعالى "قوققاتتُلوا تفي قستبيتل ال لته التذيقن يُيققاتتُلونقُكلم قوقل‬
‫ب ا لُملعتقتديقن )‪" (190‬البقرة‬ ‫تقيلعتقُدوا إتلن ال لهق قل يُتح د‬
‫وقال تعالى" أققل تُيققاتتُلوقن ققيوما نققكُثوا أقيمانقيهم وهدموا بتتإلخراتج اللرسوتل وهم بقدءوُكم أقلوقل ملرةة‬
‫ق‬ ‫ُ قُ ل ق ُ ل‬ ‫ق‬ ‫لق ُ ل ق ق‬ ‫لً‬
‫ت‬
‫شلوهُ إتلن ُكلنتُلم ُملؤمتنيقن )‪ (13‬التوبة "‬
‫شلونقيُهلم قفال لهُ أققحدق أقلن تقلخ ق‬
‫أقتقلخ ق‬
‫‪ - 4‬ومن أسإباب الجهاد حماية الدولة السإلمية من شر الكفار‬
‫ومن الدلة على ذلك أن النبى صألى ال عليه وسلم كان يأمر بقتل واغتيال كل من يكيد للسلم‬
‫ويمكر بالمسلمين ومن ذلك أمره صألى ال عليه وسلم بقتل خالد بن سفيان بن نبيح عندما‬
‫جمع له ليغزوه فأرسل له رسول ال صألى ال عليه وسلم عبد ال بن أنيس فقتله ‪.‬‬
‫ومن ذلك أمر رسول ال صألى ال عليه وسلم بقتل كعب بن أشرف اليهودي وسلم بن أبى‬
‫الحقيق اليهودي فإنهما كانا مصدر خطر على الدولة السلمية‬
‫ومن ذلك حض النبى صألى ال عليه وسلم على الرباط وحراسة المسلمين والرباط هو المرابطة‬
‫فى الثغور على حدود الدولة السلمية وفى مقابلة العداء ولكن مما ينبغي أن يتنبه له أن الدولة‬
‫السلمية ليست حوزة من الرض لها حدود معينه يحافظ عليها فقط بل كلما أمتد السلم إلى‬
‫أرض وأزال عنها أنظمة الشرك صأارت داخلة فى الدولة السلمية التى ل تحدها الحدود‬
‫الجغرافية ول العراف ول العادات الدولية فأرض ال هى التى يقام عليها شريعة ال ويعبد فيها‬
‫وحدة سبحانه ل شريك له‬

‫‪ -5‬ومن أسإباب الجهاد أيضا قتل الكافرين إواباحتهما ومحقهما‬

‫‪229‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫تت‬ ‫تت ل‬ ‫ت‬
‫قال ال تعالى فى ذلك "قيا أقيديقها النلبدي قجاهد ا لُكفاقر قوا لُمقنافقيقن قوالغلُلظ قعلقليهلم قوقمألقواُهلم قجقهنلُم قوبلئ ق‬
‫س‬
‫صيُر )‪ " (73‬التوبه وكررها فى سورة التحريم ‪ 9‬والتكرار هذا من ال ليس عبثاً –حاشا ل –‬ ‫ا لم ت‬
‫ق‬
‫ولكن فيه تذكير بالمر وحض عليه ومعلوم أن سورة التحريم مدنية وكذلك سورة التوبة بل أخر ما‬
‫نزل من القرآن وهذا فيه فائدة عظيمة لمن تدبرها‬
‫تت‬ ‫وقال تعالى فى سورة النساء "فقيققاتتل تفي قستبيتل ال لته قل تُقك ل ُ ت‬
‫سى‬‫ض ا لُملؤمنيقن قع ق‬ ‫ك قوقحر ت‬ ‫ف إلل نقيلف ق‬
‫سق‬ ‫ل‬
‫س التذيقن قكقفُروا قوال لهُ أققشدد بقألًسا قوأققشدد تقيلنتكيًل )‪ "(84‬النساء"‬ ‫ف بقأل ق‬ ‫ال لهُ أقلن يقُك ل‬
‫وقال تعالى "واقتلوهم حيث ثقفتموهم " ثم قال بعدها "قوققاتتُلوُهلم قحلتى قل تقُكوقن ت لفتينقةم قويقُكوقن الرديُن‬
‫صيمر )‪(39‬النفال"قاتلوهم حتى ل يبقى شرك فى‬ ‫ُكلدهُ لتلته فقتإتن انليتقيقهوا فقتإلن ال لهق بتما ييلعمُلوقن ب ت‬
‫ق ق ق ق‬ ‫ل‬
‫الرض ول يبقى إل مسلم مسالم إما معاهد أو ذمي أو صألح وأمان إلى أجل معلوم محدد‬

‫ب قحلتى إتقذا أقثلقخلنتُُموُهلم فق ُ‬


‫شددوا ا لقوقثاقق "‬ ‫ب الررققا ت‬ ‫وقال سبحانه وتعالى " فقتإقذا لقتقيتُُم التذيقن قكقفُروا فق ق‬
‫ضلر ق‬
‫سورة محمد ‪ 4‬سورة القتال‬
‫صأُدوقر ققيلوةم ُملؤتمتنيقن‬
‫ف ُ‬‫صرُكم قعلقليتهم ويلش ت‬
‫ل قق‬
‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫وقال سبحانه " ققاتُلوُهلم يُيقعرذبليُهُم ال لهُ بأقيلديُكلم قويُلختزهلم قويقيلن ُ ل ل‬
‫)‪" (14‬التوبة‬
‫ضترُبوا تم لنيُهلم ُكلل بقيقناةن )‪(12‬‬
‫ضترُبوا فقيلوقق اللقلعقناتق قوا ل‬
‫وقال جل شأنه فى سورة النفال " قفا ل‬
‫فقطع‬ ‫وقال سبحانه " قويُتريُد ال لهُ أقلن يُتحلق ا لقحلق بتقكلتقماتتته قويقيلقطققع قدابتقر ا لقكافتتريقن )‪" ) 7‬النفال‬
‫دابر الكافرين وزوالهم من على الرض هو مراد ال وهو أمر محبوب إلى ال لذلك قال لرسوله‬
‫صألى ال عليه وسلم" قما قكاقن لتنقبتني أقلن يقُكوقن لقهُ أقلسقرى قحلتى يُيثلتخقن تفي اللقلر ت‬
‫ض "النفال‬
‫ل نريد أسرى ول نريد الجلوس على مائدة المفاوضات بل نريد قطع الرقاب نريد إظهار الغلظة‬
‫والشدة لن الموطن موطن جهاد ومناط شدة وغلظه وحرب ودماء فالمر يتطلب ذلك ‪،‬خلف‬
‫مواطن الدعوة فهو مناط رفق ولين والذى ل يفرق بين المناطين ويستدل بآيات الرحمة والحسان‬
‫والحكمة واللين فى كل موطن فقد جهل مقاصأد الشريعة وضل عن مراد ال ورسوله انظر إلى‬
‫‪230‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قول الفاروق عمر بن الخطاب رضى ال عنه عندما استشاره رسول ال صألى ال عليه وسلم فى‬
‫أسارى بدر " أرى أن تمكنني من فلن –قريب لعمر‪ -‬فأضرب عنقه وتمكن علياً من عقيل‬
‫فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلن أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم ال أنه ليست فى قلوبنا‬
‫هوادة للمشركين وهؤلء صأناديدهم وأئمتهم وقادتهم " انظر صأحيح مسلم والمسند‬

‫فالسإلح السإلح والجهاد الجهاد والقتل القتل حتى يعلما الكفار والمشركين المرتدين‬
‫أنه ليس فى قلوبنا إل العداوةا لهما مادموا يحاربون دين ال ويصدون عن سإبيل ال‬

‫القتل القتل حتى يعلما الكفار أن ديننا ل نبيعه على موائد العار والذل والنبطإاح‬
‫ديننا ل نبيعه بعرض من الدنيا أى كان هذا العرض إوان كان الملك والرياسإة فكل ذلك‬
‫زائل ل محالة‬

‫ديننا ل نبيعه لنه ليس للبيع وليس فى محل مسإاومة ولكن نبيع أنفسإنا ل على‬
‫الدعوةا والجهاد حتى يعبد ال وحده وحتى تطإهر الرض من الشرك والمشركين مهما‬
‫كلفنا ذلك من ثمن فهو رخيص فى جنب ال فهل فهما دعاةا النبطإاح وفقه المراجعات‬
‫ذلك ؟‬
‫بل أنظر إلى قول عبد ال بن رواحه وهو أشد من قول عمر رضى ال عنهم أجمعين قال "‬
‫يارسول ال انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أحزم عليهم ناراً " فقتل الكافرين‬
‫والمشركين والمرتدين وإبادتهم من أسباب الجهاد‬
‫وجهاد الكفار بكل مايستطيع المسلم كما قال النبى صألى ال عليه وسلم " جاهدوا المشركين‬
‫بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "صأحيح على شرط مسلم رواه أبو داوود والنسائى‬
‫وهذا ما قام به الصحابة بعد رسول ال صألى ال عليه وسلم ففتحوا البلد ودخل الناس فى دين‬
‫الله أفواجاً وانتشرت وسطعت شمس السلم فى كل مكان بفضل الجهاد فى سبيل ال فلقد‬

‫‪231‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فهم الصحابة رضى ال عنهم مراد ال ومراد رسوله صألى ال عليه وسلم أن الدعوة والجهاد‬
‫متلزمان ل ينفك أحدهما عن الخر وفهموا رضى ال عنهم أن قوام الدين قرأن يهدى وسيف‬
‫يقوم " فقاموا به خير قيام ومن أراد النجاة والفوز والفلح فعليه بذروة سنام السلم فهو طريق‬
‫العزة إلى الجنان ورضا الرحمن ‪ ،‬نسأل ال حسن الخاتمة ‪.‬‬

‫الخلصة‬

‫إواذا أردنا أن نجمل الخلصة فى أسإباب الجهاد ولماذا نجاهد فنقول نجاهد‬
‫‪-1‬لن ال أمرنا بذلك وفرضه علينا وكتبه علينا‬
‫‪-2‬لتكون كلمة ال هى العليا وإعزاز الدين وقهر المشركين ‪،‬‬
‫‪-3‬نجاهد لتعبيد الناس ل وحده وإخراجهم من العبودية للعباد‬
‫‪-4‬نجاهد لزالة الطواغيت كلها من الرض وإخلء العالم من الفساد‬
‫‪-5‬نجاهد لتحرير النسان فى الرض من العبودية للعباد ونجاهد حتى تكون شريعة ال هى‬
‫الحاكمة وأن يكون مرد المور إلى ال وفق ما قرره سبحانه من شريعة مبينه‬
‫‪232‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ونجاهد لقيام مملكة ال فى الرض وإزالة مملكة البشر وانتزاع السلطان من أيدي مغتصبه من‬
‫العباد ورده إلى ال وحده وسيادة الشريعة اللهية وحدها وإلغاء القوانين البشرية ‪.‬‬
‫كل أولئك ليتم بمجرد التبليغ والبيان لن المتسلطين على رقاب العباد المغتصبين لسلطان ال‬
‫فى الرض ل يسلمون فى سلطانهم بمجرد التبليغ والبيان وإل فما كان أيسر عمل الرسل‬
‫‪1‬‬
‫صألوات ال وسلمه عليهم ‪ ،‬وتاريخ هذا الدين على ممر الجيال‬
‫‪-6‬ونجاهد لرد اعتداء المعتدين على المسلمين وأرض المسلمين وأعراض المسلمين ونجاهد‬
‫لحماية الدولة السلمية من شر الكفار والمرتدين‬
‫‪-7‬نجاهد لقتل الكافرين وإبادة المرتدين ومحقهم وتطهير الرض منهم ومن رجسهم هذه بعض‬
‫أسباب الجهاد التى من أجلها نجاهد ونقاتل فعلى كل مسلم يريد الجهاد فى سبيل ال أن‬
‫يخلص النية ل سبحانه وحده ويعرف معرفة جيدة لماذا يجاهد ‪ ,‬وستأتي مسائل فى أخر الرسالة‬
‫تفصل وتوضح بعض مسائل الجهاد المتفرعة من هذا الصأل وال المستعان‬

‫ثانيا ا ‪ :‬من نجاهد ؟‬


‫بعد أن أخلصنا النية ل تعالي ووقفنا علي أسباب الجهاد التي شرع من أجلها وعلمناً جيداً لماذا‬
‫نجاهد علماً ل يزول بشبهات الضالين المرجفين من العلمانيين والمرتدين و المخذلين من دعاة‬
‫النبطاح وفقه التراجعات أدعياء السلفية ومرجئة العصر وغيرهم من المنحرفين عن طريق العزة‬
‫الذي وضحه رب العالمين وبينه رسوله صألي ال عليه وسلم البيان المبين وسار عليه الصحابة‬
‫الكرام المجاهدين ومن تبعهم علي درب الجهاد من سلفنا الصالح رضي ال عنهم أجمعين وهو‬
‫ما ة‬
‫ض مع كل بر وفاجر إلي يوم الدين ‪ .‬فبعد أن حددنا الهدف وعرفنا السبب ل بد وأن نعرف‬

‫‪ 1‬أنظر كلم الساتاذ الشيخ سايد قطب رحمة ا باتمامه فى" أهدافا الجهاد وغايته" الدكتور على بان نفيع العليانى دار الصفوة وهو فصل من‬
‫رساالته القيمه " أهمية الجهاد" ومنها أختصرنا وأساتفدنا فجزاهم ا خير‬
‫‪233‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العدو الذي سنقاتله ل بد أن نعرف جيداً من نجاهد فتحديد العدو مهم جداً ويبين لنا ال عز‬
‫وجل العدو الذي نجاهده ونقاتله وهم الكفار والمشركين والمرتدين وكل عدو للدين محارباً ل‬
‫ولرسوله وللمؤمنين ‪ ،‬يقول رب العالمين " ققاتتُلوا التذيقن قل يُيلؤتمُنوقن تبال لته قوقل تبالليقيلوتم اللتختر قوقل‬
‫ب قحلتى يُيلعُطوا ا لتجلزيقةق قعلن‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫يُقحررُموقن قما قحلرقم ال لهُ قوقرُسولُهُ قوقل يقديُنوقن ديقن ا لقحرق مقن الذيقن ُأوُتوا ا لكقتا ق‬
‫صأاتغُروقن )‪ " (29‬التوبة ويقول النبي صألي ال عليه وسلم " اغزوا في سبيل ال قاتلوا‬ ‫يقد قوُهلم ق‬
‫ة‬
‫من كفر بال " بهذا البيان الواضح الذي ل لبس فيه ول تأويل ‪ ،‬يبين لنا ال ورسوله البيان‬
‫المبين بقتال الكفار فالمبيح للقتال والجهاد الكفر والمحاربة إذا كان ذلك كذالك فهل كل‬
‫كافر يقتل فهل كل كافر يقاتل ؟؟ ليس كل كافر يقاتل بل هناك كفار ل يقاتلون فعلينا إذاً أن‬
‫نحدد الكافر وأنواعهم وأنصافهم حتى يستطيع المجاهد أو الذي يريد الجهاد أن يحدد العدو‬
‫المقصود فنقول باختصار شديد‬

‫‪-‬أنواع الكفار والعداء –‬


‫أولً ‪ :‬نقرر أصألا من أصأول السلم التي بني عليها باتفاق أهل القبلة أن كل إنسان أو بعبارة أدق‬
‫كل مخلوق من الجن والنس ل يؤمن بالسلم ديناً وبمحمد صألى ال عليه وسلم نبياً ورسولً‬
‫فهو كافر وإن مات على ذلك فهو خالد مخلد فى نار جهنم ‪,‬هذا أصأل فاليهودي والنصراني‬
‫والمجوسي والبوذي والشيوعي وغيرهم كل هؤلء كفار يجب جهادهم حتى يدخلون فى دين ال‬
‫ويدينون دين الحق الذى هو السلم ومن لم يكفر هذا الكافر الصألى أو شك فى كفره أو قال‬
‫ماعلى به أو قال هو صأاحب دين سماوي وله رسول فل أكفره وال يحكم بيننا يوم القيامة ول‬
‫ندرى من منا على الحق من يقول ذلك ولم يكفر الكافر الصألى أو شك فى كفره فهو كافر‬
‫مرتد عن السلم مكذب بالقرآن والسنة مخالف لهل السلم متبع لهل الكفر والوثان‬
‫والكافر إما أن يكون أصألى مثل اليهود والنصارى والمشركين وسائر ملل الكفر وإما أن يكون‬
‫مرتد بعد إسلم وهذا يقتل متى قدر عليه ‪ .‬والكافر الصألى إما أن يكون محارب فيقتل على كل‬
‫حال متى قدر عليه وإما أن يكون معاهد أو مستأمن بعقد ذمة أو صألح أو أمان فإذ ا ليس كل‬
‫‪234‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كافر يحارب وليس كل كافر يقتل فأهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس على قول‬
‫عمر رضى ال عنه فى أهل البحرين لهم ثلث حالت إما الدخول فى السلم وإما دفع الجزية‬
‫وإما الحرب هذا فى الجهاد الذى هو فرض كفاية فى بلدهم وأرضهم جهاد الطلب مع قوة‬
‫المسلمين وتمكنهم وعزتهم وقدرتهم والمشركون عبدة الوثان من العرب وغيرهم الذين ليس لهم‬
‫كتاب سماوي فلهم حالتان إما الدخول فى السلم وإما الحرب وليس لهم دفع الجزية على‬
‫الصحيح الثابت المعمول به فى عهد الرسول صألى ال عليه وسلم والخلفاء من بعده أما فى حالة‬
‫دخول الكفار أراضى المسلمين واحتللهم بلد المسلمين وأسرهم الشباب وسبيهم النساء فهنا‬
‫يكون الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة لفك أسرى المسلمين وإخراجهم من بلد‬
‫المسلمين فصار العداء عندنا على هذا التقسإيما‬
‫كافر أهل كتاب مثل اليهود والنصارى ومن كان مثلهم‬
‫كافر مشرك ليس من أهل الكتاب كمشركي العرب وغيرهم ممن ليس لهم كتاب‬
‫منافق معلوم النفاق وهو الذى يظهر السلم ويبطن الكفر والعداوة للمسلمين‬
‫مرتد عن السلم وهو الذى يكفر بعد إسلمه‬
‫وهناك صأنف خامس هم الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع وإن كانت هذه تلحق بأهل الردة‬
‫على تفصيل ذكرته فى غير هذا الموضع‬
‫والصنف الخير من أهل القتال هم البغاة قتال أهل البغي وهؤلء ينتسبون إلى أهل القبلة مثل‬
‫الخوارج وهو القتال على المفاهيم والفكار سواء كانت صأحيجه أم باطلة‬
‫والقتال من أجل الملك والسياسة والدنيا من باب الجور والظلم ‪,‬ول يدخل فى ذلك القتال‬
‫والفتنة التى كانت بين المسلمين فى عهد الخليفة الراشد على ابن أبى طالب والصحابي الجليل‬
‫كاتب رسول ال صألى ال عليه وسلم معاوية ابن أبى سفيان رضى ال عنهما وعن صأحابة رسول‬
‫ال صألى ال عليه وسلم فهذا ليس قتال على الدنيا ول السياسة والملك كما زعم أهل‬
‫‪235‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الستشراق والذين فى قلوبهم مرض من الجهل والحقد والعداوة للسلم والمسلمين ولكنه قتال‬
‫فتنة سببه نصرة دين ال وإحقاق الحق وإيصاله إلى أصأحابه وما وقع إل بشبه وتأويل واجتهاد‬
‫وكلهما معذور مأجور إن شاء ال تعالى وقتال الكفار بأنواعهم الخارجين عن ملة السلم‬
‫يختلف اختلفا كلياً عن قتال أهل البغي من المسلمين أهل القبلة وليسوا سواء فقتال الكفارغير‬
‫قتال المسلمين‬

‫–الفرقا بين قتال الكفار والمرتدين وقتال أهل البغي من المسإلمين‬


‫‪-1‬يبدءون بالقتال والبيات‬
‫‪-2‬وتحرق البيوت والزروع والثمار والنخيل إن رأى المام مصلحة فى ذلك‬
‫‪-3‬يقتل جريحهم‬
‫‪-4‬يتبع الفار منهم‬
‫‪-5‬تسبي نساؤهم‬
‫‪-6‬وتستحل أموالهم وفروج نسائهم‬
‫أما قتال أهل البغي فهما مسإلمون من أهل القبلة‬
‫‪ -1‬فل ُيبدؤن بقتال‬
‫‪-2‬ول يمُنعون من الصلة في المساجد‬
‫‪-3‬ل تحرق البيوت ول تخرب الزروع ول تتلف الثمار‬
‫‪-4‬ل يقتل جريحهم ول يجهز عليه بل يداوي ويعالج‬
‫‪-5‬ل يتبع الفار فهم فإذا القي السلح وفر من الميدان فهو آمن‬
‫‪-6‬ل تسبى النساء ول يؤسر الرجال ول تستحل الموال فأموالهم وأعراضهم محترمة مصونة‬
‫بحرمة السلم‬

‫‪236‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذا هو الفرق بين قتال أهل البغي وقتال أهل الكفر والردة وهذا الذى كان عليه رسول ال‬
‫صألى ال عليه وسلم وصأحابته من بعده فى القتال وكل النوعين وقع فى عهدهم وكانت هذه‬
‫سيرتهم ل يوجد اختلف بينهم وهى ثابتة متواترة فى القرآن والسنة‬
‫فقد قاتل النبى صألى ال عليه وسلم الكفار والمشركين والمرتدين فى اليمامة واليمن‬
‫وقاتل خليفته الصديق رضى ال عنه أهل الردة وسيرته فيهم واحدة معلومة‬
‫وقاتل عمر الفاروق رضى ال عنه المشركين والكفار والمجوس وفتح البلد‬
‫وقاتل ذو النورين عثمان شهيد البررة قتيل الفجرة رضى ال عنه الكفار وفتح البلد وحصلت فى‬
‫أواخر عهده فتنة السبئية أتباع عبد ال بن سبأ اليهودي المتظاهر بالسلم حقداً ونفاقاً وكيداً‬
‫لهله –عليه من ال ما يستحق‬
‫ثم جاء قتال الفتنة وهو قتال أهل البغي وكانت سيرتهم معلومة فى الجميع دون خلف‬
‫فالذين نقاتلهم ونجاهدهم هم أهل الكفر والردة والنفاق والشرك وهذا الذي أمر ال به رسوله‬
‫صألي ال عليه وسلم حيث قال سبحانه لنبيه " قيا أقيديقها النلبتدي قجاتهتد ا لُكلفاقر قوا لُمقنافتتقيقن قوالغلُلظ‬
‫قعلقليتهم ومألواُهم جقهنلم وبتلئس ا لم ت‬
‫صيُر )‪" (9‬‬ ‫ل قق ق ل ق ُ ق ق ق‬
‫وقتال المرتد أولي من قتال الكافر الصألي وقتال الكافر القريب أول من قتال الكافر البعيد فل‬
‫بد من فقه الولويات وترتيب العمال ول بد من تأمين الجبهة الداخلية ‪ ،‬وسيأتي إن شاء ال‬
‫تعالي في كيف نجاهد – فالعدو لبد وأن يكون معلوم الراية واضح المناط غير متلبس بشبهة‬
‫وتحديد العدو مهم جداً وكما قلنا ليس كل عدو يقاتل ولكن نحارب المحارب لكفره وعداوته‬
‫وصأده عن سبيل ال –كما تقدم – فربما يكون عدو وبيننا وبينه عهد وصألح وهدنة كما فعله‬
‫النبي صألي ال عليه وسلم مع كفار قريش في صألح الحديبية والعهد الذي كان بينه وبينهم صألي‬
‫ال عليه وسلم شريطة أل تكون الهدنة مفتوحة مطلقة فل بد أن تكون معلومة محددة فالصلح‬
‫الدائم بين الكفار والمسلمين ل يجوز وهو باطل ل يصح لن فيه إبطال لشعيرة الجهاد وإقرار‬
‫الكفار علي كفرهم وإنحصار السلم وتقوقعه في بقعة معينة وهذا خلف أهداف الجهاد وغايته‬
‫التي ُشرع من أجلها فل بد أن يكون الصلح محدود فل صألح دائم بيننا وبين اليهود والنصارى‬
‫‪237‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والمشركين ول معاهدات سلم دائم هذا كله باطل ل يصح ول ُيقبل في دين ال فالصلح الجائز‬
‫والعهد الجائز والهدنة الجائزة هي التي تحدد بمدة معينة معلومة ريثما يستعد المسلمون وعلي‬
‫حسب ما يراه المير والقائد والخليفة أصألح للمسلمين كما فعله النبي صألي ال عليه وسلم‬
‫وخلف ذلك فهو باطل شرعاً ل يصح بحال وإن أقدم عليه القائد والمير والسلطان فهو باطل‬
‫ل يجب العمل به بل يجب نقده والعمل علي خلفه فل عهد ول صألح ول أمان ول هدنة دائمة‬
‫بين الكفار والمشركين ما داموا لم يدخلوا في السلم ول عهده ول ذمته بدفع الجزية ‪ .‬فالذي‬
‫يريد الجهاد عليه أن يعرف العدو الذي يقاتله ومن أي النواع هو أهو كافر أصألي مثل اليهود‬
‫والنصارى والمجوس والمشركين المحاربين أم هو كافر مرتد خرج من السلم من أكثر من باب‬
‫بارتكابه أكثر من ناقض مثل الحكام المرتدين وأعوانهم المبدلين لدين ال المشرعين من دون ال‬
‫الحاكمين بغير شريعة ال المحاربين لولياء ال ‪ ،‬الصادين عن سبيل ال ومثل الفرق الضالة‬
‫كالبعث والنصيرية والعلمانية والقديانية والبهائية والقرامطة والسماعيلية والباطنية والشيعة الغلة‬
‫من المامية وحزب ال ومثل الطوائف الممتنعة من تطبيق الشريعة وأداء الفرائض فالمجاهد ل‬
‫يلتبس عليه هذه المناطات فهي مناطات كفرية متحققة منضبطة فل شبهة ول تآويل فل يغرنك‬
‫أيها المجاهد تلفظ البعض من هؤلء بالشهادتين والنتساب إلي السلم فهؤلء مرتدون كفرهم‬
‫أشد وأغلظ من كفر اليهود والنصارى فلقد قاتلهم خليفة رسول ال صألي ال عليه وسلم ومع‬
‫إجماع الصحابة علي ذلك هل النطإقا بالشهادتين مانع من الكفر والقتل ؟‬
‫ول تلتفت لدعاة النبطاح وفقه التراجعات مرجئة العصر من أن ل إله إل ال عاصأمة من القتل‬
‫ويستدلون بحديث أسامة وغيره دون فقه ول علم ‪ ،‬بل جهل قبيح بمسائل اليمان والكفر فل‬
‫يفرقون بين من قال ل إله إل ال من الكفار الصألين والمشركين وعليه يحمل حديث أسامة‬
‫وغيره في ثبوت السلم الحكمي للكافر الصألي في الدنيا وبين من قال ل إله إل ال من أهل‬
‫كفر الردة ول سيما إذا كان لم يخرج من السلم بالمتناع عن قولها ‪ ،‬فليست ل إله إل ال‬
‫مانعة من الكفر والردة ول عاصأمة دم المرتد وماله وقد فصلنا هذه المسأله في التنبيهات‬
‫المختصرة المسألة الثانية بمزيد من البسط لكن المقصود هنا هو أن يحدد المجاهد العدو‬
‫‪238‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الذي يقاتله بدقه وعلم وبصيرة ويقين ل يتطرق إليه الشك والريب حتي ل ينتكس في الميدان‬
‫أو يصل إليه فل بد من تحديد العدو بدقة ثم بعد ذلك ل بد من تحديد الراية التي يقاتل تحتها‬
‫وأل تكون راية عمية جاهلية أو حزبية بعثية قومية صأوفية شركية ديمقراطيه شيعية ‪ ،‬بل لبد أن‬
‫فوحدة‬ ‫‪1‬‬
‫تكون راية سنية حنيفية جلية واضحة ل لبس فيها ول غموض حتي ل يحصل الفتراق‬
‫العقيدة والمنهج هي سبب الوحدة والتآلف في الميدان والختلف في العقيدة والمنهج ل يمكن‬
‫أبداً أن يأتي بالنصر " ول تنازعوا فتفشلوا "‬
‫فل بد من تحديد الراية التي نقاتل تحتها في سبيل ال نصرة لدين ال إبتغاء ما عند ال ترجوا‬
‫ثواب ال ‪ ،‬فأنت تقدم نفسك أيها المجاهد وهي أغلي ما تملك فل تقدمها علي شيئ إل وأنت‬
‫تعلمه جيداً تمام العلم وتعتقده اعتقاداً صأحيحاً ل يتطرق إليه شك علي بصيرة من أمرك ونور من‬
‫ربك فعليك أخي المجاهد بعد أن علمت لماذا نجاهد وعلمت من تجاهد وحددت العدو بدقه‬
‫وبحثت ودققت في مسائل اليمان والكفر وحققتها تحقيقاً علمياً من أصأولها وعلمت الجمال‬
‫والتفصيل ومن أين دخلت الشبهات علي أهل الزيغ والضلل ورددت عليها بأسلوب علمي سني‬
‫مبني علي الدليل المعتبر وهو أية محكمة وحديث صأحيح ثابت وفهم صأحابة رسول ال صألي‬
‫ال عليه وسلم فقد قطعت شوطاً كبيراً في طريق الدعوة والجهاد في سبيل ال فهيا بنا إلي‬
‫المعلم الثالث من معالم طريق الجهاد وهو متى نجاهد‬
‫ق‬

‫‪ 1‬وقد أغتر باعض الشباب بال باعض الدعاة باراية حماس والجهاد فى فلسطين ولم يعلموا حقيقة المر وباعد أن ساافر باعض الشباب وأمدوهم‬
‫باالمال والسلح قامت حماس وفتح باتسليم الخوة إلى الطواغيت باموجب ما باينهم من عهود‪,‬بال قتلت حماس أخوة التوحيد والجهاد واعتقلتهم‬
‫‪239‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثالثا ا ‪ :‬متى نجاهد ؟‬
‫هذا سؤال مهم جداً في هذه الخماسية وهو قريب من السؤال الول لماذا نجاهد‬
‫‪ ،‬فعلي المجاهد أن يعلم متى يجاهد وأي من نوعى الجهاد سيقوم به وهذا يتطلب منا معرفة‬

‫مراحل تشريع الجهاد‬


‫يقول شيخ السلم ابن تيميه ‪28 /429‬‬
‫" إن ال بعث محمداً صألي ال عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره علي الدين كله وشرع له‬
‫الجهاد إباحة له أولً ‪ ،‬ثم أباحه له ثانياً لما هاجر إلي المدينة ‪ ،‬وصأار له أنصار ينصرون ال‬
‫ورسوله " ويقول أيض ا –رحمه ال – مبين ا مراتب الجهاد ‪346/347/28 .‬‬
‫" ولن ال لما بعث نبيه ‪ ،‬وأمره بدعوة الخلق إلي دينه ‪ ،‬لم يأذن له في قتل أحد علي ذلك ول‬
‫قتاله ‪ ،‬حتى هاجر إلي المدينة ‪ ،‬فأذن له وللمسلمين بقوله تعالي " أُتذقن لتلتذيقن يُيققاتقيُلوقن بتأقنليُهلم‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ظُلتموا وإتلن ال له قعقلى نق ت‬
‫صترهلم لققتديمر )‪ (39‬التذيقن أُلخترُجوا ملن تدقياترهلم بتغقليتر قحنق إتلل أقلن يقيُقوُلوا قربديقنا ال لهُ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ُ ق‬
‫ساتجُد يُلذقكُر تفيقها السُم ال لته‬ ‫ت ت‬ ‫لت‬
‫ت قوقم ق‬ ‫صأقوامُع قوبتيقمع قو ق‬
‫صألققوا م‬ ‫ض لقُهردقم ل ق‬ ‫ضُهلم تببقيلع ة‬ ‫س بقيلع ق‬‫قولقلوقل قدفلُع ال ه اللنا ق‬
‫ض أقققاُموا‬ ‫ي قعتزيمز )‪ (40‬التذيقن إتلن قملكلناُهلم تفي اللقلر ت‬ ‫صُرهُ إتلن ال لهق لققتو ّ‬‫صقرلن ال لهُ قملن يقيلن ُ‬
‫ت‬
‫قكثيًرا قوقليقيلن ُ‬
‫ثم‬ ‫ف قونقيقهلوا قعتن ا لُملنقكتر قولتلته قعاقتبقةُ اللُُموتر )‪ " (41‬الحج‬ ‫صقلقة وآتقيوا اللزقكاقة وأقمروا تبا لمعرو ت‬
‫ق قُ ق لُ‬ ‫ال ل ق ُ‬
‫سى أقلن‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ب قعلقليُكُم ا لققتاُل قوُهقو ُكلرهم لقُكلم قوقع ق‬ ‫إنه بعد ذلك أوجب عليهم القتال بقوله تعالي " ُكت ق‬
‫سى أقلن تُتحدبوا قشليًئا قوُهقو قشّر لقُكلم قوال لهُ يقيلعلقُم قوأقنليتُلم قل تقيلعلقُموقن )‬ ‫خييمر لقُكلم قوقع ق‬ ‫تقلكقرُهوا قشليًئا قوُهقو ق ل‬
‫‪ " (216‬البقرة وأكد اليجاب وعظم أمر الجهاد في عامة السور المدنية وذم التاركين له ‪،‬‬
‫ووصأفهم بالنفاق ومرض القلوب فقال تعالي " قُلل إتلن قكاقن آقباُؤُكلم قوقأبليقناُؤُكلم قوإتلخقوانُُكلم قوأقلزقواُجُكلم‬
‫ب إتلقليُكلم تمقن ال لته‬ ‫ساكتُن تقيلر ق‬
‫ضلونقيقها أققح ل‬ ‫ساقدقها قوقم ق‬ ‫قوقعتشيقرتُُكلم قوأقلمقوامل اقليتقيقرفليتُُموقها قوتتقجاقرةم تقلخ ق‬
‫شلوقن قك ق‬
‫صوا قحلتى يقألتتقي ال لهُ بتأقلمترهت قوال لهُ قل يقيلهتدي ا لقلوقم ا لقفاتستقيقن )‪" (24‬‬ ‫تت‬ ‫تت ت ة ت‬
‫قوقرُسوله قوجقهاد في قستبيله فقيتقيقربل ُ‬
‫التوبة‬

‫‪240‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ومما سإبقا يتبين لنا أن للجهاد ثلثة مراحل‬


‫" المرحلة الوألي الجهاد المكي وأهو بياني عام – يدوأي فردي‬
‫وهذا الجهاد كان فرضاً علي رسول ال صألي ال عليه وسلم منذ أن بعثه ال وأمره بالنذار وكان‬
‫هذا أشق أنواع الجهاد علي رسول ال صألي ال عليه وسلم وكم أُوذي في سبيله من جهة قومه‬
‫حتي اضطر إلي السفر إلي الطائف لعله يجد من يقوم معه في هذا المر ولكنه صألوات ربي‬
‫وسلمه عليه رجع كما ذهب لحكمة بالغة ‪ ،‬وهي كمال رفعته ومنزلته بين العالمين ‪ ،‬كما قال‬
‫المام ابن قيم الجوزية –رحمه ال – " لما كان الجهاد ذروة سنام السلم وقبته ‪ ،‬ومنازل أهله‬
‫أعلي المنازل في الجنة كما لهم الرفعة في الدنيا فهم العلون في الدنيا والخرة كان رسول ال‬
‫صألي ال عليه وسلم في الذروة العليا منه ‪ ،‬فاستولى علي أنواعه كلها ‪ ،‬فجاهد في ال حق‬
‫جهاده بالقلب والجنان ‪ ،‬والدعوة والبيان والسيف والسنان وكانت ساعاته موقوفة علي الجهاد‬
‫بقلبه ولسانه ويده ‪ ،‬ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً وأعظمهم عند ال قدراً ‪ ،‬وأمره ال بالجهاد‬
‫في حين بعثه وقال " قولقلو تش لئيقنا قلبقيقعثليقنا تفي ُكرل ققيلريقةة نقتذيًرا )‪ (51‬فققل تُتطتع ا لقكافتتريقن قوقجاتهلدُهلم بتته‬
‫تجقهاًدا قكتبيًرا )‪ " (52‬الفرقان‬
‫‪1‬‬
‫فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة والبيان وتبليغ القرآن " زاد المعاد‬
‫فكانت للنبي صألي ال عليه وسلم قبل فرض الجهاد منازل مع المشركين فأول ذلك أنه كان‬
‫يوحي إليه ول يؤمر في غير نفسه بشيء ثم أمر بالتبليغ فقيل له "قم فأنذر " فأشفق من ذلك‬
‫ك‬‫صُم ق‬‫ت ترسالقتقهُ وال لهُ ييلع ت‬ ‫ك تملن قربر ق‬
‫ك قوإتلن لقلم تقيلفقعلل فققما بقي لغل ق ق ق ق‬ ‫فنزل " قيا أقيديقها اللرُسوُل بقيلرلغ قما أُنلتزقل إتلقلي ق‬
‫س إتلن ال لهق قل يقيلهتدي ا لقلوقم ا لقكافتتريقن )‪ " (67‬المائدة ‪ .‬فلما بلغ كذبوه واستهزؤا به‬ ‫تمقن اللنا ت‬
‫وهكذا يفعل أهل الباطل بأهل الحق فكل من سار علي طريق النبياء وأدعا‬
‫إلي ما دعت إليه النبياء سيصيبه مثل ما أصاب النبياء وأل بد ‪ ،‬لنه‬
‫ليس أكرم علي الله من النبياء وأإذا رأيت الرجل يعتلي المنابر‬
‫‪ 1‬انظر مقدمة المشارع من ص ‪ 25‬إلي ص ‪29‬‬
‫‪241‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأيتصدر المجالس وأقد رضي عنه الطاغوت وألم يؤذى من الباطل‬
‫فأعلم أن في دينه دخن وأأنه ليس علي الجادة فإذا رضي الباطل‬
‫عن الحق فليفتش الحق في نفسه وأمنهجه فبعد هذا التكذيب واليذاء‬
‫ض قعتن ا لُملشترتكيقن )‪ (94‬إتلنا قك ق لفييقناقك ا لُملستقيلهتزتئيقن )‬ ‫ع بتقما تُيلؤقمُر قوأقلعتر ل‬
‫صأقد ل‬‫أمر بالصبر وقيل له " قفا ل‬
‫صأبتلر قعقلى قما يقيُقوُلوقن قوالهُجلرُهلم قهلجًرا قجتميًل )المزمل‬ ‫‪ " (95‬الحجر ثم أمر باعتزالهم فنزل " قوا ل‬
‫ث غقليترهت قوإتلما‬‫ضوا تفي حتدي ة‬
‫ق‬ ‫ض قع لنيُهلم قحلتى يقُخو ُ‬ ‫ضوقن تفي آقياتتقنا فقأقلعتر ل‬ ‫ت التذيقن يقُخو ُ‬ ‫‪" 10‬قوإتقذا قرأقيل ق‬
‫شليقطاُن فققل تقيلقعُلد بقيلعقد الرذلكقرى قمقع ا لقلوتم اللظالتتميقن )‪ " (68‬النعام‬ ‫ك ال ل‬ ‫يُيلنتسيقينل ق‬
‫ض ُمقراغقًما‬ ‫‪ .‬ثم أذن لمن أمن معه في الهجرة دونه فنزل " قوقملن يُيقهاتجلر تفي قستبيتل ال لته يقتجلد تفي اللقلر ت‬
‫ت فقيقلد قوقققع أقلجُرهُ قعقلى ال لته‬ ‫قكتثيًرا قوقسقعةً قوقملن يقلخُرلج تملن بقيليتتته ُمقهاتجًرا إتقلى ال لته قوقرُسولتته ثُلم يُلدترلكهُ ا لقملو ُ‬
‫قوقكاقن ال لهُ غقُفوًرا قرتحيًما )‪ " (100‬النساء‬
‫صألدةق قوالجقعلل تلي‬ ‫صألدةق وأقلخترلجتني ملخرج ت‬ ‫ب أقلدتخلتني ملدقخل ت‬ ‫ثم أمر رسوله بالهجرة ونزل " قوقُلل قر ر‬
‫ُ قق‬ ‫ق‬ ‫ُ ق‬
‫صيًرا )‪ " (80‬السراء فهاجر رسول ال صألي ال عليه وسلم‬ ‫ك سلقطاًنا نق ت‬ ‫ت‬
‫ملن لقُدنل ق ُ‬
‫وقبل أن ننتقل إلي المرحلة المدنية نود أن ننبه علي أمر مهما أل وهو أن هذه المرحلة‬
‫المكية كما هو معلوم كانت مرحلة دعوة وهجرة وصأبر دعوة سرية تارة ودعوة علنية تارة أخري فهي‬
‫دعوية بيانية عامة أما علي مستوى الفراد فكانت دعوية بالبيان وباليد جهاد بالبيان وجهاد باليد كما‬
‫حصل من عبد ال بن مسعود وأبي ذر الغفاري وعمر الفاروق رضي ال عنهم جميعاً وهذه حالت‬
‫فردية حدثت في العهد المكي علي مسمع ومرأى من النبي صألي ال عليه وسلم وهذا فيه رد علي‬
‫دعاة النبطاح أهل التخذيل والتثبيط والرجاف الذين يقولون نحن الن في مرحلة كف اليدي‬
‫ونحن الن في واقع مطابق للعهد المكي والمرحلة المكية ويتجاهلون هذه الوقائع ويهاجمونها وإن‬
‫وقعت من أفراد وليس من العموم ويتناسون أن آخر أمر الجهاد وهو آية السيف والمر بالقتال في‬
‫سورة التوبة فل يمنع أبداً في حالة الستضعاف أن يقوم فرد أو أفراد بالصدع بالحق والجهر به‬

‫‪242‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومنازلة الكفار بعمليات فردية كما قام بها الفاروق رضي ال عنه في مكة وقام بها سعد بن أبى‬
‫وقاص‬
‫ففي السنة الرابعة من النبوة كان أصأحاب رسول ال صألي ال عليه وسلم يجتمعون في الشعاب‬
‫فيصلون فيها سراً فرآهم نفر من كفار قريش فسبوهم وقاتلوهم فضرب سعد بن أبي وقاص رجلً‬
‫فسال دمه فكان أول دم أريق في السلم وقد ذكر القصة ابن هشام وشيخ السلم محمد بن عبد‬
‫الوهاب في مختصر السيرة ونقل عنهما المباركفوري في الرحيق المختوم ص ‪ 72‬دار الرقم‬
‫وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث علي كيفية القتال والعمليات والستشهادية‬

‫ثم بعد هذه المرحلة المكية جاءت الهجرة ثم المرحلة المدنية وهي علي ثلث مراتب‬

‫الولي أن ال تعالي أذن لهم في قتال من قاتلهم فنزل " قوققاتتُلوا تفي قستبيتل ال لته التذيقن يُيققاتتُلونقُكلم قوقل‬
‫ب ا لُملعتقتديقن )‪ " (190‬البقرة‬ ‫تقيلعتقُدوا إتلن ال لهق قل يُتح د‬
‫صترتهلم لققتديمر )‪" (39‬‬ ‫ت‬ ‫تت‬
‫ثم أذن لهم في البتداء فنزل " أُتذقن ل لذيقن يُيققاتقيُلوقن بتأقنليُهلم ظُلُموا قوإتلن ال لهق قعقلى نق ل‬
‫الحج ‪.‬‬

‫المرتبة الثانية أن ال فرض الجهاد علي رسوله صألي ال عليه وسلم ‪ ،‬وفرض الهجرة علي‬
‫ب قعلقليُكُم ا لتققتاُل قوُهقو‬ ‫ت‬
‫المتخلفين بمكة من المسلمين فأنزل ال عز وجل في فرض الجهاد )ُكت ق‬
‫سى أقلن تُتحدبوا قشليًئا قوُهقو قشّر لقُكلم قوال لهُ يقيلعلقُم‬ ‫سى أقلن تقلكقرُهوا قشليًئا قوُهقو ق ل‬
‫خييمر لقُكلم قوقع ق‬ ‫ُكلرهم لقُكلم قوقع ق‬
‫قوأقنليتُلم قل تقيلعلقُموقن )‪ ((216‬البقرة‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫ثم قال)قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا ققاتتُلوا التذيقن يقيُلونقُكلم مقن ا لُكلفاتر قوليقتجُدوا تفيُكلم غلظقةً قوالعلقُموا أقلن ال لهق‬
‫قمقع ا لُمتلتقيقن )‪ (123‬التوبة‬
‫وقال (قوققاتتُلوا تفي قستبيتل ال لته قوالعلقُموا أقلن ال لهق قستميمع قعتليمم )‪ (244‬البقرة‬

‫‪243‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت ل‬
‫سُهلم‬‫المرتبة الثالثة ثم ألزم الجهاد إلزاما ل مخرج منه فقال )إلن ال هق الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق يُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل ال لته فقييقيلقتُيُلوقن قويُيلقتقيُلوقن قولعًدا قعلقليته قحيقا تفي التليلوقراةت قوا لتلنلتجيتل‬
‫ك ُهقو ا لقفلوُز ا لقعتظيُم )‪(111‬‬ ‫قوا لُقلرآتن قوقملن أقلوقفى بتقعلهتدهت تمقن ال لته قفالستقلبتشُروا تببقيليتعُكُم التذي قبايقيلعتُلم بتته قوقذلت ق‬
‫التوبة ‪,‬والمراد بهذا أنه لما فرض الجهاد صأار قبوله والطاعة له فيه من اليمان وكان فرضه بشرط‬
‫أن من قتل أو قتل فى سبيل ال فله الجنة ‪ ،‬فمن قبله على هذا كان باذل نفسه وذلك فى سورة‬
‫المبايعة ‪ ،‬فكانوا بائعين و ال جل جلله مشترى من هذا الوجه ‪ ،‬كل باع بثمن إلى أجل يكلف‬
‫إن يسلم فتبين بذلك فرض الجهاد ولزومه وال أعلم‪. 1‬‬
‫قال ابن النحاس –رحمه ال –‬

‫نفاسإة السإلعة تعرف بثلثة أشياء‬


‫بعظم المشترى ‪ ،‬لن العظيم القدر ل يباشر فى العادة مشترى الشياء الخسيسة بنفيسة‬
‫ول ينسب إليه شرائها ‪،‬‬
‫وأتعرف بجللة الدللا لن الدلل الكبير ل يسمسر على الشياء الحقيرة ‪،‬‬
‫وأتعرف بعظم الثمن لن الشيء الحقير ل يدفع فيه الثمن الخطير ‪ ،‬فانظر إلى نفوس‬
‫الشهداء والمجاهدين كيف اشتراها سبحانه بنفسه الشريفة وجعل السمسار عليها أشرف خلقه‬
‫أجمعين وجعل ثمنها الجنة فى جوار رب العالمين وناهيك بهذا شرفاً لم ينله غيرهم ‪ ،‬وفضلً لم‬
‫يصل إليه سواهم ‪.‬‬

‫نكته‪ :‬المؤمنون عبيد ال تعالى ‪ ،‬والعبد ل يملك شيئاً يبيعه لسيده فمتى أعتقه صأح بيعه ‪،‬وفى‬
‫شرائه سبحانه من عباده المؤمنين إشارة إلى أنه مااشترى إل ممن سبق قضاؤه بعتقهم فكل من‬
‫وفقه إلى تسليم نفسه إليه بشهادة أو جهاد أو حراسة فى موقع خوف بشرط الخلص فى جميع‬
‫ذلك ‪،‬علمنا أن البيع صأدر منه أزلً وأن ال قد عتقه بفضله من النار ويؤيد ذلك قوله صألى ال‬

‫‪ 1‬انتهى كلم المام أباو عبد ا الحليمي في شأعب المام نقله البيهقي في شأعبه انظر المشارع ‪ 840‬حتى ص ‪ 843‬لبان النحاس‬
‫‪244‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عليه وسلم " من قاتل فى سبيل ال وجبت له الجنة " وقوله " حرمت النار على عين سهرت فى‬
‫سبيل ال " وأشباه ذلك‬

‫لطإيفة‪ :‬لما أخبر سبحانه بأنه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم فكأنهم قالوا ربنا ما الثمن‬
‫فى هذا البيع ؟ قال ال تعالى " بأن لهم الجنة فكأنهم قالوا ‪ :‬ربنا فكيف نسلم هذه السلعة التى‬
‫وقع عليها البيع قال ‪ :‬يُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل ال لته فقييقيلقتُيُلوقن قويُيلقتقيُلوقن" فإذا فعلتم ذلك فقد سلمتم‬
‫السلعة ووفيتم بما لزمكم فى الصفقة وجبت لكم الجنة ‪ ،‬فكأنهم قالوا ربنا مضت سنة فضلك‬
‫بأن تشهد ملئكتك بما تنعم به على عبيدك وقلت فى كتابك الكريم "قوأقلشتهُدوا إتقذا تقيقبايقيلعتُلم "‬
‫وأمرت بكتابة الوثائق بين المتبايعين فمن أشهدت فى هذا البيع ؟ قال تعالى " قولعًدا قعلقليته قحيقا تفي‬
‫التليلوقراةت قوا لتلنلتجيتل قوا لُقلرآتن" فأنتم ياعبادى تثقون بوثيقة واحدة ‪ ،‬فهذه ثلث وثائق وتثقون‬
‫بشاهدين فقد أشهد على من أنزلتها عليهم وهم ثلث أمم كل أمة ل تحصى ‪ ،‬فكأنهم قالوا ‪:‬‬
‫ربنا أنت تمحو ماتشاء وتثبت ول تسأل عما تفعل فربما تمحو هذا فنرجع من الثمن خائبين فقال‬
‫سبحانه " قوقملن أقلوقفى بتقعلهتدهت تمقن ال لته " أي ل أحد أوفى بعهده منى ‪ :‬اللهم إني على ذلك من‬
‫الشاهدين وبه من المؤمنين ‪ .‬ثم لما كان من البيع مايعقبه الندم إذا تبين صأاحبه الخسران أو‬
‫نقصاً فى الثمن ‪ ،‬وفى مايعقبه الفرح والسرور لما يظهر فيهم من الربح والغبطة وحسن الوفاء قال‬
‫ك ُهقو ا لقفلوُز ا لقعتظيُم" التوبة‬ ‫سبحانه " قفالستقلبتشُروا تببقيليتعُكُم التذي قبايقيلعتُلم بتته " وأكد ذلك بقوله" قوقذلت ق‬
‫ولهذا لما مر العرابي على النبى صألى ال عليه وسلم وهو يقرأ " إتلن ال لهق الشتقيقرى تمقن ا لُملؤتمتنيقن‬
‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق" فقال ‪ :‬كلم من هذا ؟ قال "كلم ال " قال ‪ :‬بيع وال مربح‬ ‫أقنليُف ق‬
‫لنقيله ول نستقيله ‪ ،‬فخرج إلى الغزو فاستشهد ‪" 1‬‬
‫وقد تكلم صأاحب الظلل –رحمه ال –كلماً ماتعاً حول هذه اليات وكذلك المام ابن القيم‬
‫‪-‬رحمه ال – وهذا فيه أكبر دليل على الصدق وإخلص النية فى الجهاد فال سبحانه يتخذ‬
‫الشهداء ويختارهم " قويقيتلتخقذ تملنُكلم ُشقهقداءق" والمحروم من حرمه ال فكم من مجاهد خرج للجهاد‬

‫‪ 1‬انظر المشارع ‪ 840‬إلى ‪843‬‬


‫‪245‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثم رجع بعد مدة وانتهى به المقام فى سجون الطواغيت وصأار شاويشاً ومرشداً وعميلً يساعد‬
‫الطاغوت وجنوده فى عملهم وهو كان يوم من اليام فى أرض الجهاد قائداً ومعلماً ومدرباً فى‬
‫حين أن من كان معه إما رزقه ال الشهادة مقبل غير مدبر وإما مرابطاً فى سبيل ال على ثغور‬
‫المة ‪ ،‬فالعاقل هو الذى ينظر فى نفسه ويبكى عليها ويسألها بصدق وتجرد لماذا اختار ال فلناً‬
‫شهيداً وكان معي فى الميدان ؟ ولماذا رجعت أنا أو سلمت نفسي للطواغيت أو عرضت نفسي‬
‫للسر ببعدي عن أرض الجهاد وفلن مازال مرابطاً فى سبيل ال معرضاً نفسه للشهادة فى سبيل‬
‫ال محارباً أعداء ال لماذا تخاذلت وصأرت جندياً من جند الطاغوت أتقرب إليهم وأداوم‬
‫الجلوس معهم وأقوم عمل عساكرهم من الحراسة والمراقبة لماذا صأار حالي هكذا وأنا الذى‬
‫كنت يوماً من اليام أترصأد هؤلء لقتلهم وأدعو ال أن يمنحني رقابهم ؟ ما الذى حدث وأين‬
‫الخلل ؟ عدم الصدق والخلص أولً ‪،‬حب الدنيا والرياسة والظهور ثانياً عدم تحقيق مسائل‬
‫العقيدة والجهاد والتثبت من الطريق والمنهج ثالثاً‪ 1‬وهذا الذى نحذر منه الشباب السير فى‬
‫الطريق على غير هدى ونور وعلم وبصيرة ‪ ،‬السير فى طريق غير واضح المعالم غير محدد‬
‫الهداف بعجل واندفاع فل بد من تحقيق مسائل اليمان والكفر ومعرفة خماسية الجهاد جيداً‬
‫حتى ل تدخل الشبهات أثناء الطريق وتكون النهاية إما العتقال والسر وإما النتكاس عن‬
‫الهداية بالكلية أو الرجوع إلى المرجئة والجهمية أدعياء السلفية أهل التخذيل والتثبيط‬
‫والتراجعات الفكرية دعاة النبطاح والفكار المخزية الرديه التى تجعل من عدو المس صأديقاً‬
‫وجليساً يؤنس به ‪ .‬كل ذلك كما سبق من العوائق التى تعترى المجاهد فى طريقه إلى ال‬
‫والجهل بمراحل الجهاد المدني الثلثة‬
‫‪-1‬الجهاد بالحجة والبيان وتبليغ القرآن‬
‫‪-2‬الجهاد بالقتال إذناً ل وجوبا لقوله تعالى "أُتذقن لتلتذيقن يُيققاتقيُلوقن" الحج‬
‫ب قعلقليُكُم ا لتققتاُل قوُهقو ُكلرهم لقُكلم "البقرة‬ ‫ت‬
‫‪-3‬القتال وجوباً وذلك لقوله تعالى " ُكت ق‬

‫‪ 1‬وهذا ل يعني باالضرورة أن كل من وقع في السار مقصر أو انتكس وارتد بال يوجد باين السارى أساود ضارية ولكن لحكمة يعلمها ا وقعوا‬
‫في السار‬
‫‪246‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يقول صاحب الظلل –رحمه ال تعالى –فى المعالما‪:‬‬
‫لخص المام ابن القيم سياق الجهاد في السلم في " زاد المعاد " في الفصل الذي عقده باسم‬
‫‪ " :‬فصل في ترتيب هديه مع الكفار والمنافقين من حين بعث إلى حين لقي ال علز وجلل " ‪) :‬‬
‫أول ما أوحى به تبارك وتعالى ‪ ،‬أن يقرأ باسم ربه الذي خلق ‪ ،‬وذلك أولى نبوته ‪ ،‬فأمره أن يقرأ‬
‫في نفسه " فأنذر " فنبأه بقوله ‪ " :‬اقرأ " وأرسله بي ‪ " :‬يا أيها المدثر " ‪ ،‬ثم أمره أن ينذر عشيرته‬
‫القربين ‪ ،‬ثم أنذر قومه ‪ ،‬ثم أنذر من حولهم من العرب ‪ ،‬ثم أنذر العرب قاطبة ‪ ،‬ثم أنذر‬
‫العالمين ‪ .‬فأقام بضع عشرة سنة بعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ول جزية ‪ ،‬ويؤمر بالكف‬
‫والصبر والصفح ‪ .‬ثم أذن له في الهجرة وأذن له في القتال ‪ .‬ثم أمره أن يقاتل من قاتله ‪ ،‬ويكف‬
‫عمن اعتزله ولم يقاتله ‪ ،‬ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله ل ‪ ..‬ثم كان الكفار معه‬
‫بعد المر بالجهاد ثلثة أقسام ‪ :‬أهل صألح وهدنة ‪ ،‬وأهل حرب ‪ ،‬وأهل ذمة ‪ ..‬فأمر بأن يتم‬
‫لهل العهد والصلح عهدهم ‪ ،‬وأن يوفى لهم به ما استقاموا على العهد ‪ ،‬فإن خاف منهم خيانة‬
‫نبذ إليهم عهدهم ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد ‪ ،‬وأمر أن يقاتل من نقض عهده ‪ ..‬ولما‬
‫نزلت سورة براءة نزلت ببيان حكم هذه القسام كلها ‪ :‬فأمر أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب‬
‫حتى يعطوا الجزية ‪ ،‬أو يدخلوا في السلم ‪ ،‬وأمره فيها بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم‬
‫فجاهد الكفار بالسيف والسنان ‪ .‬والمنافقين بالحجة واللسان ‪ ،‬وأمره فيها بالبراءة من عهود‬
‫الكفار ونبذ عهودهم إليهم ‪ ..‬وجعل أهل العهد في ذلك ثلثة أقسام ‪ :‬قسماً أمره بقتالهم ‪ ،‬وهم‬
‫الذين نقضوا عهده ‪ ،‬ولم يستقيموا له ‪ ،‬فحاربهم وظهر عليهم ‪ .‬وقسماً لهم عهد مؤقت لم‬
‫ينقضوه ولم يظاهروا عليه ‪ ،‬فأمره أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم ‪ .‬وقسماً لم يكن لهم عهد ولم‬
‫يحاربوه ‪ ،‬أو كان لهم عهد مطلق ‪ ،‬فأمر أن يؤجلهم أربعة أشهر ‪ ،‬فإذا انسلخت قاتلهم ‪ ..‬فقتل‬
‫الناقض لعهده ‪ ،‬وأجل من ل عهد له أو له عهد مطلق ‪ ،‬أربعة أشهر ‪ ،‬وأمره أن يتم للموفي بعهده‬
‫عهده إلى مدته ‪ ،‬فأسلم هؤلء كلهم ولم يقيموا على كفرهم إلى مدتهم ‪ .‬وضرب على أهل الذمة‬
‫الجزية ‪ ..‬فاستقر أمر الكفار معه بعد نزول براءة على ثلثة أقسام ‪ :‬محاربين له ‪ ،‬وأهل عهد ‪،‬‬

‫‪247‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأهل ذمة ‪ ..‬ثم آلت حال أهل العهد والصلح إلى السلم فصاروا معه قسمين ‪ :‬محاربين ‪،‬‬
‫وأهل ذمة ‪ .‬والمحاربون له خائفون منه ‪ ،‬فصار أهل الرض معه ثلثة أقسام ‪ :‬مسلم مؤمن به ‪،‬‬
‫ومسالم له آمن ‪ ،‬وخائف محارب ‪ ..‬وأما سيرته في المنافقين فإنه أمر أن يقبل منهم علنيتهم ‪،‬‬
‫ويكل سرائرهم إلى ال ‪ ،‬وأن يجاهدهم بالعلم والحجة ‪ ،‬وأمر أن يعرض عنهم ‪ ،‬ويغلظ عليهم ‪،‬‬
‫وأن يبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم ‪ ،‬ونهى أن يصلى عليهم ‪ ،‬وأن يقوم على قبورهم ‪ ،‬وأخبر أنه‬
‫إن استغفر لهم فلن يغفر ال لهم ‪ ..‬فهذه سيرته في أعدائه من الكفار والمنافقين ‪.‬‬
‫ومن هذا التلخيص الجيد لمراحل الجهاد في السلم تتجلى سمات أصأيلة وعميقة في المنهج‬
‫الحركي لهذا الدين ‪ ،‬جديرة بالوقوف أمامها طويلً ‪ ،‬ولكننا ل نملك هنا إل أن نشير إليها‬
‫إشارات مجملة‬

‫السإمة الولى ‪ :‬هي الواقعية الجدية في منهج هذا الدين ‪ ..‬فهو حركة تواجه واقعاً بشرياً ‪..‬‬
‫وتواجهه بوسائل مكافئة لوجوده الواقعي ‪ ..‬إنها تواجه جاهلية اعتقادية تصورية ‪ ،‬تقوم عليها أنظمة‬
‫واقعية عملية ‪ ،‬تسندها سلطات ذات قوة مادية ‪ ..‬ومن ثم تواجه الحركة السلمية هذا الواقع‬
‫كله بما يكافئه ‪ ..‬تواجهه بالدعوة والبيان لتصحيح المعتقدات والتصورات ‪ ،‬وتواجهه بالقوة‬
‫والجهاد لزالة النظمة والسلطات القائمة عليها ‪ ،‬تلك التي تحول بين جمهرة الناس وبين‬
‫التصحيح بالبيان للمعتقدات والتصورات ‪ ،‬وتخضعهم بالقهر والتضليل وتعربدهم لغير ربهم الجليل‬
‫‪ ..‬إنها حركة ل تكتفي بالبيان في وجه السلطان المادي ‪ ،‬كما إنها ل تستخدم القهر المادي‬
‫لضمائر الفراد ‪ ..‬وهذه كتلك سواء في منهج هذا الدين وهو يتحرك لخراج الناس من العبودية‬
‫للعباد إلى العبودية ل وحده كما سيجيء ‪.‬‬

‫والسإمة الثانية في منهج هذا الدين ‪ :‬هي الواقعية الحركية ‪ ..‬فهو حركة ذات مراحل ‪ ،‬كل‬
‫مرحلة لها وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجاتها الواقعية ‪ ،‬وكل مرحلة تسلم إلى المرحلة التي تليها‬
‫‪ ..‬فهو ل يقابل الواقع بنظريات مجردة ‪ .‬كما أنه ل يقابل مراحل هذا الواقع بوسائل متجمدة ‪..‬‬
‫والذين يسوقون النصوص القرآنية للستشهاد بها على منهج هذا الدين في الجهاد ‪ ،‬ول يراعون‬
‫‪248‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذه السمة فيه ‪ ،‬ول يدركون طبيعة المراحل التي مر بها هذا المنهج ‪ ،‬وعلقة النصوص المختلفة‬
‫بكل مرحلة منها ‪ ..‬الذين يصنعون هذا يخلطون خلطاً شديداً ويلبسون منهج هذا الدين لبساً‬
‫مضللً ‪ ،‬ويحملون النصوص ما ل تحتمله من المبادئ والقواعد النهائية ‪ .‬ذلك أنهم يعتبرون كل‬
‫نص منها كما لو كان نصاً نهائياً ‪ ،‬يمثل القواعد النهائية في هذا الدين ‪ ،‬ويقولون ‪ -‬وهم‬
‫مهزومون روحياً وعقلياً تحت ضغط الواقع اليائس لذراري المسلمين الذين لم يبق لهم من‬
‫السلم إل العنوان ‪ : -‬أن السلم ل يجاهد إل للدفاع ! ويحسبون أنهم يسدون إلى هذا الدين‬
‫جميلً بتخليه عن منهجه وهو إزالة الطواغيت كلها من الرض جميعاً ‪ ،‬وتعبيد الناس ل وحده ‪،‬‬
‫وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد ! ل بقهرهم على اعتناق عقيدته ‪ ،‬ولكن‬
‫بالتخلية بينهم وبين هذه العقيدة ‪ ..‬بعد تحطيم النظمة السياسية الحاكمة ‪ ،‬أو قهرها حتى تدفع‬
‫الجزية وتعلن استسلمها والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيدة ‪ ،‬تعتنقها أو ل تعتنقها بكامل‬
‫حريتها ‪.‬‬

‫والسإمة الثالثة ‪ :‬هي أن هذه الحركة الدائبة ‪ ،‬والوسائل المتجددة ‪ ،‬ل تخرج هذا الدين عن‬
‫قواعده المحددة ‪ ،‬ول عن أهدافه المرسومة ‪ .‬فهو ‪ -‬منذ اليوم الول ‪ -‬سواء وهيو يخاطب‬
‫العشيرة القربين ‪ ،‬أو يخاطب قريشاً ‪ ،‬أو يخاطب العرب أجمعين ‪ ،‬أو يخاطب العالمين ‪ ،‬إنما‬
‫يخاطبهم بقاعدة واحدة ‪ ،‬ويطلب منهم النتهاء إلى هدف واحد هو إخلص العبودية ل ‪،‬‬
‫والخروج من العبودية للعباد ‪ .‬ل مساومة في هذه القاعدة ول لين ‪ ..‬ثم يمضي إلى تحقيق هذا‬
‫الهدف الواحد فيي خطة مرسومة ‪ ،‬ذات مراحل محددة ‪ ،‬لكل مرحلية وسائلها المتجددة ‪ .‬على‬
‫نحو ما أسلفنا في الفقرة السابقة ‪.‬‬

‫والسإمة الرابعة ‪ :‬هي ذلك الضبط التشريعي للعلقات بين المجتمع المسلم وسائر المجتمعات‬
‫الخرى ‪ -‬على النحو الملحوظ في ذلك التلخيص الجيد الذي نقلناه عن " زاد المعاد " ‪-‬‬
‫وقيام ذلك الضبط على أساس أن السلم ل هو الصأل العالمي الذي على البشرية كلها أن‬
‫تفيء إليه ‪ ،‬أو أن تسالمه بجملتها فل تقف لدعوته بأي حائل من نظام سياسي ‪ ،‬أو قوة مادية ‪،‬‬
‫‪249‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأن تخلي بينه وبين كل فرد ‪ ،‬يختاره أو ل يختاره بمطلق إرادته ‪ ،‬ولكن ل يقاومه ول يحاربه !‬
‫فإن فعل ذلك أحد كان على السلم أن يقاتله حتى يقتله أو حتى يعلن استسلمه !‬
‫والمهزومون روحياً وعقلياً ممن يكتبون عن " الجهاد في السلم " ليدفعوا عن السلم هذا "‬
‫التهام " يخلطون بين منهج هذا الدين في النص على استنكار الكراه على العقيدة ‪ ،‬وبين منهجه‬
‫في تحطيم القوى السياسية المادية التي تحول بين الناس وبينه ‪ ،‬والتي تعربد الناس للناس ‪،‬‬
‫وتمنعهم من العبودية ل ‪ ..‬وهما أمران ل علقة بينهما ول مجال لللتباس فيهما ‪ ..‬ومن أجل‬
‫هذا التخليط ‪ ،‬وقبل ذلك من أجل تلك الهزيمة ! ‪ -‬يحاولون أن يحصروا الجهاد في السلم‬
‫فيما يسمونه اليوم ‪ " :‬الحرب الدفاعية " ‪ ..‬والجهاد في السلم أمر آخر ل علقة له بحروب‬
‫الناس اليوم ‪ ،‬ول بواعثها ‪ ،‬ول تكييفها كذلك ‪ ..‬إن بواعث الجهاد في السلم ينبغي تلمسها‬
‫في طبيعة " السلم " ذاته ودوره في هذه الرض ‪ ،‬وأهدافه العليا التي قررها ال ‪ ،‬وذكر ال أنه‬
‫أرسل من أجلها هذا الرسول بهذه الرسالة ‪ ،‬وجعله خاتم النبيين وجعلها خاتمة الرسالت ‪.‬‬
‫إن هذا الدين إعلن عام لتحرير " النسان " في " الرض " من العبودية للعباد ‪ -‬ومن العبودية‬
‫لهواه أيضاً وهي من العبودية للعباد ‪ -‬وذلك بإعلن ألوهية ال وحده ‪ -‬سبحانه ‪ -‬وربوبيته‬
‫للعاليمن ‪ ! ..‬إن إعلن ربوبية ال وحده للعالمين معناها ‪ :‬الثورة الشاملة على حاكمية البشر في‬
‫كل صأورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها ‪ ،‬والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الرض ‪،‬‬
‫الحكم فيه للبشر بصورة من الصور ‪ ..‬أو بتعبير آخر مرادف ‪ :‬اللوهية فيه للبشر في صأورة من‬
‫الصور ‪ ..‬ذلك أن الحكم الذي مردد المر فيه إلى البشر ‪ ،‬ومصدر السلطات فيه هم البشر ‪ ،‬هو‬
‫تأليه للبشر ‪ ،‬يجعل بعضهم لبعض أرباباً من دون ال ‪ .‬إن هذا العلن معناه انتزاع سلطان ال‬
‫المغتصب ورده إلى ال ‪ ،‬وطرد المغتصبين له ‪ ،‬الذين يحكمون الناس بشرائع من عند أنفسهم ‪،‬‬
‫فيقيومون منهم مقام الرباب ويقيوم الناس منهم مكان العبيد ‪ ..‬إن معناه تحطيم مملكة البشر‬
‫لقامة مملكة ال في الرض ‪ ،‬أو بالتعبير القرآني الكريم ‪:‬‬
‫سقماتء إتلقهم قوتفي اللقلر ت‬
‫ض إتلقهم ]} الزخرف ‪. 84‬‬ ‫{قوُهقو التذي تفي ال ل‬
‫‪250‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ك الرديُن ا لقيرُم ]} يوسف ‪. 40‬‬ ‫{إتتن ا لُحلكُم إتلل لتلته أققمقر أقلل تقيلعبُُدوا إتلل إتلياهُ قذلت ق‬
‫ب تقيقعالقلوا إتقلى قكلتقمةة قسقواةء بق لييينقيقنا قوبق لييينقُكلم أقلل نقيلعبُقد إتلل ال لهق قول نُلشترقك بتته قشليئاً قول‬
‫{قُل قيا أقلهل ا لتكقتا ت‬
‫ق‬ ‫ل‬
‫ضقنا بقيلعضاً أقلرقباباً تملن ُدوتن ال لته فقتإلن تقيقوللوا فقيُقوُلوا الشقهُدوا بتأقلنا ُملسلتُموقن ]} آل عمران ‪64‬‬ ‫يقيتلتخقذ بقيلع ُ‬
‫ومملكة ال في الرض ل تقوم بأن يتولى الحاكمية في الرض رجال بأعيانهم ‪ -‬هم رجال الدين‬
‫‪ -‬كما كان المر في سلطان الكنيسة ‪ ،‬ول رجال ينطقون باسم اللهة ‪ ،‬كما كان الحال فيما‬
‫يعرف باسم " الثيوقراطية " أو الحكم اللهي المقدس !! ‪ -‬ولكنها تقوم بأن تكون شريعة ال هي‬
‫الحاكمة ‪ ،‬وأن يكون مرد المر إلى ال وفق ما قرره من شريعة مبينة ‪.‬‬
‫وقيام مملكة ال في الرض ‪ ،‬وإزالة مملكة البشر ‪ ،‬وانتزاع السلطان من أيدي مغتصبيه من العباد‬
‫ورده إلى ال وحده ‪ ..‬وسيادة الشريعة اللهية وحدها وإلغاء القوانين البشرية ‪ ..‬كل أولئك ل يتم‬
‫بمجرد التبليغ والبيان ‪ ،‬لن المتسلطين على رقاب العباد ‪ ،‬والمغتصبين لسلطان ال في الرض ‪،‬‬
‫ل يسلمون في سلطانهم بمجرد التبليغ والبيان ‪ ،‬وإل فما كان أيسر عمل الرسل في إقرار دين‬
‫ال في الرض ! وهذا عكس ما عرفه تاريخ الرسل ‪ -‬صألوات ال وسلمه عليهم ‪ -‬وتاريخ هذا‬
‫الدين على ممر الجيال !‬
‫إن هذا العلن العام لتحرير " النسان " في " الرض " من كل سلطان غير سلطان ال ‪ ،‬بإعلن‬
‫إلوهية ال وحده وربوبيته للعالمين ‪ ،‬لم يكن إعلناً نظرياً فلسفياً سلبياً ‪ ..‬إنما كان إعلناً حركياً‬
‫واقعياً إيجابياً ‪ ..‬إعلناً يراد له التحقيق العملي في صأورة نظام يحكم البشر بشريعة ال ‪،‬‬
‫ويخرجهم بالفعل من العبودية للعباد إلى العبودية ل وحده بل شريك ‪ ..‬ومن ثم لم يكن بد من‬
‫أن يتخذ شكل " الحركة " إلى جانب شكل " البيان " ‪ ..‬ذلك ليواجه " الواقع " البشري بكل‬
‫جوانبه بوسائل مكافئة لكل جوانبه ‪.‬‬
‫والواقع النساني ‪ ،‬أمس واليوم وغداً ‪ ،‬يواجه هذا الدين ‪ -‬بوصأفه إعلناً عاماً لتحرير " النسان‬
‫" في " الرض " من كل سلطان غير سلطان ال ‪ -‬بعقبات اعتقادية تصورية ‪ ،‬وعقبات مادية‬

‫‪251‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واقعية ‪ ..‬وعقبات سياسية واجتماعية واقتصادية وعنصرية وطبقية ‪ ،‬إلى جانب عقبات العقائد‬
‫المنحرفة والتصورات الباطلة ‪ ..‬وتختلط هذه بتلك وتتفاعل معها بصورة معقدة شديدة التعقيد ‪.‬‬
‫وإذا كان " البيان " يواجه العقائد والتصورات ‪ ،‬فإن " الحركة " تواجه العقبات المادية الخرى ‪-‬‬
‫وفي مقدمتها السلطان السياسي القائم على العوامل العتقادية التصورية والعنصرية والطبقية‬
‫والجتماعية والقتصادية المعقدة المتشابكة ‪ .. -‬وهما معاً ‪ -‬البيان والحركة ‪ -‬يواجهان "‬
‫الواقع البشري " بجملته ‪ ،‬بوسائل مكافئة لكل مكوناته ‪ ..‬وهما معاً ل بد منهما لنطلق حركة‬
‫التحرير للنسان في الرض ‪ " ..‬النسان " كله في " الرض " كلها ‪ ..‬وهذه نقطة هامة ل بد‬
‫من تقريرها مرة أخرى !‬
‫إن هذا الدين ليس إعلناً لتحريير النسان العربي ! وليس رسالة خاصأة بالعرب ! ‪ ..‬إن موضوعه‬
‫هو " النسان " ‪ ..‬نوع " النسان " ‪ ..‬ومجاله هو " الرض " ‪ ..‬كل " الرض " ‪ .‬إن ال ‪-‬‬
‫سبحانه ‪ -‬ليس رباً للعرب وحدهم ول حتى لمن يعتنقون العقيدة السلمية وحدهم ‪ ..‬إن ال هو‬
‫" رب العالمين " ‪ ..‬وهذا الدين يريد أن يرد " العالمين " إلى ربهم ‪ ،‬وأن ينتزعهم من العبودية‬
‫لغيره ‪ .‬والعبودية الكبرى ‪ -‬في نظر السلم ‪ -‬هي خضوع البشير لحكام يشرعها لهم ناس من‬
‫البشر ‪ ..‬وهذه هي " العبادة " التي يقرر أنها ل تكون إل ل ‪ ،‬وأن من يتوجه بها لغير ال يخرج‬
‫من دين ال مهما ادعى أنه في هذا الدين ‪ .‬ولقد نص رسول ال ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬على‬
‫أن " الرتباع " في الشريعة والحكم هو " العبادة " التي صأار بها اليهود والنصارى " مشركين "‬
‫مخالفين لما أمروا به من " عبادة " ال وحده ‪..‬‬
‫أخرج الترمذي ‪ -‬بإسناده ‪ -‬عن عدي بن حاتم ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬أنه لما بلغته دعوة رسول ال‬
‫‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬فر إلى الشام ‪ ،‬وكان قد تنصر في الجاهلية ‪ ،‬فأسرت أخته وجماعة‬
‫من قومه ‪ ،‬ثم ملن رسول ال ‪ - -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬على أخته فأعطاها ‪ ،‬فرجعت إلى أخيها‬
‫فرلغبته في السلم ‪ ،‬وفي القدوم على رسول ال ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬فتحدث الناس‬
‫بقدومه ‪ ،‬فدخل على رسول ال ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬وفي عنقه ‪ -‬أي " عدي " صأليب من‬
‫‪252‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فضة وكان النبي ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬يقرأ هذه الية ‪ } ..‬اتلقخُذوا أقلحقباقرُهلم قوُرلهقبانقيُهلم أقلرقباباً‬
‫تملن ُدوتن ال لته { )( ‪ ..‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنهم لم يعبدوهم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬بلى ! إنهم حلرموا عليهم الحلل‬
‫وأحلوا لهم الحرام ‪ ،‬فاتبعوهم ‪ ،‬فذلك عبادتهم إياهم " ‪.‬‬
‫وتفسير رسول ال ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬لقول ال سبحانه ‪ ،‬نص قاطع على أن الرتباع في‬
‫الشريعة والحكم هو العبادة التي تخرج من الدين ‪ ،‬وأنها هي اتخاذ بعض الناس أرباباً لبعض ‪..‬‬
‫المر الذي جاء هذا الدين ليلغيه ‪ ،‬ويعلن تحرير " النسان " في " الرض " من العبودية لغير ال‬
‫‪..‬‬
‫ومن ثم لم يكن بد للسلم أن ينطلق في " الرض " لزالة " الواقع " المخالف لذلك العلن‬
‫العام ‪ ..‬بالبيان وبالحركة مجتمعين ‪ ..‬وأن يوجه الضربات للقوى السياسية التي تعربد الناس لغير‬
‫ال ‪ - ..‬أي تحكمهم بغير شريعة ال وسلطانه ‪ -‬والتي تحول بينهم وبين الستماع إلى " البيان "‬
‫واعتناق " العقيدة " بحرية ل يتعرض لها السلطان ‪ .‬ثم لكي يقيم نظاماً اجتماعياً واقتصادياً‬
‫وسياسياً يسمح لحركة التحرر بالنطلق الفعلي ‪ -‬بعد إزالة القوة المسيطرة ‪ -‬سواء كانت‬
‫سياسية بحتة ‪ ،‬أو متلبسة بالعنصرية ‪ ،‬أو الطبقية داخل العنصر الواحد !‬
‫إنه لم يكن من قصد السلم قط أن يكره الناس على اعتناق عقيدته ‪ ..‬ولكن السلم ليس‬
‫مجرد " عقيدة " ‪ .‬إن السلم كما قلنا إعلن عام لتحرير النسان من العبودية للعباد ‪ .‬فهو‬
‫يهدف ابتداء إلى إزالة النظمة والحكومات التي تقوم على أساس حاكمية البشر للبشر وعبودية‬
‫النسان للنسان ‪ ..‬ثم يطلق الفراد بعد ذلك أحراراً ‪ -‬بالفعل ‪ -‬في اختيار العقيدة التي‬
‫يريدونها بمحض اختيارهم ‪ -‬بعد رفع الضغط السياسي عنهم ‪ ،‬وبعد البيان المنير لرواحهم‬
‫وعقولهم ‪ -‬ولكن هذه التجربة ليس معناهيا أن يجعلوا إلههم هواهم ‪ ،‬أو أن يختاروا بأنفسهم أن‬
‫يكونوا عبيداً للعباد ! وأن يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون ال ! ‪ ..‬إن النظام الذي يحكم‬
‫البشر في الرض يجب أن تكون قاعدته العبودية ل وحده ‪ ،‬وذلك بتلقيي الشرائع منه وحده ‪ .‬ثم‬
‫ليعتنق كل فرد ‪ -‬في ظل هذا النظام العام ‪ -‬ما يعتنقه من عقيدة ! وبهذا يكون " الدين " كله ل‬
‫‪253‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .‬أي تكون الدينونة والخضوع والتباع والعبودية كلها ل ‪ ..‬إن مدلول " الدين " أشمل من‬
‫مدلول " العقيدة " ‪ .‬إن الدين هو المنهج والنظام الذي يحكم الحياة ‪ ،‬وهو في السلم يعتمد‬
‫على العقيدة ‪ ،‬ولكنه في عمومه أشمل من العقيدة ‪ ..‬وفي السلم يمكن أن تخضع جماعات‬
‫متنوعة لمنهجه العام الذي يقوم على أساس العبودية ل وحده ولو لم يعتنق بعض هذه الجماعات‬
‫عقيدة السلم ‪.‬‬
‫والذي يدرك طبيعة هذا الدين ‪ -‬على النحو المتقدم ‪ -‬يدرك معها حتمية النطلق الحركي‬
‫للسلم في صأورة الجهاد بالسيف ‪ -‬إلى جانب الجهاد بالبيان ‪ -‬ويدرك أن ذلك لم يكن حركة‬
‫دفاعية ‪ -‬بالمعنى الضيق الذي يفهم اليوم من اصأطلح " الحرب الدفاعية " كما يريد المهزومون‬
‫‪ -‬أمام ضغط الواقع الحاضر وأمام هجوم المستشرقين الماكر ‪ -‬أن يصوروا حركة الجهاد في‬
‫السلم ‪ -‬إنما كان حركة اندفاع وانطلق لتحرير " النسان " في " الرض " ‪ ..‬بوسائل مكافئة‬
‫لكل جوانب الواقع البشري ‪ ،‬وفي مراحل محددة لكل مرحلة منها وسائلها المتجددة ‪.‬‬
‫وإذا لم يكن بد أن نسمي حركة السلم الجهادية حركة دفاعية ‪ ،‬فل بد أن نغير مفهوم كلمة "‬
‫دفاع " ‪ ،‬ونعتبره " دفاعاً عن النسان " ذاته ‪ ،‬ضد جميع العوامل التي تقيد حريته وتعوق تحرره‬
‫‪ ..‬هذه العوامل التي تتمثل في المعتقدات والتصورات ‪ ،‬كما تتمثل في النظمة السياسية ‪،‬‬
‫القائمة على الحواجز القتصادية والطبقية والعنصرية ‪ ،‬التي كانت سائدة في الرض كلها يوم‬
‫جاء السلم ‪ ،‬والتي ما تزال أشكال منها سائدة في الجاهلية الحاضرة في هذا الزمان !‬
‫وبهذا التوسع في مفهوم كلمة " الدفاع " نستطيع أن نواجه حقيقة بواعث النطلق السلمي في‬
‫" الرض " بالجهاد ‪ ،‬ونواجه طبيعة السلم ذاتها ‪ ،‬وهي أنه إعلن عام لتحرير النسان من‬
‫العبودية للعباد ‪ ،‬وتقرير ألوهية ال وحده وربوبيته للعالمين ‪ ،‬وتحطيم مملكة الهوى البشري في‬
‫الرض ‪ ،‬وإقامة مملكة الشريعة اللهية في عالم النسان ‪..‬‬
‫أما محاولة إيجاد مبررات دفاعية للجهاد السلمي بالمعنى الضيق للمفهوم العصري للحرب‬
‫الدفاعية ‪ ،‬ومحاولة البحث عن أسانيد لثبات أن وقائع الجهاد السلمي كانت لمجرد صأد‬
‫‪254‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العدوان من القوى المجاورة على " الوطن السلمي " ‪ -‬وهو في عرف بعضهم جزيرة العرب ‪-‬‬
‫فهي محاولة تنم عن قلة إدراك لطبيعة هذا الدين ‪ ،‬ولطبيعة الدور الذي جاء ليقوم به في الرض ‪.‬‬
‫كما أنها تشي بالهزيمة أمام ضغط الواقع الحاضر ‪ ،‬وأمام الهجوم الستشراقي الماكر على‬
‫الجهاد السلمي !‬
‫ترى لو كان أبو بكر وعمر وعثمان ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬قد أمنوا عدوان الروم والفرس على‬
‫الجزيرة أكانوا يقعيدون إذن عن دفع المد السلمي إلى أطراف الرض ؟ وكيف كانوا يدفعون‬
‫هذا المد ‪ ،‬وأمام الدعوة تلك العقبات المادية من أنظمة الدولة السياسية ‪ ،‬وأنظمة المجتمع‬
‫العنصرية والطبقية ‪ ،‬والقتصادية الناشئة من العتبارات العنصرية والطبقية ‪ ،‬والتي تحميها القوة‬
‫المادية للدولة كذلك ؟!‬

‫إنها سإذاجة أن يتصـور النسإان دعوةا تعلن تحريـر " النسإان " ‪ ..‬نوع النسإان ‪..‬‬
‫في " الرض " ‪ ..‬كل الرض ‪ ..‬ثما تقف أماما هذه العقبات تجاهدها باللسإان والبيان !‬
‫‪ ..‬إنها تجاهد باللسإان والبيان حينما يخلى بينها وبين الفراد ‪ ،‬تخاطإبهما بحرية ‪ ،‬وهما‬
‫مطإلقو السإراح من جميع تلك المؤثرات ‪ ..‬فهنا " ل إكراه في الدين " ‪ ..‬أما حين توجد‬
‫تلك العقبات والمؤثرات المادية ‪ ،‬فل بد من إزالتها أولا بالقوةا ‪ ،‬للتمكن من مخاطإبة‬
‫قلب النسإان وعقله ‪ ،‬وهو طإليقا من هذه الغلل !‬
‫إن الجهاد ضرورة للدعوة ‪ ،‬إذا كانت أهدافها هي إعلن تحرير النسان إعلناً جاداً يواجه‬
‫الواقع الفعلي بوسائل مكافئة له في كل جوانبه ‪ ،‬ول يكفي بالبيان الفلسفي النظري ! سواء كان‬
‫الوطن السلمي ‪ -‬وبالتعبير السلمي الصحيح ‪ :‬دار السلم ‪ -‬آمناً أم مهدداً من جيرانه ‪.‬‬
‫فالسلم حين يسعى إلى السلم ‪ ،‬ل يقصد تلك السلم الرخيصة ‪ ،‬وهي مجرد أن يؤمن الرقعة‬
‫الخاصأة التي يعتنق أهلها العقيدة السلمية ‪ .‬إنما هو يرييد السلم التي يكون فيها الدين كله ل ‪.‬‬
‫أي تكون عبودية الناس كلهم فيها ل ‪ ،‬والتي ل يتخذ فيها الناس بعضهم بعضاً أرباباً من دون ال‬

‫‪255‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .‬والعبرة بنهاية المراحل التي وصألت إليها الحركة الجهادية في السلم ‪ -‬بأمر من ال ‪ -‬ل‬
‫بأوائل أيام الدعوة ول بأواسطها ‪ ..‬ولقيد انتهت هذه المراحل كما يقيول المام ابن القيم ‪" :‬‬
‫فاستقر أمر الكفار معه ‪ -‬بعد نزول براءة ‪ -‬على ثلثة أقسام ‪ :‬محاربين له ‪ ،‬وأهل عهد ‪ ،‬وأهل‬
‫ذمة ‪ ..‬ثم آلت حال أهل العهد والصلح إلى السلم ‪ ..‬فصاروا معه قسمين ‪ :‬محاربين ‪ ،‬وأهل‬
‫ذمة ‪ .‬والمحاربون له خائفون منه ‪ ..‬فصار أهل الرض معه ثلثة أقسام ‪ :‬مسلم مؤمن به ‪،‬‬
‫ومسالم له آمن ) وهم أهل الذمة كما يفهم من الجملة السابقة ( وخائف محارب " ‪..‬‬
‫وهذه هي المواقف المنطقية مع طبيعة هذا الدين وأهدافه ‪ ،‬ل كما يفهم المهزومون أمام الواقع‬
‫الحاضر ‪ ،‬وأمام هجوم المستشرقين الماكر !‬
‫ولقيد كف ال المسلمين عن القتال في مكة ‪ ،‬وفي أول العهد بالهجرة إلى المدينة ‪ ..‬وقيل‬
‫صلقة قوآُتوا اللزقكاقة } )( ‪ ..‬ثم أذن لهم فيه ‪ ،‬فقيل لهم {أُتذقن‬ ‫للمسلمين {‪ُ :‬كدفوا أقيلتديقُكلم قوأقتقيُموا ال ل‬
‫صترتهلم لققتديمر ‪ ،‬التذيقن أُلخترُجوا تملن تدقياترتهلم بتغقلييتر قحنق إتلل‬ ‫ت‬ ‫تت‬
‫ل لذيقن يُيققاتقيلُيوقن بتأقنليُهلم ظُلُموا قوإتلن ال لهق قعقلى نق ل‬
‫ساتجُد‬ ‫ت ت‬ ‫لت‬
‫ت قوقم ق‬ ‫صأقواميُع قوبتيقمع قو ق‬
‫صألققوا م‬ ‫ض لقُهردقم ل ق‬ ‫ضُهلم تببقيلع ة‬‫س بقيلع ق‬ ‫ل‬
‫أقلن يقيُقوُلوا قربديقنا ال هُ قولقلول قدفلُع ال ه اللنا ق‬
‫ي قعتزيمز ‪ ،‬التذيقن إتلن قملكلناُهلم تفي‬ ‫صُرهُ إتلن ال لهق لققتو ّ‬
‫صقرلن ال لهُ قملن يقيلن ُ‬
‫ت ت‬ ‫ت‬
‫يُلذقكُر فيقها السُم ال له قكثيراً قوقليقيلن ُ‬
‫ف قونقيقهلوا قعتن ا لُملنقكتر قولتلته قعاقتبقةُ اللُُموتر }‪ ..‬ثم‬ ‫صلقة وآتقيوا اللزقكاقة وأقميروا تبا لمعرو ت‬
‫ق ق ُ ق لُ‬ ‫ض أقققاُميوا ال ل ق ُ‬ ‫اللقلر ت‬
‫فرض عليهم القتال بعد ذلك لمن قاتلهم دون من لم يقاتلهم فقيل لهم ‪ } :‬قوققاتتُلوا تفي قستبيتل ال لته‬
‫التذيقن يُيققاتتُلونقُكلم { )( ‪ ..‬ثم فرض عليهم قتال المشركين كافية ‪ ،‬فقيل لهم ‪ } :‬قوققاتتُلوا ا لُملشترتكيقن‬
‫قكافلةً قكقما يُيققاتتُلونقُكلم قكافلةً { )( ‪ ..‬وقيل لهم ‪ } :‬ققاتتُلوا التذيقن ل يُيلؤتمُنوقن تبال لته قول تبالليقيلوتم اللتختر قول‬
‫ب قحلتى يُيلعُطوا ا لتجلزيقةق قعلن‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫يُقحررُموقن قما قحلرقم ال لهُ قوقرُسولُهُ قول يقديُنوقن ديقن ا لقحرق مقن الذيقن ُأوُتوا ا لكقتا ق‬
‫صأاتغُروقن { )( ‪ .‬فكان القتال ‪ -‬كما يقول المام ابن القيم ‪ " -‬محرماً ‪ ،‬ثم مأذوناً به ‪ ،‬ثم‬ ‫يقد قوُهلم ق‬
‫ة‬
‫مأموراً به لمن بدأهم بالقتال ‪ ،‬ثم مأموراً به لجميع المشركين " ‪..‬‬
‫إن جردية النصوص القرآنية الواردة في الجهاد ‪ ،‬وجدية الحاديث النبوية التي تحض عليه ‪،‬‬
‫وجدية الوقائع الجهادية في صأدر السلم ‪ ،‬وعلى مدى طويل من تاريخه ‪ ..‬إن هذه الجدية‬
‫‪256‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الواضحة تمنع أن يجول في النفس ذلك التفسير الذي يحاوله المهزومون أمام ضغط الواقع‬
‫الحاضر وأمام الهجوم الستشراقي الماكر على الجهاد السلمي !‬
‫ومن ذا الذي يسمع قول ال سبحانه في هذا الشأن وقول رسوله ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪-‬‬
‫ويتابع وقائع الجهاد السلمي ‪ ،‬ثم يظنه شأناً عارضاً مقيداً بملبسات تذهب وتجيء ‪ ،‬ويقف‬
‫عند حدود الدفاع لتأمين الحدود ؟!‬
‫لقد بين ال للمؤمنين في أول ما نزل من اليات التي أذن لهم فيها بالقتال أن الشأن الدائم‬
‫الصأيل في طبيعة هذه الحياة الدنيا أن يدفع الناس بعضهم ببعض ‪ ،‬لدفع الفساد عن الرض ‪:‬‬
‫صترتهلم لققتديمر ‪ ،‬التذيقن أُلخترُجوا تملن تدقياترتهلم بتغقليتر‬ ‫ت‬ ‫تت‬
‫} أُتذقن ل لذيقن يُيققاتقيُلوقن بتأقنليُهلم ظُلُموا قوإتلن ال لهق قعقلى نق ل‬
‫ت ت‬ ‫لت‬
‫ت‬ ‫صأقوامُع قوبتيقمع قو ق‬
‫صألققوا م‬ ‫ض لقُهردقم ل ق‬ ‫ضُهلم تببقيلع ة‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫قحنق إلل أقلن يقيُقوُلوا قربديقنا ال هُ قولقلول قدفلُع ال ه اللنا ق‬
‫س بقيلع ق‬
‫ساتجُد يُلذقكُر تفيقها السُم ال لته قكتثيراً { ‪ ] ..‬الحج ‪[ 40-39 :‬‬ ‫قوقم ق‬
‫وإذن فهو الشأن الدائم ل الحالة العارضة ‪ .‬الشأن الدائم أن ل يتعايش الحق والباطل في هذه‬
‫الرض ‪ .‬وأنه متى قام السلم بإعلنه العام لقامة ربوبية ال للعالمين ‪ ،‬وتحرير النسان من‬
‫العبودية للعباد ‪ ،‬رماه المغتصبون لسلطان ال في الرض ولم يسالموه قط ‪ ،‬وانطلق هو كذلك‬
‫يدمر عليهم ليخرج الناس من سلطانهم ويدفع عن " النسان " في " الرض " ذلك السلطان‬
‫الغاصأب ‪ ..‬حال دائمة ل يقف معها النطلق الجهادي التحريري حتى يكون الدين كله ل ‪.‬‬
‫إن الكف عن القتال في مكة لم يكن إل مجرد مرحلة في خطة طويلة ‪ .‬كذلك كان المر أول‬
‫العهد بالهجرة ‪ .‬والذي بعث الجماعة المسلمة في المدينة بعد الفترة الولى للنطلق لم يكن‬
‫مجرد تأمين المدينة ‪ ..‬هذا هدف أولي ل بد منه ‪ ،‬ولكنه ليس الهدف الخير ‪ ..‬إنه هدف يضمن‬
‫وسيلة النطلق ‪ ،‬ويؤمن قاعدة النطلق ‪ ..‬النطلق لتحرير " النسان " ‪ ،‬ولزالة العقبات التي‬
‫تمنع " النسان " ذاته من النطلق !‬

‫‪257‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وكف أيدي المسإلمين في مكة عن الجهاد بالسإيف مفهوما ‪.‬‬

‫لنه كان مكفولا للدعوةا في مكة حرية البلغ ‪ ..‬كان صأاحبها ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪-‬‬
‫يملك بحماية سيوف بني هاشم ‪ ،‬أن يصدع بالدعوة ‪ ،‬ويخاطب بها الذان والعقول والقلوب ‪،‬‬
‫ويواجه بها الفراد ‪ ..‬لم تكن هناك سلطة سياسية منظمة تمنعه من إبلغ الدعوة ‪ ،‬أو تمنع‬
‫الفراد من سماعه ! فل ضرورة ‪ -‬في هذه المرحلة ‪ -‬لستخدام القوة ‪ ،‬وذلك إلى أسباب أخرى‬
‫لعلها كانت قائمة في هذه المرحلة ‪ .‬وقد لخصتها في ظلل القرآن عند تفسير قوله تعالى ‪} :‬‬
‫صلقة قوآُتوا اللزقكاقة ‪ ] { ..‬الية ‪ 77‬من سورة‬‫أقلقلم تقيقر إتقلى التذيقن تقيقل لقُهلم ُكدفوا أقيلتديقُكلم قوأقتقيُموا ال ل‬
‫النساء [ ‪ .‬ول بأس في إثبات بعض هذا التلخيص هنا ‪:‬‬

‫" ربما كان ذلك لن الفترةا المكية كانت فترةا تربية إواعداد ‪ ،‬في بيئة معينة ‪ ،‬لقوم معينين ‪،‬‬
‫وسط ظروف معينة ‪ .‬ومن أهداف التربية والعداد في مثل هذه البيئة بالذات ‪ ،‬تربية نفس الفرد‬
‫العربي على الصبر على ما ل يصبر عليه عادة من الضيم على شخصه أو على من يلوذون به ‪،‬‬
‫ليخلص من شخصه ‪ ،‬ويتجرد من ذاته ‪ ،‬ول تعود ذاته ول من يلوذون به محور الحياة في نظره‬
‫ودافع الحركة في حياته ‪ .‬وتربيته كذلك على ضبط أعصابه ‪ ،‬فل يندفع لول مؤثر ‪ -‬كما هي‬
‫طبيعته ‪ -‬ول يهتاج لول مهيج ‪ ،‬فيتم العتدال في طبيعته وحركته ‪ .‬وتربيته على أن يتبع مجتمعاً‬
‫منظماً له قيادة يرجع إليها في كل أمر من أمور حياته ‪ ،‬ول يتصرف إل وفق ما تأمره به ‪ -‬مهما‬
‫يكن مخالفاً لمألوفه وعادته ‪ -‬وقد كان هذا هو حجر الساس في إعداد شخصية العربي ‪،‬‬
‫لنشاء " المجتمع المسلم " الخاضع لقيادة موجهة ‪ ،‬المترقي المتحضر ‪ ،‬غير الهمجي أو القبلي‬
‫!‬
‫" وربما كان ذلك أيض ا ‪ .‬لن الدعوةا السإلمية كانت أشد أثرا وأنفذ ‪ ،‬في مثل بيئة قريش ‪ .‬ذات‬
‫العنجهية والشرف ‪ .‬والتي قد يدفعها القتال معها ‪ -‬في مثل هذه المرحلة ‪ -‬إلى زيادة العناد ‪،‬‬
‫وإلى نشأة ثارات دموية جديدة كثارات العرب المعروفة التي أثارت حرب داحس والغبراء ‪،‬‬
‫‪258‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وحرب البسوس ‪ ،‬أعواماً طويلة ‪ ،‬تفانت فيها قبائل برمتها ‪ .‬وتكون هذه الثارات الجديدة مرتبطة‬
‫في أذهانهم وذكرياتهم بالسلم ‪ ،‬فل تهدأ بعد ذلك أبداً ‪ ،‬ويتحول السلم من دعوة ودين إلى‬
‫ثارات وذحول تنسى معها وجهته الساسية ‪ ،‬وهو في مبدئه ‪ ،‬فل تذكر أبداً !‬

‫" وربما كان ذلك أيضا ‪ ،‬اجتنابا لنشاء معركة ومقتلة في داخل كل بيت ‪.‬‬
‫فلم تكن هناك سلطة نظامية عامة ‪ ،‬هي التي تعذب المؤمنين وتفتنهم ‪ ،‬إنما كان ذلك موكولً إلى‬
‫أولياء كل فرد يعذبونه ويفتنونه " ويؤدبونه ! " ومعنى الذن بالقتال ‪ -‬في مثل هذه البيئة ‪ -‬أن‬
‫تقع معركة ومقتلة في كل بيت ‪ ..‬ثم يقال ‪ :‬هذا هو السلم ! ولقد قيلت حتى والسلم يأمر‬
‫بالكف عن القتال ! فقد كانت دعاية قريش في الموسم ‪ .‬في أواسط العرب القادمين للحج‬
‫والتجارة ‪ :‬إن محمداً يفرق بين الوالد وولده ‪ ،‬فوق تفريقه لقومه وعشيرته ! فكيف لو كان‬
‫كذلك يأمر الولد بقتل الوالد ‪ ،‬والمولى بقتل الولي ‪ ..‬في كل بيت وفي كل محلة ؟‬

‫" وربما كان ذلك أيضا لما يعلمه ال من أن كثيرين من المعاندين الذين يفتنون أوائل‬
‫المسلمين عن دينهم ‪ ،‬ويعذبونهم ويؤذونهم ‪ ،‬هم بأنفسهم سيكونون جند السلم المخلص ‪ ،‬بل‬
‫من قادته ‪ ..‬ألم يكن عمر بن الخطاب من بين هؤلء ؟!‬

‫" وربما كان ذلك أيض ا ‪ ،‬لن النخوةا العربية ‪ ،‬في بيئة قبلية ‪ ،‬من عادتها أن تثور للمظلوم‬
‫الذي يحتمل الذى ‪ ،‬ول يتراجع ! وبخاصأة إذا كان واقعاً على كرام الناس فيهم ‪ ..‬وقد وقعت‬
‫ظواهر كثيرة تثبت صأحة هذه النظرة ‪ -‬في هذه البيئة ‪ -‬فابن الدغنة لم يرض أن يترك أبا بكر ‪-‬‬
‫وهو رجل كريم ‪ -‬يهاجر ويخرج من مكة ‪ ،‬ورأى في ذلك عاراً على العرب ! وعرض عليه جواره‬
‫وحمايته ‪ ..‬وآخر هذه الظواهر نقض صأحيفة الحصار لبني هاشم في شعب أبي طالب ‪ ،‬بعد ما‬
‫طال عليهم الجوع واشتدت المحنة ‪ ..‬بينما في بيئة أخرى من بيئات " الحضارة " القديمة التي‬
‫مردت على الذل ‪ ،‬قد يكيون السكوت على الذى مدعاة للهزء والسخرية والحتقار من البيئة ‪،‬‬
‫وتعظيم المؤذي الظالم المعتدي !‬

‫‪259‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫" وربما كان ذلك ‪ ،‬أيض ا ‪ ،‬لقلة عدد المسإلمين حينذاك ‪ .‬وانحصارهم في مكة ‪ ،‬حيث لم‬
‫تبلغ الدعوة إلى بقية الجزيرة أو بلغت أخبارها متناثرة ‪ ،‬حيث كانت القبائل تقف على الحياد من‬
‫معركة داخلية بين قريش وبعض أبنائها ‪ ،‬حتى ترى ماذا يكون مصير الموقف ‪ .‬ففي مثل هذه‬
‫الحالة قد تنتهي المعركة المحدودة ‪ ،‬إلى قتل المجموعة المسلمة القليلة ‪ -‬حتى ولو قتلوا هم‬
‫أضعاف من سيقتل منهم ‪ -‬ويبقى الشرك ‪ ،‬وتنمحي الجماعة المسلمة ‪ ،‬ولم يقم في الرض‬
‫للسلم نظام ‪ ،‬ول وجد له كيان واقعي ‪ .‬وهو دين جاء ليكون منهاج حياة ‪ ،‬وليكون نظاماً واقعياً‬
‫عملياً للحياة‬
‫" ‪ ...‬إلخ " ‪...‬‬
‫فأما في المدينة ‪ -‬في أول العهد بالهجرة ‪ -‬فقد كانت المعاهدة التي عقدها رسول ال ‪ -‬صألى‬
‫ال عليه وسلم ‪ -‬مع اليهود من أهلها ومن بقي على الشرك من العرب فيها وفيما حولها ‪،‬‬
‫ملبسة تقتضيها طبيعة المرحلة كذلك ‪..‬‬

‫أولا ‪ :‬لن هناك مجالً للتبليغ والبيان ‪ ،‬ل تقف له سلطة سياسية تمنعه وتحول بين الناس وبينه ‪،‬‬
‫فقد اعترف الجميع بالدولة المسلمة الجديدة ‪ ،‬وبقيادة رسول ال ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬في‬
‫تصريف شؤونها السياسية ‪ .‬فنصت المعاهدة على أل يعقد أحد منهم صألحاً ول يثير حرباً ‪ ،‬ول‬
‫ينشئ علقة خارجية إل بإذن رسول ال ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬وكان واضحاً أن السلطة‬
‫الحقيقة في المدينة في يد القيادة المسلمة ‪ .‬فالمجال أمام الدعوة مفتوح ‪ ،‬والتخلية بين الناس‬
‫وحرية العتقاد قائمة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إن الرسول ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬كان يريد التفرغ فيي ‪ ،‬هذه المرحلة ‪ -‬لقريش ‪،‬‬
‫التي تقوم معارضتها لهذا الدين حجر عثرة في وجه القبائل الخرى الواقعة في حالة انتظار لما‬
‫ينتهي إليه المر بين قريش وبعض بنيها ! لذلك بادر رسول ال ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬بإرسال‬

‫‪260‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫" السرايا " وكان أول لواء عقده لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر‬
‫من الهجرة ‪.‬‬
‫ثم توالت هذه السرايا ‪ ،‬على رأس تسعة أشهر ‪ .‬ثم على رأس ثلثة عشر شهراً ‪ .‬ثم على رأس‬
‫ستة عشر شهراً ‪ .‬ثم كانت سرية عبد ال بن جحش في رجب على رأس سبعة عشر شهراً ‪ ،‬وهي‬
‫أول غزاة وقع فيها قتل وقتال ‪ ،‬وكان ذلك في الشهر القحرام ‪ ،‬والتي نزلت فيها آيات البقرة ‪} :‬‬
‫صأّد قعلن قستبيتل ال لته قوُكلفمر بتته قوا لقملستجتد‬ ‫ت تت ت تت‬
‫شلهتر ا لقحقراتم ققتاةل فيه قُلل ققتامل فيه قكتبيمر قو ق‬ ‫ك قعتن ال ل‬ ‫يقلسقألونق ق‬
‫ج أقلهلتته تملنهُ أقلكبقيُر تعلنقد ال لته قوا ل ت لفتينقةُ أقلكبقيُر تمقن ا لقلتتل قول يقيقزاُلوقن يُيققاتتُلونقُكلم قحلتى يقيُرددوُكلم‬
‫ا لقحقراتم قوإتلخقرا ُ‬
‫قعلن تدينتُكلم إتتن الستققطاُعوا ‪ ] { ..‬البقرة ‪. [ 217 :‬‬
‫ثم كانت غزوة بدر الكبرى في رمضان من هذه السنة ‪ ..‬وهي التي نزلت فيها سورة النفال ‪.‬‬
‫ورؤية الموقف من خلل ملبسات الواقع ‪ ،‬ل تدع مجالً للقول بأن " الدفاع " بمفهومه الضيق‬
‫كان هو قاعدة الحركة السلمية ‪ ،‬كما يقول المهزومون أمام الواقع الحاضر ‪ ،‬وأمام الهجوم‬
‫الستشراقي الماكر !‬
‫إن الذين يلجأون إلى تلمس أسباب دفاعية بحتة لحركة المد السلمي ‪ ،‬إنما يؤخذون بحركة‬
‫الهجوم الستشراقية ‪ ،‬في وقت لم يعد للمسلمين شوكة ‪ ،‬بل لم يعد للمسلمين إسلم ! ‪ -‬إل‬
‫من عصم ال ممن يصرون على تحقيق إعلن السلم العام بتحرير " النسان " في " الرض "‬
‫من كل سلطان إل من سلطان ال ‪ ،‬ليكون الدين كله ل ‪ -‬فيبحثون عن مبررات أدبية للجهاد‬
‫في السلم !‬
‫والمد السلمي ليس في حاجة إلى مبررات أدبية له أكثر من المبررات التي حملتها النصوص‬
‫القرآنية‬
‫{فقيلليُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته التذيقن يقلشُروقن ا لقحقياقة الددنليقيا تباللتخقرةت قوقملن يُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته فقييُيلقتقلل أقلو‬
‫ضقعتفيقن تمقن الرقجاتل‬ ‫ف نُيلؤتتيته أقلجراً قعتظيماً ‪ ،‬قوقما لقُكلم ل تُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل ال لته قوا لُملستق ل‬ ‫سلو ق‬
‫ب فق ق‬
‫ت‬
‫يقيغلل ل‬

‫‪261‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ساتء قوا لتولقداتن التذيقن يقيُقوُلوقن قربليقنا أقلخترلجقنا تملن قهتذهت ا لقلريقتة اللظالتتم أقلهلُقها قوالجقعلل لققنا تملن لقُدنل ق‬
‫ك قولتيداً‬ ‫قوالنر ق‬
‫صيراً ‪ ،‬التذيقن آقمُنوا يُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل ال لته قوالتذيقن قكقفُروا يُيققاتتُلوقن تفي قستبيتل‬ ‫ك نق ت‬ ‫قوالجقعلل لققنا تملن لقُدنل ق‬
‫ضتعيفاً ‪ }] ..‬النساء ‪[ 76 - 74 :‬‬ ‫شليقطاتن قكاقن ق‬ ‫شليقطاتن إتلن قكليقد ال ل‬ ‫ت فقيققاتتُلوا أقلولتقياءق ال ل‬
‫اللطاُغو ت‬

