Professional Documents
Culture Documents
تأليػػف
عالػػـ سبيػػط الّنيػػػمي
إعداد
فرقاف الكائمي
الطبعة األكلى
ٕٗٓٓ
1
المحتكيات
الصفحة
ّ المحتكيات
ٔ.المحتكيات
ٕ.المراجع
الب ْحث
ٖ.أىداؼ َ
الب ْحث
ٗ.منيج َ
عامة لمممحمة…
األكؿ :رؤيا ّ
الفصل ّ
٘.احتساب جمجامش لفرؽ ّ
الجاذبية…
الصخرية؟…
.ٙغابة األرز أـ غابة األشجار ّ
.ٚرمزية عشتار….
السماكي…
.ٛرمزية ال ّثكر ّ
.ٜمناحة عشتار عمى فخذ ال ّثكر….
.الرمزية في شخصية أنكيدك… ٓٔ ّ
ٔٔ.المحاكالت الفاشمة لتدنيس أنكيدك …
لمشخصية في الّنص الممحمي…
السمات ال ّثابتة ّ
ّٕٔ .
الفصل الثاني :تمييد لمكشف عف جمجامش
ٖٔ.مف ىك جمجامش؟…
.الرمزية في األ ثبلث… ٗٔ ّ
األكؿ كال ّثاني…
٘ٔ.إزالة ال ّتعارض َب ْي َف العمكديف ّ
الرمزية في اآللية المزعكمةّ :أيا-أنميل-إب ارّ .ٔٙ
الفصل ال ّثالث :قراءة جديدة في المكح التاسع كالحادي عشر
.ٔٚرحمة ذي القرنيف في القرآف…
الزمكانية الثبلثية في سكرة الكيف.
أ.العناصر ّ
ب.اإليضاح العممي لمركاية الغريبة عف ذي القرنيف
.ٔٛأكجو ال ّتشابو َب ْي َف الشخصيتيف
بالشخصية
األكؿ :ال ّتشابو في ال ّتعريف ّّ
الب ْحث عف الخمكد
الشخصيتيف في َال ّثاني :تشابو ّ
ال ّثالث :ال ّتشابو بينيما في سمكؾ الظممة
2
الشيكخ ليما
الرابع :ال ّتشابو في نصائح ّ
ّ
الرحمة
الخامس :ال ّتشابو في اتجاه ّ
السادس :ال ّتشابو َب ْي َف جبل ذي القرنيف(قاؼ) كجبل جمجامش(ماشك)
ّ
السابع :ال ّتشابو في كصف محطات ال ّتكّقف ّ
ال ّثامف :ال ّتشابو في معنى اسمي البطميف
الممككية
ّ ال ّتاسع :ال ّتشابو في
الزمف عمى جمجامش.ٜٔالتغيرات الّنسبية في ّ
طكفاف أـ طكفاف األسطكرة..؟
ٕٓ.أسطكرة ال ّ
ٕٔ .المبلحق
3
المَراجع
َ
ٔ.القرآف الكريـ
ٕ.العيد القديـ
د.طو باقر ٖ.ممحمة كمكامش
د.سامي سعيد األحمدي ٗ.ممحمة كمكامش
أبك البقاء العكبري ٘.ال ّتبياف في إعراب القرآف
ىاشـ بف سميماف البحراني .ٙالبرىاف في تفسير القرآف
جكؿ البكـ .ٚتفصيل آيات القرآف الحكيـ
أدكار مكنتيو .ٛمستدرؾ ال ّتفصيل
فمكجيل ػ فؤاد عبد الباقي .ٜالمعجـ المفيرس أللفاظ القرآف
مجمع الّمغة العربية ٓٔ.المعجـ الكسيط
أحمد بف زكريا بف فارس ٔٔ.معجـ مقاييس الّمغة
رينيارت دكزي ٕٔ.تكممة المعاجـ العربية
اإلماـ عمي بف أبي طالب(ع) ٖٔ.حديث ذي القرنيف
اإلماـ عمي بف أبي طالب(ع) الجبل المحيط(جبل قاؼ)
ٗٔ.حديث ّ
الركندي
ّا ٘ٔ.قصص األنبياء
نعمة هللا الجزائري .ٔٙالّنكر المبيف في قصص األنبياء كالمرسميف
اسل
برتراند ر ّ .ٔٚالّنسبية
الرحمف مرحبا
عبد ّ .ٔٛآينشتايف كالّنسبية
كمية اليندسة-منيج
ّ (.ٜٔالمجاالت المغناطيسية)-نظرية
كمية اليندسة-منيج
ّ ٕٓ.المعادف(-الفيرات)
دكريات(اليف)
ّ ٕٔ.الككف
لبيب بيضكف ٕٕ.تصنيف نيج الببلغة
الرزاؽ
ليك كينياـ-ترجمة فيفي عبد ّ ٖٕ.ببلد ما َب ْي َف الّنيريف
جكرج رك-ترجمة حسيف عمكاف ٕٗ.العراؽ القديـ
صمكئيل ىكؾ-ترجمة داكد عبد القادر ٕ٘.األساطير في ببلد ما َب ْي َف الّنيريف
د.طو باقر .ٕٙتاريخ الحضارات القديمة
4
طعاف
الرضا ال ّ
عبد ّ السياسي في العراؽ القديـ
.ٕٚالفكر ّ
.ٕٛالحياة اليكمية لببلد بابل كآشكر جكرج ككنتينيك -ترجمة سميـ طو ال ّتكريتي
المؤّلف-مخطكط المكحدة
ّ .ٕٜالمغة
المؤّلف-مطبكع ٖٓ.الّنظاـ القرآني
مبلحظة:
(َلػ ْػـ نػػذكر طبعػػات المراجػػع المػػذككرة أعػػبله اعتمػػادا عمػػى ذكػػر المكضػػكع كال َفصػػل الػػذي جػػر
االقتباس منو أك اإلحالة عميو…)
5
الرح ْيـ
الر ْح َمف َّ
ب ْسـ هللا َ
كممػػػػػ ٌة أكلػػػػػػى
َ
ػؾ األثػػر
ػامش ذلػ َ ىػػذا الكتػػاب ىػػك رؤيػػا حديثػ ٌة لمكضػػكع قػديـ ..المكضػػكع ىػػك ّ
قصػػة جمجػ َ
لمفكر
العامة ْ
َّ التطبيقي لؤلسس
ُّ البابمية ..كالرؤيا ىي النتاج
َّ الطينية
َّ الرقـ
الممحمي الذي خّم َد ْتو ّ
ُّ
الممحمػػة كعمػػى نصػػكص أخػػر ذات قيمػػة عميػػا تجػػري فػػي مجراىػػا كتشػػير
َ ػص
ػدي عمػػى نػ ّ
القصػ ّ
إلييا مف أكضح طريق..
بصػ ْػرؼ النظػػر عػػف اإلنكػػار الضػػمني الػػذي يثيػػره لػػد المتمّقػػي العن ػكاف
كنحػػف نقػّػرر أّنػػو َ
ّ
أف مػا انتيػى إليػو نقػرر َّ
عي ليذا الكتاب القاضي بقياـ أسػبلفَنا القػدامى بػرحبلت فضػائيةّ .. الفر ُّ
ػداقية حػ َّػدا يبعػػث عمػػى ُّ
التأمػػل فػػي المفػػاىيـ القصػػدية التػػي الكجاىػػة كالمصػ ّ
َ ػي يحمػػل مػػف النيمػ ُّ
اجعػة أقػكاؿ اآلثػارييف بخصػكص العديػد مػف
يبعث عمى ضركرة مر َ أفض ْت إلى ىكذا نتائج إف لـ ْ
َ
القضايا التي تتعّمػق بيػؤالء األسػبلؼ كمػد مػا لػدييـ مػف أفكػار تتسػاكؽ مػع آخػر مػا ّ
تكصػل
طمع القػارئ فػي غضػكف ىػذا الكتػاب عمػى بعػض إليو العمـ الحديث عمػى األصػعدة َّ
كافػة ..كسػي ّ
لمممحمة إلى كجيػة أخػر ىػي غيػر كيحكؿ َّ
الن ْظَرَة َّ العجب
َ مف ىذه األفكار َّ
المتسقة بشكل يثير
َ
اعتاده المثّقف المتابع الستنتاجات الباحثيف عنيا..
َ ما
ض مف قبل الرقيػب الثقػافي فػي كزارة الثقافػة فػيالكتاب قد رف َ
َ نذكر أف ىذا
كال يفكتنا أف َ
الحجػة ىػي فػي مخالفتػو لمػا أسػماه الرقيػب بػالمتفق
ّ العراؽ ،ككاف ىذا قبل َّ
عدة أعكاـ ،ككانت
عميػػو بػػيف عممػػاء اآلثػػار كالقػػامكس السػػكمرّي أك المكقػػف مػػف بعػػض القضػػايا التػػي يػ ّػدعكف
الكتاب ىك فػي جػزء منػو محاكمػ ٌة ليػذا
َ أف
النظر عف َّ
َ حسميا ..كالرقيب بيذا المكقف قد َّ
غض
حقيقػي لمقػكالت اآلثػارييف مػف جيػة أخػر ..كعمػى ذلػؾ فقػد انتشػرت
ّّ كنقػد
القامكس مف جية ٌ
مخطكطة الكتاب األكلية عبر الكسط الثقػافي فػي العػراؽ كتمقفيػا المثقفػكف بحمػاس مسػتفيض
كصارت معمما حكاريا في المنتديات الثقافيػة كالمجػالس الفكريػة كشػأف بػاقي المؤلفػات اإلثاريػة
لممفكر العراقي المبدع عالـ سبيط النيمي رحمو هللا تعالى.
ّ
كقد جيدنا غاي َة الجيد مف أجل إعداد ىػذا الكتػاب باالسػتناد إلػى المخطكطػة التػي تركيػا
مؤّلفيا رحمو هللا ..كفػي األثنػاء ق ْمنػا بتصػحيحيا ةكاعػادة صػياغة بعػض الفقػرات فييػا ةكاضػافة
نصػػكص الحقػػة كتبيػػا النيمػػي بعػػد تأليفػػو ليػػا بمػ ّػدة ،كأثبتنػػا ىػػذه النصػػكص كمبلحػػق فػػي آخػػر
الكتاب..
6
كنحػػف كاثقػػكف أف القػػارئ الكػ َ
ػريـ سػػيجد مػػا لػػـ نتداركػػو مػػف أخطػػاء أخػػر ،فنرجػػك منػػو
التفاعل معنا كتنبيينا إلييا لنأخ َذ بيا في الطبعات القادمة إنشاء هللا..
َّإننػػا نقػ ُّػدـ الشػػكر خالصػػا إلػػى دار المحجػػة البيضػػاء ممثمػػة بشػػخص مػػديرىا األخ أحمػػد
الخرسػػا عمػػى ُّ
تكفميػػا بطباعػػة ىػػذا الكتػػاب ةكاخراجػػو بالشػػكل الػػذي سػػاك َؽ مضػػمكَنو كجعػػل منػػو
ػبلمي
تحفػػة جميمػػة قمبػػا كقالبػػا ..نسػػأؿ هللا تعػػالى أف يأخػػذ بيديػػو مػػف أجػػل خدمػػة الفكػػر اإلسػ َّ
كلي
األصيل كيكفقو كأخكتو في المحجة البيضاء لما فيو خير المسمميف جميعا ..كهللا سبحانو ُّ
َ
التكفيق..
7
الب ْحث
أىداؼ َ
8
اؼ بأىميتيػا مػف
ات محػدد ٌة تفيػد االعتػر َ
حساسة مْن َيا حيث تصػاغ ليػا عبػار ٌ
عْن َد المركر بنقاط ّ
جية أخر .
التقميل مف شأنيا مف َ
َ جية ،كَ
المْم َح َمػػة َكَبػ ْػي َف
ػؾ ثانيػػا فػػي ق ػدراتيـ عمػػى الػ ّػربط َبػ ْػي َف ألفػػاظ النصػػكص كخاصػػة نصػػكص َ
كأشػ ُّ
جية أخر . ياسية مف َ
الس َّ
ائدةَ ،كَب ْي َف ىذيف مف جية َكَب ْي َف األنظ َمة ّالس َينية ّالد َّ
العقائد ّ
الجيػػات الخارجػػة عػػف اختصاصػػات اآلثػػارييف
ّ غكيػػة إذ أَّنيػػا إحػػد
ػؾ ثالثػػا فػػي قػػدراتيـ الم ّ
كأشػ ُّ
بالب ْحث ال ّتاريخي غالبا.
الميتميف َ
ّ ك
9
ػدكنات
ػي كالمػ ّالسياسػ
ػدكنات ذات االتجػػاه ّ
العامػػةَ ،كَبػ ْػي َف المػ ّ
ّ الخاصػػة كأدب
ّ َبػ ْػي َف أدب
ّ
ذات االتجاه الفكرّي.
َب ْي َف أدب لخدمة الممكؾ كأدب لنقد الممكؾ.
يتحػدث عػف مرمػكزات
ّ الػنص الػذي
ّ يتضمف حقيقة اجتماعيةَ ،كَب ْي َف
ّ النص الذي
َب ْي َف ّ
أخر .
كنص فريػد مػف نكعػو
المْم َح َمة َفَق ْد اخترناىا ّ
كلما َكاَن ْت أكثر تْم َؾ االتجاىات َق ْد َكَرَد ْت في َ
خطير لمغاية ،كيحتاج إلػى جميػع العمػكـ
ٌ الب ْح َث اآلثارَّي مكضك ٌ
ع كمعمكـ أ َّف َ
ٌ الب ْحث.
إلجراء ىذا َ
تقريبا لتحصيل نتائج مرضية منو.
ىػب
لكػل َمػ ْف َّ
أصبح مكضكعا َّ جمجامش
َ الزماف :أف
جاء بيا ىذا ّ كلكف مف العجائب التي َ
ثػـ ي ْعمػف لممػؤل
لجمجػامشَّ ..
َ يتصػد
ّ أي نجػاح ثقػافي بات اّلػذي يفشػل فػي تحقيػق ّ كدب ،ح ّتى َ
َّ
ّ
ػع فيػػو مػػف اسػػتبلب فكػػرّي كثقػػافي عػػف اكتشػػاؼ جدي ػد ىػػك فػػي حقيقت ػو ال يكش ػف إالَّ ّ
عمػػا كقػ َ
ّ
مسبق.
11
الب ْحث
َمْن َيج َ
13
األكؿ
ال َف ْصل َّ
14
احت َساب َفَرؽ َّ
الجاذبَّية ْ
صَ .ك َىذه كاحػد ٌة مػف ضمنية في الن ّ َّ َت ْظ َير الحقائق المختمفة في كثير مف األحياف كأفكار
ػؾ عمػى مػّر الحَقػب ص الشػعرّي َّ
خاصػ َة .فاألديػب َي ْف َعػل ذل َ األدبي عمكمػا كالػن ّ
ّ
النص
خصائص ّ
الخاص ػ َة
ّ رؤيت ػو
ػائع فعميػػة كيضػػيف عمييػػا َ معينػػة ككقػ َ
ػائق ّ
ص حقػ َ التاريخي ػة ،حيػػث يضػ ّػمف الػػن َّ
َّ
الخفيػة أك
ّ كمشاعرهَ .كيقكـ األديػب بتحريػؾ الجمػادات كمخاطبػة النجػكـ أك الكائنػات َ اجسوكىك َ
كجػكد (صػاحب) لػو أك(أصػحاب) َك َمػا َجػَر ْت
َ النير كيمقي عمى لساف حاليا إجابػاتَ ،كَق ْػد يفتعػل
كخاصػة أىػل المشػرؽ كالعػرب .كاألمثَمػة عمييػا ال ت ْح َصػىّ عميو عادة الشعراء فػي أغمػب األمػـ
مثاؿ:
عددا ،فيي منتشرٌة في ديكاف العرب باأللكؼ .ىذا ٌ
اؿ ساركا كأمعنكا كاستقمكا
َق َ
استطعػت سبيػػػبل
ْ كبكرىي لك
السابق ىك:
فالبيت ّ
الربعّ . فمف ىذا القائل؟ ...إّنو ّ
بع بالبمى كقػكال
الر َ
سائبل ّ
ى ْج َت َشػكقا لي الغػداة طكيػبل
كؾ إذ أنت م ْسر
أىل حّم َ
أيف ٌ
آىػل أراؾ جميػػػػبل
كربيػـ ٌ
ّ
(األبيات مف شعر ابف أبي ربيعة ػ عف زىر اآلداب)
الشاعر المعاصر:
الحر كالنثر سكاء بسكاء َك َما في قكؿ ّ
الشعر ّ
كيحدث مثل ذل َؾ في ّ
يكسف
َ يكسف أَ َكمكا
َ أخكة
َل ْـ يأكْمو الذئب
يكسف اجتمعكا عمى مائدة الح ّب
َ أخكة
الشػاعر.
ضػاؼ مػف خيػاؿ ّ
الحقيقػي كالجػزَء الم َ
َّ فػنحف نػدرؾ فػك ار مػف ىػذه المقػاطع الجػزَء
(ربمػا فعػبل) ،كالجػزء المضػاؼ
بػع ّ
الر َ
سػأؿ ّ
األحبػة ف َ
َّ ػاعر اشػتا َؽ إلػى
الش َ
أف ّالحقيقي ىك َّ
ُّ فالجزء
اؿ ساركا كأمعنكا…الخ).
الربعَ ( :ق َ
مف خيالو ىك إجابة ّ
قصػ ٌة تاريخيػ ٌة معمكمػ ٌة ،كالجػػزء المضػػاؼ
ػف ّ
قصػ َة يكسػ َ
فػنف ّ
ككػذلؾ فػػي القطعػة الثانيػػةّ ..
ػاس كينفػي ال ّتيمػ َة عػػف
ليعبػَر عػػف الحسػد حيَن َمػػا يأكػل الّنػ َ
ػف ّ تخيمػو أّنيػػـ أكمػكا يكسػ َ
عمييػا ىػػك ّ
عبر عنو بالح ّب أل ّنو عبارٌةالحقيقي ىك الحسد الذي َّ َّ كل الذئب البريء أصبل مف دمو ،ف َّ
كأف اآل َ
حد الحالة المرضية. (حب ال ّذات) بدرجة تبمغ َّ
عف ّ
15
كع َثػػػَر
مح هللا أبيػ َػػد ْت َ
ػػدثرت كالحضػػػارَة ال سػػػ َ
ػػل ىػػػذه الّنصػػػكص انػ ْ أف مثػ َافتر ْضػػػنا َّ
فػػػنذا َ
ػنف عمميػ َة التمييػػز َبػ ْػي َف الجػػزء
السػػنيف ،فػ َّ
طػع التػػي تتضػ َّػمنيا بعػػد آالؼ مػػف ّاآلثػػاريكف عمػػى الق َ
ألف ّ َ ىـ ال يعممػكف مػا
الشاعر ستككف عسيرة عمييـ ّ الحقيقي َكَب ْي َف الجزء المضاؼ مف خياؿ ّ
ّ
كخاصة َم َع عػدـ إدراؾ
َّ أرضي… أـ َغ ْير ذل َؾ
ّّ كائف سماك ّّي أـ
(بالربع) مثبل ..ىل ىك ٌ
المقصكد ّ
لبقية المفردات.
الدقيقة ّ المعاني ّ
َّ
ثمػة تفريػق َب ْػي َف مػا ىػك حقيقػي مػفكىكذا فنحف اآلف نعاني مف مشكمة مشػابية .فمػيس ّ
ّ
ػؾ مثػل (عممػاء آثػار) أحداث المْم َحمة َكَب ْي َف ما ىك م َضاؼ مف خيػاؿ َّ
الشػاعر .كمث ْ لنػا فػي ذل َ َ َ
السػػنيف ،فيقػػكؿ أحػػدىـ بشػػأف قطعػػة النثػػر( :إّنيػػا
السػػابقة بعػػد آالؼ ّ
الفرضػػية ّ
ّ كفػػق
َ يػػأتك َف
تؤك ػد عػػاد َة الق ػدامى فػػي أكػػل لحػػكـ البشػػر ،فينػػاؾ أخػػكٌة اجتمع ػكا عمػػى مائػػدة أسػػطكرٌة طريف ػ ٌة ّ
ػؾ الحػػاالت َت ْحػدث فػػي المجاعػػاتَ ،كَقػ ْػد َع َثْرَنػا
أف تْمػ َ
ظػػاىر َّ
أكَمػكه ،كال ّ
(يكسػػف) ك َ
أخػػييـ المسػ َّػمى ّ
سنيف في َع ْيدىـ!!).
َ حصكؿ مجاعة َّ
لمدة سبع َ يؤكد
بالف ْعل عمى ما ّ
مثل ىذه األقكاؿ كالّنتائج ،كالتي يمكف لممػرء حد كبير َ تشبو إلى ّ نتائجنا اآلثاري َة َ
َ إف
نعـَّ ..
ص األصمي َك َما في ىذا الم َثاؿ. اكتشاؼ تناقضيا َم َع نفسيا كمع الّن ّ
ّ
ص في أبحاث عمماء اآلثػارَ .فَق ْػد ذكػركا أ َّف تائج الغريب َة عف الن ّ
كىكذا نبلحع م ْث َل ىذه الّن َ
لبنػاف حيػث َيقطػف المػارد خمبابػا ،فػي حػيف َ رحم َة جمجامش األكلى َكاَن ْت إلػى غابػات األرز فػي
أي َّ المعدات كاألسمح َة كالمساف َة ك َّ
مف كمكاصػفات الغابػة كميػا ال تطػابق ىػذه الّنتيجػ َة مػف ّ
الز َ ّ أ َّف
كجو مف الكجكه.
تكػف رحمتػو
الرحيػل إلػى مكضػع نػاء جػدا عػف ىػذا العػاَلـَ ،كَل ْػـ ْ
َلَق ْد َع َزَـ جمجامش عمػى ّ
اذبيػة َب ْػي َف األرض كالكككػب أكلي بحساب فارؽ ّ
الج ّ ّ
قاـ كنجراء عممي
ّ عمى األرض قطعاَ ،كل َذل َؾ َ
عزـ عمى غزكه. الذي َ
اسػتمزـ
َ مضػادا مػ َف الفضػاء
ّ أف ىنػاؾ غػزكا
آنيا) َك َمػا َسػَنَر َّ
المؤكد قر ّ
كمف المحتملَ ،ب ْل ( ّ
اؿ جمجامش: بميمة مثل ىذه إلنقاذ العاَلـَ .فَق ْد َق َ
َّ القياـ
َ
بالرعب
البمداف ّ
َ ذل َؾ الذي مؤل اسمو
أف أغمَبو في (غابة األرز)
َعزمت عمى ْ
أحػد مػف َق ْبػلَ ،ب ْػل أكثػر مػف
مدمرة ال طاق َة ألحد بياَ ،ب ْػل َل ْػـ َيػَره ٌ
العدك ّ
ّ ككانت أسمحة ىذا
أكركؾ)
َ الزمػاف ىػك فكػرٌة مجنكنػ ٌةَ ،كلػ َذل َؾ َن َصػ َحو شػيكخ ( ػؾ ّ
حيػل فػي الفضػاء فػي ذل َ
الر َأف ّ
ذل َؾ َّ
السفر .كانكا يقكلكف: اف مصّار عمى َّ جمجامش َك َ
َ كلكف
كَن َص َحو أنكيدك ،كباَلغكا في الّنصحَّ ،
كيف َسَندخل غاب َة األرز
َ
16
مقاتل قك ّّي كىك ال يناـ!
ٌ حارسيا
َ ةكا َّف
الصػفة التػي
قادر عمى غزك الفضاء ..فكيػف يمكػف إىمػاؿ ىػذه ّ
جمجامش يعَمـ أّنو ٌ
َ كلكف
َّ
الرجاؿ اإلليييف؟:ال ي ّتصف بيا سك ّ
كقاؿ ألنكيدك: َف َت َ َح جمجامش فاه َ
الس َماء؟
أف َيْرَقى إلى ََّيا صديقي َم ْف ذا الذي يستطيع ْ
ػػت غابػػ َة شػػجر األرز ،ةكاّنمػػا ىػػي غابػػ ٌة مػػف صػػخكر
كمػػف الكاضػػح أ َّف ىػػذه الغابػػ َة َل ْي َس ْ
كبتشكيبلت غريبة عمى كككب أك تابع قمرّي ػ َك َما سنبلحظو بعد قميل.
ػؾ
الصناع ليعممكا أسػمحة بػأكزاف تبلئػـ الجاذبيػ َة فػي ذل َ
امره إلى ُّ
أصدر جمجامش أك َ
َ َكل َذل َؾ
الفضائي. المكقع
ّ ّ
لمسيف كالفأس مف مَباَل َغات الكاتب.
َلَق ْد اعتبَر ْت ىذه األكزاف الغريبة ّ
ألف أك ازَنيا غير منسجمة َم َع اإلنساف ح ّتػى
األمر ال يمكف قبكلو عمى ىذا النحكَّ ،َب ْي َد أ َّف َ
آشػكر بانيبػاؿ كال
َ الحػد ..كال
الع ْقل إلى ىػذا ّ
مختل َ
َّ س مثل جمجامش .فالكاتب َل ْي َ
اف ضخما َ لك َك َ
الخاصة كقصكرىـ الممكية.ّ المْم َح َمة في مكتباتيـ
الممكؾ اآلخريف اّلذيف اقتنكا ن َسخا مف َ
َ
ديحو قْر ٌب مف هللا َك َما كرد في الكسػرة ( )ٛمػف
كم َ(رجل مَب َار ٌؾ) كذ ْكَره َبَرَك ٌة َ
جمجامش َ
َ إف
ّ
اؿ:
ألكاح (نفر) حيث َق َ
مديح َؾ َخ ٌير َكَبَرَك ٌة /الممحقٖ ػ طو باقر(ٓ.)ٜٔ
َ سيد إ َّف
يا جمجامش يا ّ
بغض الّنظر عف حامػل األسػمحة.
َب ْل جاءت حسابات األكزاف متطابقة َم َع بعضيا البعض ّ
معينػة َّ
سػت يزيػد مػف كزنػو بأثقػاؿ ّ
أف َ فمكي يمشي المرء بصكرة طبيعية عمى القمر مثبل فعميػو ْ
لسػػيف أك
الضػػرب با ّ
جاذبيػػة األرض .كػػذلؾ األمػػر عْنػ َػد ّ
ّ جاذبي ػ َة القمػػر ىػػي س ػدس
ّ ألف
م ػراتّ ،
يتكجب أف يكك َف كزناى َما مبلئ َميف كمتضاع َفيف بنفس الّنسبة. الفأس إذ ّ
السماك ّي ر ْغػ َـ
كىذا ما َف َعَمو جمجامش في رحمتو ىذه فقطَ ،كَل ْـ َي ْف َع ْل مثَمو في قتالو لم ّثكر ّ
ع طبيعػ َة ىػذه العاصػمة ،فمػنبلح َ
َ أكركؾ)
َ اف عمى األرض فػي ( كر َك َ
ألف ىذا ال ّث َ
ض ّخامتو .لماذا؟ ّ
األكزاف الغريبة:
السبلح
َص َدَرت األكامر إلى َصانعي ّ
فاجت َمعكا َكَت َش َاكركا
َ
َصَنعكا أسمحة عظيمة َك َسَبككا فؤكسا َتزف ّّ
كل مْن َيا ثبلث كزنات
كل مْن َيا َيزف كزنتيف
بيرة ّّ
َك َسَبككا سيكفا َك َ
َكَقَب َضاتيا َثبلثك َف مّنا
17
بلثيف مّنا
كل مْن َيا َث َ
كسيكفا م ْف َذ َىب زَنة ّ
ك(أغمادىا) ثبلثكف مّنا
نصف كغـ.
َ الم ُّف يساكي تقريبا ي
الكزنة البابمية حسب العمماء تساك (ٓ )ٙمّنا ،ك َ
كزف الفأس إذف = ٓ ٜكغـ.
لمسػيف ٖٓ +مّنػا لمقبضػة +
ػع المقػبض كالغمػد ىػك :كزنتػاف ّ لكف كز َف ّ
السيف الكّمي َم َ َّ
ٖٓ مّنا لمغمد = ٓ ٜكغـ أيضا.
بالسػػيف كالفػػأس فعميػػو أف َي ْحم ػ َل (ٓ )ٔٛكغػػـ عػػدا الخنجػػر
فػػنذا أرَاد المػػرء أف يتحػ ّػر َؾ ّ
كاألدكات األخر .
الػك ْزف إلػى مػا َي ْقػرب مػف ثمانيػة عشػر
اع َفة َ
كيمكف القكؿ أ ّف الحسػابات َجػَر ْت عمػى م َضػ َ
جاذبيػػة منخفضػػة تق ػ ُّل عػػف جاذبيػػة األرض ثمانيػػة
ّ بالسػػيف كالفػػأس فػػي
الضػػرب ّمػّػرة لتحقيػػق ّ
قكة ال ّذراع فػي تعمدة َب ْي َف كزف ّ
السيف كالفأس َق ْد حس َ َب ْت فييا َّ مرة .ةكاذف فالمساكاة الم َّ
عشر ّ
اع يحتػاج إلػى (ٓ )ٜكغػـ مػف الػكزف ميمػا
كػأف الػذر َ
ظػر عػف الحامػل ،ف َّ بغض َّ
الن َ ىذه الجاذبية ّ
السبلح.
اف نكع ّ
َك َ
أيف تقع الغابة مأك خمبابا؟
لكػف َل ْػـ
أدؽ ليػذه الغابػةْ ،
األكؿ مف المكح الثالث سػالما لكّنػا نػدرؾ كصػفا َّاف العمكد ّلك َك َ
المغامرة:
َ بع َدـ
المكررة لو َ
َّ يبق منو إالَّ الّنصائح
َ
المطمب
اغب في تحقيق ىذا َ بلـ أن َت ر ٌ …َ .ع َ
لمغابة..؟
الع ْزَـ عمى الذىاب َ
َكل َـ َعَق ْد َت َ
كلكػف يتكػّػرر
ْ كيػنقص العمػكد الثػاني أيضػا ،إذ ينخػرـ منػػو مػا ال يقػل عػف (ٕ٘) سػط ار…
أكركؾ) َكَب ْي َف الغابة:
َ الساعات المضاعفة التي تفصل َب ْي َف (
المرَة مشفكعا بعدد ّ
الّنصح ىذه ّ
جمجامش
َ األسكاؽ كَقالكا لَ أكركؾ ذات
َ فأجاب شَّيب
َ
شاب َكَق ْد َح َمَم َؾ قمب َؾ َم َد َبعيدا
أنت ّّ
يا جمجامش َ
أنت مقد ٌـ عميوأنت ال تعرؼ َعاقَب َة َما َ َك َ
َسمعَنا أ َّف خمبابا ب َنيتو غريب ٌة
أسمحتو
َ أماـ
َف َم ْف ذا الذي َيصمد َ
كالغابة َت ُّ
متد عشرَة آالؼ ساعة مضاعفة؟
أف الغابػ َة تبعػػد (ٓٓ )ٔٙكػػـ كىػػي تقػػرب مػػف
كيظيػػر ىنػػا تنػػاقض البػػاحثيف حيَن َمػػا قػػالكا َّ
لبناف!.
جباؿ َ
18
السػػاع َة المضػػاعف َة البابميػ َة ككمػػا كرد فػػي ىػػامش العمػػكد البلّحػػق تسػػاكي فرسػػخيف
ألف ّ
ّ
كحددىا طو باقر عمى إّنيا ( )ٔٓ.ٛكـ. ّ مف المسافات،
ةكاذف فبعد الغابة يساكي:
ٓٓٓ ٔٓٛٓٓٓ = ٔٓ.ٛ × ٔٓ.مائة كثمانية ألف كـ.
الشَّراح كمنيـ (طو باقر) حيَن َما حسبكا المساف َة (ٓٓ )ٔٙكـ فقط ،حيث إذفَ ..فَق ْد أخطأ ُّ
قـ
الػر َ
لبناف) ،ذل َؾ أل ّنو َذ َكػَر ىػذا َّ
أكركؾ إلى جباؿ َ َ اؿ في اليامش( :كىي تساكي المساف َة مف َق َ
ػل سػػاعاتالرابػع .فيػػذا العمػػكد ال يتضػ ّػمف كػ َّ
ػي الػػذي َك َجػ َده فػػي المػػكح ّ بنػػاء عمػػى المسػػير الفعمػ
ّ
الرابػػع كالػػذي يميػػو
الح ْقػل ّ
ف منػػو ثمثػػي َ ػير ابتػػدأ فػػي العمػػكد الثالػػث كالػػذي َتَمػ َ
ألف المسػ َ
المسػػير ّ
بعبارة:
ظ َيَر َ ظ َيَر َّأكؿ ما َ كامبل ،كَلـ ي ْظ َيْر الّنص إالَّ في المكح الّرابع كبدايتو مخركم ٌة ُّ
كمياَ ..ف َ َ ْ
ضاع َفة َتَبَّمغا بَقميل م َف ّ
الزاد شريف َساعة م َ َكَب ْع َد َس َفر ع َ
يل اع َفة َتكَّق َفا لَي َ َّ
مضيا الم َ اعة م َض َ َ بلثيف َس َ
َكَب ْع َد َث َ
اء َّ
الن َيار اع َفة أَ ْثَن َ
مسيف َساعة م َض َ
ريف َخ َ طَمَقا َسائ َ
ث َّـ ان َ
الفعميػة المػذككرة سػابقا كالتػي
َّ ذاىمػيف عػف المسػا َفة
َ بقػي مػف المسػير
فقػامكا بحسػاب مػا َّ
ضاع َفة.
َق ْدرىا عشرة آالؼ ساعة م َ
السابق َك َما يمي:
الرقـ ّ
يتكجب َضْرب َّ
كعمى طريقتيـ في اعتبارىا مضاع َفة فعبل َّ
ٓٓٓ ٕٔٙٓٓٓ = ٕ × ٔٓٛمائتاف كستة عشر ألف كـ
الرقـ.
عشر ىذا ّط األرض كّميا ال يبمغ َ فضائي ٌة بالتأكيد َّ
ألف محي َ َّ َك َىذه المسافة
السػطر أ َّف
السطر ال ّتػالي لسػاعات المسػير أعػبله .حيػث َذ َكػَر ىػذا ّ
كيدؿ عمى ما َذ َكْرَناه َّ
ُّ
ط َعو في ثبلثة أياـ. الشيرَّ ،
كلكنو ق َ فر إلى ىذه الّنقطة استغر َؽ شي ار كنصف ّالس َ
ّ
اؿ طو باقر:َق َ
(كتكػػكف مسػػافة ثػػبلث م ػرات خمسػػيف سػػاعة مضػػاعفة نحػػك ٓٓ ٔٙكػػـ كىػػي المسػػافة
التقريبية َب ْي َف ببلد بابل كجباؿ لبناف)/ممحمة كمكامشٗٓٔ.
ػع إىمػػاؿ العشػػرة
السػػاعات المػػذككر فيػو ( َمػ َ
ص ،كمجمػػكع ّ
ػكد لػػثبلث مػّػرات فػػي الػّن ّ
فػػبل كجػ َ
آالؼ) ىك:
ٕٓ ٔٓٓ = ٘ٓ + ٖٓ +ساعة مضاعفة.
ف (ٓٓٔ) سػاعة ىػك(ٕٓٓ)
ضػاع َ
ألف م َ
بػالرقـ (ٓ٘ٔ) سػاعة مضػاعفة؟ َّ
جاء ّأيف َ
فم ْف َ
ساعة!
19
أف يطػاب َق
األياـ الثبلثة بمقدار خمسيف ساعة! مف أجل ْ
كل يكـ مف ّ
اعتبار ّ
َ يبدك أّنو أرَاد
اء تقديرات الغربييف.
بأية صكرة جريا كر َ
لبناف ّ
المساف َة َم َع جباؿ َ
ط َع َيػا جمجػامش
السػػفر ىػػي (٘ٗ) يكمػػا ال ثبلثػ َة أيػػاـ ،ةكاّنمػػا َق َػاـ ّ ص يقػػكؿ إ َّف ّأيػ َ
لكػ َّػف الػػن َّ
اف يمتمؾ سر َعا فائقة.الخاصة .ةكاذف َفَق ْد َك َّ بثبلثة ّأياـ كبطريقتو
معينػػة ( َك َمػػا سػػيأتي) عمػػى َن ْفػػس
ػتعمل ليػػا آالت ّ
كيمكػػف تقػػدير سػػرعتو الفائقػػة كالتػػي اسػ َ
يسير بسرعة ٓ ٙكـ/ساعة. تقديرىـ ..فالحصاف يمكف أف َ
كػل سػاعة يسػير جمجػامش ٓٙ
س َّكػل يػكـ َكَل ْػي َ
ض َك َما قػالكاُّ :
لكننا ال نريد المبالغ َة فمنفر َ
كـ في الحالة االعتيادية.
أف السػػرع َة ص يقػػكؿ َّإنػو َسػ َار بثبلثػػة ّأيػػاـ مػػا ي َسػار بػػو عػ َ
ػادة فػػي (٘ٗ) يكمػػا ( أي َّ كالػّن ُّ
مرة).
ضاعف بمقدار ٘ٗ\ٖ = ٘ٔ ّ ت َ
ةكاذف فالسرعة عمى ذل َؾ = ٓٓ ٜتسعمائة كـ\يكـ.
عممية.
َّ الحّد مف َغير كسائل مضاع َفة السرع إلى ىذا َ َ كبالطبع ال تمكف
ىذا إذا سَّم ْمَنا بترج َمة األلفاظ عمى ما َذ َكَركه.
ص الػػذي َي ػرد فيػػو اسػػـ (خمبابػػا)َ ،ك َمػػا فػػي العمػػكد ال ّثالػػث مػػف المػػكحفػػنذا َر َج ْعَن ػا إلػػى ال ػّن ّ
الس ْطر ىك: الح ْظَنا اختبلفا في ال ّترج َمة ،ك ّ
السطر الخامس َ ال ّثالث في َّ
إيمك ػ خكا ػ كا ػ دا ػ بي ػ نك
َتْر َج َمو د .سػامي األحمػد إلػى( :خػكاكا المحػارب)َ ،ب ْيَن َمػا َتْر َج َمػو سػبايزر إلػى( :فػي الغابػة
يعيش خكاكا العنيف).
رب) بحسب المكضعَ ،كَق ْد تػرج َـ ىنػا إلػى محػارب أك
َلَق ْد تْرج َـ المفع (إيمك) إلى (إلو) أك ( ّ
عنيف.
نص عمى ذل َؾ األحمد في اليػامش فػي كلكف المقطع (دابي ػ نك) مف أسماء المشتريَّ .
ص .ٔ٘ٙكمػػف الممكػػف أف يكػػك َف معنػػى االسػػـ ىػػك المختفػػي أك المختبػػه فػػي تػػابع المشػػتري،
أف
ع (خالبك) الذي يعني غابة يأتي بمعنى (مح ّل االختفاء عْن َد الشػّراح) فػي حػيف ّألف اّلمف َ
ذل َؾ ّ
آخر يعني غابة ىك (كيشتكـ).ىناؾ لفظا َ
بيل كصكؿ جمجامش إلػى المْم َح َمة ق َ
ؤكد ذل َؾ ما نراه مف ظيكر (لغابة األرز) في نياية َكي ّ
مرة أخػر
الرحمة األكلى إلى غابة أْرز فما الذي جاء بالغابة ّ(أكتكنكبشتـ) القاصي .فنذا َكاَن ْت ّ
كمياه المكت؟.
َ البحار
َ الرحمة الثانية
بعد إ ْف َعَبَر في ّ
21
ػاألكلى فضػػائي ٌة .كلقػػد مػَّػر جمجػػامش بػػنفس المح ّ
طػػات بعػػد إف الرحمػ َة الثانيػ َة كػ ّ
الكاقػع أ ّف ّ
الرحمة األكلى بالقضاء عمى (خمبابا) .كلقد كص َفت الغابػة ىنػاؾ َك َمػا ىػي ىنػا ريق في ّط َ أم َف ال ّ
َّ
بأكصاؼ متشابية تفيد في أّنيا غابػة صػخكر ال أشػجار نباتيػة ةكا ْف َكاَن ْػت عمػى ىيئػة أشػجار،
صحة ترجمة (أرز).
كىذا َم َع افتراض ّ
صكر عف أقمار المشتري كزحل ٌ
ثابت عمميا اآلف ،فنّنيا مميئ ٌة بالتشػكيبلت كمثل ىذا الت ّ
األلباب ،فانظر صكرة (تيتاف) ك(ميمػاس) مػف تكابػع
َ بمناظر تخمب
َ الصخرية الممكّنة كاألشجار
ّ
الب ْحث.
الصكر المرفقة في نياية ىذا َزحل في ّ َ
فالسػفينة التػي بناىػا مػف خشػب األْرز
َلَق ْد َذ َى َل الشّراح عف الكحدة المكضكعية لمممحمةّ .
ص فيما بعد أّنيا سفين ٌة صخري ٌة!!.
أظيَر الن ُّ
الرحمة الثانية كطبلىا بالقير َفي ّ
َفَق ْد رآىا أكتك ػ نكبشتـ عف بعد كتسائل قائبل:
(لماذا تماثيل صخر السفينة م َح َّ
ط َم ٌة) ٘ٔ/ع/ؿٓٔ ّ َ
السػفين َة
الصخكر ىنا؟ كماذا تعني تْم َؾ العبػارة؟ إذ المفػركض أ ّف ّما الذي جاء بالتماثيل ك ّ
الب ْحر.
مف خشب كمطمية بالقار كسائرٌة في َ
ػػل
ػػكر أك تماثيػ َ
ػػاف الشػػػّراح فػػػي حيػػػرة إزاء الػػػّنص .فػػػالمبلح (أكرشػػػنابي) يمتمػػػؾ صػ ا
َلَقػ ْػػد َكػ َ
الحجر ،كالتي بيا يمكف عبكر مياه البحار:
ىناؾ أكرشنابي مبلّح أكتك ػ نكبشتـ
َ
الحجر كىك اآلف في (الغابة)
نده صكر َ َكع َ
ترجم َيا ىكذا:
َ األحمد
َ كلكف
َّ
األرز في َك َسط ال َغ َابة/ٕٜ/عٕ
الصخر كىك يمتقط َ َم َعو تماثيل ّ
كربمػػا
األرز النبػػاتيّ ،
س َ ػخري ٌة َكَلػ ْػي َ ػؾ عمػػى أَّنػو أشػ ٌ
ػجار صػ ّ يظيػػر لنػػا األرز َن ْفس ػو بعػػد ذلػ َ
األس ػطر كالعبػػارات ىػػي مػػف الحشػػك أك الّمغػػك أك الخيػػاالت التػػي ال يعتقػػد الش ػّراح أ َّف كثي ػ ار مػػف ْ
معنى ليا كضعيا الكاتب ،كما ذل َؾ إال بسبب ال َخَمل في َّ
دقة ال ّترج َمة. ََ
جمجامش قائبل:
َ ففي البيت (َ )ٖٛكَرَد ْت عبارٌة لممبلَّح كىك يمكـ
األرز
أنت تجمع َ خري َة ك َ
الص ّ أل ّن َؾ َح َّ
ماثيل ّ
مت ال ّت َ ط َ
ترجم َيا ىكذا:
َ باقر
كلكف َ
َّ
أتمف َت َيا
الح َجر ك ْ
كر َ أل ّن َؾ َح َّ
مت ص َ ط َ
نفس َيا حجري ٌة؟
ماثيل َ
فيل تْم َؾ صكر أك تماثيل (رسكـ) لمحجر أـ أ ّف ال ّت َ
21
طػات
ط ٌ تعػكد لػؤلرز نفسػو ،أي أّنيػا مخ ّ
أف َ سػكـ يجػب ْ
الر َفػنف ّ
ككفق ال َفػْرض الػذي َذ َكْرَنػاه ّ
َ
لمغابة كأالَّ ما عبلقتيا ّ
بالسفر حيَن َما يقكؿ:
فكيف يمكف العبكر؟ السفينة َح َّ
َ صكر َح َجر ّ
َ مت
ط َ
لكف يمكف الجمع َب ْي َف ال ّترجمتيف كىػك األمػر الػذي اسػتبعده الشػّراح .فػالمترجـ فػي الكاقػع
الكبلـ بحيث يككف متناسقا.
َ الترجمة كحسب ،أل ّنو يحاكؿ أف يرّت َب
َ ص اليقكـ بشرح الن ّ
خاصػػة
ػل ّػل ال ّتماثيػ َ
كلمػػا َكاَنػ ْػت أشػػجار األرز عنػػدىـ نباتيػػة فمػػف غيػػر المعقػػكؿ أف يجعػ َ
ّ
فأمػػا يضػػيف مفػػردات مػػف عنػػده إلتمػػاـ المعنػػى مثػػل (كأنػػت َت ْج َم ػع) -األرز أك يحػػذؼ
بػػاألرزّ ،
غير دقيقة في الحالتيف. صخرية) صفة لمتماثيل .تبقى ال ّترجمة َ
ّ (األرز) مف األصل كيجعل (
(الخػرائط)
ّ الرسػكـ
المػرقـ ( )ٖٙالػذي يػربط َب ْػي َف ّ
الياـ ال ّتالي ّ
ّ السطر
نبلحع االختبلؼ في ّ
إمكانية العبكر:
ّ َكَب ْي َف
الح َجر فبل يمكنَنا العبكر-/طو باقر.
ط َمت صكر َ تح ّ
ةكاذا َ
كعمى الّنسخة اآلشكرية:
يشم ٌة ك… ..األرز…/األحمد. تماثيل األرز م ّ
َ إف
ّ
مفردات مخركم ٌة ال يمكف قراءتيا). ٌ (الّنقاط ىنا
تػرجـ إلػى إضػافة
اضػطر الم َ
ّ ػؾ ع َّأنو ىنا كىنا فقػط انخػرـ الّمػكحّ ..
ألف ذل َ كمف حسف الح ّ
المْم َح َمة.
كل َالمرة الكحيدة في ّ
ال ّتماثيل لؤلرز ،كىي ّ
إذف ال ّتماثيل ىي تماثيل األرز ال غيره.
ػاف ال عبلق ػ َة ليػػا مطمقػػا بمػػا تػػذكره
ػجار األرز المزعكمػػة فػػي لبنػ َ
ػنف أشػ َ
مػػف جيػػة أخػػر فػ ّ
المْم َح َمة مف أشجار.
َ
محدد لتمؾ األشجار:
ص بكصف ّ
الرابع حيث كصبل بكاب َة الغابة جاء الن ُّ ففي اّلمكح ّ
ظره
ككاف َمد َخبل َعجيبا َب َيَرىما َمن َ
َ
َّإنيما َل ْـ َيصبل إلى الغابة…
اف منظرَىا َعجيبا
أشجار األرز َك َ
َ كلكف
اف عم ُّك َىا اثنيف كسبعيف ذراعا.
َك َ
فنف طكؿ األشجار = ٖٙمت ار!!. إف ال ّذراع = نصف مترّ ، إذا افترضنا ّ
أعظـ أشجار اليكالبتكز العالية ال تبمغ ٕٔ مت ار.
َ كمعمكـ أ ّف
ٌ
صخري ٌة ال نباتي ٌة ،كىك مػا سػنبلحظو فػي العنػكاف ال ّتػالي.
ّ أشجار
ٌ ةكاذف فتمؾ األشجار ىي
ػع أشػػجار األرز ،كلػػك َكاَنػ ْػت مػػف نب ػات السػػتعمل َّ
أك(ىش ػ َـ) َمػ َ (كس ػَر)
السػػبب جػػاء الفعػػل َّ
كليػػذا ّ
22
اـ جمجػػامش غاضػػبا بتكسػػير ال ّتماثيػػل التػػي ىػػي عمػػى
ػؾ عنػػدما َقػ َ
أك(اقتَمػ َع)َ ،كذلػ َ
َ طػ َع)
الفعػػل ( َق َ
صكر حجر األرز. َّ
صكرة أشجار فحط َـ خبلؿ ذل َؾ ّ
ػخري َة كأنػت َت ْج َمػع
الص َّ َّ
ماثيػل ّ
السطر (َ )ٖٛل ْي َس ْػت ترجمتػو( :حط ْمػ َت ال ّت َ
ةكاذف فالّنص في ّ
أشجارَىا .ىػذا إذا َل ْػـ تكػف الغابػات
َ خرية كأنت تكسر
الص ّ األرز!) َب ْل :أل ّنؾ أتمفت رسكـ الغابات ّ
ىي في األصل (جزر) كىك ما يؤديو أحيانا اّلمفع األصمي.
23
رية؟ َغ َابة أْرز أَ ْـ َغ َابة األَ ْش َجار َّ
الص ْخ َّ
28
زية َع ْش َت َار
َرْم َّ
بعػد
الرافػديف َ عشػتار فػي كادي ّ َ الباحثيف بشػأف ألكىيػة
َ ديق
َيعسر عمينا ػ َم َع األسف ػ تص َ
أشػياء كثيػرة عْن َػد الشػّراح مْن َيػا( :إلػو ػ
َ الخْمط الذي نبلحظو في ترجمػة لفػع (أيمػك) الػذي يعنػي
مقدس ػ محارب ػ عنيف..الخ). رب ػ ممؾ ػ ّ
يتطػرؽ ّ
الشػؾ إلػى اإلشػارة نفسػيا كال يكفي قكليـ بكجكد إشارة األلكىية ليذا اإلثبات ،إذ ّ
معركؼ ،فيككف عمم َيػا َع َمػ َل أداة التعريػف العربيػة (أؿ)
ٌ االسـ ىك َعَم ٌـ
َ فيما إذا َكاَن ْت تعني أ ّف
كخاصة َم َع ال ّتشابو اّلمفظي بينيما( :أيمك ػ أؿ).
ّ
ّ
كيف يمكف تفسير مجيء مثل ىذا المقطع َم َع األعػبلـ فقػط مػف ممػكؾ إلػى آليػة كأالَّ َ
ُّ
ص مػف إلى بغايا كمكمسػات ،بشػكل يجعػل الشػّراح فػي حيػرة منػو كبحيػث أّنيػـ يحػاكلكف الػتخم َ
االلتباس بكصف البغايا بالقداسة؟.
األعػبلـ َك َمػا
بعد الكشف عف رمزية تْم َؾ قصكر ىذه الترجمات سيظير جميا َ َ أف
عمى ّ
شخصػية
ّ التمييػد لكشػف
َ نحػاكؿ فييػا
َ ىي فػي ذىػف العراقػي القػديـ فػي المكاضػيع اآلتيػة التػي
ّ
المْم َح َمة تعقيدا قراءة عممية لغكية جديدة. جمجامش ،كمف َث َّـ قراء َة أكثر أعمدة َ
َ
المْم َح َمة:
عشتار في َ
َ مكقع
َ عفمنبلح َ
عشػتار) انتيػت أخيػ ار
َ (الربػ َة
يسمييا الشّراح ّ جمجامش كمف ّ َ حدثت مشاد ٌة عنيف ٌة َب ْي َف
ْ َلَق ْد
أف تقػ ّػد َـ شػػكك ضػ ّػده إلػػى (آنػػك) إلػػو
ػطرىا ْ ػامش ليػػا سػػيبل مػػف اإلىانػػات ممػػا اضػ َّبتكجيػػو جمجػ َ
جمجامش.
َ خمق ثكر سماك ّي يكاجو السماء مقترحة عميو َ ّ
حػد
جمجامش قبكليػا كحبيبػة أك (زكجػة) عمػى ّ َ الكاقع أ ّف المنازع َة حصمت بسبب رفض
اءه َّ
بشتى الكسائل. بعض الترجمات بعد إف حاكَل ْت إغر َ
حدث ذل َؾ تحديدا بعد قتمو خمبابا.
َكَق ْد َ
أكركؾ فػػك ار َب ْعػػ َد َق ْتػػل خمبابػػا .ةكا َّف المغازلػػ َة
َ يرجػػع إلػػى
ْ جمجػػامش َل ْػػـ
َ كالكاقػػع أيضػػا أ َّف
يػزؿ فػي مكضػعو مػف الغابػة، أبػد ْتيا كىػك َل ْػـ ْ أبػد ْتيا عشػتار لػو َّإنمػا َ
كالكممات المعسػكل َة التػي َ
ػاج عمػػى رأس ػو) .كىػػذا ػدائل َش ػ ْعره كارتػػد حَّم ػة مزركشػػة َ
ككض ػ َع ال ّتػ َ ػل جػ َ كتحديػػدا بعػػد إ ْف (أرسػ َ
جدا ،إذ يكشف لنا فك ار َم ْف ىي عشتار مف خبلؿ أقكاليػا ػ التػي ىػي أقػكاؿ الحيػاة ىاـ ّال ّتحديد ّّ
غير ػ َك َما سنبلحظو قريبا. ال َ
29
أمػػا أف تكػػك َف َقػ ْػد
المْم َح َمػػة فقػػطّ .
ػتار مػػف خػػبلؿ َ َب ْي ػ َد أَّننػػا نحػػاكؿ تحديػ َػد ّ
الرمزيػػة فػػي عشػ َ
أبعػده بعػداحتمػاؿ مػا َ
ٌ خاصػة .كلكػف ىػذا احتماؿ يحتاج إلى دراسػة ّ ٌ است ْخدم ْت كنلو معبكد فنّنو
ىذا ال ّتحميل.
ػف.
مزيػ ٌ
ػكد ّ
ػي ،فيػػي معبػ ٌ الرمػػز األدبػ
ػكد فػػي ّ
رب كأّنيػػا معبػ ٌ
ػكؿ أّنيػػا ّّ
أف نقػ َ
ػؾ ألننػػا يمكػػف ْ
ذلػ َ
ّ
أمػر يسػتدعي إعػاد َة الّنظػر بجميػع تقديسو .كىػك ٌ
َ نقده ال
الرافديف َ ككانت غاية األدب في كادي ّ
الخاصػة دك َف غيػرىـ َك َمػا فػي
ّ أدب
مفردات النصػكص المتعّمقػة بالمكضػكع .كأعنػي بيػذا األدب َ
المْم َح َمة.
َ
اليْمكػى
طكفػاف؟ كلمػاذا تبكػي عمػى َ ع ّأكال م ْف ىي عشتار التي َّ
تتكمـ عْن َػد حػدكث ال ّ فمنبلح َ
َ
كفي عيف الكقت تعترؼ أّنيا ىي التي أىَم َك ْتيـ؟:
كصَر َخ ْت عشتار َك َما تصرخ المرأة في الكالدة
َ
ناح ْت بصكتيا
سيدة األربابَ ..بت ّ انت َح ْ
َ
الشجي نادبة… كأحسرتاه
ّ ّ
األياـ األكلى إلى طيف
عادت ّ
ْ َلَق ْد
طقت بالشّر في مجمع األربابأل ّني ن َ
ماذا دىاني إذ نطقت بالشّر
مار عمى َخْمقي (أَناسي) الد َ
َلَق ْد سّمطت ّ
كأنا التي َكَل ْدت أناسي ىؤالء
َ
السمؾ
اليـ كبيض ّ كممئكا َّ
المؤكػػد أ ّف ىػػذه المتكّمم ػ َة ىػػي الحيػػاة ،كتحديػػدا الحيػػاة الػ ّػدنيا أي الكاطئػػة .فالحيػػاة
ّ مػػف
تعبيػر عػف كجػكدىـ ( َك َمػا تصػرخ المػرأة فػي ٌ ػؾ أل ّنيػا
إفنػاء لمخمػق ،ذل َ
ٌ تصرخ حيَن َما يككف ىناؾ
طبع تكػكف كالدة عسػيرة جػدا بعػد إف
الكالدة) ،أل ّنيا بػأزاء عسػر كالدة جديػدة بعػد اليػبلؾ .كبػال ّ
السمؾ)!.
اليـ كبيض ّ (ممئكا َّ
المْم َح َمػػة ىػػك الحيػػاة نفسػ َيا ،مػػف
ػبب دمػػار الحيػػاة فمسػػفيا عْنػ َػد كاتػػب َ
كمػػف المعمػػكـ أ َّف سػ َ
حيث أّنيا دنيا ككاطئ ٌة ال تسمح بالبقػاء كاالسػتمرار ّ
ألي كػائفَ .كلػ َذل َؾ اعترَفػ ْت بأّنيػا ىػي التػي
الخمق الذيف ىمكػكا (مػف إنسػاف كنبػات كحيػكاف) ىػـ مػف كالدة َ أىمك ْتيـ .كمف الكاضح أيضا أ َّف
َ
نشػكء الكائنػات مػف طػيف مػف ّأكؿ
َ افق ْت
كلما َكاَن ْت الحياة َق ْد ر َ
الحياة ليـ ،فيـ َخْمق َيا كأناس َياّ .
األياـ األكلى إلى طيف)!.
رت ذل َؾ نادبة( :كأحسرتاه َلَق ْد عادت ّ
تذك ْ
عيكد ال ّتككيف َفَق ْد ّ
31
ػع
يفس ػر لنػػا جميػ َ
ػتار متمّثمػػة بالحيػػاة الػ ّػدنيا المنقطعػػة سػػكؼ ّ
ػف عػػف أىميػػة عشػ َ
إف الكشػ َ
ّ
سمككيات َيا في جميع الّنصكص ببل استثناء.
ػؾ المحظػػة ىػػك نػػداء الحيػػاة .فمقػػد اختػػارت المحظ ػ َة ػامش فػػي تْمػ َ
ػداءىا لجمجػ َ
ػنف نػ َ
ةكاذف فػ ّ
رجػل
جمجػامش ٌ
َ قكة فضائية ال طاق َة ألحد بيا)َ .ب ْيػ َد أ َّفالحاسم َة لممغازلة ػ لحظ َة انتصاره عمى ّ
حصػل عمييػا لسػبب كاحػد فقػط ىػكَ متيكر .فيك يدرؾ أ َّف ىذه الحكم َة إّنما ّ مجرد َممؾ
حكيـ ال َّ
ٌ
عدك لدكد.
ّ المزيفة فيي َل ْي َس ْت سك
ّ أما الحياة القصيرةالدائمة .ك ّالحقيقية ّ
ّ كلعو بالحياة
عػارض ظػاىرّّي ،كىػك
الػدنيا ىػك ت ٌ إف في مثل ىذا ال ّتعػارض َب ْػي َف حػ ّب الحيػاة ككػره الحيػاة ّّ
صف ٌة مف صفات الحكماء كالعارفيف.
الػدنيا ..فنّنيػا تنػادي
َل ْـ يكف النداء إذف سك نداء ح ّب الػ ّذات كالغرائػز المرتبطػة بالحيػاة ّ
لمتشػبث بالحيػاة كال ّتمتػع
ّ القكة كالّنصػر
استغبلؿ تْم َؾ ّ
َ لقكة عارضة عميو
المرَء في ذركة الّنصر كا ّ
حبيبتو الكحيػد َة فػي المحظػة
َ جمجامش لتكك َف
َ نفس َيا عمىبيا .كىكذا عرضت الحياة (عشتار) َ
المناسبة (لحظة انتصاره عمى خمبابا):
َرَف َع ْت عشتار الجميمة عيَن ْييا
جمجامش
َ َرَمَق ْت جما َؿ
تعاؿ يا جمجامش كك ْف حبيبي
َ
حبيبي الذي اخترت
ثمرت َؾ أتم ّتع ب َيا
امنحني َ
البلزكرد كال ّذىب
َ سأعُّد لؾ مركبة مف حجر
عجبلتيا مف ال ّذىب كقركنيا مف المشك
الصاعقة بدال مف البغاؿ
شياطيف ّ
َ لجرىا
كستربط ّ
ستجد شذ األرز يعبق فيو
كفي بيتنا َ
الدك َة
قدميؾ ّ
بيتنا تَقّبل َ
دخمت َ
َ إذا ما
الحكاـ كاألمراء خضكعا
لؾ الممكؾ ك ّ ينحني َ
السيل
الجبل ك ّ
لؾ اإلتاكَة… مف نتاج ّيقدمك َف َ ّ
الػدنيا كىػي تعػرض
غيػر الحيػاة ّ
متحػدثا َ
ّ كتمعف فػي عباراتيػا ىػل تجػد
ّ فبلح ْع أخي القارئ
جمجامش؟
َ العارفيف كالحكماء مثل
َ مغريات َيا المادي َة عمى
31
يركػب عربػة مػف الػ ّذىب كيخضػع لػو
َ يستحق أف
ُّ فيل ىناؾ مف
ةكاّنيا لتفي بما َتعد فعبلْ ..
القكة الفضائية المياجمة لؤلرضجمجامش الذي ينتصر عمى ّ
َ الحكاـ في األرض سك
الممكؾ ك ّ
في عصكر الظممات كال ّت ُّ
خمف؟.
تخدعػو.
َ كعارؼ باألسرار كمنيا الحيػاةَ ،كلػ َذل َؾ فػبل يمكن َيػا أف
ٌ حكيـ
ٌ رجل
مش ٌ كلكف جمجا ََّ
أمػػا الحيػػاة التػػي تنتيػػي
ػكت فييػػاّ . فالحكمػػاء يبحثػػك َف عػػف الحيػػاة الحقيقيػػة ّ
الدائمػػة التػػي ال مػ َ
الػدنيا كنقائصػ َيا ..فيػي مػفبسػْرد مثالػب الحيػاة ّ بالمكت فيي خدع ٌة .كمف ىنػا بػدأ جمجػامش َ
عػاش ،كلكػف مػف حيػث ككنيػاتستحق أف ت َ
ُّ إشكاؿ في ككنيا
ٌ الدائمة فبل
حيث ككنيا بابا لمحياة ّ
الػذيف ارتبطػكا بيػا
َ كلئػؾ
كػل أ َ
خػدع ْت َّ
َ الزكجة) ،فيي خدع ٌة ،ذل َ
ػؾ أل ّنيػا ىي الحياة (الحبيبة أك ّ
انكشف فيما َب ْعد أّنيا َم َكَر ْت بيػـ كأىػاَن ْتيـ .فيػي ذات ب ْعػد كاحػد ،كلػف
َ الرباط الكثيقَ .فَق ْد
بيذا ّ
أجاب َيا قائبل:
جمجامش الذي َ
َ بأية حاؿ ىي الغاي َة كالمنتيى ل َما تطمع إليو َن ْفس تكك َف ّ
أنت؟!
أي خير سأنالو لك اتخذتؾ حبيبة؟!
ُّ
أنت؟!
ما أنت إالَّ ٌ
مكقد تخمد ناره في البرد
أنت كالباب الخمفي الذي ال َي ُّ
صد ريحا كال عاصفة
ّ
َّ
تتحطـ في داخمو األبطاؿ صر
أنت َق ٌ
يمزؽ َرحَمو
فيل ّأنت ٌ
أنت قرب ٌة مثقكب ٌة تبّمل حامَميا
أنت حجر مرمر ينيار جداره
عدكه
ستقدـ َّ
أنت حجر َي ْشب َي َ
انت َعَميا
أنت فردة حذاء تؤذي مف َ
ػل سػػطر مػػف السػػطكر أعػػبله ،فعػػبلكة عمػػى ػامش رؤيػػاه لمحيػػاة فػػي كػ ّتتضػ ّػمف إجابػػة جمجػ َ
ػاـ
ػل ال ّتػ َّ
ألف المػػرَء مػػا إف يبم ػ َغ العقػ َ
ككنيػػا كالمكقػػد الػػذي تخمػػد نػػاره فػػي البػػرد عْنػ َػد الحاجػػةَّ ،
كال ّتجرب ػ َة الكافي ػ َة كيصػػل إلػػى الدرجػػة التػػي يمكن ػو مػػف خبلليػػا االنتفػػاع بمعارف ػو ،فػػنذا بق ػكاه
يفػتح عيَنػ َو
َ الضعف في جسده اسػتقباال لممػكت الػذي ال َّ
بػد منػو .كمػا إف الجسدية َتخمد كيد ُّب ّ
ّ
عمى األشياء ،فنذا بو يخرج مف (الباب الخمفي).
ّ
كحػده ،إذ ينيػار الجػدار فػي آخػر المطػاؼ النػزالؽالبناء بحجر المرمر َ
َ يشبو
البناء فييا َ
القطع بعضيا عمى بعض..
32
الي ْشب الذي يغري المرَء بحممو لكنو ي ُّ
سمو فيمكت! إّنيا حجر َ
البسػ َيا ..كىػػي صػػكرٌة ببلغيػ ٌة
ػؾ ،فيػػي مثػػل فػػردة الحػػذاء التػػي تػؤذي َ
ػل ذلػ َ
عػػبلكة عمػػى كػ ّ
ألف الحيا َة أحادي ٌة ذات اتجاه كاحد دكما كينعدـ فييا التكازف المطمكب لمحركػة َب ْػي َف عالي ٌة جداّ ،
البقاء ،فيػي تأخػذ مػف حيػث َتيػب كتسػمب َ اإلنساف المغرـ بالبقاء َكَب ْي َف الحياة التي تسمبو ىذا
المتمسػػؾ بيػػا مثػػل البػػس فػػردة حػػذاء كاحػػدة يمكنػ َؾ أف
ّ ػاء،
مػػف حيػػث تعطػػي ..إّنيػػا حيػػا ٌة عرجػ ٌ
تسػميو حافيػا!...
مكنػؾ أف ّ
الرجل األخػر ي َ
كلكف مف ناحية ّ
تسميو البسا ألجكد أنكاع األحذيةْ ،
ّ
فالماشي ىكذا غير متكازف كتؤلمو قدمو.
ح ّتى الممكؾ فييػا ىػـ بر ْجػل كاحػدة ،إذ يمكتػك َف فػي الّنيايػة ..ةكاذف َفيػ ْـ ال يممكػك َف ح ّتػى
أنفسيـ فضبل عف أف يممككا شيئا مف األشياء. َ
المْم َح َمػة
ػع مكضػكع َ جمجػامش منسػجم ٌة ُّ
كػل االنسػجاـ َم َ َ فنف ىػذه اإلجابػ َة مػفكعمى ذل َؾ َّ
مجػرَد إىانػات َيػرُّد بيػا جمجػامش
الب ْحث عف الخمكدَ ،كَل ْي َس ْت ىػي َك َمػا َح َسػ َب الشػّراح ّ
الذي ىك َ
كفق رؤيا أسطكرية ال معنى ليا. عشتار) بعد مغازلت َيا لو َ
َ عمى سيدة األرباب (
ػػل الػػػذيف َع َشػػػَق ْتي ْـ عشػػػتار
ػػؾ َفَقػ ْػػد أعطػػػى جمجػػػامش صػػػكرة مباينػػػة حيَن َمػػػا جعػ َ
كعػػػدا ذلػ َ
مثل الذيف عشقكىا!.خاسريف أيضا َ
َ
فنف الػذي يعشػق الحيػا َة الكاطئػ َة سػيككف كاطئػا بالتأكيػد ،كلػف َ
تقػع كالمعادلة ىنا كاضح ٌة َّ
أمػا الػذي َيعػرض عنيػا فنّنيػا تبلحقػو بمغريات َيػا ،كحينمػا َيصػُّر عمػى
ػؾ .ك ّ
ىي في غرامو بعد ذل َ
بأية صكرة. االنتقاـ منو َّ
َ ىجران َيا َّ
فننيا تحاكؿ
(مػ ْف َتػَر َؾ
يني عمكمػا مػف مثػل قػكؿ أحػد األكليػاءَ : َكَق ْد ذكَر ْت تْم َؾ المعادلػة فػي الفكػر الػد
ّ ّ
الدْنَيا أَ ْقَبَم ْت َعَم ْيو).
(م ْف َى َجَر ُّ ُّ
الدْنَيا َل ْـ َت ْترَكو) أك َ
عشتار نتكّقف قميبل لشرح ىػذه الحالػة َ بعد ذل َؾ عمىالتكجو إلى ما َرَّد بو جمجامش َ كقبل ّ
َ
المتناقضة في العبلقة َم َع الحياة في ذىف العراقي القديـ.
ّ
ػاطني لمممحمػػة ىػػك (تناقضػػات الكجػػكد)َ ،كل ػ َذل َؾ
اخمي أك البػ َّإذ يبػػدك لنػػا أ َّف المكضػػك َع الػ ّػد َّ
ػاـ فػػي الكجػػكد ػاريخي يتحػ ّػدث عػػف الجػػدؿ أك الػػديالكتيؾ العػ ّػص تػ فيػػي مػػف ىػػذه الجيػػة أقػػدـ نػ ّ
ّ
كل تفكير فمسفي آخر. بذلؾ عمى ّ سابقة َ
ّ
مركبػةَ ،كلػ َذل َؾ
جدليػة ّالجدؿ الحديث في الفمسفة في ككنيػا ّ تتميز عف ّ الجدلي َة ّ
ّ كلكف ىذه
َّ
33
كيقكيو ،كىك األمر الذي أغفمتػو الفمسػفة الحديثػة
يعززه ّيقكـ عميو العمـ الحديث كالمنطقَ ،ب ْل ّ
ألي تنظير آخر.
قبل إلغاء َىا ّ
تنظيرىا َ
َ ألغت بيا
نفسيا في مقكالت ْ فأكقعت َ
ْ
ػذككر ىػػك مػػف صػػميـ العبلقػػة الفمسػػفية َبػ ْػي َف المخمػػكؽ كالخػػالق فػػي فيػػـ
ػاقض المػ َ
إف التنػ َ ّ
الجميع في ذل َؾ.
َ المْم َح َمة أَّنو َس َ
بق اقي القديـ الذي يبدك مف َّ
العر
يحبػكف
جعل ىذه الحيا َة كاطئة عف سابق عمد كتخطػيط غايتػو َفػْرز الػذيف ّ فالخالق الذي َ
تؤكػػد عمػػى ضػػركرة
السػػائدة فػػي األديػػاف التػػي ّ الحيػػا َة مػػف الػػذيف يمقتكَن َي ػا .كبخػػبلؼ المعادلػػة ّ
التش ّػبث بالحيػاة كالييػاـ
يػتـ مػف خػبلؿ ّ
الفعمػي بالخػالق إّنمػا ُّ
َّ ط
فنف االرتبػا َ
العزكؼ عف الحياةَّ ،
تتكػرر ..كىػي بمثابػة كممػة (شػكر) يقكل َيػا المخمػكؽ لمخػالق
بيا باعتبارَىا ىب َة الخالق التػي ال َّ
مف أعماؽ قمبو.
الفػرز
َ المحب لمحياة مح ّّب لل كالكاره ليا كارٌه لل كلعطاياه .كم ْف ىنا نػدرؾ أ َّف
َّ فنف
َكل َذل َؾ َّ
العطي َة
ّ فالذيف عشقكا ىذه
َ يتـ مف خبلؿ نمكذج كاطه لمحياة. الحقيقي َب ْي َف أحباب هللا كأعداءه ُّ
َّ
النمكذج.
َ عطي َة هللا قبمكا ىذا
الذيف كرىكا ّ
االقتناع بيذا النمكذج ،ك ََ يرفضك َف
ػازؼ عػػف
ػؤمف" عػ ٌإف "المػ َ َقػ ْػد تكػػكف المعادلػػة مقمكبػػة فػػي أذىػػاف الػػبعضَّ ..
ألني ػـ قػػالكاّ ( :
الػػدنيا (الّنمػػكذج
عػػازؼ عػػف الحيػػاة ّ
ٌ الحقيقػػي
ُّ الحيػػاة) .لكّنيػػا عبػػارٌة غيػػر دقيقػػة ،إذ المػػؤمف
اـ.
بمعناىا ال ّت ّ
َ الشديد بالحياة الحقيقية
الكاطه) لكلعو ّ
االنصػياع لممكجػكدات
َ فالذيف ارتبطػكا بالخػالق كرفضػكا
َ الدينية..
كمف ىنا تظير المعادلة ّ
تمكنيـ مف ال ّتسامي عمى المكجكدات. َمَن َحي ْـ المعرف َة التي ّ
كلد ْت َيا الحيػاة...
عطي َة هللا فنّنيـ أصبحكا عبيدا لؤلشياء ..األشياء التي َ الذيف كرىكا ّ َ أما
كّ
مزيػػف كمشػ ّػكه يحمػػل
ػق بنمػػكذج ّ
كىكػػذا تعمػػل الحيػػاة بطػػريقتيف متناقضػػتيفَ ..فَقػ ْػد اختبػػرت الخمػ َ
الحقيقيػيف .فالػذي يكػره ىػذه الصػكرَة
َ يف
المحبػ َ
ّ المزيفيف عف
َ تفرز مف خبللو
صكرت َيا فقط لكي َ
َ
أحب ىذه الصكرَة ىك الكاره.
المشكى َة ليا ىك المح ُّب ،كالذي َّ
ّ
المشكىة ،لػذلؾ فػنّنيـ
ّ لصكرة
أكثر الخمق ىياما بيذه ا ّ كمف الطبيعي أف يكك َف (الح ّكاـ) َ
الػػدمار
عيتيـ سػػك المػػكت ك ّأعػػداء لمحيػػاة الحقيقيػػة كال يجمبػػك َف لػػر ّ
ٌ ال يتسػػامك َف عمييػػا َفيػػ ْـ
الخطر عف أىل األرض بنفسو.
َ الحكيـ الذي يدفع
َ جمجامش
َ بخبلؼ
عشتار:
َ اؿ جمجامش مخاطبا
َق َ
َم ْف ىك الحبيب الذي َعش ْقت إلى األبد؟
مف ىك الحاكـ الذي َس َما عميؾ؟
محب ْيؾ..
