You are on page 1of 5

‫العمارة التلقائية‬

‫دراسات بيئية‬

‫‪ | ‬عبدالرحمن مجدي عبدالرحمن ‪ | 91‬دراسات بيئية‬


‫تعريف العمارة التلقائية‬
‫تعبر العمارة التلقائية بصورة واضحة عن العالقة القوية بين اإلنسان وبيئته المحيطة‪ ،‬حيث مثلت مرآة عكست‬
‫المتطلبات والمقومات المادية واإلنسانية للبيئة وتوافقت معها‪ ،‬كما أن إعادة النظر في العودة إلى العمارة التلقائية‬
‫واالستغناء عن االستيراد واحتكاره واالعتماد على تقنيات البناء القائمة على المواد المحلية المتوفرة في كل منطقة‪،‬‬
‫فإن ذلك يقوي استقاللية األفراد والتجمعات البشرية‪ ،‬ويستطع كل فرد إنتاج مسكنه بمواد صديقة للبيئة‪ ?،‬وال تحتاج إلى‬
‫استهالك طاقة كبيرة في عملية البناء وبتكلفة اقتصادية رخيصة‪.‬‬

‫نشأة العمارة التلقائية‬


‫ترجع النشأة التاريخية للعمارة التلقائية إلى قديم األزل ‪ ،‬وبنيت العمارة الطينية على منطق حسي لإلنسان األول وذلك‬
‫لتوفير الحماية من حر الصيف وبرد الشتاء‪ ،‬ولم تكن لديه تقنيات تكنولوجية إلنشاء المأوى المالئم بل اعتمد على ما‬
‫هو متاح في البيئة الطبيعية المحيطة به حيث استخدم الطين واألشجار في إنشاء المأوى‪.‬‬

‫مفاهيم العمارة التلقائية‬


‫تناول المعماريين في الشرق والغرب مصطلح العمارة التلقائية ‪ Vernacular Architecture‬بمفاهيم وتعبيرات? عدة في كتاباتهم? منها‪) :‬‬
‫العمارة التقليدية ‪ ، Traditional Architecture‬العمارة الشعبية ‪ ،Popular Architecture‬العمارة المحلية ‪، Local Architecture‬‬
‫العمارة البيئية ‪،Environmental Architecture‬العمارة اإلنسانية أو عمارة الذات ‪ ، Human Architecture‬ومنهم من عبر عنها‬
‫بمدلول مادة البناء المستخدمة فيها مثل العمارة الطينية ‪. Mud Made Architecture‬‬

‫العمارة التلقائية‪ | ‬دراسات بيئية‬


‫قرية أبوالريش‬

‫التخطيط العام للقرية‬


‫عند إستعراض التخطيط العام للقرية لوحظت العضوية في التشكيل العام القرية‪ ،‬فالنسيج العمراني متضام بحيث‬
‫تنتظم المكونات السكنية والدينية? واالجتماعية حول دروب وشوارع في تشكيل عضوي تلقائي متجانس بعيد? عن‬
‫االنتظام الهندسي ذي الخطوط المستقيمة والزوايا الحادة‪ ،‬ويتميز النسيج العمراني باالمتداد? األفقي حيث يرتفع أغلبها‬
‫بارتفاع دور واحد وأحيانً ا دورين؛ والنسيج العمراني للقرية يكون كتلة واحدة من المباني تتخللها بعض الفراغات‪.‬‬

‫العوامل المناخية‬
‫يغلب على قرية أبوالريش المناخ الصحراوي فهي حارة صيفا ً وباردة شتا ًء ‪ .‬وتسود المنطقة الرياح الشمالية والشمالية‬
‫الغربية والشمالية الشرقية خالل العام‪.‬‬

‫مساكن دور واحد‬


‫يعتبر هذا النمط هو النمط الغالب بالقرية‪ ،‬ويعتبر الفناء في هذه المساكن مكان لالمتداد المستقبلي لألسرة‪ ،‬حيث‬
‫يستغل في إنشاء وحدات سكنية صغيرة عبارة عن غرف أو غرفتين نوم ومضيفة وصالة معيشة‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يستعمل المطبخ والحمام الرئيسي بالمسكن كعناصر خدمات مشتركة؛ وتستعمل هذه الوحدات السكنية الصغيرة‬
‫كمسكن لبنات األسرة‪،‬‬
‫حيث أن العادات‬
‫والتقاليد بالقرية أن تقيم‬
‫البنت هي وزوجها مع‬

‫العمارة التلقائية‪ | ‬دراسات بيئية‬


‫أسرتها قرابة سنة أو حتى تضع أول مولود لها ثم يتم االن تقال بعد ذلك إلى مسكن الزوج‪ ،‬ويستعمل هذا النمط‬
‫كمسكن ألكثر من أسره‪.‬‬

‫مسكن دورين‬
‫يوجد هذا النمط في المناطق الجبلية المتدرجة بالقرية؛ والتي تتميز بطبوغرافية وعرة؛ لذا يتدرج المسكن مع طبيعة‬
‫الموقع على عدة مستويات‪ ،‬ويختلف فرق المنسوب بين المستويات تبعا لطبوغرافية األرض المقامة عليها المسكن‪،‬‬
‫ويتم االتصال بين المستويات بتهذيب الطبيعة الجبلية على هيئة ساللم من أحجار الموقع‪ ،‬ويتم تشطيب الساللم‬
‫ودهانها بالطفلة ذات اللون األبيض القاتم‪ ،‬ويحتوى المسكن على عناصر معمارية تتشابه مع النمطين السابقين‪،‬‬
‫ويستعمل المسكن ألكثر من أسرة؛ حيث يقسم المسكن إلى وحدات سكنية صغيرة‪.‬‬

‫العمارة التلقائية‪ | ‬دراسات بيئية‬


‫العمارة التلقائية‪ | ‬دراسات بيئية‬

You might also like