‫ت اللقلوتليقن ‪،‬‬ ‫ت ُسنل ُ‬ ‫ض ل‬‫ف قوإتلن يقيُعوُدوا فقيقلد قم ق‬ ‫} قُلل لتلتذيقن قكقفُروا إتلن يقيلنتقيُهوا يُيغلقفلر لقُهلم قما ققلد قسلق ق‬
‫صيمر ‪ ،‬قوإتلن‬ ‫وققاتتُلوُهم حلتى ل تقُكوقن ت لفتينقةم ويُكوقن الردين ُكلدهُ لتلته فقتإتن انليتقيقهوا فقتإلن ال لهق بتما ييلعمُلوقن ب ت‬
‫ق ق ق ق‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫قق‬ ‫ل ق‬ ‫ق‬
‫صيُر { ] النفال ‪[ 40 - 38 :‬‬ ‫تقيولوا قفالعلقموا أقلن ال لهق مولُكم نتلعم ا لموقلى ونتلعم النل ت‬
‫قل ل ق ق ل ق ق‬ ‫ُ‬ ‫قل‬
‫} ققاتتُلوا التذيقن ل يُيلؤتمُنوقن تبال لته قول تبالليقيلوتم اللتختر قول يُقحررُموقن قما قحلرقم ال لهُ قوقرُسولُهُ قول يقتديُنوقن تديقن‬
‫صأاتغروقن ‪ ،‬وققالق ت‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫ت الليقيُهوُد عُقزيليمر ابلُن‬ ‫ق‬ ‫ب قحلتى يُيلعُطوا ا لجلزيقةق قعلن يقد قوُهلم ق ُ‬ ‫ا لقحرق مقن الذيقن ُأوُتوا ا لكقتا ق‬
‫ضاتهُئوقن ققيلوقل التذيقن قكقفُروا تملن ققيلبُل‬ ‫ك ققيلولُُهلم بتأقفليقواتهتهلم يُ ق‬
‫صاقرى ا لقمتسيُح ابلُن ال لته قذلت ق‬ ‫ت النل ق‬ ‫ال لته وققالق ت‬
‫ق‬
‫ققاتقيلقُهُم ال لهُ أقلنى يُيلؤفقُكوقن ‪ ،‬اتلقخُذوا أقلحقباقرُهلم قوُرلهقبانقيُهلم أقلرقباباً تملن ُدوتن ال لته قوا لقمتسيقح ابلقن قملريققم قوقما‬
‫أُتمُروا إتلل تليقيلعبُُدوا إتقلهاً قواتحداً ل إتلقهق إتلل ُهقو ُسلبقحانقهُ قعلما يُلشترُكوقن ‪ ،‬يُتريُدوقن أقلن يُطلتفُئوا ُنوقر ال لته‬
‫بتأقفليقواتهتهلم قويقألقبى ال لهُ إتلل أقلن يُتتلم ُنوقرهُ قولقلو قكترقه ا لقكافتُروقن { ‪ ] ...‬التوبة ‪. [ 32 - 29 :‬‬
‫إنها مبررات تقرير ألوهية ال في الرض ‪ ،‬وتحقيق منهجه في حياة الناس ‪ ،‬ومطاردة الشياطين‬
‫ومناهج الشياطين ‪ ،‬وتحطيم سلطان البشر الذي يتعبد الناس ‪ ،‬والناس عبيد ل وحده ‪ ،‬ل يجوز‬
‫أن يحكمهم أحد من عباده بسلطان من عند نفسه وبشريعة من هواه ورأيه ! وهذا يكفي ‪ ..‬مع‬
‫تقرير مبدأ ‪ " :‬ل إكراه في الدين " ‪ ..‬أي ل إكراه على اعتناق العقيدة ‪ ،‬بعد الخروج من سلطان‬
‫العبيد ‪ ،‬والقرار بمبدأ أن السلطان كله ل ‪ ،‬أو أن الدين كله ل ‪ ،‬بهذا العتبار ‪.‬‬
‫إنها مبررات التحرير العام للنسان في الرض ‪ .‬بإخراج الناس من العبودية للعباد إلى العبودية ل‬
‫وحده بل شريك ‪ ..‬وهذه وحدها تكفي ‪ ..‬لقد كانت هذه المبررات ماثلة في نفوس الغزاة من‬
‫المسلمين ‪ ،‬فلم يسأل أحد منهم عما أخرجه للجهاد فيقول ‪ :‬خرجنا ندافع عن وطننا المهدد !‬
‫أو خرجنا نصد عدوان الفرس أو الروم علينا نحن المسلمين ! أو خرجنا نوسع رقعتنا ونستكثر من‬
‫الغنيمة !‬
‫‪262‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لقد كانوا يقولون كما قال ربعي بن عامر ‪ .‬وحذيفة بن محصن والمغيرة بن شعبة جميعاً لرستم‬
‫قائد جيش الفرس في القادسية ‪ ،‬وهو يسألهم واحداً بعد واحد في ثلثة أيام متوالية ‪ ،‬قبل‬
‫المعركة ‪ :‬ما الذي جاء بكم ؟ فيكون الجواب ‪ " :‬ال ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى‬
‫عبادة ال وحده ‪ .‬ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ‪ .‬ومن جور الديان إلى عدل السلم ‪ ..‬فأرسل‬
‫رسوله بدينه إلى خلقه ‪ ،‬فمن قبله منا قبلنا منه ورجعنا عنه ‪ ،‬وتركناه وأرضه ‪ .‬ومن أبى قاتلناه حتى‬
‫نفضي إلى الجنة أو الظفر " ‪.‬‬
‫إن هناك مبرراً ذاتياً في طبيعة هذا الدين ذاته ‪ ،‬وفي إعلنه العام ‪ ،‬وفي منهجه الواقعي لمقابلة‬
‫الواقع البشري بوسائل مكافئة لكل جوانبه ‪ ،‬في مراحل محددة ‪ ،‬بوسائل متجددة ‪ ..‬وهذا المبرر‬
‫الذاتي قائم ابتداء ‪ -‬ولو لم يوجد خطر العتداء على الرض السلمية وعلى المسلمين فيها ‪-‬‬
‫إنه مبرر في طبيعة المنهج وواقعيته ‪ ،‬وطبيعة المعوقات الفعلية في المجتمعات البشرية ‪ ..‬ل من‬
‫مجرد ملبسات دفاعية محدودة ‪ ،‬وموقوتة !‬
‫وإنه ليكفي لن يخرج المسلم مجاهداً بنفسه وماله ‪ " ..‬في سبيل ال " ‪ ..‬في سبيل هذه القيم‬
‫التي ل يناله هو من ورائها مغنم ذاتي ‪ ،‬ول يخرجه لها مغنم ذاتي ‪..‬‬
‫إن المسلم قبل أن ينطلق للجهاد في المعركة يكون قد خاض معركة الجهاد الكبر في نفسه مع‬
‫الشيطان ‪ ..‬مع هواه وشهواته ‪ ..‬مع مطامعه ورغباته ‪ ..‬مع مصالحه ومصالح عشيرته وقومه ‪ ..‬مع‬
‫كل شارة غير شارة السلم ‪ ..‬ومع كل دافع إل العبودية ل ‪ ،‬وتحقيق سلطانه في الرض وطرد‬
‫سلطان الطواغيت المغتصبين لسلطان ال ‪..‬‬
‫والذين يبحثون عن مبررات للجهاد السلمي في حماية " الوطن السلمي " يغضون من شأن "‬
‫المنهج " ويعتبرونه أقل من " الموطن " وهذه ليست نظرة السلم إلى هذه العتبارات ‪ .‬إنها‬
‫نظرة مستحدثة غريبة على الحس السلمي ‪ ،‬فالعقيدة والمنهج الذي تتمثل فيه والمجتمع الذي‬
‫يسود فيه هذا المنهج هي العتبارات الوحيدة في الحس السلمي ‪ .‬أما الرض ‪ -‬بذاتها ‪ -‬فل‬
‫اعتبار لها ول وزن ! وكل قيمة للرض في التصور السلمي إنما هي مستمدة من سيادة منهج ال‬
‫‪263‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وسلطانه فيها ‪ ،‬وبهذا تكون محضن العقيدة وحقل المنهج و " دار السلم " ونقطة النطلق‬
‫لتحرير " النسان " ‪.‬‬
‫وحقيقة إن حماية " دار السلم " حماية للعقيدة والمنهج والمجتمع الذي يسود فيه المنهج ‪.‬‬
‫ولكنها ليست الهدف النهائي ‪ ،‬وليست حمايتها هي الغاية الخيرة لحركة الجهاد السلمي ‪ ،‬إنما‬
‫حمايتها هي الوسيلة لقيام مملكة ال فيها ‪ ،‬ثم لتخاذها قاعدة انطلق إلى الرض كلها وإلى‬
‫النوع النساني بجملته ‪ .‬فالنوع النساني هو موضوع هذا الدين والرض هي مجاله الكبير !‬
‫وكما أسلفنا فإن النطلق بالمذهب اللهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة ‪ ،‬ونظام‬
‫المجتمع ‪ ،‬وأوضاع البيئة ‪ ..‬وهذه كلها هي التي ينطلق السلم ليحطمها بالقوة ‪ ،‬كي يخلو له‬
‫وجه الفراد من الناس ‪ ،‬يخاطب ضمائرهم وأفكارهم ‪ ،‬بعد أن يحررها من الغلل المادية ‪،‬‬
‫ويترك لها بعد ذلك حرية الختيار ‪.‬‬
‫يجب أل تخدعنا أو تفزعنا حملت المستشرقين على مبدأ " الجهاد " وأل يثقل على عاتقنا‬
‫ضغط الواقع وثقله في ميزان القوى العالمية ‪ ،‬فنروح نبحث للجهاد السلمي عن مبررات أدبية‬
‫خارجة عن طبيعة هذا الدين ‪ ،‬في ملبسات دفاعية وقتية ‪ ،‬كان الجهاد سينطلق في طريقه سواء‬
‫وجدت أم لم توجد !‬
‫ويجب ونحن نستعرض الواقع التاريخي أل نغفل عن العتبارات الذاتية في طبيعة هذا الدين‬
‫وإعلنه العام ومنهجه الواقعي ‪ ،‬وأل نخلط بينها وبين المقتضيات الدفاعية الوقتية ‪..‬‬
‫حقاً إنه لم يكن بد لهذا الدين أن يدافع المهاجمين له ‪ ،‬لن مجرد وجوده في صأورة إعلن عام‬
‫لربوبية ال للعالمين ‪ ،‬وتحرير النسان من العبودية لغير ال ‪ ،‬وتمثل هذا الوجود في تجمع‬
‫تنظيمي حركي تحت قيادة جديدة غير قيادات الجاهلية ‪ ،‬وميلد مجتمع مستقل متميز ل يعترف‬
‫لحد من البشر بالحاكمية ‪ ،‬لن الحاكمية فيه ل وحده ‪ ..‬إن مجرد وجود هذا الدين في هذه‬

‫‪264‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصورة ل بد أن يدفع المجتمعات الجاهلية من حوله ‪ -‬القائمة على قاعدة العبودية للعباد ‪ -‬أن‬
‫تحاول سحقه ‪ ،‬دفاعاً عن وجودها ذاته ‪ ،‬ول بد أن يتحرك المجتمع الجديد للدفاع عن نفسه ‪..‬‬
‫هذه ملبسة ل بد منها ‪ ،‬تولد مع ميلد السلم ذاته ‪ ،‬وهذه معركة مفروضة على السلم فرضاً ‪،‬‬
‫ول خيار له في خوضها ‪ ،‬وهذا صأراع طبيعي بين وجودين ل يمكن التعايش بينهما طويلً ‪. ..‬‬
‫هذا كله حق ‪ ..‬ووفق هذه النظرة يكون ل بد للسلم أن يدافع عن وجوده ‪ ،‬ول بد أن يخوض‬
‫معركة دفاعية مفروضة عليه فرضاً ‪..‬‬
‫ولكن هناك حقيقة أخرى أشد أصأالة من هذه الحقيقة ‪ ..‬إن من طبيعة الوجود السلمي ذاته أن‬
‫يتحرك إلى المام ابتداء ‪ .‬لنقاذ " النسان " في " الرض " من العبودية لغير ال ‪ ،‬ول يمكن أن‬
‫يقف عند حدود جغرافية ‪ ،‬ول أن ينزوي داخل حدود عنصرية ‪ ،‬تاركاً " النسان " ‪ ..‬نوع‬
‫النسان ‪ ..‬في " الرض " ‪ ..‬كل الرض ‪ ..‬للشر والفساد والعبودية لغير ال ‪.‬‬
‫إن المعسكرات المعادية للسلم قد يجيء عليها زمان تؤثر فيه أل تهاجم السلم ‪ ،‬إذا تركها‬
‫السلم تزاول عبودية البشر للبشر داخل حدودها القليمية ‪ ،‬ورضى أن يدعها وشأنها ولم يمد‬
‫إليها دعوته وإعلنه التحريري العام ! ولكن السلم ل يهادنها ‪ ،‬إل أن تعلن استسلمها لسلطانه‬
‫في صأورة أداء الجزية ‪ ،‬ضماناً لفتح أبوابها لدعوته بل عوائق مادية من السلطات القائمة فيها ‪.‬‬
‫هذه طبيعة هذا الدين ‪ ،‬وهذه وظيفته ‪ ،‬بحكم أنه إعلن عام لربوبية ال للعالمين ‪ ،‬وتحرير‬
‫النسان من كل عبودية لغير ال في الناس أجمعين !‬
‫وفرق بين تصور السلم على هذه الطبيعة ‪ ،‬وتصوره قابعاً داخل حدود إقليمية أو عنصرية ‪ ،‬ل‬
‫يحركه إل خوف العتداء ! إنه في هذه الصورة الخيرة يفقد مبرراته الذاتية في النطلق !‬
‫إن مبررات النطلق السلمي تبرز بوضوح وعمق عند تذكر أن هذا الدين هو منهج ال للحياة‬
‫البشرية ‪ ،‬وليس منهيج إنسان ‪ ،‬ول مذهب شيعة من الناس ‪ ،‬ول نظيام جنس من الجناس ! ‪..‬‬
‫ونحن ل نبحث عن مبررات خارجية إل حين تفتر في حسنا هذه الحقيقة الهائلة ‪ ..‬حين ننسى أن‬
‫‪265‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القضية هي قضية ألوهية ال وعبودية العباد ‪ ..‬إنه ل يمكن أن يستحضر إنسان ما هذه الحقيقة‬
‫الهائلة ثم يبحث عن مبرر آخر للجهاد السلمي !‬
‫والمسافة قد ل تبدو كبيرة عند مفرق الطريق ‪ ،‬بين تصور أن السلم كان مضطراً لخوض معركة‬
‫ل اختيار له فيها ‪ ،‬بحكم وجوده الذاتي ووجود المجتمعات الجاهلية الخرى التي ل بد أن‬
‫تهاجمه ‪ ،‬وتصور أنه هو بذاته ل بد أن يتحرك ابتداء ‪ ،‬فيدخل في هذه المعركة ‪..‬‬
‫المسافة عند مفرق الطريق قد ل تبدو كبيرة ‪ ،‬فهو في كلتا الحالتين سيدخل المعركة حتماً ‪،‬‬
‫ولكنها في نهاية الطريق تبدو هائلة شاسعة ‪ ،‬تغير المشاعر والمفهومات السلمية تغييراً كبيراً ‪..‬‬
‫خطيراً ‪.‬‬
‫إن هناك مسافة هائلة بين اعتبار السلم منهجاً إلهياً ‪ ،‬جاء ليقرر ألوهية ال في الرض ‪ ،‬وعبودية‬
‫البشر جميعاً لله واحد ‪ ،‬ويصب هذا التقرير في قالب واقعي ‪ ،‬هو المجتمع النساني الذي‬
‫يتحرر فيه الناس من العبودية للعباد ‪ ،‬بالعبودية لرب العباد ‪ ،‬فل تحكمهم إل شريعة ال ‪ ،‬التي‬
‫يتمثل فيها سلطان ال ‪ ،‬أو بتعبير آخر تتمثل فيها ألوهيته ‪ ..‬فمن حقه إذن أن يزيل العقبات‬
‫كلها من طريقه ‪ ،‬ليخاطب وجدان الفراد وعقولهم دون حواجز ول موانع مصطنعة من نظام‬
‫الدولة السياسي ‪ ،‬أو أوضاع الناس الجتماعية ‪ ..‬إن هناك مسافة هائلة بين اعتبار السلم على‬
‫هذا النحو ‪ ،‬واعتباره نظاماً محلياً في وطن بعينه فمن حقه فقط أن يدفع الهجوم عليه في داخل‬
‫حدوده القليمية !‬
‫هذا تصور ‪ ..‬وذاك تصور ‪ ..‬ولو أن السلم في كلتا الحالتين سيجاهد ‪ ..‬ولكن التصور الكلي‬
‫لبواعث هذا الجهاد وأهدافه ونتائجه ‪ ،‬يختلف اختلفاً بعيداً ‪ ،‬يدخل في صأميم العتقاد كما‬
‫يدخل في صأميم الخطة والتجاه ‪.‬‬
‫إن من حق السلم أن يتحرك ابتداء ‪ .‬فالسلم ليس نحلة قوم ‪ ،‬ول نظام وطن ‪ ،‬ولكنه منهج إله‬
‫‪ ،‬ونظام عالم ‪ ..‬ومن حقه أن يتحرك ليحطم الحواجز من النظمة والوضاع التي تغل من حرية "‬

‫‪266‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النسان " في الختيار ‪ .‬وحسبه أنه ل يهاجم الفراد ليكرههم على اعتناق عقيدته ‪ ،‬إنما يهاجم‬
‫النظمة والوضاع ليحرر الفراد من التأثيرات الفاسدة ‪ ،‬المفسدة للفطرة ‪ ،‬المقيدة لحرية‬
‫الختيار‬
‫من حق السلم أن ُيخرج " الناس "من عبادة العباد إلى عبادة ال وحده ‪ ..‬ليحقق إعلنه العام‬
‫بربوبية ال للعالمين ‪ ،‬وتحرير الناس أجمعين ‪ ..‬وعبادة ال وحده ل تتحقق ‪ -‬في التصور‬
‫السلمي وفي الواقع العملي ‪ -‬إل في ظل النظام السلمي ‪ ،‬فهو وحده النظام الذي يشرع ال‬
‫فيه للعباد كلهم ‪ ،‬حاكمهم ومحكومهم ‪ ،‬أسودهم وأبيضهم ‪ ،‬قاصأيهم ودانيهم ‪ ،‬فقيرهم وغنيهم‬
‫‪ ،‬تشريعاً واحداً يخضع له الجميع على السواء ‪ ..‬أما في سائر النظمة ‪ ،‬فيعبد الناس العباد ‪،‬‬
‫لنهم يتلقون التشريع لحياتهم من العباد ‪ .‬وهو من خصائص اللوهية ‪ ،‬فأيما بشر ادعى لنفسه‬
‫سلطان التشريع للناس من عند نفسه ‪ ،‬فقد اددعى اللوهية اختصاصأاً وعملً ‪ ،‬سواء الدعاها قولً‬
‫أم لم يعلن هذا الدعاء ‪ .‬وأيما بشر آخر اعترف لذلك البشر بذلك الحق فقد اعترف له بحق‬
‫اللوهية ‪ ،‬سواء سماها باسمها أم لم يسمها !‬
‫والسلم ليس مجرد عقيدة ‪ ،‬حتى يقنع بإبلغ عقيدته للناس بوسيلة البيان ‪ .‬إنما هو منهج يتمثل‬
‫في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس ‪ ،‬والتجمعات الخرى ل تمركنه من تنظيم حياة‬
‫رعاياها وفق منهجه هو ‪ ،‬ومن ثم يتحتم على السلم أن يزيل هذه النظمة بوصأفها معوقات‬
‫للتحرير العام ‪ ،‬وهذا ‪ -‬كما قلنا من قبل ‪ -‬معنى أن يكون الدين كله ل ‪ ،‬فل تكون هناك‬
‫دينونة ول طاعة لعبد من العباد لذاته ‪ .‬كما هو الشأن في سائر النظمة التي تقم على عبودية‬
‫العباد للعباد !‬
‫إن الباحثين السلميين المعاصأرين المهزومين تحت ضغط الواقع الحاضر وتحت الهجوم‬
‫الستشراقي الماكر ‪ ،‬يتحرجون من تقرير تلك الحقيقة ‪ ،‬لن المستشرقين صأوروا السلم حركة‬
‫قهر بالسيف للكراه على العقيدة ‪ .‬والمستشرقون الخبثاء يعرفون جيداً أن هذه ليست هي‬
‫الحقيقة ‪ ،‬ولكنهم يشوهون بواعث الجهاد السلمي بهذه الطريقة ‪ ..‬ومن ثم يقوم المنافحون ‪-‬‬
‫‪267‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المهزومون ‪ -‬عن سمعة السلم ‪ ،‬بنفي هذا التهام ‪ ،‬فيلجأون إلى تلمس المبررات الدفاعية !‬
‫ويغفلون عن طبيعة السلم ووظيفته ‪ ،‬وحقه في " تحرير النسان " ابتداء ‪.‬‬
‫وقد غشى على أفكار الباحثين العصريين ‪ -‬المهزومين ‪ -‬ذلك التصور الغربي لطبيعة " الدين‬
‫" ‪ ..‬وإنه مجرد " عقيدة " في الضمير ‪ ،‬ل شأن لها بالنظمة الواقعية للحياة ‪ .‬ومن ثم يكون‬
‫الجهاد للدين ‪ ،‬جهاداً لفرض العقيدة على الضمير !‬
‫ولكن المر ليس كذلك في السلم ‪ ،‬فالسلم منهج ال للحياة البشرية ‪ ،‬وهو منهج يقوم على‬
‫إفراد ال وحده باللوهية ‪ -‬متمثلة في الحاكمية ‪ -‬وينظم الحياة الواقعية بكل تفصيلتها اليومية !‬
‫فالجهاد له جهاد لتقرير المنهج وإقامة النظام ‪ .‬أما العقيدة فأمر موكول إلى حرية القتناع ‪ ،‬في‬
‫ظل النظام العام ‪ ،‬بعد رفع جميع المؤثرات ‪ ..‬ومن ثم يختلف المر من أساسه ‪ ،‬وتصبح له صأورة‬
‫جديدة كاملة ‪.‬‬
‫وحيثما وجد التجمع السلمي ‪ ،‬الذي يتمثل فيه المنهج اللهي ‪ ،‬فإن ال يمنحه حق الحركة‬
‫والنطلق لتسلم السلطان وتقرير النظام ‪ ،‬مع ترك مسألة العقيدة الوجدانية لحرية الوجدان ‪ ،‬فإذا‬
‫كف ال أيدي الجماعة المسلمة فترة عن الجهاد ‪ ،‬فهذه مسألة خطة ل مسألة مبدأ ‪ ،‬مسألة‬
‫مقتضيات الحركة ل مسألة عقيدة ‪ ..‬وعلى هذا الساس الواضح يمكن أن نفهم النصوص القرآنية‬
‫المتعددة ‪ ،‬في المراحل التاريخية المتجددة ‪ ،‬ول نخلط بين دللتها المرحلية ‪ ،‬والدللة العامة‬
‫لخط الحركة السلمية الثابت الطويل (معالم فى الطريق فصل الجهاد فى سبيل ال‪.‬‬
‫وإذا علمت مراحل الجهاد وما استقر عليه الحال من قتال الكفار والمنافقين فبقى أن تعلم أن‬

‫تقسيم الجهاد إلى أصأغر وأكبر بدعة منكرة وخطأ فاحش‬

‫‪268‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأخطرح ما أصيب به الهاد ف تارإيه من النكسة تقسيمجمه إل جهاد أكب وأصغرح وقدي ا عرحف أعداء‬
‫السلم خطورإة السلم عليهم ‪،‬وأنه ل بقاء لم مع باطلهم ول تدول لم دولة ‪.‬ول بقاء لعرحوشهم‬
‫الطاغاوتية الكافرحة الظالة مادام الهاد باقيا ‪،‬وعرحفوا أن السلمجمي الوحدين إذا أعلنوا الهاد بصوت‬
‫واحد ‪،‬وخرحجوا بسم ال وعلى برحكة ال ‪ ،‬ل تقم أمامهم قائمجمة لنم طالبوا إحدىر السنيي وال‬
‫ناصرحهم ومدهم ‪ ،‬عرحفوا ذلك كله من صفحات سلف هذه المة حينمجما فتحوا نصف كرحة العال ف‬
‫أقل من نصف قرحن ومن هنا بدؤا يفكرحون لل هذه الشكلة العويصة الرحهيبة وجدوا واجتهدوا ووجدوا‬
‫حلولا كثية وأحكمجمها وأنحها وأوفاها بالغرحض هى صرحف السلمجمي عن الهاد بطرحيقة سليمجمة وفعلا‬
‫حلت مشكلتهم ‪ ،‬وجلسوا على موائدهم يأكلون ويشرحبون آمني مطمجمئني واستاحوا من الهاد‬
‫استولوا على البلد واستعبدوا العباد وهذه الطرحيقة الت صرحفت السلمجمي عن الهاد وأقعدتم أزلء لدة‬
‫طويلة حت يومنا هذا هى تقسيم الهاد إل أصغرح وأكب فقالوا ‪ :‬الهاد الصغرح ماهدة الكفارإ‬
‫والهاد الكب ماهدة النفس والشيطان وهؤلء العداء أذكياء يعرحفون أن النفس والشيطان ل يتخلص‬
‫منهمجما النسان مادام حي يرحزق وأعطوه وظيفة تشغله عن الهاد مدة بقائه ف هذه الياة ‪ ،‬ووضعوا له‬
‫ف ذلك حديثا مكذوبا على رإسول الله صلى ال عليه وسلم لا يعلمجمون عظمجمة رإسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ف قلوب السلمجمي وهو حديث "رإجعنا من الهاد الصغرح إل الهاد الكب" ودسوه ف‬
‫كتب السلمجمي‪ ,‬معناه رإجعنا من الهاد الصغرح وهو جهاد الكفارإ والشرحكي إل الهاد الكب وهو‬
‫جهاد النفس والوىر والشيطان وحب الدنيا وقد سعت شيخا من أدعياء السلفية وهو رإئيس فرحع من‬
‫فرحوع أنصارإ السنة ف مدينة كبية يقول ذلك ويلمجمز الاهدين ويعيب عليهم وعلى من يدافعون عنهم‬
‫ويقول ‪ ،‬يقولون جهاد ويتمجمنون الهاد وهم يتخلفون عن صلة الفجمرح عليهم بهاد أنفسهم أولا فإن‬
‫تغلبوا عليها وقهرحوها كان الهاد أسهل فالهاد القيقي هو جهاد النفس والشيطان وهو أكب جهاد‬
‫ولا سع أخونا السكي الغبون ف دينه هذا قال ‪:‬إذا كان ماهدة النفس والشيطان جهادا أكبا فمجماذا‬
‫أصنع بالهاد الصغرح ؟ فأخذ سبحته الطويلة ودخل صومعته ‪ ،‬يعبد رإبه بجماهدة هواه وشيطانه ولرحبا‬
‫بعضهم الذىر ل يزل الي فيه ينوىر ف نفسه الاهد الصغرح ‪ ،‬عندما ينتهي من الهاد الكب ‪ ،‬فأن‬
‫له ذلك ‪ .‬وهذا الحديث النكرح الوضوع ليس له وجود ف الكتب الدييثية إطلقا قال شيخ السلم‬

‫‪269‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ابن تيمجمية ‪-‬رإحه ال – وأما الديث الذي يرحويه بعضهم ‪ ،‬أنه قال ف غازوة تبوك ‪ :‬رإجعنا من‬
‫الهاد الصغرح إل الهاد الكب ‪ ،‬فل أصل له ول يرحوه أحد من أهل العرحفة بأقوال النب صلي ال‬
‫عليه وسلم وأفعاله وجهاد الكفارإ من أعظم العمجمال ‪ ،‬بل هو أفضل ما تطوع به النسان‪ 1‬فانظرح –‬
‫رإحك ال – إل أثارإ هذه الحاديث الوضوعة الت استغلها البطلون أهل الرإجاء أعداء الدين ف‬
‫الصد عن سبيل ال والهاد ف سبيله نصرحة لدين ال كمجما فعلوا قبل ذلك من إقامة الدود بي دولة‬
‫السلم وقسمجموها دويلت صغية وحددوها بدود وجعلوا بي كل دولتي منطقة حدودية متنازع‬
‫عليها حت عندما يرحيدون تفرحيق المة وإهلكها أثارإوا هذه اللفات الدودية وتنازعوا عليها فاقتتلوا‬
‫فيمجما بينهم والكفارإ ينظرحون ويحرحشون وبالسلحا كل الطرحفي يدون فهم ف جيع الحوال مستفيدون‬
‫فقد نصبوا علي هذه البلد من يدين بالولء والطاعة لم وإن كان هذا علي حساب شعبه وجيانه‬
‫السلمجمي الهم يرحضي أسياده ماداموا يافظون له علي كرحسي اللك ويهلك بعد ذلك المجميع لذلك‬
‫رإأينا الكام يدون أمرحيكا وقوات التحالف التل يدونم بالسلحا والغذاء ورإأينا الوجبات الساخنة‬
‫ترحج ف طائرحات خاصة من مصرح للقوات الكافرحة الت تغزوا العرحاق ورإأينا الطائرحات الرحبية تقلع من‬
‫القواعد الرحبية ف السعودية وقطرح والكويت لتضرحب إخواننا السلمجمي ف العرحاق وأفغانستان لتقتل‬
‫أطفال السلمجمي وشيوخ السلمجمي وتدم بيوت السلمجمي وكل ذلك بأيدي الكام الرحتدين الاثي علي‬
‫صدورإ السلمجمي فأي دين وأي مرحوءة وشهامة تبيح لك أيها الاكم السمجماحا للكافرح التل أن ينطلق‬
‫من أرإضك ليضرحب أخوة لك ف العقيدة والدين وأي شيئ يبقي بعد أن تسمجمح وتساهم وتشارإك‬
‫العلج الكافرح ف اغاتصاب نساء السلمجمي وقتل شباب وأطفال السلمجمي أل تشي أن يأت الدورإ عليك‬
‫أنت ويفعل بك كمجما فعلت بإخوانك وهل تظن أن التل سيحتمك بعد أن سحت له بقتل إخوانك‬
‫هل تظن أن التل الكافرح يثق بك بعد أن رإآك تون دينك وأمتك وتفرحط ف رإجولتك وشهامتك من‬
‫أجل متاع زائل ؟ هل تظن أن الكافرح التل يلتفت إليك بعد أن رإأي منك أنك ل تتم البادئ‬
‫وترحكك مصالك الشخصية وإن كانت ف هلك شعبك وأهلك ؟ هل تظن ذلك سيشفع لك عند‬
‫أمرحيكا ؟ عجميب أمرح هؤلء الكام الونة الذين باعوا دينهم وكرحامتهم وفقدوا رإجولتهم من أجل‬

‫‪ 1‬الفرقان باين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وانظر مقدمة المشارع للمحقق من ص ‪ 29‬إلى ص ‪ 34‬انظر التمهيد من ص ‪ 20‬إلى ‪ 54‬فإنه‬
‫مهمومفيد جداا وقداساتفدت منه كثيراا‬
‫‪270‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الرحياسة واللك ول يكتفوا بكل ذلك بل حارإبوا كل من يدعوا إل الهاد باسم الرإهاب والتطرحف ‪،‬‬
‫وللسف الشديد استطاعوا أن يستمجميلوا بعض من ينتمجموا إل الدعوة من السلمجمي ويتوونم‬
‫ويستعمجملونم ف تنفيذ مططات أعداء الدين من مارإبة الهاد والاهدين باسم الوارإج والرإهاب‬
‫والتطرحف والفئة الضالة الت ترحيد أن تصل إل الرحياسة وتستولي علي الكم بقوة السلحا وينشرحوا هذه‬
‫الفكرحة بي عمجموم السلمجمي وخرحجت الفتاوىر والبيانات وانتشرحت الاضرحات والدرإوس علي الفضائيات‬
‫تذرإ من الهاد وطرحيق الاهدين بالتلمجميح تارإة وبالتصرحيح تارإة ‪ ،‬حت إمتلت السجمون والعتقلت‬
‫بالشباب السلم الذي يرحيد أن ينصرح إخوانه السلمجمي ف العرحاق وأفغانستان وفلسطي ونح الطواغايت‬
‫ف استمجمالة بعض الشايخ واستعمجمالم ف نشرح فكرحة أن الهاد الن فرحض كفاية ف العرحاق وهذه‬
‫مسؤولية العرحاق وأهل العرحاق وأفغانستان وفلسطي والشيشان ونشرحوا بي الشباب أن الطرحق غاي أمنة‬
‫والقتال قتال فتنة تت رإايات عمجمية جاهلية ول بد من أذن ول المرح والاكم وأن بيننا وبي أمرحيكا‬
‫والغرحب اتفاقيات سلم دائم ودفاع مشتك وعهود ومواثيق دولية ل بد من أن نتمها وإن كان‬
‫العتدىر عليه هو أخوة لنا ف الدين والعقيدة وإن كانت العتدىر عليها النتهك عرحضها هى أخت لنا‬
‫ف الدين وإن كان القتلى من الطفال والشيوخ والشباب هم أهل لنا ومن جلدتنا وإن كان كل ذلك‬
‫ل نرحضى أن نالف أمرح أسيادنا من المرحيكان وأهل الصليب وإن أحتلو الرإض وهتكوا العرحض‬
‫وخرحبوا الديارإ واستولوا على خيات البلد واستعبدوا العباد وحسبنا ال ونعم الوكيل ف الدعاة والشايخ‬
‫الذين باعوا دينهم بعرحض من الدنيا قليل ورإضوا بالصفقة القذرإة مع الطواغايت }امتلء الكرحوش وتثبيت‬
‫العرحوش{حسبنا ال ونعم الوكيل ف الذين يتكلمجمون عن الهاد ويلمجمزون الاهدين بغي علم ول‬
‫بصية بأحوالم وواقعهم وحقيقة جهادهم وهم يعلمجمون جيدا حال الطواغايت وحقيقتهم حسبنا ال‬
‫ونعم الوكيل ف الذين يعلمجمون أن الهاد الن فرحض عي على كل قادرإ عاقل حرح وعبد رإجل وامرحأة‬
‫بكل ما يستطيع بالال والسلحا وترحيض بالكلمجمة والبيان والوعظة فرحض بالقلب واليد واللسان فإن ل‬
‫متى يكون الجهاد فرض عين‬ ‫يكن الن والال هكذا‬
‫فمتى نجاهد ؟‬
‫نجاهد ويكون الجهاد فرض عين علي كل مسلم مطيق بعينه‬
‫‪271‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬إذا احتل الكفار بلد المسلمين وقصدوها وإن لم يدخلوها‬
‫‪-‬ويكون فرض عين لفكاك أسارى المسلمين‬
‫‪-‬ويكون فرض عين إذا أمر به ولي المر المسلم‬
‫‪-‬ويكون فرض عين عند الستنفار والتقاء الصفوف‬

‫أما فرض الكفاية‬


‫فهو جهاد الكفار في بلدهم باتفاق العلماء وقال ابن المسيب أنه فرض عين ومعني فرض‬
‫الكفاية أنه إذا قام به من فيه كفاية سقط الحرج والثم عن الباقين فإن تركه الجميع أثموا ‪ ،‬وهل‬
‫يعمهم الثم ؟ وجهان أصأحهما ‪ :‬يأثم كل من ل عذر له ‪ ،‬الثاني ‪ :‬يأثمون أجمعين لن العجز‬
‫المطلق مسقط للفرد ول تكليف مع العجز وجهاد الكفار في بلدهم الذي هو فرض كفاية يجب‬
‫في كل سنة مرة علي القل ‪ ،‬والزيادة أفضل بل خلف ول يجوز إخلء سنة من غزو إل لضرورة‬
‫كضعف المسلمين وكثرة العدو وخوف الستئصال لو إبتدءوهم أو لقلة الزاد وعلف الدواب‬
‫"‬ ‫ونحو ذلك فإن لم تكن ضرورة ول عذر لم يجز تأخير الغزو سنة ‪ ،‬نص عليه الشافعي " الم‬
‫وقال المام الجويني ‪ :‬المختار عندي مسلك الصأوليين فإنهم قالوا الجهاد دعوة قهرية فنجب‬
‫إقامته بحسب المكان حتى ل يبقي إل مسلم أو مسالم ‪ ،‬ول يختص بمرة في السنة ول يعطل‬
‫إذا أمكنت الزيادة ‪ ،‬وما ذكره الفقهاء ‪ ،‬حملوه علي العادة الغالبة وهي أن الموال والعدد ل‬
‫تتأتي لتجهيز الجيوش وإعداد الجنود في السنة أكثر من مرة " روضة الطاليين ‪209-208/ 10‬‬
‫وقال ابن قدامة صأاحب المغنى من الحنابلة ‪:‬‬
‫أقل ما يفعل الجهاد فى كل عام مرة فيجب فى كل عام إل من عذر ‪ ،‬وإن دعت الحاجة إلى‬
‫القتال فى كل عام أكثر من مرة وجب لنه فر ض كفاية فوجب منه مادعت الحاجة إليه‬
‫‪...‬المغنى ‪8/348‬ملخصاً‬
‫وقال القرطبي فى تفسيره ‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"فرض على المام إغزاء طائفة إلى العدو كل سنة مرة يخرج معهم بنفسه أو يخرج من يثق به‬
‫يدعوهم إلى السلم ويزعهم)أى يكفهم ويمنعهم( ويكف أذاهم ويظهر دين ال حتى يدخلوا فى‬
‫السلم أو يعطوا الجزية " ول يجب الجهاد على صأبى ومجنون وامرأة ومن به مرض يمنع من‬
‫القتال ويجب على أعور وذي صأداع ووجع ضرس وحمى خفيفة ونحوها وذي عرج يسير وهذا‬
‫مذهب أحمد أيضاً وما أظن فيه خلفاً هذا كله فى الجهاد الذى هو فرض كفاية ‪ ،‬فإن دخل‬
‫الكفار بلدة لنا أو أطلوا عليها ونزلوا بابها قاصأدين ولم يدخلوها ‪ ،‬وهم مثل أهلها أو أقل من‬
‫مثليهم ‪ .‬صأار الجهاد فرض عين فيخرج العبد بغير أذن السيد والمرأة بغير أذن الزوج إن كان‬
‫فيها قوة دفاع على أصأح الوجهين فيها ‪ ،‬وكذلك يخرج الولد بغير أذن الوالدين والمدين بغير أذن‬
‫صأاحب الدين وهذا جميعه مذهب مالك أيضاً وأبى حنيفة وأحمد بن حنبل والشافعي فإذا‬
‫دهمهم العدو ولم يتمكنوا من الجتماع والتأهب للقتال فمن وقف عليه كافر أو كفار وعلم أنه‬
‫يقتل إن استسلم فعليه أن يتحرك ويدفع عن نفسه بما أمكنه ول فرق فى ذلك بين الحر والعبد‬
‫والمرأة والعمى والعرج والمريض وإن كان يجوز أن يقتلوه أو يأسروه وان أمتنع عن الستسلم‬
‫قتل جاز أن يستسلم وقتالهم وعدم الستسلم أفضل لفعل عاصأم بن الدثنه –رضى ال عنه –‬
‫فالمجاهد الفضل له أن ل يستأثر فيقاتل حتى ينال إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة وهذا‬
‫الذى خرج من أجله فكيف يسلم نفسه لعدوه ولو علمت المرأة أنها لو استسلمت لامتدت‬
‫اليدي إليها لزمها الدفع وإن كانت تقتل لن من أكره على الزنا ل تحل له المطاوعة لدفع القتل‬
‫‪ ،‬وهذا هو الصحيح أن المرأة تقاتل وتدفع عن نفسها حتى تقتل ول تمكن العدو منها ويجوز لها‬
‫قتل نفسها وكذلك السير إذا خاف السر وفشوا السرار التى فيها هلك الجماعة المسلمة‬
‫واستئصالها إن ظفر بها العدو ‪ .‬ومن كان فى مكان فنزل العدو منه دون مسافة القصر تعين‬
‫فرض القتال عليه كتعينه على أهل البلدة التى نزل بها العدو ‪,‬قال الماوردى "لنه قتال دفاع‬
‫وليس قتال غزو فيصير فرضه على كل مطيق " وكذا الحال فى أهل رفح وسيناء بالنسبة‬
‫لفلسطين وسوريا والردن والسعودية بالنسبة للعراق وباكستان بالنسبة لفغانستان وأهل القوقاز‬
‫بالنسبة للشيشان ‪.‬ومن كان على مسافة القصر يجب عليهم المسير إلى البلد الذى نزل به العدو‬
‫‪273‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إن لم يكن فى أهل ذلك البلد ومن يليهم كفاية فإذا خرج إليهم من تحصل به الكفاية سقط‬
‫الحرج عن الباقين وفاتهم الجر العظيم والثواب الجزيل بترك الجهاد والصحيح ل يسقط عنهم‬
‫الحرج وتجب عليهم المساعدة والمسارعة وتجب على القربين فالقربين بل ضبط حتى يبلغ‬
‫الخبر بأن الكفار قد دفعوا وأخرجوا من بلد المسلمين ‪.‬وقال البغوي فى شرح السنة إذا دخل‬
‫الكفار دار السلم فالجهاد فرض عين على من قرب وفرض كفاية فى حق من بعد ول يجوز‬
‫تمكين الكفار من الستيلء على ديار السلم مع إمكان الدفع حتى لو كانت هذه الديار‬
‫صأحراء ليس فيها سكان وهو الصحيح لنها من ديار السلم وأراضى المسلمين وحصن‬
‫السلم وخط دفاعي ‪ ،‬فكيف نترك العدو ينزل بها ؟ فوجب الدفع عيناً علي كل مطيق قادر‬
‫بفعل‬ ‫‪1‬‬
‫حتى يظهر دين ال وتحمي البيضة وتحفظ الحوزة ويخزي العدو ول خلف في ذلك‬
‫النبي صألي ال عليه وسلم في أحد والحزاب وتبوك مع بعدها عن المدينة لنها من دار السلم‬
‫وحدوده وكذلك فعله معاوية بن أبي سفيان رضي ال عنه مع الروم ‪.‬‬
‫‪-‬فإذا هاجم الكفار بلد المسلمين يصير الجهاد فرض عين علي كل مطيق‬
‫‪-‬والقتال يصير فرض عين لمن حضر صأف القتال في الميدان‬
‫‪-‬والجهاد فرض عين لفكاك أساري المسلمين والنفير لستنقاذهم‬
‫‪-‬وكذلك يصير فرض عين إذا أمر به المام واستنفر الناس للجهاد‬
‫فأما دخول الكفار بلد المسلمين وإحتللهم أراض المسلمين فهذا ل خلف فيه أن جهادهم‬
‫فرض عين علي كل مطيق والحال اليوم كما تري وتسمع من إحتلل الكفار للعراق وفلسطين‬
‫والشيشان وأفغانستان فجهاد هؤلء المريكان وأعوانهم فرض عين علي كل قادر وإن كان قتال‬
‫الحكام المرتدين الذين يمنعون المسلمين من قتال أسيادهم المريكان إن كان قتال المرتدين‬
‫أولي من قتال الكافر الصألي لنه ما دخل الكفار ول اليهود وأهل الصليب بلد المسلمين إل‬
‫بمساعدة الحكام الخونة المرتدين وإن لم يكن الجهاد فرض عين لخراج الكفار من بلد‬
‫المسلمين فمتى يكون وما هو فرض العين إذاً ؟ وكذلك لخلف فى تعين الجهاد عند حضور‬
‫‪ 1‬انظر المشارع لبان النحاس من ص ‪98‬إلى ص ‪103‬‬
‫‪274‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القتال فى الصف لنه فرار من الزحف فيتعين الجهاد على من حضر القتال وكذلك ل خلف فى‬
‫‪1‬‬
‫تعين الجهاد إذا أمر به المير فكاك أسإرى المسإلمين وحكمه‬
‫" النساء‬ ‫ساتء‬ ‫ت‬ ‫قال ال تعالى " وما لقُكم قل تُيققاتتُلوقن تفي ستبيتل ال لته وا لمست ل ت ت‬
‫ضقعفيقن مقن الرقجال قوالنر ق‬‫ق ُ لق‬ ‫ق‬ ‫قق ل‬
‫قال‬ ‫‪75‬‬
‫القرطبي فى تفسيره ‪:‬‬
‫أوجب ال تعالى الجهاد لعلء كلمته وإظهار دينه وإستنقاذ المسلمين الضعفاء من عباده وإن‬
‫كان فى ذلك تلف النفوس ‪ ،‬وتخليص السارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما‬
‫بالموال وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هى أهون منها قال مالك ‪:‬واجب على الناس أن‬
‫يفدوا السارى بجميع أموالهم ‪ ،‬وهذا ل خلف فيه لقوله صألى ال عليه وسلم " فكوا العاني "أى‬
‫السير رواه البخاري فى صأحيحه باب الجهاد ‪.‬‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫قال القرطبي أيضاً‪:‬فى قوله تعالى "قوإتن الستقيلن ق‬
‫صُروُكلم في الرديتن فقيقعلقليُكُم النل ل‬
‫صُر "النفال ‪72‬يريد أن‬
‫طلب هؤلء المؤمنين الذين لم يهاجروا من أرض العدو عونكم بنفير أو مال لستنقاذهم فأعينوهم‬
‫فذلك فرض عليكم فل تخذلوهم "‬
‫قال ابن العربي فى أحكام القرآن ‪:‬‬
‫إل أن يكونوا مستضعفين فإن الولية معهم قائمة والنصر لهم واجب حتى ل تبقى منا عين تطرف‬
‫حتى نخرج إلى استنقاذهم أو نبذل جميع أموالنا فى استخراجهم حتى ل يبقى لحدنا درهم كذا‬
‫قال مالك وجميع العلماء" فإنا ل وإنا إليه راجعون" على ما حل بالخلق من تركهم إخوانهم فى‬
‫أسر العدو وبأيديهم خزائن الموال وفضول الحوال والقدرة والقوة والجلد "‪2/887‬‬
‫يقول ابن العربي هذا من أكثر من ألف سنة فكيف الحال اليوم وأسارى المسلمين فى كل مكان‬
‫يسمونهم الكفار سوء العذاب على مرئي ومسمع من العالم السلمي كله وما حدث فى‬
‫جوانتناموا وأبى غريب ليس ببعيد ولم تحرك فى حكام العرب المسلمين هذه الحداث شيئاً‬
‫‪ 1‬أنظر المشارع لبان النحاس ‪828‬إلى ‪839‬‬
‫‪275‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لسبب بسيط وهو أنهم كلهم بوش وكلهم شارون وبلدهم كلها معتقل للمسلمين تفوق فى‬
‫قسوتها وشدتها ما حدث للمسلمين فى معتقل جوانتناموا فى كوبا وما حدث للسرى فى سجن‬
‫أبو غريب فكيف ينكرون على أمريكا وهم يفعلون بالمسلمين فى المعتقلت والسجون أشد مما‬
‫تفعله أمريكا والغرب ؟ بل بعض بلد الغرب السير فيها أفضل حالً من السير فى بلد‬
‫المسلمين وأسأل عن أحوال المعتقلين فى أبى زعبل والمرج والوادي فى مصر والجفر وسواقة‬
‫فى الردن وسجون المعتقلت فى سوريا وغيرها بل وصأل الحال سوءً أن يهدد اليهود المسلمين‬
‫بتسليمهم للسلطات المصرية لما يعرفه اليهود من بطش وتعذيب حتى الموت للسرى والمعتقلين‬
‫وإذا قورنت السجون والمعتقلت فى إسرائيل بالسجون والمعتقلت فى بلد العرب والمسلمين‬
‫فإن السير فى المعتقلت السرائيلية فى نزهه بالنسبة للمعتقلت المصرية وهؤلء يهود لكن‬
‫الطواغيت العرب أشد منهم قسوة وأكثر بطشا وتنكيلً بالموحدين واسأل أهالي سيناء يخبروك‬
‫الخبر اليقين عن الفرق والمعاملة من اليهود أثناء الحتلل وبين معاملة المسلمين وما قاموا به‬
‫من قتل الشباب واعتقال الرجال وسبى النساء وتعذيب الطفال فى السجون المصرية‪ 1‬بل‬
‫أصأبحت بعض البلد العربية مسلخاً ومجزرا تنفذ أوامر أمريكا والغرب فى الحرب على السلم‬
‫وترسل أمريكا السرى والمعتقلين إلى البلد السلمية وأجهزة القمع فيها للتعذيب واستخراج‬
‫المعلومات بالقوة حتى الموت وهذا واقع ومعلوم فإن مايعانيه المسلمون من حكوماتهم المرتدة‬
‫أشد بكثير من الكافر الصألى ولذلك نعلم أن الكافر المرتد أشد كفرا من الكافر الصألى لذلك‬
‫فهو أولى بالقتال والقتل من الكافر الصألى لكفره وجرمه وردته قال تعالى " ققاتتُلوا التذيقن يقيُلونقُكلم‬
‫تمقن ا لُكلفاتر قوليقتجُدوا تفيُكلم تغلظقةً " التوبة ومع كلم بن العربي هذا إل أننا نجد السلف الصالح لم‬
‫يغمض لهم جفن ول نامت لهم عين ول هدئ لهم بال إل بعد أن استخلصوا أساري المسلمين‬
‫من أيدي الكافرين وهاك بعضاً من صأورهم المشرقة وأحوالهم المشرفة‬

‫‪ 1‬أنظر )جرح الكرامه وتفجيرات سايناء( وما حدث لهلى سايناء من ويلت على يد الحكومة المصريه لم يحدث عشره من اليهود أيام‬
‫الحتلل‬
‫‪276‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضى ال عنه لن أستنقذ رجل من المسلمين من ايدى‬
‫المشركين أحب إلى من جزيرة العرب " فكيف بحكام العرب اليوم يجوعون شعوبهم وهم‬
‫يملكون الثروات الطائلة ويعيشون لهواً وفساداً‬
‫وكتب عمر بن عبد العزيز كتاباً إلى السرى من المسلمين بالقسطنطينية أما بعد فإنكم تعدون‬
‫أنفسكم السرى ومعاذ ال بل أنتم الحبساء فى سبيل ال ‪ ،‬واعلموا أنى لست أقسم شياً بين‬
‫رعيتي إل خصصت أهلكم بأكثر ذلك وأطيبه ‪،‬وإني قد بعثت فلن ابن فلن بخمسة دنانير ولول‬
‫أنى خشيت أن يحبسها عنكم طاغية الروم لزتكم وقد بعثت إليكم فلناً ابن فلن يفادى صأغيركم‬
‫وكبيركم وذكركم وأنساكم وحركم ومملوككم بما يسأل به فابشروا ثم اثبتوا والسلم ‪.‬‬

‫هكذا وال يكون التكافل فى الجماعة المسإلمة وهكذا يكون هما السإلما فعار وشنار ثما‬
‫عار وشنار على ما يأكل ملئ بطإنه ويناما قرير العين بين أهله وأولده وأخوةا له فى‬
‫السإلما أسإاري فى سإجون الكفار والصليبين وعند الحكاما المرتدين ولما يفعل لهما شي ا‬
‫ولما يسإع فى تخليصهما أو يكفلهما فى أولدهما وأهليهما إما خوف ا على نفسإه من‬
‫الطإواغيت أو بخلا بما لديه على إخوانه المسإلمين ومنعا لحقهما عليه وتأمل هذه‬
‫المسإألة التى سإاقها النووي فى الروضة‬

‫قال –رحمه ال‪ -‬لو أسإروا مسإلما أو مسإلمين فهل هو كدخول العدو دار السإلما ؟‬
‫وجهان أحداهما ل‪ .‬لن إزعاج الجند لواحد بعيد ‪ ،‬وأصحها نعما‪ .‬لن حرمة المسإلما‬
‫أعظما من حرمة الدار وهذا ما قاما به السإلف عملياص‬

‫‪277‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫غزو الكفار من أجل أسإيرةا مسإلمة‬


‫حكى القاضى أبو بكر ابن العربي أن بعض الملوك عاهد كفاراً على أن ل يحبسوا أسيراً فدخل‬
‫رجل من المسلمين جهة بلدهم فمر على بيت‪ 1‬مغلق فنادته امرأة ‪:‬إني أسيرة فأبلغ صأاحبك‬
‫خبري فلما أجتمع به وتجاذبا ذيل الحديث انتهى الخبر إلى هذه المرأة فما أكمل حديثه حتى‬
‫قام المير على قدميه وخرج غازيا من فوره ومشى إلى الثغر حتى أخرج السيرة واستولى على‬
‫الموضع‬
‫وحكي القرطبي فى تاريخه عن المنصور بن أبى عامر ولم يكن فى الملوك القائمين بالندلس مثله‬
‫غزا نيفاً وخمسين غزوة وأجتمع له الروم فى أمم ل تحصى فثبت لهم فعرضوا عليه الصلح فأبى‬
‫فألحوا عليه فقال ل أفعل إل أن تعطوني ابنة ملككم فقالوا هذا عار ما سمع بمثله فاجتمعوا فى‬
‫عدد عظيم وكان فى عشرين ألف فارس فأنكسر المسلمون أولً وثبت هو ثم رجع المسلمون‬
‫وقاتلوهم فكانت الدائرة على الكفار والعاقبة للمسلمين وقتل وأسر فسأله فى الصلح فأبى إل أن‬
‫يعطوه ابنة ملكهم وأموالً اقترحها فأعطوه ذلك مع تحف كثيرة ‪،‬وكانت البنت فى نهاية الجمال‬
‫فلما شيعها ‘أشراف قومها سألوها أن تحسن الوساطة لقومها عنده فقالت إن الجاه ل يطإلب‬
‫بأفخاذ النسإاء إنما يطإلب برماح الرجال ‪ ،‬ولما وصأل المنصور إلى مدينته تلقته امرأة فقالت‬
‫أنت والناس يفرحون وأنا باكية حزينة قال‪ .‬ولم ؟ قالت ولدى أسير فى بلد الروم فسير العساكر‬
‫لوقته راجعاً إلى البلد حتى أحضروا ولدها ‪.‬‬
‫فرحم ال تلك المم الخالية وتلك الهمم العالية وأثابهم على أعزاز دين السلم رضوانه التام فى‬
‫دار السلم ‪،‬‬

‫‪ 1‬مع أنهم كفار إل أنهم كان عندهم مروئة وشأهامة إفتقدها الحكام الطواغيت المرتدين فهؤلء الكفار أكثر إنسانية من الحكام المرتدين الذين‬
‫يغيبون الموحدين فى ساجون ومعتقلت غيرأدمية وغير صإحية‬
‫‪278‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقد ذكر غير واحد عن المنصور هذا أنه كان إذا جاء من الغزو ونفض الغبار عن ثيابه وأدرعه‬
‫وجمعه عنده فجمع منه شيئ كثير فلما حضرته الوفاة أمر أن يدفن فى ذلك الغبار فيا ل ماأطيب‬
‫هذا الحنوط وما أشرف هذا التراب ‪.‬‬

‫وامعتصماه‬
‫وذكر المام العارف عبد الغفار بن نوح القومي فى كتابه المسمى بالوحيد فى سلك أهل التوحيد‬
‫فقال ‪ :‬بلغ المعتصم أن علجاً من علوج الفرنج لطم امرأة أسيرة فى عموريه فقالت وامعتصماه‬
‫فقال لها العلج ‪ :‬ل يجئ المعتصم إل على فرس أبلق " وهو السواد فى البياض " فسير المعتصم‬
‫إلى سائر الجهات فى طلب الخيل البلق وبذل فيها الموال الجزيلة والخلع النفيسة حتى كمل له‬
‫ثمانية عشرة ألف فرس أبلق وقيل ثمانون ألف ‪ ،‬صأار إليها بقوة العزم وصأدق النية والغيرة على‬
‫دين ال ‪ ،‬ففتحها ال على يده ولم تكن فتحت قبل ذلك وسبى وقتل وحرقها بالنار وأحرق جمعاً‬
‫كبيراً وأحضر العلج والمرأة بين يديه وهو راكب على فرس أبلق وقال له قد جئتك على فرس‬
‫أبلق ‪.‬‬
‫فهكذا فليكن إعزاز الدين ومثل هذا ينبغي أن تكون أئمة المسلمين اللهم أبرم لهذه الئمة أمر‬
‫رشد يعز فيه أوليائك ويذل فيه أعداك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر اللهم أقم علم‬
‫التوحيد والجهاد وأخذل أهل الكفر والفساد ؛ آمين ‪.‬‬

‫معاوية ولطإمة القرشي‬


‫حكى القرطبي فى تاريخه –قال‪ :‬أسر رجل فى زمن معاوية رضي ال عنه وأدخل القسطنطينية‬
‫فتكلم بين يدي ملكهم بكلم فلطمه أحد البطارقة فقال السير وكان قرشياً ‪:‬بيننا وبينك ال‬
‫يامعاوية وليت أمورنا فضيعتها فبلغ معاوية كلمه فسير وافتداه فلما أتاه سأله عن اسم البطريق‬
‫فأخبره فأفكر طويلً ثم نفذ خلف قائد من قواد صأور ذو خبرة ومعرفة ‪،‬وقال ‪ :‬أريد منك أن‬
‫تتحيل فى إحضار فلن البطريق من القسطنطينية فقال أريد أن أنشئ مركباً بمجاديف مخفيه‬

‫‪279‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تلحق ول يلحق بها ‪ ،‬فقال له أفعل ما بدا لك ومكنه من كل ما يحتاج إليه فلما كملت أوسقها‬
‫من كل طرفة وتحفة وأعطاه أموالً جزيلة وقال ‪:‬اذهب إلى القسطنطينية فكأنك تاجر فبع واشتر‬
‫وأهد لوزير الملك وبطارقته وخاصأته خل ذلك البطريق فل تقربه ول تهاده ‪ ،‬فإذا أعتبك على‬
‫ذلك فقل له ما عرفتك ولكن سأضاعف لك فى عودتي فإنه لم يبق معي ما يصلح لمثلك‬
‫ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية وأخبره بما صأنع ‪ ،‬فجهزه ثانياً وأعطاه أضعاف ذلك وقال ‪ :‬هذا –‬
‫أيضاً‪-‬للملك وسائر خواصأه وكذلك البطريق ‪ ،‬فإذا عزمت على الحضور إلينا فقل لذلك البطريق‬
‫إني أحب أن أصأادقك ويكون بيني وبينك معرفه فسلني حاجة أحضرها لك على حسب ما‬
‫تقترحه ويكون عوض عما قصرت فى حقك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أريد بساط من حرير يحوى جميع اللوان‬
‫وصأور سائر الطيار والشجار والزهار والوحوش طوله كذا وعرضه كذا ‪.‬‬
‫فلما رجع وأخبر معاوية رضى ال عنه جمع له سائر الصناع فكمل فى أبدع صأورة يدهش الناظرين‬
‫وجهز معه كل ما يحتاج إليه وقال له ‪ :‬إذا وصألت على فم البحر فأنشر البساط على ظهر‬
‫المركب فسيحمله الشره على أن ينزل إليك فإذا صأار عندك فاشغله بالحديث وأعرض عليه‬
‫البساط وقدم له غير ذلك من التحف ومر أصأحاب المركب أن يقذفوا بالمجاديف المخفية فإذا‬
‫صأرت فى البحر فارفع الشراع وأوثقه ومن معه كتافاً وائتني به ‪.‬‬
‫وكان للعلج ستارة على فم البحر فلما بلغه وصأول المركب أشرف لينظر إليها فلما رأى البساط‬
‫كاد عقله يذهب فخرج مسرعاً للقائه فنزل مسلما فأعرضه عليه مع غيره ‪ ،‬وأصأحابه يقذفون ول‬
‫علم له فما شعر إل برفع الشراع‪-‬يعنى القلع –فقال ماهذا ؟ فقبض عليه وأوثقه بالحديد وسائر‬
‫أصأحابه وأتى به إلى معاوية رضى ال عنه فأحضر القرشي وقال ‪:‬هذا خصمك ؟ قال نعم قال ‪:‬‬
‫قم فالطمه كما لطمك ول تزد ففعل ذلك ‪ .‬ثم قال لصاحب المركب خذه وأذهب به إلى‬
‫الموضع الذى أخذته منه ‪ ،‬وأعطاه ذلك البساط وغيره وقال له ‪:‬قل لملكك تركت ملك‬
‫المسلمين يقتص ممن هو على بساطك ومن خواصأك وبطارقتك فلما أوصأله إلى القسطنطينية‬

‫‪280‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجدوهم قد اتخذوا على فم البحر سلسلة فرموه هناك وأعطوه البساط فهاب ملك الروم معاوية‬
‫رضى ال عنه وعظمه وهاداه "مشارع الشواق ‪.836-828‬‬
‫وكيف ل يعظمه ويهابه وهو يرى هذه الخلق النبيلة والهمة العالية والحرص على الحق ونشر‬
‫العدل حتى مع الكافر قوم بهذه الخلق ل بد وأن يهابهم العالم أجمع أما اليوم أنظر على حكام‬
‫المسلمين وما يفعلونه بشعوبهم من الذل والقهر والبطش حتى امتلت سجونهم بأهل التوحيد ‪.‬‬
‫حتى فقد المسلم كرامته وعزته فى بلد الكفر لن المواطن أهين فى بلده ففي غيرها أهون ولو‬
‫أحترم الحكام شعوبهم وعاملوهم بكرامة وإنسانية لهابهم العداء واحترموهم والواقع خير شاهد‬

‫أبشر أيها السإير‬


‫بشرى لك أيها السير يزفها إليك رسول ال صألى ال عليه وسلم الذى ذاق مرارة الحصار فى‬
‫الشعب ثلث سنوات حتى أكل أصأحابه أوراق الشجر –رضى ال عنهم جميعاً –أبشر يا من‬
‫أسرت فى سبيل ال ومن أجل دين ال وإعلء كلمته فإن ال الكريم لن يجمع عليك خوفين ول‬
‫قيدين فهو الرب الرحيم قال رسول ال صألى ال عليه وسلم " عجب ربنا من قوم يقادون إلى‬
‫الجنة فى السلسل " رواة أبو داود " عجب ال من قوم يدخلون الجنة فى السلسل " رواه‬
‫البخاري عن أبى هريرة ‪.‬‬
‫فلن يجمع ال عليك قيدين ونسأل ال أن ينجيك من قيد جهنم أبشر أيها السير فلست على‬
‫الطريق وحدك فقد قيد العظماء وأسر العلماء ومات فى القيد الشهداء أبشر فقد سبقك على‬
‫طريق الحق طريق الدعوة إلى التوحيد والجهاد سبقك عبد ال بن حذافة السهمي ومن قبله‬
‫خبيب بن عدى أبشر فقد سبقك الئمة العلم أبو حنيفة ومالك وأحمد ومات فى السر‬
‫والحبس بن جبير وابن تيمية وسيد قطب وخلق كثير ل يعلمهم إل ال الذى هو أعلم بهم‬
‫سبحانه المهما أن تكون على الحقا متثبت ا منه واثق ا من صحة الطإريقا التى أنت عليه‬
‫متحريا ما كان عليه رسإول ال صلى ال عليه وسإلما وأصحابه الكراما رضى ال عنهم‬
‫‪281‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللهم فك أسرنا وأسر المأسورين فى سبيلك فى كل مكان فوق كل أرض وتحت كل سماء ‪،‬‬
‫اللهم فك أسرنا وأسرهم واجبر كسرنا وكسرهم واحفظ علينا ديننا اللهم أحفظنا فى أنفسنا‬
‫وأهلينا وأولدنا ‪.‬اللهم إجعلنا من أنصار دينك وسنة نبيك وعبادك الموحدين ‪ .‬آمين‬

‫فخلصة متى نقاتل‬


‫نقاتل ونجاهد الكفار في ديارهم الجهاد الذي هو فرض كفاية لنشر دين ال وتوحيد ال حتى‬
‫يدخل الناس في دين ال أو يدفعوا الجزية وهم صأاغرون‬

‫نقاتل ونجاهد الكافر المحتل المغتصب للرض المنتهك للعرض نقاتل هذا الكافر حتى نخرجه‬
‫من بلد المسلمين وتطهر البلد وتحفظ حقوق العباد وهذا القتال فرض عين علي كل مسلم‬
‫ومسلمة حر وعبد مطيق للقتال ‪.‬‬

‫نقاتل كل من وقف فى سبيل الدعوة وصأد عن سبيل ال وحارب الدعاة وسالم الطغاة‬

‫‪ .‬نقاتل لفكاك أساري المسلمين من أيدي الكافرين‬

‫نقاتل عندما نستعد مادياً ومعنوياً وإيمانياً وحركياً وبدنياً وروحياً وعند العجز وعدم القدرة علي‬
‫القتال ومواجهة العدو وقلة المنعة والشوكة عند هذه الحالة يكون العداد ول يسقط إل بالعجز‬

‫والعداد اليماني والروحي مهم جداً للمجاهد وهو الوقود الذي يتزود به وهو واقع عملي في‬
‫حياة المجاهد المخلص‪ ،‬ل يتخلي عنه ول يتخلف يوماً من اليام فالذي ل يعرف عدوه ول‬
‫يحقق مسائل اليمان والكفر ول يتثبت من عقيدته فليس مجاهداً ؟‬

‫وليس مجاهد ا من ل يقيم الليل ويجتهد في العبادة‬


‫وليس من أخلق المجاهد الجهل بمسائل الجهاد‬
‫وليس من أخلق المجاهد النوم بالليل واللهو بالنهار‬

‫‪282‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وليس من أخلق المجاهد الهتمام بالدنيا والحرص عليها والكثار منها‬

‫وليس من أخلق المجاهد الطرف في المأكل والمشرب والملبس والمنكح‬

‫وليس من أخلق المجاهد التعلق بمتاع الدنيا من زوجة وولد ومال حتى يصير هؤلء عوائق في‬
‫طريق النطلقة الكبري إلي الميدان‬

‫وليس مجاهداً من ل يشارك إخوانه في العمل ول ينفق غير الكلم فالمجاهد ليس مترفاً ول‬
‫يكون عالة كمل علي إخوانه عبئ ثقيل علي المجاهدين يريد من يجهز له الطعام وينظف له‬
‫الملبس وينظم له المكان هذا ليس مجاهداً ولو صأدق لتقن من المور ما يؤهله إلي تحمل‬
‫مسئولية نفسه وإخوانه وتعلم كل شيئ عن البرنامج اليومي للمجاهد‬

‫وليس مجاهداً من يتمني الجهاد ويحسن الكلم عن الستشهاد ثم هو غارق في التجارة لهث‬
‫وراء المال يفكر في البيت الفسيح والزوجة الحسناء والمركز المرموق والوجاهة الجتماعية‬
‫وعندما يسأل لماذا لم تجاهد وتنصر المسلمين في بلد السلم تعلل بالوظيفة والولد‬
‫والزوجة وعدم وجود عائل لهم " وكفي بالمرء اثماً أن يضيع من يعول " والديون التي أرهقته‬
‫وأثقلت كاهله من أجل بناء البيت وتأسيسه بأفخر الثاث وقسط السيارة ومصروفات الولد في‬
‫المدارس الجنبية ويفهم كلم النبي صألي ال عليه وسلم علي غير وجهه الصحيح " يغفر للشهيد‬
‫كل شيئ إل الدين " وفي الحقيقة ليست هذه عوائق حقيقية في طريق الجهاد ‪ ،‬ولكن هي حجج‬
‫باطلة واهية للقاعدين المتخلفين عن الجهاد ونصرة دين ال " قولقلو أققراُدوا ا لُخُروقج قلققعددوا لقهُ عُلدًة‬
‫قولقتكلن قكترقه ال لهُ انلبتقعاثقيُهلم فقيثقبلطقُهلم "‬

‫فكيف يجاهد من ل يعرف أحكاما الجهاد ومناطإاته ؟‬

‫وكيف يجاهد من ل يتعبد ويقيم الليل‬

‫وكيف يجاهد من أثقلته الديون والترف وحب الدنيا والنشغال بها والحرص عليها‬

‫‪283‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكيف يجاهد من يبخل بالقليل في سبيل ال وهو يملك المال الكثير‬

‫وكيف يجاهد من ل يفكر يوماً في ممارسة الرياضة ول حتي رياضة الجري مع قدرته علي تعلم‬
‫السباحة والرماية وركوب الخيل واللعاب القتالية العنيفة كالوشوا " الكنغو فو " وممارسة تمارين‬
‫الحماء " السويدي "‬

‫كيف يجاهد من ل يحسن إعداد الطعام وتنظيف الواني وغسل الثياب ونصب الخيام وشد‬
‫الحبال وتسلق الجبال ومساعدة الخرين‬

‫كيف يجاهد من هذا حاله وهذا واقعه المرير الذي يمارسه يومياً‬
‫كيف يجاهد من يأنف عن مساعدة إخوانه والمسارعة في خدمهم تقرباً إلي ال ونصرة لدين ال ‪.‬‬

‫كيف يجاهد من يريد أن يكون له خادم يقوم علي خدمته في الميدان من كان هذا حاله فهو‬
‫كسول وهمان يحلم بالجنان والحلم من الشيطان‬

‫كيف يجاهد من صأدره غير سليم لخوانه مليء بالحقد والحسد والكراهية وسوء الخلق‬
‫وسلمة الصدر مطلب عند أهل السنة‬

‫فكيف يجاهد من هو كثير الشجار علي أتفه الشياء وإن كانت لعاعة من الدنيا حقيرة دنيئة من‬
‫دنئآت الدنيا الفانية من مأكل ومشرب وملبس فالمجاهد الحق تجد همته عالية ونفسه معلقة‬
‫بأعالي المور فهو في واد وأهل الدنيا والكلم والمنيات الكاذبة الفانية في واد آخر تجد ليله‬
‫صألة وقيام ودعاء وتسبيح واستغفار وقرآن وبكاء وخشوع ونهاره مقسم بين طلب الرزق لنفسه‬
‫وأولده ومن يعول وبين التدريب والعداد وطلب العلم وتحقيق مسائله مهتم بآخرته مغتم‬
‫لمصائب المسلمين لم ينسهم في الدعاء وفي ماله قسم معلوم للجهاد هذا هو المجاهد الصادق‬
‫مع ال في طلبه الشهادة في سبيل ال واقع عملي منهج تربوي ل يفتر ساعة ول يختل في‬
‫الزمات وأوقات الشدة فمن أراد الجهاد فليسإأل نفسإه هل هو حريص علي الدنيا‬

‫‪284‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫متمسإك بها شغوف بتحصيلها يخاصما إخوانه من أجل عرض من أعراضها فهو نفعي‬
‫مصلحي ذاتي أينما كانت مصلحته الدنيوية فثما هو‪ ,‬جهول كسإول في طإلب العلما‬
‫والفقه وتحصيل القوتين العلمية والعملية‬
‫إن كان كذلك ل يهتم إل بفرجه وبطنه فهو ليس من أهل الجهاد الذي قال ال فيهم‬
‫" فقيلليُيققاتتلل تفي قستبيتل ال لته التذيقن يقلشُروقن ا لقحقياقة الددنليقيا تباللتخقرةت " ‪.‬‬
‫اللهم إجعلنا منهم يا رب العلمين وارزقنا الصدق والخلص وحسن الخاتمة ‪....‬‬

‫رإابعا ا ‪ :‬أين نجاهد‬


‫فبعد أن علم المجاهد السباب التى يجاهد من أجلها والتي دفع حياته ثمناً للحفاظ على الدين‬
‫‪ ،‬وبعد أن علم عدوه الذى يجاهده بعد أن حدده بدقه وعلم ويقين ل شبهة ول شك عنده فى‬
‫ذلك وبعد أن عرف متى يجاهد ومتى يكون الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة ‪ ،‬ومتى‬
‫يكون فرض كفاية وعلى من يجب فعليه أيضاً أن يعرف أين يقاتل هذا العدو الكافر الغاصأب‬
‫فتحديد أرض الجهاد مهم جداً حتى ل يقع المجاهد فى التخبط والضطراب وكما أسلفنا من‬
‫ضرورة تحديد الرض كذلك ل بد من تحديد الراية التى سيقاتل تحتها فى هذه الرض التى‬
‫سينطلق إليها مجاهداً وقد مر معنا تقسيم العدو من كافر أصألى مشرك ‪،‬وكافر مرتد وطائفة‬
‫ممتنعة عن التزام الدين وتطبيق الشرائع ومن المعلوم أن الكافر المرتد أشد كفراً وأكثر خطراً‬
‫على السلم والمسلمين من الكافر الصألى وقتال الكافر المرتد أولى من قتال الكافر لصألى‬
‫وهذا الذى فعله النبى صألى ال عليه وسلم فى أخر حياته –صألوات ربي وتسليماته عليه –وهو‬
‫الذى فهمه خليفة رسول ال صألى ال عليه وسلم الصديق –رضى ال عنه فى قتاله المرتدين‬
‫وهذا الذى قرره شيخ السلم ابن تيمية وأئمة السلم أهل السنة والجماعة قديماً وحديثاً ل‬
‫خلف فى ذلك فاليوم أين يجاهد المسلم والواقع اليوم كما نرى حكومات مرتدة وجماعات‬
‫‪285‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جاثمة على صأدر المة تتحكم فى المسلمين بما يوافق هواها ويرضى أسيادها من أهل الكفر‬
‫والصليب واللحاد فهؤلء الطواغيت الذين يحكمون البلد السلمية وينتسبون إلى السلم‬
‫إسماً لا حقيقة هؤلء الصبية نحو شريعة ال وأبطلوا حكم ال وسنوا القوانين الوضعية المخالفة‬
‫لدين رب البرية وجعلوها قانونا عاما وألزموا الناس بالتحاكم إليها‪ 1‬وعاقبوا كل من يخالف‬
‫قوانينهم ‪ ،‬وطاردوا وحاربوا كل من يطالب بتحكيم الشريعة ووصأفوهم بأوصأاف منفرة مثل‬
‫الخوارج والرهاب والتطرف وأهل الغلو فى التكفير ‪ ،‬وتمكن هؤلء الطواغيت من مقدرات البلد‬
‫واستولوا عليها بالسلب والنهب ‪ ،‬فامتلكت الطغمة الحاكمة خيرات البلد ‪ .‬ومعلوم أن البلد‬
‫السلمية من أغنى بلد العالم وأكثرها ثروات بشرية وطبيعية – وحرس هؤلء الطواغيت عروشهم‬
‫بجيوش جرارة أعدوها لذلك ولم يعدوها لمحاربة الكفار أعداء السلم المحتلين للرض كما‬
‫يزعم إعلمهم المزيف _ ولكن أعدوا الجيوش لحماية القوانين الوضعية وحماية عرش الطاغوت‬
‫والمحافظة على سلمته وسلمة العصابة التى تحكم معه من الحاشية الفاسدة التى تزين له الباطل‬
‫فاشتركوا جميعا فى الصد عن سبيل ال ومحاربة دين ال ومطاردة أولياء ال من الموحدين أهل‬
‫القرآن أهل الدعوة والجهاد وسخروا لذلك كل ما فى أيديهم من سلطات وأعدوا جيوشا جرارة‬
‫لها ميزانيات ضخمة من مقدرات الشعوب وأقواتها لمحاربة السلم والمسلمين المطالبين‬
‫بتحكيم شريعة رب العالمين وما العداد الخفيرة التى ل حصر لها من الجيش والداخلية من‬
‫الرجال والنساء إل خط دفاع عن عروش الطواغيت وحماية القانون والدستور فهذه الحكومات‬
‫المرتدة هى أشد كفرا وأشد خطرا على السلم والمسلمين من أهل اللحاد وأهل الصليب‬
‫فلذلك هم أولى بالقتال فالواقع الن حكومات مرتدة مبدلة لدين ال وحاكمة بغير شريعة ال‬
‫وكافر أصألى من أهل الصليب وعبدة الوثان واليهود والمريكان محتل لبلد السلم فلسطين‬
‫والعراق وأفغانستان والشيشان فأين يقاتل المجاهد الن وبأيهما يبدأ وأين تتحقق المصلحة ؟‬

‫‪1‬‬
‫وقد فصلنا القول في مسالة الحكم والتحاكم وأحوال المتحاكمين في "التنبيهات المختصرة علي المسائل الخلفية المنتشرة " المسألة الثانية‬
‫‪286‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مسإألة‪ :‬وإذا تقرر أن الكافر المرتد أشد كفراً وخطراً من الكافر الصألى فلماذا ل نقاتل هذه‬
‫الحكومات المرتدة ونطهر البلد ونخلص العباد منها ومن شرورها ورجسها ثم نتجه إلى قتال‬
‫الكافر الصألى ؟‬
‫هذه المسألة من المسائل الهامة الجديرة بالبحث والتفصيل والتدقيق إذ هى الصأل لكل هذه‬
‫المور وبوضوحها وفهمها تحل جميع الشكالت وتزول كثير من الشبهات وهذه المسألة هى‬
‫سبب المعارك الدائرة بين قادة الحركات السلمية الجهادية وبين شباب الصحوة الدعوية مع أن‬
‫الدين دعوة وجهاد وعقيدة وشريعة ومنهاج حياة‬

‫فالفريقا الول يرى أن جهاد المرتدين فى الداخل أولى من قتال الكافر الصألى فى الخارج‬
‫لذلك يقومون بهذه العمليات الستشهادية داخل البلد السلمية ضد الحكومات المرتدة‬
‫الكافرة ويستدلون بفعل النبى صألى ال عليه وسلم وأبى بكر الصديق فى قتال المرتدين ‪،‬‬
‫ويستدلون بفعل بعض الصحابة فى زمن الستضعاف فى مكة مثل عبد ال بن مسعود وثمامة وأبى‬
‫ذر وعمر بن الخطاب رضى ال عنهم ويقولون هذه عمليات جهادية صأداميه مع الكفار‬
‫ومواجهات دامية فى مكة مع عدم القدرة والمذلة ووجود الستضعاف وعدم التمكين ولم ينكر‬
‫النبى صألى ال عليه وسلم على هؤلء الفراد الذين قاموا بهذه المواجهات ‪ ،‬زد على هذا ‪ ،‬أن‬
‫ذلك كان فى أول المر فى بداية تشريع الجهاد فما بالك بعد ذلك وحتى اليوم وقد كمل الدين‬
‫وانتهى تشريع الجهاد ومراحله التى استقر عليها بقتال الكفار والغلظ عليهم –كما سبق بيان‬
‫ذلك‬

‫والفريقا الثاني انقسم إلى قسمين تجاه الفريق الول‬

‫قسإما ينكر هذه العمليات فى البلد السلمية ضد الحكومات المرتدة ويرى هذا القسم أن هذه‬
‫العمليات غير مجدية لعدم القدرة والعجز مع أنه يرى كفر هذه الحكومات وردة هؤلء الطواغيت‬
‫وأعوانهم وجنودهم وقتالهم أولى لكن هذه العمليات عشوائية غير منظمة وغير فعالة ول تحدث‬

‫‪287‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نكاية كبيرة فى الكافر المرتد وللحراسة المشددة وتكثيف الرقابة المنية على هؤلء الحكام‬
‫وأعوانهم زد على ذلك قلة الخبرة وقلة المكانيات لهؤلء المجاهدين وضعف الحس المني‬
‫والحركي وعدم الكتمان والسرية والتحرك بأمان مع إختراق الطاغوت لهذه الخليا – التى يغلب‬
‫عليها أحياناً العاطفة المجردة والنفعال والحماس لما يحدث للمسلمين من مصائب ونجاح‬
‫الطواغيت فى أحيان كثيرة بالقبض على هذه العناصأر الغير مدربة غالباً وإلقائها فى السجون‬
‫والمعتقلت بل واعتقال كل من يعرفها أو يتعامل معها وبتوسيع دائرة الشتباه وبتطبيق قانون‬
‫الطوارئ والرهاب يستطيعون ضرب هذه الخليا وتفكيكها والزج بها فى السجون والمعتقلت‬
‫مع أنهم ل يحتاجون إلى قانون لعمل ذلك ‪ ،‬فهم القانون وهم الدستور ويفعلون دائماً كل شيئ ‪.‬‬
‫والواقع خير شاهد من كلمهم ‪ .‬فهذه المواجهات تجرئ الطواغيت على المسلمين وتكون سبباً‬
‫فى استئصال الفئة المؤمنة ‪ ،‬والوقوف على الصأول التى تنطلق منها ويبدأ التضييق والحصار ‪،‬‬
‫والواقع أظهر لنا على مر السنين الماضية فشل هذه المواجهات واستغلل المن لها إعلمياً‬
‫لصالحه وتبريراً لفعاله الجرامية والتجارب السابقة فى الجزائر وسوريا وليبيا وتونس ومصر خير‬
‫شاهد وفيها كثير من العبر والدروس المستفادة وعلينا أن نستفيد من الخطاء ونبدأ من حيث‬
‫انتهى الخرون ‪ .‬أما العمليات الفردية التى كانت فى العصر المكي فهى من أفراد وهناك فرق‬
‫بين الحرب النظامية وحرب الفراد والعصبات والشوارع وهى ل تمثل إل صأرخة للصدع بالحق‬
‫والجهر به أخذا بالعزيمة مع وجود العدو الكثر الذى أخذ بالرخصة فى زمن الستضعاف ول‬
‫نقول أن تقف الصحوة السلمية والحركات العاملة للسلم مكتوفة اليدي تجاه الطواغيت‬
‫الذين يصدون عن سبيل ال ويحاربون أولياء ال ولكن علينا أولً أن نجتهد فى الدعوة إلى‬
‫التوحيد وتعليم الناس دين ربهم وسنة نبيهم وحقيقة أصأل دعوة الرسل من معرفة التوحيد والعمل‬
‫به والتحذير من الشرك ‪ ،‬وتكفير المشركين والبراءة منهم وقتالهم مع القدرة ‪ ،‬علينا أن نجتهد فى‬
‫ربط قلوب العباد بال حتى يتعرفوا على هذا الله العظيم عن قرب ‪ ،‬هذا هو الصأل الدعوة إلى‬
‫ال وقد فتح ال فى هذا الزمان سبلً كثيرة ووسائل ل حصر لها وأبواباً واسعة للدعوة إلى ال‬

‫‪288‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فعلينا أن نجتهد فى استغلل هذه المنابر الدعوية لنشر دين ال ودعوة الرسل بالحكمة والموعظة‬
‫الحسنة‪,‬هذا هو الصأل‪.‬‬
‫فإن حاربنا الطواغيت ومنعونا من تبليغ دين ربنا وضيقوا علينا فى كل سبيل لمنع وصأول دعوة‬
‫التوحيد للناس فل مانع فى هذه الحالة من القيام بعمليات فردية مدروسة ومنظمة بعناصأر مدربة‬
‫تدريباً جيداً لفك هذا الحصار وحماية دعوة التوحيد وحين إذ يظهر الوجه القبيح للطواغيت أمام‬
‫الناس وبيان صأدهم عن الدعوة إلى ال فعند القتال والمواجهات ل يقال هؤلء خوارج وإرهابيون‬
‫بل يقال هم دعاة إلى ال وإلى دين السلم وهؤلء منعوهم وهذه آخر الحلول – كما يقال –‬
‫آخر العلج الكي – تكون بقدر الحاجة والهدف منها فك الحصار عن الدعوة ليتمكن دعاة‬
‫التوحيد من تبليغ دين ربهم – فإن تحقق الهدف بغيرها – فالحمد ل وكفى ال المؤمنين القتال‬
‫وإن لم يتحقق بكل السبل الخرى فل مانع من القيام بهذه العمليات لتحقيق هذا الهدف فقط‬
‫شريطة أن تكون شديدة النكاية فى الطاغوت وأعوانه معلنة الهدف حتى يعلم الناس ما هى‬
‫السباب التى أدت إلى هذه العمليات فليست إرهاباً ول تطرفاً ول خروجاً ولكن دفاعاً عن‬
‫الدعوة إلى ال ولو أنصف الطواغيت لتركوا الدعاة إلى ال يدعون إلى التوحيد وهى عقيدة‬
‫المسلم – التى يدعيها هؤلء الحكام – كما تركوا دعاة الشيوعية والشتراكية والعلمانية والبهائية‬
‫والماسونية والقومية يدعون إلى أفكارهم وعقائدهم الفاسدة التى تفسد البلد وتضل العباد وتنشر‬
‫الشر والنحلل وتعود على الوطن بالخراب والدمار لو أنصف هؤلء لتركوا دعاة التوحيد يدعون‬
‫إلى السلم دعوة سلمية لو أنصف هؤلء لعملوا بأقوالهم وشعارهم المزيف بقولهم إننا ل‬
‫نحارب الفكار والعتقادات ‪ ،‬والديمقراطية تكفل حرية العقيدة والدين لصأحابها فهذه حرية‬
‫شخصية ل نتدخل فيها " فهم يعتبرون الدين فكر ‪ ،‬فلماذا يحاربونه ويضيقون على دعاته ؟ مع‬
‫أن الدين ليس فكراً ولم يكن يوماً من اليام فكراً بل هو دين من عند ال جاءت به رسل ال فل‬
‫يصح أن يسمى الدين فكر ؟ فالفكار من عند البشر ومن نتاج عقول البشر ؟ فكيف يقال إن‬
‫الدين فكر ؟ لذلك نرى المفكر السلمي الكبير ‪ ،‬العلمة الصأول النحرير رائد الفكر السلمي‬

‫‪289‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫– نرى هذه اللقاب الكبيرة الجوفاء على أناس هم أجهل الناس بالسلم وعقيدة السلم وشريعة‬
‫السلم ‪ .‬وما أطلقوا هذه اللقاب على هذه الشخصيات الممسوخة إل ليقدموا لشباب المة‬
‫صأورة مشوهة لعلماء السلم وقدوة فاسدة للدعاة إلى ال ‪ ،‬وانسلخ من شعائر السلم‬
‫ومظاهره وذوبان للفوارق بين المسلم والكافر حتى يصعب التمييز بين المسلم والنصراني‬
‫واليهودي والمشرك والكافر الصألى مع أنه ينبغي على المسلم أن يتميز بشعائر السلم ومظاهر‬
‫السلم من لبس القميص القصير والسواك وغطاء الرأس والمصحف والطيب واللحية وإحفاء‬
‫‪1‬‬
‫الشارب – لبد للمسلم فى هذا الزمان أن يتمسك بهذه المظاهر الطيبة وهذه الشعائر الظاهرة‬
‫حتى ل يختلط بأهل الكفر والفسق والفجور ويصعب تمييزه وحتى ل يذوب وتذوب هويته فى‬
‫هذه الحياة المادية بحجة الواقع والعادة والموضة ومتطلبات العصر ‪ ،‬مع أن هذه وإن كانت‬
‫عادات بالنية الصالحة وعقدها للتشبيه برسول ال صألى ال علية وسلم والصالحين تصير هذه‬
‫العادة عبادة فكيف إذا كانت هذه سنن منها الواجب والمندوب والمستحب‪ .‬وإن كانت هذه‬
‫المور من باب التشبيه والتقليد فأيهما أولى للمسلم أن يتشبه بالنبي صألى ال عليه وسلم فى‬
‫هيئته وملبسه ومأكله ومشربه وكلمه أم يتشبه بالفنانين والفنانات والممثلين والممثلت واللعبين‬
‫واللعبات من أهل الكفر والفسوق والفجور ؟ أيهما أولى للمسلم وأيهما أفضل له فى دينه ودنياه‬
‫‪.‬‬
‫الشاهد أن حرية الفكر المزعومة من هؤلء مع بطلنها فهى محرمة وممنوعة على دعاة السلم‬
‫حتى وإن كانت دعوة سلمية ‪.‬فإذا بذلنا الجهد واستفرغنا الوسع فى نشر دين ال بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة والدعوة السلمية وقام الطواغيت بمصادرة الدعوة ومنع الدعاة من تبليغ دين‬
‫ربهم للناس وصأدوا عن سبيل ال وجب هنا القيام بعمليات فردية مدروسة ومنظمة لجبار‬
‫الطواغيت على فتح مجالت للدعوة فهنا يكون القتال لمن صأد عن سبيل ال وحارب الدعوة‬
‫‪ 1‬وهذا للمسلم العادي المعروفا لدى الطواغيت باالتزامه فعليه أن يلتزم باالهدى الظاهر وشأعائر السالم الظاهرة ‪ ,‬أما المسلم المجاهد المتحرك‬
‫الذي يعمل لدين ا وغير معروفا أمني اا فيجوز في حقه التخفي وعدم إظهار تدينه وتمسكه باالهدى الظاهر لن ذلك فضلا على أنه يعوق‬
‫تحركاته ففي ساقوطه ضرر على الجماعة المسلمة عامة وهذا حسب الواقع والمناط أما إن كان غير مشتغل باالجهاد وغير متحرك وكثير‬
‫التنقل وهو ملتزم بادينه فقط وباالدعوة فقط باعيد اا على الجهاد فهذا عليه إظهار الهدي الظاهر والتمسك باشعائره الظاهرة لن ذلك لحرج فيه‬
‫الن وهومن تكثير ساواد المسلمين وهذا ليس علية حرج الن ول يهتم الطاغوت إل باالجهاد‬
‫‪290‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إلى ال وضيق على أهل السلم كما حدث في العهد المكي ول نقول لمن قام بهذه العمليات‬
‫أنه خارجي أو تكفيري أو إرهابي أو أنه قتل نفسه أو أنه مفسد فى الرض‪ -‬كما يقول دعاة‬
‫النبطاح أهل التخذيل والتثبيط من مرجئة العصر وغيرهم‪.‬بل ندعوا له ونسأل ال أن يتقبله شهيدا‬
‫فى سبيل نشر دين ال ‪ .‬وسياتى الكلام بالتفصيل عن حكم العمليات الستشهادية – إن شاء ال‬
‫تعالى‪.‬‬
‫–هذا كان رأى القسم الول من الفريق الثاني الذى ينكر هذه العمليات فى البلد السلمية لما‬
‫يترتب على ذلك من مفاسد ل حصر لها والولى بهذه العمليات الكافر المحتل لبلد السلم‬
‫فى فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وفى ذلك توحيد جبهة القتال وتوحيد توجه المسلمين‬
‫ووقوفهم مع المجاهدين وفية قطع الطريق على المنافقين والمرجفين المتربصين بالمجاهدين وفيه‬
‫تحرير المناط ووضوح الراية ول تجوز هذه العمليات في بلد السلم إل بهذه الضوابط السابقة‬
‫والسباب التى ذكرناها‪ ،‬فهى ضرورة وليست أصأل ‪ ،‬وإن كنا نقدم دائماً رأى المجاهدين أهل‬
‫الثغور لدرايتهم الكاملة بالواقع ورؤيتهم الشاملة للمور ‪,‬مع التسليم أنهم بشر يعتريهم ما يعتر‬
‫البشر لكن ل يجرؤ على لمزهم وعيبهم والنيل من أعراضهم ووصأفهم بأوصأاف ال يعلم أنها ل‬
‫تنطبق إل على أعدائهم وخصومهم ‪ ،‬لكن ل يمنع من بيان الحق وتقديم النصح لهم وهم أولى‬
‫مع دعائنا لهم بالتوفيق والسداد والنصر والتأييد ومع حبنا لهم والسعي فى‬ ‫‪1‬‬
‫بذلك من غيرهم‬
‫نصرتهم وإعانتهم بكل ما نستطيع ول نبخل بشيء نستطيعه فى سبيل إظهار دين ال ونصرة‬
‫الجهاد والمجاهدين ‪ ,‬ونسأل ال أن يجعلنا من أنصار دينه وسنة نبيه وعبادة الموحدين ‪.‬‬

‫أما القسإما الثاني الذي يرى عدم جواز هذه العمليات ضد الطواغيت فى البلد السلمية فهم‬
‫يقولون ‪ .‬أن هذه العمليات تضر بالدعوة وشيء أولى من ل شيئ ثم إن هذه العمليات ضد‬
‫المسلمين وحكام المسلمين في بلد المسلمين فنحن ل نرى كفر الحاكم المبدل لدين ال‬
‫الذى يحكم بغير شريعة ال لذلك فهو حاكم مسلم وإن بدل دين ال وحكم القوانين الوضعية‬

‫‪ 1‬راجع رساالتنا " دفاعاا عن أهل الثغور" وجرح الكرامة وتفجيرات سايناء"‬
‫‪291‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المخالفة لدين ال فهو جاهل معذور وربما يكون مجتهد مأجور وأكثر أحواله أنه ظالم وليس‬
‫بكافر فهو حاكم مسلم ل يجوز الخروج عليه بأى حال من الحوال لدرء المفاسد ثم إن الدار‬
‫دار إسلم ويكفى أن الشريعة تطبق فى الحوال الشخصية وهذا كاف ول يلزم من السلم تطبيق‬
‫كل أحكام الشريعة والدعوة منتشرة فى كل مكان والدعاة يتكلمون عن الصلة والصيام والحج‬
‫ومكارم الخلق والرقائق وأصأول التربية وهذا كاف فى نشر الخير بين المسلمين ول داعي‬
‫للدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك لن الناس كلهم مسلمون ول يوجد مشرك فى الرض‬
‫وما يحدث عند البدوي والدسوقي والحسين وعبد القادر وأبو جرير من صأرف العبادة التى هى‬
‫حق ل لغير ال مثل الذبح والنذر والدعاء والستغاثة والطواف كل هذه المور ليست شركاً بل‬
‫هى كبائر ومعاصأي تكفرها ل إله إل ال ثم إن هؤلء جهلة بالتوحيد وإن قلنا إن هذه العمال‬
‫شرك لكن هؤلء الناس ل يقصدون الشرك وقلوبهم طاهرة عامرة بحب ال وحب رسول ال صألى‬
‫ال عليه وسلم ويكفى فى تكفير كل ذلك قولهم ل إله إل ال محمد رسول ال ما دامت قلوبهم‬
‫ل تعتقد الكفر فأهم شيئ القلب لن اليمان فى القلب وليس بالعمل ‪1‬وإن قلنا بكفر الحاكم‬
‫المبدل لدين ال فل نرى الخروج عليه للمفاسد الكثيرة من تأخير الدعوة والتضييق على الدعاة‬
‫والذين يقومون بهذه العمليات هم من الخوارج أهل الغلو فى التكفير‪ ,‬فنرى الصبر على الظلم‬
‫ودعوة الناس إلى الصلة والرقائق أو ما يسمح به لنا الحاكم ولى المر وما يحدده لنا من‬
‫موضوعات للحديث عنها فعندنا لءات أربع نكررها ونرددها على مسامع الناس فى كل مناسبة‬
‫وكل خطبة حتى يفهم الناس منهجنا ل لتكفير الحكام ‪ ،‬ل للخروج على ولي المر ‪ ،‬ل لتكفير‬
‫تارك الصلة ل للعمليات ضد الكفار فى بلد المسلمين فالذي يسمح به الن من الدعوة إلى‬
‫الصلة والرقائق فيه خير كثير وهذا متاح الن لكن فى ظل هذه العمليات تمنع الدعوة ويضيق‬
‫على الدعاة ول تكاد تسمع موعظة وليس الدين كله توحيد ولكن نتكلم فيما يسمح به الحاكم‬
‫وعندما يسمح الحاكم بالكلم فى اليمان والكفر والتوحيد والشرك سنتكلم ونعلم الناس فهذا‬
‫خير يجب المحافظة عليه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انظر الرد على هؤلء المرجئة وبايان مذهبهم الخبيث في رساالتنا " حقيقة اليمان ومنزلة العمال"والرد على شأبهة "كفر دون كفر"‬
‫‪292‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كيف أقاما النبى صلى ال عليه وسإلما دولة السإلما فى المدينة‬
‫عند الكلم على المواجهات والصدامات وحكم العمليات لبد وأن نعرف كيف أقام النبى صألى‬
‫ال عليه وسلم دولة السلم وما هى الخطوات التى خطاها صألى ال عليه وسلم لقيام الدولة‬
‫السلمية إذ فعل النبى صألى ال عليه وسلم هو الحاكم فى هذه المور وسيرته صألى ال عليه‬
‫وسلم هى الضابطة لكل هذه التصرفات ‪.‬‬
‫وقد مر معنا فى مراحل تشريع الجهاد أن المرحلة المكية كان الصأل فيها الدعوة إلى التوحيد‬
‫وتربية أفراد الجماعة المسلمة تربية عقدية صأحيحة بما في ذلك الخذ بعزائم المور كل ذلك‬
‫لبناء القاعدة الصلبة لتكوين قاعدة دولة السلم _ فكانت الدعوة إلى التوحيد وترسيخ العقيدة‬
‫هى الصأل ولم تكن ثم مواجهات ول صأدامات إل فى حالت نادرة اقتضتها متطلبات المرحلة‬
‫قام بها أفراد من الجماعة المسلمة لحماية الدعوة والذب عنها عندما تعرضت الدعوة إلى‬
‫الستئصال وأرادت القوى الكافرة القضاء عليها أو تقويضها ووقفت حجر عثرة فى طريق‬
‫انتشارها _ فكانت هذه المواجهات الفردية ول يمكن للدعوة أن تقف عاجزة حيال الضربات‬
‫القوية من الطواغيت الذين يريدون القضاء عليها ‪ ،‬وفى نفس الوقت وفى هذه المرحلة ل يمكن‬
‫المواجهة والصدام الجماعي الذي يأخذ شكل الحرب النظامية ‪ .‬لقلة العدد وضعف اليمان وقلة‬
‫المكانيات فى هذه المرحلة المتقدمة لهذه الدعوة الوليدة التى هى فى مرحلة البناء والتكوين‬
‫فكان لبد من هذه الصدامات والعمليات الفردية من الحين للخر لصد هجمات العدو وحماية‬
‫الدعوة وأفرادها من خطر البادة ول يعتبر ذلك إلغاء للصأل الذى هو الدعوة والتربية العقدية‬
‫والسير فى طريق البناء مع المحافظة بقدر المكان على المكاسب التى حققتها الدعوة والبعد‬
‫عن المواجهة الجماعية‬

‫ودليل ذلك كثير فى العهد المكي الذى هو عصر السإتضعاف ‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ألما يقل النبى صألى ال علية وسلم لكفار قريش فى مكة فى زمن الستضعاف وعدم القدرة‬
‫والتمكين ‪ .‬لقد جئتكم بالذبح " أليس هذه مواجهة صأريحة وإعلن عن الصدام وحقيقة الصراع‬
‫فى هذه المرحلة ‪.‬‬
‫‪ -‬ألما يقما حمزة بن عبد المطلب رضى ال عنه بعملية فردية وصأدام دموي مع أبى جهل فى‬
‫ناديهم ووسط جماعتهم معلنا بذلك المواجهة العلنية وانضمامه للعصبة المؤمنة ‪.‬‬
‫‪ -‬ألما يقما الفاروق عمر بن الخطاب رضى ال عنه بعملية فردية وقتال استمر طويلً مع كفار‬
‫قريش ومواجهة غير متكافئة وحده مع الطواغيت يضربهم ويضربونه حتى سقط على الرض ‪.‬‬
‫‪ -‬ألما يقما عبد ال بن مسعود بمثل ما قام به عمر بن الخطاب رضى ال عنهما‬
‫ألما يقما أبى ذر بمثل ما قام به عبد ال بن مسعود وعمر بن الخطاب رضى ال عنهم‬

‫ألما يفعل ذلك ثمامة بن أثال وزيد الخير‪ -‬رضى ال عنهما ‪,‬‬

‫الما يضرب سعد بن أبى وقاص رضى ال عنه الكفار بسيفه زمن الستضعاف وهم تحت الحصار‬
‫فى الشعب‬
‫كل هذه عمليات فردية ومواجهات صأدامية مع الطاغوت فى مرحلة الستضعاف وعدم القدرة‬
‫والتمكين وكف اليدي عن القتال فى المرحلة المكية كل هذه الدلة تؤيد ما قلناه وتبين‬
‫بوضوح أن المرحلة المكية وإن كانت مرحلة الدعوة والبناء وكف اليدي وهذا هو الصأل‬
‫العام ‪ ،‬لكن ل يمنع من القيام بعمليات فردية لحماية هذه الدعوة على وفق ما يقرره المير‬
‫وأهل الشورى وما تقتضيه المصلحة التى يقدرها أهل الحل والعقد فى هذه المرحلة ‪ .‬من‬
‫حماية دعوة التوحيد وتبليغ دين ال الذى جاءت به رسل ال و هذه المصلحة الكبرى وكل‬
‫المفاسد تجاه هذه المصلحة قليلة وغير معتبرة ول موازنة بين هذه المصلحة وغيرها من‬
‫المفاسد أما الذين يقولون إن هذه المواجهات أضرت بالدعوة والدعاة وضيقت عليهم فنقول‬
‫لهم أى دعوة تقصدون دعوة الرسل إلى التوحيد والعقيدة والتحذير من الشرك وتكفير‬

‫‪294‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المشركين والبراءة منهم ‪ ،‬أم دعوة إلى الرقائق وفضائل العمال ومكارم الخلق ؟ التوحيد‬
‫أولً والعقيدة أولً أما البدء بخلف ذلك فهى دعوة غثائية ل تربى الناس ول تؤثر فيهم ‪،‬‬
‫لذلك رضى عنها الطاغوت وفرح بها لنها ل تهدد عرشه ول تمثل أى خطر على معبوداته‬
‫الباطلة من دون ال والدليل على ذلك قيام المحاكم الوضعية التى تحكم بغير شريعة ال ‪،‬‬
‫وانتشار الضرحة والقبور التى تعبد من دون ال ويصرف لها العبادات التى هى ل وحده ‪،‬‬
‫بل وتحرس هذه الوثان من قبل عبدة الطاغوت والشيطان وانتشرت الفواحش والمنكرات‬
‫وقُننت بيوت الدعارة وصأروح الربا والحانات والبارات بتصاريح وقوانين فعن أى دعوة‬
‫يتكلمون وعن أى دين يتحدثون ؟ فل بد من فقه الولويات وترتيب العمال ؟ وأي خير‬
‫ترجون من دعوة ميتة رضى عنها الطاغوت تكتفي بدعوة الناس إلى مظاهر جوفاء مع‬
‫عكوفهم على الشرك والكفر والمعاصأي والبدع وهل رضى عنكم الطاغوت وفتح لكم باباً‬
‫ضيقاً تدعون فيه إلى الموضوعات التى يحددها لكم هو وأجهزته القمعية لتلبسوا على الناس‬
‫دينهم وتوهموهم أن البلد بخير والدعاة على المنابر بل مضايقات وهذا خير كثير يجب أن‬
‫نحافظ عليه ‪ ،‬والمواجهات والمصادمات تقضى علية ؟ هذا تلبيس وتدليس وبعد عن منهج‬
‫النبياء فى الدعوة إلى ال ‪ ،‬أما لو كانت الدعوة قائمة على أصأولها ‪ ،‬والدعاة يفقهون حقيقة‬
‫دعوة الرسل ويدعون الناس من على منابرهم الدعوية إلى التوحيد الخالص من تحقيق العبودية‬
‫ل رب العالمين وصأرف العبادة التى هى حق ل وحدة سبحانه والتحذير من الشرك والبراءة‬
‫منه ومن أهله وتكفيرهم وتحذير الناس من الذهاب إلى المحاكم الوضعية الكفرية ‪ ،‬ومن‬
‫الذهاب إلى الضرحة والقبور وصأرف العبادات لها من ذبح وطواف ونذر ودعاء واستغاثة‬
‫ورجاء ‪ ،‬لو قام الدعاة بتحقيق مسائل اليمان والكفر والتوحيد والشرك على مذهب أهل‬
‫السنة والجماعة متحرين ما كان عليه رسول ال صألى ال عليه وسلم وصأحابته الكرام لو‬
‫كانت الدعوة تسير وفق منهج ال ‪ ،‬لكان لكم حق النكار على هذه المواجهات وهذه‬
‫العمليات التى تعرقل حقاً هذه الدعوة المباركة – دعوة الرسل – دعوة التوحيد ‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فالمصلحة الكبرى فى نشر دعوة التوحيد وما عداها ‪ ،‬مفسدة كبرى لذلك لن يرضى الطواغيت‬
‫عن هذه الدعوة الحية وسيحاربون دعاتها لن فى انتشار دعوة التوحيد زوال عروش الطواغيت‬
‫لذلك يقوم الطواغيت بمحاربة دعوة التوحيد بكل الشكال والسبل وهذا هو طريق النبياء‬
‫البتلءات والمحن فكل من سار على طريق النبياء ودعا إلى ما دعت إلية النبياء سيصيبه مثل‬
‫ما أصأاب النبياء ول بد ‪ ،‬لنه ليس أكرم على ال من النبياء ‪ ،‬وإذا رأيت الرجل يعتلى المنابر‬
‫ويتصدر المجالس ولم يصبه من الطاغوت شيئ فاعلم أن فى دينه دخن ليس على الجادة وتنكب‬
‫وإذا رضى الباطل عن الحق فليفتش‬ ‫‪1‬‬
‫طريق النبياء لذلك رضى عنه الطاغوت ورضي عن دعوته‬
‫الحق فى نفسه هذا أصأل ‪ .‬أما لو كانت دعوة التوحيد قائمة بالطرق الدعوية السلمية فل داعي‬
‫أبداً لمثل هذه المواجهات التى تعود على الدعوة بالمفاسد وهذا حق ل مرية فيه ول يختلف‬
‫عليه اثنان لن الدعوة هى الصأل‬

‫‪ .‬والسإؤال إلى الحكاما المرتدين الذين ينتسبون إلى السلم زوراً وبهتاناً لماذا تحاربون السلم‬
‫والدعوة إلى التوحيد ؟‬

‫فإن قالوا نحن ل نحارب السلم ولكن نحارب الرهاب والتطرف الذى يقتل ويفجر نحارب‬
‫السلم المتشدد الصأولي المتطرف‬

‫‪ .‬قلنا لهما كذبتم بل تحاربون السلم والدعوة إلى التوحيد لن دعاة التوحيد والسلم الصحيح‬
‫لم يبدءوكم بالقتال بل أنتم الذين حاربتموهم وضيقتم عليهم سبل الدعوة إلى ال بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة‬

‫فإن قلتما هؤلء يحملون الفكر الوهابي المتطرف الذى يكفر عباد القبور ويحرم زيارة الضرحة‬
‫وصأرف النذور والذبائح لها ودعاؤها والستغاثة بها‬

‫‪ 1‬انظر حقيقة هذه الصفقة القذرة في رساالتنا " البيان والشأهار في كشف زيغ من توقففي تكفير المشركين والكفار‬
‫‪296‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قلنا لهما كذبتم فإن الدين ليس فكر بل هو دين سماوي من عند ال والوهابية ليست مذهباً ول‬
‫طريقاً معوجاً وإذا كنتم تحاربون الفكار ودعاة التوحيد بحجة أنهم يحملون فكراً متشدداً يكفر‬
‫اليهود والنصارى وعبدة القبور والحكام المبدلين لشرع ال فلماذا ل تحاربون النصارى وتخربون‬
‫كنائسهم وتعتقلونهم وتعذبونهم كما تعذبون المسلمين لن النصارى يحملون فكراً تكفيرياً‬
‫ويدعون فيه المسلمين إلى ترك الكفر الذى هم عليه والدخول فى اليمان والقول بالتثليث ‪،‬‬
‫لماذا ل تخربون كنائسهم وهم يقيمون فيها الندوات والمحاضرات والدروس اليومية والسبوعية‬
‫التى ينشرون من خللها هذا الفكر التكفيري المتشدد ؟‬
‫على وفى الحروب نعامة !!‬
‫أم أنكم توالون أسيادكم فى البيت البيض ؟أسد ق‬
‫بل لماذا تسمحون للنصارى بإصأدار صأحف خاصأة بهم تنشر الكفر والتثليث وتعمل بكل وسيلة‬
‫على تنصير المسلمين ‪ ،‬لماذا تسمحون لهم بالدعوة إلى دينهم وعقيدتهم فى صأحفهم الخاصأة‬
‫وتحرمون ذلك على المسلمين وتحاربون كل من يطالب بذلك وتمنعون إصأدار الصحف‬
‫السلمية التى تدعوا إلى التوحيد والسلم بالطرق الدعوية السليمة ؟ لماذا تصادرون الصحف‬
‫والمجلت السلمية بحجة أن القانون يمنع إصأدار الصحف والمجلت على أساس ديني خشية‬
‫الفتنة الطائفية ؟ وبعد كل ذلك تدعون السلم وتقولوا بأنكم مسلمون ؟ فحالكم يكذب‬
‫شعاراتكم وواقعكم يقول لكم أنتم بلد الشعارات الزائفة التى تخدرون بها شعوبكم الجائعة‬
‫المقهورة الذليلة‪.‬‬

‫المناقشة والرد‬
‫أما الذين يقولون بقول المرجئة فل كلم معهم هنا ويكفى ما بيناه من حالهم وفساد منهجهم‬
‫الخبيث فى التنبيهات لكن نقول لهم ماذا فعلتم من سنوات طوال ؟ وما هى ثمرة دعوتكم الن‬
‫؟ إن اختلف العقيدة يستحيل معه اجتماع وتوحيد الكلمة وكيف يتفق أصأحاب العقائد المختلفة‬
‫والمناهج المتباينة ؟ أما وحدة العقيدة فهى سبب لوحدة الصف وتوحيد الكلمة فل تجد أصأحاب‬
‫العقيدة الصحيحة ‪ ،‬مختلفين ول متفرقين فإن التفرق ناتج عن الختلف العقدي فكيف نتوقع‬
‫‪297‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من أصأحاب العقيدة الفاسدة من المرجئة والصوفية والخوارج والشاعرة جهاداً على منهاج النبوة‬
‫ل يمكن ذلك أبداً لن التوحيد أولً والعقيدة أولً وبعدها كل شيئ فالمخرج لهذه الجماعات‬
‫والحركات السلمية العاملة للسلم والحل للتمكين هو السير على الطريق الذى سار عليه‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم فى الدعوة والتربية ‪ ،‬وننظر بدقة كيف ربى رسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم الصحابة على التوحيد الخالص ل رب العالمين ‪ ،‬كيف حذرهم من الشرك وبينه لهم‬
‫أوضح بيان من تكفير المشركين والبراءة منهم والعداد لقتالهم عند القدرة ‪ ،‬ننظر بدقة متناهية‬
‫إلى الخطوات العملية التى اتخذها رسول ال صألى ال عليه وسلم لقامة الدولة السلمية ‪،‬‬
‫وكيف صأبر صألى ال عليه وسلم ثلثة عشر سنة يرسخ مفهوم ل إله إل ال فى نفوس الصحابة‬
‫ويعدهم إيمانياً لتحمل المسئولية فى إقامة الدولة السلمية ونشر التوحيد فعلى هذه الحركات‬
‫والجماعات السلمية أن تحقق مسائل اليمان والكفر والتوحيد والشرك تحقيقاً علمياً راسخاً‬
‫وتنشر التوحيد الخالص وتظهر أصأل دعوة الرسل بقوة وهذا هو سبب توحيدها واتفاقها‬
‫واجتماعها على عدو واحد ظاهر كفره ل اختلف فيه حينئذ تتكاتف الجهود وتوحد الصفوف‬
‫وتجتمع الكلمة على رجل واحد على مصدر تلقى واحد فتجتمع وحدة التلقي ووحدة المنهج‬
‫ونقاء المنبع بعيداً عن الفراط والتفريط والغلو والرجاء وإل فسيكون التمزق والتشرذم‬
‫والختلف والفتراق كما هو الحاصأل الن عشوائية فى كل شيئ وتخبط واضطراب واختلف‬
‫فى تحديد العدو هل هو مسلم أم مرتد ‪ ،‬وهل نقاتل اليهود أم الحكام المرتدين وهل نذهب‬
‫لفلسطين مع حماس أم مع فتح أم تحت أى راية نقاتل اليهود ‪ ،‬أم تحل المشاكل على موائد‬
‫المفاوضات ‪ ،‬ومثل هذه العشوائيات كثير ‪........‬‬
‫يا أيها المسلمون إن دولة إسرائيل اليهودية ما قامت إل على الشلء والدماء وما احتلت‬
‫فلسطين إل بالقوة ‪ ،‬ولن ترد فلسطين إل بالجهاد والقتال فل سبيل إلى استرداد الرض المحتلة‬
‫وخروج الغاصأب المحتل منها إل بالسلح ‪ ،‬السلح وحده فقط هو الذى يحرر الرض وما‬
‫حماس وفتح إل وجهان لعملة واحدة تركوا الجهاد وركنوا إلى المفاوضات مع الطواغيت ومع‬

‫‪298‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وضوح ذلك المر إل أن بعض الخوة السذج لم يعلم هذه الحقيقة إل بعد ما شاهد ذلك بنفسه‬
‫فقد كان يظن أن فى فلسطين جهاداً حقيقياً فتحمل الرجل المشاق والصعاب للوصأول إلى‬
‫فلسطين ليجاهد مع أهلها من حماس وفتح وغيرهما من الفصائل ليحرر المسجد القصى السير‬
‫ووفقه ال إلى الوصأول إلى هناك وعندما وصأل هناك ظن أنه فى أفغانستان والشيشان أو العراق‬
‫فوقع فى أيدي هذه الفصائل التى سلمته للموساد وبعضهم سلمته حماس إلى أمن الدولة فى بلده‬
‫وقالوا له إن بيننا وبين هذه الحكومات اتفاقيات ومفاوضات ول نريد نقض هذه المعاهدات‬
‫وعندما نعلن الجهاد فعندنا كفاية أما الن فل جهاد وما تراه على الفضائيات إنما هو ستار‬
‫لتفاقيات سرية على موائد عربية برعاية أمريكية غربية!! لذلك نقول أيها الخوة لبد من فقه‬
‫الخماسية جيداً وتعلم أحكام الجهاد ‪ .‬حتى يكون كل مسلم على بينة من أمره ويعرف الواقع من‬
‫حوله ويحدد طريقه جيداً حتى ل يصدم بحقائق ربما تكون سبباً فى ردته وانتكاسته ‪ ،‬اللهم سلم‬
‫سلم ‪،‬‬

‫‪299‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫حكم العمُليات الستشهادية‬
‫وانغماس الرجل في العدو الكثير رغبة في الشهادةا ونكابة في العدو‬
‫من طرق القتال العمليات الستشهادية ومع أنها جائزة إل أنه قد كثر الكلم حولها وأنكرها من‬
‫يريد ابطال الجهاد مع أن هذه العمليات وقعها شديد علي العدو وتكبدهم خسائر فادحة ل حسر‬
‫لها ويصيبهم الرعب والهلع ول يجدون لها علجاً ول سلحاً يبطل مفعولها ويقضي عليها ولو‬
‫أحسن المجاهدين استغللها لهزموا العدو هزيمة ل يفلح بعدها أبدا ول سيما مع التطور الحربي‬
‫والسلحة الحديثة وهذه العمليات جائزة بل مستحبة وواجبة أحياناً كثيرةودليل جوازها القرآن‬
‫والسنة وفعل الصحابة وإجماع السلف علي ذلك والعمل به حتى اليوم‬

‫تعريفها‬
‫يمكن تعريف العمال الفدائية بأنها‪:‬‬
‫) أعيمال يُيقعررض فيها المجاهد المتققخرفي ‪ -‬غالبياً ‪ -‬نفقسيه للقتيل‪ ،‬للحياق نكاييية بالعيدو‬
‫أو تحقيق مصلحة‪ ،‬طلباً للشهادة (‬
‫وبيان هذا التعريف‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪) -‬أعمال يعرض فيها المجاهد المتققخرفي ‪ -‬غالباً ‪ -‬نفسه للقتل (‪:‬‬
‫‪ -‬الم يراد بتعريييض النفييس للقتييل فييي التعريييف العمييوم‪ ،‬سييواء كييان ذلييك القتييل بسييبب فعييل ميين‬
‫المجاهد‪ ،‬أو بسبب فعل من عدوه ‪.‬‬
‫أما التعبير بالتخفي فهو في الغالب سمة لهذه العمال التي يفاجئ فيها المجاهد الخصم ‪.‬‬
‫‪) -‬للحياق نكاييية بالعيدو(‪ :‬يفيييد أن المخيياطرة بييالنفس ليسييت مقصييودة لييذاتها‪ ،‬بييل ل بييد ميين‬
‫وجود عوض يفيادي المجاهيد لجليه فيي مقابيل إزهياق روحييه‪ ،‬كإلحياق النكايية بالعيدو‪ ،‬بحييث‬