تعالي أل ْفص َح َلؾ عف ّ
34
انفػرد
َ كحػاكـ َّ
كلكنػو ٌ لجمجامشَّ .إنو َممػ ٌؾ
َ أيف يكمف ال ّتكجو الفكرُّي كالّنفسي
اآلف َ
فبلح ْع َ
عشػتار
َ عشػاؽ
أي مػف ّبصفة َل ْي َس ْت في الح َّكاـ أمثالو كىي سم ُّكه عمى الحياة الكاطئػة .ةكاذف فػ ّّ
سكؼ يذكره جمجامش؟. َ
ككل كائف حي ىكالحيةُّ ،
كل الكائنات ّ اىا في ّ
إف الحيا َة تعني حال َة العيش التي ير َ
طبيعي َّ
ّّ
ّ
عشتار!.
َ صالح لمكيدة
ٌ مثاؿ
ٌ
نفسو يكحي بيذه المكيدة ،إذ ال تعنػي عشػتار إال لفظػا منحكتػا مػف العػيش
اسم َيا َ
إف َ َب ْل ّ
الشػاتر القػاطع ،كالمشػتكر الفػاني اليالػؾ .فيػي إذف
الشػتر فػي العربيػة ىػك القطػع ،ك ّ
الشتر .ك ّ
ك ّ
انقطع عيشو!.
َ عاش مْنَقط َعا أك
إما َ
(عاش +شتر) ،كالّناتج ّ
أكثػر
(اآلف) َ
َ كمحتمػل أف تكػك َف معبػكدة
ٌ كلكف الحيا َة َك َما ىي نراىا محبكبة عْن َد األكثرية،
َّ
كثيريف عمى اإللو الكاحد نفسو.
َ الرافديف! َب ْل نراىا َّ
مفضمة عْن َد م َّما َكاَن ْت معبكدة في كادي ّ
ػبلؿ عرض ػو
ػتار خػ َ
ينب ػ َو إلػػى غفمػػة اإلنسػػاف مػػف مكيػػدة عشػ َ
أف ّالمْم َح َمػػة ْ
ػص َ كيحػػاكؿ نػ ُّ
ككقعت ضحية ليا. ْ بعشتار
َ انخد َع ْت
لمّنماذج التي َ
كلكػف
َّ بػالرمز َتَب َعػا لمظػركؼ كالحاجػة،
القػديـ يسػير ّ
َ اؽ
ياسي في العػر َ الس ُّ
اف ال ّتيار ّ
َلَق ْد َك َ
ػل
ػي َك َمػػا ىػػك الحػػاؿ فػػي كػ ّالسياسػ
ػع الفكػػر ّ
ػاـ ال ي ّتفػػق دكمػػا َمػ َ
ػعبي العػ َّ
الشػ َّ
ػاعي أك ّ
الفكػَػر االجتمػ َّ
ّ
زماف.
الرمز .فنذا َكاَن ْت عشتار َق ْد عبػ َد ْت كنلػو كتمؾ حقيق ٌة َي َج ب ْ
أف ال ت ْغ َفل عْن َد الحديث عف ّ َ
عبادت َيػا
َ كلكػف
َّ العػاـ. الديني كاالجتمػاعي ياف في الفكر
مكفكر بو كم ٌ رب
رب سياسيا ،فيي ّّ أك ّ
ّ ّ ّ ّ ٌ
طبيعت َيػا فػي ىػذا المنصػب ال تختمػف مطمقػا َ ألف
ػؾ َّجػدا ،ذل َ
مشػككؾ فيػو ّ
ٌ أمر
رب فيي ٌ كنلو أك ّ
الدنيا.
رمز لمحياة ّالمْم َح َمة ككنيا ا
عف طبيعت َيا في َ
عشػػية طبػػاع متقّمب ػ َة الم ػزاج َبػ ْػي َف ّأف تكػػك َف غريب ػ َة ال ّ
ألف مػػف طبيعػػة الحيػػاة الػ ّػدنيا ْ
ػؾ َّ ذلػ َ
ػل
ػالمي فػػي كػ ّ
ػي َبػ ْػل كالعػ ُّ ػعبي كاألدب العربػ ُّ الشػ ُّ
عب ػَر عنيػػا الفكػػر ّ ػاالت لمػػدنيا َّ
حاىا ،كىػػي حػ ٌ كض ػ َ
معبػكدَ ،فَق ْػد
ٌ رب
إلػو أك ّّ
طبيعتيا ال تثير اسػتغرابا مػاَ ،ك َمػا لػك قْمػ َت إّنيػا ٌ َ فنف
العصكر .كبال ّتالي َّ
أثار ذل َؾ استغرَابيـ!.عشتار ح ّتى َ َ احتار الباحثك َف في طبيعة
َ
الػدنيا .فالّنتيجػة الكحيػدة
القػديـ ال رمػ از لمحيػاة ّ
َ اؽ
طبيعي أل ّنيـ تص ّكركىا إليا لمعػر َ
ّّ كىذا
ىي أّنيـ عجزكا كيعجزك َف عف تحديد صبلحيات ىذا اإللو.
لنفسػػػو إليػػػا كاجبػػػو الّنيػػػارُّي القيػػػاـ
ػػي القػػػديـ إذف بيػػػذا الحمػػػق ليت ّخػػػ َذ ّ
َلػ ْػػـ يكػػػف العراقػ ُّ
كلكنو في الّميل يككف مسئكال عف الممذات ك ّ
الجماع!. بالحركب َّ
الحْرب؟
الحب مف َ
ُّ الحب) فاشم ٌة ..فأيف
كمحاكلتيـ َج ْعَم َيا إليا (لمحرب ك ّ
35
الراعػي
بالريػاح كتمػكز ك
كما عبلقت َيا باإلنجاب كالػكالدة كظيػكر الّنباتػات؟ كمػا عبلقت َيػا ّ
ّ َ ّ ّ
كاألسد حيث َع َشَق ْتيـ؟
القديـ.
َ اؽ
ضيقة جدا مف ال ّتحميل لمرمكزات العر َ كقع الباحثك َف في دائرة ّ
كىكذاَ ..
السياسي في العراؽ القديـ): اؿ صاحب كتاب (الفكر ّ َق َ
عشتار ككظيفت َيا تتراكحاف مػف مكػاف إلػى آخػر كمػف زمػاف إلػى آخػر فػنذا َكاَن ْػت
َ أىمية
(ك ّ
الصباح آلي َة الحرب فنّنيا في المساء آلي َة اّلمذة).
في ّ
طعافٖٛٔ- الرضا ال ّ
السياسي في العراؽ القديـ/عبد ّ ال ّفكر ّ
عشتار.
َ الباحثيف في تفسير طبيعة
َ ص يم ّثل محن َة
كىذا الن ُّ
كل نشاط ىك مف صبلحيات كأعمػاؿ المؤكد أ ّف َّ
ّ الدنيا ،فمف أما حيَن َما تككف رم از لمحياة ّ ّ
ػؾ ،تػػذىب إلػػى بعػػد فمسػػفي ّ عػػاؿ حيَن َمػػا تجعػػلالمْم َح َمػػة إلػػى أبعػػد مػػف ذلػ َ
ػتارَ ،بػ ْػل تػػذىب َ
عشػ َ
ّ
متحركػ ٌة كأ ّف الحركػ َة تتصػف بالحيػاة مػف حيػث أّنيػاكميػا ّ جدا .فػالمكجكدات ُّ عاما ّ
ّ معنى الحياة ّ
جػدا تم ّثػل
نمػاذج مختمفػة َّ مػـ الكػبلـ
اختار جمجامش البارع فػي الببلغػة كع ْ َ ىي الحياةَ .كل َذل َؾ
الحرك َة بكا ّفة صكرَىا.
عشتار!
َ متحر ٌؾ ،كبال ّتالي فنّنو مف ع َّشاؽ
ّ حي أل ّنو
كائف ّّ
فالزمف ىك اآلخر ٌّ
المقصكد قائبل:
َ ابع ليكك َف ىكالس َ
كترؾ ّ
َ كىكذا َذ َكَر جمجامش ستة نماذج
ةكاذا أحببتؾ فسيككف مصيري مثَمي ْـ
كالّنماذج التي ذكرىا ىي:
.ٙالم ػزارع الراعػػي،
طيػػر .ٖ ،األسػػد .ٗ ،الحصػػافّ .٘ ،
تمػػكز (فصػػل) .ٕ ،ال ّ
ّٔ .
(إيشك لبلنك).
السػابع ينتيػي
اليكـ ّاـ الخمق ستة ّأياـ ،كفي ّ فنف ّأي َ
مقاصدَّ .
ٌ العددي لو
َّ رتيب
إف ىذا ال ّت َ
ّ
(الػدنيا جمعػ ٌة مػف ج َمػع اآلخػرة ػ أي أسػبكع ػ)،
الشػريف ّ عمػر الكػكف أك َك َمػا َ
قيػل فػي الحػديث ّ
السابعة.
ضحيتيا ّ
َّ رفض جمجامش أف يكك َف فكذلؾ َ
رمػكز كاضػح ٌة
ٌ أصػابيـ ،كىػـ
َ أصابيـ مف انقطاع العيش بعد مسخيـ ماَ ككل ىؤالء َق ْد
ُّ
البتبلء الكائنات بعضيا ببعض في الحياة.
فمسػفتو
َ كيػف َشػ َح َف الكاتػب
ع َاألقػل لػنبلح َ
ّ الضركرّي ْ
أف نأخ َذ نمكذجيف منيما في كمف ّ
األعمػق غػك ار فػي الكجػكد ،إذ
َ الجدليػ َة
ّ الرمػكز م ْظيػ ار
التناقضي َة لتفسػير العػالـ مػف خػبلؿ ىػذه ّ
عشتار.
َ كز أَ َح َد الكائنات المفعمة بالحركة كالتي خد َع ْت بمكيدة
تم َ
فصل ّ
َ جعل
َ
36
أسػاطير..
ٌ أكىػاـ أك
ٌ العممية مف غيػر دراسػة ككأّنيػا
ّ اعي مثبل مس َخ ذئبا .كتبدك ىذهفالر ُّ
ّ
ػع بعضػ َيا الػبعض إلظيػار ال ّتنػاقض َب ْي َد أّنيا جزٌء مف الّنسػيج الفكػرّي المػتبلحـ لعمػل ّ
الرمػكز َم َ
السػطح الػذي يحكمػو مبػدأ تحػت ّ
أعمػق مػف الكجػكد ،أي الػذي ىػك ََ الجكىرّي الكػامف فػي طبقػة
عدـ ال ّتناقض.
ػع القطيػع الػذي يرعػاه .فيػك ييػكي بػواعي في حالة مف ال ّتناقض َم َ
الر َّ
ألف ّ
كيف ذل َؾ؟ّ ..
ليزيػد مػف عػدد الماشػية بالتكالػد كلتكػك َف األفػراد َ
أكثػر سػمنا. َ األعػبلؼ
َ كيقػدـ
ّ إلى مػكاطف الكػؤل
طعام ػو .فالممحمػػة ال تتحػ ّػدث عػػف تنػػاقض
َ ػؾ إالَّ ليكػػك َف القطيػػع َّ
كلكن ػو فػػي الكاقػػع ال يفعػػل ذلػ َ
تناقض ظاىرّّي.
ٌ ثـ مأككؿ) ،فيذا القطيع نفسو لككنو (آكل ػ كمف ّ
أفضػل مػف القطيػعَ ،كَل ْػـ َيمػْر بحالػة مػف ال ّتنػاقض
َ نفسػ َو
َ الراعػي ،إذ يػر
تتحػدث عػف ّ
ّ َب ْل
تحػك َؿ فػي حقيقػة األمػر إلػى (ذئػب) .فالػذئب اء بسػكاء!َّ ،
ألنػو َق ْػد ّ األمر سػك ٌ
ىف لو أ ّف َ
مثَمو لتبر َ
ثـ يفترسو ،فيك َم ْس ٌخ ال غير. أما ىك َّ
فننو يرعاه ّ أف يرعاهّ ، القطيع مف غير ْ
َ يفترس
المْم َح َمة بعدـ أكل اّلمحكـ التي ىي أل ّذ األطعمة؟) الحل؟ ىل تنصحنا َ َكَق ْد تقكؿ( :كما ىك ُّ
السػياد َة
تنبػو إلػى أ َّف ىػذه ّ
الػنص ..إّنيػا ّ
ّ الحمػكؿ مػف خػبلؿ كامػل
َ تقدـ
المْم َح َمة ّ
إف َكبلَّّ ..
فػػي الحيػػاة مشػػمكل ٌة بػػنفس الخدعػػة ،فيػػي سػػياد ٌة كىمي ػ ٌة ،إذ سػػيقكـ ىػػذا السػ ّػيد بخػػداع ىػػذه
المشػكىة ىػك مثػل قناعتػو بػأف يكػك َف
ّ الصػكرة
الكائنات كذبح َيا .فاقتناعو بحياة عمى مثل ىػذه ّ
مسخا كال ّذئب.
ػتار .فالػػذي َخَم ػ َق ىػػذه
ػل فيػػك فػػي االرتبػػاط بخػػالق الحيػػاة كرفػػض اإلذعػػاف لعشػ َ أمػػا الحػ ُّ
كّ
ػي اآلخػ َػر
الحقيقػ َّ
ػو َ الصػػكرَة المشػ ّػكى َة لمحيػػاة ،إّنمػػا أعطػػى إشػػارة كاضػػحة إلػػى أَّن ػو يمتمػػؾ الكجػ َ
لمحياة.
الحل بعد انقضاء ىذه الحياة ،فالّنتيجة تبقػى الكجو إّنما يأتي بو ىذا ُّ
َ إف ىذا
َكَق ْد تقكؿّ ( :
ىي ىي).
َ
قػد َم ْتيا عشػتار عػف طريػق المشػكىة التػي َّ
ّ إف تْم َؾ ىي كاحد ٌة أخػر مػف الصػكر
الجكابَّ : ّ
األبدي َة (اآلخػرَة) ىػي حيػا ٌة بديمػ ٌة
ّ عشاقياَ .لَق ْد أثبتنا في مؤّلفات أخر كبأدّلة قاطعة أ ّف الحيا َة
ّ
الكصػكؿ إلييػا يسػتمزـ تغييػ ار فػي تحل َّ
محم َيػاَ ،كَل ْي َس ْػت ىػي فػي مكقػع جغرافػي آخػر ،ةكا َّف ليذه ُّ
َ ّ
شػرطيا بن ّتبػاع
ّ لتبشػَر بيػذا التغييػر المػرتبط جػاءت ّ ْ السماكي َة إّنمػا
األدياف ّ
َ طبيعي ،ةكا َّف
الّنظاـ ال ّ
تامػا
السماءَ .ب ْي َد أ َّف ىذه الفكػرَة َق ْػد شػ ّك َى ْت تشػكييا ّ
الّناس (كلك جزء منيـ كنكاة ّأك ّلية) لتعاليـ ّ
اىا األساسي المرتبط بيذا ال ّتغيير.
تـ تبديل محتك َ
األسماء بعد إ ْف َّ
َ يبق مف األدياف إالَّ
بحيث َل ْـ َ
ّ
37
إذف فالممحمة تخبرنا بنمكانية الحصكؿ عمى ىذه الحياة األخر خبلفػا لمػا ىػك سػائد فػي
ػذيف
ػريف) الػ َ
ػكد اآلخػ َ ػاف سػػببو (كجػ َ
ػامش فػػي الحصػػكؿ عمػػى الخمػػكد َكػ َ
ػل جمجػ َ
تفسػيرَىا ،إذ أ ّف فشػ َ
ػؾ أ َّف الطبيعػ َة
عمميا في الحصكؿ عميو .كمعنػى ذل َ ّ نجح
أما ىك َفَق ْد َ
طريق الخمكدّ .
َ قطعكا عميو
يتكجػب عمػى مجمكعػة مػف الجػنس البشػرّي
جمجػامش! إذ ّ
َ مثػل
لمجرد كجكد فرد كاحػد َ
ال تتغير َّ
التغيير.
َ تستحق ىذا
ُّ أف تكك َف كذلؾ ّ
لتشك َل نكاة صالحة
ػاكؿ اإلنسػػاف َّأي ػ َة محاكلػػة باتجػػاه ىػػذا اليػػدؼ فيػػك إذف مس ػ ٌخ ال يفقػػد أمػػا إذا َلػ ْػـ يحػ ْ
كّ
ػيادتو عمػػى الكائنػػات كحسػػب ،ةكاّنمػػا سػػيككف أس ػكأَ َىا فػػي س ػَّمـ ال ّترقػػي .كيبػػدك أ َّف الفكػػرَة َقػ ْػد
سػ َ
عبارة:
السماء في َ اختصَر ْت أخي ار في آخر كتاب َّ
منزؿ مف ّ
(ث َّـ َرَد ْدَناه أَ ْس َف َل َسافم ْيف) (ال ّتيف)ٙ:
اؿ جمجامش:َق َ
أحببت راعي القطيع
ك ْ
كل يكـ
العجكؿ َّ
َ الذي َي ْعقر لؾ
محكلة َّإياه ذئبا! َّ
كلكنؾ َضَرْبتو ّ
العجكؿ كل َم ْف؟
َ الراعي
لماذا َينحر ّ
عشتار الجميم َة!!!.
َ كتستمر الحياة… َّإنو ينحر ألجل
َّ ليأكل اإلنساف
َ َّإنو ينحرَىا
ػب عمػػى
كحينمػػا يقسػػك قمػػب اإلنسػػاف بيػػذه الممارسػػة المتناقضػػة فنّنيػػا تػػنعكس كال ريػ َ
ػنص إلػػى ب ْعػد آخػػر فػػي تصػػكير ال ّتنػػاقض ،حيػػث
ػع أفػراد جنسػو أيضػػا .كىنػػا يػػذىب الػ ُّ
سػػمككو َمػ َ
نفس َيا لتصكير عبلقة اإلنساف باإلنساف:
يستخدـ العبارات َ
اآلف إلفو مف ح َماة القطيع
كصار يطارده َ
َ
اقيو ككبلبو َتع ُّ
ض َس ْ
طبقػػات
ػل فػػي جميػػع ال ّ
الراعػػي إلػػى مجػ َّػرد م ْس ػخ (ذئػػب) جػػر تحػ ُّػك ٌؿ مماثػ ٌ
فحينمػػا تحػ َّػك َؿ ّ
عشتار.
َ تحت سطكة المتشابية كالكاقعة َ
ػع الج ػداء) صػػاركا يطػػاردك َف الرعػػاة ال قطيػ َ
أف حمػػا َة القطيػػع (قطيػػع ّ فمػػف المؤّكػػد إذف َّ
الجنػػد) فػ َّ
ػننيـ أمػػا كبلبيػـ (كىػ ْـ ىنػػا األعػكاف ك ّ
عي َتػو فػػي الّنيايػػة .ك ّ
الراعػػي ر َّ
عيػ َتيـ مثممػػا َن َحػَر ّ
ر َّ
صاركا َينيشك َف سا َقيو.
اختػارىـ اختيػا ار م َّ
حػددا َ عشػتارَ ،ب ْيػ َد َّأنػو
َ عشاؽ
يستمر جمجامش في َسْرد نماذجو ل ّ
ُّ كىكذا
إلظيار جميع األصناؼ المحتممة مف الكائنات في ابتبلء بعضيا ببعض بيذه الخدعة.
38
ػار مْن َيػػا
مػػف أشػػرؼ الميػػف كأكثرَى ػا ب ْع ػدا عػػف الخػػداع اختػ َ ح ّتػػى الزراعػػة التػػي ت ْع َتَب ػر
ألف الحيا َة ىي حيا ٌة كاحد ٌة لمجميع. ذل َؾ َّ عشتار،
َ جمجامش نمكذجا لضحايا
عشػتار إالَّ أَّنػو َكَقػ َع فػي حبائم َيػا أيضػا .ذلػ َ
ػؾ أ َّف َ الشػديد مػف
بػالرغـ مػف َحػ َذره ّ
فػالمزارع ّ
القناع َة بالقميل َك َما يبػدك
جدا .كلكف(إيشك ػ لنك) آ َثَر َ اع َتو كيككف مف األثرياء ّ يطكر زر َ
ارع ّالمز َ
عشػتار عمػػى
َ حػد تعبيػره! .كىػػك ال ّتعبيػر الػذي َذ َكػَره مجيبػا
العػار عمػػى ّ
عمػى الكثيػر الػػذي َيجمػب َ
مغازلت َيا لو حيَن َما قالت:
عاؿ يا َحبيبي إيشك ػ لنك َكد ْعني َّ
أتمتع برجكلت َؾ َت َ
مفاتف جسميَ الم ْس
يد َؾ ك َمَّد َ
فقاؿ لؾ (إيشك ػ لنك)
َ
ركميف مّني؟
َ ماذا َت
تخبز أ ّمي فآكل مف خبزَىا؟ألـ ْ ْ
فمماذا آكل مف خبز ال َخَنا كالعار؟
يقػكـ
الحد فمػاذا يحصػل؟ ..الػذي يحصػل أّنػو لػف َ
صار قنكعا إلى ىذا ّ ارع إذا َ
كلكف المز َ
السػمكؾ تسػكء دكمػا،
كلما َكاَن ْت حالة األرض في مثل ىػذا ّ
اعتوّ .
ثركتو أك زر َ
نمي َ بفعل شيء ي ّ
نفسو فػي الحصػكؿ عمػى إذ تياجم َيا األمبلح كالقصب فسكؼ يفتقر شيئا فشيئا ،كسكؼ ييمؾ َ
ػل مػػردكد ضػػئيل جػ ّػدا .كباختصػػار
القػػكت كيسػػبقو الػ ّػزمف فيبقػػى الىثػػا فػػي شػػقاء طكيػػل مقابػ َ
طػيف كنصػفو فػي اليابسػة ،كىػي صػكرٌة تػد ُّؿ عمػػى برمػائي) نصػفو فػي ال ّ سػيتحكؿ إلػى (ضػفدع ّ
ّ
السػػاعة فػػي أنحػػاء الع ػراؽ
اؿ قائمػػا فػػي ىػػذه ّ
المْم َح َمػػة ليػػذا الّنمػػكذج الػػذي ال ز َ
ركعػػة اختيػػار َ
الكسطى كالجنكبية خصكصا:
لما سمعت قكَلو ىذا
كأنت ّ
كم َس ْختو ضفدعا
بعصاؾ َ
َضَرْبتو َ
ط الحقكؿ
ككضعتو كس َ
يعمك مرتفعا
أف َ فبل يستطيع ْ
ينزؿ منحد ار!!..
كال َ
ػتار ،كىػػـ مجمكعػػة الكائنػػاتبقيػػة الّنمػػاذج مػػف ضػػحايا عشػ َ ػؾ يمكنَنػػا تحميػػل ّ كبمثػػل ذلػ َ
الميانػػة الػػذيف َّ
أذل ػتيـ عشػػتار أل ّنيػػـ قبمكىػػا كحبيبػػة ليػػـ أك غفم ػكا عػػف مكائػػد َىا .كىنػػا تظيػػر
تسعفو نكاياه الحسنة كحد َىا فػي
ْ ارع َل ْـ
ألف المز َ
الكحيد لئلنساف َّ
َ أىمية (الكعي) باعتباره المنق َذ
الخركج مف شَباؾ المصيدة التي أْلَق ْت بيا عشتار عمى الكائنات.
39
خطابو ىذا بالقكؿ:
َ ثـ َخ َت َـ جمجامش
َّ
جعميني م ْثَميـ
كؼ َت ْ
أحَب ْبتني َف َس َةكاذا ْ
جمجامش ىذه تم ّثػل مػف ناحيػة أخػر اعتراضػا صػارخا عمػى (إرادة هللا) التػي
َ اؿ
كلكف أقك َ
الصكرة.
األكؿ) عمى ىذه ّ أف تكك َف الحياة (الّنمكذج ّ
شاء بيا ْ
َ
جعَمػو مػف ص َ كلكػف الػّن َّ
َّ اف ىك اعتراضا ال منطقيا.. ىذا ما يدكر في أذىاف البعض ةكا ْف َك َ
رب ػة ى ػؤالء المعترضػػيف! إذف فػػبل بػ َّػد أف تقػ ّػد َـ عشػػتار شػػكك إلػػى (كالػػد َىا)
ػتار َّ
اعتراضػػات عشػ َ
ممػا نػراه
السػماء َح َسػ َب الشػّراح َّ
طبع (آنك) كبير آلية ّ جاء بيا إلى الكجكد ،كالمقصكد بال ّ
الذي َ
في المكضكع اآلتي.
السماكي رم َّ َّ
زية الث ْكر َّ َ َْ
َّ
ضػده إلػى تقػد َـ شػكك لعشتار كاف ال َّ
بػد ليػا مػف أف ّ َ َب ْع َد اإلىانات التي َّ
قد َم َيا جمجامش
السػماك ّي إالَّ ّ
أف الرمػز فػي ال ّثػكر ّ
فػؾ ّ
مصدر كجكد َىا (أبييا) الذي ىك آنك .كمع إّننػا سػنحاكؿ َّ
عشتار ككنيا
َ الدالئل عمى رمزية
يؤيد بعض َيا بعضا ،إذ سيكشف التحميل عف مزيد مف ّ
تائج ّ
الّن َ
الدنيا:
تم ّثل الحيا َة ّ
كلما سم َع ْت عشتار ىذا َّ
السماء
ط ْت غضبا (غيضا) َك َعَم ْت إلى ّ استشا َ
أماـ أبييا (آنك)
َص َع َد ْت عشتار َك َم َثَم ْت َ
كقالت
ْ أم َيا (آنتكـ) َجَر ْت دمكع َيا
كفي حضرة ّ
(ع َزَرني)
سبني كأىانني َ جمجامش َّ
َ إف
يا أبي َّ
كفحشائي
َ عد َد جمجامش مثالبي كعاري لقد َّ
ػنص
ػب .فقػػد َكَرَد الػ ُّ
(ع َزَرنػػي) بػػديبل محػػتمبل لمسػ ّ
ػع َ
لقػػد أحسػ َػف المتػػرجـ ىنػػا حينمػػا كضػ َ
األصمي ىكذا:
أ ػ بي ػ إيمك ػ كل ػ كا ػ مش أيت ػ تا أز از ػ ار ػ ني.
تاـ مف المصدر نازارك. ماضي ّّ
ّّ قاؿ األحمد في اليامش :إيت تا ز ازراني ػ ف ْع ٌل
أكثػر مػف
صػكتية َ
ّ ػاـ رمػك از
عجيب ،إذ كيف تأخذ صيغ َة الماضي ال ّت ّ ٌ أمر
إف ىذا ٌكأقكؿّ :
ذات داللة.
األقل مفردة أخر َ ّ بد إذف أف تكك َف (أيت-تا) كاحدة منيا في الفعل نفسو؟ ال َّ
أقػرر
مستحيل ال ينسجـ مع كحدة المكضػكع .ك َّ
ٌ قكؿ
كقكلو"( :نازارك" بمعنى "َل َع َف") ..فيك ٌ
أي مصدر أك قامكس ليا.
الحكـ ةكاف كنت أجيل ىذه الّمغ َة كأفتقر إلى ّ
َ ىذا
41
أف
مثالب َيا فقػط .كمػف المحتمػل ْيعددكف َ الدنيا ،ةكاَّنما ّ
الحكماء ال يمعنكف الحيا َة ّ
َ أف
ذلؾ َّ
الزرايػػة .كىػػي لفظػ ٌة تختمػػف دالليػػا عػػف
(أزَر ) مػػف ّػي ْ ػل العربػ َّ يكػػكف الفعػػل ىػػذا ىػػك َ
نفسػػو الفعػ َ
الّمعف.
كجكد شػيء مشػ ّخص لػو
َ كضعو طو باقر فيك بعيد أل ّنو يستمزـ
َ (ع َزَرني) الذي
أما لفع َ
ّ
حدكد.
ٌ
كعمى ىذا تككف ال ّترجمة المقترحة مف قبمنا ىي:
(جدا) ْأزَراني
جمجامش ّ
َ إف
أبي ّ
عنػد الّنػاس ،ككػذلؾ
ممات الفكريػة الخاطئػة َ
المس ّ
تدمير ّ
َ ادت الممحمة كبطريقة ف ّذةلقد أر ْ
تدمير جممة مف منطقيـ الممتكي الذي يحسبكَنو َصحيحا. َ
ػػف ػػامش َّ
المتصػ َ ػػتقبل شػػػكاية عمػػػى جمجػ َ
أف (آنػػػك) يمكػػػف أف يسػ َ
إذ رَّبمػػػا َيحسػػػب المػػػرء ّ
عشتار!.
َ بالحكمة مف
السػػماكية بالفعػػل عمػػى صػػيغة
ػو بػػو الػػبعض إلػػى األديػػاف ّ
تكجػ َ
ػاب قػػد َّ
ػل ىػػذا الحسػ َ ألف مثػ َ
َّ
كرس َم ْف ىػك مثػل اإلمػاـ عمػيالدنيا؟ ..لماذا ي ّ
أسئمة مف أمثمت َيا( :لماذا َيذ ُّـ األكلياء كاألنبياء ّ
ادتو؟). الدنيا م ْف َخْمق هللا كتم ّثل إر َ
أليست ّ
ْ الدنيا؟..
طبو في َعّد مثالب ّ(ع) ج َّل خ َ
هللا تعػالى
(إف َالسابق الذي خبلصتوَّ : فم ْثل ىذا الحساب يسقط فك ار بناءا عمى ال ّتحميل ّ
أصػبل ليػػذه الغايػة ،أي لمتمييػػز بػيف الفئتػػيف :فئػة الػػذيف يرصػدك َف َ
مثالب َيػػا ،كفئػة الػػذيف َخَمَق َيػا ْ
َّ
كضد الفريق الثاني). األكؿ
تعجبيـ .فيك تعالى مع الفريق َّ
عممػي ،كلكّنػو ال َيظيػر كنتػائج
ّّ مكقف
ٌ مجرَد مكقف فكرّيَّ ..إنو
المكقف ليس ََّ كلكف ىذا
َّ
يتكجػب
اليػكـ ،إذ ّ
لحػد ّ
يحصػل ّ
ْ الفريق ْيف األمر الذي لػـ
َ مممكسة إالَّ َ
حيف يحصل الفرز ال ّتاـ بيف
مجػرَد انتظػار حصػكؿ (آخػرة) فػي مكقػع
العمميػة ال َّ
ّ (السعي) لتحصيل ال ّثمرة األكؿ
عمى الفريق ّ
ّ َ
جغرافي مف السماء بعيد!.
ّ
السػماكية التػي زماني ال أَ َثَر لممكاف فيو ،كتم ّثل ىذه الفكرَة َ
ركح األدياف ّ ّّ تعبير
فاآلخرة ٌ
كػائف بطػيء الػ ّت ُّ
عمـ اإلنسػاف ٌ
َ ش ّك َى ْت في جميعيا تشكييا كامبل بفضل االعتباط المغكي ،ذلػؾ َّ
أف
اإلنسػاف
َ حد م ْقرؼ ،كينخدع بسيكلة عجيبة .كىكذا َب َػد ْت الممحمػة َّ
ككأنيػا تحػاكؿ أف تعّم َػـ إلى ّ
نص أدبي آخر. أي ّالمبادئ األكلى لكجكد ق كأىدافو كغاياتو في تجانس َيندر كجكده في ّ َ
ّ
ػتار مػػف جيػػةَّ ،
فننيػػا تمنػػع مػػف جيػػة أخػػر عػػف الشػػكك مػػف عشػ َ
فيػػي إذ تسػػمح بتقػػديـ ّ
قبكل َيا مف قبل آنك.
41
األكؿ الػذي
الدرس ّ
عشتار! .كىذا ىك المطمكب في ّ
َ لجمجامش َّ
ضد َ مؤيدا
ظير آنك ّ
كىكذا َ
ىك أبسط دركس الممحمة.
عشتار قائبل:
َ أجاب آنك عمى شكك
َ
بب؟ أََل ْـ تككني ّ
الس َ
الممؾ؛ َف َجَن ْيت ال ّثمرَة؟
بجمجامش َ
َ حرشيأََل ْـ َت َت َّ
فحشاءؾ
َ َف َعَّد َد جمجامش
كعارؾ؟ كعَّد َد َ
مثالبؾ َ َ
شػكايت َيا
َ كيػرُّد عمييػا
نفس َػيا َ
جمجامش تأييػدا كػامبل ،إذ يعيػد أقكاَل َيػا َ
َ يؤيد
لقد بدا آنك ىنا ّ
كىك غير آبو بدمكع َيا الجارية!.
ػؾ)! .كىػذا ال يعنػي إالَّ شػيئا كاحػدا فقػط ىػك َّ
أف ممككيػ َة (المم َ
يسػم ْيو َ كفك َؽ ذلؾ َّ
فػنف آنػك ّ
عاش فيو .كىك يعني بناء جمجامش ىي كحد َىا الممككية الممنكحة لو مف هللا في عالمو الذي َ َ
نتائج ليذه الممككيػة اإللييػة التػي لػـ
ٌ كغزَكه لمفضاء ىيكمعرفتو لؤلسرار ْ
َ حكمتو
َ أف
عمى ذلؾ ّ
ص:
قاؿ الّن ُّ
بأكؿ الممحمة حيث َ
ذكرَنا ّ
تكف مف تنصيب ال َخْمق .كىذا ي ّْ
يقكؿ:
َ أف
جمجامش يستطيع ْ
َ َم ْف؟ َم ْف غير
الممؾ؟
أنا َ
ئ سػ َّ
ػيتذكر ىػػذه العبػػارات حينمػػا َنصػػل فػػي نيايػػة البحػػث إلػػى البرىنػػة أف القػػار َ
كنفتػػرض َّ
جمجامش ىك ذك القرنيف المذككر في القرآف الذي قاؿ فيو: َ أف
عمى َّ
(إَّنا َم َّكَّنا َلو في ْاألَْرض َك َ
آت ْيَناه م ْف ك ّل َشيء َسَببا) (الكيف)ٛٗ:
ْ
ػكص أخػػر َّأنػػو ّأكؿ َممػػؾ عمػػى األرض مػػف تعيػػيف إليػػي بعػ َػد
كىػػك نفسػػو الػػذي َذ َكػَػر ْت نصػ ٌ
ّ
طكفاف. ال ّ
الممككيػػػػة اإللييػػػػة المنشػػػػأ ،كلػػػػذلؾ تسػػػػتحيل
ّ ػػػامش ىػػػػي الكحيػػػػدة
فممككيػػػػة جمجػ َ
ّ ةكاذف..
مخاد َعتو.
َ
جمجامش؟
َ عشتار مف أشياء تقاضي بيا َ كل ما لد
كلكف ..ىل ىذا ىك ُّ
كػػبلَّ ..بػػػال ّ
طبع .فال ّتنػػػاقض الػػػذي يتحػ ّػػد ّ ث عنػػػو جمجػػػامش فػػػي الحيػػػاة ىػػػك سػ َّػػن ٌة جاريػػػ ٌة
جمجامش نفسو!
َ كنامكس ساري المفعكؿ عمى الجميع بما في ذلؾ
ٌ
التكػكيفَ ،فم َػـ ال َّ
تتقػدـ بطمػب َ الخمػق ك
َ كل ّما كانت عشتار ىي الحياة ككظيفة الحياة ىػي
يقػف
متػكحش ل َ
ّ الصبلحيات الممنكحة ليا في َخْمق كتككيف (كػائف) بييمػي آخر ىك مف جممة ّ
ّ
جمجامش؟.
َ مقابل
َ
42
ػع) فقػػط مػػف آنػػك عمػػى
ػل مػػا تحتاج ػو ىػػك (تكقيػ ٌ
فال ّتنػػاقض طبيعت َيػػا ،كال َخْمػػق كظيفت َيػػا ككػ ُّ
(المقترح).
الػتحكـ فييػا مػا لػـ
ّ ألف ىناؾ قك أخػر ال تقػدر عمػى
لماذا تحتاج إلى ىذا ال ّتكقيع؟َّ ..
(الزماف) عمى إخضاعو مػا لػـ
(الق َدر) الذي ال يقك حتى أشرس عبيد َىا ّ
يكّق ْع آنك مف جممت َيا َ
يمكي آنك عنَقو!.
أكلئػؾ
َ الػدنيا
تعاقػب الحيػاة ّ
َ العاـ لػذلؾ فيػك (العػدؿ) ،إذ تقضػي العدالػة أف كأ ّما المعنى ُّ
تختػرع
َ األساسػية أف
ّ أليسػت ىػي حيػا ٌة كمػف حقكقيػاْ كتحقيرَىا.
َ االستعبلء عمييا
َ الذيف يريدكف
تسمب راح َة مف َخَمَق ْتو؟.
َ المخمكقات؟ أك
ػالحيف
َ الصػ
ػاؿ ّالرجػ َ
اج المخمكقػػات الحقيػػرة القػػذرة المؤذيػػة التػػي تػػؤذي ّ ػاكؿ إذف إخ ػر َ
فمتحػ َ
لتعاقبيـ عمى إىماليـ ليا.
َ
ػاء سػػك الثيػراف ،ثػػك ار يزبػػد
ػق آنػػك ليػػا (ثػػك ار)! ،إذ ال يقابػػل الحكمػ َ
ػب إذف أف َي ْخمػ َ
فمتطمػ َ
كربما تككف تمؾ المفردة ىي الكحيػدة كيرعد… ال عبلق َة لو بالمنطق الم ّتفق عميو بيف العقبلءّ .
اإلمػاـ عمػي (ع) يسػتعمم َيا نجػد
الرجاؿ .فميس بػدعا أف َ
الحيف مف ّ
الص َ المبلئمة لكصف أعداء ّ
َ ّ
َّو بجيش لحربو.
انشق أخي ار كتكج َ
َّ ذات َيا لكصف قائد كبير
َ
ق
كت ّتصػػف المعادلػػة بػػأف تقػػكـ القػ ّػكة العميػػاء بمكاجيػػة الحكمػػة الكاعيػػة .كىػػذا ىػػك حػ ُّ
ػتار بيػػذا
أحقي ػ َة عشػ َ
لمػػا كػػاف آنػػك حكيمػػا ،بػػل أحكػػـ الجميػػع فيػػك إذف يػػدرؾ َّ ػتار ..كلكػػف َّ
عشػ َ
المطمب ،كلكف ىناؾ مشكمة كاحدة فقط.
اف اليائج ػ َة تسػ ّػبب منازعػػات كفتن ػاَ كحركبػػا فػػي الّنيايػػة ،كىػػي بػػذلؾ تسػػتنزؼ
ػنف ال ّثي ػر َ
فػ َّ
عشػتار بػنىبلؾ
َ تقػكـ
لػيس مػف الح ْمػق أف َ أمر يعرقل مسيرَة الحيػاة نفس َػيا ..أ ََك َ طاقات ،كىك ٌ ال ّ
نفس َيا؟
كضػع
َ يتضػمف
َّ يستخدـ آنك ىذه الكرق َة في محاكلة ال لَرّد طمب َيا ،بل إلجراء تعػديل فيػو
شرط أساسي.
ّ
قضػي َة آنػك أصػبل
ّ اع يخػدـ
الصػر َ
أف ّاع ليس مشكمة بالّنسػبة آلنػك ،بػل يبػدك ّ الصر َ
أف ّذلؾ ّ
نيائيا.
ّ يؤدي إلى تكّقف الحركةكلكف بشرط أف ال ّ
ْ
فػالفتف ىػػي سػػبيمو الكحيػد إلفيػػاـ الكائنػػات أّنيػا عديمػػة القيمػػة بغيػر آنػػك! .إذف فقبػػكؿ
أف ال ػيء ك َخْمػػق ثػػكر يكاجيػػو شػػيء آخػػر!َ ..كَرُّد ّ
الشػػكك ال يعنػػي ّْ ػامش شػ ٌ
الشػػكك عمػػى جمجػ َ
ّ
كمنحػػو المعرفػةَ؟َّ ..
ألنػػو يريػػد أف َ أحبػػو
ػامش فػػي صػراع! ..فممػػاذا إذف َّ
ػق عمػػى إدخػػاؿ جمجػ َ
يكافػ َ
الصراع .قاؿ آنك:
اآلخريف ..فيك إذف جزٌء مف ّ
َ يمي َز بو
ّ
43
تريديف مّني
َ أفعل ما
أف َ َردت ْ
إذا أ ْ
سنيف مف القحط
َ فسكؼ تككف سبع
لمدكاب؟
فيل جمعت حبكبا لمّناس؟ كحشيشا َّ
ػامش فسػػكؼ تحػػدث فتنػ ٌة فػػي المجتمػػع كص ػر ٌ
اع ػو جمجػ َ
اجػ َ
ػق ثػػك ار ىائجػػا ليك َ َّ
ألنػو إذا َخَمػ َ
تقػد َـ الم َػؤ َف البلزمػ َة السػتمرار
أف ّ (عشتار) ْ تكقف في المعايش .ةكاذف فكاجب الحياة يؤدي إلى ُّ
ّ
َ
الصراع.
خبلؿ فترة ّ َ العيش
الص ػراع أصػػبل فػػبل
ػداث ّ أف آنػػك يرغ ػب أك يشػػتيي إحػ َ
ػي َّػنص بشػػكل جمػ
كيبػػدك مػػف ىػػذا الػ ّ
ّ
مػق :حبكبػا أي شػيء سػك مػا َيس ُّػد ّ
الر َ الحث ،فيك ال يشترط لمبدء فػك ار َّ
ّ يحتاج إلى شيء مف
لمدكاب!!.لمّناس كحشيشا َّ
يتميز الفريقاف:
لقضية اإللو ،إذ بيا َّ
ّ أف الف َت َف مفيد ٌة العام َة مف َّ
ّ الديني َة
يؤكد الفكرَة ّ فيذا ّ
آمَّنا َكى ْـ ال ي ْف َتنك َف) (العنكبكت)ٕ:
َف َيقكلكا َ
َف ي ْتَرككا أ ْ َحس َب َّ
الناس أ ْ (أ َ
ط متكفرٌة كحسب األصكؿ: إف ىذه الشرك َ أجابت عشتار قائمة َّ ْ أسرع ما
َ كما
لقد جمعت حبكبا لمّناس
لمدكاب
كحشيشا َّ
سنيف مف القحط
َ فنذا َكَق َع ْت سبع
فقد جمعت أنا حبكبا لمناس
لمدكاب
النمك َّ
ّ كامل
َ كحشيشا
ك…..
ػػتمر السػػػطكرص .كتسػ ُّ أف ّ ىػػػا َعػ َّػػد َد ْت أشػػػياء إضػػػافية أخػػػر خرَمػ ْ
ػػت مػػػف الػػػّن ّ كيظيػػػر َّ
اف النائمػ َة كثيػرٌة كمتػكّفَرٌة كال الظػف أف الثيػر َ
ّ أغمب
َ لكف
تـ َخْمق الثكرَّ . المخركمة فبل ندري كيف َّ
تحتاج إلى شيء سك ال ّتحفيز.
أمػػا مػػا عػػدا ذلػػؾ فيػػي
ػت الح ْكػػـَّ ..
فيػػي تفيػػق كتحػّػرؾ قركَن َيػػا حالمػػا يسػػتم ُّـ الحكمػػاء دسػ َ
الحكماء ال يسمحك َف ليا بالنكـ المشػركط بيػذا ّ
الشػرط، َ أف
ذلؾ َّ
(بيف نثيم َيا كمعتمف َيا)َ ، ممتيب ٌة َ
ػل يػػكـ! ..ةكاذف فييػػاج الثيػراف فػػي دكلػػة
كيأتي َيػػا عمف َيػػا كػ َّ
َ اف َتنػػاـ
س فػػي دكلػػة الحكمػػاء ثيػر ٌ
َفمػ ْػي َ
الحكمػاء ..كىػذا قػارع َّ
المغفمػة لت َ قطعاف الجمػاىير َ حرؾ مفر منو حيث تيتاج كت ّ أمر ال َّالحكماء ٌ
َ
ما َّ
حد َث ْتَنا عنو الممحمة بعد ذلؾ.
النص لمترجمة نفاجأ بشخير ال ّثكر!.
فحينما يستقيـ ُّ
44
َّ
المغفم ػ َة عمػػى ػاىير
الشػػخير تعبيػػر ٌ عػػف الفتنػػة بقيػػادة الثػػكر الػػذي يحػ ّػرض الجمػ َ
كىػػذا ّ
خبلؿ ىيجاف ال ّثيراف:
َ خسائر في الّنفكس
ٌ أف َت ْحد َث
االنقبلب .فمف البدييي ْ
… ألكركؾ….
األكؿ مائ َة َرجل
َ ..ق َت َل في شخيره ّ
كمائتي َرجل ..كثبلثمائة َرجل
…َ ..رجل
َكَق َت َل في شخيره ال ّثاني مائ َة َرجل
كمائتي َرجل كثبلثمائة َرجل
….كسط ….
ىجكمو…
َ كفي شخيره ال ّثالث َق َف َز عمى أنكيدك َك َصَّد أنكيدك
بكجو أنكيدك
غكتو ْ
الكحشي ر َ
ُّ ؼ ال ّثكر
أمس َؾ بقرنيو َكَق َذ َ
َكَرَك َب أنكيدك عمى ال ّثكر ك َ
….
إذف تقػػكـ الثيػػراف بنثػػارة الف َػػتف كاحػػدة تْم َػػك األخػػر فتمػػكت األعػػداد الغفيػػرة المتصػػاعدة
ألنيـ مادة الحرب. الرجاؿ فقط َّ الرجاؿ ك ّ(عدديا) مف ّ
الشػػػخير ال ّثالػػػث الػػػذي يصػػػل فيػػػو إلػػػى أنكيػػػدك (الظييػػػر القػػػك ُّي لجمجػػػامش) يقػ ّػػرركفػػػي ّ
ىجكمػػو ثػ َّػـ يركػػب عمػػى الثػػكر ممسػػكا بقرنيػػو فػػي رمػػز آخػػر مػػف ركائػػع رمػػكز َ المجابيػ َة َفَيصػ ُّػد
الممحمة.
س معنػى كحينما يريدك َف تيدئ َة الفتنة ْ
فمػي َ الحيف،
الص َالرجاؿ ّ
أف الحكم َة ىي ضاّلة ّ
ذلؾ َّ
كيكجيكَنو مف خػبلؿ (قرنيػو) قػدركا
ّ نفسو
َ الثكر ذلؾ َّأنيـ ضعفاء ،فنذا اقتضى األمر ْ
أف يركبكا َ
عمى ذلؾ.
تتصػاعد متبلحمػة
ٌ رمػكز متكاليػ ٌة
ٌ الثكر ألقى برغكتو المزبػدة بكجػو أنكيػدك .كتمػؾ
لكف َ َّ
اصة عجيبة التككيف كما لك كانت مف إلياـ سماك ّي. في مقاطع متر ّ
الرغكة إّنما ىػي تمػؾ األكاذيػب كالػت َيـ الباطمػة كالكقػائع َّ
الممفَقػة التػي يقػذؼ بيػا فالزبد ك ّ
ّ
الحيف عندما يصيبيـ العجز عػف المكاجيػة ،إذ يجػدكف َ
أنفسػيـ الص َ العدك الحاقد عمى األكلياء ّ
ُّ
َم ْي َما فعمكا ككيفما فعمكا ال يقكمك َف إالَ ْ
بكشف أنفسيـ كتزكية الذيف عادكىـ .كىػي فػي الّنيايػة
ائية تذىب ىباء َّ
ألنيا صادرٌة عف َسكرة الحقد كالحسد. (رغكٌة) ..عبارٌة عف فقاقيع ىك ّ
45
ػامش إالَّ إشػػارة
كلػػيس إمسػػاؾ أنكيػػدك بػػذيل الثػػكر تكطئػػة لقتمػػو بعػػد ذلػػؾ مػػف قبػػل جمجػ َ
كتفقػد
كتتخػبط فػي ا ّتخػاذ ق اررات َيػا َ
َّ أخر إلى قدرة الحكماء عمى جعل الثيراف تدكر في مكضػع َيا
أف تكك َف ليا سيطرٌة عمى المجتمع. السيطرَة عمى نفس َيا َف ْضبل عف ْ
طػاغكت ،إذ ال يحتػاج
كتم ّثل ىػذه المحظػة المرحمػ َة الحاسػم َة مػف صػراع الحكمػاء مػع ال ّ
حق مف خبلؿ باطل ،لػذلؾ تخّمػى أنكيػدك عػف اإلمسػاؾ بقػركف الثػكر كَن َػز َؿ الحكماء إلى إثبات ّ
خكرتػو
َ ليخػكر
َ بالسػيف بػيف قرنيػويضػربو ّ
َ لجمجامش حتػى
َ َمس َؾ بذيمو مم ّيدا
مف عمى ظيره كأ َ
اؿ فتػػرة تكاجػػده فػػي ػكؿ نفسػػو الػػذي اسػ َّ
ػتبد بػػو طػك َ لتخبطػػو كدكرانػػو حػ َ األخيػػرَةَّ ،
ككأنيػػا اسػػتمرٌار ّ
الجماىير!.
ّ أماـ م أر
الساحة َ
ّ
46
ناحة َع ْش َت َار َعَمى َف ْخذ الثكر
َم َ
الحػرث
َ الػدنيا؟ ..،الػذي يحػدث َّأنيػا تيمػؾ ما الذي َي ْحدث في الفتف التي يختمقيػا عبيػد ّ
ػاس كثيػػرك َف ،كلكػ َّػف الحيػػا َة ليسػػت ىػػي كائنػػا
ػؤدي إلػػى انقطػػاع األرزاؽ كيمػػكت أنػ ٌ
ػل كتػ ّ
كالّنسػ َ
طبيعػي مػع ىػذا الّنظػاـ ال
عنػد اإلنسػاف َ
مجسدا ينطػق مثَمَنػا ،ةكاّنمػا ىػي تمػؾ اإلرادات المجتمعػة َ
ّ ّ ّ
األبريػاء الػذيف
َ كتْنسػى
الّناقص الذي ينتيي بالمكت .ىذه اإلرادات َتيمل ما َح َص َل مف مصػائ َب َ
داسػ ْتيـ األرجػل ،كال َي ْبقػى فػي ذاكرت َيػا سػك شػخكص الفػتف،
المغفميف الذيف َ
َ َىَمككا في الفتف ك
فريػػق بيػػني ْـ ،إذ تخػػتمط عمييػػا األسػػماء كيصػػبح الحكمػػاء كالثيػػراف عمػػى
كىػػي ال تسػػتطيع ال ّت َ
مستك كاحد مف الذاكرة التاريخية لمجماىير.
الثكر مػف البػاب إف عشتار تدرؾ جيدا حمق عبيد َىا ،كال تحتاج إلى مزيد عناء إلدخاؿ َّ َّ
َْ َ
ػو ىػػك (سػػببا ػل مػػا تحتاجػ َ
ػامش .كػ ُّ
ػل عسػػكريا مػػع الحكػػيـ جمجػ َ الكاسػػع لمتػػاريخ ح ّتػػى لػػك فشػ َ
ػكر قػػد َقَتَم َيػػا أف َتْنسػػى بسػػرعة َّ َّ
أف الثػ َ ػكز التاريخي ػةَ ،كال يمكػػف ْ
ػب الرمػ َلمػػذكر ) .فالجمػػاىير تحػ ُّ
العكس!.
َ ضحي َة الجماىير ال
َّ يحدث ربطٌ مأساك ّّي يجعل َ
الثكر ىك ْ بخكاره أك شخيره ما لـ
كلػذلؾ
َ مػع بعض َػيا الػبعض،
عشتار عمػى َخْمػط األكراؽ َ
َ يشجع
الجمعي ّ كالجميكر بسمككو
ّ
كانػت الفرصػ َة خطػأ مػا أك حركػة
ْ تستغل عشتار َّأي َة فرصػة َت ْسػَنح فػي ىػذا المضػمار ،ح ّتػى لػك
ُّ
جزئية مف نفس الفتنة.
ػػب المعنػػػات عمػػػى
مكلكَلػػػة كتصػ ُّ َّ
أكركؾ بعػ َػػد مقتػػػل الثػػػكر َ
َ ػػعد عشػػػتار عمػػػى أسػػػكار
َتصػ َ
جمجامش..
َ
عشتار… الثكر المقتكؿ كيرمي بو كيغضب أنكيدك فيخمع فخ َذ َّ
َ
عشتار! بكجو
الثكر األيمف ْ بفخذ ََّيرمي ْ
َ
تتكرر!
َفَيا َل َيا مف فرصة فريدة ال َّ
الثكر! َجمع ْت عشتار (الساقطات) م ْف كل األصناؼ كأقام ْت المناح َة عمى َف ْخذ َّ
َ ّ ّ ََ
لخدمػػة قضػ َّػيت َيا .فالمناحػػة إذا
َ أف تض ػ َع الس ػَن َف كال ّتقاليػ َػد االجتماعي ػ َة ال بػ َّػد لعشػ َ
ػتار مػػف ْ
ػكر كتتػرحَّـ َّ استمر ْت عمى ىذا التقميد َّ
كل المدينة كىػي تبكػي الث َ فستجد فيما َب ْعد َّ الزمف َ مدة مف ّ َّ
الثكر!. أف تبكي نفسيا م َّما جر ليا مف َّ عميو بدال مف ْ
ََ
أف
الػنص ىنػا إلػى َّ
ُّ األخطػاء لصػالح َيا .كيرمػي
َ ض ح ّتػى
تفػك َ
استطاع ْت عشػتار أف ّ َ كىكذا
48
لقكتػو التدميريػة، فالصَّناع أنفسيـ َعجبكا م ْف ث ْخف قرنيو! ..تمؾ القركف التي ىي ٌ
رمػز َّ
القكة التدميرية التػي ينطػكي عمييػا الم َت ّ
صػدي لمقيػادة كىػك غيػر غير .كىي َّ
ثكر ال َ
ألف حامَم َيا ٌ
َّ
النص.
تاـ مع بعض َيا البعض داخل ّ رمكز أخر داخمي ٌة تعمل بانسجاـ ّ فتمؾ ٌ كفء لياَ .
ػدمرة بطػػبلء سػػميؾ مػػف الػػذىب بػػث ْخف
ػف قركَنػػو المػ ّ كمػػف ىنػػا ال بػ َّػد لممتصػ ّػدي مػػف ْ
أف ي َغّمػ َ
قكة غاشمة. انطك ْت عميو قركنو مف َّ
ليخفي ما ََّ إصبعيف
حت َمَمػة ،كت ْثبػت
اإلنسػاف مػف َّأيػة جيػة م َ
َ كمف ىنا تبدك الممحمة َّ
ككأن َيا ال تريد أف ت ْعذَر
مػزكٌر ةكا َّف الجماعػ َة اإلنسػاني َة ال َت ْقػدر عمػى التمييػز
إف التػاري َخ َّ
ط َة التي تقػكؿ َّ
طأَ أك المغال َ
ال َخ َ
المػزكرَّ ..إنيػا تقػكؿ مػا خبلصػتو َّ (:
إف َّ الصكاب ،كال يمكن َيػا االنتفػاع مػف التػاريخبيف الخطأ ك ّ
مػزكٌر مػا لػـ
أف التاري َخ َّ
أيف َي ْعَمـ القائل َّ
دليل عمى َع َدـ تزكيره!َ .فم ْف َ
الح ْك َـ بتزكير التاريخ ىك ٌ
مزكٌر؟).
حقيقي مْنو كما ىك َّ
ّّ يكف َلو عْم ٌـ بما ىك
ْ
ككػل امػرئ
الباطػل َب ّػي ٌف ُّ
ػق َب ّػي ٌف ك
الح َّ
(إف َ
المقكلةَّ :
َ الممحمة عمى ىذه َ
َ تؤكد
كب َكم َمة أخر ّ
َح َدى َما فيك المسئكؿ عف اختياره).
اختار أ َ
َ
49
زية في َش ْخصَّية أْنك ْيدك
الرْم َّ
َ
51
تمؾ كاحد ٌة مف الجكانب البديعة في الممحمة ،كالعميقػة ال َغػكر فػي الحكمػة اإللييػة التػي
أي نكع مف أنكاع األدب. َيْندر كجكد َىا ب ْم ْثل ىذا االنسجاـ في التفاصيل في ّ
َّإنيا حكمةٌ!! كَل ْي َت الشّراح أك الذيف يعقػدك َف المقارنػات بػيف عػاَلـ البػداكة كعػاَلـ ال ّت ُّ
حضػر
قبل اآلخريف. انتفعكا بيا َ
بكل ما نعرفػو مػف نظريػات ليػا
قصة أنكيدك َت ْطَرح نظرية لممعرفة ال عبلق َة ليا ّ
إف الممحم َة في َّ
َّ
نت َز َعة منيا .فالحكمة في الممحمػة تظيػر كىػي
كت ْطَرح بجكارَىا نظرية لؤلخبلؽ م َ
في الفمسفة… َ
غير مرتبطة بالحضارة ،كالتكحُّش غير مبلزـ لمبرية خبلفا لما ىك سائٌد عند أىل التنظيػر كأىػل
أف الػػػذي يحػ ّػػدد
خدـ لمشػ ّػػر ،ك َّ
خدـ لمخيػػػر مثممػػػا تسػ َػػت َ
أف المعرفػػػ َة قػػػد تسػ َػػت َ
الف ْكػػػر .كمعنػػػى ذلػػػؾ َّ
ذات العػػارؼ .كمػػف ىنػػا تكػػكف األخػػبلؽ صػػكرة النعكػػاس ػتخدام َيا لػػيس ذات المعرَفػػة ،بػػل َ
َ اسػ
ككل ما يفعمو العْمـ باألشياء ىك تخصػيص المزيػد مػف العكامػل كليس النعكاس المعرفةُّ . الذاتَّ
َ
ست َحصػػل لمػ َّػذات ىمػػا تكجػػو الػ َّػذات .كلكػػف مػػاذا لػػك كانػػت المعرَفػػة كالعْمػػـ الم َ
لخدمػػة ّ
َ كالعناصػػر
ػع األشػػياء؟ .تجيػػب الممحمػػة عمػػى ذلػػؾ اإلشػػكاؿ الكبيػػر الم َشػ َّػكىاف مػػف األصػػل كال يطابقػػاف كاقػ َ
ات قػادرٌة عمػى كشػف صػحَّة المعمكمػات عػاجبل أك آجػبل ح ّتػى (إف َّ
الذ َ بنجابة شافية خبلصت َيا َّ :
ات مسػتنيرٌة أصػبل بػذات َيا ،ةكا َّف العْم َػـ ككػأف َّ
الػذ َ َّ لمدة طكيمػة. اقع َّ
تـ شحن َيا بعْمـ ال يطابق الك َ لك َّ
ؼ الستخداـ ىذه االسػتنارة الذاتيػة .كمػف ىنػا يصػبح المكقػف ظْر ٌ
طريق أك َ
ٌ كت َس َب ما ىك إالَّ
الم َ
الج ْيػػل باألشػػياء ،مثممػػا ال يبػ ّػرره العْمػػـ بيػػا ،فيػػك م ْسػ َػتق ّّل مػػف
ػي مكقفػػا ذاتيػػا ال يبػ ّػرره َ
األخبلقػ ُّ
َّ الجيتيف َّ
كػل مكقػف عمػى كلكنو ينتفع مف ىذيف العنصريف الم َّتحديف لتحقيػق "مػراد" الػذات فػي ّ
ح َدة).
ظر الممحمة ىما صفتاف خارجيتاف ال َتن َّماف عف حقيقة َّ
الػذات فالتكحُّش ك ُّ
التحضر في َن َ
الحضػارة (داخػل
َ كال َتم َتاف لجكىرَىا بصمة ت ْذ َكرَّ .
فالذات المتكحشػة قػد تكػكف مكجػكدة فػي َقْمػب
المتحضرة قد تككف في البرية حيث الكحكش مػف أسػكد كفيػكد كنمػكر. ّ أسكار أكركؾ) ،ك َّ
الذات
كسػكؼ تظيػر
َ كىذا ىك جكىرَىا كال عبلق َة لو بمظيرَىا الخػارجي الػذي ىػك بخػبلؼ ذلػؾ تمامػا.
ّ
الرمػػكز األخػػر فػػي العن ػكاف البلحػػق (فشػػل
ػالرمز أك مجمكعػػة ّ
أىميػػة ىػػذه الفكػػرة كارتباط َيػػا بػ َّ
َّ
المحاكالت لتدنيس أنكيدك).
ظ َي َػر مػف البريػة
ػل بخػكاره المئػات ،بينمػا َ َّ
ظ َي َػر مػف َقْمػب الحضػارة (الثػكر) الػذي َق َت َ
لقػد َ
بجمجامش في الحكمة.
َ الشبيو
(أنكيدك) ّ
51
التحضػػر الخػػارجي مػػع حقيقػػة
ػكحش ك ّ ػيف التػ ّ
كلػ ْػـ تكتػػف الممحمػػة عنػ َػد حػػدكد التنػػاقض بػ َ
ّ
صر َح ْت بالمطابقة بيف المظير كالجكىر أيضا ل َم ْف َيْنظر إلى السمكؾ بعػيف أكح ْت أك َّ
الذات ،بل ََّ
البصيرة كمجمكع ال كأجزاء منفصمة عف بعض َيا البعض.
ػل ىػػذا مظيػٌػر مػػف
ػب ..ككػ ُّ فأنكيػػدك َي ْكسػػك جسػػمو َّ
الشػ ْػعر كيرتػػدي سػػمكقاف كيأكػػل الع َشػ َ َ
كلكف انظْر إلى سمككو الخارجي اآلخر ،فيك يتدافع مع الكحػكش عمػى المػاء مظاىر التكحُّشْ .
ّ
اف أنكيػدك فػي البريػة َ إذف كػ َػباكو التػي َن َص َػبياْ ..
ػع ش َطَأكجػاره كَق َ
َ الصػياد إذ َمػؤل
َّ كيحمي َيا مف
ْ
يظي ْػر عميػو
الخػارجي أيضػا كلػـ َ متحض ار فػي سػمككوّ ككاف
ألنو يدافع عف الحيكاناتَ ، متحض ار َّ
ّ
ّ
أسػػو بمعمكمػػات خاطئػػة جعَم ْتػػو ػارجي إالَّ بعػ َػد إف َّاتصػ َ
ػل بػػو أىػػل المدينػػة كممئ ػكا ر َ التػػكحُّش الخػ ُّ
لمصياد بَق ْتل حيكانات البرية!!َّ يسمح
(الرفػػق ػربييف عػػف ىػػذه الفقػػرة َكىػػـ يرفعػػك َف شػ َ
ػعار ُّ ػيف الغػ َ
تػ َػر ىػ ْػل َع َجػ َػز ْت عقػػكؿ المحّممػ َ
بالحيكاف)!.
ػات كحشػػية العراقػػي القػػديـ مػػف خػػبلؿ سػػطر كاحػػد زّكَر ْت ترجمتػػو
ىميػػـ إثبػ َ
ػل ّ
ػاف كػ ُّ
ْأـ كػ َ
ّ
لخدمة ىذا اإلثبات؟
أكركؾ
َ البغػي التػي أرسػمكىا إلغرائػو بالػ ّذىاب إلػى
َّ احتض َػف
َ إف أنكيػدك
السطر الذي يقػكؿ ََّّ
ظ ْيرَىا).
(ضاغطا عمى َ
خصص ػكا "اعتبلىػػا مػػف َّ
الظ ْيػػر" ثػ َّػـ َّ السػػطر المتكػ ّػرر إلػػى عبػػارة
َ تحكَلػ ْػت ترجمػػة ىػػذا ّ
لقػػد َّ
ػاع
ػاف يمػػارس الج َمػ َ ػديـ كػ َ
ػي القػ َ السػػطر كحػػده دك َف سػكاه ليبرىنػكا عمػػى َّ
أف العراقػ َّ دراسػػاتيـ ليػػذا ّ
كالبيائـ!.
أف الفكػرَة
كمػع افتػراض صػحَّة الترجمػة ،نَق ّػرر َّ
ظر عف ىػذا التزكيػرَ ،كبغض الَن َ
ّ ذلؾ َّ
ألننا َ
تؤكد نقيضيا.
تؤكد ىذه النظريةَ ،بل ّ
الّنيائي َة ال ّ
ظيػر
خبلؿ سمككو في البريػة لي َ َ اإلمعاف في تصكير تكحُّش ظاىرّي ألنكيدك
َ حاكؿ
َ فالكاتب
المحبة لمحكمة .كفي ىذه الحالة يككف إتيانو المػ أر َة
َّ بيف ىذا المظير مع ُّ
تحضر ذاتو التناقض َ
َ
ػف لرجػػل بػّػرّي متػػكحش فػػي سػػمككو الخػػارجي ال كصػػفا لمحيػػاة المدنيػػة فػػي
كصػ ٌ
مػػف ظيرَىػػا ىػػك ْ
ّ
كجكد إلنسػاف يعػيش مػع َ (رمز) ،إذ ال
أف أنكيدك ىك ٌ كل األحكاؿ َّالرافديف .إذ المعمكـ في ّ كادي ّ
األسكد كالفيكد كيكسك جسمو َّ
الش ْعر فعبل!. َ
أف الػذي
القضػي َة مػف معضػبلت المسػائل عمػى عقػكؿ الغػربييف أـ َّ ّ أف ىػذه
كىل َت ْحسػب َّ
تحضػػر ػل ذلػػؾ ىػػك مػػا ت ػ ْذكره الممحمػػة مػػف تػػكحُّش الػ َّػذات أحيانػػا بػ َّ
ػالرغـ مػػف ُّ يممػػي عمػػييـ كػ َّ
المظير؟.
52
ف عف َم َد صحَّة ىذه الترجمة: الك ْش َ
اآلف َ
فمنحاكؿ َ
َ
ذف
جمجػامش ،ةكا ْ
َ كاف (أنكيدك) في البرية كما َرْأينا مف قبل ،كقد َخَمَق ْتػو (أركرك) لمجابيػة
ػاف ال بػ َّػد مػػف اسػػتقدامو إلػػى المدينػػة .كلػػذلؾ َعمػ َػد الصػ َّػياد ككَلػػده إلػػى رسػػـ خ َّ
طػػة (سػػنبلحع كػ َ
َْ َ َ
أكركؾ.
َ رمكزَىا فيما بعد) تقضي باستخداـ إحد البغايا لئلغراء بو كمف ث َّـ جمبو إلى َ
كت َّـ كصف ما حػدث بعػد ذلػؾ مػف ممارسػة
البغي عمى ىذا اإلغراءَ ، الصياد بتحريض
َّ قاـ
َ
ّ
السطر مكضكع البحث في ىذا المكضع. لمجماع َم َع َيا .كقد َكَرَد ّ
ىذه ىي ترجمة األحمد لمسطكر:
عكرتؾ
.ٚىك ذا يا شمخة فاكشفي عف َ
َّ
كيتمتع ٓٔ .اجعميو يصعد عمى َّ
الظ ْير َ
سكؼ يقترب مْنؾ
َ ٔٔ .فعندما َيراؾ
ظيرؾ
بقكة عمى ْ يضغط َّكسكؼ ْ
َ ٘ٔ.
.ٔٚلـ َتخ ْف عندما مارس الح َّب معيا عمى َّ
الظ ْير َََ َ
مبلبس َيا كاستمقى عمييا
َ َ .ٔٛخَم َع ْت
ط بصدره عمى ظيرَىا
كض َغ ََٕٓ .
المتكررة التي لـ َترْد في ترجمة طو
ّ تضمن ْت عبارات (عمى الظير)َّ ىذه ىي السطكر التي
العاـ دك َف المعنى الحرفي:
حاكؿ ترجم َة المعنى ّ
َ باقر مطمقاَّ ،
ألنو
البغي فاكشفي عف نيديؾ
ُّ .ٚىذا ىك َّأيتيا
انجذب نحكؾ
َ فننو متى رآؾ َّٔٔ .
٘ٔ… .
الشك َؽ
كبعثت فيو ّ
ْ اكد ْتو
.ٔٚلـ تحج ْـ بل ر َ
ثياب َيا َف َكَق َع عمييا
َ .ٔٛن َض ْت َ
ٕٓ .فانجذب ليا َّ
كتعم َق بيا َ
السطر(ٓٔ)؟ ..إنو ىكذا:
فما ىك الّنص األصمي في ّ
ٓٔ .تاشخكطي ليقي أي أنابيس سك
(مػارس
َ السػطر
ينػتج المعنػى المػذككر فػي ّ
ْ فنذا أ َخ ْذ َ نا المفردات كما ىي في ال ّترجمػة لػـ
الحب عمى الظير). َّ َم َعيا
فيذه أخي القارئ معاني المفردات:
تا :ضمير المخاطب تاشخكطي:
53
شاخاطك :يرتقي ،يصعد
الياء :ضمير المؤنث الغائب (الشخص الثالث المفرد)
ليقي أي :أمسؾ ،أخذ ،استمـ( .ىنا فعل أمر)
نابيس :ظير
سك :لمفاعمية
(انظر ىامش ترجمة سامي األحمد)ٚٓ/
البغي خكطَبت بأمر مفػاده َّ أف
كالذي ينتج مف تركيب ىذه المفردات عمى ىذا الّنحك ىك َّ
مسػؾ ىػك بػالظير .أال الت ُّ
ػع َ
أف مكض َكيتمسػؾ بيػا ،ك َّ
َّ يصػعد أك يعمػك عمييػا
َ أف تجعَمو يرتقػي أك
ْ
ػل إذا عػبل المػ أر َة
الرج َ
ألف ّ أف ىذه ىي الصكرة الطبيعية المعتادة لمجمػاع؟َّ .. تبلحع أخي القارئ َّ
ػف المػرأة ،كىػك ػؾ سػيككف مػف ظيرَىػا َّ
ألف يػداه سػتككناف َخْم َ مس َ
فػنف ال ّت ُّ
احتضػنيا َّ
َ (مف قبم َيا) ك
عكس ما قالكه تماما.
َّ
كيتمتع) يصعد عمى الظير
َ قاؿ( :اجعميو
أما المترجـ فقد َ َّ
الػنص
ّ كك ْـ مفػردة فػي
النص؟ َ
كجكد ليا في ّ
َ أضاؼ المترجـ مف عنده ال
َ فبلح ْع َك ْـ مفردة
ترجمت َيا التي أ ْثَب َت َيا في اليامش.
َ خالف
َ
النص كىي:
كجكد ليا في ّ
َ أضاؼ ثبلث مفردات في ىذه الجممة ال
َ لقد
النص.
اجعميو :غير مكجكدة في ّ
النص.
يتمتع :غير مكجكدة في ّ
النص.
كجكد ليا في ّ
َ عمى :ال
غيَرىا فيي :سك :لمفاعمية ،كأمسؾ كأصميا (ليقػي)معانييا أك ََّّ أىمل
َ أما المفردات التي
ّ
أبدليا بػ (يضغط) ،كالمقطع (أي) الذي َح َّك َؿ الصيغ َة إلى أمر.
ػؾ
َّت ترجمة المفػردات ىػي (ليعمػكؾ كليمس َ
ذف فالترجمة الصحيحة ليذا السطر ،إذا صح ْ
ةكا ْ
حد تعميقو عمى المكضكع.بظيرؾ) ،كليست يرتقي عمى الظير كما يفعل الحصاف عمى ّ
السطر(٘ٔ)َ :كَرَد ْت نفس العبارة في ىذا السطر ،كىك في األصل:
٘ٔ .دادكشك أي خايبك بك أيمي َصير كي
المفردات :دادك :حبيب ،طفل ،صدر.
بقكة).
ايخالبك :يغطي ،ينتشر .قاؿ المترجـ كمعناه ىنا( :يضغط َّ
َصيري :قاؿ( :معناه الظير إلى جانب ما ّ
تقدـ!) يقصد (نابيس).
أيمي :عمى.
54
إف مف جممة االستعماالت الخاطئة كالشائعة في العربية ىك استعماؿ حرؼ الجػر (إلػى) بمعنػى
َّ
ريف في آيات قرآنيػة كقكلػو تعػالى( :دعانػا إلػى جنبػو) ،إذ
لممفس َ
ّ (عمى) .كقد َفَّن ْدَنا ىذا الشرح
االسػتعبلء مػف شػيء عمػى شػيء منفصػل
َ ألف (عمػى) تفيػد
قالكا( :المقصكد "عمى جنبو) .ذلػؾ َّ
سار القرآف عمى مقترحاتيـ َل َف َس َدت الّمغة .كمنو قكلو تعالىَ ( :فيي إَلػى ْاألَ ْذ َقػاف عنو فقط .كلك َ
َ
َسػَم َما َكَتَّمػػو لْم َجبػػيف) (الصػػافات .)ٖٔٓ:إذ زعمػكا
(يػػػس :مػػف اآليػػة ،)ٛكقكلػػو تعػػالىَ ( :فَم َّمػػا أ ْ
) ّ
اء تنفصػل عػف الجسػـ كال ت ْس َػت ْخ َدـ
المسميات ىي أجز ٌ
َّ فييا جميعا َّأنيا بمعنى (عمى)ُّ .
ككل تمؾ
فييا (عمى) ،بل (إلى) كحسب.
كلمػػا كانػػت (صػػيري) اآلشػػكرية تػػأتي بمعنػػى (جانػػب) كمػػا فػػي(ؿ ٔٙػ س )ٙحينمػػا قػػاؿّ
ػاؿ أىػػل
ػنف إىمػ َ
ػتعمل لفػػع َ (أيمػػي) ،فػ َّ
ػؾ" حيػػث اسػ َ
ػت مسػػتقّّر(إلى) جانبػ َ
أنكيػػدك لجمجػػامش( :كأنػ َ
ػتقر عمػػىػت مسػ ّّػرجميف إلػػى العربيػػة يترجمكَن َي ػا (كأنػ َ
َ المغػػة أصػػبل لم ْثػػل ىػػذا التمييػػز جعػػل المتػ
أف ترجمػػػ َة (أيمػػػي) اآلشػػػكرية (البابميػػػةػػاطه جػػػدا .كمػػػف ىنػػػا نعمػػػـ َّ
ػػتعماؿ خػ ٌ
ٌ ػػؾ) ،كىػػػك اسػجانبػ َ
القديمة) ىي (إلى) العربية ،كليست (عمى) كىي أقرب إلييا صكتيا كما تر .