‫‪ 1‬وقد ذكر ابان النحاس –رحمه ا – الدلة مفصله علي جواز النغماس وفضله انظر في المشارع من صإفحة ‪ 522‬إلي صإفحة ‪056‬فلمزيد‬
‫عليه هنا‬
‫‪300‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تكون مصلحة النكاية بالعدو مقدمة على مفسدة إزهاق الروح ‪.‬‬
‫‪) -‬أو تحقيقا مصلحة(‪ :‬وذليك أنييه ل يكفييي فييي التعريييف التعييبير عمييا يفيادي المجاهييد لجلييه‬
‫بنكاية العدو فقط‪ ،‬نظراً لن بعض صأيور العميال الفدائيية ل يظهير فيهيا بوضيوح إلحياق نكايية‬
‫بالعيدو‪ ،‬كميا فيي صأيورة قتيل النفيس خوفياً عليى مصيالح المسيلمين وأسيرارهم‪ ،‬وكميا فيي صأيورة‬
‫تعريض نفسه للهلك إيثاراً لحياة غيره ‪.‬‬
‫ولهذا أضيفت هذه العبارة إلى التعريف ليشمل مثل هذه الصور ‪.‬‬
‫‪) -‬طإلبــا للشــهادةا(‪ :‬ه ييذا القي ييد في ييه اش ييتراط استحض ييار الني يية ح ييال الق ييدام عل ييى مث ييل ه ييذه‬
‫العمييال‪ ،‬فالمجاهييد إنمييا يبييذل روحييه ابتغيياء الشييهادة فييي سييبيل اليي‪ ،‬وطمع ياً فيمييا عنييده ميين‬
‫الثواب ‪.‬‬
‫‪ -‬الدلة على جواز العمليات السإتشهادية‬
‫قال ال تعالي " قكلم تملن فتئقةة ققتليلقةة غقلقبق ل‬
‫ت فتئقةً قكتثيقرًة بتتإلذتن ال لته قوال لهُ قمقع ال ل‬
‫صابتتريقن )‪ " (249‬البقرة‬
‫ت ال لته قوال لهُ قرُءو م‬
‫ف تبا لتعقباتد )‪ " (207‬البقرة‬ ‫ضا ت‬
‫سهُ ابلتتقغاءق قملر ق‬ ‫وقال تعالي " قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري نقيلف ق‬
‫س " أي باعوه بثمن قليل‬ ‫‪ ,‬يشري يعني يبيع ومنها قوله تعالي " قوقشقرلوهُ بتثققمةن بقلخ ة‬
‫وقال العلماء وأهل التفسير إن هذه الية نزلت في أبي يحيى صأهيب ابن سنان الرومي –رضي ال‬
‫عنه – وكان رجل من بني النمر بن قاصأط فسبي صأغيراً إلي الروم فتغير لسانه ثم كان مملوكاً‬
‫لعبد ال بن جدعان فأعتقه ‪ ,‬وقيل هرب من الروم إلي مكة وحالف ابن جدعان ثم ءامن بال‬
‫وصأدق بالنبي صألي ال عليه وسلم وأقبل مهاجراً إليه فاتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته‬
‫وانتشل ما في كنانته وأخذ قوسه وقال لقد علمتم أني من أرماكم وأيم ال ل تصلون إلي حتى‬
‫أرميكم بكل سهم في كنانتي ثم أضرب بسيفي مابقى في يدي منه شيئ ثم افعلوا ماشئتم قالوا لن‬
‫نتركك تذهب عنا غنياً وقد جئتنا صأعلوكاً ولكن تدلنا علي مالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه‬
‫علي ذلك فلما قدم علي رسول ال صألي ال عليه وسلم نزلت " قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري نقيلف ق‬
‫سهُ‬
‫ت ال لته"فقال له رسول ال صألى ال عليه وسلم ربح البيع أبى يحيى وتلى عليه الية‬ ‫ضا ت‬
‫ابلتتقغاءق قملر ق‬
‫‪301‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقد روى قصة صأهيب جماعة من المفسرين منهم ابن أبى حاتم فى تفسيره عن سعيد بن‬
‫المسيب وابن المنذر عن حماد عن أيوب عن عكرمة وابن مردويه والواحدى والقرطبى وغيرهم‬
‫‪,‬قاله الحافظ بن كثير فى تفسيره ‪.‬‬

‫وأما الكثرون فحملو ذلك على أنها نزلت فى كل مجاهد فى سبيل ال كما قال تعالى " إتلن ال لهق‬
‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق "فالعبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب‬ ‫تت‬ ‫ت‬
‫الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫وقصة صأهيب فيها أكبر دليل على أن المجاهد ل يفر من الجماعة الكثيرة ول يستسلم ويقاتل‬
‫حتى أخر لحظة وإن غلب على ظنه أنه يقتل أو يستأثر ‪,‬وفيها أن المال دون الدين والمال له‬
‫عوض أما الدين فل عوض له نسأل ال الثبات وحسن الخاتمة وفيه أيضاً‬
‫قد ذكرنا كلم ال عز وجل وكلم رسوله صألي ال عليه وسلم وقصة صأهيب الرومي رضي ال عنه‬
‫في جواز النغماس والعمليات واستكمالً للدلة من فعل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من‬
‫السلف المجاهدين مع عدم العتبار بكثرة العدو وضخامة معداده وألته الحربية فميزان‬
‫المعارك غير ذلك وقد سبق الكلم علي ذلك وسيأتي المزيدإن شاء ال ومن ذلك غير قصة‬
‫صأهيب‬

‫‪-2‬أنه لما حمل هشام بن عامر بن أمية الحسحاس النصاري وكان يسمى في الجهالية شهاباً‬
‫فسماه النبي صألي ال عليه وسلم هشام لما حمل بين الصفين أنكر عليه بعض الناس فرد عليهم‬
‫ت‬ ‫عمر بن الخطاب وأبي هريرة وغيرهما وتلو هذه الية " قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري نقيلف ق‬
‫سهُ ابلتقغاءق‬
‫ت ال لته " وقال ابن عباس أي قد شرو أنفسهم من ال بالجهاد في سبيله والقيام بحقه حتى‬ ‫ضا ت‬
‫قملر ق‬
‫هلكوا علي ذلك ووقائع الصحابة كثيرة جداً بالعمل بهذه الية ‪,‬من ذلك‬

‫‪ -3‬أنه قد جاءت كتيبة من قبل المشرق من كتائب الكفار فلقيهم رجل من النصار فحمل‬
‫عليهم وحده فخرق الصف حتى خرج ثم كر راجعاً فصنع مثل ذلك مرتين أو ثلثة فإذا سعد ابن‬
‫هشام ابن عامر النصاري يذكر ذلك لبي هريرة فتل هذه الية " قوتمقن اللنا ت‬
‫س قملن يقلشتري نقيلف ق‬
‫سهُ‬

‫‪302‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ت ال لته " رواه ابن أبي شيبة‬
‫ضا ت‬
‫ابلتتقغاءق قملر ق‬

‫‪ -4‬وعن ابن ابي عدي عن ابن عون وعن أسلم ابن يزيد أبو عمران التجيبى قال غزونا من‬
‫المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم‬
‫بحائط المدينة فحمل رجل على العدو وقال الناس مه مه ل إله إل ال يلقي بيده إل التهلكة‬
‫فقال أبو أيوب النصاري إنما نزلت هذه الية فينا معشر النصار لما نصر ال نبيه صألي ال عليه‬
‫وسلم وأعز ال السلم وأظهره وكثر ناصأروه فقال بعضنا لبعض سراً دون رسول ال صألي ال‬
‫عليه وسلم إن أموالنا قد ضاعت وإن ال قد أعز السلم وكثر ناصأروه فلما أقمنا في أموالنا‬
‫وأصألحنا ما ضاع منها فأنزل ال تعالي على نبيه ما يرد علينا ما قلنا " قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قوقل‬
‫تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة " وكانت التهلكة القامة علي الموال وإصألحها وتركنا الغزو فما نزل‬
‫أبو أيوب شاخصاً في سبيل ال حتي دفن بأرض الروم – رحمه ال – ورضي عنه –‬

‫‪ -5‬وقال رجل لبي عمارة البراء بن عازب رضي ال عنه يا أبا عمارة إن حملت علي العدو‬
‫وحدي فقتلوني أكنت ألقيت بيدي إلي التهلكة ؟ قال ل فقال له آخر " قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى‬
‫التليلهلُقكتة " هو الرجل يحمل علي الكتيبه وهم ألف والسيف بيده ؟ قال ل إنما هذه فى النفقه‬

‫وهذا واضح بفضل ال أن التهلكة القامة علي الموال وترك الجهاد وترك النفاق في سبيل ال‬
‫‪-6‬وقد روى غير واحد عن السيد الجليل الثقة الفاضل التابعي القاسم بن مخيمرة أبو عروة‬
‫الهمداني أنه قال ‪ :‬التهلكة ترك النفقه في سبيل ال ولو حمل الرجل علي عشرة الف لم يكن‬
‫بذلك بأس‬

‫‪-7‬وروى ابن أبي شيبة بإسناد جيد عن مجاهد قال ‪ :‬إذا لقيت العدو فانهد أى انهض فإنما‬
‫نزلت هذه الية في النفقة وقد روى ذلك غير واحد من الصحابة والتابعين كما تقدم منهم أبو‬
‫أيوب وحذيفة وابن عباس وعكرمة وعطاء وابن عمر وسعيد بن جبير والضحاك والسدى ومقاتل‬

‫‪303‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وربما يقول قائل هنا ل فرق بين النغماس في العدو والحمل عليهم وحده عند التقاء الصفوف‬
‫في الحرب النظامية وهذا ل شيئ فيه وما ذكرته من الدلة وفعل الصحابة يؤيده وفرق بين‬
‫النغماس في العمليات الفردية والغيلة وحرب الشوارع فهذا قتل نفسه منتحراً وأهكلها بإقدامه ؟‬

‫‪304‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نقول ل نفرق بين القدام في المعارك بين الصفوف وبين القتحام بمفرده علي العدو في بلده‬
‫أو حصنه أو مطاردته وحده وإن كانوا أكثر منه وإن غلب علي ظنه أنه سيقتل كما‬
‫فعلهاالصحابة رضى ال عنهم فى حياة النبى صألى ال عليه وسلم ومن بعد مماته ‪,‬وفعلها من‬
‫تبعهم وجاهد بعدهم من التابعين وتابعيهم والسلف الصالح إلى يومنا هذا وهى باقية ببقاء‬
‫الجهاد إلى يوم القيامة‬

‫‪305‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خامسا ا ‪ :‬كيف نجاهد‬
‫ها قد وصألنا إلى آخر المطاف إلى المحطة الخيرة من الخماسية ‪ ،‬فبعد أن عرفنا أسباب الجهاد‬
‫ولماذا نجاهد وحددنا العدو وعرفنا من نجاهد وعرفنا متى نجاهد والوقت الذى نحدده تبعاً‬
‫للمناط الذي يتنزل عليه فرض العين وفرض الكفاية وحددنا الراية التى نجاهد تحتها وحددنا‬
‫وجهتنا إلى الرض التى نجاهد فيها وعرفنا أين نجاهد بقى أن نعرف كيف نجاهد ولكن قبل‬
‫الحديث عن كيفية الجهاد وقبل إزهاق الروح ومواجهة العدو هنا مسألة ترد كثيراً على أذهان‬
‫وهى ‪:‬‬ ‫المجاهدين‬
‫إذا كان ال فرض علينا القتال والجهاد وبذل النفس والمال والولد وكل غال فى سبيل ذلك ‪،‬‬
‫فما هى أهداف الجهاد والحكمة من مشروعيته والغاية منه ‪ ،‬والفوائد المترتبة على ممارسته ‪،‬؟‬
‫وقد تكلمنا فى المقدمة عن أهداف الجهاد والحكمة من مشروعيته‪ 1‬ونجملها باختصار‬

‫ونقول أن من أهداف الجهاد بعد تعبيد الناس لرب الناس‬

‫‪ _1‬رد اعتداء المعتدين على المسلمين‬


‫‪ _2‬إزالة الفتنة عن الناس حتى يستمعوا إلى دلئل التوحيد من غير عائق‬
‫‪ _3‬حماية الدولة السلمية من شر الكفار‬
‫‪ _4‬قتل الكافرين وإبادتهم ومحقهم وإزالة الكفر من على الرض‬
‫‪ -5‬إرهاب الكفار وإخزاؤهم وإذللهم وإيهان كيدهم وإغاظتهم‬
‫‪ _6‬إظهار عزة السلم وإعلء كلمته على كلمة الكافرين‬
‫‪ _7‬بالجهاد تمكن المسلمون من نشر دينهم والدعوة إليه فى أمان ويسر‬

‫‪ 1‬انظر أهدافا الجهاد وغايته للعلياني ص ‪ 5‬وما باعدها‬


‫‪306‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أما فوائد ممارسإة الجهاد فهى كثيرةا عظيمة وتحققا مصالح كريمة منها ‪:‬‬
‫‪ _1‬كشف المنافقين والخونة والجواسيس والعملء فإن المسلمين فى حال الرضا والسعة‬
‫ينضاف إليهم غيرهم ممن يطمعون في تحقيق مكاسب مادية وهم ل يريدون رفع كلمة ال على‬
‫كلمة الكفر ‪،‬بل فيهم جواسيس وعملء للعداء سواء الحكام المرتدين في الداخل أو العدو في‬
‫الغرب الكافر من أهل الصليب وقد يتصفون الخلص فيخفى أمرهم على كثير من المسلمين‬
‫وأكبر كاشف لهم هو الجهاد لن في الجهاد بذل لغلى مايملك النسان غير عقيدته وهو روحة‬
‫التي بين جنبيه والمنافق ما نافق إل ليحفظ روحه وليوفر لنفسه ملذاتها فإذا دعا داعي الجهاد‬
‫الذي قد يعرضه لفقد روحه إنكشف نفاقه للناس وقد كان أمراء الجهاد عندما يشكون في فرد أو‬
‫تحوم حول شخص الشبهات والعمالة والتجسس كانوا يقدمونه في الخطوط المامية ويرشحونه‬
‫للعمليات الستشهادية فإن أقدم ظهرت براءته وحسن طوبته وإن أحجم كشف أمره وفضحت‬
‫سريرته وعومل بما يستحق لقوله تعالى " قما قكاقن ال لهُ لتيققذقر ا لُملؤتمتنيقن قعقلى قما أقنليتُلم قعلقليته قحلتى يقتميقز‬
‫ب " ‪179‬أل عمران‬ ‫ث تمقن الطلير ت‬‫ا لقختبي ق‬
‫ت ُسوقرةم ُملحقكقمةم قوذُكتقر تفيقها ا لتققتاُل‬ ‫ويقول سبحانه" قويقيُقوُل التذيقن آقمُنوا لقلوقل نُيرزلق ل‬
‫ت ُسوقرةم فقتإقذا أُنلتزلق ل‬
‫ك نقظقر ا لمغلتشري قعلقليته تمن ا لمو ت‬ ‫ت التذيقن تفي قُيُلوبتتهلم قمقر م‬
‫ت "محمد ‪20‬‬ ‫ق قل‬ ‫ض يقيلنظُُروقن إتلقلي ق ق ق‬ ‫قرأقيل ق‬
‫ويقول سبحانه مبيناً حالهم " قوتم لنيُهلم قملن يقيُقوُل ائلقذلن تلي قوقل تقيلفتترني أققل تفي ا ل ت لفتينقتة قسقُطوا قوإتلن قجقهنلقم‬
‫لقُمتحيطقةم تبا لقكافتتريقن " ‪ 49‬التوبة‬

‫ومعرفة المؤمنين للمنافقين فيها فوائد ل تحصى‬


‫فإنهم العدو الداخلي وخطرهم يفوق خطر العدو الخارجي فإذ عرفوا منعوا من الغزو مع‬
‫المسلمين ول يستمع المؤمنون بما يعرضون عليهم من أراجيف وتثبيط ومن أقاويل يلبسونها ثياب‬
‫النصح والرشاد والصألح فهم أولى بالقتال والجهاد كما أمر ال المؤمنين بجهادهم والغلظ‬

‫‪307‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عليهم فقال سبحانه " قيا أقيديقها النلبتدي قجاتهتد ا لُكلفاقر قوا لُمقنافتتقيقن قوالغلُلظ قعلقليتهلم " التوبة ‪ .73‬والتحريم‬
‫‪9‬‬
‫‪-3‬ومن فوائد الجهاد تمحيص المؤمنين من ذنوبهم ‪.‬‬
‫فإن المجاهد المسلم إذا أخلص النية ل ‪ ,‬إذا حضر المعركة فقتل الكفار نال ثواباً عظيماً ‪ ,‬وإذا‬
‫خالط قلبه الرهج والخوف في سبيل ال تحاتت عنه خطاياه وأما إذا قتله الكفار فذالك الفوز‬
‫الذي ل يعدله فوز ‪,‬هو الفوز الذي ل خسارة بعده والنعيم المقيم بجوار رب العالمين الشهادة‬
‫وما أدراك ما الشهادة نسأل ال من فضله العظيم أن يرزقنا شهادة في سبيله يرضى بها عنا اللهم‬
‫أعطنا ما نتمنى ول تحرمنا نصرة دينك والجهاد والشهادة في سبيلك‬
‫يقول صألي ال عليه وسلم كما في صأحيح البخاري" ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلي‬
‫الدنيا وله ما علي الرض من شيء إل الشهيد يتمني أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من‬
‫" البخاري مع الفتح ‪6-32‬‬ ‫الكرامة‬
‫والمقصود هنا أن الشهادة في سبيل ال وتكفير الذنوب هدف رفيع وفائدة عظيمة تعود علي‬
‫المسلمين من جهادهم ‪.‬‬
‫س قوتليقيلعلققم ال لهُ التذيقن آقمُنوا قويقيتلتخقذ تملنُكلم ُشقهقداءق قوال لهُ قل‬ ‫يقول تعالى "قوتتل ق‬
‫ك اللقلياُم نُقداتولُقها بقيليقن اللنا ت‬
‫ص ال لهُ التذيقن آقمُنوا قويقلمقحقق ا لقكافتتريقن" آل عمران‪142-140‬‬ ‫يتح د ت ت ت‬
‫ب اللظالميقن قوليُقمرح ق‬ ‫ُ‬
‫وقد أدرك الصحابة رضوان ال عليهم هذا الهدف الرفيع وهو تمحيص الذنوب وهذه الفائدة العظيمة‬
‫والمنزلة الرفيعة وهى الشهادة فشمروا وتسابقوا للفوز بذلك يقول ابن إسحاق عن أصأحاب غزوة‬
‫مؤته" ثم مضوا حتى نزلوا معاناً من أرض الشام فبلغ الناس أن هرقل قد نزل من أرض البلقاء في مائة‬
‫ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين ينظرون في‬
‫أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول ال صألى ال عليه وسلم نخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما‬
‫أن يأمرنا بأمره فنمضى إليه‪ ,‬فشجع الناس عبد ال بن رواحة وقال يا قوم وال إن التي تكرهون للتي‬

‫‪308‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خرجتم تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة مانقاتلهم إل بهذا الدين الذي أكرمنا‬
‫ال به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة ‪,‬فقال الناس ‪:‬قد وال صأدق ابن‬
‫رواحه فمضى الناس "البداية والنهاية ‪4/243‬‬

‫‪-4‬ومن فوائد الجهاد تربية المؤمنين على الصبر والثبات والطاعة وبذل النفس وغير ذلك من‬

‫الفوائد التربوية فإن الركون إلى الراحة والدعة وعدم ممارسة الشدائد والصعاب تورث العبد ذلق‬

‫وخمولق وتشبثاً بمتاع الدنيا‪ ,‬وخوض المعارك ومقارعة العداء والتعرض لنيل رضا ال في ساحات‬

‫الوغى يصقل النفوس ويهذبها ويذكرها بمصيرها ويوجب لها استعدادا للرحيل ‪ ،‬حتى تصبح‬

‫ممارسة الجهاد عادة لها تشتاق له كما يشتاق الخاملون للقعود والراحة وتتربى في النفس البشرية‬

‫من الجهاد صأفات كثيرة كصفة الشجاعة والنجدة والصبر والنخوة والعفو ونحو ذلك من‬

‫الصفات المحمودة ويزول من النفس ما يقابلها من الصفات المذمومة كصفة الجبن والنانية‬

‫وهذا الذي فهمه الطواغيت ودرسوا أثاره السلبية على سلوكيات المسلم السير عند اعتقاله فهذا‬

‫المجاهد الذي كان يجاهد هؤلء الطواغيت في الداخل والخارج وخرج بنفسه وترك ماله وولده‬

‫في سبيل ال وكان يتربص بهؤلء المرتدين والكفار الصليبين وكانت فيه من الشجاعة والنجدة‬

‫والقدام والصدع بالحق ما كان يبث الرعب في قلوب العداء ‪ ،‬ففهم الطواغيت أن ما وصأل‬

‫هذا المسلم المجاهد إلى هذه الدرجة من الشجاعة والقدام إل الزهد في الدنيا والقبال على‬

‫الخرة طمعاق فيما عند ال من الجر والثواب وتكفير الذنوب والشهادة فعندما وقع بعض هؤلء‬

‫‪309‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في السر أخذ الطاغوت يستميلهم ويحتويهم وعلم أنه كلما ضيق عليهم في السر ارتفعت‬

‫معنوياتهم وزادت اللفة والمحبة بينهم وقويت رابطة الخوة اليمانية وظهر الإثار والتفاني في‬

‫خدمة الخوان لنه ليس ثم دنيا يتقاتلون عليها وزادت عداوتهم للطاغوت وأظهروا هذه العداوة‬

‫لعوان الطاغوت فكانوا يداً واحدة على عدوهم ففهم الطاغوت ذلك وفتح عليهم أبواب كل‬

‫شيء فتح أبواب الزنازين والعنابر المغلقة وفتح عليهم الزيارة والطعام والشراب وفتح عليهم الدنيا‬

‫فتنافسوها فيما بينهم وتحول الإثار إلى بخل وشح وحقد وحسد وكراهية ونفور بعضهم من بعض‬

‫بسبب هذه الدنيا التي فتحت عليهم واستغل الطاغوت كل ذلك وسمح بدخول وتداول الكتب‬

‫التي تدعو إلى محاربة الجهاد وتدعو إلى أسلمة الطواغيت وتلك التي تسمى اليهود والنصارى‬

‫أهل ذمة وأهل عهد وصألح وأمان وبالتالي فل يجوز قتال هؤلء المحتلين الغاصأبين بلد‬

‫المسلمين بموجب هذه التفاقيات ومع مرور الوقت وطول زمن السر روض الطاغوت البعض‬

‫واحتوى البعض الخر واستمالهم معه ضد إخوانهم كل ذلك بالبعد عن الجهاد وأرض الجهاد‬

‫وحب الستشهاد فساحات الجهاد حقاً هي أرض العزة والشهادة والمروءة‪ ,‬هي أرض الخرة‬

‫لنها تذكر بالخرة والموت الذي ننتظره في كل لحظة فاللهم فك أسرنا وأسر المأسورين في‬

‫سبيلك في كل مكان وافتح لنا يا ربنا أبواب رحمتك إلى أرض الجهاد وارزقنا الشهادة في‬

‫سبيلك نصرة لدينك وعبادك الموحدين المجاهدين ‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -5‬ومن فوائد الجهاد أيضاً الحصول على الغنائم والسبي وإن لها لموقعاً في النفس البشرية‬
‫ولذلك كان النبي صألى ال عليه وسلم يعطي القاتل سلب المقتول وينفل جزءاً من الغنيمة لبعض‬
‫الجيش إذا قاموا بعمل حربي بمفردهم ‪ .‬وقال لبعض أصأحابه لما بلغه خبر عير أبى سفيان راجعة‬
‫من الشام " هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل ال ينفلكموها "‬

‫وقال صألى ال عليه وسلم حين خروجهم من المدينة قصداً التعرض لعير قريش " اللهم إنهم حفاة‬
‫فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم "‬

‫قال القرطبي في تفسيره " ودل خروج النبي صألى ال عليه وسلم ليلقى العير على جواز النفير‬
‫للغنيمة لنها كسب حلل وهو يرد ما كره مالك من ذلك إذ قال ذلك قتال على الدنيا ‪ ،‬وما‬
‫جاء أن من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو في سبيل ال دون من يقاتل للغنيمة ‪ ،‬يراد به إذا‬
‫كان قصده وحده وليس للدين فيه حظ ‪7/376‬‬

‫وقال أيضاً " ثم قيل السباب التي يطلب بها الرزق ستة أنواع أعلها كسب نبينا محمد صألى ال‬
‫عليه وسلم قال " جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري "‬
‫أخرجه الترمذي وصأححه ‪ ,‬فجعل ال رزق نبيه صألى ال عليه وسلم في كسبه لفضله وخصه‬
‫بأفضل أنواع الكسب وهو أخذ الغلبة والقهر لشرفه "‪8/108‬‬

‫وقال الشوكانى في النيل " قال بن أبى حمزة ذهب المحققون إلى أنه إذا كان الباعث الول‬
‫قصد إعلء كلمة الدين لم يضره ما ينضاف إليه " نيل الوطار ‪7/244‬‬

‫وبهذا يظهر وال أعلم أن قصد الغنيمة يكون من أهداف الجهاد التابعة ل الصألية والذي ل‬
‫يجاهد إل للغنيمة فل خير في جهاده لن الهدف الصألي للجهاد هو إعلء كلمة ال وخفض‬
‫كلمة الطاغوت ومد سلطان ال على الرض فإذا قصد المسلم بجهاده هذا ثم اشتاقت نفسه‬
‫ورغبت في الحصول على غنيمة من الكفار بعد كسر شوكتهم والستيلء عليهم فل حرج في‬

‫‪311‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫ذلك إن شاء ال تعالى‬

‫مسإألة ‪ :‬حكما إسإتحلل الكفار والسإتيلء على أموالهما‬


‫هذه مسألة فى غاية الخطورة إذ هى تدور بين الصأل وهو إستباحة أموال المرتد وعرضه وهدر دمه‬
‫سواء كان مرتداً أو محارباً وبين ما يتفرع من هذا الصأل وهو مراعاة المصالح وتجنب المفاسد‬
‫والذي ل يفهم هذه المسألة فهماً سنياً على منهاج النبوة سيقع حتماً فى المخالفة ويجنح ولبد إما‬
‫إلى الفراط وإما إلى التفريط ومن وجهة نظري أن الذي يمنع الدعاة وأهل العلم من التفصيل في هذه‬
‫المسألة هو الخشية من أن يفهمها الشباب علي غير حقيقتها أو خوف الداعية من أن يتهم بالغلو في‬
‫التكفير واستحلل أموال المسلمين أو الخوف من بعض الشباب المتهور حديثي اللتزام الذي لم‬
‫يثبت اليمان في قلبه ويذوق طعم الحلل وينشرح صأدره بنور العلم من أن يقوم بتطبيق هذا الفهم‬
‫على الواقع تحقيقاً لهوائه ومصالحه الشخصية منطلقاً من الهوي والجهل وحب الذات والحرص‬
‫علي الدنيا ومتاعها وهذا ما يتنافي مع المجاهد الموحد الذي يزهد في الدنيا ومتاعها ويتركها لهلها‬
‫ابتغاء ما عند ال تعالي وما أعده لهل التوحيد والجهاد فالمجاهد الحقيقي غير حريص علي الدنيا‬
‫متخفف من متاعها بقدر حاجته فالصأل هو الستيلء علي أموال الكفار المحاربين وإستحللها وهدر‬
‫دم المرتد ولسيما إذا كان هذا الكافر سيستغل هذه الموال في محاربة الدعوة والصد عن سبيل ال‬
‫ومحاربة السلم والمسلمين فيجب الستيلء علي الموال وهدر دم المتربصين بالدعوة واغتيالهم‬
‫كما فعله النبي صألي ال عليه وسلم في بدر وغيرها وكما فعله صأحابته رضي ال عنهم من الغارة‬
‫علي الكفار واعتراض قوافل تجارتهم والستيلء عليها وكذلك بعث من يقوم باغتيال المحاربين‬

‫‪ 1‬أهدافا الجهاد وغايته للعلياني ص ‪77‬باتصرفا‬


‫‪312‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للدعوة الذين يمثلون حجر عثرة في سبيل تقدم السلم ونشر الدعوة السلمية كما فعله النبي صألي‬
‫ال عليه وسلم مع المتربصين بالدعوة المحاربين لها أمثال كعب بن الشرف وأبو رافع اليهودي‬
‫وغيرهما وما خرج النبي صألي ال عليه وسلم إل للستيلء علي عير قريش وأموالهم في بدر حتى‬
‫قال بعض الصحابة عندما فلتت العير ما خرجنا للقتال وإنما خرجنا للعير وقد قص ال تعالي خبرهم‬
‫في سورة آل عمران والحزاب‬
‫وكذلك بعث رسول ال صألى ال عليه وسلم زيد بن حارثة يعترض عير قريش وهي سرية القردة من‬
‫أرض نجدوسيأتي تفصيل ذلك وهذا مما يدلك على أن الصأل هو جواز الستلء على أموال الكافر‬
‫المحارب والمرتد واستحلل أموال الحكومات المرتدة شرط أل يقع ظلم على مسلم أو ذمي أو‬
‫معاهد لن الظلم ليجوز مطلقاً مع المسلم وغيره سواء وهذا مما ل خلف فيه بين أهل التوحيد‬
‫والجهاد من أهل السنة‬
‫ولكن الختلف في تقدير المصالح والمفاسد والموازنة بينهما وتطبيق هذا الفهم علي الواقع وتحرير‬
‫المناط الذي يتنزل عليه هذا الصأل وتحقيق المصلحة للجماعة المسلمة عامة بمعني ‪.‬‬

‫أنه يجوز الستيلء علي أموال الكافر المحارب الذي ثبتت محاربته للسلم والمسلمين بيقين ل‬
‫شك فيه وبعلم ل شبهة فيه وكذلك المرتد بيقين ل بهوى ول شبهة ول بظن ول بتأويل فإذا ثبت كفره‬
‫وردته ومحاربته وجب أخذ ماله وإستحلل دمه لكن النظر فيما إذا كان قتل هذا الكافر وإستحلل‬
‫ماله سيعود علي الجماعة المسلمة بالمصالح الكثيرة ول يكشف أمر قاتله وإن كشف فإنه ل ينسب‬
‫إلي الجماعة المسلمة أهل اللتزام والدين والموال ستعود علي الجميع من أرامل وأيتام وتجهيز‬
‫وإعداد خلف ما فيه ضعف للكافر واستنزاف موارده التي يتقوى بها علي محاربة الشريعة مع العداد‬
‫الجيد لمثل هذه العمليات ودراستها دراسة وافيه من جميع الجوانب مع لزوم تقوي ال والبعد عن‬
‫المصالح الذاتية والهواء الشخصية والغراض الدنية فهذا يقدم عليه ول حرج إن شاء ال لن‬
‫المصلحة متحققة عامة والمفسدة إن وقعت فهي قاصأرة علي من قام بها ول تنسب إلي أهل الدين‬
‫وهذا في زمن الستضعاف وغياب الشريعة أما لو قام شخص وحده بإستحلل أموال الكافر ودمه‬
‫‪313‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لحساب مصالحه الشخصية الذاتية فإذا عرف نسب إلي الجماعة المسلمة وأهل الدين واللتزام فهذا‬
‫ل يجوز له القدام عليه لما في ذلك من المفاسد العظيمة التي تعود علي الجماعة المسلمة وأهل‬
‫الدين وتعوق مسيرتهم وتشوب جهادهم شوائب قاتله من التفرق والتمزق ولسيما أنه ل يعود عليها‬
‫من هذا المال شيء ول يستفيد منه الرامل واليتام وأسر الشهداء والمعتقلين ول فك أسرهم فهنا‬
‫المفسدة متحققة راجحة فل يجوز القدام علي مثل ذلك أما لو قام بها الشخص ولم يعرف ولم‬
‫يكشف أمره ول ينسب إلي الكل فهو جائز وإن كان هناك إحتمال لمعرفته فالولى ترك ذلك‬
‫والسلمة ل يعدلها شيء بهذا التفصيل تتضح المسألة وتبنى على الصأل وما يتفرع منه على ما‬
‫سبق إقداماً وإحجامًاوهذا نوع من أنواع الجهاد قام به النبي صألى ال عليه وسلم وصأحابته الكرام‪-‬‬
‫كما تقدم – فل شبهة فى حله ولكن ينظر فيما يترتب على هذا الفعل من المصالح والمفاسد التي‬
‫تعودعلى الفرد والجماعة المسلمة وبهذا يتضح قول العلماء ومقصودهم لقول النبي صألى ال عليه‬
‫وسلم "جعل رزقي تحت ظل رمحي " فجعل ال رزق نبيه صألى ال عليه وسلم في كسبه لفضله‬
‫وخصه بأفضل أنواع الكسب وهو أخذ الغلبة والقهر لشرفه كما قال ذلك القرطبى وغيره من العلماء‬
‫‪ .‬ولسيما أن هذه الموال لو تركت في يد الكافر والمرتد مع القدرة على الستيلء عليها بالغلبة‬
‫والقهر والستحلل ستذهب هذه الموال لمحاربة السلم والمسلمين وشراء السلحة وأدوات‬
‫التعذيب وتقوية حصونهم للصد عن سبيل ال فترك هذه الموال فى أيدى الكفار المحاربين لدين ال‬
‫مع القدرة على أخذها – بالتفصيل السابق‪ -‬لهو مشاركة فعليه لهؤلء الكفرة في محاربة السلم –‬
‫وكأنك بفعلك هذا تساعدهم وتمكن لهم من إمتلك السلحة والوسائل الخرى التى تمكنهم من‬
‫محاربة أهل السلم وأهل التوحيد والجهاد وهذا شئت أم أبيت تدخل في النصرة ويلحقك الثم‪ ,‬و‬
‫هذا التفصيل عند كثير من أهل العلم يعرفونه ل يجهلونه ولكن للسباب السالفة ل يتكلمون فيه‬
‫خشية أن يتهمهم الجهلة بالغلو فى التكفير واستحلل دماء وأموال المسلمين مع أن المجاهد‬
‫المسلم أبعد عن أكل الحرام والشبهات الموصألة إليه من غيره إذ هو ينظر إلى رضوان ال ولن يكون‬
‫ذلك إل لطاعته اللهم ارزقنا حللً طيباً وبارك لنا فيه واغننا من فضلك العظيم ‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وهذه الدلة السابقة على استحلل أموال الكفار والستيلء عليها فيها رد على بعض الدعاة الذين‬
‫يقولون إن أموال الكفار لتحل إل فى الحرب غنيمة أو فيئ !!!!‬

‫وفعل النبى صألى ال عليه وسلم هو الضابط فى ذلك ‪,‬وكذلك فعل أبو بصير وابى جندل ومن معهما‬
‫من الصحابة رضى ال عنهم جميعاً الذين لحقوا بهما وقطعهم الطريق على قوافل قريش والستيلء‬
‫عليها بإقرار النبى صألى ال عليه وسلم ‪,‬ويبقى تحرير المناط والموازنة بين المصالح والمفاسد بما‬
‫يحقق مقاصأد الشريعة ومن أجل ذلك قلنا بالتفصيل والضوابط والشروط السابقة وال أعلى وأعلم ‪.‬‬

‫الغاية من الجهاد‬
‫إن الغاية التي يتوقف عندها الجهاد هي إسلم أهل الرض كلهم واعتناقهم عقيدة السلم من‬
‫غير أهل الكتاب والمجوس الذين يسن بهم سنة أهل الكتاب فإذا دفعوا الجزية ملتزمين لحكام‬
‫السلم القضائية حال كونهم في ذل وصأغار فإن المسلمين يوقفون جهادهم ويكفون عنهم‬
‫‪.‬‬ ‫ويحمونهم من عدوهم ‪ ،‬ما داموا ملتزمين بعقد الذمة ولم ينقضوه بأي ناقض‬
‫ولن يتوقف الجهاد السلمي مدى الحياة لن الشيطان مستمر في إغواء بعض البشر والصراع‬
‫بين الحق والباطل سنة إلهية ل تنتهى حتى ينتهى وجود البشر في هذه الرض ‪.‬‬
‫فعن جبير بن نفير أن سلمة بن نفيل أخبرهم أنه أتى النبي صألى ال عليه وسلم فقال إني سئمت‬
‫الخيل وألقيت السلح ووضعت الحرب أوزارها قلت ل قتال فقال النبي صألى ال عليه وسلم‬
‫الن جاء القتال ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يرفع ال قلوب أقوام فيقاتلونهم‬
‫ويرزقهم ال منه حتى يأتي أمر ال عز وجل وهم على ذلك إل أن عقر دار المؤمنين الشام‬
‫والخيل معقود في نواصأيها الخير إلى يوم القيامة " المسند صأحيح ‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال النبي صألى ال عليه وسلم كما في المسند والصحيحين " من يرد ال به خيراً يفقه في‬
‫الدين ول تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة ‪.‬‬
‫وقال البخاري رحمه ال – باب الجهاد ماض مع البر والفاجر لقول النبي صألى ال عليه وسلم‬
‫الخيل معقود في نواصأيها الخير إلى يوم القيامة"‬
‫" وفسر المام أحمد الخير بالجر والمغنم " والمغنم المقترن بالجر إنما يكون من الخيل والجهاد‬
‫وبهذا يظهر أن الجهاد مستمر إلى قيام الساعة وأنه ل ينتهي جهاد الكفار إل إذا أسلموا أو خضعوا‬
‫لحكم السلم ودفعوا الجزية حال كونهم متلبسين بالذل والصغار " أهداف الجهاد للعلياني ص ‪80‬‬

‫فصل‬
‫‪1‬‬
‫الجر في الجهاد ل يحصل إل بالنية الصالحة‬
‫فأولى خطوات كيفية الجهاد والنزول إلى الميدان النية الصالحة ‪ ،‬فيجب على المجاهد ان‬
‫يخلص نيته في جهاده ل رب العالمين لن العمل وقبوله مداره على النية والخلص وهنا ترد‬
‫مسألة مهمة وهي ‪:‬‬

‫هل لو إختلطإت النية تبطإل العمل ؟‬

‫بمعنى أن البعض يقاتل بغضاً في المرتدين أو المريكان فقط وليس لكفرهم ‪،‬‬

‫والبعض يقاتل من أجل إخوة العروبة وبلد العرب‬

‫أو بعضهما يقاتل شفقة ورحمة ونصرة للمظلوم ‪،‬‬

‫وبعضهما يقاتل من أجل تحرير الرض العربية من اليهود والمريكان وأهل الصليب‬

‫‪ 1‬انظر المشارع صإفحة ‪593‬حتي صإفحة ‪646‬‬


‫‪316‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وبعضهما يقاتل للحصول على عرض من أعراض الدنيا كشهرة ورياسة وزوجة ومال وشرف ‪،‬‬
‫وبعضهما يقاتل من أجل حزبه وجماعته وعشيرته بغض النظر عن الدين واللتزام به فهل كل‬
‫ذلك يحبط العمل ؟‬
‫ت‬ ‫تت‬
‫ولتفصيل ذلك وبيان أنواع النيات يقول ربنا عز وجل في سورة الزمر" أققل ل له الرديُن ا لقخال ُ‬
‫ص"‬
‫" وقال سبحانه فى سورة البينة " وما أُتمروا إتلل تلييلعبُدوا ال لهق ملخلت ت‬
‫صيقن لقهُ الرديقن "‬ ‫ُ‬ ‫قُ‬ ‫قق ُ‬
‫وقال رسول ال صألى ال عليه وسلم " إنما العمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت‬
‫هجرته إلى ال ورسوله فهجرته إلى ال ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها‬
‫فهجرته إلى ما هاجر إليه " رواه البخاري ومسلم وأصأحاب السنن الربعة من حديث عمر رضي‬
‫ال عنه فهذا الحديث الجليل أصأل من أصأول السلم وعليه مدار الدين إذا ل يصح عمل بغير‬
‫نية ول تغني النية عن العمل إذ لبد من العمل ولبد من النية الصالحة لقبول هذا العمل مع‬
‫الخلص ل تعالي ومتابعة رسوله صألي ال عليه وسلم لكن ل تغني النية عن العمل الصالح في‬
‫حالة العذر والعجز المطلق‬
‫ودليل ذلك ما رواه المام مسلم عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما قال كنا مع النبي صألي ال‬
‫عليه وسلم في غزاه فقال ‪ " :‬وإن بالمدينة لرجالً ما سرتم مسيراً ول قطعتم وادياً إل كانوا معكم‬
‫حبسهم المرض " وفي رواية إل شاركوكم في الجر‬
‫وكذلك ما رواه المام البخاري رضي ال عنه من حديث أنس رضي ال عنه أن رسول ال صألي ال‬
‫عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال " إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ول قطعتم‬
‫وادياً إل كانوا معكم " قالوا يا رسول ال وهم بالمدينة قال " وهم بالمدينة حبسهم العذر "‬
‫فهذا الحديث وغيره يقتضي أن صأاحب العذر يعطى أجر الغازي فقيل " يحتمل أن يكون أجره‬
‫مساوياً وفي فضل ال متسع وثوابه فضل ل استحقاق فيثيت علي النية الصادقة ما ل يثبت علي‬
‫العمل لن العمال تتفاضل بالنيات أل تري الرجلن في الصف في الصلة وما بينهما من الدرجات‬
‫‪317‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والفضل والخشوع كما بين السماء والرض من الخشوع وحضور القلب والصدق والخلص والمحبة‬
‫ل‪.‬‬
‫وهذا يبين لنا عظم النية والخلص ل رب العالمين وأنها تغني عن العمل في حالة العجز والعذر‬
‫وتنفع صأاحبها فقد قال رسول ال صألي ال عليه وسلم " ثلثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً‬
‫فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صأدقة ‪ ,‬ول ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إل زاده ال عزاً ‪ ,‬ول‬
‫فتح عبد باب مسألة إل فتح ال عليه باب فقر ‪ ,‬وأحدثكم حديثاً فاحفظوه قال " إنما الدنيا لربعة‬
‫نفر ‪ :‬عبد رزقه ال مالً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ‪ ,‬ويعلم ل فيه حقاً ‪ ,‬فهذا بأفضل‬
‫المنازل ‪ ,‬وعبد رزقه ال علماً ولم يرزقه مالً فهو صأادق النية يقول لو أن لي مالً لعملت بعمل فلن‬
‫فهو نيته فأجرهما سواء ‪ ,‬وعبد رزقه ال مالً ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم ل يتقي فيه‬
‫ربه ول يصل فيه رحمه ول يعلم ل فيه حقاً ‪ ,‬فهذا بأخبث المنازل ‪ ,‬وعبد لم يرزقه ال مالً ول علماً‬
‫‪1‬‬
‫فهو يقول لو أن لي مالً لعملت بعمل فلن فهو نيته فوزرهما سواء " حديث صأحيح‬
‫ويؤيد ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي ال عنه أن أعرابياً أتي النبي صألي ال عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر ويقاتل ليري مكانه فمن في‬
‫سبيل ال ؟ فقال رسول ال صألي ال عليه وسلم ‪ :‬من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو في سبيل‬
‫ال " ‪.‬‬
‫وفي لفظ آخر سئل رسول ال صألي ال عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل‬
‫رياءً ويقاتل غضباً ويقاتل ليحمد فقال رسول ال صألي ال عليه وسلم من قاتل حتى تكون كلمة‬
‫"‬ ‫ال هي أعلى فهو في سبيل ال‬
‫وعن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما أنه قال يا رسول ال أخبرني عن الجهاد والغزو فقال " يا‬
‫عبد ال بن عمرو إن قاتلت صأابراً محتسباً بعثك ال صأابراً محتسباً وإن قاتلت مرائياً مكاثراً‬

‫‪ 1‬أخرجهالمام الترمذى فيالزهد والمام أحمد في المسند انظر المشار ص ‪ 596‬هامش ‪2‬‬
‫‪318‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعثك ال مرائياً مكاثراً يا عبد ال بن عمرو علي أي حال قاتلت أو قتلت بعثك ال علي تيك‬
‫الحال " حديث صأحيح رواه أبو داود‬
‫من هذه الحاديث الصحيحة وغيرها يظهر لنا إختلف النيات ولا سيما عند التقاء الصفوف‬
‫واللتحام في أرض المعركة فهي موطن فتنة فيجب إخلص النية واللحاح على ال في تحرى‬
‫الصدق والثبات‬

‫وهذا يسإتلزما عدةا أمور منها ‪:‬‬


‫‪-1‬الستعداد للقاء العدو بكل ما ينبغي من قوة مادية ومعنوية‬
‫قال تعالي " قوأقتعددوا لقُهلم قما الستقطقلعتُلم تملن قُيلوةة قوتملن ترقباتط ا لقخليتل تُيلرتهُبوقن بتته قعُدلو ال لته قوقعُدلوُكلم‬
‫قوآقختريقن تملن ُدونتتهلم قل تقيلعلقُمونقيُهُم ال لهُ يقيلعلقُمُهلم " النفال ‪60‬‬
‫‪-2‬الوحدة وعدم التنازع والختلف والشقاق فهذا سبيل الفشل والهزيمة‬
‫صأبتُروا إتلن ال لهق قمقع‬
‫ب تريُحُكلم قوا ل‬ ‫قال سبحانه " قوأقتطيُعوا ال لهق قوقرُسولقهُ قوقل تقيقناقزُعوا فقيتقيلف ق‬
‫شُلوا قوتقلذقه ق‬
‫صابتتريقن )‪ (46‬النفال ‪46‬‬ ‫ال ل‬
‫والذي يؤدي إلي الوحدة والتحاد والصبر والثبات العقيدة الصحيحة فل يمكن الجتماع علي‬
‫غير عقيدة صأحيحة مهما كانت السباب والظروف‬
‫‪-3‬الثبات في المعركة حتى النهاية واستحضار الفوز بالنصر أو الفرح بالشهادة فاستحضار هذه‬
‫الخاتمة الحسنة يساعد علي الصبر والثبات وكذلك إستحضار أن الفرار وتولي الدبار خسارة‬
‫وعار ل يمحوه إل الشهادة قال تعالي" قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا إتقذا لقتقيتُُم التذيقن قكقفُروا قزلحًفا فققل‬
‫ضة‬
‫ب‬ ‫تُيقودلوُهُم اللقلدقباقر )‪ (15‬قوقملن يُيقولرتهلم يقيلوقمئتةذ ُدبُيقرهُ إتلل ُمتققحرًفا لتتققتاةل أقلو ُمتققحيريًزا إتقلى فتئقةة فقيقلد قباءق بتغق ق‬
‫صيُر " النفال ‪16, 15‬‬ ‫تمن ال لته ومألواهُ جقهنلم وبتلئس ا لم ت‬
‫قق ق ق ُ ق ق ق‬ ‫ق‬

‫‪319‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-4‬عند لقاء العدو يجب الكثار من ذكر ال والنشغال بالستغفار والدعاء فإن الدعاء والذكر من‬
‫أقوي السباب التي تقوي القلب علي الثبات وتطمئنه قال عز وجل " قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا إتقذا لقتقيتُلم فتئقةً‬
‫قفاثليبُُتوا قوالذُكُروا ال لهق قكتثيًرا لققع لُكلم تُيلفلتُحوقن )‪ (45‬النفال‬
‫وقال سبحانه مبينا أن ذكر ال يقوي القلب ويثبته ويزيده اطمئنانا " التذيقن آقمُنوا قوتقطلقمئتدن قُيُلوبُيُهلم بتتذلكتر‬
‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ب )‪ (28‬الرعد‬ ‫ال له أققل بتذلكتر ال له تقطلقمئدن ا لُقُلو ُ‬
‫فإذا اشتد بالمسلمين المر في المعركة فعليهم بذكر ال فإنه يقويهم ويثبتهم‬
‫‪-5‬وأخيراً فليحذر المسلم المجاهد من أن يمتد بصره ويلتفت قلبه إلي المنيات الفانية وتتعلق‬
‫نفسه بمتاع الدنيا القليل الفاني بل أن يكون هدفه وأمنياته الباقية في الدنيا والخرة نصرة دين ال‬
‫وإعلء كلمة ال والفوز بإحدى الحسنين النصر أو الشهادة راجياً ما عند ال تعالي ‪-:‬‬
‫شلوقكتة تقُكوُن لقُكلم قويُتريُد‬ ‫غيير قذا ت‬
‫ت ال ل‬ ‫لت‬ ‫ل ت‬ ‫ت ت‬
‫قال سبحانه" قوإلذ يقعُدُكُم ال هُ إلحقدى الطائقفتقيليتن أقنليقها لقُكلم قوتقيقوددوقن أقلن قل ق‬
‫ال لهُ أقلن يُتحلق ا لقحلق بتقكلتقماتتته قويقيلقطققع قدابتقر ا لقكافتتريقن )‪ (7‬لتيُتحلق ا لقحلق قويُيلبتطقل ا لقباتطقل قولقلو قكترقه ا لُملجترُموقن )‬
‫‪ " (8‬النفال‪8- 7‬‬
‫والناس مع النيات أقسام عديدة ولن يقبل عند ال إل من كان خالصاً صأواباً ابتغاء وجهه سبحانه‬
‫وتعالي فل عمل صأالح مقبول إل بنية خالصة‬

‫أقسإاما الناس في الجهاد واختلف نياتهما‬


‫لما كان سبب النجاة العظمى وإحراز الربح السمى ومجاورة الرب الكريم فى دار السرور والنعيم‬
‫‪،‬إنما يحصل بالخلص فى العبادة وإرادة وجه ال فيما شرعه لعبادة ووجدنا العمال كلها وإن‬
‫والقرب وإن تشعبت وتفرعت وصأنوف الطاعات وإن أختلفت أسبابها وأنواع العبادات وإن‬
‫تنوعت ً‬
‫أختلفت مقاصأد أربابها إذا صأدر منها شيء مشوباق بالرياء والنفاق أمكن أن يصدر منها فى وقت‬
‫أخر على وجه الخلص والوفاق وأمكن أن يأتي العامل بما يكفر تلك الزلة أو يتوب ال عليه‬
‫‪320‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مادام فى الجل مهلة بخلف من ذهبت نفسه فى القتال إذ ليس له إل رضي ذي الجلل أو‬
‫النكال الشديد والوبال ومن خسر نفسه لم يبق له نفس أخرى يربحها ومن أفسد خاتمته فليس له‬
‫خاتمة أخرى يصلحها وإذا ذهب رأس المال ذهب الربح والخسران ومن قتل فإنما إلى العز‬
‫والنعيم وإما إلى الشقاء والهوان والجحيم وإذا كان المر كذلك وجب تشمير ساعد المساعدة‬
‫فى تحقيق النية فى الجهاد مع أن أنواع النية فى الجهاد ل تنحصر لتنوع المقاصأد فيه ولكن نذكر‬
‫منها ما هو الغالب وجوداق ويقاس عليه ماقد يقع والتوفيق بيد ال سبحانه هو الملهم للصواب ل‬
‫إله غيره ول رب سواه‬
‫‪ - 1‬فمنهم من يقصد بجهاده وجه ال سبحانه وحده ل شريك له لستحقاقه هذه العبادة وأمره‬
‫بها وافتراضها على عباده من غير التفات عنده إلى جزاء عليها فى الخرة فهو يريد رضا ال‬
‫سبحانه والتلذذ بالنظر إلى وجه الكريم هذا هدفه وهذه أمنياته لم يطمع فى النعيم لنه أراد النعيم‬
‫المقيم وهو مجاورة رب العالمين فى جنات عدن وذلك هو الفوز العظيم وهذا النوع عزيز الوجود‬
‫نادراق المكان وإن كان موجوداق ول يستحيل ومنه مارواه أبو المظفر ابن الجوزى فى " جوهرة‬
‫الزمان "بإسناده إلى عباس بن يوسف قال ‪:‬قال ميسرة الخادم ‪ :‬غزونا فى بعض الغزوات فإذا بين‬
‫الصفوف شاب فحمل على الميمنة فطحنها ثم مال على الميسرة فطحنها وهو مقنع بالحديد ‪،‬‬
‫ثم مال على القلب حتى ثناه ‪ ،‬ثم قال‬

‫هذا الذي كنت له تمنى‬ ‫أحسن بملك سعيداق ظنا‬

‫ل فيك قاتلنا ول قتلنا‬ ‫تنح ياحور الجنان عنا‬

‫قد علم السر وما أعلنا‬ ‫لكن إلى سيدنا اشتقنا‬


‫فهذا الذي قاتل وجاهد شوقاً إلى ال وفرحاق بلقاء ال ل شيئ سواه‬

‫‪321‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ - 2‬ومنهم من يحمله على الجهاد غيرة السلم والحرص على إعلء كلمة ال تعالى وإعزازها‬
‫وإذلل كلمة الكفر وأهلها وهاتان النيتان ل شك فى صأحتهما ول ريب فى الفوز عند ال بهما‬
‫ومما يدل على إخلصأه فيهما الجتهاد على أخفاء عمله فى الحال وعدم التبجح والفتخار بما‬
‫صأدر منه فى المأل وحب أن ل يذكر شيء من ذلك ‪ ،‬واحتساب نفسه عند ال إن قتل هنالك‬
‫وكراهية الظهور اكتفاء بالطلع ال وإدخار ماأصأابه ذخيرة له عند ال كما فعل المام العالم‬
‫العابد المجاهد عبد ال بن المبارك رحمه ال‪-‬وسيأتي إن شاء ال فالغيرة على السلم ممدوحة‬
‫والحرص على إعلء كلمة ال هو المقصود من الجهاد كما سبق‬
‫‪ - 3‬ومنهم من يقصد بجهاده الجنة وثوابها وكواعبها وأترابها والنجاة من النار وعقابها وأليم‬
‫عذابها من غير تصور لغير ذلك هذا هو الغلب وجوداق وهذا الذي فهمه السلف عن ال تعالى‬
‫ومن كلم رسوله صألى ال عليه وسلم ومما يدل على ذلك ترغيب ال فى الجنة لمن جاهد فى‬
‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق"التوبة ‪111‬‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت ل‬
‫سبيله لقوله تعالى " إلن ال هق الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫ب أقتليةم )‪ (10‬تُيلؤتمُنوقن تبالللهت‬‫وقوله تعالى "قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قهل أقُدلدُكلم قعقلى تتقجاقرةة تُيلنتجيُكلم تملن قعقذا ة‬
‫ل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تت‬
‫قوقرُسوله قوتُقجاهُدوقن في قستبيتل ال له بتأقلمقوالُكلم قوأقنليُفسُكلم قذلُكلم ق ل‬
‫خييمر لقُكلم إتلن ُكلنتُلم تقيلعلقُموقن )‪(11‬‬
‫"الصف ‪ 12-11-10‬إلى غير ذلك من اليات‬
‫وكذلك رسوله صألى ال عليه وسلم حض على الجهاد ووعد عليه بالجنة كقوله "من قاتل فى‬
‫سبيل ال فواق ناقة وجبت له الجنة " رواة أصأحاب السنن وهو صأحيح‬
‫وقوله " أل تحبون أن يغفر ال لكم ويدخلكم الجنة ‪ ،‬اغزوا فى سبيل ال "رواه الترمذي بإسناد‬
‫صأحيح‬
‫وقال المام تقي الدين بن دقيق العيد فى شرح العمدة ‪ :‬المجاهد لطلب ثواب ال تعالى والنعيم‪.‬‬
‫‪ 0‬المقيم مجاهد فى سبيل ال ويشهد له فعل الصحابي وقد سمع رسول ال صألى ال عليه‬
‫وسلم يقول " قوموا إلى جنة عرضها السموات والرض ‪ ،‬فألقى التمرات التي فى يده وقاتل حتى‬

‫‪322‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قتل وظاهر هذا أنه قاتل لثواب الجنة ‪ ،‬والشريعة كلها طافحة بأن العمال لجل الجنة أعمال‬
‫صأحيحة غير معلولة لن ال تعالى ذكر صأفة الجنة وما أعد فيها للعاملين ترغيباق للناس فى العمل‬
‫ومحال أن يرغبهم فى العمل للثواب ويكون ذلك معلوماق مدخولق إل أن يدعى أن غير هذا المقام‬
‫أعلى منه فهذا قد يسامح فيه وإما أن يكون علة فى العمل فل " انتهى من أحكام الحكام شرح‬
‫عمد الحكام وأنظر المشارع ص ‪612‬إلى ص ‪646‬‬
‫وروى عبد الرازق بإسناد رجاله محتج بهم فى الصحيح والنسائي وغيره عن شداد بن الهاد رضي‬
‫ال عنه أن رجلق من العراب جاء إلى النبي صألى ال عليه وسلم فأمن به واتبعه ثم قال أهاجر‬
‫معك فأوصأى به النبي صألى ال عليه وسلم بعض أصأحابه فلما كانت غزاة خيبر غنم النبي صألى‬
‫ال عليه وسلم فقسم وقسم له ‪ ،‬فأعطى أصأحابه ماقسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوا‬
‫إليه فقال ‪ :‬ماهذا ؟ قالوا قسم قسمه النبي صألى ال عليه وسلم فأخذه فجاء به إلى النبي صألى‬
‫ال عليه وسلم فقال ماهذا ؟ قال قسم قسمته لك فقال ماعلى هذا بايعتك ولكن بايعتك على أن‬
‫أرمى إلى هاهنا –وأشار إلى حلقه –بسهم فأموت فأدخل الجنة فقال إن تصدق ال يصدقك "‬
‫فلبثوا قليلق ثم نهضوا فى قتال العدو فأتى به النبي صألى ال عليه وسلم يحمل قد أصأابه سهم‬
‫حيث أشار فقال النبي صألى ال عليه وسلم أهوهو قالوا نعم قال صأدق ال فصدقه ثم كفنه النبي‬
‫صألى ال عليه وسلم فى جبة النبي صألى ال عليه وسلم ثم قدمه فصلى عليه وكان مما أظهر فى‬
‫صألته " أى دعائه " اللهم هذا عبدك خرج مهاجراًق فى سبيلك فقتل شهيداً أنا شهيد على ذلك "‬
‫فأنظر –رحمك ال –كيف شهد النبي صألى ال عليه وسلم له بالشهادة مع أنه ماأراد غير الجنة‬
‫‪1‬‬
‫ولو كانت هذه النية غير صأحيحة لرشده النبي صألى ال عليه وسلم إلى غيرها حين ذكرها له "‬
‫ويوضح ذلك قول النبي صألى ال عليه وسلم فى الحديث الصحيح الذي رواه ابن المبارك‬
‫وأحمد والطبراني وابن حبان والبيهقى فى السنن والهيثمى فى المجمع عن عتبه بن عبد السلمي‬
‫–رضي ال عنه –أن رسول ال صألى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬القتلى ثلثة ‪ :‬رجل مؤمن جاهد‬

‫‪ 1‬ذكر ذلك المام ابان النحاس رحمه ا فى المشارع وقد اختصرنا قوله ونقلناه باتصرفا انظره باتمامه في المشارع ص ‪596‬إلى ‪ 646‬وما‬
‫باعدها‬
‫‪323‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بنفسه وماله فى سبيل ال حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى قتل فذلك الشهيد الممتحن فى جنة‬
‫ال تحت عرشه ل يفضله النبيون إل بفضل درجة النبوة ورجل فرق "خاف " على نفسه من‬
‫الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله فى سبيل ال حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فتلك‬
‫ممصمصة "مطهرة "محت ذنوبه وخطاياه –إن السيف محاء للخطايا –وأدخل من أي أبواب‬
‫الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد‬
‫بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل فى سبيل ال حتى يقتل فذلك فى النار – إن السيف ل‬
‫يمحو النفاق "وقصة عمير بن الحمام يوم بدر وقد تقدم ذكرها وفيها أن عميراق ألقى التمرات‬
‫وقاتل رجاء دخول الجنة وقد شهد النبي صألى ال عليه وسلم أنه من أهلها‬

‫وفى هذا الحديث فوائد كثيرةا منها‬


‫‪- 1‬أن القتلى كثير وأفضلهم أصأحاب هذه النيات الحسنه وهو يدل على البعض بالكل‬
‫‪ - 2‬أن أفضل الشهداء من خرج بنفسه وماله ولم يرجع بشيء وهذا ل يفضله أحد إل النبيين‬
‫بدرجة النبوة‬
‫‪ - 3‬أن الجنة درجات بعضها فوق بعض وبعضها أفضل من بعض وأفضلها تحت العرش‬
‫‪ - 4‬ومنها فضل النبياء على الشهداء وبيان درجة النبوة والنبياء خير البشر‬
‫‪ - 5‬ومنها أن الخوف الحقيقي من ال يؤدى إلى القتل فى سبيل ال رجاء العفو والمغفرة‬
‫‪ - 6‬ومنها أن القتل فى سبيل ال ممصمصة أي مطهرة من دنس الخطايا من مصمص الناء إذا‬
‫جعل فيه الماء وحركة ليتنظف والقتل كذلك‬
‫‪ - 7‬وأن القتل فى سبيل ال أقرب الطرق إلى الجنة والشهيد يدخل من أيها شاء‬
‫‪ - 8‬وأن الجنة ثمانية أبواب والنار لها سبعة أبواب‬

‫‪324‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ - 9‬أن الحكام تجرى على الظاهر فى الدنيا من إسلم وكفر فمن أظهر لنا السلم حكمنا‬
‫بإسلمه وقلنا أنه مسلم ومن أظهر الكفر حكمنا بكفره وقلنا أنه كافر وليس لنا ماوراء ذلك‬
‫‪1‬‬
‫وأحكام الخرة ليست لنا بل ل الذي يعلم مافى القلوب‬
‫‪ - 10‬قوله فى المنافق قاتل فى سبيل ال فيه دلله على اعتبار الظاهر وحكمه فيما يظهر للناس‬
‫مع أن النفاق محبط للعمل والمنافق شر من الكافر وهو تحته فى جهنم فى الدرك السفل‬
‫‪ 11 -‬وفيه أن السيف ل يمحو النفاق للمنافق عكس المسلم المذنب فإن القتل مطهرة له‬
‫واعلم أن هذه النيات الثلث ‪ 2‬كافيات فى نيل المقصود ‪ ،‬كفيلت بدار الخلود غير أن هذه‬
‫النية الخيرة كالقشر بالنسبة إلى الولى والثانية وهذا فضل ال يؤتيه من يشاء ويرفع سبحانه‬
‫درجات من يشاء ويوفق من يشاء إلى طاعته والشهادة فى سبيله والفوز بجنته اللهم يا رحمن‬
‫يارحيم إجعلنا من السعداء فى الدنيا والخرة ووفقنا بكرمك ومنتُك إلى الشهادة فى سبيلك نصرة‬
‫لدينك وسنة نبيك وعبادك الموحدين المجاهدين وارزقنا الفردوس العلى ياكريم واجمعنا بحبيبك‬
‫محمد صألى ال عليه وسلم والصحب الكرام أجمعين‬
‫‪ 4 -‬ومن أقسام الناس فى النية من إذا دهمه القتال يقاتل مقبل غير مدبر ليس له نية البتة غير‬
‫الدفع عن نفسه ‪ ،‬وهذا قريب من أصأحاب النية الثالثة وليس مثلهم بالتأكيد وهو شهيد بل ريب لن‬
‫من دفع عن نفسه قطاع الطريق فقتلوه كان من الشهداء فكيف ل يكون شهيداق من قتل بسيوف‬
‫العداء ‪ ،‬بل هو شهيد فى الفضل والحكم وهذا يدلنا على فضل النية واستحضارها وتجديدها‬
‫والتحري فى تحقيقها عند الشدائد فهذا خرج مقاتلق فى سبيل ال نصرة لدين ال ماخرج إل لذلك‬
‫لكن عند المعمعة والملحمة وشدة النزال ومشاهدة الحوال دافع عن نفسه وكان كل همه نجاتها‬
‫فهنا نزلت النية درجة وتغيرت من الدفاع عن دين ال إلى الدفاع عن النفس وحمايتها ودفع الضرر‬
‫عنها –وهذه أشياء لطيفة دقيقه ل يتفطن إليها إل أهل الخلص والصدق من أصأحاب النية الولى‬
‫والثانية والمقاتل من هؤلء مع علمه أنه يسلم إذا استسلم أفضل من المقاتل الذي يعلم أنه إذا‬
‫‪ 1‬وقد فصلنا الكلم على هذه القاعدة في كتابانا " الوجاء من شأبهات الخوارج والرجاء " وكتابانا " التنبيهات المختصرة "‬
‫‪ 2‬من قاتل شأوقاا إلى ا ومن قاتل غيرة على السالم وباغضا ا في الكفر ومن قاتل طمعاا في جنة ا وما أعده ا للشهداء‬
‫‪325‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أستسلم قتلوه لن الول ماخرج إل للقتال رجاء نيل الشهادة فل تراجع ولاستسلم كما حدث من‬
‫الصحابة فى مؤتة والمجاهد ل يسلم نفسه ول يستأثر بل يقاتل حتى النصر أو الشهادة أما الذي يعلم‬
‫أنه إذا أستسلم قتلوه فهو أقل من الول فى الدرجات لنه ربما يقوى على القتال والدفاع عن نفسه‬
‫لنجاتها لعلمه أنهم يقتلوه إذا أستسلم وفى كل هما خير وربما يكون الثاني لدفاعه عن نفسه القتل‬
‫وخوفه السر يثخن فى العدو ويقوى عزمه وترفع همته ويطحنهم طحناق ويهدهم هداً لكن كلمنا فى‬
‫الدرجات بتفاضل النيات واستحضارها وإخلصأها وأما من فر حيث يحرم الفرار أي ليس متحيذاً‬
‫لفئة أو خديعة أو خطة رشدة فقتل مدبراً فإنه ليس بشهيد وإن جرت عليه أحكام الشهداء فى هذه‬
‫الدار لما رواه مسلم عن أبى قتادة النصاري الحارث بن ربعى المدني –رضي ال عنه –عن رسول‬
‫ال صألى ال عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر ‪ :‬أن الجهاد فى سبيل ال واليمان بال أفضل العمال‬
‫فقام رجل فقال يا رسول ال أرأيت إن قتلت فى سبيل ال أتكفر عن خطاياي فقال رسول ال صألى‬
‫ال عيه وسلم نعم إن قتلت فى سبيل ال وأنت صأابر محتسب مقبل غير مدبر فدل هذا الحديث‬
‫على أن من قتل مدبراً حيث ل يجوز له الفرار أنه ليس بشهيد بل قد باء بغضب ال وسخطه لقوله‬
‫ضة ت‬‫تعالى " قوقملن يُيقولرتهلم يقيلوقمئتةذ ُدبُيقرهُ إتلل ُمتققحررًفا لتتققتاةل أقلو ُمتققحيريًزا إتقلى فتئقةة فقيقلد قباءق بتغق ق‬
‫ب مقن ال لته قوقمألقواهُ‬
‫صيُر )‪" (16‬النفال‬ ‫جقهنلم وبتلئس ا لم ت‬
‫ق ُق ق ق‬
‫فأين هذا من الفوز برتبة الشهادة ولهذا كان النبي صألى ال عليه وسلم يقول فى دعائه " وأعوذ‬
‫بك أن أقتل فى سبيلك مدبراً"صأحيح النسائي وأبو داود‬
‫وقد ذكر النووي –رحمه ال –فى شرح مسلم أن الشهيد ثلثة أقسام ‪:‬شهيد فى الدنيا والخرة‬
‫وشهيد فى الخرة دون أحكام الدنيا وهم المطعون والمبطون والغريق وصأاحب الهدم وأشباههم‬
‫وشهيد فى الدنيا دون الخرة وهم من غل من الغنيمة أو قتل مدبراً وهذا يدلنا على ضرورة فهم‬
‫خماسية الجهاد فهماً جيداً حتى ننجوا من الفرار ول بد من استحضار النية وتحرى الخلص‬
‫والصدق فى ذلك كما سيأتي‬

‫‪326‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 5 -‬ومنهم من يخرج إلى الجهاد مكثراً سواد المجاهدين ليس له نية أن يقتل ول ُيقتل وهذا‬
‫إذا قتل شهيد لن من كثر سواد قوم فهو منهم ومن أحب قوم حشر معهم وهذا يدلنا على‬
‫أهمية معرفة الراية التي يقاتل تحتها المجاهد ول بد أن تكون راية متميزة جلية ليست راية عمية‬
‫جاهلية حزبية عصبية قبلية قومية بل ل بد أن تكون راية سنية على منهاج النبوة ل غلو فيها ل‬
‫إفراط ول تفريط هذا من الهمية بمكان للمجاهد السني حتى ل يقاتل تحت راية شركية أو شيعية‬
‫أو قومية عربية بعثية أو عصبية حزبية أو جماعة علمانية أو رايات على الرياسة والملك وتتمسح‬
‫فى الدين وتحرير المقدسات وهى تسعى لمصالح شخصية لحزبها وجماعتها عبر اتفاقيات‬
‫ومفاوضات مع اليهود والحكام المرتدين فل بد من وضوح الراية‬

‫‪ -6‬ومنهم من يجاهد ونيتة وجه ال تعالى ونيل الغنيمة جميعاً‬


‫ولو انفرد قصد الجهاد عنده لكان كفيلً بًإنهاض القدرة إلى الجهاد بحيث لو دعي إلى غزو‬
‫طائفة فقراء ليس لهم ما ُيغنم لما أقعده عدم وجود ما يغنم عن الجهاد في سبيل ال بل كان‬
‫يجاهد ولو دعي إلى غزو طائفتين إحداهما فقيرة والخرى غنية لرغب في جهاد الغنياء رجاء‬
‫الغنيمة ‪ ،‬نعم هو نيته وجه ال تعالى لكنه جمع إلى هذه النية الحصول على الغنيمة والموال‬
‫فهذه النية مما اختلف فيها وفي أشباهها أئمة السلف فذهب المام مالك ومن وافقه إلى أن النية‬
‫فاسدة وأن صأاحبها يعاقب عليها لدخاله قصد الدنيا في عمل الخرة والصأل إخلص النية ل‬
‫وحده وتجريدها عن كل عرض زائل من أعراض الدنيا الفانية وينبغي أن يكون هدفه وقصده ال‬
‫وحده‬
‫وذهب آخرون إلى أن هذه النية صأحيحة إن كان الباعث الصألي والمحرك القوي هو إعلء‬
‫كلمة ال تعالي وإعزاز دينه وإذلل الكفر وأهله هو الصأل ‪ ،‬وإنما الرغبة في الغنيمة تابعة لهذا‬
‫الصأل بحيث لو لم تكن هناك غنيمة لما ترك الغزو فإن هذا ل يحبط به الثواب ‪ ،‬ولكن إذا‬
‫كان الحصول على المغنم هو المحرك له على الجهاد بحيث لو كان ثم مغنم أقدم وإن ل فل‬
‫‪,‬فهذا ل شك أن هذا محبط للعمل ‪ ،‬أما الذي يجمع بين النيتين فإنه ل يساوي ثوابه ثواب من‬

‫‪327‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ل يلتفت قلبه إلى الغنيمة أصألً فهو مجاهد في سبيل ال ابتغاء نصرة دين ال فإن حصل على‬
‫الغنيمة فهو رزق من ال وإن لم يحصل على الغنيمة لم يفته الثواب والجر من ال ‪ .‬لكن إذا‬
‫التفت إلى الغنيمة فإن هذا اللتفات نقصان ل محالة وبهذا يتضح أن هذه النية صأحيحة ومن‬
‫قتل بها فهو شهيد ولكنه أنزل رتبة من أصأحاب النيات الثلث الول ‪.‬‬
‫وقد صأرح القرطبي بصحتها فإنه قال فى التفسير‪ 1‬دل خروج النبي صألى ال عليه وسلم لتلقى‬
‫العير –يعني عير أبي سفيان – لما قدم من الشام على جواز النفير للغنيمة لنها كسب حلل ‪،‬‬
‫وهو يرد ما كره مالك من ذلك إذ قال ‪ :‬ذلك قتال على الدنيا وما جاء أن من قاتل لتكون كلمة‬
‫ال هي العليا فهو في سبيل ال دون من يقاتل للغنيمة يراد به إذا كان قصده وحده وليس للدين‬
‫‪.‬‬ ‫فيه حظ ول نصيب‬
‫قال المام بن النحاس‪ -‬رحمه ال – وهذا الدليل الذي استدل به القرطبي‪ -‬رحمه ال – دليل‬
‫جيد فإن أبا سفيان بن حرب لما قدم من الشام في عير قريش وفيها أموالهم وتجارتهم فكان فيها‬
‫ثلثون رجلً وقيل أكثر من ذلك وكانت عيرهم ألف بعير فسمع النبي صألى ال عليه وسلم بها‬
‫فندب المسلمون إليها وقال ‪ :‬هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل ال ينفلكموها ‪.‬‬
‫وكذلك بعث رسول ال صألى ال عليه وسلم زيد بن حارثة يعترض عير قريش وكان فيها – على ما‬
‫ذكر بن سعد – صأفوان بن أمية وحاطب بن عبد العزى وعبد ال بن أبي ربيعة ‪ ،‬ومعه مال كثير‬
‫وآنية فضة وزن ثلثين ألف درهم ‪ ،‬وكان دليلهم فرات بن حيان ‪ ،‬فاعترض لها في مائة راكب‬
‫بالقردة من أرض نجد فأصأابوا العير وأفلت أعيان القوم ‪ ،‬وقدموا بالعير على رسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم فخمسها فبلغ الخمس قيمة عشرين ألف درهم وقسم ما بقي على السرية وأسلم‬
‫فرات بن حيان – رضي ال عنه ومما يدل أيضاً على ما ذكرناه من صأحة هذه النية ونيل الشهادة‬
‫بها ‪ ،‬ترغيب ال عباده المؤمنين في الغنيمة في غير آية من القرآن كقوله تعالى " قوقعقدُكُم ال لهُ‬
‫قمقغانتقم قكتثيقرًة تقألُخُذونقيقها " الفتح ‪ ،20‬ونظائرها فى القرآن كثير حتى سمى سورة يإسمها)النفال(‬

‫‪ 1‬قد تقدم كلم القرطبي في إساتحلل أموال الكفارالمحارباين والساتيلء عليها مع مراعاة المصلحة في ذلك‬
‫‪328‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويبعد أن يرغب ال عباده في الغنيمة ويعدهم بها ويمتن عليهم بنيلها ثم يحظر عليهم نيتها‬
‫وقصدها ومن أعظم الدلة أيضاً على ذلك أن رسول ال صألى ال عليه وسلم كان يرسل السرايا‬
‫ليغيروا على نعم المشركين وأموالهم وزراريهم وكانوا إذا لحقهم المشركون قاتلوهم دفعاً عما معهم‬
‫من الغنائم وقصًد لعلء كلمة ال وفي صأحيح مسلم عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما قال‬
‫‪ :‬بعثنا رسول ال صألى ال عليه وسلم في ثلثمائة راكب – وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصأد‬
‫عيراً لقريش فأقمنا بالساحل نصف شهر فأصأابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط " فهذا جائز بل‬
‫ريب والغنيمة كسب حلل طيب كما سبق –‬
‫لكن لجل ما في نيل المغنم من شائبة نقص الجر ‪ ،‬يتمنعون عن المغنم منهم الصحابي الجليل‬
‫الذي قسم له رسول ال قسمة فقال ما على هذا بايعتك – وقد سبق ذكره – ومنهم الزاهد‬
‫الصدوق إبراهيم بن أدهم بن منصور التميمي‪ ،‬أبو إسحاق البلخي –رحمه ال – كان إذا غزا لم‬
‫ينل من المغنم فيقال له أتشك أنه حلل فيقول ‪:‬إنما الزهد في الحلل ‪ ،‬وأنشد بعضهم قول‬
‫عنترة بن شداد العبسي في معلقته‬

‫إن كنت جاهلة بما لم تعلمي‬ ‫هل سألت الخيل يا ابنة مالك‬

‫أغشى الوغى وأعف عند المغنم‬ ‫يخبرك من شهد الوقيعة أنني‬

‫وهذا الفعل من ابن أدهم إن لم يسبقه فعل الصحابي ما أخذناه وما قلنا به لن الحجة في كتاب‬
‫ال وسنة رسوله وفعل الصحابة – رضي ال عنهم ‪ . -‬فإن لم يكن للتابعي سلف في عمله من‬
‫الصحابة ولم يدل عليه الكتاب والسنة فل نقبله بحال والولى أخذ الغنيمة فإن احتاجها لعياله‬
‫وخاصأة نفسه وإل أنفقها في مصالح المسلمين على الرامل واليتام وأسر الشهداء والمعتقلين أو‬
‫جهز به غازياً فى سبيل ال وهو بذلك قد جمع بين الحسنيين وبين الخير كله تأسياً بفعل‬
‫الرسول صألى ال عليه وسلم وجيل الصحابة رضي ال عنهم ‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واعلم أن المعرض عن نصيبه من المغنم ل يخلوا إما أن يتركه زهداً وإما أن يتركه قطعاً لمادة‬
‫استشراف النفس وتطلعها للغنيمة فإن تركه زهداً في الدنيا ورغبة في نيل أجره من ال تعالى كاملً‬
‫من غير نقص فهذا ل نظر في أفضليته ‪ ،‬وقد يكون أخذه واليثار به في بعض المواطن ولبعض‬
‫الناس أفضل وأسلم من تركه زهداً فيه ‪ ،‬ولصحة القصد في الترك والخذ أقوال كثيرة تختلف‬
‫باختلف الشخاص والحوال غير أن من كان قصده مشوباً بإرادة الغنيمة والميل إليها ل يساوي‬
‫من ليس له إليها التفات البتة كما تقدم إذ نيل الغنيمة في الجملة منقص لجر أكثر الغزاة وإن لم‬
‫ينووها لما ثبت في صأحيح مسلم عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم ‪ :‬ما من غزية أو سرية تخفق وتخوف وتصاب إل تم أجرهم " وفي‬
‫رواية ما من غازية أو سرية تغزوا في سبيل ال فيصيبون الغنيمة إل تعجلوا ثلثي أجرهم من الخرة‬
‫ويبقى لهم الثلث " وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم " فعدم الخذ فيه تحري الخلص‬
‫وصأدق النية والحذر من دسائس النفس وفيه قطعاً لمادة استشراف النفس إلى نيل الغنيمة وهذا‬
‫حسن لنها إذا استشرفت إلى نيل الغنيمة وتوقعت وجودها كان ذلك نقصاً في إخلصأها وإن‬
‫حكمنا بصحة القصد – وإن لم تستشرف ولكن تحققت أنه إذا حصلت غنيمة ل تمتنع منها ربما‬
‫خفيت دسيسة استشرافها وبطنت بحيث ل يدركها صأاحبها فإذا آيست من نيل الغنيمة قطعاً‬
‫كان وجود الغنيمة وعدمها سواء وآمنت دسيستها في ذلك فسلم الخلص لن علمة الخلص‬
‫استواء المدح والذم العطاء والمنع فهو ل يلتفت إل ل وحده ولكن قد تخفى دسيسة الرياء مع‬
‫الترك أيضاً كأن يترك ليقال ترك ل وزهداً في الدنيا ‪ ،‬أو ليتميز فيشتهر فهذه مداخل في الخذ‬
‫والترك فل بد من التفطن لها وتجريد الخلص وصأدق النية ومراقبة النفس والحتراز من‬
‫الدسائس فإن ذلك مما يتعين الهتمام به والتفتيش عنه لسيما في هذا الموطن ‪.‬‬
‫‪ - 7‬ومنهم من يجاهد ونيته تحصيل عرض الدنيا من غير التفاف إلي قصد‬
‫أي نوع من العبادة بحيث لو عرض عليه غزو طائفة من الكفار ليس لهم ما يغنم أو علم أنه يمنع‬
‫من الغنيمة لم يغز ‪ ،‬كأن يسمع بالجهاد في العراق مثلً أو أفغانستان أو الشيشان فيسأل هل‬

‫‪330‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هناك أموال وغنيمة وسبي من بنات المريكان والروس أو البريطان ؟ فإن مكن من الموال‬
‫والسبي غزا وجاهد وإن منع لم يجاهد فهذا إن قتل ليس بشهيد وإن كان حكمه في الظاهر‬
‫حكم الشهداء وليس له أجر البتة ‪ .‬لقول النبي صألى ال عليه وسلم الذي رواه النسائي وأبو داود‬
‫عن أبي هريرة رضي ال عنه أن رجل قال يا رسول ال رجل يريد الجهاد في سبيل ال وهو يبتغي‬
‫عرضاً من عرض الدنيا فقال ‪ :‬ل أجر له فأعادها ثلثا رجل غزا يلتمس الجر والذكر ماله ؟ فقال‬
‫صألى ال عليه وسلم ل أجر له إن ال ل يقبل من العمل إل ما كان خالصاً وابتغى به وجهه " أو‬
‫كما قال ‪ .‬وقال الصحابي الجليل يعلى بن ُمنية –رضي ال عنه – أذن رسول ال صألى ال عليه‬
‫وسلم بالغزو وأنا شيخ كبير ليس لي خادم فالتمست أجيراً يكفيني وأجري له سهمه فوجدت‬
‫رجل فلما دنا الرحيل أتاني فقال ما أدري ما السهمان وما يبلغ سهمي فسم لي شيئاً كان السهم‬
‫أو لم يكن ‪ ،‬فسميت له ثلثة دنانير فلما حضرت غنيمته أردت أن أجري له سهمه فذكرت‬
‫الدنانير فجئت النبي صألى ال عليه وسلم فذكرت له أمره فقال ‪ :‬ما أجد له في غزوته هذه في‬
‫الدنيا والخرة إل دنانيره التي سمى " رواه أبو داود والبيهقى والحاكم وهو صأحيح ووافقه الذهبي‬
‫فهذا خلف الول الذي يبتغي الجر ويلمح الغنيمة أما هذا فلم ينوي بغزوه سوى الدنيا فله ما‬
‫نوى‪ ,‬وهل يعاقب على ذلك في الخرة ؟على قولين‬
‫الول ‪ :‬يعاقب لنه عمل الخرة للدنيا والثاني ل يثاب ول يعاقب في الخرة ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫وهناك أنواع كثيرةا من النيات‬

‫فمنهما من يغزو ويجاهد ليقتل فيستريح مما هو فيه من ضعف مؤلم ومرض ملزم أودين ‪ ،‬أو فقراً‬
‫أوشر يتوقعه أو هرباً من مصيبة تنزل به ولم يخطر بباله التقرب إلى ال ول إعلء كلمته‬
‫كالجواسيس والعملء وجند الطاغوت الذين يندسون بين المجاهدين‬

‫ومنهما من يهرب من الخدمة وشر أسياده وذلهم له فيهرب من كل ذلك‬

‫‪331‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومنهما من يظهر شجاعته ويذكر جهاده لمن لم يعلم به ليعرفه أنه قد غزا ويدله على شجاعته‬
‫وصأبره وحسن ممارسته للحروب والرمي والقتال مع أنه أتم الغزو على الخلص ثم ظهرت له بعد‬
‫ذلك رغبة في ذكر عمله للناس من جهاد وغيره مما يدخل فيه الرياء والسمعة وحظ النفس‬

‫ومنهما من يقاتل بجعل يجعل له على عمله كأجرة الجير وهذا وإن جوزه بعض العلماء فيجب‬
‫فيه إخلص النية ل في القتال وتحري الصدق في طلب ما عند ال ول ينظر إلى الجعل ول‬
‫يجعله مناط قتاله فإذا قتل مخلصاً فهو شهيد بدليل قوله صألى ال عليه وسلم في الحديث الذي‬
‫رواه أبو داود من حديث ابن عمر " للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي " وبوب عليه باب‬
‫الرخصة في أخذ الجعائل ‪ .‬بشرط هذه النية وهذا الخلص ل ‪ .‬وله أجر ما أخلص فيه وإن طرأ‬
‫الرياء على فعله بعد الخلص ثم أخلص بعد ذلك وطهر نيته من الرياء والسمعة وحب الدنيا‬
‫والمدح والذكر فإن له أجر ما أخلص فيه ونيته على ما مات عليه وآخر ما عقد قلبه قبل موته‬

‫هدى السلف في إخفاء العمل خوفاً من الرياء‬


‫قد كان أكثر السلف رضي ال عنهم يجتهدون في إخفاء أعمالهم مطلقاً وإن ظنوا أنهم يقتدي‬
‫بهم فيها لعدم ثقة المرء بنفسه في أكثر الحوال فإن الرياء كما جاء في الحديث أخفى من‬
‫دبيب النمل وهو محبط للعمل كما جاء في صأحيح مسلم عن رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫فيما يرويه عن ربه عز وجل " أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملً أشرك فيه غيري‬
‫فأنا منه برئ وهو للذي أشرك " وقوله صألى ال عليه وسلم " من سمع يسمع ال به " " ومن‬
‫سمع الناس بعمله سمع ال به مع خلقه وصأغره وحقره " وأصأله في الصحيحين كتاب الرقاق باب‬
‫الرياء والسمعة‬

‫‪332‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أي من أظهر عمله وسمع الناس به إعلماً لهم ورياء أظهر ال نيته الفاسدة وفضحه على رؤوس‬
‫الشهاد وهذا ما يسلم منه أحد إل القليل وقليل من القليل إلمن رحم ربك ‪ ،‬فل بد من كتمان‬
‫الطاعة مهما كانت الدوافع والهواجس ‪ ،‬إن لم يترتب عليها مفسدة الكتمان وهذا باب دقيق‬
‫جداً من أبواب مداخل الشيطان على العبد بينه ابن القيم في الغاثة وابن الجوزى في التلبيس‬
‫وقلما ينجوا من ذلك أحد ‪.‬‬
‫فينبغي أن يحترز النسان من إظهار عمله من جهاد وغيره إل أن تخلص له نية يثق بها في‬
‫التحدث به لمن يعلم أنه يقتدي به أو يزيد في قلبه قوة وجرأة وسماحة ‪ ،‬مثل أن يذكر عن نفسه‬
‫أنه ثبت لكذا وكذا فارس وأنفق في سبيل ال كذا وكذا و خاطر بنفسه في كذا وكذا ونحو ذلك‬
‫إذا آمن على نفسه الفتنة ويطمع في القتداء فيقوي قلب السامع ويجود بماله ونفسه وتزول عن‬
‫قلبه ظلمة الجبن والبخل لن النفوس مجبولة على التحدي والتشبه بالقران وبني الزمان وهذا‬
‫كان قصد السلف في ذكر ما يحكونه من أفعالهم العظيمة رضي ال عنهم ‪.‬‬
‫وإن كان ذلك بصيغة الغائب خوفاً على النفس من الرياء فهو أحسن فإن كان يحصل القتداء‬
‫بعزو ذلك الفعل إل من ل يسميه أو بصيغة الغائب فليس له عذر ول رخصة في إظهاره ونسبته‬
‫إلى نفسه البتة وذلك مثل أن يقول إتفق لبعض الغزاة كذا أو لبعض من أدركناه كذا أو رأيت‬
‫شخصاً وقع له كذا أو أعرف شخصاً جرى له كذا وكذا ونحو هذه العبارات مما ل يفهم‬
‫المخاطب أنه هو المقصود وهو الفاعل ويحصل به القتداء وقد كان أكثر السلف رضي ال‬
‫عنهم يجتهدون على إخفاء أعمالهم مطلقاً وإن ظنوا أنهم يقتدي بهم فيها لعدم ثقة المرء بنفسه‬
‫في أكثر الحوال فإن الرياء كما جاء في الحديث أخفى من دبيب النملة وهو محبط للعمل كما‬
‫تقدم‬
‫فلما علم الموفقون أن التحدث بالطاعة وإظهارها خطر عظيم وأن دسائس النفس ل يحاط‬
‫بأنواعها أخفوا طاعاتهم ظناً بها وربوا النفس على ذلك خوفاً من إحباط العمال واكتفاء باطلع‬

‫‪333‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال وعلمه ‪ ،‬إذ هو المجازي عليها ل غيره وأهم العبادات وأول ها بالستر والخفاء ما هو بمفرده‬
‫سبب للسعادة البدية أو الشقاوة السرمدية وهو الجهاد ‪.‬‬

‫وإليك بعضاً من خصالهم وكريم فعالهم وقصصاً من حياتهم لعلك تتأسى بهم وتفعل فعلهم‬

‫ابن المبارك العالما العامل العابد المجاهد‬


‫قال عبد ال بن سنان كنت مع ابن المبارك والمعتمر بن سليمان بطرطوس فصاح الناس النفير‬
‫النفير قال ‪ :‬فخرج ابن المبارك والمعتمر وخرج الناس فلما اصأطف المسلمون والعدو خرج رجل‬
‫من الروم يطلب البراز فخرج إليه مسلم فشد العلج على المسلم فقتل المسلم ‪ ،‬حتى قتل ستة‬
‫من المسلمين مبارزة فجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة ل يخرج إليه أحد فالتفت إلى ابن‬
‫المبارك فقال يا عبد ال إن حدث بي حادث الموت فافعل كذا ‪ ،‬وقال وحرك دابته وخرج إلى‬
‫العلج فعالج معه ساعة فقتل العلج ثم طلب المبارزة فخرج إليه علج آخر فقتله حتى قتل ستة‬
‫‪334‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من العلوج مبارزة ثم طلب البراز فكأنهم كاعوا عنه أي جبنوا وخافوا منه فضرب دابته ونظر بين‬
‫الصفين فغاب ولم أشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك في الموضع الذي كان ‪ ،‬فقال لي ‪ ،‬يا عبد ال‬
‫لئن حدثت بهذا أحد وأنا حي – فذكر كلمته – قال فما حدثت به أحداً وهو حي وقد حكا هذه‬
‫الحكاية غير واحد وأخرجها ابن عساكر بإسناده في كتاب الجهاد وابن النحاس في المشارع ص‬
‫‪644‬‬
‫وهكذا العلماء العاملون فهما قدوةا للناما في العلما والجهاد والدين والعمل ‪,‬خلفا للثرثارون‬
‫البطإالون دعاةا التخاذل والنبطإاح الذين يقولون ما ل يفعلون فمن لما ينفعك لحظه لما ينفعك وعظه‬
‫فاقتدي يا عبد ال بمن يدلك عليه فعاله وعظيما خصاله ‪.‬‬

‫‪.‬صاحب النقب‬
‫وخرج ابن عساكر أيضاً بإسناده عن الصأمعي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حاصأر مسلمة بن عبد الملك حصناً فأصأابهم فيه جهد عظيم ‪ ،‬فندب الناس إلى نقب " ثقب "‬
‫فيه فما دخله أحد ‪ ،‬فجاء رجل من الجند فدخله ففتح ال عليهم فنادي منادي مسلمة أين‬
‫صأاحب النقب فما جاء أحد حتى نادي مرتين وثلثاً وأربعاً فجاء في الرابعة رجل ملثم فقال ‪ :‬أنا‬
‫يا أمير المؤمنين صأاحب النقب آ خذ عهوداً ومواثيق ثلثة ل تسودوا إسمي في صأحيفة ول‬
‫‪335‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تأمروا لي بشيء ول تشغلوني عن أمري ‪ ،‬فقال له مسلمة قد فعلنا ذلك بك ‪ ،‬قال فغاب بعد‬
‫ذلك فلم ير قال فكان مسلمة بعد ذلك يقول في دبر صألته اللهم اجعلني مع صأاحب النقب‬
‫وحكايات السلف في إخفاء طاعاتهم كثيرة جدا وقد أطلنا في مبحث النية في الجهاد‬
‫وأقسامها إذ هي الصأل الذي يبني عليه غيره فإذا كان الصأل متيناً قوياً كان البناء متيناً صأحيحاً‬
‫وهي أساس كل عمل وبهذا التفصيل يراجع كل مجاهد نفسه ويفعل ما يرضي ربه وينجيه من‬
‫الخلود في النار ويفوز بالجنان نسأل ال الكريم من فضله العظيم ‪.‬‬

‫تحت راية من نقاتل‬

‫صأفات القائد والمير‬

‫إذا تكلمنا عن كيفية القتال فل بد أولً أن نختار القائد والمير صأاحب الراية التي سنجاهد‬
‫تحتها بعد العداد اليماني والروحي من المحافظة علي الصلة في جماعة والورد اليومي من‬
‫القرآن وركعتان من الليل يقوم بهما مع الدعاء وكثرة الستغفار والبعد عن الحرام والشبهات‬
‫‪336‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتحرى الحلل في كل شيء والبعد عن كل ما يغضب ال مع المحافظة علي الخلق الحميدة‬
‫والبر والصلة وحسن المعاملة مع المسلمين والمداومة علي الرياضة وممارسة التمارين كما سبق‪,‬‬
‫كل ذلك بعد ضبط مسائل اليمان والكفر والتوحيد والشرك علي منهاج النبوة بفهم الصحابة‬
‫‪-‬رضي ال عنهم – والوقوف علي خماسية الجهاد والعلم بها علماً ل شك فيه مع أن العلم‬
‫كثير وصأور الوقائع ل تنحصر ونوادر الأحكام ل ضابط لها وكل فن له موضع يليق به ولكن‬
‫البدايات لا يعذر أحد في جهلها وأصأول المسائل لبد من معرفتها ثم للفروع والنوادر إذا وقعت‬
‫أماكن تنظر فيها ومواطن يعول عليها ورجال أقامهم ال لها ‪,‬والمقصود العلم الذي تتوقف صأحة‬
‫كل عمل علي معرفته عند الشروع في ذلك العمل ول عذر لحد من الغزاة في جهله وإن كان ل‬
‫يتعين علي غيره فل بد من العلم والتفقه في مسألة الجهاد حتى تصح النية ويقبل العمل إن شاء‬
‫ال ‪.‬‬

‫أسباب النصر وأداب الحرب‬


‫قال بعض الحكماء ‪ :‬قد جمع ال لنا أداب الحرب في قوله تعالي " قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا إتقذا لقتقيتُلم‬
‫شُلوا‬‫فتئقةً قفاثليبُُتوا قوالذُكُروا ال لهق قكتثيًرا لققع لُكلم تُيلفلتُحوقن )‪ (45‬قوأقتطيُعوا ال لهق قوقرُسولقهُ قوقل تقيقناقزُعوا فقيتقيلف ق‬
‫صابتتريقن )‪ " (46‬النفال ‪،‬‬ ‫صأبتُروا إتلن ال لهق قمقع ال ل‬ ‫ب تريُحُكلم قوا ل‬ ‫قوتقلذقه ق‬

‫‪337‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ابن النحاس –رحمه ال – ولقد صأدق هذا القائل فإن ال تعالى أمر المقاتلين فيها بخمسة‬
‫أمور ما اجتمعت في فئة قط إل نصرت وإن قلت و كثر عدوها‬
‫وهى‬
‫‪ -1‬الثبات‬
‫‪ -2‬وكثرة ذكر ال‬
‫‪ -3‬وطاعة ال ورسوله‬
‫‪ -4‬وعدم التنازع الموجب للفشل والوهن‬
‫فإنهم إذا اجتمعوا كانوا كالحزمة من السهام ل يستطاع كسرها جملة فإذا تفرقت سهل كسرها‬
‫سهماً سهماً‬
‫‪ -5‬والخامسة الصبر وهو ملك النصر وسببه‬
‫ومتى فقد شيئ من هذه الخمسة نقص من النصر بحسبه وال أعلم " المشارع ص ‪1069‬‬

‫كيفية اختيار القائد‬


‫اعلم أيها المسلم المجاهد أن العشوائية مدمرة وهي سبب الهزائم والمصائب التي حلت‬
‫بالمسلمين فعشوائية في الدارة والعداد والتنظيم والتدريب وعشوائية في اختيار القادة والنواب‬
‫والشورى من أهل العلم والجهاد فترى العصبيات والقبليات والهواء تدخل في كل ذلك فيتصدر‬
‫‪338‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من لم يتأهل ويقود من ليس له خبرة ‪ ،‬وعلم بالقيادة ول حاز أسبابهاول توافرت فيه صأفاتها من‪:‬‬
‫العلما والحلما والعقل والحكمة وصحسإن التدبير والبصيرةا فى عواقب المور ومألت العمال‬
‫فلذلك يجب أن نختار القائد بعناية ول بد أن تتوفر فيه الصفات المطلوبة إذا أردنا القتال تحت‬
‫راية سنية على منهاج النبوة فيجب أن نعلم أن الصأل في تدبير الحروب انتخاب القواد‬
‫وأصأحاب الولوية فإنه يجب أن يكون قائد الجيش والمير وحامل اللواء ونحوهم‬
‫من أولي الشجاعة والنجدة والجرأة والدين ثابت الجنان صأارم القلب ‪ ،‬شديد البأس ‪ ،‬قد جرب‬
‫الحروب ‪ ،‬ومارس الرجال وقارع البطال ‪ ،‬وشهد الوقائع وخاض المعامع ‪ ،‬بطل مجرب وقائد‬
‫مدرب ‪ ،‬فإنه إذا كان كذلك أثر في جيشه قوة قلب وشدة بأس وثبات جأش وثقة بالظفر ‪ ،‬فإن‬
‫منزلته منهم منزلة القلب من الجسد متى فسد فسدوا ومتى ثبت ثبتوا ‪ ،‬عادل دين ل يتميز عن‬
‫جنوده ول يؤثر نفسه بشيء دونهم فهو قدوة عملية لهم يطابق قوله فعاله صأابراً محتسباً أجره‬
‫على ال‬

‫وقد قال حكماء العجما ‪ :‬أسإد يقود ألف ثعلب خير من ثعلب يقود ألف أسإد‬
‫‪:‬‬ ‫وقال السرماري البطل المشهور‬

‫ينبغي أن يكون في قائد الغزاةا عشر خصال‬


‫‪-1‬أن يكون في قوة قلب السد ‪ ،‬ل يجبن‬
‫‪-2‬وفي كبر النمر ل يتواضع‬
‫‪-3‬وفي شجاعة الدب يقتل بجوارحه كلها‬
‫‪-4‬وفي حملة الخنزير ل يولي دبره‬
‫‪-5‬وفي أغارة الذئب مراوغ إذا آيس من وجه أغار من وجه آخر‬
‫‪-6‬وفي حمل السلح كالنملة تحمل أكثر من وزنها‬
‫‪-7‬وفي الثبات كالصخر‬
‫‪339‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-8‬وفي الصبر كالحمار‬
‫‪-9‬وفي الوقاحة كالكلب لودخل صأيده النار لدخل خلفه‬
‫‪-10‬وفي التماس الفرصأة كالديك‬
‫وقد جاءت السنة بمدح القوة والشجاعة وذم الجبن والعجز وقد ثبت في الصحيحين عن النبي‬
‫صألى ال عليه وسلم أنه قال " المؤمن القوي خير وأحب إلي ال من المؤمن الضعيف وفي كل‬
‫خير احرص على ما ينفعك واستعن بال ول تعجز "‬
‫وفي الصحيحين أيضاً قول النبي صألى ال عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‬
‫والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال "‬
‫والشجاعة هي ثبات القلب على عزمه والجبن ضد الشجاعة وقوة القلب من قوة اليمان لن‬
‫قوة المؤمن قي قلبه وقوة المنافق في بدنه‬
‫وقال عمر رضي ال عنه كرم المرء تقواه ‪ ،‬ودينه حسبه ‪ ،‬ومروءته خلقه والجرأة والجبن غرائز‬
‫يصنعها ال حيث شاء فالجبان يفر عن أمه وأبيه والجرئ يقاتل عمن ل يبالى أن ل يؤوب إلى‬
‫رحله ‪ ،‬والقتل حتف من الحتوف والشهيد من أحتسب نفسه فالإقدام ل يقدم أجلً وأن الجبن ل‬
‫يبلغ أملً والشجاعة وقاية والجبن مقتلة وهو شر خصال الرجل فشر مافى الرجل شح هالع وجبن‬
‫خالع لقلبه بشده تمكنه منه واستيلئه عليه ‪ ،‬والجبن يرجع فى الحقيقة إلى شك فى القدر وسوء‬
‫ظن بال كما قال بعض الحكماء عليك بأهل السإخاء والشجاعة فإنهما أهل حسإن الظن‬

‫بال ‪ ،‬وهذا ل شك فيه لن من علم يقيناً أن الجل ل يزيد ول ينقص كما قال تعالى " فقتإقذا قجاءق‬
‫أققجلُُهلم قل يقلستقألتخُروقن قساقعةً قوقل يقلستقيلقتدُموقن )‪ "(61‬النحل‬
‫لم يجبن ولم يفر إذ ليس من الموت جنة تقى إل تأخير الجل فل نامت أعين الجبناء‬

‫ل جهاد إل تحت راية أمير‬


‫‪340‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اعلم رحمك ال أرشدك إلي طاعته – أن هذه المسألة عند بحثها يراعى المناط الذي يتنزل عليه‬
‫الحكم من غياب الشريعة وغيبة المام أو في ظل الشريعة ووجود المام المتمكن والكلم على‬
‫ذلك المناط أنه يكره الغزو بغير إذن المام أو المير المنصوب من جهته ول يحرم لنه ليس فيه‬
‫أكثر من التغرير بالنفس وهو جائز في الجهاد فإذا كان جائز مع الكراهة التنزيهية في جهاد‬
‫الطلب فما بالك بقتال الدفع الذي نحن فيه الن ؟‬
‫قال شيخ السلم أبو حفص البلقيني – رحمه ال – في تصحيح المنهاج ت ‪824‬هي‬
‫يستثنى من هذا مواضع ‪ :‬أحدها إذا كان من يريد الغزو من واحد أو جماعة ‪ ،‬لو ذهب إلى‬
‫الستئذان فاته المقصود ‪ ،‬فإنه ل كراهة في غزوه – على فرض وجود المام كما فعل سلمة بن‬
‫الكوع رضى ال عنه كما سبق ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إذا عطل المام الغزو وأقبل هو وجنوده على أمور الدنيا وغير ذلك مما يشاهد في هذه‬
‫الأعصار والمصار ‪ ,‬فإنه ل تتوجه الكراهة لمن يريد الغزو من واحد أو جماعة لنهم حينئذ‬
‫قائمون بالفرض المعطل ‪ -‬قال ذلك البلقينى في بداية القرن التاسع الهجري – فما القول في‬
‫زماننا هذا الذي تغلب فيه أهل الردة من الطواغيت والحكام الذين خرجوا من السلم من أكثر‬
‫من باب وعطلوا الشريعة وبدلوها بقوانين وضعية وألزموا الناس بالتحاكم إليها وعاقبوا كل من لم‬
‫يتحاكم إلى قوانينهم واحترامها وعدم مخالفتها والخروج عليها وحاربوا كل من يطالب بتحكيم‬
‫شرع ال واتهموهم بالرجعية والرهاب والتخلف ماذا يقول بن المبارك والبلقينى وبن النحاس أو‬
‫من جاء بعدهم إذا رأوا ما نحن فيه إنا ل وإنا إليه راجعون وحسبنا ال ونعم الوكيل ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬إذا كان من يريد الغزو ل يقدر على الستئذان ويغلب على ظنه أنه لو استأذن لم يؤذن‬
‫له فإنه ل كراهة تتوجه إليه في الحالة المذكورة وفي حالة غياب المير وخلو الزمان منه كحالنا‬
‫الن‪ ,‬يقول موفق الدين بن قدامه الحنبلي في كتابه المغنى ‪ .‬وإن عدم المام لم يؤخر الجهاد‬
‫لن مصلحته تفوت بتأخيره ‪ .‬وهذا فيه رد على من يقول ل جهاد إل بإمام ويعطل الجهاد بل‬

‫‪341‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويسميه بغير اسمه كما يسمونه الطواغيت أعداء الدين بالعنف فمن ينبذ العنف ويتبرأ منه فهو‬
‫معتدل ويقصدون نبذ الجهاد والتبرأ منه ‪.‬وكيف يتبرأ المسلم من أمر فرضه ال عليه وشرفه به‬
‫ووفقه إلي؟‬

‫واجبات المير والقائد تجاه الجنود‬


‫فإذا وقع الختيار على المير أو القائد الذي نقاتل تحت رايته وتوفرت فيه الصفات السابقة التي‬
‫يجب توافرها في المير ويتحلى بها القائد المسلم وقاما بواجباته نحو جنوده مثل‬
‫مبايعته الجيش أو السرية على أن ل يفروا وعليهم السمع والطاعة كما فعل رسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم عام الحديبية فقد بايعهم على الموت‬

‫ومن واجبات المير‬


‫أن يبعث الطلئع ويتجسس أخبار العدو‬
‫وأن يخرجوا يوم الخميس أو النهار أو على حسب مايراه المير وتقتضيه المصلحة‬
‫‪ ,‬وأن يعقد المير الرايات ‪ ,‬ويجعل كل فريق تحت راية ‪ ,‬حتى يتميز الناس ويثبتوا حتى الموت‬
‫وأن يجعل لكل فريق شعاراً يتميز ويعرف به حتى ل يقتل بعضهم بعض‬
‫وأن يدخل دار الحرب بتعبئة الحرب لن فيه احتياطا وإرهاباً للعدو‬
‫وأن يستنصر بالضعفاء والعلماء والعباد والزهاد‬
‫‪ ,‬وأن يدعوا عند التقاء الصفين‬
‫‪ ,‬وأن يحرض الناس على القتال والصبر والثبات‬
‫وأن يؤخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر‬

‫‪342‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأن يكبر بل إسراف فى رفع الصوت وإن كان رفع الصوت من الجميع عند الحملة فهو حسن‬
‫فالتكبير كان يزلزل جنود العدو ويرعبهم كما رأينا وسمعنا أثر التكبير على المرتدين والروس‬
‫والمريكان وحلفائهم في أفغانستان والشيشان والعراق‬
‫ويستحب له أن يدعوا من لم تبلغهم الدعوة ول لهم علم بالسلم إلى السلم أو أداء الجزية إن‬
‫كانوا من أهلها قبل القتال وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد وأبى حنيفة وأما من بلغته الدعوة‬
‫فليستحب أن يدعوهم قبل القتال ول يجب بل يباح قتالهم عند أكثر أهل العلم وهو مذهب‬
‫الئمة الربعة ‪ .‬كما سيأتي فى مشروعية البيات كما فعله النبي صألى الله عليه وسلم وصأحابته‬
‫الكرام ‪ .‬فيجوز تبيت العدو وكبسهم والغارة عليهم فجأة ليلً وإن كان فيهم نساء وأطفال‬
‫ومسلمون وبهذا قال أحمد بن حنبل وقال ل نعلم أحداً كره بيات العدو وهل غزو الروم إل‬
‫البيات وإذا أستنفر المام فى الجهاد والذي هو فرض كفاية ‪ ,‬رجل أو جماعة صأار الجهاد فى‬
‫حقهم فرض عين وذلك لوجوب طاعة المام وقوله تعالى" قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قما لقُكلم إتقذا تقيقل لقُكُم‬
‫ض" التوبة ‪38‬‬‫انلتفُروا تفي قستبيتل ال لته الثاققيلتُلم إتقلى اللقلر ت‬
‫فصار فرض الكفاية فى حقهم فرض عين عند مايستنفرهم المام جور المام ل يبيح ترك الجهاد‬
‫‪ ،‬فالجهاد ماضة مع كل بر وفاجر وهو المشهور من مذهب مالك وقال أحمد ل يعجبني أن‬
‫يخرج مع المام أو القائد إذا عرف بالهزيمة وتضييع المسلمين ‪ ،‬فإن كان القائد يعرف بشرب‬
‫الخمر والغلول يغزى معه ‪ ،‬إنما ذلك فى نفسه ففي الصحيحين " إن ال ليؤيد هذا الدين بالرجل‬
‫الفاجر " وكذلك من واجبات القائد والمير منع المخزل والمثبط من الحضور فى الجيش فإن‬
‫خرج رده فإن قاتل لم يستحق شيئاً ولو قتل كافراً ل يستحق سلبه لن المخزل يخوف الناس‬
‫ويثبطهم بأن يقول عدونا كثير وخيولنا ضعيفه وأسلحتنا قديمه ول طاقة لنا بالعدو وكذلك‬
‫المرجف وهو الذي يكثر الراجيف وينشر الشائعات التي تفت فى عضد الجيش وتأثر على‬
‫نفسياته كأن يقول أقبلت سرية كذا أو لحقهم مدد العدو من جهة كذا أو لهم كمين في موضع‬
‫كذا أو عندهم أسلحة ذكيه تفعل كذا وكذا فهذا ل يجوز أن يخرج مع المجاهدين وعلى القائد‬

‫‪343‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫منعه لن المسلمين ل يجاهدون العدو بكثرة العدد والعدة ولكن يقاتلون باليمان وقوة العقيدة‬
‫ونور التوحيد‬

‫كيفية القتال‬
‫أعلم –رحمني ال وإياك –أن فنون القتال كثيرة متنوعة فمنها المبارزة والمواجهة فى ساحات‬
‫القتال عند التقاء الصفوف وهذه الحرب تسمى الحرف النظامية من الغارة والرمي وغير ذلك‬
‫ومنها تبييت العدو والغارة عليه فجأة وكبسهم ليلً وهذا هو الهجوم المباغت الذي يربك العدو‬
‫ويفقده التركيز ومنها العمليات الفردية التي يقوم بها الشجعان فى أرض العدو من الستطلع‬
‫واغتيال رؤوس الكفر وأهل الغلظة على المسلمين ومنها النغماس فى العدو والعمليات‬
‫الستشهادية ومنها المكايد والحيل الحربية من الخدع وبث الجواسيس وإشاعة الخبار المزورة‬
‫التي تفت فى عضد الكفار وتهزم نفسياتهم وكذلك التحلي بأخلق السلم الحربية التي هي‬
‫دعوة فى نفسها كتحريم قتل المرأة والصبي إن لم يقاتل وهذا شرط وإذا انتفى الشرط انتفى‬
‫المشروط فإن قاتل قتل كذلك الشيخ الفاني والضعيف والعمى والمقعد كل ذلك أل يكونوا‬
‫من أهل القتال والحرب ول من أهل العانة بأنواعها سواء الرأي والمشورة والسلح وغير ذلك‬
‫ويجوز الرمي بالمنجنيق "القنابل والصواريخ والمتفجرات ورميهم بالنار وإرسال الماء عليهم وإن‬
‫كان فيهم نساء وصأبيان منهم وكذلك إتلف الزرع والشجر وما تدعو الحاجة إلى إتلفه كالذي‬
‫يقرب من حصونهم ويمنع من قتالهم أو يحتاج إلى قطعة لتوسعة الطريق أو تمكن من قتال أو‬
‫ستارة منجنيق أو يكونوا يفعلون ذلك بنا وبأطفالنا ونساءنا فنفعله بهم لينتهوا فهذا جائز بغير‬
‫خلف وكل ذلك فعله النبي صألى ال عليه وسلم فقتل النساء والصبيان ورمى بالمنجنيق على‬
‫التفصيل السابق من القتال وعدمه ‪ ،‬وكذلك تترس الكفار فى قلعتهم بأسرى المسلمين وأطفالهم‬
‫فإن لم تدع ضرورة إلى رميهم ‪ ،‬تركناهم صأيانة للمسلمين وإل فإن دعت ضرورة بأن تترسوا بهم‬
‫‪344‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى حال اقتحام الحرب والتحامهم وكانوا بحيث لو كففنا عنهم ظفروا بنا أو كثرة نكايتهم أو‬
‫تعذر أخذ قلعتهم وهزيمتهم جاز رميهم ويتوقى المسلم بحيث المكان واستفراغ الوسع فى‬
‫سلمة المسلم قدر المكان فإذا أراد المير أو القائد لقاء العدو وحربهم فعليه أن يعرف كيف‬
‫يجاهد وكيفية القتال واستعمال الطرق المناسبة فى ذلك وسنفصلها فى فصول منها‬

‫المكايد والحيل الحربية‬

‫"الحرب خدعة "‬

‫ثبت فى الصحيحين عن جابر وأبى هريرة رضي ال عنهما قال قال رسول ال صألى ال عليه‬
‫وسلم " الحرب خدعه " بضم الخاء وفتحها وهذا مما أجمع عليه العقلء فى الجاهلية والسلم‬
‫ومعنى قوله صألى ال عليه وسلم الحرب خدعة أي ينفض أمرها بخدعة واحدة وفى مثل هذا يقال‬
‫" رب حيلة أنفع من قبيلة " ومن كلم الحكماء إذا طلبت عدوك بالقوة فل تقدمن عليه حتى‬
‫تعلم ضعفه منك ‪ ،‬وإذا طلبته بالمكيدة فل يعظمن أمره عندك وإن كان عظيماً ويروى أن عمر بن‬
‫عبدود لما بارز علياً رضي ال عنه وأقبل عليه قال له على مابرزت لقاتل أثنين فالتفت عمرو‬
‫فوثب عليه على فضربه فقال عمر خدعتني فقال الحرب خدعة ولينافى ذلك شجاعة على وقوته‬
‫وإقدامه ‪,‬وفعل مثل ذلك الهادي أمير المؤمنين لما حمل عليه الخارجي وليس عنده أحد ول معه‬
‫سلح فلم يتحرك من مكانه إلى أن قرب منه فصاح أضرب عنقه كأنه يأمر أحداً من وراء‬
‫الخارجي فلتفت الخارجي إلى خلفه لينظر المأمور فوثب عليه الهادي وثبة صأار على صأدره وأخذ‬
‫منه السيف وذبحه به وسيأتي تفصيل ذلك عند الكلم على شجعان المة وأبطالها إن شاء ال ‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كيفيه إدارة المعركة‬


‫إذا أراد القائد الجهاد فعليه بالسرية والكتمان وتنشيط المثلث الذهبي من الملحظة ثم الربط‬
‫ثم الستنتاج وهذا يتطلب قوة اليقظة والحذر ومباغتة العدو من حيث يأمن فمن السنة إذا أراد‬
‫غزو طائفة أنه يورى بغيرها تورية ل يشك فيها القريب والبعيد ول يطلع على مقصده أحداً من‬
‫خواصأه ول غيرهم إل إن دعت ضرورة لذلك كما فعل النبي صألى ال عليه وسلم فى غزوة تبوك‬
‫وفى الصحيحين أن رسول ال صألى ال عليه وسلم لم يكن يريد غزوة يغزوها إل وري بغيرها‬