اضح جدا
الحاؿ ،كمعنى البيت ك ٌ
َ ذف فالعبارة تفيد
معني بتحديد االتجاه ،ةكا ْ
ّّ ع (إلى)إف لف َ
َّ
فيك يطمب إلييا قائبل:
حبو كأنت إلى ظيرؾ) (لينشر َّ
َ
مشػابو تمامػا لمضػمير
ٌ ط بػالظير (صػيري ػ كػي) ،كىػك ضمير التأنيػث الػذي ارتػب َ
َ فبلح ْع
ظ ْير ػ كي).
ظ ْيرؾ) ػ ( َ
العربي كما لك قْم َت المرأةَ ( :
ّ
لقػاؿ إلػى
الختمف مكقع الضمائر أك َ
َ متعي َف مف العبارة
كاف الكضع المزعكـ ىك ال َّ ذف لك َ ةكا ْ
(بطنؾ) ،إذ ىك المقصكد عمى زعميـ.
كمع اختبلؼ معاني المفردات يمكف صياغة الترجمة إلى:
ظ ْيرؾ)
صدرؾ كأنت إلى َ
طي َ (ليغ ّ
كحب.
كحسب معاني (دادك) بيف صدر ّ
األصمي فيو ىك: النص
فنف َّ َّ
المرقـ (َّ )ٔٚ السطر
َّ أما ّ
ّ
أككؿ أيش خكاكت إيمتي قينابيس سك
ترجمو إلى:
َ كفكرتو مشابي ٌة لمبيت العاشر كنيايتو كنيايتو تماما .ككاف (شبايزر) قد
َّب ْت بحرَارتو الممتيَبة)
تخجل بل رحَ
ْ (فَم ْـ
55
ػالرغـ مػػف عػػدـ
ػب َم َع َيػػا عمػػى الظيػػر!!) بػ ّ
ػارس الحػ َّ
كبعضػػيـ أصػَّػر عمػػى ترجمتػػو إلػػى (مػ َ
السػياؽ كمػا
ك(حػب) ك(عمػى) كمفػردات فػي األصػل ،كبػالرغـ مػف تناقض َػيا مػع ّ ّ (مػارس)
َ كجكد
سيأتي.
األصمي ىك:
ُّ النص
السطر(ٕٓ) ُّ ّ
دادك شك إيخ بكبك أيمي صيري شا
عشػر مػع ا ّتفػاؽ نيايتيي َمػا ،باسػتثناء
َ كفكرتو فػي الّنيايػة مشػابي ٌة لفكػرة البيػت الخػامس
ىاـ جدا ىنا.
أمر ّّالضمير ،كىك ٌ
ّ
ػل إلػى المرحمػة
كص َ
يتمسػؾ بظيرَىػا َ
تتركػو َّ
الكػبلـ ليػا فػي البػدء ل َ
َ َّػو ذلؾ َّ
ألنػو حينمػا كج َ
إف َت ْمس َؾ ىي بظيره حينما يستمقي عمييا. َمَرَىا ْ
البلحقة ،إذ أ َ
الضػػمائر حيػػث
ػل األلفػػاظ باسػػتثناء ّ فبلح ػ ْع ُّأييػػا القػػارئ الكػػريـ كيػػف َّاتفػ َ
ػق البيتػػاف فػػي كػ ّ
َّ
المؤن َثػة كانتيػى ىػذا البيػت بػالمقطع (شػا) ضػمير طَبة
األكؿ بالمقطع (كي) ضمير المخا َ انتيى ّ
َّ
المذكر ال ّثالث الغائب.
ػاألكؿ
َمَرَىػػا بيػػا الصػ َّػياد .فػ ّ
السػػطكر فػػي كصػػف مراحػػل اإلغ ػراء التػػي أ َ
كىكػػذا انتظمػ ْػت ّ
حػاؿ البغػي:
حػد َد َ (..كىك يمسؾ بظيرؾ) ..كاألخير (كلتمسكي بظيػره) ،كفػي األبيػات الكسػطى َّ
ّ
(كأنت إلى ظيرؾ).
فنذا جاء البيت البلحق ( )ٔٛكالذي تْرج َـ إلى:
ثياب َيا كاستْمَقى عمييا)
( َخَم َع ْت َ
كػػاف ىػػذا البيػػت تحديػػدا ىػػك ّأك َؿ بيػػت يتحػ ّػدث عػػف كقػػكع الممارسػػة بصػػيغة الخبػػر .ةكاذف
ػل بأيػة صػكرةَّ ،
ألنػو قبػ َ الحػب َم َع َيػا)َّ ..
َّ السػابق عميػو ال يمكػف أف يكػك َف بمعنػى (مػ َ
ػارس فالبيػت ّ
َخْمع المبلبس ،إذ تفيد الممارسة كقك َع الجماع..
بأيػة صػكرة مػع
ػق َّ
تتف َ سػعداء بتػرجمتيـ َّ
ألنيػـ أرادكىػا أف َّ َ الػبعض كػانكا كمػا يظيػر
َ كلكف
َّ
قاؿ سعيد األحمد:
الغربييف ،إذ َ
َ آراء
البػاحثيف كػدليل عمػى كػكف العراقػي
َ جمجامش مف قبل الكثير مف َ (أ َخ َذ ْت عبارات ممحمة
ّ
طريقػػة التػػي تمارسػ َػيا بعػػض الحيكانػػات كالحمػػار كالحصػػافػاع بػػنفس ال ّ
ػارس الجمػ َ
القػػديـ قػػد مػ َ
النص/ٖٚ/ممحمة جمجامش ػ ترجمة سامي سعيد األحمد.
ط ..الخ) .انتيى ُّ
كالق ّ
كعائديػ َة
ّ األصػمي
َّ الػنص
َّ خػالف
َ كلـ يعّم ْق سامي سػعيد بشػيء عمػى ىػذه الّنتػائج ،بػل
يؤيدىـ بما ذىبكا إليػو ..فيػا ليػا
ككأف ّ ق ّ
الباحثيف ّ
َ اعـ ىؤالء
تؤكد مز َ
طكر ّالس َ
ليجعل ّ
َ الضمائر
ّ
مف مفخرة لسعيد العراقي!!.
56
ػاع كالبيػػائـ ،بػػل عمػػى العكػػس مػػف ذلػػؾ أرَاد الكاتػػبإذف لػػـ يكػ ْػف أنكيػػدك يمػػارس الجمػ َ
ْ
ظػػاىرَّي بػػدأ معػػو حينمػػا بػػدأ باالتصػػاؿ بالمدينػػة
ُّش ال ّ
ػنف التػػكح َ إبػر َاز ُّ
تحضػػره كىػػك فػػي البريػػة .فػ َّ
كأىم َيا ..كما سنراه قريبا.
ػمكب العػػيش كالحرفػػة ال تػػؤّثر عمػػى القػ اررات األساسػػية
أف أسػ َ
إذف عمػػى ّتؤكػػد الممحمػػة ّْ
السػػمكؾ الظػػاىرّي مثػػل طريقػػة
ػاليب العػػيش نجػػد َىا فػػي ّ
ػار العمػػل كالحرفػػة كأسػ َ
ػنف آثػ َ
لئلنسػػاف ،فػ َّ
كلكن َيػا معدكمػػة األثػر باتجػػاهكلػبس ال ّثيػػاب كأسػمكب الكػػبلـ كطرائقػو… إلػػى أمثػاؿ ذلػػؾَّ .
األكػل ْ
فػنف تمػؾ القػ اررات َكَر ْك َعػة
الداخمية لئلنساف المرتبطة بالعػدؿ كالجمػاؿ كالظْمػـ كأمثال َيػاّ ، الق اررات ّ
مفاىيـ مكجكد ٌة في ضمير اإلنساف ميما كانػت طريقتػو
ٌ الجماؿ كق ْبح الظْمـ كضركرة العدؿ ىي
ّ
في العيش.
ػح بكثيػػر مػػف تمػػؾ الّنظريػػات ام ػ ٌة جػػدا ،كىػػي بالتأكيػػد أ َ
َصػ ُّ إف ىػػذه الّنظري ػ َة األخبلقي ػ َة ى َّ
َّ
األخػبلؽ بالمعمكمػات أك (المعرفػة)! .فػاألخبلؽ إّنمػا تنتفػع مػف المعمكمػات َ طػت الحديثة التػي رب َ
َسْمَبا ةكايجابا.
ػل) لػػيس متحػ ّػر ار مػػف قيػػكد الػ َّػذات،
أف (العقػ َ
كيكمػػف فػػي ىػػذه الّنظريػػة سػ ّّػر آخػ ٌػر كىػػك َّ
ألف يكك َف حاكما عمى األشياء إالَّ بشرط َيعسر تحقيقو. كبالتالي ال يصمح ْ
الذات أم ار يستحيل تقديره إالَّ مػف هللا، الذات) .كلما كانت سبلمة َّ الشرط ىك (سبلمة َّ كىذا ّ
ّ
الممؾ الفعمػ ُّي ،كىػك الكحيػد الػذي َتجػب طاعتػو. المعي َف مف هللا ىك َ َّ المم َؾ
أف َ فنف الممحم َة تر َّ َّ
ػيف ي َصػ َّػدؽ كيطػػاع ؟ ..كػبلَّ ..بػػالطبع ..فالمػ َّػدعك َف كثيػػرك َف
ػل مػػف يػ َّػدعي ىػػذا التعيػ َ
كلكػ ْػف ىػػل كػ ُّ
صػدؽ كيطػاع مػف بػيف ىـ؟ ..إّنػو مكيـ بأمر إلييَ .ف َم ْػف ىػك الػذي ي َّ أف م َأغَمب الممكؾ َّادعك َّ كْ
ّ
طبيعػة لصػالح اإلنسػاف كمػا كل شػيء)َّ ..إنػو القػادر عمػى تسػخير قػك ال ّ (أف ير َّ القادر عمى ْ
َف َع َل جمجامش.
57
الم َحاكالت ال َفاشَمة ل َت ْدنيس أنكيدك
مظيػر
ٌ النػاتج عػف (غسػيل الػدماغ) أك التضػميل ىػك َّ س الظػاىرَّي الػدَن َ
أف َ تؤؾ د الممحمة َّ ّ
أف الػ َّػذ َ
ات الطػػاىرَة سػػكؼ تكتشػػف الحقيق ػ َة ىر أك حقيق ػ َة اإلنسػػاف ،ك َّػل كال يم ّثػػل جػػك َ
ػارجي زائػ ٌ
ٌ
خػ
حتمػػا فػػي الكقػػت المناسػػب .كتبػػدك لنػػا الممحمػػة َّ
ككأنيػػا تحػػاكؿ صػػياغ َة عْمػػـ الػػنفس كاالجتمػػاع
الت ت َع ُّػد فػي طػكر التكػكيف فػي عالمَنػا المعاصػر .كلكّنػي
الت ال ز ْ
كْف َق صيغ قانكنية .كىي محاك ٌ
شل التنظير الحديث. أف الممحم َة َن َج َح ْت في ذلؾ حيث َف َ
أعتقد َّ
ػل ىػػذه المعػػادالت التػي تطرح َيػػا فػػي جػػكىر نظريػات الػ ّػديف األصػػمية غيػػر المشػ َّػك َىة.
كنبلحػع م ْثػ َ
مع سػبلمة َّ
الػذات ،بػل تَب َّػدؿ السػيئات بأجمعو َ
الخارجي المتم ّثل بالذنكب كالخطايا ي ْغ َفر َ
ُّ فالدنس
الحسػػنات .بينمػا ال تنفػع جميػػع األعمػاؿ الصػػالحة الظاىريػة مػع سػػكء َّ
الػذات َم ْي َمػػا بمثم َيػا مػف َ َ
خبلؿ عممية الحساب .كمثل ىػذه المعػادالت ال عبلقػ َة ليػا طبعػا كم َيا إلى آثاـبم َغ ْت ،بل ت َح َّكؿ ُّ
َ
مجػرَد
حكؿ صبلح أك َع َدـ صبلح األشػخاص ،كال ت ْع َتَبػر مثػل ىػذه الحسػابات َّ بأحكامَنا الجزافية َ ْ
فثمػػػة
ػػائج الكاقعيػػػ َة تطػػػابق ىػػػذه الحسػػػابات فعػػػبلَّ .
أف النتػ َ
قكاعػػػد ال معنػػػى ليػػػا ،بػػػل المقصػػػكد َّ
ػػف أصػػػحابيا
ػػاؿ فاسػػػد ٌة كلكػ َّ ػػادات خاطئػػػ ٌة حػ َ
ػػكؿ صػػػبلح بعػػػض األعمػػػاؿ بينمػػػا ىػػػي أعمػ ٌ اعتقػ ٌ
(َي ْح َسبك َف أََّني ْـ ي ْحسػنك َف صػْنعا) (الكيػف :مػف اآليػةٗٓٔ) ،كيقكلػكف( :إَّن َمػا َن ْحػف م ْصػمحك َف)
ظػر عمػكـ النػاس ىػـ مػف أشػخاص فػي َن َ
ٌ فثمػة
صػحيح أيضػاَّ ،
ٌ (البقرة :مف اآليةٔٔ) .كالعكس
جممة األشرار:
(ص)ٕٙ: ( َكَقالكا َما َلَنا ال َنَر ر َجاال كَّنا َنعُّدى ْـ م َف ْاأل ْ
َشَرار) ّ
بينما ىـ مف األخيار.
بعد ظيكر نتائج الحسابات األكلية. كبالطبع يظير مثل ىذا السؤاؿ َ
أكركؾ ،كانػ ْػت
َ لقػػد َجػَػر ْت عػ َّػدة محػػاكالت لتػػدنيس أنكيػػدك َق ْبػ َ
ػل اإلتيػػاف بػػو مػػف البريػػة إلػػى
ػامش فػػي نفسػػو .كىػػي أربػػعػامش بعػػد تش ػكيو صػػكرة جمجػ َ الغايػػة منيػػا َح ْمَمػػو عمػػى َق ْتػػل جمجػ َ
التدرج النفسي:
أسمكب ُّ
َ محاكالت َّات َخ َذ ْت
ّ
األكلى :فكرة إغراءه بالبغي.
مقابػل مػا َف َعَمػو
َ كخاصػة الم ْعَبػد
َّ الحضارة التي فييػا
َ العاصمة ك
َ الثانية :إعطاءه صكرة عف
جمجامش لتدنيس الم ْعبد.
فػاجت َم َع
َ أىػل المػدف كاال ّت َصػاؿ بالرعػاة. الم َد َّنية كأَ ْكل طعاـ ْ
الثالثة :إغ ارءه بَم ْبس المبلبس َ
ألكؿ مػ َّػرة فػػي حياتػػو َبق ْتػػل
ػاـ ك َّ َ ُّ ألكؿ مػ َّػرة بعػػدما كػػانكا َيفػ ُّػرك َف منػػو مػ
ػذعكريف ،ثػ َّػـ قػ َ الرعػػاة َّ
بػػو ّ
58
الرعػػاة كالصػ َّػيادك َف راحػ َػتيـ ط ػك َ
اؿ ػدقاءه .فأَ َخ ػ َذ ّ
ػل قميػػل ىػػي أصػ َ
حيكانػػات البريػػة التػػي كانػ ْػت قبػ َ
الميالي البلحقة ،كاصطادكا ما يرغبك َف فيو مف كحكش البرية.
ػل الكصػػكؿ إلػػى العاصػػمة َتػ َّػـ التخطػػيط لػػو ببراعػػة حيػػث الرابعػػة :تنظػػيـ لقػػاء (عفػػك ّي) قَبيػ َ
جمجامش.
َ (رجل) َيشككه مف ٌ يَقابمو
حر َيتػػو ثػ َّػـ يفقػَػد
درج فػػي تػػدنيس أنكيػػدك (الحػّػر الطػػاىر) ليفقػ َػد بالتػػدريج ّ ػل الت ػ ُّ
كىكػػذا َح َصػ َ
مجرد السػماع كمػف كفاءه تمييدا لفقداف كعيو في ا ّتخاذ جمجامش ُّ
عدكا لو مف َّ يفقد َبراءتو ث َّـ َ
غير معرفة سابقة.
لقد َشَّد َد ىذا الرجل (المجيكؿ) في شككاه عمى المسألة األخبلقية ،كتحديدا عمى مكضػكع
جػاء
كم ْػف َ (الحرية) َّ
حسا في قمب أنكيدكَ .ف َم ْػف ىػك ىػذا الرجػل َ
ككأنو َيضرب عمى أكثر األكتار َّ ّ
بو؟
كػل قػارئ
أف َّيػد َّ
ألف بداي َة العمكد مكسكرٌة مف نحك خمسة أبيػاتَ .ب َ َّإننا ال نعمـ عنو شيئا َّ
أف بنمكانػػو مبلحظ ػ َة التخطػػيط المسػػبق ليػػذه الشػػكك الكيديػػة ضػ َّػد جمجػ َ
ػامش .إذ مػػف المعمػػكـ َّ
الح َسػد كالغيػرة ..فكيػف إذا
مكػامف َ
َ ػل جمجػامش يثيػر فػي بعػض النفػكس رجبل حكيما كعال َما م ْث َ
كاف ىذا التخطيط ظاى ار مف بقايا العمكد الرابع:
القكة البدنية كالمْمؾ؟ .كلقد َ
كل ذلؾ مع َّ اجتمع ُّ
َ
اح
اـ األفر َ لقد سَّر أنكيدك كأَ َق َ
إف َرَف َع عينيو أر رجبلكلما ْ
َّ
بغي
لمبغي آتيني بالرجل يا ُّ فقاؿ
َ
ّ
اء ىنا بلـ َج َ
َف َع َ
جػاء بيػذا الرجػل؟) ..أنكيػدك نفسػو ىػك الػذي يسػأؿ
إذف ..فمسنا نحف الذيف نسػأؿ ( :مػا َ ْ
لممكجػكديف فػي االحتفػاؿ،
َ بد إذف أف يككف مجيء ىذا الرجل فػي كضػع غريػب كشػا ّذ ذلؾ ،فبل َّ
كىكذا قاؿ انكيدك:
العمكد الرابع:
اسمو
َدعيني أعرؼ َ
البغي عمى الرجل
ُّ نادت
ْ
فجاء إليو كرآه ..كقاؿ لو أنكيدك
َ
يتـ أييا الرجل
أنت م ٌ
بلـ َ
َع َ
الشاؽ
ّ السفر
َ عانيت ىذا
َ كعبلـ
َف َف َت َح الرجل فاه كقاؿ ألنكيدك:
59
لقد اقتح َـ بيت االجتماع
ص لتقدير المصائر كلؤلعراس
صَ الذي خ ّ
العار كالدنس
َح َّل في المدينة َ
لقد أ َ
أعماؿ الس ْخرة
ض عمى أىم َيا المنكرات ك َ َكَفَر َ
العركس التي يشتيييا
َ ليختار عمى صكت الطبل
َ
قبل أزكاجي َّف
ئس َ ليختار الع ار َ
َ الطبل
َ يخصصك َف
ّ
األك َؿ!
العريس ّ
َ فيككف ىك
امتقع كجو أنكيدك
َ فاه ىذا الرجل بيذا القكؿ
كلما َ
َّ
العمكد الخامس:
سار أنكيدك إلى األماـ…
َ
البغي
ُّ ك َخم َفو
أكركؾ
َ إف د َخ َل
كلما ْ
َّ
كػاف بعيػدا عنيػا بمسػافة
أكركؾ ،بػل َ
َ كاف المقاء في الطريق قبل الكصػكؿ إلػى إذف ..فقد َ ْ
جمجػامش
َ التحػريض عمػى
َ ألف
ىػاـ جػدا َّ
ػب تعبيػره .كىػذا ّّ
يمكف اعتبار قطع َيا (سػف ار شػاقا) َح َس َ
ؼ عمػى
كتعػر َ
دخػل أنكيػدك َّ
قبػل الكصػكؿ ،إذ مػف المحتمػل إذا َ
شػحف ق بػالغيع عميػو َ
َ يستدعي
أف ثـ بالفشل .فػبل َّ
بػد إذف ْ كباءت ال َّ
خطة مف َّ ْ أحبو الناس
أحبو كما َّ
جمجامش بالكجو الصحيح َّ
َ
كشف حقيقة الحاؿ!!. َ القتاؿ ال
َ يدخ َل أنكيدك المدين َة كىك يريد
المغتاظيف) فػي العاصػمة
َ مصدر التحريض كىـ (جماعة األبطاؿ َ يؤكد لنا
الترتيب ّ
َ أف ىذا
اح أدراؾ مغ ػزاه
ػات الشػّػر َ
الػػذيف سػػنبلحع مػػا فعمػػكه فػػي العمػػكد الثػػاني مػػف ّأكؿ الممحمػػة الػػذي فػ َ
ػػـ يعػػػكد ليصػػػ َفو باألكصػػػاؼ
ػػامش كيمتدحػػػو كيعمػػػي قػ َػػدَره ثػ َّ
ػػنص يثنػػػي عمػػػى جمجػ َ
أف الػ َّ ُّ
فظنػػػكا َّ
المشينة!.
كتػارة
تػارة بصػكرة مباشػرةَّ ،
جمجػامش َّ
َ مستمر فػي الثنػاء عمػى
ّّ النص
أف َّ بينما كاقع الحاؿ َّ
الثكر .فيـ أنفسيـ َّ
خططكا السػتقداـ مف خبلؿ أفعاؿ أعدائو (المغتاظيف) ػ عبيد عشتار كأتباع َّ
َ
الحػب) عمػى ضػركرة
ّ خػبلؿ (ممارسػات
َ تؤكػد
َت ّ البغي التػي مػا فتػأ ْ أنكيدك مف البرية عف طريق
ّ
جمجامش كتخميص الناس مف شركره. َ مقاتمة
ػح جانبػػا مػػف مغالطػػات خصػػكـ
تكضػ َ
فمػػا الػػذي تريػػد الممحمػػة إب ػر َازه ىنػػا؟ ..إّنيػػا تريػػد أف ّ
متضاديف تمامػا ،كتكػكف
َّ ألنيـ يقكمك َف في الكاقع َ
بع َمَم ْيف جمجامش ،بل كحمقيـ المشيف .ذلؾ َّ
َ
المحصمة الطبيعية لذلؾ مساكية لمصفر.
ّ
61
ػننيـ يقكمػػك َف مػػف
ػامش ،فػ َّ
كتحريضػػو عمػػى جمجػ َ
َ َفيػ ْػـ مػػف حيػػث يحػػاكلك َف تػ َ
ػدنيس أنكيػػدك
(الحريػة) كعمػى
ّ الحػق كعمػى
ّ جية أخر بتنمية عناصػر الفضػيمة فػي نفسػو بنثػارة الغيػرة عمػى
مػاع قبػل المقػاء بالرجػل
البغي كىي تمارس معػو الج َ ُّ دت عمييا أشياء َّ
أك ْ ٌ (طيارة المعابد)! .كىي
مبػررات الخيػر ،كلػيس لػو
اسػتعماؿ َّ
َ طريق لو في النيايػة أالَّ
َ الشر ال
أف َّ
المشتكي .كمعنى ذلؾ َّ
كيكُّد مف غيػر نػاتج سػك مػا يرجػع فػي النيايػة إلػى اإلذعاف لمخيرَّ ،
فكأنو يعمل َ َ مف طريق أالَّ
الخير.
ػرض بػػالقكؿ( :كيػػف يحصػػل ذلػػؾ؟ فمػػك َبَمػ َغ الح ْمػػق بأنكيػػدك َمْبم َغػػو
كلكػػف قػػد يعتػػرض معتػ ٌ
الشر؟)
أليس ىذا مف ّجمجامشَ ..
َ بسبب التحريض كقتل
َّ
تتحػدث تتحدث عف معادلة خافية عف أكثػر النػاسَّ ..إنيػا
إف الممحم َة َّ
الجكاب عمى ذلؾَّ :
طَمَبػػو منػػو
ػل أنكيػػدك مػػا َ
عػػف النتػػائج غيػػر المنظػػكرة كالتػػي تػػنعكس عمػػى سػػمكؾ األفػراد .فمػػك َف َعػ َ
ألنو يحسبو مف عمل الخير!. فأنو يفعل ذلؾ َّاألشرار َّ
األمػر كنػكع
َ الق َػدر ،كبعػد اكتشػافو ذف ..فسكؼ يككف مشحكنا بالغيع عمى ّ
الشر بنفس َ ةكا ْ
كقػع فيػو .كالنػاتج
طػط لبلنتقػاـ ك َغ ْسػل العػار الػذي َ
مجرَد َف ْػرد كاحػد فقػط ،فسػكؼ يخ ّ
إنساني ال َّ
ّ
دكما ىك عيف الناتج.
ػكر الخيػػر
إف الحرك ػ َة االجتماعي ػ َة متطػ ّػكَرٌة نحػ َػك الخيػػر ،ةكا َّف ظيػ َ
ذف ..فالممحمػػة تقػػكؿ َّ ةكا ْ
ػأف الت ػكاز َف االجتمػ َّ
ػاعي ىػػك الكجػػو اآلخػػر ػمحبلؿ الشػّػر ىػػك حتمي ػ ٌة كجكدي ػ ٌة كتاريخي ػةٌ ،ككػ َّ
َ كاضػ
لمتكازف الطبيعي.
ّ
ػػت نتائجػػػو دكمػػػا لصػػػالح
كقػػػد تقػػػكؿ( :فكيػػػف يبقػػػى الشػ ُّػػر إذف؟ كلمػػػاذا ال َي ْفَنػػػى إذا كانػ ْ
الخير؟).
ػاء أحػػدى َما أك َع ْدمػػوَّ ،إنمػػا ىػػك فػػي
أف المكضػػك َع لػػيس فنػ َ
اإلجابػػة عمػػى ذلػػؾ َت ْكمػػف فػػي َّ
كشػرَىا
الشر أك خفائيما .فالنػاتج مػف الحركػة االجتماعيػة بخيرَىػا ّ كل مف الخير ك ّ ظيكر حقيقة ّ
ألف الخيػ َػر لػػيس سػػك ىػػذا الظيػػكر ،كالشػ َّػر لػػيس سػػك ىػػك دكمػػا لصػػالح الخيػػر! .لمػػاذا؟َّ ..
طػػط لئلنفكػػاؾ عػػف الشػّػر لكػػي
ػيـ ،الخيػػر يخ ّ
ػكح كالشػُّػر تعتػ ٌ
الخفػػاء أك َعػ َػدـ الظيػػكر .الخيػػر كضػ ٌ
طط لبللتحػاـ بػو كاحتضػانو بحيػث ال يمكػف التمييػز بينيمػا ،كبحيػث الشر يخ ّ
يتمي َز عنو ،بينما ُّ
َّ
جمجػامش بالمْمػؾ.
َ ربما يكػكف الثػكر َّ
أحػق مػف يككف جمجامش كالثكر عمى َق َدـ المساكاة ..بل َّ
ػل الشػّػر بػػبل
أف عمػ َ
كتؤكػػد الممحمػػة عمػى َّ
ػل منيمػا كتميزى َمػػا ىػػك الخيػرّ . ذف فظيػكر حقيقػػة كػ ّ ةكا ْ
ػل عمػػى نتػػائج معككسػػة… كمػػف ىنػػا تصػػبح كح َصػ َ
أزداد ب ْعػػدا عػػف الخيػػر َ
ػل َ طائػػل َّ
ألنػػو ميمػػا َف َعػ َ
حتميػػة ظيػػكر الخيػػر كفنػػاء الشػّػر فػػي النيايػػة حتميػػة ناتجػػة عػػف ىػػذا الظيػػكر المتكػّػرر لمخيػػر
61
أف ىػػذه الحتمي ػ َة فػػي فنػػاء الشػ ّػر ىػػي
ػتمرة لمشػ ّػر كخيبتػػوَ .ب ْيػ َػد َّ
كجػػبلء أمػػره كاالنتكاسػػات المسػ َّ
(مؤجمػةٌ) تعتمػد بالدرجػة األكلػى حتمي ٌة (دىريةٌ) تحتاج إلى حَقب كأجياؿ كدىػكرَّ ..أنيػا حتميػ ٌة َّ
كقكتيا.
عمى عدد الظيكرات كسرعت َيا َّ
كمف ىنا تبدك ىذه الفقرة َّ
ككأنيا متبلحم ٌة مع مشاعر (آنك) إلو السماء بشػأف الفتنػة ،إذ
تمي َػز ْت بػيف قضيتو كىي ظيكر الخير َّ
ألنيا َّ َ ألف الفتن َة تخدـ ُّ
لمتدخل ك َخْمق فتنة َّ ْأب َد استعدادا
الفريقيف مف خبلؿ الصراع الذي يحدث بينيما.
لكف الفرضي َة في السؤاؿ السابق ليست سك فرضية ..فيي غير صحيحة كغيػر محتممػة
َّ
يقػع بينيمػا العػداء
حكيـ ككاع كأنكيػدك طػاىر القمػب فمػف َ
ٌ جمجامش
َ ألف
في الكاقع االجتماعيَّ ،
المستمر الذي ينتظره األشرار ،إذ الحكمة تكشف الطيارَة كالطيارة تقكد إلى الحكمة.
ُّ
ػب عنص ػ ار آخ ػ ار لمتعبيػػر عػػف ىػػذا الكشػػف المتبػػادؿ بينيمػػا .فقػػد أر
ػل الكاتػ َ
كىكػػذا أدخػ َ
ػيء صػػديق حمػػيـ كقػػك ّي م ْثَمػػو كىػػك لػػيس أعمػػى القمػػب ليقتػ َ
ػل ّأك َؿ تؤكػػد لػػو مجػ َ
ّ جمجػػامش رؤ
الرجػل الػذي يخاصػمو
عمػا إذا كػاف ىػذا ّ
تحدثػو ّ
جاء مف البريػة ،كلػذلؾ كانػت نفسػو ّ
خصـ يراه َ
جمجػامش ىػي مقابمػة العضػيد
َ كيقاتمو ىك الصديق الحميـ المنتظر .فكانػت المقابمػة مػف جيػة
الشعكر فعَمو في تنبيو أنكيدك. رتقب ،كقد َف َع َل ىذا ّ كاألخ الم َ
ػو الخطػػأ اآلخػػر مػػف تمػػؾ األخطػػاء المتبلحقػػة لشػ ّػراح الممحمػػة حينمػػا كمػػف ىن ػا نعمػػـ كجػ َ
بب مف خبلؿ المحػاكرة، الس َ
يكضح ّ فالنص ىك الذي ّ ُّ بقكتو َف َتَرَكو.
أعجب َّ
َ جمجامش
َ أف
اعتقدكا َّ
فػالقكة الكاعيػة الحكيمػة
َّ مقصػكد.
ٌ أمػر
نػص الممحمػة ،كىػك ٌ جمجامش كاف ىػك األقػك فػي ّ َ ألف
َّ
القكتػػاف ظاىريػػا بتشػػابو األجسػػاد كاألسػػمحة
ػاكت ّ
أعظػػـ مػػف القػ َّػكة الكجدانيػػة البل كاعيػػة ةكا ْف تسػ ْ
الجسػدية ،ةكاّنمػا
ّ بقكتػو
يكػف جمجػامش م ْع َجَبػا َّ
ذف فمػـ ْ
الحػق كالعػدؿ .ةكا ْ
ّ كا ّتفقتا في الصدكر عف
اآلف متم ّثمػة بأنكيػدك كىػك
القػكة قػد الق ْتػو َ
قكة مساندة ،ةكاذا كانت ىػذه َّمجيء َّ كاف َّ
يترقب أصبل
َ
كحبػا لػو عمػى عكػس مػا يتػكىَّـ
ازداد إعجابػا َّ
جمجػامش ،فقػد َ
َ في غاية الييجػاف كالغضػب لقتػل
قمبػػو بغػػيع
اآلف بقػ َّػكة الفضػػيمة ال س ػكاىا ..مػػف حيػػث حشػػا األش ػرار َ
ع َ ألف أنكيػػدك مػػدفك ٌ
المػػرءَّ ،
لجمجامش الحقيقي.
َ اآلف بصكرة مناقضة تماما جمجامش) ..الذي ىك َ َ شديد عمى (
ّ
اآلف َّإنمػػػػا يقاتػػػػل عػ ّ
ػػػدكا مشػػػػتركا ليمػػػػا أف ىػػػػذا الػػػػذي يقاتمػػػػو َ
جيػػػػدا َّ
يػػػػدرؾ جمجػػػػامش ّ
صػكرتيـ ..كىػاىك َ رس َم َيا المغتػاظكف ،إّنيػا فػي الحقيقػة المشكىة التي ََّ ىك(جمجامش) الصكرة
جمجػامش
َ ػب َّأنيػـ فػي
فحس َ مييػز كال يػدري َ
أيػف ى ْػـَ ، اآلف َب ْي َد َّأنو ال يسػتطيع ال ّت َ
أنكيدك يقاتميـ َ
عدكه بذلؾ. كما أكحى لو ُّ
62
ػب.
كعيػػو الغائػ َ َّ
كيسػترد َ ػحك
يحتػاج أنكيػػدك فػي ىػػذه اّلمحظػػة إلػى إشػػارة كاحػدة فقػػط ليصػ َ
ليقػكؿ لػو جمجػامش:
َ ثمػة إمكانيػ ٌة
معاني المفردات كتضيع الخطػط كليسػت ّ كفي القتاؿ تتبلشى
َ
مجػرد أكاذيػب ..)!..فمثػل ىػذه سمعتو عّني َّ
َ الرجل الذي تح ُّب ةكاف ما اىـ ..كأنا ّ
أنت ك ٌ
(تمي ْلَ ..
َّ
بػد أف تكػك َف تمػؾ اإلشػارة
كقػع ال ّ
مما يراد منيا ..فالقتاؿ إذا َ األقكاؿ ستككف عمى العكس تماما َّ
مف نكع القتاؿ نفسو ال مف شيء آخر.
جاءت تمؾ اإلشارة أخي ار حينمػا َّ
تمك َػف جمجػامش منػو كلكّنػو لػـ يقتْمػو ،بػل َع َفػا عنػو. ْ كقد
ػو أنكيػػدك إلػػى َّأنػػو بػػنزاء فػػارس مػػف الفرسػػاف بأكصػػاؼ عاليػػة مػػف الفركسػػية،
عاف مػػا انتبػ َ
كسػػر َ
سػمعت بظػالـ يعفػك عػف
َ جبػا ار أك
أيػت ّ
كصػفكه لػو .فيػل ر َ
جبػار كمػا َ
أمػاـ َممػؾ ظػالـ َّ
كليس ىك َ
شػره ح ّتػى يكػكف لػو
أرحاـ يتخّمصكف مف ّ
ٌ أصدقاء أك
ٌ لمجبار
كاف ّخصمو الذي أراد قتَمو؟ كمتى َ
خصكـ يناليـ عفكه؟.
ٌ
انقمػب
َ ككانت تمؾ إشارٌة كافي ٌة جدا ككاضح ٌة جدا بالّنسبة ألنكيػدك ال ّ
طػاىر ،أنكيػدك الػذي
مكقفو في لحظة كاحدة فناد صارخا:
الرجل األكحد ّ أنت
َ
َّ
المقدسة أم َؾ ننسكف
الذي َكَل َد ْت َؾ ُّ أنت
َ
أس َؾ عاليا فك َؽ الّناس
كرَف َع إنميل ر َ َ
الب َشر
الممككي َة عمى َ
ّ كقدَر إليؾ َّ
جمجػامش .فمػـ
َ اكتشف أنكيدك مف ىذه اإلشارة ما افتت َح ْت بو الممحمػة مػف صػفات
َ كىكذا
ػؾ َّإنمػا ىػك َمم ٌ
ػؾ مػف تنصػيب المم َ َّ
أف ىػذا َ
أكتشػف ّ
َ فركس َّػيتو كشػجاعتو ،بػل
َّ يتكق ْف كشفو عمى
ػي السػػمطة) ىػػكػمطاف) أك(كرسػ َّ
(السػ َ
أف ّ
اإللػػو ال مػػف تنصػػيب النػػاس أك اختيػػارىـ ،إذ المعمػػكـ َّ
اتجاىات عَّد ٌة كيستحيل كصكؿ صاحب الحكمػة إليػو إالَّ بمطػف
ٌ مكقع تتصارع عميو قك كثيرٌة ك
ٌ
فاع
الػد َ
ػض اإلكػراه ك ّ
ألف مػف طبيعػة الحكمػاء َرْف َ إلو أك عنايػة خاصػة لمرحمػة َّ
محػددة .لمػاذا؟َّ ..
يتكجػػب عمػػييـ
ػمطاف ،إذ َّ
السػ َالصػػفة فػػييـ تقػػف حجػ َػر عثػػرة دكف بمػػكغيـ ّ
الحريػػة .كىػػذه ّ
عػػف ّ
أف يسحقكا مف يقف في طريقيـ مف القك كاالتجاىات ،كىك َع َم ٌل ال يؤمنكف بو أصػبللبمكغو ْ
كل األحكاؿ.
كال يفعمكَنو في ّ
الشػر
أف َّتقػرر مػف خػبلؿ األحػداث َّ
لكف الممحم َة تذىب إلى ما ىك أبعد مف ذلػؾ حينمػا ّ
َّ
تػـ اسػتجبلب ال يقدر أصبل عمى القياـ بالحركة األكلػى مػف غيػر أف َّ
يتبنػى مقػكالت الخيػر .فقػد َّ
كػل ف ْعػل يجػب أف
إف َّ
جمجػامش .كتفسػير ذلػؾَّ :
َ البريػة بنػاء عمػى أمػر أك إذف مػف
أنكيدك مف ّ
اإلعػبلف عػف
َ الشػر كخطػكة أكلػى محػدد كأالَّ َّ
فننػو سػيككف عبثػا .كلػذلؾ يحػاكؿ ُّ ىػدؼ َّ
ٌ يكك َف لو
63
األىػػداؼ التػػي تكػػكف عػػادة (نبيمػػة جػػدا) كجػػزء مػػف متطّمبػػات الخيػػر .الشػُّػر ْ
إذف يرفػػع شػػعارات
متحضػرة ،فمػيس ىنػاؾ
ّ (متػكحش) بػرّي إلػى مممكػة
ّ مسكغ إلدخػاؿ
أي ّ كجد ُّكلما كاف ال ي َ
كاذبةَّ .
جمجػامش ،كذلػؾ لحمايػة
َ إذف بندخالػو مػف رئػيس المممكػة كحكيم َيػا
يأتي ٌ كسيم ٌة أفضل مف أف
َ
َّ
المفضػػمة فػػي َق ْتػػل اديف فػػي مممكتػػو مػػف ىػػذا الػػكحش الػػذي يمػػنعيـ مػػف ممارسػػة مينػػتيـ
الصػّػي َ
حيكانات البرية.
جمجامش
َ أشار عميو بالذىاب إلى
الصياد البنو ،إذ َ
ّ بعد نصيحة َّ
قدميا كالد حدث ذلؾ َ
لقد َ
الخاصة بذلؾ.
َّ المم َؾ الستحصاؿ مكافقتو
َ
بالمغتػاظيف مػف أبنػاء أكركؾ ،إذ لػـ
َ الصػياد مرتبطػا أصػبل
ّ ال ندرؾ بالضبط فيمػا إذا كػاف
السػػطكر ينبػػه عػػف تمػػؾ العبلقػػة ،إذ لػػك كانػػت
اء ّ تشػْػر الممحمػػة إلػػى ذلػػؾ صػراحة ،كلكػػف مػػا كر َ
ػتأجر َّأيػ َة بغػػي مػػف غيػػر إذف الممػػؾ
الصػػيد كحسػػب ،فقػػد كػػاف يمكنػػو أف يسػ َ الغايػػة ىػػي حمايػ َة ّ
ّ
بالرجػػل المشػػتكي
ػاء ّ كيفعػػل مػػا بكسػػعو أف يفعمػػو إلغرائػػو بالػ ّػدخكؿ إلػػى المدينػػة .كمػػا الػػذي جػ َ
الصػيد
ّ الصياد ال غاي َة لو سك حمايػة ّ النص إذا كاف
الشاؽ) حسب تعبير ّ ّ (السفر
متحمبل ىذا ّّ
(حبيػا)
ط ّع َػـ َّ
البغػي إلػى أف ت َ
ُّ (الرفق بالحيكاف)؟! .كما الػذي دعػا
مف الكحش المصّر عمى فكرة ّ
الصػياد
مسػبق بينيػا كبػيف ّ
ٌ فػاؽ
يكػف ىنػاؾ ا ّت ٌ
جمجػامش مػا لػـ ْ
َ ألنكيدك بعبارات التحػريض عمػى
كبيف ىؤالء جميعا كبيف (المغتاظيف)؟.
ػؾ ىػػك الػػذي أَذ َف بمجػػيء أنكيػػدك إلػػى المدينػػة ،بػػل أنبأ ْتػػو َّأنػػو
الممػ َ
أف َ ػي ّ
لػػـ تخبػ ْػره البغػ ُّ
تخمػيص (المعبػد َ س يممػي عميػو َّ
المقػد َ اجبػو
أف ك َش) ك َّ َّ
(يتحضَر) كيتػر َؾ (ال ّتػكح َ يتكجَّب عميو أف
اضيـ في المعبد أك(بيت االجتماع). اس كييت َؾ أعر َ
جمجامش الذي ي ْؤذي الّن َ
َ طاىر) مف
ال ّ
جمجامش كمْر َسَمة مف قبػل أعػداءه .كمػف الػذي
َ البغي كانت متآمرة عمى
ُّ إذف ..فالمكمس
ْ
ك(الصياد)؟.
ّ يتآمر عمى الفضيمة سك مف ىك مثل (المكمس)
متصػيد يقتػنص
ّ لكػل
الصػياد إال رمػ از ّ
ّ فالرمكز ىنا تتكالى متتابعة إلى غرض كاحد ،كليس ّ
ػخص االنتيػازَّي) .كاالنتيازيػة ٌ
تيػار غيػر مكشػكؼ األفػراد صَّ ..إنػو بػالتعبير المعاصػر ّ
(الش َ الفَر َ
ػيء
ػي الصػ ّػياد كابنػػو فػػي الممحمػػة مػػف غيػػر أسػػماء معمكمػػة! .كاالنتيازيػػة ظاىرَىػػا شػ ٌ
كىكػػذا بقػ
َ َ
الصػيد فػي
آخػر ،كىػي تعمػل بػكجييف .كىكػذا كانػت الغايػة المعَمَنػة ىػي حمايػ َة ّ شػيء ٌ ٌ كباطن َيا
جمجامش الذي ال َي ْغف َل فيمكف قتَمو اغتياال.
َ قتل
البرية ،كالغاية الحقيقية ىي َ ّ
الزانيػػة ،ةكا َّف التعبيػ َػر المبلئػ َػـ
ػيص يتػػاجر بجسػػده ..إّنيػػا تختمػػف عػػف ّ
ػائف رخػ ٌ
كالمػػكمس كػ ٌ
ػاؼ نفسػ ّػي ٌة الفثمػػة أكصػ ٌ لترجمت َيػػا فػػي الممحمػػة ىػػك (العػػاىرة) أك(الفػػاجرة) كلػػيس (المػػكمس)َّ .
بالربػاط بػيف ميني ٌة فقط في ال ّتسميات المقترحػة أ ْىمَم ْػت فػي ال ّترجمػات ّ
السػائدة لعػدـ اىتمػاميـ ّ
64
عناصر كشخكص الممحمة .كترجمتيا بالبغي عند (طػو بػاقر) أقػرب إلػى صػفت َيا الّنفسػية َّ
ألنػو
ّ َ
الشػر البغي ،االنتيازُّي كالفاجرة ليسػكا إالّ أدك ٌ
ات من ّفػ َذ ٌة لخطػط ّ فالصياد ك ُّ
ّ ق مف البغي.
مشت ٌ
لفعٌ َ
الصػفة المشػتركة بػيفآخػر .كىػي ّ
شػيء ٌ ٌ شيء كأىػداف َيا
ٌ ظبلـ كالتي شعارات َيا التي تجري في ال ّ
الصياد كالبغي.
ّ
ّ
أف
ػكد َة ألنكيػػدك كىػػي تػػدرؾ جيػػدا إذ تغريػػو بقتػػل جمجػػامش َّػي تظيػػر المػ َّ
لػػذلؾ كانػػت البغػ ُّ
فالحػب
ُّ البغي ىذا ىػك شػغم َيا..
َّ أف
أف يقتَمو جمجامش إذا التقياَ .ب ْي َد َّ ىنالؾ احتماالت أقك في ْ
يتميػػػز بشػػػيء عػػػف
ػػب) مػػػدفكع األجػػػر سػػػمفا ،كلػػػذلؾ فيػػػك ال يختمػػػف كال ّ
الػػػذي تيديػػػو ىػػػك (حػ ّّ
الب ْغض!.
البغي) كىذه ىي ترجمتيا عند الغربييف كعند (األحمد) تغري انكيدك منذ ُّ الت (المكمس ماز ْ
أمامو ح ّتى جعم ْتو يصرخ:
جمجامش َ
َ تشكه صكرَة
مبكر جدا ،كما زالت ّكقت ّ
طاىر
البغي ..خذيني إلى البيت ال ّ
ُّ َىم ّمي َّأيتيا
كعشتار
َ مسكف آنك
القكة
الح ْكؿ ك َّ
حيث يحكـ جمجامش المكتمل َ
المتسّمط عمى الّناس كالثكر الكحشي
َس َأت َحَّداه كأغم َ
ع لو القكؿ
كسأصرخ في قمب أكركؾ :أنا األقك
المصائر
َ أجل… أنا الذي سأَبّدؿ
ُّ
األشد كاألقك البرية كىك
الذي كل َد في ّ
أشػد التنػاقض لخمػط الػنص إليػيف اثنػيف متناقضػيف ّّ البغػي ككمػا ىػك ظػاىر مػف
ُّ َج َم َع ْت
السػماء آنػك… َّإنػو اإللػو
الكعي الػذي يتم ّتػع بػو أنكيػدك :إلػو ّ الشر ةكاتبلؼ
األكراؽ بيف الخير ك ّ
ّ
كعدكتو المدكدة.
َّ ربة اآلخريف
سماه ىك ممكا ،كعشتار َّ جمجامش الذي ّ
َ الحقيقي ..إلو
ُّ الكاحد
فعرؼ مف ىيَ نقية كطاىرة، ألف انكيدك كاف مف (طينة) أخر ّ لقد باءت المؤامرة بالفشل َّ
قػت عميػو آماَل َيػا العنػا ّإياىػا َّ
أشػد المعػف عم ْفقذؼ بكجي َيا (ر ْجل الثػكر) الػذي َّ
َ عشتار فيما بعد
َ
مصيرَىا في الّنياية كمصير ثكرَىا!. َ بأف
كمذك ار ليا َّ
ّ
نقيػػة ،فقػػد خَمَق ْتػػو (أكركرك) مػػف قبضػػة مػػف طينػػة األرض بيػػديف
كػػاف أنكيػػدك مػػف طينػػة ّ
الصبلة. مرتيف كعابد َّ
تقد َـ بالكضكء إلى ّ غسمتي َما ّ
65
السػػماء
ػل شػػيء مػػف خيػػر كشػّػر بعػ َػد إذف آنػػك إلػػو ّ
(أكركرك) رمػػز (األقػػدار) التػػي تفعػػل كػ َّ
(عشػتار) التػي
َ عنق (أكركرك) ،حيث ال تستطيع ح ّتى الذي ىك الكحيد الذي يستطيع أف يمك َي َ
يأذف آنك.
تخمق ما تقترحو مف مخمكقات مف غير أف َ َ أـ ال َخْمق كّميـ أف
ىي الحياة ك ُّ
كائف غيره يقكؿ أنا إالَّ كي َع ُّػد كاذبػا أل ّنػو (األ نػا) األ ز ُّ
لػي .كمػا آنك الذي أسمو (األنا) إذ ال َ
مجمػػع م ػبلّ ؾ الكائنػػات كأربػػابيـ إالَّ عبيػػدا لػػو ،إذ ىػػـ عبػػارٌة عػػف (الشػػيء) ميمػػا امتمك ػكا مػػف
قػدراتَّ ،إنيػـ ال ّتعبيػر عػف الػبل شػيء الػذي معػو .إّنيػـ( :آنػك ػ نػاكي) ،إذ بػو كحػده قػامكا كبػو
كحده امتمككا كبو كانكا بعد إذ لـ يككنكا.
ػرددكف مػػف بعػػده ( أنػػا ..أنػػا)
( آنػػك) الػػذي أسػػماءه ال تحصػػى عػػددا أل ّنيػػا بعػ َػدد الػػذيف يػ ّ
يرددكف (ىك ىك) صدقا مف الكائنات. كبعدد الذيف ّ
كذباَ ،
اإلطػبلع
َ الخاصػة جػدا كالػذي ال ينبغػي ألحػد
ّ سػر مػف أسػراره
(آنك) الذي تم ّثػل (أكركرك) َّا
مػرة تغسػل (أكركرك)أحد متػى ككػـ َّ
يعمـ ٌ
عمييا كال َيقدر عمى ذلؾ ،كعبلقت َيا بو غامضةٌ ،إذ ال ٌ
لتجكد عمى ال َخْمق بمثل أنكيدك!!.
َ الدىر
مرٌة في ّ مرٌة في القرف أـ َّ
مرٌة في اليكـ أـ َّ يدي َيا؟ ّ
ْ
الغسػل فيػأتي َم ْػف تخمقػو
بعػد ّ
تتحكؿ يداىا إلى آلة أخػر ت ّتصػل مباشػرة بػالّنكر (ننكرتػا) ََّ
مادي .كلػذلؾ يبقػى َم ْػف تخمقػو (أكركرك) بيػذه الطريقػة العجيبػة شخصػا
ّ محض نكر في جسـ َ
الشركر التيكل الظممات ك ّ
عجيبا في عالمنا ،ىك فيو كليس فيو ،كىك منو كليس منو ،تجتمع ُّ
ككػأف عنػدىا (معادلػةٌ)
َّ تخمق َيا (أكركرك) ببل َكَمل فبل تض ُّػمو عػف رؤيػة اليػدؼ كمعرفػة الطريػق
احػد مػف
مبلييف مف األشرار يكشف زي َفيـ ك ٌ
ٌ كيميائي ٌة متكازن ٌة أك ينبغي أف تتكاز َف مف ال ّ
طرفيف:
نسل ننكرتا.
أي
السرية مع آنك َّ
يقترح عمى (أكركرك) كىي بيذه العبلقة ّ
َ ؽ ما أف
فيل يستطيع مخمك ٌ
مقترح فتأخذ بو فك ار؟
كىل ىناؾ م ْف أحمق يقترح عمى (أكركرك) أصػبل؟ كمػف ذا الػذي يقتػرح عمػى (األقػدار)
سر آنك الذي ال ينكشف؟.
َّ
ػدار أالَّ اقتراحػػا عمػػى
لكػ َّػف األش ػرَار حمقػػى بطػػبعيـ كلػػيس اقت ػراحيـ إلػػى (آنػػك) ليػػأمَر األقػ َ
ػل مػػا فيػػو ىػػك زيػػاد ٌة فػػي الج ػرأة عمػػى آنػػك كرغب ػ ٌة مػػنيـ فػػي مشػػاركتو فػػي
األقػػدار نفسػ َػيا ،ككػ ُّ
ف بجانبيـ ضَّد نفسو!!. حد َّأنيـ يطمبك َف منو أف َيق َ
األلكىية إلى ّ
ػف بنفسػػو فيػػل يػػأمر ػامش فػػي العػػاَلـَّ ،
فأنػػو أرَاد بػػذلؾ التعريػ َ ألنػػو حينمػػا أَذ َف بكجػػكد جمجػ َ
جمجامش؟.
َ ب َخْمق كائف ييمؾ
النص مطمقا بنجابة آنك لمف َّ
تقدمكا بيذا الطمب. ال يخبرَنا ُّ
66
إذ يبدك َّأنو َ
أشار باإليجاب فقط ك(اكركرك) تعرؼ شغَم َيا بػالطبع فػي حػاالت كيػذه يطمػب
إلغاء ذاتو ككيانو أك بما ىك معناه:
َ فييا المخمكؽ الذي ىك (ال شيء) مف (أالنا) األكحد
أستمع آنك إلى شككاىـ
َ
كد َعكا (أكركرك) العظيم َة كقالكا ليا:
َ
الجب َار
يا (أكركرك) أنت خمقت ىذا الرج َل َّ
فاخمقي اآلف غريما لو (شبييا بو)
قكة الم ّب كالعزـ
كليكف مضاىيا لو في َّ
ْ
كليككنا في صراع مستديـ
أكركؾ بالراحة
َ لتنعـ
َ
ػمح آنػػك أف يكّمم ػكا (أكركرك) فػػي األمػػر… بعػػد مػػا فشػػمكا فػػي محػػاكالتيـ
إذف ..فقػػد سػ َ
طمبيـ ىذا إلى جميع مبلَّ ؾ السماكات الذيف ّ
سػماى ْـ الش ّػراح خطئػا (آليػة) السابقة حينما َّ
قدمكا َ
كىـ ليسكا سك (أرباب).
فمماذا أَذ َف آنك أصبل بسماع الطمب؟
تسػمع ،ألف
َ سػمع فمػف
مثل المخمكقات .فيك إذا لـ ترْد أف َت َ إف آنك يسمع (بطبعو) كليس َ َّ
ػماعو فيػػك
ػرؾ سػ َ
ع يػػؤّثر عميػػو حتػػى يتػ َ
ػيء مسػػمك ٌ
ػل شػػيء ،إذ ال شػ َ
آنػػك يسػػمع دكمػػا كيسػػمع كػ َّ
ػامع .كلػػـ يطمػ ْػب األش ػرار أالَّ مطمبػػا متناقضػػا فػػي ذاتػػو ،بحيػػث إذا
ػميع عػػبلكة عمػػى ككنػػو سػ ٌ
سػ ٌ
ىبلكيـ .فمماذا ال يسػتجيب المتناقضيف كانت النتيجة َّأنيـ طمبكا َ َ ألي كاحد مف جزئيو
استجاب ّ
َ
غير في ترتيب َيا.
يزكر الطمبات كال ي ّ األكؿ كما ىي عادتو َّ
ألنو ال ّ آنك لكاحد منيما كليكف َّ
مطمػب
ٌ ػب كالعػزـ .كىػك
قػكة الم ّ
لجمجػامش فػي َّ
َ األكؿ أف يكك َف المخمكؽ مضػاىيا
فمطمبيـ َّ
ػب كالعػزـ أفقػكة الم ّ
ألف مػف شػأف َّ اآلخر الذي ىك أف يككنا فػي صػراع مسػتديـ َّ َ ط
يناقض الشر َ
جمجػامش ،بػل سػيككف ظييػ ار
َ صاحب َيا الحكم َة كالكعي كبالتالي فمف يكك َف في صراع مػع
َ تمنح
َ
َ
أعمػ ْتيـ عػػف
ظيػػـ فػػي ترتيػب الشػػركط ،بػل لسػػكء نكايػاى ْـ التػػي َ
لػو .كلػػيس ذلػػؾ بسػبب سػػكء ح ّ
مسػتديـ الصػراع
َ الترتيػب فطمبػكا خصػما فػي ّأكؿ األمػر
َ غيػركا
مبلحظة التناقض .كلك كػانكا قػد َّ
لكاف األمر في نتيجتو النيائية كاحػدة ،إذ سػيككفبقكة الم ّب كالعزـ ثانيا َ جمجامش َّ
كمتصفا َّ َ مع
(الثػكر)
َ كلكػف ألػيس ىػذا ىػك عيَنػو
ْ قترح خصما فقط كلف يكك َف قك َّي الم ّب كالعزـ.
المخمكؽ الم َ
كفشػمت المحاكلػة األكلػى،
ْ جمجػامش
َ ناص َػر انكيػدك
عشػتار حينمػا َ
َ الذي اقترحكه فيما َب ْعػد عمػى
سمح آنك أيضا بخمقو؟
َ كىك الثكر الذي
َم ْف ذا يغمب آنك كىك (الغالب عمى أمره) دكما؟
67
رت ذراعييػا شػم ْ
فػنف (اكركرك) تػدرؾ جيػدا كاجبات َيػا ،كلػذلؾ َّ الطمػب َّ
َ سمع
َ كما داـ آنك قد
68
الممحمي
َ النص
الس َمات ال َثاب َتة لْم َش ْخصَّية في ّ
ّ
ػردي
ػنص السػ ّ ػات خصػػائص الشخصػ َّػية فػػي الػ ّ
أف ثبػ َ
لنؤكػ َػد عمػػى َّ
اف ىنػػا ّ
كضػ ْػعنا ىػػذا العن ػك َ
َ
المْم َحمي خصكصا ىك مبدأٌ مف مبادئ النقد الصحيح الذي نفترض أف يؤ َخ َذ بػو كمبػدأ عمكما ك َ
قصػة أك ركايػة
يتـ عرض فصػل مػف حيات َيػا فػي َّشخصية ُّ
َّ لكل
أف ّمستقببل .كنعني بيذا الثبات َّ
معينػة ال يجػكز االعتقػاد بكجػكد نقػائض ليػا
خصػائص َّ
َ خبلؿ المحاكرات القصػيرة
َ أك ممحمة أك
ػدؿ عمػػى فشػػل
إمػػا يػ ُّ
ػنف ذلػػؾ َّ
تمػؾ السػمات فػ َّ
ػتخبلص َ
َ ػتطع النقػػد اسػ
فػي عػػيف الكقػػت .ةكاذا لػػـ يسػ ْ
ػنص إلػػى حػ ّػد يتسػػاك فيػػو مػػع اليػػذياف .فمػػيس مػػف
ػدؿ عمػػى ع ْسػػر الػ ّ
المحاكلػػة النقديػػة أك يػ ُّ
قصػة مػا شػجاعا كجبانػا فػي آف كاحػد أك أف يكػك َف الكاقعية في شيء أف يكك َف ٌ
(زيد) مثبل في َّ
سػير األحػداث
خػبلؿ ْ
َ يتحػك َؿ
َّ أف
كلكػف مػف الممكػف ْ
ْ خجػكال كمشػيك ار فػي ذات الكقػت كالمرحمػة.
التحػك َؿ سػيككف جػزءا مػف
ّ كمركر الزماف مف صفة إلى صفة ةكاف كانت نقيضا ليػا .كلكػف ىػذا
استخبلصػػو سػػيككف مػػف جممػػة نتػػائج العمميػػة
َ كحػػدة الفكػػرة المعركضػػة عػػف الشخصػػية ،ةكا َّف
تؤكػػد
ػل منيمػػا خصائصػػا تنػػاقض مػػا ّ
تؤكػػد كػ ّّ النقديػػة .كلكػػف حينمػػا تكػػكف ىنػاؾ قراءتػػاف لمػ ّ
ػنص ّ
كلكف مػف غيػر
ربما كبلى َما خاطئتافْ . أف إحد القراءتيف خاطئ ٌة أك ّ القراءة األخر فالناتج ىك َّ
الممكف اعتبار القراءتيف عمى قدـ المساكاة مف الصحَّة.
الػنص
َّ أف
المتعػددة لمقػراءة ىػك زعػـ الػبعض َّ
ّ ُّ
التحػدث عػف ىػذه الكجػكه كالذي يػدفعَنا إلػى
كل األكجو صحيحة مف جيػة أصػكؿ النقػد كلػك يمكف تأكيمو إلى أكثر مف كجو ،كيمكف اعتبار َّ
كتػـ تطبيقػو فػي جميػع النصػكص بمػا فػي كبلـ ةكاف جر منذ الق َػدـ َّ
تناقض ْت فيما بينيا! .كىذا ٌ َ
خطكرتػػو عمػػى الفكػػر كتطػ ّػكره ال تخفػػى عمػػى أحػػد مطمقػػا ،إذ ال
َ ذلػػؾ النصػػكص المق َّدسػػة إالَّ َّ
أف
اعتبػار بعض َػيا خاطئػة .فػالمتمّقي ال
َ أي مسكغ لنشر تمؾ التأكيبلت ماداـ ىناؾ مػف يمنػع يبقى ُّ
أي تخطئ ػ َة التػػأكيبلت األخػػر ،بػػل
ػق ىػػذا ال ػر ّ يسػػتخمص منيػػا مػػا يعػ ُّػده صػػحيحا ،إذ ال َيحػ ُّ
ػق كفػ َ
آخريف!.
َ ام َيا) كآراء صحيحة مف كجية نظر يتكجَّب عميو (احتر َ
َكَق ْػد يػراد بيػػذه الفكػػرة ترسػػيخ اعتباطيػػة الفكػر مػػف خػػبلؿ اعتباطيػػة المغػػة .فػػالفكرة نفسػ َػيا
كلكف ال َّ
بػد كفق المبادئ االعتباطية يمكف تأكيمو إلى جيات متناقضةْ . النص َ أف َّ اعتباطيةٌ ،إذ َّ
آخػر.
شػيء ٌ
ٌ كصػح َة التأكيػل
َّ شػيء
ٌ بأف إمكاني َة التأكيل
دافعيف عف ىذه الفكرة مف االعتراؼ َّ
َ لمم
قيف…
المتشػد َ
ّ المغرضيف ك
َ الفاشميف ك
َ المقتدريف ك
َ كفق تمؾ المبادئ يمكف تأكيمو مف قبل
فالنص َ
ُّ
صح َة كخطأ ىذه التأكيبلت ىك غير تمؾ اإلمكانية.
كلكف َّ
إلى بقية األصناؼَّ .
69
مجرد ّادعاء ال يقػكـ عمػى
العام َة في األشياء تساند ىذه الفكرةَ ىك َّ
َّ بأف النسبي َة
اإلدعاء َّ
ك ّ
أف َّ
يػدعي عامػة كمطمقػة .كمثػاؿ ذلػؾ ْ ألف النسبي َة ىي األخر نسبي ٌة مادامت َّعممي َّ أي برىافّ
ّ
الشػيء
َ مالػؾ
ٌ بأف (مالكا) الذي يجمس إلػى جػكاره غيػر مكجػكد بالنسػبة إليػو .ةكاذا َّادعػى
(زيد) َّ
ٌ
اعتداء بعضيما عمى بعػض سػيككف محتكمػا .فػبل يمكػف لمنػاس إف َ فنف
نفسو بخصكص (زيد) َّ َ
تكػف نسػبية َفَق َػد ْت
ألف النسػبي َة إذا لػـ ْ
حػدكد ليػذه النسػبيةَّ ،
ٌ فثمػة
يتعاممكا بمثل ىػذه الطريقػةَّ .
غيػر نسػبية ،كبالتػالي لػف تكػك َف عامػة كمطمقػة .كمػا مشػركع اسم َيا .كسبب ذلؾ َّأنيا سػتبقى َ
َ
قصػػدية المغػػة الػػذي ذكرنػػاه فػػي مؤلفػػات أخػػر أالَّ محاكلػػة لتحديػػد ىػػذه الحػػدكد ككشػػف زيػػف
االعتباط المغك ّي.
ػنف التغيػ َػر البلمنطقػػي فػػي سػػمات الشخصػ َّػية لػػيس إالَّ كاحػػدا مػػف مصػػائب
كعمػػى ذلػػؾ فػ َّ
متعػديا عمػى أىػل
ّ أصبح ظالمػا
َ ثـ
جمجامش كاف رجبل حكيما عالما مم َكا َّ
َ أف
االعتباط حيث َز َع َـ َّ
فشػل فػي الحصػكؿ
َ فممػا
ػث عػف الخمػكد فػ ار ار مػف المػكتَّ ،
فب َح َ
مات صديقو (أنكيدك) َثـ َ مممكتو َّ
نفسو باألعماؿ الصالحة!.أف يخّم َد َ
عميو آ َثَر ْ
تطػك ار فػي سػمككو
لكػاف ذلػؾ يم ّثػل ّ
كاف ظالمػا فػي البػدء ثػـ حكيمػا فػي النيايػة َ أقكؿ :لك َ
ػاف
ػنص .ككػػذلؾ لػػك كػ َ
ػكد لػػو فػػي الػ ّ
ػنص نفسػػو ،كىػػك مػػا ال كجػ َ
يحتػػاج بػػالطبع إلػػى إثبػػات فػػي الػ ّ
النص.
لكجد َت لمقائمي َف عذ ار ما كلك ىك سكء َف ْيـ ّ
ثـ ظالما في النياية ْ حكيما في البدء َّ
جمجػامش كػاف
َ أف
تقػكـ الػك ازرات بتعمػيـ التبلميػذ خػبلؿ شػرح َيا لخبلصػة الممحمػة َّ
َ أف
أما ْ
َّ
فػنف
استحاؿ إلى رجل حكيـ بعد فشمو في البحػث عػف الخمػكدَّ .. َ ثـ أصبح ظالما ثـ
ممكا حكيما َّ
تطػكر
م ْث َل ىذه (التشكيمة) مف السمككيات لبطل الممحمة ال يفيـ منو التمميذ َّأي َة فكرة ..ال عػف ّ
أف الحكم ػ َة
ػل مػػا يستخمصػػو منيػػا ىػػك َّ
العامػػة ..ككػ ُّ
َّ سػػمكؾ الشخصػػية كال عػػف ثبػػات سػػمات َيا
إحػداىا إلػى األخػر
َ التحػك َؿ مػف
ّ متشػابي ٌة عمػى نحػك مػا بحيػث َّ
أف َ أشػياء
ٌ كالمعرف َة كالظْم َـ ىي
كبالعكس ال يعتبر أم ار منك ار.
إف العْمػ َػـ َقػ ْػد ي ْفَقػػد
إف ليػػذه التحػ ّػكالت حػػدكدا ممكنػػة كأخػػر غيػػر ممكنػػة .فمػػف جممت َيػػا َّ َّ
أشػياء
ٌ أمػا الحكمػ َة كالمعرفػ َة فيػي الصػبلحَّ .
َ كالصبلح َق ْػد ي ْت َػرؾَ ،كَق ْػد يرجػع العْمػـ كيعػاكد المػرء
دخمت قْم َب المرء َّ
فأنيا ال ت ْفَقد كال َت ْض َػمحل .فالحكمػة ليسػت فمسػفة ،كالمعرفػة ليسػت ْ أخر إذا
عممػػا .فالمعرفػػة ىػػي معرفػػة األشػػياء ،كحينمػػا تبمػػغ إلػػى درجػػة (معرفػػة الػػنفس) تكػػكف حكمػػة.
اجع كلف يفق َد عْم َمو كمعرَف َتو مطمقا.
كالعارؼ لنفسو لف يتر َ
الػنص فػي
ُّ األكؿ كالعمكد الثاني حيػث أثنػى
كىذا يدفعَنا لفيـ طبيعة التعارض بيف العمكد َّ
الػنص
ُّ أشػار
اختمف األمر في العمكد الثاني ،حيػث َ
َ قل نظيره ،بينما
جمجامش ثناء َّ
َ العمكد عمى
71
األكؿ .كمف خػبلؿ ىػذا الفيػـ نحػاكؿ إزالػ َة ىػذا التعػارض كمػا إلى ظْممو لمناس كذلؾ في َّ
المكح َّ
سيأتيؾ في الفصل الثاني.
َ
71
الفصل الثاني
72
َم ْف ى َك جْم َجامش؟
بطل أسطكرّّي ال َ
غير. جمجامش ٌ
َ أف في أكائل البحث اآلثارّي َ
كاف عمماء اآلثار يعتقدك َف َّ
ص ما تنطكي عميو الممحمة: بع َد إف َّ
لخ َ اؿ (جكرج رك) ْ
َق َ
ػاف جمجػػامش البطػػل مجػَّػرد أسػػطكرة خياليػػة محضػػة) (الع ػراؽ القػػديـ) ػ
(كبػػالطبع فقػػد كػ َ
ٖ.ٔٚ
أكركؾ في فتػرة
َ كممؾ َح َك َـ في
أكرد ْت اسمو َ
الت الكشكفات اآلثارية التي َ بعد فترة تك ْ
كلكف َْ
بعػض أعمالػو كمشػاريعو.سػجل َ كمػدكنات ت ّ
َّ كتـ الكشف عػف كثػائق ممككيػة فػي عيػده محددةَّ ،
ّ
أكركؾ فػي عيػده ككيفيػة
َ ض عمػى أمػر الحصػار الػذي فػر َ
يكضػح َ
تػاريخي ّ نػص
كما عث َػر عمػى ّ
ّ
قيامو بحماية المممكة كعقد الصْمح مع (أكا) َممؾ كيش (طو باقر ػ ٔ.)ٜٔ
أصبح مف المفركغ منو كجػكد َممػؾ حقيقػي بيػذا االسػـ حيػث َكَرَد أسػمو َ كمنذ ذلؾ الحيف
ّ
أيضػػا فػػي َث ْبػػت الممػػكؾ السػػكمري ممكػػا رابعػػا فػػي َّأكؿ سػػبللة مػػف عصػػر فجػػر السػػبلالت بحػػدكد
(ٓٓ ٕٚؽ.ـ) .كىي َّأكؿ سبللة َح َك َم ْت بعد الطكفاف (جػداكؿ عصػر السػبلالت ػ أكركؾ األكلػى
ػ جكرج رك ػ ٘.)ٙٙ
اؿ جكرج رك:
كمع ذلؾ َفَق ْد َق َ
ػؾ
ػل سػػنكات أف يشػ َّ
ػاف بمسػػتطاع المػػرء حتػػى قبػ َ
ػامش الممػػؾ؟ كػ َ
(… كلكػ ْػف مػػاذا عػػف جمجػ َ
بػأف ممكػا بيػذا
فتتكفر لدينا مف األسباب ما يكفي لحممَنا عمى االعتقػاد ََّّ أما اآلف بكجكده َّ
حقا .ك َّ
أكركؾ) ػ ٖ.ٔٚ
َ االسـ َق ْد َح َك َـ فعبل مدينة
فعل اآلثاريكف كالباحثكف! ..فحيث تكجد الدالئل الكافية إلثبات كجكده يجري فصػل
كىكذا َ
جمجامش الممؾ عف جمجامش بطل الممحمة!. َ
كال نحتػػاج إلػػى جيػػد آخػػر الكتشػػاؼ سػػبب ىػػذا التصػُّػرؼ الغريػػب فػػي النصػػكص حينمػػا ال
ألف الممحم َة ىي التي تجيب عمى ىذا السؤاؿ.
تخضع لمعيار كاحد َّ
ػامش البطػػل حيػػث تظيػػر الحكمػػة ػكد كثػػرة مػػف األعػػداء لجمجػ َ فعػػبلكة عمػػى َّأنيػػا ّ
تؤكػػد كجػ َ
الحرَيػػة،
ػق ك ّ
كالمعرفػػة خبلفػػا لصػػفتو ككنػػو ممكػػا كحسػػب مػػف خػػبلؿ إبرازَىػػا لكثػػرة الكػػارىيف لمحػ ّ
كالخاضعيف لمممكؾ الذيف يستخدمك َف اإلكػر َ
اه .كيظيػر ىػذا اإلبػراز فػي حكارَىػا الفمسػفي المتػيف
ّ
بيف رمكزَىا..
َ
مميز مف حرب شعكاء َّ
ضػدىا منػذ كنص َّ أقكؿ :عبلكة عمى ذلؾ َفَق ْد عانت الممحمة ذات َيا ّ
الت أخػر لتيشػيـ
صػد .حيػث َج َػر ْت محػاك ٌ
كتَر ّّ
سطكر منيا عف َس ْبق َق ْصػد َ
ٌ كالدت َيا حيث ش ّك َىت
73
الت أخػػر السػػتبدال َيا
ألكاح َيػػا أك استنسػػاخ َيا بصػػكرة مختمفػػة أك تزكيرَىػػا ..مثممػػا َجػ َػر ْت محػػاك ٌ
كلكنيا تعتمد عمى فكرة الػدفاع عػف الشػركر كخمػط نفس األسماء كالرمكز َّ بممحمة أخر تحمل َ
ػػت ىػػػذه المحػػػاكالت ناسػػػ َخ الممحمػػػة إلػػػى تػػػذييل األلػػػكاح
األكراؽ فػػػي ذىػػػف المتمقػػػيَ .كَقػ ْػػد َد َف َعػ ْ
جميػع األلػكاح كمػا فػي النمػكذج َ كاألعمدة كختم َيا كالتأكيد عمى َّأنيا (طبػق األصػل) حيػث َخ َػت َـ
التالي:
استْنسػ َخ
(جمجػامش) ْ
َ كػل شػيء ػ مػف سمسػمة َّ (المػكح الحػادي عشػر م ْػف ػ ىػك الػذي أر
طبق األصل كحّق َق .مكتبة َق ْصر آشكر بانيباؿ ػ ممؾ العالـ ػ ممؾ ببلد آشكر). َ
(طبػق
َ عجب الباحثيف إلشارت َيا إلػى االستنسػاخ
َ الخاصة بالتذييل
َّ أثار ْت ىذه العبارات
َكَق ْد َ
الػنص) ةكاشػارت َيا إلػى العنػكاف كالسمسػمة كالمكتبػة ،كلػـ يػدرككاّ األصل) كتأكيػد َىا عمػى (تحقيػق
َّ
الميشػ َػمة األخػػر ليػػا فػػي مكاقػػع متباعػػدة حيػػث طػػع
اىػػا إال حينمػػا َع َثػػركا عمػػى الك َسػػر كالق َ
مغز َ
حاكلػت إتبل َف َيػا َّ
بشػتى ْ أفاد ْت دراست َيا مف حيػث الشػكل كأسػمكب التيشػيـ إلػى كجػكد أيػد عابثػة َ
ػكر كػػاف فيػػو شػ ْػب ٌو مػػف بعػػض الممػػكؾ الػػذيف يسػػتيكييـ العمػػـ
ػؾ آشػ َالممػ َ
إف َ الكسػػائل .كيظيػػر َّ
ش اختبلفػػا كػػامبل .فيػؤالء ال يشػػعركف بكبيػػر ضػَػرر مػػف كالمعرفػػة ةكا ْف كػػاف يختمػػف عػػف جمجػػام َ
ػارض بعضػ َػيا مػػع سياسػػتو ،كالمػػأمكف العباسػػي الػػذي كػ َ
ػاف َي ْعقػػد اقتنػػاء جميػػع الكتػػب كلػػك تعػ َ
ػع فػي
كل ما َكَق َ
َمَر بتأسيس دار لمكتب َج َم َع فييا ُّ
الندكات لبلستماع إلى مختمف اآلراء ،كالذي أ َ
َيده.
آشكر إلى ىذا االتجاه ىك اإلشارة التػي َكَرَد ْت عنػو فػي كتػاب َ يدؿ عمى تكجُّو َممؾ
كالذي ُّ
(الحياة اليكمية لببلد ما بيف النيريف) لجكرج ككنتنينك التي َّ
أك َػدت الفكػرَة السػابق َة تأكيػدا كػامبل
اؿ:
حيث َق َ
كػل المعرفػة فػي زمانػو
متحمسػا لمحفػاظ عمػى ّ
ّ العاىػل اآلشػكرَّي
َ ػل
(… كىذا ىك الػذي َج َع َ
تكرطػو فػي أخطػاء المباىػاة كالفظاظػة كالفظاعػة كالتخريػب الشػنيعؼ عػف ّ ممػا عػر َ
عمى الػرغـ َّ
اسمو) ػ ٕٖٓ .
يبني مكتبة في قصره َح َمَم ْت َ مما َد َف َعو إلى أف
أثناء حمبلتو العسكريةَّ ،
َ
َ
َلَق ْد َّأد ْت ىذه الرغبة الجامحة في المباىاة الفارغة لػد الممػؾ إلػى اقتنػاءه نسػخة أصػمية
الم َثل الشػائع(:ر َّب ضػارة
نص َيا ،كىك مما ينطبق عميو َ
ىامة مف ّ
ع لنا أقساما َّ
مف الممحمة َف َح َف َ
نافعةٌ) ،بل كينطبق عميو أكثر الحديث النبك ُّي الشريف:
(ر َّب حامل ف ْقو إلى مف ىك أ ْفَقو منو)!.
النص األصػمي لنػا كفػق (ل ْطػف اليػي ) أك عنايػة سػماكية كأالَّ
تـ كصكؿ ّ كعمى ذلؾ َفَق ْد َّ
ّ ّ
فأف الممحم َة كانت كما زالت محاربة عمى كافة األصعدة.
َّ
74
كػل شػيء) َّ يػؤمف بكجػكد ممػؾ حكػيـ َق ْػد ( أر
َ ال يرغب اإلنساف في أغمب األحياف فػي أف
الكبػاؿ جرَائيػا ،بػل
َ ضػل الممككيػ َة َ التػي تػأتي مػف اإلنسػاف نفسػو ال مػف هللا كلػك ذاؽ َّ
ألنػو ي َف ّ
أدرؾ الممػػكؾ ىػػذه المعبػ َة فػػي كيعجبػػو أف يضػػفي صػػبغة سػػماكية عمػػى خياراتػػو الخاصػػة .كلقػػد َ
سػػمكؾ النػػاس ،كاسػػتعمَم َيا أفبلطػػكف فػػي مػػا سػ ّػم َي (بالخػ َػدع الممككيػػة) حيػػث اعتبػَػر الفيمسػ َ
ػكؼ
مما َّأد إلى استمرار السػير بيػذه الخدعػة لػتحك َـ أثينػا َ
ألػف سػنة (انظػر ديكرانػت حكيما إلييا َّ
قي ْػت
كب َ
اإلليػي قركنػا طكيمػةَ ، بػالحق
ّ الناس
َ أدرك ْتيا الكنيسة َف َح َك َمت
في قصة الفمسفة ػ )٘ٚك َ
ّ
يصػرح ديكرانػت فػي نفػسلمػدة ألػف سػنة كمػا ّالفكرة في مضػمكن َيا كمػا ىػي عنػد ح َّكػاـ أكربػا َّ
الصفحة.
كمف جيػة أخػر اسػت ْخد َم ْت الفكػرة ذات َيػا عنػد ممػكؾ الشػرؽ كالمنطقػة اإلسػبلمية فػي مػا
ػق المقػ َّػدس) لػػد الكنػػائس .كبالتػػدريج
سػ ّػم َّي بالخبلفػػة اإللييػػة التػػي ىػػي الكجػػو اآلخػػر (لمحػ ّ
يكػف ىػك
رئػيس مػف أسػباب الػببلء أف لػـ ْ
ٌ سػبب
الحػق ىػك ٌ
َّ أف ىذه الخبلف َة كىػذا
اكتشف العاَلـ َّ
َ
السبب الكحيد.
كىنػػا تكمػػػف كاحػػد ٌة أخػػػر مػػف الخصػػػائص الفريػػػدة لمممحمػػة حيػػػث تكشػػف عػػػف معادلػػػة
الحػق ،كحالػة
ّ مخطئػيف فػي الحػالتيف :حالػة قبػكليـ بيػذا
َ النػاس
َ معككسة ليذه القضية كتجعل
رفضيـ لو.
الحػق ةكاعطػاءه لمغيػر بسػبب مػف زيػف
ّ أف الببلء َّ
كمو ىك فػي تزييػف ىػذا تؤكد َّ
فالممحمة ّ
َ
الناس أنفسيـ كحسب.
(حػق أنسػاني).ّ تحػك َؿ إلػى اليػي) بالفعػلَّ ،
كلكنػو َّ ّّ (حػق
ّّ األصل ىك َّأنو
َ إف
كتكضيح ذلؾَّ :
ّ
اـ الػذيف َّادعػكا ىػذا زيفكا منو الصف َة التي في المفردة (إليي) َّ
ألنيـ قبمكا الح َّك َ فالذيف رضكا بو َّ
ّ
(حقا) أي المفردة األكلى .فيـ الحق زك ار ،كالذيف رفضكه بعدما ذاقكا الكيبلت رفضكا منو ككَنو َّ
َّ
طريػق ليػـ لمخػبلص مػف الػببلء إالَّ عنػدما يطػابق ف ْعميػـ َ يزيفك َف عمى أنفسيـ كال في الحالتيف ّ
ػي إلييػػا ليكػػك َف َّ
حقػػا كمػػا يجػػب أف تبقػػى عبػػارة ػق اإلليػ ُّ
ػعارىـ المرفػػك َع ،إذ يجػػب أف يبقػػى الحػ ُّ
شػ َ
(الحق اإلليي)عبارة كاحدة مف غير تجزئة .
ّ
الحق فعػبل كبػيف
َّ يتبي َف الفر َؽ بيف مف يمتمؾ ىذا كلكف َق ْد يقاؿ( :م ْف أيف يمكف لممرء أف َّ
بياف َّأية قضية َّإنما يخضع لمتجربة .فالتجربػة
بأف َيدعيو زك ار؟) .تجيب الممحمة عمى ذلؾ َّمف َّ
الفمسػفي فػي كضػع
َّ الفكػر
َ أي م َّػدعى .كبيػذا تسػبق الممحمػة
عممي عمى صػحَّة أك خطػأ ّ
ّّ ىاف
بر ٌ
األسػس العمميػة لممعرفػػة فتجعػل المعرفػ َة بكامم َيػػا تخضػع لمتجربػة .كىػػي بػذلؾ تخػالف الفمسػػف َة
كما نعرفو عنيا في نظريات المعرفة مخالفة كاممة.
75
الحػق اإلليػي كأصػحابو الفعميػيف
ّ الخاصػة بمعرفػة
َّ كتكضح الممحمػة خضػك َع ىػذه العمميػة ّ
ّ
فيف عمى النحك المنطقي التالي: المزي َ
َّ التفريق بينيـ كبيف
َ ك
ّ
فنف الفػار َؽ
العالـ َّ
َ معينيف ليحكمكا
الحق إلييا كمنكطا باختيار هللا ألشخاص َّ ُّ لما كاف ىذا
َّ
إليي كما ىك بشرّي .فيصػبح األمػر َ
اآلف
ّ
بيف ما ىكبيف ىؤالء األشخاص كغيرىـ ىك كالفارؽ َ
الحق يجب أف تكػك َف ليػـ قػدر ٌ
ات مختمفػ ٌة تمامػا عػف قػدرات َّ ألف الذيف يمتمكك َف ىذايسي ار جدا َّ
محكػكميف مػػف جيػػة أخػػر بطبيعػػتيـ البشػػرية
َ يتحكمػػك َف بػػالمكجكدات ةكاف كػػانكا
اآلخػريف ،فيػ ْػـ َّ
َ
ثػـ يمكتػك َفَ ،ب ْي َػد َّ
أف ليػـ كممػة نافػذة فػي األشػياء كالطبيعػة كليػـ حيث يأكمك َف كيشربك َف كمػف َّ
القػػدرَة عمػػى االنتصػػار عمػػى األشػػياء ،كلػػيس خضػػكعيـ لمحاجػػات كلممػػكت إالَّ خضػػكعا مؤقتػػا
ػؾ ناصػػي َة الػ َّػتحكـ فػػي األشػػياء مػػف
الغايػػة منػػو التأكيػػد عمػػى إمكانيػػة ىػػذا اإلنسػػاف فػػي أف يمتمػ َ
خػػبلؿ ارتباطػػو باإللػػو ارتباطػػا كػػامبل يجعػػل اختيػػاره جػػزء مػػف اختيػػار اإلرادة اإللييػػة كال ينفصػػل
أف المكجػػػكدات ىػػػي جميعػػػا َخْمػػػق هللا
عنيػػػا .فػػػالتزييف يكمػػػف فػػػي ىػػػذا االنفصػػػاؿ مػػػف حيػػػث َّ
كمشمكلة بنفس القانكف .فالخركج عمػى ىػذا القػانكف يػد َخل المػرَء تحػت سػمطت َيا كالػدخكؿ فػي
اختياره يخرجو مف سمطت َيا.
سػمطتو مػف هللا يمكػف كشػفو بالتجربػة حينمػا نجػده قػاد ار عمػى
َ فالممؾ الذي يستمُّد
إذفَ ..
ْ
كاف ظاىريا بالنسبة لنا يمكت كاآلخريف . ُّ
التحكـ في األشياء بما فييا المكت نفسو ةكاف َ
أف م ْث َل ىذا االختبار َق ْد جر تحقيقو عمى َيد المسػيح (ع) خػبلؿ أحيػاءه المػكتى، اضح َّ
ك ٌ
ػاء اآلخػػري َف ليػػذه السػػمطة ىػػك أكذكب ػ ٌة حينمػػا ال
فسػػمطتو إذف ىػػي سػػمط ٌة إليي ػةٌ ..كلكػ َّػف ّادعػ َ
يقدرك َف عمى إحياء المكتى.
قػادريف عمػى إحيػاء المػػكتى.
َ متكػررٌة .فػالممكؾ اإللييػكف كػانكا دكمػا
أف ىػذه التجربػ َة ّ
يػد َّ
َب َ
جمجػامش مػف
َ لػزَمف
فمنبلحع كاحدة مػف التجػارب التػي يعرض َػيا القػرآف الكػريـ فػي َزَمػف مرافػق َ
الممؾ (نمركد). اىيـ (ع) مع َاؽ القديـ ،كىي تجربة إبر َ تاريخ العر َ
ػنص القرآنػػي َفَقػ ْػد ذكػَػر ْت تمػػؾ المحاججػػة بػػيف الممػػؾ الحقيقػػي كبػػيف الممػػؾ َّ
المزيػػف فػػي الػ ّ
ّ ّ
اآلتي:
ػاؿ إ ْب َػراىيـ َرّبػي َّالػذي ي ْحيػي ػؾ إ ْذ َق َ
ّللا اْلمْم َ
آتاه ََّف َ يـ في َرّبو أ ْ (أََل ْـ َتَر إَلى َّالذي َح َّ
اج إ ْبَراى َ
َ
الشػ ْػمس مػ َػف اْل َم ْشػػرؽ َف ػأْت ب َيػػا مػ َػف
ّللا َي ػأْتي ب َّ ػاؿ أََنػػا أ ْحيػػي َكأميػػت َقػ َ
ػاؿ إ ْبػَػراىيـ َفػػن َّف َّ َ َكيميػػت َقػ َ
ّللا ال ي ْيدي اْلَق ْكـ َّ
يف) (البقرة.)ٕ٘ٛ: الظالم َ َ اْل َم ْغرب َفبي َت َّالذي َك َفَر َك َّ َ
ػف عمػػا ز َع َمػػو
ػير مختمػ ٌ
ػاص ليػػذه المحاججػػة ،كىػػك تفسػ ٌ ػيرَنا الخػ َّ
ػنف لنػػا تفسػ َ
كبػػالطبع ..فػ َّ
أف
ػؾ) ىػك الممػؾ نمػركد ،ك َّ آتػاه هللا المْم َ ػريف .فقػد َز َع َػـ االعتبػاط المغػك ُّي َّ
أف (الػذي َ المفس َ
ّ عمكـ
76
ػق إذف يحاججػو إبػراىيـ؟َ .لَقػ ْػد
ػأي حػ ّ
ػؾ فبػ ّ
الضػمير يعػػكد إليػو .فػػنذا كػػاف هللا ىػك الػػذي آتػػاه المْم َ
َ
أصبح إبراىيـ بيذا عمى الباطل!.
اىيـ إذ ىك المذككر قبمو باالسـ.بينما الضمير يعكد في الكاقع عمى إبر َ
َّ
نمػركد
َ أف
الحقيقػي ك َّ
ُّ إف إبػراىيـ (ع) َّادعػى أنػو ىػك َ
الممػؾ القصة مف منظكرنػاَّ : كخبلصة َّ
النػاس (أي آتػاه
َ ػؾ كآتػاه قيػاد َة
اىيـ المْم َ
هللا آتػى إبػر َ
أف َ ألف اآليػات األخػر َذ َك َػر ْت َّ
ػفَّ ، مزي ٌ
َمم ٌؾ َّ
اؿ تعالى:
اإلمام َة أك الح ْك َـ) حيث َق َ
ػاؿ اؿ إّني َجاعم َؾ ل َّمناس إ َمامػا َقػ َ
اؿ َكم ْػف ذّرَّيتػي َق َ يـ َرُّبو ب َكم َمات َفأ ََت َّمي َّف َق َ
( َ ةكاذ ْابَتَمى إ ْبَراى َ
يف) (البقرة)ٕٔٗ: ال يَناؿ َع ْيدي َّ
الظالم َ َ
اؿ تعالى أيضا: كَق َ
ػاب َكاْلح ْك َمػ َة
يـ اْلك َت َ
آؿ إ ْب َػراى َ
آت ْيَنػا َ
ّللا م ْػف َف ْضػمو َفَق ْػد َ
آتػاىـ َّ
اس َعَمػى َمػا َ (أ َْـ َي ْحسدك َف َّ
الن َ
آت ْيَناى ْـ مْمكا َعظيما) (النساء)٘ٗ:َك َ
ذكْرنػاه آنفػا.
الفعمي ىك الػدليل الػذي َ
ُّ كالدليل الذي سا َقو إبراىيـ ليبرى َف فيو َّأنو ىك الممؾ
ػاؿ( :ربػي
اىيـ َق َ
فػنف إبػر َ
يفعػل مػا ال يقػدر عميػو اآلخػر ،كبالتػالي َّ
َ فالذي آتاه هللا المْم َؾ يقدر أف
ألف مْمكػػي بػػأمره
ػل هللا" َّ
ػو"أي فعػ َ الػػذي يحيػػي كيميػػت) ،كمعنػػى ذلػػؾ َّأنػػو يقػػكؿَّ :
(إننػػي أفعػػل فعَمػ َ
اىيـ سػأَلو:
أف إبػر َ خبلفا لمْمك َؾ) .فقاؿ نمركد( :أنػا أحيػي كأميػت) أيضػاَ .كَق ْػد ذك َػر فػي المػأثكر َّ
(ككيػػف تحيػػي كتميػػت؟) ،فقػػاؿ( :أعمػػد إلػػى رجمػػيف َح َكػ َػـ عمييمػػا القضػػاء بػػالمكت فػػأكّقع عمػػى
األك َؿ كأحييت الثاني). َم ُّت َّ ف
أعفك عف اآلخر فأكك بذلؾ َق ْد أ َأحدى َما ك َ
ػاؿ إبػراىيـ (ع):
زيػػف ىػػذه ،كلػػذلؾ َقػ َ
بفذلكػػة الممػػؾ الم ّ
َ ػفياء يصػ ّػدقك َف
ػنف السػ َ
كبػػالطبع ..فػ َّ
مػات!) ،عندئػذ َس َػك َت ىػذا الممػؾ ..فقػاؿ إبػراىيـ :دع عنػؾكنت صادقا فػأحيي الػذي َ (كبلَّ ..إف َ
المشرؽ فأت بيا مف المغرب) ػ فبيت نمركد. هللا يأتي بالشمس مف ْ (فنف َ
كل ىذا َّ َّ
قادر عمى أف آتػي بيػا مػف المغػرب) ،كأالَّ فػبل فائػد َة أف إبراىيـ يقكؿَّ ( :أنني ٌ كمعنى ذلؾ َّ
َ
يغيػر
هللا يحيػي المػكتى أك ّ أف َنمػركد ال َيْنكػر َّ
َ فػنف
كػاف َق ْػد قاَلػو إبػراىيـَّ .
كػل مػا َ
كل ما مف ّ
مف ّ
ػؾ .فالقػادر عمػى الرب الذي آتى أحػدىما المْم َ فالمحاج َجة ليست في هللا ،بل في ّ َ شاء.
الفْم َؾ إذا َ
بممؾ حقيقي. الممؾ ،كالذي ال يقدر عمى ذلؾ فميس َ الرب ىك َأفعاؿ ّ
َ يفعل
أف َ
ّ
ػاف
ػكد .كلمػػا كػ َ ػاؿ إل ػى هللا تعػػالى ُّ
تأدَبػػا كَفيػ َػـ نمػػركد المقصػ َ ػب األفعػ َ
كلكػػف إب ػراىيـ (ع) َن َسػ َ
يتمتػػع بيػػذا األدب (إذ لػػك كػػاف بيػػذا التكاضػػع الػػذي لػػد إب ػراىيـ (ع) لل لمػػا َجػ َػرت نمػػركد ال َّ
األفعاؿ لنفسو مباشرة.
َ المحاج َجة أصبل) َفَق ْد َن َس َب
َ
77
ألف
تمػ ْػت عمميػػاَّ ،
ػنص َقػ ْػد َّ
ػق الػ ّأف عمميػ َة أحيػػاء المػػكتى ةكاعػػادة الشػػمس كفػ َ كمعنػػى ذلػػؾ َّ
ػل إنسػػاف ػل اعتبػػار مػػا لػػـ تكػ ْػف معيػػا تجرب ػ ٌة عممي ػ ٌة بالفعػػل .فػ َّ
ػنف كػ َّ المحاج َج ػ َة تسػػقط عػػف كػ ّ
َ
ممكػػو ىػػك اآلخػػر
أف َػؾ ،كنمػػركد يػ َّػدعي َّ أف يػ َّػدعي مػػا يشػػاء بشػػأف ّ
ربػػو الػػذي آتػػاه المْمػ َ بمقػػدكره ْ
بالشػػمس مػػف المغػػرب كيحيػػي المحاج َجػػة ىػػك الػػذي يػػأتي فعػػبل َّ
َ ػي المصػػدر .فالنػػاجح فػػي إليػ َّ
يعدد قدرات هللا!.
أف إبراىيـ (ع) ّ
لمجرد َّ
الحّد في ْبي َت َّ
المكتى .فميس نمركد غبيا إلى ىذا َ
جاءت ىذه اآلية القرآنية؟ ..كأيف؟.
ْ متى
خػبلؿ
َ كت َّـ التأكيد
األحق بوَ ، ُّ كم ْف ىكتتحدث عف المْمؾ َ متصمة َّ خبلؿ سياقات َّ َ جاء ْت
َلَق ْد َ
(طالكت).
َ قصة
الحرية االختيار لمناس بعد َّ ذلؾ عمى ّ
أف
نبػي ليػـ ْ ػب المػؤل مػف بنػي إسػرائيل عبػر
َ َْ ّ يعيْنو هللا َمم َكػا مباشػرة ،ةكاَّنمػا َ
طَم َ فطالكت لـ ّ
يبعث هللا ليـ َمم َكاَ:
َ
ػث َلَنػا َممكػا نَقات ْػل فػي
ػي َليػـ ْاب َع ْ
َ ّ
كسػى إ ْذ َقػالكا لنب (أََل ْـ َتَر إَلى اْل َمؤل م ْف َبني إ ْسر َ
ائيل م ْف َب ْعػد م َ
ّللا) (البقرة :مف اآلية)ٕٗٙ َسبيل َّ
طة فػػي العْم ػـ
(ب ْس ػ َ
هللا آتػػاه َ
أف َ ػالكت مم َكػػا َرَف َضػػو الجميػػكر بػػالرغـ مػػف َّ
فممػػا تػ َّػـ تعيػػيف طػ َ
َّ
ػكـ َّأنيػػا الصػػفات
ػامش فػػي الممحمػػة ،كمعمػ ٌ
كالج ْسػػـ) .كىػػي نفػػس الصػػفات التػػي ارتبطػ ْػت بجمجػ َ
الخاصة بالقيادة.
َّ الكاممة
غباء المؤل المنقطع النظير .في ْـ يطمبك َف مف هللا أف ّ
يعي َف ليػـ َ طالكت
َ قصة كت ْظير آيات َّ
الػذيف يختاركَنػو ىػـ ،كمعنػى ذلػؾ َّأنيػـ يحػاكلك َف قْم َ
ػب المعادلػة .فالمػألكه َ كلكػنيـ يريػدك َف
مم َكا َّ
أحمػق حتػى لػك َح َػد َث بػيف المخمػكؽ كالمخمػكؽ.ٌ تصػرؼ
يصبح إليا كاإللو يصبح مألكىا ،كىك ُّ
ػتعتبر ذلػػؾ تجػػاىبل منػػي
ط أف تنصػػحني بكػػذا؟ ..سػ َ ػب منػػؾ النصػػيح َة كاشػػتر َ
فيػػل يعقػػل أف أطمػ َ
جبر.
الت ُّ
تفسير لو سك الح ْمق أك َ َ لعقم َؾ كمكانت َؾ كال
الحق باالنتساب إلى المْمؾ اإلليي بصكرة أك بػأخر : َّ يدعك َف ىذا
َلَق ْد كاف الممكؾ كال زالكا َّ
ّ
التيجػاف عمػى رؤكسػيـ،
َ كممػكؾ آخػرك َف يضػع (إنميػل)
ٌ مػردكؾ)،
َ ائع مػف (حمكرابي َّ
يتسمـ الشػر َ
أعمػاـ النبػي
َ س لكػكنيـ َّ
المقػد َ الحػق
َّ مفاء أخػذكا
المقدس ،كخ ٌَّ الحق
ّ ُّ
استمدكا المْم َؾ مف كقياصرٌة
ّ
اؿ شاعرىـ: (ص) حيث َق َ
كليس ذاؾ بكائف
َ َّأنى يككف
لبني البنات كراثة األعماـ
ػؾ بعػػض مرمػكزات
ػامش َكَفػ َّ
الكشػػف عػػف شخصػػية جمجػ َ
ميمػ َة ْ
إف ىػػذا التمييػ َػد يسػ ّػيل لنػػا َ
َّ
جمجػامش ،حيػث
َ الػذـ لشخصػيةكمقاصد الممحمة كغاياتيا ةكازالة التعارض مف أعمدة المػديح ك َّ
َ
78
يحكميػـ الطػاغكت
َ الحاسػديف الػذيف يريػدك َف أف
َ الحاقديف ك
َ الذـ َق ْد َكَرَد عمى لساف أف ىذا َّنجد َّ
يدعي األحّقي َة بالمْمؾ مػف غيػر أف يػأتي بػدليل بدال مف الحاكـ اإلليي الفعمي ..الطاغكت الذي َّ
َ ّ
المػػػادي كالركحػػػي كمصػػػائب الحػػػركب
ّ عممػػػي سػػػك المزيػػػد مػػػف ال َف ْقػػػر كالمصػػػائب ..الفقػػػر
ّ ّ
كالمجاعات.
79
زية في األ ْثبلث
الرْم َّ
َّ
81
ػي (ع) بقكلػػو( :ال
عبػػر عػػف ثمن َيػػا اإلمػػاـ عمػ ّّ
ػالمرة ،أك كمػػا َّ
الحيػػاة الػػدنيا ال قيم ػ َة ليػػا عنػ َػده بػ َّ
تساكي عندي عفط َة عنز)!!.
عشػتار ،فقػد َّاتصػفكا بػنفس الصػفات الثبلثػة:
َ تشػابو فػي صػكرة الػذيف تسػامكا عمػى
ٌ ثمة
َّ
ىامػ ٌة ىػي
َّ صػفات أخػر
ٌ تتفػرع عنيػا
(القكة البدنية ػ المعرفػة ػ التكاضػع) .كىػذه الصػفات التػي َّ
َّ
البلئقة بالقيادة .فجمجامش ىك الكحيد الذي سماه آنك َمم َكا:
الممؾ؟
بجمجامش َ
َ أََل ْـ َت َت َحَّرشي
ع ىػذه الديباجػ َة مػف العمػكد األ َّكؿ يكف ألحد أف َّ
يدعي الممككي َة سكاه .فمنبلح َ كمف ىنا لـ ْ
جمجامش:
َ التي َّ
تتحدث عف
كل شيء
َّ ىك الذي أر
بذكره يا ببلدي
َف َغّني ْ
أفاد مف عَبرَىا
جميع األشياء ك َ
َ ؼ
ىك الذي َعَر َ
بكل شيء
كىك الحكيـ العارؼ ّ
ف عف الخفايا المكتكمةكك َش َ
َلَق ْد ْأب َصَر األسرَار َ
كجاء بأنباء ما َق ْب َل الطكفاف
َ
ػتمر ىػػذا العمػػكد بتكجيػػو األنظػػار إلػػى العبلمػػات الماديػػة الماثمػػة لمعيػػاف مػػف
كحينمػػا يسػ ُّ
ثبلثيف سط ار يعكد إلى خصائصو الذاتية قائبل:
َ أعمالو في أكثر مف
َّإنو البطل سميل أكركؾ
َّإنو المَقَّدـ في الطميعة
َّإنو ىك الذي َف َت َح مجازات الجباؿ
ط إلى حيث مطمع الشمس حر المحي َ
كعَبَر الب َ
َ
جاب جيات العالـ األربعَلَق ْد َ
الكصكؿ إلى أكتك ػ نكبشتـ القاصي
َ استطاع
َ كبجيده
مف ذا يضارعو في الممككية
أف ىنػاؾ قرنػا اسػمو القػرف
بحدسػو العميػق َّ
كاتب الممحمة رج ٌل مْم َي ٌػـ فيػك يػدرؾ َ
إف َ بمى َّ
ُّ
سػيعدكنيا أسػطكرة كلكػف أىميػا
َّ كيتـ فيػو العثػكر عمػى الممحمػة
ستتطكر فيو العمكـ ُّ
َّ العشركف
كجمجػامش الحكػيـ ،لػذلؾ أعطانػا عنكانػا
َ جمجػامش البطػل
َ الكقػائع كسيفصػمكف بػيف َ كسيزيفكف
ّ
ػث عػػف ىػػذا
أف أحػػدا مػػا لػػـ يبحػ ْ آخػ َػر لصػػندكؽ فيػػو َّ
أدل ػ ٌة كافي ػ ٌة عػػف أعمالػػو ،لكػػف المؤسػػف َّ
الصندكؽ:
82
ابحث عف المكح المحفكظ في صندكؽ األلكاح النحاسيْ
ّ
كافتح مغبل َقو المصنكع مف البركنز
السرية
َّ اكشف عف فتحتو ك ْ
تناكؿ َح َجَر البلزكرد كأجير بتبلكتو
ْ
ستجد كـ عانى جمجامش مف الَن َصب َ
جميع الح َّكاـ
َ كفاؽ
َ
83
العم َكْديف
ض َب ْي َف َ
الت َعار َ
إ َازَلة َ
األكؿ األكؿ كال َثاني م َف َّ
الم ْكح َّ َّ
85
ػػف؟ ..بػػػالطبع مػػػف
ػػف َمػ ْ مقدمػػػ ٌة ضػ َّػػد جمجػ َ
ػػامش ..كمػ ْ َّ إذف ..فيػػػذا الكصػػػف ىػػػك شػػػكك
ْ
الناقميف الػذيف الزمػكا حجػراتيـ
َ أكركؾ
َ الذـ ،كىي مجمكعة أبطاؿ قبل بدء ّ المجمكعة المذككرة َ
مكفيريف!.
النص األكدي بترجمة أخر ىي:
َكَق ْد جاء السطر الثامف في ّ
(رعيتو مجبرٌة عمى دخكؿ شركو) ػ أي دخكؿ طاعتو.
لمػػذـ ،إذ جػػاءت الصػػفة (مجبػػرة) عمػػى أسػػـ المفعػػكؿ،
فالسػػطر الثػػامف ال يحمػػل معنػػى ّ
ؽ ٌ
كبيػر ،إذ يمكػف أف يجبرىػا .كىنػا فػر ٌ فالرعية مجبرٌة عمى دخكؿ طاعتو ،فيي م ْجَب َػرٌة َّ
لكنػو لػـ ْ
مغمػز
ٌ حسف لمعدؿ كالمعرفة كالحكمة كالتكاضع كلػيس فيػو ٌ مثاؿ
ألنو ٌتكك َف مجبرة عمى الطاعة َّ
ألحد مف الناس.
ذـ ،ةكايقػػاظيـ عمػػى صػػكت ػديح ال ّّ
ػت فػػي السػػطر الثػػامف فيػػو مػ ٌ
ػنف البيػ َ
كبص ػ َفة عامػػة فػ َّ
ػل كمػف لػـ يشػأ لػـ
شػاء َف َع َ
القيػاـ مػف الفجػر لمعمػل كالعبػادة ،فمػف َ
َ اه ،بػل
الطبكؿ ال يفيػد اإلكػر َ
ػل بشػخيره المئػات ،فمػف مثل (الثػكر النػائـ) الػذي َق َت َ
المزيفيف َ
َّ كلكف ىذه الطريق َة تكشف
يفعلَّ .
ْ
ظ األبطاؿ.
الطبيعي أف يغتا َ
ّ
يعبػر عنػو القػرآف الكػريـ دكمػا تعبير يراد بو القادة المحاربكف كالكجياء مف َم ْػف ّ
فاألبطاؿ ٌ
(بالمؤل الذيف استكبركا).
(اغتاظػت أبطػاؿ
ْ الػذـ
التاسع الػذي ىػك الفاصػل بػيف شػطر المػديح كشػطر ّ
َ السطر
َ فبلح ْع
ػاقميف
ات َ ىـ نػ َ أكركؾ حجػر َ
َ الزَـ أبطػاؿ
الكركػػاء فػػي أمػػاكنيـ) ػ حسػػب النصػػر األكػػدي أك (ك َ
جمجػامش
َ مكفيريف) ..فيذه العبػارات تحمػل الداللػ َة عمػى كجػكد جماعػة منعزلػة معترضػة عمػى
عميػػة القػػكـ عامػ ٌة متكػّػررٌة فػ َّ
ػنف َح َسػ َػد َّ بقيػػادة األبطػػاؿ الػػذيف َبَمػ َغ بيػػـ الغػػيع مبم َغػػو .كىػػي حالػ ٌة َّ
ػػت فػػػييـ البطكلػػػة كالعػػػدؿ كالمعرفػػػة ،كىػػػي اجتمعػ ْ
َ ػػالحيف ىػػػي قضػػػي ٌة معمكمػػػ ٌة خاصػػػة إذا
َ لمصػ
تجتمع في شخص كاحػد ،كعندئػذ يكسػبكف َّ
محبػ َة النػاس كتػذكب َ خصائص مف النادر جدا أف
ٌ
أظف القارئ الكريـ يعجز عف َت َذ ُّكر أمثمة صارخة لمثاؿ ىػؤالء
عيف .كال ُّ حيف ك َّ
المد َ المتبج َ
ّ أسماء
بػذكر البطػل الػذي
البراقػة كينسػاىا الشػعب المكلػع ْ
عمى مّر التاريخ .إذ تػذكب األسػماء البلمعػة َّ
الحقػد فػػي
َ يجمػع بػيف البطكلػػة كالعػدؿ كالمعرفػة كالتكاضػػع ،فيفػكؽ األبطػ َ
ػاؿ جميعػا كلػذلؾ ينمػػك
قمكبيـ عمى الرجل الصالح.
يكجييػا بشػخيره،
ثكر مف الثيراف النائمػة ّ
قاد َىا ٌ
ظ َيَر أخي ار بالفتنة التي َ
الحقد َ
َ أف
أال تر َّ
كىك ما أكضحناه سابقا؟.
86
إذف ..فالسطكر التي َب ْع َد ىذا السطر التاسع ىي شكايتيـ ،كىي مف أقكاليـ ال مف أقػكاؿ
ْ
جمجامش.
َ كاتب الممحمة عف
ػديح مقػ َّػدما
ػاؿ لػػو المػ َ
ػح جػػدا بعػػد إف َكػ َ ػذكر عبػػارة مثػػل (يقكلػػكف) َّ
ألف ىػػذا كاضػ ٌ كىػػك لػػـ يػ ْ
ػل
أكقعيػـ فػي سػكء أعمػاليـ كنكايػاىـ حينمػا َج َع َ كأنيى الفقرات بالتأكيػد عمػى َّأنيػا شػككاىـ ثػـ َ
ػح أمػَػرىـ
أكضػ َ أنكيػػدك كىػػك المخمػػكؽ الػػذي اقترحػػكه ػ جعمػػو يصػػبح نصػػي ار لجمجػ َ
ػامش .كأخي ػ ار َ
ػف الجمػػاىير المحَّبػػة
ػاد كصػ َ
ػتار ل َخْمػػق الثػػكر كأنيػػى األمػ َػر َبق ْتػػل الثػػكر حيػػث أعػ َ
بػػاقتراح عشػ َ
ابتأست عشتار حيث (لـ َتج ْد مف يكاسػييا كي ْفػرح
ْ لجمجامش كىي تيتف باسمو كاسـ أنكيدك ،ك
َ
أكضح مف ذلؾ؟.
َ قمب َيا) ..فماذا تريد مف الكاتب
َ
األمر:
سأكضح ىذا َ ّ كمع ذلؾ
َلَق ْد َجَر ْت العادة عمى إلغاء لفع (يقكؿ) أك (يقكلكف) مف الكتابات كالمحاكرات عمكمػا فػي
الػنص ظيػك ار كاضػحا ،بػل َكَرَد ىػذا فػي القػرآف الكػريـ فػي
ّ المقػكؿ فػي
كل مكاف كزماف لظيكر َ ّ
مكاضع كثيرة منيا مثبل:
َى ػ َذا اَّلػػذي َي ػ ْذكر آل َيػ َػتك ْـ َكىػ ْػـ بػػذ ْكر الػ َّػر ْح َمف ىػ ْػـ َّالػػذ َ
يف َك َفػػركا إ ْف َي َّتخػػذكَن َؾ إَّال ىػػزكا أ َ آؾ
( َ ةكا َذا َر َ
(األنبياء)ٖٙ: َكافرك َف)
أف عبارَة( :أىذا الذي…) ىي مف قكليـ ال مف قكؿ هللا تعالى ،بػل نقمػو هللا تعػالى معمكـ َّ
ٌ
يأتي بالفعػل (يقكلػكف) قبَمػو ،أل َّنػو ك ٌ
اضػح .كىػذا القػكؿ مػنيـ
َ
ألف
تامة عنيـَ ،فَم ْـ َي ْح َت ْج ْ
بأمانة َّ
ىك جمم ٌة كضعيا بيف جممتيف ىما :قكلو تعالى ةكاخباره عنيـ.
(الزـ األبطػػاؿ حجػػراتيـ مكفيػػريف نػػاقميف) أنتظػػر المتمقػػي
َ ػػاؿ: َّ
فكأنػػو فػػي الممحمػػة إذ َق َ
مثيػل
َ أقكاَليـ إذ يتساءؿ لماذا ىـ نػاقمكف كمكفيػركف مػا داـ جمجػامش بيػذه الصػفات التػي ال
ليا؟.
يترؾ جمجامش…) كبدأ الكاتب بذكر أقكاليـ .كلمػا كانػت تمػؾ األقػكاؿ فجاءه الجكاب( :لـ ْ َ
كليؤكػد
ّ األكؿ،
تؤكد صفاتو السابق َة فقد أثبتيا الكاتب لمبرىنػة عمػى صػحَّة مػا َذ َك َػره فػي العمػكد َّ
ّ
لحسد ظاىرٌة فييا. ألف األناني َة كا َ
بطبلف ىذه الشكاك َّ
َ مف جية أخر
البابمي:
ُّ النص
األكدي ،إذ مر عميؾ ُّ
ّ النص
فمنبلح ْع إذف أقكاَليـ في ىذه الشكك في ّ
ْ
يترؾ جمجامش كلدا ألبيو
ٕٔػ لـ ْ
ألميا
يترؾ جمجامش بنتا ّ
ٔٙػ لـ ْ
ٔٚػ أك ابن َة بطل أك زكج َة محارب
87
ػي لكجػػكد
ػداء الجنسػ َّ
مػػاذا نفيػػـ مػػف ىػػذه الشػػكك ؟ بػػالطبع ال يمكػػف أف نفيػ َػـ منيػػا االعتػ َ
الذككر كال نفيـ منو عممي َة تجنيد إجبارّي لكجكد البنات في ّ
النص.
ألميا كابن َة المحارب ألبييػا
البنت ّ
الكلد ألبيو ك َ
النص لمف ال يتركيـ جمجامش… َ
حد َد َُّلَق ْد َّ
كزكج َة (خطيبةَ) البطل لحبيبيا.
ػل؟ ىػػل ي ْعَقػػل َّأنػػو اعتػػد عمػػى الجميػػع ،حتػػى لػػك اعتبرنػػا الكاتػ َ
ػب تعجبػػو المبالغػ َة كالتيكيػ َ
األـ كالخطيب كالزكج؟ فمماذا َقَر َف َ
التْر َؾ باألب ك ّ
ط االجتماعي َة بمػا فػي ذلػؾ عبلقػ َة األبطػاؿ مػع بحبو كشخصيتو الركاب َ َلَق ْد َف َص َـ جمجامش ّ
زكج َّ أىالييـ .كىذا ىك المقصكد ،إذ يدكر الحديث ُّ
أب أك ٌ كمو عف البطل كالمحارب ،إذ ىػك أمػا ٌ
كيػ ْذكرىـ الفتيػػاف فػػي
ػب .فيػؤالء ال ىػ َّػـ ليػػـ سػػك أف ت َم ّجػ َػد النسػػاء كالشػَّػباف بطػكالتيـ َ
أك خطيػ ٌ
أنػانيتيـ فػي أركػس ظير جمجامش مرتفعا فػك َؽ الجميػع فقػد َّ
َ أحبلميػـ ك َ
َ حط َػـ محافميـ .كحينما َ َ َ
ذاكر.
َك ْحل العار ،فمـ يعد يذكرىـ ٌ
األبناء ال ينظرك َف إلى آباءىـ نظرَة االقتػداء بيػـَّ ،
فحػل َ العامة بو َّ
حدا َج َع َل َّ َلَق ْد َبَم َغ َت َعُّمق
ػػل اآلبػػػاء ،كلػػػـ َّ
الت َعُّمػ َ
ػػق يتكقػػػف األمػػػر عنػػػد ذلػػػؾ ،فالبنػػػات البلئػػػي مػػػف عػػػادتي َّف َ جمجػػامش َم َحػ َّ
جمجامش.
َ ذكر ألحد سك يكف لي َّف ٌ أصاب األكالد ،فمـ ْ َ أصابي َّف ما
َ بأمياتي َّف
َّ
أف بنػاتيـ
أعمػف َّ
َ أشد كقعا عمى نفػكس األبطػاؿ حينمػا
النص عمى ما ىك أكبر ك ّ
ف ُّ طَثـ َع َ
َّ
الػنص
ُّ يتػدرج
جمجامش كاإلكثار مف ذ ْكره .كىكػذا َّ
َ محبة
بل كزكجاتيـ طالي َّف نفس الشعكر مف َّ
ظػر االعتبػار كمػا لػك كػاف َق ْػد أجػر دراسػة مف األدنى إلى األعمى آخذا شَّد َة العبلئق َّ
كقكَتيػا بن َ
حكؿ ىذه العبلئق.
كاممة َ
أكثػر خصكصػا إذا كػاف مػف أىػل الشػيرة تتعمق بأم َيا كثي ار ،كلكنيا َّ
تتعمػق بكالػدىا َ فالبنت َّ
ّ
أكثػر مػف ثػـ يػزداد ُّ
تعمق َيػا بحبيبيػا (أك خطيبيػا) أك زكجيػا َ (كل بنت بأبييا معجبةٌ)َّ ،
ككما قيل ُّ
التػدر َج أَ َخػ َذ َ
قالبػو فػنف ُّ
ظ) َّ
(البطػل المغتػا َ
َ الشخصػية الشػاكية كاحػدة كىػي
َّ كل أكلئؾ .كلما كانػت
ّ
كْف َق أحدث نتائج عمـ النفس االجتماعي ىكذا:
أب ٔػ كلد
أـ ٕػ بنت
أب ٖػ بنت
زكج ٗػ بنت
88
فيف..
المػزي َ
َّ العبلئػق القائمػ َة عمػى أكذكبػة البطكلػة ليػؤالء (األبطػاؿ)
َ َف َص َـ جمجػامش ىػذه
اآلخػريف أف ينظػركا إلػييـ بػأعيف مفتكحػة مػف الدىشػة
َ فماذا َيحصل ألكلئؾ الذيف يريػدك َف مػف
أدار عيكَنيـ إليو؟.
امش َ أف جمج َكاإلعجاب حينما كجدكا َّ
الك َمد:
جمجامش كيصيبيـ َ
َ كتشتُّد َ
نقمتيـ عمى َ بالطبع سينمك الغيع في قمكبيـ
مكفيريف)
َ ناقميف
َ أكركؾ ح َجراتيـ
َ (الزـ أبطاؿ
َ
يميػج بػو الشػارع كالمعبػد مػف ذ ْكػر
لـ يخرجكا إذف كما َخَر َج النػاس كال يمكػنيـ إطاقػ َة مػا َ
أنتقػل الحػديث جمجامش! .الزـ األبطاؿ حجراتيـ ..كمع ذلؾ فػأف المصػيب َة َّ
حم ْػت فػي دكرىػـ إذ
َ
ػق ىػؤالء كضػعا كيػذا جمجامش مف الشارع كالمعبد ليككف فاكي َة الكػبلـ فػي الػدكر فمػـ َيط ْ
َ عف
َّأد إلػػى إىمػػاليـ فقػ َّػدمكا شػ َ
ػكاتيـ تمػػؾ .كىػػي شػػكك المقػّػر بنفبلسػػو كالمقػّػر فػػي عػػيف الكقػػت
بأنانيتو.
أي إشكاؿ سك ما في السطر الثامف عشر حيث تْرج َـ إلى: كال يبقى ىنا ُّ
األرباب يسمعكف بكاؤى َّف باستمرار)
َ (كظل
َّ
كلكف في ترجمة طو باقر يعكد الضمير عمى األبطاؿ المذككريف: ْ
استم َع اآللية إلى شكاتيـ كاستغا َثتيـ)
َ (كأخي ار
اؿ في اليامش:
كَق َ
كلعل ىذا إشارٌة إلى شكك النساء إلى اآللية مػف مظػالـ
(كفي بعض الركايات "شككاىف" َّ
جمجامش)!
َ
اؿ:
ثـ َق َ
َّ
الػنص
َّ (كأف ىذا َق ْد كرد في بحػث أجنبػي يبػدأ باسػـ " ،)"O. Ravanكيقصػد بالركايػات
الػنص
ّ االستنتاج يككف عشكائيا حينما نقارف مفردة كاحدة بمعػزؿ عػف كامػل
َ كلكف ىذا
الحثيَّ .
كتغيراتو المقابمة.
ُّ
تتكجػػب مبلحظػػة الضػػمائر منػػذ السػػطر الخػػامس .فبػػدال مػػف القػػكؿ (أىػػك راعينػػا القػػك ُّي
إذ َّ
ػنص بضػػمائر مختمفػػة( :ىػػك راعػػييـ القػػك ُّي الجميػػل العػػارؼ) ،كىػػذا
الجميػػل العػػارؼ) ،جػػاء الػ ُّ
التغير يسػتمزـ أف تكػك َف عبػارات الشػكك فػي السػطر ( )ٔٛمػف مقػكؿ األبطػاؿ كال تشػترؾ مػع
األمر:
أكضح ىذا َ
مقكؿ الكاتب ،كلذلؾ تتغير األفعاؿ نفس َيا .كاآلف ّ
ػتمع اآلليػػة إلػػى شػػككاىـ) ،فقػػد أسػػتخدـ صػػيغ َة الماضػػي كىػػك َي ْسػػرد
ػاؿ( :أسػ َ
فحينمػػا َقػ َ
األحداث .فالكبلـ ىنا لمكاتب.
َ
89
فػأنيـ ال يعممػكف ىػل يسػتمع األربػاب أـ ال ،إذ ال يعممػكف
كلكف حينمػا يكػكف الكػبلـ ليػـ َّ
فأكضػحو الكاتػب فػي السػطر ( ،)ٜٔأمػا قبَمػو
َ المسػتمر،
ّ مد استجابتيـ لممطمب خػبلؿ الفعػل
فالكبلـ لو:
(كاألرباب يستمعكف بكاؤىف باستمرار)
ػنف ىػػذه الترجم ػ َة غيػػر دقيقػػة ،ةكا َّف
فيػػذا مػػف قػػكليـ اسػػتم ار ار لمشػػكك ،كعمػػى األغمػػب فػ َّ
الترجم َة األخر ىي الصحيحة.
فأف قْم َت( :كلمػاذا تكػكف خاطئػة؟ ،أليسػت ىػذه الشػكاية نفس َػيا َكَرَد ْت عمػى لسػاف الرجػل
خطط لو األبطاؿ؟) جمجامش كأفعالو ألنكيدك في ما َّ
َ الغريب كىك يشكك مف
ػاـ جمجػػامش بمػػا لػػيس فيػػو أمػٌػر ممكػ ٌػف جػػدا بالنسػػبة
ػحيح جػػدا ..كلكػ َّػف ا ّتيػ َ
نعػ ْػـ ..ىػػذا صػ ٌ
ألنكيدك اآلتي مف البرية ،بينمػا تكػكف ىػذه الشػكاية مكشػكف ٌة حينمػا تَق َّػدـ لؤلربػاب (كالػذيف ىػـ
رمكز لمقك الككنية).
ىنا ٌ
إنسػاني يمكػف خداعػو.
ّّ ؽألنو مخمك ٌ َّ
فكذبكا عميو َّ تطكَر ْت الشكاك
تـ َخْمق أنكيدك َّ فحينما َّ
أعػاد الفقػرات
البػابمي َ
َّ الػنص
َّ ألف
أف ىػذه الفقػرَة ىػي مػف شػكايتيـ تحديػدا َّ كعدا ذلؾ َّ
فنننا نعمػـ َّ
يقدمك َف الشكك إلى (آنك) َ
إلو السماء ك َخ َت َم َيا بالقكؿ: َّ
كميا مجددا كىـ ّ
(استمع اإللو آنك إلى شككاىـ) ػ بضمير الذككر ،كالضمير ىنا يعكد إلػى األبطػاؿ ال إلػى
َ
النص اآلشػكري عنػد إعػادة الفقػراتَّ .
إف ىػذا يػذكرنا اختفت ىذه العبارة مف ّ ْ األرباب قطعا حيث
النص القرآني حيث قالكا: يكسف في ّ َ بنخكة
ّ
يف)
ف أَك ا ْطَرحكه أَْرضا َي ْخل َلك ْـ َك ْجو أَبيك ْـ َكَتككنكا م ْف َب ْعده َق ْكما َصالح َ
(ا ْقتمكا يكس َ
(يكسف)ٜ:
ػامش ىػػك تخميػػة الكجػػكه التػػي تحممػػق فػػي األبطػػاؿ مػػف
فالغايػػة مػػف التحػػريض عمػػى جمجػ َ
بجمجامش.
َ مشغكليف
َ الشباف بدال مف أف يككنكا
النساء كاألكالد ك َّ
91
كمة
الم ْزع َ
زية في اآلل َية َ الرْم َّ
َ
(أيا ػ أنميل ػ إي ار ػ ننكرتا)
َّ
ػنص خالطػػا ليػػا مػػع الحقػػائق التاريخيػػة ػتخد َـ كاتػػب الممحمػػة رمػػك از كثيػػرة فػػي الػ ّ
َلَقػ ْػد اسػ َ
عشػتار كثػكر َ ليتمك َف مف إجراء الحكار الفمسفي المكيف مف خبلؿ تمؾ المرمكزات كمػا رْأيَنػا فػي َّ
ّ
فػنف مػا َذ َك َػره
حقيقػي .كلػذلؾ َّ ذات ب ْع َديف :ب ْعػد رمػزّي كب ْعػد
شخصية َ
َّ السماء كأنكيدك الذي يم ّثل
ّ
الشَّراح مف أعداد غفيرة مف اآللية يحتاج إلػى إعػادة نظػر كتػدقيقَ .فم ْػف بعػض األسػباب التػي
َّأد ْت إلػػػى ذلػػػؾ انخػػػراـ الػ ّ
ػػنص فػػػي مكاضػػػع كثيػػػرة ىامػػػة ،ككجػػػكد التػػػرادؼ المفظػػػي فػػػي أذىػػػاف
ّ
كػل
َى ُّػـ مػف ّكت َعُّقد الرمػكز الكتابيػة ،كأ َ
يف ،كغياب الكضكح في كثير مف األلفاظ كالجمل َ المترجم َ
ذلؾَ :ع َدـ التفريق بيف المعاني ،كما في ألفاظ( :آلية ،أرباب ،ممكؾ ،مبلئكة..الخ) حيث كانػت
المفردة مشترك ٌة لمجميع.
الػنص برمػكز لمقػدر
َّ ػح َف
كش َ لكػل كاحػدة منيػا مقصػدا كاسػتعماال َّ
محػدداَ ، َلَق ْد َج َع َل الكاتب ّ
احتاج َيا إلبراز التناقضػات فػي الكجػكد بمختمػف
َ الحق كالباطل
الشر كالزماف كالظممات كالنكر ك ّ ك ّ
المستكيات.
أكبر منو في األلكىية عمى بعض األعمػاؿ. يكبخ مف ىك َ (ح َس َب الترجمة) ّ
فاإللو األصغر َ
أنميػل عمػى القيػاـ بالطكفػاف بػالرغـ
َ (أيػا)
الـ َّ
كبالطبع ال يمكف قبكؿ األمر بيذه السيكلة ..فقػد َ
عرَفَنا بو عمماء اآلثار.
أنميل عمى َّأيا حسب النظاـ الذي َّ
َ عمك مرتبة
مف ّ
ػامش لممػػكت كأحػػد اثنػػيف ال بػ َّػد مػػف مػػكت
ػماش الختيػػاره جمجػ َ
كيكجػػو أنميػػل إىانػػة إلػػى شػ َ
ّ
أنميل َح َس َب االعتقاد السائد .كىكػذا فمػف اليسػير َ شماش أعمى مف
َ أف مرتب َة
أحدىما .في حيف َّ
جمجػامش
َ العثكر عمى إىانات بعض اآللية لبعض ،أك إىانة الناس لآللية كما رأينا فػي إىانػة
لعشتار ،أك يقكـ الكاتب نفسو بكصفيـ بأكصاؼ مشينة كقكلو َّأنيـ كالػذباب أك كػالكبلب حيػث
َ
الذكا بآنك عند حدكث الطكفاف.
يتخبط في معرفة النظػاـ اقي القديـ ككَنو مخمكقا َّ التصكر عف العر
ُّ َلَق ْد َّأد ىذا إلى رسكخ
ّ
الككني كقكاه كعبلقاتو ،بينما الحقيقػة ىػي عكػس ذلػؾ تمامػا ..فقػد َك َش ْػفَنا فػي الفصػل السػابق
ّ
أمكف ذلؾ مػف تفسػير جميػع المقػاطع التػي َذ َكَرْتيػا الممحمػة
بعشتار ،ك َ
َ اقي لمحياة
كيف َرَم َز العر ُّ
حي َػر ْت
فس ْػرَنا حاالت َيػا المتقّمَبػ َة التػي َّ
تػآمرت عميػو ..كمػا َّ
ْ فييا ،كلماذا أىاَن َيا جمجامش ،ككيػف
الباحثيف لككن َيا َرْم َز الحياة الدنيا المتقّمَبة ال لككنيا آلية معبكدة كما زعمكا.
َ
91
َلَق ْد َرَم َز ْت الممحمػة لمقػك الككنيػة بمرمػكزات بمػا فػي ذلػؾ (المبلئكػة) فػي التعبيػر الػديني
ّ
بيف ىذه القك .فبعض المرمكزات ت ْع َتَبر محايدة كالميل كالنيػار
تصكَرَىا عف العبلقات َأحكمت ّ ْ ك
طَق َيا كأضػػفى عمييػػا صػػفات ػب اسػػتن َ
أف الكاتػ َكالخيػػر كالشػّػر كالمكػػاف كالزمػػاف ،كأعنػػي بحياد َىػػا َّ
شخصػيت َيا ض َّػد الػت َيـ المكج َ
َّيػة َّ المتحركة المجيبة عمى المسائل كالمدافعة عف ّ الكائنات العاقمة
ػل عمػى لسػانو إجابػات كج َع َ َّ
مشخ َصػاَ ، اعتبػره كائنػا
(الزمػاف) ك َ
َ ػق
ط َإلييا .فمف أمثمػة ذلػؾ َّأنػو أن َ
أسػاليب كتابيػ ٌة ال ازَل ْػت م َّتَب َعػة
ٌ كج َعَمو قاد ار عمى القياـ بأفعاؿ ىي مف صػميـ اختصاصػو .كىػي َ
ط
جنكب ككس َ َ الت تكثر في َع ْيف المنطقة أعني
كبخاصة في الش ْعر ،كال ز ْ
َّ كم ْس َت ْخ َد َمة في األدب
كي ْعتػب عميػو أك َيمكمػو كيجيػب الزمػاف بمسػاف الحػاؿ كي ْحسػف الزماف َ
َ اؽ حيث يكّمـ الشاعر
العر َ
ػحى عمػى َح ّػد سػكاء ،بػل كاسػت ْعمَم ْت
بالعاميػة كالف ْص َ
َّ كقصػائد ال َح ْص َػر ليػا
ٌ مقاطع
ٌ المقاؿ ،كىي
َ
كرب َما َي ْس َمعيا البعض مف (اإلذاعات). الشعبيَّ ، في الغناء
ّ
رمزيػ َة
القػديـ .فمػنبلح ْع َّ
َ اؽ (أيا) الذي َّ
ظنو الشَّراح آليػا معبػكدا فػي العػر َ إذف ىك َرْمز َّ
ذلؾ ْ
الزمني َة ىذه.
َّ َّأيا
اضػح َّ
ألنيػا الحيػاة تنػكح عشػتار كمػا رْأيَنػا مػف قبػل ،كىػذا ك ٌ
َ إعكَّلػت
حينما َح َد َث الطكفػاف َ
ػنص .كحينمػػا ينجػػك البطػػل (أكتػػك ػ نكبشػػتـ) مػػف الطكفػػاف كينػػزؿ مػػف عمػػى ( َخْمق َيػػا) حسػػب الػ ّ
أف ىػاألنيػا ةكا ْف كانػت شػريرة بطبع َيػا إالَّ َّ
طبيعػي َّ
ّّ عشػتار .كىػذا
َ ابيف تفػرح
كيْنحر القػر َ
السفينة َ
ػريف .فيػػي تأمػػل بعػػكدة الخيػ َ
لحْرصػ َػيا عمػػى الشػ ّػر َت ْحػػرص عمػػى بذرتػػو ةكاف كانػػت فػػي أصػػبلب ّ
التكاثر كالتناسل َّ
مجددا .كىنا َرَف َع ْت ع ْق َد الجكاىر كقالت:
اىا
َرَف َع ْت ع ْق َد الجكاىر الذي َصا َغو ليا آنك كْف َق َى َك َ
قالت :أنتـ َّأييا (اآللية) الحاضرك َف
ْ
كما َّأنني ال أنسى ع ْق َد البلزكرد ىذا الذي في جيدي
األياـ كلف أْن َساىا أبدا
َ سأظل أ ْذكر ىذه
ُّ
ليقدـ (اآللية) إلى القرابيف
َ
يقترب
َ أما أنميل فحذار أف
اب الطكفاف
فأحد َث عَب َ
يترك َ
ألنو لـ َّ َّ
َسَم َـ َخْمقي لميبلؾ
كأ ْ
بع َد مَّدة :أبصر أنميل الفْم َؾ
ْ
فامتؤلَ َغ َضَبا
قمكبيـ مميئ ٌة بالغضب ضَّد أرباب األيكيكي
92
يبق رج ٌل عمى الحياة مف الدمار
أحد مف اليرب؟ لـ َ ىل َّ
تمك َف ٌ
النص األكدي في ترجمة األحمد)
(السطكر األربعة األخيرة مف ّ
مرة في الدنيا بعد الطكفاف
أكؿ َّ
ظ َيَر َّ
يسمى بػ (قكس قزح) َق ْد َ
أف ما َّ
الديني َّ
ُّ َذ َكَر المأثكر
كعبلمة أماف مف ال َغَرؽ كانتياء الطكفافَ .كَرَد ذلؾ في التكراة (سفر التككيف ٛ: ٜػ .)ٔٚ
فأماف مف ال َغَرؽ .كذكَر عػف أىػل البيػت (ع) إنكػارىـ
ٌ كذكَر عف النبي (ص) َّأنو إذا َ
ظ َيَر
تسميتو بػ (قكس قزح) ،كقالكا (قزح مف أسماء الشيطاف ،ةكاَّنما اسمو قكس هللا كىػك ٌ
أمػاف مػف َ
الغرؽ).
أف الػدنيا َلَب َسػ ْػت قػػبلد َة األمػاف مػػف طكفػػاف آخػر مػػا داـ ىػػذا
كىنػا ي ْظ َيػػر الرمػز جميػػا كىػػك َّ
القكس ظاى ار.
اىا!
أف آنك صا َغو كْف َق َىك َ كلت َعُّدد ألكانو َق َ
اؿ كاتب الممحمة َّ َ
مزيج مف ىذه األلكاف السػبعة لمطيػف الشمسػي
ّ ٌ فكل األلكاف ىي
جميل لمغايةُّ ..
ٌ َّإنو ٌ
تعبير
كالذي ت ْظ َير األلكاف الثبلثة األساسية منو في (قكس هللا).
اىا ترتدي عقػدا مػف الػبلزكرد ،كالػدنيا
فالدنيا ليا صكرتاف عند الكاتب :الدنيا ىذه التي َنَر َ
يتنقل مف إحد الصكرتيف إلى األخر . الحياة التي نعيشياَّ ..إنو إحساسنا بالكجكد كىك َّ
األكدي جاء صريحا ما يمي:ّ النص
تأدَب ْت بالطكفاف ،كفي ّ فالحياة َّ
َلَق ْد َّات َع ْظت مف ىذه األياـ حقا كلف أنساىا
ػع ليػػأكمكا مػػف الق ػرابيف إالَّ كمػػع ذلػػؾ َّ
فننيػػا بمجمكع َيػػا َصػػم َف ٌة كقح ػةٌ ،فيػػاىي تػػدعك الجميػ َ
يناؿ قربانا منيا.
أنميل الذي لف َ
فمف ىك أنميل؟
التيجػاف عمػى
َ َّإنو في الكاقػع رسػكؿ آنػك إلػى األرض… فيػك َييػب الممككيػ َة حينمػا َي َضػع
المككل بيف السماء كاألرض .كىك أيضا يقكـ بنىبلؾ األمـ!!. َّ الرؤكس .كىك
ػل الػػركح األمػػيف (ع) فػػي المػػأثكر الػػديني كلػػـ يعطػػو
أف ىػػذه ىػػي صػػفات جبريػ َ
أال تبلحػػع َّ
اقي القديـ صفة زائدة كال صفة ناقصة؟ العر ُّ
اإلليييف:
َ الممكؾ
َ فجبرائيل ىك الذي ي َعّيف
(ص :مف اآلية)ٕٙ لداكدَ( :يا َداكد إَّنا َج َعْمَن َ
اؾ َخمي َفة في ْاألَْرض) ّ َ
كإلبراىيـ( :إّني َجاعم َؾ ل َّمناس إ َماما) (البقرة :مف اآليةٕٗٔ)
كت َممكا) (البقرة :مف اآلية)ٕٗٚ
طال َ
ّللا َق ْد َب َع َث َلك ْـ َ
اؿ َلي ْـ َنبُّيي ْـ إ َّف َّ َ
طالكتَ ( :كَق َ
َ كل
93
أما قيامو بنىبلؾ األمػـ فيػك أشػير مػف أف
كبالطبع يقكـ جبرائيل (ع) بنقل ىذه األكامرَّ .
فثمة تفاصػيل عػف كيفيػة قيامػو بػنىبلؾ الفراعنػة كقػكـ لػكط كقػكـ صػالح كالمؤتفكػة نذكَره ىناَّ .
كقكـ ىكد كقكـ نكح كبقية األمـ التي أ ْىم َك ْت.
آف
كلكػف القػر َ
َّ أص َػع َده إلػى الفْمػؾ. بارؾ نكحا حسب المأثكر ،كىك الػذي ْ كجبرائيل ىك الذي َ
ػل لمغائػب أك لقائػل الحالي بمعانيو) ذلػؾ صػراحة ،فقػد بنػى الف ْع َ حد عْممَناالكريـ لـ يذكْر (عمى ّ
َ
ّ
نعممو: ال ْ
اىب ْط ب َسبلـ مَّنا َكَبَرَكات َعَم ْي َؾ َك َعَمى أ َمـ م َّم ْف َم َع َؾ َكأ َم ٌػـ َسػن َم ّتعي ْـ ث َّػـ َي َم ُّسػي ْـ مَّنػا
يل َيا نكح ْ(ق َ
يـ) (ىكد)ٗٛ: اب أَل ٌ
َع َذ ٌ
ػل كجػػاء ذلػػؾ عمػػى لسػػاف بطػػل الطكفػػاف كىػػك
ػب المباركػ َة ألنميػ َ
أمػػا فػػي الممحمػػة فقػػد َن َسػ َ
جمجامش:
َ الكقائع عمى
َ يقص
ُّ
ث َّـ عبل أنميل فكؽ السفينة
معو في السفينة
أم َس َؾ بيدي كأركبني َ
كْ
أركب معي زكجي كجعميا تسجد بجانبيك َ
كباركَنا
َ ناصيتنا
َ سكلم َ
ككقف ما بيننا َ
َ
ألنميل!!.
َ عشتار
َ تظيَر عداكة
فمف الطبيعي إذف ْ
ػاج عمػػى رأس
ػع التػ َ
ػامش كأنكيػػدك؟ فكيػػف ال تعػػادي مػػف َك َضػ َ
ػدكَة جمجػ َ
أليسػ ْػت عشػػتار عػ َّ
جمجامش؟
َ
أنميػل كىػػك رسػػكؿ
َ كعػدكَة عَبػػاد آنػك؟ فكيػػف ال تعػػادي
َّ أليسػت عشػػتار معبػكد َة أعػػداء آنػػك
ْ
التيجاف الممكيػ َة عمػى رؤكس أعػداء َىا مػف جانػب ،كمػف جانػب آخػر َ آنك؟ ..رسكلو الذي َي َض َع
َييمؾ َخْمَقيا؟
(عبيد الػدنيا) فػي المػأثكر الػديني ،بػل القػرآف
نفس العداء ليذا الممؾ مف قَبل َ
أننا نبلحع َ
َّ
يتحػدث عػف جػاء فػي سػياؽ قرآنػي
التصػريح َق ْػد َ
َ العداء ،بل َنجد ىػذا
صريح باإلعبلف عف ىذا َ
ٌ
ّ
المكت كالحياة كعف الخمكد تحديدا كعف َت َمّني المكت كعف العذاب:
ػف َسػَنة َك َمػا ى َػك َحدى ْـ َل ْك ي َع َّمر أَْل َ
َشَرككا َي َكُّد أ َ
يف أ ْالناس َعَمى َحَياة َكم َف َّالذ َ ص َّ ( َكَل َتج َدَّني ْـ أ ْ
َحَر َ
يػل َفنَّنػو َن َّزَلػو
ػاف َعػد ّكا لج ْبر َ ػير ب َمػا َي ْع َممػك َف .ق ْػل َم ْػف َك َ
ّللا َبص ٌ
َف ي َع َّم َػر َك َّ
بم َز ْحزحو م َػف اْل َعػ َذاب أ ْ
يف)
ّللا م َصّدقا ل َما َب ْي َف َي َد ْيو َكىد َكب ْشَر لْمم ْؤمن َ
َعَمى َقْمب َؾ بن ْذف َّ
(البقرة ٜٙ:ػ)ٜٚ
أما اآلية التي قبَم َيا فيي:
94
الناس َف َت َمَّنكا اْل َم ْك َت إ ْف كْنت ْـ َصادق َ
يف. ّللا َخال َصة م ْف دكف َّ
الدار ْاآلخَرة عْن َد َّ (ق ْل إ ْف َكاَن ْت َلكـ َّ
يف) (البقرة)ٜ٘: ّللا َعميـ ب َّ
الظالم َ َكَل ْف َي َت َمَّن ْكه أََبدا ب َما َقَّد َم ْت أ َْيديي ْـ َك َّ
ٌ
يتحدث عف المكت كتمّني الحياة؟ جاء بعداكة جبريل (ع) في سياؽ َّ ما الذي َ
أف عبيػ َػدىا َّ
فضػػمكىا كصػػكرة مشػ َّػك َىة لمحيػػاة عمػػى الحيػػاة ػتار َّ َّ
ألننػػا قْمنػػا فػػي رمزيػػة عشػ َ
تتركػػز عمػػى األشػػخاص الػػذيف َيػػذُّلكف عشػ َ
ػتار مػػف الجيتػػيف: ػداكتيـ َّ
ػنف عػ َ
الحقيقيػػة ،كبالتػػالي فػ َّ
تسميـ المْمؾ ل َمف ييينيا ةكاباحة َعبيد َىا .كالعمبلف يقكـ بيما أنميل فيك مف أََلّد أعداء َىا.
أنصػب الغػيع مػف ع َّشػاؽ الػدنيا عمػى الػذي يػأتي
َّ أما في القرآف فاألمر أكضح بالطبع ،إذ
بالرسل دكما ألعدائ َيا كيقكـ بالدفاع عنيـ!.
الرسػائل! ..الكاقػع َّإنػو َّ
القػكة السػماكية َ مجػرَد َممػؾ يَبّمػغ
ائيل (ع) في القػرآف لػيس َّ إف جبر َ َّ
َّ
المحددة. أشد النكاؿ في األكقاتبالشر َّ
ّ الشر كتكقعالضاربة كالتي َت ْحجز دكما بيف الخير ك ّ
ائيػل (ع) ل َػرْدع
يػد َدىـ بجبر َالنبي (ص) ..ي ّ
َّ الذيف آذكا
َ ييدد ال َخْم َق
هللا ّ
أف َ
صكَر َّ
كَل َؾ أف َت َت َّ
لكنيا شديدة الدمار إف لـ ترد ْع: ضيَقة األبعاد َّ مؤامرة داخمية ّ
ّللا ىػ َػك َمػ ْػكاله َكج ْبريػػل َك َصػػالح
ػاىَار َعَم ْيػػو َفػػن َّف َّ َ
ظػ َّللا َفَقػ ْػد َص ػ َغ ْت قمكبك َمػػا َ ةكا ْف َت َ
كبػػا إَلػػى َّ
(إ ْف َتت َ
ظي ٌير) (التحريـ)ٗ: يف َكاْل َمبلئ َكة َب ْع َد َذل َؾ َ
اْلم ْؤمن َ
ػديـ كػػاف يسػ ّػمي جبرائيػػل (ع) بيػػذا االسػػـ (أنميػػل) كمػػف ػي القػ َ أف العراقػ َّكىكػػذا يبػػدك لنػػا َّ
البػاحثيف ،كىػذا مػا يحػدث كثيػ ار حيػث ت َّ
عػدؿ َ التبػاس عمػى
ٌ المحتمل أف تكك َف قػراءة اسػمو فييػا
مرة في كثير مف السطكر. كل ّ
القراءات َّ
غيػَر َح َػد َث
الت ُّ ػاؿ البػاحثكف َّ
إف ىػذا َ م ْف ىنا نعمـ لماذا أزداد ذ ْكر (أنميل) في (نفر) ،حيث َق َ
عػاء السػمطاف اإلليػي السياسي الذي َح َّت َـ عمػى الممػكؾ ّاد َ
َّ الجانب
َ ألسباب مجيكلة .فنذا َّ
تذكْرَنا
أف ذلػؾ َق ْػد َّ
حػت َـ مػف جيػة طراد مع تزايد الكعي االجتماعي الرافض لفكػرة كراثػة المْمػؾ َعم ْمَنػا َّ با ّ
ألنو: أكثر مف سكاه َّ زيفيف َ بأنميل مف قبل الممكؾ الم َّ
َ االىتماـ
َ أخر
َّ
المقد َس ػةَ) جػػكرج رك ػ الع ػراؽ ػاف
كي َضػػع عمػػى رؤكسػػيـ التيجػ َ (ىػػك الػػذي يختػػار ح َّكػاَـ سػ َ
ػكمر َ
القديـ/صٖٕٔ.
فػنف المحػاكالت ال زالػت قائمػة كال
االنتفاع مف فكرة الكحي ..كمثمما َذ َكْرَنا َّ
َ فالممكؾ حاكلكا
بشػتى الكسػائل .كلكػف مػا مػد صػحَّة ىػذه الممػكؾ إلػى األمػر اإلليػي َّ
َ زالت ثمة أكذكب ٌة َتْنسػب
السياسي مف الخػبلص منيػا؟ ،إذ يبػدك َّأنػو ال يحػاكؿ اسػتغبل َليا
ُّ الفكرة؟ كلماذا لـ َّ
يتمك ْف الفكر
إف ىػذا مػا نبلحظػو دكمػا الخػبلص مػف آثارَىػا فػي تػدمير كيانػوَّ .
َ التصرؼ بقدر ما يحاكؿ
ُّ ليذا
ائػػل الياشػػمي َة تػ َّ
ػتمكف مػػف ّادعػػاء أحقيػػة المْمػػؾ مػػف خػػبلؿ إف العك َ
مػػر التػػاريخ .فمػػثبل َّ
كعمػػى ّ
95
ػل عػػف طريػػق النبػػي الياشػػمي (ص) .كحينمػػا َت ْعجػػز العػػائبلت األخػػر َّ
فننيػػا ارتباطيػػا بجبرائيػ َ
ّ ّ
تعػ ّػكض األمػَػر أمػػا بالميادنػػة أك با ّتخػػاذ أطركحػػة مناكئػػة لدرجػػة العػػداء ،كلػػذلؾ َنجػػد حربػػا عمػػى
غػـ ا ّتفػاؽ المممكتػيف فػي المػذىب( .الحػع:
نجػده فػي مممكػة أخػر ر َ
معيف في مممكة ال َ
مذىب َّ
مر التاريخ).
ممكؾ اليمف ػ أفغانستاف ػ الحجاز ػ األردف ػ المغرب العربي… عمى ّ
ػي منػػذ سػػتة اآلالؼ سػػنة مػػف ػذعر التػػي يعيشػػيا النظػػاـ السياسػ ُّ
يؤشػػر حال ػ َة الػ ْ
إف ىػػذا ّ
َّ
عػكب
ػف .فيػك مر ٌ مزي ٌ
ػؾ َّ(أنميل) تحديدا .فالذي لـ يسّم ْمو أنميل المْم َؾ يشعر ىك قبل غيره َّأنو َمم ٌ
مزيف).
قبل ظيكر كاحد في المممكة ينادي بأعمى صكتو (ىذا َمم ٌؾ َّكخائف حتى َ
ٌ
السياسي بعمػره المديػد ىػذا عمػى القضػاء عمػى ىػذه الفكػرة فػي
ُّ يقدر النظاـ
تر لماذا لـ ْ
خاصػػػ ٌة بمنطقػػػة الشػػػرؽ حيػػػث األديػػػاف أـ ىػػػي َّ
عامػػػ ٌة فػػػي كػ ّ
ػػل بقػػػاع العامػػػة؟كىل ىػػػي َّ
َّ أذىػػػاف
األرض؟.