‫إختيار الرسل‬
‫واعلم أن المفاوضات ل تأتى بخير إل إذا كانت من مصدر عزة وقوة وجهاد أما المفاوضات مع‬
‫الذلة والصغار وإبطال الجهاد بالصلح الدائم مع الكفار فقد ضيع بلد السلم فى الندلس‬
‫وغيرها وما ضاعت القدس ول أسر المسجد القصى ول احتلت فلسطين وبلد المسلمين إل‬
‫بالمفاوضات المخذية من الحكام المرتدين ولقد قامت دولة اليهود فى فلسطين بالدماء‬
‫والحرب والقتال ولن تزول دولتهم ويحرر القصى السير إل بالجهاد الصادق على منهاج النبوة‬
‫ل الجهاد على القصى باسم الحزاب والجماعات والمتأمل فى الذين يحضرون هذه‬
‫المفاوضات وننظر فهي حقيقة القوم ومظاهرهم وطريقة كلمهم يجد فرق بينهم وبين عدوهم فإن‬
‫الرسول يكشف حال مرسله لنه أنموذج شجاعته وإقدامه وترجمان عقله وفهمه فرب رسول أزال‬
‫هيبة مرسله من قلب عدوه بما شهد من خوره وعجزه وجبنه ودمامة منظره ولُكنه لسانه فكان‬
‫‪346‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذلك سبب زوال دولته وسلطانه ورب رسول ألقى الرعب فى قلب عدوه بحسن منظره وشدة‬
‫إقدامه وثبات جأشه وقوة قلبه وفصاحة لسانه فكان ذلك سبب كسر العدو والظفر به ‪ ،‬فانظر‬
‫إلى رسل رسول ال صألى ال عليه وسلم دحيه الكلبي وجعفر الطيار والمغيرة بن شعبة وربعي بن‬
‫عامر وعمرو بن العاص وعبد ال بن حذافة والنعمان بن بشير –وغيرهم رضي ال عن صأحابة‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم وينبغي إل يرسل رسولً إلى عدو مراراً متوالية فربما حصل للرسول‬
‫من المرسل إليه موانسة وإحسان وكثرة المساس تفقد الحساس والقلوب مجبولة على حب‬
‫المحسن ‪،‬فيحصل من ذلك مداهنتة فى الجواب حيث ل تليق المداهنة ‪ ،‬وربما يتولد من ذلك‬
‫صأداقة تؤدى إلى أن يصير بطانة للعدو عند من أرسله فيضره من حيث ل يشعر وكم من دولة‬
‫كان سبب زوالها ونكستها خيانة رسولها واستمالة قلبه والواقع فى فلسطين خير شاهد على ذلك‬
‫واللقاءات السرية معلومة للجميع فإذا اختلفت الرسل كان ذلك أوثق لنيل مايرومه وآمن له مما‬
‫يخشاه اللهم إل أن يكون الرسول ممن يثق به ثقة مطلقة ل يداخلها شك ول ارتياب فإن تكرير‬
‫إرساله أحسن لجراءته على المرسل إليه بتكرار دخوله عليه وكلمه معه ولمشاهدة المجالس‬
‫السابقة معه فيبنى عليها الكلم ويكون مقصوده نصرة السلم وإظهار عزة المسلمين وقوتهم‬
‫وأنهم قوم يحبون الموت فى سبيل ال كما يحب عدوهم الحياة فى سبيل شهواتهم ودنياهم‬
‫فيهزمه ويقهر نفسه‬

‫الوعظ والتحريض والدعاء وصأدق اللقاء‬


‫وينبغي لمير الجيش أن يكثر فى مجلسه من قراءة القرآن والحاديث الواردة فى فضائل الجهاد‬
‫وأنواعه وقراءة كتب الغزوات ووقائع العرب وأيامها وفتوحات المسلمين وحيل المقاتلين ومصاف‬
‫الفرسان ومنازلت البطال ومعارك الشجعان ومانقل عنهم من الصبر الشديد والنغماس فى العدو‬
‫الكثير‪ -‬كما سيأتي –فإن ذلك يقوى قلوب ذوى اليمان ويذهب بالضعف من قلب الجبان‬
‫ويزيد من جرأة ذوى الشجاعة والقدام فإن الطباع مجبولة على التحدي والتشبه بذوي الفعال‬
‫المحمودة عند أبناء الجنس فإذا إنضاف إلى ذلك مدح الشرعة لها وترغيبه فيها ‪ ،‬والوعد بالجزاء‬
‫‪347‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫على فعلها وقيام الدليل القطعي على استحسانها ومحبة المير أو المام لمن فعل شيئاً منها‬
‫وتقريبه وتميزه على أقرانه –قوى قلبه وشد عزمه وهذا أمر مشاهد ليحتاج إلى دليل ‪.‬‬
‫فل بد من الوعظ والتحريض بما يحمس الجنود على القتحام وبذل النفس ل فل بد لشعراء‬
‫الحماسة وخطباء الجهاد من داوم التحريض عليه‬

‫بث الجواسيس والعيون‬


‫وأهم ما ينبغي لصاحب الجيش قبل القتال أن يبث الجواسيس الثقات عنده في عسكر عدوه‬
‫ليتعرف أخبارهم وما عندهم من الُعدد واللت ويعرف أعدادهم ويطلع على خططهم وما دبروه‬
‫من مكايد وحيل ويبحث عن أسماء رؤسائهم وشجعانهم ويسأل عن أحوالهم عند قادتهم‬
‫ومنزلتهم منه ويستميلهم ويحتويهم ويخدعهم بما تميل إليه نفوسهم وطباعهم إن أمكنه ذلك‬
‫ليغدروا بصاحبهم أو يعتزلوه وقت القتال ويخذلوه وينشئ على ألسنة كبرائهم وبطارقتهم‬
‫وأصأحاب المناصأب عندهم كتباً مزورة إليه ويظهرها في عسكره لتقوى بها القلوب وتنطق‬
‫بمضمونها اللسنة وليتسع فيها الكلم‬
‫الحرب النفسية والشائعات ‪:‬فلبد وأن يبلغ العدو ذلك فيوغر قلبه علي أصأحابه وجنده ويخاف‬
‫أن يكون ذلك حقاً وإن كان يعلم أن ذلك كذب فلبد وأن يؤثر في قلبه أثراً ول سيما مع‬
‫ضعف عقيدتهم وقلة إيمانهم فلبد للمجاهد الموحد أن يخترق الجبهة الداخلية للعدو وهذا‬
‫ليس مستحيلً بل من اليسير جداً تحقيقه ول سيما أن الموحد يعمل ل بيقين وصأدق وإخلص‬
‫فهو سينتصر علي هذا العدو الكافر فيجب تدريب الجنود علي إختراق صأفوف العدو‬
‫السهام المسمومة‬

‫‪348‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يروى أن أصأحاب المهلب صأاحوا عليه وقالوا ل طاقة لنا بسهام مسمومة يرمينا بها الخوارج‬
‫يصنعها رجل منهم يقال له‪ :‬أبزى فقال كفيتم العبد إن شاء ال ثم كتب إليه من المهلب إلي‬
‫أبزى أما بعد ‪ :‬فقد وصألت هديتك وحسن موقعها وقد أنفذت لك مع كتابي ألف درهم فاقبضها‬
‫ول تقطع مواصألتي ومهاداتي أعظم رفدك وتجدني حيث شئت وقال للرسول تعرض لجماعة من‬
‫الخوارج حتى يأخذوا الكتاب منك ويدفعوه إلي رئيسهم قطري ففعل ما أمره به فأوصأل الكتاب‬
‫إلي قطري فعجل علي أبزى بالقتل قبل أن يعرف صأحة الخبر وقال ما أصأنع ممن يهادي المهلب‬
‫؟ فافترقوا لذلك وكان هذا سبب اختلفهم فقال المهلب لصأحابه ل تشغلوهم عن المنازعة‬
‫بالقتال فإنهم إذ افترقوا الن لم يجتمعوا أبداً فكان كما قال‬

‫ويكتب علي السهام أو في وسائل‬ ‫وسائل العلم أسلحة قاتلة )الحرب العلمية(‬
‫العلم أخبار مزورة تطابق ما وصأل إليه من الجواسيس ويرمي بها في جيش العدو ويبثها في‬
‫قنواته ول يبخل بما يصرفه في ذلك فإنه إن كانت النصرة له ل يضره ما أنفقه فإنفاق الموال في‬
‫الحيل والمكايد والحرب العلمية أولى من إنفاق الرواح في الحروب والشدائد ‪ ,‬ومن أنواع‬
‫التأييد أن يلهم ال المكيدة من يقدر عليها ‪.‬‬
‫حرب العصابات‬

‫ومن أهم ما يعتني به في الحروب من المكايد الكمناء ‪ ,‬فإن الكمين وإن كان عدداً يسيراً فإنه‬

‫إذا ظهر أثر في القلوب رعباً وفي العضاء ضعفاً وفي العقل جموداً وفي القدام وقفة ول يدوم‬

‫إقبال مقاتل علي خصمه إل إذا كان أمناً من ورائه ومتى أحس أنه يؤتى من خلفه تشتتت همته‬

‫بين الدفع والقتال وضعف جأشه عن مقاومة الرجال والتفت قلبه حذراً مما قد يقع فكيف إذا‬

‫سمع جلبة أو صأوتاً من ورائه ولو من رجل واحد ول تحصى كثرة العساكر الذين قتلوا بالكمناء‬

‫‪349‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وحرب العصابات في الشوارع وهذا مشاهد في جروزني وفلسطين والعراق فإن هذه الكمنة‬

‫تشعر العدو بالرعب وتشتت جهده وتجعله في قلق دائم متوقع الموت في كل لحظة وهو ل‬

‫يدري من أين تأتيه المنية ومع تقدم الوسائل الحديثة في الحرب والتفجير عن بعد واستخدام‬

‫السيارات وغيرها من الوسائل فإن حرب الشوارع من أنجح الوسائل في هزيمة العدو لو نفذت‬

‫بطريقة جيدة مدروسة وإل كانت تهوراً وحماسة جوفاء ل تأتي إل بالهزيمة‬

‫نصائح‬

‫فعليه أن يقدر المور قدرها وأل يغتر بعدوه فمن استضعف عدوه اغتر ومن اغترظفربه عدوه‬
‫فأشعروا قلوبكم في الحرب الجرائة فإنها سبب الظفر واذكروا الضغائن فإنها تبعث علي القدام‬
‫والزموا الطاعة فإنها حصن المحاربة رب مكيدة أبلغ من نجدة ورب كلمة هزمت جيشاً‬
‫الصبر سبب النصر‪ ,‬النصر مع التدبير ل ظفر مع بغي ل تجبنوا عند اللقاء ول تميلوا عند القدرة‬
‫ول تسرفوا عند الظهور ول تغلوا عند الغنائم ونزهوا الجهاد عن عرض الدنيا الحقير وما عند ال‬
‫خيروأبقى وماذا بعد بذل النفس والشهادة ؟ ل تلوثوا دعوة التوحيد والجهاد بالنحرافات السلوكية‬
‫فتصدوا الناس عن دعوة الحق بفعالكم كونوا علي قدر المسؤلية واعلموا أن السلم دين شامل‬
‫كامل ليس عقيدة وتوحيد فقط ول شرائع وشعائر تعبدية فقط ول معاملت فقط بل هو عقيدة‬
‫وشريعة ومنهاج حياة شامل وكامل وصأالح لكل زمان ومكان لنه من عند ال فكونوا اتباع الرسل‬
‫حقاً وموحدين صأدقاً ومجاهدين مخلصين لعلء كلمة الدين ‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللهم اجعلنا من أنصار دينك وسنة نبيك وعبادك الموحدين المجاهدين ومعلوم أن لكل ميدان‬
‫طريقته من الحرب النظامية والكمين وحرب الشوارع والعمليات الفردية ‪.‬‬

‫الرد على من قال بجواز الفرار والتولى من ثلثه وأكثر‬


‫وسيأتى أن هذا ل يجوز وفعل الصحابة والسلف يرده ويبطله وقد سبق أن الصحابة ماقتلوا‬
‫عدوهم إل وهم أقل عدداً وعدة وعدوهم يفوقهم بأضعاف كبيرة كما سبق فإن الجهاد إذا كان‬
‫فرض كفاية على النسان ثم حضر الصف صأار عليه فرض عين وحرم عليه الفرار فإن فر متحرفاً‬
‫لقتال كمن ينصرف ليكمن فى موضع ويهجم أو يكون فى مضيق فينصرف ليتبعه العدو إلى‬
‫متسع يسهل القتال فيه أو متحيزاً إلى فئة يستنجد بها جاز له ذلك‬
‫والدله على تحريم الفرار وتغليظ اسم من فر كثيرة جداً وأن الثبات والصبر أفضل‬
‫قال ال تعالى " قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا إتقذا لقتقيتُُم التذيقن قكقفُروا قزلحًفا فققل تُيقودلوُهُم اللقلدقباقر )‪ (15‬قوقملن يُيقولرتهلم‬
‫ب تمن ال لته ومألواهُ جقهنلم وبتلئس ا لم ت‬ ‫يقيلوقمئتةذ ُدبُيقرهُ إتلل ُمتققحررًفا لتتققتاةل أقلو ُمتققحيريًزا إتقلى فتئقةة فقيقلد قباءق بتغق ق‬
‫صيُر )‬ ‫قق ق ق ُ ق ق ق‬ ‫ضة ق‬
‫‪" (16‬النفال ‪ 16-15‬فالفرار من الزحف حيث ل يجوز من أعظم كبائر الذنوب عند ال تعالى‬
‫بإجماع العلماء وفاعله مستحق لغضب ال ومقته وأليم عذابه ففى الصحيحين عن أبي هريرة –‬
‫رضي ال عنه – أن رسول ال صألي ال عليه وسلم قال " اجتنبوا السبع الموبقات قيل يارسول‬
‫ال وما هن ؟ قال ‪ :‬الشرك بال والسحر ‪ ,‬وقتل النفس التي حرم ال إل بالحق ‪ ,‬وأكل مال‬
‫اليتيم وأكل الربا ‪ ,‬والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلت المؤمنات " فالثبات والقتال‬
‫نكاية في العدو أفضل وأحسن من الفرار وإن كان العدو يفوقهم في العدد والعدة – كما سبق‬
‫وسيأتي إن شاء ال المزيد من الدلة علي ذلك ولكن شرط النكاية في العدو وربما يقال إن فرض‬
‫الجهاد والثبات إنما هو في الجماعة والمصافة بين الفريقين أما الواحد والثنين إن قابلوا أكثر‬
‫من ضعفهما فيجوز لهما النهزام فيجوز أن يفر الرجل من ثلثة ويرد علي ذلك وغيره من كلم‬
‫الفقهاء وتعريفاتهم فعل الصحابة في مؤته وغيرها‬

‫‪351‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال القرطبي وقد وقف جيش مؤته وهم ثلثة ألف في مقابلة مائتي ألف من الروم ومائة ألف من‬
‫المستعربة من لخم وجذام قال‬
‫وقد وقع في تاريخ فتح الندلس أن طارق مولى موسى بن نصير سار في ألف رجل وسبع مائة‬
‫رجل إلي الندلس وذلك في رجب سنة ثلث وتسعين من الهجرة فالتقى وملك الندلس ُلذريق‬
‫وكان في سبعين ألف عنان فزحف إليه طارق وصأبر له فهزم ال الطاغية وكان الفتح‬
‫وقال ابن المنذر في الوسط ‪ :‬قال مالك في الرجل يلقى العدو العشرة أو نحو ذلك يقاتلهم‬
‫وحده أو ينصرف إلي عسكره – قال مالك ذلك له واسع فل خلف أن المسلم الواحد له أن‬
‫يهجم علي صأف الكفار ويقاتل ويصبر ول ينهزم ول يستأسر وإن علم أنه يقتل ولكن لو علم أنه‬
‫ل نكاية لهجومه علي الكفار كالعمي يطرح نفسه علي الصف دون نكاية فهذا مكروه ويدخل‬
‫تحت عموم آية التهلكة ‪ ,‬وإنما جاز له القدام إذا علم أنه ل يقتل حتى يقتل أو علم أنه يكسر‬
‫قلوب الكفار بمشاهدتهم جرأته وإعتقادهم فى سائر المسلمين قلة المبالة وحبهم للشهادة فى‬
‫سبيل ال فتكسر بذلك شوكتهم ويدب الرعب فى قلوبهم ويكون ذلك سبب هزيمتهم‬
‫وقال الرافعى والنووى وغيرهما التغرير بالنفس فى الجهاد جائز ونقل فى شرح مسلم التفاق عليه‬
‫وقال بجواز النغماس فى الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز ل كراهة فيه عند جماهير العلماء‬
‫فل بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة وقام ل بنية خالصة فليحمل‬
‫لن مقصوده واحد منهم ولو غلب على ظنه أن يقتل ولكن سينكى نكاية أو يأثر أثراً ينتفع به‬
‫المسلمون فجائز أيضاً فشرط النكاية وكسر قلوب الكفار لن المجاهد المدرب ثروة عظيمة‬
‫فمن‬
‫الطيش والحماس الغير منضبط أن يلقى هذا المجاهد بنفسه ويهلك دون نكاية فى العدو ول‬
‫مصلحة عائدة على المسلمين والمجاهدين فل بد من دراسة المر جيداً وعدم العجله والتسرع‬
‫والبعد عن العشوائية ولسيما مع قلة المجاهدين فى هذا الزمان فدمائهم غالية فيجب صأونها‬
‫والمحافظة عليها‬
‫‪352‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال محمد بن الحسن ‪:‬لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده لم يكن‬
‫بذلك بأس إذا كان يطمع فى نجاة أو نكاية فى العدو فإلم يكن ذلك فهو مكروه لنه عرض‬
‫نفسه لتلف من غير منفعة للمسلمين فإن كان قصده تجرأة المسلمين عليهم حتى يصنعو مثل‬
‫صأنيعه فل يبعد جوازه لن فيه نفعاً للمسلمين على بعض الوجوه فإن كان قصده إرهاب العدو‬
‫ليعلم العدو صألبة المسلمين في الدين فل يبعد جوازه إذاكان فيه نفع للمسلمين فتلفت‬
‫نفسه لعزاز دين ال وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذى مدح ال به المؤمنين فى قوله‬
‫سُهلم قوأقلمقوالقُهلم بتأقلن لقُهُم ا لقجنلةق" وهذا فى جميع الحوال‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت ل‬
‫تعالى "إلن ال هق الشتقيقرى مقن ا لُملؤمنيقن أقنليُف ق‬
‫كما ترى يدور مع الكراهة والستحباب شرط النكاية لكن لو بلغ المسلمون إثنى عشر ألف فل‬

‫لن يغلب أثنى عشر ألف من قلة‬


‫إذا كان العلماء جوزو الفرار من أكثر من الضعف مع الكراهة لذلك واستحباب القتال والنكاية‬
‫حتى الموت وهذا إن لم يبلغ المسلمين إثنى عشر ألف فإن بلغوا إثنى عشر ألفاً لم يحل لهم‬
‫الفرار وإن زاد عدد المشركين أضعافا وإن أكثر أهل العلم خصصوا هذا العدد للحديث الذى‬
‫رواه أبو داوود والترمذى والبيهقى والدارمى والحاكم بإسناد صأحيح على شرط الشيخين ولم‬
‫يخرجاه وسكت عنه الذهبى أن رسول ال صألى ال عليه وسلم قال "ولن يغلب إثنى عشر ألف‬
‫من قلة "‬
‫وروى عن مالك مايدل على ذلك من مذهبه وهو قوله للعمرى العابد إذ سأله ‪:‬هل لى سعة فى‬
‫ترك مجاهدة من غير الحكام وبدلها ؟ فقال إن كان معك إثنى عشر ألف فل سعة لك فى ذلك‬
‫إذا كان المر كذلك فلماذا هذا الذل والصغار والمهانة التى فيها المسلمون الن لماذا هذا‬
‫القهر من الكفار والغلبة وعدد المسلمون اليوم يزيد على المليار ونصف ؟لماذا تغلب الكفار‬
‫على المسلمين واحتلو أراضيهم وساموهم سوء العذاب أليس فيهم أثنى عشر ألف موحد مجاهد‬
‫إن المة فيها خير كثير ولن تعدم مجاهداً يقودها إلى النصر والتمكين ولكن هؤلء قلة وأيما‬

‫‪353‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجدو حاربهم أهل الكفر قاطبة ورموهم عن قوس واحدة واجتمعت عليهم ملل الكفر من الحكام‬
‫المرتدين واليهود والنصارى والشيوعين والعلمانين والصوفية والشيعة والواقع خير شاهد على ذلك‬
‫فى الشيشان وافغانستان والبوسنة والصومال والعراق وكشمير والجزائر وفلسطين ولكن ثم أمر‬
‫أخر يجب التفطن إليه وهو مانع بلشك من موانع النصر والتمكين وتآخر ذلك إنها الذنوب‬
‫والمعاصأى‪.‬‬

‫أثر الذنوب والمعاصى فى تأخر النصر‬


‫أعلم أيها الموحد أن ال مع المتقين والمعية هنا معية نصرة وتأييد وهى معية خاصأة بالمؤمنين‬
‫المجاهدين الصابرين فالمعية معيتان‬
‫معية عامة ‪ :‬وهى معية الحاطةوالعلم وهذه يشترك فيها جميع الخلق إذ أن ال معهم بعلمه ل‬
‫يغيب عنه سبحانه من أمره شيء كقوله تعالى " وُهو معُكم أقيلن ما ُكلنتُم وال لهُ بتما تقيلعمُلوقن ب ت‬
‫صيمر )‬ ‫ق ق ق‬ ‫لق‬ ‫ق ق قق ل ق ق‬
‫‪" (4‬الحديد‬

‫سةة إتلل ُهقو قساتدُسُهلم قوقل أقلدقنى تملن قذلت ق‬


‫ك قوقل‬ ‫ت‬ ‫ةت‬ ‫ت‬
‫وقوله " قما يقُكوُن ملن نقلجقوى ثققلثقة إلل ُهقو قرابعُُهلم قوقل قخلم ق‬
‫أقلكثقيقر إتلل ُهقو قمقعُهلم " المجادلة ‪7‬‬
‫ومعيةخاصأة ‪:‬وهى معية المعونة والنصر والتأييد والكفاية وهذه خاصأة بالمؤمنين المجاهدين المتقين‬
‫صاتحبتته قل تقلحقزلن إتلن ال لهق قمقعقنا "التوبه ‪40‬‬ ‫ت‬
‫كقوله تعالى " إتلذ يقيُقوُل ل ق‬
‫وقوله " قوأقنليتُُم اللقلعلقلوقن قوال لهُ قمقعُكلم " محمد ‪35‬‬
‫ك إتقلى ا لقمقلئتقكتة أقرني قمقعُكلم " النفال ‪11‬‬ ‫وقوله " إتلذ ُيوتحي قربد ق‬
‫وهذه المعية منوطة بالعبودية الخالصة من شوائب المخالفات فمن كان عبدا ل حقا فل غالب له إذ‬
‫ك بتأقلن ال لهق قملوقلى التذيقن آقمُنوا قوأقلن ا لقكافتتريقن قل قملوقلى لقُهلم )‪(11‬‬ ‫أن ال معه وهو ناصأره ومؤيده " قذلت ق‬
‫" ومما يؤيد ذلك قوله سبحانه " قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا ققاتتُلوا التذيقن يقيُلونقُكلم تمقن ا لُكلفاتر قوليقتجُدوا تفيُكلم‬
‫تغلظقةً " التوبه ‪, 123‬ثم عقب ذلك بقوله تعالى" قوالعلقُموا أقلن ال لهق قمقع ا لُمتلتقيقن "ليفهم أولى اللباب‬
‫‪354‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من هذا النظم والسياق أن معية النصر والتأييد خاصأة بالمتقين وكذلك قوله تعالى" إتلن ال لهق قمقع‬
‫التذيقن اتليقلوا قوالتذيقن ُهلم ُملحتسُنوقن )‪ " (128‬أخر النحل‪ ,‬عقيب قوله " قوقل تقلحقزلن قعلقليتهلم قوقل تق ُ‬
‫ك‬
‫ضليةق تملما يقلمُكُروقن "‬
‫تفي ق‬
‫وقال صألى ال عليه وسلم لبن عباس "إحفظ ال يحفظك إحفظ ال تجده أمامك " الحديث‬
‫وقال صألى ال عليه وسلم "إن لم تغل أمتى لم يقم لهم عدواً أبدا" وقال أبوذر لحبيب بن مسلمة‬
‫رضى ال عنهما وكان يسمى حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم مجاهداً ‪,‬هل يثبت لكم العدو‬
‫حلب شاه ؟قال نعم وثلث شياه غُُزر قال أبو ذر غللتم ورب الكعبة‬
‫فانظر إلى فهم هذا الصحابى الجليل لثر الذنوب والمعاصأى والمخالفات من تأخر النصر ولو‬
‫كانوا كثرة‬
‫فمتى أخل المجاهد بشيء من صأفات العبودية أو تجرد عن شيء من ملبس اليمان‪ ،‬أو تلبس‬
‫بفعل من أفعال المخالفين‪ ،‬صأار بينه وبين العدو مناسبة ما لتلبسه بشيء من صأفاتهم فامتدت إلى‬
‫باطنه من بواطنهم رقيقة ظلمانية‪ ،‬لوجود تلك المناسبة‪ ،‬فأثرت عنده صأفة من صأفاتهم الرذيلة من‬
‫الرعب والجبن والخذلن والذلة‪ ،‬والرغبة في الفرار سكونا إلى الدنيا‪ ،‬وحرصأا على الحياة ونحو‬
‫ذلك‪ ،‬وبقدر عظم المخالفة وصأغرها يكون التأثير‪.‬‬
‫ًأل تتأمل قصة حنين ؟! إذ قال من قال من المسلمين ‪ :‬لن نغلب اليوم من قلة‪ ،‬وكانوا اثني‬
‫عشر ألفا‪ ،‬فهزمهم الدله لعجابهم بكثرتهم وعدم شهودهم النصر من عنده‪ ،‬إذ هاتان الصفتان‪،‬‬
‫من صأفات العدو‪ ،‬فلما تلبسوا بها أثر ذلك في قلوبهم رعبا أوجب الفرار‪ ،‬فقال تعالى ‪} :‬ويوم‬
‫حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الرض بما رحبت ثم وليتم‬
‫مدبرين{ ‪ ،‬وقال تعالى‪} :‬إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما‬
‫كسبوا{‬

‫‪355‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولما كان سيدنا محمد صألى ال عليه وسلم معصوما من ذلك‪ ،‬عصمة واجبة تليق بمقامه‬
‫الشريف‪ ،‬وكذلك بعض المؤمنين حفظوا من ذلك‪ ،‬أنزل الدله سكينته على رسوله و على المؤمنين‬
‫المحفوظين‪ ،‬فلم يجد العدو إليهم سبيل‪ ،‬فنصرهم ال وهزم العدو‪ ،‬كما سيأتي في غزوة حنين‬
‫إن شاء الدله ‪.‬‬
‫ومما يؤيد ما ذكرناه قوله سبحانه ‪} :‬يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا‬
‫فيكم غلظة{ ‪ ،‬ثم عقب ذلك بقوله تعالى ‪} :‬واعلموا أن الدله مع المتقين{ ليفهم أولو اللباب‬
‫من هذا النظم والسياق أن معية النصر والتأييد خاصأة بالمتقين‪ ،‬وكذلك قوله تعالى ‪} :‬إن الدله مع‬
‫الذين اتقوا والذين هم محسنون{ ‪ .‬عقيب قوله ‪} :‬ول تحزن عليهم ول تك في ضيق مما‬
‫يمكرون{ ‪.‬‬
‫} فاجعل بين نفسك وبين صأفات العدو وأفعاله حجابا منيعا من التقوى ‪.{ :‬‬
‫وذكر ابن كثير الدمشقي الحافظ في تاريخه ‪ :‬إن بعض المسلمين غزا في زمن السلطان ظاهر‬
‫بييرس على فرس له‪ ،‬وكان من عادة فرسه النهضة والقدام‪ ،‬فلما كان في بعض اليام طلب منه‬
‫ذلك فتأخر‪ ،‬فبقي كلما يضربه ليتقدم إلى العدو يتأخر‪ ،‬فعجب من ذلك‪ ،‬فلما كان تلك الليلة‬
‫رأى الفرس في منامه وكأنه يلومه على فعله وعدم إقدامه‪ ،‬فقال له الفرس ‪ :‬كيف أقدم على العدو‬
‫وقد اشتريت عُ لللييققى بدرهم زيف فلما أصأبح مضى إلى العلف فقال له العلف إن الدرهم الذي‬
‫أعطيتني البارحة ليس بجيد ورده عليه ‪.‬‬
‫ويحكى أن بعض عساكر المسلمين حاصأروا حصنا من حصون الكفار فتوقف عليهم فتحه‪،‬‬
‫فقال أميرهم ‪ :‬انظروا ماذا ارتكبتموه من البدع أو تركتموه من السنن حتى عسر علينا فتح هذا‬
‫الحصن ؟ فنظروا فإذا هم قد أهملوا السواك فاستعملوا السواك ففتح الدله عليهم الحصن‪ ،‬فانظر‬
‫هذا التأثير العظيم في ترك سنة من السنن وقس عليه تأثير ارتكاب المحرمات وانتهاك الحرمات‬
‫وتناول الحرام في المطعم والملبس ونحو ذلك‪ ،‬تعلم من أين أن من خذلهم الشيطان وأوقعهم في‬
‫الفرار والعصيان ‪.‬‬
‫‪356‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واحترز أيها المجاهد من تأثير المخالفة في قلبك وتضعيفها لهمتك وغلبتها على عزمك‬
‫ونيتك‪ ،‬وطهر باطنك من لوث المخالفات‪ ،‬وأوقد في ظلمات وساوسه سراج اليقين والتوكل‪،‬‬
‫وأقدم إقدام من يعلم أن الموت ل بد من نزوله على كل حال‪ ،‬وأنه ل يمنع منه الفرار في قلل‬
‫الجبال‪ ،‬ول يدفع عنه العتزاز بحيل الرجال ‪} :‬أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج‬
‫}فإذا عزمت فتوكل على الدله إن الدله يحب المتوكلين{}ولينصرن الدله من ينصره إن‬ ‫مشيدة{‬
‫الدله لقوي عزيز{ ‪ .‬ومن سبق القدر بموته قتيل استحال أن يجد إلى غير ذلك سبيل }قل لو‬
‫كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم {‬
‫الفرار ‪ -‬ثكلتك أمك ‪ -‬سفرة من أسفار الموت‪ ،‬وحرص على ما ل يخشى فيه الفوت‪ ،‬ورب‬
‫حياة كان سببها التعرض للوفاة‪ ،‬وموت سببه طول الحياة‪ ،‬وليس للمحارب حصن من الهلك‬
‫يلجأ إليه غير تأخير أجله‪ ،‬ومن اجتهد في سبيل الدله على الموت وهبت له الحياة مع حسن‬
‫عمله‪ ،‬الفار مسلم لنفسه والمقاتل مدافع عنها‪ ،‬وإذا انقضت مدة الجل فالمنية ل بد منها‪ ،‬أما‬
‫تخشى أيها الفار أن تدركك المنية فتكون من أصأحاب النار‪ ،‬أما تخاف أن يأتيك سهم وأنت‬
‫مولي الدبار‪ ،‬فيسكنك دار البوار ‪.‬‬
‫‪ - 978‬وقد كان من دعاء النبي صألى ال عليه وسلم ‪" :‬وأعوذ بك أن أموت في سبيلك‬
‫مدبرا" ‪ .‬رواه النسائي في حديث‪ ،‬عن أبي موسى ‪.‬‬

‫ل فل نامت أعين الجبناء‬


‫الفرار ل يزيد عم ار ول يأخر أج ا‬
‫واعلم أيها الفار حرصأا على زيادة عمر ل يزيد بالفرار‪ ،‬ول ينقص بالثبات‪ ،‬وخوفا من هجوم‬
‫أجل ل يتقدم نفسا ول يتأخر لتحتم وقت الممات‪ ،‬أنك قد عصيت بفرارك وبؤت بسخط‬
‫‪357‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الجبار‪ ،‬ولبست ثوب المذلة والعار‪ ،‬بين المسلمين والكفار‪ ،‬أما تخشى أن تؤسر فتفتن عن دينك‬
‫فتخسر الخرى‪ ،‬أو ينوع عذابك وتقتل بالهوان صأبرا‪ ،‬ول شك عند كل ذي لب أن استقبال‬
‫الموت إذا حان وقته خير من استدباره‪ ،‬وما أحسن قول المتنبي ‪:‬‬
‫فمن العجز أن تموت جبانا‬ ‫وإذا لم يكن من الموت بد‬
‫وليزيد بن الحكم بن أبي العاص ‪:‬‬
‫وسيفك مشهور بكفك تعذر‬ ‫وعش ملكا أو مت كريما فإن تمت‬
‫ولبعضهم ‪:‬‬
‫ودامية لدباُتها ونحورها‬ ‫محرمة أكفال خيلي على القنا‬
‫وتندق منها في الصدور صأدورها‬ ‫حرام على أرماحنا طعن مدبر‬
‫ولدله در القائل ‪:‬‬
‫إذا كان ل يخلو من العز والفخر‬ ‫وما القتل بالبيض الرقاق نقيصة‬
‫إذا كان بين البيض والسل السمر‬ ‫ونحن أناس ل نرى الموت سبة‬
‫ولبعض الشجعان وهوقطرى بن الفجاءة أحد شجعان وفرسان الخوارج‪:‬‬
‫من البطال ويحك لن تراعي‬ ‫أقول لها وقد طارت شعاعا‬
‫على الجل الذي لك لن تطاعي‬ ‫فإنك لو سألت بقاء يوم‬
‫فما نيل الخلود بمستطاع‬ ‫فصبرا في مجال الموت صأبرا‬
‫فيطوى عن أخي الخنع اليراع‬ ‫ول ثوب البقاء بثوب عز‬
‫وداعيه لهل الرض داع‬ ‫سبيل الموت منهج كل حي‬
‫وتسلمه المنون إلى انقطاع‬ ‫ومن لم يعتبط يهرم ويسأم‬
‫‪358‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذا ما عد من سقط المتاع‬ ‫لموت المرء خير من حياة‬
‫وكان البهلول بن بشر أحد البطال كثيرا ما ينشد‪:‬‬
‫فالموت أشهى إلى نفسي من العسل‬ ‫من كان يكره أن يلقى منيته‬
‫ول الحذار ينجيني من الجل ‪.‬‬ ‫فل التقدم في الهيجاء يعجلني‬
‫ووجد على نصاب سكين مكتوب ‪:‬‬
‫فمن يفر فل ينجو من القدر‬ ‫في الجبن عار في القدام مكرمة‬
‫ووجد على درقة مكتوب ‪:‬‬
‫اصأبر على أهوالها ل موت إل بالجل‬ ‫والحرب إن لقيتها فل يكن منك الفشل‬
‫ولبعضهم ‪:‬‬
‫فقلة حرص المرء في الرزق أجمل‬ ‫لئن كانت الرزاق قسما مقدرا‬
‫فما بال متروك به المرء يبخل‬ ‫وإن كانت الموال للترك جمعها‬
‫فقدر ثواب ال أعلى وأنبل‬ ‫وإن كانت الدنيا تعد نفيسة‬
‫فقتل امرئ في الدله بالسيف أجمل‬ ‫وإن كانت البدان للموت أنشئت‬
‫الفرار –ثكلتك أمك –سفرة من أسفار الموت وحرص على من يخشى فيه الفوت ورب حياة كان‬
‫سببها التعرض للوفاة فاحرص على الموت توهب لك الحياة أما تخشى أيها الفار أن تدركك المنية‬
‫فتكون من أصأحاب النار أما تخاف أن يأتيك سهم وأنت مولى الدبار فيسكنك دار البوارى وتبوء‬
‫بالذل والخزى والعارى وقد كان من دعاء النبى صألى ال عليه وسلم وأعوذ بك أن أموت فى سبيلك‬
‫مدبراً " حديث صأحيح رواه النسائى‬
‫فالثبات الثبات والنجاة النجاة والعزيمة العزيمة فل تنال الجنه إل بالعزائم لقد عذب بلل وأصأحابه‬
‫عذاباً شديداق ولم يرجعوا عن دينهم وكذلك صألب خبيب ولم يرجع عن دينه رضى ال عنهم أجمعين‬
‫‪359‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ياهذا إلم تقتل وتأسر وسلمت ورجعت فل بد من الموت إنما هى آجال محدودة وأنفاس معدودة قال‬
‫شقهاقدةت فقييُينقبرئُُكلم‬ ‫ت التذي تقتفدروقن تملنهُ فقتإنلهُ ُمقلتقيُكلم ثُلم تُيقرددوقن إتقلى قعالتتم ا لغقلي ت‬
‫ب قوال ل‬ ‫ال تعالى " قُلل إتلن ا لقملو ق‬
‫بتقما ُكلنتُلم تقيلعقمُلوقن )‪ " (8‬الجمعة‬
‫لولم يكن فى القتل الذى تفر منه إل الراحة من سكرات الموت لكان فى ذلك مايوجب لك‬

‫الثبات وإلم تنظر إلى مابعده وهو الفوز العظيم وكان على رضى ال عنه يحض على القتال ويقول‬

‫إلم تقتلوا تموتو والذى نفسى بيده للف ضربة بالسيف أهون من موت على الفراش فالموت أشد‬

‫من حزب بالسيوف والنشر بالمناشير وقرض بالمقاريض وغلى فى القدور فالموت فى سبيل ال‬

‫والثبات والجهاد ينجيك من ذلك كله‬

‫ياهذا أنظر ماتختاره لنفسك وتفر إليه أهو خير أم القتل فى سبيل ال الذى ل يجد النسان من‬

‫ألمه إل كمس قرصأة ؟ كما سبق فى فضل الجهاد والمجاهدين وما بعد الموت أفظع وأبشع‬

‫وأهم وأشنع كضمة القبر ووحشته وفتنة الملكين وسؤالهما والصيحةوالبعث والحشر وكربات يوم‬

‫القيامة وأهوالها من تطاير الصحف وجواز الصراط ومناقشة الحساب على الجليل والحقير‬

‫والفتيل والقطمير ووزن الخير والشر بموازين الذر وأخذ القصاص وغير ذلك من أهوال يطول‬

‫س‬ ‫ت‬
‫ضُع ُكدل قذات قحلمةل قحلملققها قوتقيقرى اللنا ق‬
‫ت قوتق ق‬ ‫ضقعةة قعلما أقلر ق‬
‫ضقع ل‬ ‫ذكرها" ييوم تقيرونقيقها تقلذقهل ُكدل مر ت‬
‫ُ ُل‬ ‫قل ق قل‬

‫ب ال لته قشتديمد )‪ " (2‬الحج‬ ‫ت‬


‫سقكاقرى قولقكلن قعقذا ق‬ ‫ت‬
‫ُسقكاقرى قوقما ُهلم ب ُ‬

‫فإن تنج منها تنج من ذى عظيمة وإل فإنى ل أخالك ناجياً ‪,‬كم بين هذا وبين من هم " أقلحقياءم‬
‫‪360‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ضلتته قويقلستقلبتشُروقن تبالتذيقن لقلم يقيلقحُقوا بتتهلم تملن‬
‫تعلنقد قربرتهلم يُيلرقزُقوقن )‪ (169‬فقترتحيقن بتقما آقتاُهُم ال لهُ تملن فق ل‬

‫قخلتفتهلم أقلل قخلو م‬


‫ف قعلقليتهلم قوقل ُهلم يقلحقزُنوقن )‪ " (170‬ال عمران ‪ 169‬قد أمنوا من عظيم الهوال‬

‫والكربات وسكنوا فى أعلى الغرفات وكرعوا من النعيم أكوباً ومتعوا بجنان الفردس مستقراً ومآبا‬

‫وتمتعوا بحور عين كواعب أترابا أرواحهم فى جوف طير خضر تجول فى الجنان تأكل وتشرب‬

‫وتأوى إلى قناديل معلقة فى عرش الرحمن يتمنون الرجوع إلى هذه الدار ليقتلوا فى سبيل ال‬

‫عشر مرات لما بهرهم من ثواب ال الجزيل للجريح فى سبيله والقتيل ‪ .‬فما اقبح العجز عن‬

‫إنتهاز هذه الفرص وماأنجح الحتراز بالجهاد من مقاساة تلك القصص وليت شعرى بأى يوجه‬

‫يقدم على ال غداً من فر اليوم من أعدائه وماقطله من تسليم نفسه بعد عقد شرائه ودعاه إلى جنته‬

‫ففر وزهد فى لقائه وبأى عذر يعتذر بين يديه من هو عن سبيله ناكب وعما رغبه فيه من الفوز‬

‫العظيم راغب‬

‫اللهم إليك يامن بيده أزمة القلوب نرغب فى ثباتها وعليك ياعلم الغيوب نعتمد فى تصحيح‬
‫قصدها وإخلص نياتها وإلى غناك نمد أيدى الفاقة أن ترزقنا شهادة ترضاها وأن تنيل نفوسنا فى‬
‫ثبات القدام فى سبيلك مناها فالحراك والسكون إليك والمعول فى كل خير عليك وأنت على‬
‫كل شيى قدير‪ 1‬وبالجابة قدير أن تفك أسرنا وتخرجنا من سجون الطواغيت أعزًة ثابتين على‬
‫الحق وإلى نصرة دينك قاصأدين‬

‫ولكن قبل أن نورد الجواب ونسوق الدلة علي صأحة ذلك نود أن نشير إشارة لطيفة مختصرة عن‬

‫‪ 1‬من المشارع لبان النحاس باتصرفا وانظر تمام كلمه النفيس من ص ‪ 566‬إلى ص ‪ 591‬حول الفرار وأثر المعاصإى‬
‫‪361‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فضل النفاقا في سإبيل ال إواعانة المجاهدين إواعدادهما بالعدةا والمال وطإعامهما‬

‫‪2‬‬
‫وخدمتهما وتشييعهم ووداعهم‬

‫ضاتعقفهُ لقهُ أق ل‬
‫ضقعاًفا قكتثيقرًة " البقرة ‪245‬‬ ‫سًنا فقييُ ق‬
‫ضا قح ق‬
‫ت‬
‫قال ال تعالي ‪ ":‬قملن قذا الذي يُيلقتر ُ‬
‫ض ال لهق ققيلر ً‬

‫ت قسلبقع قسقنابتقل تفي ُكرل‬


‫وقال سبحانه " قمثقُل التذيقن يُيلنتفُقوقن أقلمقوالقُهلم تفي قستبيتل ال لته قكقمثقتل قحبلةة أقنليبقتق ل‬

‫شاءُ قوال لهُ قواتسمع قعتليمم " البقرة ‪261‬‬ ‫ضاتع ُ‬


‫ف لتقملن يق ق‬ ‫ُسلنبُيلقةة تمائقةُ قحبلةة قوال لهُ يُ ق‬

‫وروى مسلم في صأحيحة عن أبي مسعود النصاري –رضي ال عنه – قال جاء رجل بناقة مخطومة‬

‫فقال هذه في سبيل ال فقال رسول ال صألي ال عليه وسلم لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها‬

‫مخطومة " ويحتمل هنا أجر السبع مائة ناقة ويحتمل أن يكون علي ظاهره ويكون له بها في الجنة‬

‫سبع مائة ناقة كل واحدة منهن مخطومة يركبهن حيث شاء للتنزه كما جاء في خيل الجنة‬

‫وروى المام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم عن أبي هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صألي ال عليه‬

‫وسلم قال " من أنفق زوجين في سبيل ال نودى في الجنة يا عبد ال هذا خير فتعال فمن كان من‬

‫أهل الصلة دعي من باب الصلة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل‬

‫الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان قال أبو بكر بأبي أنت‬

‫وأمي فما علي من يدعى من تلك البواب كلها من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك البواب كلها ؟‬
‫‪ 2‬راجع المشارع لبان النحاس من ص ‪ 296 , 270‬حتى ص ‪323‬‬
‫‪362‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال رسول ال صألي ال عليه وسلم نعم وأرجوا أن تكون منهم ‪ .‬وفي رواية صأحيحة قال أبو بكر هذا‬

‫رجل ل توى عليه أي ل ضياع ول خسارة ول هلك فقال رسول ال صألي ال عليه وسلم " ما نفعني‬

‫مال قط إل مال أبو بكر " قال فبكي أبو بكر رضي ال عنه وقال وهل نفعني ال إل بك وهل نفعني‬

‫ال إل بك والزوجان فرسان من خيله بعيران من بعيره وإن كان بقراً بقرتيين وإن كان رجالً فرجلين‬

‫أو درهمين أو خفين أو ثوبين كما جاء في حديث أبي ذر وهو صأحيح ‪........‬‬

‫وروى مسلم في صأحيحه عن ثوبان رضي ال عنه –مولى رسول ال صألي ال عليه وسلم أنه قال‬
‫‪ :‬قال رسول ال صألي ال عليه وسلم " أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه علي عياله ودينار‬
‫ينفقه علي دابته في سبيل ال دينار ينفقه علي أصأحابه في سبيل ال "‬
‫وقد جهز عثمان بن عفان رضي ال عنه جيش العسرة في غزوة تبوك بألف دينار فصبها في‬
‫حجر النبي صألي ال عليه وسلم فجعل النبي صألي ال عليه وسلم يقلبها بيده ويقول ما ضر ابن‬
‫عفان ما عمل بعد اليوم يرددها مرارا اللهم ارض عن عثمان فإنى راض عنه "‬
‫عثمان وما أدراك ما عثمان ذو النورين أمير المؤمنين شهيد البررة قتيل الفجرة جهز جيش العسرة‬
‫بألف بعير وسبعين فرسا رضي ال عنه وقد ذكر جماعة عن نافع الفهري أنه كانت تأتيه المرأة‬
‫بالكبة من الخيوط والغزل فتقول خذها في سبيل ال فيأخذها ويؤتى بثلث الدينار في سبيل ال‬
‫فيأخذه فيقال له ‪ :‬لقد أغناك ال عن هذا فيقول أجل ولكني أخذه منه ليأجره ال ونعطيه نحن‬
‫فيأجرنا ال وقد قال رسول ال صألي ال عليه وسلم ل تحقرن من المعروف شيئاً‬
‫فينبغي للنسان أل يستقل ما عنده فإنه وإن كان يسيراً فإن ال يجعله بالقصد الصالح كثيراً‬
‫وقد روى من كعب أنه قال ‪ :‬دخل الجنة رجل في إبرة أعارها في سبيل ال ودخلت إمرأة الجنة‬

‫‪363‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في مسلة أعانت بها في سبيل ال وقال ابن عباس أنفق في سبيل ال ولو مشقص وهو مفل السهم‬
‫فهذا فضل النفاق في سبيل ال وما أعده ال لهم وعلي العكس فقد جاء‬

‫الترهيب من البخل بالنفاق في سبيل ال تعالي وما جاء من الوعيد الشديد‬


‫قال ال تعالي " قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قوقل تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫ب‬
‫ا لُملحتستنيقن " البقرة ‪195‬‬
‫روى البخاري وابن أبي حاتم في تفسيره وغيرهما عن حذيفة رضي ال عنه في قوله تعالي " ول تلقوا‬
‫بأيديكم إلي التهلكة " قال يعني بترك النفقة في سبيل ال‬
‫وقال القرطبي في تفسيره قال حذيفة ابن اليمان وابن عباس وعطاء وعكرمة ومجاهد وجمهور الناس‬
‫‪ :‬المعني ول تلقوا بأيديكم إلي التهلكة بأن تتركوا النفقة في سبيل ال وتخافون العيلة يعني الفقر‬
‫فيقول الرجل ليس عندي ما أنفقه وإلي هذا ذهب البخاري رحمه ال وقال تعالي " قوالتذيقن يقلكنتُزوقن‬
‫ب أقتليةم )‪ (34‬يقيلوقم يُلحقمى قع قللييقها تفي قناتر قجقهنلقم‬ ‫شلرُهلم بتقعقذا ة‬ ‫ضةق قوقل يُيلنتفُقونقيقها تفي قستبيتل ال لته فقيبق ر‬ ‫ب قوا لتف ل‬
‫اللذقه ق‬
‫فقيتُلكقوى بتقها تجقباُهُهلم قوُجُنوبُيُهلم قوظُُهوُرُهلم قهقذا قما قكنقيلزتُلم تلقنليُفتسُكلم فقُذوُقوا قما ُكلنتُلم تقلكنتُزوقن )‪ " (35‬التوبة‬
‫‪ 35 – 34‬وقال تعالي" قها أقنليتُلم قهُؤقلتء تُلدقعلوقن تلتُيلنتفُقوا تفي قستبيتل ال لته فقتملنُكلم قملن يقيلبقخُل قوقملن يقيلبقخلل‬
‫ت‬ ‫تت‬
‫غييقرُكلم ثُلم قل يقُكوُنوا أقلمقثالقُكلم )‬ ‫فقتإنلقما يقيلبقخُل قعلن نقيلفسه قوال لهُ ا لغقنتدي قوأقنليتُُم ا لُفققراءُ قوإتلن تقيتقيقوللوا يقلستقلبدلل ققيلوًما قل‬
‫‪ " (38‬محمد ‪38‬‬
‫ض قل يقلسيتقتوي تملنُكيلم قميلن‬ ‫ت قواللقلر ت‬ ‫سيماوا ت‬
‫ث ال ل ق ق‬ ‫وقال تعالي" قوقما لقُكلم أقلل تُيلنتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قولتليته تمييقرا ُ‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫أقنليقف يقق تم يلن ققيلب يتل ا لقفلت يتح قوققاتقيقل ُأولقئتي ق‬
‫ك أقلعظقيُم قدقرقج يةً م يقن اليتذيقن أقنليقفُقييوا م يلن بقيلع يُد قوققيياتقيُلوا قوُكيل قوقع يقد ال ليهُ‬
‫ا لُحلسقنى قوال لهُ بتقما تقيلعقمُلوقن قختبيمر )‪ " 10‬الحديد‬
‫قييال القرطيبي أي شييئ يمنعكييم ميين النفيياق فييي سييبيل الي وأنتيم تموتيون وتخيالفون أميوالكم وهيي‬
‫صأييائرة إلييي ال ي فمعنييي الكلم التوبيييخ علييي عييدم النفيياق " ول ي مي يراث السييماوات والرض " أي‬
‫أنهما راجعان إليي الي بييإنقراض ميين فيهمييا كرجييوع المييراث إليي المسيتحق " وروى أبيو داود وابيين‬
‫ماجة بإسناد حسن عن أبي أسامة صأدي بن عجلن الباهلي عن النبي صألي ال عليه وسييلم قييال "‬
‫‪364‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ميين لييم يغييزو أو يجهييز غزيياً أو يخلييف غازيياً فييي أهلييه بخييير أصأييابه الي بقارعيية قبييل يييوم القياميية "‬
‫والقارعة هي الشديدة والداهية من شدائد الدهر‬

‫إجتهاد الشيطان في منع النفقة في سبيل ال‬


‫والنفاق في سبيل ال علي نفسه ودابته وعلي غيره من الغزاة في ثمن سلح وعدة ومركوب أو ما‬
‫يحتاجون إليه من قوتهم ونفقة عيالهم في مدة غزوهم ونحو ذلك هو من أعلي الطاعات وأعظم‬
‫القربات وأجل الصدقات ول يجتهد الشيطان في منع شيئ من النفاق كاجتهاده في منع النفقة‬
‫في سبيل ال لما يعلم فيها من عظم الجر وجزيل الثواب ونيل الدرجات العل في إخراجها‬
‫والفوز العظيم في عدم البخل بها ‪ ,‬ويساعده علي ذلك شح النفس وعدم العتياد علي البذل‬
‫والعطاء والجهل بالجر فل سبيل إلي إخراج شيئ من النفقة في سبيل ال إل بتأييد من ال القوي‬
‫العزيز علي العدو اللعين فإنه يعد الفقر ويأمر بالفحشاء وأصأدق القائلين يقول " قها أقنليتُلم قهُؤقلتء‬
‫تُلدقعلوقن تلتُيلنتفُقوا تفي قستبيتل ال لته فقتملنُكلم قملن يقيلبقخُل قوقملن يقيلبقخلل فقتإنلقما يقيلبقخُل قعلن نقيلفتسته قوال لهُ ا لغقنتدي قوأقنليتُُم‬
‫ت‬
‫غييقرُكلم ثُلم قل يقُكوُنوا أقلمقثالقُكلم )‪ " (38‬سبأ ‪. 39‬‬ ‫ا لُفققراءُ قوإتلن تقيتقيقوللوا يقلستقلبدلل ققيلوًما قل‬
‫وقد يقوي النسان علي الشيطان في خروجه إلي الجهاد في سبيل ال ول يقوي عليه في سعة‬
‫النفاق مع القدرة على وسوسته إليه من أنك إذا رجعت من جهادك ل تجد لك مالً وقد يحصل‬
‫لك جراح أو مرض فترجع فقيراً ليس معك شيئ وهذه الوساوس يقبلها من كان يريد الرجوع إلي‬
‫الدنيا سالماً من الجهاد ولذلك كان السلف يكسرون جفون سيوفهم عند اللقاء لغلبة ظنهم أنهم‬
‫ل يرجعون لما استولي علي قلوبهم من حب الشهادة والشوق إلي لقاء ال ورجاء الفوز العظيم‬
‫بالقتل في سبيل ال وقد يوسوس لك أنك تقتل ويبقى ولدك بعدك فقيراً وعيالك محتاجين فاترك‬
‫مالك لهم ول تنفقه ويكفي بفقدهم لك مصيبة وهذه الوسوسة إنما يقبلها من لم يكن عنده ثقة‬
‫بال واشتمل باطنه علي دسيسة من الشك في اليمان بكفالة ال رزق العباد وتدبير مصالحهم‬
‫وقد روى أن أفضل السابقين وأشرف هذه المة أجمعين سيدنا أبا بكر الصديق رضي ال عنه –‬

‫‪365‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جاء إلي النبي صألي ال عليه وسلم بجميع ماله فقال له النبي صألي ال عليه وسلم " ما تركت‬
‫لهلك ؟ قال ال ورسوله ‪ :‬وكذلك كانت ابنته أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها تفعل فإنها‬
‫جاءها من معاوية رضي ال عنه – مائة ألف ففرقتها ولم تبق منها درهماً فقالت لها الخادم لو‬
‫تركت لنا درهماً نشتري به لحم فقالت لو ذكرتني لفعلت ‪,‬ذرية بعضها من بعض رضي ال عنها‬
‫وعن أبيها وعن صأحابة رسول ال صألي ال عليه وسلم وقد فعل ذلك عمر بن عبد العزيز أمير‬
‫المؤمنين رضي ال عنه فإنه لما حضرته الوفاة أحضر بنيه وهم أحد عشر ذكراً وأمر أن ُيجهز‬
‫مما يخلف ثم تعطي زوجته ما يخصها وما بقي يفرق علي بنيه فناب كل ابن دينار فقال له مسلمة‬
‫بن عبد الملك يا أمير المؤمنين لو وكلت أمرهم إلي ؟ فقال إن بني أحد رجلين إن يكونوا‬
‫صأالحين فال يتولي الصالحين أو غير ذلك فل أعينهم علي معصية ال تعالي‬
‫ولقد بارك ال له في ولده وجهز بعد موته أحد بنيه مائة فارس علي مائة فرس في سبيل ال ‪.‬‬
‫وروى البخاري ومسلم وأحمد عن أبي ذر رضي ال عنه قال ‪ :‬انتهيت إلي النبي صألي ال عليه‬
‫وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رأني قال هم الخسرون ورب الكعبة قال فجئت حتى‬
‫جلست فلم أتقات أي لم يمكنني القرار والثبات – أن قمت فقلت يا رسول ال فداك أبي وأمي‬
‫من هم قال هم الكثرون أموالً إل من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن‬
‫يمينه وعن شماله وقليل ماهم ‪.‬‬
‫والمقصود أن من وثق بوعد ال وتحقق بالتوكل علي ال وأيقن بالخلف من ال فيما ينفقه ل فل‬
‫يضره انفاق جميع ماله في سبيل ال كما فعل سيدنا أبو بكر الصديق رضي ال عنه وبخ بخ ما‬
‫أعظمها عند ال من فعله وما أجل ثوابها وأجزل أجرها ولكن ما يلقاها إل ذو حظ عظيم وأما من‬
‫كان ضعيف التوكل واهي اليقين فليترك لعياله بعض ماله كما قال النبي صألي ال عليه وسلم‬
‫لكعب بن مالك رضي ال عنه حين قال له إن من توبتي أن اخلع من مالي صأدقة إلي ال وإلي‬
‫رسوله فقال رسول ال صألي ال عليه وسلم كما في الصحيحين" أمسك عليك بعض مالك فهو‬
‫خير لك " وكذلك قال لسعد " إنك إن تدعوا ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون‬
‫‪366‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الناس " وهو في الصحيحين أيضاً فإن قلت فهل يدل هذا علي أن النبي صألي ال عليه وسلم‬
‫استشعر منهما ضعف التوكل كما قدمت قلنا ‪ :‬الواجب أل يتوهم مثل هذا في الصحابة رضي ال‬
‫عنهم وحاشاهم من ذلك والظاهر أن النبي صألي ال عليه وسلم إنما أمرهما بذلك ليتأسى بفعلهم‬
‫ضعفاء التوكل خشية بأن يقتدوا بافعال القوياء مع ضعفهم فيقعوا في الندم بعد النفاق فتنقص‬
‫أجورهم أو تحبط وقد كان النبي صألي ال عليه وسلم يقتدي بالضعفاء وكان صألي ال عليه‬
‫وسلم ينهي عن الفعل نهي تنزية ويفعله مثل النهي عن الشرب واقفاً والبول واقفاً فالفعل للجواز‬
‫والنهي للكراهة تخفيفاً وتيسيراً علي المة ورفع المشقة عنها صألوات ربي وسلمه عليه وفداه‬
‫نفسي وأبي وأمي فمن كان عنده ضعف في التوكل واليقين فلينفق البعض ويترك البعض اقتداء‬
‫بمن ذكر ومن قوى توكله فلينفق كيف شاء كما فعل الصديق الكبر وغيره من الصحابة فهم‬
‫كالنجوم بأيهم إقتديتم أهتديتم رضي ال عنهم وأما ترك النفاق بالجملة مع القدرة فهو إلقاء‬
‫باليد إلي التهلكة كما تقدم ولو خلصت فيه النية " وال يقول الحق وهو يهدي السبيل " ‪.‬‬

‫فضل تجهيز الغزاةا في سإبيل ال وخلفهما في أهلهما‬


‫روى مسلم في صأحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه أن رسول ال صألي ال عليه وسلم‬
‫بعث إلي بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله‬
‫وماله بخير فله مثل نصف أجر الخارج " وفي هذا الحديث دليل علي أن فرض الجهاد الكفائي‬
‫الطلبي ساقط عن الناس إذا قام به منهم من فيه الكفاية ‪.‬‬
‫وروى البخاري ومسلم عن زيد ابن خالد الجهني رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صألي ال‬
‫عليه وسلم من جهز غازياً في سبيل ال فقد غزى ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزى ‪.‬‬
‫وروى الطبراني في الوسط والهيثمي في المجمع بسنده عن زيد بن ثابت رضي ال عنه عن النبي‬
‫صألي ال عليه وسلم قال‪ :‬من جهز غازياً في سبيل ال فله مثل أجره ‪ ,‬ومن خلف غازيا في أهله‬
‫بخير وأنفق علي أهله فله مثل أجره " ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وخرج السلطان المجاهد نور الدين محمود المعروف بالشهيد في كتاب فضل الجهاد عن علي‬
‫ابن أبي طالب رضي ال عنه ‪ ,‬عن رسول ال صألي ال عليه وسلم قال ‪ :‬من تكلف بأهل بيت غاةز‬
‫في سبيل ال حتى يغنيهم ويكفيهم عن الناس ويتعاهدهم قال ال تعالي " يوم القيامة مرحباً بمن‬
‫أطعمني وسقاني وحباني وأعطاني وأشهدوا يا ملئكتي أني قد أوجبت له كرامتي كلها فما يدخل‬
‫الجنةأحد إل غبطه بمنزلته من ال تعالي "‪.‬‬
‫وهذا الجر العظيم قد زهد فيه كثير من أصأحاب الموال ‪ .‬إل ما رحم ربك فينبغي للذي ممن‬
‫ال عليه بالمال ووسع عليه فيه أن يدخل من هذا الباب ول يبخل ول يخشي الطواغيت الظالمين‬
‫الذين يحاربون المجاهدين وكل من ساعدهم فعليه أن يتوكل علي ال ويخلص نيته ل في كفاية‬
‫المجاهدين وخلفهم في أهلهم وأولدهم بخير ول يجعلهم يتكففون الناس ويعيشون في ضنك‬
‫العيش وهذا مما يفرح أعداء ال فياصأاحب المال إن عجزت أن تدخل الجنة من باب الجهاد‬
‫والقتل في سبيل ال فلن تعجز أن تدخل الجنة من باب كفالة المجاهدين ورعاية أولدهم‬
‫والموفق من وفقه ال والمحروم من حرم الخير نسأل ال من فضله ‪.‬‬

‫خدمة المجاهدين‬
‫وإذا كان هذا أجر من خلف المجاهدين بخير فى أهلهم وأولدهم فمن خانهم وأهملهم وتركهم‬
‫عالة يتكففون الناس ولم يكفهم فالويل له من ال يوم القيامة جزاء خيانته وعدم رعايته ‪,‬‬
‫فقد روى مسلم في صأحيحه عن بريدة بن حصيب رضي ال عنه قال قال رسول ال صألي ال‬
‫عليه وسلم " حرمة نساء المجاهدين علي القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين‬
‫يخلف رجلً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إل وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء‬
‫فما ظنكم ؟ " وقد روى هذا الحديث عن جماعة من الصحابة من وجوه ل تحصى وهذا –‬
‫وال أعلم – لعظم حق المجاهد علي القاعد فإنه نائب عنه وأسقط بجهاده فرض الخروج عنه‬

‫‪368‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ووقاه مع ذلك بنفسه وجعل لنفسه حصناً له وُجنة دونه فكانت خيانته له في أهله أعظم من خيانة‬
‫الجار في أهله كما تكون خيانة الجار أعظم من خيانته لبعيد وال أعلم‪.,‬‬

‫وأعلما أيها المجاهد أن أعظم المجاهدين أجراً خادمهم وكان صأحابة رسول ال صألي ال عليه‬
‫وسلم إذا سافروا اشترط أفضلهم الخدمة فإن أخطاته اشترط الذان وقد كان السلف رضي ال‬
‫عنهم إذا خرجوا غزاه يجتهد كل منهم أن يكون خادم رفقائه وأن يدخل عليهم من السرور ما‬
‫قدر عليه وأن ينفق عليهم ما وجد السبيل إليه وأن يؤثرهم علي نفسه إذا لم يجد سعة بما يقدر‬
‫عليه احتساباً لذلك عند ال عز وجل وابتغاء مرضاته ورغبة في ثوابه ‪.‬‬
‫كان عامر بن عبد قيس رضي ال عنه بأرض الروم علي بغلة يركبها عقبة ويحمل المهاجرين‬
‫عقبة وكان إذا فصل غازياً وقف يتوسم الرفاق فإذا رأى رفقة توافقه قال ‪ :‬يا هؤلء إني أريد أن‬
‫أصأحبكم علي أن تعطوني من أنفسكم ثلث خلل فيقولون ما هي ؟ قال ‪ :‬أكون خادمكم ل‬
‫ينازعنى أحد منكم الخدمة ‪ ,‬وأكون مؤذناً ل ينازعني أحد منكم الذان وأنفق عليكم بقدر طاقتي‬
‫‪ ,‬فإذا قالوا نعم إنضم إليهم فإن نازعه أحد في شيئاً من ذلك رحل عنهم إلي غيرهم‬
‫ومن أعجب ما جاء فى إيثارهم وحبهم بعضهم بعضاً ما رواه الصحابي الجليل عامر بن حذيفة‬
‫بن غانم القرشي قال انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ومعي شنة ماء فقلت إن كان به رمق‬
‫سقيته من الماء ومسحت به وجهه فإذا أنا به ينشغ أي يشهق حتى يغشي عليه فقلت أسقيك ؟‬
‫فأشار أي نعم فإذا رجل يقول أه فأشار ابن عمي أن أنطلق إليه فإذا هو هشام بن العاص أخو‬
‫عمرو بن العاص رضي ال عنهما فأتيته فقلت أسقيك ؟ فسمع أخر يقول أه فأشار هشام أن‬
‫انطلق إليه فجئته فإذا هو قد مات ثم رجعت إلي هشام فإذا هو قد مات ثم أتيت إلي ابن عمي‬
‫فإذا هو قد مات رحمة ال عليهم‪ .‬وكان الثلثة الحارث بن هشام وابن اخيه عكرمة بنت أبي‬
‫جهل وعياش بن أبي ربيعة وكلهم من بني مخزوم رضي ال عنهم‬
‫فانظر رحمك ال إلي إيثارهم في هذا الحال وجودهم بما قدا شتدت حاجتهم إليه وسماحة‬
‫أنفسهم بما هو عديل حياتها فل غزوا فقد استحقوا رضوان ال وحسن المئاب ‪ ,‬اللهم وفقناً‬
‫‪369‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للقتداء بهم واجمع بينناً وبينهم في محل رضوانك ومنزل غفرانك يا أكرم الكرمين يا رب‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫وما زال السلف الصالح رضي ال عنهم يبذلون جهدهم في النفاق في سبيل ال والتقرب إلي ال‬
‫تعالي بمساعدة الغزاة وإدخال السرور عليهم بما تصل إليه أستطاعتهم قليلً كان أو كثيراً وقد‬
‫تواترت الخبار عن شيخ المجاهدين أبو عبد ال – حفظه ال – أن علماء خراسان اجتمعوا‬
‫وقالوا من منا لم يدخل بيتة طعام هذا الرجل فما قام منهم أحد وكانوا يزيدون عن اللف قالوا‬
‫فما بال عامة الناس وفقرائهم فوقفوا معه وناصأروه ‪ ,‬وهو حفظه ال قد أوقف حياته وماله ونفسه‬
‫وأهله في سبيل ال وخدمة المجاهدين لنصرة دين ال – تقبل ال منه – وحفظه من الكافرين‬
‫والمرتدين ودمر حاسديه وفضح مبغضيه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أبو قدامة الشامي وصاحبة الشكال أما الغلما‬
‫وحكى الحافظ شمس الدين بن الذهبي في تاريخ السلم عن أبي المظفر سبط ابن الجوزي‪ ،‬أنه‬

‫جلس بجامع دمشق يحرض الناس على الجهاد‪ ،‬في سنة سبع وستمائة‪ ،‬قال أبو المظفر‪ :‬وكان الناس‬

‫من مشهد زين العابدين إلى باب الناطفيين وحزروا بثلثين ألفا‪ ،‬وكان يوما لم ير بدمشق ول بغيرها‬

‫مثله‪ ،‬وكان قد اجتمع عندي شعور كثيرة من شعور التائبين‪ ،‬وكنت قد وقفت على حكاية أبي قدامة‬

‫مع تلك المرأة التي قطعت شعرها وقالت ‪ :‬اجعله قيداً لفرسك في سبيل ال‪ ،‬فعملت من الشعور‬

‫التي اجتمعت عندي شكل لخيل المجاهدين وكرفسارات ‪ ،‬فأمرت بإحضارها على العناق‪ ،‬فكانت‬

‫ثلثمائة شكال‪ ،‬فلما رآها الناس‪ ،‬ضجوا ضجة عظيمة‪ ،‬وقطعوا مثلها‪ ،‬وقامت القيامة‪ ،‬وسرنا إلى‬

‫الكسوة ومعنا خلق مثل التراب وكان من قرية زملكا فقط نحو ثلثمائة رجل بالعدد والسلح‪ ،‬ومن‬
‫‪1‬انظر المشارع ص ‪ 214‬و ‪ 284‬حتى ص ‪290‬‬
‫‪370‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫غيرها خلق كثير خرجوا احتسابا‪ ،‬وجئنا إلى عقبة فيق والوقت مخوف من الفرنج فأتينا نابلس‪ ،‬وخرج‬

‫الملك المعظم‪ ،‬فالتقانا وفرح بنا‪ ،‬وجلست بجامع نابلس‪ ،‬وأحضرت الشعور‪ ،‬فأخذها المعظم‬

‫وجعلها على وجهه وبكى وخرجنا نحو بلد الفرنج‪ ،‬فأخربنا وهدمنا‪ ،‬وأسرنا جماعة‪ ،‬وقتلنا جماعة‬

‫وعدنا سالمين ‪.‬‬

‫هذا بفضل ال الناصأر سبحانه فالنصر من عند ال ثم بفضل الدعاة المخلصين والمحرضيين‬

‫والصادقين والناس فيهم خير عظيم ولكن يريدون من يأخذ بأيدىهم ويرفق بهم كما فعل أبو قدامة‬

‫الشامي وكان قد حبب ال إليه الجهاد في سبيل ال تعالي والغزو إلي بلد الروم فجلس يوماً في‬

‫مسجد رسول ال صألي ال عليه وسلم يتحدث مع أصأحابه فقالوا له ‪:‬‬

‫يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيته في الجهاد قال ‪ :‬نعم‪ ،‬إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب‬

‫جمل أشتريه ليحمل سلحي‪ ،‬فبينا أنا يوما جالس‪ ،‬إذ دخلت علي امرأة فقالت ‪ :‬يا أبا قدامة سمعتك‬

‫وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رزقت من الشعر ما لم يرزقه غيري من النساء‪ ،‬وقد‬

‫قصصته وأصألحت منه شكال للفرس وعفرته بالتراب لئل ينظر إليه أحد}وهذا من الفقه والخلص‬

‫والورع والبصيرة لئل ُيفتن به الرجال فهى موفقة رحمها ال تريد أل ُتحرم الجر من ال{‪ ،‬وقد أحببت‬

‫أن تأخذه معك فإذا صأرت في بلد الكفار وجالت البطال ورميت النبال وجردت السيوف وشرعت‬

‫السنة‪ ،‬فإن احتجت إليه وإل فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الدله‬

‫‪371‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قتلوا في سبيل ال ولو كان علي جهاد لجاهدت قال ‪:‬‬

‫وناولتني الشكال ‪.‬‬

‫وقالت ‪ :‬اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قتل خلف لي غلما من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن‬

‫والفروسية والرمي عن القوس‪ ،‬وهو قوام بالليل صأدوام بالنهار‪ ،‬وله من العمر خمس عشرة سنة‪ ،‬وهو‬

‫غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الدله عز وجل‪ ،‬وأنا‬

‫أسألك بحرمة السلم ل تحرمني ما طلبت من الثواب‪ ،‬قال ‪ :‬فأخذت الشكال منها فإذا هو مضفور‬

‫من شعر رأسها‪ ،‬فقالت ‪ :‬القه في بعض رحلك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي‪ ،‬قال ‪ :‬فطرحته في رحلي‬

‫وخرجت من الرقة ومعي أصأحابي‪ ،‬فلما صأرنا عند حصن مسلمة بن عبد الملك إذا بفارس يهتف من‬

‫ورائي ‪ :‬يا أبا قدامة قف علي قليل يرحمك الدله فوقفت وقلت لصأحابي ‪ :‬تقدموا أنتم حتى أنظر من‬

‫هذا‪ ،‬وإذا بالفارس قد دنا مني وعانقني‪ ،‬وقال ‪ :‬الحمد لدله الذي لم يحرمني صأحبتك ولم يردني‬

‫خائبا‪ ،‬قلت ‪ :‬حبيبي أسفر لي عن وجهك‪ ،‬فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير‪ ،‬وإن لم يلزمك‬

‫غزو رددتك‪ ،‬فأسفر عن وجهه فإذا غلم كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة قلت ‪ :‬حبيبي لك‬

‫والد ؟ قال ل‪ ،‬بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي‪ ،‬لنه استشهد فلعل الدله يرزقني الشهادة كلما‬

‫رزق أبي‪ ،‬قلت ‪ :‬حبيبي لك والدة؟ قال ‪ :‬نعم‪ ،‬قلت ‪ :‬اذهب إليها واستأذنها فإن أذنت وإل فأقم‬

‫عندها‪ ،‬فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد لن الجنة تحت ظلل السيوف ‪ ،‬وتحت أقدام المهات ‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ‪ :‬يا أبا قدامة أما تعرفني ؟ قلت ‪ :‬ل‪ ،‬قال ‪ :‬أنا ابن صأاحبة الوديعة‪ ،‬ما أسرع ما نسيت وصأية أمي‬

‫صأاحبة الشكال‪ ،‬وأنا إن شاء الدله الشهيد ابن الشهيد‪ ،‬سألتك بالدله ل تحرمني الغزو معك في سبيل‬

‫الدله‪ ،‬فإني حافظ لكتاب الدله‪ ،‬عارف بسنة رسول الدله ‪ ،‬عارف بالفروسية والرمي‪ ،‬وما خلفت ورائي‬

‫أفرس مني‪ ،‬فل تحقرني لصغر سني‪ ،‬وإن أمي قد أقسمت علدي أن ل أرجع‪:،‬‬

‫وصية الما الصالحة لولدها‬

‫وقالت يا بني إذا لقيت الكفار فل تولهم الدبر‪ ،‬وهب نفسك لدله واطلب مجاورة الدله ومجاورة أبيك‬

‫مع أخوالك الصالحين في الجنة‪ ،‬فإذا رزقك الدله الشهادة فاشفع في‪ ،‬فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع‬

‫في سبعين من أهله‪ ،‬وسبعين من جيرانه‪ ،‬ثم ضمتني إلى صأدرها‪ ،‬ورفعت رأسها إلى السماء‪ ،‬وقالت ‪:‬‬

‫إلهي وسيدي ومولي‪ ،‬هذا ولدي‪ ،‬وريحانة قلبي‪ ،‬وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه ‪.‬‬

‫}وصأية نافعة من أم صأالحة لبن مجاهد ال أكبر ذرية بعضها من بعض فقد أحسن الزوج الختيار من‬

‫زوجةصأالحة مجاهدة قدمت أهلها شهداء فى سبيل ال ثم زوجها فماذاسيكون البن ؟من شب على‬

‫شيئ شاب عليه تقبلهم ال وألحقنا بهم على درب الدعوة والتوحيد والجهاد ثابتين‬

‫اللهم أصألح نياتنا وزوجاتنا وأصألح أولدنا وأولد المسلمين وأجعلهم من أهل الدعوة والجهاد {‬

‫قال أبو قدامة ‪ :‬فلما سمعت كلم الغلم‪ ،‬بكيت بكاء شديدا أسفا على حسنه‪ ،‬وجمال شبابه‪،‬‬

‫ورحمة لقلب والدته‪ ،‬وتعجبا من صأبرها عنه‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عم مم بكاؤك ؟ إن كنت تبكي لصغر سني‪،‬‬

‫‪373‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإن الدله يعذب من هو أصأغر مني إذا عصاه‪ ،‬قلت ‪ :‬لم أبك لصغر سنك‪ ،‬ولكن أبكي لقلب والدتك‪،‬‬

‫كيف تكون بعدك‪ ،‬قال ‪ :‬فسرنا ونزلنا تلك الليلة‪ ،‬فلما كان الغداة رحلنا‪ ،‬والغلم ل يفتر من ذكر‬

‫الدله تعالى‪ ،‬فتأملته‪ ،‬فإذا هو أفرس منا إذا ركب‪ ،‬وخادمنا إذا نزلنا منزل‪ ،‬وصأار كلما سرنا يقوى عزمه‪،‬‬

‫ويزداد نشاطه‪ ،‬ويصفو قلبه‪ ،‬وتظهر علمات الفرح عليه ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس‪ ،‬فنزلنا فجلس الغلم‬

‫يطبخ لنا طعاما لفطارنا‪ ،‬وكنا صأياما فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينا هو نائم إذ تبسم في نومه‪،‬‬

‫فقلت لصأحابي ‪ :‬أل ترون إلى ضحك هذا الغلم في نومه ؟ فلما استيقظ‪ ،‬قلت ‪ :‬حبيبي رأيتك‬

‫الساعة تبتسم في منامك ضاحكا قال ‪ :‬رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني‪ ،‬قلت ‪ :‬ما هي ؟ قال ‪:‬‬

‫رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة ‪ ،‬فبينما أنا أجول فيها‪ ،‬إذ رأيت قصرا من فضة شرفه من الدر‬

‫والجوهر‪ ،‬وأبوابه من الذهب‪ ،‬وستوره مرخية‪ ،‬وإذا جواري يرفعن الستور‪ ،‬وجوههن كالقمار‪ ،‬فلما‬

‫رأينني‪ ،‬قلن لي ‪ :‬مرحبا بك‪ ،‬فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن‪ ،‬فقالت ‪ :‬ل تعجل ما آن لك‪ ،‬ثم‬

‫سمعت بعضهن يقول لبعض ‪ :‬هذا زوج المرضية‪ ،‬فقلن لي ‪ :‬تقدم يرحمك الدله‪ ،‬فتقدمت أمامي‪ ،‬فإذا‬

‫في أعلى القصر غرفة من الذهب الحمر عليها سرير من الزبرجد الخضر‪ ،‬قوائمه من الفضة البيضاء‪،‬‬

‫عليه جارية وجهها كأنه الشمس‪ ،‬لول أن الدله ثبت علي بصري لذهب‪ ،‬وذهب عقلي‪ ،‬من حسن‬

‫الغرفة وبهاء الجارية‪ ،‬قال ‪ :‬فلما رأتني الجارية‪ ،‬قالت مرحبا وأهل وسهل يا ولي الدله وحبيبه‪ ،‬أنت لي‬

‫‪374‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأنا لك‪ ،‬فأردت أن أضمها إلى صأدري‪ ،‬فقالت ‪ :‬مهل ل تعجل‪ ،‬فإنك بعيد من الخنا ‪ ،‬وإن الميعاد‬

‫بيني وبينك غدا عند صألة الظهر‪ ،‬فأبشر‪ ،‬قال أبو قدامة ‪ :‬فقلت له حبيبي رأيت خيرا وخيرا يكون ‪.‬‬

‫}هذه الرؤى وإل فلوإنا ل وإنا إليه راجعون على مايراه أحدنا فى نومه ‪,‬نسأل ال الستر والعافية هذه‬

‫قلوب طهرت واغتسلت بماء التوبة النصوح وعزمت أل ترضى إل جواراً بعرش الرحمن فى الجنة{‬

‫قال أبو قدامة ‪:‬ثم بتنا متعجبين من منام الغلم‪ ،‬فلما أصأبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا‪ ،‬فإذا المنادي‬

‫ينادي يا خيل الدله اركبي ‪ ،‬وبالجنة أبشري ‪ :‬انفروا خفافا وثقال‪ ، ‬فما كان إل ساعة وإذا‬

‫جيش الكفر ‪-‬خذله الدله ‪ -‬قد أقبل كالجراد المنتشر فكان أول من حمل منا فيهم الغلم‪ ،‬فبدد‬

‫شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم‪ ،‬فقتل منهم رجال وجندل أبطال‪ ،‬فلما رأيته كذلك‪ ،‬لحقته‬

‫فأخذت بعنان فرسه‪ ،‬وقلت ‪ :‬يا حبيبي ارجع فأنت صأبي ول تعرف خدع الحرب‪ ،‬فقال يا عم ‪ :‬ألم‬

‫تسمع قول الدله تعالى ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبار ‪،‬‬

‫أتريد أن أدخل النار‪.‬‬

‫فبينا هو يكلمني إذ حمل علينا المشركون حملة رجل واحد‪ ،‬فحالوا بيني وبين الغلم ومنعوني منه‪،‬‬

‫واشتغل كل واحد بنفسه‪ ،‬وقتل خلق كثير من المسلمين‪ ،‬فلما افترق الجمعان‪ ،‬إذا القتلى ل يحصون‬

‫عددا‪ ،‬فجعلت أجول بفرسي بين القتلى‪ ،‬ودماؤهم تسيل على الرض‪ ،‬ووجوههم ل تعرف من كثرة‬

‫الغبار والدماء ‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فبينا أنا أجول بين القتلى‪ ،‬إذ أنا بالغلم بين سنابك الخيل‪ ،‬قد عله التراب وهو يتقلب في دمه‬

‫ويقول ‪ :‬يا معشر المسلمين‪ ،‬بالدله ابعثوا لي عمي أبا قدامة‪ ،‬فأقبلت إليه عندما سمعت صأياحه‪ ،‬فلم‬

‫أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب‪ ،‬فقلت ‪ :‬ها أنا أبو قدامة‪ ،‬قال ‪ :‬يا عم صأدقت‬

‫الرؤيا ورب الكعبة‪ ،‬أنا ابن صأاحبة الشكال‪ ،‬فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه‪ ،‬ومسحت‬

‫التراب والدم عن محاسنه‪ ،‬وقلت ‪ :‬يا حبيبي ل تنس عمك أبا قدامة اجعله في شفاعتك يوم القيامة‪،‬‬

‫فقال ‪ :‬مثلك ل ينسى‪ ،‬تمسح وجهي بثوبك ؟ ثوبي أحق به من ثوبك‪ ،‬دعه يا عم حتى ألقى ال تعالى‬

‫به‪ ،‬يا عم هذه الحور التي وصأفتها لك قائمة على رأسي‪ ،‬تنتظر خروج روحي‪ ،‬وتقول لي ‪ :‬عجل فأنا‬

‫مشتاقة إليك ‪.‬‬

‫بالدله يا عم إن ردك الدله سالما‪ ،‬فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلى الحزينة‪،‬‬

‫وتسلمها إليها‪ ،‬لتعلم أني لم أضيع وصأيتها‪ ،‬ولم أجبن عند لقاء المشركين‪ ،‬واقرأ مني السلم عليها‪،‬‬

‫وقل لها‪ :‬إن الدله قد قبل الهدية التي أهديتها‪ ،‬ولي يا عم أخت صأغيرة‪ ،‬لها من العمر عشر سنين‪،‬‬

‫كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي‪ ،‬وإذا خرجت تكون آخر من يودعني‪ ،‬وإنها ودعتني عند‬

‫مخرجي هذا‪ ،‬وقالت لي ‪ :‬بالدله يا أخي ل تبطىء عنا‪ ،‬فإذا لقيتها فاقرأ عليها مني السلم‪ ،‬وقل لها‪:‬‬

‫يقول لك أخوك ‪ :‬الدله خليفتي عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم تبسم وقال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل الدله وحده‬

‫ل شريك له‪ ،‬صأدق وعده‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬هذا ما وعدنا الدله ورسوله‪ ،‬وصأدق الدله‬

‫‪376‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ورسوله‪ ،‬ثم خرجت روحه‪ ،‬فكفناه في ثيابه‪ ،‬وواريناه رضي الدله عنه وعنا به ‪.‬‬

‫قال أبو قدامة‪ :‬فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة‪ ،‬لم تكن لي همة إل دار أم الغلم‪ ،‬فإذا جارية‬

‫تشبه الغلم في حسنه وجماله‪ ،‬وهي قائمة بالباب‪ ،‬وكل من مر بها تقول ‪ :‬يا عم من أين جئت ؟‬

‫فيقول ‪ :‬من الغزاة‪ ،‬فتقول ‪ :‬أما رجع معكم أخي ؟ فيقولون ‪ :‬ل نعرفه‪ ،‬فلما سمعتها تقدمت إليها‪،‬‬

‫فقالت لي ‪ :‬يا عم من أين جئت ؟ قلت ‪ :‬من الغزو‪ ،‬قالت ‪ :‬أما رجع معكم أخي‪ ،‬ثم بكت وقالت ‪:‬‬

‫ما بالي أرى الناس يرجعون‪ ،‬وأخي لم يرجع‪ ،‬فغلبتني العبرة‪ ،‬ثم تجلدت خشية على الجارية ‪.‬‬

‫ثم قلت لها‪ :‬يا جارية قولي لصاحبة المنزل ‪ :‬كلمي أبا قدامة فإنه على الباب‪ ،‬فسمعت المرأة كلمي‪،‬‬

‫فخرجت إلي وقد تغير لونها‪ ،‬فسلمت عليها‪ ،‬فردت السلم وقالت ‪ :‬أمبشرا أنت يا أبا قدامة أم‬

‫معزيا؟‪ ،‬قلت ‪ :‬بيني لي البشارة من التعزية رحمك الدله‪ ،‬قالت ‪ :‬إن كان ولدي رجع سالما فأنت معز‪،‬‬

‫وإن كان قتل في سبيل الدله فأنت مبشر‪ ،‬فقلت ‪ :‬أبشري فقد قبل ال هديتك‪ ،‬فبكت وقالت ‪:‬‬

‫قبلها؟ قلت ‪ :‬نعم‪ ،‬فقالت ‪ :‬الحمد ل الذي جعله ذخيرة لي يوم ا لقيامة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬فما فعلت الجارية أخت الغلم ؟ قالت هي التي كانت تكلمك الساعة‪ ،‬فتقدمت إلي‪ ،‬فقلت‬

‫لها‪ :‬إن أخاك يسلم عليك ويقول لك ‪ :‬ال خليفتي عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬فصرخت وخرت على‬

‫وجهها مغشيا عليها‪ ،‬فحركتها بعد ساعة‪ ،‬فإذا هي ميتة‪ ،‬فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلم‬

‫التي كا نت معي لمه‪ ،‬وودعتها‪ ،‬وانصرفت حزينا على الغلم والجارية‪ ،‬ومتعجبا من صأبر أمهما‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم ‪,‬هذا وال هو النفاق الحقيقى فى سبيل ال‬

‫فياحسرة على النفس التى بخلوا بها وحرموها الجهاد والستشهاد‬

‫ياحسرةعلى الباء الذين ُحرموا الجهاد وعاثوا فى الرض الفساد وعاشوا لبطونهم وفروجهم‬

‫ياحسرة على النساء اللتى فشلن فى تخريج البناء ودفعهن إلى أرض الجهاد‬

‫اللهم وفقنا ونساءنا إلى طاعتك وارزق أولدنا ياربنا شهادة فى سبيلك ترضى بها عنا ولتحرمنا نصرة‬

‫دينك وسنة نبيك وعبادك المجاهدين ‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫مهلل يا دعاة النبطاح‬

‫ل عز إل بالجهاد‬

‫إن المتأمل في الحروب والمعارك التي وقعت ودارت بين المسلمين وأعدائهم يجد أن المسلمين‬
‫مع حالت ضعفهم وقلة عددهم ونقص عدتهم كانوا يحافظون على الجهاد في كل الحالت‬
‫سواء كان دفاعاً أو طلبا ولم تمنعهم هزيمتهم أكثر من مرة في أكثر من موقعة من القول بإبطال‬
‫الجهاد ‪ ,‬بل كان يقاتل السلطان والمير بنفسه في المعارك ويخوض المعامع ويثبت حين يفر‬
‫الناس بل كان يعرض حريمه وبناته لبث الغيرة على حرمات المسلمين ومنهم من كان يسير‬
‫الجيوش من أجل مسلمة واحدة أو من أجل أسير مسلم سواء في حالة الضعف أو القوة لذلك‬
‫كانت لهم المهابة في قلوب أعدائهم فالجهاد في حد ذاته عز وقوة وشرف وكانوا يحرصأون عليه‬
‫لنهم ُيعلم الرجولة والشهامة والمروءة والبعد عن التخاذل وحب الدنيا لذلك فتحوا العالم في‬
‫سنوات قليلة بالسيف والسنان والحجة والبيان وما من معركة خاضها المسلمون إل وكانوا هم أقل‬
‫عدداً وعدة من أعدائهم وكتب ال لهم النصر لنهم يقاتلون باليمان الذي وقر في قلوبهم‬
‫فالدعوة والجهاد مثلً زمان ل ينفك أحدهما عن الخر ‪ ,‬فيجب على المسلمين في هذا الزمان‬
‫أن يجاهدوا في سبيل ال كل من كفر بال ابتغاء ما عند ال ونيل مرضات ال فوال سيملكون‬
‫البلد وقلوب العباد وتخضع لهم أمريكا وروسيا وكل بلد الكفر وسيُكسر الصليب بالجهاد وحده‬
‫ل بالمفاوضات والمساومات ولكم في أسلفكم قدوة صأالحة فإنهم لم تصبهم الهزيمة النفسية‬
‫من قلة عددهم وكثرة عدوهم لقوة إيمانهم بال ويقينهم بما عنده فنهدي هذه المواقف البطولية‬
‫والصفحات المشرقة من جهاد السلف لدعاة النبطاح ولعلهم يتعلمون الغرة ‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع رساالتنا دفاع اا عن أهل الثغور‪),‬ماضر القائد خطاب أن يتجاهله المرتزقة(الرد على الحسود الحقود محمد يعقوب‪,‬في كتابانا التنبيهات‬
‫المختصرة على المسائل الخلفيةالمنتشرة المسألة الثانية الحكم والتحاكم وأحوال المتحاكمين والرد هنا كان أنسب وافضل لول خشيىة الطالة‬
‫‪379‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مواقف بطولية وصأفحات مشرقة من جهاد السلف‬
‫غزوة بدر الكبرى ‪17‬رمضان سنة ‪2‬هجرية‬
‫وهى البطشة التي أعز ال بها السلم وأهلك بها رؤوس الكفر صأبيحة سبع عشر ة من رمضان‬
‫من السنة الثانية من الهجرة وكان جميع من حضرها من المسلمين عدد أصأحاب طالوت الذين‬
‫أجازوا معه النهر بضعة عشر وثلثمائة كما رواه البخاري عن البراء بن عازب رضي ال عنه‬
‫وصأرح بعددهم عمر بن الخطاب رضي ال عنه أن المسلمين كانوا ثلثمائة وسبعة عشر‬
‫والمشركين ألف والمسلمون في هذه الغزوة كل ثلثة على بعير يعتقبونه كما رواه مسلم في‬
‫صأحيحه باب الجهاد والسير وكانت إبل رسول ال صألى ال عليه وسلم يومئذ سبعين بعيراً وكان‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم وعلى بن أبي طالب ومرثد أي مرثد الغنوي يتعقبون بعيراً كما‬
‫قال بن إسحاق و ابن هشام –رحمهما ال – وهنا تتجلى المواقف البطولية وصأفحة من‬
‫الصفحات المشرقة لنصار السلم –رضي ال عنهم – عندما استشار النبي صألى ال عليه‬
‫وسلم الناس عندما علم بمقدم قريش ومسيرتهم ليمنعوا عيرهم فقال له سعد بن معاذ أو سعد بن‬
‫عبادة – رضي ال عنهما وعن صأحابة رسول ال صألى ال عليه وسلم _ لكأنك تريدنا يا رسول‬
‫ال فقال "أجل " قد آمنا بك وصأدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك‬
‫عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول ال لما أردت فنحن معك والذي بعثك‬
‫بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن‬
‫نلقى عدونا غداً إنا لصبر في الحرب ‪ ,‬صأدق في اللقاء لعل ال يريك منا ما تقر به عينك فسر‬
‫بنا على بركة ال تعالى‬

‫تسوية الصفوف وتواضع القائد‬


‫وموقف أخر من مواقف النصار الخالدة التي سطرتها كتب التاريخ والسير بأحرف من نور تضئ‬
‫الطريق لكل مجاهد صأادق فعندما كان رسول ال صألى ال عليه وسلم يعدل صأفوف أصأحابه يوم‬
‫‪380‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بدر وفى يده قدح يعدل به القوم فمر على سواد بن غزيه النصاري من بني عدى ابن النجار وهو‬
‫مستل من الصف فطعنه فى بطنه بالقدح وقال " إستوى ياسواد فقال يارسول ال أوجعتني وقد‬
‫بعثك ال بالحق والعدل فأقدنى ‪ ،‬فكشف رسول ال صألى ال عليه وسلم عن بطنه وقال إستقد‬
‫فاعتنقه فقبل بطنه فقال ماحملك على هذا ياسواد ؟ قال يارسول ال حضر ماترى فأردت أن‬
‫يكون العهد بك أن يمسى جلدي جلدك فدعي له رسول ال صألى ال عليه وسلم بخير ‪-،‬رضي‬
‫ال عن النصار وجعلنا ال منهم‬
‫‪1‬‬
‫غزوة مؤته وحقيقة النتصار‬
‫وكانت في جمادى الول من سنة ثمان بعث رسول ال صألى ال عليه وسلم زيد بن حارثة في‬
‫ثلثة آلف من المسلمين إلى أرض البلقاء من أطراف الشام ‪,‬نسوقها لهل التخذيل والراجيف‬
‫أصأحاب الهزيمة النفسية الذين عظم في نفوسهم الكفار حتى صأاروا عندهم قوة ل تقهر وجيش‬
‫ل ينهزم ‪ ,‬الذين ُسحروا باللة الحربية والتقدم المادى ونسوا أن ال ذو القوة المتين وذو البطش‬
‫الشديد ‪ ,‬وتناسوا في غفلة العجاب بما وصألت إليه أمريكا والغرب الصليبى من تقدم مادي‬
‫نسوا أن ال قد أهلك عاد وثمود وفرعون ذي الوتاد ‪ ,‬ونسوا أن اليمان بال والجهاد فى سبيل‬
‫ال نصرة لدين ال يقلب كل الموازين البشرية وتبقى قوة ال ومعية ال للمؤمنين التى هى معية‬
‫نصرة وتأييد " إذ يوحى ربك إلى الملئكة أنى معكم فثبتوا الذين ءامنوا "" إن تنصروا ال ينصركم‬
‫ويثبت أقدامكم " " وما يعلم جنود ربك إل هو " فالرياح والعاصأير جند من جند ال ‪ ,‬والزلزل‬
‫والبراكين جند من جند ال والبحار والمحيطات مسخرة بأمر ال ‪ ,‬والطير والشجر والدواب كل‬
‫ذلك ل يتحرك إل بأمر ال ويسلطه ال على من يشاء نقول للذين نسوا ال وقدرة ال وفتنوا بما‬
‫عليه الغرب إن الذي أرسل الملئكة يوم بدر تقاتل مع المسلمين قادر على أن يرسلها نصرة‬
‫لعباده الموحدين المجاهدين إن ال قادر على أن يؤيد ويسدد أعمال المجاهدين ويؤيدهم بنصر‬
‫من عنده ‪ ,‬نصر يقلب الموازين ويحير عقول المرجفين كما أيد التسعة عشر الذين هزموا أمريكا‬

‫‪ 1‬رساالة قيمه مفيدة للشيخ ناصإر العمر‬


‫‪381‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في عقر دارها أمام العالم أجمع ومرغوا أنوف الكفرة في الطين والتراب وهزموهم بإذن ال كما‬
‫هزموا الروس من قبل في أفغانستان والشيشان ‪,‬يا قوم إن ال على كل شيئ قدير وهو سبحانه‬
‫محيط بالكافرين فلبد من تصحيح العقيدة وإصألح النية وتحري الصدق والخلص فى نصرة‬
‫دين ال وإعلء كلمة ال وبيع هذه الدنيا بما فيها ابتغاء ما عند ال ثم الدعاء واللحاح على ال‬
‫فيه ولكم في رسول ال أسوة حسنة فقد كان يوم بدر يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول فيما‬
‫يقول " اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم ل تعبد " وأبو بكر بجواره يشفق عليه ثم خفق رسول‬
‫ال صألى ال عليه وسلم خفقه مثل النائم إذا أنعس في العريش ثم انتبه فقال " أبشر يا أبا بكر‬
‫أتاك نصر ال هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده ‪ ,‬على ثناياه النقع يريد الغبار فجاءت ريح لم‬
‫يروا مثلها شدة ‪ ,‬ثم ذهبت فجاءت ريح أخرى ‪ ,‬ثم ذهبت فجاءت ريح أخرى وكانت الولى‬
‫جبريل فى ألف من الملئكة مع رسول ال صألى ال عليه وسلم ‪ ,‬وكانت الثانية ميكائيل فى ألف‬
‫من الملئكة عن ميمنة رسول ال صألى ال عليه وسلم والثالثة إسرافيل فى ألف من الملئكة عن‬
‫ميسرة رسول ال صألى ال عليه وسلم كما حكى ال ذلك في القرآن في آل عمران والنفال‬
‫والحزاب وغير ذلك وكماجاء في الصحيحين وطبقات بن سعد ورواه أهل السير والمغازى وقد‬
‫كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملئكة ممن قتلوهم بضرب فوق العناق وعلى البنان مثل‬
‫سمة النار قد أحرق به ‪.‬‬

‫إشكال وجوابه ‪:‬‬


‫فإن قيل ملك واحد يهزم الناس كلهم ويقتلهم فما فائدة كثرة الملئكة ؟‬
‫ُأجيب بأن الفائدة في كثرة الملئكة تسكين قلوب المؤمنين وتطمينها وبيان كرامة النبى صألى ال‬
‫عليه وسلم على ربه – بأبى هو وأمى‬
‫قال بعض العلماء ‪ :‬ولن ال تعالى جعل أولئك الملئكة مجاهدين إلى يوم القيامة فكل عسكر‬
‫صأبر واحتسب تأتيه الملئكة ويقاتلون معهم ‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال الحسن ‪ :‬الخمسة آلف التى أمدهم بها يوم بدر ردء للمؤمنين إلى يوم القيامة ‪ ,‬والردء هو‬
‫المعين وإن لم يباشر القتال بنفسه فهو معين وعون له وفى صأحيح البخارى ‪ ,‬عن رفاعة بن رافع‬
‫رضى ال عنه قال ‪ :‬جاء جبريل عليه السلم إلى النبي صألى ال عليه وسلم قال ‪ :‬ما تعدون أهل‬
‫بدةر فيكم ؟ قال من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها ‪ ,‬قال وكذلك من شهد بدر من الملئكة‬
‫فما المانع أن يمدنا ال بمدةد من عنده وهو الكريم سبحانه إذا قمنا بما أوجبه ال علينا وجاهدنا‬
‫في سبيله لعلء كلمته صأابرين محتسبين ؟ ما المانع أن يهزم ال أمريكا على أيد الموحدين‬
‫ويزيلها من الوجود ؟ ما المانع أن يسلط ال عليها المحيط فيغرقها والجبال فيدكها دكاً‬
‫والعاصأير فتدمرها تدميراً ؟ ما المانع أن يرسل ال على الكافرين العذاب ويصبه عليهم صأباً ؟‬
‫المانع هو في المسلمين لن ال له سنن كونية ل تتبدل ول تحابى أحداً مهما كان فعلينا‬
‫باليمان والعمل الصالح والخذ بالسباب الشرعية للنصر –كما سبق‪ -‬فهل علم أصأحاب‬
‫الهزيمة النفسية دعاة النبطاح أننا ل نقاتل الكفار بعدة ول عدد ولكن نقاتلهم باليمان الثابت‬
‫والعقيدة الصحيحة مع بذل الجهد واستفراغ الوسع فى العداد وبذل كل ما نستطيعه في ذلك‬
‫ثلثة آلف تواجه أقوى قوةة في الرض حينئذ عدة وعدداً قال بن إسحاق وهو يصف لنا حال‬
‫القوم عند هذه المفاجأة " ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغ الناس أن هرقل قد نزل‬
‫مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضم إليه من لخم وجذام وبهراء وبلى مائة ألف‬
‫وصأار عددهم مائتى ألف فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين ينظرون في أمرهم قالوا‬
‫نكتب إلى رسول ال صألى ال عليه وسلم نخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا‬
‫بأمره فنمضي له قال ‪ :‬فشجع الناس عبد ال بن رواحة وقال ‪:‬‬
‫يا قوم وال إن التى تكرهون للتى خرجتم لها تطلبون وهى الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ول قوة‬
‫ول كثرة ما نقاتلهم إل بهذا الدين الذى أكرمنا ال به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما‬
‫ظهور وإما شهادة ‪ ,‬فقال الناس ‪ :‬قد وال صأدق بن رواحة فمضى الناس قال أبو هريرة عبد‬
‫الرحمن بن صأخر – رضى ال عنه – شهدت مؤتة فلما دنا منا المشركون رأينا مال قبل لحةد به‬

‫‪383‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من العدة والسلح والكراع والديباج والحرير والذهب فبرق بصري فقال لى ثابت بن أقرم يا أبا‬
‫هريرة كأنك ترى جموعاً كثيرة قلت نعم قال إنك لم تشهد معنا بدراً ‪ ,‬إنا لم ننتصر بالكثرة ‪.‬‬
‫ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية مؤته ثم إلتقى الفريقان فاقتتلوا قتالً شديداً فقاتل زيد بن‬
‫حارثة براية رسول ال صألى ال عليه وسلم حتى شاط في الرماح ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى‬
‫إذا ألجمه القتال اقتحم على فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فكان جعفر أول رجل‬
‫عقر فى السلم وهذا فيه جواز قتل الحيوان خشية أن ينتفع به العدو إذا لم تجد في السير‬
‫ويخشى من لحوق العدو لها وانتفاعهم بها وأنها تذبح وتحرق فيحال بينهم ؤبين النتفاع بها ولم‬
‫ينكر على جعفر أحد ل قبل المعركة ول بعدها فدل على جوازه إذا خيف من أخذ العدو له ‪ .‬ول‬
‫يدخل ذلك في النهي عند قتل الحيوان عبثاً – كما سيأتى في كيفية القتال – إن شاء ال تعالى‬
‫‪.‬فانظر أيها الموحد المجاهد إلى هذا الواقع لم يقل أحد أنهم غرروا بأنفسهم وألقوا بها إلى‬
‫التهلكة ‪ ,‬إنهم قتلوا أنفسهم إنهم إنتحروا وهذا ليس جهاد بل إنتحار إذ كيف يقاتل هؤلء‬
‫والنسبة بينهم واحد إلى ستمائة )‪ (669-1‬ل يوجد مقارنة في العدد ول في العدة كما في كلم‬
‫أبى هريرة رضى ال عنه هذا أمر يحير العقول ولكن القلوب المؤمنة الموحدة المجاهدة ل تعرف‬
‫الهزيمة النفسية ول تعرف التخاذل ول ترضى بالذل والهوان وإن كان فيه حتفها ولكن كما قال‬
‫عبد ال بن رواحة والمشكلة عندنا نحن المسلمين ضعف اليقين والتوكل وحب الدنيا ‪.....‬‬

‫الفتح وحقيقة النتصار‬


‫وربما يقول قائل لقد انهزم المسلمون في مؤتة وقتل المراء الثلثة وهذا يؤيد رأينا أنه لبد من التكافؤ‬
‫في العدة والعدد ولو كان الكفار أكثر من المسلمين مرتين أوثلثة فل يجوز القدام لن فيه الهلكة‬
‫!!!والنتحار كما قال الفقهاء‬
‫نقول كلم الفقهاء وتعريفاتهم الفاسدة – كما يقول بن تيمية –رحمه ال‪ -‬ليست دليلً معتبراً ‪ ,‬بل‬
‫الدليل المعتبر هو قول ال وقول رسوله صألى ال عليه وسلم وفعل الصحابة وفهمهم للدليل والعمل‬
‫به على وفق هذا الفهم فل يجوز لمسلم يؤمن بال واليوم الخر أن يقدم فهمه على فهم الصحابة أما‬
‫‪384‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القول بأن المسلمين انهزموا فهذا غلط وقول باطل يرده الحاديث والثار الصحيحة ‪ ,‬بل هو فتح‬
‫من ال ولقد انتصر المسلمون بل وغنموا أموالهم وسبوا نسائهم كما في صأحيح مسلم والفتح لبن‬
‫حجر أن الهزيمة كانت على المشركين والنصرة كانت للمسلمين كما جاء في الحديث الصحيح "‬
‫ثم أخذ الراية سيف من سيوف ال حتى فتح ال عليهم " فهزم ال العدو وأظهر المسلمين وأخذ‬
‫اللواء خالد بن الوليد رضى ال عنه ولم يكن من المراء ‪ ,‬ثم رفع رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫إصأبعه ثم قال ‪ ":‬اللهم إنه سيف من سيوفك فانصره " فمن يومئذ سمى خالد سيف ال فحمل خالد‬
‫على الروم فهزمهم وقتل نسائهم وسبى نسائهم روى مسلم وأبو داوود وغيرهما عن عوف بن مالك‬
‫الشجعي –رضى ال عنه قال خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقنى مدري من أهل اليمن‬
‫ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزوراً ‪ ,‬فسأله المدري طائفة من جلده فأعطاه إياه‬
‫فاتخذه كهيئة الدرقة ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب‬
‫وسلح مذهب فجعل الرومي يفرى بالمسلمين فرياً )أى يشق صأفوفهم شقاً ( فقعد له المددي خلف‬
‫صأخرة فمر به الرومى فعرقب فرسة فخر وعله فقتله ثم حاز فرسه وسلحه فلما فتح ال عزوجل‬
‫للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ من السبى " وحمل قطبة بن قتادة العدوي على مالك بن‬
‫‪1 ،‬زافلة وهو أمير أعراب النصاري فقتله‬
‫اليرموك يوم من أيام الله‬
‫في سنة خمس عشرة كانت وقعة اليرموك وهى وقعة عظيمة مشهورة كانت الروم في أكثر من مائة‬
‫ألف وقال بن الكلبي كانوا ثلثمائة ألف وكان المسلمون ثلثين ألفاً وأميرهم أبو عبيدة ‪ .‬وكانت الروم‬
‫قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستة في السلسلة لئل يفروا فلما هزمهم ال جعل الواحد يقع في‬
‫وادي اليرموك فيجذب معه في السلسلة حتى ردموا الوادي واستوا فيما قيل بحافتيه فداستهم الخيل‬
‫وهلك خلق ل يحصون واستشهد جماعة من أمراء المسلمين قال جبير بن الحويرث ‪ -‬رضى ال عنه‬
‫– حضرت اليرموك فل أسمع إل نقف الحديد ‪ ،‬إل إنى سمعت صأائحاً يقول يا معشر المسلمين يوم‬

‫‪ 1‬لمزيد من التفصيل يرجع إلى المشارع لبان النحاس ص ‪ 896‬وفيه جزم بان كثير بانصر المسلمين وهزيمة المشركين‬
‫‪385‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من أيام ال أبلوا فيه بلءً حسناً ‪ ،‬يا نصر ال اقترب ‪ ،‬يا نصر ال إقترب فرفعت رأسي فإذا هو أبو‬
‫سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد ‪،‬رحم ال أبا سفيان وإبنيه معاوية ويزيد ورضى ال عن الصحابة‬
‫‪-‬القادسية والوعد الحق –‬
‫وفي سنة خمس عشرة أيضاً كانت وقعة القادسية بالعراق وكان على الناس سعد بن أبى وقاص –‬
‫رضي ال عنه‪ -‬وعلى المشركين رستم وكان المسلمين ما بين السبعة إلى ثمانية آلف ورستم في‬
‫ستين ألفاً ومعهم سبعون فيلً فهزم ال المشركين وُقتل رستم وغنم المسلمون غنائم عظيمة من‬
‫الذهب والفضة فكان نصيب الفارس من الغنيمة اثنى عشر ألفاً وكان في الغنيمةبساط واحد ستون‬
‫ذراعاً في ستون ذراعاً فيه طرق كالصور وفصوص كالنهار وفي حافته كالرض المزروعة ‪ ،‬والرض‬
‫كالمبقلة بالنبات في الربيع من الحرير على قصبات الذهب ونواره بالذهب والفضة وسأل سعد‬
‫المسلمين أن تطيب أنفسهم على أربعة أخماسه ويرسله لعمر فقالوا نعم فبعثه إلى عمر رضى ال عنه‬
‫فقطعه عمر وقسمه بين الناس فأصأاب علياً قطعة منها قدرها شبر في شبر فباعها بعشرين ألفاً وأصأاب‬
‫المسلمون أموالً عظيمة وسبايا ‪ ،‬واستولى المسلمون في ثلثة أعوام على كرسى مملكة كسرى‬
‫ومملكة قيصر وغنم المسلمون غنائم لم يسمع بمثلها قط من الذهب والجوهر والحرير والرقيق‬
‫والمدن والقصور فسبحان ال العظيم الفتاح العليم بخلقه ثلث سنوات فتحوا فيها العالم على قلتهم‬
‫وفقرهم وقلة عددهم لم يخطر ببالهم أنهم يحاربون أعظم وأقوى قوتين في العالم الفرس والروم وأنهم‬
‫ل قبل لهم بهما ‪ ،‬لم يقولوا أين نحن من هذه السلحة الحديثة والتطورات العالية والقوة البشرية‬
‫الفخمة عدداً وعدة ولكنهم كانوا يحاربون الكفر والشرك واللحاد وهدفهم نصرة دين ال وإعلء‬
‫كلمته ونصر دينه فى الرض وكان معهم اليمان بال واليقين بما عند ال من النصر والظفر والثبات‬
‫والشهادة والجنة ‪ ،‬إنها العقيدة فل جهاد بغير عقيدة صأحيحة ‪,‬فإن صأاحب العقيدة الصحيحة هو‬
‫الذى يجاهد ويثبت والمتأمل في سقوط الدول السلمية سواء كانت فى المشرق أو الندلس يجد‬
‫من أقوى أسباب السقوط الترف وحب الدنيا والركون إلى النصارى والمشركين وضعف اليمان وحب‬
‫الرياسة والملك والحرص عليهما ‪ ،‬العقيدة أولً والتوحيد أولً وتحقيق مسائل اليمان والكفر والتوحيد‬

‫‪386‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والشرك قبل كل شيئ ‪,‬فالعلم العلم والفقه الفقه ‪,‬ف}إنما يخشى ال من عباده العلماء{وإنما العلم‬
‫إن الصفحات المشرقة في تاريخ الصحابة وفتوحاتهم لكثيرة ومتنوعة فهى‬ ‫للعمل ‪0‬‬
‫كالحديقة الغناء كل ما فيها طيب ولول خشية الطالة لنقلت‪ 1‬لكم ما يحير العقول ويشفي الصدور‬
‫المؤمنة ويلهبها ويقودها إلي الجهاد وحب الستشهاد مثل النعمان ابن مقرن يوم نهاوند – رضي ال‬
‫عنه – وماأدراك ما نهاوند وما أدراك ما النعمان وأشقاؤه السبعة إنهم ذرية مؤمنة مجاهدة ونفوس‬
‫موحدة ليس لها إل الجنة ‪.‬‬
‫يوم أم حكيم‬
‫ولم يقتصر المر علي جهاد الصحابة والرجال فقط بل النساء كان لهن نصيب من ذلك وكانت المراة‬
‫تخرج للجهاد في سبيل ال وقد سبق أن المرأة ليس عليها جهاد الذي هو فرض كفاية وإن خرجت‬
‫تداوي الجرحى وتسقي العطش وتساعد وتحض فل مانع أما الجهاد الذي هو فرض عين فهو واجب‬
‫عليها مثل الرجل ونساء الصحابة ضربن المثل العلي في الشجاعة والجهاد والثبات وقوة القلب وهل‬
‫ننسى صأفية أم الزبير عندما قتلت اليهودي في الحصن بل وقطعت رأسه وهل ننسى أم عمارة نسيبة‬
‫بنت كعب يوم أحد وشجاعتها ودفاعها عن رسول ال صألي ال عليه وسلم والخنساء وهل ننسى‬
‫معركة مرج الصفر التي قتل فيها من المشركين مقتلة عظيمة على نهر عند الطاحونة حتى جرى‬
‫بنت الحارث بنت هشام رضي ال عنهما –‬ ‫‪2‬‬
‫بدمائهم النهر وانهزمت الروم وكان اليوم يوم أم حكيم‬
‫وكانت تحت عكرمة بنت أبي جهل رضي ال عنه فقتل عنها بأجنادين فاعتدت أربعة أشهر وعشرة ‪,‬‬
‫وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها وكان خالد بن سعيد يرسل إليها في عدتها يتعرض للخطبة فخطبت‬
‫إلي خالد بن سعيد فتزوجها على أربعة مائة دينار فلما نزل المسلمون مرج الصفر أراد خالد أن يعرس‬
‫بأم حكيم فجعلت تقول لو أخرت الدخول حتى يفض ال هذه الجموع فقال خالد إن نفسي تحدثني‬
‫أني أصأاب في جموعهم قالت فدونك فأعرس بها عند القنطرة التي بالصفر وسميت قنطرة أم حكيم‬

‫‪ 1‬ذكرها ابان النحاس فى المشارع في بااب نفيس ماتع من ص ‪840‬إلى ص ‪ 950‬فقد أفاد وأجاد – رحمه ا – ورضى عنه‬
‫‪ 2‬أم حكيم بنت الصحاب الليل الارإث بن هشام بن الغية أبو عبد الرححن الكى أخو أبو جهل استشهد بالشام ف خلفة عمجمرح وهي كانت زوجة لبن عمجمها عكرحمة بن‬
‫أب جهل رإضى ال عنه واستشهد بالشام أيض ا ورإضى ال عنهم فهي بنت الشهيد وزوجة الشهيد‬
‫‪387‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أولم عليها في صأبح مدخله بها فدعا أصأحابه على طعام فما فرغوا من الطعام حتى صأفت الروم‬
‫صأفوفها صأفوفاً خلف صأفوف وبرز رجل منهم معلم يدعى إلي البراز فبرز له أبو جندل بن سهيل بن‬
‫عمر العامري رفيق أبي بصير ‪ ,‬فنهاه أبو عبيدة فبرز حبيب بن سلمة فقتله حبيب ورجع إلى موضعه‬
‫وبرز خالد بن سعيد فقاتل حتى قتل وشدت أم حكيم عليها ثيابها ‪ ،‬فاقتتلوا أشد القتال على النهر‬
‫وصأبر الفريقان جميعاً وأخذت السيوف بعضها بعضاً فل يرمى بسهم وليطعن برمح ول يرمى بحجر‬
‫ول يسمع إل وقع السيوف على الحديد وهام الرجال وأبدانهم ‪ ،‬وقتلت أم حكيم سبعة بعمود‬
‫الفسطاط الذي بات فيه خالد بن سعيد معرساً بها ‪ ،‬قتلت سبعة بعمود الخيمة ‪ ،‬رحم ال أم حكيم‬
‫ونساء الصحابة أجمعين ورزق نسائنا ونساء المسلمين القتداء بهن في القول والعمل فلم تتوقف‬
‫الحياة من أجل الجهاد ولم ترفض الزواج من أجل زوجها عكرمة ولم تقل أنه متزوج ول أرضى أن‬
‫أكون الزوجة الثانية أو الثالثة ولم تقل لتدخل بى حتى نرجع إلى المدينة ‪ ،‬لن الحياة ل تتوقف‬
‫بالحوادث بل تطمع أن يرزقها ال الشهادة مثل زوجها وإن لم فتطمع أن يرزقها ال ذرية صأالحة تعبد‬
‫ال وتوحده وتجاهد في سبيله ‪ ،‬أين نساؤنا من كل ذلك ‪ ،‬بل بعض النساء دخل عليهن حيل‬
‫الكافرين والعلمانيين وخدعن بتصريحاتهم حول حقوق المرأة وعدم تعدد الزوجات وتحديد النسل‬
‫فنرى بعض النساء يرفضن التعدد ويرفضن النجاب أكثر من طفلين إستجابة منهن لهذه النداءات‬
‫المتكررة والحرب المستمرة من قبل النصارى واليهود بنشر الفاحشة بين المسلمين وتقليل نسلهم‬
‫بحجة الرزق والحياة السعيدة والنفجار السكاني في حين نرى النصارى واليهود يفعلون كل شيئ من‬
‫أجل زيادة عددهم حتى يتفوقوا على المسلمين والمسلمون في غفلة من أمرهم وما يرضى ربهم وما‬
‫يحبه نبيهم صألى ال عليه وسلم اللهم ارزق نساءنا العفاف والغنا والحجاب والستر وارزقهن التشبه‬
‫بأمهاتهن أمهات المؤمنين ونساء الصحابة حتى تعود للمرأة كرامتها المهدرة وحقوقها الضائعة ولن‬
‫يكون ذلك إل في ظل السلم وتحكيم الشريعة ‪.....‬‬