سػمى بأسػماء كل األرض َب ْي َد َّأنيا َت َمبس لبكسا مختمفػا َ
كت َت َّ الكاقع َّأنيا َّ
عام ٌة كمكجكد ٌة في ّ
المتطػكرة اآلف! ..كىػي فػي
ّ داخػل أرقػى العكاصػـ الصػناعية َ لكجػد َتيا
ْ مختمفة!َّ ..إنيا لك َت َم َع َ
نت
جكىرَىا كاحد ٌة :م َف النظـ السياسية البدائية جدا إلى التػي أكثرىػا تعقيػدا ،كىػي صػانعة األربػاب
فػي كػل األديػػاف ،كىػي منشػػأ األفكػار السياسػَّػية أيضػا .فالمسػػألة ال َّ
تتعمػق بأنميػػل إذ ىػك كسػػيط ّ
(آنػػك) ..أنيػػا َّ
تتعمػػق بػػالطرفيف :اإلنسػػاف مػػف جيػػة كآنػػك مػػف جيػػة أخػػر .كىنػػاؾ عػ َّػدة طػػرؽ
ُّ
لمتخمص مف آنك كرسكلو انميل منيا مثبل:
بأنميل
َ الطريق الثاني :االرتباط
96
كيؤ َخذ بيذا الطريق عند َف َشل الطريق السابق أك غيره مف الطرؽ كأف يككف بسػبب ق ْػرب
ؽ عديد ٌة َّأنيا أكلى بو مف سػكاىا .كبػالطبع تكػكف َع ْيد بممؾ تكجَّو إليو أنميل .عندئذ َّ
تدعي فَر ٌ
الب ػراىيف أكثػَػر لمفرقػػة التػػي َتغمػػب فتحػػاكؿ تجريػ َػد غيرىػػا مػػف ىػػذا االرتبػػاط عػػف طريػػق الدعايػػة
يتطػرؽ إلػىبحيث (ييرـ عميو الكبير كيشيب عميو الصغير) َح َس َب تعبير َممؾ أمك ّي قاَلو كىػك َّ
َم َػر بيػا ؽ
إصراره عمى َل ْعف الفَر األخػر كز َعماءىػا كاعتبػار ىػذا المعػف جػزء مػف الصػبلة التػي أ َ
آنك!.
111
ػفتو
ػنف صػ َ
أخبلقيتػػو ،فػ َّ
َ يكضػػح فػػي الكاقػػع
ػبلف آشػػكر بانيبػػاؿ عػػف مصػػدر سػػمطتو ّ
إف إعػ َ
َّ
جمجػامش .كيمكػف لمباحػث
َ عشتار في ممحمػة
َ الدمكي َة في الحركب تتبلءـ تماما مع ص َفة ثكر
َّ
مجػرد التأكػد مػف َّأكؿ َسػ ْطر يْنبػأ عػف مصػدر
كطريقتو في الح ْكـ مف َّ
َ الممؾ
النبيو معرفة سمكؾ َ
تتغيػر كالصػػيغ
ػماء َّ
أف األسػ َاء فيػو َّ
سػمطتو كمػد صػػحَّتو مػع الكاقػػع .كمػف المعمػػكـ الػذي ال مػر َ
ػتطع أف يبقػػى مييمنػػا
أف (آنػػك لػػـ يسػ ْ
تتغيػػر ةكا ْف كانػػت المفػػاىيـ كاحػػدة ،فمػػيس صػػحيحا القػػكؿ َّ
َّ
إلو بابػل عمػك مدينػة بابػل عمػى سػائر
َّب في المرحمة البابمية أف يعمك َ عمى جميع اآللية إذ تكج َ
تتغيػػر كالمفػػاىيـ ىػػي المفػػاىيـ نفسػ َػيا
ػماء َّ
ألف األسػ َ
المػػدف)( /الفكػػر السياسػػي ،)ٖٛٚ -بػػل َّ
نفسره بػ (الركح األعظـ) كىك حسػب التعبيػر فالذي َح َّل َم َح َّل (آنك) ىك (مردكؾ ػ مردكخ) الذي ّ
ػل ،ككانػػت تمػػؾ فػػي الكاقػػع
ػؾ أعظػػـ مػػف جبريػػل) .ككػػاف ذلػػؾ بػػديبل ألنميػ َ
(ممػ ٌ
ػي اإلسػػبلمي َالركائػ
ّ
أك َد األستاذ المؤّلػف بنفسػو ىػذه النتيجػ َة محاكلة أخر لمخبلص مف اختيار (آنك) لمممكؾَ .كَق ْد َّ
ػاؿ( :كأصػبح ػ أي آنػك ػ نػاد ار مػا يػ ْذ َكر فػي تراتيػل العصػكر المتػأخرة
ةكا ْف لـ يمتف ْت ليػا حينمػا َق َ
عطيػ ْػت معظػػـ سػػمطاتو آلليػػة آخػػريف (مرمػػكزات كقػػك ككنيػػة ال إلػػو) عمػػى
كأسػػاطيرىا حيػػث أ َ
رأسيـ أنميل إلو العاصفة!)/الفكر السياسي ػ .ٖٚٛ
أعمػاؿ
َ لػتخص
َّ إذف فقد بقي أنميػل يأخػذ صػبلحيات (آنػك) َّ
ألنػو رسػكَلو كانحسػرت أعمالػو
َ
زمنػي ال يعكػس نظػرَة العراقػي
ّّ تحديػد
ٌ التعذيب الذي يمقيو عمى األمـ ،كتحديػد َىا بالعكاصػف ىػك
ّ
زمني مرتبطٌ بحدكث عذاب مف ىذا النكع في تمؾ الفترة: ّّ تحديد
ٌ القديـ لو مطمقا ،إنما ىك
َمػا َعػاٌد َفػأ ْىمككا بػريح َصْر َصػر َعاتَيػةَ .س َّ
ػخَرَىا َعَم ْػيي ْـ َس ْػب َع َلَيػاؿ َكَث َمانَيػ َة أََّيػاـ حسػكما َف َت َػر ( َكأ َّ
َع َجاز َن ْخل َخاكَيةَ .ف َي ْل َتَر َلي ْـ م ْف َباقَية) ييا َصْر َعى َكأََّني ْـ أ ْ
اْلَق ْكَـ ف َ
(الحاقةٙ :ػ)ٛ
أي ممػؾ
الريح العاتي َة في الديف اإلسبلمي ىػك جبريػل تحديػدا ال ُّ
َ أف الذي َف َت َح ىذه
معمكـ َّ
ٌ
آخر.
عقيـ تخرج مػف تحػت سػبع
ٌ ريح
عمي الباقر (ع) في تفسير (عاتية)( :ىي ٌ ّّ
محمد بف اؿ
َق َ
ّ
َمَر الخ َّز َ
اف أف يخرجكا منيا عمػى أرضيف كما َخَر َج ْت أالَّ عمى قكـ عاد حيف َغ َ
ضب هللا عمييـ فأ َ
ربنػا َّإنيػا َع َت ْػت عمينػػا
كجػل ذلػؾ كقػػالكا يػا َّ عػز َّ ػجكا إلػى هللا َّ
فع َت ْػت عمػييـ كضػ ُّ
َق َػدر س َػعة الخػاتـ َ
ػل إلييػػا جبرائيػػل ػث هللا عػ َّػز كجػ َّػبلدؾَ ،فَب َعػ َ
ػؾ كيعمػػر بػ َ
ػؾ مػػف خْمقػ َ
ػؾ مػػف لػػـ يعصػ َ
كنخػػاؼ أف َت ْيمػ َ
َمَرَىا أف تخرج عمى قدر ما أمَر ْت…) تفسير عمي أبف إبراىيـ عػف البرىػاف
فاستقبَم َيا بجناحو كأ َ
ػ ٘.ٖٚ
111
حي َػر
اؿ َّ
يقدسػو؟ ..ىػذا سػؤ ٌ مدم ار بالعكاصف إليػا ّ
اقي القديـ كائنا ّ كيف يمكف أف َّ
يتخ َذ العر ُّ
األسػباب التػي َّأد ْت إلػى ا ّتخػاذ
َ (إف
ػاؿ َّ
يستطع األستاذ (كريمػر) اإلجابػ َة عميػو إذ َق َ
ْ الباحثيف كلـ
أك (قبكؿ) ػ أنميل إليا في المجتمع السكمرّي غير معركفة) ػ نقبل عف الفكر السياسي.ٖٜٚ/
ظػػػر إليػػػو باعتبػػػاره كائنػػػا أسػػػطكريا ال يقػػػكـ إالَّ بالتػػػدمير
ػػع حينمػػػا يْن َ كىػػػذا الجػػػكاب َّ
متكقػ ٌ
غير رابط بيف أفعالو جميعا عمى مختمف العصكر. اصف َ
مستخد َما العك َ
فيػػك منشػػأ ال َخ ْصػػب كظيػػكر البركػػات أيضػػا ،بػػل ىػػك معّمػػـ اإلنسػػاف باعتبػػاره (الػػكحي)
آدـ حيثمػػا
ػل لم َخْمػػق منػػذ َع ْيػػد َ
ػبلمي بػػذ ْكر تعػػاليـ جبريػ َ
ػديني اإلسػ ُّ
اإلليػػي .فقػػد َز َخػَػر المػػأثكر الػ ُّ
َّ
بنػاء َّ
الػدار آدـ َ يتمكئكف في المعرفة كفي َس ْبر أغكار الطبيعة المجيكلة ،فيك الذي عم َـ َ َك َج َدىـ َّ
الجنػة ليزر َع َيػا فػي األرض َّ
كعم َمػو السػقي… إلػخَ .كَق ْػد كزْر َع النخمة ،كجاء لو بأنكاع مف ثمار َّ
َ
َ
ص القرآف ذلؾ بقكلو: َّ
لخ َ
( َعَّم َـ ْاأل ْن َس َ
اف َما َل ْـ َي ْعَم ْـ) (العمق)٘:
النص السكمري: أفعاؿ مشابي ٌة في بعض األدكار كما في ّ ٌ أنميل لو
كىكذا َنجد َ
كبلمػو
يبػدؿ َ
(أنميل الذي َيصػل أمػره إلػى أبعػد مكػاف .كمػف كممتػو المقدسػة الػرب الػذي ال ّ
يقدر المصائر )..نفس المصدر أعبله ػ ٕ.ٖٚ كالذي ّ
ػص آخػػر( :أنػػت األكثػػر تمجيػػدا بػػيف كبػػار اآلليػػة… كأمػػر َؾ ىػػك أمػػر آنػػك )..نفػس كفػػي نػ ّ
المصدر ػ .ٖٗٚ
ػنص ال يختمػػف بشػػيء عػػف المػػأثكر ػاف الػ ُّ
فمػػك ْأبػ َػدْل َت مفػػرد َة (آليػػة) بمفػػردة (مبلئكػػة) لكػ َ
يفرقػكا بينيػاأف (آلية) مفرد ٌة مترجم ٌة بصكرة اعتباطيػة تمامػا إذ لػـ ّ كمعمكـ َّ
ٌ الديني التكحيدي.
ّ
مقػدس …الػخ) حيػث اعتبػَر ْت ُّ
كميػا مترادفػات .كىكػذا َّاتخػ َذ كبػيف األلفػاظ (رب ػ ممػؾ ػ مػبلؾ ػ َّ
ػل باعتبػػاره الػػكحي اإلليػػي الػػذي َم ػَن َحيـ
تمجػػد أنميػ َ
ػائد ّ
بعػػض الممػػكؾ منحكتػػات كصػػك ار كقصػ َ
السمطةَ.
(أف سمط َة ىذا اإللو كانت َّ
تتسػـ بالديمقرطيػة البدائيػة) يعنػي قكؿ الباحث َّ
كعمى ذلؾ َنجد َ
الجػاد بشػأف
ّ الكبلـ ال ينطكي عمى شيء مف البحث َ مدمرَ ..نجد ىذا
تحكلو إلى إلو عنيف ّ
قبل ّ
أنميل.
َ خصائص
اإلليي ىك مصدر الح ْكـ:
ُّ فالكحي
آه أنميل
عندما خمقت السمكات كاألرض كنت أنت الممؾ
أنت الذي تمفع اسـ الممؾ كاسـ الحاكـ
112
مف نفس المصدر ػ .ٙٛ
بقية الترجمة فتتناقض مع ىذه السطكر ،إذ َن َس َب إليو َخْمق اآللية األخر !!.أما َّ
كمعمكـ َّأنيا قك أك مرمكز ٌ
ات ال آليةٌ.
تتكجب إذف إعادة النظر بسقكط (أكر) كأسبابو .فالكصف المشار إليو كالسابق عمى ىػذا ّ
السػبب فػي
َ نػار كانػت ىػي
السقكط بيد العيبلمييف يشير إلػى كقػكع كارثػة مػف ريػح مػدمرة فييػا ٌ
سيطرة العيبلمييف عمى أكر ،كليس ىذا ىك كصفا لممحتّميف أنفسيـ كما ذكر البػاحثكف .ك َ
أضػع
ػزكـ ميمػػا كانػػت درجػػة ىزيمتػػو ال َيصػػف
أف الميػ َ اآلف بػػيف يػػدي القػػارئ ىػػذا الكصػ َ
ػف لػػيعَم َـ َّ
حتػػل بيػػذه األكصػػػاؼ ،ةكانمػػا يصػػفو باليمجيػػػة مػػثبل أك االعتػػداء عمػػػى األعػػراض كانتيػػػاؾ
الم َّ
مدمرة:
قكة طبيعية ّ فأنو َّ
يتحدث عف َّ المحارـ ةكاحراؽ الزركع ..الخ .أما الكصف المذككر َّ
دعا أنميل العاصف َة كالناس تنكح (أك كالشعب ينكح)
دعا رياحا شديدة كالناس تنكح
كعيد بيا إلى (كنكا لكد)
األرض كالناس تنكح
َ دعا العاصفة التي ستفني
كدعا رياحا مدمرات كالناس تنكح
كدعا زكبع َة السماء كالناس تنكح
الزكبعة المعمية الزاحفة ع ْبَر السمكات
كالناس تنكح
طم َة اليادرَة ع ْبَر األرض (الحع عبارة "عبر األرض")
كالعاصف َة الم َح ّ
كالناس تنكح
نقض كالطكفاف اإلعصار الظال َـ الم َّ
َ ك
عمى مراكب المدينة ليمتي َم َيا
ىذه ُّ
كميا َح َش َد َىا عْن َد قاعدة السماء
كالناس تنكح
أشعل نيرانا عظيمة رسبل لمعاصفة كالناس تنكح
ك َ
أشعل مف الميمنة كالميسرة مف الرياح العاتية
ك َ
ىجيرَة الصحراء البلىبة كحريق َيا مثل َل َيب الظييرة
أف الكارثػ َة
الحد فينكح نكاحا مستم ار لكال َّ
اقي القديـ ساذجا إلى ىذا ّ ال يمكف أف يكك َف العر ُّ
فنف كاف رافضا لبلحػتبلؿ فعميػو
برد َىا ..فمماذا ينكح الشعب؟ ْ
كانت كارثة مف الطبيعة ال قَب َل لو ّ
113
طػي
المحتػل ليغ ّ
ّ القتاؿ ال النكاح ةكا ْف كاف متخػاذال ال يرغػب فيجػب عميػو التظػاىَر بػالفرح كقبػكؿ
يقصػده الكاتػب لػك لػـ تكػف ثمػة
َ كضع ّّ
شاذ ال يمكػف أف ٌ المستمر فيك
ُّ عمى تخاذلو ..أما النكاح
كرياح عاتي ٌة كصفيا القرآف في مكضع آخر بقكلو تعالى: ٌ عاصف ٌة بالفعل
يـَ .ما َت َذر م ْف َش ْيء أ ََت ْت َعَم ْيو إَّال َج َعَم ْتو َك َّ
الرميـ) يح اْل َعق َ
( َكفي َعاد إ ْذ أَْر َسْمَنا َعَم ْييـ الّر َ
(الذرياتٗٔ :ػٕٗ)
إذف فقكؿ الباحث:
ػػي فييػػػا ضػػػربات
ػػت بيػػػا َك َجػ َػػد العراقػ ُّ
ػػت الجحافػػػل العيبلميػػػة عمػػػى أكر كَف َت َكػ ْ
(عنػػػدما َى َج َمػ ْ
يتجسد عبرىا أنميل إلو العكاصف) َّ العاصفة التي
الػنص كالتػي أرَاد
ّ المتكػررة فػي
ّ ىذا الكصػف لػيس صػحيحا مػع كثػرة النػكاح ،كىػي العبػارة
الشعب ال يمكنو فعل شيء تجاه الكارثة سك النكاح. َ أف
التأكيد عمى َّ
َ الكاتب مف خبلليا
عب َػر
األكؿ .كلقػد َّ
جمجػامش فيػك بطػل الطكفػاف كىػك فاعمػو َّ
َ ككذلؾ فعل أنميل فػي ممحمػة
القرآف دكما بصيغة جمع المتكمميف لئلشارة إلى القك المن ّف َذة مف المبلئكة:
َمر َق ْد قدَر)
ض عيكنا َفاْل َتَقى اْل َماء َعَمى أ ْ
الس َماء ب َماء مْن َيمرَ .كَفجَّْرَنا ْاألَْر َ
اب َّ
( َف َف َت ْحَنا أ َْب َك َ
(القمرٔٔ:ػٕٔ)
اصطنع الكاتب حػكا ار بػيف الػزمف كبػيف جبرائيػل (ع) ،فيػل حركػة الػزمف ىػي التػي َف َعَمػت
َ ك
الطكفاف أـ ىك جبرائيل بأمر أليي خارج عف النظاـ الككني المعيكد؟
َ
ّ
ألف
الطكفػاف محتػكـ الكقػكع! َّ
َ ثمة فرؽ حينما يككف الزمف ىػك الفاعػل ،إذ معنػى ذلػؾ َّ
أف
الػزمف
َ كتطكر في حركة األشياء التابعة ..فػنذا كػاف الفاعػل ىػك
ّ الزمف عبارٌة عف حركة لؤلفبلؾ
َ
اء كقكع كارثة الطكفاف!
فبل مسؤكلي َة عمى اإلنساف جر َ
الكحي ال يفعل شػيئا مػف
ُّ اإلليي .فيذا
ُّ الكحي
ُّ بينما يختمف األمر حينما يككف الفاعل ىك
تمقاء نفسو ةكاَّنما بأمر هللا الحكيـ كبالتالي يككف اإلنساف ىك المسػئكؿ عػف الطكفػافَّ ،
ألنػو لػـ
ػق قػػانكف ػركج مػػف الحيػػاة الحقيقيػػة ،فمصػػيره المػػكت كالػ َّػدمار كْفػ َ
هللا كحػػاكؿ بأنانيتػػو الخػ َ
يطػػع َ
قاـ الزمف (أيا) بتبرئػة نفسػو مػف ىػذه الت ْي َمػة!. بأف َالحياة نفسو .فكيف انتيى الحكار؟ انتيى ْ
مقترحػة لمطكفػاف ،كىػي بػالطبع
َ بػدائل
َ شػدتو مػع ال َخْمػق َّ
كقػد َـ الـ أنميػل عمػى َّ
كمف جيػة أخػر َ
أنميل:
َ فقاؿ مخاطبااىا باعتباره زمناَ .
بدائمو ىك كالتي ال يعرؼ سك َ
باب الطكفاف؟
تترك فأحد ْث َت ع َكيف لـ َّ
خطيئتو
َ َح ّم ْل المخطه ك ْزَر
إثـ اعتداءه
المعتدي َ
َّ كحم ْل
ّ
114
أرحـ لئبل َي ْيم َؾ
كلكف ْ ْ
الشر
يمعف في ّ َ َّ
كتشد ْد لئبل
الخاصة بو:
َّ البدائل الممكن َة لمطكفاف ،كىي بدائمو
َ كراح (أيا) َي ْسرد
لك َّأن َؾ بدال مف الطكفاف
عددىـ السباع عمى الناس َّ
فقمْم َت مف َ َ َّ
سم ْط َت
كلك َّأن َؾ بدال مف الطكفاف
عددىـفقمْم َت مف َ سم ْط َت الذئاب َّ
َّ
َ
كبدال مف الطكفاف لك َّأن َؾ أحَمْم َت الق ْح َ
ط في الببلد
أف (إيرا) َف َت َؾ بالناسكبدال مف الطكفاف لك َّ
سير الكقائع الطبيعية ،إذ ىػك ظػرؼ كجكد َىػا كتبلحق َيػا ،فيػك
إف الزمف ىك المسئكؿ عف ْ
َّ
خاصة لتقميػل األعػداد كمعاقبػة ال َخْمػق عػف طريػق الق ْحػط
يستخدمو بصفة َّ
َ يل أف
يقترح عمى أنم َ
أف تكػػكف رمػػك از لمفػ َػتف الداخميػػة التػػي
كاألكبئػػة كتسػػميط (الػػذئاب كالسػػباع) كالتػػي ي ْح َت َمػػل جػػدا ْ
يمػؾ
يطر عمػى اإلنسػاف كت َ الس ْبع ،إذ ال يعقل أف تسػ َ ُّش الذئب ك َّمتكحشك َف تكح َ
ّ أشخاص
ٌ يقكد َىا
117
عشػتار كىػي
َ اختمطت عشتار كآلية لمحرب ك(ننكرتا) كآلية لمحرب كالصيد أك بػيف ْ كذلؾ
ػتار!.
ممػػا اسػػتدعى اعتبارىػػا اسػػما مػػف أسػػماء عشػ َ
آليػ َة (الػكالدة) كبػػيف (ننتػػك) كآليػػة لمػكالدة َّ
كح َد َث ذلؾ أيضا بيف (األكيكي) كمجمكعة آلية أرضية ك(األنكناكي) كآلية لمسماء أك العكػس َ
(األكيكػػي) آليػػة لمسػػماء أحيانػػا بػػدال مػػف األرض كمػػا فػػي ترجمػػة بػػاقر اآلنفػػة فػػي الصػػفحة ػ
.ٕٜٔ
فيػػذا الخمػػيط الغيػػر متجػػانس كالمتنػػاقض الكظػػائف لآلليػػة المزعكمػػة مػػا ىػػك إالَّ صػػد
لمترجمات كاألفكار العشكائية المسبقة في تفسيرَىا.
العصػػػر
أف(ننكرتػػػا) كػػػاف فػػػي َ
فػػػأيف ىػػػي الخصػػػكبة مػػػف الحػػػرب حينمػػػا يقػػػكؿ (ككنتينػػػك) َّ
العصػر اآلشػكري إليػا لممعػارؾ؟ ككيػف َيػت ُّـ تحكيػل
أصػبح فػي ْ
َ السكمرّي إليا لمخصكبة َب ْي َد َّأنػو
مجر كظيفة اإللو بيذا الطريق المخالف لممنطق كالمغة؟.
ػتحكـ بالفيضػػاف السػػنك ّي لمنيػػريف كَلػػو
ػاف إليػػا لممعػػارؾ َنجػ َػده فػػي نفػػس الفتػػرة يػ َّ
فبينمػػا كػ َ
كشفاء س ْقمو ،بل في مناسبات َ صح َة اإلنساف (تنك َع صفاتو بحيث َّأن َّ
يف ال يراق ْب َف َّ زكجات تفيد ّ ٌ
أخر يق ْم َف بننزاؿ المكت باإلنساف) /العراؽ القديـ ػ .ٗٔٛ
اؽ القديـ؟. الباحثيف آللية العر َ
َ فأي تخميط ك َّأية نتائج عجيبة َّ
تمخ َض ْت عنيا دراسات ُّ
ع
(ننكرتػا) ىػك لفػ ٌ
ّ اقي القديـ ممػا يقكلػو البػاحثك َفَّ ،
فػنف
ّ
شيء في ذ ْىف العرٌ الكاقع لـ يكف
ػق مػػف حيػػث ككنػػو نػػك ار محضػػا .كمػػف ىنػػا تصػػبح الكقػػائع المقػ َّػدَرة جػػزء مػػف
يػراد بػػو الرمػػز لمحػ ّ
حتميػػة العبلقػػات الكجكديػػة فػػي الطبيعػػة .فالشػػفاء كالمػػكت كبلى َمػػا مػػف سػػنخ كاحػػد ،كمػػف منبػػع
حػق)؟.
المػكت ٌ
َ (إف
ألسَنا نقػكؿ اآلفَّ :ض الشفاء مع المكتْ ، الحق كالعدؿ ةكا ْف تنا َق َ
ُّ مشترؾ ىك
ف فييا عػف طبقػات التنػاقض الػذي تقػكـ عميػو حركػة اقي القديـَ ..لَق ْد َك َش َ كىذه ىي فمسفة العر
ّ
الييجمي بآالؼ السنيف.
َّ الديالكتيؾ
َ انيف َسَب َق بيا المكجكدات كالمجتمعات بقك َ
نػيف عمػى بعض َػيا دك َف
معي َ
ممػكؾ َّ
ٌ يؤكدلتمؾ القك ،أك حينما ّ تتغير الرسكـ الرامزة َ كحينما َّ
التأكيػد عمػى جانػب دكف آخػر لمختمػف الغايػات َ اجتماعي يستمزـ
ّّ تغيٌر
يحصل ُّ بعض ،أك حينما ْ
السياسػػية كاالجتماعيػػة فػػبل يعنػػي ذلػػؾ َّأنيػػا كانػػت آليػػة معبػػكدة مثممػػا ال يعنػػي َّ
أف كظائ َف َيػػا َقػ ْػد
َّ
تبدَل ْت.
118
الَف ْصل ال َثالث
119
القرَنيف في القرآف
ر ْحَمة ذي ْ
1هو العالمت السَّد دمحم حسَه الطباطبائٌ رحمه هللا تعالي فٌ تفسَره المَزان لدى حدٍثه عه ذً القرْ وََه فٌ سورة الكهف.
المراجع
111
ظ َمػػة الق ػرآف ،إذ ال َي ْقػػدر
ػؾ يػػد ُّؿ عمػػى َع َ
أف ذلػ َ
المفسػػر َّ
ّ كبالتنػػاكب بمئػػات اآلالؼ! .ك َّادعػػى ىػػذا
كل ىذه االحتماالت!!. صة َت ْح َتمل َّ اإلنساف عمى صياغة ق َّ
ذلؾ عمى َج ْيمَنا بػالقرآف كسػكء أسػاليبَنا يدؿ بدال مف َ
التعد َد في االحتماالت ُّ إف ىذا ُّ أقكؿَّ :
ػات
ػزداد َعػ َػدد االحتمػػاالت لتبم ػ َغ مئػ َ
أف يػ َ المغكيػػة كطرائقَنػػا التفسػػيرية .فػػالقرآف لػػـ ينػ َّػز ْؿ ْ
ألجػػل ْ
ػػف ذي القػ ْػػرَنيف) .فمػػػك أبقػػػاىـ كفػػػق
(كي ْسػػػأَلكَن َؾ َعػ ْ اآلالؼ ،ةكاَّن َمػػػا نػ ّػػز َؿ ليجيػ َ
ػػب عمػػػى السػػػؤاؿَ :
أفضػل مػف
َ لكػاف
الشخصية كالتػي ىػي َر ْج ٌػـ بالغيػب َ َّ المتصكَرة لدييـ عف
َّ المعدكدة ك
َ احتماالتيـ
أف َي ْػػدرككا الصػػكرَة الحقيقيػػ َة
ػػف َغ ْيػػر ْ
المػػرات م ْ
ػػؾ االحتمػػاالت آلالؼ َّ
جيػػب إجابػػة تزيػػد تْم َ
أف ي َ ْ
المطابق َة لمكاقع.
سػماكية القػرآف ،ةكا ّمػا إنكػار إمػا إنكػار
ثالػث ليمػاَّ : َحػد َّ
حمػيف ال َ أماـ الم ْػرء إذف إالَّ أ َ
َّ ليس َ
صحَّة عمكـ المغة الحاليةَ .كَق ْػد َّ
شػد ْدَنا عمػى ىػذه المسػألة فػي مؤلفػات أخػر لنػا .فػالجمع َب ْػي َف
ػتحيلَّ .
لكنَنػػا َبْرَىنػػا فػػي الكاقػػع عمػػى َعػ َػدـ اسػػتحقاؽ ػيء مسػ ٌ
عمػػكـ المغػػة ةكاعجػػاز الق ػرآف ىػػك شػ ٌ
بأية صَمة. أبحاث اعتباطي ٌة ال َتمت لمعمـ َّ ٌ أبحاث المغة ليذا المقب (عمـ المغة) ،إذ ىي
تػاـ
نقػيض ّّ
ٌ فت َع ُّػدد االحتمػاالت َّإن َمػا ىػك
بلت ،لػذا َ
ص ٌ نات كم َف َّ أك َد َّأنو ٌ
آيات ّبي ٌ فالقرآف الكريـ َّ
لمت ْبييف كالتفصيل.
َ
المفسػر المػذككر ىػك محاكلػ ٌة لترقيػع ال َف ْتػق الػذي ال يمكػف َرْتقػو ،عمػى َّ
أف ّ كبلـ
إف َ َن َع ْـَّ ..
أ ْك َثَر إجابات عمماء التفسير عف م ْعضبلت القرآف مف ىذا النمط.
كلمػا َّ
كنػا َن ْع َتقػد بكجػكد القرَنيف فػي القػرآف الكػريـ فػي سػكرة الكيػفَّ ،
قصة ذي ْ َلَق ْد َكَرْدت َّ
ػع
معينػػة َمػ َ
ػل سػػكرة قرآنيػػة بالتأكيػػد عمػػى قضػػية َّ
ػزت كػ ُّ
تميػ ْ
كحػػدة مكضػػكعية لمسػػكر القرآنيػػة ،إذ َّ
ف عػف الك ْش َ
كؼ نحاكؿ َمعيفَ ،ف َس َ
محكر َّ
ٌ لكل سكرة بقية المكضكعات بحيث يككف ّ التطرؽ إلى َّ
ُّ
مخص َص ػ ٌة لمحػػديث عػػف ُّ
التغي ػرات َّ ػأف السػػكرَة
محػػكر سػػكرة الكيػػف حيػػث َنميػػل إلػػى االعتقػػاد بػ َّ
القػرَنيف .فمنبػدأ إذف
قصػة ذي ْ الك ْشػف عػف َّ
يسػيل عمينػا مي َّمػ َة َ
الزمكانية كالنسبية العامػة ممػا ّ
عامة عمى السكرة.
بنلقاء نظرة َّ
111
الثبلثػي َق ْػد
َّ النظػاـ
َ تغيرات الزماف كالمكاف كباألبعاد الثبلثة بحيث َّأننا َنجد َّ
أف بمعالجة ُّ
َ اختص ْت
َّ
بقي سارَي المفعكؿ ابتداء مف اسـ السكرة إلى جميع تفاصيم َيا الدقيقة.
َ
كقصػة ذي كقصػة مكسػى ػ َّ الك ْيػف ػ َّقصػة أصػحاب َ فثمة ثبلثة ق َصص فػي السػكرة ىػيَّ : َّ
التغيرات الممكَنة فػي الزمػاف الثبلث َّ
ترتَب ْت ترتيبا احتماليا الحتكاء جميع ُّ َ صلكف الق َص َ
القرَنيفَّ . ْ
كالمكاف كعمى النحك اآلتي:
112
الكيػف
أصػحاب ْ
َ أف
األبعاد الثبلث َة ىذه َق ْد َد َخَم ْت في التفاصيل الجزئية .فنبلحع مثبل ََّ لكف
َّ
مرات: َق ْد َت َّـ إيقاظيـ كبنشارات َكَرَد ْت ثبلث َة َّ
َمدا) (الكيف)ٕٔ:َح َصى ل َما َلبثكا أ ََي اْلح ْزَب ْيف أ ْ
(ث َّـ َب َع ْثَناى ْـ لَن ْعَم َـ أ ُّ
اءلكا َب ْيَني ْـ) (الكيف :مف اآلية)ٜٔ َب َع ْثَناى ْـ لَي َت َس َ ( َكَك َذل َؾ
ق) (الكيف :مف اآليةٕٔ)
ّللا َح ّّ
َف َك ْع َد َّ
َع َثْرَنا َعَم ْيي ْـ لَي ْعَممكا أ َّ
أْ ( َكَك َذل َؾ
شير إليو بثبلثة احتماالت أيضا: كمف ناحية َع َددى ْـ َفَق ْد أ َ
( َسَيقكلك َف َثبل َث ٌة َرابعي ْػـ َكْمػبي ْـ َكَيقكلػك َف َخ ْم َسػ ٌة َسادسػي ْـ َكْمػبي ْـ َر ْجمػا باْل َغ ْيػب َكَيقكلػك َف َس ْػب َع ٌة
ظػػاى ار َكال ػرء َػل َفػػبل ت َمػػار فػػيي ْـ إَّال مػ َا
َعَمػػـ بعػ َّػدتي ْـ َمػػا َي ْعَمميػ ْػـ إَّال َقميػ ٌ
َكَثػػامني ْـ َكْمػػبي ْـ قػ ْػل َرّبػػي أ ْ
َحدا) (الكيف)ٕٕ: َت ْس َت ْفت فيي ْـ مْني ْـ أ َ
كاف المجمػكع (ٖٖ) تكرَر ذ ْكر أرقاـ ىنا ىي (ٖ ػ ٗ ػ ٘ ػ ٙػ ٚػ ،)ٛفنذا َج َم ْعناىا َ َلَق ْد َّ
قائػل مػنيـ ل َم ْػف
الكصػي َة التػي َقاَل َيػا ٌ
َّ فنف
المكرر باألرقاـ أيضاَّ ،
َّ ككأنو يشير إلى النظاـ الثبلثي َّ
ّ
تضمَن ْت ثبلثة أبعاد أيضا:
َّ أرسمكه
ٖ .كال يشعر ّف بكـ أحدا َّ
كليتمطف ٕ. ٔ .فميأتكـ برزؽ مْنو
ذلؾ ىك كجكد ثبلث نتائج م ْح َت َمَمة إذا ظيركا عمييـ:
كسَبب َ
َ
إف يظيركا عميكـ .ٔ :يرجمككـ ٕ .أك يعيدككـ في َّ
ممتيـ ٖ .كلف تفمحكا إذف أبدا.
يف َك ْازَدادكا
بلث م َائػة سػن َ
الكيف مقدا ار ثبل ثياَ ( :كَلبثكا في َك ْيفي ْـ َث َ
ككاف مقدار لبكثيـ في ْ
ت ْسعا) (الكيف.)ٕ٘:
تـ بثبلث مراحل:
قصة مكسى كفتاه .فاالنطبلؽ َّ الثبلثي في َّ
ُّ كيستمر النظاـ
ُّ ىذا
طَمَقا َح َّتى إ َذا َركَبا في َّ
السفيَنة َخَرَق َيا) (الكيف)ٚٔ: ( َفاْن َ ٔ.
طَمَقا َح َّتى إ َذا َلقَيا غبلما َفَقَتَمو ) (الكيف :مف اآليةٗ)ٚ ( َفاْن َ ٕ.
َىَم َيا) (الكيف :مف اآلية)ٚٚ اس َت ْط َع َما أ ْ طَمَقا َح َّتى إ َذا أ ََتَيا أ ْ
َى َل َقْرَية ْ ( َفاْن َ ٖ.
تتغيػػر بثبلثػػة أبعػػاد .فػػالزمف ينطػػكي بالنس ػبة
ػياء َّأف األشػ َ ػؾ َك َمػػا يبػػدك ىػػك َّ ػبب ذلػ َ
إف سػ َ
ػاف شػػخكص الرحمػػة ثبلثػػة أيضػػا :مكسػػى (ع)
لئلنسػػاف عمػػى مػػاض كحاضػػر كمسػػتقبلَ .لَقػ ْػد كػ َ
كفتاه يكشع (ع) كالعبد الصالح (ع).
اإلليػي فػي آيػة كاحػدة
َّ الخطػاب إف
كافػ َة التفاصػيل الفرعيػة كحتػى َّ كت ْدخل األبعػاد الثبلثػة َّ َ
َ
الجاىميف بالنظاـ الطبيعي: َ يتضـ ّ َ ف إنكا ار بشأف ّ
ّ
الس َم َاكات َك ْاألَْرض
َش َي ْدتي ْـ َخْم َق َّ
( َما أ ْ ٔ.
َكال َخْم َق أَْنفسي ْـ ٕ.
113
يف َعضدا) (الكيف)٘ٔ: َك َما كْنت م َّتخ َذ اْلمضّم َ ٖ.
ػػب التفسػػير االعتبػػاط ُّي
الم َثػػل الػػذي َقَم َ ػػم َف َ كت َض َّ
القصػػتيفَ .. آنػػي َب ْػػي َف َّ
ػػل قر ّّ
ػػل َم َث ٌ
َلَق ْػػد َف َص َ
تصكر ثبلثي األبعاد: لجنتيف مف خبلؿ ُّ تضم َف كصفا َّ َّ لج ْيمو بعائدية الضمائر.. عناصَره َ
ّ
َٖ .ك َج َعْمَنا َب ْيَني َما َزْر َعا َٕ .ك َح َف ْفَناى َما بَن ْخل َعَناب َٔ .جَّن َت ْيف م ْف أ ْ
ككانت األبعاد الثبلثة َق ْد أ َخ َذ ْت مكق َع َيػا فػي القضػايا الداخميػة أيضػا .فاالنطبلقػات الثبلثػة
تعمق َيا بالمكضكع بثبلثة أبعاد أيضا: تغيَر ْت في ُّكلكف اإلراد َة َّ انطك ْت عمى ثبلثة مكاضعَّ ، َ
فأرْدت.
السفينةَ :
فأرْدَنا.
الغبلـَ :
الجدار :فأرَاد َرُّب َؾ.
اضيع الثبلث َة متغّيَرٌة بحسب االحتماالت:
فنف المك َ
كم ْف حيث الحركة َّ
تتحرؾ بمفرد َىا. يحركيا األشخاص كال َّ السفينةّ :
يتحرؾ تمقائيا.
الغبلـَّ :
أحد.
يحركو ٌ يتحرؾ تمقائيا كال ّ الجدار :ال َّ
(قصػػػ َة ذي
القصػػػ َة الثالثػػػ َة َّ
ػػيل عمينػػػا معرفػػػ َة َّ
ػػـ نظػػػاـ السػػػكرة بيػػػذه الطريقػػػة ي َسػ ّ
إف َف ْيػ َ
َّ
تغيػر الزمػاف كالمكػاف فػي ػق مػف االحتمػاالت المػذككرة إالَّ الثالػث منيػا ،كىػك ُّ القرَنيف) ،إذ لـ َي ْب َ
ْ
انطك ْت عمػى ثػبلث رحػبلت أيضػا ابتػدأت جميعػا بالعبػارة الغريبػة
القصة َق ْد َ
َن ْفس الكقت .ككانت َّ
قص َة ذي القػرنيف عمػى ضػكء ىػذا النظػاـ اآلف َّ
نكضح َ (ثـ أَ ْتَب َع َسَبَبا) .كسكؼ ّ
(فأَ ْتَب َع َسَبَبا) أك َّ
اليامة جدا المرفكعة إلى اإلماـ عمي (ع) عف الر ْحَمة. َّ كالمغة كالركاية
القرَنيف:
ريبة عف ذي ْ
العممي لمركاية ال َغ َ
ُّ ب ػ اإليضاح
نص الركاية:
ُّ
القػرَنيف مػا
اؿ في حديث ذي ْ عمي بف أبي طالب (ع) َق َ ب َح ْذؼ اإلسناد عف أمير المؤمنيف
ّ
َنأخذ مْنو مكض َع الحاجة:
أصػػحابو ينظػػرك َف إليػػو ُّ
( ..ثػ َّػـ َم َشػػى ذك القػْػرَنيف عمػػى الظْم َمػػة ثمانيػ َة أيػػاـ كثمانيػ َة ليػػاؿ ك ْ
ض بممؾ مف المبلئكة قػاب ٌ َّبل األعظـ ةكاذا َ َّبل المحيط باألرض كّم َيا ،كىك الجَ حتى انتيى إلى الجَ َّ
بػف
ػت يػا َ الممؾ :كيػف َق َكْي َ
اؿ َلو َأسو َق َ فمما َرَف َع ر َ
القرَنيف ساجدا َّ سبح َف َخَّر ذك ْ
َّبل كىك ي ّ عمى الجَ
اؾ
قػك َ
قػكاني عميػو الػذي َّ
ػاؿَّ :
ػؾَ .ق َ َحٌد مف بني آدـ َقْبم َ أف َتْبم َغ ىذا المكض َع كَل ْـ يبم ْغو أ َ
آدـ عمى ْ
النك َفػأَت
َّبػل َ
الممػؾَ :ص َػد ْق َت! لػكال ىػذا الجَػاؿ َ
َّبل كىك محيطٌ بػاألرض كّم َيػاَ .ق َ عمى َق ْبض ىذا الجَ
114
كرسػػو أس َسػػو هللا تعػػالىْ َ ،أ
ػػـ مْنػػو كىػػك َّأكؿ َجَبػػل َّ ُّ
ظَ أع َ
ػػل ْ
س عمػػى األرض َجَب ٌ األرض كميػػا كَل ْػػي َ
كالحْمَقػػة،
السػ ْفَمى ،كىػػك محػػيطٌ بػػاألرض كّم َيػػا َ ػق بالسػػماء الػ ُّػدنيا ك ْ
أسػَػفمو بػػاألرض السػػابعة ُّ مْم َصػ ٌ
أف ي َزْلػػز َؿ مدينػػة
َّبػػل ،فػػنذا أََرَاد هللا ْ كجػػو األرض مدينػ ٌة إالَّ َكَل َيػػا عػْػر ٌ
ؽ إلػػى ىػػذا الجَ ػيس عمػػى ْكلػ َ
ػنص المػػذككر فػػي كتػػاب إكمػػاؿ فحرْكػػت العػْػر َؽ الػػذي يمييػػا َف َزْل َزْلتيػػا) .انتيػػى ىػػذا الػ ّ
ػي َّ
أكحػػى إلػ َّ
القرَنيف.
صة ذي ْ الديف كَنَقْمَناه عف كتاب النكر المبيف في ق َصص المْر َسميف لمجزائري ػ ق َّ
ّ
فيم َيػا َف ْي َمػا معاصػ ار ،كال
يتضمف جممة مف الحقائق العممية التػي ينبغػي َّْ الحديث
َ إف ىذا َّ
ات
آنػي نفسػو ،كالػذي اسػت ْخد َم ْت فيػو عبػار ٌ
ّ
ص القر يتـ ىذا الفيـ إالَّ عْن َػد دراسػة َّ
القصػة فػي الػن ّ ُّ
كبالممح َمة مف جية أخر .
َ ذات صَمة م َؤَّك َد ٌة بيذا ّ
النص مف جية،
كانت في ال َف َضاء كيستحيل تفسيرَىا بافتراض َّأن َيػا َح َػد َث ْت أف الرحم َة ْ آني ي َؤّكد َّ
فالنص القر ُّ
ُّ
القػرَنيفأف ذي ْ ػر كبيػ ارَ .فم َػف األشػياء التػي ت َؤكػد َّ
تغيَار ت َغُّي َا
في األرض .فالمكاف كالزماف كبلى َما َّ
ْأرَت َح َل إلى ال َف َضاء ما يمي:
األكؿ :قكلو تعالى:
الش ْػمس آت ْيَناه م ْف ك ّل َشػيء َس َػبباَ .فػأَ ْتَب َع َس َػبباَ .ح َّتػى إ َذا َبَمػ َغ م ْغػر َب َّ (إَّنا َم َّكَّنا َلو في ْاألَْرض َك َ
َ ْ
َف َت َّتخػ َذ
َف ت َعػ ّذ َب َ ةكا َّمػا أ ْ
َك َج َد َىا َت ْغرب في َع ْيف َحمَئة َك َك َج َد عْن َػد َىا َق ْكمػا قْمَنػا َيػا َذا اْلَق ْػرَن ْيف إ َّمػا أ ْ
فيي ْـ ح ْسنا) (الكيفٛٗ:ػ)ٛٙ
ػل شػػيء ىػػذه ىػػي المرحمػػة األكلػػى مػػف الرحمػػةَ .لَقػ ْػد َّ
مكػ َػف هللا َلػو فػػي األرض كآتػػاه مػػف كػ ّ
الػنص كىػك
ّ الس َفر فػي ال َف َضػاء مػف ج ْمَمػة مػا آتػاه هللا ،إذ ال يمكػف اسػتثناءه مػف سببا ،فْمَيكف َّ
(كل شيء). يقكؿ ّ
السػػفر الفضػائي ،إذ اسػػت ْعم َل فػػي القػرآف
مقصػكد لمداللػػة عمػػى َّ
ٌ (سػَػب ٌب) ىنػػا
ع َأف َل ْفػ َ
عمػى َّ
ّ
مػرات
سػب َع َّ لئلشارة إلى الرابطة َب ْػي َف األشػياء المتباعػدة َّ
جػدا فػي المكضػعَ .كَق ْػد َكَرَد ىػذا المفػع ْ
أما األربعة األخر فيي: القرَنيفَّ ..
القصة عف ذي ْ ثبلث ٌة منيا في َّ
ػع َفْمَيْنظ ْػر
طْ الس َػماء ث َّػـ ْلَي ْق َ ّللا في ُّ
الدْنَيا َك ْاآلخَرة َفْمَي ْمد ْد ب َسَبب إَلى َّ َف َل ْف َيْنصَره َّ
اف َيظ ُّف أ ْ
( َم ْف َك َ
َى ْل ي ْذىَب َّف َك ْيده َما َيغيع) (الحج)ٔ٘:
السفر في ال َف َضاء. المكرد يراد بو َّ
َ أف ىذا كاض ٌح َّ
َطم َع إَلػى إَلػو السػماكات َفػأ َّ ف
اب َّ َ ََس َػب َ
اب .أ ْ
َس َػب َ
امػاف ْابػف لػي َص ْػرحا َل َعّمػي أَْبمػغ ْاأل ْ
اؿ فْر َع ْك َيا َى َ
( َكَق َ
السػبيل َك َمػا َك ْيػد فْر َع ْػك َف إَّال
كسى َ ةكاّني َألَظُّنو َكاذبا َكَك َذل َؾ زّي َف لفْر َع ْك َف سكء َع َممو َكصَّد َعػف َّم َ
في َتَباب) (غافرٖٙ :ػ)ٖٚ
115
ىػػذا الكػػبلـ لفرعػػك َف َذ َكػَػره الق ػرآف إلب ػراز عنصػػر التغػػابي عْنػ َػد الطغػػاة حيػػث تػػأتي األعػػذار
الس َػماء
متحي ٌػز فػي مكضػع مػا مػف َّ ّ هللا
إف َ ألف مكسػى لػـ َيق ْػل َّ
كالدالئل كىي أسكأ مف األفعػاؿَّ ،
يحتاج إلى َك ْشف.َ َّ
حتى
َسَباب) (ص)ٔٓ: الس َم َاكات َك ْاألَْرض َك َما َب ْيَني َما َفْمَيْرَتقكا في ْاأل ْ
(أ َْـ َلي ْـ مْمؾ َّ
ػح يػراد بػػو إثبػػات َع ْجػػز اإلنسػػاف عػػف إدراؾ سػ َػعة ال َف َضػػاء كالكػػكف بمػػا ّ
يكضػػح مػػكرٌد كاضػ ٌ
كعظمتو.
َ الفعمي
ُّ مالكو
َّ يف ُّاتبعكا م َف َّالذ َ
(إ ْذ َتَبَّأرَ َّالذ َ
َسَباب) يف َّاتَبعكا َكَأرَكا اْل َع َذ َ
اب َكَتَقط َع ْت بيـ ْاأل ْ
(البقرة)ٔٙٙ:
116
است ْع َمَمو الفقياء لئلشارة إلى ىذا المعنى
كجسمو أك جْرمو ،ك َ ُّ
الع ْيف في الم َغة ذات الشيء ْ
َ
الطيػارة (إزالػة النجاسػة) أي َّ
مادتيػا كلػيس آثارَىػا جميعػا كالص ْػب َغة َ المشيكرة فػي
َ في عباراتيـ
كَن ْحك َىا.
ػل جػْػرـ كبيػػر
َصػػل ىػػك (الشػػيء الم َكػ َّػكر فػػي ذاتػػو) َفَي ْصػػدؽ عمػػى كػ ّ
العػ ْػيف عمػػى األ ْ
كمعنػػى َ
كل ما َكَق َع عمى ىذا المعنى. كصغير كعمى ّ
ابي ػ ٌة كىػػي
الشػػمكس أك النجػػكـ ،كمنيػػا بػػارد ٌة تر َّ ناري ػ ٌة كىػػي ُّ
ػاألجَراـ عيػػك ٌف منيػػا َّ
إذف ..فػ ْ
الككاكب.
117
فػػي َب ْعػػض الق ػراءات قرَئ ػت (ي ْفقيػػك َف) بضػ ّػـ اليػػاء ،أي ال َي ْقػػدرك َف عمػػى إفيػػاـ اآلخػ َ
ػريف
طمػبيـ المغػك َّي حيػث
َّح َم َ
القرَنيف صح َ ألف ذا ْ
المغكية .كيبدك ىذا صحيحا َّ َّ مرَادىـ ل َت َدّني معارَفيـ
نقامة َرْدـ:
فأجابيـ ب َ َ مفسديف ىـ يأجكج كمأجكج،
َ طمبكا مْنو إقام َة َسّد ب َك ْجو قكـ
كج م ْفسدك َف في ْاألَْرض َف َي ْل َن ْج َعل َل َؾ َخْرجا َعَمى أ ْ
َف َت ْج َع َل كج َك َمأْج َ
( َقاَلكا َيا َذا اْلَقْرَن ْيف إ َّف َيأْج َ
َب ْيَنَنا َكَب ْيَني ْـ َسّدا) (الكيف)ٜٗ:
اؿ:
فق َ
َ
كـ َكَب ْيَني ْـ َرْدما) (الكيف)ٜ٘: اؿ َما َم َّكّني فيو َرّبي َخ ْيٌر َفأَعينكني بق َّكة أ ْ
َج َع ْل َب ْيَن ْ ( َق َ
كاالستشياد بأمريف:
ػريف عػػف َسػ ّػد ذي القػ ْػرَنيف َغ ْيػػر صػػحيح ،إذ ىػػك َرْد ٌـ ال
المفسػ َ
ّ إف َقػ ْػك َؿاالستشػػياد األكؿَّ :
فرة َتْردميػا الرْدـ ىك َت ْسكي ٌة لؤلطراؼ .فالح َالسَّد يككف شاخ َصا قائ َما ،ك َ أف َ َسّّد .كال َفَرؽ بيني َماَّ :
(راج ْع َّ
مػادتي َس ْػد تقكؿ (أسُّد َىا)! .كىذا ما َّ
أك َده الم ْع َجـ َ َ أف
يصح ْ
ُّ الس ْقف َتْردم َيا كال
كالك َّكة في َّ
أف ىناؾ شػيئا قائمػا فػي األصػل كيحتػاج إلػى تكصػيل ألطرافػو ةكالغػاء لمفجػكة كردـ) .ىذا يعني َّ
كمأجكج.
َ يأجكج
َ التي ىي َمْن َفذ
ػف النبػػك َّي ليػؤالء ي َؤّكػػد َّأنيػػـ فػػي كككػػب آخػػر ال عمػػى
الك ْصػ َ
ػنف َ
أمػػا االستشػػياد الثػػاني :فػ َّ
مخمكقػػات بيػػذه الصػػفات (آذانيػػـ طكيَمػػ ٌة ج َّػػدا بحيػػث يفترشػػك َف
ٌ األرض ،إذ لػػيس فػػي األرض
ُّ
تؤكػػد كػػكَنيـ قكمػػا فػػي ال َف َضػػاء إحػػداىا كيغطػػك َف َ
أنفسػػيـ بػػاألخر )!! .بػػل نصػػكص المبلحػػـ ّ
مػاء طبريػ َة عػفاألرض عْن َد ظيكر الميدي (ع) كنزكؿ المسػيح (ع) ،إذ يشػربكف َ َ سيياجمك َف
آني في مكضع آ َخر ىذه النتيجةَ: نص قر ّّ
أك َد ُّ آخره؟! .بل َّ
ػل َحػ َػدب َيْنسػػمك َفَ .كا ْق َتػَػر َب اْل َك ْعػػد اْل َحػ ُّ
ػق َفػػن َذا ىػػي
َ ( َح َّتػػى إ َذا فت َحػ ْػت َي ػأْجكج َك َم ػأْجكج َكىػ ْػـ مػ ْػف كػ ّ
يف) ظالم َ يف َك َفركا َيا َكْيَمَنا َق ْد كَّنا في َغ ْفَمة م ْف َى َذا َب ْل كَّنا َ َشاخ َص ٌة أ َْب َصار َّالذ َ
(األنبياءٜٙ :ػ)ٜٚ
القصة عمى أنيػا َق ْػد َح َػد َثت فػي األرض ىػي محاكلػ ٌة فاشػمةٌ، فأية محاكلة لتفسير َّ إذفَّ ..
الصػػيف مػػف الصػػيف كال فػػي أذربيجػػاف َك َمػػا َز َعػ َػـ المفسػػركفَّ ،
ألف َسػ َّػد ّ ػكد ليػػذا السػ ّػد فػػي ّ
فػػبل كجػ َ
القرَنيف مف نحاس كحديد محركؽ َك َما سنبلحع قريبا. كرْد َـ ذي ْ
َح َجر َ
عمميػة
َّ قضػي ٌة
َّ القرَنيف لـ َيك ْف شيئا عاديػا ،بػل ىػك
الرْد َـ الذي َج َعَمو ذك ْ
إف ىذا َّ
الخامسَّ :
كائنػات َل َيػا عبلقػ ٌة مػا بالمغناطيسػية،
ٌ كمأجكج)
َ (يأجكج
َ القكـ
َ أف
افتر ْضَنا َّ
يتكجَّب دراستياَ .فَق ْد َ
المج) كىي حركة انسبلؿ سػريعة جػدا َّ
تتكقػف عْن َػد كجػكد َح ْقػل (األج ك ّ
ّ حركتيـ الراج َع َة إلى
َ أف
ك َّ
فنف ىذه المنطقػ َة تم ّثػل
كانت خطكط الفيض تنقطع عْن َد الق ْطب َّ
كلما ْ مغناطيسي شديد ال َف ْيضَّ ،
ّ
118
نقط ػ َة الضػػعف فػػي الفػػيض المغناطيسػػي .كالػَّػرْدـ الػػذي َص ػَن َعو ذك القػ ْػرَنيف ىػػك تكصػػيل خطػػكط
ّ
الح ْجػـ َك َض َػعو فػي المكػاف المػذككر (بحيػث َت َّػـ بػو
صػناعي كبيػر َ الفيض عف طريق مغنػاطيس
ّ
إغبلؽ منطقة الضعف في القطب كبذلؾ َمَن َعيـ مف الخركج).
اىا لممرحمػة الثالثػة مػف الرحمػة كىػي تحتػاج إلػى بػراىيف،
افترضػَن َ
ْ ىذه ىي الفرضػية التػي
فسكؼ َن ْذكرَىا ب َش ْكل مكجز:
َ لذلؾ
الجػك كلػيس عمػى أرض الكككػبَ .فَق ْػد َعَّب َػر َعْنػو الرْدـ فػي ّ إف مكض َع ىذا َّ البرىاف األكؿَّ :
َّ
السػديف الش ْػكك ىػـ دك َف ىػذيف قػدمكا َّ
الػذيف َّ
َ القرآف تعبي ار غريبا ىك (ما َب ْي َف َّ
السديف) ،كالقػكـ
ص ْدفيف). (س َاك َب ْي َف ال َّ
كالعممية التي َت َّم ْت ىي تكصيل الفيض الذي َعَّبَر َعْنو بقكلو َ
ػؾ لنػا
القػرَنيف ،إذ َيف ُّ
َفيَنا يأتي مكضع الحديث المرفكع إلى اإلماـ عمي (ع) في رحمة ذي ْ
َّبػل
أف َن ْف َي َػـ مػا ىػك ىػذا الجَ
ذلػؾ عمينػا ْ
آنػي .كَق ْبػل َالػنص القر
ّ ظ العسػيرَة فػي ىذا الحديث األلفػا َ
ّ
يتحَّدث َعْنو اإلماـ؟.
المحيط باألرض كّم َيا الذي َ
جبػاؿ
َ كػاف المقصػكد ىػك مرئي يحيط باألرض كّم َيا كالحمقػة إالَّ إذا َ
ّّ كجد َجَب ٌل
بالطبع ..ال ي َ
المغناطيسية الشاىقةَ ،فيي خطكطٌ َّ
محدَب ٌة كالجباؿ .كلكف ما اسـ ىذه الجباؿ في القرآف؟ أَىػي
َن ْفس مفردة (الجباؿ) القرآنية؟
(الجباؿ كالركاسي).
َ أست ْع َم َل مفردتيف ىما
آف َق ْد َ كبلَّ بالطبعَّ ..
ألننا َنجد القر َ
َ
اسي)!
إنيا (الرك ُّ
النص القرآني بحيث لـ ي َفّرقكا بيني َما.
ّ ادؼ لمجباؿ في ّ ظف العمماء َّأنيا مر ٌ
اسي التي َّ
الرك ُّ
ؽ بيني َما في القرآف؟َف َي ْل ىَناؾ فرك ٌ
نعـ ..ىَناؾ أكثر مف عشرة فركؽ َّ
ىامة َب ْي َف الجَباؿ كالركاسي منيا:
ّ
ف نصَب ْت) (الغاشية)ٜٔ: اؿ منصكب ٌة َن ْصَبا ( َ ةكاَلى اْلجَباؿ َك ْي َ إف الجَب َ َّ
يد( )..النحل :مف اآلية٘ٔ) اسي ممقا ٌة إلقاء ( َكأَْلَقى في ْاألَْرض َرَكاس َي أ ْ
َف َتم َ بينما الرك َّ
اسي َّ
ألن َيا الق َّكة المغناطيسية. ماد ٌة مف صخكر ،كاإل ْلَقاء لمرك َّ الن ْصب لمجَباؿ َّ
ألن َيا َّ ك َّ
أي
يكجػػد ُّ
ػي ب َمَيػ َػداف األرض (حركػػة األرض) فػػي ثػػبلث آيػػات ،بينمػػا ال َ طػػت الركاسػ ُّارتَب َ
َ
119
بكػل مػا فييػا
أف الحيػا َة ّ طػ َة بحركػة األرض ،فيػذا يعنػي َّرتب َ حيَن َما َتككف الرك ُّ
اسي ىي الم َ
ػاؿ ( كالجبػاؿأك َػده القػرآف فػي مكضػع آخػر حيػث َق َ راسية َم َع جبال َيا ،كالجَباؿ منفعَمةٌ .كىذا مػا َّ
ق مف أسم َيا ف ْعبل أ َْكَق َعو عمى الجَباؿ إلبراز ىذه الحقيقة.فأشت َّ
َ أرساىا)
بت َعُّدد األلػكاف .كىػذا
اسي شامخات) ،بينما كص َفت الجَباؿ َبالشمكخ (رك َّ اسي ُّ فت الرك ُّكص ْ
121
البحػػث العممػػي .كمػػف ج َيػػة أخػػر كأمػا ارتباطػػو بػػالزالزؿ فيػػي قضػ َّػي ٌة معمكمػ ٌة فػػي مراكػػز ْ
اف
المَي َػد َ
ط َب ْػي َف َمَي َػداف األرض كالركاسػي َفَقػ ْط ،كلػـ َي ْػرب ْط َ
آنػي الػذي َرَبػ َ
الػنص القر
ّ َّ
يتضح تفسير
ّ
بالجَباؿ.
القػرَنيف
بقية األلفاظ كمػا َع َمَمػو ذك ْ أم َك َف الك ْشف عف َّ تكض َح ىذا األمر َفَق ْد ْالسادس :إذا َّ
آني:
النص القر َّ
ع ّ الرْدـ .فمنبلح َ في بناء َّ
غ اؿ اْنفخكا َح َّتى إ َذا َج َعَمو َنا ار َق َ
اؿ آتكني أ ْفػر ْ (آتكني زَبَر اْل َحديد َح َّتى إ َذا َس َاك َب ْي َف َّ
الص َد َف ْيف َق َ
ػاف َك ْعػػد َرّبػػي َحّقػػا) ػاء َك ْعػػد َرّبػػي َج َعَمػػو َد َّكػ َ
ػاء َكَكػ َ اؿ َى ػ َذا َر ْح َم ػ ٌة مػ ْػف َرّبػػي َفػػن َذا َجػ َ
َعَم ْيػػو ق ْط ػ ارَ .ق ػ َ
(الكيفٜٙ :ػ)ٜٛ
بالحرَكػة
َ كفق الحديث معمكمات جديدة عف الفػيض المغناطيسػي كعبل َقتػو
القرَنيف َ
أستَم َـ ذك ْ َلَق ْد َ
ّ
(الص ْدفيف).
كالزالزؿَ .كَق ْد انت َف َع مف ىذه المعمكمات لتسكية َّ
ضم َيا ،فالعبارة تعني َّأنو ْ
أجَر مساكاة َب ْي َف صدفيف قائميف بالف ْعػل الصاد أك ّ
اء ب َف ْتح َّ
فسك ٌ
كمكجكديف م ْسَبقا.
ػػنف المسػػػاكا َة تحتػػػاج إلػػػى
كلمػػػا كانػػػت األصػػػداؼ ىػػػي فػػػي الحقمػػػيف الكبيػػػريف لمفػػػيض فػ َّ َّ
مغناطيس صناعي كبير لتكصيل خطكط الفيض.
ّ
ػع
طػ َ
ػب عميػػو ق َكصػ َّ ػاء بمسػػحكؽ الحديػػد َفأ ْ
َحَرَقػػو َ كىػػذا ىػػك مػػا َف َعَمػػو ذك القػ ْػرَنيف حيػػث َجػ َ
النحاس (أك مصيكر النحاس) عمى القراءة (قط ار ػ آف).
قاـ بو لػيس مغناطيسػا عاديػا ،بػل ىػك أرقػى أنػكاع المغػانيط كأكثرىػا كفػاءة
أف ما َكالكاقع َّ
مف الناحية العممية.
لصناعة المغانيط:
َ العممي
َّ النص
الح ْع ىذا ّ
(ت ْص ػَنع المغػػانيط الحديثػػة مػػف خمػػيط الفي ػرات كىػػي عبػػارٌة عػػف أكاسػػيد بعػػض المعػػادف،
يتميز بكجكد أربع الكتركنػات ال أفضل المكاد الفيركمغناطيسية عمى اإلطبلؽ ،إذ َّ َ كي ْع َتَبر الحديد
ػف) ،كبنػػاءا عمػػى النظريػػة الحديثػػة البػ ْػرـ َّ
(المػ ّ ازدكاجيػػة فػػي الطبقػػة الثالثػػة متشػػابية فػػي ا ّتجػػاه َ
القائمة عمى ف ْكَرة الدايبكالت يأتي النحاس بالدرجة الثانية بعد الحديد في شَّدة التمغنط ،كأفضل
يتـ فيو َخْمط أككسيد الحديد َم َع اككسيدات مكاد أخػر كالنحػاس حيػث ت ْط َحػف ىػذه المغانيط ما ُّ
طػع صػغيرة ث َّػـ ت ْح َػرؽ بالنػار َفَن ْحصػل عمػى مغػانيط فريػدة مػف نكع َيػا) ػ
طػع إلػى ق َ
المػكاد أك ت ْق َ
المغناطيسية ػ كمية اليندسة ػ جامعة بغداد.
121
َت خطئػػاػر ْ
ػنف المفظػ َة (زَبػَػر) قػ أ
ػي لػػـ َيػ ْذكْر لنػػا سػػك ىػػذه العمميػػة فػ َّ
ػنص القرآنػ َّ
أف الػ ّ
الكاقػػع َّ
أبػف
أف َ ػع َّ(ضػـ البػاء) َم َّ بالضػـ
ّ الق ْطػع ،بينمػا ىػي (زب َػر)
ظ َمة َ بع َ
بالفتح (فتح الباء) العتقادىـ َ
الف َ َرؽ.
اؿ ب َع َدـ َ منظكر في المساف َق َ
ظة االخػتبلؼ فػي درجػات االنصػيار اضح أك َثر د َّقة في مبلح َ آني َك َما ىك ك ٌ النص القر َّ لكف ّ َّ
كاالقتصاد بالنفقات ،أل ََّنو َج َع َل إحر َ
اؽ النحػاس َيػت ُّـ َب ْع َػد اكتمػاؿ إحػراؽ الحديػد ،إذ تكفػي الحػرارة
آني عمػى ضػركرة اسػتمرار َتَّيػار اليػكاء لمحديػد المحػركؽ ،إذ النص القر ُّ لحْرقوَ .كَق ْد َّ
أك َد ّ الباقية َ
اؿ (انفخكا). كلذلؾ َق َ
َ بدكنو ال َيت ُّـ إنتاج أكاسيد ةكاَّنما ي ْص َير الحديد َفَق ْط،
ىامػ ٌة إليصػاؿ اليػكاء إلػى أ ْكَبػر َق َػدر مػف الجزيئػات كتكػكيف األكاسػيد.
إف عممي َة التقطيػع َّ
َّ
احتاج إلى مسحكؽ (زبَر الحديد).َ كمف ىنا
القػرَنيف
ايات أخر ذات داللة أكيدة عمى فضائية الرحمة التي قاـ بيػا ذك ْ السابعَ :ث َّمة رك ٌ
اعتبار َّ
الش ْخ َص ْػيف َرجػبل كاحػدا َ يستْمزـ
مما َ
جمجامش َّ
َ كب ْي َف
مما ي َم ّيد لدراسة ْأكجو التشابو ْبيَنو َ
َّ
األصل .فمف تْم َؾ األدلة:
في ْ
ػكر كالظْم َمػةَ) عػف ػل ُّ
الن َ أجاب اإلماـ الباقر (ع) (أل ََّنو َد َخ َ
َ القرَنيف
عف َسَبب تسميتو بذي ْ
ط ْع َت َّ
الد ْىَر؟). َق َ
ػح جػػدا فػػي الداللػػة عمػػى َق ْطػػع الػ َّػزمف ال المسػػافات .فالػ َّػد ْىر فػػي المغػػة
ىػػذا الس ػؤاؿ كاضػ ٌ
بلؿ َّأياـ.
طع ما َي ْح َتاج إلى دىكر خ َ يساكي تقريبا (ٓ )ٛسنة ،كمعنى َ
ذلؾ َّأنو َي ْق َ
كحػ َػد َة
يؤكػػد ْ
ممػػا ّ
الك ْيػػف َّ
صػػة الثانيػػة مػػف سػػكرة َ
ػي فػػي الق َّ ّ
ػنص القرآنػ قػػار ْف العبػػارَة َمػ َ
ػع الػ ّ
السكرة:
َمضي حقبا) (الكيف)ٙٓ: كسى ل َف َتاه ال أَبرح ح َّتى أَبمغ مجمع البحريف أَك أ
اؿ م َ ( َ ةكا ْذ َق َ
َْ َ ْ َ َ ْ َ َ َْ ْ َ ْ ْ ْ َ
(إف المسػاف َة َت ْم َت ُّػد
الناصػحيف َّ
َ ككذل َؾ َم َع قػكؿ
المْم َح َمة (فميكف سنة) ػ َ
كقارْن َيا َم َع عبارات َ
ضاع َفة).
عشْرَة آالؼ ساعة م َ َ
الكصػكؿ إلػى منطقػة
َ ألف
ىػاـ َّ
أم ٌػر ّّ
أف السػرع َة كانػت فائقػة ،كىػك ْفنف ىذا يعني َّكبالطبع َّ
العكس َيحتاج إلى سرعة أكبر مػف سػرعة الػدكراف المحػكرّي لػؤلرض َ ممة أك
منيرة مف أخر م ْظ َ
كالبالغة بحدكد (ٓٓ ٔٛكـ/ساعة)َ ،ك َما يحتاج إلى ىذه السرعة لئلفبلت مف جاذبية األرض.
الترج َمة ليذا الج ْزء الم َت َي ّشـَ ،فَق ْػد أَ َق َّػر َّأنػو
نؤّكد َش َّؾ (طو باقر) في صحَّة ْ إف ىذا يجعمَنا َ
َّ
أف ي َتْرج َـ ما بقي مف السطكر ب َت َصُّرؼ.
َح َاك َؿ ْ
َ
جمجػامش كأنكيػدك سػا ار بثبلثػة َّأيػاـ مسػاف َة ت َعػادؿ شػي ار َ أف
ذلػؾ العبػارة التػي تقػكؿ َّ
كمف َ
كنصف!.
أف السػفرَة األصمي .فالعبارة المتبقية تؤكػد َّ
ّ
النص
كجد م ْثل ىذه العبارة في ّ فالكاقع َّأنو ال ي َ
كانػػت فضػػائية ،ك َّأن َيػػا َتحتػػاج إلػػى آالت َّ
خاصػػة كمعػ َّػدات َم ْحسػ َ
ػكبة حسػػابا دقيقػػا فػػي السػ ْػر َعة
األعم َػدة (ٔػػٕػػٖػػٗػػ٘) مػف الػرقيـ الػذي َي ْحمػل
بقيػة ْ كالمسافات ،بل كالمبلبس .كىذا مػا َّ
أك َد ْتػو َّ
123
المتفرَقػة مػف بعض األلفػاظ كبقية َّ
المكح الثالث .فيذه ْ الرْقـ اآلثاري ( ـ )ٖٜٜ/مف َّ
المكح الرابع َّ
ّ َّ َ
بقاياىا.
ػ إلى مشرؽ َّ
الشمس
ػ الطريق….
ػ ..الطريق…
الس َماء ػ َّ
الشمس في َّ
ػ َّ
حتى َيص َل كي ْيم َؾ خمبابا
ػ ثبلثة سنيف
ط ْط
أنيض كخ ّ
ْ ػ مخيف..
ػ َسَيْرَتدي َس ْب َع بدالت
(األرز) مكط َف َعْرش آرنيني
ػ رأيا َجَب َل ْ
ػ ساعة مضاعفة
ػ اثنيف إلى ثبلثيف
ػ ك ْف القائ َد
ػ خمسة عشر مثل
ػ السيف
ػ أحاط
ػ ستة عشر مفقكدة
ػ أنميل
ػ الكاحد األحد
المدمر
ّ ػ
ػ كاد ييمؾ الضعيف
ػ حقا ثبلثة أضعاؼ
تمس ْؾ جيدا
ػ اثناف… َّ
أف محػاكرة تجػري فػي (مركبػة فضػائية) كمحػاكالت لمسػيطرة
أال تبلحع فػي ىػذه المفػردات َّ
َّ
فحتػى َنصػػل إلػػى المنػػاطق الم ْمكَنػػة القػراءة فػػي المػػكح يكػػكف أنكيػػدك َقػ ْػد َت َجػ َ
ػاكَز عمػػى الحركػػة؟َّ .
جمجامش عف حْمـ َرآه.
َ كحَّد َث
َمَر َضو الساب َق َ
124
مما ي َع ّػزز كجكد آالت َّ
معينة است ْخد َم ْت في الرحمة َّ تؤكد
المْم َح َمة ّ
َ إف العبارات المبثكثة في َ َّ
ػنص إف ىػػذا فػػي الكاقػػع مػػا َّ
أكػ َػده الػ ّ ػيَّ .
أف العْمػػـ الػػذي أ َْدَرَكػػو جمجػػامش ىػػك عْمػ ٌػـ طبيعػ ّّ
ػكؿ َّ
القػ َ
صػػة ذي صػػة مكسػػى (ع) كق َّ صػػتيف فػػي سػػكرة الكيػػف (ق َّ ػت ال َفػ َػر َؽ َبػ ْػي َف الق َّ
ػيَ .فَقػ ْػد ْأدَرْكػ َ
القرآنػ ُّ
ػار إلػػى ذي القػ ْػرَنيف بػػػ (العْمػػـ الس ػببي) الم َت َعّمػػق بػػالظكاىر فػػي قكلػػو آف أشػ َ ألف الق ػر َالقػ ْػرَنيف)َّ ،
ّ
الرجػل العػالـ بعْمػـ مػف نػكع
ػع َّ
كاف انطبلؽ مكسػى َم َ
آت ْيَناه م ْف ك ّل شيء َسَبَبا) ،بينما َ(ك َ
تعالىَ :
كصفو بقكلو تعالى: آخر كىك ما ي ْد َعى بػ (العْمـ َّ
المدني) كالذي َكَرَد في ْ
م ْف عْندَنا َك َعَّم ْمَناه م ْف َلدَّنا عْمما) (الكيف)ٙ٘: آت ْيَناه َر ْح َمة
( َف َك َج َدا َع ْبدا م ْف عَبادَنا َ
ظاىريػة ىػذا العْمػـ حينمػا سػئ َل عػف
َّ لئلماـ عمي (ع) عمى آخر
نص ٌ أك َد ّّ كمف ج َية أخر َّ
اؿ:
آت ْيَناه م ْف ك ّل شيء َسَبَبا) َق َ (ك َ
َم ْعَنى َ
يتكصل ب َيا إلى مَراده)
َّ "لي ْع َم َل" آلة
(كآت ْيَناه عْم َما كق ْدَرة َ
َ
َذ َكَره الجزائرُّي في الق َصص.