‫‪388‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫شجعان المة‬
‫أشجع الناس وأقواهم قلبا‬
‫كان أشجع الناس على الطلق وأقواهم قلباً وأثبتهم جنانا سيدنا ونبينا محمد صألى ال عليه وسلم‬
‫‪،‬وقد حضر المواقف الصعبة المشهورة وفر البطال عنه غير مرة وهو ثابت ل يبرح ومقبل ل يدبر ول‬
‫يتزحزح وما شجاع إل وقد أحصيت له فره أوفتره سواه فإنه لم يفر قط ولم ينهزم رسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم قط وحاشاه من ذلك ثم حاشاه ول يجوز للمسلم أن يقول انهزم رسول ال أو فر رسول‬
‫ال فهو أشجع الشجعان فداه نفسي وأهلي ومالي صألوات ربى وسلمه عليه فهو على خلق عظيم‬
‫كما وصأفه ربنا عز وجل وهو أعلم به سبحانه وفى الصحيحين عن أنس رضي ال عنه قال " كان‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل‬
‫المدينة ذات يوم فنطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول ال صألى ال عليه وسلم راجعاً وقد سبقهم‬
‫إلى الصوت وهو على فرس لبى طلحة عرى وفى عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا "‬
‫‪389‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال على بن أبى طالب رضي ال عنه وهو من هو فى الشجاعة والقوة وثبات القلب قال كنا إذا أشتد‬
‫البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول ال صألى ال عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه‬
‫ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صألى ال عليه وسلم وهو أقربنا للعدو وكان من أشد الناس‬
‫بأسا " وقال ذلك ابن عمر وعمران بن الحصين والبراء وحسبك من شجاعته ثبات قلبه‬
‫يومئذ ً‬
‫وسكون جأشه وطلقة لسانه ليلة السراء فى ذلك الموقف الجليل بين يدي ال الرب العظيم وكذلك‬
‫الشجعان من أمته والبطال ل يحصون عدة ول يحاط بهم كثرة سيما أصأحابه المؤيدون الممدوحون‬
‫فى التنزيل بقوله سبحانه " ُمقحلممد قرُسوُل ال لته قوالتذيقن قمقعهُ أقتشلداءُ قعقلى ا لُكلفاتر ُرقحقماءُ بق لييينقيُهلم " الفتح ‪29‬‬
‫وسنذكر مواقف بطولية للصحابة والسلف رضي ال عنهم حتى نذكر المة بالبطال الشجعان الذين‬
‫فتحو البلد وقلوب العباد وانظر إلى تفوق المشركين في العدو والعدة والسلح ولكن هذا الدين‬
‫عندما يتمكن من القلوب ويرسخ فيها رسوخ الجبال فيأتى أصأحابه بالعجائب التى تحير العقول‬

‫أشجع الناس بعد رسول ال صألى ال عليه وسلم‬


‫‪-1‬خليفة رسول ال صألى ال عليه وسلم وأفضل الخلق بعده سيدنا أبو بكر الصديق عبد ال بن‬
‫قحافة –رضي ال عنه وعن إبنته حبيبة رسول ال صألى ال عليه وسلم –أمنا الطاهرة المطهرة‬
‫الحصان الرزان المبرأة من فوق السماء عائشة رضي ال عنها وقد شهد له على بن أبى طالب‬
‫رضي ال عنه أنه أشجع الناس ‪ ،‬فذكر الشيخ محب الدين الطبرى ‪ ،‬رحمه ال فى كتابه الرياض‬
‫النضرة فى مناقب العشرة أن على بن أبى طالب قال يوماً وهو فى جماعة من الناس من أشجع‬
‫الناس ؟ قالوا أنت يا أمير المؤمنين قال أما أنا ما برزت أحداً إل انتصفت منه ولكن أشجع الناس‬
‫أبو بكر لما كان يوم بدر جعلنا لرسول ال صألى ال عليه وسلم عريشاً وقلنا من يكون مع النبي‬
‫صألى ال عليه وسلم لن ل يصل إليه أحد من المشركين مادنا منه أحد إل أبو بكر شاهراً سيفه‬
‫على رأس رسول ال صألى ال عليه وسلم قال واجتمع المشركون عليه بمكة ‪ .‬هذا يجره وهذا‬

‫‪390‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يتلقله يعني يزعزعه ويحركه ويقلقله وهم يقولون ءأنت جعلت اللهة إلهاً واحداً فوال ما دنا إليه‬
‫أحد منا إل أبو بكر يضرب هذا ويدفع هذا ويتلتل هذا ويقول "ويلكم أتقتلون رجلً أن يقول ربي‬
‫ال " ثم قال نشدتكم بال أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟ فسكت القوم فقال أل تجيبون ؟‬
‫وال لساعة من أبي بكر خير من ملئ الرض من مؤمن ءال فرعون ‪ ،‬مؤمن ءال فرعون رجل كتم‬
‫إيمانه وأبو بكر أعلن إيمانه ‪} .‬قاله بن النحاس رحمه ال فى المشارع ‪{ -966-‬‬
‫ولقد صأدق على رضى ال عنه أن أبا بكر أشجع الناس بعد رسول ال صألى ال عليه وسلم فإنه‬
‫كان أثبتهم قلباً وأقواهم جناناً ‪,‬‬
‫‪0‬وحسبك من ذلك ثبات قلبه يوم بدر وهو يقول للنبى صألى ال عليه وسلم كفاك بعض‬
‫مناشدتك ربك فإنه منجز لك ما وعدك ‪,‬‬
‫‪0‬وثبات قلبه يوم أحد وقدصأرخ الشيطان بأن محمداً قد قتل ‪ ,‬ولم يبق أحد مع أحد وهو فى‬
‫ذلك ثابت القلب ساكن الجأش‬
‫‪0‬وثبات قلبه يوم الخندق وقد زاغت البصار وبلغت القلوب الحناجر ‪,‬‬
‫‪0‬وثبات قلبه يوم صألح الحديبية فى هذا الموطن الرهيب الشديد على الصحابة بما فيهم الفاروق‬
‫عمر رضى ال عنه‬
‫‪0‬وثبات قلبه يوم حنين حين فر الناس ما هو مذكور في الصحاح‬
‫‪0‬ولو لم يكن من شجاعته إل ثبات قلبه وتثبيت المسلمين عند الخطب العظم والمر الفخم‬
‫بموت سيدنا محمد صألى ال عليه وسلم إذ زاغت قلوب كثير من الناس وزلزلوا بموته زلزالً‬
‫شديداً لكفانا ذلك دليلً على عظيم شجاعته وقوة قلبه أذ كان قلبه في تلك النازلة العظمى التى‬
‫اهتزت لها الدنيا بأجمعها لو وزن بقلوب المة لرجحها ‪.‬‬
‫‪0‬وكان عزمه في قتال من ارتد حينئذ لو فرق على قلوب الجبناء من أهل الرض لشجعهم إل أن‬
‫قام بمهمة قناة السلم بعد اعوجاجها وجرت المله الشهباء على سننها ومنهاجها وأذن مؤذن‬
‫‪391‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اليمان " أل إن حزب ال هم الغالبون " وتولى حزب الشيطان وهم خاسرون فتلك‪ -‬لعمر ال‬
‫الشجاعة التى تضائلت لها فرسان المم ‪ ,‬والهمة التى تنازلت لها أعالى الهمم فرضوان ال عليهم‬
‫أبدا ما شهر بارق وقهر مارق وعلى بقية الصحابة أجمعين "‬
‫ومن شجعان المة وأبطالها الذين لهم مواقف بطولية وصأفحات جهادية مشرقة في تاريخ المسلمين‬
‫بعد رسول ال صألى ال عليه وسلم وخليفته أبو بكر الصديق رضى ال عنه‬
‫‪ -2‬أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ناصأر الدين رضى ال عنه فاروق هذه المة ‪ ،‬وحسبك من‬
‫شجاعته وقوته في الدين ما وصأف به في الكتب السالفة أنه قرن من حديد أي جبل من حديد وقوله‬
‫صألى ال عليه وسلم يا بن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إل سلك فجاً‬
‫غير فجك " رواه البخاري ومسلم‬
‫وقوله صألى ال عليه وسلم اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب‬
‫وروى البخارى عن بن مسعود قوله ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ما كنا نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى‬
‫أسلم عمر فلما أسلم قاتل قريش حتى صألى عند الكعبة وصألينا معه ‪،‬‬
‫وهذا في زمن الستضعاف كما سبق وفيه دليل على الخذ بالعزيمة والصدع بالحق ومجالدة الكفار‬
‫والقيام بعمليات فردية ضدهم ول يمنع الستضعاف من ذلك كما سبق من مواجهات الصحابة في‬
‫مكة‬
‫‪ -3‬ومنهم الشجاع الجواد ذوالنورين عثمان أمير المؤمنين رضى ال عنه ويكفي من شجاعته أنه‬
‫ذهب وحده إلى مكة يوم الحديبية يوم بيعة الرضوان حتى أشيع أنه قتل فبايع رسول ال صألى ال عليه‬
‫وسلم الصحابة على الموت ويكفي من شجاعته بذله وإنفاقه في سبيل ال وحرصأه على دماء‬
‫المسلمين وتجهيزه الجيوش وإن لم يكن من شجاعته أنه واجه الفتنة وحده وأقسم على الصحابة أل‬
‫لعلى صأبره وشجاعته وقوة نفسه ‪ ،‬عثمان وماأدراك ما عثمان‬
‫يهراق دم مسلم بسببه لكفى ذلك دلي ً‬
‫شهيد البررة ‪,‬قتيل الفجرة أفضل المة بعد أبى بكر وعمررضى ال عنهم وتقبل منهم ما قدموه‬
‫للسلم‬

‫‪392‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -4‬وأشهر الصحابة بالشجاعة ‪-‬وكلهم شجعاناً – هو الليث الحصار والغيث المدرار ومفرق كتائب‬
‫المشركين أميرالمؤمنين على بن أبى طالب رضى ال عنه دفع إليه النبى صألى ال عليه وسلم الراية يوم‬
‫بدر وهو بن عشرين سنة روى البخاري ومسلم وأصأحاب السنن أن النبى صألى ال عليه وسلم قال‬
‫يوم خيبر لعطين الراية رجلً يحب ال ورسوله ويحبه ال ورسوله ليس بفرار‪ .‬ويفتح ال على يديه‬
‫وحمل الباب يوم خيبر حتى صأعد المسلمون عليه فافتتحوها وأنه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون‬
‫رجلً ثم إجتمع عليه سبعون رجلً فكان جهدهم أن أعادوا الباب ومن صأفته أنه كان إذا أمسك‬
‫بذراع رجل لم يستطع أن يتنفس – رضى ال عنه وأرضاه ‪.‬‬
‫‪ -5‬ومن شجعان هذه المة وأبطالها وأعيان فرسانها ورجالها طلحة بن عبيد ال طلحة الخير طلحة‬
‫الفياض أحد العشرة المبشرين بالجنة كان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد قال يوم كان كله لطلحة‬
‫كان يقاتل عن رسول ال صألى ال عليه وسلم وكان أبو طلحة رجلً رامياً شديد النزع كسر يومئذ‬
‫قوسين أو ثلثة وكان النبى صألى ال عليه وسلم يشرف لينظر يقول طلحة يا نبي ال – بأبى أنت‬
‫وأمى – ل تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك فأصأاب طلحة بضع وسبعون طعنة‬
‫ورمية وضربة وقطعت يده وشلت فقال له رسول ال صألى ال عليه وسلم وجبت طلحة‬
‫‪ -6‬ومنهم الليث الهمام والبطل المقدام أبو عبد ال الزبير بن العوام أحد العشرة المشهود لهم‬
‫بالجنة وهو أول من سل سيفاً في السلم وذكر الشيخ محب الدين الطبري في كتابه الرياض النضرة‬
‫في مناقب العشرة أن الزبير قال لرسول ال صألى ال عليه وسلم سمعت أنك قد قتلت قال فما كنت‬
‫صأانعاً قال أردت وال أن استعرض أهل مكة واجري دماءهم كالنهر ل أترك أحداً منهم إل قتلته حتى‬
‫أقتلهم عن أخرهم فضحك النبي صألي ال عليه وسلم وخلع ردائه وألبسه فنزل جبريل عليه السلم‬
‫وقال إن ال يقرئك السلم ويقول لك اقرئ مني على الزبير السلم وبشره أن ال أعطاه ثواب كل‬
‫من سل سيفاً في سبيل ال منذ بعثت إلى أن تقوم الساعة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا لنه‬
‫أول من سل سيفاً في سبيل ال عز وجل بمكة وكان ابن اثنتي عشرة سنة ال أكبر في هذا السن‬
‫ويفعل هذا الفعل ل غرو ول عجب فإنه حواري رسول ال صألى ال عليه وسلم وابن صأفية عمة‬

‫‪393‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم وكان في صأدره مثل العيون من الطعن والضرب وكان جسده مجدعاً‬
‫بالسيوف وما فيها جراحة إل مع رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫‪-7‬ومنهم سعد ابن أبي وقاص أحد العشرة وفارس السلم وأول من رمى بسهم في سبيل ال ودعا‬
‫له النبى صألى ال عليه وسلم فقال "ال سدد رميته وأجب دعوته " فكان ذلك قال على رضى ال عنه‬
‫ماسمعت رسول ال صألى ال عليه وسلم جمع ابوية لحد إل لسعد فإني سمعته يقول له يوم أحد ارم‬
‫فداك أبي وأمي " فكان أحد الفرسان الشجعان الذين كانوا يحرسون رسول ال صألي ال عليه وسلم‬
‫في مغازيه وهو الذي كوف الكوفة وتولى قتال فارس وقال ابن عباس سمعت رسول ال صألي ال‬
‫عليه وسلم يقول سعد ابن أبي وقاص يعد بألف فارس‬
‫‪ -8‬ومنهم أمين هذه المة أبو عبيدة عامر بن عبد ال بن الجراح أحد العشرة‬
‫‪ -9‬ومنهم أسد ال حمزة بن عبد المطلب أبو عمارة عم النبي صألى ال عليه وسلم ذو الشجاعة‬
‫المذكورة والبسالة المشهورة المعروفة قتل يوم أحد أحداً وثلثين نفساً ثم عثر عثرة وقع منها على‬
‫ظهره فانكشف الدرع عن بطنه فطعنه وحشي وكان يقاتل يوم بدر بين يدى رسول ال صألي ال عليه‬
‫وسلم بسيفين وكان من الذين اشهروا إسلمهم بمكة علنية وقام بمواجهات دامية وعمليات فردية‬
‫قتالية مع الكفار لفرط شجاعته وقوة نفسه وإقدامه وأظهر إسلمه وأعلن به هو والفاروق في زمن‬
‫الستضعاف – رحمهم ال ورضي عنهم ‪-‬‬

‫‪394‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -10‬ومنهم البطل الفرد الشجاع الجلد ذو الجناحين جعفر بن أبى طالب بن عم الرسول صألى ال‬
‫علية وسلم وكان أكبر من أخيه على بعشر سنين وهو ممن استشهد يوم مؤتة أخذ الراية يومئذ‬
‫فقطعت يداه ثم أخذها بيده اليسرى فقطعت فاحتضن الراية حتى قتل وهو مقبل غير مدبر ووجدوا‬
‫فيما أقبل من جسده بضعاً وتسعين بين ضربة ورمية وطعنة رحمه ال ورضى عنه‬
‫‪ -11‬ومنهم البراء بن مالك بن النضر النصاري أخو أنس رضى ال عنهما أحد البطال الفراد‬
‫الذين يضرب بهم المثل في الفروسية وفي الشدة وهو الذي دخل فى سرب إلى مدينة تستر مع‬
‫مجزأة بن ثور وفتح ال عليهم وقاتلهم البراء في جوف المدينة وهو الذي تعلق بالكلليب المحمية‬
‫لنقاذ أخيه أنس عندما خطفته الكلليب في أحد المعارك حتى تفحمت يدة –رضى ال عنه –وهو‬
‫الذي قال يوم اليمامة للصحابة إرفعونى برماحكم فألقونى إليهم فألقوه وراء الحائط فادركوه وقد قتل‬
‫منهم عشرة وجرح يومئذ بضعاً وثمانين جراحاً ما بين رمية وضربه فاقام عليه خالد ابن الوليد شهراً‬
‫حتى برأ من جراحته رضي ال عنه وكان مستجاب الدعوة شجاعا مقداماً قتل على تستر مائة رجل‬
‫مبارزة سوى من شارك في قتله رحمه ال ورضي عنه‬
‫‪ -12‬ومنهم أبو دجانة سماك بن خرشة الشجاع المشهور رضى ال عنه وهو الذي أعطاه النبي‬
‫السيف يوم أحد لما قال " من يأخذ هذا السيف بحقه فقام إليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام أبو‬
‫دجانة فقال وما حقه يا رسول ال ؟ قال أن يضرب به في وجه العدو حتى ينحنى" فقال أنا آخذه‬
‫بحقه فأعطاه إياه وكان رجلً شجاعاً يختال عند الحرب وهذه مشية يبغضها ال ورسوله إل في هذا‬
‫الموطن عند إلتقاء الصفوف قال الزبير بن العوام رضى ال عنه وجدت في نفسي حين سألت النبي‬
‫صألى ال عليه وسلم السيف فمنعه وأعطاه أبو دجانة فقلت وال لنظرن ما يصنع ؟ فاتبعته فأخذ‬
‫عصابة له حمراء فعصب بها رأسه قالت النصار أخرج أبو دجانة عصابة الموت وهكذا كان يقول‬
‫إذا عصب بها فخرج وهو يقول ‪:‬‬
‫ونحن بالسفح لدى النخيل‬ ‫أنا الذي عاهدنى خليلى‬
‫أضرب بسيف ال والرسول‬ ‫أن ل أقوم الدهر في الكيول‬
‫قال فجعل ل يلقى أحدًاإل قتله ‪ ،‬وهكذا يفعل البطال يحطمون الرؤوس والجماجم التى ما فهمت‬
‫ل ل إله إل ال‬

‫‪395‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وذكر بن الثير وابن الذهبى وغيرهما أن أبا دجانة رمى بنفسه يوم اليمامة إلى داخل الحديقة‬
‫فانكسرت رجله فقاتل وهو مكسور الرجل وشارك في قتل مسيلمة الكذاب وهذا فيه دليل آخر على‬
‫جواز العمليات الستشهادية والنغماس فرحمهم ال ورضى عنهم وجزاهم ال كل خير على ما قدموه‬
‫للسلم المسلمين‬
‫‪ -13‬ومنهم أبو طلحة زيد بن سهل النصاري – رضى ال عنه كان يجثو بين يدي رسول ال صألى‬
‫ال عليه وسلم وينشر كنانته ويقول وجهى لوجهك الوقاء ونفسي لنفسك الفداء وأنه ققتل يوم حنين‬
‫عشرين مشركاً وأخذ أسلبهم وقال رسول ال صألى ال عليه وسلم لصوت أبي طلحة في الجيش‬
‫خير من ألف رجل "‬
‫ومنهم سيف ال خالد بن الوليد أبو سليمان رأس الشجعان والبطال في الجاهلية والسلم ‪14-‬‬
‫رضى ال عنه باشر حروباً كثيرة وشهد وقائع مشهورة قال لقد شهدت مائة زحف أو زهائها وها أنا‬
‫أموت على فراشي كما يموت البعير فل نامت أعين الجبناء ولم يكن في جسده موضع شبر خالياً ‪.‬‬
‫رضى ال عنه‬
‫ومنهم الليث الصنديد والبطل الشديد عمرو بن معد يكرب رضى ال عنه كان فارساً ضخماً ‪15-‬‬
‫عظيماً أجش الصوت حمل يوم القادسية على رستم عظيم الفرس وكان رستم على فيل عظيم فجذب‬
‫عمرو عرقوم الفيل فوقع رستم وسقط الفيل عليه مع خرةج كان معه فيه أربعون ألف دينار فقتل رستم‬
‫وانهزمت الفرس وتفرقوا‬
‫وكان عمرو مقداماً شجاعاً سأله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى ال عنه فقال يا عمرو أخبرنى‬
‫عن أحيل من لقيت وأجبن من لقيت وأشجع من لقيت ؟‬
‫فقال يا أمير المؤمنين كنت أشن الغارة فرأيت فارساً لبس لمة حربه وهو راكب على فرسه فقلت له‬
‫يا فتى خذ حذرك فإنى قاتلك ل محالة فقال لى ومن تكون ؟ فقلت عمرو بن معد يكرب فسكت‬
‫‪ .‬ودنوت منه فأجده قد مات ‪ ،‬فهذا أجبن من لقيت‬
‫وأما أحيل من لقيت فكنت أشن الغارة وإذا بفارس في وهدة من الرض لقضاء الحاجة وفرسه‬
‫مشدودة على ألسنه فقلت له يا فتى خذ حذرك فإنى قاتلك ل محالة فقال لى ياعمرو ما أنصفتنى‬
‫فإنى في وهدة من الرض وأنت على فرسك لبس لمة حربك فقلت وما تريد ؟ فقال تعطى عهداً‬
‫اليصل إلى منك سوء حتى أكون كما أنت‪ .‬فقلت ولك ذلك فقضى حاجته واحتبى بكسائه فجلس‬

‫‪396‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقلت له لم ل تركب فقال لى لست براكب ول محارب لك فإن شئت أن تنقض عهدك فافعل قال‬
‫‪ .‬فتركته ومضيت وهذا أحيل من لقيت‬
‫وأما أشجع من لقيت فكنت أشن الغارة فإذا بفارس على فر ة‬
‫س وحده فقلت له يا فتى‬
‫خذ حذرك فإنى قاتلك ل محالة فلم يلتفت إلى ول اكترث بكلمى فنادينه الثانية فلم يلتفت إلى بل‬
‫قال الويل لك ومن تكون ؟ فقلت عمرو بن معد يكرب فقال الذليل الحقير وال ياعمرو إن يمنعنى‬
‫من قتلك إل احتقارك لدى فوجمت وال يا أمير المؤمنين مما قابلنى به وكان الموت أهون عندي منه‬
‫فقلت يا فتى ما ينصرف إل أحدنا فقال بل الويل لك نحن من قوم ما نكلنا عن فارس قط ‪ .‬إختر‬
‫لنفسك إما أن تثبت لى وأضربك ثلثاً فإن بقيت فيك بقية ضربتنى أنت أو أثبت لك وتضربنى ثلثاً‬
‫فإن بقيت في بقية ضربتك قال فاغتنمتها وقلت بل تثبت لى قال فثبت وحملت عليه بالرمح حتى‬
‫انثنى وقلت إنى شققته به فانفتل عنه وضربنى بعقب رمحه على رأسي وقال واحدة يا عمرو ولول‬
‫احتقارك لقتلتك فحصل عندى من اللم ما كان الموت أهون منه ثم قلت اثبت فثبت وحملت عليه‬
‫وقمت فى السرج وضربته بالسيف بيدي الثنتين حتى قلت إنى قد قصمته وقصمت فرسه فانفتل‬
‫وضربنى بعقب رمحه وقال يا عمرو هذه ثانية ولول احتقارك لقتلتك وبقيت الثالثة فحملت عليه‬
‫وضربته ففعل مثل فعل ما فعل في الوليين ثم أنشد‬
‫إن عدت يا عمرو إلى الطعان‬ ‫وكدت أغلظاً من اليمان‬
‫أو ل فلست من بنى شيبان‬ ‫لوجزن لهب السنان‬
‫قال يا أمير المؤمنين فكرهت نفسي الموت وقلت له يا فتى عليك عزيمة فقال مثلك ما يعزم على‬
‫مثلى فقلت له الكريم ما يأبى ضيافة اللئيم فقال لى أنا على طريق فقلت أكون معك فقال لى يا‬
‫عمرو وتعرف ما أريد ؟ قلت اللهم ل ‪ .‬قال إنى أريد الموت فقلت له يا حبذا الموت معك فقال إذاً‬
‫فسر قال فسرنا حتى إذا هور الليل وإذا واةد يلوح بقاطنه وإذا مضارب وقباب وإذا خيمة حمراء عالية‬
‫فقال لى يا عمرو قلت لبيك قال هذا الوادي فيه الموت وهذه القبة الحمراء فيها الموت الحمر‬
‫فإما أن تمسك فرسى وأروح فآتى بحاجتى أو أمسك عليك فرسك فقلت صأاحب الحاجة أعرف بها‬
‫وأنا أمسك عليك فرسك ورضيت نفسي له سائساً قال فمسكت عليه فرسه ودخل في تلك القباب‬
‫وغاب عنى ساعة وأتى ومعه جارية كالشمس الضاحية على بعير فقال لى يا عمرو فقلت لبيك فقال‬
‫إما أن تقود الدواب وأنا أحمى ظهرك أو أقود أنا الدواب وأنت تحمى ظهري ؟ فقلت أنا أقود‬

‫‪397‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الدواب قال فأخذت زمام المطية وسرنا حتى إذا رقرق الصبح قال يا عمرو قلت لبيك قال انظر‬
‫إلى ورائك هل ترى أحداً ؟ فنظرت فإذا غبار قد مل الجو فقلت غبار قد مل الجو فقال هو القوم‬
‫فإذا كانوا كثيراً فليسوا بشيئ وإن كانوا قليلً فالجلد والقوة فنظرت فإذا القوم ما بين أربعة أو‬
‫خمسة فقلت القوم ما بين أربعة أو خمسة فقال الجلد والقوة وهو الموت ل محالة ثم قال جنب‬
‫الوادي عن يمين الطريق ووقف هو في الطريق وإذا بشيخ قد أقبل وخلفه ثلثة أنفس شباب هم‬
‫أولده وإذا هو أبو الصبية وهم إخوتها فتقدم الشيخ وقال له خل عن الظعينة يابن أخى فقال لست‬
‫بمخليها ول أخذتها لخليها فقال لحد أولده ابرز إليه فل خير فى الحياة مع العار فبرز إليه‬
‫فتجاول طويلً وإذا بالشيبانى قدطعنه أخرج الرمح من ظهره فخر صأريحاً وأنشد عليه أبياتاً من الشعر‬
‫فقال الشيخ لولده الخر اخرج إليه فل خير في الحياة بعد هذا فخرج إليه وتجاول ساعة وإذا‬
‫بالشيبانى ضربه ضربة بالسيف من كتفه الواحد أطلعه من كتفه الخر فخر صأريعاً وأنشد عليه أبياتاً‬
‫فقال لولده الخر ابرز إليه ‪ ،‬فبرز إليه فقتل الخر فتقدم إليه الشيخ فقال يابن أخي خل عن الظعينة‬
‫فقد قتلت بنى عمك فقال لست مخليها ول أخذتها لتركها فقال له أتعرفني قال نعم فقال له لست‬
‫كمن رأيت ول كمن للقيت فخل عن الظعينة وارشد سالماً فقال له ما أخليها فقال له اختر لنفسلك‬
‫إما أن تثبت لى وأضربك أو أثبت لك وتضربنى فقال الشيبانى بل تثبت لى فثبت الشيخ وحمل عليه‬
‫الشيبانى وضربه ضربة في مفرقه قده بالسيف إلى مشعره وحين أحس الشيخ بالسيف ضرب الشيبانى‬
‫بسكين من شعره شقه إلى نصفة فوقعا ميتين قال عمرو فأخذت أربعة أفراس وعدد أصأحابها وأخذت‬
‫بزمام المطية ومشيت طالباً أهلى فقالت لى الجارية لست بصاحبتك ولو كنت صأاحبى لسلكت‬
‫سبيل القوم فقلت لها دعينى من هذا فقالت وال ل سبيل إلى ذلك إل أن تبرز لى فى الحرب فإن‬
‫غلبتنى فأنا لك وإن غلبتك فامرأة ل تكون لمرأة فقلت لها لست بمحاربك وقد علمت جرأة قومك‬
‫قال فوثبت من على المطية كالسد وأخذت رمحاً قال عمرو فعجلتها بضربة فقتلتها ‪ ،‬فقال له أمير‬
‫‪ .‬المؤمنين عمر بن الخطاب رضى ال عنه ولم فعلت فقال يا أمير المؤمنين لولم أقتلها لقتلتنى‬
‫ول عجب في ذلك فإن بنى شيبان أهل فروسية وبطولة وكفى أن من بينهم المثنى بن حارثة الشيبانى‬
‫البطل الهمام وهم أول من قاتل العاجم وهزموهم شر هزيمة دفاعاً عن عهدهم ومن استجار بهم‬
‫ومنهم طليحة بن خويلد السدي البطل العظيم والشجاع المشهور شهد القادسية وأبلى بلءً ‪16-‬‬
‫عظيماً واستشهد بنهاوند وكان يعد بألف فارس لشجاعته وشدته ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضى‬

‫‪398‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال عنه كتب إلى سعد بن أبى وقاص قد وجهت إليك وأمددتك بألفا رجل عمرو بن معد يكرب‬
‫وطليحة بن خويلد فشاورهما فى الحرب ول تولهما لما يعلم فيهما من شدة القدام بالعسكر وعدم‬
‫التأنى عند الحرب وهو الذي دخل معسكر رستم أيام القادسية وبات فيه فلما أدبر الليل طاف‬
‫بالمعسكر وتوسم أفضل فرس له قيمة وأخذه وخرج يعدو فلحقه فارس فعدل إليه طليحة فقصم‬
‫ظهره بالرمح وأخذ فرسه وفعل بالثانى كذلك ثم استسلم الثالث فجاء به إلى سعد رضى ال عنه‬
‫وأخبره الخبر فقيل للسير تكلم فقال قد باشرت الحروب وغشيتها وسمعت البطال ولقيتها ما رأيت‬
‫ول سمعت بمثل هذا رجلً قطع عسكرين ل يجترئ عليهما البطال إلى عسكر فيه عشرون ومائة‬
‫ألف وأن التباع مثلهم خدام لهم فلم يرض أن يخرج حتى سلب فارس الجند وقتل فارس يعدل‬
‫بألف ثم أدركه الثانى مثله ثم قتله فأتبعه فرأيت الموت فاستأسرت ‪ ،‬ثم أسلم الرجل المأسور وأبلى‬
‫بلءً حسناً مع المسلمين ‪ ،‬وهذا فيه دليل أيضاً على جواز العمليات والتغرير بالنفس والنغماس فى‬
‫‪ .‬قلب العدو وإن غلب على ظنه أنه سيقتل‬
‫ومنهم القعقاع بن عمرو التيمي أحد البطال مذكور في الصحابة قال بن الذهبى قيل إنه شهد ‪17-‬‬
‫وفاة رسول ال صألى ال عليه وسلم وله أثر عظيم في قتال الفرس في القادسيةوفتوح الشام وغيرهما‬
‫ويقال إن أبا بكر قال لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل وقد حمل يوم أغواث من أيام‬
‫القادسية ثلثين حملة قتل في كل حملة واحداً وهو الذي تسلل السور مع خالد بن الوليد في فتح‬
‫دمشق رضي ال عنهم جميعاً والشيعة الروافض اخزاهم ال يكرهونه لذلك ويشيعون بين المسلمين‬
‫‪.‬أنه شخصية وهمية لوجود لها‬
‫ومنهم موسى بن نصير المام الكبير فاتح الندلس ‪18-‬‬
‫كان أعرجاً مهيباً ذا رأي وحزم وشجاعة ‪ ،‬قال له سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين يوماً ‪ :‬ما‬
‫كنت تفزع إليه عند الحرب ؟ قال الدعاء والصبر‬
‫نعم الدعاء واللجوء إلى ال الناصأر المعين القوى القاهر فالنصر من عنده سبحانه والصبر على ‪-‬‬
‫الجهاد والثبات لن الثمن الجنة وهم قد عرفوا الجنة فطاروا إليها ونحن جهلناها فقعدنا عنها –اللهم‬
‫ارزقنا الصبر والثبات حتي الممات – قال فأي الخيل رأيت أصأبر ؟ قال الشقر ‪ ،‬قال فأي المم أشد‬
‫قتالً قال هم أكثر من أن أصأف ‪ ،‬قال فأخبرني عن الروم قال أسد في حصونهم عقبان على خيولهم‬
‫نساء في مراكبهم إن رأوا فرصأة انتهزوها وإن رأوا غلبة فأوعال تذهب في الجبال ل يرون الهزيمة‬

‫‪399‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عاراً قال فالبربر ؟ قال هم أشبه المم بالعرب لقاءً ونجدًة وصأبراً وفروسية غير أنهم أغدر الناس –‬
‫قال وأهل الندلس ؟ قال ملوك مترفون وفرسان ل يجبنون قال فالفرنج ؟ قال هنالك العدو والجلد‬
‫والشدة والبأس قال فكيف كانت الحرب بينك وبينهم ؟ قال ‪ :‬أما هذا فوال ما هزمت لي راية قط‬
‫‪ .‬ول بدد لي جمع ول نكب المسلمون معي منذ اقتحمت الربعين إلى أن بلغت الثمانين‬
‫واجتمع الروم لحربه فكانت بينهم وقعة مهولة وطال القتال وجال المسلمون وهموا بالهزيمة فأمر‬
‫موسى بن نصير بسرادقه فكشف عن بناته وحرمه حتى يرون وبرز بين الصفوف حتى يراه الناس ثم‬
‫رفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء فأطال فكسرت بين يديه أغماد السيوف وصأدقوا اللقاء ففتح ال‬
‫عليهم بلد الندلس وجاء رجل فقال ابعث معي أدلك على كنز فبعث معه فقال لهم انزعوا ما هاهنا‬
‫فنزعوا فسال عليهم من الياقوت والزبرجد ما أبهتهم وكانت الفرش لتوجد منسوجة بقضبان الذهب‬
‫تنظم السلسلة الذهب باللؤلؤ والياقوت فكان البربريان ربما وجداها فل يستطيعان حملها حتى يأتيا‬
‫بالفأس فيقتسمانها ولما افتتح الندلس رجع إلى إفريقية وله نيف وستون سنة وهو يجر الدنيا بين‬
‫يديه جراً أمر بالعجل تجر أوقار الذهب والجواهر والتيجان والثياب الفاخرة وسألوه عند ذلك كم‬
‫تعد من مواليك وأهل بيتك قال كثير قالوا يكونون ألفًا؟ قال ألف ألف ‪ ،‬قالوا وأنت على هذا وتلقى‬
‫بيدك إلى التهلكة أفل أقمت في قرار عزك وسلطانك فإن أعطيت الرضا وإل أنت في عزك ؟ قال لو‬
‫أردت ذلك لصار ولكنى آثرت ال ولم أر الخروج وقال يوماً لسليمان وال لقد بعثت لخيك الوليد‬
‫بثور من زبرجد أخضر كان يجعل فيه اللبن حتى تري فيه الشعرة البيضاء ثم جعل يعدد ما أصأاب من‬
‫الجوهر والزبرجد حتى بهت سليمان وتعجب ‪ ،‬رحم ال موسى بن نصير ورحم ال أبطال السلم‬
‫كانوا ل يريدون دنيا ول سلطاناً ول مالً بل تركوا كل ذلك وابتغوا ما عند ال نصرة لدين ال رضي‬
‫ال عنهم‬
‫ومنهم أحمد بن إسحاق السرماري الزاهد المجاهد الفارس المشهور ‪ ،‬شيخ البخاري أحد – ‪19‬‬
‫شجعان العالم المضروب بشجاعته المثل قال أبو عبد ال البخاري ‪:‬ما بلغنا أنه كان في السلم ول‬
‫في الجاهلية مثله وروى ابن الذهبي الحافظ في تهذيب التهذيب بإسناده عن إبراهيم بن شماس قال‬
‫‪ :‬كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري فكتب إلى ‪ :‬إذا أردت الخروج إلى بلد الغزية في شراء‬
‫السرى فاكتب إلى ؛ فكتبت إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا ‪،‬فلما علم جيغويه استقبلنا في عدة من‬
‫جيوشه فأقمنا عنده إلى أن فرغنا من شراء السرى فركب يوما إلى وعرض جيشه فجاء رجل فعظمه‬

‫‪400‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وبجله وخلع عليه فسألني السرماري عن الرجل فقلت هذا رجل مبارز يعد بألف فارس ل يولى من‬
‫ألف فقال أنا أبارزه فلم ألتفت إلى قوله فسمع جيغويه ذلك فقال لي ما يقول هذا ؟ قلت يقول كذا‬
‫وكذا فقال لعل الرجل سكران ل يشعر ولكن غداً نركب فلما كان الغد ركبوا وركب هذا المبارز‬
‫وركب أحمد السرماري ومعه عمود في كمه فقام بإزائه فدنا منه المبارز فهزم أحمد نفسه منه حتى‬
‫باعده عن الجيش تم ضربه بالعمود فقتله ‪ ،‬وتبع إبراهيم بن شماس لنه كان سبقه بالخروج إلى بلد‬
‫المسلمين فلحقه وعلم جيغويه فبعث في طلبه خمسين فارساً من خيار جيشه فلحقوا أحمد فوقف‬
‫تحت تل مختفياً حتى مروا كلهم ثم خرج فجعل يضرب بالعمود واحداً بعد واحد ول يشعر من كان‬
‫بالمقدمة حتى قتل تسعة وأربعين نفساً وأخذ واحداً منهم فقطع أنفه وأذنيه وأطلقه فذهب إلى جيغويه‬
‫وأخبره وكان عمود السرماري ست وثلثون رطلً فلما شاخ جعله أربع وعشرون رطلً ‪ ،‬وكان يقاتل‬
‫بالعمود وأخرج سيفه وقال أعلم يقيناً أنى قتلت به ألف تركي وإن عشت قتلت به ألفاً أخرى ولول‬
‫‪ .‬أنى أخاف أن يكون بدعة لمرت أن يدفن معي‬
‫وكان السرماري في بعض الحروب وقد حاصأروا مكاناً ورئيس العدو قاعد على صأفة فأخرج‬
‫السرماري سهماً فغرزه في الصفة فأومأ الرئيس لينزعه فرماه بسهم آخر خاط يده فتطاول الكافر‬
‫لينزع ما في يده فرماه بسهم في نحره قتله وانهزم العدو وكان الفتح ‪ ،‬توفي سنة إحدى وأربعين‬
‫‪ .‬ومائتين على فراشه بقرية سرمارى فل نامت أعين الجبناء‬
‫وشجعان هذه المة وأبطالها ل يحاط بهم كثرة وفرسانها ورجالها ل يحصون عدة وفيما ذكرناه كفاية‬
‫ومقنع إذ ليس في استيفائهم مطمع ومن أراد الوقوف على جملة منهم فليتتبع الغزوات المؤلفة‬
‫والتواريخ المصنفة يرى من أفعالهم ما يبهر العقول ومن شجعانهم ما يضيق به نطاق المعقول " قذلت ق‬
‫ك‬
‫ضتل ا لقعتظيتم " الجمعة ‪4‬‬ ‫ضُل ال لته يُيلؤتتيته قملن يق ق‬
‫شاءُ قوال لهُ ُذو ا لقف ل‬ ‫فق ل‬
‫فل نامت أعين الجبنُاء‬
‫واعلم أن القدام ل يقدم أجلم وأن الجبن ل يبلغ أملً بل هو سبب لفوات ما يرام وإعانة للعداء‬
‫والخصام ومذلة للقدام في مداحض الحمام ولهذا قالت العرب الشجاعة وقاية والجبن مقتلة وهو‬
‫شر خصال الرجل ‪.‬‬
‫وبعد أن عرفت أيها المسلم في هذه الجولة السريعة خماسية الجهاد وبان لك طريق الرشاد إلى‬
‫الجهاد وعلمت أحكامه وحدوده فما هو الواجب عليك بعد ذلك ما هو دورك في نصرة دين ال ؟‬

‫‪401‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ما هو مشروعك في النهوض بنفسك من هذا الذل والهوان والقهر والخسران إلى العز والظفر والفوز‬
‫الذي ل خسارة بعده ويكفي في كل ذلك أن الجهاد في سبيل ال أقصر الطرق إلى الجنة وقد‬
‫اجتهدت وسعى في بيان الطريق وكشفت لك عن الشبهات وأزلت عنه العقبات حتى صأار واضحاً‬
‫آمناً لمن وفقه ال إليه وثبت قدمه عليه حتى وصأل إلى ما وصأل القوم إليه من النصر والشهادة في‬
‫أرض العزة أرض الجنة ‪ ،‬فلماذا ترغب عن هذا النعيم المقيم ؟ اللهم استرنا بسترك الجميل وارزقنا‬
‫حسن الخاتمة يا كريم ‪.....‬‬
‫أحكام المُجاهد الفقهية‬
‫أول‪ :‬الجهاد بالنفس معناه قتال الكفار بالسلح‪ ،‬ومقصوده إعلء دين ال ونشره وإزالة‬
‫المعوقات التي تحول بين دخول الناس فيه أفواجا‪ ،‬وجعل الحاكمية لشرع ال في الرض‬
‫ورفع الظلم عن العباد‪ ،‬حتى يكون الناس إما مؤمنا بال متبعا لشرعه عن رضى وقناعة أو‬
‫ممتنعا باق على دينه الذي يعتقده‪ ،‬وهو في حماية المسلمين‪ ،‬دافعا للجزية‪ ،‬خاضعا لشريعة‬
‫السلم‪ ،‬متنعما بعدالتها‪.‬‬
‫وقد غاب هذا المفهوم عن كثير من المسلمين اليوم مما جعلهم يقاتلون من أجل وطنية‪ ،‬أو‬
‫قومية أو حزبية ونحو ذلك‪ ،‬بل غاب عنهم اسم الجهاد الذي يخافه العدو‪ ،‬لنه يعني بذل‬
‫النفس من أجل إعلء دين ال فتهون النفس لهذا الهدف وتشتاق للقتال للفوز بإحدى‬
‫الحسنيين‪ .‬وقد غاب اسم الجهاد اليوم إلى ما يسمى بالكفاح‪ ،‬أو النضال‪ ،‬أو النتفاضة‬
‫ونحو ذلك من السماء التي تبعد المسلمين عن معنى الجهاد الحقيقي الذي عرفه سلف‬
‫هذه المة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجهاد بالنفس في سبيل ال جاء في ثلث مراحل‪ :‬مرحلة الذن بالجهاد دون أن‬
‫يفرض‪ ،‬ثم مرحلة الفرض لمن اعتدى وترك من لم يعتد‪ ،‬ثم مرحلة فرض قتال الكفار‬
‫وابتدائهم بالقتال حتى يسلموا أو يعطوا الجزية‪ ،‬وتكون الحاكمية في الرض لشرع ال‪.‬‬
‫وليس هذا تدخل في شئون الخرين ول إكراها على اعتناق السلم‪ ،‬وإنما هو إنقاذ للمم‬
‫الكافرة مما هم فيه من الكفر وتحريرهم من استعباد الطواغيت‪ ،‬ثم ترك الحرية لهم لختيار‬
‫ما يقتنعون به بعد بيان الحق لهم‪.‬‬
‫وإذا كانت الدول الكافرة في هذا العصر تتدخل بقوة السلح في بعض الدول بحجة بسط‬

‫‪402‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النظام الوضعي والديمقراطية المزعومة فيها‪ ،‬فإن المسلمين أحق وأجدر بأن يتدخلوا في دول‬
‫الكفر لبسط شرع ال‪ ،‬ونشر أحكامه في الرض التي هي قمة العدل والنصاف والرحمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬للمجاهد في سإبيل ال الترخص بالرخص الشرعية‪ ،‬بل هو أولى من غيره‬
‫ومن ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا أصأابته الجراح فله أن يمسح عليها بالماء عند الطهارة‪ ،‬فإن خاف ضررا من الماء‬
‫تيمم عن الجراح وغسل الباقي وله أن يمسح على الجبائر إذا خاف من نزعها ضررا‪.‬‬
‫‪ -2‬له أن يتيمم إذا خاف من العدو إذا طلب الماء‪ ،‬وكذلك إذا منعه العدو من الطهارة‬
‫بالماء‪ ،‬وله أن يتيمم بالغبار أو بما هو من جنس الرض كالحصي ونحو ذلك إذا لم يجد‬
‫التراب‪.‬‬
‫‪ -3‬له أن يمسح على الخفين وما يقوم مقامهما كالحذية التي يلبسها العسكر ونحو ذلك‬
‫وله أن يمسح مدة طويلة للضرورة دون أن يخلع الخفاف أو الحذية‪.‬‬
‫‪ -4‬له أن يمسح على العمامة وما يقوم مقامها مما يوضع على الرأس كالخوذة ونحوها إذا‬
‫كان في نزعها مشقة عليه‪.‬‬
‫‪ -5‬له أن يصلي صألة الخوف فردا وفي جماعة على الكيفية التي يرى أنها أحوط للصلة‪،‬‬
‫وأبلغ في الحراسة واتقاء شر العدو‪ ،‬على الكيفيات التي صألها النبي ‪ -‬صألى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،-‬وله أن يصلي صألة الخوف ويومي بالركوع والسجود وإن لم يستقبل القبلة فإن لم‬
‫يدر ما يقول في صألته لشدة الخوف فله أن يؤخر الصلة حتى يزول الخوف‪.‬‬
‫‪ -6‬للمجاهد أن يقصر الصلة الرباعية في السفر للجهاد ولو طالت المدة‪ ،‬وله الجمع بين‬
‫الصلتين ولو لم يكن مسافرا‪ ،‬كذلك السير ما دام في أسر العدو‪.‬‬
‫‪ -7‬له أن يفطر في رمضان إذا سافر للجهاد وكذلك إذا كان مقيما وخاف الضعف بالصيام‬
‫عند ملقاة العدو‪ ،‬وللقائد إجبار الجند على الفطر إذا خاف عليهم من الصيام ضعفا عند‬
‫ملقاة العدو‪.‬‬
‫راباعا‪ :‬المقصود بالشهيد هو من قتل في المعركة مع الكفار ونيته من الجهاد إعلء دين‬
‫ال وجعل الحاكمية لشرعه‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وللشهيد في قتال العدو ثلث حالت‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن يقتل في ميدان المعركة وهو يجاهد أعداء ال من أجل إعلء دين ال‬
‫وجعل الحاكمية في الرض لشرعه‪.‬‬
‫فهذا شهيد في الحكام الدنيوية فل يغسل وليصلى عليه ويدفن بثيابه التي قتل فيها بعد أن‬
‫ينزع عنه الحديد والسلح‪ ،‬وشهيد في الخرة له أجره عند ربه جنات عدن تجري من تحتها‬
‫النهار‪ ،‬ومغفرة من ال ورضوان‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يقتل في ميدان المعركة‪ ،‬وكان هدفه من القتال غنيمة أو سمعة أو رياء‬
‫أو عصبية أو حزبية ونحو ذلك‪ ،‬فهذا شهيد في الحكام الدنيوية ل يغسل ول يصلي عليه‪،‬‬
‫ويدفن بثيابه التي قتل فيها‪ ،‬لكنه غير شهيد في الخرة لسوء نيته فل ينال منزلة الشهداء وما‬
‫أعده ال لهم من الفضل العظيم‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يقتل في غير ميدان المعركة كمن جرح في المعركة‪ ،‬ثم بقي زمنا وأكل‬
‫وشرب ثم مات‪ ،‬وكان هدفه من الجهاد إعلء دين ال وجعل الحاكمية في الرض لشرعه‪،‬‬
‫فهذا ل يأخذ أحكام الشهيد الدنيوية فيغسل ويصلي عليه ويكفن ولكنه شهيد في الخرة‬
‫لحسن نيته ونبل مقصده من قتاله أعداء ال‪.‬‬
‫سإا‪ :‬في حالة كثرة القتلى في المعارك مع العدو فإنه يجوز جمع أكثر من قتيل في قبر‬
‫خام ا‬
‫واحد‪ ،‬كما فعل النبي ‪ -‬صألى ال عليه وسلم ‪ -‬بشهداء أحد‪.‬‬
‫سإا‪ :‬للمجاهد في سبيل ال الخذ من الزكاة ليستعين به على الجهاد في سبيل ال إذا‬
‫سإاد ا‬
‫لم يكن له راتب من ديوان الجند‪ ،‬وله أخذ الهبة على الجهاد في سبيل ال‪ ،‬وأخذ الجعل‬
‫من بيت المال أو من غيره إذا لم يكن له راتب في ديوان الجند‪.‬‬
‫ول يجوز له أخذ الجرة على الجهاد لنه إذا حضر صأف القتال صأار فرض عين في حقه ول‬
‫يجوز أخذ الجرة على فرض العين‪.‬‬
‫ويجوز للمجاهد أخذ نصيبه من الغنائم ول يحل له أخذ شيء من الغنائم بدون إذن المام‬
‫ول قبل قسمة الغنائم بين الجند‪ ،‬لن ذلك غلول محرم‪ ،‬إل ما احتاج إليه من مطعم ومشرب‬
‫ونحو ذلك بقدر الحاجة‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وللمجاهد أخذ النفل الذي يعطيه المام على عمل قام به لن في ذلك تحريضا على القتال‪.‬‬
‫سإابعا‪ :‬ل يجوز للمجاهد الخروج للجهاد بدون إذن المام إذا كان ذلك الخروج في جهاد‬
‫الطلب للعدو وكذلك ل يجوز له الخروج بدون إذن الوالدين وإذن الغريم الذي حل دينه ولم‬
‫يترك له وفاء‪.‬‬
‫ويجوز له الخروج مع القائد الفاجر إذا كان فجوره على نفسه‪ ،‬لن في ترك الخروج مع‬
‫القائد الفاجر دعوة إلى ترك الجهاد في سبيل ال‪.‬‬
‫ول يجوز الخروج بالقرآن الكريم إلى أرض العدو إذا خيف عليه منهم أن تناله أيديهم‬
‫بالتحريف والهانة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬ل يجوز قتال الكفار وغزوهم في ديارهم إل بعد دعوتهم إلى السلم وبيان الحق‬
‫لهم‪ ،‬فإن أبو دعوا إلى دفع الجزية والدخول في حماية المسلمين ولهم دينهم‪ ،‬فإن أبو‬
‫فالقتال آخر الحلول حتى يسلموا أو يعطوا الجزية‪.‬‬
‫تاسإعا‪ :‬الستعداد لقتال الكفار والخذ بكل وسائل القوة أمر مطلوب وذلك في جانبين‪:‬‬
‫الول‪ :‬العداد المعنوي ويتمثل ذلك في اليمان بال عز وجل‪ ،‬والتوكل عليه‪ ،‬والثقة‬
‫بنصره لجنده‪ ،‬وعدم الخوف من كثرة العدو وعدتهم وتطور سلحهم مهما بلغ عددهم‬
‫وقوتهم‪ ،‬وهذه قوة معنوية عظيمة ل توجد عند غير المجاهد في سبيل ال‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬العداد الحسإي ويتمثل ذلك في جميع أنواع وصأنوف القوة في العدد والعدة‬
‫والتدريب واستخدام أحدث الطرق والوسائل في القتال مع العدو سواء في كيفية القتال‪ ،‬أو‬
‫في التجسس ومحاربة العدو نفسيا بالطرق المختلفة‪ ،‬أو بامتلك السلحة وإظهار القوة‬
‫ووضع وسائل الردع الممكنة لحماية المسلمين من العدو واتباع الخطط المرسومة من القادة‬
‫والثبات عند لقاء العدو حتى يتحقق النصر بإذن ال‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬أخلقيات المجاهد عند القتال‪:‬‬
‫عند قتال العدو يجب على المجاهد في سبيل ال التخلق بأخلقيات السلم في القتال مع‬
‫العدو‪ ،‬فل يجوز قتل النساء والطفال والعجزة والمرضى وأصأحاب الصوامع والفلحين‬
‫والرعاة ما لم يشاركوا في القتال‪ ،‬أو يعينوا بالرأي والمشورة والتحريض‪ ،‬هؤلء يسمون الن‬

‫‪405‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)المدنيون( وهذا مصطلح حادث من إختراع الغرب الكافر ووافقه وردده أهل العلمنة والنفاق‬
‫والردة دون وعى ولفهم لما يراد به ‪,‬ول يجوز العتداء على أعراض العدو‪ ،‬ول المثلة‬
‫بجثثهم‪ ،‬ول الجهاز على الجرحى منهم‪ ،‬ول يجوز هدم المنازل ول إحراق المزارع والمدن‬
‫إل في حالة الحاجة إلى ذلك لمصلحة سير المعارك بقدر الحاجة وبإذن المام‪.‬‬
‫ول يجوز قتل العدو بأسلحة مدمرة تؤثر على من ل يجوز قتله من العدو مع إمكانية‬
‫استخدام أسلحة أقل تأثيرا وحصول المقصود بها من تحقيق النصر على العدو‪.‬‬
‫ول يجوز إهانة السرى من العدو ول تعذيبهم حتى يختار المام ما يراه مناسبا في حقهم‪،‬‬
‫ويجب اللتزام بالمعاهدات والتفاقات التي حصلت بين المجاهدين والعدو واحترامها وعدم‬
‫الغدر والخيانة‪.‬‬
‫هذه أخلقيات السلم في الجهاد في سبيل ال‪ ،‬ل يقاتل من العدو إل من هو أهل للقتال‬
‫حتى يسلم أو يدفع الجزية ويكون في حماية المسلمين ويبقى على دينه الذي يريد‪.‬‬
‫يعيش في ظل عدالة السلم ل يعتدى على عرضه ول على نفسه ول على ماله‪ ،‬له ما‬
‫للمسلمين وعليه ما عليهم‪.‬‬
‫فلينظر العالم الحائر في هذا الزمن إلى هذه الخلقيات العظيمة السماوية‪ ،‬وإلى ما يرتكبه‬
‫أهل الكفر مع المسلمين اليوم في الحروب البشعة التي يشنها العدو في كثير من دول‬
‫العالم على أقليات من المسلمين ل حول لهم ول طول‪ ،‬وكيف أنهم يقتلون النساء والطفال‬
‫والعجزة ويمثلون بهم وينتهكون العراض ويهلكون الحرث والنسل ويسعون في الرض‬
‫الفساد‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬المجاهد في المعاملت‪:‬‬
‫‪ -1‬يجوز للمجاهد شراء السلح من العدو وكذا ما يحتاجه من طعام وشراب ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬ل يجوز للمجاهد التعامل بالربا مع الحربي في دار الكفر ول في غيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬ل يجوز للمجاهد بيع السلح للعدو‪ ،‬ول رهن سلحه عند الحربي‪ ،‬ويجوز عند أهل‬
‫الذمة عند الحاجة إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬يجوز للمجاهد استعارة السلح واستئجاره ويضمنه إذا تلف بتعد منه‪.‬‬
‫‪ -5‬للمجاهد أخذ لقطة دار الحرب‪ ،‬فإن كانت من مال الكفار فهي غنيمة توضع في‬

‫‪406‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الغنائم وإن كانت لمسلم فتأخذ أحكام اللقطة‪ ،‬وإن لم يعرف لمن تكون فيعرفها سنة فإن‬
‫كانت لمسلم أعطاه إياها وإن كانت لكافر وضعها في الغنائم‪.‬‬
‫‪ -6‬يجوز للمجاهد وقف ماله وسلحه في سبيل ال‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا خرج المجاهد للجهاد في سبيل ال وجب عليه أن يوصأي بالحقوق الموجودة عنده‬
‫والتي ل بينة عليها‪ ،‬ويسن له أن يوصأي بشيء من ماله في سبيل الخير‪.‬‬
‫‪ -8‬المفقود في المعركة ل يقسم ماله‪ ،‬ول تنكح زوجته حتى ينقطع خبره وتمضي مدة طويلة‬
‫قدرها بعض أهل العلم بأربع سنوات على الرجح‪.‬‬
‫الثاني عشر‪ :‬المجاهد في النكاح‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬ل ينكح المجاهد في السر ول يطأ زوجته إذا كانت معه في السر إل إذا خاف على نفسه من‬
‫الوقوع في الزنا بشرط أن يعزل عنها حتى ل يختلط نسبه أو يولد له ولدا فيكون رقيقا‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا آلى المجاهد من زوجته وبقي في الجهاد حتى انتهت مدة اليلء طلب منه أن يفيء بالقول‬
‫إذا عجز أن يفيء بالجماع لنشغاله بالقتال‪ ،‬فإن أبى طلق عليه القاضي‪.‬‬
‫‪ -3‬للمجاهد إرجاع زوجته من طلق رجعي وهو في المعركة ولو لم تعلم إل أنه يلزمه إعلمها‪ ،‬أو‬
‫إعلم وليها‪ ،‬والشهاد على الرجعة فإن كتمها لعجز فاعتدت وتزوجت وهو غائب في الجهاد فإنها‬
‫زوجته‪ ،‬ونكاح الثاني باطل على الراجح من أقوال أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -4‬عدة زوجة المجاهد إذا قتل في المعركة ل تختلف عن عدة المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر‬
‫وعشرا‪ ،‬وإن كانت حامل بوضع الحمل‪ ،‬وتحسب العدة من يوم الوفاة على الراجح من أقوال أهل‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪ -5‬خروج المجاهد للجهاد في سبيل ال ل يسقط عنه وجوب نفقة الزوجة والولد بل تجب عليه‬
‫النفقة‪ ،‬فإن قتل في المعركة انفق على زوجته وأولده من عطائه في ديوان الجند حتى تتزوج الزوجة‬
‫ويبلغ البناء ويتزوج البنات‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬المجاهد في القصاص‬
‫‪ -1‬إذا فعل المجاهد فعل يوجب قصاصأا في النفس أو فيما دون النفس أو حدا من الحدود أخذ‬
‫به‪ ،‬لكنه ل يقام عليه في أرض الحرب وإنما يقام عليه بعد الرجوع من القتال للحاجة إليه في‬
‫الجهاد‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا قتل المجاهد مسلما خطأ في المعركة لزمته الدية على العاقلة وعليه الكفارة عتق رقبة فإن لم‬
‫يجد فصيام شهرين متتابعين‪.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬المجاهد في القضاء‪:‬‬
‫‪ -1‬خروج المجاهد للجهاد في سبيل ال ل يسقط عن الحقوق والواجبات الواجبة للغير عليه‪،‬‬
‫فللمدين مطالبته بالدين الحال ويلزمه الوفاء‪ ،‬إذا كان قادرا على السداد‪،‬أو توكيل من يقوم بذلك‬
‫عنه‪ ،‬وللزوجة مطالبته بالنفقة والطلق إذا خافت على نفسها الوقوع في الزنا لطول غيابه عنها مع‬
‫إمكانية رجوعه إليها إلى غير ذلك من الحقوق‪.‬‬
‫‪ -2‬تقبل شهادة المجاهد على غيره إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع وتقبل شهادة بعض‬

‫‪408‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المجاهدين لبعض إل إذا وجدت شبهة التهمة كالشهادة بشيء من الغنائم قبل قسمتها‪.‬‬
‫هذه أهم النتائج التي توصألت إليها في هذا البحث‪ ،‬وأوصأي في الختام بما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن على العسكري المسلم استشعار الجهاد في سبيل ال في نفسه وهو يلتحق بالسلك‬
‫العسكري‪ ،‬ول ينظر إلى ميزات مادية أو اجتماعيةوليجوز الدخول فى الجيش إل بهذه النية‪.‬‬
‫ب‪ -‬على الجهات المسئولة عن الجند فى الحكومات المسلمة إحياء الجهاد في سبيل ال في‬
‫نفوس العسكر معنى وسلوكا وإشعارهم أن كل ما يتلقونه من علوم عسكرية وتدريبات ومهارات في‬
‫استخدام السلحة إنما ذلك إعداد لهم للجهاد في سبيل ال‪.‬‬
‫ج‪ -‬ينبغي على المسلمين اليوم أن يحيوا في نفوس الناشئة المسلمة الجهاد في سبيل ال بسماته‬
‫التي جاءت بها الشريعة المطهرة‪.‬‬
‫د‪ -‬الحذر من التهاون في شأن الجهاد وترك الستعداد بالعدد والعدة‪ ،‬فإن التهاون في الجهاد طريق‬
‫موصألة إلى الذلة والهوان وتسلط العداء‪.‬‬
‫"ما لكم إذا قيل لكم انفروأا في سبيل الله اثاقلتم إلى‬
‫الرض"‬
‫اعلم أيها الراغب عما افترض عليه من الجهاد ‪ ،‬الناكب عن سنن التوفيق والسداد ‪ ،‬إنك قد تعرضت‬
‫للطرد والبعاد وحرمت –وال‪ -‬السعاد بنيل المراد بتثاقلك وقعودك عن الجهاد ‪ ،‬ليت شعري هل‬
‫سبب إحجامك عن القتال واقتحامك معارك البطال وبخلك في سبيل ال بالنفس والمال إل طول‬
‫أمل أو خوف هجوم أجل أو فراق محبوب من أكل ومال ‪ ،‬أو ولد وخدم وعيال ‪ ،‬أو أخ لك شقيق‬
‫أو قريب عليك شفيق أو ولى كريم ‪ ،‬أو صأديق حميم ‪ ،‬أو ازدياد من صأالح العمال أو حب زوجة‬
‫ذات حسن وجمال أو جاه منيع ‪ ،‬أو منصب رفيع ‪ ،‬ليس كل هذا يقعدك عن الجهاد ول سواه يبعدك‬
‫عن رب العباد وتال ما هذا منك أيها الخ بجميل أل تسمع قوله تعالى " قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قما لقُكلم‬
‫ضيتم تبا لحياتة الددنلييا تمن اللتخرةت فقما متاعُ ا لحياةت‬
‫إتقذا تقيل لقُكم انلتفروا تفي ستبيتل ال لته الثاققيلتُم إتقلى اللقر ت ت‬
‫ق ق قق ق ق‬ ‫ق ق‬ ‫ض أققر ُ ل ق ق‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ق ُ ُ‬
‫الددنليقيا تفي اللتخقرةت إتلل ققتليمل " التوبة ‪38‬‬
‫أيها القاعد عن الجهاد المتخلف عن طريق العز والرشاد اصأغ لما أملى عليك من الحجج القاطعة‬
‫واستمع مايتلي عليك من البراهين الساطعة ‪ ,‬لتعلم أنه ما يقعدك عن الجهاد سوى الحرمان وليس‬
‫لتأخرك سبب إل النفس والشيطان أما سكونك إلى طول المل وخوف هجوم الجل ‪ ,‬ول احتراز من‬

‫‪409‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الموت الذي لبد من نزوله والشفاق من الطريق الذي لبد من سلوك سبيله فوال إن القدام ل‬
‫ينقص عمر المتقدمين كما ل يزيد الحجام عمر المستأخرين " قولتُكرل أُلمةة أققجلم فقتإقذا قجاءق أققجلُُهلم قل‬
‫سا إتقذا قجاءق أققجلُقها قوال لهُ قختبيمر بتقما‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫يقلستقألخُروقن قساقعةً قوقل يقلستقيلقدُموقن " العراف ‪ " 34‬قولقلن يُيقؤرخقر ال هُ نقيلف ً‬
‫ت ثُلم إتقللييقنا تُيلرقجُعوقن" العنكبوت ‪57‬‬ ‫س قذائتقةُ ا لمو ت‬
‫تقيلعقمُلوقن " المنافقون ‪ُ" 11‬كدل نقيلف ة‬
‫قل‬
‫وأن للموت سكرات أيها المفتون وإن هول المطلع شديد وإن للقبر عذاباً ل ينجو منه إل الصالحون‬
‫وسؤال الملكين وفتنة القبر وضمته وهوله وظلمته والصراط وشدته والشهيد أمن من جميع ذلك ل‬
‫يخشى شيئاً من هذه المهالك فما يقعدك أيها الخ عن انتهاز هذه الفرصأة ثم تفوز عند ال بحسن‬
‫المئاب فأيهما تحب القتل الكريم أم الموت الليم ؟‬
‫وإن قلت يعوقني عن الجهاد أهلي ومالي وأطفالي وعيالي‬
‫فقد قال ال تعالى قولً بيناً ل يخفى "قوقما أقلمقوالُُكلم قوقل أقلوقلُدُكلم تبالتتي تُيقربُُكلم تعلنقدقنا ُزلقفى" سبأ ‪37‬‬
‫ضتة‬
‫ب قوا لتف ل‬‫ساتء قوا لبقتنيقن قوا لققناتطيتر ا لُمقلنطققرةت تمقن اللذقه ت‬ ‫ب ال ل ت ت‬
‫شقهقوات مقن النر ق‬ ‫س ُح د‬ ‫وقال تعالى "ُزيرقن تلللنا ت‬
‫ب " آل عمران ‪14‬‬ ‫ك قمقتاعُ ا لقحقياتة الددنليقيا قوال لهُ تعلنقدهُ ُحلسُن ا لقمآ ت‬ ‫ث قذلت ق‬ ‫وا لقخليتل ا لمسلومتة واللقنليعاتم وا لحر ت‬
‫ُ ق ق ق ق ق قل‬ ‫ق‬
‫ب قولقلهمو قوتزينقةم قوتقيقفاُخمر بق لييينقُكلم قوتققكاثُيمر تفي اللقلمقواتل قواللقلوقلتد‬ ‫ت‬
‫وقال تعالى " العلقُموا أقنلقما ا لقحقياةُ الددنليقيا لقع م‬
‫ب قشتديمد‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ة‬
‫صقفيرا ثُلم يقُكوُن ُحقطاًما قوفي اللخقرة قعقذا م‬ ‫ب ا لُكلفاقر نقيقباتُهُ ثُلم يقتهيُج فقيتقيقراهُ ُم ل‬‫قكقمثقتل غقليث أقلعقج ق‬
‫ضقوامن قوقما ا لقحقياةُ الددنليقيا إتلل قمقتاعُ ا لغُُروتر " الحديد ‪20‬‬ ‫قوقمغلتفقرةم تمقن ال لته قوتر ل‬
‫فكيف تؤثر هذا الفاني الحقير على ما عند ال وقد قال صألى ال عليه وسلم كما رواه البخاري في‬
‫صأحيحة عن أنس " ما موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها وغدوة في سبيل ال أو‬
‫روحة خير من الدنيا وما فيها وخمار جارية من أهل الجنة خير من الدنيا وما فيها " فكيف يصدك عن‬
‫هذا الملك العظيم ‪ ,‬أهل عن قليل يكونون في الموات وتمزقهم أيدي الشتات ‪ ,‬وتمزقهم نوازل‬
‫الفات مع ما يصدر منهم من النكد والصواطات والخلق السيئة وهجرانهم إياك عند قلة المال‬
‫وتحولهم عن ودك عند تغير الحوال بل ويفرون منك يوم القيامة يوم الحسرة والندامة والكل يقول‬
‫نفسي نفسي من هول الموقف الذي تشيب فيه الولدان وتضع كل ذات حمل حملها ويفر المرء من‬
‫أخيه وأمه وأبيه وزوجته وبنيه‬
‫أيعوقك عن الجهاد ولدك وأطفالك‬

‫‪410‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتذكرت ولدك الكريم وحنوت عليه حنو الب الشفيق الرحيم فقد قال ال تعالى " إتنلقما أقلمقوالُُكلم‬
‫قوأقلوقلُدُكلم تف لتينقةم قوال لهُ تعلنقدهُ أقلجمر قعتظيمم "التغابن ‪"15‬‬
‫وتال ل أرحم بالولد من أبيه وأمه وأخيه وعمه وكيف ل وهو قد رباه برحمته في ظلمات الحشاء‬
‫وأرحام المهات وأصألب الباء ‪.‬‬
‫فأين كانت شفقتك عليه إذ ذلك وهو ضعيف وأنت أضعف فكيف يقعدك عن دار النعيم وجوار الرب‬
‫الكريم ولد وإن كان صأغيراً فأنت به مهموم أو كبير فأنت به مغموم أو صأحيحاً فأنت عليه خائف أو‬
‫سقيماً مريضاً فقلبك بضعفه ومرضه واجف مضطرب إن أدبته غضب وشرد وإن نصحته غضب وحقد‬
‫مع ما تتوقعه من العقوق المعتاد من كثير من الولد ‪ ,‬وإن أقدمت جبنك تتكلم من اجله ما ل تطيق‬
‫وتدخل بسببه في كل مضيق ألقه يا هذا عن بالك إلى من خلقه وتوكل في رزقه بعدل على الذي‬
‫رزقك رزقه فإن ال يرزق المسلم والكافر فكيف بالموحد المجاهد ؟ ظن بربك خير وأحسن التوكل‬
‫عليه وال ل تملك له ول لنفسك نفعاً ول ضراً ول تستطيع أن تزيد في عمره يسراً ول في رزق نقيراً‬
‫وقد تفترسك المنية بغتة ‪ ,‬فتمسي في قبرك صأريعاً وبعملك أسيراً ويصبح ولدك العزيز بعدك يتيماً‬
‫ويقسم مالك وارثك عدواً كان أو رحيماً ويفترق عيالك من بعدك كل في واد وتقول ياليتني كنت مع‬
‫الشهداء فأفوز فوزاً عظيماً فيقال لك هيهات هيهات فات ما فات وعظمت الحسرات وخلوت بما‬
‫قدمت من حسنات أو سيئات أل واسمع قول ال العزيز الغفور محذراً لك ما أنت فيه من الغرور‬
‫شلوا يقيلوًما قل يقلجتزي قوالتمد قعلن قولقتدهت قوقل قملوُلومد ُهقو قجاةز قعلن قوالتتدهت قشليًئا إتلن‬
‫س اتليُقوا قربلُكلم قوالخ ق‬
‫" قيا أقيديقها اللنا ُ‬
‫قولعقد ال لته قحّق فققل تقيغُلرنلُكُم ا لقحقياةُ الددنليقيا قوقل يقيغُلرنلُكلم تبال لته ا لغقُروُر " لقمان ‪ 33‬هذا وإن كان ولدك من‬
‫السعداء فستجمع بينك وبينه الجنان وإن كان من الشقياء فليكن من الن ولعل ال يرزقك الشهادة‬
‫فتشفع فيه وتكون بفراقك له ساعياً في أن تنجيه ‪ ,‬فاحرص على ما ينجيك من العذاب " يقيلوقم يقتفدر‬
‫صأاتحبقتتته قوبقتنيته )‪ (36‬لتُكرل المترةئ تم لنيُهلم يقيلوقمئتةذ قشألمن يُيغلتنيته "‬ ‫ت ت‬ ‫ت ت ت‬
‫ا لقملرءُ ملن أقخيه )‪ (34‬قوأُرمه قوأقتبيه )‪ (35‬قو ق‬
‫عبس ‪ 34‬إن هذا لهو البيان العظيم " وال يهدي من يشاء إلى صأراط مستقيم "‬
‫وإن قلت يشق علي فراق الخ والقريب والصديق والحبيب‬
‫فكأنك بالقيامة وقد قامت على الخلق أجمعين " الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين "‬
‫فإن كانت الصداقة ل فستجمع بينكما الجنان في نعيم أنتم فيه خالدون وإن كانت الصحبة لغير ال‬
‫فالفراق الفراق قبل أن يحشر الرفاق مع الرفاق فالمرء يحشر مع من أحب ول يقعدك يا هذا عن‬

‫‪411‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الجهاد حبيب أو قريب فربما افترقتما قبل المغيب ففاتك الثواب العظيم وبان عنك الصديق الحميم‬
‫وحرمت ما ترومه من الدرجات وندمت فلم يغنك الندم على ما فات‬
‫وإن قلت يقعدني منصبي وجاهي الرفيع وعزي وحجابي المنيع‬
‫فليت شعري كم فارق منصبك محبا له إلى أن وصأل إليك وإن قلت يشق علي فراق قصري وظله‬
‫ونباته المشيد وعلو سحله وحشمي فيه وخدمي وسروري ونعمي فليت شعري هل هو إل بيت طين‬
‫وحجر وتراب وحديد وخشب وجريد إن لم يكنس كثرت فيه القمامة وإن لم يسرج فما أشد ظلمه‬
‫وإن لم يتعاهد بالصألح والبناء فما أسرع إنهدامه ومآله إلى خراب وتراب أستبدل أيها المغرور‬
‫قصرك مع سرعة فنائه بدار باقية قصورها عالية أنوارها زاهية وأنهارها جارية ‪,‬الجنة وما أدراك ما الجنة‬
‫فيها مال عين رأت ول أذن سمعت ول ختر على قلب بشر من النعيم المقيم الخالد الذي ل يبيد‬
‫وإن قلت أرغب في التأخير ل صألح العمل فهذا أيضاً ناتج من الغرور وطول المل وليس هذا وال‬
‫إل من مصايد إبليس اللعين ل من مقاصأد الولياء والصالحين ‪ ,‬أليس الصحابة وأخيار التابعين أولى‬
‫منك بهذا القصد وإن كنت من الصادقين لو ركنوا إلى تأخير الرحال لما إرتكبوا في ال عظيم الهوال‬
‫ولما جاهدوا المشركين والكفار واقتحموا البلد والمصار أل تصغي بأذنك يا هذا المفتون إلى قوله‬
‫تعالي " انفروا خفافاً وثقالً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل ال ذلكم خير لكم إن كنتم‬
‫تعلمون " أل تلقي بالك ؟ إن كنت فطيناً فهيماً وتفكر في قوله تعالى" وفضل ال المجاهدين على‬
‫القاعدين أجراً عظيماً " وفي الحديث الصحيح " إن قيام الرجل في الصف في سبيل ال أفضل من‬
‫عبادته في أهله سبعين عاماً " أيها المغرور إن نوم المجاهد أفضل من قيام الليل وصأيام الدهور فسارع‬
‫إلى الجهاد ول تسوف وسابق بالخيرات قبل الممات‬
‫وإن قلت ل تطيب نفسي بفراق زوجتي وجمالها وانسي بقربها وسروري بوصأالها ‪,‬‬
‫فهب أن زوجتك أحسن النسوان وأجمل أهل الزمان ‪,‬اليس أولها نطفة مذرة وأخرها جيفة قذرة وهي‬
‫فيما بين ذلك تحمل العذرة حيضها يمنعك شطر عمرها وعقوقها لك أكثر من برها وإن لم تكتحل‬
‫تقمشت عينها ‪ ,‬وإن لم تتزين ظهر شيبها وإن لم تمشط شعثت شعورها وإن لم تدهن طفى نورها وإن‬
‫لم تتطهر نتنت كثيرة العلل سريعة الملل تحسن إليها جهدك فتنكر ذلك عند السخط كما قال النبي‬
‫صألى ال عليه وسلم كما في البخاري ومسلم " لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً‬
‫قالت ما رأيت منك خيراً قط " ول يمكنك أن تستمتع بها إل على عوج ول تدوم صأحبتك إياها إل‬

‫‪412‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مع الضيق والحرج يال العجب كيف يقعدك حب هذه عن وصأال من خلقت من النور ونشأت في‬
‫ظلل القصور مع الولدان والحور في دار النعيم والسرور وال ل يجف دم الشهيد حتي تلقاه‬
‫وتستمتع لشهود نورها عينا حوراء عيناء ‪ ,‬جميله حسناء ‪ ,‬بكر عذراء قد قصرت طرفها عليك ‪ ,‬كلما‬
‫نظرت إليها إزدادت في عينك حسناً أيجمل بعاقل أن يسمع بهذه ويقعد عن وصأالها كيف وله في‬
‫الجنة من الحور العين أمثال أمثالها ‪.‬‬
‫وأعلم أن فراقك زوجتك تلك التي اقعدتك عن الجهاد لبد منه وكأنه قد وقع والجنة إن شاء ال‬
‫تجمع بينكما ونعم المجتمع فتجدها في الخرة أجمل من الحور العين بما ل يعلمه إل رب العالمين‬
‫قد ذهب كل ما تكره منها فتيتفط لنفسك يا هذا قبل الهلك وأطلق نفسك من أسرها قبل أن يعسر‬
‫الفكاك وانهض على قدم التوفيق والسعادة عسى ال أن يرزقنا وإياك الشهادة ول يقعدك عن هذا‬
‫الثواب سبب من السباب فذوا الحزم السديد من جرد العزم الشديد وذو الرأي المصيب من كان له‬
‫في الجهاد نصيب ومن أخلد إلى الكسل وغره المل زلت منه القدم وندم حيث ل يغني الندم وقرع‬
‫السن على من فرط وفات إذا شاهد الشهداء في أعلى الغرفات " وال يقول الحق وهو يهدي السبيل‬
‫" وحسبنا ال ونعم الوكيل ‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫دورإنا فى نصرة السلم‬


‫إن المتأمل في حياة الصحابة رضي ال عنهم ويرى مواقفهم المشهودة في حياتهم وجهادهم يرى‬
‫بوضوح أثر التربية النبوية واضحا في سلوك هؤلء الصحب الكرام ويعلم يقينا أنه لول التباع ونصرة‬
‫هذا الدين بحب وتضحية في سبيل نصرته ورفعته بكل شئ لما وصأل إلينا ول إلى غيرنا في مشارق‬
‫الرض ومغاربها والسبب في ذلك‪ -‬بعد التربية النبوية ‪ -‬هو تطبيق التوحيد في واقعهم وتحقيقه‬
‫عمليا في كل شؤون حياتهم فحققوا التوحيد اعتقاداً قول وعمل ففتحوا البلد وقلوب العباد حتى‬
‫وصأل إلينا فجزهم اللهم عنا وعن السلم خير الجزاء وألحقنا بهم واحشرنا معهم بمنك وكرمك يا‬
‫أرحم الراحمين يارب العالمين‬
‫أخي الحبيب تأمل معي حياة الصحابة ومواقفهم البطولية المشهودة وما قدموه من بذل وعطاء في‬
‫نصرة دين ال وأذكرك بموقف واحد من مواقفهم التى ل تحصى لواحد من هؤلء الصحب الكرام‬
‫رضي ال عنهم جميعا لتعرف من خلله أين نحن من نصرة دين ال وكيف نتجرأ على ال وندعوه أن‬
‫يحشرنا معهم ونحن لم نسلك سبيلهم ولم نعمل عملهم وحبنا للدين حب مزيف حب غير حقيقي‬
‫مجرد كلم لم يتجاوز اللسان ولو كان حقيقيا من القلب لقتضى العمل لن المحب لمن يحب مطيع‬
‫فالتباع والنقياد بالعمل دليلن على صأحة التوحيد وصأدق المحبة وإني أعتقد أنك موحد من أهل‬
‫السنة والجماعة تعتقد أن اليمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصأي ينقص حتى ل يبقى منه‬
‫شئ وأن العمال من اليمان وداخلة فيه وأن تارك أعمال الجوارح بالكلية مع القدرة والتمكن وعدم‬
‫العجز كافر وليس بمسلم‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أذكرك بموقف الصديق رضى ال عنه يوم إسلمه حمل هم هذا الدين وشعر بالمسؤولية الملقاة على‬
‫عاتقه فحمل هم هذا الدين وذهب يدعوا الناس إليه من اللحظة الولى فأسلم على يديه خمسة من‬
‫المبشرين بالجنة منهم ذو النورين عثمان وحواري رسول ال الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد ال انظر‬
‫إلى التوحيد عندما يدخل القلب انظر إلى الدين عندما يختلط بالدم واللحم والعظم فيجرى في‬
‫عروقك فتحيا به في الدنيا والخرة التوحيد العملي يقين توكل انقياد انظر إلى هذا التوحيد اليقيني‬
‫عند أبى بكر رضي ال عنه عندما أحس أن الدعوة في خطر وفى حاجة إلى دعم مادي قدم كل ما‬
‫يملك من مال نصرة لدين ال وعندما سأله النبي صألى ال عليه وسلم ماذا تركت لولدك كان‬
‫جوابه جواب الموحد الموقن بما عند ال ‪,‬تركت لهم ال ورسوله‪,‬وإن تعجب من هذا فالعجب من‬
‫موقفه يوم الهجرة يوم أن ترك كل ما يملك من الدنيا ول تحسب آخى أنه ترك المال بل ترك كل‬
‫ما يملك من الدنيا ترك زوجته وأولده وأبويه ترك الدنيا وما فيها وخرج مهاجرا إلى ال وهو يعلم‬
‫أنه ربما ل يعود وربما يقع في السر ويتعرض للعتقال وربما يقتل وربما يهلك في الطريق‪ ,‬خرج‬
‫وهو يعلم حقيقة الطريق إلى ال وعلم معالمه جيدا والعقبات والخطار المحدقة به ولكنه التوحيد‬
‫الحقيقي واليقين بما عند ال وحسن التوكل على ال‪,‬ماذا تفعل لو كنت مكانه؟كن صأادقا مع نفسك‬
‫فقد ُطلب منك أقل من ذلك فأعرضت وسوفت وتعللت واعتذرت عن العمل مع ال ونصرة دين ال‬
‫بالدنيا التى باعها أبو بكر كلها ل‪ ,‬توحيد حقيقي‪ ,‬فأين أنت من نصرة دين ال ؟‬
‫فربما تقول هذا أبو بكر‪ ,‬الصديق الكبر‪ ,‬أفضل المة على الطلق بعد نبيها صألى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫أقول لك أين أنت من صأهيب أبو يحيى خرج فارا بدينه يريد نصرة دين ال والعمل مع ال في أرض‬
‫السلم بعيدا عن الطواغيت والجواسيس أعوان الطاغوت فلحقوا به وطاردوه فثبت ثبات الشجعان‬
‫وقاتل قتال البطال‪ ,‬فعرض عليهم الدنيا ليتركوا له الخرة وليسلم له دينه وهو بذكاء عقله وزكاة‬
‫نفسه يعلم أنهم أصأحاب دنيا ل عقيدة عندهم فهم أجراء عملء مرتزقة فعرض عليهم أن يأخذوا داره‬
‫وكل ماله ويتركوه يفر بدينه فوافقوا وتركوه وهم يظنون أنهم عقدوا صأفقة خاسرة بالنسبة له ولنهم ل‬
‫يعلمون حقيقة ل اله إل ال وما فهمت هذه الدمغة مقتضيات ل اله إل اله فرحوا بما أخذوه منه‬
‫وعندما دخل على رسول ال صألى ال عليه وسلم بشره وقال له ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا‬
‫يحيى‪ ,‬هذا صأهيب فأين أنت منه ؟بل أين أنت من بلل وخباب ؟ بلل الذي هانت عليه نفسه في‬
‫جنب ال وطغت حلوة اليمان على مرارة العذاب فتحمل ما تحمل في سبيل ال ونصرة دينه فهو‬

‫‪415‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رضي ال عنه مثال للصبر والتحدي والصمود وهو مدرسة تتعلم منها الجيال كيفية إغاظة الطواغيت‬
‫وأعوانهم وأنصارهم وكيفية إدخال الهم والغم والحزن عليهم‪ ,‬وخباب الذي تعلم الدرس من رسول ال‬
‫ووعاه جيدا فاعتقله الطواغيت وعذبوه عذابا شديدا ووضعوه على الجمر المحمى عاريا فكان ل‬
‫يطفئ الجمر إل الشحم الذي يسيل من ظهره رضي ال عنه ولم يصده ذلك عن العمل للدين ونصرته‬
‫ولم يقل‪ ,‬عذبت واعتقلت وضاع المال والهل والعيال!لم يقل لماذا أنا في السر خلف الجدران‬
‫بعيدا عن أهلي وأولدي وغيري حر طليق في أهله وماله ؟ لم يقل ذلك لنه يعلم حقيقة الصراع بين‬
‫الحق والباطل‪ ,‬بين الجاهلية والسلم ‪ ,‬بين أولياء الطاغوت وأولياء الرحمن ولم يقل مثل ما نقول‬
‫نحن لن حبيبه وقائده ومعلمه أوضح له حقيقة السلم وبين له معالم الطريق }كان الرجل فيمن كان‬
‫قبلكم يحفر له الحفرة ويوضع المنشار في رأسه وينشر نصفين ما يصده ذلك عن دينه شئ{لم نصل‬
‫إلى هذه الدرجة وان تنوعت أساليب الطواغيت في محاربة العصبة المؤمنة ‪,‬من حرب نفسية ومعنوية‬
‫وحسية ‪ ,‬ولكن ال غالب على أمرة ولو كره الكافرون ‪.‬‬
‫ل نخادع أنفسنا أخي فلبد من مصارحتها والوقوف معها لنعرف أين نحن من دين ال أين نحن من‬
‫نصرة دين ال ‪,‬هؤلء هم الصحابة وتلك هى مواقفهم وفيها من الدروس والعبر الكثير لو فهمناه‬
‫وطبقناه واقعا في حياتنا لملكنا الدنيا ولفتحنا العالم ونشرنا السلم في كل مكان كما نشروه ‪,‬‬
‫فهم رضي ال عنهم حملوا هم الدين في قلوبهم ونشروه بدمائهم وعلى أشلئهم فلبد من‬
‫التضحيات ولبد من نصرة هذا الدين بالقول والعمل بالحجة والبيان والسيف والسنان هذا ما‬
‫فهمه الصحابة وهذه هى حياتهم ومواقفهم وما قدموه لنصرة دين ال ‪,‬فماذا قدمنا نحن ؟لم يعب‬
‫بعضهم على بعض ! ولم يخذلوا إخوانهم ولم يتركوهم وحدهم في صأراعهم مع الباطل كما نفعل نحن‬
‫مع إخواننا المجاهدين من التنقص واللمز والتشهير والتنفير‪.‬‬
‫فيا دعاة التوحيد ابحثوا عن دينكم واقتفوا أثر نبيكم واعلموا أنه إذا رضي الباطل عن الحق فليفتش‬
‫الحق في نفسه ‪,‬وإن عجزتم عن قول الحق فل تقولوا الباطل أشرف لكم وأفضل عند ربكم وأدعى‬
‫إلى احترام الناس لكم‪ ,‬قدوتكم في كل ذلك نبيكم صألى ال عليه وسلم والذين آمنوا معه ومن تبعهم‬
‫من السلف الصالح الذي تزعمون أنهم قدوتكم فإن قلتم‪,‬ماذا فعلت أنت بتوحيدك وجهادك‬
‫وصأدعك بالحق ومجاهرتك بتكفير الطواغيت والبراءة منهم وإظهار العداوة والبغضاء لهم ‪,‬ألم‬
‫ُتعذب وتعتقل وتحرم من أهلك وأولدك ‪,‬ألم يضيق عليك في الدعوة ؟ألم ُتحارب في رزقك؟ ألم‬

‫‪416‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يحذروا منك ويشيعوا عنك الشائعات التى تنفر الناس منك ومن دعوتك ؟ألم نقل لك مراًرا أننا في‬
‫زمن استضعاف وعدم قدرة وقلة منعة فل تورط نفسك وإخوانك مع هؤلء الظالمين ول تزعرهم‬
‫علينا؟‬
‫أقول لكم إن هذا الكلم يردده العوام الذين ل يحسنون السلم ول يصدر من أهل الدعوة السلفية‬
‫أتباع خير البرية الذين ُيعلمون السيرة النبوية ‪,‬وتأمل المواقف التى سقتها لك من حياة أبى بكر‬
‫صأهيب وبلل وخباب تعرف أين أنت من دين ال ‪ ,‬وأين أنت من نصرة إخوانك ؟‬
‫فلم تقل العصبة المؤمنة المستضعفة في مكة يا رسول ال ل تجهر بإظهار الدين ول تسفه أحلم‬
‫المشركين ‪,‬ول تعيب آلهتهم ‪,‬ول تظهر عداوتهم وكفرهم وغض الطرف عنهم وعن باطلهم فنحن في‬
‫حالة استضعاف فل تهيجهم وتستعدهم علينا !ماذا ستستفيد الدعوة الوليدة من كل ذلك يا رسول‬
‫ال؟‬
‫لم يقل الصحابة لبلل يابلل لم تعذب نفسك كف عن إغاظة المشركين ول تقل أحمد أحد‬
‫وارحم نفسك من العذاب ول فائدة مرجوة مما تفعله غير مزيد من العذاب لك ولخوانك ماذا‬
‫تستفيد من ذلك ما هى المكاسب يابلل التى تعود علينا وعلى الدعوة من فعلك هذا؟‬
‫لم يقل الرسول صألى ال عليه وسلم ول الصحابة رضي ال عنهم لعمر ل تهيج الكفار علينا بقتالك‬
‫لهم فقد آذيت نفسك وضربوك وأهانوك ونحن لم نؤمر بقتال بعد‪ ,‬أنت تضر الدعوة!لم يتهموه‬
‫بالتسرع والطيش والحماس وعدم فقه الواقع وهم في مكة‬
‫لم يعب الصحابة على عبد ال بن مسعود حين صأدع بالقرآن وسط الكفار في مكة وعرض نفسه‬
‫للقتل!وكل ذلك في زمن الستضعاف في مكة ولم يشرع فرضية القتال‬
‫لم يقل الصحابة يا أبا ذر ل تعرض نفسك وإخوانك للهلك ول تصدع بالحق على المل ارحم‬
‫نفسك وأهلك وأولدك ‪,‬حافظ على رزقك وأكل عيشك!‬
‫لم يقل الصحابة ‪:‬يا رسول ال ل ُتغير على قوافل قريش فتستعدى قريشًا!يا رسول ال ل تقاتل‬
‫الكفار فيجتمعوا على حربك!يا رسول ال ل تحشد الجيوش لقتال قيصر لتزعره علينا وإن حشد لنا‬
‫الجيوش لستئصال السلم‪,‬فإنه لقبل لنا بهرقل وجنوده ‪,‬وعليك بالحوار والنقاش والسماحة‬
‫والهدوء‪,‬يا رسول ال لترسل جيش أسامة ‪,‬يا خليفة رسول ال لتبعت جيش أسامة ل تستعدى علينا‬

‫‪417‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الروم لتقبل لنا بالروم أين نحن وأين الروم من العدد والعتاد فل تكافؤ أبدا ‪,‬أين ثلثة ألف من مأتى‬
‫ألف‪,‬لم يقل رسول ال صألى ال عليه وسلم كلمكم هذا ؟ول الصحابة ول السلف من بعدهم ‪,‬فمن‬
‫أين لكم هذا الفهم المخالف لفهم الصحابة والسلف الصالح الذين ساروا على طريق النبياء ودعوا‬
‫إلى مثل ما دعا إليه النبياء فأصأابهم مثل ما أصأاب النبياء فصبروا على تحمل عقبات الطريق‬
‫فنصرهم ال وحفظ عليهم دينهم وبارك لهم في أولدهم وأرزاقهم فالجزاء من جنس العمل وال كريم‪,‬‬
‫أما أنتم فما هو حالكم مع ربكم أين أنتم من الصلة والقرآن والقيام ؟ هل تحافظون على ورد‬
‫القرآن ؟ هل تحرصأون على الصلة في جماعة المسجد؟ هل تحرصأون على ركعتين قبل الفجر في‬
‫السحر ؟أين أنتم من تربية الزوجة وتربية أولدكم على فهم التوحيد وحقيقة الكفر واليمان ؟هل‬
‫علمتموهم السنة والقرآن؟أم امتلت بهم الشوارع والنوادي وهجروا القرآن والمساجد ؟نعلم أن فيكم‬
‫خير كثير ومنكم من يصدع بالحق أحيانا وأنتم رأيتم تجاوب الناس مع كلمة الحق واحترامهم لمن‬
‫يقول الحق فالناس يحبون السلم بالفطرة ويحبون الجهاد ويحلمون بالشهادة في سبيل ال‬
‫ويميزون بين الصادق والكاذب فهم ول الحمد يفرقون بين الثكلى وبين المستأجرة وبين من يتاجر‬
‫بالدين إرضاءً للظالمين وطمعاً في حطام الدنيا الفاني وبين من يبتغى وجه ال وحده وإن ابتلى في‬
‫سبيله ومنع وُعذب واعُتقل في سبيل ال فهو ل يتكلم إل بما يعتقد فهؤلء يعرفهم الناس وكلماتهم‬
‫تدخل إلى قلوبهم بدون استئذان فإن من خرج من القلب يصل إلى القلب حتما ولبد ‪,‬أما الذين‬
‫يتاجرون بدينهم فعمرهم قصير وسرعان ما يسقطون من الذاكرة ويذهبون بل رجعة غير مأسوف عليهم‬
‫فالصدق منجاة والخلص عزيز‪,‬نسأل ال من فضله‬
‫ثم إننا ل نطلب منكم أن تجاهدوا ول أن تحرضوا على الجهاد ولكن ل تلمزوا المجاهدين ول‬
‫تشهروا بهم إرضاء للطواغيت وأنتم تعلمون فضل المجاهد ومنزلته عند ال ‪,‬فهم من خير الناس دينا‬
‫وخلقاً وتمسكاً بالسنة ‪,‬وقاموا بما لم تقوموا به دفاعاً عن المة وعن دينها وسنة نبيها صألى ال عليه‬
‫وسلم ‪,‬فإن لم تكونوا عوناً للمجاهدين فل تكونوا عوناً للطواغيت والمرتدين وترددون ما يقولون من‬
‫أنهم فئة ضالة منحرفة مفسدة خوارج هذا الزمان‪........‬إلى أخر هذا الزور والبهتان‬
‫ونقول لهم ‪,‬إن المجاهدين ل ينازعون فى وجوب طاعة ولى المر المسلم ‪,‬وإنما ينازعون في تحقيق‬
‫المناط والوصأف الذي يتنزل عليه الحكم ‪,‬وفى إسلم هذا الحاكم المرتد الذي ظهر منه الكفر البواح‬

‫‪418‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المغلظ والذى خرج من السلم من أكثر من باب وأكثركم يعلم ذلك‪).‬وقد فصلت ذلك في‬
‫التنبيهات المختصرة ‪,‬مسألة الحكم والتحاكم(‬
‫إن المجاهدين ل يرون إباحة دم المعاهد لوجود الدلة القطعية ‪,‬لكن ينازعون في صأحته‬
‫وانتقاضه‪,‬وقد فصلت ذلك في خماسية الجهاد)الرشاد إلى طريق الجهاد(‪.‬‬
‫إن المجاهدين ل يكفرون بالكبائركالزنا والربا وشرب الخمر ول بالمعاصأي من غير استحلل‪ ,‬وإنما‬
‫يكفرون بالشرك والكفر الظاهر الجلي الذي عندهم فيه من ال برهان ‪,‬فهم ل يكفرون إل ما كفره ال‬
‫ورسوله ‪,‬فليس كل كافر يقتل وليس كل كافر محارب‬
‫ثم إننا ل نطلب منكم التعيين ‪,‬بل حذروا الناس من الشرك بالعموم حذروهم من شرك القبور والقباب‬
‫والضرحة ‪,‬حذروهم من شرك النسك والحاكمية والولء وادعوهم إلى توحيد رب الرض والسماء‬
‫كما فعل نبيكم صألى ال عليه وسلم ظل في مكة يدعوا إلى كلمة التوحيد ثلثة عشر سنة فقط إلى‬
‫التوحيد وإخلص العبادة ل وحده لشريك له ‪.‬‬
‫علموا الناس أن الشرك محبط للعمل ول تنفع ل إله إل ال مع ارتكاب الشرك ول تقبل الصلة ول‬
‫الصيام ول الزكاة ول يجزئ الحج وقيام الليل مع ارتكاب النواققض سواء كانت نوا قض اعتقا دية أو‬
‫قولية أو عملية ‪ ,‬فكما أن اليما ن اعتقاد وقول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والعمال من‬
‫اليمان وداخلة فيه ‪ ,‬فكذلك الكفر يكون بالقول والعمل والعتقاد والشك والترك هذا عند أهل‬
‫السنة والجماعة خلفا للخوارج والمرجئة وأهل البدع ‪ ,‬فمن مات على الشرك الكبر من غير توبة‬
‫فهو مخلد في النار والجنة عليه حرام كما قال ال سبحانه }إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر‬
‫مادون ذلك لمن يشاء{وقوله تعالى }إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه الجنة ومأواه النار{وغير‬
‫ذلك من اليات الكثيرة في كتاب ال ‪.‬‬
‫ثم أيها الموحد هل تريد جنة بل ثمن ؟هل تريد إسلما بل فتنة وبل اختبار؟هل تريد طريقا آمنا بل‬
‫عقبات وبل أشواك وبل منغصات وبل تضحيات ؟‬
‫عجيب أمرك يا آخى‪ ,‬أين أنت من كلم ربنا عز وجل في أول سورة العنكبوت}أحسب الناس أن‬
‫يتركوا أن يقولوا أمنا وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال الذين صأدقوا وليعلمن‬
‫الكاذبين {أين أنت من قول ال تعالى}أفحسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من‬
‫قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر ال{‬

‫‪419‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أين أنت من كلم رسول ال صألى ال عليه وسلم عند مسلم من حديث عمرو بن عبسة }ما جاء‬
‫أحد بمثل ما جئت به إل عودي { وقد قال له ذلك ورقة بن نوفل في بداية الدعوة بكل وضوح!‬
‫فهل فهمنا حقيقة أمرنا وما نحن فيه من غفلة ؟هل علمنا أين نحن من دين ال ؟‬
‫يجب أخي أن ل نكابر لنخدع أنفسنا بأننا نحب الدين ونحب نصرته ونضحي من أجله بالنفس‬
‫والمال وحالنا ل يخفى ونشتكى إلى ال من قسوة في قلوبنا وجمود الدمع في عيوننا ‪,‬فهل تتذكر‬
‫معي أخر مرة بكينا فيها من خشية ال؟هل تتذكر معي أخر مرة ختمنا فيها كتاب ال ؟هل تتذكر معي‬
‫أخر مرة تصدقنا فيها على المجاهدين وأولدهم والمعتقلين وأسرهم ؟هل تتذكر معي أخر كتاب قرأته‬
‫في التوحيد والشرك واليمان والكفر وأعطيته لغيرك ليستفيد منه ‪ ,‬أو قمت بطباعته وتوزيعه في سبيل‬
‫نشر دعوة التوحيد بين الناس ؟ كم وكم ياُأخى ليس لنا فيها نصيب نشكو إلى ال حالنا ونسأله‬
‫اللطف بنا فوال لول الستر لنفضحنا نسأل ال السلمة والعافية وحسن الخاتمة ‪ ,‬مصيبة وأي‬
‫مصيبة لو متنا على هذه الحالة من الغفلة واللهث وراء الدنيا؟ والمصيبة الكبرى أننا نظن بأنفسنا‬
‫أننا شئ وأننا أحسن من غيرنا وأننا من أهل الجنة !اللهم سلم‬
‫فهيا أخي نتدارك أمرنا وننصر دين ربنا وسنة نبينا صألى ال عليه وسلم قبل فوات الوان‪,‬قبل أن‬
‫تصيبنا الهزيمة النفسية ويتسلل إلينا الضعف والخور والخوف من ضياع ما فى أيدينا من دنيا ونخشى‬
‫من الطاغوت ونضخمه حتى يصير إلهاً نخشاه من دون ال وننسى أن المور بيد ال وكل شئ مقدر‬
‫فلن يصيبنا إلماكتب ال لنا هذه عقيدة ‪ ,‬وتأمل معي نداء الرحمن لعباده المؤمنين وتدبره جيدا يفتح‬
‫ال عليك مغاليق قلبك }يأيها الذين أمنوا خذوا حذركم فانفروا{فلم يقل خذوا حذركم فاقعدوا‬
‫وتحججوا وتعللوا بالخوف من الطواغيت والعتقال والسر والتعذيب حتى تقسوا القلوب وتركنوا إلى‬
‫الدنيا وتصبحوا )كتنابلة السلطان(أحياء أموات لخير فيهم ول حياة لمن تنادى ونضخم الباطل أكبر‬
‫من حجمه بالرجاف والهلع والشائعات وننسى قدرة ال العظيم ونشك في كل من هم حولنا بسوء‬
‫الظن حتى في أهل بيتنا عياذا بال من الخذلن فان عجزنا عن كل شئ فهل نعجز عن جلسة مع‬
‫الزوجة والولد ننصر بها دين ربنا؟‬
‫فياُأخى من يحمل هم الدين إن لم تحمله أنت ؟من ينصر دين ال إن لم تنصره أنت؟‬
‫من يدافع عن التوحيد إن لم تدافع عنه أنت ؟من يدافع عن رسول ال وسنته إن لم تدافع أنت من‬
‫يدافع عن الجهاد وأعراض المجاهدين غيرك ؟من يخلفهم في أهلهم بخير سواك؟‬

‫‪420‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أنظر لنفسك ماذا قدمت لدين ال ؟وحتى تعرف أين أنت من هذه النصرة أذكر لك بعض ما يقوم به‬
‫أهل الباطل والعقائد الفاسدة من أعمال خيالية وجهد جبار ليل نهار في سبيل نشر عقيدتهم والدفاع‬
‫عنها ويقدمون الوقت والجهد والمال وكل ما يستطيعون في سبيل نشر عقيدتهم وأفكارهم‬
‫‪-‬هل تعلم أن شركة بيبسى قامت على فكرة –ادفع سنتاً من أجل إسرائيل دعماً لليهودية !‬
‫‪-‬هل تعلم أن إحدى نساء النصارى اشترطت على من يتزوجها أن يقضى معها ستة أشهر كل سنة‬
‫في دول أفريقيا لنشر النصرانية والتبشير)التنصير(من أجل المسيح؟فما هو حال نسائنا؟‬
‫‪-‬هل تعلم أن بعض السر الكافرة يقمن بجولت تنصيرية في أدغال أفريقيا والبلد الفقيرة لنشر‬
‫الكفر والرزيلة والفساد تحت مسمى هيئات الغاثة وحقوق النسان ويدفعن رواتبهن كاملة لذلك‬
‫ويتحملن الصعاب والمتاعب من أجل عقيدة باطلة ؟فماذا فعلت أنت أيها المسلم من أجل دينك ؟‬
‫‪-‬هل تعلم أن هناك من يقوم بجمع الموال لبناء مشروعات عملقة ويجعلها وقفا على نشر الكتب‬
‫والمواد العلمية لفساد عقائد المسلمين؟فماذا فعلت أنت أيها المسلم لنشر التوحيد والسلم؟‬
‫‪-‬هل تعلم أن بعض أصأحاب القنوات الفضائية العلمانية يطلبون من الناس صأراحةً التبرع بألف جنيه‬
‫إسترليني كحد أدنى سنوياً لدعم القناة حتى تستمر ول تتوقف مسيرة العطاء والفكر المستنير!ويقوم‬
‫هؤلء بجولت وزيارات لرجال العمال للتبرع وجمع الموال لنشر العلمانية والديمقراطية دون‬
‫حياء ؟وأنت أيها الموحد تستحي أن تقوم بذلك لنشر التوحيد والسلم الصحيح بل تتكاسل عن‬
‫توجيه أموال المسلمين‪ -‬وما أكثرها –للطريق الصحيح في نشر الدين!‬
‫هؤلء أهل الباطل يقدمون لباطلهم ويدافعون عنه بكل وسيلة حتى يبقى أطول فترة ممكنه ‪,‬وأنت‬
‫أيها الموحد ماذا فعلت ؟ يا صأاحب الموال الطائلة ماذا قدمت لدين ال الذي أعطاك هذه الموال‬
‫وم لةن عليك بها وهو قادر أن يأخذها منك في لحظة ‪ ,‬ستسأل عنها يوم القيامة ماذا فعلت بها؟‬
‫هل قمت بطبع رسالة أو كتاب تنشر من خلله التوحيد الخالص أو تصحح المفاهيم ا لخاطئة؟ هل‬
‫قمت بإنشاء مشروعات تكفل طالب العلم كفالة تامة لكي يتفرغ لنشر التوحيد وتربية الجيال؟‬
‫يا صأاحب المال هل أحسنت التصرف فيه وقسمت زكاته بين المجاهدين والمعتقلين وكفلت أولدهم‬
‫تماما مثلما تكفل أهلك وأولدك؟هل خصصت جزًء من مال الزكاة لطبع ونشر التوحيد؟‬

‫‪421‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هل فعلت ذلك أم تخلصت من المال بطريقة تقليدية عشوائية ل ترضى رب البرية من تقوية الجاهلية‬
‫ومراعاة العصبية والحزبية والتاوات الشهرية وغير ذلك من المور الردية؟‬
‫فسارع أخى ا لمسلم ‪ ,‬فنحن نفتح لك أبواب الخير وندلك عليها‪ ,‬فل تحرم نفسك من الخير‬
‫‪,‬فالمحروم من حرم الطاعة ‪ ,‬ومن يدرى رب عمل قليل يدخلك الجنة‪,‬والمال إن لم يدخلك الجنة‬
‫وتستثمره فى العمال التى تقربك من ال ‪,‬وتوفق فى زيادة رصأيدك عند ال ‪,‬إن لم توظف المال‬
‫وتجعله سببا يقودك إلى الجنة ‪,‬فأنت تاجر خاسر ‪,‬بعت الباقي بالفاني ‪,‬بعت رضا ال والجنة ‪,‬بمتاع‬
‫زائل ‪,‬ودنيا فانية‪,‬فاحرص وفقك ال ‪,‬وأرشدك ال ‪,‬ونصرك ال على نفسك والهوى والشيطان ‪,‬أن‬
‫تجعل الدنيا فى يدك ول تجعلها فى قلبك ‪ ,‬واجتهد أن تبنى لك بيتا فى الجنة ‪,‬وقدم يدك فى كل‬
‫عمل يقربك من الجنة مادمت قادرا مستطيعا ‪,‬فاغتنم غناك قبل فقرك ‪,‬فالعمر قصير‪,‬والذنب كبير‬
‫‪,‬والموت قادم لمحالة ‪,‬فقدم لنفسك اليوم مايبيض وجهك غدا ‪,‬نسال ال لنا ولكم الستر والعافية‬
‫وحسن الخاتمة ‪.‬‬
‫وإني ل أتهمك بل أعلم أنك تحب ال ورسوله وأقسم على ذلك ‪,‬بل ويدمى قلبك وتدمع عينك‬
‫عندما ترى وتسمع بجراحات المسلمين هنا وهناك وتتمنى نصرتهم بكل ما تستطيع لشك في ذلك‬
‫ولكن لعلك تخشى المضايقات والتهامات‪,‬لعلك تنظر إلى من قام بهذا العمل قبلك وسمعت كلم‬
‫الناس عنه بأنه مجاهد يدعم المجاهدين و يخلفهم في أهليهم وأولدهم بخيرتفيذا لوصأية رسول ال‬
‫لعلك تخشى أن يقال بأنك تتاجر بالدين لتحصل على الموال والسيارات والشقق والعمارات؟أم‬
‫لعلك تخشى المضايقات والمطاردات ويزج بك خلف أسوار المعتقلت وتضيع الموال وتخشى‬
‫الفقر والحرمان من جراء عملك في نصرة دين الرحمن ؟‬
‫أقول لك شرف وأي شرف أن يوفقك ال للطاعة وتكون خادما للجهاد والمجاهدين ‪,‬بل هذا من‬
‫علمات توفيق ال وحبه لك أن أقامك هذا المقام الجليل العظيم الشريف وليس عليك حرج إن‬
‫تصرفت بحذر وحكمة وعلم وفهم للواقع الذي تعيش فيه و أخذت بالسباب الشرعية التى تقربك‬
‫من ال وأن تعتمد عليه وحده سبحانه ل على السباب فهو سبحانه مسبب السباب ‪,‬وعليك بثلثة‬
‫أمور هى من الثوابت والصأول لمن أراد الوصأول ورؤية ال ومجاورة الرسول صألى ال عليه وسلم‬
‫في الجنة ‪,‬وهى القرآن‪ ,‬قراءة ورد يومي منه‪,‬والصلة المحافظة عليها في جماعة المسجد مع‬
‫الذكار والدعية بعدها صأباحا ومساء وعند النوم ‪,‬والثالثة القيام بركعتين في السحر في جوف الليل‬

‫‪422‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تداوم عليهما خير لك من الدنيا وما فيها‪,‬فإن وفقت لذلك فاعلم أنك بخير وعلى خير ‪,‬والمحروم‬
‫من حرم لذة الطاعة ‪,‬نعم لذة الطاعة لننا نعمل الطاعات لكن ل نشعر بلذتها ‪,‬نسأل ال السلمة‬
‫والعافية وحسن الخاتمة‪.‬‬
‫فإن فعلت ذلك ووقع البتلء فاعلم أنه خير ساقه ال إليك ‪,‬فال ل يريد بك إل خيرا ‪,‬يريد‬
‫ليختبرك ويبتليك ليربيك ويختارك ويصطفيك ويعلمك كي يؤهلك لحمل المر العظيم ويستعملك‬
‫لنشر التوحيد والسنة ويخلصك من نتن الجاهلية ويبصرك بها على حقيقتها وليوقفك على صأورتها‬
‫القبيحة ولتعرف إلى أي حد الخوة غارقون في هذه الجاهلية ويساهمون في تقويتها وهم يحسبون‬
‫أنهم تخلصوا منها بمعرفتهم المجردة للتوحيد ‪,‬ترى ذلك في الو لءات أيام النتخابات ‪,‬وترى ذلك‬
‫واضح اً عند توزيع أموال الزكوات‪,‬وترى ذلك بوضوح أكثر عند المنازعات ووقوع المشكلت وهم‬
‫يسارعون إلى الطاغوت في المحاكما ت والخصومات‬
‫وترى الجاهلية في نفوس كثير منهم عند تعاملهم معها دون مفاصألة ول اعتزال‪,‬مع أنهم هم الغرباء‪,‬‬
‫ومنهج الغرباء في مواجهة الجاهلية وضحه ال لنا في كتابه وأوضحه لنا رسوله صألى ال عليه وسلم‬
‫في سنته وطبقه الصحابة رضي ال عنهم في حياتهم ولكن هى الغفلة القاتلة‪..‬‬
‫فان ابتليت فاصأبر فهذا هو الطريق وماذا نفعل ‪,‬نترك الدين لمجرد أننا اعتقلنا ووقعنا في السر ؟‬
‫نترك الدعوة إلى التوحيد خوفا من العتقال؟ وماذا نفعل في الدنيا وماذا نعمل بها إن لم نحقق‬
‫الهدف الذي خلقنا ال من أجله ونسعى إلى تحقيقه والوصأول إليه ؟إنها الجنة ياُأخى ‪,‬جنة عرضها‬
‫السماوات والرض أعدها ال لنا نعم لنا‪,‬أنتركها ونفر منها لمجرد مضايقات وابتلءات وآلم‬
‫ومنغصات سرعان ما تزول ويبقى الجر ؟ل وال لن يكون ذلك أبدا مادام فينا عرق ينبض وعين‬
‫تطرف ‪,‬وال لن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ‪,‬وال لن يهدأ لنا بال حتى تقر أعيننا بنصرة‬
‫السلم وعزة أهله ‪,‬وال لن نترك هذا الدين حتى تراق دماؤنا في سبيل نصرته وهذا هو الفوز الذي ل‬
‫خسارة بعده‪ ,‬نعم وال إن أكرمنا ال بذلك فقد فزنا ورب الكعبة ‪,‬ياأخى دينك دينك دمك ولحمك‬
‫فانصر هذا الدين بكل ما تستطيع‪ ,‬فإن الدعوة تبدأ بعد هذا المتحان قوية أقوى مما كانت عليه‬
‫لنك عرفت حقيقة الطاغوت ووقفت على أساليب المرتدين في نشر الجاهلية ومحاربة السلم‪,‬‬
‫وعرفت نقاط ضعفك ‪,‬وتعلمت من الخطاء ‪,‬وعرفت حقيقة من معك ومن عليك وميزت الرجال من‬
‫أشباه الرجال وعرفت الدعي الكاذب من المؤمن الصادق ‪,‬فهذه الدروس وغيرها تجعلك تنطلق بكل‬

‫‪423‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قوة للعمل ونصرة دين ال ول تلتفت لكلم الذين ل يعلمون ‪,‬فإنك لن تستطيع المساك بألسنتهم‬
‫ول أن تسكتهم فهم سيتكلمون في جميع الحوال فامض ول تنظر إليهم فإن ال ناصأرك ومؤيدك‬
‫وعليك بتفقد قلبك وتحرى الصدق والخلص‪.‬‬
‫وقل لمن يتكلم ول يملك إل الكلم ويعيب عليك وعلى من يعمل للسلم ونشر التوحيد بين النام‬
‫قل له إن القلب هو الصأل ‪,‬فأين تجد قلبك من العمل لنصرة دين ال ؟قل له ل أشك في حبك‬
‫لنصرة أهل التوحيد والجهاد ولكن أين العمل ؟أين انقيادك بالعمل لهذا الدين؟أين جهدك وجهادك؟‬
‫في الحقيقة إنك ل تخشى اتهام الناس لك بأنك مجاهد تدافع عن المجاهدين وتنصر التوحيد‬
‫وتنشره بين الناس ‪,‬فهذه ليست تهمة في الحقيقة ‪,‬وإن كانت في واقعنا المعاصأر تهمة يخشى الخوة‬
‫من القتراب منك حتى ل يفقدوا ما بأيديهم من دنيا ‪,‬وكذلك ل تخشى من أن يقال عنك يتاجر‬
‫بالدين كأصأحاب كثير من الفضائيات وبعض الدعاة الجدد أصأحاب الفكر المستنيروالسلم‬
‫العصري‪,‬فحالك يغنى عن سؤالك ولست ممن يحرص على الدنيا‪,‬حتى وإن قيل عنك ذلك ‪,‬فهي‬
‫تهمة قديمة فقد قيل أكثر من ذلك لمن هو أفضل منك قديما وحديثا ‪,‬وهكذا الناس يتكلمون‬
‫دائمًا‪,‬ولكن هذه مبررات وأعذار واهية تحاول أن تقنع بها نفسك لتغض الطرف عن تقصيرك في حق‬
‫ال ‪,‬لن السبب الحقيقىهو أنك تحرص على دنياك وعلى ما فى يدك مهما كان وليس عندك استعداد‬
‫لفقده‪,‬ليس عندك استعداد لفقد السيارة المكيفة من أجل الدين ؟‬
‫ليس عندك استعداد أصأل بأن تضحى من أجل دينك لن الدنيا دخلت قلبك فحرصأت عليها‬
‫ونسيت مهمتك الساسية التى خلقت من أجلها وأصأبح حالك ل يبعد كثيرا عن حال كثير من أهل‬
‫الدنيا‬
‫فهذه الحقيقة ياُأخى ‪,‬الذي يمنعك من العمل للدين هو أنك دخلت في دوامة الدنيا واللهث وراءها‬
‫فدخلت قلبك وتمكنت منه وتربعت فيه سخرتك حتى صأرت عبدا لها ل تستطيع أن تفارقها‬
‫هذه هى الحقيقة التى تشعر بها وتبكى أحيانا على نفسك حينما تخلوا بها ‪,‬تبكى على تفريطك في‬
‫جنب ال وعلى تقصيرك في حق رسول ال ‪,‬تبكى على نفسك وتخشى أن تموت على هذه الحال‬
‫وإل ماالذى يمنعك من العمل لدين ال ؟‬
‫هل عندك استعداد حقيقي لنصرة دين ال والعمل لنشر سنة رسول ال صألى ال عليه وسلم ؟‬

‫‪424‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اسأل نفسك بصدق وقف معها بإخلص ‪,‬هل عندك استعداد لدفع قليل من مالك لطبع رسالة في‬
‫العقيدة والتوحيد ؟هل عندك استعداد للتبرع للجهاد والمجاهدين ؟هل عندك استعداد لبناء مشروع‬
‫يكفل طالب العلم الشرعي على منهاج النبوة حتى يصير داعية للدين كما كان الصحابة ؟‬
‫بل هل عندك استعداد لنفاق قليل من وقتك لتعلم أولدك وتجلس معهم ساعة كل يوم تعلمهم‬
‫التوحيد وتفقههم في دينهم ؟هل عندك استعداد لتجلس مع زوجتك لتعلمها منهج أهل السنة‬
‫والجماعة وتفقهها في دينها وتجعل منها داعية موفقة تنشر التوحيد بين نساء المة؟‬
‫هل عند استعداد حقيقي لوضع منهج علمي لولدك تتفقدهم من خلله كما تتفقد أموالك؟‬
‫هل عندك استعداد حقيقي لتصحيح مسار حياتك وجعله في التجاه الصحيح قربة إلى ال وشوقا‬
‫للقائه وحياًء منه سبحانه أن يراك على ما يكره؟‬
‫أخي الحبيب هل أنت راض عن حال زوجتك وما وصألت إليه من جهل بالعقيدة وأمر الدين ؟‬
‫هل أنت راض عن مستوى أولدك الديني وما وصألوا إليه من بعد وانحراف عن السنة ؟‬
‫هم أمانة عندك وال سائلك عن هذه المانة فماذا أنت قائل ل يوم القيامة عن تفريطك في حقهم‬
‫بل هل أنت راض عن نفسك وحالك مع ال ومع القران والسنة والذكر والدعاء ؟‬
‫أخي الحبيب المحب لعلك تفطنت أنى أخاطبك أنت ‪,‬أنت أيها الموحد يامن كنت شعلة ضوء‬
‫تتعلم التوحيد والسنة وتقيم الدروس للشبال في بيتك تعلمهم المنهج النبوى والسلوك السوي‬
‫‪,‬أخاطبك أنت يامن كنت أول من يحضر في المسجد لصلة الفجر ‪,‬أخاطبك أنت يامن كنت أسمع‬
‫قيامك وبكاؤك وأنت تتهجد بالقرآن في جوف الليل‪,‬أخاطبك أنت ‪,‬نعم أنت‪,‬هل تذكرت أحوالك مع‬
‫ربك أيام الطاعة وكيف صأار حالك الن ؟‬
‫أعلم أن الضغط عليك شديد ‪,‬ووطأة الجاهلية قاسية ‪,‬والبواب شبه مغلقة ول تجد على الخير أعواناً‬
‫والغربة شديدة تشعر بها وأنت بين أهلك وإخوانك ‪,‬أعلم كل ذلك ياأخى ولكن }ما يفتح ال‬
‫للناس من رحمة فل ممسك لها وما يمسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم {‬
‫أبواب الدعوة كثيرة وطرقها عديدة وما يغلقون باباً إل ويفتح ال مكانه أبواب وهذا واقع ومشاهد‬
‫فتعالى أخي ضع يدك في يدي لنعيد بعث وإحياء المة من جديد ‪,‬تعالى نتعاون سويا لنشر السلم‬
‫والتوحيد‪,‬ربما تقول ‪,‬ما العمل والوضع كما ترى !أقول لك العمل كثير المهم الهمة العالية والعزيمة‬
‫القوية والحساس بالمسؤولية وهيا نبدأ من الن‪ ,‬ابدأ بنفسك وقف معها بصدق‬

‫‪425‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬ابدأ بنفسك أول وحافظ على وردك اليومي من القرآن بتدبر واستعن بتفسير الظلل أو السعدي أو‬
‫أضواء البيان ‪,‬أو ابن كثير ‪,‬أو الطبرى‬
‫‪-‬جاهد نفسك على أن تحافظ على الصلوات الخمس في جماعة المسجد والذكار بعدها وعند‬
‫النوم‬
‫ول تنسى أذكار الصباح والمساء وأكثر من الستغفار والدعاء واستعن بال واعتصم به يعصمك‬
‫ثانيًا‪:‬ابدأ بأهلك وأولدك وبمن هم تحت وليتك وخصص لهم درساًيومياًلمدة ساعة تعلمهم فيه‬
‫التوحيد وتشرح لهم الصأول الثلثة وكشف الشبهات والواجبات المتحتمات وتعرفهم أركان السلم‬
‫وتحذرهم من نواقض اليمان العتقادية والقولية والعملية‪,‬تعلمهم التوحيد الخالص وتحذرهم من‬
‫الشرك والكفر ‪,‬ول يمنع من تبصيرهم بالواقع حتى يعرفوا حقيقة الجاهلية‪,‬ثم قم بشرح كتاب مبسط‬
‫في الفقه مثل الملخص الفقهي أو الفقه الميسر أو عمدة الفقه أو نيل المآرب‬
‫ول تنسى الداب والسلوك فعليك بكتاب صأيد الخاطر ‪,‬أو مختصر منهاج القاصأدين‪,‬وأفضل ما‬
‫يعينك على ذلك سلسلة }أين نحن من هؤلء{لعبد الملك القاسم فهي مفيدة ونافعة بإذن ال تعالى‬
‫واعلم أن المسلم كلما كان شديد اللصوق بجيل الصحابة رضي ال عنهم كان أقرب لربه وأسلم لدينه‬
‫فعليك بقراءة سير الصحابة من كتب السيرة والتراجم كسير أعلم النبلء والبداية والنهاية وزاد‬
‫المعاد وغير ذلك من كتب السلف فهذا مما يقوى إيمان العبد ويساعد على الثبات ‪.‬‬
‫أهم شئ الستمرار والمداومة على الجلوس مع الهل والولد مهما كانت الظروف ولو حلقة تجويد‬
‫أو قراءة قرأن‪ ,‬خصص ساعة كل يوم تجلس فيها معهم فهي مفيدة لك ولهم على السواء وإني أعرف‬
‫أنك تملك قدرات هائلة ممتازة لخدمة السلم والمسلمين وأدعوك فقط لتكتشف هذه القدرات‬
‫بنفسك‪,‬فحاول واستعن بال ول تعجز ول تحقرن من المعروف شيئًا‪,‬حاول وستصل إن شاء ال‬
‫تعالى‪,‬فإن وصألت إلى مرحلة ترضاها ستشعر بعظم المسؤولية تجاه هذا الدين وستسأل مثل كثير من‬
‫المسلمين ‪,‬ماهو دورنا وماذا نفعل لنصرة السلم والمسلمين؟‬
‫)وكنت أعتقد أن مثل تلك السئلة أصأبح الجواب عنها لدى المسلمين بديهياً لكثرة تكرارها‪ ،‬إل أن‬
‫هذا السؤال تردد كثيراً ‪ ،‬ول أعرف ما هو سبب جهل الناس بدورهم في معركة السلم‬
‫رغم أن كل قارئ لكتاب ال وسنة رسوله صألى ال عليه وسلم يتضح له دوره في هذه المعركة بمجرد‬
‫قراءته ليات الجهاد ونصوص السنة‪ ،‬ولن أستعرض النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة التي توضح‬

‫‪426‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ضح‬
‫دور كل مسلم‪ ،‬ولكني سأقف فقط مع نص واحد من نصوص المصطفى صألى ال عليه وسلم و د‬
‫فيه الرسول صألى ال عليه وسلم دور كل مسلم بصيغة المر الواجبة التي ل تسقط بحال عن ذمة‬
‫المكلف}وقد فصلت ذلك في خماسية الجهاد{‬
‫روى المام أبو داود في سننه والحاكم في مستدركه والدارمي وغيرهم عن أنس رضي ال عنه قال قال‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم )جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم(‪ ،‬وفي رواية النسائي‬
‫)وأيديكم( بدل )أنفسكم(‪ ،‬قال الحاكم‪) :‬هذا حديث صأحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه(‪.‬‬
‫قال المام الشوكاني في نيل الوطار ‪) :8/29‬قوله }جاهدوا المشركين‪ ..‬إلخ{ فيه دليل على وجوب‬
‫المجاهدة للكفار بالموال واليدي واللسن‪ ،‬وقد ثبت المر القرآني بالجهاد بالنفس والموال في‬
‫مواضع‪ ،‬وظاهر المر الوجوب(‪.‬‬
‫ولست بصدد تفصيل حكم الجهاد ومتى يتعين ومتى ل يتعين‪ ،‬ولكنني أريد أن أبين هنا مهمة كل‬
‫مسلم ووظيفته في مجاهدة العداء‪ ،‬إذ أن الرسول صألى ال عليه وسلم ذكر في الحديث المتقدم‪:‬‬
‫أصأول سبل الجهاد ضد العدو الكافر‪ ،‬فذكر ثلثة أصأول من أربعة‪:‬‬
‫الصأل الول‪ :‬الجهاد بالنفس أو اليد وهذا أعلى مراتب الجهاد وأكملها‪.‬‬
‫وقال ابن حجر رحمه ال‪) :‬إن نصوص الكتاب والسنة إذا جاءت بذكر الجهاد مطلقاً ولم تقيده ولم‬
‫تضفه إلى المال أو اللسان فإنها تنصرف إلى الجهاد بالسيف باتفاق السلف(‪.‬‬
‫والجهاد بالنفس هو أعلى مراتب الجهاد لذا فقد رتب ال عليه أكمل الجر وعقد الصفقة ببيع الجنة‬
‫للمؤمن مقابل نفسه أولً كما جاء في سورة التوبة{ إن ال اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن‬
‫لهم الجنة{‪ ،‬فهي الية الوحيدة من آيات الجهاد التي يقدم ال فيها النفس على المال وذلك لما‬
‫كانت السلعة غالية اقتضى أن يكون الثمن غالياً مثلها أيضًا‪.‬‬
‫ويتفرع عن الجهاد بالنفس‪ ،‬الواجب على المؤمنين الرباط وتدريب المجاهدين وإعدادهم‬
‫والستطلع لهم في ميادين المعركة وغير ذلك من المجهودات البدنية التي تجب على المسلم‬
‫القادر في هذه اليام وجوباً عينياً كما أجمع العلماء على ذلك‪ ،‬بأن أرض المسلمين إذا دهمها العدو‬
‫فقد تعين الجهاد على كل مسلم قادر‪.‬‬
‫الصأل الثاني‪ :‬من أصأول السبل التي ذكرها الرسول صألى ال عليه وسلم في الحديث المتقدم أيضًا‪:‬‬
‫قوله )وأموالكم( فالجهاد بالمال كثيراً ما يقرن في آيات الجهاد في القرآن‪ ،‬ويأتي مقدماً على النفس‬

‫‪427‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لكنه ليس أعلى مرتبة من الجهاد بالنفس كل‪ ،‬ولكن لن الجهاد بالمال هو النوع الذي تخاطب بها‬
‫المة أجمع‪ ،‬إذ أن الكفاية بالرجال تحصل عند نفور عدد من رجال المة‪ ،‬ولكن المال ل تحصل‬
‫كفاية المجاهدين به إل إذا تكاتفت المة جميعها وضخت المال للمجاهدين الذي يعد عصب‬
‫الجهاد‪ ،‬فالشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد بالمال هي أكبر من الشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد‬
‫بالنفس‪ ،‬لذا ُقدم الجهاد بالمال في آيات الجهاد لعتبار سعة شريحة المخاطبين من رجال ونساء‬
‫شباباً وشيوخاً صأغاراً وكباراً وال أعلم‪.‬‬
‫والجهاد بالمال ليس بالضرورة أن يكون قدراً كبيراً من المال يدفعه المؤمن‪ ،‬بل يدفع ما يبرئ به ذمته‬
‫أمام ال تعالى‪ ،‬لن المقصد من الجهاد بالمال إذا تعين أن تسقط الواجب الذي في عنقك وتدفع‬
‫القدر الذي تعتقد أن ذمتك ستبرأ عند ال تعالى بدفعه ولو كان يسيرًا‪.‬‬
‫وكما قال الرسول صألى ال عليه وسلم عند أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صألى ال عليه وسلم‪) :‬سبق درهم مائة ألف( قالوا يا رسول ال وكيف؟ قال‪) :‬رجل له‬
‫درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها(‪.‬‬
‫فال ل يقبل الصدقة بناًء على كميتها ولكن يقبلها على حسب كيفيتها‪ ،‬كما روى أحمد وأبو داود‬
‫عندما سئل الرسول صألى ال عليه وسلم؛ أي الصدقة أفضل؟ قال‪) :‬جهد المقل(‪ .‬أي صأدقة الرجل‬
‫المحتاج لماله الذي ل يملك إل القليل‪ ،‬فاتق ال وقدم ما تجود به نفسك‪ ،‬ليس لمرة واحدة فقط‬
‫بل اجعل للجهاد من دخلك نصيبا بما أن الحرب قائمة والمجاهدون بحاجة للمال‪.‬‬
‫ويتفرع عن الجهاد بالمال لمن لم يكن له دخل ول مال ينفقه‪ ،‬أن يجمع التبرعات من أهل اليسار‬
‫ومن النساء والطفال والخاصأة والعامة‪ ،‬ومن لم يستطع أن يجمع المال بإمكانه أن يحرض على‬
‫الجهاد بالمال ويطلب من المسلمين أل يشحوا بأموالهم إذا ما طلبت منهم‪.‬‬
‫ويتفرع عن الجهاد بالمال أيضاً أن يسعى كل قادر على إدارة الموال بجمع رأس مال ويبني به‬
‫مشروعاً يعود ريعه على المجاهدين بشكل دوري‪,‬أو يطبع كتاباً ينشر التوحيد ويحذر من الشرك‬
‫الواقع في المة ‪,‬أو يكفل طالب علم يعلم الناس الخير ‪,‬أو يخلف مجاهدا في أهله بخير ‪,‬أو يتولى‬
‫أهل معتقل أو أسير حتى يرجع ويفك ال أسره ‪ ,‬أو يقوم على رعاية وتربية نفسه وأولده تربية إسلمية‬
‫على منهاج النبوة كل ذلك في استطاعته ومقدوره وله به أجر إن شاء ال‬
‫وهناك سبل أخرى كثيرة تتفرع عن الجهاد بالمال وقد اتضح المقصود من تلك المثلة‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصأل الثالث‪ :‬من أصأول السبل الرئيسية التي نص عليها الرسول صألى ال عليه وسلم في حديثه‬
‫المتقدم‪ :‬الجهاد باللسان والجهاد باللسان شأنه عظيم وفي بعض الحيان يكون أعظم من الجهاد‬
‫بالبدان أقول في بعض الحيان وليس دائمًا‪.‬‬
‫كما قال الرسول صألى ال عليه وسلم في الصحيحين‪) :‬أهجوا قريشاً فإنه أشد عليهم من رشق‬
‫بالنبل(‪ ،‬فالجهاد باللسان أمره عظيم وهو المرحلة الولى التي تتقدم مرحلة جهاد البدان والموال‪،‬‬
‫فل يحدرض الناس للجهاد بأبدانهم إل باللسان‪ ،‬ول يحدرض الناس للجهاد بأموالهم إل باللسان‪،‬‬
‫فاللسان أمره عظيم وهو النوع الوحيد المتيسر لجميع المكلفين فكل مكلف بإمكانه أن يجاهد‬
‫بلسانه وبأي طريقة كانت‪.‬‬
‫ويتفرع عن الجهاد باللسان تجلية حقيقة هذه الحرب الصليبية والهجمة التي تشن على السلم من‬
‫قبل الطواغيت والمرتدين وفضحها‪ ،‬والذب عن المجاهدين والدفع عن أعراضهم‪ ،‬وذلك يكون بين‬
‫خاصأة الرجل وأهله‪ ،‬وبين عامة الناس في منتدياتهم وفي مساجدهم وأعمالهم ومدارسهم‪ ،‬فكل مسلم‬
‫واجب عليه أن يجاهد بلسانه على قدر طاقته‪ ،‬والجهاد باللسان ل يشترط له شرط بل كل كلمة‬
‫علمها المكلف ويرى أن فيها فضحا لعداء الدين من الكفار الصليبيين والطواغيت المرتدين أو ذباً‬
‫عن المجاهدين وجب عليه القول بها وبيانها للناس وال أعلم‪.‬‬
‫ويتفرع عن الجهاد باللسان‪ ،‬التأليف والنشر للمواد المحرضة على الجهاد بأنواعه‪ ،‬من كتاب وشريط‬
‫ونشرة وغيرها‪ ،‬ومن عجز عن التأليف فعليه توزيعها باليد أو بالفاكس أو بالبريد‪ ،‬ومن الجهاد باللسان‬
‫أيض اً كتابة المقالت في الصحف والنشرات والدوريات‪ ،‬والكتابة عبر شبكة النترنت والمراسلة عبر‬
‫البريد اللكتروني للف الناس‪ ،‬للمنافحة عن السلم في كل ميدان‪ ،‬وطرق الجهاد باللسان كثيرة‬
‫وقد مثلت لها بما يوضحها‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫الصأل الرابع‪ :‬من أصأول جهاد العدو جهاد العدو بالقلب‪ ،‬وهذا الصأل هو أول الصأول ترتيباً‬
‫وأهمها‪ ،‬ولكني أتيت به رابعاً لن النبي صألى ال عليه وسلم لم يذكره في النص الذي تناولنا الحديث‬
‫عنه‪ ،‬إل أن هذا الصأل هو ركن من أركان السلم ول يقبل ال السلم من دونه‪ ،‬والنصوص كثيرة‬
‫جداً التي توضح معنى جهاد القلب للعداء‪ ،‬فأول معاني جهاد القلب بغض الكفار وما هم عليه ومن‬
‫والهم وعدم محبتهم والكفر بهم والكفر بمعبوداتهم‪ ،‬فمتى انتفى عن العبد جهاد القلب تجاه عدوه‬

‫‪429‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإنه كافر بال العظيم قال ال تعالى‪} :‬ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يواددون من حادد ال‬
‫ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}‬
‫وقال كما هي ملة إبراهيم‪} :‬قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا‬
‫برآء منكم ومما تعبدون من دون ال كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا‬
‫بال وحده{‪ ،‬وقال‪} :‬فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لها‬
‫وال سميع عليم{‪ ،‬واليات الدالة على أن جهاد القلب للعداء ركن من أركان الدين كثيرة ل يسع‬
‫المقام لحصرها‪.‬وقد فصلت ذلك في شرح نواقض السلم‪,‬وقرة عيون المجاهدين‪.‬‬
‫هذا توضيح بسيط للمهام المناطة في عنق كل مسلم مكلف في هذه اليام ‪ ،‬نسأل ال أن يرد كيد‬
‫المعتدين وينصر دينه وأولياءه ويعلي كلمته‪.‬‬
‫وأختم بتنبيه بسيط‪ :‬وهو أل ينظر العبد إلى الحديث السابق وإلى ترتيب رسول ال صألى ال عليه‬
‫وسلم للجهاد بالمال والنفس واللسان‪ ،‬فيظن أن هذا الترتيب يدل على الولوية‪ ،‬فإن الواو التي‬
‫جاءت بين هذه النواع ل تدل على الترتيب أو التعقيب إنما تدل على مجرد العطف‪ ،‬فالتقديم‬
‫والتأخير هنا ل يدل على الولوية‪ ،‬فترتيبها أن جهاد القلب هو العظم من ثم يليه جهاد النفس‬
‫وبعدهما جهاد المال ثم اللسان‪ ،‬وقد يأتي في حالت خاصأة ولشخاص محددين جهاد اللسان‬
‫مقدماً على النفس أو المال على النفس وهكذا‪ ،‬ولكن كحكم عام فإن الترتيب الذي ذكرته هو‬
‫مقتضى نصوص الكتاب والسنة‪ ,‬وال أعلم‬
‫صر وعمل بالدنى وهو‬
‫فليتق ال كل عبد وليعلم أن ال سبحانه وتعالى سائله عن جهاده‪ ،‬فإن ق د‬
‫اللسان وترك العلى وهو الجهاد بالبدن‪ ،‬فإن هذا ل يبرئ ذمته‪ ،‬واعلم أن الدنى ل يسقط العلى‬
‫بحال‪.‬وقد وسع ال عليك وفتح لك أبوابا كثيرة لنصرة دين ال فالمجال أمامك واسع جداً فاختر‬
‫لنفسك ما يناسبها واحرص على ما يبيض وجهك يوم القيامة فالعمر قصير والذنب كبير والموت‬
‫قادم ل محالة فقدم لنفسك اليوم ما ينجيك غدا وابدأ من الن ونحن معك بكل ما نستطيع اتصل بنا‬
‫وابحث عنا تجدنا بجوارك نقدم لك كل ما تحتاجه من كتب مجانا تصلك أينما كنت كتب في‬
‫التوحيد والعقيدة واليمان والكفر‪,‬كتب في الفقه ‪,‬كتب في الداب والسلوك والرقاق‪.‬‬
‫أخي أعرف أنك تحب ال ورسوله فحدد من الن هدفك‪,‬واعرف ماذا تستطيع أن تقدمه لنصرة دين‬
‫ال وداوم عليه ‪,‬فإن لم تستطع فاقرأ هذه الرسالة جيدا وقم بنشرها بين المسلمين وابتغ الجر من ال‬

‫‪430‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لعلها تكون سببا في دخولك الجنة ‪,‬من يدرى ‪,‬والدال على الخير كفاعله فأرى ال من نفسك خيرا‬
‫وقدم لنفسك اليوم ما يبيض وجهك غدا وتيقن أن صأنائع المعروف تقي مصارع السوء‬
‫أسأل ال أن ينفع بك ويجعلك مباركا أينما كنت‪,‬ويجعلنا وإياكم من أنصار دينه وسنة نبيه وعباده‬
‫المؤمنين الموحدين المجاهدين‬

‫‪431‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كيفية المشاركة فى الجهاد ونصرة المجاهدين‬
‫وسائل خدمة الجهاد والمشاركة فيه كثيرة ذكربعضهاالشيخ محمد السالم في رسالته النافعةمنها‪-:‬‬
‫تحديث النفس بالجهاد ‪:‬‬ ‫‪(1‬‬
‫تحديث النفس بالغزو التحديث الحقيقي الذي يعني العزم على تلبية نداء الجهاد متى ما نادى‬
‫المنادي ‪ " :‬يا خيل ال إركبي " وأن يوطن النسان نفسه ويعاهدها أن يهب للغزو والنفير إذا استنفره‬
‫واستنصره إخوانه إتباعاً لقول النبي صألى ال عليه وسلم كما في البخاري ‪ " :‬وإذا استنفرتم فانفروا "‬
‫وإذا ما حدث النسان نفسه بالغزو ثم فاته الغزو أو لم يقدر عليه فإنه يتحسر لذلك كما قال ال عن‬
‫الشعريين ‪ -‬الصحابة الذين لم يستطيعوا تجهيز أنفسهم ‪ " : -‬ول على الذين إذا ما أتوك لتحملهم‬
‫قلت ل أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً أل يجدوا ما ينفقون "‬
‫فهكذا من تمام التحديث بالغزو تحسر النسان وندمه على مافاته من غزو في سبيل ال ويكون حاله‬
‫كما قيل ‪:‬‬
‫شوقي إلى دار الخلود الباقية‬ ‫ذكرى المعارك والشهادة هيجت‬
‫أما من يقول حين يغلق الطريق أو ل يستطيع الغزو ‪ " :‬الحمد ل الذي كفانا المؤونة " فهذا كاره‬
‫للغزو غير عازم عليه فيه شبه بالمنافقين الذين يكرهون الغزو ول يخرجون إ ل وهم كارهون وإذا‬
‫خرجوا أوهنوا الجيش وفروا عند اللقاء ‪ ..‬وشتان وال بين من يبكي حسرة على فوات الغزو والجهاد‬
‫وبين من يخفي في نفسه السرور والفرح أن وجد لنفسه عذراً أو سبباً لترك الغزو ‪..‬وال عالم بالسرائر‬
‫وما تخفي الصدور ‪.‬‬
‫وتحديث النفس بالغزو ينفي عن النسان صأفة النفاق ‪..‬‬
‫كما جاء في صأحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صألى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من مات ولم يعز ‪ ،‬ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق "‬
‫قال النووي في المنهاج‪ " :‬المراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا‬
‫الوصأف فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق "‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية في الفتاوى ‪:‬‬

‫‪432‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث قويُلخلت ق‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ف إقذا قوقعقد‬ ‫ب إقذا قحلد ق‬ ‫صأغقُر ‪ :‬فقيُهقو النريقفاُق في اللقلعقماتل قونقلحتوقها ‪ :‬مثلقل أقلن يقلكذ ق‬ ‫"قوأقلما النريقفاُق اللق ل‬
‫صاتل‬ ‫ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫صأم ‪ ...‬قوتملن قهقذا ا لقبا ت‬ ‫ت‬
‫ض قعلن ا لجقهاد ‪ .‬فقتإنلهُ ملن خ ق‬ ‫ب ‪ :‬ا لتللعقرا ُ‬ ‫قويقُخوقن إقذا اُلؤتُمقن أقلو يقيلفُجقر إقذا قخا ق ق‬
‫ت قعقلى‬ ‫سهُ تبا لغقلزتو قما ق‬ ‫ث نقيلف ق‬ ‫ت قولقلم يقيغلُز قولقلم يُقحرد ل‬ ‫ا لُمقنافتتقيقن ‪ .‬ققاقل النلبتدي صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬قملن قما ق‬
‫ت‬ ‫ضقح ل‬ ‫ضقحةق ; تلقنليقها فق ق‬ ‫ُشلعبةة تمن نتقفاةق { رواهُ مسلتم ‪ .‬وققلد أقنليزقل ال لهُ " سورقة بيراءقة " التتي تُسلمى ا لقفا ت‬
‫ق‬ ‫ُ ق قق ق‬ ‫قق ُ ل م ق ق‬ ‫ق ل‬
‫ت تقيلنتزُل ) قوتم لنيُهلم‬ ‫ضقحةُ قما قزالق ل‬ ‫س ققاقل ‪ :‬تهي ا لقفا ت‬
‫ق‬ ‫صتحيقحليتن قعلن ابلتن قعلبا ة‬ ‫ا لُمقنافتتقيقن ‪ .‬أقلخقرقجاهُ تفي ال ل‬
‫) قوتم لنيُهلم قحلتى ظقدنوا أقلن قل يق ليبيققى أققحمد إلل ذُكتقر تفيقها ‪ .‬قوقعلن ا لتملققداتد بلتن اللقلسقوتد ققاقل ‪ :‬تهقي " ُسوقرةُ‬
‫ت قمقخاتزي‬ ‫ت قعلن قسقرائتتر ا لُمقنافتتقيقن ‪ .‬قوقعلن قتادة ققاقل ‪ :‬تهقي ا لُمتثيقرةُ ; تلقنليقها أققثاقر ل‬ ‫ث " تلقنليقها بققحثق ل‬ ‫ا لبحو ت‬
‫ُُ‬
‫س ققاقل ‪ :‬تهقي ا لُمبقيلعثتقرةُ ‪ .‬قواللبقيلعثقيقرةُ قوا لتلقثاقرةُ ُمتقيققاترقباتن ‪ .‬قوقعلن ابلتن عُقمقر ‪ :‬أقنليقها‬ ‫ا لُمقنافتتقيقن ‪ .‬قوقعلن ابلتن قعلبا ة‬
‫صأقمتعدي ‪ :‬قوقكاقن‬ ‫ض إقذا بقيقرأق ‪ :‬ققاقل اللق ل‬ ‫ش ا لقمتري ُ‬ ‫ض النريقفاتق ‪ .‬يُيققاُل ‪ :‬تقيقلشق ق‬ ‫ئ تملن قمقر ت‬ ‫المقشقشة ‪ .‬تلقنليقها تُيلبتر ُ‬
‫ت تفي آتختر‬ ‫سوقرةُ نقيقزلق ل‬ ‫ص ‪ :‬المقشقشتان ; تلقنليُهقما يُيبقيررقئاتن تملن النريقفاتق ‪ .‬قوقهتذته ال د‬ ‫سوقرتقلي ا لتللخقل ت‬ ‫ت‬
‫يُيققاُل ل ُ‬
‫ف‬
‫ش ق‬ ‫قمقغاتزي النلبتري صألى ال عليه وسلم ‪ :‬غقلزقوتة تقيُبوقك قعاقم تتلسةع تملن ا لتهلجقرةت قوققلد قعلز ا لتللسقلمُ قوظققهقر ‪ .‬فققك ق‬
‫صأقفُهلم تبا لبُلختل قعلن النليقفقتة تفي قستبيتل‬ ‫ت ت ت‬ ‫ت‬ ‫تت‬ ‫ت‬
‫صأقفُهلم فيقها تبا لُجلبتن قوتقيلرك ا لجقهاد ‪ .‬قوقو ق‬ ‫ال لهُ فيقها أقلحقواقل ا لُمقنافقيقن قوقو ق‬
‫شرح قعقلى ا لقماتل ‪ .‬قوقهقذاتن قداقءاتن قعتظيقماتن ‪ :‬ا لُجلبُن قوا لبُلخُل ‪ .‬ققاقل النلبتدي صألى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ال لته قوال د‬
‫صأتحيمح ; ‪...‬قوققاقل تقيقعاقلى ‪ } .‬إنلقما ا لُملؤتمُنوقن التذيقن‬ ‫ث ق‬ ‫ح قهالتمع قوُجلبمن قخالتمع { قحتدي م‬ ‫} قشدر قما تفي ا لقملرتء ُش ّ‬
‫صاتدُقوقن {‬ ‫ك ُهُم ال ل‬ ‫آقمُنوا تبال لته قوقرُسولتته ثُلم لقلم يقيلرقتاُبوا قوقجاقهُدوا بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم تفي قستبيتل ال لته ُأولقئت ق‬
‫ك التذيقن يُيلؤتمُنوقن تبال لته قوالليقيلوتم اللتختر أقلن‬ ‫صقر ا لُملؤتمتنيقن تفيقملن آقمقن قوقجاقهقد ‪ .‬قوققاقل تقيقعاقلى ‪ } :‬قل يقلستقألتذنُ ق‬ ‫فققح ق‬
‫ك التذيقن قل يُيلؤتمُنوقن تبال لته قوالليقيلوتم اللتختر‬ ‫يُقجاتهُدوا بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم قوال لهُ قعتليمم تبا لُمتلتقيقن { } إنلقما يقلستقألتذنُ ق‬
‫ت قُيُلوبُيُهلم فقيُهلم تفي قريلبتتهلم يقيتقيقرلدُدوقن { ‪ .‬فقيقهقذا إلخقبامر تملن ال لته بتأقلن ا لُملؤتمقن قل يقلستقألتذُن اللرُسوقل تفي‬ ‫قوالرقتابق ل‬
‫ف تباللتاترتك تملن غقليتر الستتلئقذاةن"‬ ‫تقيلرتك ا لتجقهاتد ; قوإتنلقما يقلستقألتذنُهُ التذي قل يُيلؤتمُن فققكلي ق‬
‫فحذار حذار أخي المسلم من أن تتشبه بالمنافقين أو تموت وفيك شعبة من نفاق ‪ ،‬وأما من يلوم‬
‫المجاهدين أو من يخرج للجهاد بشتى أنواع اللوم بالتعجل تارة وبعدم الستشارة تارة أخرى فنقول له‬
‫كدفوا عن التشهير والنكار‬ ‫يا من عذلتم بالجهاد شبابنا‬
‫وعلى خطى الصأحاب دوماً ساري‬ ‫أيلم من عشق الجنان وقروحها‬
‫ب لستنفار‬
‫وبعزم حر ه د‬ ‫أيلم من هجر الحياة ولهوها‬
‫يبغي بها الفردوس خير قرار‬ ‫أيلم من ل أرخص نفسه‬

‫‪433‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وحذاتر من وصأف النفاق حذار‬ ‫فدعوا الجهاد وأهله من لومكم‬
‫يغزو فمات فميتة الشرار‬ ‫من لم يحددث نفسه بالغزو أو‬
‫وبتركه ذّل وعيش صأغار‬ ‫إن الجهاد هو الطريق لعدزنا‬

‫وقد جاء في الترمذي عن أبي هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صألى ال عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫لقي ال تعالى بغير أثر من جهاد لقي ال وفي إيمانه ثلمة " والحديث فيه كلم ‪.‬‬
‫ويتبع لهذه الوسيلة ويتعلق بها الوسيلة التي بعدها وهي ‪:‬‬
‫سؤال ال الشهادة بصدق‪:‬‬ ‫‪(2‬‬
‫سؤال ال الشهادة بصدق وإخلص وإلحاح‪ ،‬فمن سأل ال الشهادة بصدق ب لغقةُ الُ منازل الشهداء‬
‫ولو مات على فراشه كما جاء في صأحيح مسلم عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال رسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم ‪) :‬من طلب الشهادة صأادقا أعطيها ولم لم تصبه( ‪ ،‬وفي رواية )بدلغه ال منازل الشهداء‬
‫وإن مات على فراشه( ‪.‬‬
‫وفي مسلم أيضاً وقول النبي صألى ال عليه وسلم ) من سأل ال الشهادة بصدق بلغه ال منازل‬
‫الشهداء وإن مات على فراشه ( ‪.‬‬
‫قال الشيخ عبدال عزام رحمه ال‪ " :‬ومعنى الحديثين ‪ :‬أنه إذا سأل الشهادة بصدق أعطي من ثواب‬
‫الشهداء وإن كان على فراشه ‪ ،‬وفيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير" أ‪.‬هي‬
‫وفي الحديث ‪) :‬من سأل ال الشهادة بصدق بلغه ال منازل الشهداء وإن مات على فراشه( ‪.‬‬
‫قال الشيخ عبدال عزام رحمه ال ‪" :‬ولكن الصدق في طلب الشهادة هو إعداد العدة ‪:‬‬
‫ولو أرادوا الخروج لعدوا له عدة ‪.‬‬
‫أما أن تمر عشر سنوات على الجهاد في أفغانستان ‪ ،‬والطريق آمنة ‪ ،‬والحدود مفتوحة ‪ ،‬ول يصل‬
‫بيشاور ‪ ،‬فهذا نرجوا ال أن يغفر له ‪ ،‬إن كان يظن أنه صأادق في طلب الشهادة ‪ ،‬ألم تر إلى ذلك‬
‫العرابي الذي قال لرسول ال صألى ال عليه وسلم ‪ :‬اتبعتك على أن أضرب هاهنا ‪ -‬حلقه ‪-‬‬
‫فأدخل الجنة فأصأيب العرابي حيث أشار فقال صألى ال عليه وسلم ‪) :‬صأدق ال فصدقه( ‪ " .‬أ‪.‬هي‬
‫وسؤال الشهادة الحقيقي هو الذي يجعل صأاحبه كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها‪ ،‬ل من يتأخر‬
‫ويتباطأ عن نصرة الدين والنفير إذا دعى الداعي ‪...‬بل لسان حاله‬

‫‪434‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فاسكب إلهي في الجهاد دمائيه‬ ‫رباه بعناك النفوس بجنة‬
‫إل الشهادة كي تكفر ما بي‬ ‫فلقد أحاطتني الذنوب وما لها‬
‫فأجب بفضلك ياكريم دعائيه‬ ‫رباه رباه الشهادة أبتغي‬

‫فال ال في الصدق مع ال واللحاح عليه بأن يرزقك الشهادة في سبيلة مقبلً غير مدبر‪ ،‬واعقد‬
‫العزم على الجهاد ‪ ،‬ولتعلم أن من سأل ال الشهادة بصدق فإنه يطلب مظانها ويبحث عنها ‪،‬ويسعى‬
‫لها سعياً حثيثاً ول ينم حتى تأتيه هي ‪:‬‬
‫إن السفينة ل تجري على اليبس‬ ‫ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها‬
‫الذهاب للجهاد بالنفس ‪:‬‬ ‫‪(3‬‬
‫الذهاب للجهاد في سبيل ال بالنفس ‪..‬‬
‫وعدم التقاعس عن ذلك بأي حجة ‪...‬فالرضى بالقعود هو رضى بالحياة الدنيا من الخرة ‪.‬‬
‫والجهاد في سبيل ال بالنفس أعظم الوسائل وأفضل القرب إلى ال تعالى ‪ ،‬ول يخفى فضلها على‬
‫أحد ‪..‬‬
‫وقد جاءت الفضيلة في الكتاب والسنة بفضيلة المجاهد بالنفس وفضيلة الشهيد والشهادة مما يطول‬
‫بذكرها المقام وفي القرآن أكثر من سبعين آية في الجهاد وفي السنة أفرد أهل الحديث في‬
‫مصنفاتهم أبواباً للجهاد وأحكامه وفضائله و كلمة الجهاد إذا أطلقت يراد بها القتال ‪..‬كما يقول ابن‬
‫رشد ‪):‬وكلمة الجهاد إذا أطلقت إنما تعني قتال الكفار بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد‬
‫وهم صأاغرون ( ‪.‬‬
‫فل يحق لحد أن يعممها على جهاد النفس أو الكلمة والقلم أو الدعوة إلى ال صأحيح أنها أعمال‬
‫بر وطاعة إل أنها ليست المرادة بالجهاد في النصوص الشرعية إل ما خص بذلك ‪.‬‬
‫بل الجهاد أفضل العمال الصالحة بعد الصلة المفروضة والجهاد من أفضل العمال الصالحة‬
‫الجهاد بالمال‪:‬‬ ‫‪(4‬‬
‫من الجهاد بالمال النفاق في سبيل ال على الجهاد والمجاهدين في كل مجال يحتاجونه يقول‬
‫الشيخ يوسف العييري رحمه ال تعالى ‪ " :‬فالجهاد بالمال كثيراً ما يقرن في آيات الجهاد في‬

‫‪435‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القرآن ‪ ،‬ويأتي مقدماً على النفس لكنه ليس أعلى مرتبة من الجهاد بالنفس كل ‪ ،‬ولكن لن الجهاد‬
‫بالمال هو النوع الذي تخاطب بها المة أجمع ‪ ،‬إذ أن الكفاية بالرجال تحصل عند نفور عدد من‬
‫رجال المة ‪ ،‬ولكن المال ل تحصل كفاية المجاهدين به إل إذا تكاتفت المة جميعها وضخت المال‬
‫للمجاهدين الذي يعد عصب الجهاد ‪ ،‬فالشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد بالمال هي أكبر من‬
‫الشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد بالنفس ‪ ،‬لذا ُقدم الجهاد بالمال في آيات الجهاد لعتبار سعة‬
‫شريحة المخاطبين من رجال ونساء شباباً وشيوخاً صأغاراً وكباراً وال أعلم ‪.‬‬
‫والجهاد بالمال ليس بالضرورة أن يكون قدراً كبيراً من المال يدفعه المؤمن ‪ ،‬بل يدفع ما يبرئ به ذمته‬
‫أمام ال تعالى ‪ ،‬لن المقصد من الجهاد بالمال إذا تعين أن تسقط الواجب الذي في عنقك وتدفع‬
‫القدر الذي تعتقد أن ذمتك ستبرأ عند ال تعالى بدفعه ولو كان يسيراً ‪ ،‬وكما قال الرسول صألى ال‬
‫عليه و سلم عند أحمد النسائي عن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪:‬قال رسول ال صألى ال عليه و‬
‫سلم )سبق درهم مائة ألف ( قالوا يا رسول ال وكيف ؟ قال ) رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق‬
‫به ورجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها( فال ل يقبل الصدقة بناءً على‬
‫كميتها ولكن يقبلها على حسب كيفيتها ‪ ،‬كما روى أحمد وأبو داود عندما سئل الرسول صألى ال‬
‫عليه و سلم أي الصدقة أفضل ؟ قال ) جهد المقل ( أي صأدقة الرجل المحتاج لماله الذي ل يملك‬
‫إل القليل ‪ ،‬فاتق ال وقدم ما تجود به نفسك ‪ ،‬ليس لمرة واحدة فقط بل اجعل للجهاد من دخلك‬
‫نصيبا بما أن الحرب قائمة والمجاهدون بحاجة للمال ‪".‬‬
‫تجهيز الغازي‪:‬‬ ‫‪(5‬‬
‫ومن وسائل الجهاد في سبيل ال وخدمة المجاهدين تجهيز الغزاة للجهاد وقد جاء في فضل ذلك‬
‫عدة أحاديث صأحيحة عن النبي صألى ال عليه وسلم منها قوله‪):‬من جهز غازيا في سبيل ال فقد‬
‫غزا ‪ ،‬ومن خلف غازيا في سبيل ال في أهله بخير فقد غزا( ‪.‬‬
‫وقوله صألى ال عليه وسلم ‪) :‬من جهز غازيا في سبيل ال كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من‬
‫أجر الغازي شيئا( ‪.‬‬
‫وتجهيز الغزاة فيه فرصأة كبيرة للرجل ‪ :‬بأن يجهز غيره ‪..‬سواء كان هو معذور في عدم الخروج‬
‫كالعمى والعاجز ونحوهما فبإمكانه تجهيز غاةز في سبيل ال ليأخذ أجر غزوه ولشك أن هذا باب‬

‫‪436‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عظيم من أبواب الخير والبر وأفضل ما بذلت فيه الصدقات والزكاة ومثل هذا المجال ) أي تجهيز‬
‫الغزاة ( يعد مصرفاً من مصارف الزكاة وداخلً في قول ال تعالى ‪ ) :‬وفي سبيل ال ( ‪.‬‬
‫وتجهيز الغزاة فرصأة للمرأة ‪ :‬التي ل تستطيع الخروج في سبيل ال فبإمكانها تجهيز الغزاة من مالها‬
‫ومن حليها وما تملكه لتحصل على هذا الجر العظيم وقد قامت النساء بدور كبير في صأدر السلم‬
‫وفي متفرق العصور كمن قصت ضفائرها ومن أهدت حليها ‪ ،‬ولنتذكر هنا ما فعلته أخت القائد البطل‬
‫الفذ الشهيد أبوجعفر اليمني رحمه ال الذي قتل في الشيشان فقد جاء في ترجمته بموقع صأوت‬
‫القوقاز ‪ ]:‬باعت أخته ذهبها وجهزته بمالها فأين النساء؟ بل أين الرجال؟‬
‫وكذلك العاجز عن دفعه المال ‪ :‬فإنه يستطيع أن يجهز غازياً بطريق جمع المال لتجهيز الغزاة في‬
‫سبيل ال وكما قال النبي صألى ال عليه وسلم ‪ :‬الدال على الخير كفاعله ‪....‬‬
‫خلفة الغازي في أهله بخير ‪:‬‬ ‫‪(6‬‬
‫وهي مثل سابقتها إل أنها تتعلق بمسألة خلفة الغازي في أهله بخير ‪ ،‬والقيام بكفالتهم وشؤونهم‬
‫فتتمة الحديث ما قاله صألى ال عليه وسلم ‪ " :‬ومن خلفه في أهله بخير فقد غزى "‬
‫ومما ورد في فضل هذا العمل النبيل الجليل قوله صألى ال عليه وسلم )أيكم خلف الخارج في أهله‬
‫وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج(‬
‫الخارج ‪ :‬الغازي أو المجاهد في سبيل ال‪.‬‬
‫وخلفة الغازي في أهله والحرص عليهم ورعايتهم وتفقد حاجاتهم هو من حقوق الغازي على‬
‫القاعدين في ديار أهله كما جاء في الحديث عن النبي صألى ال عليه وسلم أنه قال ‪) :‬حرمة نساء‬
‫المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجل من المجاهدين في‬
‫أهله فيخونه فيهم إل وقف له يوم القيامة فقيل له ‪ :‬قد خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت ‪،‬‬
‫فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم( ‪.‬‬
‫فما ظنكم ‪ :‬أي هل تظنونه يبقى لصاحبه شيئا من الحسنات في ذلك الموقف ‪ ..‬كما قال النووي ‪.‬‬
‫وقد جاء الوعيد على من لم يعز أو يجهز غازياً أو يخلفه في أهله بخير فإذا لم يقم المسلم بأحد‬
‫هذه المور الثلثة زمن الغزو فإنه يكون مستحق لعقاب ال كما جاء عند أبي داود بإسناد صأحيح عن‬
‫أبي أمامة الباهلي رضي ال عنه قال قال رسول ال صألى ال عليه وسلم ‪ " :‬من لم يغز أو يجهز غازياً‬
‫أو يخلف غازياً في أهله بخير أصأابه اللله بقارعة قبل يوم القيامة "‬

‫‪437‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وروى عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز قال ‪ :‬سمعت مكحول يقول ‪ :‬قال رسول الدله ‪" : ‬ما‬
‫من أهل بيت ل يخرج منهم غاز أو يجهزوا غازيا أو يخلفونه في أهله إل أصأابهم الدله بقارعة قبل‬
‫الموت "‪ .‬وهذا مرسل‬
‫قال الشيخ أبوبصير حفظه ال ‪ " :‬فالمؤمن ل يجوز له إل أن يكون واحداً من ثلث‪ :‬إما أن يكون‬
‫غازياً في سبيل ال‪ ،‬وإما أن يخلف غازياً في أهله بالخير‪ ،‬وإما أن يجهز غازياً في سبيل ال ‪ ..‬فإن لم‬
‫يكن واحداً من هؤلء فلينتظر قارعة تنزل بساحته ي ل يعلم ماهيتها وحجمها إل ال ي قبل يوم‬
‫القيامة ‪ " !..‬أ‪.‬هي‬
‫قال ابن الثير ‪ " :‬أصأابه ال بقارعة أي بداهية تهلكه ‪ ،‬يقال ‪ :‬قرعه أمر إذا أتاه فجأة ‪ ،‬وجمعها ‪:‬‬
‫قوارع " أ‪.‬هي‬
‫ومن الوسائل أيضاً ‪:‬‬
‫كفالة أسر الشهداء‪:‬‬ ‫‪(7‬‬
‫كفالة أشر الشهداء والقيام على أراملهم ورعاية أولدهم وأهليهم فيامن تريد خدمة الجهاد‬
‫والمجاهدين دونك أسر الشهداء فاكفلهم واسع جهدك في كفالتهم‬
‫فالنبي صألى ال عليه وسلم ذهب إلى بيت جعفر بن أبي طالب ) جعفر الطيار ( لما بلغه استشهاده‬
‫في غزوة مؤته وقال لهله ‪ :‬اصأنعوا لل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم‬
‫وقد ذكر ابن كثير قصة النبي صألى ال عليه وسلم مع أبناء جعفر حيث ذكر الحديث الذي رواه‬
‫المام أحمد عن أسماء بنت عميس قالت ‪ :‬لما أصأيب جعفر وأصأحابه دخل علي رسول ال صألى‬
‫ال عليه وسلم وقد دبغت أربعين مناء وعجنت عجينتي وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول‬
‫ال صألى ال عليه وسلم ‪ ":‬إئتيني ببني جعفر " فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت ‪ :‬يارسول ال‬
‫بأبي أنت وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصأحابه شيء ؟ قال ‪ :‬نعم أصأيبوا هذا اليوم قالت‬
‫فقمت أصأيح واجتمع إلدي النساء وخرج رسول ال صألى ال عليه وسلم فقال لهله ‪ " :‬لتغفلوا عن‬
‫آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاماً فإنهم قد شغلوا بأمر صأاحبهم " فليكن لنا في رسول ال صألى ال‬
‫عليه وسلم أسوة حسنة ‪...‬‬
‫لنقم على أسر الشهداء وأراملهم بالكفالة والرعاية ‪..‬‬

‫‪438‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أبناؤه يرعون ويحافظ عليهم من كل سوء وشر ‪ ،‬وزوجته تزوج من الكفء إن شاءت الزواج فإن زوجة‬
‫جعفر اسماء بنت عميس سالفة الذكر قد تزوجها بعد انتهاء عدتها أبوبكر الصديق رضي ال عنه ‪.‬‬
‫فهذا كله من حق الشهيد علينا ‪ ...‬وهو عمل يسير وأجره عند ال كبير ‪..‬‬
‫فهذا الشهيد قد ضحى بالنفس والنفيس من أجل خدمة الدين وإعلء كلمة ال فل أقل من أن نقوم‬
‫برعاية أهله وزوجه وبنيه من بعده عدل ال أن يغفر الزلل ويلحقنا بركب الشهداء وقافلتهم ‪..‬‬
‫كفالة أسر الجرحى والسرى‪:‬‬ ‫‪(8‬‬
‫ومن الوسائل التي نساهم بها في خدمة الجهاد والمجاهدين كفالة أسر السرى والجرحى لنهم في‬
‫حكم الغائب وأهاليهم قد يحتاجون للمساعدة فل ينبغي أن يتركوا بل لبد من كفالتهم والقيام بشأنهم‬
‫حالهم حال أسرة الغازي والشهيد ‪..‬‬
‫وبخاصأة أسر السرى وأهاليهم فلوعتهم بابنهم وعائلهم السير أكبر وأكثر ‪ ،‬وحزنهم متجدد بذكره‬
‫والشوق لمعرفة مصيرة فل بد من تذكيرهم الصبر والمصابرة وإشعارهم بأننا معهم في مصابهم ‪ ،‬ومن‬
‫الملحظ أن بعض زوجات السرى قد يعانين من ضغوط المجتمع وقد يغري بها بعض السفهاء‬
‫ويستهزأ بزوجها ويسخر من حالها ول شك أن هذا فعل من ل خلق له ول أخلق ‪ ،‬ولكن ل بد من‬
‫الوقوف مع زوجات السرى كفالة ورعاية ومتابعة وعضداً وتصبيراً ومناصأرة وال في عون العبد ما دام‬
‫العبد في عون أخيه ‪.‬‬
‫جمع التبرعات للمجاهدين ‪:‬‬ ‫‪(9‬‬
‫لشك أن المال عصب الجهاد ‪ ،‬ومن أعظم النفع للمجاهدين والجهاد أن تنتدب فئة من المة أو‬
‫المة كلها لجمع التبرعات وإرسالها لهل الثغور وفي ذلك من الثر البالغ مال يخفى على أحد ‪،‬‬
‫وهذا المر هو الذي جعل الكفر العالمي في حيرة من أمره ‪ ،‬حيث جمدوا أرصأدة المجاهدين‬
‫وضيقوا على من يتعاون معهم ولكن المجاهدين مازالوا في طريقهم سائرين ‪ " :‬ل يضرهم من خالفهم‬
‫ول من خذلهم "‬
‫والحركة المجاهدة حين تدعو إلى النفاق وتحرض عليه ل يعني ذلك أنها " جمعية خيرية " تقدم‬
‫صأناديق مختومة وتطوف بها على الناس لجمع التبرعات لنها حركة تعتمد على ذاتها وتنطلق من‬
‫خلل جهادها ‪ ،‬وهي عندما تقبل صأدقات المحسنين إنما هي تقبل منهم قبل ذلك أحاسيسهم‬
‫وضمائرهم التي تحمل هدم الدعوة وتلبي نداء الجهاد فل تخضع بذلك لمساومات أو إغراءات تمس‬

‫‪439‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عقيدتها وتخدش جهادها ‪ ،‬كما انها تقتدي في ذلك برسول ال صألوات ال وسلمه عليه في تحريضه‬
‫أصأحابه وامته على النفاق وتجهيز الغزاة بتلك النفقات المباركات ‪.‬‬
‫ويتجسد لنا هذا النموذج الرائع من التكافل الجتماعي والتعاون اليماني في تسابق المؤمنين إلى‬
‫التجهيز للغزو في الغزوات النبوية لسيما غزوة تبوك التي بذل فيها المسلمون الموال والصدقات‬
‫وشارك في هذا الدعم أشراف الرجال وكرائم النساء ‪.‬‬
‫وما أجمل أن يربي المجاهدون أبناء السلم على إحياء روح الوحدة السلمية في الشعور بقضايا‬
‫المسلمين والتعايش مع واقعهم بالبذل والدعم والعطاء كما يربونهم على بذل النفس والتسابق بها في‬
‫ميادين القتال لعلء كلمة ال ‪.‬‬
‫إنها حقاً تربية على أخلق الخير وخصال البر ‪ ،‬ولن يبخل بعدها مسلم نال من تلك التربية الجهادية‬
‫الشاملة نصيباً وافراً ‪ ،‬ولن يتردد في إجابة أخيه المجاهد وهو يدعوه عند الحاجة إليه وإلى تأييده‬
‫ودعمه ‪:‬‬
‫أخا السيلم إن البر شئ يسرك في القيامة أن تراهُ‬
‫فُجد بالخير واستبق العطايا فيوم الدين يجزيك اللهُ‬
‫قال الشيخ يوسف العييري رحمه ال ‪ " :‬ويتفرع عن الجهاد بالمال لمن لم يكن له دخل ول مال‬
‫ينفقه ‪ ،‬أن يجمع التبرعات من أهل اليسار ومن النساء والطفال والخاصأة والعامة ‪ ،‬ومن لم يستطع‬
‫أن يجمع المال بإمكانه أن يحرض على الجهاد بالمال ويطلب من المسلمين أل يشحوا بأموالهم إذا‬
‫ما طلبت منهم ‪.‬‬
‫وهناك سبل أخرى كثيرة تتفرع عن الجهاد بالمال وقد اتضح المقصود من تلك المثلة " ‪.‬‬
‫وبإمكانك أن تجمع المال للمجاهدين من خلل عدة وسائل منها على سبيل المثال ل الحصر ‪:‬‬
‫الجمع في المساجد وفي تجمعات الناس العامة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجمع عبر " صأندوق المناسبات " وهذا يكون الجمع فيه أثناء المناسبات العائلية الخاصأة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الجمع عبر عدة مشاريع تطرحها على من تعرف من الناس عامة وخاصأة كالمشاريع الموسمية‬ ‫‪.3‬‬
‫للمجاهدين مثل ‪ ) :‬إفطار الصائم ‪ ،‬تجهيز الغازي ‪ ،‬كسوة الشتاء ‪ ،‬صأدقة الصيف ‪ ،‬الضاحي ‪(..‬‬
‫الستقطاع الشهري من مالك أو مال من تعرف بحيث تحاول جمع أكبر عدد تستطيع‬ ‫‪.4‬‬
‫الستقطاع منهم شهرياً وتبعث بها للمجاهدين ‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حصالة المنزل وهذه توضع في المنزل وتفرغ بين الفترة والخرى وتعطى للمجاهدين ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫حث الثرياء من القارب والمعارف بدفع الزكاة والنفقة العامة للمجاهدين وإن أمكن أن‬ ‫‪.6‬‬
‫تكون وسيطاً بينه وبين المجاهدين‪.‬‬
‫المهم أن يكون لديك الحرص التام على جمع التبرعات وإذا كانت هي همك وهاجسك فلسوف‬
‫تبتكر من الطرق ما حد له ول نهاية ‪ ،‬ولسوف تجتاز كل العوائق والعقبات التي يضعها أنصار‬
‫الصليب وأعداء المجاهدين من بني جلدتنا أو من الصليبيين أنفسهم ‪.‬‬
‫وطريقي حواجز وسدود‬ ‫ل أبالي ولو أقيمت بدربي‬
‫ثم لنعلم العلم اليقين أن هذا المر واجب وحق لخوانك عليك ول فضل لك بذلك بل الفضل‬
‫والمنة من ال تعالى الذي هداك وسخرك لخدمة أهل الثغور فكم حرم منها أناس كثير وخص بها أناس‬
‫قليل فاللهم اجعلنا من القلين ‪..‬‬
‫ولنتذكر قول ال تعالى ‪ " :‬هاأنتم هؤلء تدعون لتنفقوا في سبيل ال فمنكم من يبخل ومن يبخل‬
‫فإنما يبخل عن نفسه وال الغني وأنتم الفقراء إلى ال وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم ل يكونوا‬
‫أمثالكم "‬
‫ولنجعل نصب أعيننا قول الحبيب محمد صألى ال عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫وحديث ‪ " :‬اللهم أعط منفقاً خلفاً ‪ ،‬اللهم أعط ممسكاً تلفاً "‬
‫‪ (10‬دفع الزكاة لهم ‪:‬‬
‫الزكاة حق من حقوق ال في المال ومن أحوج الناس لها اليوم هم المجاهدون لنهم أولى الناس بها‬
‫حيث يصدق فيهم أنهم ‪ :‬في سبيل ال ‪ ،‬وفقراء ‪ ،‬وابن سبيل ونحو ذلك‬
‫قال الشيخ عبدال عزام رحمه ال تعالى ‪ ":‬ولذا يحرم على الناس الدخار في حالة الحاجة للمال‪ ،‬بل‬
‫لقد سئل ابن تيمية سؤال‪) :‬ولو ضاق المال عن إطعام جياع والجهاد الذي تضرر بتركه فقال‪ :‬قدمنا‬
‫الجهاد وإن مات الجياع‪ ،‬كما في مسألة التترس وأولى‪ ،‬فإن هناك ) التترس( نقتلهم بفعلنا وهنا‬
‫يموتون بفعل ال(‬
‫قال القرطبي‪) :‬إتفق العلماء على أنه إذا نزلت بالمسلمين حاجة بعد أداء الزكاة فإنه يجب صأرف‬
‫المال إليها( وقال مالك‪) :‬يجب على الناس فداء أسراهم وإن استغرق ذلك أموالهم‪ .‬وهذا إجماع‬
‫أيضا (‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال الشيخ عبدال عزام رحمه ال ‪ " :‬والحفاظ على الدين مقدم على الحفاظ على النفوس‪ ،‬والحفاظ‬
‫على النفوس أولى من الحفاظ على المال‪ ،‬فأموال الغنياء ليست أغلى ول أثمن من دماء‬
‫المجاهدين‪ .‬فلينتبه الغنياء إلى حكم ال في أموالهم‪ ،‬حيث الجهاد في أشد الحاجة‪ ،‬ودين‬
‫المسلمين وديارهم معرضة للزوال‪ ،‬والغنياء غارقون في شهواتهم ولو صأام الغنياء يوما واحدا عن‬
‫شهواتهم‪ ،‬وأمسكوا أيديهم عن إتلف الموال في كمالياتهم وحولوها إلى المجاهدين ‪-‬اليذين يموتون‬
‫بردا وتتقطع أقدامهم من الثلج ول يجدون قوت يومهم ول ذخيرة يدفعون بها عن أنفسهم ويحقنون‬
‫بها دماءهم ي‪ ،‬أقول‪ :‬لو دفع الغنياء مصروف يوم واحد للمجاهدين الفغان لحدثت أموالهم بإذن‬
‫ال تغييرا كبيرا في الجهاد نحو النصر‪".‬‬
‫فيجب دفع الزكاة للمجاهدين فهي حق ال تعالى في المال ‪ ،‬وقد أفتى الشيخ محمد بن عثيمين‬
‫رحمه ال والشيخ عبدال الجبرين حفظه ال ‪" :‬بجواز تعجيل الزكاة لحول أو حولين إذا كان في ذلك‬
‫منفعة وحاجة لدى المجاهدين أو المنكوبين من المسلمين في أراضي الجهاد "‬
‫ول أشك في أن الزكاة لو دفع ربعها على الجهاد والمجاهدين لرأينا الثر العظيم البالغ ولسوف تكفي‬
‫المجاهدين في كل أصأقاع الرض ‪ ،‬والبعض من الناس إذا تحدثت معه عن الرافضة وعن جهودهم‬
‫وبذلهم أموالهم لمذهبهم رد عليك بردين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن ورائهم دولة تدعمهم ‪ .‬الثاني ‪ :‬أن لديهم الخمس الذي يصرف لئمتهم ‪.‬‬
‫وأنا أقول لك حنانيك فإننا ل ننتظر دولة لهل السنة تتبنى جهادها ‪ ،‬ول خمساً يجتزأ من مال الناس‬
‫بل إننا ل نطالب إل بربع الزكاة فقط ‪ ،‬ولسوف يحصل بها من النكاية والخير مال يخطر على بال ‪.‬‬
‫وسل نفسك ‪ :‬كم من الموال صأرفت من الزكوات لجل بناء مراكز إسلمية في بلد متعددة من‬
‫العالم في حين كانت دولة السلم الفتية ) طالبان ( بحاجةة للمسلمين ولكن ل مجيب ‪ ،‬حتى أن‬
‫أمير المؤمنين المل عمر لما حصل النحياز للخوة المجاهدين في قروزني سأل أمير المؤمنين خازن‬
‫بيت المال كم لديه ؟ فقال ثلثمائة ألف دولر فقال له أعط ثلثها للمجاهدين في الشيشان !!‬
‫انظر دولة كاملة مسلمة ميزانيتها ‪ 300‬ألف دولر فقط وزكوات المسلمين مبعثرة ومهدرة في غير‬
‫وجهها ‪.‬‬
‫بل لما بدأت الحرب الصليبية الخيرة على أفغانستان كان في خزانة الدولة السلمية ‪ 70‬ألف دولر‬
‫فقط !!‬

‫‪442‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فيال العجب من أهل السنة حتى زكواتهم التي سيخرجونها من أموالهم فإنهم ليضعونها الموضع‬
‫الصحيح وال المستعان وعليه التكلن ‪.‬‬
‫‪ (11‬المساهمة في علج الجرحى‪:‬‬
‫وذلك يكون بالمساهمة في شراء الدوية والعلجات لهم أو دفع تكاليف علجهم أو القيام بأجرة‬
‫الطبيب ول شك أن الجرحى يشكلون عبئاً كبيراً على المجاهدين فمتى ما كفوا مؤونة علجهم فإن‬
‫هذا خدمة لهم أي خدمة وهذا متأكد على أصأناف من الناس منهم ‪:‬‬
‫الطباء والصيدليين الذين لهم خبرة ودراية بعلج الجرحى ‪.‬‬ ‫•‬
‫الذين يسكنون في مناطق مجاورة للبلد التي فيها الغزو فهؤلء يستطيعون مال يستطيع‬ ‫•‬
‫غيرهم حيث بإمكانهم علجه لديهم وفي ديارهم ‪.‬‬
‫الذين يأتي إليهم الجريح كأن يرحل إلى بلده فلبد من أهل بلدته القيام بأمره ودفع تكاليف‬ ‫•‬
‫علجه ‪.‬‬
‫وكذلك هو عام لمن يستطيع النفقة على المجاهدين حيث يصرف منها على الجرحى والمصابين ‪.‬‬
‫‪ (12‬الثناء على المجاهدين وذكر مآثرهم ودعوة الناس لتقفي آثارهم ‪:‬‬
‫ومن الوسائل أيضاً الثناء على المجاهدين ورفع الرأس بهم والفخر بأعمالهم وذكر مآثرهم وما حصل‬
‫لهم من كرامات وانتصارات على أعداء الملة والدين فبذلك تحيا القلوب وتتوق للعزة والمجد‬
‫الماضي ‪ ،‬فما سطره المجاهدون اليوم وقبل اليوم بدمائهم الزكية وبأشلئهم الطاهرة ونفوسهم الطيبة‬
‫النقية يكل القلم عن كتابته ‪:‬‬
‫في كل يوم للجنان قوافل ‪1‬‬
‫‪2‬ماذا أقول بوصأف ما قاموا به‬
‫ض عنهم العلم ‪1‬‬ ‫شهداء را ة‬
‫‪2‬عجز البيان وجفت القلم‬
‫وفي ذكر مآثرهم دعوة للناس بأن يقتفوا آثارهم التي ساروا فيها على نهج النبي محمد صألى ال عليه‬
‫وسلم وما أجمل أن تجعل المة قدواتها من المجاهدين الذين بذلوا النفوس لجل رفعة راية الدين‬
‫بدلً ممن في غيه سادر أو في لذات الدنيا غافل وسائر ‪..‬‬

‫‪443‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولتعلم المة أن تأريخ الجهاد والمجاهدين والشهداء ليس مبتوراً بل هو سلسة من تأريخ هذه المة‬
‫العريق سار عليه محمد صألى ال عليه وسلم وصأحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا ‪...‬‬
‫والذي يركب في قافلة المجاهدين ليس غريباً عن السلم الحق الذي أتى به محمد صألى ال عليه‬
‫وسلم بل هو سائر على نهجه ومن يقول اليوم لماذا العلماء في هذا الزمان لم يخرجوا للجهاد ولم‬
‫يغزو في سبيل ال فإننا نقول أن القدوة هو محمد صألى ال عليه وسلم ل من رغب بالحياة الدنيا‬
‫وانشغل بها بأي اسم ودعوى ‪..‬‬
‫آثارها من عالم أو ق ي يياري‬ ‫قالوا ‪ :‬فهل لك قدوة تمشي علييى‬
‫بجهادهم سادوا على المص ييار‬ ‫قلت ‪ :‬النبي محمد وصأحابي ييه‬
‫وابن الزبير وسائر النصي ييار‬ ‫أنا قدوتي ابن الوليد ومصع ييب‬
‫فعلم تبغي العيش في الخطييار‬ ‫ش‬
‫قالوا ‪ :‬فدربك بالمكاره موح ي م‬
‫أما النعيم فوصأف درب الن ييار‬ ‫قلت ‪ :‬المكاره وصأف درب جنانينا‬
‫فل بد من دعوة الناس وتربية المة على أن تتخذ من المجاهدين قدوات في الحياة ‪ ،‬حتى تعاد‬
‫للمة المجاد فلن يصلح آخر هذه المة إل بماصألح به أولها ‪..‬‬
‫‪ (13‬تشجيع المجاهدين وحثهم على الستمرار‪:‬‬
‫لشك أن كثرة المخذلين والمبطلين يؤثرون على معنويات المجاهدين إل أنهم بإذن ال ل يتوقفون‬
‫عن المسير حيث هم كما وصأف النبي صألى ال عليه وسلم ‪ " :‬ليضرهم من خالفهم ول من خذلهم‬
‫" إل أنه ينبغي تشجيع المجاهدين وشد أزرهم والوقوف معهم ومساندهم وأن نظهر لهم أننا معهم‬
‫وضد عدوهم أياً كان ‪..‬‬
‫وكذلك حثهم على مواصألة الجهاد وتصبيرهم عليه وتسليتهم فيما يصيبهم من عناء وكدر ‪ ،‬فهذا من‬
‫أعظم الدعم المعنوي الذي نقدمه للمجاهدين ونبذله لهم عدل ال أن يرحمنا بذلك ‪.‬‬
‫وفي هذه اليام تشتد حاجة المجاهدين إلى من يشد أزرهم ويقوي عزائمهم حيث كثر المرجفون‬
‫والملبسون الحق بالباطل ولحول ولقوة إل بال العلي العظيم وصأدق رسول ال صألى ال عليه وسلم‬
‫حينما قال ‪ " :‬سيأتي من بعدكم أيام صأبر للعامل فيهن أقلجُر قخلمتسيقن تملنُكلم تلقنلُكلم تقتجُدوقن قعقلى ا لقخليتر‬
‫أقلعقواًنا قوقل يقتجُدوقن قعقلى ا لقخليتر أقلعقواًنا "‬
‫فلنكن عوناً للمجاهدين ومؤازين لهم ‪:‬‬

‫‪444‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ل خيل عندك تهديها ول مال فليسعف النطق إن لم يسعف الحال‬
‫‪ (14‬الذب عن المجاهدين والدفاع عنهم ‪:‬‬
‫ب عن عرض أخيه‬
‫رواه الترمذي عن أبي الدرداء رضي ال عنه عن النبي صألى ال عليه وسلم‪ ":‬من ذ د‬
‫ريد ال النار عن وجهه يوم القيامة " وهذا من حقوق المجاهدين على سائر المة ‪:‬‬
‫من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا‬ ‫أقلوا عليهم ل أباً لبيكم‬
‫ولنحذر أشد الحذر من الطعن في أعراض المجاهدين ‪ ..‬وتناول ونشر ما يسوؤهم ‪ ..‬والبحث‬
‫والتفتيش عن أخطائهم وعثراتهم ‪ ..‬وتتبع عوراتهم ‪ ..‬والتهكم والسخرية عليهم ‪ ..‬بل إن الواجب في‬
‫هذه المرحلة وهذا الوقت ‪ ..‬الوقوف معهم ‪ ..‬والذب عن أعراضهم ‪ ..‬وإقالة عثراتهم ‪ ..‬ومعاداة من‬
‫يريد بهم سوء أو ينشر عنهم ما يسوؤهم ‪ ..‬وهنا أهيب بإخواني أن يقاطعوا جريدة الشرق الوسط‬
‫وكل توابعها ‪ ..‬ومن كان على شاكلتها ‪ ..‬فهي تجتهد وفق مخطط التحالف الصليبي اليهودي ‪ ..‬في‬
‫بث الفرقة بين المة والمجاهدين ‪ ..‬والرجاف في صأفوفهم ‪ ..‬ونشر الكاذيب عنهم ‪ ..‬والترويج‬
‫لعثرات المجاهدين ‪ ..‬وتعمل على إحباط وقتل الروح المعنوية للمة ‪ ..‬فهي جريدة خبيثة المولد‬
‫والمنهج ‪ ..‬وأعتقد أنه ل يجوز العمل فيها ‪ ..‬أو بأي دار نشر تحارب ال ورسوله وعباده المؤمنين ‪..‬‬
‫ولنعلم أن دورنا مع إخواننا المجاهدين هو قول ال تعالى ]قوالتذيقن قجاُؤوا تمن بقيلعتدتهلم يقيُقوُلوقن قربليقنا الغتفلر‬
‫ف لرتحيمم }‪{10‬‬ ‫ك قرُؤو م‬ ‫لققنا قوتتللخقوانتقنا التذيقن قسبقيُقوقنا تبا لتليقماتن قوقل تقلجقعلل تفي قُيُلوبتقنا تغيل لرلتذيقن آقمُنوا قربليقنا إتنل ق‬
‫[ الحشر ‪..‬‬
‫قال الشيخ يوسف العييري رحمه ال ك " ويتفرع عن الجهاد باللسان تجلية حقيقة هذه الحرب‬
‫الصليبية والهجمة التي تشن على السلم وفضحها ‪ ،‬والذب عن المجاهدين والدفع عن أعراضهم ‪،‬‬
‫وذلك يكون بين خاصأة الرجل وأهله ‪ ،‬وبين عامة الناس في منتدياتهم وفي مساجدهم و أعمالهم و‬
‫مدارسهم ‪ ،‬فكل مسلم واجب عليه أن يجاهد بلسانه على قدر طاقته ‪ ،‬والجهاد باللسان ل يشترط‬
‫له شرط بل كل كلمة علمها المكلف ويرى أن فيها فضحاً للصليبيين أو ذباً عن المجاهدين وجب‬
‫عليه القول بها وبيانها للناس وال أعلم " ‪.‬‬
‫وقال رحمه ال ‪" :‬وأما من رضي بالسكوت فقط فإن ال تعالى يقول له ولمثاله‪{:‬وإن تتولوا يستبدل‬
‫قوم اً غيركم ثم ل يكونوا أمثالكم}وقد توعد ال سبحانه وتعالى الساكت في مثل هذه اليام بما جاء‬
‫عند أبي داود وأحمد واللفظ له عن جابر بن عبد ال وأبي طلحة بن سهل النصاريين رضي ال عنهما‬

‫‪445‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال قال رسول ال صألى ال عليه و سلم‪ ) :‬ما من امرئ يخذل امرءاً مسلما عند موطن تنتهك فيه‬
‫حرمته وينتقص فيه من عرضه إل خذله ال عز وجل في موطن يحب فيه نصرته ‪ ،‬وما من امرئ ينصر‬
‫امرءاً مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إل نصره ال في موطن يحب فيه‬
‫نصرته( "‬
‫ونحن اليوم في زمن كثر فيه من ينال من المجاهدين وينتقصهم ويعيبهم إما من المنافقين أو من‬
‫المرتدين أو ممن ينسبون للعلم الشرعي والعلم منهم براء يقول الشيخ على الخضير فك ال أسره ‪:‬‬
‫"نادت مجموعة أو فئة من نشاز الناس ‪ ..‬بمفهوم غريب ومصطلح مريب اسمه "تقزيم الجهاد"‪ ..‬و‬
‫تهميشه وتهوينه ‪ ..‬أو تأخيره وتأجيله ‪ ..‬وأخيرا تعطيله !! مخفين ذلك من وراء ‪ ..‬لفتات براقة‬
‫وعناوين أدخاذة ‪..‬‬
‫كعند المة ما يكفيها من الجراح ‪ ..‬أو المة غير مهيئة للجهاد ‪ ..‬أو القوة غير متكافئة ‪ ..‬أو المة‬
‫لم تتربى بعد ‪ ..‬أو من ذهب إلى الجهاد ترك أيتام وأرامل ‪..‬ناهيك عن الرجاف والتثبيط ‪ ..‬بل‬
‫السخرية والستهزاء ‪..‬‬
‫فأهل الجهاد عندهم ‪ ..‬أصأحاب غلو وتطرف وقلة علم ‪ ..‬أو أهل انتقائية ومزاجية‪ ..‬سائرين في ذلك‬
‫على طريقة ‪ ..‬ما رأينا مثل قرائنا هؤلء أرغب بطونا ول أكذب ألسنة ول أجبن عند اللقاء ‪..‬ول‬
‫ت التذيقن تفي‬ ‫ت ُسوقرةم دملحقكقمةم قوذُكتقر تفيقها ا لتققتاُل قرأقيل ق‬
‫عجب في ذلك ول غرو فهم ورثة { فقتإقذا ُأنتزلق ل‬
‫ت فقأقلوقلى لقُهلم } ‪ ..‬وخليفة }التذيقن ققاُلوال‬ ‫ك نقظقر ا لمغلتشري قعلقليته تمن ا لمو ت‬ ‫قُيُلوبتتهم لمقر م‬
‫ق قل‬ ‫ض قينظُُروقن إتلقلي ق ق ق‬
‫تللخقوانتتهلم قوققيقعُدوال لقلو أققطاُعوقنا‬
‫ما قُتتُلوا { ‪ ..‬وأصأحاب { فقتإلن أقصأابيلتُكم دم ت‬
‫صيبقةم ققاقل ققلد أقنليقعقم اللدهُ قعلقلي إتلذ لقلم أقُكن لمقعُهلم قشتهيًدا} ‪..‬‬ ‫قق‬ ‫ق‬
‫وهذه الفئة توسم وتوصأم ببعد النظر وسعة الفق وفهم الواقع ومرونة الرأي ‪ ،‬والعمليات الستشهادية‬
‫عندهم انتحارية ومحرمة في شريعة السلم السمحة ‪ ..‬أو تسبب تصفية البؤر الجهادية في العالم ‪..‬‬
‫وقد تمتد التصفية إلى كثير من العمال السلمية والدعوية والغاثية ‪ ..‬وأقل أحوالها عندهم أنها‬
‫مجازفة وتهور !!‬
‫تعرفهم بلحن القول ‪ ,‬وبإيحاء بعضهم إلى بعض بزخرف قولهم غرورا ‪..‬أماكنهم ومنتدياتهم ‪..‬‬
‫أحادياتهم وأثنينياتهم ‪ ..‬أو الفضائيات والذاعات ‪ ..‬والصحف والمجلت ‪ ..‬أماكن الكفر‬
‫واللحاد ‪ ..‬والباحية والتهتك‬

‫‪446‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أما جهادهم فمفهومه ‪ :‬جهاد الكلمة ‪ ...‬والمجلة ‪ ..‬والشبكة العالمية ‪ ...‬وحوار الطغاة ! واحتواء‬
‫أهل البدع ‪..‬‬
‫وتمييع الفقه من أجل كسب الناس !ومن أصأولهم تمييع الولء والبراء ‪ ..‬وفتح باب الجتهاد على‬
‫مصراعيه ‪ ..‬والترخص في الفتاوى ‪ ..‬مقدمين في ذلك كله المتشابه على المحكم ‪ ..‬والشك على‬
‫اليقين ‪ ..‬والعام على الخاص ‪ ..‬والمطلق على المقيد ‪ ..‬والموهوم على المعلوم ‪ ..‬والمصلحة على‬
‫الدليل ‪ ..‬باختصار هم أولئك الذين سمى ال فاحذروهم ‪ "..‬أ‪.‬هي‬
‫ومما ينبغي أن يعلم هنا أن الجهاد والمجاهدين اليوم حرمتهم أعظم من حرمة بعض العلماء الذين ل‬
‫يألون جهداً في صأرف الناس عن الجهاد بل وربما النيل من المجاهدين وينبغي أن يعلم هنا أمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن الجهاد والدفاع عنه وعن المجاهدين مصلحة عظمى تقدم على مصلحة العالم الذي نال‬
‫من المجاهدين بأي شكل وبأي دعوى كانت وأن الرد عليه ولو كان ينقص من قدره واجب ولزم فهو‬
‫الذي بلسانه استوجب الذم ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنه وردت الحاديث أنه سيأتي زمان يعيب العلماء والقراء الجهاد كما جاء ذلك عند النسائي‬
‫في سننه عن سلمة بن نفيل الكندي ‪ ‬قال كنت جالسا عند رسول ال ‪ ‬فقال رجل يا رسول ال‬
‫أذال الناس الخيل ووضعوا السلح وقالوا ل جهاد قد وضعت الحرب أوزارها فأقبل رسول ال ‪‬‬
‫بوجهه وقال ) كذبوا الن الن جاء القتال ول يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ ال لهم‬
‫قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد ال والخيل معقود في نواصأيها الخير إلى‬
‫يوم القيامة وهو يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث وأنتم تتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض‬
‫وعقر دار المؤمنين الشام ( وروى ابن عساكر أيضاً عن زيد بن أسلم عن أبيه أن الرسول ‪ ‬قال‬
‫) ل يزال الجهاد حلواً خضراً ما قطر القطر من السماء وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم ‪:‬‬
‫ليس هذا بزمان جهاد فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد ‪ ،‬قالوا يارسول ال أو أحد يقول ذلك‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم من لعنه ال والملئكة والناس أجمعون (‬
‫‪ (15‬فضح المنافقين والمخذلين‪:‬‬
‫وهذا الواجب قد يلحق مع الذب عن المجاهدين فيمن ينال فيهم وفي منهجهم لكن يقال هنا أن‬
‫القرآن الكريم عني بفضح المنافقين الذين يخذلون عن الجهاد ويحاولون وضع العوائق والعراقيل في‬
‫طريق المجاهدين أل إنهم هم العدو الكبر ‪ ،‬وفي زماننا اليوم من أحفاد عبدال بن أبي ابن أبي سلول‬

‫‪447‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الكثير ‪ ،‬ومقولتهم شبيهة بأقوال إمام النفاق ابن سلول فل بد من فضحهم وبيان عوارهم أسوة‬
‫بالقرآن الكريم ‪.‬‬
‫ومن أقبح ما وقع فيه اليوم هؤلء المنافقين وأشباههم أن جعلوا المجاهدين في سبيل ال ) خوارج (‬
‫وأنه يصدق فيهم الحاديث التي جاءت عن النبي صألى ال عليه وسلم وما علموا أنهم إلى الخوارج‬
‫أقرب حيث أئمة النفاق هؤلء وأشباههم من المخذلة "يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم " ‪ ،‬وفيهم من‬
‫الولء للمرتدين وعباد الصليب والوثان ما ليس للمجاهدين وأهل السلم ‪...‬‬
‫فسبحانك ربي هذا بهتان عظيم ‪..‬‬
‫وما أحوجنا اليوم إلى قرآءة سورة التوبة لتفضح لنا المنافقين في عصرنا بل مجاملة ول تردد‪..‬‬
‫ولم يزل لهذا الدين ‪ -‬بحمد ال – علماء صأادقون يقولون الحق ولو كان لقوله مرارة وحرجاً يذبون‬
‫عن الدين ويدافعون عن سنة سيد المرسلين ومن أبرزهم في هذا الزمان الشيخ علي الخضير والشيخ‬
‫ناصأر الفهد فك ال أسرهما وكذلك الشيخ يوسف العييري رحمه ال تعالى ‪ ،‬وكان هؤلء وغيرهم‬
‫بحق ؛ صأخرة قوية تتكسر أمامها معاول المخذلين وتتهاوى أقاويل المرجفين ‪ ،‬ومازالت هناك بقدية من‬
‫أهل العلم والفضل يبينون للناس ماالتبس عليهم من أمر دينهم وما يكيد به أعداء الملة والدين ‪ ،‬أو‬
‫ممن يخدمهم من المخذلين بسوء نية أو بحسنها ‪.‬‬
‫قال الرسول ‪» :‬يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله‪ ،‬ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال‬
‫المبطلين وتأويل الجاهلين«‬
‫فمن وسائل خدمة الجهاد والمجاهدين فضح هؤلء المنافقين وبيان عوراهم في المجالس الخاصأة‬
‫والعامة وعدم التردد في ذلك لنهم طليعة الستعمار ومبرروا التغريب ‪ ،‬ينهون المة عن حمل السلح‬
‫ويعيبونها إذا توجهت للكفاح ويدعون عموم الناس إلى التعايش والنبطاح ‪ ،‬رضوا بالحياة الدنيا‬
‫واطمأنوا بها وزين لهم الشيطان أعمالهم ولحول ول قوة إل بال ‪.‬‬
‫ومن أهم الوسائل في ذلك الحرص على نشر كتب من أشرنا إليه آنفاً لن فيها البيان الشافي والكافي‬
‫‪ (16‬دعوة الناس للجهاد وتحريضهم عليه ‪:‬‬
‫وهذا من الوسائل المهمة فالعاجز عن الجهاد‪ ،‬عليه أن يُقحررض غيره لقوله تعالى‪ :‬فقاتل في سبيل ال‬
‫ل تكلف إل نفسك وحرض المؤمنين‪ ،( )‬ولقوله تعالى‪ :‬يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال‬
‫‪ ،( )‬وهذا واجب على القادر والعاجز وعلى كل مسلم أن يحرض إخوانه على قتال المشركين‪،‬‬

‫‪448‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ونحن في زماننا هذا أحوج ما نكون للعمل بهذه اليات وفي هذا أجر عظيم‪ ،‬فقد قال رسول ال‬
‫‪» :‬من قدلل على خير فله مثل أجر فاعله«) (‪.‬‬
‫‪ (17‬النصح للمسلمين وللمجاهدين‪:‬‬
‫وله صأور ل تعد ول تحصى‪ ،‬فمنها نقل أخبار المشركين ومخططاتهم إلى المسلمين ليحذروها‪ ،‬ومن‬
‫ذلك قوله تعالى‪ :‬وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن المل يأتمرون بك ليقتلوك‬
‫فاخرج إني لك من الناصأحين‪ ،( )‬ففي هذه الية تحذير المؤمنين مما يدبره لهم الكافرون من المكر‬
‫والكيد‪ ،‬ومن النصح للمجاهد أن تعينه على التخفي من عدوه‪ ،‬وتساعده في ذلك ما استطعت إذا‬
‫احتاج إلى ذلك‪ ،‬ومنها تزويد المسلمين بكل ما يعينهم على قتال عدوهم من معلومات وخبرات‪ ،‬مع‬
‫كتمان أسرار المسلمين‪.‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية في سياق كلمه عن جهاد المرتدين‪” :‬ويجب على كل مسلم أن يقوم‬
‫في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فل يحل لحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم‪ ،‬بل يفشيها‬
‫ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم‪ ،‬ول يحل لحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند‬
‫والمستخدمين‪ ،‬ول يحل لحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر ال به رسوله‪ .‬ول يحل لحد أن‬
‫ينهى عن القيام بما أمر ال به رسوله‪ ،‬فإن هذا من أعظم أبواب المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫والجهاد في سبيل ال تعالى‪ ،‬وقد قال ال لنبيه ‪: ‬يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ‬
‫عليهم‪ ‬وهؤلء ل يخرجون عن الكفار والمنافقين‪.( )“.‬‬
‫‪ (18‬التكتم على المجاهدين وإخفاء أسرارهم التي يستفيد منها العدو‪:‬‬
‫فيجب ستر عورات المجاهدين ‪ ،‬والتكتم على أسرارهم ‪ ،‬حتى ل يستفيد من معرفتها العدو من كفار‬
‫ومنافقين ‪ ،‬وينبغي أن يكون هم المجاهدين والحفاظ عليهم ‪ ،‬والسعي لحمايتهم وعدم الضرار بهم‬
‫ينبغي أن يكون هدماً ملزماً لنا تحقيقاً لمعنى الخوة ‪ ،‬وبرهنةً لدعوى محبة الجهاد والمجاهدين ‪.‬‬
‫قال أهل العلم ‪" :‬يحرم تحريماً قاطعاً خذلن هؤلء المجاهدين ? أو الوقوف ضدهم ? أو تشويه‬
‫سمعتهم ? أو العانة عليهم ‪ ,‬أو التبليغ عنهم ? أو نشر صأورهم ? أو تتبعهم ? وأن فعل ذلك هو في‬
‫حقيقته إعانة للمريكان ? الذين يبذلون وسعهم للقبض عليهم ? وتحقيق لهدافهم التي عجزوا‬
‫عنها ? فاحذر أخي المسلم أن تكون عوناً للصليبيين ضد المجاهدين ? وكل من فعل شيئاً من ذلك‬
‫فقد بغى وظلم ? وأعان على الثم والعدوان ? وقد قال تعالى }قول تقيقعاقوُنوا قعقلى ا لتلثلتم قوا لعُلدقواتن {‬

‫‪449‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)المائدة‪ :‬من الية ‪ ? (2‬وقال صألى ال عليه وسلم " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " متفق عليه من‬
‫حديث جابر ‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيح أن همام بن الحارث رحمه ال قال ‪ :‬كان رجل ينقل الحديث إلى المير ‪،‬‬
‫فكنا جلوسا في المسجد ‪ ،‬فقال القوم ‪ :‬هذا ممن ينقل الحديث إلى المير ‪ ،‬قال فجاء حتى جلس‬
‫إلينا ‪ ،‬فقال حذيفة رضي ال عنه سمعت رسول ال صألى ال عليه وسلم يقول ‪" :‬ل يدخل الجنة‬
‫قتات" ‪ .‬والقتات ‪ :‬النمام ‪".‬‬
‫‪ (19‬الدعاء لهم‪.‬‬
‫ومن وسائل النصرة والمشاركة في خدمة المجاهدين الدعاء لهم بظهر الغيب بأن ينصرهم ال على‬
‫عدوهم وأن يثبت أقدامهم وأن يخذل عدوهم ‪ ،‬والدعاء لسراهم بالفكاك ‪ ،..‬والدعاء لجرحاهم‬
‫بالشفاء والعافية ‪ ،‬والدعاء لشهدائهم بالقبول والمغفرة ‪ ،‬والدعاء لقادتهم بالحفظ والصيانة ‪ ،‬والدعاء‬
‫لبنائهم وذراريهم بالرعاية والسلمة ‪ ،‬والدعاء بجمع الكلمة على الحق ‪...‬‬
‫وليتحر النسان أوقات الجابة وهنا ننبه إلى مسائل مهمة في قضية الدعاء للمجاهدين ‪:‬‬
‫أن تدعو لهم بقلب مخبت ول تكتفي بالدعاء لهم من طرف اللسان فإن ال ل يستجيب‬ ‫•‬
‫الدعاء من قلب عبدةساةه لةه ‪..‬‬
‫تحري أوقات الجابة وتذكير الناس بها ومن وسائل التذكير رسائل الجوال ‪ ،‬وتذكير أهل‬ ‫•‬
‫البيت ‪.‬‬
‫أن يدعو النسان لكل ما يجد ويحث من الحوادث حتى ل يتعود على نمط واحد من‬ ‫•‬
‫الدعية وحتى ل ييأس من عدم الجابة ‪ ،‬وهنا ننبه أن يلزم النسان أن يدعو وهو موقن بالجابة ول‬
‫يستعجل في الجابة ويقول دعوت فلم يستجب لي ‪.‬‬
‫‪ (20‬قنوت النوازل‪:‬‬
‫ولهمية هذا المر وكونه سنة من سنن المصطفى صألى ال عليه وسلم ‪ ،‬ووجود من يريد طمس هذه‬
‫السنة أفرد موضوع القنوت لوحده وإل فإنه تابع لما سبق وداخل في الدعاء للمجاهدين ‪.‬‬
‫وفي هذه اليام يحاول البعض التهميش من هذه السنة بأحد أسلوبين ‪:‬‬

‫‪450‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الول ‪ :‬أن يقول أن هذا المر يحتاج فيه إلى إذن ولي المر ) المام ( وبذلك يصبح القنوت شبه‬
‫مستحيلً إل اللهم إذا كان هناك مصالح سياسية فيقنت على العدو الروسي مثلً ‪ ،‬ول يدعى على‬
‫المريكي ‪!!..‬‬
‫ومن هو المام اليوم الذي يرتجى وينتظر منه الذن أهو الذي مدد الصليبيين بالعون والمساعدة ؟ أم‬
‫الذي هنأ الرئيس الروسي بفوزه بالنتخابات في وقت يقوم فيه بمجزرة شنيعة للمسلمين في قروزني‬
‫وضواحيها ‪.‬‬
‫يقول الشيخ حمود العقلء رحمه ال ‪ " :‬نحن اليوم نعرف اختلف أهواء الحكام وماهي توجهاتهم‬
‫فربط القنوت للنوازل بهم يجعل قضايا المسلمين خاضعة للسياسة و مصالح الحكام ‪ ،‬وأنت ترى في‬
‫الواقع اليوم تخاذل كثير من الحكام وعدم نصرتهم للمسلمين في نوازلهم بل انهم يخجلون من دعم‬
‫قضايا الجهاد والمجاهدين ‪ ،‬فكيف ينتظر منهم أن يأذنوا بالقنوت لهم إل أن يوافق مصالحهم‬
‫وأهواءهم ‪".‬‬
‫ثم إن هذا الشرط ) أي إذن المام (غير معتبر ول دليل عيه كما في فتوى الشيخ حمود العقلء رحمه‬
‫ال تعالى ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنه إذا قلنا بالقنوت لكل نازلة لم ننفك عن القنوت إل وتأتي نازلة أخرى تحتاج إلى قنوت‬
‫فربما استمر بنا القنوت بدون توقف ‪ ،‬وهؤلء يرد عليهم بأنه مشروع لنا القنوت عند النازلة سواء‬
‫توالت النوازل أم توقفت فهذه هي السنة عن نبينا محمد صألى ال عليه وسلم يقول شيخ السلم ابن‬
‫ب ; تلقنلهُ ثقيبق ق‬
‫ت أقنلهُ تقيقرقكهُ لقلما قزاقل ا لقعاتر ُ‬
‫ض ثُلم‬ ‫ض قل اللرقواتت ت‬ ‫ت تملن ال د‬
‫سنقتن ا لقعقواتر ت‬ ‫تيمية رحمه ال ‪ " :‬قفا لُقُنو ُ‬
‫ت‬
‫ض ‪"..‬‬ ‫قعاقد إلقليه قملرةً أُلخقرى ثُلم تقيقرقكهُ لقلما قزاقل ا لقعاتر ُ‬
‫وفيما يلي مقطع من رسالة الشيخ حمود العقلء في قنوت النوازل ‪:‬‬
‫" وقد نقل ابن القيم في كتاب الصلة في فصل في صأفة القنوت ‪ :‬قال إسحاق الحربي ‪ :‬سمعت أبا‬
‫ثور يقول لبي عبد ال احمد بن حنبل ‪ :‬ما تقول في القنوت في الفجر ‪ ،‬فقال أبو عبد ال ‪ :‬إنما‬
‫القنوت في النوازل ‪ ،‬فقال له أبو ثور ‪ :‬أي نوازل اكثر من هذه النوازل التي نحن فيها ؟ قال ‪ :‬فإذا‬
‫كان كذلك فالقنوت ‪.‬‬

‫‪451‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ضيق أمر القنوت لهم ويحدجم أو ُيسليس وال‬
‫ونحن نقول اليوم ‪ :‬ما أكثر نوازل المسلمين فكيف ي د‬
‫تعالى يقول ‪ ) :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ( وقال تعالى ) والذين آووا ونصروا أولئك‬
‫بعضهم أولياء بعض ( ‪.‬‬
‫علما بأن القنوت له مقاصأد عظيمة كثيرة يختلف عن مجرد الدعاء لهم في السجود أو الخطب أو‬
‫غيرها ‪ ،‬حيث إن من أهدافه ومقاصأده المشاركة المعنوية وحفز الهمم والهتمام بالمسلمين وإظهار‬
‫التعاطف والتعاون ‪ ،‬ويتقوى بذلك المجاهدون وهذا مشاهد وملموس وسمعناه كثيرا من المجاهدين‬
‫أنهم يفرحون بدعاء إخوانهم المسلمين إذا كان علنا في القنوت بل إنهم دائما يطالبون بذلك ‪ ،‬قال‬
‫الحافظ ابن حجر رحمه ال تعالى في فتح الباري في فصل القنوت ‪ ) :‬وظهر لي أن الحكمة في‬
‫جعل قنوت النازلة في العتدال دون السجود مع أن السجود مظنة الجابة أن المطلوب من قنوت‬
‫النازلة أن يشارك المأموُم المام في الدعاء ولو بالتأمين ومن ثم اتفقوا على أن يجهقر به ( والقنوت‬
‫نوع استنصار ونصرة وقد صأح عن علي بن أبي طالب لما قنت في حروبه قال ‪ :‬إنما استنصرنا على‬
‫عدونا ‪ .‬رواه ابن أبى شيبه ‪ 2/103‬رقم ‪. 6981‬‬
‫بل إن هناك من أهل العلم من قال بوجوب قنوت النوازل وقال إنه فعل الئمة ‪ ،‬فقد ذكر ابن عبد‬
‫البر في الستذكار ‪ 6/202‬بسنده عن يحي بن سعيد انه كان يقول ‪ :‬يجب الدعاء إذا توغلت‬
‫الجيوش في بلد العدو ) يعني القنوت ( قال ‪ :‬وكذلك كانت الئمة تفعل ‪".‬أ‪.‬هي‬
‫‪ (21‬متابعة أخبار الجهاد ونشرها‪:‬‬
‫ول شك أن المتابعة لخبار المجاهدين إذا كانت من محب للجهاد وحريص عليه أن النسان مأجور‬
‫عليها فإنه يفرح حينئةذ لفرحهم ويحزن لحزنهم ‪ ،‬أما من يكتفي بالمتابعة لوحدها فإن كان خيراً قال إنا‬
‫معكم وإن كان غير ذلك قال قد أنعم ال علدي إذ لم أكن معهم شهيداً فهذا كما قال الشيخ أبوعمر‬
‫محمد السيف حفظه ال ‪ ) :‬وأن ترك النصرة والعراض عن المشاركة في الجهاد والكتفاء بمتابعة‬
‫أخبار المجاهدين عن بعد عبر وسائل العلم المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة إنما هو من‬
‫صأفات المنافقين الذين قال ال تعالى عنهم ) وإن يأت الحزاب يودوا لو أنهم بادون في العراب‬
‫يسألون عن أنباءكم ( أي بدلً من مواجهة أحزاب الكفار الذين قصدوا المسلمين في المدينة فإن‬
‫المنافقين يودوا لو أنهم ابتعدوا عن مكان المواجهة وأقاموا في البادية مع العراب يسألون عن أنباء‬
‫المجاهدين وعن أخبار المعركة عن بعد فل سبيل للمة لكي تتصدى لهذه الحملة الصليبية إل‬

‫‪452‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالعودة الصادقة إلى دينها والوفاء بالبيعة التي عقدها ال مع عباده المؤمنين حيث قال تبارك وتعالى )‬
‫إن ال اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل ال فيقتلون ويقتلون‬
‫وعداً عليه حق اً في التوراة والنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من ال فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم‬
‫به وذلك هو الفوز العظيم ( أ‪.‬هي‬
‫ولذلك ينبغي نشر أخبار المجاهدين وإشاعتها بين المسلمين لما في ذلك من فوائد عديدة منها ‪:‬‬
‫لتشعر المة بمعنى الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى‬ ‫•‬
‫والسهر‬
‫ليكسر طوق الحصار العلمي على المة حيث سيطر العداء على أغلب وسائل العلم‬ ‫•‬
‫فل ينشرون إل ما يريدون ‪ ،‬والسعي في نشر أخبار المجاهدين يكون قاعدة إعلمية شعبية‬
‫للمجاهدين ‪.‬‬
‫ليعلم الفأل المة وتعلم المة أن طريق العزة والكرامة هو الجهاد والستشهاد ‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن وسائل نشرها مايلي ‪:‬‬
‫عبر المنتديات وساحات الحوار في النترنت ‪.‬‬ ‫•‬
‫تكوين مجموعات بريدية تضم عدداً كبيراً من العناوين البريدية ويتم الرسال لهم ما يجد من‬ ‫•‬
‫أخبار المجاهدين ‪.‬‬
‫طباعتها من مواقع النترنت وتصويرها ومن ثم توزيعها على القارب والمعارف ‪.‬‬ ‫•‬
‫استغلل مجامع الناس بتوزيع أو قراءة أخبار المجاهدين ‪.‬‬ ‫•‬
‫وضعها في المساجد والماكن العامة كالمدارس والصرافات اللكترونية ‪.‬‬ ‫•‬
‫رسائل الجوال المختصرة وإحتساب الجر فيها من ال ‪ ،‬ويمكن الستفادة من المواقع التي‬ ‫•‬
‫تعطي رسائل جوال مجانية ‪.‬‬
‫طباعتها وتوزيعها على العلماء وطلبة العلم والخطباء وأئمة المساجد ليكون لها تأثيراً إيجابياً‬ ‫•‬
‫عليهم ‪.‬‬
‫ول تكن التشديدات المنية والتحذيرات من قبل بعض أعداء الجهاد عائقاً وحاجزاً عن نشر أخبار‬
‫المجاهدين بل إستعن بال ول تعجز ول تراقب إل ال ‪ ،‬واحذر من حيلة إبليسية وهي أن تقول توزيع‬
‫الخبار أمر جزئي وليس من المصلحة المخاطرة من أجله فالمر أولً يسير فليس ثمة مخاطرة ‪ ،‬ثم‬

‫‪453‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أنت تقوم بواجب العلم للجهاد والمجاهدين فانظر نظراً ثاقباً ول تسطح المسألة فانشر الخبار ولو‬
‫لحقك شيء من أذى فاحتسب الجر من ال تعالى وقم بحق إخوانك عليك ‪.‬‬
‫‪ (22‬المشاركة في نشر ما يصدر عنهم من كتب ومطويات ‪:‬‬
‫وهذه تابعة لما سبقها من نشر الخبار وتوزيعها بين المسلمين ‪ ،‬فينبغي عليك أن تفكر في نشر كل‬
‫ما يتعلق بالجهاد ويحرض عليه ويدعو لنصرة أهله وأن تبتكر الطرق والوسائل لذلك ‪ ،‬فمثلً جمع‬
‫المواقف البطولية ومواقف التضحية وجعلها في ملف وتصويره وتوزيعه بين الناس وإنزاله في‬
‫النترنت ‪ ،‬وكجمع رسائل أسرى غونتنامو وانتقاء أفضلها ونشرها بين الناس ليزيد التعاطف معهم‬
‫وهكذا يحاول كل واحد منا أن يجهز أي شيء إعلمي عن المجاهدين وما يتعلق بهم وأذكر هنا‬
‫موقف إحدى الخوات الفاضلت حيث قامت بجمع آخر أخبار الشيشان وجمعت آخر مقابلة مع‬
‫شامل باسييف وخطاب وجمعت بعض القصائد وبعض القصص والمقالت ثم وضعتها في ملف يوزع‬
‫بين الناس ولكن شرط الطلع عليه أو قراءته أن يدفع المتصفح ‪3‬ريالت وفعلً نجح مشروعها‬
‫وجمع به خيمر كثيمر وعمل غيرها بمثل ما عملت فلها من الجر مثلهم ‪...‬‬
‫وإذا عجزت عن إخراج شيء فعليك بنشر أي شيء يتعلق بالمجاهدين من منشور أو مطبوع أو نحوه‬
‫خدمة للجهاد ومشاركة للمجاهدين ‪.‬‬
‫‪ (23‬إصأدار الفتاوى لمناصأرتهم ‪:‬‬
‫وهذا واجب في حق العلماء حيث يجب عليهم إرشاد المة إلى الوقوف مع المجاهدين ونصرتهم‬
‫بالنفس والمال والدعاء ونحوه ‪ ،‬وواجب على طلب العلم والوعاظ إرشاد العامة إلى هذا الواجب‬
‫العظيم ‪ ،‬كما يجب على المقربين من أهل العلم من طلب وأقارب أن يحثوا الشيخ ويقووا عزيمته‬
‫بأن يصدر ما يقف به مع إخوانه المجاهدين من دعوة الناس لنصرتهم والوقوف معهم ومتى ما فعل‬
‫العالم ذلك رأيت أثره بالغاً وعجيباً فهذا شيخ المجاهدين في زمانه الشيخ حمود العقل رحمه ال ما‬
‫تحل نازلة بالمسلمين أو حاجة بالمجاهدين إل وترى له فيها موقف سديد ورأي رشيد بل تردد و ل‬
‫خوف من أحد من العبيد ‪ ،‬بل إنه من اللطائف في ذلك أنه قال مدرة لدي مدفع قديم في المزرعة‬
‫فإذا كان المجاهدون سيستفيدون منه فسأرسله لهم ‪...‬‬
‫رحمه ال رحمة واسعه ول غرو في ذلك فقد كان الشيخ يصدر الفتاوى بنفس محترقة على السلم‬
‫والمسلمين وكما قيل ‪ " :‬ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة " وورد في ترجمة الشيخ رحمه ال ‪:‬‬

‫‪454‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"كان الشيخ رحمه ال يعيش أمس المسلمين و حاضرهم ومستقبلهم ‪ ,‬فكان يتتبع الخبار ويجلس‬
‫الوقات الطويلة لذلك ‪ ,‬ومن حرصأه أنه كان يستخدم الراديو بنفسه فيعرف أماكن القنوات وأرقامها‬
‫فكان يأخذ الراديو من يد الجالس إذا عجز عن إخراج مكان الخبر فيدله عليه ‪ ,‬بل كان رحمه ال‬
‫يتعرف على أهمية الخبر من خلل معرفته بالمذيع ‪.‬‬
‫فكان رحمه ال لهتمامه بذلك تجد كل أحوال المسلمين عنده وكل جديد الحداث وصأله ‪ ,‬فما‬
‫على الحاضر إل أن يسأل الشيخ عن جديد الحداث فيخبره بذلك مع تحليلها وسبر أبعادها‬
‫ومضامينها ‪.‬‬
‫وكان الشيخ رحمه ال مع ذلك خبيرا بتواريخ الوقائع والحروب والسياسات وكبار الساسة ‪ -‬الحي‬
‫منهم والهالك ‪ -‬تواريخهم ومواقفهم ‪ ,‬فكان يربط الحدث بتاريخ صأاحبه وسوابقه ‪ ,‬ولهذا فمع العلم‬
‫الراسخ وفهم الواقع وأحداثه وجد المسلمون بغيتهم عند الشيخ رحمه ال ‪.‬‬
‫وكان اهتمامه بمصالح المسلمين وأحوالهم حتى قبل وفاته رحمه ال بدقائق ‪ ,‬فقد كان يتحدث رحمه‬
‫ال حينها عن أحداث أفغانستان وحكومة طالبان وأخبار المجاهدين وجديد أخبارهم ‪ ,‬وقد ختم له‬
‫إن شاء ال تعالى بخير ‪.‬‬
‫ولما كان بعض المشايخ وطلبة العلم في السجن كان ل يفتر رحمه ال عن السؤال عنهم وعن جديد‬
‫أخبارهم ‪ ,‬فكان كثيرا ما يدعوا لهم بالثبات على الحق والصبر جزاه ال عنا وعنهم كل خير ‪.‬‬
‫وكانت أخبار النترنت تعرض عليه يوميا فكان يجلس الساعة والساعتين بل أكثر من ذلك ‪ ,‬يستمع‬
‫لقارئها فل يمل ول يكل ‪ ,‬حتى صأار أخبر بتلك الشبكة من المتابعين لها ‪ ,‬بل كان رحمه ال يعرف‬
‫بعض من يكتب في منتديات النترنت وأفكارهم ومناهجهم من خلل الستماع لمقالتهم " ‪.‬‬
‫‪ (24‬التواصأل مع العلماء والخطباء وإخبارهم عن أحوال المجاهدين ‪:‬‬
‫وذلك أن العداء حرصأوا على إماتتة المسلمين وإخماد مشاعرهم عبر إخماد رؤوسهم وإشغال‬
‫عامتهم فالعلماء إذا تيقظوا أيقظوا الناس ‪ ،‬وإذا خمدوا خمد الناس والعامة مع العلماء في العم‬
‫الغلب أو على القل في مسائل الدين التي على رأسها الجهاد ونصرة المجاهدين ‪ ،‬ولذلك غالباً ما‬
‫يكتفي العداء بأن يلبسوا على العلماء أومن هم في مصاف الموجهين حتى يبرروا لهم الغزو أو على‬
‫القل حتى يثنوهم عن الحل المسلح ‪ -‬والمتمثل في الجهاد – فتراهم يركزون دائماً عليهم وللسف‬
‫ترى طليعة الغزاة بعض من يشار إليهم بالبنان ‪ ،‬وما صأمدت المة في وقت مضى لما هاجمها‬

‫‪455‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصليبيون والتتار إل لما هب علماؤها ورجالها للجهاد وانضووا تحت راية الجهاد فهذا شيخ السلم‬
‫ابن تيمية يحرض الناس على القتال ويقف إلى جانب الجند أمام التتار ويثبت المة حنى قال مقولته‬
‫المشهورة ‪ " :‬وال لننتصرن " فقالوا له ‪ :‬قل إن شاء ال فقال ‪ " :‬إن شاء ال تحقيقاً ل تعليقاً " ‪،‬‬
‫وكذلك اصأطف ابن قدامة بجانب صألح الدين اليوبي في مغازيه وهكذا ‪...‬‬
‫فلجل هذا يجب متابعة العلماء وبموافاتهم بحال المجاهدين وأخبارهم حتى يقفوا مع الجهاد‬
‫ويحرضوا عليه ‪ ،‬فكما أن الباطل يجلب عليهم بشبهه ضد الجهاد وتحذيره من أهل الجهاد فل بد‬
‫علينا أن نلتف حولهم ونذكرهم بالواجب تجاه المجاهدين وحقوقهم عسى ال أن يقيظ لنا أمثال‬
‫الشيخ عبدال عزام والشيخ حمود العقلء رحمهما ال ‪.‬‬
‫ولم يزل العلماء الصادقون يقفون مع المجاهدين وقفة صأدق ويحملون تبعات وقوفهم ونطقهم بالحق‬
‫بالسجن تارة وبالقتل تارة أخرى وما مقتل الشيخ يوسف العييري عدنا ببعيد ‪.‬‬
‫فلنواصأل المتابعة مع العلماء ولو أغلضوا لنا في القول معذرًة إلى ربهم ولعلهم يتقون ‪..‬‬
‫ومدمن الطرق للبواب أن يلجا‬ ‫أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته‬
‫‪ (25‬أخذ اللياقة البدنية ‪:‬‬
‫لبد لمن ينوي الجهاد أو يعزم عليه من أن يأخذ اللياقة البدنية التي تساعده إذا خرج للجهاد في‬
‫سبيل ال حيث أنها ضرورية للمجاهد فل بد أن يتعود على المشي الطويل والجري والهرولة لتكون‬
‫لياقته مناسبة فينفر عند النداء ‪...‬ل أن يكون عالة على إخوانه بتعطيلهم أو تأخيرهم أو إضطرارهم‬
‫إلى أن يحملوه ‪ ..‬وقد حصل في البوسنة وغيرها أن بعض الخوة كاد أن يقع في السر أو أنه وقع‬
‫لعدم وجود اللياقة الكاملة لدية ‪...‬‬
‫فأخذ اللياقة من العداد المطلوب شرعاً يقول الشيخ يوسف العييري رحمه ال ‪:‬‬
‫" فإن لياقة المجاهد وتمكنه من الجري لمسافات طويلة وتحمله لبذل مجهود بدني لفترات طويلة ‪،‬‬
‫هي العامل الرئيس في حسن أدائه في الميدان ‪ ،‬فقد يكون المجاهد متقناً للسلح ‪ ،‬ولكن بسبب‬
‫انعدام اللياقة فإنه لن يتمكن من اختيار المكان المناسب للرماية ولن يتمكن من قفز السوار أو‬
‫تسلق المباني لتمشيطها كل ذلك بسبب انعدام اللياقة البدنية ‪ ،‬والمجاهد الذي يتمتع بلياقة عالية‬
‫يمكنه إتمام كل أعماله على أحسن وجه حتى ولو لم يكن استخدامه للسلح يصل إلى درجة‬
‫التقان ‪ ،‬لنه قادر على المناورة واتخاذ أحسن المواقع للرماية وقادر على تأدية مهامه بكل سرعة‬

‫‪456‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وخفة ‪ ،‬ولن يشوش الرهاق البدني على تفكيره وسرعة المبادرة ‪ ،‬فنعرف من هذا أن اللياقة البدنية‬
‫ركيزة مهمة للمجاهد وخاصأة في ميدان المدن " أ‪.‬هي‬
‫وفي هذا الزمان الذي نعيشه اليوم يكاد يكون جميع الجهاد في العالم على طريقة حرب العصابات‬
‫وحرب مدن وهذا يحتاج إلى لياقة عالية فل تكن أخي عبًئا على غيرك وإبدأ من الن بأخذ اللياقة‬
‫البدنية اللزمة ‪.‬‬
‫ول تحتقر اللياقة البدنية أخي واعلم أن أجرها عظيم إذا أخلصت النية ونويت بها العداد للجهاد في‬
‫سبيل ال ‪ ،‬والمؤمن القوي خير وأحب إلى ال من المؤمن الضعيف ‪ ،‬ومن القوة القوة البدنية‬
‫والجسمية ‪ ،‬يقول الشيخ المجاهد يوسف العييري رحمه ال‪ ":‬إن المستوى البدني الذي يجب أن‬
‫يتمتع به المجاهد هو أن يكون قادراً على الهرولة لمسافة ‪10‬كم دون توقف خلل مدة ل تزيد عن‬
‫‪ 70‬دقيقة على أسوأ الحوال ‪ ،‬ويكون قادراً على تنفيذ تمرين اختراق الضاحية والجري بمسافة ‪3‬‬
‫كلم بمدة ل تزيد عن ‪13.5‬دقيقة ‪ ،‬ويكون قادراً على العدو لمسافة ‪100‬م بمدة تتراوح ما بين‬
‫‪ 15-12‬ثانية ‪ ،‬ويكون قادراً على المسير دون توقف طويل لمدة ل تقل عن ‪ 10‬ساعات ‪ ،‬وقادراً‬
‫على المسير بحمولة تصل إلى ‪20‬كجم لمدة ل تقل عن ‪ 4‬ساعات ‪ ،‬ويكون قادراً على عمل تمرين‬
‫الضغط وهو ما يسمى ) بوش أب ( لكثر من سبعين مرة دفعة واحدة ودون توقف ‪ ،‬وقادراً على‬
‫عمل تمرين البطن مائة عده دفعة واحدة دون توقف ‪ ،‬وقادراً على تطبيق زحفة التمساح لمسافة‬
‫خمسين متر خلل سبعين ثانية على الكثر ‪ ،‬ولختبار قوة التحمل عليه بتنفيذ تمرين مشابه لطريقة )‬
‫فارتليك ( مع اختلف بسيط ‪ ،‬هذا التمرين يجمع بين المشي والمشي السريع والهرولة والجري‬
‫والعدو ‪ ،‬يبدأ المجاهد بالمشي العادي لمدة دقيقتين ثم ينتقل إلى المشي السريع لمدة دقيقتين ثم‬
‫يبدأ بالهرولة لمدة دقيقتين ثم ينتقل للجري لمدة دقيقتين ثم يبدأ بالعدو السريع لمسافة ‪100‬متر ‪،‬‬
‫ثم يعود للمشي وهكذا يواصأل تكرار هذا التمرين دون توقف حتى يصل إلى عشر مرات ‪.‬‬
‫توضيح لجدول المشي‬
‫مشي عادي‪ -‬دقيقتين مشي سريع ‪ -‬دقيقتين هرولة – دقيقتين جري ‪ -‬دقيقتين عدو سريع‬
‫‪100‬متر‬
‫يكرر عشر مرات‬
‫طريقة التمرين‬