(م َّكَنػػا َلػػو فػػي األرض)،
ػص آخػٌػر فضػػائية الرحمػػة ..فعنػػو (ع) أيضػػا فػػي َم ْعَنػػى َ كيؤكػػد نػ ُّ
ّ
125
الت َشابو َب ْي َف َّ
الش ْخصَي َت ْيف أ َْكجو َ
بالشخصية
َّ األكؿ :التشابو في التعريف
َّ
131
كت َػر َؾ اإلسػبلمي (ال أدري ..الػخ) َص َػع َد إلػى َّ
الس َػماء َ ّ
الػنص
ّ المَمؾ ركقائيل فياؿ ََفحيَن َما َق َ
القرَنيف حزينا غاي َة الح ْزف ،إذ لـ ي ْكم َل َلو المي َّم َة كيّدلو عمى المكضع فمػـ ْيقػدْر عمػى َّ
الن ْػكـ ذا ْ
ذلؾ.َب ْع َد َ
كجميع ما أثركه مػف الكتػب بحثػا
َ الم ْمَم َكة
كل عمماء كح َك َماء َ
أف َي ْج َم َع َّ
ذلؾ إلى ْ
َكَق ْد َد َعاه َ
ظبلـ.
منطقة ال ّ
َ عف مكضع ىذه العيف مف
كعػالـ َكَفقيػوَّ ،
كلكػنيـ َع َجػزكا ػع عنػده أْلػف َحكػيـ َ
اج َت َم َ
َجابكه ك ْ
اء أ َ
أف الح َك َم َ
النص َّ
كيقكؿ ّ
َ
عف إجابة المسألة كتحقيق مطمبو في تحديد المكضع.
صبي صغير الس ّػف مػف أكالد األنبيػاء ىػك الػذي َدَنػا مػف الممػؾ َّ
ككم َمػو ّّ ككاف في الحضكر َ
َ ّ
الممػؾ َّإن َ
ػؾ َت ْسػأَؿ ىػؤالء أمػ ار لػيس َليػـ بػو عْم ٌػـ ،كعْمػـ مػا تريػد (أييػا َ
طػاؼ قػائبلُّ : الم َ
فػي آخػر َ
ػاؿ:
فق َ (أدف مّنػي) َف َػدَنا مْنػوَ ،
اؿْ :حتى َن َز َؿ عف فراشو كَق َالقرَنيف فرحا شديدا َّ عندي)َ ،ف َفر َح ذك ْ
"سػمى َلػو هللا" مػا فػي ػب يػكـ َّلممؾ إّني َك َج ْدت في كتاب آدـ الػذي كت َ اؿَ( :ن َع ْـ ُّأييا ا َ
(أخبْرني) َق َ
ْ
ػيف الحيػاة فييػا عزيمػ ٌة مػف هللا مػف
أف لل عينا تدعى َع َ األرض مف عيف أك َش َجر َف َك َج ْدت فيو َّ
ػاف)،
إنػس كال جػ ٌ
المػكت بظْم َمػػة لػـ يطأىػا ٌ
َ حتػػى يكػكف ىػػك الػذي َي ْسػػأؿ َ
هللا َشػر َب منيػا لػػـ َيم ْػت َّ
أف مكض َػع َيا
آدـ َّ
(ك َج ْدت فػي كتػاب َ
اؿَ : اؿ لمغبلـ( :أ ََت ْدري َ
أيف مكضع َيا؟)َ ،ق َ القرَنيف كَق َ
ف َفر َح ذك ْ
النص /البرىاف لمتكبمي-ج.ٗٛٗ/ٔٙ الشمس) يريد َم ْطم َع َيا) ..انتيى المقصكد مف ّ عمى َقْرف َّ
ظ َيػَػر فػػي ؼ نبلحػػع قريبػػا إصػراره عمػى سػػمكؾ ىػػذه ُّ
الظْم َمػة ،كىػػك َن ْفػػس األمػر الػػذي َ كسػك َ
ْ
ديو كم ْف َخْمفو: تؤكد شَّد َة ال ّ
ظبلـ َب ْي َف َي ْ متبلحقة ّ
َ المْم َح َمة في فقرات
َ
ظبلـ َحالكا كال نكر كاف ال ّ
اع َفة َ
اعة م َض َ
ط َع َس َ
لما َق َ
َ ..ك َّ
أمامو كما َخْم َفو
لـ ي ْبصْر ما َ
كس َار ساعتيف م َضاعفتيف
َ
ظبلـ َحالكا كال نكركَل ْـ َي َز ْؿ ال ّ
أمامو كما َخْم َفو
فمـ ي ْبصْر ما َ
"…ىنا انخراـ في َّ
المكح…" ٌ
َّ
كست ساعات س ساعات كس َار َخ ْم َ
َ
كس ْب َع ساعات كثماني ساعات م َضاعفةَ
َ
كَلـ ي َزؿ َّ
الظبلـ دامسا كال نكر ْ َ ْ
أمامو كما َخْم َفو
كلـ ي ْبصْر ما َ
اع َفة
ط َع ت ْس َع ساعات م َض َإف َق َ
كب ْع َد ْ
َ
131
كج َيو
(تْمطـ) ْ
س بالريح َ أح َّ
َ
كَلـ ي َزؿ َّ
الظبلـ دامسا ْ َ ْ
أمامو كما َخْم َفو
فَم ْـ ي ْبصْر ما َ
ػل ،بػل
ػب ي ْمعػف فػي التكػرار المم ّأف الكات َ
الػنص بسػذاجة َّ ّ َق ْد َي ْح َسب المرء كىػك يْنظػر إلػى
كرة ممَّمة كم ْزع َجة.
النص ي َكّرر العبارات َن ْف َس َيا بص َ
أف ّ كز َع َـ َّ
بذلؾ َب ْعضيـ َ
َصَّر َح َ
لمسػ َفر فػي ال َف َضػاء مػف
طػاء َك ْصػف دقيػق َّ إع َيبػرره ،إذ الغايػة مْنػو ْ
لكف التكرار ىنا َلو ما ّ
َّ
معالج َتػو بطرائق َيػا
َ خبلؿ االستحكاذ الزمني عمى ذ ْىف القارئ ،كىك األمر الذي َح َاكَل ْت (السينما)
ّ
النص األدبي إالَّ بطريػق الت ْك َػرار… إذ ىػك الػذي يػكحي الخاصة كالذي َت ْصعب جدا م َحاكاتو في ّ َّ
ّ
ظبلـ مػف جميػع الجيػات. الس َفر كاستمرار ال ّ
خبلؿ َّ
َ في ذ ْىف المَتَمقي بيذا االمتداد الطكيل َّ
لمزمف
طريقػػة ألػػف ليمػػة
ػيس َك َمػػا زعم ػكا بككنػػو عمػػى َ
ػع أخػػر فمػ َ
أمػػا تك ػرار (المقػػكؿ) ْنفسػػو فػػي مكاضػ َ
َّ
كليمة!.
طػة
كاف َيْر َغب فػي إيصػال َيا إلػى ْأب َعػد ن ْق َطيف المفخكر َ النص عمى ألكاح ال ّ
فنف الذي َك َت َب َّّ
طريقػة شػاَء َب ْي َػد َّأن َيػا ال َت ْعمػر
النص عمػى َّأيػة َ
أف َي ْكت َب ّ ككاف ب َمقدكره ْ
قبميَ ، مف التاريخ المست
ّ
ػصاآلف :مػا ىػي أ ْف َضػل طريقػة لح ْفػع ن ّ النار .كلك َسػأَْل َتني َ
األمبلح ك َ
َ الرطكب َة ك
َ طكيبل كال تَقاكـ
ػنيف؟ .فػػالجكاب فػػي القػػرف العشػػريف ىػػك َن ْف ػس الج ػكاب فػػي القػػرف الثبلثػػيف َق ْبػ َ
ػل مػػا آلالؼ السػ َ
الميبلد!.
ػل الكسػػائل األخػػر لػػف َتكػػك َف فييػػا
ك(البػْػردي) ككػ َّ
َ ػنف (المػػايكركفمـ) ك(الػػكر َؽ) ك(الجْمػ َػد)
فػ َّ
ػابمي إذف عػػاج از عػػف كسػػيمة أخػػر لتسػػجيل ضػػمان ٌة م ْثػػل أل ػكاح الطػػيف المفخػػكرة .فمػػـ َيكػ ْػف البػ ُّ
طػػيف
ػدقيق .فَمػػكح ال ّ
العممػػي الػ َ
َّ ػػاب َيا
كػػاف َي ْحسػػب لمسػػألة العمػػر ح َس َ
اليامػػة بَق ػ ْدر مػػا َ
َّ أشػػياءه
أمػاـ النػار،
ػب َ الكَر َؽ ك َّ
البردي كال َخ َش َ الرطكبة حيث َي ْتمف َ
َ أماـ
المفخكر ىك الكحيد الذي َي ْصمد َ
جميػع العكامػل الم ْح َت َمَمػة
َ طػيف يَقػاكـ الكرؽ َ
أمػاـ األمػبلح .فَمػكح ال ّ كحيث َي ْتمف الجْمد كال َخ َشب ك َ
بعػػض .كلقػػد كانػػت أم َكَنػػت إعػػادة أجػزاءه بعضػ َػيا إلػػى ْ فػػي الطبيعػػة عػػدا َّأنػػو إذا كسػَػر أك ح ّ
طػ َػـ ْ
قضػية أد َّبيػة تزيػد
َّ ف الم ْح َت َم َل عبلكة عمػى ككنػو ظر االعتبار َّ
التَم َ إعادة الفقرات كتكرارَىا َيأْخذ بَن َ
خاص ٌة حيػث ي ْحسػف فػيأحكاـ َّ
ٌ كل األحكاؿ ،بل َلو سيَئا في ّأىمية .فالتكرار ليس ّ النص جماال ك َّ
ّ
مكاضع دك َف مكاضع أخر .
اء الغػػبلؼ الجػػك ّي لمكككػػب اآلخػػر الح ْظَنػػا مػػف َق ْبػػل َّأنػػو َب ْعػ َػد السػػاعة التاسػػعة َد َخػ َ
ػل أج ػك َ َ
بقػكة َجػ ْذب
كج َيػو ،كسػكؼ َي ْشػعر َب ْع َػد َىا َّ
َّو إليػو ،كلػذلؾ َش َػعَر بػالريح َتْمطػـ ْ أك(الق َمر) الذي تكج َ َ
النص:
اؿ ّ التْرج َمة حيث َق َ
الكككب في الساعة التاسعة أك العاشرة ب َح َسب َ
132
بقكة الريح كأَ َخ َذ ييكي عمى ْ
كجيو! َش َعَر َّ
األحمد العبارَة غريبة َف َز َع َـ َّأن َيا (الػريح َتْمطػـ ْ
كج َيػو)!َ .كَق ْػد َ ترجمة (باقر) ،بينما َك َج َد
َ كىذه ىي
ػخرية) مػف ىػذا الص ّ
الػنص مػف قبػل فػي المكضػكع (غابػة األرز أـ غابػة األشػجار ّ ّ أكض ْحَنا ىذا
َ
الكتاب.
المغكية.
َّ شديد في ىذه التحذيرات َكصَيغ َيا ٌ النص الممحمي َت َشاب ٌو ائي كفي ّ النص الرك
في ّ
ّ ّ
النص الركائي الذي َذ َكْرَنا َفَقَرات مْنو سابقا َكَرَد ما يمي: ففي ّ
ّ
أف أَسػم َؾ ىػذه ُّ
الظْم َمػةَ ،ف َخ ُّػركا َلػو سػجَّدا القرَنيف يا َم ْعش َػر الفَق َيػاء كالعَم َمػاء أّنػي أريػد ْ ْ اؿ ذك ْ ( َق َ
ػيف
النبيػ َ
ػؾ مػ َػف ّػاف َقْبَمػ َ
َحػ ٌػد م َّمػ ْػف كػ َ
طَمَبػػو كال َس ػَم َكو أ َػر مػػا َ
أمػ َا الممػػؾ َّإنػ َ
ػؾ َت ْطمػػب َ كَقػػاَلكا يػػا ُّأييػػا َ
اؿ ال بَّد لي مف َ
طْمب َيا.).. ميف َق َ
كالمْر َس َ
ظػبلـ أ ْك َث َػر مػف
الممػؾ فػي التكجُّػو إلػى ال ّ تكػرَر عمػى َ
اض عمػى الرحمػة َق ْػد َّ أف االعتػر َكيبدك َّ
القياـ بيا كانػت إلػى ال َف َضػاء
َ أف الرحم َة الم ْزَم َع
بجبلء َّ
تؤكد لنا َ لكف َفَقَرة مف ىذا المكضع ّ مرةَّ . َّ
حافػة منطَقػة ات صريح ٌة جدا بذلؾ .فالنصائح األخيرة قّدم ْت َلو فػي َّ تحديدا ،إذ َكَرَد ْت فييا عبار ٌ
َ
ػضأف َب ْع َاألرضية ،كىذا َي ْعنػي َّ
َّ الحاف َة عمى حدكد الغبلؼ الغازّي لمكَرة َّ أف ىذه
كمعمكـ َّ َّ
الظبلـ!.
ٌ
النص:
اؿ ُّ األع َكاف اصطحبكه إلى ىناؾَ .ق َ ْ
القكَة َف َس َار بيـ يريد م ْطَم َع َّ
الشػمس َعَّد العَّد َة كأَ ْقَر َب َّ
َّب َلو َفأ َكتأَى َ
لمس ْير َ
اج َت َمعكا إليو َت َيَّيأَ َّ
(فمما ْ
َ
األرضيف كالمفاكَز َف َس َار اثنتي عشرة سنة َّ
حتػى انتيػى َ الفيافي ك
َّ اؿ ك
طع الجَب َ كي ْق َ
َيخكض الب َح َار َ
كلكنيا ىي التي َب ْي َف األفَقيف) عف اإلماـ طْرؼ ُّ
الظْممة فنذا ىي ليست بظْممة ليل كال د َخاف َّ إلى َ
َ َ
عمي /البرىاف /ج-ٗٛٗ/ٔٙـٕ./
الظْم َمػة ذات الطبيعػة النص خمس َة ألفاظ لكصف العكارض خػبلؿ الرحمػة إلػى ُّ أست ْخ َد َـ ُّ
َلَق ْد َ
َ َ َ ْ َ
الغربية ،إذ ىي ليست ظْم َم َة ليل كال دخاف .كىذا بالطبع ال َي ْصدؽ إالَّ عمػى ظْم َمػة ال َف َضػاء التػي
ػع
السػ َػماء َمػ َ
ظػػر انطبػػاؽ أك تبلقػػي َّ
(بػ ْػي َف األفَقػ ْػيف) أك مػػا َبػ ْي َف كككػػب كآخػػر .فػػاألفق ىػػك َمْن َ
ىػػي َ
اسػت ْع َم َل
ككػذل َؾ َ
أي كاحد مْنيمػاَ .خارج ّ
َ األرض ،كالنقطة الكاق َعة َب ْي َف أفقيف ىي َق ْط َعا نقط ٌة َتقع
ػع
أف المكقػ َ الج ْمػػع لػػؤلرض (األرضػػيف) لئلشػػارة إلػػى الككاكػػب األرضػػية .كىػػذا َي ػد ُّؿ عمػػى َّ
صػػيغ َة َ
اسػت ْعمَميا َكم َح َّ
طػات أقمػار َ َ َ ٌ اكػب أك شكد ليس أَ ْقَر َب الككاكب ،بل َت ْفصل َب ْيَنو َ
كب ْي َف األرض كك ٌ المْن ََ
133
ُّ
المْم َح َمػة حينمػا
كب ْي َف َ المْم َح َمة .عمى َّإن َؾ َت ْدرؾ العبلق َة َب ْي َف ّ
النص َ َت َكقف ،كىك ما سنبلحظو في َ
جميع األراضي).
َ ؼ
(عَر َ
َقا َؿ َ
القرَنيف ،كىػذا مػا َنجػده أيضػا
النص عمى رحمة ذي ْ ض الشيكخ الح َك َماء في ىذا ّ أعتَر َ
َلَق ْد َ
اإلجابة:
َ أجابكه بَن ْفس
طاب تقريبا ك َطَبيـ بَن ْفس الخ َ
البابمي ،فيك َق ْد خا َ النص
في ّ
ّ
األسكاؽ
أكركؾ ذات ْ
َ شي َب
اس َمعكا ْ
ْ
يت َحَّدثك َف َعْنو
أف أر الذي َ
أريد أنا جمجامش ْ
بالرعب
مداف ُّ
الذي َمؤلَ أسمو الب َ
(سػم ْعَنا يتحَّدثك َف َعْنو لـ َيَره َ
أح ٌػدَ .كَق ْػد أ َق َّػر الشػيكخ بػذلؾ حينمػا َقػاَلكاَ : إذف ..فيذا الذي َ
قائميف:
َ اعتَرضكا
ريبةٌ) ،كمف ىنا َ
أف بْنَي َتو َغ َ
َّ
اب َكَق ْد َح َمَم َؾ َقْمب َؾ َم َد َبع ْي َدا
أنت َش ّّ
يا جمجامش َ
أنت م ْقد ٌـ عميو َّإن َؾ ال َت ْعَمـ عاقَب َة ما َ
نص اإلماـ عمي (ع): جاء في ّ عينو َ ىذا االعتراض ْ
ّ
إف سَم ْك َت ُّ
َمْرَنػا؟
عميػؾ أل َ
َ طػر)
بحاجتػ َؾ ب َغ ْيػر ( َخ َ
َ ظ َفْر َت
الظْم َمة َ الممؾ لك كَّنا َن ْعَمـ َّإن َؾ ْ َ
( َقاَلكا ُّأييا َ
نؾ كَف َساد َم ْف في األرض). طاَ َ شيء يككف فيو َىبلؾ َ
كزَكاؿ سْم َ ٌ أف َي ْعم َق ب َؾ منيا َّ
كلكنا َن َخاؼ ْ
كػاف
كاف َي ْحمل مَبَّرَار كاح َدا كىك َع َدـ َم ْعرَفة أك َت ْقػدير َن َجػاح المي َّمػة .ك َ
إذف ..فاالعتراض َ
ذلؾ).القرَنيف كالذي َيتَم َّخص بعبارة (ال بَّد لي مف َ جمجامش ىك َن ْفس جكاب ذي ْ َ جكاب
أجابػػو
ػامش َ
ػاف أنكيػػدك فػػي الرحمػػة األكلػػى أك َثػَػرىـ ظيػػك ار فػػي االعتػراض ،لكػ َّػف جمجػ َ
َلَقػ ْػد كػ َ
قائبل:
الس َماء؟
أف َيْرَقى إلى َّ يا َصديقي َم ْف ذا الذي َي ْس َتطيع ْ
األمَر َلي َك بالعكس تمامػا، إف ْ الس َماء؟َّ .
َف َي ْل َن ْف َيـ مف ىذه العبارة َع َد َـ ق ْدَرتو عمى ارتَقاء َّ
أف
أي كاحػد ْ السػ َفر فػي األرض ،بػل المعنػى َّأنػو لػيس ب َمقػدكر ّ كاف َّ العبارَة ال َم ْعَنى َل َيا لك َ
َ فنف
َّ
أف ال َي ْس َػت ْخد َم َيا
الع ْجػز كالج ْػبف ْ
اـ ىك َق ْد َح َص َل عمى عْمـ كق ْدَرة لبلرتقاء َفم َف َ
ذلؾ .كما َد َ َي ْف َع َل َ
الس َماء فسيككف َع َممو فريدا مف نكعػو ،كلػذلؾ
ارتَقى َّ
دك .فنذا َف َع َل ك َ
الع ّ
لتأميف حياة األرض مف َ
َكَّب َخو قائبل:
كت كَن ْحف َما زْلَنا ىنا
الم َ
َلَق ْد صْر َت َت ْخ َشى َ
قكة بطكلت َؾ؟
فماذا َد َىى َّ
المْم َح َمة ،إذ ىي عْن َد الشَّراح
المكت ،كىذا نقيض الم ْحكر في َ
َ خشى
إذف ..فجمجامش ال َي َ
عبارٌة عف م َح َاكَلة لمفرار مف المكت!.
134
تنػاقض ظػاىرّّيَّ ،إن َمػا َم َػرُّد َ
ذلػؾ إلػى حالػة ٌ السذاجة التػي َي ْظ َيػر فييػاَ األمَر ليس بيذه
إف ْ َّ
ؽ .فاألكلياء ىـ دكما بيذه الص َفة فتراىـ يقدمك َف عمػى كل م َت َف ّك ٌ
الداخمي الذي يعيشو ُّ التناقض
ّ
المكت لشَّدة َم ْقتيـ َلو كحّبيـ لمحياة األبدية .فالمكت ال يغمبو إالَّ الخمكد أك المكت ْنفسو .كىنا
ػاني كىػػك غْمَبػػة المػػكت بػػالمكت ..لمػػاذا؟ ..أل ََّنػػو ىنػػا َ
يتحػ َّػدث عػػف ػق الثػ َّ
َي ْخ َتػػار جمجػػامش الطريػ َ
ػدك كلػـ َيم ْػت
الع ّ
مما َن َج َح في َق ْتل َ
النص ىك في الرحمة األكلىَ ،ف َّ
باألرض ،كىذا ُّ طر الم ْحدؽ ْ ال َخ َ
ػنص.ػاقض فػػي الػ ّ
ثمػػة تنػ ٌ
الب ْحػػث عػػف الخمػػكد .فمػػيس ََّن َشػ َػد غْمَب ػ َة المػػكت بػػالطريق اآلخػػر كىػػك َ
الص َدد ىك:
يكر بيذا َّ مش ٌ عمي (ع) َق ْك ٌؿ ْ كلئلماـ
ّ
فنف الكقك َع فيو َخ ْيٌر مف شَّدة َ
تكّقيو). شيت مف شيء َفَق ْع فيوَ ، (إذا َخ َ
ض الشيكخ عمى الرحمة خكفا عمى َممكي ْـ مف َزَكاؿ مْمكو كَف َساد َم ْف فػي األرض، أعتَر َ
َلَق ْد َ
أىػػل األرض عْنػ َػد َف َشػػل الم َح َاكَلػػة فػػيػاـ مػػف ْ
ػؾ القػ َّػكَة سػػت َحاكؿ االنتقػ َ
ػأف تْمػ َ
اآلف فػ ّ
ػح َ كىػػذا كاضػ ٌ
الق َضاء عمييا. َ
اض كيذا في الرحمة الثانية إلى أكتك -نكبشتـ؟. فمماذا َل ْـ َي ْظ َيْر اعتر ٌ
الخػاص بػاالعتراض مػف الرحمػة الثانيػة كالتػي ىػي
ُّ الجػزء
ط ْ ذلؾ ْأـ َسَق َ
َى َم َل الكاتب َ َى ْل أ ْ
اـ عمى كجيو في البػراري َب ْع َػد مػكت طر ك ْأب َعد مف األكلى ْأـ الصحيح ىك َق ْكؿ الشَّراح َّأنو َ
(ى َ أخ َ
ْ
أنكيدك!!)؟.
الذىاب إلى أكتػك-
َ أف يَقّرَر
الثاني ىك الصحيح كالم َت َعَّيف َفَق ْد أن َخَرَـ ىنا َق ْب َل ْ
َّ االحتماؿ
َ إف
َّ
تعميق طػو
َ شقراءة الرقيـ إالَّ كىك عمى مشارؼ َجَبل (ماشك) العجيب .فمنناق َ نكبشتـ كلـ تمك ْف
اؿ:
باقر عمى األجزاء المخركمةَ .ق َ
الخاصػة
َّ ػاـ بشػعائر َّ
الػد ْفف جمجػامش َ َق َ
َ أفكلكػف يبػدك َّ ْ النص م َش َّكٌه َت َت َع َّذر ترجمتو
(باقي ّ
ػاـ ي
كجيػػو فػػي الب ػرارَّ ثػ َّػـ قػ َ
ػار ثػ َّػـ َشػَػر َع ييػػيـ عمػػى ْ
ػل نيػ َ
ػديقو كيندبػػو كيبكيػػو ليػ َ ػار يرثػػي صػ َ
كصػ َ
َ
برحمتو البعيدة قاصدا أكتك ػ نكبشتـ) باقر ػ .ٕٔٚ
تتعػ َّػذر ترجمتػػو؟ ،إذ لػػيس مػػف
المشػ َّػكه َ
ػنص َ ػاؿ كالػ ُّ
أقػػكؿ( :مػ ْػف أيػ َػف َعمػ َػـ بػػاقر ىػػذه األفعػ َ
كتو ميماَ بَم َغ بو ُّ
التأثر لمػكت الممؾ عمى كجيو في البرارَّي كالق َفار َ
كي ْتر َؾ َممم َ يييـ َ
أف َ المعقكؿ ْ
صديقو)!.
المػكت كالػذي
َ ياتو ةكاقرَاره بحقيقة المكت كتكبي َخو ألنكيدك إذ يخػاؼ
تكج َ كىذا ُّ
كمو يناقض ّ
رأيناه َق ْب َل قميل.
135
كجمجػامش
َ الممػؾ
جمجػامش َ
َ األكؿ :ال َف ْصل َب ْػي َف
باقر) لذلؾ ثبلثة عكاملَّ .
الذي َد َعاه (أي َ
الغػربييف .كىػذه
َ مػيف
اء المحّم َ
طل فيك أسػطكرٌة َجْرَيػا كر َ فاألكؿ حقيق ٌة أما جمجامش َ
الب َ المْم َح َمةَّ .
َ
ثغرٌة قاتم ٌة في البحث التاريخي كجناي ٌة عمى الحقائق.
ّ
َعَم َف ليـ عػف َع ْزمػو عمػى اختػراؽ
مرة أخر كأ ْ
أكركؾ َّ
َ يب
جمجامش َج َم َع ش َ
َ فما ْأدَراىـ أف
األب َعد كالكصكؿ إلى أتك ػ نكبشتـ؟ ُّ
الظْم َمة ْ
لمقصة بتخميف مػا َح َػد َث أي ترتيب معقكؿ ظاىريا َّ كضع ّ كالعامل الثاني :ىك التساىل في ْ
العمميػةَ.
َّ الد َقػ َة
يتضمف ّ
َّ المخركمة .كىذا األسمكب ال َي َّتسـ بالمنيجية في البحث كال
َ في األجزاء
تصػكرات مػف ىػذا النػكع. ُّ أما العامل الثالث فيك :مساعدة ال َفيػـ االعتبػاطي ُّلمغػة ألجػل َك ْضػعك َّ
ّ
اج َي ْتػو ىػي مػف نػكع :المفػاكز ػ فاأللفػاظ التػي تػ ْذ َكر فػي َم ْعػرض الحػديث عػف المشػاكل التػي ك َ
ىاـ عمى كجيو فييػا بػالرغـ أف يكك َف َق ْد َ البراري ػ الجباؿ ػ البحار…الخ .فيذه األلفاظ َ
ألي َم ْتيـ ْ
ػبلؿ الرحمػػة ال َقْبَم َيػػا جمػػكدا عمػػى معانييػػا مػػف َّأنيػػا جػػاءت عْنػ َػد اسػػتقامة الػ ّ
ػنص لمترجمػػة خػ َ
يتصػف بيػا كل ما َّ
عامة َت ْصدؽ عمى ّ االصطبلحية عندىـ .بينما تْم َؾ األ لفاظ كغيرَىا ىي بداللة َّ
َّ
مف َغ ْير تحديد َك َما ستبلحع قريبا.
الرحَمة
الت َشابو في ا ّت َجاه ْ
الخامسَ :
136
اإلعبلف عف الج َيػة
َ النص كبد َّقة م ْدى َشة كحيَنما َن ْق َترب مف الرحمة في َّ
المكح التاسع يعيد ُّ َ َ
ػب الترج َمػة
الع ْق َػرب) َح َس َ
َّبػل (الرجػل َ ذلؾ عمى ل َساف حػارس الجَ
جاء َ
الترتيب ،حيث َ في المكقع ك َ
جمجامش بالرجكع مف حيث أتى قائبل:
َ كىك َيْن َصح
كر
كجد ن ٌ
ظبلـ َحال ٌؾ كال ي َ
ال ّ
ةكالى م ْطَمع َّ
الشمس… َ
كالى م ْغرب َّ
الشمس… َ
أىميػػة مػػف الناحيػػة
أشػ ّػد المكاضػػع َّ
ػنص َيْن َخػػرـ ىنػػا مػَّػرة أخػػر كفػػي َ
أف الػ َّ
ػف َّ
كلكػ َّػف المؤسػ َ
كبع َد الكصكؿ إلى أكتك ػ نكبشتـ يخاطبو جمجامش قائبل: مميةْ . الع َّ
أكركؾ
َ اسمي جمجامش أنا الذي أتى مف
أي أَنا
مف ّ
األسفار الطكيم َة
َ كرَك َب
كأجتاز الب َح َار َ
اؾ
الشمس جْئت ألر َ مف م ْطَمع َّ
َ
ػع مػػا سػػنبلحظو مػ ْػف عبلقػػات
كىميػػة َمػ َ
َّ ػامش رحمػػة عاديػػة كال أسػػطكرة
لػػـ تكػ ْػف رحمػػة جمجػ َ
تػرج َـ
الػنص الم َ
َّ ذلػؾ
قبػل َذلؾ أكرد َ الجَباؿ الذي سيأتي قريبا .كلكف َ النصيف َلك ْصف ّ
عممية َب ْي َف ّ
َّ
كجيػو
مميػا غريبػا فػي ْ
الكسرة (ؿ) مػف الػرقيـ ( )ٕٓٛػ تػل اسػبحالي ،الػذي َيػ ْذكر كصػفا ع ّ
َ عف
األكؿ:
َّ
النص)
اـ في ّ
اؿ جمجامش أل نكيدك َسَنصل إلى…( .ىنا إنخر ٌ َق َ
طرب كتختفي
ست ْض َ
ضيئة َ
األشعة الم َ
َّ إف ح َزَـ
َّ
المضيئة
َ َس َت َتبلشى الح َزـ
عتما
كيصبح الضكء َكدَار م َّ
جمجامش قائبل:
َ أجاب أنكيدك
َ
يا صديقي…
فأيف َت ْذ َىب ص َغاره؟
أم َس ْك َت بالطائر َ إذا ْ
المضيئة فيما َب ْعد
َ األشعة
َّ د ْعَنا َن ْب َحث عف ح َزـ
(أنظر الممحق ٜٔٚ/ٕ/ػ مف اإلضافات الجديدة لطو باقر)
بػنص َكَرَد عػف اإلمػاـ عمػي (ع) بشػأف الكػائف الػذي النص عمى عبلقة كطيدة ّ كيبدك ىذا ُّ
ّ
رؤيتػو ليػذا الطػائر بنػكع مػف
ط ْػت َ
ارتَب َ
شػبيو بطػائر الخطػاؼ َكَق ْػد َ
ٌ القرَنيف ،كالذي ىػكالتقاه ذك ْ
النص:
اؿ ُّ
اإلضاءة فعبلَ ،فَق ْد َق َ
137
ثػـ
كع ْس َػكَر عميػو َّ
القػرَنيف إلػى البػاب َ
اء ذك ْ فرسخ َف َج َ
مبني عمى طكؿ َ ( ..فنذا ىك َبق ْصر
ّ
الق ْصػر كالطيػر
طَرَفاه عمػى جانػب َ الق ْصر فنذا طائٌر ةكاذا حديد ٌة جميم ٌة َق ْد َك َض َع َ كحده إلى َ َّو َْت َكج َ
ػبيو بال َخ َّ
طػػاؼ أك ىػػك ػاؼ أك شػ ٌ كأنػػو َخ َّ
طػ ٌ السػػماء كاألرض َّ األسػ َػكد م َعَّمػ ٌ
ػؾ الحديػػدة َبػ ْػي َف َّ َ
ػق فػػي تْمػ َ
ػاؾ
أمػا ك َف َ َّ
ػاؿَ :
القػرَنيفَ .فَق َ
ػاؿ :أنػا ذك ْ
اؿ :مف ىذا؟َ .ق َ القرَنيف َق َ
اؼ ،فمما َس َم َع خشخش َة ذي ْ خط ٌ
ككػذل َؾ حينمػا َخَرجػكا إلػى ضػكء لػيس بضػكء شػمس كال كصْم َت إلى َحّد بػابي؟َ . حتى َ اء َؾ َّ كر َ
ما َ
الم ْص َدر. نيار َّ
نكر) ػ َنَقْمَناه بتقديـ كتأخير يسير مف َن ْفس َ كلكنو ٌ َق َمر كال َ
ػع الك ْسَرة اآلنفة الذ ْكر كيبدك َّ
متفَقا َم َ النص يبدك شبييا إلى َحّد ما ب َما مذككر في َ أف ىذا َّ
رحمتو األكلى لق ْتل خمبابا أك (خكاكا) مف كجكه منيا:
عػر أنكيػدك إف َذ َبع َػد ْ
البػابمي ْ
ُّ الػنص
ُّ كحده إلى َمنزؿ ىذا الكػائف ،كىػك مػا َذ َك َػره َّإنو َتَقَّد َـ ْ
الغابة في َجَبمي؟
صفك َ َم ْف ىذا الذي َكَّدَر َ
أش َّػد
ػب مْنػو َ
أرت َع َ
القػرَنيف الػذي َ
كي ْصػغر ب َح َسػب عبل َقتػو بػذي ْ النص َي ْكَبػر َ
إف الطائَر في ّ َّ
الػنص
ّ بالحديدة الم َعَّمق بيا .كفػي
َ يتضاءؿ إلى أدنى َحّد
َ يجعَمو
اع في النياية أف َ ط َ
است َ
الر ْعب ك َ ُّ
حركتػو
َ أمػا فػي المػأثكر فػأف كمَن َع ْتػو مػف الحركػةَّ .
الريح الثماني َة َىَّب ْػت عمػى خمبابػا َ
َ أف
البابمي َّ
ّ
شَّم ْت بالحديدة الكبيرة الم َعَّمق بيا.
كت ْقػػديـ الطاعػػات ،كفػػي
بالتكسػػل إلػػى ّللا َ
ُّ ػؾ
ػل إلػػى ذلػ َ
تكصػ َ
أف ذي القػ ْػرَنيف َّفػػي المػػأثكر َّ
جمجامش
َ القرَنيف َك َجَبل
الت َشابو َب ْي َف َجَبل ذي ْ
السادسَ :
َّ
العبػارة
َ الشػمس .كىػذه َيْر َحل جمجامش في العمػكد األكؿ مػف َّ
المػكح التاسػع با ّتجػاه م ْطَمػع َّ
َ
فالعبػارة دقيقػ ٌة جػدا فيػي تشػير إلػى َّأنػو َّأت َخػ َذ
َ الم ْشػرؽ!. َّ
أف ال َن ْف َي َـ منيا أنو َّأت َج َو َن ْح َػك َ
َيجب ْ
الم ْغػػرب ؽ َّ ػار َّ
الم ْشػػر إلػػى َ
جاىػػا لمحركػػةَ .ف َك َمػػا َتسػػير الشػػمس مػػف َ
الشػػمس مػػف َم ْطمعيػػا ا ّت َ َم َسػ َ
أختمف التعبير َعْن َيا فػي القػرآف الكػريـ حيػث أشػار
َ يتحَّرؾ بيذا القكس .كلذلؾ
بالنسبة لنا فيك َ
الشمس .كىذا يعنػي فػي الحػالتيف َّأنػو َيسػير بَقػكس مػف الم ْشػرؽفي الرحمة األكلى إلى م ْغرب َّ
َ َ
الم ْغػرب با ّت َجػاه الككاكػب الخارجيػة كأ ْق َمارَىػا أي المػريخ ػ كالمشػتري ػ كزحػل… َّ
كلمػا كانػت إلػى َ
الي َيئة ي ْع َتَبر بالنسبة لنا مفاجئا.
فننو َيصل إلى َجَبل َغريب َ نياية َّ
المكح م َي َّشمة َّ
َ
السػػطكر المفقػػكدة فيػػو حيػػث َيقػ ّػدر طػػو بػػاقر ك َّ
عامػػة َبقػ َػدر ّ
المػػكح التاسػػع متضػّػرٌر بص ػ َفة َّ
الترجمة:
َ خبلؿ
َ اؿ
األكؿ بما ال َيق ُّل عف (ٕٖ) سط ار حيث َق َ األسطَر التالف َة مف العمكد َّ
ْ
لباقر.
(ثـ َبَم َغ جمجامش َجَببل عظيما) كالعبارة ىذه َ َّ
ػاؿ التػػيػامش َبَم ػ َغ الجَبػ َ
أف جمجػ َ
اـ بَن ْحػػك ٕٖ سػػط ار يػػد ُّؿ مػػا َبقػػي مْنػػو َّ
ػاؿ( :ىنػػا انخ ػر ٌ
ثػ َّػـ َقػ َ
َ
سيأتي َك ْصف َيا).
عبػارة مػف العمػكد الثػاني ،كعميػو فػالج ْزء الم َي َّشػـَّبل ماشك) ىذه ىػي َّأكؿ َ (ككاف اسـ الجََ
الت َك ُّيف بيا.
َّبل ماشك ةكالى أشياء أخر َي ْصعب َ
َي َت َض َّمف َك ْص َفا مسيَبا لكيفية كصكلو إلى الجَ
141
اإلضػاء َة أك األَش َّػعةَ! .كىػذا َيػد ُّؿ
َ ػع أجسػاـ َت ْس َػت ْخدـذلػؾ َفَق ْػد َح َػد َث ْت معركػ ٌة مػا َم َ
ػل َ أما َق ْب َ
جمجػامش
َ أف
مكىا إلى (األسكد) ك َّ داللة كافية عمى َت َشابو الرحمتيف األكلى كالثانية َب ْي َد َّأنيـ َتْر َج َ
كج َعَم َيا َتفُّر مْنو!.
ض عمييا َ انق َّ
فاس َت َّل سي َفو ك َ
رآىا في حْمـ كىي َت ْمَرح ْ
الترجمة:
َ ىذه ىي
سكد َف َت َمَّم َكني ُّ
الر ْعب رأيت األ َ
(سيف) َّ
كصم ْيت َلو َ َرَف ْعت رأسي إلى
ظو حْم ٌـ َرآه
ط َجع فأيق َأض َ كفي المساء ْ
سكد) َح ْكَلو َت ْمَرح َم ْسركرة
أر (األ َ
في ضكء سيف (القمر)
است َّل سي َفو مف َغ ْمده
فأسو بيده ك َ
َرَف َع َ
كالس ْيـ
ض عمييـ َّ انق َّ
كَ
كج َعَم َيا َتفُّر مْنو
َف َضَرَب َيا َ
ػق مْنػػو سػػك
فالس ػ ْطر (ٖٔ) لػػـ َي ْبػ َ
ػنصَّ . الترجمػػة فػػي الػ ّ َّ
كلكننػػا ال َنجػػد أصػػبل لم ْثػػل ىػػذه
َ
حيف بالحيػاة) كالػذي يميػو ىػك( :أَ َخػ َذ مفردتاف( :فاستمقى ػ خائفا) كمػا َب ْع َػده فيػو مفردتػافَ ( :فػر َ
ػع
ػاف عمػػى مػػا َسػ ُّػمكه (األسػػكد) أك عمػػى غيرَىػػا َمػ َ
إف كػ َفأسػػا فػػي يػػده)… كأذف فػػاليجكـ ال ي ْعَمػػـ ْ
لبقية المفردات. الترجمة َّ
َ افتَراض صحَّة
سكد) المذككرَة لـ ت ْق َت ْل ،بل (ك ّسَر ْت) ،كىك المفع الػذي أ ْثَب َتػو األحمػد أف (األ َ ذلؾ َّ
َيد ُّؿ عمى َ
نده بثبلثة معاف ىيَ ( :ق َت َل ػ َك َسَر ػ َى َّش َـ). ع (بارارك) ع َ أف َل ْف َ
في ترجمتو بالرغـ مف َّ
اآلف في البرية أك الصحراء حيث األسػكد كالكحػكش عامة َيْنَبغي َلَنا أال ن َسّم َـ َّأنو َ
كبص َفة َّ
أف ن َتْرج َـ بقايا العمكد إلى ج َمل م ْح َك َمة ت ْعجبَنا!. لمجرد َّأنَنا يمكف ْ
َّ
السػ ْطر الثػامف َع َشػر ىػك بقػي فػي َّ ككػل مػا
(ج َعَم َيا تفُّر مْنو)ُّ ،العبارة َ
َ النص
كجد في ّ فبل ت َ
َ
كػاف
ػف إذا َ
فكي َ
(كس َػرىـ)ْ .
الف ْعل (بارارك) َكَق ْد َكَق َع كاحتمػاؿ عمػى ضػمير الجماعػة .كالنػاتج ىػك َّ
كيعكد إلى ح َزـ اإلضاءة؟.
بلش ْت) َ
(ت َ المعنى الدقيق ىك َ
متفرَق ٌة م ْثل:
بقية الم ْفَردات فيي ّ
أما َّ
ك َّ
(أ ْك َمَم َياَ ،رَمى ،اسـ السابق ،اسـ الثاني ،رفع إلى ،الػرب ،ثمانيػة كعشػركف) َّ
ثػـ ال َت ْظ َيػر
اسػـ
(إف َ حػد ٕٖ سػط ار فينتيػي العمػكد الثػاني الم ْمكػف القػراءة كأكلػوَّ :
اضحة إلػى َّّأية سطكر ك َ
َّبل ماشك).
الجَ
141
ػل (ماشػك) ىػذا
إف َجَب َإثبػات نتيجتػيف :األكلػىَّ :
َ اآلف باالعتماد عمػى ىػذا العمػكد
فمنحاك َؿ َ
القرَنيف.
محطة انطبلؽ أكلى لذي ْ َّ كي َدؼ أكلي أك
ّ ىك َن ْفس َجَبل (قاؼ) المذككر َ
خبلؿ َشْرحو
َ عمي (ع) َّبل المحيط) الذي ي ْذكره اإلماـ َّّّبل ىك َن ْفس (الجَ
إف ىذا الجَ
الثانيةَّ :
القرَنيف كالذي ىك َجَبل الفيض المغناطيسي بحقميو الشام َخ ْيف. لرحمة َ ذي ْ
ّ
ذلؾ ال بَّد لمقارئ الكريـ مف َض ْبط ما َذ َكْرَناه عف تْم َؾ النصكص في َّأكؿ ىػذا ال َف ْصػل كَق ْب َل َ
كمعػاني المفػردات
َّ كت ْس َتند ىذه النتػائج إلػى أكجػو التشػابو المفظػي إذ يأتي ىنا تطبيق نتائج َياَ .
ّ
ػػع التصػ ُّػػكر العممػػػي
َّبػػػل َمػ َ
التصػ ُّػػكر عػػػف الجَ
كحَرَكػػػة الشػػػخكص ةكاجابػػػاتيـ كالػػػى ا ّتفػػػاؽ ىػػػذا َ
َ
ّ
األكجو بالنقاط اآلتية: كت َتَرَّكز تْم َؾ ْ
لممغناطيسية األرضيةَ .
َ
الصدفتيف.بالم َحارة ذات َّ الصكرة َ الع ْقَربَ .كَق ْد يمكف تشبيو ُّ َ
الك َسط.
اش َتَرَكا في َأف ىناؾ حقبلف متقاببلف لم َف ْيض ىما م ْثل ق َّمتيف لجبميف ْ َّ
الح ْقػػل الم ْشػ َػتَرؾ فيبػػدك َّ
ككأنػو ق َّم ػ ٌة كاحػ َػد ٌة .كىنػػاؾ حقػ ٌ
ػكؿ ص ػ ْغَر األب َعػػد كىػػك َ
ظػػل ْ
بينمػػا ال ّ
َمٌر شػديد التعقيػد كليسػت المغناطيسي ىك أ ْ لمح ْقل
العممي َ
َّ التكضيح
َ فنف
عيةٌ .كبالطبع َّ كك ْبَر فر َّ
ّ
لمػنص
ّ المفظيػة
َّ المزيد مف الدالالت كاف َي ْكشف عف َ َلو ضركرة ك ْبَر لمقارئ في ىذا َ
الب ْحث ةكا ْف َ
الممحمة كالمأثكر.
َ القرآني ك
ّ
المْم َح َمػة
اختػار ْت َ
َ الحْقَمػيف ،بينمػا
(الص ْػدفيف) لئلشػارة إلػى َ ػارَة َّ
آني عَب َ
النص القر ُّ
أختار ُّ
َ َلَق ْد
ألف
الش ْػكل َّ آنػي عمػى َّالػنص القر ُّ
ُّ أما مػف حيػث َّ
الش ْػكل َفَق ْػد انطػك عبارَة (التكأميف) َك َما سنر َّ . َ
الصػ ْػدفاف بمعنػػى (غ َشػػاء الػ ُّػدَرة) ال َّ
الصػػدفة ػاف َّ
بخاصػػة إذا كػ َ
َّ ػارَة َك َمػػا َت ْعَمػػـ فييػػا خطػػكطٌ
الم َحػ َ
َ
الصمَبة ،كىك ما َذ َكَرْتو َب ْعض التفاسير كالمعاجـ َك َما في تفسير (أنكار التنزيل) لمبيضاكي. َ
عية كىي عمى َش ْكل تكائـ أك ْأزَكاجَ .كَك َمػا تبلحػع الخارجية كالفر َّ
َّ أف ىناؾ َتَقاببل لمحقكؿ
َّ
145
ػل ىػػذا إشػػارٌة إلػػى ػائي لبػػاقَر َّات َسػ َػـ بالعش ػكائية حينمػػا َقػ َ
ػاؿ مضػػي َفا( :كَل َعػ َّ ػق النيػ َّ
لكػ َّػف التعميػ َ
الغربية)!!.
الشرقية ك َّ
َّ لبناف
القدماء لجَباؿ َ َ اقييف
َت َص ُّكر العر َ
يتحػ َّػدث عػػف َجَبػػل كاحػػد بصػػي َغة الم ْفػ َػرد
ػذاجة بحيػػث َ ػي القػػديـ مػػف السػ َ ػيس العراقػ ُّ أَقػ ْػكؿ :لػ َ
أف
الشػػمس ك َّ الشػػمس كم ْغػػر َب َّ
ػع َّ
ػت) ،كيقػػكؿ َّأنػػو َي ْحػػرس َم ْطَمػ َ
(حيػػث إبقػػاه بػػاقر م ْفػ َػرَدا َك َمػػا رأيػ َ
َ
أسػفَمو َيْنػزؿ
اء ك َالس َػم َ
أف ق َّم َتػو َتب ْػل غ َّكائنات مْرعَب ٌة ك َّ
ٌ الترجمة)
َ (الرجاؿ العقار َب حسب
َ اسو
حَّر َ
لبنػاف
َ تصػكرىـ عػف جَبػاؿُّ ذلػؾ ىػك
لعػل َ ذلؾ كّمػو يقػكؿ المتػرجـ َّ كب ْع َد َ
األس َفلَ ..
إلى قمب العاَلـ ْ
الغربية!.
الشرقية ك َّ
َّ
مكية؟.
طة بأمكر ككنية كف َّ بكل تْم َؾ الخصائص الغريبة كالمْرَتب َ لبناف ّ
فما ىي عبل َقة جَباؿ َ
افتَر ْضػػػَنا َّأنػػػو مػ ْػػرَتب ٌ
ط بالمشػػػي
ّ ىامػػػ ٌة إذا َ
ع (ماشػػػك) َلػػػو مػػػف ج َيػػػة أخػػػر داللػػػ ٌة َّ
ػػف َل ْفػػػ َ
لكػ َّ
العربية.
َّ كالم َماشاة في
بالر ْجل األخػر . الحَرَك َة التي ت َؤَّدي فيو كالتي ىي اقتراف َحَرَكة ّ
الر ْجل ّ طابق َ
فالمشي َل ْفعٌ ي َ
طكي ضمنيا عمى كجكد زكجيف أك تكأميف. فيك َيْن َ
َّبل باسـ (قاؼ) .كىك لفعٌ مرتبطٌ باالقتفاء فيػك أيضػا حركػ ٌة َلَق ْد َعَّبَر المأثكر عف ىذا الجَ
اآلخػر ػل ط يقفػك ال َخ َّ اني ٌة َب ْي َف اثنيف َب ْي َد َّأنو ّّ
َ الح ْق َ
يقفػك َ
ككػل َح ْقػل َ
اآلخػرُّ ،
َ ػط فكل َخ ّ َ
عاـ جداُّ . اقتر َّ
َّبل بكاممو يقفػك حركػ َة األرض المحػكرَّي ة ،كيقفكىػا كىػي خبلؿ الدكراف المحكرّي لؤلرض .كالجَ َ
كػاف العْمػـ ال يسػتطيع حكؿ َّ
الشمس ،إذ ي ْح َت َمل كجكد عبلقػة َب ْػي َف الحػركتيف ةكا ْف َ بحركة الدكراف َ
اآلف. َّ
البت بيذه المسألة َ
الرسػػـ
ؼ (قػػاؼ) فػػي المغػػة العربيػػة مشػػاب ٌو جػػدا لخطػػكط ال َفػ ْػيض مػػف حيػػث َّ
أف َحػ ْػر َ
عمػػى َّ
ك َّ
الش ْكل.
ػنص .فينػػاؾ تكأمػػاف أك زكجػػاف متقػػاببلف ليسػػا مػػف ال ػ َذ َكر كاألنثػػى ،ةكاَّن َمػػا مػػف بػػاب ْ
النصػػف الػ ّ
الح ْقل األيمف كاأليسر. المكجب كالسالب أك َ َ اآلخر أك
َ النصف
ك ْ
َّت
األرجػػل إذا َصػػح ْ
ػنص الركائػػي الػػذي اسػ َػت ْخ َد َـ األيػػدي َبػ َػد َؿ ْػع الػ ّ
كىنػػا َت ْظ َي ػر العبلقػػة َمػ َ
النص:
اؿ ُّ فرضيتَنا بككنو (عقربا ذا ْأرجل) ،إذ َق َ
الم ْشرؽ)
الم ْغرب كاألخر في َ (يده في َ َ
ككل بظْممة َّ
الميػل كضػكء َّ
الن َيػار) ػ البرىػاف ػ ٜٗٛػ َ س الكظي َفة حيث ىك (م َّ ٌ
فيك ي َؤّدي َن ْف َ
المْم َح َمة:
ـٕ .كفي َ
مشرؽ َّ
الشمس) ٜ/ػ عٕ. مس عْن َد م ْغرب َّ
الشمس كعْن َد ْ (يحرس َّ
الش َ
َ
الشمس ال يعني سك ظْممة َّ
الميل. الن َيار ،كم ْغرب َّ
فالمشرؽ ابتداء ضكء َّ
ْ
َ
148
الحارس:
الت َشابو في ردكد ف ْعل َ دَّ -
لجمجامش:
َ َّبل
المْم َح َمة الباب َّمية يقكؿ حارس الجَ
في َ
البعيد؟
َ الطريق
َ زم َت
لماذا َل ْ
كصْم َت أمامي؟ كلماذا َ
اختَرْق َت الب َح َار َّ
الشا َق َة العبكر َ
أف َتْبمػ َغ ىػػذا
آد َـ ْ
اؾ يػػا ْبػ َػف َ
المَمػػؾ لػػذي القػْػرَنيف( :مػػا الػػذي َقػ َّػك َ
ػي فيقػػكؿ َ
ػنص الركائػ ُّ
أمػػا الػ ُّ
أحٌد مف ْقبم َؾ م ْف كْلد آدـ مف األنبياء كالمْر َسميف؟) ضع الذي لـ يبم ْغو َ المك َ
أحدا لـ َيبم ْغ ىذا المكض َع مف َق ْبل:
إف َ
لجمجامش َّ
َ َّبل
اؿ حارس الجَ
كم ْف ج َية أخر َق َ
ذلؾ يا جمجامش
إنساف َي ْس َتطيع َ
ٌ كجد
ال ي َ
َّبل
الب َشر َم ْسم َؾ الجَ
َحٌد مف َلـ َي ْعبْر أ َ
ػذير مػف حػارس القرَنيف مف سمكؾ ُّ
الت ْح َ
الظْم َمة في َك ْقت نبلحع فيػو َ المَمؾ ذا ْفكذلؾ ي َح ّذر َ
َ
لجمجامش:
َ َّبلالجَ
يم َّتد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة أف داخَم َيا ْ
نكر
كجد ٌظبلـ َحال ٌؾ كال ي َ
كال ّ
كصػف َعَقَبػات
أسػتمَّر فػي ْ
َ س
أف الحػار َ
البابمي َيْن َخرـ ىنا أيضا حيػث ي ْح َت َمػل َّ
َّ النص
كلكف َّ
الرحمة.
المْم َح َمػة فيمػا َب ْعػد الحػارس أك مػا َّ
أك َد ْتػو َ التأكيد عمى َع َدـ كجكد نكر مف قَبػل ََ أف
كمعمكـ َّ
ٌ
فالفضػاء
َ ألم َػر مػف َق ْبػل.
أكض ْحَنا ىػذا ا ْ
دقيق لطبيعة ال َف َضاءَ .كَق ْد َ
ٌ كصف خبلؿ الرحمة َّإن َما ىك ْ
َ
حتػػى غَبػػار َي ْعكػػس لعػ َػدـ كجػػكد أجسػػاـ كال َّ
س َ ػاف المسػػافر يػػر َّ
الشػ ْػم َ م ْظمػ ٌػـ دكمػػا َّ
حتػػى كلػػك كػ َ
ذلؾ ىك مسأل ٌة فيزيائي ٌة رَّبما َتككف غائبػة عػف األذىػاف .فالضػكء َن ْفسػو ال ي َػر كسَبب َ الضكءَ ،
َ
الس َماء َّأيػ َة
كلذلؾ ال َيَر رَّكاد ال َف َضاء في َّ
َ م ْطَمَقا ةكاَّن َما تمكف ر َ
ؤية األجساـ عْن َد انعكاسو َعْن َيا
الش ْػمس طالعػة عمػييـ (كىػي دكمػا طال َعػ ٌة فػي ال َف َضػاء). كانػت َّ المْرَكَبػة َّ
حتػى لػك
ْ إضاَءة َخػار َج َ َ
المْرَكَبة ال يركف سك أْنفسيـ!! فخارج َ
ذلؾ ُّأنو َك َص َل إلى كككب أك َق َمػر
ائي ،فمعنى َ النص الرك
المْم َح َمة أك ّ ُّ
كحيف َيَر النكر في َ
َ
ّ
لكككب ما ،كىك ما َسنبلحظو في ال َفَقَرة اآلتية عف أ َْكجو َّ
الت َشابو. التابعة َ
مف األ ْق َمار َ
152
كب ْػي َف المفػع (سػابيتـ) البػابمي الػذي يعنػي بائعػ َة ال َخ ْمػر ط َب ْػي َف ىػذا المفػع َ
ككاف باقر َق ْد َرَب َ
َ
طريقػػة
ػل َي ْع َتمػػد عمػػى َك(سػػباء) أي بػػائع ال َخ ْمػػر .لكػ َّػف ىػػذا التأكيػ َ
كبػ ْػي َف المفػػردة العربيػػة (سػػبأ) َ
َ
المَقاطع. اءة كتقطيع َ القر َ
الب ْحػر أك
أعمػاؽ َ
َ عبػارة (التػي َت ْسػكف
ػع (أيناسػاباف تػامتي) إلػى َ
طَ الم ْق َ
فاألح َمد مثبل َت ْػر َج َـ َ
ْ
الب ْحر).
ظبلـ َ
َ
اسػع س َػعة عظيمػة
ػل مػا ىػك ك ٌ
الب ْحػر كلك ّ
لئلشػارة إلػى َ
َ َكَق ْد أست ْعم َل المفػع (تػاـ) ك(تػامتي)
الممػؾ ي
اعتقػاد َح ْػك َؿ المعنػى المغػك ّ ألسػـ ٌَ ال َت ْح َتاج ىػذه ال َفَق َػرة إلػى إيضػاح م ْس َػيب َف َث َّمػة
أف معنػػاه َي ْشػ َػبو المعنػػى الػػذي يقػ ّػدره
اؿ عػػف أسػػـ ذي القػْػرَنيف .إذ َّ (جمجػػامش) كَم ْفػػع ،كَث َّمػػة سػؤ ٌ
اسـ.
القرَنيف َلَق ٌب ال ٌ أف ذا ْ ذلؾ َّ
كسَبب َ
عَم َماء اآلثار ألسـ جمجامشَ .
طػاؿ جميػع
َص َػب َح م َثػاال ي ْح َتػذ بػو فػي أ َْب َ
جمجػامش ىػذا الػذي أ ْ
َ اؿ طو باقر( :عجبا! م ْف
َق َ
األ َمـ عمى األرض؟)
157
ػجَرة) .كلػك أََرْدَنػا ترج َمػ َة
(:الرجػل الػذي يْنبػت َش َ
اؿ َّذلؾ المعنى الم ْح َت َم َل لبلسـ َفَق َ
َكَذ َكَر َب ْع َد َ
العبارة إلى ألفاظ العراقييف اليكـ َفَم ْف َنج َد أ ْف َض َل مف مفردة (عائش أك عيػاش) كمػا شػابو، َ ىذه
ذرية أك َي ْف َعل أفعاال ت َخّمده ال ي َعُّد ميتا ،فيك عْن َدىـ (عاي ٌ
ش). أف الذي يْنبت َش َجَرة كي ْخّمف َّ
إذ َّ
بنحك ما. فنف َم ْعَنى المفع يدكر َح ْك َؿ استمرار الحياة ْ كم ْف ىنا َّ
أف َرجػبل القرَنيف َفَق ْد َكَرَد في كتاب (النكر المبيف) ككتاب (البرىاف) كغيرىمػا َّ أما أسـ ذي ْ َّ
ػؾ َب ْع َػد الطكفػاف).ككػاف َق ْػد َمَم َ
َ (كػاف أسػمو عيػاش َ ػاؿ:
فق َالقػرَنيف َ
َؿ عميػا (ع) عػف أسػـ ذي ْ َسأ َ
القرَنيف ،كفي كتاب البرىػاف مػف َش ْػرح سػكرة قصة ذي ْ مكجكد في النكر المبيف في َّ ٌ النص ىذا
ك ُّ
المرَّقـ (.)ٕٚ
الكيف في الحديث َ
الػنص القرآنػي،
ّ ّ المػذككر فػي
َ ػؾ
المم َ
الكلي َ
َّ القرَنيف في ىذا الكتاب كمعمكـ إَّننا َن ْقصد بذي ْ
ٌ
اسػت َع َاره
ػديـ َ كىك َغ ْير اإلسكندر المَمَّقب أيضا بيذا َّ
ػب َق ٌالقػرَنيف ىػك َلَق ٌ
ػب ذي ْ أف َلَق َ
ذلػؾ َّ
المَقػبَ ،
طػل جمجػامش الب َ
أك َد طو باقر َبقكلو( :ك َ اص كثيركف مْنيـ اإلسكندر َك َما َّ أش َخ ٌاألكؿ ْ
مف َصاحبو َّ
أسػ َػماء مػػف األ َمػػـ
ظػػـ اآلداب القديمػػة ةكا َّف أعماَلػػو نسػ َػب ْت إلػػى ْأبطػػاؿ أك ْ
ػل اسػػمو إلػػى َم ْع َ
أنتَقػ َ
َ
األخر م ْثل (أخيل) ك (ىرقل) ك(اإلسكندر) ك(ديسيكس) في األكديسة).
ػب بػػذي َّ
ػكندر لّقػ َ
أف اإلسػ َ
ػب ال االسػ َػـ .فالمشػػيكر َّ
ػل ىػػذا االسػػـ مػػا لػػـ يعػػف المَقػ َ
ػف أْن َتَقػ َ
َف َك ْيػ َ
فنف
األصلَّ ،طَميف في ْ الب َ
يؤكد ك ْح َد َة َ
فنف ىذا الذي يقكلو باقر ّ ذلؾ َّ بجمجامش .كعمى َ َ القرَنيف ال
ْ
القرَنيف ،كىك َن ْفسو الذي َي ْذكره القرآف الكريـ.
األكؿ بذي ْ(جمجامش) ىك المَمَّقب َّ
َ عياش
َ
نص آ َخٌر لئلماـ عمي (ع) َّإنو َّأكؿ كلي يككف مف الممػكؾ ،ك َّأكؿ مػؤم ٌف َم َّك َػف هللا َكَق ْد أ َّ
َك َد ّّ
ّ ّ
َلو في األرض.
ػنف
ػتار ،فػ َّ
إف َم ْعَنػػى أسػػمو َيػػد ُّؿ مػػف ج َيػػة أخػػر عمػػى مػػا َذ َكْرَنػػاه مػػف َح ْتمَّيػػة عػػداءه لعشػ َ
َّ
فالع َداء بيَنيمػا
البَقاء عمى الحياة ،كعشتار ىي حيا ٌة مْنَقط َعةٌَ . الر ْغَبة في َ اش) ىك الشديد َّ (العي َ
ّ
جمجامش:
َ م ْس َت ْحك ٌـ َت ْفرضو األسماء مْنذ كالدة
الدتو؟
اع َة ك َ
جمجامش َس َ
َ َم ْف َغ ْيره س ّمي
َ
الممككية
َّ التاسع :التشابو في
ػؾ ف ْعػبل فػي كاف ىذا التشابو كاض َحا َب ْع َد تأكيد النصكص عمى ككف ذي ْ
القرَنيف َق ْػد َمَم َ َلَق ْد َ
(إنا َّ
مكَنا َلو في األرض) كالذي َيد ُّؿ في العادة عمى المْمؾ. كب ْع َد التعبير القرآني َّ
األرض َ
ّ
158
ػؾ
جمجػامش َمَم َ
َ أف
أمَار مفركغا مْنو ،إذ الثابت تاريخيػا َّ
َصَب َح ْت ْ
جمجامش َفَق ْد أ ْ
َ أما ممككية
َّ
كجاء اسمو في َث ْبت الممكؾ السكمرّي مف سبللة الكركاء األكلى كىػي ثػاني سػبللة َ في الكركاء
َت ْحكـ الكركاء َب ْع َد الطكفاف ،إذ َح َك َم ْت َقْبَم َيا سبللة كيش األكلى.
الخامس مف ممكؾ تْم َؾ السبللة. َ كيأتي ترتيبو
ػو الكحيػ َػد فػػي
الكجػ َ
ػات ْػيء مػػف الطرافػػة عنػػدما َأرْدَنػػا إثبػ َ
أمػػر آ َخػػر فيػػو شػ ٌ
َكَقػ ْػد َع َثْرَنػػا عمػػى ْ
داـ
القػرَنيف َ أف ح ْك َػـ ذي ْ
عمػي(ع) عمػى َّ نػص اإلمػاـ ّّ االختبلؼ بيني َما كىك َّ
(مد َة الح ْكػـ) ،حيػث َّ
جامش َفَق ْد َحَّد َده إثبات الممكؾ بمائة كستة كعشػريف سػنة .أقػكؿ َ أما ح ْكـ جم ثبلثيف سنة َفَق ْطَّ ،
ػات الممػػكؾ َحػ َّػد َد َف ْتػَػرَة ح ْكػػـ ألبػػف
أف إثبػ َ
حيػػث ْأكَرْدنػػا ذ ْكػَػر ىػػذا االخػػتبلؼ الكحيػػد بيني َمػػا َك َجػ ْػدَنا َّ
جمجامش المسمى (أكر ػ لككاؿ) مقدارىا ثبلثكف سنة.
القػرَنيف ىػك أبػف
أف ذا ْ جمجػامش لكلػده لككػاؿ أـ َّ
َ ػب سػن َّي
َّـ كاتػب الممحمػة َف َح َس َ َف َي ْل َت َكى َ
ذاتو؟
جمجامش ال جمجامش َ َ
اـ بو أبكه مف َق ْبل؟
جمجامش عف (عيف الحياة) كيع ْد ما َق َ َ فمماذا لـ َي ْب َح ْث ابف
جمجامش؟
َ كلماذا لـ َيص ْل إلينا مف ىذا االبف ما َك َص َل عف
أف يكػػك َف ناسػػخ َث ْبػػت
ػدث .كلكػ ْػف مػػف الم ْح َت َمػػل جػػدا ْ
أف شػػيئا مػػف ىػػذا لػػـ يحػ ْ
إّنػػي أَر ّجػػح َّ
أف
ػب َّ أست ْك َثَر مَّد َة ح ْكـ ابنػو الغيػر مشػيكر َف َح َس َ
الشيير ك َ
َ جمجامش
َ أستقل َّم َدة ح ْكـ
َّ الممكؾ َق ْد
كانػت
ْ ػت عػف ألػكاح أ ْق َػد َـ خاصة ك َّأنو َق ْػد َنَق َ
ػل ال َث ْب َ طأَ فقاـ ىك بالتصحيح َّ الكاتب السكمرَّي َق ْد ْ
أخ َ َ
األم َػر فػي َث ْبػت الممػكؾ مػف كتػاب طػو ػع ْ ذلؾ الناسػخ َن ْفسػو فػي التػذييل .فراج ْ َّ
ميش َمة َك َما َذ َكَر َ
(مقدم ٌة في تأريخ الحضارات).باقر ّ
سبلمي القريب تاريخيػا مػف م ْثػل ىػذه
ُّ كم ْثل ىذا األمر كثي ار ما َي ْحدثَ ،فَق ْد عانى التراث اإل
عجة مف ُّ
الن َساخ. (التصحيحات) المز َ
ػع اعتقػاده بضػركرة َف ْت َػرة
تقديره ىػذا َم َ
َ فنف
تتفق عْن َده أصبل َّ
أما إذا كانت ك َسر األلكاح لـ َّْ
التصكر. ّ أش َير ستككف كاقعة حتما لكجكد عامميف يساعداف عمى م ْثل ىذا أكثر ل َم ْف ىك ْ
ح ْكـ َ
159
ش غيَرات الن ْسبَّية في َّ
الزَمف عَمى جْم َجام َ َّ
الت ُّ
ػبي
الت َغُّيػَػر النسػ َّ
ػابمي َ ىامػ ٌة جػػداَ ،فَقػ ْػد َنَقػ َ
ػل لنػػا الكاتػػب البػ ّّ المْم َح َمػػة َّ
المقطكعػ َة مػػف َ
َ إف ىػػذه
َّ
الم ْكت كالحياة. ف َّ
كب ْي َف قانك َ التغير َ ط َب ْي َف ىذا ُّكرَب َلمزَمف مف خبلل َيا بمبا َقة كذكاء َ
أف
نسػػبية اينشػػتايف حيػػث َذ َكػػركا َّ
َّ ػيف فػػي َشػ ْػرح
المدرسػ َ
ّ المقطكعػػة ت ػ َذ ّكرنا بطرائػػق
َ كىػػذه
ػؾ كىػي َت ْخبػز
أم َ
ػت َّ
(ى ْل َرْأي َ
فنف األستا َذ يقكؿَ :
النسبية؟) َّ
َّ عندما َي ْسأَؿ األستا َذ( :ما ىيالطال َب َ
ػب يجيػػب( :نعػػـ ،)..فيقػػكؿ ػبية ،كلكػ َّػف الطالػ َ
اؿ الجديػ َػد ال عبل َقػ َة َلػػو بالنسػ َّ الخ ْبػ َز؟) .كيبػػدك السػؤ َ
قػكـ بجكَلػة فػي ػؾ أف َت ََع َجَب َ
ػث فأ ْ غيػف الثال َ
الر َ ض َّأن َؾ كْن َت َتْنظر إلييػا َكَق ْػد أ ََت َّم ْػت َّ
األستاذ( :لَن ْفر َ
ػؾ زْد َت السػر َع َة إلػى مػا ىػك ػع الغػداء َّ
كلكن َ عػكد َم َ
كت َ ػل َ الع َم َ
حػيف إ ْتمام َيػا َالككف بسْر َعة الضػكء ل َ
جػيف م َغ َّ
طػى ،كحينمػا سػأْل َت َيا الع َ عنػدما َك َج ْػد َت َ
ػت َ فكجئ َ ْ ػت
أكثر مف سػر َعة الضػكء ،كحينمػا َر َج ْع َ
العجيف؟!")
َ "أيف الخ ْبز؟" َقاَلت "أي خبز؟ َّإنني لـ أخب ْز ك َ
أنتظر َت َماس َؾ َ
ػاد َة السػػرعة إلػػى مػػا فػػك َؽ سػػرعة الضػػكء َّأد ْت إلػػى
(ألف زيػ َ
ذلػػؾ بقكلػػوَّ :
كيبػ ّػرر األسػػتاذ َ
انعكاس في َحَرَكة َّ
الزَمف).
كلكػف ىنػاؾ َت َغُّيػ ار شػامبل فػي المكضػع بحيػث ْ ع مف ىػذا النػكع.
سر ٌ
المْم َح َمة َ
كجد في َ
ال ت َ
يتغي َػر َب ْػي َف نظػاميف مختمفػيف .كىػذا
أف َّ بػالزَمف .فالشػعكر َّ
بػالزَمف ال ب َّػد ْ تغيػر الشػعكر َّ
َّأد إلى ُّ
األسمكب كىك األرغ َف َة التي َت ْخرج
َ س است ْع َم َل الكاتب َن ْف َ
مرة أخر فضائي َة الرحمة حيث َ يؤكد لنا َّ
ّ
مف َّ
التنكر.
أف
ػامش َّ
أف يَبػ ْػرى َف لجمجػ َ
ػؾ أكتػػك ػ نكبشػػتـ القاصػػي (نػػكح الطكفػػاف) حينمػػا أرَاد ْ
ػل ذلػ َ
َف َعػ َ
ذلؾ الج ْزَء المتبقي مْنو (الج ْزَء البشرَّي).الخمكد يحتاج إلى نظاـ مختمف ال يبلئـ َ َ
بكل أبعاده ،كىك ما ال َي ْقػدر عمػى ُّ
أرضي ّ
ّ
المرتبط بنظاـ
َ الب َدف
ص مف ىذا َ فعميو أكال التخم َ
ػق ف ْعمػػو جمجػػامش إالَّ بػػالمكت .كىنػػا َي ْظ َيػػر َجػ َػدؿ التنػػاقض مػػف حيػػث أ ْ
َصػ َػب َح المػػكت ىػػك الطريػ َ
ألف
ذلػؾ َّ
ص مْنػوَ ، ُّ
يصػبح الخػبلص ىػك فػي مػا تريػد الػتخم َ الكحيد لمفرار مف المػكت!! ،كبحيػث َ َ
حقيق ػ َة هللا م ْط َمق ػ ٌة ال َت ْسػ َػمح بكجػػكد آ َخػػر َم َع َيػػا َي َّتسػػـ بالديمكمػػة كالبقػػاء إالَّ بمقػػدار إق ػرار ىػػذا
كىميػ ٌة ليػذا الفنػاء مكضػكع ٌة لبلختبػار َّ الكجكد بفنائو دكما .فالمكت ليس فناء ةكاَّن َما ىك صكرٌة
ػق
كىمية لمحيػاة الفعميػة .ةكا َّف (آنػك) َق ْػد ( َخَم َ
َّ عبارٌة عف صكرة
الدنيا التي ىي َ شأف الحياة ُّ
شأنو َ
المكت كالحيا َة مف سْنخ كاحد كمػف َجػ ْذر تكػكيني م ْش َػتَرؾ) لئلعػبلف عػف َت َف ُّػرده .فػاإلقرار بككنػو
َ
ّ
م َت َسّمطٌ كقاىٌر مف خبلؿ التبلحـ َب ْي َف المكت كالحياة ىك السبيل الكحيد لتحصيل البقاء َم َعو.
161
أضػا َف َيا الكاتػب
المْم َح َمػة ليسػت سػك أكىامػا خرافيػة َ القطعػ َة مػف َ
َ أف ىذه
َلَق ْد بدا لمبعض َّ
أف أكتػك ػ نكبشػتـ فػي كككػب كلكف حساباتَنا أ ْثَب َت ْت عمى َن ْحػك مػا َّ
مف خيالو ألسباب مجيكَلةَّ .
تتطابق م َع الفػكارؽ اء بفكارؽ َّ
نسبية َب ْي َف النظاميف كج َ
جمجامش َ
َ االختبار عمى ز َحل أجر ىذا
َ َ َ
اآلف.
الفعمية التي َن ْعرف َيا َ َّ
الػزَمف كاخػتبلؼ الشػعكر مػف ج َيػة المْم َح َمة ظاىَرَة النكـ إليجاد المَبّرر لتغيير َّ
كاس َت ْخ َد َم ْت َ
أف الالحّد ،فمـ َي ْطم ْػب مْنػو ْ الخالديف ال ينامك َفَّ .
كلكف أكتك ػ نكبشتـ لـ َيك ْف قاسيا إلى ىذا َ َ أف
َّ
طبيعػة ز َحػل كالػذي ىػك المكضػع الػذي
َ كفػق
ينػاـ َ
كلكف يتكجَّب عميػو فػي األَ َقػ ّل أف َيناـ مطمقاْ ، َ
اآلف كَقَّد َـ فيو َم ْطَمَبو بالخمكد.
َك َصَمو َ
َّ
ست َة َّأياـ َفَق ْط َم َع ليالييا. اـ
أف ال َيَن َ
أف عميو ْ
لجمجامش َّ
َ اؿ أكتك ػ نكبشتـ
َق َ
أك ىػك شػعكرَنا بالسػنيف أك ىػك حاصػل باأليػاـ ف يككف الشعكر َّ
بالزَمف؟ أىك شعكرَنا َّ َف َك ْي َ
منية؟. تمؾ األجزاء َّ
الز َّ لكل َ
جمع ّ
باأليػػػاـ كالشػػػيكر كالسػػػنيف
ػػب ،فيػػػك شػػػعكرَنا َّ ػػعكر َّ
مركػ ٌ ػػعكر بػ َّ
ػػالزمف ىػػػك شػ ٌ أف الشػ َ
يبػػػدكا َّ
األرض َن ْفس َػيا
ألف فػي ْ
العػاـَّ ،
ّ مرتبط بشعكرَنا بالع ْمر َن ْفسو كم َعَّدلػو
مت َكحّد َ
كأجزائ َيا في مجمكع َ
أف
ات عمرَىػػا (ٕٗ) سػػاعة َفَق ػ ْط كىػػي ال َت ْشػػعر بػػالطبع َّ
َع َمػػار مختم َفػػة ،فينػػاؾ َح َشػ َػر ٌ
كائنػػات بأ ْ
يتجاكز ىػذا الم َع َّػد َؿ إلػى ( )ٕٛسػاعة مػثبلَ قصير إلى َحّد م ْس َت ْغَرب كسيككف شعكر مف ٌ مرَىا
ع َ
ريف!!. َّأنو أ ْ
َصَب َح مف الم َع َّم َ
ػالزَمف َن ْف َتػػرض َّأنػػو يَناسػػب َعػ َػد َد َّ
األيػػاـ فػػي ػل إلػػى صػػياغة رياضػ َّػية لمشػػعكر بػ َّفمكػػي َنصػ َ
تقسيـ صغرك ّّي كالسنكات أجز ٌ
اء ك ْبَر . ٌ فاألياـ
السَنةَّ ، َّ
فػنف َسػَن َتو ت َعػادؿ (ٖٓ) سػنة مػف
األرضية ىك ٓ ٖٙيكما .أما في ز َحل َّ
َّ السَنة
كع َدد َّأياـ َّ
َ
كيكمو يعادؿ (ٓٔ) ساعات مف ساعاتَنا. األرض َ سن ّي ْ
كل َسَنة مف سنّيو ىي:
فأياـ ز َحل في ّ
ةكاذفَّ ..
األرض.ٖٓ × ٓ ٔٓٛٓٓ = ٖٙيكما مف َّأياـ ْ
الزَمنػي ،كىػي تسػاكي:األرض إلى َّأياـ ز َحل ت َم ّثػل الفػار َؽ فػي الشػعكر َّ إذف ..فن ْسَبة َّأياـ ْ
ّ
أرضية في نظاـ ز َحل فيذا يعني َّأنو َن َ
اـ َّ ساعة كاح َدة اـ المرء َ ٓٓ .ٔ\ٖٓ = ٖٙٓ\ٔٓٛفنذا َن َ
(ٖٓ) ساعة في نظاـ زحل.
كىػػذا يعنػػي أف نػػكـ سػػاعتيف أرضػػيتيف يعػػادؿ نػػكـ (ٕ × َّٖٓ ٙ = )ٔٓ/أيػػاـ مػػف َّأيػػاـ
ز َحل!!
161
أف
المتغي َػرة م َج َّػرد ص ْػد َفة أك ىػذياف جػاء عفػكا ْأـ َّ
ّ التطابق فػي الن َسػب
َ أف ىذا
َف َي ْل تعتقد َّ
بأرَقى اآلالت؟ .بالتأكيػد َّإنػو َي ْػدرؾ َ
ذلػؾ اآلف إالَّ ْ
بعضو َ الكات َبَ ْدرؾ مف طبائع ز َحل ما ال َن ْدرؾ َ
ػل المناس َػب َة بػذكاء مػدىش َّ
كمو أل ََّنو َ
كيضػع الفكاص َ
ينتقل مف شعكره إلى شػعكر أكتػك ػ نكبشػتـ َ
كمحير!.
ّ
كس ْب َع لياؿ بالضبط .فمنبلحع كيف جر االختبار:
ست َة أياـ َإف َّ ٙأياـ يعني َّ َّ
لجمجامش
َ اؿ أكتك ػ نكبشتـ َق َ
اؿ الحيا َة التي َت ْبغي؟
أف َتَن َتريد ْ
اؿ أختبر َؾَت َع َ
ست َة َّأياـ ك َس ْب َع أمسياتال َتَن ْـ َّ
كلكف كىك ال َيزاؿ قاع َدا أَ َخ َذ ْتو غفكة
ْ
ط ْت عميو كالضباب كت َسَّم ََ
طَب َيا قائبل:
فألت َف َت أكتك ػ نكبشتـ إلى امرأتو كخا َ َ
الحَيا َة
ط َل الذي َيْنشد َ الب َ
الرج َل َ
تأممي ىذا َّ َّ
َلَق ْد أَ َخ َذ ْتو سَن ٌة مف َّ
الن ْكـ
ط ْت عميو كالضباب َّ
كتسم َ
زكج َيا قائَمة
فأج َاب ْت زكج أكتك ػ نكبشتـ َ
َ
ع
الرج َل كي يستيق َ
اْل َم ْس َّ
اء مْنو
اجو َسال َما في الطريق الذي َج َْأدر َ ليعكد
َ
طنو مف الباب الذي َخَر َج مْنو
إلى ك َ عكد
َلي َ
غيػرات
مكػركه مػف جػراء َت ُّ
ٌ صػيبو
أف ي َ َّ
حتػى مخػاكؼ المػرأة لػـ َي ْيمْم َيػا الكاتػبَ ،فَق ْػد َخش َػي ْت ْ
النظاـ فعميو اإلسراع بنرجاعو مف حيث َجاء!!.
ينػاـ سػاعة
أف َ َجػل ْلسػتة َّأيػاـ بميالييػا مػف أ ْ األبدي َة فنذا ىك يحتػاج َّ
َّ اء َيْنشد الحيا َة َفَق ْد َج َ
ببدنو األرضي. كاحدة َ
ّ
اإلنساف ىك (أك َثر شيء َج َدال)َ ،ف َي ْل َس َػي ْق َتنع جمجػامش َّأنػو
َ أف
كلكف أكتك ػ نكبشتـ َي ْعَمـ َّ َّ
ساعة كاح َدة؟
اـ َ مطمبو لم َجَّرد َّأنو َن َ
َ َرَّد
بميالي َيا!
َ ست َة َّأياـ أف ي ْثب َت ببرىاف قاطع َّأنو َن َ
اـ َّ عميو إذف ْ
النص مكاصبل:ذلؾ؟ ىذا ما َسَرَده ُّ كيف َي ْف َعل َ
َف َ
اؿ َل َيا
اب أكتك ػ نكبشتـ امر َأتو كَق َ
َج َ
َفأ َ
162
سي ْخ َدعؾ كاف ال َخداع مف طبيعة اإلنساف َّ
فننو َ َل َّما َ
َف َيم ّمي اخبزي َلو أرغ َفة مف الخ ْبز
ييا عْن َد رأسو
كضع َ َ
رييا في الج َدار أش َ األياـ التي ينام َيا ّ
ك َّ
كك َض َع ْت َيا عْن َد رأسو
ف َخَب َز ْت َلو أرغفة مف الخ ْبز َ
نام َيا ك َّ
اـ التي َ األي َ
أشَر ْت في الج َدار َّ
ألف الخ ْبػ َػز لػػيس خ ْبػ َػز كىػػل ت ْع َتَبػػر ىػػذه الطريق ػ َة َفػ َّػذة فػػي إثبػػات عػ َػدد َّ
األيػػاـ؟ ..بالتأكيػػد َّ
كاف بالف ْعل:
ش! كىذا ما َ بساع َت ْي َنكـ جمجام َ
َ بأياـ ز َحل الاألرضَّ ،إنو خ ْبز ز َحل ةكاَّنو َي َتأ ََّثر َّ
األكؿ ياب َسا َف َص َار الرغيف َّ
ف الرغيف الثاني
كتَم َ
َ
يزؿ فيو رطكب ٌة
كالثالث لـ ْ
ابي َّ
ض ْت ق ْشَرة الرغيف الرابع كَ
يزؿ طريا
كالخامس لـ ْ
غيف َت َّـ خ ْبزه في الحاؿ
كالسادس ر ٌ
الج ْمر
يزؿ الرغيف السابع عمى َ كَل َّما ْ
ع
جمجامش فاستيق َ
َ س أكتك ػ نكبشتـ َل َم َ
جمجػامش
َ كػاف مر ْت عمييا اآلف َّ
ستة َّأيػاـ ةكا ْف َ كتَيَّب َس ْت َّ
ألنيا َق ْد َّ َلَق ْد َتَم َف ْت األرغفة األكلى َ
اـ ساعتيف فقط في حساباتو كشعكره! َق ْد َن َ
جمجامش لـ يكتف بننكار ىػذه المػ َّدة مػف َّ
النػكـ بنظػاـ ز َحػل ،بػل َ فنف
كصد َؽ َتَنُّبأ نكبشتـ ََّ
أف َي ْشَب َع مف َّ
النكـ!!. ظو َق ْب َل ْبالبلئمة عمى نكبشتـ أل ََّنو أيق َ ألقى
َ
المسػتمرة
َّ األسػ َفار ،كشػكايتو
لج َسػده المْن َيػؾ مػف ْ أف ْتف َعَمػو سػاعتاف أرضػيتاف َ فما عسػى ْ
حتى َك َص َل إلى نكبشتـ!. النكـ َّ ط ْع َـ َّ
ىي في َّأنو لـ َيذ ْؽ َ
ار ممبل؟. الحكاية عف األرغ َفة كالذي َعَّده ُّ
الشراح ت ْكَرَا َ سفمماذا يعيد الكاتب َن ْف َ
أرقام َيػا ككنيػا أرغ َفػة صػن َع ْت لكجبػة كاحػدة.
َ ط ْبعا أل ََّنو ال يكفي َج ْمع أرغفة مػا لػـ يعط َيػا
َ
يفيػ َـ َّأنيمػا لػـ يصػنعا الخبػز رغيفػا رغيفػا فػي ّ
كػل يػكـ ليػذا أف َجمجػامش ْ
َ أف عمى
ذلؾ َّ
كمعنى َ
ػل سبعة أرغ َفة! .كىذا يعنػي َّأنػو ال يسػتطيع ْ
أف يأك َ كجَبة مف َ اإلثبات ،بل ىي عادتيـ في َع َمل ْ
األرضػية .فػالخبز الػذي يبلئمػو صػناعتو
َّ البشػرية
َّ حتى لك قبمكه عمػى عبلَّتػو
معيـ في نظاميـ َّ
مستحيم ٌة في كككب ز َحل!.
163
ػق بػالخمكد كَفي َػـ أيضػا فمسػ َف َة
النظػاـ البلئ َ
َ األمَر بصكرة شػاممةَ ..في َػـ
َلَق ْد َفي َـ جمجامش ْ
ثمػ َة
كجي َتػو فمػيس َّ
كيكجػو َّ المكت كالخمكد .فالخمكد َيم ُّػر مػف طريػق المػكت ،كأيَن َمػا َي َضػع َق َد َمػو
سك المكت:
اؿ جمجامش ألكتك ػ نكبشتـ فق َ
َ
أف أَ ْف َع َل يا أكتك ػ نكبشتـ
عساي ْ
َ ماذا
أكجو َك ْجيي؟
أيف ّ
ةكالى َ
َت َم َّك َف المكت مف لّبي َ
كجكارحي
َج ْل ..في َم ْض َجعي يقيـ المكت أَ
َضع َق َدمي َيْربض المكت.
كحيث َما أ َ
164
األسطكرة
َ أسطكرة الطكفاف ْأـ طكفاف
َ
ديد ٌة في َّ
الم ْكح الحادي عشر)) اء ٌة َج َ
((قر َ
َّ
تػتحكـ ينطكي التفسير الجديد ل َسَبب الطكفػاف َعَمػى ْربطػو بكاق َعػة ذات صػَمة بػالقك التػي
الجكفية كمياه األمطار كمناسيب َيا.
َّ بالمياه
الطبيعية ىػك حصػكؿ ثػكرة
َّ الناحية
َ الرئيس لمطكفاف مف
َ السَب َب
أف َّ َّ
كيتركز االفتراض َعَمى َّ
لبْركاف عظيـ في المنطقة.
ػؾ يتكجَّػب عمينػا تصػحيح المفػاىيـ الخاطئػة التػي َج َم َػد عمييػا البػاحثك َف فػي
ػل َذل َكلكف َق ْب َ
ْ
المؤس َسػات
َّ الت َزَم ْػت بػو
الػديف كمػع العْمػـ الػذي َ
الثقافية ،كالتي تتنافى َم َع ّ
َّ المؤس َسة
َّ الديف كفي
ّ
ظاىريا.
شػبيو إلػى َح ّػد كبيػر بالخطػأ الػذي َيْرَتكبػو
ٌ طأ الذي َيْرَتكبو البػاحثك َف فػي َم َجػاؿ ّ
الػديف فال َخ َ
عمماء الطبيعة.
اع العػػذاب اإلليػػي الػػذي َذ َكَرْتػػو الكتػػب المَقَّد َسػػة أف أن ػك َ
فالمجمكعػػة األكلػػى َت ْع َتقػػد غالبػػا َّ
ّ
أف
الطبيعيػػة أك ضػػركرَة َت َجاىم َيػػا ،إذ ال معنػػى َلػػو عْنػ َػدىـ سػػك َّ َّ الب ْحػػث فػػي العَمػػل
َي ْسػ َػتْمزـ َعػ َد َـ َ
َّ
فية ىي َيد هللا التي َف َعَم ْت الظاىَرَة أك أَْن َزَلت َ
العذاَ َب. ىناؾ َي َدا َخ َّ
َ
َب ْيَن َما َت ْع َتقد المجمكعة الثانية َن ْفس المسأل َة باختبلؼ في الترتيب َفَق ْط:
اإلليية …
َّ اليد
العممي الم َجَّرد يكجب َعَمى اعتَقادىـ است ْب َعاد َ ُّ فالب ْحث
َ
كم ْف ىنا َت ْصبح حاد َثة الطكفاف َق ْد َكَق َع ْت َب ْي َف فئتيف ال َي َّتصف َمْنيجي َمػا ّ
بالصػ َفة العْممَّيػة
َك َما سنبلحع قريبا.
إج َػراء تصػحيح لممفػاىيـ اجعة مف قَبل جميع األطراؼ َب ْع َػد ْ يني َيحتاج إلى مر َ الد َّالنص ّ
إف َّ َّ
ػف إلػى ىػذه المحظػة ال م ْػف قَبػل يف َل ْػـ ي ْك َت َش ْ
الد َ
أف ّ
الديف َن ْفسو .ففي اعتقادي َّ المتعّمَقة بفمس َفة ّ
الم َجػػاؿ كال مػ ْػف قَبػػل خصػػكميـ أدعيػػاء الثقا َفػػة العْممَّيػػة ..فأ َْدعَيػػاء الػ ّػديف َلػ ْػـ
ػامميف فػػي ىػػذا َ
العػ َ
كعمميػػا لمػ ّػديف..
َّ ثقافيػػا
عمميػػا ،كأ َْدعَيػػاء الثقا َفػػة العْممَّيػػة َلػ ْػـ يَقػ ّػدمكا لنػػا تفسػػي ار َّ
َّ يَقػ ّػدمكا َلَنػػا ديَنػػا
الديف َن ْفسو ،أعني النبي (ص) الصحيحة ىنا ىي ما في قكؿ َصاحب ر َساَلة ّ َ الحقيقة الكحيدة ك َ
اؿ:
حيَن َما َق َ
كبى لمغَرَباء).
نص آ َخر} َفط َ
ريبا في ّ
{كيعكد َغ َ
ريبا أك َ
كي ْبَقى َغ َ
ريبا َ
الديف َغ َ
(كل َد ىذا ّ
َ
165
غرباء في مجتمعػاتيـ .كبالتأكيػد َ كبى َفَق ْط ألكلئ َؾ الغَرَباء الذيف َي ْبقك َف
قكؿ ط َ
إذفَ ..ف ْي َك َي َ
الػديف فػي عػاَلـ الثقا َفػة أعداد قميم ٌة جدا جدا تعػيش غْرَبػ َة الثقا َفػة فػي ّ
الػديف كغْرَبػ َة ّ ٌ فنف ىؤالء
َّ
الديف كال مف ر َجاؿ الثقا َفة!. في آف كاحد .كبالتالي فيي َق ْط َعا َل ْي َس ْت مف رجاؿ ّ
فػنف طػكبى َك ْى َػك المعػدكديف َفَقػ ْطَّ .
َ الجن َة لغير ىؤالء؟ .بمػىَّ ..إن َيػا ليػؤالء أف َّ
َك َى ْل َت ْح َسب َّ
ػل َّ
الجنػػة ىػ ْػـ أقّميػ ٌة أف أىػ َ ػار إلػػى َّ
ػي َقػ ْػد أشػ َ
ػنص القرآنػ َّ
أف الػ ّ لمجنػػة ىػػي ليػؤالءَّ ..
ألنَنػػا َن ْعَمػػـ َّ اسػ ٌػـ َّ
ْ
قميم ٌة جدا:
(ثَّم ٌة م َف األ ََّكل ْي َف .كثَّم ٌة مف اآلخريف) (الكاقعة ٖٜ:ػ ٓٗ)
أما أىل النار َفيـ أ َم ٌـ كامَمةٌ: َّ
(كَّم َما َد َخَم ْت أ َّم ٌة َل َعَن ْت أ ْخ َت َيا) (األعراؼ)ٖٛ:
ط الظػكاىر بعَّمت َيػا النيائيػة مػف فػكؽ التػي
أكلئؾ الذيف َينكػرك َف ْارتَبػا َ
َ الديني ي َك ّفر
فالنص ّ ُّ
أكلئؾ الذيف َي َتَن َّكرك َف الرتباط َيا بعَمم َيا الطبيعية مف األسػفل التػي
َ اىا أىل الثقافة مثمما ي َك ّفر َتَبَّن َ
يف فػػي مضػػمكنو الحقيقػػي عبػػارٌة َعػػف تكضػػيح لمعَمػػل كعبل َقات َيػػا
ّ َف الػ ّػد َ
األديػػاف ،أل َّ
اىػػا أىػػل َْتَبَّن َ
بعض َيا بَب ْعض.
أف َت َتَناىى كمعرَفت َيا مفتكح ٌة بػبل حػدكدَ ،كم َػفَفم َف األعمى َث َّمة سمسم ٌة مف العَمل ال يمكف ْ
ػاىرة كىػػي تشػػير إلػػى ػل معػػدكد ٌة كمحػػدكد ٌة ب َح َسػػب الظػ َ األسػػفل َح ْيػػث تػػرتبط باإلنسػػاف َّ
فننيػػا عَمػ ٌ
مسؤكلية اإلنساف َعف النظاـ الطبيعي كمجرياتو.
ّ
لمتَرابط الغائي َب ْػي َف َخْمػق
نكار َ
الديف ىك إ ٌ إنكار ىذه العَمل مف ج َية اإلنساف عْن َد رجاؿ ّ إف َ َّ
ّ
الشيء َن ْف َسو.
َ العاَلـ ك َخْمق اإلنساف .ةكانكار ارتباط َيا العمك ّي ال يعني بالنتيجة إالَّ
النص الككني المفتكح؟.
ّ الديني ك ّ النص ّ َف َي ْل َت ْ َحتاج تْم َؾ المعادَلة إلى أَدَّلة مف ّ
إف األدَّلػ َة كثيػػرٌة ال َح ْصػَػر ليػػا كقريبػ ٌة جػػداَ .كحيَن َمػػا َي ْسػ َػمع المػػرء أخبػػا ار َعػػف َىػػبلؾ األ َمػػـ
ينيَ .ف ْي َػك َيظ ُّػف
الػد ُّ
الػنص ُّّ كالذي َي ْذكره القرآف َي ْذ َىب بالو دكما إلى َت َص ّكر مغاير لما يريد ْإب َػرازه
اـ َىَم َك ْت م ْف غير عَمل طبيعية.
أف تْم َؾ األقك َ
َّ
الػديني بدراسػة لمػربط َب ْػي َف سػمكؾ اإلنسػاف كنػكع العػذاب
الب ْحػث ّ
َحٌد فػي َ
اـ أ َ
إف َق ََل ْـ َي ْحد ْث ْ
َىػل
اىَم َيػا أ ْ
السببي في عبل َقة اإلنساف بالطبيعػة مثممػا َت َج َ الذي َكَق َع َعَمى األ َمـ الكتشاؼ الرباط
ّ
الثقا َفة َكىـ َيدرسك َف َحَرَك َة التاريخ كيكتشفكف غكام َض َيا!.
َع َجَبو
أف َي ْف َعَموَ ،ب ْيَن َما أ ْ
َع َج َب جبريل ْ
بالريح العاتية اختيا ار عشكائيا أ ْ
إىبلؾ قكـ َعاد ّ س ْ َل ْي َ
بالحجارة.
َ كقكـ لكط
قكـ نكح بالطكفاف َ أف ي ْيم َؾ َْ
166
كلكػف م َػف الم َؤَّكػد َّأنَنػا
ْ العمكي َة ليذا االختيار َّ
كلعمَنا ندرك َيا يكمػا مػا َّ كَن ْحف ال ندرؾ العبل َق َة
طَنا ب َيا مف األسفل.
ندرك َيا َق ْط كَن ْحف َنْنكر ارتبا َ
َل ْف َ
نصػاالػديف َن ْظ َػرة م َج َّػرَدة َعػف أي ح ْكػـ سػابق َفَم ْػف َنج َػده فػي الكاقػع سػك َّظْرَنا إلػى ّ
ةكاذا َن َ
بش ْكل م َع َّمق عبلقات األشياء بعض َيا بَب ْعض!
يكضح َ
ّ
يكضح العَم َل ال غير:
نص ّ َّأنو ّّ
فػانتظر كقػك َع كػذا…
ْ أص َاب َؾ كذا… ةكاذا َل ْـ َت ْف َع ْػل كػذا
إذا َف َعْم َت كذا َكَق َع كذا ةكاذا َف َعْم َت كذا َ
ػؾ فػأْنتـ كمػا جين َـ ..ةكاذا َف َعْمتـ كػذا ان َف َت َح ْػت أبػكاب ا َّ
لجنػة .كبعػد َذل َ انفت َح ْت أبكاب َّ إذا َف َعْمتـ كذا َ
األصػل فػي َخْمػقَ َفاه َعَمػى ف ْعػل شػيء دك َف شػيء آ َخػر ..أل َّ ثمػة إكػر ٌ س َّ تشاءكف ْ
أف َت ْف َعمػكاَ :ل ْػي َ
َّ
أف َي ْج َعَمػو م ْكرَىػا
ػاء ْهللا ال َي ْف َعػل شػيئا ض َّػد خط َتػو األكلػىَ .فَمػك َش َ اإلنساف َّأنو خم َق َلي ْخ َت َار ةكا َّف َ
ػل
فميع َمػ َ
ػؾ الحّرَيػػة ْ لج َعَمػػو م ْكرَىػػا مْنػػذ َخَمَقػػو َكَل َمػػا َمَن َحػػو قػ ْػدَرة َعَمػػى االختيػػار .كلػ َذل َؾ َّ
أكػ َػد َعَمػػى تْمػ َ َ
كل اختيار مف نتائج: الديف َت ْخبره َع َّما َيْنتج َعف ّ
أف رسال َة ّ اإلنساف ما يشاء َب ْي َد َّ
اع َممكا َما شْئت ْـ إَّنو ب َما َت ْع َممك َف)
امة ْ
َم ْف َيأْتي آمنا َي ْكَـ اْلقَي َ
النار َخ ْيٌر أ َّ (أَ َفم ْف يْمَقى في َّ
َ
(فصمت :مف اآليةٓٗ)
اعبدكا َما شْئت ْـ م ْف دكنو) (الزمر :مف اآلية٘ٔ)( َف ْ
س عميو مػف كاجػب سػك إبػبلغ ىػذه المعمكمػات ،فػبل ي ْكػره حتى صاحب الرسالة َن ْفسو َل ْي ََّ
س فيو.َح َدا َعَمى شيء م ْطَمَقاَ ،ب ْل كاجبو التكضيح ال غير ..التكضيح الذي ال َل ْب َ
أَ
اس َح َّتى َيككنكا م ْؤمن َ
يف) (يكنس :مف اآلية)ٜٜ (أَ َفأَْن َت ت ْكره َّ
الن َ
الرسل إَّال اْلَببلغ اْلمبيف) (النحل :مف اآليةٖ٘)
( َف َي ْل َعَمى ُّ
س فيو. َّأنو أذف ببلغٌ ٌ
مبيف كاض ٌح ال َل ْب َ
(أََّن َما َعَمى َرسكلَنا اْلَببلغ اْلمبيف) (المائدة :مف اآليةٕ)ٜ
(يػس)ٔٚ: ( َك َما َعَم ْيَنا إَّال اْلَببلغ اْلمبيف) ّ
( َفن ْف َت َكَّل ْكا َفنَّن َما َعَم ْي َؾ اْلَببلغ اْلمبيف) (النحل)ٕٛ:
(إ ْف َعَم ْي َؾ إَّال اْلَببلغ) (الشكر :مف اآلية)ٗٛ
الناس: كالرسكؿ َن ْفسو ال يختار بدال َعْنيـ كال يككف ككيبل َعْنيـ كال حفيظا َعَمى َّ
اؾ َعَم ْيي ْـ َحفيظا إ ْف َعَم ْي َؾ إَّال اْلَببلغ) (الشكر :مف اآلية)ٗٛ
َعَرضكا َف َما أَْر َسْمَن َ
( َفن ْف أ ْ
ةكاذا َك َّذبكه َف َي ْل يجبرىـ َعَمى تصديقو؟
أصبل .فالمرء َق ْد ي َصّدؽ َكَق ْد
التصديق ال يمكف أف َي ْحد َث باإلكراه ْ
َ التكذيب ك
َ َف حاؿ أل َّ
ىذا م ٌ
الق َضاء َعَمػى ىػذه االزدكاجيػة كالنفػاؽ كػي أصبل َ الديف ْ
كغاية ّي َك ّذب بالشيء بمسانو دك َف َقْمبوَ ،
167
الخفيػػة غيػػر الم ْعَمَنػػة َل ْي َسػ ْػت سػػك
َّ ػل أمػػريء مػػف إ ْظ َيػػار ةكا ْعػػبلف مػػا َي ْع َتقػػده .فاألفكػػار يػ َّ
ػتمك َف كػ ُّ
نفسية:
َّ أمراضا
ق ق ْل َل ْست َعَم ْيك ْـ ب َككيل) (األنعاـ)ٙٙ: ( َكَك َّذ َب بو َق ْكم َؾ َكى َك اْل َح ُّ
بالحرَيػة
ّ اؿ ليـ (أعممكا ما شئتـ) ..كاالعتقػاد أ َْكَلػى ألنو َق َ َفمي َك ّذ َ بكا بو َفي ْـ كما يشاءكف َّ
ػح
ػل َعَمػػى َن ْفسػػو كمػػف اىتػػد اىتػػد لنفسػػو كىػػذا ال يصػ ُّ ػل َّ
فنن َمػػا َيضػ ُّ َف مػػف ضػ َّ الع َمػػل ..أل َّ
مػػف َ
طا َلو َسَم َفا.
طَم ْطَمَقا إالَّ حيَنما يككف ارتباط اإلنساف بالنظاـ الطبيعي محتكما كغائيا كم َخ َّ
ّ َ
ػل َفنَّن َمػا
اى َت َػد َفنَّن َمػا َي ْي َتػدي لَن ْفسػو َك َم ْػف َض َّ
ق م ْف َرّبك ْـ َف َمف ْاءكـ اْل َح ُّالناس َق ْد َج َ(ق ْل َيا أَُّي َيا َّ
َيض ُّل َعَم ْي َيا َك َما أََنا َعَم ْيك ْـ ب َككيل) (يكنس)ٔٓٛ:
اؾ َعَم ْيي ْـ َككيبل) (اإلسراء :مف اآليةٗ٘) ( َك َما أَْر َسْمَن َ
فمماذا َجَّرَد َس ْي َفو كَق َات َل إذف؟
َذل َؾ أل ََّني ْـ َجَّردكا سيكَفيـ لَي ْمَنعكه مف الكبلـ كاإلببلغ.
إذ َل ْـ يكتفكا بتكذيبو َك ْى َك َيقكؿ َليـ:
اء َفْمَي ْكفْر ) (الكيف :مف اآلية)ٕٜ اء َفْمي ْؤم ْف َك َم ْف َش َ
ق م ْف َرّبك ْـ َف َم ْف َش َ
( َكقل اْل َح ُّ
كيسػتحكذكا
ْ أف يفعمكا ما يشاءكف! َب ْل أرادكا أف ي ْجبركا ال َخْم َق كَّميػـ لَي ْكفػركا لـ يكتفكا في ْ
السػاحة َليػـ َك ْحػدىـ ..ى ْػـ يريػدك َف أف يككنػكا َ حػر َيتيـ كتكػكف
مشيئة اآلخػريف كي َصػادركا َّ َعَمى
أف تكػك َف السػاح َة م ْش َػتَرَكةَ .فميَبّمغػكا بػالك ْفرأما الرسكؿ َف ْي َك يريػد ْ الناس ككبلء كح َّفا َ
ظاَّ .. َعَمى َّ
الناس ما شاءكا. كليختار َّ
َ َك َما يَبّمغ ىك باإليماف،
كػل َىػ َػدؼ
اعػا َعػف الحّرَيػة م َجػَّػرَدة َعػف ّ ػل د َف َ
كلػ َذل َؾ فالرسػكؿ ىػك الكحيػػد مػف َخْمػق هللا َق َاتػ َ
ػؾ ل َي َػدؼ ىػك الدفاع َعػْنيـ ،أل ََّني ْػـ فعمػكا َذل َ
َ أما الذيف َتَق َاتمكا فيما َب ْعد أك قاتمكا فبل يمكنَنا
آ َخرَّ .
النػػاس كىػػذا ي َم ّثػػلككػػبلء َعَمػػى َّ
َ ػػـ ليككنػػكا
السػػمطاف كالح ْك َ
َ كػػاف َى َػػدفيـ
َع ْكػػس َى َدفػػو تمامػػاَ ..
الس َماء كال عبلق َة َلو بالرسالة كمضمكن َيا م ْطَمَقا. اختيار ََّ الذاتي ال
َّ اختيارىـ
َ
ػيكؼ
َف َجػ َّػردكا السػ َ أََلػ ْػـ َي ْحػػد ْث َب ْعػ َػد كفاتػػو (ص) مباشػػرةَ ،بػ ْػل َق ْبػ َ
ػل َد ْفػػف جثمانػػو الطػػاىر أ ْ
الم ْش َػيد إلػى ىػذا يع َة م َف َّ
أسػتمَّر ىػذا َ ض عنقػو لمسػيف؟ ..ك َ يبػايع َع َّػر َ
ْ الناس َف َم ْف َل ْـ الب َ
طَمبكا َ كَ
ػل الػذيف يريػدك َف م َ
صػادَرَة الحّرَيػة ق َتػاال َحٌد منيـ إالَّ ْ
أف يكػك َف َق ْػد َق َات َ اليكـ! .فبل يمكف استثناء أ َ
طيات التاريخ. كلكف ما أ َق َّل ىؤالءَ ،ب ْل ما أَْن َدَر ما َن ْعثر عمييـ في َّ
أي َى َدؼ آخرْ . م َجَّرَدا َعف ّ
ػػاـ َىػػػل األديػػػاف يزعمػػػك َف َّ
أف النظػ َ ػػؾ عبل َقػػػة اإلنسػػػاف باألشػػػياءَ .فأ ْ
اء َذلػ َ
ػػت جػػػر َ
َلَقػ ْػػد اْن َع َك َسػ ْ
س.الع ْك َ
يني ت ْظير َ الطبيعي ىك الذي ي َؤّثر في اإلنساف َ ،ب ْيَن َما حقيقة النص الد
ّ ّ ّ َّ
168
االنتفػاع مْنػو
َ يؤّثر في النظاـ الطبيعي سمبا ةكايجابا َك ْى َك الذي يمكنػو فاإلنساف ىك الذي َ
ّ
أك تحكيَمو إلى َم ْص َدر لبلنتقاـ مْنو.
هللا َي َت َد َّخل في ّ
كل كلكف َ
الطبيعيَّ ،
ّ
الرسل َعَمى العبل َقة َب ْي َف السمكؾ كالنظاـ أك َد جميع ُّ كلقد َّ
171
عمماء في الطبيعةَ ،كَل ْف َيْن َف َع عمماء الطبيعة َز ْعمي ْػـ َّأنيػـ َل ْػـ ينتبيػكا
َ الطبيعي َة أل ََّني ْـ َل ْـ يككنكا
َّ
اء د ْيف!!.
لمعبل َقة لب ْعدىـ َعف النصكص الدينية إذ َل ْـ يككنكا عَم َم َ
يني المكتػكب ىػك
الػد ُّ
فػالنص ّ
ُّ كستككف الحجَّة قائ َمػ ٌة َعَمػى الجميػع ل َس َػبب بسػيط ككاضػح.
َ
الم ْخمكؽَ .فيَقاؿ ليؤالء( :ىذا كتاب هللا) َكيَقاؿ ليػؤالء( :ىػذا كتػاب
المادي َ
ّ لمنص
الك ْجو اآل َخر ّ
َ
صبلت.مبينات كم َف َّ
صبلت ..كىذا كتاب مخمكقات َّ هللا) ،ىذا كتاب َكم َمات م َّبينات كم َف َّ
ػؾ جػزء مػف أسػـ
بػات َذل َ باألسػطكرة َّ
حتػى َ َ قصػة الطكفػاف
تسػمية َّ
َ َب اآل َثػاريك َف َعَمػى
َلَق ْد َدأ َ
الح َد َث (أسطكرة الطكفاف).َ
بالح َػدث
أف المعمكمػات المتعّمَقػ َة َ َلَق ْد َذ َكَر ىكؾ في كتابػو (أسػاطير بػبلد مػا َب ْػي َف َّ
النيػريف) َّ
أف َن َتػ َذ َّكَر َّ
بػأف معمكماتَنػا َعػف ضئيم ٌة جداَ ،ب ْل كعمػكـ أسػاطير السػكمرييف َح ْيػث َق َ
ػاؿ( :كينبغػي ْ
السػكمرية ذات َم َعػاف َغيػر الكممات فػي ُّ
الم َغػة
َّ أف كثي ار مف َ َ
تامة ،ك َّ
السكمرييف كأساطيرىـ َل ْي َس ْت َّ
َ
اءتيا)/صٕٓ.كت ْصعب جدا قر َض األلكاح مكسكرٌة َ فنف َب ْع َ
م َت َحّقَقة ةكاضا َفة إلى َذل َؾ َّ
المػذككر فييػا .كالسػؤاؿ ىػك:الح َػدث َ
تػاـ َعػف ال كاقعيػة َع (أسػطكرة) يْنبػه بكضػكح ّ إف َل ْف َ
َّ
الح َػدث؟ فالػذي
الج ْمع َب ْي َف َل ْفع "األسطكرة" َكَب ْي َف االعتػراؼ بضػآَلة المعمكمػات َعػف َ (كيف يمكف َ َ
معمكمػات كافيػ ٌة إلثبػات ال كاقعيتيػا…
ٌ أف تكك َف َلو
أساطير ال بَّد ْ
ٌ أح َداثا َّأنيا
ي َس ّمي َح َد َثا ما أك ْ
أف َع َد َـ َت َكُّفر المعمكمات الكافية بشأف َح َدث ما َيعني دكما َع َد َـ صحَّة َ
الح َدث؟). أ َْـ َّ
الفَمػؾ كاألحيػاء كالكيميػاء
الطريق َة َل ْػـ يسػتعمْم َيا عممػاء الفيزيػاء ك َ
َ أف ىذه ع َّ الح ّ
مف ح ْسف َ
ػكد شػػيء أسػػمو الجاذبيػػة أك الفيػػركس أككأالَّ َلكاَْنػػت ضػػآلة المعمكمػػات سػ َػت َج ْعميـ ينكػػرك َف كجػ َ
الجينات أك البكزتركفَ ،كَل َكاَن ْت َق ْد َت َكَّق َف ْت تْم َؾ العمكـَ ،ب ْل َ
لمات ْت في ميد َىا َك َمػا ىػي َمّي َتػ ٌة َ
اآلف
الباحثيف.
َ اإلنسانية ب َف ْضل َغَرائب
َّ العمكـ
الب َشػػرّي
(إف أسػػطكرَة َىػػبلؾ الج ػْنس َ
ػؾ يناقضػػو (يكسػػز) َك ْىػ َػك َيقػػكؿَّ :
ػع َذلػ َ
كبلمػػو َمػ َ
لكػ َّػف َ
مف الصكر كاألشكاؿ في ك ّل جزء مف أجزاء العاَلـ) /األساطير في ببلد خت َ
بالطكفاف َق ْد كج َد ْت بم َ
ما بيف النيريف /ص .ٔٛ
بالرغـ مػف َتػكاتر
اىا أسطكرة أيضا ُّ سم َ
أف يكسز يخالفو في ككن َيا أسطكرةَ ،ب ْل َّ ال َت ْحسب َّ
َف لمعَم َماء طػريقتيف فػي إنكػار الكقػائع تػ ْذ َكراف سػكية َر ْغ َػـ َش َكاؿ ،أل َّ
كركد َىا بم ْخَتَمف الصكر كاأل ْ
القائميف ب َيا.
َ تناقضيما :األكلى قَّمة المعمكمات كاأل ْخر ك ْثَرة
الع ْكػػس َيػػد ُّؿ َعَمػػى
ػائميف بكاق َعػػة م َعَّيَنػػة ال يَبػْػرىف عْنػ َػدىـ َعَمػػى صػػحَّت َياَ ،بػ ْػل َعَمػػى َ
فك ْثػَػرة القػ َ
بتمػؾ
النػاس ،كبالتػالي َت ْظ َيػر َ كىميػة َل َػد عمػكـ َّ َّ قضػية
ّ معيَنػة فػي َت ْصػديق نفسػية َّ
َّ كجكد َر ْغَبة
الصكر الم ْخَتم َفة.
األشكاؿ ك ُّ
172
مػؤرخ كاحػد
عيَنة إذا كاَن ْت األخبػار َعْن َيػا م ْػف ّ إذف َتقكـ َّ
األدلة َعَمى َتصديق كاق َعة م َّ فكيف ْ
َ
َىل األرض َعَمى ذ ْكر الكاق َعة ىك اآل َخر ال َيفي بالمطمكب؟. ال َتفي بالمطمكب ةكاجماع أ ْ
القائ َمة كالباقَية كآ َثار في األرض؟. المادية العْممَّية مثبل َ
َّ َىل المطمكب ىك َّ
األدلة ْ
لَنق ْل :نعـ..
الماديػػػة َّ
فاألدلػػػة طاَلػػػب عمميػػػا كمنطقيػػػا بغيػػػر ذ ْكػػػر ال َخَبػػػر.
ػػديـ غيػػػر م َ
َّ ػػؤر َخ القػ َ
ػػف المػ ّ
لكػ َّ
ميقػػة
ػاـ بكاجبػػو ت َجػػاه ال َخ َ
ػالمؤرخ القػػديـ َقػ َ
الشاخ َصػػة ىػػي مػػف كاجبػػات الباحػػث المعاصػػر َفَقػ ْط .فػ ّ
ػرحمتيف كتحػ َّػد َث َعْنػػو فػػي ق َصصػػو ػاره كأَ ْثَب َتػػو فػػي سػػجبلَّتو كَف َصػ َ
ػل بػػو َبػ ْػي َف مػ َ ػل ال َخَبػ َػر كآثػ َ
َكَنَقػ َ
أي َت ْقصير في َذل َؾ. كمبلحمو ك َأدبو َكَل ْـ َي ْظ َيْر مْنو ُّ
ييػػا َكَقػ َػرائف لئلثبػػات أك النفػػي ىػػي مػػف
فاألدلػػة األخػػر التػػي تسػػاند الكاق َع ػ َة أك َتْنف َ َّ إذف..
ّ
كاجبات الباحث المعاصر.
الب ْحث كَق ْبل اكتمػاؿ َّ
األدلػة؟ فمماذا أ ْطَم َق الباحث المعاصر عمييا اسـ األساطير َق ْب َل إ ْت َماـ َ
َ َ
لممؤرخ القديـ؟.ّ َك َى ْل َيد ُّؿ َذل َؾ َعَمى كفاءه العممي
ّ
َج َػر حفرياتػو فػي أس َت ْي َج َف الباحث المعاصػر مػا َقػاـ بػو السػير (ككلػي) عْن َػد َما أ ْ َب ْل لماذا ْ
حصػكؿ
َ طَبَقػة مػف الغػريف ت ْثبػت َعَمػى َن ْحػك مػا ببلد ما َب ْي َف النيريف في سبع مناطق َك َجػ َد فييػا َ
عاجَمتػػو الم َّنيػػة كبسػػر َعة َب ْعػ َػد ىػػذه الحفريػػات
إف َ متاب َعػ َة أبحاثػػو اآلخػػركف بعػػد ْ
الطكفػػاف َكَرَفػػض َ
سيأتيؾ قريبا؟.
َ االىتماـ ب َيا َكَك َما
َ أف نتائ َج السير (ككلي) ال َيْنَبغي اعميف َّ
ز َ
قضية الطكفاف َت ْج َعمػو ي ْطمػق عمييػا اه ََّى ْل َي ْخ َضع الباحث المعاصر إلى مكاقف م ْسَبَقة ت َج َ
ػؾ التػي ت ْثبػت َّأن َيػا أسػطكرٌة حاجتػو َّ
لؤلدلػة سػكاء تْم َ ع األسطكرة كيصُّر َعَمى مكقفػو فػي َع َػدـ َ
َل ْف َ
كقكع َيا؟!.
َ بالف ْعل أك تْم َؾ التي ت ْثبت
ػػث
ػػنف الباحػ َ
اب َعَمػػػى ىػػػذا السػػػؤاؿ ىػػػك (َن َعػ ْػػـ) .كبالتػػػالي فػ َّػػأف الجػػػك َ
أميػػػل إلػػػى االعتقػػػاد بػ َّ
نفسي أَ ْك َثر مف َحاجة األ َمـ السال َفة التي َذ َكَرت الك َ
اقعةَ.
ّ
يح َتاج إلى تحميل المعاصَر ْ
َح َػد َث ْت محاضػرة
قصػة الطكفػاف أ ْ ألكؿ َمَّرة كعثَر فييا َعَمى َّ الممح َمة َّ
َ َفحيَن َما اكتش َف ْت رمكز
األسػػتاذ (جػػكرج سػػمث) فػػي اجتمػػاع جمعيػػة آثػػار الكتػػاب المقػ َّػدس فػػي سػػنة ٕ ..ٔٛٚأ ْ
َحػ َػد َث ْت
المؤس َسػػةالثقافيػػة العْممَّيػػة ك َّ
َّ المؤس َسػػة
َّ ضػػجَّة يمكػػف القػػكؿ َّأن َيػػا َ
انت َيػ ْػت بتػػأجيج الص ػراع َبػ ْػي َف
الدينية.
َّ
المقدسػة قرينػة َّ
دالػة َعَمػى صػحَّت َيا، َّ َ القصػة فػي الكتػب
كركد َّ َ الثقافية ال َت ْع َتبر
َّ فالمؤس َسة
َّ
الثقافي َة َت ْمَتمؾ مكقفا سمبيا مسبقا
َّ المؤس َس َة
َّ فنف
الع ْكس مف َذل َؾ ،كىذا كاض ٌحَّ . َب ْل َف َّسَرْتو َعَمى َ
كحػده الػذي ي َف ّسػر
النفسية لمباحث المعاصػر ،كىػذا َّْ الديني برَّمتو .كىنا َت ْكمف الع ْق َدة مف النص
ّ ّ ّ
173
ػل لنا سَبب َت َجاىل َّ
ع األسػطكرة عمييػا َق ْب َػات إطػبلؽ َل ْفػ َ
األدلة الكثيػرة جػدا َعػف الكاق َعػة ،بحيػث َب َ َ َ
بالضركرة التي ال ب َّػد منيػا لتقػديـ المعمكمػات َعْن َيػا لمقػارئ الػذي ي ْخ َشػى
َ أشَبو
ذ ْكر تْم َؾ المكارد ْ
عميو مف َت ْصديق تْم َؾ َّ
األدلة.
يقكؿ طو باقر:
امة عْن َد س َّػكاف كادي الرافػديف بحيػث َّ
أف جػامعي الج َس َ
ظـ األَ َثر ك َ
كاف َح َد َثا َبَم َغ مف ع َ
(َلَق ْد َ
إ ْثَبات السبلالت كمؤّلفي الق َصص كاألساطير َج َعَمكه َحَّدا فاصبل َب ْي َف َع ْي َديف ّ
متميػزيف فػي تػاريخ
المؤرخػك َف
ّ اضػع عميػو كع ْيد ما َب ْع َػد الطكفػافَ ،ك ْى َػك ي َضػاىي مػا َتك َ
الببلدَ :ع ْيد ما َق ْب َل الطكفاف َ
القديمػة كالعصػكر الحدي َثػة) ػ المقدمػة
َ الم ْحدثك َف مف َت ْقسيـ التاريخ البشرّي ّ
العاـ إلػى العصػكر
/ٕٜٜط
سػي الكحيػد الػذي َيقػف الس َػبب الَن ْف ُّ
ككأنو ىك َأك َد الكاق َع َة يبدك َّ
يني الذي َّالد ُّ
فالنص ّ
ُّ إذف..
اء ْت بو الكتب المَقَّدسة ،كل َذل َؾ َف َّسركا يق ما َج َ حائبل دك َف َت ْصديق َيا ،إذ َّ
أف َت ْصد َيق َيا يعني َت ْصد َ
انييف ليا َع ْف أرض كادي الرافديف. ركد َىا في الك َتاب المَقَّدس بَن ْقل العبر َ ك َ
أخػذ َىا
القديمػة كىػي ْ
َ ػؾ َّ
الػد ْع َك كركد َىا فػي القػرآف الكػريـ إالَّ بتْم َ
َ إف َذل َؾ ال ي َف ّسر لنا َب ْي َد َّ
أىل الك َتاب المَقَّدس. َع ْف ْ
المبرَرات العْممَّية لتكذيب الكتب المَن َّزَلة؟) اءؿ( :ما ىي ّ َّ
لكنَنا َن َت َس َ
الػنص المَق َّػدسَ ،ذل َ
ػؾ ّ البػاحثيف كتكػذيب
َ ىناؾ مف شيء َي ْدعكَنا َلت ْصػديق
َ س الكاقع َّأنو َل ْي َ
ق ل َمػا َذ َك َػره َم ْج َمػع َم َّكػ َة
ركنػا بػو مطػاب ٌ
َخَب َ
َف الباحثيف َل ْـ َي ْخبركَنا م ْطَمَقا بشيء جديدَ .فك ُّل ما أ ْ
أل َّ
بقيادة أبي سفياف كعتبة كأمية بف خمف كأضرابيـ حيَن َما قالكا لمنبي (ص) َك ْى َك ي ْخبرىـ بكقػائع
َ
ّ
تاريخية:
َّ
يف ا ْك َت َتَب َيا َفيي ت ْمَمى َعَم ْيو ب ْكَرة َكأَصيبل) (الفرقاف)٘:
َساطير ْاأل ََّكل َ
( َكَقالكا أ َ
َ
قديمػ ٌة تسػاك فييػا
قضػي ٌة َ َّ أسػطكرٌة ىػك
َ قديـ ،كىذا التفسير لمكاق َعػة مػف َّأن َيػا فيذا القكؿ ٌ
الج َيَمػة الػػذيف ي َم ّثػل تفسػػيرىـ رأيػا اعتباطيػػا
ػع َمْنطػق ىػؤالء َ َسػف َمْنطػق الباحػػث المعاصػر َمػ َ لؤل َ
ػػمع مػػف الباحػػث كجكابػػا كيػػديا مْن َت َز َعػػا مػػف أىػػكاءىـ بغيػػر عْمػػـ كال أدَّلػػة َّ
ماديػػة .فػػَن ْحف ال َن ْس َ
أمية بف خمف مف َق ْبل!!. ديد ل َما َقاَلو َّ المعاصر َغ ْيَر ج َمل م َع َّم َمة ىي َتْر ٌ
ػطكرَة التػػي كاَنػ ْػت ت َشػ ّػكل تَار َثػػا َثاب َتػػا
(أف العبػرانييف َقػ ْػد اسػ َػت َعاركا ىػػذه األسػ َ
َفػ َػز ْعميـ القائػػلَّ :
لد س َّكاف كادي الرافديف) َعَمى َحّد ما َز َع َمو (جكرج رك) في كتابو (العراؽ القػديـ) ػ صٔٙٔ/
األرض
َش َػكاؿ فػي كػل بَقػاع ْ
الصػكر كاأل ْ
يناقض قكَليـ السػاب َق فػي كجػكد ىػذه الكاق َعػة بم ْخَتَمػف ُّ
174
انييف كحػ َػدىـ دك َف سػكاىـ
ظػػر َعػ ْػف َن ْقػػل بعضػػيـ َعػ ْػف َب ْعػػض .فػػالتركيز َعَمػػى َن ْقػػل العبػر َ ػض َّ
الن َ ب َغػ ّ
الديني خصكصا. لمباحثيف مف النص النفسية
َّ ي ْظير َم ْك َم َف الع ْق َدة
ّ ّ ّ َ
الماديػػة
َّ ػنف تناق َضػػو بصػ َػدد َّ
األدلػػة ض ىنػػا بيػػذه الصػػكرة ،فػ َّ ػاف (جػػكرج رك) َقػ ْػد َتَنػػا َق َ ةكاذا كػ َ
َ
النفسية مف الكتاب المَقَّدس. َّ أ ْك َثر إمعانا في ظيكر عقدتو
َح َػد َع َش َػر َق َػد َما ىػك اكتشػاؼ
ثخف بزىاء أ َ
طَبَقات الغريف األحمر ب ْ
ف َعف َ الك ْش َ
أف َ َفَق ْد َذ َكَر َّ
اؿ:
كحده ،كَق َ (السير ككلي) ْ
اؼ سك ككلي َن ْفسو) ػ صٕٔٙ َحٌد مف العَم َماء بجّد كبير ىذا االكت َش َ (َل ْـ َيأْخ ْذ أ َ
أح َدا ما َل ْـ ي َتاب ْع ْأب َحا َثو َف ْي َك (الكحيد الذي َف َع َل َذل َؾ) ػ صٕ.ٔٙ
أف َ
كع َاز َسَب َب َذل َؾ إلى َّ
َ
كلكَّنو َذ َكَر َب ْع َد َص ْف َحة كاح َدة قائبل:
الدليل القاط َع َعَمى حصكؿ الطكفاف) َ بأف الحفريات َل ْـ تَقّد ْـ
(يمكف االستنتاج َّ
كتـ إىمالو؟.
ف عْن َد أ ََّكؿ دليل م ْك َت َشف َّ الب ْحث َق ْد َت َكَّق َكاف َ أيف يأتي الدليل إذا َ تَر م ْف َ
ق ..فػنذا كاَن ْػت الحفريػات َل ْػـ تَق ّػد ْـ دلػيبل قاط َعػا َعَمػى حصػكلو ض َّأنو َيقكؿ َ
الح َّ كلك ْف لَن ْف َتر َ
َّ
فأن َيا بالتأكيد َل ْـ تَقّد ْـ دليبل قاط َعا َعَمى َع َدـ حصكلو!.
ػطكرة
اقعػػة باألسػ َ
ككصػػف الك َ
لمب ْحػػثْ ، أف َت ْبَقػػى االحتمػػاالت مفتكحػػة َ
كالمفػػركض فػػي العْمػػـ ْ
كتكذيب َيا َق ْبل ظيكر َّ
األدلة النافية ىك َع َم ٌل ال َي َّتصف بالص َفة العْممَّية. َ
أي دليػل أف يعطػي لنػا َتفسػي ار َخاليػا مػف ّضػل ْ يمضػي قػد َماَ .ف ْي َػك ي َف ّ أف
َع َجَبػو ْ
لكف (رك) أ ْ
َّ
َ
الع َمل ال يقكـ بو إالَّ َم ْف ال ق ْدَرَة َلو
مبرراتو .كىذا َ
نختاره بدال َعف التفسير الذي َي ْحمل َّ َ أف
ألجل ْ
أف:
اىةَ .فَق ْد َز َع َـ َّبمكضكعية كنز َ
َّ الب ْحث
إجراء ََعَمى ْ
ػريحة مجيكلػػة مػػف
البدائيػػة كػػي تمحػػك شػ َ
َّ ػاف َم ْحػػض أسػػطكرة ا ْخ َتَر َع ْت َيػػا الشػػعكب
(الطكفػ َ
الماضي) ػ صٖ.ٔٙ
عبارَة (رك) ىذه َح َسب اعتقادي ىػي أ ْك َثػر صػعكبة فػي قبكل َيػا مػف الطكفػاف َن ْفسػو!.
لكف َ
َّ
كتحتاج إلى تفسير ك َّ
أدلة ْأزَي َد مما يحتاجو الطكفاف!!.
ككيػف َحػ َػد َث ىػذا اال ّتفػاؽ َعَمػػى ىػذا االختػراع العجيػػب؟
َ فممػاذا ا ْخ َتَر َع ْت َيػا جميػػع الشػعكب؟
األخبلقيػة أك العْممَّيػة
َّ الشػريحة مػف الماضػي؟ كمػا ىػي الكارَثػةَ كلماذا أََرَادت الشعكب َم ْح َك ىذه
التػػي ا ْق َتَرَف ْت َيػػا الشػػعكب فػػي الماضػػي السػػحيق بحيػػث َّأن َيػػا احتاجػ ْػت إلػػى إسػػداؿ السػػتار َعَمػػى
تاريخ َيا برَّمتو َحياء مف (جكرج رك)؟..
كػاف الطكفػاف
ػؾ الشػريحة مجيكلػة ف ْعػبل إذا َ
أصػب َح ْت تْم َ
كيػف ََكَذل َؾ عػدا السػؤاؿ الصػعبَ :
أسطكرة؟
175
بكىػػا َب ْع َػػد ػػجَمة إالَّ تْم َ
ػػؾ التػػي َذ َك َػػر ك َّتاب َيػػا َّأنيػػـ َك َت َ َّ
فننَنػػا ال َن ْمَتمػػؾ بالف ْعػػل َّأيػػ َة كثػػائق م َس َّ
الطكفاف.
يف.أحٌد مف الباحث َ َى ُّـ َّ
األدلة المادية التي َل ْـ َيْن َتب ْو َكَل ْـ يَنّب ْو عمييا َ فنف ىذا ىك أ َ كبالطبع َّ
أي َسػ َػبب آ َخػػر َيػ ْػدعكَنا لبلعتقػػاد
أي أ َثػػر م ْطَمَقػػا َيػػد ُّؿ َعَمػػى الطكفػػاف ك ُّ
كلكػػف لػػك َلػ ْػـ يكجػ ْػد ُّ
بكقكعو سك إخبار النبي (ص) بوَ ،ف َي ْل ن َك ّذبو كْف َق َمْنطق العْمـ؟
فػنف عتبػ َة بػف ربيعػة ػح كبسػيطٌ كال َيحتػاج إلػى معجػزاتَّ . كبلََّ ..ب ْل ن َصّد َقو ..ك َّ
السَبب كاض ٌ
حقيقيػةٌ .كلػ َذل َؾ َفػَن ْحف ن َص ّػدقو
َّ اؿ َّإن َيػا كاق َعػ ٌة كأمية بف خمف قالكا َّإن َيا أسطكرٌة ،ك ُّ
النبي (ص) َق َ
بالكذب كالتكذيب. كشي َد عمييـ َ كن َك ّذبيـ أل ََّني ْـ َشيدكا َلو ّ
بالص ْدؽ َ
حتى َب ْع َد إعبلنو َعف دينػو الجديػدَ ،ب ْػل كخػافكا مػف ص ْػدقو. َلَق ْد أطمقكا عميو ص َف َة الصدؽ َّ
ػت كػ ْذَبيـ فػػي
بيفَ ،كَقػ ْػد أ ْثَبػ َ
ػاذبيف كالم َكػ ّذ َ
كسػماىـ الكػ َ
َّ الكػػذب
أمػا ىػػك (ص) فػػأ ْطَم َق عمػػييـ صػ َف َة ََّ
استقراء عممي لمحكادث الم َت َكّرَرة م ْثَم َما أَ ْثَب َت ص ْد َقو بيذا االستقراء الم ْس َتمّر لمحكادث.
ّ
(ب ْػل أحدىـ َىَّد َده قائبل( :أل ْقتَمَّن َؾ يا م َح َّمد!)َ ،
فأج َابو َقائبلَ : أف َ درجة َّ
َلَق ْد أ َقَّركا بص ْدقو إلى َ
المعركػة ػ معركػة أحػد فيمػا َ رصػ ٌة النفػراده فػي
شػاء هللا!)َ ،كحيَن َمػا َحاَن ْػت ف َ
إف َ أنا الذي َسػأَ ْقتم َؾ ْ
ػق
بلح َ سػمميف أَرَاد َّ
الرجػل تنفيػ َذ كعػده َف َ َ ىزيمػة الم
َ َّبػل جريحػا عْن َػد
بعد ػ إذ أْن َس َح َب إلى َس ْفح الجَ
َّبل.
دمحما إلى َس ْفح الجَ
أسػتل عميػو حْرَبػة مػف أَ ْق َػرب َرجػل اْن َس َ
ػح َب َم َعػو َكَك َّػر راجعػا َّ النبي م ْقد َما عميػو
ُّ َكحيَن َما رآه
ظػة التػي ىػك ػع مكّلَيػا فػي المح َ اج َ
كتَر َ النبػي أسػتثنى َ الكصكؿ إلػى
َ اكؿ
أف ي َح َ إليو فالتقيا ،كَق ْب َل ْ
ّ
النبي بالحْرَبة عميو َفَم ْـ يص ْبو إالَّ ب َخ َدش يسير.ُّ فييا
أصب َح َم ْس َخَرة ألبي سفياف كقكمػو حيَن َمػا َت َح َّػر َؾ الجػيش َب ْع َػد سػاعات راج َعػا
الرج َل َ
أف َّ
َب ْي َد َّ
إلى ديارىـ في َّ
مكةَ.
ظة َّأنو َمّي ٌت َعػف قريػب!،مقتكؿ ال َمحال َة كي ْقسـ باأليماف المغم َ
ٌ الرجل َيَّدعي َّأنو
َفَق ْد كا َف َّ
اف أبك سػفياف كالقػكـ يتضػاحككف كيسػخركف مػف َعْقمػو قػائميف( :ج َّػف َّ
الرجػل كهللا ..يػا ىػذا َكَك َ
ػاؿ
فق َمػات مػف َخ َػدش؟)َ ،
أف رجػبل َ أص َاب َؾ م َح َّمٌد في َب َدن َؾ كلك ْف في َعْقم َؾ َف َي ْل َسػم ْع َت َّ
كهللا ما َ
ػاؿ َص َػد َؽ)!! .كفػي مك َة أنا الذي أ ْقتم َؾ كهللا ما أََراه إالَّ َقاتمي َّ
فننػو إذا َق َ اؿ لي في َّ الرجلَ( :لَق ْد َق َ
َّ
ػاؿ شػيئا إالَّ َص َػد َؽ فيػو)، عمي َلقَتَمنػي َّ
فننػو مػا َق َ اؿ لي أَ ْقتم َؾ ث َّـ َب َص َق َّ نص آ َخر َّأنو َق َ
اؿ( :لك َق َ ّ
الرجل َعَمى ب ْعد فرسخيف. ث َّـ مات َّ
أف م َح َّم َػدا مػا
مات مكتا نفسػيا َكَل ْػـ َيم ْػت مػف ال َخ َػدش العتقػاده َّ
الرج َل َ
إف َّ
الب ْعض َّ
سيقكؿ َ
اؿ شيئا إالَّ َص َد َؽ.
َق َ
176
َش َيد أيضا َّأنو َل ْـ َيم ْت مف ال َخ َػدش كأََّنػو َ
مػات مكتػا نفسػيا م ْػف ص ْػدؽ م َح َّمػد (ص)، كأََنا أ ْ
بالقَنابل!.
اس بص ْدقو ال بالسيكؼ كال َ الن َفأتكني بَرجل َي ْقتل َّ
ػق بػػو؟ ك َّأنػى لػي تكػذيب الصػػادؽ الػذي يق ُّػر خ ْصػػمو
فػأي ص ْػدؽ إذف ىػذا الػػذي َي ْقتػل ال َخْم َ
ُّ
بص ْدقو؟.
اقعةَ ،فماذا كاَن ْت مكاقف اآلخريف؟ ىذا ىك مكقف الذيف أنكركا الك َ
س مف الح ْك َمػة َب ْع َػد اكتشػاؼ (ككلػي) قصة الطكفاف َل ْي َتكذيب َّ
َ أف
الباحثيف َّ
َ َلَق ْد َك َج َد َب ْعض
كلكػف مػا ىػك إالَّ َفَي َض ٌ
ػاف ْ ػع ف ْعػبل
الطكفاف َق ْػد َكَق َ
َ أف السميكة جداَّ .
فاد َعى َب ْعضيـ َّ َ طَبَقة الغريف لَ
المعتادة.
َ أشُّد مف الفيضانات أكبر ك َ
َ
ػديق َيا َعَمػػى َن ْحػػك مػػا ،ككػػذل َؾ ىػػك
ف لمنصػػكص التػػي َأرادكا تصػ َ ػير مخػػال ٌ
لكػ َّػف ىػػذا التفسػ َ
اف م َدمٌر ال َع ْي َد ليػـ بػو ف َّ
لؤلدلة التي َل ْـ يرغبكا في إىمال َيا .فالنصكص َل ْـ َتق ْل َّأنو َفَي َض ٌ مخال ٌ
ػؾ الحػاد َثمق إالَّ َعَمى تْم َؾ الكاق َعة ،كيعنػك َف بػو َذل َ
ف َل ْـ ي ْط ْ
ختم ٌ
اسـ م َ
طكفافَ ،ك ْى َك ٌ
ٌ َب ْل قاَل ْت ىك
اؽ.
الذي َبَم َغ بو ارتفاع الماء ق َم َـ َب ْعض جَباؿ العر َ
اؿ:
تفسير الطكفاف َل ْـ َيع ْد َع َسي ار حيَن َما َق َ
َ أف
اع َتَق َد باقر َّ
كْ
اؽ
الرسكبي مف العػر َ الس ْيل
(أما َسَبب الطكفاف فبل َي ْعسر َعَمى المرء إدراكو في أرض م ْثل َّ َّ
ّ
طر الفيضانات) ػ الممحمة ص.ٗٚ كاف م َعَّر َضا في جميع عيكد التاريخ إلى َخ َ الذي َ
عظػيـ
َ كػاف حقيقيػا ك َّأنػو َ
كػاف طكفانػا كاحػدا أف طو باقر أَ َقَّر بحػدكث طكفػاف ك َّأنػو َ صحيح َّ
ٌ
ػيره
المقد َمػػة مػػف تػػاريخ الحضػػارات صٖٓٓ ،كلكػ َّػف تفسػ َ
ّ ػاؿ
األَ َثػػر فػػي ذاكػَػرة األجيػػاؿ َك َمػػا فػػي َقػ َ
اؿ (ال َي ْعسر َعَمى المرء)َ ،ب ْل َي ْعسر جدا حيَن َما نريد أف نأخػ َذ بالم َس َّػم َمات س َك َما َق َ بالفيضاف َل ْي َ
ػاحثيف كمػػنيـ (بػػاقر) َن ْفسػػو كالتػػي َي ْظ َيػػر منيػػا الَنفػػي القػػاطع إلمكانيػػة حػػدكث َ ابتػػة عْنػ َػد البػ
الث َ
بكل تفاصيمو.النسبي لممناخ ّ َفَي َضاف مف ىذا النكع ،بسبب مف الثبات
ّ
يتغيػ ْػر
اؽ َلػ ْػـ َّ
أف منػػا َخ الع ػر َ َّ
المؤلػػف الكاحػػد َّ كبشػ ْػكل مسػ َػت ّمر كم َكػ َّػرر فػػي
أكػػدكا َ ػؾ َّأنيػػـ َّ َذلػ َ
أشػب َو
ػؾ عْن َػدىـ َ ػاف َذل َ
جذرية مْنذ فترة ال َتق ُّل في ك ّل األحكاؿ َع ْف ثمانيػة آالؼ سػنةَ .كَك َ َّ بصكرة
اؽ
حتػػى اعتبػػػركا منػػا َخ العػػػر َ الجيكلكجيػػػة دكمػػا َّ
َّ افيػػة ك بالبديييػػة التػػي َّ
أكػ َػػد ْت َيا األبحػػاث الطبكغر َّ
اؽ القديـ.
صالحة جدا لدراسة العر َ
َ الحي َة
تضاريسو ككائناتو َّ
َ الحاليَ ،ب ْل
َّ
اؽ:
طبيعة العر َ
َ اؿ (جكرج رك) َك ْى َك في بداية َك ْصف َق َ
ػف
اؽ اليػػكـ َح ْيػػث يمكنَنػػا طبعػػا اسػػتخدامو فػػي َك ْصػ َ ػف التػػالي سػ َّ
ػيتركز َعَمػػى عػر َ الك ْصػ َ
(إف َ
َّ
َ
اؽ القديـ).
العر َ
نصو:
اإلمكانية إلى ما ّ
َّ كع از َسَبب ىذه
177
ػار فػػي أ ْق َسػػاـ مػػف الػػببلد َلػ ْػـ َتعػ ْػد تسػػير فػػي َن ْفػػس
أف األنيػ َ
(فػػي الك ْقػػت الػػذي نبلحػػع فيػػو َّ
صػحيح ،إالَّ أننػاٌ العكس
تتميز بالخصكبة إلى بكار ،ك ْ مما َّأد إلى َت َح ّكؿ مناطق َّ اال ّتجاه القديـ َّ
ػرَ عمييػػا َت َغُّيػٌػر قيػ ْػت َك َمػػا ىػػي دك َف ْ
أف َي ْطػَأ العامػ َة لمجبػػاؿ كالسػػيكؿ كالكديػػاف َب َ
َّ أف الييئػ َة
نبلحػػع َّ
الجيكلكجيػػة
َّ قارَّنػػا النباتػػات كالحيكانػػات المعاصػػرَة كالقديمػػ َة إضػػافة إلػػى الشػػكاىد ػػح كلػػك َكاض ٌ
كاألرصػػادية َلك َجػ ْػدَنا ُّ
تقمبػػات المنػػاخ ع ْبػ َػر السػ َّػتة أك الثمانيػػة آالؼ سػػنة الماضػػية كاَنػ ْػت طفيفػػة َ
بحيث يمكف تجاىم َيا َع َممَّيا) ػ
العراؽ القديـ .صٕٓ.
فرضية حدكث َفَي َضػاف مْرعػب كيػذا َكَب ْػي َف
َّ َشُّد التناقض إذف َب ْي َف
كذلؾ فما أ َ
األمر َ كاف ْ
ةكاذا َ
ال َثَبات النسبي لمجَباؿ كالمناخ كالكائنات.
ّ
ػع
اؼ بكقػكع الحاد َثػة َم َ كسػط ي َػؤ ّمف االعتػر َ
ػل َلح ّ إيجػاد َم ْخػرج َ
َ كبالطبع ..يحػاكؿ البػاحثكف
بصدؽ الكتب المَقَّد َسة ..كىييات َيت ُّـ َليـ ذلؾ!!.َع َدـ االعتراؼ ْ
كتاب كاحٌد. كتاب هللا في َخْمقو كفي كبلمو َّإن َما ىك ٌ َف َ فيذا ىك الم َحاؿ بعينو أل َّ
ػػع مسػ َّػػم َمات أخػػػر أ ْثب َتػ ْ
ػػت كبػػػديييات ػػت فرضػ َّػػية ال َفَي َضػػػاف الكبيػػػر متناقضػػػة َمػ َ
كلػػػ َذل َؾ كاَنػ ْ
اقييف َعَمػى ال َفَي َضػاف،
دىشة لمعر َ اىا بالم َ
سم َ
السيطرة التي َّ
َ تاريخية مْنيا شحَّة مناسيب األمطار ك
الج َفاؼ.
فترة َّكمنيا ثبكت مكاعيد ال َفَي َضاف كمنيا َ
ض كاض ٌح َم َع افتراض ما لتفسير الطكفاف. كل كاحدة مف ىذه الم َسَّم َمات َتَناق ٌ كفي ّ
المذككر ىك خميطٌ مف األمطار كال َفَي َضاف.
َ الطكفاف
َ َفَق ْد َذ َى َب آخرك َف إلى َّ
أف
ألنػو سػيككف
ألمطػار َّ
َ كمف الكاضح َّأنيػـ َغ َصػبكا أْنف َسػيـ َعَمػى ىػذا التفسػير الػذي َيػ ْذكر ا
َّ
المؤل َفػة مػف شػػطريف: الػنص القرآنػي ،كىػػي الميػاه
ّ ػديقا لجػزء مػف َم ْص َػدر ميػػاه الكاق َعػة فػي
َت ْص َ
ّ
آني: النص القر ُّ الغزيرة ،حيث يقكؿ ُّ َ الجكفية كاألمطار َّ األرض مياه ْ
َمػػر َقػ ْػد قػػدَر.
ض عيكنػػا َفػػاْل َتَقى اْل َمػػاء َعَمػػى أ ْالسػ َػماء ب َمػػاء مْن َيمػػرَ .كَفجَّْرَنػػا ْاألَْر َ
اب َّ
( َف َف َت ْحَنػػا أ َْبػ َػك َ
َك َح َمْمَناه َعَمى َذات أَْل َكاح َكدسر) (القمرٔٔ:ػٖٔ)
العامػة عػف منػاخ َّ كفػق المعمكمػات شيء َغ ْير م ْع َتػاد َ ٌ ىطكؿ األمطار بيذه الغزَارة ىك َ لكف
َّ
اؽ مْنػذ
ػح َة األمطػار فػي العػر َ
ػنيفَ .فَق ْػد َذ َك َػر (جػكرج رك) ش َّ
الس َاؽ الذي َل ْـ َي َت َغَّي ْػر مْنػذ آالؼ ّ
العر َ
أَ ْق َدـ العصكر.
اؿ:
َق َ
178
اؽ بككنو ش ْب َو استكائي َتصل درجات الحػرارة فيػو إلػى (ٕٓٔ فيرنيايػت ػ
ّ (ي َّتسـ مناخ العر َ َ
الشػ َػتاء ،ل ػ َذل َؾ َت ْع َتمػػد
الع ْشػػر بكصػػات فػػي ّ طػػر فيػػو َعػػف َ ػل م َعػ َّػدؿ سػػقكط َ
الم َ كيقػ ُّ
ٓ٘ ْـ) صػػيفاَ ،
الك َسط كالجنكب) العراؽ القديـ ػ ص.ٕٙ خاصة في َ اعة اعتمادا كّميا َعَمى الري َّ الزر َ
خػبلؿ
َ األمطػار َكَقػانكف إذا َ
كػاف المنػاخ ال َي َت َغَّيػر ػع شػحَّة ْ الغزيرة َم َ
َ طار
األم َ
أيف تأتي ْ َفم ْف َ
ثمانية آالؼ َسَنة؟.
أمػػا ال َفَي َضػػاف َفَمػ ْػـ َيكػ ْػف أم ػ ار غريبػػا َعَمػػى العراقػػي ليكػػك َف بيػػذه الضػػخامة التػػي صػ َّػكَرْت َيا
َّ
ّ
ػدر خيػػر ،إذ َي ْجمػػب الط َمػػى ػي يعػ ُّػده مصػ َ
ػاف العراقػ ُّ
ػؾ كػ َػبلكة َعَمػػى َذلػ َ
النصػػكص القديمػػة!َ ،بػ ْػل َعػ َ
ػاف ثباتػو اجيتػو كاالنتفػاع مْنػو فػي آف كاحػد… َكَك َ اعت َم َد َعَمى َن ْفسو في مك َ لؤلرض ،ك َ كال َخ ْص َب ْ
يتييأَ َلو ك َّل عاـ.
الزمني عامبل مي َّما لكي َّ ُّ
اؿ:
َق َ
كمػف
افَ . نيسػاف كحزيػر َ
َ جتمع ْيف في كقت َيَقػع َب ْػي َف َش ْػيري
(تْن َحصر َف ْتَرة َفَي َضاف النيريف م ََ
إخضاع أنيارىـ لسيطرة مسػتديمة،
َ اء َق ْد استطاعكا أف َتج َد س َّك َ
اف كادي الرافديف الق َد َم َ الم ْدىش ْ
أي
ظا بَن ْفس َم َساره تقريبا ثبلث َة آالؼ َسَنة متكاصَمة ػ ْ
ظ َّل م ْح َتف َ
ات َأف الفر َ
خصكصا إذا َعَرْفَنا َّ
كشركباؾ كأركؾ كالرسا كأ ْكَر) العراؽ القديـ صٕ٘. َ مار بسباَر كباب َل
الع ْيد ػ َّا
في َذل َؾ َ
ػاد فػػي مكضػػع آ َخػػر َف َف َّسػ َػر بال َفَي َضػػافَّ ،
كلكنػػو َعػ َ أف طػػو بػػاقر َف َّسػ َػره
ػبق َّ
َلَقػ ْػد َأرَْيَنػػا فيمػػا سػ َ
خاصة:
معقكال َّ التفسير
َ اعتبَر ىذا
الطكفاف باألمطار الغزيرة .ك َ َ
ػع حػػدكث َع ْصػػر م ْمطػػر فػػي الشػْػرؽ األدنػػى فػػي عصػػكر مػػا َق ْبػػل التػػأريخ) ػ صٖٔٓ/ (مػ ََ
المقد َمة.