‫‪457‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫زيادة ‪ 3‬كل يوم‬ ‫ضغط = عشر مرات‬
‫زيادة ‪ 3‬كل يوم‬ ‫بطن = عشر مرات‬
‫يختلف المشي العادي عن المشي السريع عن الهرولة عن الجري عن العدو ‪ ،‬فالمشي العادي‬
‫معروف لدى الجميع ‪ ،‬والمشي السريع هو أن تسير بسرعة مع المحافظة على عدم رفع إحدى‬
‫القدمين عن الرض لمدة طويلة تقارب مدة المشي العادي ‪ ،‬أما الهرولة فهي قطع الكيلو متر الواحد‬
‫بمدة ل تقل عن ‪5.5‬دقيقة ‪ ،‬أما الجري فهي قطع الكيلو متر الواحد بمدة ل تزيد عن ‪ 4.5‬دقيقة ‪،‬‬
‫أما العدو السريع فيحسب بالمائة متر بحيث يتراوح قطع المائة متر من ‪ 12‬حتى ‪ 15‬ثانية وهو‬
‫العدو بما يقرب من ‪ %80‬من المجهود البدني ‪.‬‬
‫هذا المستوى يمكن للمجاهد أن يصله خلل شهر واحد لمن جد واجتهد ‪ ،‬بشرط أن يراعي التدرج‬
‫ول ينهك العضلت خشية حدوث تمزقات ‪ ،‬وعلى سبيل المثال فإن المجاهد لو بدأ أول الشهر‬
‫بالهرولة لمدة ‪ 15‬دقيقة وزاد يومياً دقيقتين فمعنى هذا أنه خلل شهر سيصل إلى الهرولة لمدة ساعة‬
‫دون توقف ) الشهر يحتوي على عشرين يوماً رياضياً ‪ ،‬إذا كان البرنامج ‪ 5‬أيام في السبوع ( ‪،‬‬
‫وكذلك لو أنه بدأ بالضغط في أول الشهر بعشر عدات وزاد كل يوم ثلث عدات فمعنى هذا أنه‬
‫سيصل إلى سبعين عدة خلل شهر واحد ‪ ،‬فالتدرج والستمرار له أثر كبير في اكتساب اللياقة ‪،‬‬
‫ولبد أثناء البرنامج الرياضي أن يكون هناك تمارين سويدية تساعد على استطالة العضلت واسترخائها‬
‫وإحمائها وتقويتها ‪ ،‬ويحاول المجاهد أن يركز على كافة أنواع التمارين السويدية ويبتعد عن المعدات‬
‫والجهزة ليتمكن من مواصألة برنامجه الرياضي في أي مكان ‪ ،‬ولن المعدات والجهزة لها أثر سلبي‬
‫على الجسم على المدى البعيد ‪ ،‬وأفضل التمارين التمارين السويدية سهلة التطبيق وتعتمد على‬
‫الجسم وقوته ومضاعفاتها أقل بكثير من غيرها‪.‬‬
‫‪ (26‬التدرب على السلحة وتعلم الرمي‪:‬‬
‫تعلم الرماية والتدرب على السلحة تدريباً نظرياً وعملياً لن المرء قد يتيسر له العملي بالرماية الحية‬
‫أو بالتدرب على السلح من دونما رماية به أو التعلم عليه نظرياً بالصورة وكل بلد بحسبها وما هو‬
‫ممكن فيها ‪...‬‬

‫‪458‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وال عزوجل يقول" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو ال وعدوكم‬
‫"وقد جاء عن النبي صألى ال عليه وسلم أنه صأعد المنبر وتل هذه الية ثم قال ‪ " :‬أل إن القوة الرمي‬
‫‪ ،‬أل إن القوة الرمي ‪ ،‬أل إن القوة الرمي "‬
‫فل تتهاونوا بهذا الواجب العيني العظيم على كل مسلم قادر بالغ عاقل ‪...‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية‪ ) :‬يجب الستعداد للجهاد بإعداد القوة ورباط الخيل في وقت سقوطه‬
‫للعجز‪ ،‬فإن مال يتم الواجب إل به فهو واجب ( أ‪.‬هي ‪.‬‬
‫فتعلموا الرماية وأكثروا من مجالسة السلح ‪ ...‬فإنها العزة كل العزة والفلح ‪...‬‬
‫والعجب كل العجب أن ترى من شابت لحيته ولما تكتحل عيناه برؤية السلح رأي العين!!‬
‫ل تندبي عمراً ول تدعي صألح‬ ‫يا أمة نسيت لطول العهد ما شكل السلح‬
‫وياللعجب من إمريء يبغي مقارعة العدو وجهاده في ساحات الوغى وهو لم يعرف بعد كيف يمسك‬
‫بالسلح ‪ !!..‬ولشك أن كل قادر على أن يتعلم الرمي فلم يتعلمه أنه آثم لعدم قيامه بما أوجب‬
‫ال ‪ ،‬ول يكاد العجب ينفك من قوم يذلون أوقاتهم في تعلم أمور الدنيا وما يزيد من معاشهم فيها‬
‫ويزهدون في تعلم الرماية والسلح مع أن العدو على البواب أو أنه قد دهم البلد وال المستعان‪.‬‬
‫يقول شيخ السلم رحمه ال لما سئل عن الرمي ومن تركه بعدما تعلمه ‪:‬‬
‫ب ا لقعالقتميقن ‪ .‬اللرلمُي تفي قستبيتل ال لته‬ ‫ب قشليُخ ا لتللسقلتم أقلحقمد بلُن تيمية رضي ال عنه ‪ :‬ا لقحلمُد لتلته قر ر‬ ‫"أققجا ق‬
‫ك تملما أققمقر ال لهُ تقيقعاقلى ‪ :‬بتته قوقرُسولُهُ قوققلد ذققكقر‬ ‫ب تفي قستبيتل ال لته ‪ُ :‬كدل قذلت ق‬ ‫ضلر ُ‬ ‫قوالطللعُن تفي قستبيتل ال لته ‪ .‬قوال ل‬
‫شددوا‬ ‫ب قحلتى إقذا أقثلقخلنتُُموُهلم فق ُ‬ ‫ب الررققا ت‬ ‫ضلر ق‬ ‫ال لهُ تقيقعاقلى الثلقلثقةق فقيققاقل تقيقعاقلى ‪ } :‬فقتإذا لقتقيتُُم التذيقن قكقفُروا فق ق‬
‫ضترُبوا فقيلوقق اللقلعقناتق‬‫ب أقلوقزاقرقها { قوققاقل تقيقعاقلى ‪ } :‬قفا ل‬ ‫ضقع ا لقحلر ُ‬ ‫ا لقوقثاقق فقتإلما قمينا بقيلعُد قوإتلما فتقداءً قحلتى تق ق‬
‫شليةء تمقن ال ل‬
‫صليتد تقيقنالُهُ‬ ‫ضترُبوا تم لنيُهلم ُكلل بقيقناةن { قوققاقل تقيقعاقلى ‪ } :‬قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا لققليبيلُقونلُكُم ال لهُ بت ق‬‫قوا ل‬
‫أقيلتديُكلم قوترقماُحُكلم { قوققاقل تقيقعاقلى ‪ } :‬قوأقتعددوا لقُهلم قما الستقطقلعتُلم تملن قُيلوةة قوتملن ترقباتط ا لقخليتل تُيلرتهُبوقن بتته قعُدلو‬
‫صأتحيتح ُملسلتةم قوغقليترته قعلن النلبتري صألى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ال لته وقعُدلوُكم وآقخترين تمن ُدونتتهم { وققلد ثقيب ق ت‬
‫ت في ق‬ ‫ل ق ق‬ ‫لق ق ل‬ ‫ق‬
‫أقنلهُ ققيقرأق قعقلى ا لتملنبقتر قهتذته الليقةق فقيققاقل ‪ } " :‬أققل إلن ا لُقلوقة اللرلمُي أققل إلن ا لُقلوقة اللرلمُي أققل إلن ا لُقلوقة اللرلمُي { ‪.‬‬
‫ب إلقلي تملن أقلن‬ ‫صتحيتح أقنلهُ ققاقل ‪ } " :‬الرُموا قوالرقكُبوا قوأقلن تقيلرُموا أققح د‬ ‫ت قعلنهُ صألى ال عليه وسلم تفي ال ل‬ ‫قوثقيبق ق‬
‫س تملنا { ‪ .‬قوتفي ترقوايقةة ‪ } " :‬قوقملن تقيقع لقم اللرلمقي ثُلم نقتسيقهُ فقتهقي نتلعقمةم‬ ‫ت‬ ‫ل‬
‫تقيلرقكُبوا قوقملن تقيقع قم اللرلمقي ثُلم نقسيقهُ فقيلقلي ق‬
‫سنقتن قعلنهُ صألى ال عليه وسلم أقنلهُ ققاقل ‪ُ } " :‬كدل لقلهةو يقيلُهو بتته اللرُجلُ فقيُهقو قباتطمل ;‬ ‫قجقحقدقها { ‪ .‬قوتفي ال د‬

‫‪459‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ضوقن‬ ‫إلل قرلميقهُ بتقلوتسته قوتقألتديبقهُ فقيقرقسهُ قوُمقلقعبقتقهُ المقرأقتقهُ ‪ .‬فقتإنليُهلن تملن ا لقحرق { ‪ .‬قوققاقل ‪ } " :‬قستُيلفتقُح قعلقليُكلم أققر ُ‬
‫ب عُقمر بلُن ا لقخلطا ت‬ ‫ت تت‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫ب إقلى‬ ‫قويقلكفيُكلم ال هُ فققل يقيلعجُز أققحُدُكلم أقلن يقيلُهقو بأقلسُهمه { ‪ .‬قوققاقل قملكُحومل ‪ :‬قكتق ق ُ‬
‫ي قعلنهُ صألى ال عليه وسلم أقنلهُ‬ ‫صأتحيتح ا لبُقخاتر ر‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫شاتم ‪ :‬أقلن قعلرُموا أقلوقلقدُكلم اللرلمقي قوا لُفُروسيلةق ‪ .‬قوفي ق‬ ‫ال ل‬
‫ضُلوقن فقيققاقل‬ ‫ققاقل ‪ } " :‬ارموا بتني إلسماتعيل ; فقتإلن أقباُكم قكاقن راتميا { ‪ } .‬وملر قعقلى نقيقفةر تمن أقلسلقم ييلنتق ت‬
‫ل قق‬ ‫قق‬ ‫ق ً‬ ‫ق ل‬ ‫ق ق‬ ‫لُ ق‬
‫ة‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ك أققحُد‬ ‫سق‬ ‫صألى ال عليه وسلم الرُموا بقني إلسقماعيقل ; فقإلن أققباُكلم قكاقن قرامًيا الرُموا قوأققنا قمقع بقني فُقلن فقأقلم ق‬
‫ت قمقعُهلم ؟ فقيققاقل ‪ :‬الرُموا قوأققنا قمقعُكلم‬ ‫ف نقيلرتمي قوأقنل ق‬ ‫ا لقفتريقليتن بتأقيلتديتهلم فقيققاقل ‪ :‬قما لقُكلم قل تقيلرُموقن ؟ ققاُلوا ‪ :‬قكلي ق‬
‫ص رضي ال عنه ‪ } :‬نقيثققل تلي قرُسوُل ال لته صألى ال عليه وسلم ‪-‬‬ ‫ُكلرُكلم { ‪ .‬قوققاقل قسلعُد بلُن أقتبي قولقا ة‬
‫ب ‪ } :‬قما قرأقليت‬ ‫ض كتقنانقيتقهُ يقيلوقم أُُحةد ‪ -‬قوققاقل ‪ :‬الرتم فتقداك أقتبي قوأُرمي { قوققاقل قعلتدي بلُن أقتبي قطالت ة‬ ‫يقيلعتني نقيقف ق‬
‫سلعتد ‪ :‬ققاقل لقهُ ‪ :‬الرتم قسلعُد فتقداك أقتبي قوأُرمي { ‪.‬‬ ‫تت ت ت‬
‫قرُسوقل ال ه صألى ال عليه وسلم قجقمقع قأبقيقويله لققحد إلل ل ق‬
‫لت‬
‫ت أقتبي طقلقحةق تفي ا لقجلي ت‬ ‫ت‬ ‫تة‬
‫خييمر‬
‫ش قل‬ ‫صلو ُ‬ ‫س بلُن قمالك ‪ :‬ققاقل قرُسوُل ال له صألى ال عليه وسلم ‪ } " :‬لق ق‬ ‫قوققاقل أقنق ُ‬
‫ش قجقثا بقيليقن يققديلته قونقيثقيقر كتقنانقيتقهُ فقيققاقل ‪ :‬نقيلفتسي تلنقيلفتسك ا لتفقداءُ قوقولجتهي‬ ‫تملن تمائقةة { قوقكاقن إقذا قكاقن تفي ا لقجلي ت‬
‫سنقتن قعلنهُ صألى‬ ‫س قوالدرلمُح ‪ .‬قوتفي ال د‬ ‫ف قوا لقلو ُ‬ ‫سلي ُ‬ ‫لتقولجتهك ا لتوققاءُ ‪ .‬قوقكاقن النلبتدي صألى ال عليه وسلم لقهُ ال ل‬
‫ت لقهُ‬ ‫سلهتم تفي قستبيتل ال لته ‪ -‬بقيلققغ ا لقعُدلو أقلو لقلم يق ليبيلُغلهُ ‪ -‬قكانق ل‬ ‫ت‬
‫ال عليه وسلم أقنلهُ ققاقل ‪ } " :‬قملن قرقمى ب ق‬
‫سلهتم ا لقواتحتد ثققلثقةق‬ ‫سنقتن قعلنهُ صألى ال عليه وسلم أقنلهُ ققاقل ‪ } " :‬إلن ال لهق يُلدتخلُ تبال ل‬ ‫قعلدُل قرققيبقةة { ‪ .‬قوتفي ال د‬
‫خييقر ; قواللراتمقي بتته قوا لُمتملد بتته { ; قوقهقذا تلقلن قهتذته اللقلعقماقل تهقي‬ ‫ت‬
‫صأ لنيقعتته ا ل ق ل‬
‫ب في ق‬
‫نقيقفةر ا لجنلةق ‪ :‬صأانتعهُ يحتقتس ت‬
‫ق ق قل ُ‬ ‫ق‬
‫ضلُ تملن تقطقدوتع ا لقحرج قوغقليترته قكقما ققاقل‬ ‫ساُن قوتقطقدوعُهُ أقفل ق‬ ‫ضل ما تقطقلو ق تت‬
‫ع به ا لتلنل ق‬
‫ت ت ت‬
‫أقلعقماُل ا لجقهاد قوا لجقهاُد أقفل ق ُ ق‬
‫ج قوتعقماقرقة ا لقملستجتد ا لقحقراتم قكقملن آقمقن تبال لته قوالليقيلوتم اللتختر قوقجاقهقد تفي قستبيتل‬ ‫تقيقعاقلى ‪ } :‬أققجقعلتُلم تسققايقةق ا لقحا ر‬
‫ال لته قل يقلستقيُووقن تعلنقد ال لته قوال لهُ قل يقيلهتدي ا لقلوقم اللظالتتميقن { } التذيقن آقمُنوا قوقهاقجُروا قوقجاقهُدوا تفي قستبيتل‬
‫ت‬ ‫ال لته بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم أقلعظقُم قدقرقجةً تعلنقد ال لته قوُأولقئت ق‬
‫شُرُهلم قربديُهلم بتقرلحقمةة ملنهُ‬ ‫ك ُهُم ا لقفائتُزوقن { } يُيبق ر‬
‫صتحيتح‬ ‫ت لقُهلم تفيقها نقتعيمم ُمتقيمم { } قخالتتديقن تفيقها أقبقًدا إلن ال لهق تعلنقدهُ أقلجمر قعتظيمم { ‪ .‬قوتفي ال ل‬ ‫ضواةن وجلنا ة‬
‫قوتر ل ق ق ق‬
‫} أقلن قرُجًل ققاقل ‪ :‬قل أُقباتلي أقلن قل أقلعقمقل قعقمًل بقيلعقد ا لتللسقلتم إلل أقلن أقلعُمقر ا لقملستجقد ا لقحقراقم فقيققاقل قعلتدي بلُن‬
‫ضل تملن قهقذا ُكلرته ‪ .‬فقيققاقل عُقمر بلُن ا لقخلطا ت‬ ‫ت ت ت لت‬ ‫أقتبي قطالت ة‬
‫صأقواتقُكلم‬ ‫ب قل تقيلرفقيُعوا أق ل‬ ‫ُ‬ ‫ب ‪ :‬ا لجقهاُد في قسبيتل ال ه أقفل ق ُ‬
‫سأقلقهُ ; فقأقنليقزقل‬ ‫صقلةُ قسأقللته قعلن قذلت ق‬ ‫تعلنقد تملنبتر رسوتل ال لته صألى ال عليه وسلم ; ولقتكن إقذا قُ ت‬
‫ك ‪ .‬فق ق‬ ‫ت ال ل‬ ‫ضيق ل‬ ‫ق ل‬ ‫ق قُ‬
‫ضل تمن تعمارتة ا لمستجتد ا لحراتم وا لحرج وا لعمرةت‬ ‫ت‬ ‫تت‬
‫قق ق ق ق ُ لق‬ ‫ال لهُ قهذه الليقةق { ; فقيبقييلقن لقُهلم أقلن ا لتليقماقن قوا لجقهاقد أقفل ق ُ ل ق ق ق ل‬
‫ط‬‫سققايقتة ; قولتقهقذا ققاقل أقُبو ُهقريليقرقة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ : -‬قلقلن أُقرابت ق‬ ‫ساتن إقلى ا لُحلجاتج تبال ر‬ ‫ل ت ت‬
‫قوالطقواف قوملن ا لتللح ق‬

‫‪460‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ط تفي الثديُغوتر‬ ‫ب إلقلي تملن أقلن أقُقوقم قللييلقةق ا لقلدتر تعلند ا لقحقجتر اللقلسقوتد ‪ .‬قولتقهقذا قكاقن الررقبا ُ‬ ‫قللييلقةً تفي قستبيتل ال لته أققح د‬
‫صأقلتة التلطقدوتع ‪ .‬قوأقلما‬ ‫س تفي الثديُغوتر أقفل ق ت‬ ‫ضقل تملن ا لُمقجاقوقرتة بتقملكةق قوا لقمتدينقتة قوا لقعقملُ تبالدرلمتح قوا لقلو ت‬ ‫أقفل ق‬
‫ضقل ملن ق‬
‫صتحيقحليتن قعلن النلبتري صألى ال عليه‬ ‫صأقلتة التلطقدوتع ‪ .‬قوتفي ال ل‬ ‫ت‬ ‫ت تت‬ ‫ت‬
‫صاتر ا لبقعيقدة ملن ا لقعُدرو فقيُهقو نقظيُر ق‬ ‫في اللقلم ق‬
‫ض‬‫سقماتء قواللقلر ت‬ ‫وسلم أقنلهُ ققاقل ‪ } " :‬إلن تفي ا لقجنلتة تمائقةق قدقرقجةة قما بقيليقن اللدقرقجتة إقلى اللدقرقجتة قكقما بقيليقن ال ل‬
‫ضل تفيته تمن غقيترهت‬ ‫ت تت‬ ‫ت‬ ‫تت‬ ‫ل ت ت ت ت ت تت‬
‫ل ل‬ ‫أققعلدقها ال هُ للُمقجاهديقن في قسبيله { ‪ .‬قوقهذه اللقلعقماُل ُكلّ م لنيقها لقهُ قمقحلّ يقليُق به ُهقو أقفل ق ُ‬
‫ت‬ ‫تت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف تعلنقد موا ت‬
‫صتن‬ ‫صألقة ا لقعُدرو قوالطللعُن علنقد ُمققاقربقتته قواللرلمُي علنقد بُيلعده أقلو علنقد ا لقحائتتل قكالنليلهتر قوا لح ل‬ ‫ُق ق‬ ‫سلي ُ‬‫قفال ل‬
‫ف‬‫ف تبالختتقل ت‬ ‫ضُل ‪ .‬قوقهقذا يقلختقلت ُ‬ ‫ك ‪ .‬فقُك لقما قكاقن أقنلقكى تفي ا لقعُدرو قوأقنليقفقع لتلُملسلتتميقن فقيُهقو أقفل ق‬ ‫قونقلحتو ذقلت ق‬
‫ف قحاتل ا لُمقجاتهتديقن تفي ا لقعُدرو ‪ .‬قوتملنهُ قما يقُكوُن اللرلمُي تفيته أقنليقفقع قوتملنهُ قما يقُكوُن‬ ‫أقحواتل ا لعُدرو وتبالختتقل ت‬
‫لق ق ق‬
‫الطللعُن تفيته أقنليقفقع ‪ .‬قوقهقذا تملما يقيلعلقُمهُ ا لُمققاتتُلوقن ‪".‬‬
‫‪ (27‬السباحة و ركوب الخيل ‪:‬‬
‫شاتم ‪ :‬أقلن قعلرُموا أقلوقلقدُكلم اللرلمقي قوا لُفُروتسيلةق‬ ‫ب إقلى ال ل‬ ‫ب عُقمر بلُن ا لقخلطا ت‬
‫ققاقل قملكُحومل ‪ :‬قكتق ق ُ‬
‫فتعلم السباحة وركوب الخيل يفيد المجاهد في المستقبل لن السباحة من أهم وسائل اللياقة وتقوية‬
‫الجسم ولن الفروسية ل تنفك الحاجة إليها في زمن من الزمان وبخاصأة في أراضي الجهاد والغزو‬
‫خييُر‬ ‫مصداق حديث النبي صألى ال عليه وسلم الذي في البخاري ‪ } :‬ا لقخليل ملعُقومد تفي نقيوا ت‬
‫صأيقها ا ل ق ل‬ ‫ق‬ ‫ُق‬
‫إقلى يقيلوتم ا لتققياقمتة ‪ :‬اللقلجُر قوا لقمغلنقُم { فما زالت و ل تزال الخيل إلى يومنا هذا مستخدمة في الجهاد‬
‫سواء في أفغانستان أو الشيشان أو العراق ‪..‬‬
‫فمن رغب في الجهاد ولما يتمكن منه فعليه بتعلم السباحة وركوب الخيل لنها من جملة ما يفيده في‬
‫جهاده ‪.‬‬
‫‪ (28‬تعلم السعافات الولية ‪:‬‬
‫ومن سبل المشاركة في خدمة الجهاد والمجاهدين تعلم أمور السعافات الولية التي يحتاجها‬
‫المجاهدون كتجبير الكسور ‪ ،‬وعلج الجروح والسموم ‪ ،‬وضرب الحقن في الوريد والعضل وهكذا‬
‫مما يحتاجه المجاهدون فهذا علم نفيس والحاجة إليه ملحة في أراضي الجهاد وتعلمه ميسور ومأمون‬
‫‪ (29‬تعلم فقه الجهاد‪:‬‬
‫ومن وسائل خدمة الجهاد والمجاهدين تعلم فقه الجهاد والمسائل الفقهية المتعلقة به وذلك يفيد‬
‫المجاهدين في الثغور فوجود من يعلمهم أمر دينهم مطلب ملح لهل الثغور ‪ ،‬وكذلك هو مفيد في‬

‫‪461‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الذب عن الجهاد والمجاهدين من نيل المنافقين والعملء ومن يرد بعلم ليس كمن يرد بل علم ‪،‬‬
‫وهاهو الشيخ يوسف العييري الذي نفع بعلمه في الجهاد ونافح عن المجاهدين فكان بحق صأخرة‬
‫تتكسر عندها قرون الطاعنين في الجهاد سواء كانوا بحسن قصد أو بسوء قصد ‪.‬‬
‫ويلحق بتعلم فقه الجهاد قراءة كل شيء يلحق بتأصأيل علم الجهاد ومنهج الجهاد مما يكون فيه‬
‫كشف اللبس وإزالة الشبه التي على الجهاد ‪.‬‬
‫وتعلم ما مضى يتم بقراءة الكتب التي كتبها أهل العلم في هذا المجال وهي مجموعة بفضل ال‬
‫كاملة مرتبة في حقيبة المجاهد الطبعة الثالثة الخيرة فعلى كل مسلم يريد الجهاد في سبيل ال‬
‫بصدق وإخلص عليه الطلع على حقيبة المجاهد فسيجد فيها كل مايحتاجه في طريقه ول الحمد‬
‫‪ (30‬إيواء المجاهدين وإكرامهم ‪:‬‬
‫قال ال تعالى ‪ } :‬إلن التذيقن آقمُنوا قوقهاقجُروا قوقجاقهُدوا بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم تفي قستبيتل ال لته قوالتذيقن آقولوا‬
‫ض{‬ ‫ضُهلم أقلولتقياءُ بقيلع ة‬ ‫صُروا ُأولقئت ق‬
‫ك بقيلع ُ‬ ‫قونق ق‬
‫صُروا ُأولقئت ق‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ك ُهُم‬ ‫وققاقل ال لهُ تقيقعاقلى ‪ } :‬قوالذيقن آقمُنوا قوقهاقجُروا قوقجاقهُدوا في قستبيتل ال له قوالذيقن آقولوا قونق ق‬
‫ا لُملؤتمُنوقن قحيقا لقُهلم قمغلتفقرةم قوترلزمق قكتريمم {‬
‫فالمجاهدون يتعرضون لبلء وتضييق ‪ ،‬بل وربما مطاردة ومتابعة من قبل العداء أو عملئهم وأذنابهم‬
‫‪ ،‬فيجب إعانتهم وإيوائهم وتوفير المن والراحة لهم ‪ ،‬وينبغي إكرامهم والقيام بحق الضيافة لهم من‬
‫غير إكتراث وإنزعاج ‪ ،‬كما فعل الشيشانيون بالمجاهدين النصار من العرب وغيرهم ‪ ،‬حيث جعلوا‬
‫بيوتهم لهم مأوى مع أن العدو الروسي لو علم بهم لربما تسبب ذلك في هدم البيت وقتل جملة من‬
‫رجاله وربما نساءه ‪ ،‬وكما فعل جملةم من الفغان بعد سقوط كابل حيث ضربوا أروع المثلة في إيواء‬
‫المجاهدين وتهريبهم خارج أفغانستان ‪،‬رغم سيطرة المريكان وبطشهم ‪ ،‬وقسوة قوات التحالف‬
‫وحنقهم ‪ ،‬ومع ذلك فقد قام جملةم منهم بحق اليواء والخفاء للمجاهدين مع دفعهم للثمن غالياً إل‬
‫أن هذه هي المبادىء التي ينبغي أن نغرسها في أنفسنا وندفع ثمنها غالياً لن جزاءها الجر العظيم‬
‫من ال الكريم ‪ ،‬ولكن المر كما قيل ‪:‬‬
‫وتأتي على قدر الكرام المكارم‬ ‫على قدر أهل العزم تأتي العزائم‬
‫‪ (31‬عداوة الكفار وبغضهم‪:‬‬

‫‪462‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذا المر علوة على كونه عقيدة راسخة في قلوب المؤمنين إل أن تعاهدها بالمتابعة وزيادة البغض‬
‫للكافرين هو بحد ذاته وقوف مع المجاهدين ودعم لهم إذ العدو اللدود للكافرين هم أولياء ال‬
‫المجاهدين الذين يذيقونهم الويلت والنكبات ولما خفت عقيدة البراءة من الكافرين وظهرت الدعوة‬
‫للتسامح معهم والتعايش صأار الداعين لهذا التميع من المعادين للمجاهدين وممن يسعى في التقليل‬
‫من قبول الناس للمجاهدين وشيوخهم وقادتهم ‪..‬وبيان التعايش والجبهة الداخلية خير دليل إذ يبرز‬
‫فيه ‪ " :‬الرحمة للكافرين والقسوة على المجاهدين "‬

‫‪ (32‬السعي لفداء السرى ‪:‬‬


‫وهذا من الواجبات والحقوق الشرعية تجاه السرى من المسلمين ‪.‬‬
‫وقد " أمر السلم بفك السرى من أيدي أعدائهم ‪ ،‬فإذا وقع أسير في يد العدو فيجب على‬
‫المسلمين أن يبذلوا كل مجهود لتخليص أسيرهم إما بالقتال ‪ ،‬فإن عجز المسلمون عن القتال ‪،‬‬
‫وجب عليهم الفداء بالمال ‪ ،‬فقد قال رسول ال صألى ال عليه وسلم فكوا العاني – يعني السير –‬
‫وأطعموا الجائع ‪ ،‬وعودوا المريض ( أخرجه البخاري )‪ (3046‬من طريق منصور ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬عن‬
‫أبي موسى رضي ال عنه ‪0‬‬
‫وجاء في صأحيح البخاري )‪ (3047‬عن مطرف أن عامراً حدثهم ‪ ،‬عن أبي جحيفة رضي ال عنه قال‬
‫‪ :‬قلت لعلي رضي ال عنه هل عندكم شيء من الوحي إل ما في كتاب ال ؟ قال ‪ :‬والذي فلق الحبة‬
‫وبرأ النسمة ‪ ،‬ما أعلمه إل فهماً يعطيه ال رجلً في القرآن ‪ ،‬وما في هذه الصحيفة قلت وما في‬
‫الصحيفة ؟ قال ‪ :‬العقل وفكاك السير وأن ل يقتل مسلم بكافر ‪0‬‬
‫وعن ابن عباس قال ‪ :‬قال عمر رضي ال عنه ) كل أسير كان في أيدي المشركين من المسلمين‬
‫ففكاكه من بيت مال المسلمين ( رواه ابن أبي شيبة في مصنفه )‪ (6/497‬وفيه علي بن زيد بن‬
‫جدعان ‪ ،‬وهو ضعيف الحديث ‪ ،‬وروى ابن أبي شيبة في مصنفه أيضاً )‪ (6/496‬قال حدثنا وكيع ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ثنا أسامة بن زيد ‪ ،‬عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قال ‪ :‬قال عمر ) لن استنفذ رجلً‬
‫من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب ( وهذا فيه انقطاع ‪0‬‬
‫وقد عملت أيدي جماعة من حكام المسلمين ‪ ،‬أعظم البطولت في تخليص السرى وكف اليادي‬
‫المعتدية عليهم ‪ ،‬فهذا الحكم بن هشام أمير الندلس لما سمع أن امرأة مسلمة أخذت سبية ‪،‬‬

‫‪463‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فنادت ‪ :‬واغوثاه يا حكم فعظم المر عليه ‪ ،‬وجمع عسكره ‪ ،‬واستعد وحشد وسار إلى بلد الفرنج‬
‫سنة ست وتسعين ومائة ‪ ،‬وأثخن في بلدهم ‪ ،‬وافتتح عدة حصون ‪ ،‬وخرب البلد ونهبها وقتل‬
‫الرجال وسبى النساء ‪ ،‬وغنم الموال ‪ ،‬وقصد الناحية التي كانت بها تلك المرأة ‪ ،‬حتى خلصها من‬
‫السر ‪ ،‬ثم عاد إلى قرطبة مظفراً ‪0‬‬
‫ولما رجع المنصور بن أبي عامر من إحدى غزواته في شمال الندلس قابلته امرأة مسلمة على أبواب‬
‫قرطبة ‪ ،‬وقالت له ‪ :‬إن ابني أسير عند النصارى ‪ ،‬ويجب عليك أن تفديه أو تأتي به ‪ ،‬فما دخل‬
‫المنصور قرطبة ‪ ،‬بل عاد بجيشه حتى فك هذا السير ‪0‬‬
‫وتاريخ المسلمين الصادقين ‪ ،‬مليء بهذه المفاخر العظيمة ‪ ،‬إنه الصدق والوفاء ‪ ،‬والبر والخاء‬
‫عزائم مخلصة ‪ ،‬وحكامم أفذاذ يعملون لشعوبهم ولو على حساب زوال ملكهم ويعيشون نكبات‬
‫أمتهم ‪ ،‬ويريبهم ما يريب أمتهم وشعوبهم ‪ ،‬ولمثل هذا فليعمل العاملون ‪ ،‬وفي ذلك فليتنافس‬
‫المتنافسون ‪0‬‬
‫ووجوب فك السرى من المور الظاهرة في الشريعة السلمية ‪ ،‬وقد تواترت بذلك الدلة ‪ ،‬واتفق‬
‫على ذلك الئمة ‪ ،‬وأجمع على ذلك المسلمون ‪"0‬‬
‫‪ (33‬نشر أخبار السرى والهتمام بقضيتهم‪:‬‬
‫فالمجاهدون الذين في الثغور يوجد من يلتفت لهم في الغالب ‪ ،‬وهم ظاهرين بين الناس ‪ ،‬بفعالهم‬
‫وأقوالهم ‪ ،‬بل ونكايتهم بالعدو إل أن السرى الذين يقعون في أيدي الكفار ‪ ،‬قد يخمد ذكرهم ‪ ،‬وقد‬
‫ينعدم المتبني لهم والمتابع لفكاكهم ‪ ،‬وقد ل يوجد من يثير قضاياهم مما يجعل العدو الذين هم في‬
‫قبضته ل يعبأ بهم ‪ ،‬ول يسعى لفكاكهم ‪ ،‬وكم من المجاهدين في سجون الكفرة والطواغيت من‬
‫عرب وعجم إل أنه ل بواكي لهم ‪ ،‬ول متبةن لقضاياهم ‪ ،‬فمن أبرز الوسائل لخدمة الجهاد‬
‫والمجاهدين السعي لنشر أخبار السرى وإثارة قضاياهم في كل محفةل ومجلس حتى يفك أسرهم‬
‫وهذا أقل القليل تجاه أسرى المسلمين ‪.‬‬
‫‪ (34‬الجهاد اللكتروني‪:‬‬
‫وهذا الصأطلح شاع بين الناس على من يناصأرون الجهاد على شبكة النترنت وهذا مجال مبارك‬
‫وفيه نفع عظيم من تتبع الخبار ونشرها بين الناس وكذلك الذب عن المجاهدين ونشر فكرهم‬

‫‪464‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومايريدون إيصاله للناس ومن المشاريع المناسبة في النترنت مشروعين أحدهما يتعلق بالمنتديات‬
‫والخر يتعلق بالهاكرز فأقول مستعيناً بال ‪:‬‬
‫المشروع الول ‪" :‬المنتديات "‬
‫تكون هذه الفكرة بأن يجتمع ثلثة أو أربعة أشخاص يؤمرون أحدهم بحيث يكون‬ ‫•‬
‫المشرف والمتابع للمشروع ‪.‬‬
‫يضعون لهم اشتراك في المنتديات المعروفة والتي يرتادها الكثير من الناس بحيث يكون لكل‬ ‫•‬
‫واحد منهم "أسم "‪.‬‬
‫‪ -‬الحسبة‬ ‫‪ -‬الصألح‬ ‫‪ -‬الساحات العربية‬ ‫أهم المنتديات ‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬بلسم اليمان ‪.‬‬ ‫‪ -‬الفوائد‬ ‫‪ -‬أنا المسلم‬
‫وغيرها من المنتديات التي يكثر روادها وإن كانت غير إسلمية ‪.‬‬ ‫•‬
‫يختار المواضيع المناسبة للنشر والتي تتكلم عن الجهاد وتصب في خدمته وتنشر في كل‬ ‫•‬
‫المنتديات وتكون هذه المقالت و المواضيع إما جاهزة ولكنها تحتاج إلى إعادة نشر ‪ ,‬أو غير‬
‫جاهزة فتحتاج إلى إعداد ‪.‬‬
‫تقسم المواضيع إلى القسام التالية ‪:‬‬ ‫•‬
‫الحث على الجهاد وبيان فضله وخصوصأاً في هذه المرحلة ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الدفاع عن المجاهدين والذب عن أعراضهم من كل من تكلم فيهم‬ ‫‪o‬‬
‫التوعية الفكرية للجهاد‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫التأصأيل العلمي والبحوث الشرعية فيما يخص الجهاد‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تتبع المخالفين للجهاد من العقلنيين ومن المرتدين لفضحهم وبيان عوارهم ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ويمكن وضع بريد للمشرف على المجموعة حتى يرسل عليه المواضيع المناسبة للنشر‬ ‫•‬
‫توزع المواضيع على الشخاص في كل يوم بحيث يعطى الموضوع لواحد منهم ينشره باسمه‬ ‫•‬
‫ومن ثم يقوم الخرين بالتعليق عليه ورفعه في المنتديات التي أنزل فيها وهكذا كل موضوع له ناشر‬
‫ومعلقين ‪.‬‬
‫الناشر‪ :‬هو الذي نزل باسمه‬
‫المعلقين ‪ :‬هم الذين يفدعلون الموضوع ويرفعونه ‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هناك إشكالية في المنتديات التي يغلق فيها باب التسجيل مثل الساحات والصألح ‪,‬‬ ‫•‬
‫بالمكان مراسلة من لهم اشتراك فيها وفي المنتديات الخرى ‪ ,‬مثل" هدهد سليمان ‪ ,‬الفجر المنتظر‬
‫‪ ,‬مراسل النصار ‪"..‬بحيث ينزلون المقالت باسمهم أو ينظر في تحصيل اشتراك جديد فيها بطرق‬
‫خاصأة مثل المراسلة أو المعرفة ‪..‬أوغيرها‬
‫هناك جانب آخر من المشروع وهو الرد على أصأحاب التوجه المخالف للجهاد والمجاهدين‬ ‫•‬
‫الذين يكتبون في المنتديات بأسماء مستعاره وهم إما منحرفين أو يرددون ما يقوله بعض رموز‬
‫المنبطحين فهؤلء يرد عليهم ويستدرك على ما يكتبون عن طريق ‪:‬‬
‫الرد السريع والمختصر ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الرد عليه عن طريق الردود العلمية التي كتبت لن شبه المخالفين واحدة ‪ ،‬وتردد كل حين ‪..‬‬ ‫‪o‬‬
‫رفض الموضوع وتذكير الكاتب بعدم النيل من المجاهدين ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫المشاركات من تاريخ ‪1424 / /‬هي وحتى تأريخ ‪1424 / /‬هي‬ ‫اسم العضو‪:‬‬
‫ملحظات‬ ‫اسم المنتدى‬ ‫مشاركة تعليق مختصر تعليق مطول‬
‫ولضبط المشروع ومراجعة العمل فيه يكون لدى كل فرد‪ -‬يكتب ويعلق ‪ -‬ورقة جدول يدون‬ ‫•‬
‫عليها نوع المشاركة التي وضعها في أي منتدى ليتم معرفة كم انجز خلل كل شهر على النحو التالي‬
‫المشروع الثاني ‪ " :‬الهاكرز " ‪:‬‬
‫وهذا بحق يقال فيه جهاد إلكتروني وفيه لغة القوة ‪ ،‬ومعنى الغارة والهجوم ‪ ،‬وترتيب السرايا‬
‫والفراد ‪ ،‬فمن أعطي في هذا المجال فل يبخل على نفسه بخدمة الجهاد من خلله وليكن ‪ ،‬الجهد‬
‫مركزاً على تدمير المواقع المريكية والتي ضد الجهاد والمجاهدون ‪ ،‬كذلك مواقع اليهود ‪ ،‬ومواقع‬
‫العقلنيين والعلمانيين ومواقع المخذلة والنائلين من المجاهدين ‪ ،‬ومنتديات السوء والمرجفين ‪.‬‬
‫ولمن ل يعلم هذا الفن أن يتعلمه فهذه النية الطيبة وهي النكاية بالعداء في هذا المجال ‪ ،‬فلنجاهد‬
‫ولو عن طريق النترنت ‪.‬‬
‫‪ (35‬تخذييل المشركين‪:‬‬
‫من خالط المشركين من المؤمنين لعذر شرعي عليه أن يخذل المشركين عن إيذاء المسلمين وقتالهم‬
‫ما أمكنه ذلك‪ ،‬كما فعل نُيقعليم بن مسعود رضي ال عنه مع الحزاب ومع يهود بني قريظة يوم‬

‫‪466‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الخندق‪ ،‬وكما فعل مؤمن آل فرعون في قوله تعالى‪ :‬وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه‬
‫أتقتلون رجل أن يقول ربي ال‪ ‬وما بعدها بسورة غافر‪.‬‬
‫وتخذيل المشركين يقتضي بالضرورة عدم إعانتهم بأي كيفية على المسلمين‪ ،‬فإن فاعل هذا قد يؤول‬
‫به فعُله إلى الكفر لقوله تعالى‪ :‬ومن يتولهم منكم فإنه منهم‪.( )‬‬
‫‪ (36‬تربية البناء على حب الجهاد وأهله‪:‬‬
‫الهل والبناء عدة المستقبل ووقود المرحلة القادمة ‪:‬‬
‫على ماكان عوده أبوه‬ ‫وينشأ ناشيء الفتيان فينا‬
‫فلبد من تنشئة الهل والبناء على حب الجهاد والمجاهدين ‪ ،‬ومعاني الشهادة والتضحية لدين ال‬
‫تعالى ‪ ،‬حتى إذا ما أراد الخروج في سبيل ال فإنهم يكونون عوناً له في الطاعة ‪.‬‬
‫ومن الفوائد أيضاً أن الهل يكونوا مهيئين لخدمة المجاهدين وإيواء المطاردين منهم ‪.‬‬
‫ومن الفوائد أيضاً أن يكمل أبناءه الجهاد بعد أن يفارق الحياة ‪.‬‬
‫وعبدال بن الزبير رضي ال عنهما كان والده الزبير بن العوام يأخذه معه في الغزو لما كان صأغيراً ‪،‬‬
‫ب أصأبح هو من هو في الشجاعة‬
‫وكان معه مدية يجهز بها على الجرحى من المشركين ‪ ،‬فلما ش د‬
‫والمراس ‪ ،‬وهكذا من شب ونشأ على شيء شاب عليه ‪.‬‬
‫ومن وسائل تربية الطفال والهل على الجهاد ‪:‬‬
‫تدريسهم لسيرة النبي صألى ال عليه وسلم ومغازيه ‪.‬‬ ‫•‬
‫تعليمهم بطولت الصحابة والتابعين التي أثبتت في كتب المغازي والسير ‪.‬‬ ‫•‬
‫التيان بأشرطة الجهاد والمجاهدين ) صأوتية ومرئية ( لتذكي لديهم حب الجهاد والتعلق‬ ‫•‬
‫بالمجاهدين ‪.‬‬
‫قص القصص عليهم من أخبار وسير المجاهدين السابقين واللحقين ‪.‬‬ ‫•‬
‫سماع الشرطة الوعظية التي تتكلم عن شيء متعلق بالجهاد كالشهادة ‪ ،‬وفضل الشهيد ‪.‬‬ ‫•‬
‫تسمية الولد بأسماء أعلم الجهاد السابقين أو المعاصأرين ممن له بلء حسن في الجهاد ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ (37‬ترك الترف ‪:‬‬
‫ومن الوسائل المعينة على الجهاد وخدمة أهله ترك الترف والبذخ ‪ ،‬والتنعم بالدنيا فالنعيم ل يدرك‬
‫بالنعيم وكما قال الشيخ عبد ال عزام رحمه ال ‪ ":‬الترف عدو الجهاد "‬

‫‪467‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وللترف آثار ضارة على العبد في عاجله وآجله‪ ،‬منها قسوة القلب والتلكبر والركون إلى الدنيا وحبها‬
‫وكراهية الموت‪ ،‬وما يتبع ذلك من القعود عن الجهاد بل والعراض عن الحق بل والصد عنه‪.‬‬
‫والترف هو التوسع في النعمة "المفردات للراغب الصأفهاني"‪ ،‬ولم يقترد الترف في القرآن إل في‬
‫معرض الذم‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ما أرسلنا في قرية من نذير إل قال مترفوها إنا بما ُأرسلتم به كافرون‪ ،( )‬وقال تعالى‪:‬‬
‫‪‬وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إل قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على‬
‫آثارهم مقتدون‪ ،( )‬قال تعالى‪ :‬واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين‪ ،( )‬وقال تعالى عن‬
‫أصأحاب الشمال‪ :‬إنهم كانوا قبل ذلك مترفين‪ ،( )‬وانظر اليات‪] :‬السراء‪ [16:‬و]النبياء‪[13:‬‬
‫و]المؤمنون‪ .[33،64:‬فهذه ثمان آيات ورد فيها ذكر الترف‪ ،‬ولم يرد إل في قملعترض الذم‪.‬‬
‫ول يظن أحد أننا نُيقهرون من قدر المال‪ ،‬فالمال قتقوام الحياة وعصب الحرب‪ ،‬وسبق تفصيل هذا عند‬
‫الكلم عن النفقة في سبيل ال في الباب الثاني‪.‬‬
‫ولكنا نحذر من السراف في التنعم خاصأة للعاملين في حقل الجهاد‪ ،‬لتقما لهذا من آثار سيئة رأيناها‬
‫بأعيننا‪ ،‬آلت بالبعض إلى التخلي عن قضية الجهاد والركون إلى الدنيا‪ ،‬وأقبح من هذا تبرير هذا‬
‫الركون‪ .‬واعتبر بحال من ابتُلتقي بهذا ممن تعرفهم من الناس فستجده صأوابا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر ال ومن يفعل ذلك فأولئك‬
‫هم الخاسرون‪ ،( )‬وقال تعالى‪ :‬واعلموا أنما أموالكم وأولدكم فتنة وأن ال عنده أجر عظيم‪.( )‬‬
‫وقد عقد ابن خلدون في مقدمته فصول نافعة في بيان مضار الترف وأثره في زوال الدول وبقيلين‬
‫كذلك أثر الخشونة في الغلبة على العداء‪.‬‬
‫‪ (38‬مقاطعة بضائع العدو والحث على ذلك ‪:‬‬
‫ونكتفي هنا ببيان الشيخ حمود العقلء رحمه ال ففيه الغنية والكفاية حيث يقول ‪:‬‬
‫" الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على اشرف النبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله‬
‫وصأحبه أجمعين أما بعد ‪......‬‬
‫يقول ال تعالى ) محمد رسول ال والذين معه أشداء على الكفار ( وقال تعالى في وصأف المؤمنين )‬
‫‪ ..‬أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل ال ول يخافون لومة لئم ( ويقول تعالى في مجاهدة‬

‫‪468‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الكفار ) وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصأد ( الية ‪ .‬ويقول تعالى ) ول يطئون موطئا يغيظ‬
‫الكفار ول ينالون من عدوا نيل إل كتب لهم به عمل صأالح ‪ (..‬الية ‪.‬‬
‫إن كل عصر وزمان له أسلحته الجهادية والحربية المستخدمة ضد العداء ‪ ،‬وقد استخدم المسلمون‬
‫أسلحة جهادية متنوعة في ذلك ضد أعدائهم بقصد هزيمتهم وإضعافهم ‪ ،‬قال الشوكاني ‪ :‬وقد أمر‬
‫ال بقتل المشركين ولم يعدين لنا الصفة التي يكون عليها ول أخذ علينا أل نفعل إل كذا دون كذا ‪ .‬اهي‬
‫) السيل الجرار ‪ ، ( 4/534‬وهذا يوافق عموم قوله تعالى ) وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل‬
‫مرصأد ( الية ‪ .‬ومن الساليب الجهادية التي استخدمها الرسول صألى ال عليه وسلم مع العداء‬
‫بهدف إضعافهم أسلوب الحصار القتصادي وهو ما يسمى اليوم بالمقاطعة القتصادية ‪ ،‬ومن المثلة‬
‫على أسلوب حصار النبي عليه الصلة والسلم القتصادي مايلي ‪:‬‬
‫طلئع حركة الجهاد الولى وذلك أن أوائل السرايا التي بعثها الرسول صألى ال عليه وسلم‬ ‫‪-1‬‬
‫والغزوات الولى التي قادها صألى ال عليه وسلم كانت تستهدف تهديد طريق تجارة قريش إلى الشام‬
‫شمال و إلى اليمن جنوبا ‪ ،‬وهي ضربة خطيرة لقتصاد مكة التجاري ُقصد منه إضعافها اقتصاديا ‪.‬‬
‫قصة محاصأرة يهود بني النضير وهي مذكورة في صأحيح مسلم ‪ :‬انهم لما نقضوا العهد‬ ‫‪-2‬‬
‫حاصأرهم الرسول صألى ال عليه وسلم وقطع نخيلهم وحرقه فأرسلوا إليه انهم سوف يخرجون فهزمهم‬
‫بالحرب القتصادية وفيها نزل قوله تعالى ) ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصأولها فبإذن‬
‫ال وليخزى الفاسقين (‪ .‬فكانت المحاصأرة وإتلف مزارعهم ونخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم‬
‫من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم وإجلئهم من المدينة ‪.‬‬
‫قصة حصار الطائف بعد فتح مكة وأصأل قصتهم ذكرها البخاري في المغازي ومسلم في‬ ‫‪-3‬‬
‫صل قصتهم ابن القيم في زاد المعاد وذكرها ابن سعد في الطبقات ‪ ، 2/158‬قال ‪:‬‬
‫الجهاد وف د‬
‫فحاصأرهم الرسول صألى ال عليه وسلم وأمر بقطع أعناب ثقيف وتحريقها فوقع المسلمون فيها‬
‫يقطعون قطعا ذريعا ‪ ،‬قال ابن القيم في فوائد ذلك ‪ :‬وفيه جواز قطع شجر الكفار إذا كان ذلك‬
‫يضعفهم ويغيضهم وهو أنكى فيهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬قصة المقاطعة القتصادية للصحابي ثمامة بن أثال الحنفي رضي ال عنه ‪ ،‬وقد جاءت قصته في‬
‫السير و المغازي ‪ ،‬ذكرها ابن إسحاق في السيرة وابن القيم في زاد المعاد والبخاري في المغازي‬
‫ومسلم في الجهاد ‪ ،‬وقصته كانت قبل فتح مكة لما أسلم ثم قدم مكة معتمرا وبعد عمرته أعلن‬

‫‪469‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاطعة القتصادية لقريش قائل ‪ :‬ل وال ل تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن في ذلك رسول‬
‫ال صألى ال عليه وسلم ) وكانت اليمامة ريف مكة ( ثم خرج إلى اليمامة فمنع قومه أن يحملوا إلى‬
‫مكة شيئا حتى جهدت قريش ‪ ،‬وقد أقره الرسول صألى ال عليه وسلم على هذه المقاطعة القتصادية‬
‫وهي من مناقبه رضي ال عنه ‪.‬‬
‫وهذه الحوادث و أمثالها تشريع من الرسول صألى ال عليه وسلم لصأل من الصأول الجهادية في‬
‫مجاهدة الكفار في كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫وهذا المر اليوم في مقدور الشعوب السلمية أن يجاهدوا به ‪ ،‬قال تعالى ) فاتقوا ال ماستطعتم (‬
‫وهو من الجهاد الشعبي النافع المثمر حينما تخلى غيرهم عن مجاهدة الكفار بأصأنافهم‬
‫ولذا فإننا نحث إخواننا المسلمين إلى جهاد المريكان والبريطانيين واليهود واستخدام سلح‬
‫المقاطعة القتصادية المضعفة لقتصادهم ‪.‬‬
‫وإذا كانت الشعوب السلمية ليس لديها قوة في الجهاد المسلح ضدهم فليس أقل من المقاطعة‬
‫القتصادية ضدهم وضد شركاتهم وبضائعهم ‪ ،‬قال عليه الصلة والسلم ) جاهدوا المشركين‬
‫بأموالكم وأيديكم وألسنتكم ( رواه أحمد وأبو داود من حديث أنس ‪.‬‬
‫كما أحث إخواننا المسلمين على المثابرة في هذا الجهاد و المصابرة قال تعالى ) يا أيها الذين آمنوا‬
‫اصأبروا و صأابروا ورابطوا ( وأن ل يملوا أو يتكاسلوا فإن النصر مع الصبر ‪ ،‬وأن يجتهدوا في مقاطعة‬
‫الشركات والبضائع المريكية والبريطانية واليهودية مقاطعة صأارمة و قوية وشاملة ‪ ،‬قال تعالى‬
‫) وتعاونوا على البر والتقوى ( الية ‪ ،‬وقال صألى ال عليه وسلم ‪ ) :‬المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد‬
‫على من سواهم ( ‪ .‬رواه احمد من حديث على بن أبى طالب ‪.‬‬
‫وقد لمسنا ول الحمد فيما سبق وفيما تناقلته وسائل العلم أثر المقاطعة الشعبية السابقة على‬
‫القتصاد المريكي والبريطاني واليهودي ‪.‬‬
‫وقد انتشر في اليام الماضية قائمة ولئحة تحوي مئات المنتجات للشركات المريكيةو البريطانية‬
‫واليهودية ‪ ،‬فنحث إخواننا على التجاوب والتضامن مع هذه القائمة ‪ ،‬قال تعالى ) وتعاونوا على البر‬
‫والتقوى ( وقال عليه الصلة والسلم ) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ( ‪.‬‬
‫وأمريكا وبريطانيا وراء محاربة الجهاد في كل مكان وهم وراء دعم الصهاينة في فلسطين ووراء‬
‫الحصار القتصادي على دولة طالبان السلمية في أفغانستان ووراء دعم الروس في الشيشان ودعم‬

‫‪470‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النصارى ضد إخواننا المجاهدين في الفلبين وإندونيسيا وكشمير وغيرها ‪ ،‬وهم وراء دعم أي توجه‬
‫لضعاف الجهاد السلمي و إضعاف المسلمين ‪ ،‬ووراء محاصأرة شعب العراق المسلم وشن الغارات‬
‫اليومية عليه منذ عشر سنين ظلما وعدوانا مع قطع النظر عن حكامه‪.‬‬
‫وقد صأدق فيهم وفي غيرهم قوله تعالى ‪ ) :‬ولن ترضى عنك اليهود ول النصارى حتى تتبع ملتهم (‬
‫اللهم عليك بالمريكان والبريطانيين واليهود وأعوانهم وأشياعهم اللهم اشدد وطأتك عليهم واجعلها‬
‫عليهم سنين كسني يوسف ‪ .‬وصألى ال على نبينا محمد وعلى اله وصأحبه أجمعين ‪.‬‬
‫أمله فضيلة الشيخ ‪ ،‬أ ‪.‬حمود بن عقلء الشعيبي ‪ 1421 / 11 / 28‬هي‬
‫‪ (39‬عدم استخدام العمالة الحربية‪:‬‬
‫وهذا تستطيع أن تلحقه بالمقاطعة وهو متعلق بإستقدام العمال والجراء من الدول المحاربة للسلم‬
‫فعلى سبيل المثال ل يؤتى بالهندوسي لنهم يحاربون إخواننا في كشمير ‪.‬‬
‫ول يؤتى بالنصراني الفلبيني لنهم يقاتلون إخواننا في جنوب الفلبين وبالجملة يقال ‪:‬‬
‫ل حاجة في إستقدام الكفرة الفجرة ‪ ،‬وليقتصر المرء على المسلمين ففيهم الكفاية والخير ‪ ،‬حتى‬
‫ليكون المال الذي يعطيه إياه سبباً في قتال المسلمين ‪.‬‬
‫وهذا ظاهر وبين " ولعبمد مؤممن خيمر من مشرةك ولو أعجبكم "‬
‫مخاطر ترك الجهاد‬
‫وأختم هذه الرسالة بذكر مخاطر ترك الجهاد التي ذكرها الشيخ عبدالعزبز الجليل حفظه ال ‪:‬‬
‫مخاطر ترك الجهاد في سبيل ال‪:‬‬
‫بعد أن تبين لنا في المقدمة السابقة فضل الجهاد وثمرته في الدنيا والخرة فإنه يسهل علينا في هذه‬
‫الخاتمة الحديث عن مخاطر ترك الجهاد والستعداد له‪ ،‬وما يترتب على ذلك من المفاسد والشرور‬
‫والعواقب السيئة في الدنيا والخرة•‬
‫عد أهل العلم ترك الجهاد العيني من كبائر الذنوب•‬
‫يقول ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر‪" :‬الكبيرة التسعون والحادية والثانية والتسعون بعد‬
‫الثلثمائة‪ :‬ترك الجهاد عند تعينه؛ بأن دخل الحربيون دار السلم أو أخذوا مسلًما وأمكن تخليصه‬

‫‪471‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫منهم‪ ،‬وترك الناس الجهاد من أصأله‪ ،‬وترك أهل القليم تحصين ثغورهم بحيث يخاف عليها من‬
‫استيلء الكفار بسبب ترك ذلك التحصين" ‪.‬‬
‫ولذلك كان ترك الجهاد وعدم الستعداد له علمة على النفاق قال "‪) :‬من مات ولم يغز ولم يحدث‬
‫نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق(‪.‬‬
‫وقد عده ال عز وجل علمة على عدم اليمان باليوم الخر‪ ،‬أو ضعف اليقين به فقال تعالى‪) :‬ل‬
‫ك التذيقن يُيلؤتمُنوقن تبال لته قوالليقيلوتم اللتختر أقلن يُقجاتهُدوا بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم قوال لهُ قعتليمم تبا لُمتلتقيقن إتنلقما‬
‫يقلستقألتذنُ ق‬
‫ت‬
‫ت قُيُلوبُيُهلم فقيُهلم تفي قريلبتتهلم يقيتقيقرلدُدوقن قولقلو أققراُدوا‬ ‫ك التذيقن ل يُيلؤتمُنوقن تبال لته قوالليقيلوم اللتختر قوالرقتابق ل‬‫يقلستقألتذنُ ق‬
‫ا لُخُروقج قلققعددوا لقهُ عُلدةً قولقتكلن قكترقه ال لهُ انلبتقعاثقيُهلم فقيثقبلطقُهلم قوتقيقل اقليعُُدوا قمقع ا لققاتعتديقن( )التوبة‪-44:‬‬
‫ويمكن تفصيل المخاطر والعواقب السيئة لترك الجهاد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ترك الجهاد كما مضى كبيرة من الكبائر؛ لن فيه تعريض النفس لسخط ال عز وجل وعقابه في‬
‫الدنيا والخرة•‬
‫ضدروهُ قشليئاً قوال لهُ قعقلى ُكرل قشليةء‬ ‫غييقرُكلم قول تق ُ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫قال تعالى‪) :‬إتلد تقيلنفُروا يُيقعرذبلُكلم قعقذاباً أقليماً قويقلستقلبدلل ققيلوماً قل‬
‫ققتديمر( )التوبة‪.(39:‬‬
‫وقال تعالى‪) :‬قُلل إتلن قكاقن آقباُؤُكلم قوقأبليقناُؤُكلم قوإتلخقوانُُكلم قوأقلزقواُجُكلم قوقعتشيقرتُُكلم قوأقلمقوامل اقليتقيقرفليتُُموقها قوتتقجاقرةم‬
‫صوا قحلتى يقألتتقي‬ ‫تت‬ ‫تت ت ة ت‬ ‫ت ت‬ ‫ساكتُن تقيلر ق‬
‫ب إتلقليُكلم مقن ال له قوقرُسوله قوجقهاد في قستبيله فقيتقيقربل ُ‬ ‫ضلونقيقها أققح ل‬ ‫ساقدقها قوقم ق‬‫شلوقن قك ق‬‫تقلخ ق‬
‫صقرُكُم ال لهُ تفي قمقواتطقن قكتثيقرةة قويقيلوقم ُحنقيليةن إتلذ أقلعقجبقلتُكلم‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ال لهُ بتأقلمتره قوال لهُ ل يقيلهدي ا لقلوقم ا لقفاسقيقن لققلد نق ق‬
‫ت ثُلم قولليتُلم ُملدبتتريقن ثُلم أقنليقزقل ال لهُ قستكينقتقهُ‬ ‫ض بتقما قرُحبق ل‬‫ت قعلقليُكُم اللقلر ُ‬ ‫ضاقق ل‬ ‫قكثليقرتُُكلم فقيلقلم تُيغلتن قعلنُكلم قشليئاً قو ق‬
‫ك قجقزاءُ ا لقكافتتريقن( )التوبة‪:‬‬ ‫ب التذيقن قكقفُروا قوقذلت ق‬ ‫تت‬ ‫تت‬
‫قعقلى قرُسوله قوقعقلى ا لُملؤمنيقن قوأقنليقزقل ُجُنوداً لقلم تقيقرلوقها قوقعلذ ق‬
‫‪.(26‬‬
‫ويصف المام ابن القيم رحمه ال تعالى الذين يهملون المر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد‬
‫في سبيل ال بأنهم أقل الناس ديًنا وأمقتهم إلى ال تعالى؛ فيقول‪ :‬صألى ال عليه وسلموأما الجهاد‪،‬‬
‫والمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة ل ورسوله وعباده‪ ،‬ونصرة ال ورسوله ودينه وكتابه؛‬
‫فهذه الواجبات ل تخطر ببالهم فضلً عن أن يريدوا فعلها‪ ،‬وفضلً عن أن يفعلوها• وأقل الناس ديًنا‬
‫وأمقتهم إلى ال من ترك هذه الواجبات وإن زهد في الدنيا جميعها‪ ،‬وققلل أن ترى منهم من يقلحقمدر‬

‫‪472‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجهه ويمعره ل ويغضب لحرماته‪ ،‬ويبذل عرضه في نصرة دينه• وأصأحاب الكبائر أحسن حالً عند‬
‫ال من هؤلء" ‪.‬‬
‫إًذا فترك الجهاد في سبيل ال سبب للهلك في الدنيا والخرة؛ وهذا ما يفهم من قوله تعالى‪) :‬قوأقنلتفُقوا‬
‫ب ا لُملحتستنيقن( )البقرة‪.(195:‬‬
‫تفي قستبيتل ال لته قول تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة قوأقلحتسُنوا إتلن ال لهق يُتح د‬
‫قال ابن كثير‪" :‬وقال الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال‪ :‬حمل رجل من‬
‫المهاجرين بالقسطنطينية على صأف العدو حتى خرقه ‪ -‬ومعنا أبو أيوب النصاري ‪ -‬فقال أناس‪:‬‬
‫ألقى بيده إلى التهلكة• فقال أبو أيوب‪ :‬نحن أعلم بهذه الية؛ إنما نزلت فينا؛ صأحبنا رسول ال‬
‫صألى ال عليه وسلم وشهدنا معه المشاهد ونصرناه‪ ،‬فلما فشا السلم وظهر اجتمعنا معشر النصار‬
‫نجًيا فقلنا‪ :‬قد أكرمنا ال بصحبة نبيه صألى ال عليه وسلم ونصره حتى فشا السلم وكثر أهله ‪-‬‬
‫وكنا قد آثرناه على الهلين والموال والولد ‪ -‬وقد وضعت الحرب أوزارها‪ ،‬فنرجع إلى أهلينا‬
‫وأولدنا فنقيم فيهم فنزل فينا‪) :‬قوأقنلتفُقوا تفي قستبيتل ال لته قول تُيلُقوا بتأقيلتديُكلم إتقلى التليلهلُقكتة( )البقرة‪ :‬من‬
‫الية ‪ .(195‬فكانت التهلكة‪ :‬القامة في الهل والمال وترك الجهاد" ‪.‬‬
‫كما أن في ترك الجهاد إضعاًفا لعقيدة الولء والبراء؛ وذلك كما مر بنا سابًقا أن عقيدة الولء والبراء‬
‫تتناسب طرًدا مع المر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل ال عز وجل؛ فكلما ركن‬
‫العبد عن الجهاد ضعفت عقيدة الولء والبراء وأصأابها الوهن؛ وكفى بذلك خطًرا•‬
‫ضا‪ ،‬ول يخفى ما‬ ‫‪ -2‬بترك الجهاد يفشو الشرك والظلم ويعلو الكفر وأهله ويستعبد الناس بعضهم بع ً‬
‫س‬ ‫لت‬
‫في ذلك من الشقاء والتعاسة والفساد الكبير على الناس قال ال تعالى‪) :‬قولقلول قدفلُع ال ه اللنا ق‬
‫ضةل قعقلى ا لقعالقتميقن( )البقرة‪ :‬من الية ‪ ،(251‬وقال‬ ‫ض قولقتكلن ال لهق ُذو فق ل‬ ‫ت اللقلر ُ‬ ‫ض لققفسقد ت‬
‫ضُهلم ببقيلع ة ق‬
‫بقيلع ق ت‬
‫ساتجُد يُلذقكُر تفيقها السُم‬ ‫ت ت‬ ‫لت‬
‫ت قوقم ق‬ ‫صأقوامُع قوبتيقمع قو ق‬
‫صألققوا م‬ ‫ضُهلم تببقيلع ة‬
‫ض لقُهردقم ل ق‬ ‫س بقيلع ق‬ ‫تعالى‪) :‬قولقلول قدفلُع ال ه اللنا ق‬
‫صُرهُ إتلن ال لهق لققتو ّ‬ ‫ت ت‬
‫ي قعتزيمز( )الحج‪ :‬من الية ‪.(40‬‬ ‫صقرلن ال لهُ قملن يقيلن ُ‬
‫ال له قكثيراً قوقليقيلن ُ‬
‫"فلول أن ال يدفع الكافرين بجهاد المؤمنين‪ ،‬ويكبت الكفار ويذلهم لعتلوا على المؤمنين‪ ،‬وإذا‬
‫اعتلى الكافر جعل الناس يعبدونه هو من دون ال سبحانه وتعالى‪ ،‬وإذا عبد الناس من دون ال أحًدا‬
‫فسدت حياتهم كلها؛ لن الحياة ل تستقيم إل إذا سارت على المنهج الذي رسمه ال؛ وهو المنهج‬
‫الذي يحقق العبودية ل‪ ،‬ويحقق الخلق الرفيعة والفضائل الحميدة للبشر؛ فالذي رسم المنهج هو‬
‫ال الذي خلق الحياة والحياء العالم بما يصلحهم‪ ،‬أما إذا اعتلى كافر على الرض وشرع للناس من‬

‫‪473‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عند نفسه فإنه ل يعلم جميع المور‪ ،‬وليس مبرأ من النقص والهوى‪ ،‬ول يعلم ما الذي يصلح النفس‬
‫البشرية فيتخبط خبط عشواء ويفسد الحياة كما هو الحال اليوم• ونظرة على الواقع الذي يعتلي فيه‬
‫كافر كافية بتقرير هذه الحقيقة‪ ،‬ولول تخاذل المسلمين عن الجهاد الذي أمر ال به لصلحت حياة‬
‫الناس الذين يحكمون بشرع ال• لجل هذا شرع رسول ال صألى ال عليه وسلم الجهاد حتى مع‬
‫المام الفاجر الذي لم يصل إلى درجة الكفر؛ لن بقاء السلم وأهله يحكمهم فاسق خير لهم من أن‬
‫يحكمهم كافر يحكم بغير ما أنزل ال؛ فإن الحكم بغير ما أنزل ال هو سبب فساد الرض" ‪.‬‬
‫‪ -3‬ترك الجهاد سبب للذل والهوان كما قال الرسول صألى ال عليه وسلم‪) :‬لئن تركتم الجهاد‬
‫وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم ال مذلة في رقابكم ل تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى ال‬
‫وترجعوا إلى ما كنتم عليه( ‪.‬‬
‫وهذا أمر مشاهد وبارز في عصرنا اليوم؛ حيث تسلط الكفار على بلدان المسلمين‪ ،‬وعاش المسلمون‬
‫في مؤخرة الركب؛ يأكل الكفار خيراتهم‪ ،‬ويتدخلون في شؤونهم‪ ،‬ويتسلطون عليهم بأنواع الذلة‬
‫والمهانة؛ وما ذاك إل بتعطيل أحكام ال وترك الحتكام إلى شرعه‪ ،‬ومن ذلك تعطيل شعيرة الجهاد•‬
‫وإن الكفار لن يلتفتوا إلى حقوق المسلمين ويراجعوا حساباتهم ويكفوا شرهم بمجرد الدانات‬
‫والشجب والكلم الجوف‪ ،‬وإنما الذي يخيفهم ويجعلهم يكفون عن المسلمين وديارهم هو الجهاد‬
‫في سبيل ال تعالى الذي فيه كبت للكفر وأهله‪ ،‬وفيه إعزاز وكرامة للمسلمين•‬
‫وهذا أمر يشهد له التاريخ كما يشهد له الواقع؛ فما من مكان علت فيه راية الجهاد إل وشعر‬
‫المسلمون فيه بالعزة‪ ،‬وخاف أعداء ال الكفرة من تكبيرات المجاهدين وتضحياتهم ‪.‬‬
‫"فإذا وجيد إحساس لدى أمة ميا بضرورة دفع الشير عن نفسها‪ ،‬وضحت في سبيل ذلك براحتها‬
‫ومتعها وثروتها ومالها‪ ،‬وبشهواتها النفسية‪ ،‬وبروحها وبكل عزيز لديها؛ فإنها ل يمكن أبًدا أن تظل أمة‬
‫ذليلة مستضعفة‪ ،‬ول يمكن لية قوة مهما كانت أن تنال من عزتها أو شرفها• ويجب أن تتصف المة‬
‫الشريفة العزيزة بأن تخفض الرأس أمام الحق‪ ،‬وأن تفضل الموت عن أن تخفض الرأس أمام الباطل‪،‬‬
‫وإذا لم تتوافر لها القوة لعلء كلمة الحق ومساعدة الحق فل بد على أقل تقدير أن تعمل للحافظ‬
‫على الحق بكل شدة وبكل صألبة‪ ،‬وهذه أقل درجات الشرف" ‪.‬‬
‫ويقول سيد قطب رحمه ال‪" :‬والذين يخشون العذاب واللم والستشهاد وخسارة النفس والولد‬
‫والموال إذا هم جاهدوا في سبيل ال‪ ،‬عليهم أن يتأملوا ماذا تكلفهم الدينونة لغير ال في النفس‬

‫‪474‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والموال والولد‪ ،‬وفوقها الخلق والعراض •• إن تكاليف الجهاد في سبيل ال في وجه طواغيت‬
‫الرض كلها لن تكلفهم ما تكلفهم الدينونة لغير ال؛ وفوق ذلك كله الذل والدنس والعار!" ‪.‬‬
‫‪ -4‬وفي ترك الجهاد تفويت لمصالح عظيمة في الدنيا والخرة؛ منها الجر العظيم الذي أعده ال‬
‫تعالى للمجاهدين والشهداء في الخرة‪ ،‬ومنها الحياة العزيزة في الدنيا وإقامة شرع ال عز وجل‪،‬‬
‫والشهادة والغنائم والتربية اليمانية التي ل تحصل إل في أجواء الجهاد ومراغمة أعداء ال تعالى•‬
‫‪ -5‬إلقاء العداوة والفرقة بين المسلمين‪ :‬وهذا أمر مشاهد؛ فما من وقت تركت فيه المة الجهاد في‬
‫سبيل ال عز وجل إل انشغلت بنفسها ووجه المسلمون حرابهم إلى صأدور إخوانهم وانشغل بعضهم‬
‫ببعض•‬
‫ونظرة أخرى إلى واقعنا المعاصأر وما جرى فيه من تعطيل لشرع ال عز وجل ‪ -‬ومن ذلك الجهاد في‬
‫سبيل ال ‪ -‬ترينا كيف حلل بالمسلمين من الفرقة والتحزب والختلف بين المسلمين حيث انشغل‬
‫بعضهم ببعض• وما ذاك إل من النحراف عن المنهج الحق وتعطيل هذه الشعيرة العظيمة وما ترتب‬
‫عليها من تسلط الكفار على بلد المسلمين وتأجيجهم نار الخلف والفرقة والتحريش بين‬
‫المسلمين‪ ،‬وهذه سنة ال عز وجل في كل من أعرض عن شرعه سبحانه ونسي حًظا مما ذكر به قال‬
‫سوا قحظداً تملما ذُركُروا بتته فقأقلغقريليقنا بق لييينقيُهُم ا لقعقداقوقة‬ ‫ت‬
‫صاقرى أققخلذقنا ميقثاققيُهلم فقينق ُ‬
‫ت ت‬
‫تعالى‪) :‬قومقن الذيقن ققاُلوا إتلنا نق ق‬
‫صنقيُعوقن( )المائدة‪(14:‬‬ ‫ضاءق إتقلى يقيلوتم ا لتققياقمتة قوقسلو ق‬
‫ف يُينقربئُيُهُم ال لهُ بتقما قكاُنوا يق ل‬ ‫قواللبقيغل ق‬
‫اللهم علمنا ما ينفعنا ‪ ،‬وانفعنا بما علمتنا‬
‫اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ‪ ،‬وأرنا الباطل باطلً وارزقنا إجتنابه‬
‫وأكرمنا اللهم بالجهاد ‪ ،‬وألحقنا بركب الشهداء واستعملنا في طاعتك ومرضاتك‬
‫نصيحة شيخ السلم ابن تيمية للمسلمين‬
‫س ال لهُ ُروقحهُ ‪ -‬لقلما ققتدقم ا لقعُددو تملن التلقتاتر قسنقةق تتلسةع‬ ‫ت‬
‫ب قشليُخ ا لتللسقلم أقلحقمد ابلُن تيمية ‪ -‬ققلد ق‬ ‫قَقكتق ق‬
‫شاتم ‪.‬‬ ‫صقر قوبقتققي قعلسقكُر ال ل‬ ‫ت‬ ‫ت ت ت ت ة‬
‫ف قعلسقكُر م ل‬ ‫صقر ق‬‫ب قوانل ق‬‫قوتلسعيقن قوسترمائقة إقلى قحلق ق‬
‫سقن ال لهُ إلقليتهلم تفي الددنليقيا‬ ‫تت‬ ‫تت‬ ‫ت تت‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم إقلى قملن يقصُل إلقليه ملن ا لُملؤمنيقن قوا لُملسلميقن ‪ -‬أقلح ق‬
‫صًرا قعتزيًزا قوفقيتققح قعلقليتهلم فقيلتًحا قكتبيًرا قوقجقعقل لقُهلم تملن‬
‫صقرُهلم نق ل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫قواللخقرة قوأقلسبققغ قعلقليتهلم نقعقمهُ قباطنقةً قوقظاهقرًة قونق ق‬

‫‪475‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صأقراتطته ا لُملستقتقيتم ‪ -‬قسقلمم قعلقليُكلم‬ ‫صتمين بتحلبلتته ا لمتتيتن ملهتقتدين إقلى ت‬
‫ق ُ ق‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫لقُدلنه ُسلقطاًنا نقصيًرا قوقجقعلقُهلم ُملعتق ق ق‬
‫قوقرلحقمةُ ال لته قوبقيقرقكاتُهُ ‪.‬‬
‫ة ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫صلرقي‬ ‫فقتإلنا نقلحقمُد إلقليُكلم ال لهق الذي قل إلقهق إلل ُهقو قوُهقو للقحلمد أقلهلم قوُهقو قعقلى ُكرل قشليء ققديمر قونقلسأقلُهُ أقلن يُ ق‬
‫صأللى ال لهُ قعلقليته قوقعقلى آلتته قوقس لقم تقلستليًما ‪.‬‬ ‫تت‬ ‫ة تت‬ ‫قعقلى صألفوتتته تمن قختليقتتته و ق تت ت ت ت‬
‫خييقرته ملن بقيريلته ُمقحلمد قعلبده قوقرُسوله ق‬ ‫ق ل‬ ‫قق ل‬
‫ث ُمقحلمًدا صألى ال عليه وسلم تبا لُهقدى قوتديتن ا لقحرق لتيُظلتهقرهُ قعقلى الرديتن‬ ‫أقلما بقيلعُد ‪ :‬فقتإلن ال لهق قعلز قوقجلل بقيقع ق‬
‫س أقلجقمتعيقن قوقجقعقل كتقتابقهُ التذي أقنليقزلقهُ‬ ‫ُكلرته قوقكقفى بتقال لته قشتهيًدا قوقجقعلقهُ قخاتققم النلبترييقن قوقسيرقد قولقتد آقدقم تملن اللنا ت‬
‫س ‪ :‬يقألُمُروقن‬ ‫ت تلللنا ت‬ ‫خييقر أُلمةة أُلخترقج ل‬
‫صردًقا لققها قوقجقعقل أُلمتقهُ ق ل‬ ‫ب قوُم ق‬ ‫قعلقليته ُمقهليتمًنا قعقلى قما بقيليقن يققديلته تملن ا لُكتُ ت‬
‫خييُرقها قوأقلكقرُمقها قعقلى ال لته قوققلد أقلكقمقل لقُهلم‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫تبا لقملعُروف قويقي لنيقهلوقن قعلن ا لُملنقكتر ; فقيُهلم ُيوُفوقن قسلبعيقن فلرققةً ُهلم ق ل‬
‫ضقل تملن تدينتتهلم التذي قجاءق بتته قرُسولُُهلم‬ ‫س تديمن أقفل ق‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫دينقيُهلم قوأقتقلم قعلقليهلم نلعقمتقهُ قوقرضقي لقُهلم الللسقلقم ديًنا ‪ .‬فقيلقلي ق‬
‫ت‬
‫ضل تملن ُكرل كتقتا ة‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ضل تملن كتقتابتتهلم قوقل أُلمةم ق ل ت ت ت‬ ‫ت‬
‫ب‬ ‫خييًرا ملن أُلمتهلم ‪ .‬بقلل كقتابُيقنا قونقبيديقنا قودينُيقنا قوأُلمتُيقنا أقفل ق ُ‬ ‫ب أقفل ق ق‬ ‫قوقل كقتا م‬
‫قوتديةن قونقبتني قوأُلمةة ‪ .‬قفالشُكُروا ال لهق قعقلى قما أقنليقعقم بتته قعلقليُكلم ‪ } .‬قوقملن قشقكقر فقتإنلقما يقلشُكُر تلنقيلفتسته قوقملن قكقفقر‬
‫فقتإلن قرربي غقنتّي قكتريمم { قوالحقفُظوا قهتذته التتي بتقها تقيقناُلوقن نقتعيقم الددنليقيا قواللتخقرتة قوالحقذُروا أقلن تقُكوُنوا تململن بقلدقل‬
‫ب قعقلى قعتقبقيليته‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت تت‬ ‫نتلعقمةق ال لته ُكلفًرا فقيتُيلعتر ُ‬
‫ضوقن قعلن حلفظ قهذه النريلعقمة قوترقعايقتقها فقييقحيُق بُكلم قما قحاقق بقملن انليقلق ق‬
‫صلققحتة تدينتته قوُدنليقياهُ فققختسقر الددنليقيا قواللتخقرقة ‪.‬‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫قوالشتقيغققل بتقما قل يقي لنيقفعُهُ ملن أقلمتر الددنليقيا قعلما قل بُلد لقهُ ملنهُ ملن قم ل‬
‫ت تملن‬ ‫ث يقيُقوُل ‪ } :‬قوقما ُمقحلممد إلل قرُسومل ققلد قخلق ل‬ ‫شاكتتريقن قوا لُم لنيقلتتبيقن قحلي ُ‬ ‫ت ال لهُ بتته ال ل‬ ‫فقيقلد قستملعتُلم قما نقيقع ق‬
‫ب قعقلى قعتقبقيليته فقيلقلن يق ُ‬ ‫ت‬ ‫ققيلبلتته الدرسل أقفقتإلن ما ق ت‬
‫ضلر ال لهق قشليًئا‬ ‫ت أقلو قُتقل انليقلقلبتُلم قعقلى أقلعققابتُكلم قوقملن يقي لنيقل ل‬ ‫ق‬ ‫ُُ‬
‫شاكتتريقن { ‪ .‬أقنليقزقل ال لهُ ُسلبقحانقهُ قهتذته الليقةق قوقما قق ليبيلققها قوقما بقيلعقدقها تفي غقلزقوتة أُُحةد لقلما‬ ‫قوقسيقلجتزي ال لهُ ال ل‬
‫ت قرُسوُل ال لته‬ ‫سقر ا لُملسلتُموقن قمقع النلبتري صألى ال عليه وسلم ‪ .‬قوقُتتقل قجقماقعةم تملن تخقياتر اللُلمتة " قوثقيبق ق‬ ‫انلقك ق‬
‫شُموا‬ ‫سُروا قرقباتعيقتقهُ قوقشدجوا قولجقههُ قوقه ل‬ ‫ت‬
‫ص إلقليه ا لقعُددو فققك ق‬
‫تة ت ة‬
‫صألى ال عليه وسلم قمقع قطائقفة يقسيقرة قحلتى قخلق ق‬
‫شليقطاُن تفيتهلم ‪ :‬أقلن‬ ‫صأقحابتته لتقذبرتهلم قعلنهُ قونقيقعقق ال ل‬ ‫ت ت‬ ‫تت‬
‫ضةق قعقلى قرألسه قوقُتتقل قوُجترقح ُدونقهُ قطائتقفةم ملن خقياتر أق ل‬ ‫اللبقيلي ق‬
‫ك‬ ‫ت ال لهُ آقختريقن قحلتى ثقيبقُتوا ‪ .‬قوقكقذلت ق‬ ‫ضتهلم قحلتى انليقهقزقم قطائتقفةم قوثقيبل ق‬ ‫ك قُيُلوب بيلع ت‬
‫ق ق‬ ‫ُمقحلمًدا ققلد قُتتقل ‪ .‬فقيقزلقزقل قذلت ق‬
‫ب قحبقل الرديتن وغقتشيق ل ل‬ ‫ض النلبتدي صألى ال عليه وسلم فقيتقيقزلقزلق ل‬ ‫لقلما قُبت ق‬
‫ت الرذ ةُ قملن قشاءق‬ ‫ق‬ ‫ضطققر ق ُ‬ ‫ب قوا ل‬ ‫ت ا لُقُلو ُ‬
‫صرديُق رضي ال عنها فقيققاقل ‪ :‬قملن قكاقن يقيلعبُُد ُمقحلمًدا فقتإلن ُمقحلمًدا ققلد‬ ‫س قحلتى قخقرقج قعلقليتهلم ال ر‬ ‫ال لهُ تملن اللنا ت‬
‫ت تملن ققيلبلتته‬ ‫ت قوققيقرأق ققيلولقهُ ‪ } :‬قوقما ُمقحلممد إلل قرُسومل ققلد قخلق ل‬ ‫ت قوقملن قكاقن يقيلعبُُد ال لهق فقتإلن ال لهق قحّي قل يقُمو ُ‬ ‫قما ق‬
‫ب قعقلى قعتقبقيليته فقيلقلن يق ُ‬ ‫ت‬ ‫الدرسل أقفقتإلن ما ق ت‬
‫ضلر ال لهق قشليًئا قوقسيقلجتزي‬ ‫ت أقلو قُتقل انليقلقلبتُلم قعقلى أقلعققابتُكلم قوقملن يقي لنيقل ل‬ ‫ق‬ ‫ُُ‬

‫‪476‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫س إلل‬ ‫صرديُق رضي ال عنه فققل ُيوقجُد تملن اللنا ت‬ ‫س لقلم يقلسقمُعوقها قحلتى تققلقها ال ر‬ ‫شاكتريقن { فققكأقلن اللنا ق‬
‫ال لهُ ال ل ت‬
‫ت‬
‫ف قجقماقعا م‬ ‫ضلع ت‬ ‫صقل لقُهلم تملن ال ل‬ ‫ب قملوت اللرُسوتل صألى ال عليه وسلم قولقلما قح ق‬
‫من يي لتيُلوقها ‪ .‬وارتقلد بتسب ت ت‬
‫ق ل قق‬ ‫قل ق‬
‫صرلي قوقل نُيقزركي ‪ .‬قوققيلومم‬ ‫تت‬ ‫ت‬
‫س ‪ :‬ققيلومم الرتقددوا قعلن الرديتن تبا لُكلريلة ‪ .‬قوققيلومم الرتقددوا قعلن بقيلعضه فقيققاُلوا ‪ :‬نُ ق‬ ‫تملن اللنا ت‬
‫ص الرديتن التذي قجاءق بتته ُمقحلممد صألى ال عليه وسلم ‪ .‬قفآقمُنوا قمقع ُمقحلمةد بتقلوةم تملن‬ ‫الرتقددوا قعلن إلخقل ت‬
‫شاكتُروقن التذيقن ثقيبقُتوا‬ ‫ب وطليحة السدي قوغقليترتهقما فقيققاقم إقلى تجقهاتدتهلم ال ل‬ ‫النلبترييقن ا لقكلذاتبيقن كمسيلمة ا لقكلذا ت‬
‫ب قوقملن‬ ‫صاتر قوالطدلقققاتء قواللقلعرا ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ب قرُسوتل ال له صألى ال عليه وسلم ملن ا لُمقهاجتريقن قواللقنل ق‬
‫ت‬
‫صأقحا ُ‬ ‫قعقلى الرديتن أق ل‬
‫ق‬
‫ت تت‬ ‫ت‬ ‫لت‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫اتليبيعهم بتتإح ت ل ت‬
‫ف‬‫سلو ق‬ ‫سان ا ذيقن ققاقل ال هُ قعلز قوقجلل فيتهلم ‪ } :‬قيا أقيديقها ا ذيقن آقمُنوا قملن يقيلرتقلد ملنُكلم قعلن دينه فق ق‬ ‫ققُ ل ل ق‬
‫ة‬
‫ضدروا ال لهق‬ ‫ك التذيقن قجاقهُدوا ا لُم لنيقلتتبيقن قعقلى أقلعققابتتهلم التذيقن لقلم يق ُ‬ ‫يقألتتي ال لهُ بتقلوم يُتحبديُهلم قويُتحدبونقهُ { ُهلم ُأولقئت ق‬
‫قشليًئا ‪ .‬قوقما أقنليقزقل ال لهُ تفي ا لُقلرآتن تملن آيقةة إلل قوققلد قعتمقل بتقها ققيلومم قوقسيقيلعقمُل بتقها آقخُروقن ‪ .‬فققملن قكاقن تملن‬
‫شاكتتريقن اللثابتتتيقن قعقلى الرديتن التذيقن يُتحبديُهلم ال لهُ قعلز قوقجلل قوقرُسولُهُ ; فقتإنلهُ يُقجاتهُد ا لُم لنيقلتتبيقن قعقلى أقلعققابتتهلم‬ ‫ال ل‬
‫ضهُ قكقحاتل قهُؤقلتء ا لقلوتم ا لُملجترتميقن ا لُملفتستديقن‬ ‫ضهُ قويققدُعوقن بقيلع ق‬ ‫التذيقن يقلخُرُجوقن قعلن الرديتن قويقألُخُذوقن بقيلع ق‬
‫سلمى تبا لتللسقلتم تملن غقليتر ا لتتقزاتم قشتريقعتتته ;‬ ‫شقهاقدتقيليتن قوتق ق‬‫ضُهلم تبال ل‬ ‫التذيقن قخقرُجوا قعقلى أقلهتل ا لتللسقلتم قوتققك لقم بقيلع ُ‬
‫ف ‪ :‬قكافتقرةم قباقتيقةم قعقلى ُكلفترقها ‪ :‬تملن الكرج قواللقلرقمتن قوا لقمُغوتل ‪.‬‬ ‫فقتإلن قعلسقكقرُهلم ُملشتقتملم قعقلى أقلربقتع طققوائت ق‬
‫س قوالدروتم قوغقليترتهلم ‪.‬‬ ‫ب قوا لُفلر ت‬‫ت قعقلى قعتقبق ليييقها ‪ :‬تملن ا لقعر ت‬
‫ق‬ ‫ت قعلن ا لتللسقلتم قوانليقلقبق ل‬ ‫ت ُملسلتقمةً قفالرتققد ل‬ ‫قوقطائتقفةة قكانق ل‬
‫صألتري تملن ُوُجوهة قكتثيقرةة ‪ .‬فقتإلن قهُؤقلتء‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫تت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫قوقهُؤقلء أقلعظقُم ُجلرًما علنقد ال له قوعلنقد قرُسوله قوا لُملؤمتنيقن ملن ا لقكافتر اللق ل‬
‫ت‬
‫ب ققي لتيلُُهلم قحلتًما قما لقلم يقيلرتجُعوا إقلى قما قخقرُجوا قعلنهُ قل يقُجوُز أقلن يُيلعققد لقُهلم تذلمةم قوقل ُهلدنقةم قوقل أققمامن قوقل‬ ‫يقج ُ‬
‫ت‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫ساُؤُهلم قوقل يسترقون ; قمقع‬ ‫يُطللقُق أقسيُرُهلم قوقل يُيقفاقدى بقمال قوقل ترقجال قوقل تُيلؤقكُل قذقبائُحُهلم قوقل تُيلنقكُح ن ق‬
‫شليتخ ا لقهترتم قواللقلعقمى قواللزتمتن‬ ‫بقيققائتتهلم قعقلى الررلدتة تباتلتريقفاتق ‪ .‬قويُيلقتقُل قملن ققاتققل تم لنيُهلم قوقملن لقلم يُيققاتتلل ; قكال ل‬
‫صألتدي يقُجوُز أقلن يُيلعقُد لقهُ أققمامن قوُهلدنقةم قويقُجوُز‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫ساُؤُهلم علنقد ا لُجلمُهوتر ‪ .‬قوا لقكافُر اللق ل‬ ‫باتريقفاق ا لعُلققماء ‪ .‬قوقكقذا ن ق‬
‫ا لقمدن قعلقليته قوا لُمقفاقداةُ بتته إقذا قكاقن أقتسيًرا تعلنقد ا لُجلمُهوتر قويقُجوُز إقذا قكاقن كتقتابتييا أقلن يُيلعقُد لقهُ تذلمةم قويُيلؤقكُل‬
‫ك قل‬ ‫ساُؤُهلم إلل أقلن يُيققاتتلقن بتقلوتل أقلو قعقمةل تباتريقفاتق ا لعُلققماتء ‪ .‬قوقكقذلت ق‬ ‫ت‬
‫ساُؤُهلم قوقل تُيلقتقلُ ن ق‬
‫ت‬
‫طققعاُمُهلم قوتُيلنقكُح ن ق‬
‫سنلةُ ‪ .‬قفا لقكافتُر ا لُملرتقدد‬ ‫ت قعلقليته ال د‬ ‫يُيلقتقلُ تم لنيُهلم إلل قملن قكاقن تملن أقلهتل ا لتققتاتل تعلنقد ُجلمُهوتر ا لعُلققماتء قكقما قدل ل‬
‫أقلسقوأُ قحاًل تفي الرديتن قوالددنليقيا تملن ا لقكافتتر ا لُملستقتمر قعقلى ُكلفترته ‪ .‬قوقهُؤقلتء ا لقلوُم تفيتهلم تملن ا لُملرتقلدةت قما قل‬
‫ب إقلى ا لتللسقلتم قولقلم يقيلتقتزلم‬ ‫ت‬ ‫صأ لنيقفاتن ‪ .‬قوتفيتهلم أقيل ً‬‫صي قعقدقدُهم إلل ال لهُ ‪ .‬فقيقهقذاتن ت‬ ‫يلح ت‬
‫سق‬ ‫ضا قملن قكاقن قكافًرا قفانليتق ق‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ف قعلن تدقماتء ا لُملسلتتميقن قوأقلمقوالتتهلم قوا لتتقزاتم‬ ‫ت قوا لقك ر‬ ‫صقلةت وتإيقتاتء اللزقكاتة وحرج اللبيلي ت‬
‫قق ق‬
‫ت‬ ‫ت ت‬
‫قشقرائقعهُ ; ملن إققاقمة ال ل ق‬

‫‪477‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ب قتقتالُُهلم بتتإلجقماتع‬ ‫ت ت‬ ‫صاقرى قوغقلير قذلت ق‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ا لتجقهاتد تفي قستبيتل ال لته قو ق‬
‫ك ‪ .‬قوقهُؤقلء يقج ُ‬ ‫ضلرب ا لجلزيقة قعقلى الليقيُهود قوالنل ق‬
‫ضا قمقع‬ ‫صقحابقةُ أقيل ً‬ ‫صرديُق قمانتتعي اللزقكاتة ; بقلل قهُؤقلتء قشّر تم لنيُهلم تملن ُوُجوهة قوقكقما ققاتققل ال ل‬ ‫ا لُملسلتتميقن قكقما ققاتققل ال ر‬
‫ث ققاقل صألى‬ ‫أقتميتر ا لُملؤتمتنيقن ‪ -‬قعلتني رضي ال عنه ‪ -‬ا لقخقواترقج بتأقلمتر قرُسوتل ال لته صألى ال عليه وسلم قحلي ُ‬
‫صأقياتمتهلم يقيلققرُءوقن ا لُقلرآقن‬ ‫صأيامُكم مع ت‬ ‫ت‬
‫صأقلتتهلم قو ق ق ل ق ق‬
‫صأتفتهم ‪ } :‬تُحرقروقن صأقلتقُكم مع ت‬
‫ق ُ ق ل قق ق‬
‫ت‬
‫ال عليه وسلم في قو ل ل‬
‫سلهُم تملن اللرتميلتة قأيلينققما لقتقيتُُموُهلم قفاقليتُيُلوُهلم فقتإلن تفي‬ ‫قل يُقجاتوُز قحقناتجقرُهلم يقلمُرُقوقن تملن ا لتللسقلتم قكقما يقلمُرُق ال ل‬
‫ساتن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫لت‬ ‫ت ت‬ ‫ت لت ت‬ ‫ت‬
‫ققيلتلتهلم أقلجًرا علنقد ال ه لقملن ققيتقيلقُهلم يقيلوقم ا لققياقمة { قوققاقل ‪ } :‬لقلو يقيلعلقُم ا ذيقن يُيققاتُلوقن قماقذا لقُهلم قعقلى ل ق‬
‫خييُر قق ليتيقلى‬ ‫محلمةد لقنقكُلوا عن ا لعمتل { وققاقل ‪ } :‬هم قشدر ا لقخلتق وا لقختليقتة قشدر قق ليتيقلى تقحت أقتديتم ال ل ت‬
‫سقماء ق ل‬ ‫ل ق‬ ‫ق‬ ‫ُل‬ ‫ق ل قق ق‬ ‫ُق ق‬
‫صأقلتتتهلم قوقتقراءقتتتهلم ‪ .‬أققمقر النلبتدي صألى ال عليه وسلم بتتققتالتتهلم‬ ‫ت ت ت‬ ‫ت‬
‫قملن ققيتقيُلوهُ { ‪ .‬فقيقهُؤقلء قمقع قكثليقرة صأقيامتهلم قو ق‬
‫ف أققحمد تفي قتقتالتتهلم قكقما الختقيلقُفوا تفي‬ ‫صقحابقتة التذيقن قمقعهُ قولقلم يقلختقلت ل‬ ‫قوققاتقيلقُهلم أقتميُر ا لُملؤتمتنيقن قعلتّي قوقسائتُر ال ل‬
‫ك تملن غقليتر قولجةه‬ ‫شاتم ; تلقنليُهلم قكاُنوا يُيققاتتُلوقن ا لُملسلتتميقن ‪ .‬فقتإلن قهُؤقلتء قشّر تملن ُأولقئت ق‬ ‫صقرةت قوال ل‬
‫ققتاتل أقلهتل ا لبق ل‬
‫ت‬
‫وإتلن لقم يُكوُنوا تمثليلقهم تفي اتللعتتققاتد ; فقتإلن معهم من ييوافتُق رأليه تفي ا لمسلتتمين رألي ا لقخواترتج ‪ .‬فقيهتذهت‬
‫ق‬ ‫ُل قق ق ق‬ ‫ق ق ُ ل ق ل ُق ق ُُ‬ ‫ُل‬ ‫ق لق‬
‫ف قرابتمع قشّر تملن قهُؤقلتء ‪ .‬قوُهلم ققيلومم الرتقددوا قعلن قشقرائتتع ا لتللسقلتم قوبقيُقوا‬ ‫ف ‪ .‬وتفيتهم ت‬
‫صألن م‬ ‫ق ل‬
‫ثققلثقةُ أقصأقنا ة‬
‫ل‬
‫ب إلقليته ‪ .‬فقيقهُؤقلتء ا لُكلفاُر ا لُملرتقددوقن قواللداتخُلوقن تفيته تملن غقليتر ا لتتقزاةم لت ق‬
‫شقرائتتعته‬ ‫ُملستقلمتستكيقن تباتلنلتتسا ت‬
‫ق‬
‫ب قتقتالُُهلم بتتإلجقماتع ا لُملسلتتميقن قحلتى يقيلتقتزُموا قشقرائتقع‬ ‫ت‬ ‫تت‬ ‫تت ت‬
‫قوا لُملرتقددوقن قعلن قشقرائعه قل قعلن قسلمته ‪ُ :‬كلدُهلم يقج ُ‬
‫ا لتللسقلتم قوقحلتى قل تقُكوقن تف لتينقةم قويقُكوقن الرديُن ُكلدهُ لتلته قوقحلتى تقُكوقن قكلتقمةُ ال لته ‪ -‬التتي تهقي كتقتابُهُ قوقما تفيته تملن‬
‫ضي‬ ‫ف إقذا الستقيولقوا قعقلى أقرا ت‬ ‫ضتهلم فققكلي ق‬ ‫أقلمترته ونقيلهيتته وقخبترته ‪ -‬تهي ا لعليا ‪ .‬قهقذا إقذا قكاُنوا ققاتطتنين تفي أقر ت‬
‫ق‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ق ُق‬ ‫ق ق ق‬
‫ت‬
‫صأاُلوا قعلقليُكلم بقيغلًيا قوعُلدقواًنا } أققل‬ ‫صُدوُكلم قو ق‬ ‫ف إقذا قق ق‬ ‫ا لتللسقلتم ‪ :‬تملن ا لتعقراتق قوُخقراقساقن قوا لقجتزيقرتة قوالدروم فققكلي ق‬
‫شلونقيُهلم قفال لهُ أققحدق أقلن‬ ‫تُيققاتتُلوقن ققيلوًما نققكُثوا أقيلقمانقيُهلم قوقهدموا بتتإلخقراتج اللرُسوتل قوُهلم بققدُءوُكلم أقلوقل قملرةة أقتقلخ ق‬
‫صرُكم قعلقليتهم ويلش ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫تت‬
‫صأُدوقر‬ ‫ف ُ‬ ‫ل قق‬ ‫شلوهُ إلن ُكلنتُلم ُملؤمنيقن { } ققاتُلوُهلم يُيقعرذبليُهُم ال لهُ بأقيلديُكلم قويُلختزهلم قويقيلن ُ ل ل‬ ‫تقلخ ق‬
‫شاءُ قوال لهُ قعتليمم قحتكيمم { ‪ .‬قوالعلقُموا ‪-‬‬ ‫ت‬ ‫ة تت‬
‫ب ال لهُ قعقلى قملن يق ق‬ ‫ظ قُيُلوبتتهلم قويقيُتو ُ‬
‫ب غقلي ق‬‫ققيلوم ُملؤمنيقن { } قويُلذه ل‬
‫ت قعلنهُ تملن ُوُجوةه قكتثيقرةة أقنلهُ ققاقل ‪ } :‬قل تقيقزاُل‬ ‫صألققحُكلم ال لهُ ‪ -‬أقلن النلبتلي صألى ال عليه وسلم ققلد ثقيبق ق‬ ‫أق ل‬
‫ت‬‫ساقعتة { قوثقيبق ق‬ ‫ضدرُهلم قملن قخقذلقُهلم قوقل قملن قخالققفُهلم إقلى قتقياتم ال ل‬ ‫قطائتقفةم تملن أُلمتتي قظاتهتريقن قعقلى ا لقحرق قل يق ُ‬
‫صوقرةُ قوُهلم ا لُمقجاتهُدوقن‬ ‫ت‬
‫ث فقرةق ‪ :‬اللطائقفةُ ا لقملن ُ‬
‫شاتم ‪ .‬فقيهتذته ا لتف لتينقةُ ققلد تُيقفرُق اللناس تفيها ثققل ق ت‬
‫ُ ق‬ ‫ق‬ ‫أقنليُهلم تبال ل‬
‫لتقهُؤقلتء ا لقلوتم ا لُملفتستديقن ‪ .‬قواللطائتقفةُ ا لُمقخالتقفةُ قوُهلم قهُؤقلتء ا لقلوُم قوقملن تققحيليقز إلقليتهلم تملن خبالة ا لُملنتقتستبيقن‬
‫صأتحيتحي ا لتللسقلتم ‪ .‬فقيلليقيلنظُلر‬ ‫ت تت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫إقلى ا لتللسقلتم ‪ .‬قواللطائقفةُ ا لُمقخرذلقةُ قوُهلم ا لققاعُدوقن قعلن جقهادهلم ; قوإتلن قكاُنوا ق‬

‫‪478‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صوقرتة أقلم تملن ا لقخاتذلقتة أقلم تملن ا لُمقخالتقفتة ؟ فققما بقتققي قتلسمم قرابتمع ‪ .‬قوالعلقُموا أقلن‬ ‫تت‬ ‫ت‬
‫اللرُجلُ أقيقُكوُن ملن اللطائقفة ا لقملن ُ‬
‫ساقرةُ الددنليقيا قواللتخقرةت ققاقل ال لهُ تقيقعاقلى تفي كتقتابتته ‪ } :‬قُلل قهلل‬ ‫ت ت ت تت‬
‫خييُر الددنليقيا قواللخقرة قوفي تقيلركه قخ ق‬
‫تت‬
‫ا لتجقهاقد فيه ق ل‬
‫ش تملن‬ ‫شقهاقدةُ قوا لقجنلةُ فققملن قعا ق‬ ‫صُر قوالظلقفُر قوإتلما ال ل‬ ‫صوقن بتقنا إلل إلحقدى ا لُحلسنقييقيليتن { يقيلعتني ‪ :‬إلما النل ل‬ ‫تقيقربل ُ‬
‫ت تم لنيُهلم أقلو قُتتقل فقتإقلى ا لقجنلتة ‪.‬‬ ‫ب اللتخقرتة ‪ .‬قوقملن قما ق‬ ‫ب الددنليقيا قوُحلسُن ثقيقوا ت‬ ‫تت‬
‫ا لُمقجاهديقن قكاقن قكتريًما لقهُ ثقيقوا ُ‬
‫صاةل يُيغلقفُر لقهُ بتأقلوتل ققطلقرةة تملن قدتمته قويُيقرى‬ ‫تخ ق‬
‫شتهيُد تس د ت‬ ‫ققاقل النلبتدي صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬يُيلعقطى ال ل‬
‫ج ثتلنتقيليتن قوقسلبتعيقن تملن ا لُحوتر ا لتعيتن قوُيوققى ت لفتينقةق ا لقلبتر‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫سى ُح لةً ملن ا لتليقمان قويُيقزلو ُ‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫قملققعُدهُ ملن ا لقجنلة قويُلك ق‬
‫سنقتن ‪ .‬قوققاقل صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬إلن تفي ا لقجنلتة لقتمائقةق‬ ‫قويُيلؤقمُن تملن ا لقفقزتع اللقلكبقتر { قرقواهُ أقلهُل ال د‬
‫ض أققعلدقها ال لهُ ُسلبقحانقهُ قوتقيقعاقلى لتلُمقجاتهتديقن تفي‬ ‫سقماتء قواللقلر ت‬ ‫قدقرقجةة ‪ .‬قما بقيليقن اللدقرقجتة إقلى اللدقرقجتة قكقما بقيليقن ال ل‬
‫ت‬
‫ف قسنقةة تفي ا لقجنلتة تلقلهتل ا لتجقهاتد ‪ .‬قوققاقل صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬قمثقُل‬ ‫قستبيلتته { فقيقهقذا الرتقفاعُ قخلمتسيقن أقل ق‬
‫صأقياةم { } قوققاقل قرُجمل ‪:‬‬ ‫ت التذي قل ييلفتُير تمن صأقلةة وقل ت‬ ‫ا لُمقجاتهتد تفي قستبيتل ال لته قمثقُل ال ل‬
‫صائتتم ا لققائتتم ا لققانت ت‬
‫ق ُ ل ق ق‬
‫أقلخبتلرتني بتقعقمتل يقيلعتدُل ا لتجقهاقد تفي قستبيتل ال لته ؟ ققاقل ‪ :‬قل تقلستقتطيعُهُ ‪ .‬ققاقل ‪ :‬أقلخبتلرتني بتته ؟ ققاقل ‪ :‬قهلل‬
‫ك التذي يقيلعتدُل‬ ‫صوقم قل تُيلفتطُر قوتقيُقوقم قل تقيلفتُيُر ؟ ققاقل ‪ :‬قل ‪ .‬ققاقل ‪ :‬فققذلت ق‬ ‫ت‬
‫تقلستقطيُع إقذا قخقرقج ا لُمقجاهُد أقلن تق ُ‬
‫ت‬
‫ك اتليقفقق ا لعُلققماءُ ‪ -‬تفيقما‬ ‫صتحيقحليتن قوغقليترتهقما ‪ .‬قوقكقذلت ق‬ ‫ث تفي ال ل‬ ‫ا لتجقهاقد تفي قستبيتل ال لته { ‪ .‬قوقهتذته اللققحاتدي ُ‬
‫صلوتم‬ ‫ضُل تملن ال ل‬ ‫ضلُ تملن ا لقحرج قوأقفل ق‬ ‫ضُل تملن ا لتجقهاتد ‪ .‬فقيُهقو أقفل ق‬ ‫ت أقفل ق‬ ‫أقلعلقم ‪ -‬قعقلى أقنلهُ لقليس تفي التلطقدوقعا ت‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ضل تمن ا لمجاورتة بتملكةق وا لمتدينقتة وبيلي ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ضل تمن ال ل ت‬
‫ت‬ ‫صقلة التلطقدوتع ‪ .‬قوا لُمقرابقطقةُ في قستبيتل ال له أقفل ق ُ ل ُ ق ق ق ق ق ق ق ق‬ ‫التلطقدوتع قوأقفل ق ُ ل‬
‫ب إلقلي تملن أقلن أُقوافتقق قللييلقةق‬ ‫ط قللييلقةً تفي قستبيتل ال لته أققح د‬‫س قحلتى ققاقل أقُبو ُهقريليقرقة رضي ال عنه ‪ :‬قلقلن أُقرابت ُ‬ ‫ا لقملقتد ت‬
‫ضتل ا لبتققاتع ;‬ ‫ضتل ال لقياتلي تعلنقد أقفل ق‬ ‫ط قللييلقةً قعقلى ا لتعقباقدةت تفي أقفل ق‬ ‫ا لقلدتر تعلنقد ا لقحقجتر اللقلسقوتد ‪ .‬فقيقلد الخقتاقر الرقبا ق‬
‫صأقحابُهُ يُتقيُموقن تبا لقمتدينقتة ُدوقن قملكةق ; لققمقعاةن تم لنيقها أقنليُهلم قكاُنوا‬ ‫قولقهقذا قكاقن النلبتدي صألى ال عليه وسلم قوأق ل‬
‫ت‬
‫ف ا لقعُدلو فققملن أقققاقم تفيته بتنتيلتة قدفلتع‬ ‫ط ُهقو ا لقمققاُم بتقمقكاتن يُتخيُفهُ ا لقعُددو قويُتخي ُ‬ ‫ُمقرابتتطيقن تبا لقمتدينقتة ‪ .‬فقتإلن الررقبا ق‬
‫ط يقيلوةم تفي قستبيتل‬ ‫ت ‪ .‬ققاقل قرُسوُل ال لته صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬ترقبا ُ‬ ‫ط واللقلعماُل تبالنريليا ت‬ ‫ت‬
‫ا لقعُدرو فقيُهقو ُمقراب م ق ق‬
‫ال لته خيير تمن أقل ت ة‬
‫صأتحيتح ُملسلتةم " قعلن‬ ‫ت‬
‫صألحُحوهُ ‪ .‬قوفي ق‬ ‫سنقتن قو ق‬‫ف يقيلوم تفيقما تسقواهُ تملن ا لقمقناتزتل { قرقواهُ أقلهُل ال د‬ ‫قلم ل‬
‫خيير تمن ت‬ ‫ت‬ ‫سلماقن أقلن النلبتلي صألى ال عليه وسلم ققاقل } ‪ :‬تربا ُ ة ة ت‬
‫صأقياتم قشلهةر‬ ‫ط يقيلوم قوقللييلقة في قستبيتل ال له ق ل م ل‬ ‫ق‬ ‫ق ق‬
‫ي قعلقليته ترلزقُهُ تملن ا لقجنلتة قوأقتمقن ا لقفلتاقن { يقيلعتني ُملنقكًرا‬ ‫ت‬
‫ي قعلقليه قعقملُهُ قوأُلجتر ق‬
‫وقتقياتمته وقملن قما ق ت‬
‫ت ُمقرابًطا أُلجتر ق‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫ف ا لتجقهاُد ‪ .‬قوققاقل صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬قل يقلجتقتمُع غُقبامر تفي قستبيتل‬ ‫قونقتكيًرا ‪ .‬فقيقهقذا تفي الرقباتط فققكلي ق‬
‫ت قققدقماهُ تفي قستبيتل ال لته قحلرقمُهقما ال لهُ قعقلى اللناتر‬ ‫ال لته قوُدقخامن قجقهنلقم تفي قولجته قعلبةد أقبقًدا { قوققاقل } قملن الغبقيلر ل‬