ّ
ػكر َن ْف َسػ َػيا بالجَّفػػاؼ فػػي َن ْفػػس الكتػػاب ص٘ٔ، ػف ىػػذه العصػ َ ػي َّأنػػو َك َصػ َ
كالظػػاىر َّأنػػو نسػ
َ َ
اؿ:
َح ْيث َشَر َح م ْشكَم َة االستيطاف َفَق َ
ػكؿ َف ْتػَػرة الجَّفػػاؼ فػػي الشػػرؽ األدنػػى َج َعَمػ ْػت مػػف
ػارية فػػن َّف حمػ َ
(أمػػا بالّنسػ َػبة لمنتػػائج الحضػ َّ َّ
كاف سائدا في العصر الحجػرّي القػديـ
قكتو َعَمى صيد الحيكاف َك َما َ
اعتماد اإلنساف في َّ
َ الم َت َع ّذر
فاى َت َد في ب ْق َعة ما مف الشرؽ إلػى إنتػاج الزراعػة كتػدجيف الحيػكاف َّ
خاصػة فػي شػماؿ العػراؽ ْ
في العصر الحجرّي الحديث) ػ ص٘ٔ.
اؿ:
أسَبق ػ صٗٔ َح ْيث َق َ
مشاب َيا لَن ْفس الفترة في مكضع ْ
كَذ َكَر َك ْص َفا َ
أباف العصكر الجميدية األكربيػة فتػرَة أمطػار غزيػرة ،كيقابػل ىػذه الفتػرات فػي (كاف َي ْحدث ََ
عصػر جفػاؼ أي الف ْت َػرة الجميديػة اآلف فػي ْ أنحاء الشرؽ األدنى فتر ٌ
ات يسػكد َىا الجَّفػاؼ كنحػف َ
المقد َمة.
ّ الجميدي الراب َع) ػ ص ٔٗ/ػ
َّ العصر
َ َعَقَب ْت
األخيرة التي أ ْ
179
العصػر الػذي
األخير المسمى (ببليستكسيف) ىػك ْ َ كدكره
الجميدي الراب َع َ
َّ الع ْصَر
أف َكمعمكـ َّ
ٌ
الس ْيل الرسكبي ،كأكائمو َّ
متقد َم ٌة جدا َعَمى َن ْفػس عمميػة
ّ كك َف الدلتا في َّتمي َز بك ْثَرة الطمى الذي َّ
َّ
ػب
ػل االحتمػاالت الم ْمكَنػة لحاد َثػة الطكفػاف َح َس َ االستيطاف بحيث َّ
امتػد ْت فتػرة الجفػاؼ َلت ْشػم َل ك َّ
ىذا التقسيـ.
العبيػد،
دكر َ
أي في ْ
فالطكفاف المذككر َح َس َب النصكص القديمة َيَقع بحدكد ٓٓٓٗ سنة ؽ.ـْ ،
المنطقة ػ صٖٓٓ.
َ َك ْى َك ما َذ َكَره باقر َعف تقديرات (ككلي) في
أف
ػػدي مػػػف الممحمػػػة َّ َكَذ َكػ َػػر آخػػػرك َف مػػػنيـ د .سػػػامي األحمػػػد فػػػي ترج َمتػػػو لمػ ّ
ػػنص األكػ ّ
الطكفاف:
َ
ػل ػطكرٌة م ْب َت َد َعػ ٌة ص ْػرَف ٌة أك ذكريػ ٌ
ػات َعػػف طكفػاف َحػ َػد َث فػػي العيػكد الماضػػية مػػا َق ْبػ َ (إمػا أسػ َ
َّ
الجميػدي) ػممحمة جمجامش/سػامي سػعيد األحمػد ػ ّ التاريخية َن َت َج َعف ذكباف الثمكج في العصػر َّ
صٕٕ.
الدليل َعَمى َذل َؾ ىك ارتفاع مناسيب مياه البحر إلػى مػا َي ْقػرب مػف خمسػيف متػ ار
َ أفَكَذ َكَر َّ
أشػار إلػى َّأنػو أ َخػ َذ ىػذه المعمكمػات َعػف كتػاب لمؤّلػف اسػمو (جػكرج
فك َؽ المسػتك الحػالي .ك َ
المسمى ( )Ancient Iraqلسنة َٗ .ٜٔٙك ْى َك َن ْفسو (جكرج رك). َّ رككس)
فيا لمعجب!!
أسطكرٌة َم ْح َض ٌة أك صْرَف ٌة ةكا َّما مياه الثمكج!.
َ إماَّ
أي ذي ح ْسَباف! َكَق ْد َي ْحسب َّأنو ىنا أ َْدَلى بر ّ
إف حقيق ػةٌَّ .
كلكن َيػػا ْ ػطكرٌة صػ ْػرَف ٌة أك ىػػي َ
أمػػا أسػ َػؾ ..فيػػي َّ بػػالطبع فػػنحف مختمفػػك َف فػػي َذلػ َ
ػاه الثمػػكج كىػػي َعَمػػى الجبػػاؿ
َف ميػ َ حقيقػػة فسػػتككف بعيػ َػدة كػ َّ
ػل الب ْعػػد َعػػف ميػػاه الثمػػكج ،أل َّ كاَنػ ْػت َ
اقية َل ْف يكك َف َل َيا معنى سك ال َفَي َضاف!. التركية كالعر َّ
َّ
العبارَة مف ( َفَي َضػاف) إلػى (ميػاه ثمػكج) َفَق ْػد حَّمػت المشػكَمة إلػى َ
األبػد َ َفَي ْحسب َّأنو إذا َغَّيَر
أسطكرة!!.
َ َم َع بقاء االحتماؿ في ككنيا
أف يكك َف ىك الطكفاف؟ اف ،كال يمكف َأب َدا ْ
إما أسطكرٌة أك َفَي َض ٌ أتساءؿ( :لماذا دكما َّ َ لكّني
ميػ َة بػػف
كشػ ْػب َح أ َّ
ػف م َح َّمػػد (ص) فػي َل ْفػػع الطكفػػاف َ إّنػي ألََر مػػا ال َتػػركف ..إّنػػي ألََر َ
ط ْيػ َ
خمف في َل ْفع ال َفَي َضاف!.
الػذعر مػف َل ْفػع
بأمي َة بف خمف كرككس؟ ،كمػا ىػذا الفػرار ك ْ
الجنكني َّ
ُّ كأالَّ فما ىذا اليكس
الطكفاف؟.
181
الب ْحػر خمسػيف متػ ار فػكؽ مسػػتكاه
العجيبػة َعػػف زيػادة مػػاء َ
َ ػاؿ ن َف ّكػر بنظريػػة (رككػس)
َف َت َع َ
العادي مف جراء مياه الثمكج!. ّ
أيف تجيء الثمكج؟ ،أََل ْي َس ْت تأتي مف مياه َ
الب ْحر؟ َفم ْف َ
األرضاألرضػية؟ ْأـ م ْػف بػاطف ْ َّ الزيادة؟ أَم ْػف خػارج الغػبلؼ الغػازّي لمكػرة
َ اءت
أيف َج َ
َفم ْف َ
الجكفيػػة التػػي يسػػتحيل خركج َيػػا إالَّ بانخفػػاض مفػػاجه كم َيػ َّػكؿ لمض ػ ْغط الجػػك ّي فػػي
َّ مػ َػف الميػػاه
األرض. الض ْغط َع َادت المياه إلى باطف ْ المنطقة ،فنذا َع َاد َّ
َ
ثابتة دكما!.
بنسبة َ المياه في الطبيعة ىي ََ أف
يقرر َّ
إف العْم َـ َّ
َّ
األمػر َّأنػو َي َت َح َّػكؿ مػف حالػة إلػى
ػل مػا فػي ْ كمككناتو .ك ُّ
َّ الماء ثابت النسبة م ْثل اليكاء
َ إف
َّ
أبجدية عمكـ الطبيعػة .كالتػكازف َّ ستمرة ..كىذا ىك مف حاَلة كم ْف مكضع إلى مكضع في دكرة م َّ
المػادة كالطا َقػةَ ،ب ْػل قػانكف النسػبةَّ المكجكد في الماء ال َي ْخَتمف َعف حاَلة التكازف لجميع أنكاع
ػؾ ىػػككم َيػػا بقػػانكف يدرسػػو الطػػبلب فػػي المراحػػل األكلػػىَ .ذلػ َ كم َيػػا كالطا َقػ َة َّ
ػاد َة َّ
الثابتػػة َي ْحكػػـ المػ َّ
َ
ػادة كالطا َقػػة) الػػذي مػ ْػف َجيَمػػو َّ
فكأنػػو ال َي ْعَمػػـ ش ػيئا َعػ ْػف عمػػكـ الطبيعػػة َعَمػػى (قػػانكف حفػػع المػ َّ
َ
اإلطبلؽ.
مسػجَمة
َّ أف يكك َف الطكفاف المذككر ىك َ
أحد عَّدة َفَي َضاَنات األحمد ْ
َ ض
م ْف جية أخر ا ْف َتَر َ
تاريخيا.
ػػم َيا َفَي َضػػػاَنات ،ةكاَّن َمػػػا طكفانػػػات َح ْيػػػث َكَرَد ْت فػػػي َب ْعػػػض الكثػػػائق ،كالتػػػي َّ
كلكنػػػو َلػ ْػػـ ي َسػ ّ
ػب التسمسػل :كػيش األكؿ ككػيش الثػاني بارتفػاع (ٓٗ) سػـ ،كشػركباؾ بارتفػاع ارتفاعاتيا َح َس َ
(ٓ )ٙسػػـ ،كأكر بارتفػػاع (ٕ )ٚسػػـ كجمػػدة نصػػر بارتفػػاع غيػػر مسػػجل ػ ترجمػػة الممحمػػة ػ
صٖٕ.
لمنيريف كالذي ال بَّد لممرء مف ْ
أف َيج َد المكسمي َ
َّ لكف ىذه التي َذ َكَرَىا ما ىي إالَّ ال َفَي َض َ
اف َّ
اقيػة بشػأف
العصر الحالي َح ْيث َتجػد مكاتبػات الدكلػة العر ََّلو ذ ْكَار في َكثائق الدكؿ ،بما في َذل َؾ َ
السػابقة .فمػا ىػي عبلقتػو بالطكفػاف السػابق َعَمػى دكؿ
َ ال َفَي َضاف المكسمي فػي األعػكاـ القميمػة
ّ
السبلالت؟.
المدف كعصر َف ْجر ُّ
األكؿ الػذي
سػتح ُّل المشػكَم َة تمامػا مثػل الم ْق َت َػرح َّ
أف تسمي َة ال َفَي َضاف بالطكفػاف َ أ َْـ يحس َب َّ
الطكفاف َفَي َضاَنا؟.
َ َس َّمى فيو
المذككر؟.
َ الطكفاف
َ ت َف ّسر تْم َؾ ال َفَي َضانات َك َى ْل
كاف َىَمككا في مستك مف الماء يبمغ ٓٙسـ؟
الس َ أف ُّ َي ْع َتقد َّ َك َى ْل
اقييف الق َدماء َعَمى ال َفَي َضاف السنك ّي م َجَّرَد أكذكبة؟.
طَرة العر َ
الباحثيف بسي َ
َ كاف َقكؿ
َك َى ْل َ
181
اؿ باقر:
َلَق ْد َق َ
طَبَقػة غػريف بػثخف يبمػغ زىػاء ٔٔ قػدما فػي كػيش ػ (إف "ككلػي" َع َث َػر فػي حفرياتػو َعَمػى ََّ
ػب
األكؿ كلػ َذل َؾ َذ َىػ َ
السػػبلالت َّ
شػػركباؾ ػ لجػػش كىػػي تفصػػل مػػا َبػ ْي َف َدكر جمػػدة نصػػر كعصػػر ُّ
ػع فػػي َدكر العبيػػد بحػػدكد ٓٓٓٗ سػػنة ؽ.ـ) ػ
ػذككر َكَقػ َ
ػاف المػ َ
أف الطكفػ َ
المرحػػكـ "ككلػػي" إلػػى َّ
تاريخ الحضارات ػ صٖٓٓ.
كبقيػػة اآلثػػار َعْنػػو ،كلػػيس
ػؾ َّ كالمطمػػكب ىػػك تفسػػير الطكفػػاف المػػذككر كطبقػػة الغػػريف تْمػ َ
الباحثيف كالم َسجَّل تاريخيا.
َ العادي المكسمي المعمكـ لجميعّ المطمكب اإلشارَة إلى ال َفَي َضاف
ّ
أع َجب.اءَنا باحتماالت أ ْغَرب ك ْحتى َج ََل ْـ َي ْك َتف األحمد بمصائب تفسيرات القكـ الغرباء َّ
أسػتمر ع َّػد َة
َّ حتػى لػك أف يكك َف مقدار مػا يَر ّسػبو (ٕ )ٚسػـ مػف المػاء ْ
األح َمػر َّ فما َع َسى ْ
أسابيع؟.
ػب أ ْك َثػَػر مػػف
ػب مػػف مػػاء الفػرات كدجم ػ َة الشػػديد الحمػَػرة َلػ ْػف يَر ّسػ َ الم ْتػَػر الم َك َّعػ َ
أف ََّإنَنػػا َن ْعَمػػـ َّ
طبَق ػ َة الغػػريف عػ َّػد َة ُّ
ن ْصػػف مميمتػػر عْنػ َػد الركػػكد .كباسػػتمرار َتػ َػدفق الميػػاه عػ َػد َة أسػػابيع سػ َػتْبمغ َ
َح َػد
ػل األحػكاؿ إلػى أ َ
ػل فػي ك ّ
سنتمترات أك إنجات ميما َباَل َغ المرء في َك ْصف ال َفَي َضافَ ،كَل ْف َتص َ
َع َشَر َق َد َما!.
كميػة َفَقػ ْطَ ،ب ْػل ال
جػرد َ
إف ىذا الس ْم َؾ َيحتاج إلى ارتفاع لمماء ال َيق ُّل َعف ألفي متػر ال كم َّ َّ
بنذابػػة
األرض كيقػػكـ َ ػر مػػف بػػاطف ْ
متفجػ َا
ّ ػب انصػػبابا شػػديدا أك أف يكػػك َف المػػاء َثج َ
َّاجػػا َيْن َصػ ُّ بػ َّػد ْ
َمٌر سيككف مَرّك َعا كم ْيم َكا لمكائنات بك ّل تأكيد. التْرَبة لتككيف طبقة بيذا الس ْمؾَ ،ك ْى َك أ ْ
أع َتػ َذَر (أيػا) َع ْػف ف ْعػل الطكفػاف
جميػع تْمػ َؾ االحتمػاالت حيَن َمػا ْ
َ الممحمػة بَن ْفس َػيا
َ َلَق ْد َك َّذَبت
(أن ْميل)!.
كأْلَقى بالبلئ َمة َعَمى ْ
الممحمػة َل ْػـ َيك ْػف ذكَرْت ْػو
الطكفػاف الػذي َ
َ أف
اضحة َعَمى َّ
الدال َة دال َلة ك َ الرمكز َّ َ َكَق ْد َأرَْيَنا تْم َؾ
َ
اقي ي َفػّػرؽ َجّيػػدا َبػ ْػي َف مػػا َي ْف َعمػػو (أَيػػا) كمػػا َي ْف َعمػػو
شػػيئا َم ْعيػػكدا كال َفَي َضػػاَنا َعظيمػػا َعارَمػػا .فػػالعَر ُّ
(أن ْميل)!.
ْ
أي إجراء يمكف قكة ل َصّدهَ ،كَل ْف يكك َف ىناؾ ُّ ْأن ْميل الذي إذا َف َع َل شيئا َفَم ْف تكك َف ىناؾ َّأية َّ
بنشػارة مػف (أيػا) َك َمػا َأرَْيَنػا فػي
َ المكعد المَقَّرر
الص ْد َمة ما َل ْـ َيك ْف سابقا َعَمى َأف ي َّت َخ َذ ل َتخفيف َّ
ْ
احا م ْس َتمَّار. الرمكزَ ،كَكما َأرَْيَنا َفعَمو في (أكر) َح ْيث أستمَّر َّ
الش ْعب ينكح َن َك َ َ َ
ػاممكا
أف َي َت َع َيف تػأكيبل َلػو بَق ْػدر مػا َن ْطمػب ْ
شؾ بكقكع الطكفاف كال َن ْطمب مف البػاحث َ َّإنَنا ال َن ُّ
ػل كاحػػد كف ْكػَػرة محػ َّػد َدة
أف َيْرسػكا َعَمػػى َحػ ّ
ػع معطيػػات اختصاصػػاتيـَ .ف َعمػػييـ ْ
تامػػة َمػ َ
ػكعية َّ
بمكضػ َّ
ب َشأْف الم ْعطيات َن ْفس َيا!.
182
طار؟
أم َ
كاف َع ْصَر َجفاؼ أـ َع ْصَر ْ َى ْل َ
أف يكػك َف َع ْص َػر
مما كانكا َي َت َص َّكرك َفَ .ف ْي َك ال َي ْقَبػل ْ ئ ّّ
ذكي أ ْك َثر َّ أف القار َ
أف َي ْعَممكا َّ
َعَمييـ ْ
َجفاؼ لتفسير االستيطاف كيكك َف َع ْصػ ار م ْمطػ ار لتفسػير الطكفػاف ةكا َّف المَتمّقػي َي ْحفػع َعَمػييـ مػا
يقكلك َف.
بالقضػيتيف فػػي آف كاحػد :قضػَّػية
َّ َخَبَرَنػا
يني أ ْ
الػنص الػ ّػد َّ
َّ َف
نشػؾ بكقػػكع الطكفػاف أل َّ
ُّ َن ْحػف ال
لمقصػة القرآنيػة ػ التكراتيػة ال َي ْػد َفعَنا لمتشػكيؾاألكثرية ب َيا… فتكػذيبيـ ََّّ ضية َت ْكذيب
الطكفاف كَق َّ
ػل َعَمػػى صػ ْػدؽ
النزيػػو دليػ ٌالع ْكػػسَ .فيػػذا التكػػذيب ىػػك بالنسػَػبة لممَتَمّقػػي َّ
ظُّنػكاَ ،بػ ْػل َعَمػػى َ
ب َيػػا َك َمػػا َ
يػب َس ْػرد َىا َك َمػا فػي َمػكرد
لمقصػة عَق َاألكثريػة َّ
َّ تكػذيب
َ الثانية (أي الطكفػاف)َّ ،
ألنػو َذ َك َػر َّ القضية
َّ
(الش َعراء) مف القرآف الكريـ: سكرة ُّ
ػاؿ َر ّب إ َّف َقػ ْػكمي َكػ َّػذبكفَ .فػػا ْف َت ْح َب ْينػػي
يفَ .قػ َ ( َقػػالكا َلػػئ ْف َلػ ْػـ َتْن َتػػو َيػػا نػػكح َل َتكػػكَن َّف مػ َػف اْل َمْرجػػكم َ
يفَ .فأَْن َج ْيَنػػاه َك َمػ ْػف َم َعػػو فػػي اْلفْمػػؾ اْل َم ْشػػحكف .ثػ َّػـ ػي مػ َػف اْلمػ ْػؤمن َكبي ػنيـ فتحػػا كنجنػػي كمػػف معػ
َ َْ َ ْ َْ َ َ ّ َ َ ْ َ َ
الػرحيـ) ػؾ َلي َػك اْل َعزيػز َّ ػاف أَ ْك َثػرى ْـ م ْػؤمن َ
يف َ .ةكا َّف َرَّب َ ػؾ َآلَيػة َك َمػا َك َ
يف .إ َّف فػي َذل َ أَ ْغَرْقَنا َب ْعػد اْلَبػاق َ
(الشعراءٔٔٙ :ػٕٕٔ)
آنػي ي َسػاعدَنا
الػنص القر َّ َّ فػنف
الطبيعية األكلى َّ َّ تفسير الطكفاف باكت َشاؼ عَّمتو َ َكحيَن َما نريد
األدلة األَ َثرّية المتكّفَرة أك اْن َع َد َم ْت.المادية ك َّ
َّ الك ْشف ةكا ْف َقَّم ْت المعطياتَعَمى ىذا َ
َمَر الطكفاف بكاق َعة أخر َسابَقة َعَمى الطكفاف َن ْفسو كىي َف َكَراف َّ
التنكر. النص أ ْ
ط ُّ َفَق ْد َرَب َ
ييا م ْف ك ّل َز ْك َج ْيف ا ْثَن ْيف ) التُّنكر َف ْ
اسم ْؾ ف َ َمرَنا َكَف َار َّ
اء أ ْ( َفن َذا َج َ
(المؤمنكف :مف اآلية)ٕٚ
جديدة ،إذ ْيز َعـ َّأنو َتُّنكر الخ ْبػز إذا َخ َػر َج
إضا َفة َ التفسير القائـ لآلية ال يعطي َ
َ أف
صحيح َّ ٌ
بلمػ ٌة َعَمػى حػدكث الطكفػافَٕ ،ب ْي َػد َّإننػا ال َنْم َتػزـ بيػذا التفسػير كال َنجػد مَب ّػرَار
مْنو المػاءَ ،ف ْي َػك َع َ
ػنص
التػ َػدُّبر فػػي الػ ّ
ػركرة َ
ػي بضػ َػنص القرآنػ ُّ
َمػَػر الػ ُّ
إف أ َ
لغكيػػا لبللت ػزاـ بػػو َب ْعػ َػد ْ
عيا كال َّ َعْق َّميػػا كال َشػ ْػر َّ
ابتغػاء الف ْتَنػة ػو إلػى كجػكد مػف يحػاكؿ تأكيَمػو الضػبلؿ ،كَنَّب َ بػالعمى ك َّ ف
َ ف الذيف ال َي َت َػدَّبرك َ َ َ َك َك َص َ
كلتضميل ال َخْمق َعف المعمكمات التي َي ْذكرَىا هللا تعالى في عبل َقة اإلنساف بالطبيعة.
2في المسودّ ِة التمهيدية لهذا الكتاب قَا َل النيلي (رحمه هللاُ) ما يلي( :وكان التفسيير اعتتايا ي اللييوَ قَي ْد ح ََير َذ َِي ِذ ِ
الماء مين (تنو ِ
يور ال ُخاْي ِ ) الموِيو ِد فيي د َِار . ِ وفان خا ّ ً
صة ا ِنوذٍ (ع) من ِخال ِل خروجِ ِ ث التلَى أنَّها تَال َمةٌ ِلحدو ِ اآليةَ َ
راِع
ال ُم ِ سذا َِ ِة )
ذ في ُمنتهى ال َّ َو ِْ َو ح َْر ٌ
183
كػاف مػف
كقبػكؿ لبلنقيػاد إذا َ
ٌ تسميـ باأل َْمر الكاقع
ٌ المتداكؿ ىك
َ القبكؿ بالتفسير القائـ كَ إف
َّ
هللا الضاؿ عْن َده تعالى َس َكاء بسكاء َّ
ألنو َي ْعبػد َ األعمىَ ،ف ْي َك ك َّ
حب الم َت َدّي َف ْ َ
هللا ال ي ُّ
فنف َالم َت َدّيفَ .
آني:
النص القر ُّ
َعَمى َحْرؼ َح َس َب َما َك َص َفو ُّ
ػاب ْتو ف ْتَنػ ٌة اْنَقَم َ
ػب َعَمػى َص ََف بػو َ ةكا ْف أ َ
َص َابو َخ ْيٌر ا ْط َمأ َّ
ّللا َعَمى َحْرؼ َفن ْف أ َ (كم َف َّ
الناس َم ْف َي ْعبد َّ َ َ
الدْنَيا َك ْاآلخَرَة َذل َؾ ى َك اْلخ ْسَراف اْلمبيف) (الحج)ٔٔ: َك ْجيو َخسَر ُّ
إع َػراض كصػدكد َما مف َغ ْيره فمػيس سػك ْ ىذا القبكؿ كنتائجو حيَن َما يككف مف الم َت َدّيف .أ َّ
كيػ ْذعف ل َػب ْعض المعطيػات بعض َػيا دك َف َب ْعػض َالصّد َعػف الحقػائقَ .ف ْي َػك َي ْخ َتػار َ
باألنانية ك َّ
َّ َي َّتسـ
ض كمػا فييمػا َل ْي َس ْػت ىػياألر َ
كأف السمكات ك ْ ذككرة في كبلـ هللا… َك َّ الم َ ف
المادية دك َ المعطيات َ
َّ
يف بعبل َقػػات األشػػياء
العػػارف َ
رية َ
ػخ َ
ػار لسػ ْ
مػػف معطيػػات هللاَ ..ف ْيػ َػك (أي غيػػر الم َتػ َػدّيف) َم َثػ ٌ األ ْخػَػر
ببعض..
ْ بعض َيا
186
أمػػا ػخرية فػػي الق ػرآف إالَّ َمػ َ
ػع األشػػخاص عْنػ َػد قيػػاميـ بأفعػػاؿ م َعَّيَنػػةَّ . السػ َ
كل ػ َذل َؾ َلػ ْػـ َتػػرْد ُّ
اجعػػة ىػػذه التفاصػػيل فػػي العَقائػػد .كتمكػػف مر َ
االسػػتيزاء َفَي ْحػػدث مػػف األشػػياء كالػ ّػديف كاأل ْف َكػػار ك َ
سمسمة النظاـ القرآني.
ّ
ػخرية
لمسػ َ ػكـ نػكح سػػيقكمكف فيمػا َب ْعػػد بف ْعػل م َعػَّػيف يصػبحكف َم َعػػو َم َث َا
ػار َّ إذف ..ال ب َّػد أف قػ َ
أف يتحقق عْن َد ىػركبيـ مػف البْرَكػاف َح ْيػث َي َتأ َّ
َكػد لػدييـ َّ المذككرة في اآلية السابقة .كىذا الف ْعل َّ
ػع ىػك نقيضػو تمامػا َك ْى َػك ظيػكر كاف كاذبا مف َح ْيث َك َع َدىـ بال َغَرؽ بالماء َب ْيَن َما الذي َكَق َ
نكحا َ
النػار سػتككف
أف ىػذه َ رية بصكرت َيا الكاممة مػف َح ْيػث َّأنيػـ ال يعممػك َف َّ الس ْخ َ نار ..كىَنا َّ
تتحقق ُّ
المَباشَر لحدكث الطكفاف.
الطبيعي َ
َّ السَب َب
ىي َّ
ػؾ
السابع :عثكرَنا َعَمى َب ْعض النصكص الحديثية الشريفة التي ت َؤّكد ىذا ال َفْرض .كمف تْم َ
الممح َمػة
َ خاصػة ُّ
بتنػكر الخ ْبػز .كمنيػا مػا فػي ػار َّ
التنػكر) َّ النصكص ما ينفي أف تكػك َف َ
عبػارة ( َف َ
ابمية.
الب َّ
َفم َف النصكص َّ
الدالة َعَمى َذل َؾ ىذاف الحديثاف:
ػار
بح ػ ْذؼ اإلسػػناد األعمػػش عػػف عمػػي بػػف أبػػي طالػػب(ع) فػػي معنػػى (كَفػ َ
األكؿَ :
الحػػديث َّ
اؿ: َّ
التنكر) َق َ
فقاؿ "طمكعيا") الش ْمس َ (أَما كهللا ما ىك َتُّنكر خ ْبز ،ث َّـ أكمأَ بَيده إلى َّ
َ َ
ريف ةكاجماعيـ َعَمى تفسير ال َف َػكَراف بخػركج المػاء مػف المفس َ
ّ إصرار أف َت ْعج َب مف ْ َفَم َؾ ْ
ػو.
بالش ْػمس كطمكع َ كرْبطو َّ كم َع َن ْفيو َلو َ التنكر م َع َق َسـ اإلماـ عمي (ع) َّأنو َل ْي َ ُّ َّ
س تنكر الخ ْبزَ ، ّ َ
ػي ق مػ َػف َّ
النػػار ذاتػ ُّ الشػ ْمس فػػي م َحاكَلػة إلفيػػاميـ َّأنػػو َتُّنػ ٌ
ػكر ..م ْشػ َػت ٌ ػار إلػػى َّ َك َم ْػف َيػ ْػدري َل َعَّمػػو َ
أشػ َ
ػػػمسَ .كَرَد ىػػػذا الحػػػديث فػػػي كتػػػاب السػػػمرقندي ،ٚ/كالعياشػػػي ،ٔٗٚ/كالبحػػػار كالش ْ اال ّتَقػػػاد َّ
ج٘.ٜٖ/
النص البابمي كذلؾ عْن َد قكؿ (أكتكػ نكبشػتـ)
اضح جدا في ّ بالش ْمس ك ٌ اقعة َّ
ط الك َلكف ارتبا َ
َّ
ّ
حديث الطكفاف:َ لجمجامش
َ يقصَك ْى َك ُّ
"ش ْمش" لي كقتا "مكع َدا" م َحَّد َدا)
الر ُّب َ
(ك َج َع َل َّ
َ
َغَم ْقت َبابي
السفين َة كأ ْ
فكَل ْجت َّ
َ
ياد لممبلَّح (بكزر أمكري) كسَّم ْمت َ
الق َ َ
كما يحكيو مف َم َتاع
يك َل َ
الي َ
ط ْيتو َ
أع َ ْ
الس ْحر
أنكاَر َّ
ظ َيَر ْت ْ
كَل َّما َ
اء غمام ٌة َ
ظْم َم ٌ َ َعَم ْت مف األ ْفق
187
آني فػي كػكف الكقػت َّ
مكس َػعا مْنػذ
ّ
النص القر
كم َع ّ الممحمة َم َع الحديث السابق َ
َ كبيذا َت َّتفق
ػاد ذ ْكػػره فػػي قكلػػو
األكؿ عػ َ المحػ َّػدد فػػي َّ
السػ ْطر َّ ػيف البػ ْػدء بالطكفػػاف .فالمكعػػد َ
السػػفينة لحػ َ
دخػػكؿ َّ
كػاف ىػػك فػنف طمػك َع َّ
الش ْػمس َ ػؾ َّالسػ ْطر األخيػػر .كعمػى َذل َ
ػق فػي َّ
ػحر) التػي َعَمػت األ ْف َ الس ْ
(أْنػكار َّ
المكع َد الم َّ
حد َد.
س ىػػك الػ َّػر َّب الػػذي اسػػمو (شػػمش)َ ،بػ ْػل
الس ػ ْطَر بػػالمقمكب ،إذ َلػ ْػي َ
إذف ..ف ػَن ْحف نق ػ أر ىػػذا َّ
المكعد مْرَتبطٌ بػ (شمش) الذي ىك َّ
الش ْمس.
الػرب "شػمش" لػي
ػل َّ
(ج َع َ
كلػيس ىػك َ
َ س مكع َػدا) الر ُّب لي َّ
الش ْم َ (ج َع َل َّ
األصمي ىك َ
ُّ الس ْطر
ك َّ
مكعدا).
النص فالج ْمَمة ىي:
فيا َح َس َب ّ
أما َحْر َّ
ك َّ
مما
ّ ايشككنا أداننا ايمك أكتك
لي جعميا
الر ّب الشمسمكعد َّ
ع (أداننا) ىػك صػ َف ٌة بمعنػى م َح َّػدد .كأكتػك :الشػمس .كأيشػككناـ :جعػل كمػا :ضػمير
إف َل ْف َ
َّ
المتكمـ المفرد.
الػنص .ةكاَّن َمػا الف ْعػل
ّ فنف لفع (مكعػد) ال كجػكد َلػو فػي كال َيْنتج مف الج ْمَمة إالَّ ما َذ َكْرَناهَّ .
س َح َّػدا َلػو َك ْى َػك مطمػع َّ
الش ْػمسَ .ب ْيَن َمػا ػل َّ
الشػ ْم َ الػر َّب َج َع َ
أف َّ
الش ْػمس .كالنػاتج َّ َكَق َع عميو كعمػى َّ
أصبل. ترجمتيـ ال َي ْظ َير المكعد الم َحَّدد ْ
َ َعَمى
ػؾ فػي
ػع أّنػي أش ُّ الػر ّبَ ،م َ
ػع (شػمش) َّ ػؾ ىػك فػي َّأنيػـ اعتقػدكا بتػرادؼ (أكتػك) َم َ كسَبب َذل َ
َ
(أربػاب)
ٌ ظ َّف المترجمػك َف َّأنيػا
(ر ّب) إلى األشياءَ ،ف َ
ربكبيتو أيضا ،إذ كثي ار ما َح َد َث ْت إضا َفة َل ْفع َ
ػب
األرض… الػخ)َ .ف َحس َ
كر ّب ْ
الس َػماءَ ،
كر ّب َّ
(ر ّب البيػتَ ،
العربيػة عنػدما تقػكؿَ :
َّ َك َما يحدث في
ديف .كالدليل المؤكد َعَمى خطأ ىذه الترج َمة مف ج َيػة
أسماء لؤلرباب الم َت َعّد َ
ٌ المترجمك َف َّ
أف ىذه
أخر ىك اختبلؿ السياؽ بالكامل.
ف َت َغَّيَر
رمزي َتو سابقاَ .ف َك ْي َ
الح ْظَنا َّ
ظة ىك (أيا) الذي َ
كاف الذي ي َكّمـ نكحا في تْم َؾ المح َ
َلَق ْد َ
الحديث ليكك َف َعَمى لساف (شمش)؟.
اؿ:
الت َح ُّكؿ المفاجه في الحديث ،كل َذل َؾ َق َ َلَق ْد أْن َتَب َو طو باقر إلى ىذا َ
لمممح َمة؟).
َ نص َثاف كجكد َّ الس ْطر (بدال مف "أيا")(ى ْل يعني إدخاؿ "شمش" في ىذا َّ َ
دقيقة.
بصكرة غير َ َ كجكد ترتيب آخر كترج َمة أخر لمجمم َة التي تْرج َم ْت َ أقكؿَ :ب ْل يعني
ػل) الػذي ال ب َّػد ْ
أف (ج َع َ
ظة (شمش) مفعكال ثانيا لػػ َ صحيحة إذا كاَن ْت َل ْف َ
َ اءتو
فالبيت َتَقع قر َ
لمر ّب!.
كلي َس ْت اسما َّ
يأخ َذ مفعكليف ْ
188
ط َّ
بالنػار مػا َذ َك َػره شػيء م ْػرَتب ٌ
ٌ ػكر ىػك أف َّ
التن َ المؤك َدة َعَمػى َّ
ّ الحديث الثاني :كمف المركيات
ػع اخػتبلؼ كنصػو مشػاب ٌو ل َمػا مضػى َم َ
صاحب كتاب البرىاف َعف عمي بف أبي طالب(ع) أيضاُّ .
السابقة.
َ اؿ " :الصبح") ػ َن ْفس المصادر فق َ
الش ْمس َآخر ىك ( كأكمأَ إلى َّ
َ
الص َػباح .كلػ َذل َؾ أف المكع َػد ىػك ظيػكر َّ
الش ْػمس عْن َػد َّ كضػكحا َعَمػى َّ
َ آخػر أك َثػر
دليػل ٌ
كىذا ٌ
لجمجامش:
َ الممحمة بقكلو
َ َك َده (أكتكنكبشتـ) في أ َّ
الس ْحر
أنكاَر َّ
ظ َيَر ْت ْ
كَل َّما َ
اء
ظْم َم ٌ غمام ٌة َ
َ َعَم ْت مف األ ْفق
189
ػارة إلػػى ػع عمييػػا ُّ
الش ػراح عبلمػػات االسػػتفياـ لئلشػ َ إف َك َضػ َ َكَقػ ْػد تكػػكف ىػػذه األلفػػاظ َ
(ب ْعػ َػد ْ
الخبػػث كالحديػػد الم ْح َتػػرؽ مػػف
طػػع ْ
الرَمػػاد كق َ
حبػػات َّ
دالػػة َعَمػػى تسػػاقط َّمجيكليت َيػػا)َ ..قػ ْػد تكػػكف َّ
َّ
عادة إلى مسافات بعيدة.
البركاف كالتي َيرمي ب َيا البركاف َ
ستعم َل ليذه األشياء يفيد مف كجو آخر فػي معنػى
ع الم َ كالذي يَق ّكي ىذا االحتماؿ َّ
أف المف َ
اؿ باقر:
اليبلؾَ ،فَق ْد َق َ
بػابميتيف ىمػا كابػاتي kabatiككػككي kukku
َ كممتيف
التكري َة مف َ
َ (استعم َل الكاتب ىنا
َ
اليبلؾ).ٕٔ٘/
َ الطعاـ أك
َ إما
زد َك َجا َّ
المتيف تعنياف معنى م َ ك َ
الس ْطَر إلى: اف باقر َق ْد َتْر َج َـ ىذا َّ
َكَك َ
طر مف ( َق ْمح)
بم َفي ال َم َساء سيمطركـ الم َكَّكل بالزكابع َ
اؿ:
فق َ
الترج َمة َ
اؼ الحنط َة إلى الح ُّمص في َ أض َ األح َمد َفَق ْد َ
أما َّْ
طَار َكثي ار
ٖٗ .سكؼ َي ْسقط عميكـ َم َ
ماكا
أس َٗٗ .طيك ار متخ ّفَية ك ْ
َ٘ٗ .ح َصادا كاف ار
.ٗٙحمصا عْن َد ال َف ْجر
ػػردات
ػػركـ كفيػػػو مفػ ٌ
طػػػر الغريػػػب مخػ ٌ
الم َ
ص ىػػػذا َػػت (ٗٗ) كالػػػذي ي َحػ ّػػدد خصػػػائ َ ػػف البيػ َ
كلكػ َّ
َعاد الترج َم َة َعَمى النحك اآلتي:
َعاد (سبايزر) المفردات كأ َ مفقكد ٌةَ .كَق ْد أ َ
َ
ندرة ٖٗٚ/ األسماؾ َ ٗٗ .أحسف أنكاع الطيكر كأكثر ْ
الحمػػػص كالطيػػػكربحبػػػات الحنطػػػة ك ُّ
طة َّ أف ىنػػػاؾ َت ْشػػػبييا لؤلجسػػػاـ المتسػػػاق َ
كىػػػذا يعنػػػي َّ
قاتمػةٌ .فاألبيػات مػف كػبلـ نػكح َك ْى َػك َف أشكاَل َيا مختمف ٌة كىي داكنػة المػكف
سػكداء َ
ٌ األسماؾ ،أل َّ
ك ْ
(ي ْس َخر منيـ َك َما يسخركف). َ
غمامػة دخػاف ػحر ىػي
الس ْ
ظممػة) التػي عْن َػد َّ م َف الم ْح َتمل أف تكك َف
َ (الغمامػة السػكداء الم َ
َ َ
بيل المكعد النيائي لمب ْدء بالطكفاف الم َحَّدد بطمكع َّ
الش ْمس. البركاف كىي ق َ
ّ
رية مػػنيـ البيػػت رقػػـ (٘ٗ) كالػػذي
ػخ َ تكريػ ٌة ك َغَرضػ َػيا ُّ
السػ ْ كمػػف ج ْمَمػػة السػػطكر التػػي فييػػا َ
اؿ في ترج َمتو: َّ
َعاده (سبايزر) بدقة حيَن َما َق َ
أ َ
الح َصاد!
األرض م ْف َكْفَرة َ كسكؼ َت ْمَتمه ْ
َ ٘ٗ.
الناس.. َّأنو بالطبع حصاد مكتى الكائنات ك َّ
عبارة:
ف كّمَيا عْن َد الباحث (ىايدؿ)َ ،فَق ْد َتْر َج َمو إلى َ أختَم َ
البيت رقـ (َ )َٗٙ لكف
َّ
الم َساء قائد العاص َفة
.ٗٙفي َ
191
ع ىذا البيت ىك:
كلكف لف َ
َّ
( .ٗٙأيناشير) ػ ككاكككي.
كعندئػذ َلػ ْػف يكػك َف لفػػع (كػككي) بمعنػػى حمػص أك حنطػػة أك ىػبلؾ َك َمػػا ىػك عْنػ َػد بػػاقَر كال
الزكبعة.
َ األحمدَ ،ب ْل طبلئع العاص َفة أك
َ حمص أك ظْمـ َك َما ىك عْن َد
المتػرجميف َي َت َص َّػرفك َف باأللفػاظ كمعانييػا ب َح َسػب مػا َيركَنػو مناس َػبا لتكػكيف
َ أف
كىكذا َن َػر َّ
فػردةَ ،ب ْػل ت ْع َتَبػر
ترجمة بمعنػى الم َ َ ترجمتيـ
َ النص بكاممو ،كبالتالي ال ت ْع َتَبر عبارة منسج َمة َم َع ّ َ
داللتو َت ْغيي ار كامبل.
لمنص ت َغّير َ
اءة ّ أيضا قر َ
الممحمػػة ظػػر فػػي م ْج َمػػل ألفػػاظ ػادة َّ
الن َ ػكـ البػػاحثك َف بنعػ َ أف يقػ َكنأمػػل َب ْعػ َػد ىػػذا التكضػػيح ْ
َ َ
اليامػة
َّ الدينية باعتبارَىا جزء مػف المعطيػات َّ النصكص
َ كبقي َة
ظر االعتبار ىذه الرؤيا َّ آخذيف بن َ
َ
ػكعية
اءة مكضػ َّ اؽ القػػديـ عػػامبل مػػؤّث ار فػػي ق ػر َ
ػبقة لمع ػر َ أف ال تكػػك َف نظػ َػرتيـ المسػ َ
القصػػة ،ك َْعػػف َّ
المؤكػػد َّأنَنػػا
َّ خاصػػة فػػي ىػػذا الػ َّػزَمف الػػذي ال نعػػيش فيػو أسػ َ
ػطكرَة الطكفػػاف كلكػ ْػف مػػف لمنصػكص َّ
األسطكرة!.
َ طكفاف
َ نعيش فيو
****************
مبلحق الصكر التكضيحية
حسب التسمسل
األكلى :مجمكعة الككاكب السيارة في المجمكعة الشمسية
الثانية :منظر لكككب زحل مف قمره (ميماس)
الثالثة :جبل الفيض المغناطيسي كيظير فيو خطكط الفيض كالتكائـ
الرابعة :نظرية تككف الفيض المغناطيسي األرضي
الخامسة :حمقات زحل
السادسة :منظر لكككب زحل كصخكر القمر تيتاف
191
المػػبلحػػق
192
مْم َحق رْقـ (ٔ)
ش كأْنكيدك
جنسية َب ْي َف جمجام َ
َّ الم َزاعـ القائَمة بكجكد عبل َقة
الرد َعَمى َ
َّأكالَّ :
( )1من مقال جورج -ف .هايلد :سمات متشابهة َبيْنَ ملحمة كلكامش ومأدبة أفالطون.
( )2نفس المصدر أعاله.
193
ػع المكصػػكؼ بالكبػػت الجنسػػي قػالكا (كزرتػػك) ،كلػػيس المقصػػكد
ػامح َم َ
أعػزب… فػػنذا َأرادكا التسػ َ
ّ
المحركـ مف الجْنس!!. ألنو ال يعني العيرَ ،ب ْل يعني َّ
الذـ َّ
َ
المنطقة كمخػارج األصػكات عنػدىـ، َ كمشكمة ىؤالء ىي َّأنيـ يجيمك َف طبائ َع كعادات ْ
أىل
األكربيػيف خصكصػػاَ ،ب ْيَن َمػػا ىػػك
َ أف مضػ َغ الحػػركؼ ىػػك مػف عػػادات ألسػػف األعػػاجـ ك
إذ المعمػكـ َّ
الم ْشرؽ.
أىل َ
العَرب ك ْ
جسيـ عْن َد َ
ٌ َع ْي ٌب
اؿ أبك الطيب: َق َ
اء فبلة ما َعَرْفف ب َيا
أفدي ظب َ
َم ْض َغ الكبلـ كال ص ْب َغ الحكاجيب
الم ْشػرؽ ،كلػك
َىػل َ
المستخد َمة عْن َد أ ْ
َ بتعدد مكارد إطبلؽ المفع كالكناياتكىذا عدا جيميـ ُّ
ػب ىػذا سار المرء َعَمػى ىػذه َّ
الجنسػية َح َس َ
َّ اإلشػارة
َ خمػك جممػة مػف
َص َػب َح مػف النػادر َّ
ريقػة أل ْ
الط َ َ َ
المَّد َعى!!.
ػكرَة:
تطابقا كلػيس تشػابيا َب ْػي َف الكثيػر مػف المفػردات مثػل( :ال َف َػرج كال َف َػرج! كالع َ
َ فنف ىناؾ
َّ
ػل ػ كالجماع:الفعػل الجنسػي، الخطػأ ػ كالعػكرة :الثغػرة ،كالعكرة:الجيػاز التناسػمي ،كالجمػاع :الك ّ
كالجمعة :يكـ فػي األسػبكع ،كالجامعػة :مكػاف العمػـ ،كالجمعيػة :مثػل النقابػة ،كالجػامع :مكضػع
العبادة).
ػػر َعَمػػػى العػ َػػرب
ػػل المغػػػات كلػػػيس َق ْصػ َا
أمػػػا َت َغُّيػػػر َحػ ْػػرؼ كحػػػرفيف فأمثَمتػػػو بالمئػػػات فػػػي كػ ّ
ك َّ
المشرؽ .ففي العربية مثل( :ميبكؿ :مجنػكف ،كميبػل :مػدخل الػرحـ ،كالػذكر :عكػس األنثػى، ك ْ
ػق أك اليدايػة) كغيرىػا بالعشػرات ،كأالَّ
الح ّ ُّ
التػذكر ك َ كالذكر :العضػك الػذكري ،كالػذكر بالكسػر مػف
كيػػف يكػػكف المعجػػـ اإلنكميػػزُّي م َ
رتَبػػا؟ ألػػيس َّ
مرتَبػػا َعَمػػى الحػػركؼ؟ .كىنػػاؾ عش ػرات المفػػردات
ات لبعض َػيا كميا مرمكز ٌ أف ىذه َّأما بنفس الترتيب أك بالمقمكبَ ،ف َي ْل يَقاؿ َّ َّ
المتفَقة في األصكات َّ
شػػأف ليػػـ بالمغػػات الحدي َثػػة ل َف ْيػػـ الدال َلػػة
َ القديمػػة ال
َ البػػاحثيف فػػي الحضػػارات
َ أف
الػػبعض ْأـ َّ
المفظية؟.
َّ
ط ٌة َعػف االعتبػار كليسػت ليػا َّأيػة
اإلشارَة مف (جاككبسػف) سػاق َ َ فنف ىذه كل األحكاؿ َّ كفي ّ
اؿ (ىايمد) أك َل ْـ َي ْعد ْؿ.
عممية سكاء َع َد َؿ َعْن َيا َك َما َق َ
َّ قيمة
َ
194
(شخصية ذي القرنيف) ألبي الكبلـ آزاد
َّ مبلحظات َح ْك َؿ ك َتاب
ٌ ثانيا:
ػي
الممػػؾ الفارسػ ُّ
ػأف (ذا القػػرنيف) ىػػك َػائل الػ َػب ْعض َعػػف مكقفَنػػا مػػف الػ َّػدعك القائَمػػة بػ َّ
َت َسػ َ
الم َعػارؼ فػي اليْنػػد َّ
(شخصػية ذي القػرنيف) الػذي أَل َفػو كزيػر َ
َّ ظ َي َػر ْت فػي كتػاب
(كػكرش) كالتػي َ
ػع
كح َػدة الشخصػيتيفَ .كَق ْػد طب َ (أبك الكبلـ آزاد) ،كعف م َد صحَّة ما كَرَد فيو مػف أ َّ
َدلػة إلثبػات ْ َ َ
ىذا الكتاب الم َك َّكف مف مائة صفحة في مكتبة البصري ػ بغداد بدك َف تاريخ.
المغكية كال العْممَّية.
َّ التاريخية كال
َّ الناحية
َ إف ىذه َّ
األدل َة ال َت ْثبت ال مف أقكؿَّ :
المبلحظات حكؿ ىذا الكتاب: َ كىذه بعض
يعتمد َعَمػى رؤيػا دانيػاؿ فػي الكػبش كتفسػير الػكحي ليػذه الرؤيػا كقكلػو: الكتاب َ
َ إف
أكالَّ :
حاد المممكتيف مػادي كفػارس…الػخ) .كالكصػف (ذا القػرنيف) ىنػا ش ذا القرنيف ي َم ّثل ا ّت َالكب َ
(إف َّْ
ػح ،أي فػي الرؤيػا التػي رآىػا دانيػاؿ ،كال عبل َقػ َة َلػو بػذي القػرنيف
الك ْبش َك َما ىك كاض ٌ يعكد إلى َ
لمرمػػز قرنػػاف دك َف المرمػكز ،كىػػذا ْ
أمػٌػر ػكز َكَقػ ْػد يكػكف َّ
َحػػد الممػػكؾ .فػاألحبلـ رمػ ٌ
الػذي ىػػك َلَقػب أ َ
كاض ٌح.
ػح َّإن َمػا يص ُّ
ػح ككيفيػة تفسػيرَىا .كىػذا كُّمػو إذا َص َّ
َّ ثانياَّ :أنو َ
يعتمػد أيضػا َعَمػى رؤيػا أشػعيا
تكجػد َّأيػة عبل َقػة َب ْػي َف
بابػل كفػق ىػذه الرؤيػا ،كال َبشأف الييػكد الػذيف أْنَقػ َذىـ كػكرش مػف ح ْكػـ َ
أف
كػػكرش كالشخصػ َّػية المسػػئكؿ َعْن َيػػا فػػي الق ػرآف الكػػريـ (كيسػػألكنؾ َعػػف ذي القػػرنيف) سػػك َّ
السائميف ىـ مف الييكد.َ أف
بعض الركايات َذ َكَر ْت َّ
َ
جيػد،
بشػكل ّ
مػف ىػك كػكرش ْ الييػكد يعممػك َف
َ َف
خبلؼ مػا َقاَلػو المؤّلػف أل َّ
َ كلكف ىذا ي ْثبت
َّ
بحمايػة الييػكد كتجديػد بنػاء ػاـ كككرش َن ْفسو َق ْد سػم َع بػالنبكءات كالػرؤ َ َّ
َ كتػأثَر ب َيػا ،كلػ َذل َؾ َق َ َ َ
المقػب مثػل ذلؾ شأف كل الذيف َّ
تمقبكا بيذا َ الييكلَ .كَق ْد لّق َب ككرش بذي القرنيف فعبل شأنو في َ
َ
ّ
االسكندر كىرقل كغيرىما.
يفتػػأ الممػػكؾ َّ
يتمقبػػك َف إذف ..فالمقصػػكد مػػف س ػؤاؿ الييػػكد( :مػػف ىػػك ذك القػػرنيف الػػذي ال َ
أقػدـ َع ْي َػدا ىػك
أسػطكرية َ
َّ شخصػية
َّ الكثيػر َعػف
َ ائػي َيػ ْذكر
الشعبي الرك َّ
َّ اث
فنف التر َ
بمقبو دكما؟) َّ
ْ
المقػب األصػمي .ةكاَّنمػا يسػألك َف َعػف ىػذا الشػخص كأفعالػوَ ،فػ َذ َكَر ليػـ القػرآف أعمػاال الصاحب َّ
ّ
اؿ:
فق َ
مكيف لل تعالى َ
ألنو َن َس َب الت َ َي ْقدر عمييا الممكؾَّ ،
(إَّنا َم َّكَّنا َلو في ْاألَْرض َك َ
آت ْيَناه م ْف ك ّل َشيء َسَبباَ .فأَ ْتَب َع َسَببا) (الكيفٛٗ :ػ٘)ٛ
ْ
جمجامش.
َ كىذه اإلمكانات ال تنطبق إالَّ َعَمى
195
لمػنص!َ .ف ْي َػك َي ْػز َعـ بشػأف
ّ ألب َسػط قكاعػد ال َف ْيػـ المغػك ّي
ف ْ لمػرحبلت م َخػال ٌ
تفسيره َّ
َ ثالثا :إَّف
قكلو تعالى:
(ك َج َد َىا َت ْغرب في َع ْيف َحمَئة) (الكيف :مف اآلية)ٛٙ َ
غركب َّ
الش ْمس منعك َسا َعَمػى َ ع
الح َ
ف َعَمى ب َح َيرة ك َ
العسكرية َكَق َ
َّ ككرش كخبلؿ حمبلتو َ أف
َّ
كليس ْت َتغرب فعبل!!. الكبلـ ،كالمعنى َّ
(كأن َيا) َت ْغرب َ َ اؿ هللا َعْنو ىذا
حيرة ،كل َذل َؾ َق َ
ماء الب َ
المجػاكرة ي ْح َت َمػل
َ الغازيف لؤل راضي
َ كل الممكؾأف َّ
ينتب ْو إلى َّالشْرح َّأنو َل ْـ َ
كالغريب في ىذا َّ
خبريػ ٌة َّ
حتػػى َيػ ْذكَره القػرآف!. عمميػ ٌة أك َّ
َّ قيمػ ٌة
س فيػػو َ
ػل ىػػذا المكقػػف الػػذي َلػ ْػي َ
أف َيقفػكا م ْثػ َ
مػػنيـ ْ
الشػيء
َ ػل
حقيقتػو َكَف َع َ
الػنص َعػف َ
ّ (كأن َيا) مف عْنده إلخراج داللة مفرد َة َّ أضاؼ ََ عبلكة َعَمى َّأنو
الممؾ أيضػا مػف الج َيػة األخػر حيَن َمػا
ف َ الش ْمسَ ،ف َز َع َـ َّأن َيا ال َت ْطَمع ةكاَّنما َكَق َ
َن ْف َسو عْن َد طمكع َّ
الن ْير َعَمى بحيرة!!. اء َّ
َى َج َـ َعَمى ببلد ما كر َ
كت ْطَمػع فعػبل ك َّأنػو رآىػا خ َ
ػبلؼ مػا فالش ْػمس ىػي التػي َت ْغػرب َ النص كاض ٌح جداَّ . إف َّ أقكؿَّ :
الناس ،كالف ْكَرة ىي:اىا َّ
َيَر َ
ػط الػػذي مػػفء خبللػػوالحػ ُّد الفاصػػل كال َخػ ُّ
ػب مْرَتبطػػاف بػػاألفق َفَقػ ْطَ .ف ْيػ َػك َ
المغيػ َ
إف الطمػػك َع ك َ
َّ
ػايف أك الشػ ْػمس بطمػػكع معػ َ رؤيػػة َّ
الشػ ْػمس ،كيسػػتحيل َعَمػػى المػػرء َ َن َت َحػ َّػدث َعػػف م ْطمػػع كمغػػرب َّ
َ
ػػف حػػػدكد األفػػػق كال َي ْحػػػدث ىػػػذا إالَّ َّ
بالسػػػ َفر الحقيقيػػػة إالَّ بػػػالخركج َعػ ْ
َّ ػػكرتو
ػػايف بصػ َغػػػركب معػ َ
الفضائي.
ّ
َم َػر باإلصػبلح َّ
الع ْػد َؿ كأ َ
ط َ المحتمػة َح ْيػث َب َسػ َ سيرة ككرش في المناطق رابعا :االعتماد َعَمى َ
ػنف َّ
كاف ػ َة الممػػكؾ القػػدامى إلثبػػات ككنػػو مػػف المػػؤمنيف بػػالل .كىػػذا َك ْحػػده ال يكفػػي لئلثبػػات .فػ َّ
العػ ْػد َؿ كيػػأمرك َف باإلصػػبلح فػػي المنػػاطق التػػي َغ َزكىػػاَ .ك ْىػ َػك مػػا َف َعَمػػو اإلسػػكندر فػػييبسػػطك َف َ
كحػاكؿ جاىػدا
َ الع ْػدؿ كاألنصػاؼ كح َمَميػـ َعَمػى ََمػر عمييػاَ ،المنطقة َح ْيث َع َّػي َف مػف أىم َيػا كال َة أ ْ
َ
إصبلح شؤكف المجتمع. َ
كحػػده،
ػكرش ْ
ػكرة َعَمػػى كػ َ
ػيف بػبل اسػػتثناء ،كليسػ ْػت مقصػ َ
ػل المحتّمػ َ
سياسػػة كػ ّ
َ ػؾ
َلَق ْػد كاَنػ ْػت تْمػ َ
كيف َس ُّمكىا باالستعمار؟.الح َمبلت الحدي َثة ألكربا كأالَّ َ
السياسة في َ
َ استمر ْت ىذه ك َّ
فػػنف
سياسػػةَّ .
َ إصػػبلحي .كلكػ َّػف ىػػذه مجػ َّػرد
ّّ ػل
ػتق مػػف اإلعمػػارَ ،ك ْى َػػك َع َمػ ٌ
ع م شػ ٌ َّ
فننػػو لفػػ ٌ
االسػتقبلؿ المحتػل كتحػاكؿ طاعت َيػا َعػف تخَمػع
قديمػة جػدا ْ َّ
َ ّ َ المناطق المحتم َة كمف تجارب كثيػرة َ َ
يفكػػركا الكحيػػدة ىػػي إرضػػاء األىػػالي باإلصػػبلحات َّ
حتػػى ال ّ َ طػػريقتيـ
َ ػػت
فرصػػة .ككاَن ْ
بػػأقرب َ
َ
ىبة االستعداد دكما.
ض عساكَر َعَمى أ َ األر َ
أف يممئكا ْباالنفصاؿ ،إذ ال ي ْعَقلَ ،ب ْل ال يمكف ْ
196
الييكد َق ْد
َ فنف إحساَنو إلى ككرش .كمف جية أخر َّ َ س مقصك ار َعَمى األمر َل ْي َ
إذف ..فيذا ْ
إف ذكركا َلو رؤيػا عد ْ بسَبب أيمانو بكتاب مكسى (ع) كدخكلو اإلسبلـ! َّ
فننو َف َع َل َذل َؾ َب َ ال يككف َ
سػطكة
َ شػعكبيـ مػف
َ بعػض الح َكمػاء أنقػذكا أف َ تكرَر َم َع الممكؾ َّ
حتػى َّ َمٌر َّ دانياؿ كأشعيا! .كىذا أ ْ
أنبػأت
ْ َف كت َػبيـ
الج ْمػر أل َّ
أح ّػر مػف َ االد َعاء َّ
بأنيـ كػانكا ينتظركَنػو َعَمػى َ الطاعة ك ّ
المحتل بالميف ك َّ
بػػو! .كالطغػػاة دكمػػا مرعكبػػكف مػػف شػػيء كمػػف ال شػػيء .فػػنذا َسػ َػمعكا شػػيئا مػػف النبػػكءات ّ
يؤكػػد
كاف َذل َؾ عندىـ مف أحسف األخبار كاآلتي بو مف خيار ال َخْمػق! ،كى ْػـ يحػاكلك َف
استمرَار مْمكيـ َ
اؼ َّ
النػاس أسػاس ليػا مػف الصػحَّة .ةكا َّف أشػر َ
َ قصػة ال
مجػرَد َّ
جػاء بػو ىػك ّ
كػاف مػا َ
تصديقو كلػك َ
َ
الدفع .كيعممػك َف َّأنيػـ فػي ّ
كػل القادرَة َعَمى َّ
َ المحتل حيَن َما ال يجدك َف َّ
القكَة ّ يفعمكف َذل َؾ دكما َم َع
السػبل َّ
حتػى يتػر َؾ إرضػاءه َّ
بشػتى ُّ َ جاىػديف
َ المحتل كرىا أك طكعػا فيحػاكلك َفَّ األحكاؿ سيطيعك َف
الق ْتل.
ف َعف َ كيتكَّق َ
َ َليـ األسر
الكر َخ بعػدما
لي ْ أنق َذ أىا
بغداد َ
َ الديف الكبار في أح َد عمماء ّ أف َ
َكَق ْد َك َج ْدت في بعض الكتب َّ
َ
ػب التػي
أف الكت َ
أخبػره َّ
بالممػؾ ك َ تفشى َق ْتل َّ
َّ
بغػداد َح ْيػث التقػى َ
َ الناس َعَمى َيد ىكالكك فػي رصػا َفة
ػكري َة
ػأمَر ىكالكػػك قطعاتػػو العسػ َّ
العػ ْػدؿ ،فػ َ
ػيرة ك َ أخبرْتػػو بقدكمػػو ك َّأنػػو مكصػ ٌ
ػكؼ بح ْسػػف السػ َ عنػ َػده َ
الناس كسَّر سرك ار كبي ار بيذا ال َخَبر!!.بالكف َعف َّ
ّ
أفالسػدَ .فَق ْػد َّاد َعػى َّ قصة يأجكج كمأجكج كبنػاء َّ إف الكات َب َل ْـ َّ
يتمك ْف مف تفسير َّ خامساَّ :
منطقػػ َة
َ َف التػػك ار َة َذ َك َػػر ْت اء َّ
الن ْيػػر ،أل َّ اـ ىػػـ سػ َّػكاف منػػاط َق مكسػػكك كبػػبلد مػػا كر َ
ى ػؤالء األقػػك َ
الػنص َعَمػى لسػاف (حزقيػل) فػي زمػاف أسػر الييػكد فػي بابػل َك ْى َػك:
لممػؾ جػكج .ك ُّ (مسؾ) أرضاَ َ
ػطر جػػكج الػػذي ىػػك رئػػيس أرض مػػأجكج ػؾ شػ َكجيػ َ
كؿ َ(كص ػَمني كػػبلـ الػ َّػر ّب قػػائبل :يػػا بػػف آدـ ّ
َ
كمشػؾ كتكبػاؿ) ػ حزقيػاؿ َّ .ٖٜ\ٖٛ
فػالم ْفع ىػك (مشػؾ كتكبػاؿ) كلػيس (مسػؾ) .كفػي النسػخة
األصػمية مػف اإلصػحاح ( :ٔ\ٖٛأرض مػأجكج رئػيس ركش مػا شػؾ كتكبػاؿ) ص ٖٕٔٚػ ط
َّ
دار الكتاب المقدس.
فقػ ٌة مكػرَرٌة فػي اإلصػحاح ،كىػي َّ
مت َ األسػماء َّ
َ فنف ىػذه كالكاتب َل ْـ ينتب ْو إلى ىذه التنبؤاتَّ ،
مع َّ
كمػأجكج
َ يػأجكج
َ ّ تت َح َّػدث َعػف َ
الك ْعػد اإلليػي كنػزكؿ كافة النبكءات األخر في حزقياؿ .كىي َ ََ
سبع سنيف ،كىذا َي ْحدث َح َس َب القرآف كالمأثكر اإلسبلمي عْن َد نػزكؿ المسػيح بالنار َ ث َّـ إحراقيـ َّ
ّ
(ع) كالذي َل ْـ َيَق ْع َب ْعد ،كليس َك َما َاد َعاه َّأنو َكَق َع َعَمى َيد ككرش في الدانكب َح ْيث َتَر َؾ ج َثػ َثيـ
في العراء .ػ صٓ.ٛ
اتي
ػنص التػػكر َّ
ػنف الػ َّ
ػطيف؟ .فػ َّ
ػأيف الػػدانكب مػػف فمسػ َ
ػؾ اخػػتبلؼ المكضػػع .فػ َ
كالػػدليل َعَمػػى َذلػ َ
َي ْذكر المكض َع في اإلصحاح البلحق َك ْى َك اإلصحاح ٖٜػ الفقرة ٕٔ َح ْيػث َيقػكؿ ( :كيكػكف فػي
197
لمق ْبر في إسرائيل ككادي عباريـ بشػرقي البحػر َفَي َس ُّػد
َذل َؾ اليكـ أّني أعطي جكجا مكضعا ىناؾ َ
كيسػمكَنو كادي جميػكر جػكج كيقبػرىـ بيػت ُّ َن ْفس العابريف كىناؾ يدفنكف جكجػا كجميػكره ُّ
كمػو َ
ض سبع َة أشير) حزقياؿ ٖٜ/ػ ٕٔ. األر َ
إسرائيل ليطيركا ْ
فػنف نػزكَليـ سػيككف عْن َػد بحيػرة آني كتفسػير األصػحاب تمامػاَّ ، النص القر
ق َم َع ّكىذا م َّتف ٌ
ّ
فضػائي
ّّ عتقػد المعاصػر لمكاق َعػة َّأنػو َغ ْػزٌك
طبرية كييمكيػـ المسػيح (ع) بشػعاع مػف (نػكر) ،كالم َ
لقكلو تعالى:
ق َفػن َذا ىػي
َ ( َح َّتى إ َذا فت َح ْت َيأْجكج َك َمأْجكج َكى ْـ م ْف ك ّل َح َدب َيْنسمك َفَ .كا ْق َتَر َب اْل َك ْعد اْل َح ُّ
يف)ظالم َ َشاخ َص ٌة أ َْب َصار َّالذ َ
يف َك َفركا َيا َكْيَمَنا َق ْد كَّنا في َغ ْفَمة م ْف َى َذا َب ْل كَّنا َ
(األنبياءٜٙ:ػ)ٜٚ
ػاؿ( :ىػك َّ
انتياء كافة الحػركب َب ْع َػد ىػذه الكاق َعػة حيػث َق َ َ بيل ىذا بالضبط َكَذ َكَر اإلصحاح ق َ
ىذا اليكـ الػذي َّ
المجػاف
َ ػبلح ك
الس َ ائيل كيشػعمك َف كيحرقػك َف ّ سػكاف مػدف إسػر َ تكم ْمػت َعْنػو يخػرج َّ
الرماح كيكقدكف ب َيا َّ
الن َار َس ْب َع سنيف). َ السياـ كالحرابَ ك
َ اس كالقسي ك
كاألتر َ
فنف قكلو تعػالى( :حتػى تضػع األرض اإلسبلمي كاض ٌح َّ النص
النص َم َع ّ
كاال ّتفاؽ في ىذا ّ
ّ
النص اآلية:
أكزارىا) في ّ
َفن َّما َمّنا َب ْعد َ ةكا َّما ف َػداء الرَقاب َح َّتى إ َذا أَ ْث َخْنتمكى ْـ َفشُّدكا اْل َكَث َ
اؽ يف َك َفركا َف َضْر َب ّ ( َفن َذا َلقيتـ َّالذ َ
َب ْع َضػك ْـ ب َػب ْعض َك َّالػذ َ
يف َح َّتى َت َض َع اْل َحْرب أ َْكَزَارَىا َذل َؾ َكَل ْك َي َشػاء َّ
ّللا ال ْن َت َص َػر مػْني ْـ َكَلك ْػف لَيْبم َػك
َع َماَلي ْـ) (دمحم)ٗ: ّللا َفَم ْف يض َّل أ ْقتمكا في َسبيل َّ
أف
ػػفياني) .كالمعمػػػكـ َّ
حتػػػى َي ْخػػػرج السػ ُّ رك َي َعػػػف البػػػاقر (ع)( :ال َت َضػ َ
ػػع اْل َحػ ْػػرب أ َْكَزَارَىػػػا َّ
كمػأجكج ،كلػ َذل َؾ
َ يػأجكج
َ ػع نػزكؿ المسػيح (ع) كظيػكر الميػدي (عػج) كغػزك خركجو م ْق َتػر ٌف َم َ
َ
السبلح.
ينتيي َدكر ّ
ػطيف كال عبل َق ػ َة لمممػػؾ كػػكرش بنبػػكءات ػؾ شػ ْػع ٌب بكاممػػو فػػي ْأرض فمسػ َ أف َىَمػ َ
َفَمػ ْػـ َي ْحػػد ْث ْ
الزماف. الك ْعد اإلليي في آخر َّ حزقياؿ التي َي َت َحَّدث فييا َعف َ
ّ
ائيل َب ْع َػد جيػة كاح َػدة دك َف سػائر القضػايا األخػر ؟َّ .
فػنف إسػر َ ف َت ْصػدؽ النبػكءة فػي َ إذ َك ْي َ
النبكءة َب ْيَن َما كاقع الحاؿ َّأن َيا أ ْك َثػر دكؿ العػاَلـ
َ أف ال تكك َف لدييا أسم َح ٌة كْف َق ىذهالح َدث َيجب ْ َ
بالت َسُّمح.
جنكنا َّ
س بجديػد ،إذ يقكمػك َف دكمػا
فنف ىػذا َل ْػي َ
تفسير الييكد لمتكراة بخبلؼ ىذاَّ ..
َ أف يكك َف
أما ْ
َّ
السػبلح ال َي ْحػدث
أف إنياء َدكر ّ اضيـَ ..عَمى َّ
بتحريف المعاني كتفسير النصكص بما يبلئـ أغر َ
198
اإلسبلمي َيقكؿ َّأنيـ ير َغمػك َف َعَمػى َذل َ
ػؾَ .ك ْى َػك كاضػح مػف ُّ النص
عْن َدىـ طكعا َك َما َت ْح َسبَ ،ب ْل ُّ
نبكءة حزقياؿ.خبلؿ قراءت َؾ كام َل َ
كافػة النصػكص السّد ..فعبلكة َعَمى تجاىمػو َّ إف الكات َب َل ْـ يكّف ْق مطمقا في تفسير بناء َّ سادساَّ :
ػل
كتجاىػ َ
َ أعت َمػ َػد َعَمػػى أ ْقػكاؿ (أبػػي الريػػاف) َفَقػ ْط،
ػي مػػف المركيػػات َفَقػ ْػد َ
ػنص القرآنػ َّ
التػػي ت َف ّسػػر الػ َّ
الس ّػد َب ْػي َف جبػاؿ
اح َي ْب َحػث َعػف تحديػد مكضػع َّ كر َ
كطبيع َة يأجكج كمأجكجَ ، َ آنية
القصة القر َّ
ظ َّ ألفا َ
ػاؿ ،ةكاَّن َمػػا َي ػ ْذكر َّأنػػو ( َسػ َ
ػاك َبػ ْػي َف ػي ال ي ػ ْذكر الجبػ َ
ػنص القرآنػ ُّ
اف كأرمينيػػا كالقكقػػازَ .ب ْيَن َمػػا الػ ُّ
إي ػر َ
أف َّال َّسػد مػف َح َجػر أصػبلَ ،ب ْػل مػف َحديػد محػركؽ الص َد َف ْيف) (الكيف :مف اآلية .)ٜٙكال َيػ ْذكر َّ
َّ
ض َّأنو ج َدار (دربند)َ ،كَل َّمػا َك َج َػده مػف َح َجػر َفَقػ ْط َت َػر َؾ ىػذاأفتر َ
كلكف الكات َب َ
كنحاس مصيكرَّ .
حديدية.
َّ ككف مف َح َجر َم َع ْ
أعم َدة ض إلى جدار (قكقاز) كالم َّ ال َفْر َ
ػؾ َّاد َعػػى َّ
أف ػنص .كعػػدا َذلػ َ
ػق الػ ّ
س فيػػو َح َجػٌػر كفػ َ ػي ،إذ َلػ ْػي َ
ّ
ػنص القرآنػكىػػذا أيضػػا خػػبلؼ الػ ّ
االسـ. ُّ السَّديف) القر َّ
التثنية في َْ لمتخمص مف منطقة
َ آنية ىي أسـ (ب ْي َف َّ
عبارَة َ
َ
الشػعكب تمػكج بعض َػيا فػي َ ػؾ أف َس َّػد (داريػاؿ) أك القكقػاز لػك َص َّ
ػح فننػو َل ْػـ يتػر ْؾ تْم َ َعَمى َّ
السّد:
اؿ َب ْع َد بناء َّ
ص القرآف َح ْيث َق َبعض َك َما َن َّ
الصكر َف َج َم ْعَناى ْـ َج ْمعا)
( َكَتَرْكَنا َب ْع َضي ْـ َي ْك َمئذ َيمكج في َب ْعض َكنف َخ في ُّ
(الكيف)ٜٜ:
بأي َك ْصػف لمقػكـ مػف المػأثكر النبػك ّيَّ ،
ألنػو ال َي َّتفػق آي ٌة َل ْـ يأت ب َيا م ْثَم َما َل ْـ يأت ّ
كىي َ
فرضي َة آزاد.
َّ األرض ك ال َي ْخدـ الناس َعَمى ْ م َع َك ْصف َّ
َ
ػق َبػ ْػي َف َح َمػػبلت كػػكرش كرحػػبلت ذي القػػرنيف فػػي الق ػرآف ىػػي ػنف التكفيػ َ
عامػػة فػ َّ
كبص ػ َفة َّ
َّ
قصػة ذي القػرنيف َعَمػى محاكَل ٌة فاشَم ٌة َعَمى كافة المسػتكيات ،حال َيػا َح َ
ػاؿ َّأيػة محاكَلػة لتفسػير َّ َ
جمجػامش
َ ممحمػة
َ ػل التػاريخ ىػكظا ك دال َلػة مػف ك ّ األرض ..كالم َّتفق َم َع ىذه َّ
القصة َل ْف َ ْ مستك
المركيػات إضػا َفة إلػى أ ْك َثػر مػا ندركػو مػف المػذككرة فػي َكما رأي َتَ .فَق ْد َت َض َّمَن ْت َّ
كاف َة التفاصػيل
ّ َ َ َْ
االعتباطي ػ َة فػػي
َّ ػق
أف َن ْتػػر َؾ الطرائػ َ
ػدية لمنصػػكص ك ْ
اءة قصػ َّ
أف َنْم َتػػزَـ بق ػر َ
ػي بشػ ْػرط ْػنص القرآنػ
الػ ّ
ّ
التفسير مف تقدير كحذؼ كمجاز.
199