‫‪479‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ف بتقما ُهقو أققشدق تملنهُ ; قكالثليلتج قواللبقيلرتد قوا لقولحتل ‪.‬‬ ‫ب ا لقولجهق قوالرلجقل فققكلي ق‬ ‫لت ت‬ ‫ت‬
‫{ فقيقهقذا في ا لغُقباتر ا ذي يُصي ُ‬
‫ب ال لهُ قعلز قوقجلل ا لُمقنافتتقيقن التذيقن يقيتقيقع لُلوقن تبا لقعقوائتتق قكا لقحر قواللبقيلرتد ‪ .‬فقيققاقل ُسلبقحانقهُ قوتقيقعاقلى ‪:‬‬ ‫ت‬
‫قولقهقذا قعا ق‬
‫ف قرُسوتل ال لته قوقكترُهوا أقلن يُقجاتهُدوا بتأقلمقوالتتهلم قوأقنليُفتستهلم تفي قستبيتل ال لته‬ ‫} فقترقح ا لُمقخ لُفوقن بتقملققعتدتهلم تخقل ق‬
‫قوققاُلوا قل تقيلنتفُروا تفي ا لقحر قُلل قناُر قجقهنلقم أققشدد قحيرا لقلو قكاُنوا يقيلفقُهوقن { قوقهقكقذا التذيقن يقيُقوُلوقن ‪ :‬قل تقيلنتفُروا‬
‫ت‬
‫صتحيقحليتن ملن النلبتري صألى ال عليه وسلم أقنلهُ‬ ‫تفي اللبقيلرتد فقييُيققاُل ‪ :‬قناُر قجقهنلقم أققشدد بقيلرًدا ‪ .‬قكقما أقلخقرقجاهُ تفي ال ل‬
‫شقتاتء‬ ‫س تفي ال ر‬ ‫سليتن نقيقف ة‬ ‫ت‬
‫ضا فقألقذلن لققها بنقيقف ق‬‫ضي بقيلع ً‬ ‫ت ‪ :‬رربي أققكل بيلع ت‬
‫قق‬ ‫ت اللناُر إقلى قربريقها فقيققالق ل ق‬ ‫ققاقل ‪ } :‬الشتققك ل‬
‫ف فقأقُشدد ما تقتجُدوقن تمن ا لحر واللبيرتد فقيهو تمن قزمهتريتر جهنلم { قفا لملؤتمن يلدفقع بتصبترهت‬ ‫س تفي ال ل‬
‫صلي ت‬ ‫قونقيقف ة‬
‫ُ ُ ق ُ قل‬ ‫ل ق ق قل ُق ل ل ق ق ق ق‬ ‫ق‬
‫قعقلى ا لقحر قواللبقيلرتد تفي قستبيتل ال لته قحلر قجقهنلقم قوبقيلرقدقها قوا لُمقنافتُق يقتفدر تملن قحر الددنليقيا قوبقيلرتدقها قحلتى يقيققع تفي قحر‬
‫صقرقة لتلُملؤتمتنيقن قوا لقعاقتبقةُ لتلُمتلتقيقن قوأقلن ال لهق قمقع‬ ‫صألققحُكلم ال لهُ ‪ -‬أقلن الند ل‬ ‫قجقهنلقم قوقزلمقهتريترقها ‪ .‬قوالعلقُموا ‪ -‬أق ل‬
‫صأُرقنا‬‫التذين اتليقوا واقلتذين ُهم ملحتسُنوقن ‪ .‬وقهُؤقلتء ا لقوم ملقُهوروقن ملقموُعوقن ‪ .‬وقال لهُ سلبحانقهُ وتقيعاقلى قنا ت‬
‫ق ُ ق قق‬ ‫لُ ق ُ ق ُ‬ ‫ق‬ ‫ق ل ق ق لُ‬
‫صتر ال لته تقيقعاقلى قوبتُحلستن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫قعلقليتهلم قوُملنتققمم لققنا م لنيُهلم قوقل قحلوقل قوقل قُيلوقة إلل بتقال له ا لقعلري ا لقعظيتم ‪ .‬فقأقبلشُروا بتنق ل‬
‫قعاقتبقتتته } قوقل تقتهُنوا قوقل تقلحقزُنوا قوأقنليتُُم اللقلعلقلوقن إلن ُكلنتُلم ُملؤتمتنيقن { قوقهقذا أقلممر ققلد تقييقيلقلناهُ قوتققحلقلققناهُ قوا لقحلمُد‬
‫ب أقتليةم { } تُيلؤتمُنوقن‬ ‫ب ا لقعالقتميقن ‪ } .‬قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا قهل أقُدلدُكلم قعقلى تتقجاقرةة تُيلنتجيُكلم تملن قعقذا ة‬
‫ل‬ ‫لتلته قر ر‬
‫خييمر لقُكلم إلن ُكلنتُلم تقيلعلقُموقن { } يقيغلتفلر‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تت‬ ‫ت‬
‫تبال له قوقرُسوله قوتُقجاهُدوقن في قستبيتل ال له بتأقلمقوالُكلم قوأقنليُفسُكلم قذلُكلم ق ل‬
‫ك ا لقفلوُز‬ ‫ت قعلدةن قذلت ق‬ ‫ت تقلجتري تمن تقلحتتقها اللقنليقهار ومساكتن طقيربةً تفي جلنا ت‬ ‫لقُكم ذُُنوبُكم ويلدتخلُكم جلنا ة‬
‫ق‬ ‫ُ قق ق ق ق‬ ‫ل‬ ‫ل ق‬ ‫ل ق ل قُ‬
‫شتر ا لُملؤتمتنيقن { } قيا أقيديقها التذيقن آقمُنوا ُكوُنوا‬ ‫ب قوبق ر‬ ‫ا لعتظيم { } وأُلخرى تُتحدبونقيها نق ت ت‬
‫صمر مقن ال له قوفقيلتمح ققتري م‬ ‫ق ل‬ ‫ق ق‬ ‫ق ُ‬
‫صاُر ال لته‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫لت‬
‫صاتري إقلى ال له ققاقل ا لقحقواترديوقن نقلحُن أقنل ق‬ ‫سى ابلُن قملريققم للقحقواتررييقن قملن أقنل ق‬ ‫صاقر ال ه قكقما ققاقل عي ق‬ ‫أقنل ق‬
‫صأبقُحوا قظاتهتريقن { ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ت قطائتقفةم فقأقيللدقنا الذيقن آقمُنوا قعقلى قعُدروهلم فقأق ل‬ ‫ت قطائتقفةم تملن بقتني إلسقراتئيقل قوقكقفقر ل‬ ‫قفآقمنق ل‬
‫خييرا أقلن أقلحياهُ إقلى قهقذا ا لوقل ت‬ ‫ل تت‬ ‫ت‬ ‫ل‬
‫ت‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫صألققحُكلم ال هُ ‪ -‬أقلن ملن أقلعظقتم النريقعتم قعقلى قملن أققراقد ال هُ به ق ل ً‬ ‫قوالعلقُموا ‪ -‬أق ل‬
‫التذي يُقجردُد ال لهُ تفيته الرديقن قويُلحتيي تفيته تشقعاقر ا لُملسلتتميقن قوأقلحقواقل ا لُملؤتمتنيقن قوا لُمقجاتهتديقن قحلتى يقُكوقن‬
‫ك قكاقن تملن اللتابتتعيقن‬ ‫ت بتقذلت ق‬ ‫صاتر ‪ .‬فقمن ققاقم تفي قهقذا ا لوقل ت‬
‫ق‬ ‫قل‬
‫ت‬ ‫ت ت‬
‫سابتقيقن اللقلوليقن ملن ا لُمقهاجتريقن قواللقنل ق‬
‫قشتبيها تبال ل ت‬
‫ً‬
‫ت تقلجتري تملن تقلحتتقها اللقنليقهاُر قخالتتديقن تفيقها‬ ‫ضوا قعلنهُ وأققعلد لقُهم جلنا ة‬
‫ل ق‬ ‫ق‬ ‫ضقي ال لهُ قع لنيُهلم قوقر ُ‬ ‫لقُهم بتتإلحساتن التذين ر ت‬
‫قق‬ ‫ل ق‬
‫ك ا لقفلوُز ا لقعتظيُم ‪ .‬فقييقيلنبقتغي لتلُملؤتمتنيقن أقلن يقلشُكُروا ال لهق تقيقعاقلى قعقلى قهتذته ا لتملحنقتة التتي قحتقيققتُيقها‬ ‫أقبقًدا قذلت ق‬
‫سابتُقوقن اللقلوُلوقن تملن‬ ‫تملنقحةم قكتريقمةم تملن ال لته قوقهتذته ا لتف لتينقةُ التتي تفي قباتطنتقها نتلعقمةم قجتسيقمةم قحلتى قوقال لته لقلو قكاقن ال ل‬
‫ضتريقن تفي قهقذا اللزقماتن لققكاقن تملن‬ ‫ا لمقهاتجترين واللقنلصاتر ‪ -‬قكأقتبي بلكةر وعُمر وعُثلماقن وقعلتني وغقليترتهم ‪ -‬حا ت‬
‫ق ق قق ق ق ق ق ل ق‬ ‫قق ق‬ ‫ُ‬

‫‪480‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ت‬
‫ت تتقجاقرتُهُ قوقسلفهق‬ ‫ت تمثللُ قهتذته ا لغُقزاتة إلل قملن قختسقر ل‬ ‫ضتل أقلعقمالتتهلم تجقهاُد قهُؤقلتء ا لقلوم ا لُملجترتميقن ‪ .‬قوقل يقيُفو ُ‬ ‫أقفل ق‬
‫ض قوا لقفتقيتر‬ ‫سهُ قوُحترقم قحيظا قعتظيًما تملن الددنليقيا قواللتخقرتة ; إلل أقلن يقُكوقن تململن قعلذقر ال لهُ تقيقعاقلى قكا لقمتري ت‬ ‫نقيلف ق‬
‫صتحيقحليتن قعلن النلبتري‬ ‫قواللقلعقمى قوغقليترتهلم قوإتلل فققملن قكاقن لقهُ قمامل قوُهقو قعاتجمز بتبققدنتته فقيلليقيغلُز بتقمالتته ‪ .‬فقتفي ال ل‬
‫صألى ال عليه وسلم أقنلهُ ققاقل ‪ } :‬قملن قجلهقز قغاتزًيا فقيقلد غققزا قوقملن قخلققفهُ تفي أقلهلتته بتقخليتر فقيقلد غققزا { قوقملن‬
‫صألقةً‬‫قكاقن ققاتدرا بتبقدنتته وُهو فقتقير فقيليألُخلذ تمن أقلمواتل ا لمسلتتمين ما ييتقجلهز بتته سواء قكاقن ا لمألُخوذُ قزقكاةً أقو ت‬
‫ل‬ ‫ق‬ ‫ل ق ُ ل ق ق ق ق ُ قق م‬ ‫ً ق ق ق م ق‬
‫ت‬
‫صقل بتيقتده قمامل قحقرامم قوققلد تقيقعلذقر قرددهُ إقلى‬ ‫ت ا لقماتل أقلو غقليتر قذلت ق‬ ‫أقو تمن بيلي ت‬
‫ك ; قحلتى لقلو قكاقن اللرُجلُ ققلد قح ق‬ ‫ل لق‬
‫تت‬ ‫صأقحابتته لتقجلهلتته بتتهلم قونقلحتو قذلت ق‬
‫ك أقلو قكاقن بتيقده قوقدائتُع أقلو ُرُهومن أقلو قعقواةر ققلد تقيقعلذقر قملعترفقةُ أق ل‬
‫صأقحابتقها‬ ‫أق ل‬
‫ب فقأقلعظقُم قدقوائتته ا لتجقهاُد ; فقتإلن ال لهق قعلز‬ ‫صترفُيقها ‪ .‬قوقملن قكاقن قكتثير الدذُنو ت‬
‫ق‬ ‫ك قم ل‬ ‫فقيلليُيلنتفلققها تفي قستبيتل ال لته فقتإلن قذلت ق‬
‫قوقجلل يقيغلتفُر ذُُنوبقهُ قكقما أقلخبقيقر ال لهُ تفي كتقتابتته بتقلولتته ُسلبقحانقهُ قوتقيقعاقلى ‪ } :‬يقيغلتفلر لقُكلم ذُُنوبقُكلم { ‪ .‬قوقملن أققراقد‬
‫صأقحابتته فقتإلن قذلت ق‬ ‫ت‬ ‫ت ت ت‬ ‫ت‬ ‫التلقخلد ت‬
‫ك‬ ‫صأقحابته فقيلليُيلنفلقهُ في قستبيتل ال له قعلن أق ل‬ ‫ص ملن ا لقحقراتم قوالتليلوبقةق قوقل يُلمكُن قرددهُ إقلى أق ل‬ ‫ق‬
‫ك قملن أققراقد أقلن يُقكرفقر ال لهُ قعلنهُ قسيرقئاتتته‬ ‫صلُ لقهُ تملن أقلجتر ا لتجقهاتد ‪ .‬قوقكقذلت ق‬ ‫تت‬
‫سنقةم إقلى قخقلصأه قمقع قما يقلح ُ‬ ‫طقتريمق قح ق‬
‫س‬ ‫صُبوقن لتلققبائتتل قوغقليتر ا لققبائتتل ‪ -‬تمثلقل ققيلي ة‬ ‫تفي قدلعقوى ا لقجاتهلتيلتة قوقحتميلتتقها فقيقعلقليته تبا لتجقهاتد ; فقتإلن التذيقن يقيتقيقع ل‬
‫صألح قعلن‬ ‫ك ق‬ ‫ك ‪ُ -‬كدل قهُؤقلتء إقذا قُتتُلوا فقتإلن ا لققاتتقل قوا لقملقُتوقل تفي اللناتر قكقذلت ق‬ ‫قويُقمرن قوتهقلةل قوأققسةد قونقلحتو قذلت ق‬
‫سييقفليتهقما قفا لققاتتلُ قوا لقملقُتوُل تفي اللناتر ‪.‬‬ ‫ت‬
‫النلبتري صألى ال عليه وسلم أقنلهُ ققاقل ‪ } :‬إقذا اللتقيققى ا لُملسلقماتن بت ق ل‬
‫صا قعقلى ققيلتتل أقتخيته { أقلخقرقجاهُ تفي‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫قيقل ‪ :‬قيا قرُسوقل ال له قهقذا ا لققاتلُ فققما قباُل ا لقملقُتوتل ؟ ققاقل ‪ :‬إنلهُ قكاقن قحتري ً‬
‫ت‬
‫صبتيلتة قويقلدُعو‬ ‫ض ت‬ ‫صتحيحيتن ‪ .‬وققاقل صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬من قُتتل تقح ق ة‬
‫ب لقع ق‬ ‫ت قرايقة عمية ‪ :‬يقيغل ق ُ‬ ‫قل ق ل‬ ‫ال ل ق ل ق‬
‫صبتيلةة فقيُهقو تفي اللناتر { قرقواهُ ُملسلتمم قوققاقل صألى ال عليه وسلم ‪ } :‬قملن تقيقعلزى بتقعقزاتء أقلهتل ا لقجاتهلتيلتة‬ ‫لقع ق‬
‫ت‬
‫ض قأيليقر أقتبيك فقيققاقل‬ ‫ض ل‬ ‫ب قرُجًل يقيُقوُل ‪ :‬قيا لتُفقلتن فقيققاقل ‪ :‬الع ق‬ ‫ستمقع أقبقدي بلُن قكلع ة‬ ‫تت‬
‫ضوهُ بهن أقبيه قوقل تقلكُنوا فق ق‬ ‫فقأقتع د‬
‫شا ‪ .‬فقيققاقل بتقهقذا أققمقرقنا قرُسوُل ال لته صألى ال عليه وسلم { ‪ .‬قرقواهُ أقلحقمد تفي‬ ‫‪ :‬قيا أققبا ا لُملنتذتر ; قما ُكلنت قفاتح ً‬
‫ب إلقليتهلم تفي‬ ‫تت ت ت ت ت‬ ‫تت ت ت‬ ‫ت ت‬ ‫تت‬ ‫تت‬
‫سا ُ‬ ‫ُملسنقده ‪ .‬قوقملعقنى ققيلوله ‪ } :‬قملن تقيقعلزى بقعقزاء ا لقجاهليلة { يقيلعني يقيلعتقتزي بعلزقواتتهلم قوهقي النلت ق‬
‫ب تلقلهتل بقيلقدتتته أقلو قملذقهبتته أقلو طقتريقتتته‬ ‫صق‬ ‫س قيا ليمن قوقيا لتتهقلتل قوقيا تلققستد فققملن تقيقع ل‬ ‫اللدلعقوةت تمثلقل ققيلولتته ‪ :‬قيا لتقلي ت‬
‫ت‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫صأتدققائتته ُدوقن غقليترتهلم قكانق ل‬
‫ت تفيته ُشلعبقةم ملن ا لقجاهليلتة قحلتى يقُكوقن ا لُملؤمُنوقن قكقما أققمقرُهلم ال لهُ‬ ‫ت ت‬
‫أقلو ققيقرابقتته أقلو لق ل‬
‫صتميقن بتقحلبلتته قوكتقتابتته قوُسنلتة قرُسولتته ‪ .‬فقتإلن كتقتابقيُهلم قواتحمد قوتدينُيُهلم قواتحمد قونقبتيديُهلم قواتحمد قوقربديُهلم إلقهم‬ ‫تقيعاقلى ملعتق ت‬
‫ق ُ‬
‫لوقلى قواللتخقرةت قولقهُ ا لُحلكُم قوإتلقليته تُيلرقجُعوقن ‪ .‬ققاقل ال لهُ تقيقعاقلى ‪ } :‬قيا‬ ‫قواتحمد قل إلقهق إلل ُهقو لقهُ ا لقحلمُد تفي ا ل ُ‬
‫صُموا بتقحلبتل ال لته قجتميًعا قوقل‬ ‫أقيديقها التذين آمُنوا اتليُقوا ال لهق حلق تُيققاتتته وقل تقموتُلن إلل وأقنليتُم مسلتموقن { } والعتق ت‬
‫ق‬ ‫ق لُل ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ق‬ ‫ق ق‬

‫‪481‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صأبقلحتُلم بتنتلعقمتتته إلخقواًنا قوُكلنتُلم قعقلى‬ ‫ف بقيليقن قُيُلوبتُكلم فقأق ل‬ ‫تقيقفلرُقوا قوالذُكُروا نتلعقمةق ال لته قعلقليُكلم إلذ ُكلنتُلم أقلعقداءً فقأقل ق‬
‫ك يُيبقييرُن ال لهُ لقُكلم آقياتتته لققع لُكلم تقيلهتقُدوقن { } قولتقُكلن تملنُكلم أُلمةم‬ ‫قشقفا ُحلفقرةة تمقن اللناتر فقأقنليققذُكلم تم لنيقها قكقذلت ق‬
‫ك ُهُم ا لُملفلتُحوقن { } قوقل تقُكوُنوا‬ ‫ف قويقي لنيقهلوقن قعتن ا لُملنقكتر قوُأولقئت ق‬ ‫يلدُعوقن إقلى ا لقخيتر ويألمروقن تبا لمعرو ت‬
‫ق لُ‬ ‫ل قق ُُ‬ ‫ق‬
‫ض ُوُجوهم‬ ‫ب قعتظيمم { } يقيلوقم تق ليبييق د‬ ‫ك لقُهلم قعقذا م‬ ‫ت قوُأولقئت ق‬ ‫قكالتذيقن تقيقفلرُقوا قوالختقيلقُفوا تملن بقيلعتد قما قجاءقُهُم اللبقييريقنا ُ‬
‫سنلتة قوا لقجقماقعتة قوتقلسقودد ُوُجوهُ أقلهتل‬ ‫ض ُوُجوهُ أقلهتل ال د‬ ‫س رضي ال عنهما ‪ :‬تق ليبييق د‬ ‫قوتقلسقودد ُوُجوهم { ققاقل ابلُن قعلبا ة‬
‫ا لُفلرققتة قوا لبتلدقعتة ‪ .‬فققال لهق ; ال لهق ‪ .‬قعلقليُكلم تبا لقجقماقعتة والئتلف قعقلى قطاقعتة ال لته قوقرُسولتته قوا لتجقهاتد تفي‬
‫ت ت‬ ‫ت‬ ‫تت‬
‫خييُر الددنليقيا قواللخقرة ‪ .‬أققعانقيقنا ال لهُ‬ ‫صلل لقُكلم ق ل‬ ‫قستبيله ; يقلجقملع ال لهُ قُيُلوبقُكلم قويُقكرفلر قعلنُكلم قسيرقئاتُكلم قويقلح ُ‬
‫سنقةً قوتفي‬ ‫ت ت‬ ‫ت تت‬ ‫ت‬ ‫ت ت ت تت‬
‫ف قعلنا قوقعلنُكلم قسبيقل قملعصيقته قوآقتاقنا قوإلياُكلم في الددنليقيا قح ق‬ ‫قوإتلياُكلم قعقلى قطاقعته قوعقباقدته قو ق‬
‫صأقر ق‬
‫ت النلتعيتم إنلهُ قعقلى ُكرل‬ ‫ضي ال لهُ قعلنهُ وأققعلد لقهُ جلنا ت‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫سنقةً قوقوققاقنا قعقذا ق ت‬ ‫ت ت‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫ب اللنار قوقجقعلققنا قوإلياُكلم ململن قر ق‬ ‫اللخقرة قح ق‬
‫صأللى ال لهُ قعقلى قسيرتدقنا قونقبتيريقنا ُمقحلمةد قوآلتته‬ ‫تت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ة ت‬
‫سبُيقنا قونلعقم ا لقوكيُل ‪ .‬قوا لقحلمُد ل له قولحقدهُ قو ق‬ ‫قشليء ققديمر قوُهقو قح ق‬
‫صألحبتته قوقس لقم ‪".‬‬ ‫قو ق‬

‫‪482‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خلصة البحث‪:‬‬
‫فييي خاتميية هييذا البحييث أذكيير علييى وجييه اليجيياز خلصأيية ميياورد فيييه ميين مسييائل‪ ،‬وأبييرز النتائييج الييتي‬
‫توصألت إليها‪ ،‬وذلك في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الجهاد في اللغة لفظ عام يراد به بذل الوسع والطاقة وتحمل المشقة لبلوغ غاية معينة ‪.‬‬
‫للجهاد في الصأطلح الشرعي معنيان‪ ،‬معنًى خاص‪ ،‬وآخر عام ‪.‬‬
‫فمعناه الخاص ‪) :‬قتال مسلم كافراً غير ذي عهد‪ ،‬بعد دعوته للسلم وإبائه‪ ،‬إعلءً لكلمة ال(‬
‫أما المعنى العام فهو مفهوم واسع‪ ،‬فكل من أتعب نفسه في ذات ال فقد جاهد في سبيله ‪.‬‬
‫يقسم العلماء الجهاد إلى قسمين‪ :‬جهاد طلب‪ ،‬وجهاد دفع ‪.‬‬
‫‪-‬فجهاد الطلب‪ :‬ابتداء قتال الكفار في بلدهم ‪.‬‬
‫‪-‬وجهاد الدفع‪ :‬قتال الكفار إذا دخلوا بلد السلم ‪.‬‬
‫‪-‬حكم جهاد الطلب فرض كفاية على المة ‪.‬‬
‫ويتحقق حد الكفاية الذي يسقط به الواجب باجتماع أمرين‪:‬‬
‫‪-‬دفاعي‪ :‬ويراد به حماية حدود الدولة السلمية‪ ،‬وتأمين الثغور ‪.‬‬
‫‪-‬دعوي‪ :‬ويراد به تسيير الجيوش إلى بلد الكفر لحمل دعوة السلم ‪.‬‬
‫‪-‬هناك حالت استثنائية يجب فيها الجهاد وجوباً عينياً وهي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا دهم العدو بلداً من بلد المسلمين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا حضر المجاهد التقاء الصفين ‪.‬‬
‫جي‪ -‬إذا استنفر المام قوماً إلى الجهاد ‪.‬‬
‫‪-‬لجهاد الطلب شروط منها‪ :‬السلم‪ ،‬والعقل‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والذكورة‪ ،‬والحرية‪ ،‬والستطاعة‪ ،‬وإذن‬
‫الوالدين‪ ،‬وإذن المام ‪.‬‬
‫‪-‬أما في جهاد الدفع أو النفير العام فتسقط بعض الشروط مع القدرة‪ ،‬كشرط البلوغ والذكورة‬
‫والحرية وإذن الوالدين وإذن المام إن تعذر استئذانه أوامتنع عن الدفع ‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬استثنى الفقهاء بعض الحالت التي يجوز فيها الخروج لجهاد الطلب دون إذن المام‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يترتب على إذن المام فوات مصلحة ظاهرة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬فسق المام المنافي لمقاصأد الجهاد ‪.‬‬
‫جي‪ -‬عدم وجود المام ‪.‬‬
‫‪-‬العمال الفدائية هي‪ :‬أعيمال يُيقعررض فيها المجاهد المتققخرفي ‪ -‬غالباً ‪ -‬نف ق‬
‫سه للقتل‪ ،‬للحاق نكاية‬
‫بالعدو أو تحقيق مصلحة‪ ،‬طلباً للشهادة ‪.‬‬
‫‪-‬مما أسهم في انتشار العمال الفدائية في العصور المتأخرة‪ ،‬تبني الشعوب المضطهدة هذه العمال‬
‫في الصراعات الهلية أو الحروب ضد الستعمار‪ ،‬ومنها‪ :‬الحرب الهلية المريكية‪ ،‬وحرب البوير‪،‬‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وحرب فيتنام ‪.‬‬
‫‪-‬تطورت العمال الفدائية بعد اكتشاف المواد المتفجرة وتقدم تقنيتها في العصور المتأخرة‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للعالم السلمي‪:‬‬
‫‪ -‬بدأ ظهور العمال الفدائية في فلسطين عام ‪1955‬م‪ ،‬وانتقلت إلى لبنان عام ‪1982‬م ‪ .‬وخلل‬
‫العقدين الماضيين‪ ،‬أسهمت انتفاضتا الشعب الفلسطيني في إبراز العمال الفدائية كسلح بارز في‬
‫المقاومة ‪.‬‬
‫‪ -‬كما ظهرت بعض أنواع العمال الفدائية في أفغانستان ضمن حرب العصابات بعد الغزو السوفييتي‬
‫لفغانستان عام ‪1979‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬وظهرت هذه العمال في الشيشان خلل الجتياحين الروسيين عام ‪1996‬م‪ ،‬و ‪1999‬م من‬
‫أسباب ودوافع تبني حركات المقاومة السلمية العمال الفدائية‪:‬‬
‫‪ -‬ماُجتبل عليه المسلمون من الفدائية والتضحية ‪.‬‬
‫‪ -‬ما يتعرض له المسلمون في عدد من بلدهم من تسلط أعدائهم ‪.‬‬
‫‪ -‬كون هذه العمال أضمن نجاحًا‪ ،‬وأقوى أثراً ‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الخيارات الخرى للمقاومة ‪.‬‬
‫‪-‬من آثار العمال الفدائية‪:‬‬
‫أولً ( في الجانب البشري‪ :‬ارتفاع نسبة القتلى في صأفوف العدو بهذه العمال التي تعد أقل كلفة‬
‫وخسائر ‪.‬‬

‫‪484‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثانياً ( في الجانب النفسي‪ :‬إرهاب العدو وتخويفه‪ ،‬وإدخال الرعب والخوف إلى قلبه ‪.‬‬
‫ثالثاً ( في الجانب السياسي‪ :‬كانت سبباً في انسحاب المحتلين كما وقع في الصومال‬
‫والعراق‪ ،‬كما أنها تهدد استقرار دولة العدو‪ ،‬وتفجر الخلف والشقاق داخل أجهزتها‪ ،‬وتسهم‬
‫في الحفاظ على حقوق الشعوب المضطهدة ‪.‬‬
‫رابعاً ( في الجانب القتصادي‪ :‬التأثير على اقتصاد العدو‪ ،‬وخلخلة مقوماته‪ ،‬وتأثر قطاع‬
‫السياحة‪ ،‬وهبوط قيمة عملة الدولة المستهدفة‪ ،‬وارتفاع نسبة البطالة‪ ،‬وهبوط القتصاد إلى‬
‫أسوأ حالته ‪.‬‬
‫خامساً ( في جانب الهجرة والستيطان‪ :‬كانت سبباً في تدني نسبة المهاجرين إلى الرض‬
‫المحتلة من الخارج‪ ،‬وزيادة معدل الهجرة العكسية والهروب إلى الخارج ‪.‬‬
‫سادساً ( في جانب تحريض المجاهدين على القتال‪ :‬إحياء روح الجهاد في النفوس‪ ،‬وتحريض‬
‫المؤمنين على القتال‪ ،‬وبعث حب الجهاد والستشهاد في المة ‪.‬‬
‫‪-‬تنقسم العمال الفدائية إلى قسمين رئيسيين‪:‬‬
‫‪ [1‬العمال التي ُيقتل فيها المجاهد بيد أعدائه ‪ [2‬العمال التي قيقتل فيها المجاهد نفسه بيده‬
‫‪-‬العمال التي ُيقتل فيها المجاهد بيد أعدائه نوعان ‪:‬‬
‫‪ (1‬القتحام المظنون فيه الهلك ‪ :‬والراجح جوازه بالشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الخلص ل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود النكاية بالعدو‪ ،‬سواء كانت مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل يترتب على هذا العمل مفسدة أكبر من مصلحته ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كان العمل في غير حال المصافة واللتحام فيشترط للقيام به إذن المير‪ ،‬وأما‬
‫إن كان في حال المصافة واللتحام فل يشترط له إذن ما لم يصدر من المير نهي‬
‫سابق المخاطرة بالنفس إيثاراً للخرين ‪ :‬والراجح مشروعيتها‪ ،‬وتتأكد مشروعيتها في‬
‫الدفع عن عموم جماعة من المسلمين‪ ،‬أو من يلي أمر الجماعة وتتأثر بفقده‬
‫كالمراء والقادة ونحوهم ‪.‬‬

‫‪485‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬العمال التي قيقتل فيها المجاهد نفسه بيده أربعة أنواع ‪:‬‬
‫‪ (1‬قصد قتل العدو وإصأابة النفس خطأ ً‪ :‬وقد اتفق الفقهاء على أن من قتل نفسه بسلحه فهو‬
‫شهيد في الخرة‪ ،‬والراجح أنه شهيد في الدنيا أيضًاكعامر بن الكوع رضى ال عنه ‪.‬‬
‫‪ (2‬قتل النفس خوفاً من السر أو التعذيب ‪ :‬وحكمه التحريم‪ ،‬فيحرم على المجاهد قتل نفسه‬
‫خوفاً من السر أو التعذيب‪ ،‬بل الواجب عليه إما أن يقاتل حتى يُيلققتل )وهذا هو الولى(‪ ،‬أو‬
‫يستأسر ويصبر والصأل أن المجاهد لُيستأسر إما يستشهد أو ينتصر‪.‬‬
‫‪ (3‬قتل النفس خوفاً على مصالح المسلمين ودرءاً لهلكهم ‪ :‬ل يخلو المسلم الذي وقع في‬
‫السر وكان يحمل سراً أو أسراراً يتعلق بمصالح المسلمين من حالتين‪:‬‬
‫الحالة الولى( أن يكون السر غير خطير‪ :‬وفي هذه الحالة على المجاهد المأسور أن يصبر‬
‫حتى وإن عذب‪ ،‬فإن لم يستطع الصمود فله أن يفشي السر‪ ،‬ول يجوز له قتل نفسه ‪.‬‬
‫الحالة الثانية( أن يكون السر خطيرًا‪ :‬فهذه الحالة ل تخلو من احتمالين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يغلب على ظن السير أنه سيصمد أمام التعذيب حتى القتل‪ :‬فل يجوز له قتل نفسه‬
‫ول إذاعة السر‪ ،‬بل عليه أن يصبر ويصمد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يغلب على ظنه عدم الصمود‪ ،‬وإفشاء السر‪ :‬والراجح أنه يجوز للسير أن يبادر‬
‫بقتل نفسه بالشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون نيته خالصة ل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون السر خطيراً بحيث يترتب على كشفه ضرر كبير بالمسلمين ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل يستطيع حامل السر الصمود أمام التعذيب ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يقع صأاحب السر في أيدي العداء حقيقة‪ ،‬أو يغيلب على ظنه أنه واقيع ل محالة‬
‫‪.‬‬
‫‪ (4‬تفجير النفس بقصد النكاية بالعدو‪ :‬وهي أشهر صأور العمال الفدائية في الوقت الحاضر‪،‬‬
‫وهي المرادة في الغالب عند إطلق مصطلح العمال الفدائية والخلف فيها ‪.‬‬
‫وأقوى القوال في هذه المسألة قولن‪ :‬أحدهما القول بالجواز مطلقًا‪ ،‬والخر القول بالجواز‬
‫للضرورة ‪ .‬وهذا الخير ) الجواز للضرورة ( بتخريج هذه العمال على مسألة التترس بجامع‬

‫‪486‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التوصأل إلى قتل المشرك عن طريق قتل المسلم هو أقرب القولين عند الباحث ‪ .‬ويشترط لها‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود الضرورة كالخوف على الجيش‪ ،‬أو انهزام المسلمين‪ ،‬أو اعتداء العدو على‬
‫دمائهم وأعراضهم وبلدهم‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬
‫‪ -2‬إخلص النية ل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يترتب على العمل نكاية بالعدو ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يغلب على ظن المجاهد أن النكاية ل يمكن تحقيقها بأية طريقة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكون هذه العمال موجهة ضد من يجوز قتله من الكفار ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ل يترتب على هذه العمال مفسدة تربو على مصلحتها ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يكون بإذن المام العدل إن تيسر أو أمير الحرب على ما تقدم في اشتراط إذن‬
‫المام وأحواله ‪.‬‬
‫‪ -8‬إذن الوالدين ما لم يكن الجهاد فرضاً متعيناً كما في جهاد الدفع ‪.‬‬
‫‪-‬الضوابط الشرعية العامة لمشاركة المرأة في الجهاد‪:‬‬
‫‪ -1‬أجمع العلماء على أن جهاد الطلب ل يجب على المرأة‪ ،‬لكن يجوز لها الخروج‬
‫فيه‪ ،‬والمشاركة في بعض العمال المساندة له كأعمال التموين والسعاف ونحوها ‪.‬‬
‫‪ -2‬ظاهر السنة أن المرأة تؤلخر عن مباشرة القتال حيث أخرها ال تعالى ورسوله ‪،‬‬
‫فل يشرع للنساء مباشرة القتال حال الطلب وحال الدفع إل عند تعينه حال الضرورة في‬
‫جهاد الطلب أو الدفع وذلك للدفاع عن أنفسهن ‪.‬‬
‫‪ -3‬يتعين جهاد الدفع على المرأة‪ ،‬وليو ليم يأذن زوجها أو وليها‪ ،‬بثلثة شروط‪:‬‬
‫الشرط الول( أن يكون لديها القدرة والستطاعة على اليدفع ‪.‬‬
‫الشرط الثاني( أن ل تحصل الكفاية بمن يدفع العدو من الرجال ‪.‬‬
‫الشرط الثالث( أن يكون في خروجها مصلحة للمسلمين ‪ .‬ولولي أمر المسلمين أن يمنع‬
‫النساء من الخروج للدفع إذا ترتب عليه مفسدة‪ ،‬أولم يكن فيه مصلحة للمسلمين ‪.‬‬
‫‪ -4‬يتقيد خروج المرأة لجهاد الطلب أو الدفع بخمسة قيود‪:‬‬
‫القيد الول‪ :‬أل تكون شابة‪ ،‬بل تخرج الكبيرات والعجائز المستطيعات من النساء ‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القيد الثاني‪ :‬أن يؤمن عليها بخروجها مع جيش عظيم ‪.‬‬
‫القيد الثالث‪ :‬أن يأذن الزوج في خروجها إلى جهاد الطلب‪ ،‬فإن لم يكن لها زوج‬
‫فإذن وليها ‪.‬‬
‫القيد الرابع‪ :‬أن تخرج مع زوج أو محرم إن احتاجت للسفر‪ :‬فإن كان خروجها‬
‫في جهاد الطلب فل يجوز لها أن تخرج بدون محرم‪ ،‬وإن كان في جهاد الدفع‬
‫ففيه تفصيل‪ :‬إن تعين الخروج عليها لضرورة دفع العدو فل اعتبار للمحرم حينئذ‪،‬‬
‫وإن لم يتعين عليها فل يجوز لها الخروج إليه بدون محرم ‪.‬‬
‫القيد الخامس‪ :‬أن تلتزم الحجاب حال خروجها ومشاركتها في الجهاد‪ ،‬وبناء على‬
‫القول الراجح يجب عليها ستر وجهها ويديها‪ ،‬ول يجوز لها إبداء شيء من بدنها‬
‫إل ما ظهر بغير قصد‪ ،‬أو لضرورة تبيح لها الكشف عنه ‪.‬‬
‫‪-‬الضوابط الشرعية الخاصأة بقيام المرأة بالعمال الفدائية‪:‬‬
‫الول( أن تكون مباشرة المرأة للعمال الفدائية في حال الضرورة‪ ،‬ومن ذلك أن ل تحصل‬
‫الكفاية بمن يقوم بهذه العمال من الرجال ‪.‬‬
‫الثاني( الستطاعة والقدرة على القيام بهذه العمال ‪.‬‬
‫الثالث( أن يكون في قيامها بهذه العمال مصلحة للمسلمين ‪.‬‬
‫الرابع( أن يأذن الزوج في قيامها بهذه العمال حال جهاد الطلب ‪.‬‬
‫الخامس( إن احتاجت للسفر فعليها أن تخرج مع زوج أو محرم إل لضرورة ‪.‬‬
‫‪ -1‬فإن كان خروجها في جهاد الطلب فل يجوز لها أن تخرج بدون محرم ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن كان في جهاد الدفع فل يخلو من حالين‪ :‬إن لم يترتب عليه سفر فل اعتبار‬
‫للمحرم حينئذ‪ ،‬وإن ترتب عليه سفر فل يجوز للمرأة الخروج إليه بدون محرم‪ ،‬إل إذا‬
‫تعين الخروج عليها لضرورة دفع العدو ‪.‬‬
‫السادس( أن تلتزم الحجاب قدر المكان‪ ،‬وعلى القول الراجح عليها أن تستر بدنها كله عن‬
‫الرجال إل ما ظهر بغير قصد‪ ،‬أو لضرورة ‪.‬‬

‫‪488‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬ينقسم الكفار عند الفقهاء إلى أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪-‬أهل الذمة وهم‪) :‬غير المسلمين الذين يقيمون في دار السلم إقامة دائمة على أساس بذل‬
‫الجزية والتزام أحكام السلم( وليوجد في زماننا اليوم أهل ذمة بهذه الشروط‪.‬‬
‫‪-‬المعاهدون وهم‪) :‬كل حربي يكون بين بلده وبلد السلم صألح مؤقت على ترك القتال(‬
‫‪-‬المستأمنون وهم‪) :‬كل حربي يدخل بلد السلم بأمان مؤقت( ‪.‬‬
‫‪-‬الحربيون وهم‪) :‬كل كافر لم يدخل في عقد الذمة‪ ،‬ول يتمتع بأمان المسلمين ول عهدهم‬
‫الراجح في علة قتل الكفار هو قول الجمهور القائل بأن علة قتل الكفار إطاقة القتال‪،‬‬
‫وتحقيقاً لهذا المناط فإن كل حربي أطاق القتال وتأدتى منه يجوز قتله وإن لم يباشر القتال ‪.‬‬
‫‪-‬ينقسم المدنيون الحربيون من حيث التفاق والختلف في جواز قتلهم وصأحة كونهم مدنيين إلى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫أولً ( المدنيون الحربيون الذين ل يجوز قتلهم بالتفاق ‪ .‬وهم‪ :‬النساء‪ ،‬والصبيان‪ ،‬والقخناقثى‬
‫المشكلين‪ ،‬والرسل‪ ،‬والمجانين ‪.‬‬
‫ثانياً ( المدنيون الحربيون الذين اختلف في جواز قتلهم ‪ .‬وهم‪ :‬الجير‪ ،‬والعمى‪ ،‬والزمنى ونحوهم‪،‬‬
‫والراجح قول الجمهور بعدم جواز قتل هؤلء لنهم ليسوا من أهل القتال والممانعة ‪.‬‬
‫‪-‬هناك حالت استثنائية خارجة عن أصأل الحكم يجوز فيها قتل المدنيين الحربيين‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ [1‬المشاركة في القتال بصورها المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬مباشرة القتال فعلً ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون له رأي أو مشورة في الحرب ‪.‬‬
‫‪ -3‬تولي الملك أو المر ‪.‬‬
‫‪ -4‬التحريض والتشجيع على القتال ‪.‬‬
‫‪ [2‬إذا سب ال أو رسوله ‪ ‬أو السلم ‪.‬‬
‫‪ [3‬في الغارة على العدو إذا لم يمكن التمييز بين من يجوز قتله ومن ل يجوز قتله‪:‬‬
‫كما في التبييت‪ ،‬وشن الغارات ليلً ونهارًا‪ ،‬والرمي بالسلحة التي تقتل الجماعات‬
‫بحيث يقصد في الرمي من يجوز قتله كم فعله النبى صألى ال عليه وسلم في ثقيف‪.‬‬
‫‪ [4‬تترس الحربيين المقاتلين بالحربيين المدنيين ‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ [5‬المعاملة بالمثل كما جاءذلك صأريحا في القرآن الكريم في ثلث مواضع وفعله النبى‬
‫صألى ال عليه وسلم والصحابة من بعده رضى ال عنهم ‪.‬‬
‫فكما يهدمون بيوتنانهدم بيوتهم ‪,‬وكما يقتلون شيوخنا وأطفالنا نقتل شيوخهم وأطفالهم ‪,‬وكما‬
‫يقتلون نساءنا نقتل ونسبى نسائهم ‪,‬وكما يقطعون ويحرقون زرعنا نقطع زرعهم هذه السنة‬
‫يجوز تنفيذ العمال الفدائية ضد كل حربي بلغته دعوة السلم‪ ،‬سواء كان فرداً أو جماعة‬
‫محاربين‬
‫‪-‬الراجح وجوب دعوة الكفار إلى السلم قبل قتالهم إذا لم تكن بلغتهم الدعوة‪ ،‬واستحباب دعوتهم‬
‫إذا كانت قد بلغتهم ‪.‬‬
‫‪-‬ل يجوز استهداف المدنيين الحربيين بالعمال الفدائية في غير الحالت المستثناة‪ ،‬ومن أبرز ما‬
‫يقع ضمنها اليوم ‪ :‬المشاركة في القتال‪ ،‬والغارة إذا لم يمكن التمييز‪ ،‬والمعاملة بالمثل ‪.‬‬
‫‪-‬الدار عبارة عن الموضع أو البلد أو الوطن أو القليم أو المنطقة التي تسكن فيها مجموعة من‬
‫الناس ويعيشون تحت قيادة سلطة معينة ‪.‬‬
‫‪-‬الساس المعتبر لتقسيم الدور هو جريان الحكام‪ ،‬ووجود السلطة في الدار فالدار بما يعلوها‪.‬‬
‫يقسم جمهور الفقهاء الدور إلى قسمين‪ :‬دار إسلم‪ ،‬ودار حرب ‪ .‬ويضيف بعض الفقهاء من غير‬
‫المتقدمين كالماوردي وأبو يعلى قسماً ثالثاً وهو دار العهد أو الصلح والصحيح أن الدار داران‪.‬‬
‫‪-‬دار الحرب بأنها‪ :‬كل بقعة تكون أحكام الكفر فيها ظاهرة‬
‫‪-‬لدار العهد أو الصلح عند الفقهاء نوعان باعتبار ملكيتها‪:‬‬
‫النوع الول‪ :‬الرض التي يصالح أهلها الكفار على أنها للمسلمين‪ ،‬وتقر في أيدي أهلها بالخراج‪،‬‬
‫وهذه الدار دار إسلم ‪.‬‬

‫‪490‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النوع الثاني‪ :‬الرض التي يصالح أهلها الكفار على أنها لهم‪ ،‬وعليهم الخراج‪ ،‬وهذه الدار تكون دار‬
‫عهد ل دار إسلم ول دار حرب والراجح أنها دار كفر بحكم مايعلوهاودار عهد مؤقت بواقع حالها‪.‬‬
‫‪-‬دار العهد ‪ :‬الدار التي ترتبط بدار السلم بعهود ومواثيق‪ ،‬إما مهادنة‪ ،‬وإما مصالحة على البقاء في‬
‫الرض بعد فتحها على أن تكون لهم ويدفعون مقابل ذلك خراجاً ‪.‬‬
‫‪-‬دار السلم هي‪ :‬كل بقعة تكون فيها أحكام السلم ظاهرة ويعلوها حكم ال‪.‬‬
‫‪-‬دار البغي هي‪ :‬ناحية من دار السلم تحيز إليها مجموعة من المسلمين‪ ،‬لهم شوكة‪ ،‬خرجت على‬
‫طاعة المام المسلم بتأويل ‪.‬‬

‫‪-‬يجوز تنفيذ العمال الفدائية في دار الحرب بشروطها المتقدمة‪ ،‬ولو لم تكن الحرب قائمة بالفعل‬
‫بين دار الكفر ودار السلم‪ ،‬على أن يلحظ في هذا المر شرط بلوغ الدعوة للكفار الحربيين‬
‫‪-‬ل يجوز تنفيذ العمال الفدائية في دار العهد ما دام العهد بين المسلمين وبين الكفار قائماً لم‬
‫ينتقض‪ ،‬ولم ينقض أمده ‪.‬‬
‫‪-‬وبالنظر في ما يمكن وقوعه من العمال الفدائية في دار السلم‪ ،‬يظهر أن أبرز صأور هذه العمال‬
‫صأورتان‪:‬‬
‫‪ (1‬تنفيذ العمال الفدائية في جهاد الدفع ‪ :‬وهذه العمال على قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬العمال الفدائية الموجهة ضد العدو الداهم إذا كان متميزاً عن المسلمين والمعصومين‪:‬‬
‫وهذا القسم ل يختلف حكمه عن الصأل في مشروعية هذه العمال ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬العمال الفدائية الموجهة ضد العدو الداهم إذا كان مختلطاً بالمسلمين أو المعصومين‪:‬‬
‫وهذا القسم الصأل فيه الجواز و يقتصر جوازه على الضرورة صأيانة للدماء‪ ،‬على أن تقدر‬
‫الضرورة بقدرها‪ ،‬ويرجع في تقديرها إلى من يلي أمر الجهاد ‪.‬‬

‫‪491‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬أجمع الفقهاء في الجملة على وجوب قتال البغاة‪ ،‬على أن هناك فروقاً بين قتالهم وقتال الكفار ‪.‬‬
‫ومردد هذه الفروق أن المقصود من قتال البغاة هو درء مفاسدهم ل استئصالهم‪ ،‬إل في حال ضرورة‬
‫الدفع فإنهم يدفعون‪ ،‬ولو بقصد قتلهم ‪.‬لن الصأل في القاعدة أن)من لم يندفع شره إل بقتله قتل (‬
‫‪-‬الراجح عدم جواز قتال أهل البغي بما يعم ضرره وإتلفه من السلحة إل لضرورة‪ ،‬وعلى هذا‬
‫الترجيح فإن تنفيذ العمال الفدائية ضد أهل البغي فيه تفصيل‪:‬‬
‫أ‪ -‬فإن كانت العمال الفدائية مما ل يعم ضرره وإتلفه كأعمال القتحام والمخاطرة‪ ،‬أو تعريض‬
‫النفس للذى فداءً للغير‪ ،‬فإنه يجوز تنفيذها ضد البغاة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما إن كانت العمال الفدائية مما يعم ضرره وإتلفه كالعمال التي تستخدم فيها المواد‬
‫المتفجرة التي تتسع دائرة تأثيرها‪ ،‬فإنه ل يجوز تنفيذها ضد البغاة إل لضرورة ‪.‬‬
‫وال تعالى أعلم‪ ،‬والحمد ل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬وصألى ال وسلم على عبده ورسوله محمد‬
‫وعلى آله وصأحبه أجمعين ‪.‬‬
‫باختصار وتصرف من "أحكام المجاهد بالنفس للدكتور مرعى بن عبد ال الشهرى" والعمال الفدائية صأورها وأحكامها الفقهية‬
‫للدكتور سامى خالد الحمود‬

‫الخاتمة نسأل ال حسنها‬


‫إن المتأمل في أحوال المسلمين الن وما هم فيه من ذلة وهوان ويقارن ما كان عليه إسلفهم من‬
‫العزة والتمكين بسبب تمسكهم بذروة سنام السلم يعلم يقيناً أنه ل سبيل إلى التمكين ول عز إل‬
‫بالجهاد فل تنكر أيها الخ ما بنا من فساد الحوال وما إليه أمرنا من النقص بعد الكمال لننا تركنا‬
‫من الدين شعيرته العظمى وذروة سنامه العلى الجهاد في سبيل ال وأهملنا من أمور المشركين ما‬
‫كلفنا ال به من تكفيرهم وإظهار عداوتهم وبيان فساد عقائدهم وجهادهم بالدعوة والسنان حتى‬
‫يدخلوا في دين السلم طائعين أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صأاغرون أهملنا أصأل دعوة الرسل من‬
‫الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك وتكفير المشركين والبراءة منهم وإظهار عداواتهم وبغضهم‬
‫وقتالهم وأقبلنا على دعوات بدعية مخالفة لدين رب البرية على غير منهاج النبوة فتركنا التوحيد‬
‫وتحقيق مسألة وتفصيل مجمله ‪ ,‬وأقبلنا على الزهد والرقائق والداب والخلق ولم نربط قلوب‬

‫‪492‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العباد برب العباد ولم نبدأ بما بدأت به رسل ال صألوات ال عليهم أجمعين فكانت كما ترى هذه‬
‫الغثائية من الدعوات الرجائية والعشوائيات والضللت ممن ينتسبون إلى الجهاد وظهرت بدعة الغلو‬
‫في التكفير والستحلل والتدمير بغير حكمة ول وعي ول تدبير وأساؤا إلى دعوة التوحيد المباركة‬
‫النقية بكل نقيصة ردية حتى يصدوا الناس عنها وهيهات هيهات أن لهم هذا وقد سطع نورها في كل‬
‫مكان وال متم نوره ولو كره الكافرون ولكن على المجاهدين أهل التوحيد أن يهتموا بدراسة العقيدة‬
‫وتحقيق مسألها وتفصيلها تفصيلً دقيقاً حتى ل يدعوا شبهة لهل الزيغ والضلل يلبسون على الناس‬
‫بها وعليهم كذلك أن يهتموا بالدعوة إلى التوحيد وبيان حقيقة دعوة الرسل وهي الصأل الذي يبنى‬
‫عليه دينهم وعليهم أل يتسرعوا في العمليات ويدرسوها دراسة وافية من جميع الجوانب ويحددوا‬
‫مكانها جيداً بعد تحقيق مناطها وكلما كانت بعيدة عن كل مطعن وفي مناط واضح متحقق غير‬
‫ملتبس ول مختلط كانت أفضل وأحسن وأثرها في الناس أوقع وأجمل فإياكم أيها المجاهدون‬
‫والعشوائية فإنها مدمرة تهدم كل ما بنيتموه وتضيع كل ما جمعتموه وتهدر الطاقات وتفرق‬
‫الجماعات وتنشط الحزبيات وتستعدي الطواغيت على الموحدين ويخترقوا الصف المسلم من‬
‫خللها بالستمالة والحتواء وينهدم الصرح بعد البناء ويكون أثراً بعد عين وتنتهي التجربة بل إفادة‬
‫ول عبرة ول دروس مستفادة وهكذا الحال من يوم سقوط الخلفة حتى الن مع أن المة أكثر من‬
‫مليار ولكنها غثاء إل من رحم ربك وهم قليل من قليل من قليل نسأل ال أن يمكن لهم ويرد لهم‬
‫عزهم فعلى كل مسلم أن يعرف قدره وإمكانياته وعليه أن يحدد هدفه جيدا ويعلم حقيقة ما يقوم به‬
‫من عمل في سبيل ال ونصرة دين ال عليه أن يحدد ما يتقنة جيداً إن كان في التدريب أو في‬
‫الدعوة خطيباً أو كاتباً أو معلماً أو في العداد بماله ودعائه وتخطيطه وتنسيقه المهم أن كل مسلم‬
‫يحدد العمل الذي يجيده ويبرع فيه ويتخصص في تفاصأيله وكل أصأوله وتفريعاته حتى تكتمل منظومة‬
‫العمل وتنطلق على نور من ربنا وهدى من نبينا صألى ال عليه وسلم خدمة لمتنا ونصره لديننا‬
‫مسترشدين بما كان عليه الصحابة الكرام والسلف العلم فهم ثالث مصادر الستدلل عند أهل‬
‫العتدال فمن حاد عن طريقهم فهو من أهل الضلل ومن يهد ال فهو المهتد ومن يضلل فما لهم‬
‫من دونه من وال ‪0‬‬

‫وقبل الختام وصية ودعاء‬

‫‪493‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وصأايا على طريق الجنة‬


‫الوصأية الولى‬
‫أخلص ل نيلُتك‬
‫‪..‬آكتُل الخلص‬
‫ك ذلك المشهتد المؤلتم عندما تتخيلُهُ حقيقةً ماثلةً أمام ق‬
‫ك بعد أن قتللققفلتهُ ُأذنيك وأنت به‬ ‫ك ويهولُ ق‬
‫يروعُ ق‬
‫!!موتقن‬
‫!! إنه مشهُد ألول قخلتق ال ُتسلعُر بهم اللناُر يوم القيامتة‬

‫‪494‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثلم تتساءُل كيف هاقن عليهم ؟! بل كيف تحلملوا أن يكون ذلك مصيُرهم؛ وهم الذين لن قيبلُقغ أحمد‬
‫صبر في سبيتل ما ح ل‬
‫صلوا؟‬ ‫!مبلغهم من الُجهتد واللتع ت‬
‫ب وال ل‬
‫ئ للقرآن وشهيمد ومنفمق للمال(‬‫)!!قار م‬
‫!كم تتعب اللوُل وكم ستهقر وكم أعاقد حتى حف ق‬
‫ظ القرآن؟‬
‫!كم صأبر الثاني وكم صأابر ورابط حتى لقي العدو ثلم استشهد؟‬
‫سعي والكلد حتى ح ل‬
‫صل المال ثلم أنفق؟‬ ‫!وكم تحلمل الثالث ال ل‬
‫ثلم ما الذي حدث؟! ما الذي تغلير؟! وما الخلتل الذي ألودى بعمتل هؤلتء ثلم بحياتتهم إلى بئس‬
‫!المصير؟‬
‫ف ما كان يخافهُ علينا رسول ال ‪ -‬صأللى الُ قعلقليته وقس لقم‬ ‫‪- ..‬إندهُ الشرُك الخفي‪ ،‬أخو ُ‬
‫‪.‬إلنه الرياء آكتُل الخل ت‬
‫ص وملتتهُم العمال وُمفسُد الرنيات‬
‫سعُي الحثيث والكدد المريتر والُجهد الباتلغ‪ ،‬من أجل كلمةة واحدة أوإشارة واحدة‪) :‬هو قارئ‪..‬هو‬ ‫إلنه ال ل‬
‫شجاع‪..‬هو منفق( وقد قيل!! ثلم ماذا؟‬
‫ضخم قضلية‬ ‫‪..‬أ ل‬
‫إلن أضخقم قضيةة واجهها التوجداُن النساني ويواتجُهها‪ ,‬وكانت ولزالت وستظدل القضيةق المحورية التي‬
‫قدفقع السلمُ بها دفعاً لتقويتم سلوك النسان وتصرفاتته‪ ,‬وتصحيتح نظرته وتصوراته هي النية‪ .‬وهي‬
‫ع‪ ,‬والدركُن الذي ليتجزئ‪ ،‬وحجُر اللزاوية لي عمةل من العمال‪ .‬بها يقلكبُيُر العمل‬ ‫الصأُل الذي ل يتفلر ُ‬
‫ب والتعقاب!!‪".‬قتل الق ألعبُُد‬
‫سد‪ ,‬وعليها يكون الجزاءُ والحساب‪ ,‬والثوا ُ‬
‫ت ت‬
‫صدح‪ ,‬وبدونها قيضيُع ويقيلف ُ‬ ‫وي ُ‬
‫صاً لقهُ تديلتني‬ ‫ت‬
‫‪ُ" ..‬ملخل ق‬
‫ف الرادة؛ فإن المجازاة‬ ‫طالما صأاح بها المحاسبي رحمه ال منربهاً ومذركرًا‪) :‬افحص عن الرنية‪ ،‬واعر ت‬
‫ُ‬
‫بالنية‪(.‬‬
‫‪:‬الخلص‬
‫زادك الذي به تثُبت‪ ،‬وبه ُتواجه‪ ،‬وبه تصبر وتصابر‪ ،‬وبه تتجللد وُتجاتلد " فقيقعلتقم قما تفي قُيُلوبتتهلم فققأنقزقل‬
‫ستكينقةق قعلقليتهلم قوأققثابقيُهلم فقيلتًحا ققتريًبا‬
‫" ال ل‬
‫صاتلح‪ ،‬والددعاء الخالص‪،‬‬ ‫صُل إلى ال؛ فإليه يصعُد القكلتُم الرطيب‪ ،‬والعمُل ال ل‬ ‫إلنه زادك الذي به ت ت‬
‫‪.‬واللدمُع اللنقي‬

‫‪495‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صم با ت‬‫ص ل جنلةً ومن ييلعت ت‬ ‫تت‬
‫ل فالُ قحلسبُهُ‬ ‫ق‬ ‫أُمتلخذ الخل ت ُ‬
‫ك التي قتحتمُلها على راحتيك‬ ‫س ماتلك وسبيُلك للفوز في تجارةة بضاعُتها روُح ق‬ ‫‪..‬إنه زاُدك ورأ ُ‬
‫صى غايتة الُجوتد‬ ‫س أققل ق‬ ‫والجوُد بالنليلف ت‬ ‫ضلن القجواُد تبها‬‫س إتلن ق‬ ‫يقُجوُد بالنليلف ت‬
‫صيبُيقها أو إلى المقرأقةة "‬‫ت وإتنلما لتُكرل المترةئ ما نقيوى فقمن كانت تهلجرتُهُ إلى ُدنلييا ي ت‬
‫ق ُ‬ ‫ق‬ ‫ق قل‬
‫ت ت‬
‫إنما القلعقماُل بالنريليا ق ق‬
‫"يقيلنتكُحقها فقتهلجقرتُهُ إلى ما قهاقجقر إليه‬
‫صأها‬‫س حاجةً إلى استحضاتر الرنية وإخل ت‬ ‫ت حاقل المجاهتدين في سبيل ال فوجدُتهم أشد اللنا ت‬ ‫ولقد تأمل ُ‬
‫وتجريتدها مما يشوُبها؛ وما ذلك إلل لخطورتة ما يقومون به‪ ،‬وما ُيتوقع أن يتعرضوا له‪ :‬من كلسةر أو بقيلتةر‬
‫ك أنها أمومر شاقة تجدد شاقة‪ ،‬وكبيرةم تجدد كبيرة‪ ،‬ولُرلبما طاقل مقاُمها‬ ‫أوقتةل أو أقلسةر أوتسجةن وإيذاةء‪ ,‬ولش ل‬
‫ي شيء يقلسُلون؟! أم بأي شيء يتصلبرون؟! أم إلى أي شيةء قيسُكنون‬ ‫مع من ُيصاب بها‪ ،‬فبأ ر‬
‫ويستريحون؛ إن لم تكن نياُتهم صأادقة وعمُلهم خالصاً فيجدوا للقتم اللبلء وحرارتته بلرد الققبول الذي‬
‫!يأملونقهُ من ربهم عز وجل؟‬
‫سهل كما ُيحاول أن يصرورهُ البعض!! بل شامق ومضةن يحتاج من العبتد أن يكون خبيراً‬ ‫والمُر ليس بال ل‬
‫بمداتخل الشيطان ونزوا ت‬
‫ت اللنفس وأهوائها‪ ,‬فيكون حذراً منتبهاً مدركاً لقوتل سفيان الثوري رحمه ال‪:‬‬
‫ص قيميز‬
‫)ما عالجت شيئاً أشد عللي من نليتي فإنها تنقلب عللي(‪ 1‬وُمتدربراً لقول يحيى بن معاذ )الخل ُ‬
‫ت‬
‫ص‬‫العمل من العيوب‪ ،‬كتمييز الللبن من الفرث والدم(‪ 2‬ومصغياً ليوسف بن أسباط وهو ينادي )تخلي ُ‬
‫) (الرنية من فسادها أشدد على العاملين من طول الجتهاد(‪3‬‬
‫ي بهم أ ن يفرتشوا عن نلياتتهم ويقلستلجوُبوا أنُفسُهم وُيحرققوا في‬
‫وهل العاملون إل هم وأمثالُهم !؟ فحر م‬
‫ُمرادهم؛ فأي خسارةة يمكن أن يُلمنى بها النسان أعظُم من ضياتع ُجهةد ُرلبما كللفه حياقته أوحرليته‬
‫‪!.‬أوسلمته؟‬
‫‪..‬حقيقة البيعة‬
‫ب العناُق لكلمةة أو عطيةة أو‬ ‫ت الُمتهاتفتون‪ ،‬وتقلشقرئ د‬ ‫عندما قتكثُيُر اللدعاوى‪ ،‬وترتفُع الصأوا ُ‬
‫ت‪ ،‬ويتهاف ُ‬
‫ب ومحبةُ‬ ‫ص في القل ت‬ ‫ت‬ ‫ت ة‬
‫منحة‪ ،‬تبرُز حقيقة البيعة!! هذا ما أدركه ابُن القريم حين نادى‪) :‬ل قيجتمُع الخل ُ‬
‫المدتح والثناء والطمع فيما عند الناس‪ ،‬إل كما يجتمُع الماءُ واللنار والضب والُحوت‪ ،‬فإذا حلدثتك‬
‫ب الخلص فأقبل على اللطمع أولً فاذبحه بسكيتن اليأس‪ ،‬وأقتبل على المدتح واللثناء‬ ‫نفسك بطل ت‬

‫‪496‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فازهد فيتهما زهد علشاق الدنيا في الخرة‪ ،‬فإذا استقام لك ذبُح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل‬
‫عليك الخلص(‬
‫‪..‬انظر ما خالط قلبك‬
‫‪ ..‬انُظر إلى قلبك جيداً !! انظر إلى أخلطه‪ ..‬إلى شوائبه‬
‫انظر إلى ما ُيعركُر الصفاء ويوتهم بالنقاء‪..‬إلى ما يشروه الحقيقة ويلرمع الخيال‪ ..‬إلى ما يجعُلك تسقط‬
‫!!وأنت من أراد الُعلو‬
‫ف صأاتحبقهُ عند من ل‬
‫صة التفُكر في أثر اللتساهل في هذه القضية‬ ‫نُريُده إخلصأاً يتجاوز الرلسان‪ ،‬ليوق ق‬
‫‪.‬الضخمة‬
‫ك أنه يصيب جماعة المجاهدين فيؤرخُر‬ ‫ب ُيصاب به الفرد‪ ،‬لش ل‬ ‫ب مدةح أو تطلدةع لمنص ة‬ ‫فرياءم أو ح د‬
‫اللنصر‪ ،‬ويصرعب المر‪ ،‬ويسرلط العدو‪ ،‬فإلما توبة ُتبتعُد علنا ُشؤم تلك المعصية‪ ،‬وإلما أن ُنبتعد من عرفنا‬
‫‪.‬منه ذلك من بيننا‬
‫ض الُخنوع فثار‬
‫ض القليد فتحلرر‪ ،‬ورف ق‬ ‫‪.‬المجاهُد حمر‪ ..‬رفض الدذل فتحرك‪ ،‬ورف ق‬
‫صألقتتي‬ ‫ت‬
‫إنك حمر ومن سمات الُحر الغيرة‪ ،‬فل ترضى أن ُيشاركك في سعيك إلى ال شيء‪".‬قُلل إتلن ق‬
‫ب ا لقعالقتميقن‬‫ي قوقمقماتتي لتلدته قر ر‬ ‫"ونُ ت‬
‫سكي قوقملحقيا ق‬ ‫ق ُ‬
‫صأحبةق الصالحين ومنعه الققبوقل‬ ‫ثلم احذر فإلن ال )إذا أبغض عبداً أعطاه ثلثاً ومنعه ثلثًا‪ ،‬أعطاهُ ُ‬
‫صدق فيها(‬ ‫منهم‪ ،‬وأعطاهُ العماقل الصالحة ومنعه الخلص فيها‪ ،‬وأعطاهُ الحكمة ومنعه ال ت‬
‫ق‬
‫ط ُختلط عليه"‬ ‫صأتفي له ومن قخلق ق‬ ‫”‪..‬من صأفا ُ‬
‫‪:‬هذا صأفا‬
‫ضره ذلك فكفاهُ أن يعترفه ردبه يوم‬ ‫رجمل من العراب )لم يذُكر الدرواة اسمه للنه غير معروف‪ ،‬ولكن ما ل‬
‫سرائر( جاء إلى النبي فآمن به والتبعه ثم قال‪ُ :‬أهاجر معك فأوصأى به النبدي بعض أصأحابه فلما‬ ‫ُتبلى ال ل‬
‫سم له وكان يرعى ظهرهم فللما دفعوه إليه‬ ‫ت‬
‫سم وقققسم له‪ ،‬فأعطى أصأحابه ما قق ق‬
‫كانت غزوةم غقنم النبدي فق ق‬
‫قال‪ :‬ما هذا؟ قالوا ققلسمم قققسم لك النبي فأخذه فجاء به إلى النبي ‪ -‬صأللى الُ قعلقليته وقس لقم‪ -‬فقال‪ :‬ما‬
‫هذا؟ قال‪ ) :‬قسمُته لك (!! قال‪ :‬ما على هذا أتبُعك ولكن التبلعُتك على أن أُلرقمى إلى ها هنا وأشار‬
‫تت‬
‫ك (‪ ،‬فلبثوا قليلً ثم نهضوا في‬ ‫صُدتق ال يق ل‬
‫صُدقل ق‬ ‫إلى قحلقه بسهةم فأموت فأدخل الجنة‪ .‬فقال‪):‬إن تق ل‬
‫قتال العددو فأُتتقي به النبقي يُلحقمُل قد أصأابه سهمم حيث أشار فقال‪ :‬النبي ‪ -‬صأللى الُ قعلقليته وقس لقم‪:-‬‬

‫‪497‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صقدقه ( ثم قكلفنه النبي في ُجلبة له ثم قلدمه فصلى عليه‬
‫صأقدقق الق فق ق‬
‫) أُهو هو؟ ( قالوا‪ :‬نعم قال‪ ) :‬ق‬
‫فكان مما ظهر من صألته الللهم هذا عُبدك خرج مهاجراً في سبيلك فُقتل شهيداً أنا شهيد على ذلك‬
‫)‬
‫‪ ..‬وهذا خلط‬
‫ت أشتريها فأنتفُع بها في غزوي‪،‬‬ ‫ضنا تمخلةً فقل ُ‬
‫ض بع ُ‬ ‫ت في البحر فقيقعر ق‬
‫ُيروى عن بعضهم قال‪ :‬غزو ُ‬
‫ت تلك الليلة في النوتم كأن شخصين قد نزل‬ ‫ت مدينةق كذا تبعُتها فربحت فيها‪ ،‬فاشتريُتها فرأي ُ‬
‫فإذا دخل ُ‬
‫من السماتء فقال أحدهما‪ :‬لصاحتبه‪ :‬اكتب الغُزاقة‪ ،‬فأملى عليه‪ :‬خرج فلمن ُمتقينقيرزهًا‪ ،‬وفلمن ُمرائيًا‪،‬‬
‫ت ال ال في‬ ‫وفلمن تاجرًا‪ ،‬وفلمن في سبيل ال‪ .‬ثم نظر إللي وقال‪ :‬اكُتب فلمن خرج تاتجرًا!! فقل ُ‬
‫ت‬
‫ت إل للغزو‪ .‬فقال‪ :‬يا شيخ قد أشتري ق‬ ‫أمري‪ ،‬ما خرجت ألتجُر‪ ،‬وما معي تجارًة ألتجر فيها!! ما خرج ُ‬
‫ت‪ :‬ل تكتبوني تاجراً فنظر إلى صأاحبه وقال‪ :‬ما ترى؟‬
‫ت وقل ُ‬
‫أمس مخلًة تريُد أن تربح فيها!! فبكي ُ‬
‫فقال‪ :‬اكُتب خرقج فلمن غازياً إلل ألنه اشترى في طريتقه مخلًة ليربح فيها‪ ،‬حتى يحكم ال عز وجل‬
‫‪.‬فيه بما يرى‬
‫‪.‬وقد قيل‪ :‬الخلص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها‬
‫‪.‬ومن علماته ‪ :‬استواء المدح والذم ‪ ,‬فل تعبء بهما‪ ,‬فهما عندك سواء‬
‫‪..‬وصأايا‬
‫ضقي الُ قعلنهُ ‪ -‬يا قعلبقد ال لته •‬ ‫قال رسوُل ال ‪ -‬صأللى ال قعلقليته وس لم‪ -‬يوصأي عبد ال بن عمرو ‪ -‬ر ت‬
‫ق‬ ‫ق ق‬ ‫ُ‬
‫ك ال ُمقرائتًيا‬ ‫صأابتًرا ُملحتقتسًبا قوإتلن ققاتقيل ق‬
‫ت ُمقرائتًيا ُمقكاثتًرا بقيقعثق ق‬ ‫ك ال ق‬ ‫صأابتًرا ُملحتقتسًبا بقيقعثق ق‬
‫ت ق‬‫بن قعلمةرو إن ققاتقيل ق‬
‫ك ال على تلك ا لقحاتل‬ ‫ت أو قُتتل ق‬
‫ت بقيقعثق ق‬ ‫ي قحاةل ققاتقيل ق‬ ‫"ُمقكاثتًرا يا قعلبقد ال لته بن قعلمةرو على أق ر‬
‫‪ ...‬أيها المسلم‬
‫لتغتر بما أنت عليه من طاعة فل تدرى بما ُيختم لك فالدنيا تتقلب بأهلها والعبرة بالخواتيم فاسأل‬
‫"ال حسن الخاتمة وقل "يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك‬
‫ضقي الُ قعلنهُ ‪ -‬سعد ابن أبي وقاص بمحاسبتة نفسه وموعظتة جيتشه‪ .‬وألمترتهم •‬
‫وأوصأى الفاروُق ‪ -‬ر ت‬
‫ق‬
‫بالرنية الحسنة والصبر؛ فإن النصر يأتي من ال على ققلدتر الرنية‪ ،‬والجر على قدر التحسبة‪ ،‬وسلوا ال‬
‫العافية وأكتثروا من قوتل‪ :‬ل حول ول قوة ال بال العلي العظيم‬
‫وكتب رضى ال تعالى عنه إلى أبى موسى الشعرى‪ :‬من خُلصت نيرُته كفاه ال تعالى ما بينه وبين الناس‬

‫‪498‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إن هذا يومم من أيام ال‪ ،‬ل ينبغي فيه الفخر ول البغي‪ .‬أختلصوا جهاقدكم‪ ،‬وأريدوا ال بعمتلكم‪ .‬فإن( •‬
‫‪.‬هذا ما أوصأى به سيف ال خالد جنده يوم اليرموك )هذا يومم له ما بعده‬
‫ص ول اقتداةء كالمسافر •‬ ‫وهذا ابن القيتم يوصأيك برائعةة من فوائده حين يقول‪ ):‬العمُل بغير إخل ة‬
‫يملؤ تجرابه رملً ُيثقله ول قينفُعه(‬
‫ت يُيلنتفُق ُعمره قحيران ل ظققفمر ول إلخفاُق‬ ‫ت العزما ت‬
‫وُمشتل ُ ق‬
‫ضُرقك أن ل يعترفك أحد؟‬ ‫هل يق ُ‬
‫ص على أن ل يعرقفه أحمد‪ ،‬ول‬ ‫تة‬ ‫ت‬
‫ب أن يترلبى عليها ُكل مجاهد في سبيل ال حين قيحُر ُ‬ ‫إنها التربيةُ التي يج ُ‬
‫ص على إبراتزها‬
‫يقلحقفُل به أحمد‪ ،‬ول ُيشيُر إليه أحمد‪ ،‬وهي تربيةم عمريةم كان الفاروُق رضي ال عنه حري م‬
‫س حقيقة‬‫أمام جنوتده وأمام رعيلتته في المواقف التي ل بُلد من اللتأكيتد عليها حلتى يستتقر في النفو ت‬
‫‪.‬الخلص‬
‫ك؟ قال الرسول‪:‬‬ ‫فبعقد معركة نهاوند جاءهُ اللرسوُل ُمب ر‬
‫شراً بالفتتح العظيم فقال لهُ عمر‪ :‬الُنعماُن بعث ق‬
‫احتسب الدنعمان يا أمير المؤمنين‪ ،‬فبكى ُعمر واسترجع‪ .‬ثلم قال‪ :‬ومن ويحك! قال‪ :‬فلن وفلن حتلى‬
‫علد له ناساً كثيرًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬وآخرين يا أمير المؤمنين ل تعرُفهم فقال عمر وهو يبكي‪ :‬ل يق ُ‬
‫ضدرهم ألد‬
‫‪.‬يعرفقيُهم عمر ولكدن ال يعرفهم‬
‫‪:‬أيها الُحر‬
‫ك وتزكيتك‪ ،‬فاحذر أن ُتصردق‪ ،‬فأنت أعلُم بنفتسك‬‫ك اللناس وبالغوا في مدح ق‬ ‫ث أن احتفى ب ق‬ ‫وإذا قحقد ق‬
‫من غيرك‪ ،‬ورردد أماقمهم ما كان ُيرردُده الصالحون المخلصون الخائفون‪ :‬أنا أعلقُم تبنفسي من غيري‪،‬‬
‫ورربي أعلُم تبنفسي تمرني‪ ،‬ال لُهلم ل ُتؤاتخذهم تبما قيقولون‪ ،‬واجعلني أفضل تملما قيظنون‪ ،‬واغفر لي مال‬
‫‪.‬قيعلمون‬
‫كن كصاحب النقب‬
‫تقياً نقياً خفيًاتعمل لنصرة السلم أينما كنت ‪,‬حذراً من النتماء الضيق للحزاب والجماعات ‪,‬فأنت‬
‫سنة والجماعة الفرقة الناجية‬
‫مسلم موحد مجاهد لتنتمى إلى غير السلم ول ترضى باسم غيرأهل ال ُ‬
‫والطائفة المنصورة التى يميزها عن غيرها أنها طائفة مجاهدة إلى قيام الساعة ليضرها من خذلها‬
‫‪,‬فكن من ُأولئك الغرباء الذين يتمسكون بالصأول الثلثة المعصومة وماكان عليه الصحابة والسلف‬
‫الصالح‬

‫‪499‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إحذر الشهوة الخفية‬
‫حب الرئاسة والزعامة والتصدر باسم المصلحة ونصرة الدين فتميل بك إلى الهوى والجدال‬
‫والتعصب وتنتهى إلى الفرقة والتنازع والشتات وتمزق راية المسلمين فبرهن على صأدق إخلصأك‬
‫وليضرك أن تكون فى المقدمة أو الساقة فالمر ل وفى سبيل ال فجاهد نفسك أن تطبق وتعمل‬
‫بماتتعلمه فى الواقع وعند التنازع ودليل تجردك وإخلصأك مخالفة هواك واتهام نفسك‬
‫واعلم أن ديننا دين منهج ودليل لدين أشخاص وهو باق ببقاء المنهج‬
‫‪:‬أيها الُحر‬
‫ك ل يؤرثر عليك وحدك‪ ،‬وإنما يؤثر على المسيرةت‬
‫إنما يتعلثر من لم ُيخلص‪ ،‬وإلن قلبك الذي بين جنبي ق‬
‫!!ُكلها وقد نتعلثر بسببك‪ ،‬وقد تتعثر أنت بسبب غيرك إن لم ُيخلص ما دام معك‬
‫س أخلصي تتخللصي‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫‪.‬فلنقلجقعل شعارنا جميعًا‪ ،‬شعار الكرخي رحمه ال يوم يقول‪ :‬يا نف ُ‬
‫‪.‬واعلم أن إيثار ال عزوجل أفضُل من القتل في سبيل ال!! هكذا أدرك يوسف بن أسباط رحمه ال‬
‫صلفليتن ال أقلعلقُم بتنتيلتتته‬ ‫"وتلم ل في"ُر ل‬
‫ب ققتتيةل بين ال ل‬
‫إياك وسوء الظن‪....‬‬
‫هذا الداء العضال والمرض القاتل والسرطان المدمر الذى يسرى فى الجسد المسلم فالصأل في‬
‫المسلم السلمة وحسن الظن وعامل الناس بمثل ماتحب أن يعاملوك به وأحسن الظن بإخوانك‬
‫والتمس لهم العذار واتهم نفسك وتثبت قبل أن تتهم فتندم ولكن بعد فوات الوان حين لينفع‬
‫الندم وتحقق للعدو ماكان يسعى إليه من نشر الشائعات والخبار الكاذبة التى تحطم النفوس وتهدم‬
‫الرؤوس وتفرق الخوان وتشق الصف والبنيان وتقدح في القادة والمراء والدعاة والعلماء بالجهل‬
‫المركب فيصيبك العطب فتتولى كبر هذا الفك وتبوء بالثم بسوء الظن الذى ليغنى عن الحق‬
‫شيئا)وإن بعض الظن إثم( وماثبت بيقين ليزول بالشك والظن والحتمال فاحترس من الشيطان‬
‫أيها الحبيب المحب‬
‫‪.‬إن أردت الجنة فالجهاد والستشهاد فى سبيل ال أقصر الطرق إليها‪,‬ومن صأدق وصأل‬
‫فإن عجزت بنفسك فبمالك بتجهيز المجاهدين وكفالتهم واخلفهم فى أهليهم بخير‬
‫فإن عجزت عن ذلك فعليك بالعداد فهو كالصلة ليسقط بحال‬
‫فإن عجزت فل أُراك تعجز عن الدعاء للمجاهدبن بالنصر والتمكين‬

‫‪500‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.‬اللهم اجعلنا من أنصار دينك وسنة نبيك وعبادك المجاهدين‬
‫‪.‬وصألى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصأحبه وسلم‬
‫ض وهدي ال ملء كياني‬ ‫ما ة‬ ‫ما ة‬
‫ض وإن قطع الطغاة لسيياني‬
‫وتقولوا وتأولوا لي الذنب بالبهتيان‬ ‫ما ة‬
‫ض وإن نييذروا دمي‬
‫ماض وأعيلم التقى عنواني‬ ‫ض ونور الحق يسطع في دمي‬ ‫ما ة‬
‫بهما أهد صأياصأي الطغييان‬ ‫ماض وأسلحة العلم والتقيى‬
‫وبخافقي قلئد اليم ييان‬ ‫ماض على شفتي كنوز محمييد‬
‫أن يسرع الحكام للذعييان‬ ‫ماض إلى هدفي وليس يضيرني‬
‫لظامئ وتوهج القمار للحي يران‬ ‫ماض وفي كفي الرحيق‬
‫ضاقت بلد السجن والسجان‬ ‫ماض ومملكتيي بييلد ال إن‬
‫نمحق حياة القيد والرسيان‬ ‫ماض فإن تبغي الحياة فكن معي‬
‫هدي النبوة في أعز مكييان‬ ‫ونقم صأروح النور شامخة على‬
‫قبست سناها من سنا الرحمن‬ ‫شجر الجهاد نما فأورق عيزة‬
‫للباذلين النفس بعد ح يران‬ ‫أو ما ترى اليام تعطي حكمها‬
‫أخذ الكرى بمعاقد الجفيان‬ ‫نزلت على حكم المجاهد بعد ما‬
‫عادت تخوف صأولة الوثيان‬ ‫فإلدي يا مستضعفون إلدي مييا‬
‫في القدس في يافا وفي الجولن‬ ‫وجنود ربك جلجلة صأيحاتهيم‬
‫فصروحهم تعلو إلى الذقيان‬ ‫ُكشف الغطاء وخر كل مجيوف‬

‫‪501‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم‬
‫اللهم ببابك أوقفنا ركائب الذل والنكسار وبجنابك أنخنا نجائب العجز والفتقار ‪ ,‬ولعطائك مددنا‬
‫يد الفاقة والضطرار ‪ ,‬وبفنائك وقفنا وأنت عالم السرار ‪ ,‬فتقبل منا عملنا وأنفعنا والمسلمين به في‬
‫الدنيا والخرة رب فل تجعل ما ألفته قرائحنا مردوداً إلينا بالطرد والبعاد ولما سطرته أناملنا شهيداً‬
‫علينا يوم يقوم الشهاد وارزقنا شهادة ننال بها أعلى رتب الزلفى لديك وبيض وجوهنا يوم تسود‬
‫‪ .‬الوجوه وتبيض بين يديك فأنت ذو الطول العظيم والفضل العميم ول حول ول قوة إل بك يا ال‬
‫ت ظلم الشرك‬
‫اللهم وصأل أفضل صألة وأكملها وأشرفها قدراً وأجزلها علي سيدنا محمد الذي أذهب ق‬
‫باجتهاده وأرهبت أمم الفك بجهاده وجلده ‪ ,‬وعلى آله العيان والمجاد ‪ ,‬وعلى صأحبه الشجعان‬
‫النجاد وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً ‪}0.‬خاتمة مشارع الشواق ومصارع العشاق {‬
‫رحم ال ابن النحاس فقد صأدق ال فصدقه وتقبل منه ومات شهيداً في ثغر دمياط سنة ‪814‬ه‬
‫فمن سأل ال الشهادة بصدق بلغه منازل الشهداء ولو مات على فراشه فالصدق الصدق وهو النجاة‬
‫من الهموم والغموم والفتن والهوال عند المنون وهو الطريق إلى العز والتمكين في جنات النعيم‬
‫بجوار رب العالمين وسيد المرسلين ‪ ,‬فاللهم ارزقنا الصدق والخلص وارزقنا الشهادة في سبيلك‬
‫مقبلين غير مدبرين نكاية وذل لعدائك و نصرة لدينك وأوليائك وسنة نبيك وعبادك الموحدين‬
‫المجاهدين ‪ ,‬وصألى ال على نبينا محمد وعلى آله وصأحبه أجمعين‬
‫‪1/7/1429‬هي‬ ‫وكان الفراغ منه يوم الجمعة ليلة السبت غرة رجب والحمد ل الذي بنعمته تتم الصالحات ‪,‬‬
‫أسأل ال أن يتقبله منى وينفع به المسلمين والمجاهدين وأن ليحرمنى بذنوبى وفجراتى وغدراتى‬
‫فإنى وال مازلت أصأحح إسلمى وأجاهد نفسى للستقامة على اليمان وأدعوا كل من يعرفنى أن‬
‫يسامحنى ويدعوا لى بالستر والعفو والغفران والشهادة وحسن الختام ومن انتفع بشىئ مماكتبناه‬
‫فليتوجه إلى الرحمن ويرفع اليدان ويقول باللسان وحضور القجقنان رحمك ال ياأبا سلمان وزحزحك‬
‫عن النيران ‪0‬‬
‫في‬
‫الغَليْ ِ‬
‫خ‬ ‫أبو سلمُان عبدالله بن محمُد‬
‫إنتهى بتوفيق ال الجزء الول من الخماسية ويليه الجزء الثانى شبهات حول الجهاد والطريق إلى أرض المعركة‬
‫للتواصأل عبر البريد اللكترونى ‪}algolayfe@yahoo.com‬الغُلقليتفى آت ياهو ضدت كوم{‬

‫‪502‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من مؤلفات الشيخ عبد ال بن محمد الغليفى –رحمه ال ‪-‬‬


‫أولً سلسلة مباحث ودراسات فى عقيدة أهل السنة والجماعة‬

‫تحقيق مسائل اليمان والكفر والتوحيد والشرك‪ ,‬صأدر منها الرسائل التالية‬

‫‪-1‬مختصر الوجاء من شبهات الخوارج والرجاء‬

‫‪-2‬البيان والشهار في كشف زيغ من توقف في تكفير المشركين والكفار‬

‫)تحقيق كلم شيخي السلم بن تيمية وبن عبد الوهاب في تكفير المعين والعذر بالجهل(‬

‫‪-3‬بيان حقيقة التوحيد الذي جهله كثير من العبيد)مختارات عقدية من الدرر السنية(‬

‫‪-4‬العذر بالجهل بين ضبط السلف واضطراب الخلف‬

‫‪-5‬مقدمة في علم التوحيد)متن في التوحيد والشرك واليمان والكفر(‬

‫‪-6‬التنبيهات المختصرة على المسائل الخلفية المنتشرة‪ ,‬وهى أربع مسائل‬

‫حقيقة اليمان ومنزلة أعمال الجوارح‬

‫الحكم والتحاكم وأحوال المتحاكمين‬

‫العذر بالجهل حقيقته ومعناه‬

‫كفر تارك الصلة‬

‫‪-7‬أثار كفر الردة على المجتمع السلمي‬

‫‪-8‬أهل السنة بين مطرقة الخوارج وسندان المرجئة‬

‫‪503‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-9‬العذر بالجهل أسماء وأحكام‬

‫‪-10‬حكم السلم في العلمانية والديمقراطية والنتخابات البرلمانية‬

‫‪ -11‬مجمل أقوال السلف وكبار العلماء في ذم المرجئة والرجاء‬

‫‪-12‬شرح نواقض السلم وحكم من أعان المرتدين والمريكان‬

‫‪-13‬فصل الكلم في الحاكمية والحكام‬

‫‪-14‬قرة عيون المجاهدين}الطريق إلى أرض المعركة{‬

‫‪ -15‬بين سيد إمام والقاعدة‬

‫‪ -16‬القطبية من سيد قطب إلى عبد المجيد الشاذلي‬

‫‪ -17‬أيها الموحد من يحمل هم هذا الدين ؟‬

‫‪-ُ18‬ثانيًا‪ :‬سلسلة رسائل في التوحيد وهى مجموعة رسائل في التوحيد‬

‫والولء والبراء‪ ,‬والحاكمية وكفر مبدل الشريعة ‪ ,‬والجهاد ‪,‬ونوا قض السلم ‪,‬‬

‫وكشف الشبهات والقواعد الربعة‬

‫‪ -19‬خماسية الجهاد)الرشاد إلى طريق الجهاد(كيف تكون مجاهداً سنًيا فى سبيل ال‬

‫‪-20‬الكفر بالطاغوت بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة‬

‫‪ -21‬حكم الشريعة الغراء فى كيفية الغسل والتكفين والدفن والعزاء‬

‫‪ -22‬ثالثًا‪ :‬سلسلة المسائل العلمية المحققة صأدر منها‬

‫بحث فى معنى اللعن وحقيقته و حكم لعن المعين‬

‫‪504‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مسألة تقسيم الدين إلى أصأول وفروع‬

‫بحث فى معنى حديث خلق ال آدم على صأورة الرحمن‬

‫بحث فى المسح على الخفين‬

‫بحث في أن أسماء ال توقيفية لمجال للعقل فيها‬

‫حكم الجلوس للتعزية والجتماع عند أهل الميت بعد دفنه‬

‫هل رأى النبى صألى ال عليه وسلم ربه ؟‬

‫بحث فى المجاز وحقيقته‬

‫بحث فى حكم الدم وأنواعه و هل هو طاهر أم نجس؟‬

‫بحث فى حكم جمع صألة العصر مع الجمعة‬

‫‪ -23‬إعلم التقياء بتحريم الموسيقى والغناء والفرق بين الناشيد والحداء‬

‫‪ -24‬السلفيون والثورة على أى شئ نجتمع وتحت أى راية نقف!!‬

‫‪ -25‬حكم الستفتاء على الدستور المخالف لدين ال وما جاء به الرسول صألى ال عليه وسلم‬

‫‪-26‬رابعاً سلسلة شوارد ومتفرقات صأدر منها‬

‫الذين سجنوا وماتوا فى السجن من أهل السلم‬

‫من على جدران زنازين الطواغيت‬

‫الحملة الشعبية للغاء جهاز مباحث أمن الدولة‬

‫الحقيقة التى يعرفها كل الناس‬

‫‪505‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اعتكاف رغم أنوف الطواغيت‬

‫‪-27‬إلى دعاة الفضائيات‬

‫‪-28‬أسئلة وأجوبة فى اليمان والكفر والعذر بالجهل‬

‫‪ -29‬لماذا إحياء مذهب الصحابة وفقه الصحابة رضى ال عنهم‬

‫‪ -30‬الفروق العقدية بين عقيدة السلف وأدعياء السلفية )الفرق بين السلف والسلفية (‬

‫‪ -31‬محبة ال بين الحقيقة والدعاء‬

‫‪ -32‬أيها المسلم من قدوتك ‪ ,‬وهل حقاً تحب رسول ال صألى ال عليه وسلم !!!‬

‫‪ -33‬بيوت مطمئنة )ثغرات فى بيوت الدعاة(‬

‫‪ -34‬وصأايا نبوية فى تأمين الجبهة الداخلية )تربية الزوجة (‬

‫‪ -35‬كتاب الحقائق وفيه‪:‬‬

‫حقيقة التوحيد ‪...‬حقيقة الشرك ‪...‬حقيقة اليمان ‪...‬حقيقة الكفر‪....‬حقيقة السلم‬

‫حقيقة العلمانية ‪...‬حقيقة الديمقراطية‪...‬حقيقة القومية ‪...‬حقيقة الليبرالية‪...‬حقيقة البهائية‬

‫حقيقة القديانية‪..‬حقيقة الصوفية‪..‬حقيقة الوطنية‪..‬حقيقة النصرانية‪..‬حقيقة الشيعة والرافضة‪.‬‬

‫‪ -36‬الرد على أهل الغلو والتوقف والتبين من كلم شيخ السلم بن تيمية‪-‬رحمه ال‪-‬‬

‫‪ -37‬عشرون وصأية على طريق الجنة)وصأايا للقادة والمجاهدين( نصرهم ال ‪.‬‬

‫هذه السلسل وغيرها من مؤلفات فضيلة الشيخ عبد ال بن محمد الغليفى‪ -‬رحمه ال تعالى ‪-‬‬
‫تصدرها وتقوم على نشرها وتوزيعها دار القرآن للطبع والنشر والتوزيع بغليفة وكل من أراد طبعها‬

‫‪506‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ونشرها بين المسلمين فله ذلك بدون حقوق طبع بشرط عدم التغيير في الصأل ول مانع من‬
‫التعليق والحواشي‪.‬‬

‫والشيخ بريئ من كل مايخالف الكتاب والسنة وماعليه الصحابة وسلف المة وهو راجع عنه‬
‫ويهيب بكل مسلم ناصأح وطالب علم ناجح يحب الخير للمسلمين وقع على خطأ أو إستدراك أو‬
‫إستفسار أو إستفصال أن يرسل به على البريد اللكترونى وله منا الدعاء ومن ال خير الجزاء‬
‫وحسن الثواب فالمؤمنون نصحة يحسنون الظن بإخوانهم والمنافقون فسقة غششة‪0‬‬

‫الفهرس‬
‫رقم الصفحة‬ ‫موضوعات الخماسية‬

‫‪3‬‬ ‫‪......................................... .............................................................................................‬‬ ‫إهداء‬


‫‪5‬‬ ‫‪... ................................. ....................................................................‬‬ ‫مقدمة المؤلف‬
‫‪12‬‬ ‫‪... ..........................................................................................‬‬ ‫فضل الجهاد والمجاهدين‬
‫‪12‬‬ ‫تعرحيف الهـ ـ ــاد‬
‫‪... ....... ............................................................................‬‬

‫‪14‬‬ ‫منزلة الهاد ف السلم ‪... ........................ .....................................................................‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪... ...............‬‬ ‫الهاد أفضل العمجمال على الطلق بعد اليان والصلة الكتوبة‬
‫‪24‬‬ ‫‪... ...... .................................................................‬‬ ‫من فضائل المجهادين فى سبيل ال‬
‫‪30‬‬ ‫‪... ...................................................‬‬ ‫فضييل الشه ي ي ي ييداء‬
‫‪30‬‬ ‫‪... ...................... ...................................‬‬‫تعرحيف الشهيـ ـ ـ ــد‬
‫‪31‬‬ ‫‪... .................................................‬‬ ‫تعرحيف العمجمليات الهادية الستشهادية الفدائية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرحق بي النتحرح والقائم بالعمجمليات الستشهادية ‪... .. ............................................‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫نشأة العمجمال الفدائية وتطورإها‬

‫‪507‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪38‬‬ ‫كيف انتقلت العمجمال الفدائية إل البلد السلمية ‪.........................................................‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫واقع العمجمال الفدائية العاصرح‬


‫‪48‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫أسباب تبن حرحكات القاومة السلمية العاصرحة للعمجمال الفدائية‬
‫‪49‬‬ ‫لاذا يلجمأ الاهد إل العمجمل الفدائي الستشهادىر ‪.............................................................‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪...............................................................................‬‬ ‫بعض أهداف العمجمال الفدائية‬


‫‪55‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫صورإ بعض العمجمليات الفدائية‬
‫‪59‬‬ ‫تقيق القول ف الرحاد بقوله تعال ) ول تلقوا بأيديكم إل التهلكة ( ‪............................‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫السألة الثانية‪ :‬الكم الشرحعي للقتحام الظنون فيه اللك‬

‫‪64‬‬ ‫‪.............................................................................................. ......‬‬ ‫أدلة القول الول اليز للقتحام‬

‫‪69‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬ ‫التجيح وشرحوط جواز هذه الصورإة‬


‫‪76‬‬ ‫الخاطرح بالنفس إيثارإ للخرحين ‪..............................................................................................‬‬

‫‪76‬‬ ‫السألة الثانية‪ :‬الكم الشرحعي للمجمخاطرحة بالنفس إيثارإا للخرحين ‪..................................‬‬

‫‪82‬‬ ‫العمجمال الت عيقتل فيها الاهد نفسه بيده‬


‫‪......................................................................‬‬

‫‪82‬‬ ‫السألة الول‪ :‬صورإة قصد قتل العدو وإصابة النفس خطأا ‪...........................................‬‬

‫‪83‬‬ ‫السألة الثانية‪ :‬الكم الشرحعي لقصد قتل العدو وإصابة النفس خطأا‪...........................‬‬

‫‪87‬‬ ‫‪.............................................................‬‬ ‫قتل النفس خوفا من السرح أو التعذيب‬


‫‪87‬‬ ‫السألة الول‪ :‬صورإة قتل النفس خوفا من السرح أو التعذيب ‪.....................................‬‬

‫‪87‬‬ ‫‪...................... .‬‬ ‫السألة الثانية‪ :‬الكم الشرحعي لقتل النفس خوفا من السرح أو التعذيب‬
‫‪90‬‬ ‫قول آخرح لبعض العاصرحين ‪...........................................................................................‬‬

‫‪93‬‬ ‫‪.................................................................................................‬‬ ‫التجيـ ــح‬


‫‪94‬‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫قتل النفس خوفا على مصال السلمجمي ودرإءا للكهم‬
‫وفـيـه مسألتان‪:‬‬
‫‪94‬‬ ‫السألة الول‪ :‬صورإة قتل النفس خوفا على مصال السلمجمي ودرإءا للكهم ‪......................‬‬

‫السألة الثانية‪ :‬الكم الشرحعي لقتل النفس خوفا على مصال السلمجمي ودرإءا للكهم‪94 .............‬‬

‫‪508‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪95‬‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫تـرحيـرح مـل النـزاع‬
‫‪95‬‬ ‫‪....................................................................‬‬ ‫الالة الول‪ :‬أن يكون السرح غاي خطي‬
‫‪95‬‬ ‫‪....................................................................‬‬ ‫الالة الثانية‪ :‬أن يكون السرح خطيا‬
‫‪95‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫فهذه الالة ل تلو من احتمجمالي‬
‫‪95‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القول الول ‪ :‬الـواز‬
‫‪96‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫ومن أدلة هذا القول‬
‫‪101‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫القول الثان ‪ :‬النع‬

‫‪101‬‬ ‫‪.............................................................................................‬‬ ‫أدلة هذا القول‬

‫‪103‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫الترجيح‬


‫‪105‬‬ ‫‪...............................................................‬‬ ‫تفجمي النفس بقصد النكاية بالعدو‬
‫‪106‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫اختلف العلمجماء العاصرحون ف هذه الصورإة على أرإبعة أقوال‬
‫‪106‬‬ ‫القول الول ‪ :‬جواز تفجمي النفس بقصد النكاية بالعدو ‪................................‬‬

‫‪107‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬ ‫أدلة القول الول‬


‫‪113‬‬ ‫القول الثان ‪ :‬ترحي تفجمي النفس بقصد النكاية بالعدو ‪.......................................‬‬

‫‪114‬‬ ‫أدلة القول الثان ‪...............................................................................‬‬

‫‪118‬‬ ‫ن الذي هو فيه‪ ،‬وترحي تفجميه نفسه ‪.....‬‬ ‫القول الثالث ‪ :‬جواز تفجمي الاهد الكا ع‬
‫‪119‬‬ ‫القول الرحابع ‪ :‬جواز تفجمي النفس بقصد النكاية بالعدو حال الضرحورإة ‪.........‬‬

‫‪120‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫اللف ف مسألة تتس العدو بالسلمجمي‬


‫‪130‬‬ ‫‪........................................... .‬‬ ‫شرحوط جواز تفجمي الاهد نفسه للنكاية بالعدو‬
‫‪131‬‬ ‫من الذي يقدرإ الضرحورإة‪ ،‬والصال والفاسد التتبة على هذه العمجمال ‪............‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫مسألة مهمجمة وهى العمجمليات الستشهادية ف البلد السلمية‬


‫‪137‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫دورإ الرحأة ف العمجمال الفدائية من خلل الوقائع العاصرحة‬
‫‪.‬‬ ‫حإكم قيام المرأة بالعمال الفدائية والعمليات الستشهادية‬

‫وفـيـه أربــع مسائل‪:‬‬

‫‪509‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪141‬‬ ‫‪............................................................‬‬ ‫السألة الول‪ :‬حكم الهاد بالنسبة للمجمرحأة‬
‫‪141‬‬ ‫‪.......................................................................‬‬ ‫أولا ( حكم خرحوج الرحأة لهاد الطلب‬
‫‪145‬‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫ما هي طبيعة العمجمال الت تشارإك فيها الرحأة‬
‫‪147‬‬ ‫ضوابط خرحوج الرحأة للجمهاد ‪...........................................................................................‬‬

‫‪151‬‬ ‫ثاني ا ( حكم خرحوج الرحأة لهاد الدفع ‪..............................................................................‬‬

‫‪153‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫استعرحاض بعض الوادث ف جهاد النساء للدفع من السية النبوية‬
‫‪157‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬النظر في اعتبار المحرم للمرأة المجاهدة‬
‫‪157‬‬ ‫‪................................................................‬‬ ‫أقوال العلماء في حكم سفر المرأة بدون محرم‬
‫‪158‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫من أدلة المانعين لسفر المرأة بدون محرم‬

‫‪159‬‬ ‫الثقات‪..................................................‬‬ ‫من أدلة المبيحين لسفر المرأة مع الرفقة أو النسوة‬

‫‪162‬‬ ‫‪.......................................................................‬‬ ‫مدة السفر الذي تمنع منه المرأة إل بمحرم‬

‫‪162‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫عدم اشتراط المحرم لسفر المرأة إذا كان من باب الضرورة‬

‫‪164‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫خلصاة حكم سفر المرأة للجهاد دون محرم‬

‫‪165‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬النظر في اعتبار الحجاب للمرأة المجاهدة‬

‫‪180‬‬ ‫‪. ..........................................‬‬ ‫الضوابط الشرعية لقيام المرأة بهذه العمال‬


‫‪185‬‬ ‫‪..........................................................................................................‬‬ ‫فضل الشهداء‬

‫‪187‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫الدديين ل يمنع الشهيد من دخول الجنة‬

‫‪191‬‬ ‫‪.................................................................‬‬ ‫فضل التحريض على الجهاد فى سإبيل ال‬

‫‪193‬‬ ‫‪........‬‬ ‫يا مشايخ الفضائيات يا تجار الدين وأعمدةا السإلطإين متى يكون الجهاد فرض‬

‫‪193‬‬ ‫‪.............................................................‬‬ ‫أم إبراهيم تخطب الحور العين لولدها إبراهيم‬

‫‪510‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪197‬‬ ‫التعرض للشهادة وطلبها بصادق ‪.................................................................................‬‬

‫‪199‬‬ ‫‪......................................................................................................‬‬ ‫أبو قدامة والغلم‬

‫أول ‪ :‬لمُاذا نجاهد ؟‬


‫‪202‬‬ ‫‪...................................................................................................‬‬ ‫أول ‪ :‬لماذا نجاهد‬

‫‪204‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫فشرع الجهاد وفرض القتال لتعبيد الناس لرب الناس‬

‫‪207‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬فهما الصحابة ومن بعدهما لحقيقة الجهاد‬

‫‪211‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬ ‫فهم الصاحابة والسلف لهذه الدلة‬

‫‪212‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫شبهة‬

‫الخلصة‬

‫‪219‬‬ ‫‪............‬‬ ‫إواذا أردنا أن نجمل الخلصة فى أسإباب الجهاد ولماذا نجاهد فنقول‬

‫ثانيا ا ‪ :‬من نجاهد ؟‬

‫‪220‬‬ ‫‪........................................................................................................................‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬من نجاهد‬

‫‪220‬‬ ‫‪...................................................................................................................‬‬ ‫أنواع الكفار والعداء‬

‫‪222‬‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫–الفرق بين قتال الكفار والمرتدين وقتال أهل البغي من المسلمين‬

‫‪511‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثالثا ا ‪ :‬متى نجاهد ؟‬
‫‪226‬‬ ‫‪...........................................................................................................................‬‬ ‫ثالث ا ‪ :‬متى نجاهد‬

‫‪226‬‬ ‫‪.......................................................................................................................‬‬ ‫مراحل تشريع الجهاد‬

‫‪227‬‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫المرحلة الولي الجهاد المكي وهو بياني عام – يدوي فردي‬

‫‪253‬‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫تقسيم الجهاد إلى أصاغر وأكبر بدعة منكرة وخطأ فاحش‬

‫‪256‬‬ ‫‪....................................................................................................‬‬ ‫متى يكون الجهاد فرض عين‬

‫‪261‬‬ ‫‪..........................................................................................‬‬ ‫غزو الكفار من أجل أسيرة مسلمة‬

‫‪262‬‬ ‫‪...........................................................................................................................‬‬ ‫وامعتصاماه‬

‫‪263‬‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫معاوية ولطمة القرشي‬

‫‪264‬‬ ‫‪.................................................................................................................‬‬ ‫أبشر أيها السير‬

‫‪265‬‬ ‫‪.....................................................................................................‬‬ ‫فخلصة متى نقاتل‬

‫رإابعا ا ‪ :‬أين نجاهد‬


‫‪268‬‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫رابعا ‪ :‬أين نجاهد‬

‫‪274‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫كيف أقام النبى صالى ال عليه وسلم دولة السلم فى المدينة‬

‫‪ .‬والسؤال إلى الحكام المرتدين الذين ينتسبون إلى السلم زو ار وبهتان ا‬

‫‪278‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫لماذا تحاربون السلم والدعوة إلى التوحيد ؟‬

‫حكم العمُليات الستشهادية‬


‫‪512‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪282‬‬ ‫‪.....................................................................................................................‬‬ ‫تعريفها‬

‫‪283‬‬ ‫‪..................................................................‬‬ ‫الدلة على جواز العمليات الستشهادية‬

‫خامسا ا ‪ :‬كيف نجاهد‬


‫‪287‬‬ ‫‪....................................................................................................‬‬ ‫خامس ا ‪ :‬كيف نجاهد‬

‫‪288‬‬ ‫‪.................................................................................................‬‬ ‫فوائد ممارسة الجهاد‬

‫‪293‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫مسإألة ‪ :‬حكما إسإتحلل الكفار والسإتيلء على أموالهما‬

‫‪296‬‬ ‫‪..........................................................................................................................‬‬ ‫الغاية من الجهاد‬

‫فصل‬
‫‪297‬‬ ‫‪...............................................................‬‬ ‫الجر في الجهاد ل يحصل إل بالنية الصالحة‬

‫‪301‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫أقسإاما الناس في الجهاد واختلف نياتهما‬


‫‪301‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪ - 1‬فمنهم من يقصاد بجهاده وجه ال سبحانه‬
‫‪302‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫‪ - 2‬ومنهم من يحمله على الجهاد غيرة السلم‬
‫‪302‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪ - 3‬ومنهم من يقصاد بجهاده الجنة وثوابها‬
‫‪305‬‬ ‫‪4-‬ومن أقسام الناس فى النية من إذا دهمه القتال يقاتل مقبل غير مدبر ليس له نية البتة‬
‫‪306‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫‪5 -‬ومنهم من يخرج إلى الجهاد مكث ار سواد المجاهدين ليس له نية‬
‫‪307‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫‪ -6‬ومنهم من يجاهد ونيتة وجه ال تعالى ونيل الغنيمة جميع ا‬
‫‪310‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪ - 7‬ومنهم من يجاهد ونيته تحصايل عرض الدنيا من غير التفاف إلي قصاد‬

‫‪312‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫هدى السإلف في إخفاء العمل خوف ا من الرياء‬

‫‪314‬‬ ‫‪..................................................................................‬‬ ‫ابن المبارك العالما العامل العابد المجاهد‬

‫‪513‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪315‬‬ ‫‪....................................................................................................................................‬‬ ‫صاحب النقب‬

‫تحت راية من نقاتل‬

‫‪316‬‬ ‫‪............................................................................................................................‬‬ ‫صفات القائد والمير‬

‫‪317‬‬ ‫‪.........................................................................................................‬‬ ‫أسإباب النصر وأداب الحرب‬

‫‪318‬‬ ‫‪..............................................................................................‬‬ ‫كيفية اختيار القائد‬

‫‪320‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫ل جهاد إل تحت راية أمير‬

‫‪321‬‬ ‫‪................................................................‬‬ ‫واجبات المير والقائد تجاه الجنود‬

‫‪323‬‬ ‫‪........................................................................................................‬‬ ‫كيفية القتال‬

‫المكايد والحيل الحربية‬

‫‪324‬‬ ‫‪................ .................................................................................................‬‬ ‫"الحرب خدعة "‬

‫‪325‬‬ ‫‪................ .........................................................................................‬‬ ‫كيفيه إدارةا المعركة‬

‫‪326‬‬ ‫‪................ ....................................................‬‬ ‫الوعظ والتحريض والدعاء وصادق اللقاء‬

‫‪327‬‬ ‫‪................. .............................................................................‬‬ ‫بث الجواسيس والعيون‬

‫‪329‬‬ ‫‪................ ....................................................................................................‬‬ ‫نصاائح‬

‫‪331‬‬ ‫‪........................................................................‬‬ ‫لن يغلب أثنى عشر ألف من قلة‬

‫‪514‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪332‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫أثر الذنوب والمعاصاى فى تأخر النصار‬

‫‪336‬‬ ‫‪...........................‬‬ ‫الفرار ل يزيد عم ار ول يأخر أجلا فل نامت أعين الجبناء‬

‫فضل النفاقا في سإبيل ال إواعانة المجاهدين إواعدادهما بالعدةا والمال‬

‫‪340‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫وطإعامهما وخدمتهما وتشييعهما ووداعهما‬

‫‪342‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫الترهيب من البخل بالنفاق في سبيل ال تعالي وما جاء من الوعيد الشديد‬

‫‪343‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫إجتهاد الشيطان في منع النفقة في سبيل ال‬

‫‪345‬‬ ‫‪...............................................................‬‬ ‫فضل تجهيز الغزاة في سبيل ال وخلفهم في أهلهم‬

‫‪346‬‬ ‫‪............................................................................................................................‬‬ ‫خدمة المجاهدين‬

‫‪348‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫أبو قدامة الشامي وصااحبة الشكال أم الغلم‬

‫‪350‬‬ ‫‪............................................................................................................‬‬ ‫وصاية الم الصاالحة لولدها‬

‫مهلل يا دعاة النبطاح‬

‫‪356‬‬ ‫‪............................................................................................................................‬‬ ‫ل عز إل بالجهاد‬

‫مواقف بطولية وصأفحات مشرقة من جهاد السلف‬

‫‪357‬‬ ‫‪........................................................................‬‬ ‫غزوةا بدر الكبرى ‪17‬رمضان سإنة ‪2‬هجرية‬

‫‪357‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫تسوية الصافوف وتواضع القائد‬

‫‪358‬‬ ‫‪.......................................................................................................‬‬ ‫غزوةا مؤته وحقيقة النتصار‬

‫‪515‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪359‬‬ ‫‪............................................................................................................................................‬‬ ‫إشكال وجوابه‬

‫‪361‬‬ ‫‪.....................................................................................................................‬‬ ‫الفتح وحقيقة النتصار‬

‫‪362‬‬ ‫‪......................................................................................................................‬‬ ‫اليرموك يوم من أيام ال‬

‫‪362‬‬ ‫‪......................................................................................................................‬‬ ‫‪-‬القادسية والوعد الحق –‬

‫‪363‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................‬‬ ‫يوم أم حكيم‬

‫شجعان المة‬

‫‪366‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫أشجع الناس وأقواهما قلبا‬

‫‪367‬‬ ‫‪.....................................................‬ز‪.........................‬‬ ‫أشجع الناس بعد رسول ال صالى ال عليه وسلم‬

‫أحكام المُجاهد‬

‫‪378‬‬ ‫‪............................................................................................................................................‬‬ ‫الفقهية‬

‫‪384‬‬ ‫‪............................................‬‬ ‫"ما لكما إذا قيل لكما انفروا في سإبيل ال اثاقلتما إلى الرض"‬

‫‪389‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬ ‫دورنا فى نصرةا السإـــــــــلما‬

‫كيفية المشاركة فى الجهاد ونصرة المجاهدين‬


‫‪406‬‬ ‫‪............................................................................................................‬‬ ‫تحديث النفس بالجهاد‬ ‫‪(1‬‬

‫‪516‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سإؤال ال الشهادةا بصدقا ‪408 ......................................................................................................‬‬ ‫‪(2‬‬

‫‪409‬‬ ‫‪...............................................................................................................‬‬ ‫الذهاب للجهاد بالنفس‬ ‫‪(3‬‬

‫‪409‬‬ ‫‪................................................................................................................................‬‬ ‫الجهاد بالمال‬ ‫‪(4‬‬

‫‪410‬‬ ‫‪............................................................................................................................‬‬ ‫تجهيز الغازي‬ ‫‪(5‬‬

‫‪411‬‬ ‫‪..................................................................................................‬‬ ‫خلفة الغازي في أهله بخير‬ ‫‪(6‬‬

‫‪412‬‬ ‫‪.....................................................................................................................‬‬ ‫كفالة أسإر الشهداء‬ ‫‪(7‬‬

‫‪413‬‬ ‫‪...................................................................................................‬‬ ‫كفالة أسإر الجرحى والسإرى‬ ‫‪(8‬‬


‫‪416‬‬ ‫‪.......................................................................................................‬‬ ‫جمع التبرعات للمجاهدين‬ ‫‪(9‬‬
‫‪415‬‬ ‫‪..............................................................................................................................‬‬ ‫دفع الزكاةا لهما‬ ‫‪(10‬‬
‫‪416‬‬ ‫‪...................................................................................................‬‬ ‫المسإاهمة في علج الجرحى‬ ‫‪(11‬‬
‫‪417‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫الثناء على المجاهدين وذكر مآثرهما ودعوةا الناس لتقفي آثارهما‬ ‫‪(12‬‬
‫‪418‬‬ ‫‪...................................................................‬‬ ‫تشجيع المجاهدين وحثهما على السإتمرار‬ ‫‪(13‬‬
‫‪418‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫الذب عن المجاهدين والدفاع عنهما‬ ‫‪(14‬‬
‫‪421‬‬ ‫‪.............................................................................................‬‬ ‫فضح المنافقين والمخذلين‬ ‫‪(15‬‬
‫‪422‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫دعوةا الناس للجهاد وتحريضهما عليه‬ ‫‪(16‬‬
‫‪422‬‬ ‫‪..................................................................................‬‬ ‫النصح للمسإلمين وللمجاهدين‬ ‫‪(17‬‬
‫‪423‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫التكتما على المجاهدين إواخفاء أسإرارهما التي يسإتفيد منها العدو‬ ‫‪(18‬‬
‫‪423‬‬ ‫‪...........................................................................................................................‬‬ ‫الدعاء لهما‬ ‫‪(19‬‬
‫‪424‬‬ ‫‪......................................................................................................................‬‬ ‫قنوت النوازل‬ ‫‪(20‬‬
‫‪426‬‬ ‫‪..............................................................................................‬‬ ‫متابعة أخبار الجهاد ونشرها‬ ‫‪(21‬‬
‫‪427‬‬ ‫‪............................................‬‬ ‫المشاركة في نشر ما يصدر عنهما من كتب ومطإويات‬ ‫‪(22‬‬
‫‪427‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬ ‫إصدار الفتاوى لمناصرتهما‬ ‫‪(23‬‬

‫‪517‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪429‬‬ ‫واخبارهما عن أحوال المجاهدين ‪..........................‬‬
‫‪ (24‬التواصل مع العلماء والخطإباء إ‬
‫‪429‬‬ ‫‪.................................................................................................................‬‬ ‫أخذ اللياقة البدنية‬ ‫‪(25‬‬
‫‪432‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬ ‫التدرب على السإلحة وتعلما الرمي‬ ‫‪(26‬‬
‫‪434‬‬ ‫‪........................................................................................................‬‬ ‫السإباحة و ركوب الخيل‬ ‫‪(27‬‬
‫‪434‬‬ ‫‪.........................................................................................................‬‬ ‫تعلما السإعافات الولية‬ ‫‪(28‬‬
‫‪434‬‬ ‫‪........................................................................................................................‬‬ ‫تعلما فقه الجهاد‬ ‫‪(29‬‬
‫‪435‬‬ ‫‪.................................................................................................‬‬ ‫إيواء المجاهدين إواكرامهما‬ ‫‪(30‬‬
‫‪435‬‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫عداوةا الكفار وبغضهما‬ ‫‪(31‬‬
‫‪436‬‬ ‫‪................................................................................................................‬‬ ‫السإعي لفداء السإرى‬ ‫‪(32‬‬
‫‪437‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫نشر أخبار السإرى والهتماما بقضيتهما‬ ‫‪(33‬‬
‫‪437‬‬ ‫‪.......................................................................................................................‬‬ ‫الجهاد اللكتروني‬ ‫‪(34‬‬
‫‪439‬‬ ‫‪.....................................................................................................................‬‬ ‫تخذيـل المشركين‬ ‫‪(35‬‬
‫‪440‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫تربية البناء على حب الجهاد وأهله‬ ‫‪(36‬‬
‫‪440‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫ترك الترف‬ ‫‪(37‬‬
‫‪441‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫مقاطإعة بضائع العدو والحث على ذلك‬ ‫‪(38‬‬
‫‪443‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫عدما اسإتخداما العمالة الحربية‬ ‫‪(39‬‬

‫‪444‬‬ ‫‪....................................................................................................................‬‬ ‫مخاطر ترك الجهاد‬


‫‪448‬‬ ‫‪................................................................‬‬ ‫نصيحة شيخ السلم ابن تيمية للمسلمين‬
‫‪455‬‬ ‫‪................................................................................................................................‬‬ ‫خلصأة البحث‬
‫‪464‬‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫الخاتمة نسأل ال حسنها‬
‫وقبل الختام وصية ودعاء‬
‫وصأايا على طريق الجنة‬
‫الوصأية الولى‬
‫‪466‬‬ ‫‪......................................................................................................................................‬‬ ‫أخلص ل نيلُتك‬

‫‪518‬‬
‫سنُيا ا‬
‫كيف تكون مجاهدا خ‬ ‫خمُاسية الجهاد‬ ‫خ‬
‫فى سبيل الله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪470‬‬ ‫ك أن ل يعِرفك أحد ‪...............................................................................................................‬‬
‫ضصر ه‬
‫هل هي ص‬
‫‪471‬‬ ‫‪................................................................................................................................‬‬ ‫إحذر الشهوةا الخفية‬
‫‪471‬‬ ‫‪................................................................................................................................‬‬ ‫إياك وسإوء الظن‬

‫‪473‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم‬

‫‪474‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫مؤلفات الشيخ عبد ال بن محمد الغليفى –رحمه ال ‪-‬‬

‫‪478‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪519‬‬

You might also like