‫دور البحث والتطوير والبتكار في التنمية‬

‫القتصادية‬

‫"ااااا ااااااااا اااا اااا اااا ااااا ااااااا اااااا‬

‫اا ااااا اااا اااا ااا اااا اااا" )ااا اااا(‬

‫في العقود الخيرة شهد العالم تغيرات في معظم مجالت الحياة تقريبا ‪،‬‬
‫من نمو اقتصادي ‪ ،‬والنظم الجتماعية ‪ ،‬ومستويات المعيشة‬
‫والتكنولوجيات الحديثة‪ .‬فالنماذج القتصادية الكلسيكيه تشير الى أن رأس‬
‫المال والعمال والموارد الطبيعيه هم السس للحفاظ على النمو‬
‫القتصادي‪ ،‬في حين أن النهج الجديد يشير الى أن العلم والتكنولوجيا هي‬
‫بذور النمو وخلق الثروات‪.‬‬

‫وفي الواقع ‪ ،‬فان التاريخ علمنا أن البلدان التي تستغل التكنولوجيا‬

‫بطريقة فعالة‪ ،‬تحقق الثروة والسلطة الكبيرة‪ .‬فعلى سبيل المثال ‪،‬‬
‫المصريون القدماء ‪ ،‬والصينيون ‪ ،‬والغريق والرومان بنو حضاراتهم على‬
‫اساس المعرفه في والزراعة ‪ ،‬والبناء والنقل‪ .‬وكذلك في العصر الحديث‪،‬‬
‫فكل من المانيا واليابان استردا قوتهما عن طريق إعادة بناء قدراتهم‬
‫التكنولوجيه‪.‬‬

‫وحتى أن الحضارة العربية السلمية قد أظهرت تطورا كبيرا في البحث‬

‫العلمي والتنمية التكنولوجيه خلل العصر الذهبي‪ .‬فالعالم العربي اليوم‬
‫يقبع بعيدا عن النجازات العلمية التي تحققت في العالم‪ .‬فمساهمة الدول‬
‫العربية ‪،‬و طبقا لتقرير التنمية البشريه ‪ ، 2007‬ل تزيد عن ‪ ٪ 2‬في الناتج‬
‫المحلي الجمالي للعالم‪ .‬كذلك أول دولة عربية تظهرعلى مؤشر التنمية‬
‫البشريه هي الكويت التي تحتل المرتبة ‪ ، 33‬و بعدها قطر ‪ 35‬والمارات‬
‫‪ ، 39‬في حين ان البلدان الحديثة النمو مثل اسرائيل تقع في المرتبة ‪23‬‬
‫وكوريا ‪.26‬‬

‫هذا التأخر القتصادي نجم عن تخطيط وتنفيذ غير ملئم لمنظومة البتكار‬
‫والعلوم‪ .‬فعلى سبيل المثال ‪ ،‬في العالم العربي ‪ ،‬طلب التعليم العالى‬
‫فى مجالت العلوم والهندسه والصناعة والبناء تتراوح ما بين ‪ ٪ 17‬و ‪٪ 31‬‬
‫من طلب التعليم العالي في حين أن هذه القيمه هي في حدود ‪ ٪ 40‬في‬
‫ماليزيا و ‪ ٪ 28‬في اسرائيل‪.‬‬

‫علوة على ذلك ‪ ،‬فان نفقات البحث والتطوير كنسبه من الناتج المحلي‬
‫الجمالي ل تزال منخفضة وفقا لتقرير التنمية البشريه لعام ‪.2007‬‬
‫فتتراوح ما بين ‪ 0،6‬في تونس و ‪ 0،19‬في كل من مصر والكويت ‪ ،‬في‬
‫حين ان المتوسط العالمي هو ‪ 2،3‬وجميع البلدان الناميه في المتوسط‬
‫‪ . 1،02‬وعلى سبيل المثال النفاق في الصين على البحث والتطوير يصل‬
 ‫الى ‪ 1.4‬وماليزيا الى ‪ .0،7‬واذا ما قارنا هذه القيمه الى النفاق‬
‫العسكري في العالم العربي نجد انه يتراوح ما بين ‪ 1،6‬في تونس و ‪11،9‬‬
‫في سلطنة عمان‪ .‬ولكن في القتصادات الناشئة مثل ماليزيا ل تصل لكثر‬
‫من ‪.2،4‬‬

‫وإذا أخذنا بعين العتبار براءات الختراع على انها مخرجات مننظومة‬
‫البتكار ‪ ،‬فيمكننا ان نجد أن اجمالي براءات الختراع المقدمة الى‬
‫مؤسسة ‪ WIPO‬من الدول العربية بين عامي ‪ 2000‬و ‪ 2007‬حوالي ‪630‬‬
‫طلبا ‪ ،‬في حين يمكننا ان نرى اسرائيل ‪ ،‬والصين وكوريا الجنوبيه من بين‬
‫اكبر ‪ 15‬بلدا‪ ،‬هذا مع مساهمه لبراءات الختراع بنسبة ليست اقل من ‪٪ 1‬‬
‫لكل منهما من مجمل براءات الختراع في العالم‪.‬‬

‫وهذا الفتقار الى تطوير التكنولوجيا ينعكس على الصادرات من الدول‬

‫العربية التي ما زال ل تنوع في صادراتها‪ ،‬ف ‪ ٪ 87‬من الصادرات هي من‬
‫المنتجات الولية )المواد الخام عادة أو المنتجات الزراعية(‪ .‬وإذا ألقينا‬
‫نظرة على تنوع الصادرات من البلدان الناميه ‪ ،‬فإننا نجد ان المنتجات‬
‫الولية تمثل حوالي ‪ ٪ 28‬من الصادرات‪ .‬أما بالنظر في صادرات‬
‫التكنولوجيا المتطوره ‪ ،‬نجد انها تتراوح ما بين ‪ %10‬في المغرب و ‪%0،6‬‬
‫في مصر كنسبه مئويه من اجمالي صادرات السلع المصنعه‪ .‬وهذه‬
‫الصادرات في ماليزيا تمثل ‪ ٪ 38‬من مجموع الصادرات المصنعه ‪ ،‬بينما‬
‫في الصين ‪ ٪ 6‬وفي اسرائيل ‪.٪ 10،4‬‬

‫كل هذا يؤدي الى مشكلة هجرة العقول من العالم العربي‪ .‬فالخبرات‬
‫المحلية تترك المنطقة أساسا لسباب اقتصادية و للبحث عن التحديات‬
‫في البلدان التي تحسن استغلل واستثمار مهاراتهم ومواهبهم‪.‬‬

‫فمن اجل تحسين القتصاديات العربية المحلية ‪ ،‬يجب أن ُترسم‬

‫السياسات والخطط وتكون محددة وذلك ليجاد الراض الخصبه ‪ ،‬وتحقيق‬
‫البيئة اللزمة لن ينمو القتصاد على أساس البحث العلمي والمعرفي‪.‬‬
‫هذه السياسات يجب ان تدعم الستثمار في البحاث والتعليم وتحدد‬
‫برامج لستغلل النتائج‪ .‬ومن المهم اعادة هيكلة الستثمارات المحلية على‬
‫توليد المعرفه بدل من الستثمار في البناء والعقار‪.‬‬
‫علوة على ذلك ‪ ،‬فإن اقتناء ونشر المعرفه ل تتوقف على مجرد شراء‬
‫وتمويل البحاث ‪ ،‬ولكن التصالت المباشرة والمناقشات بين الخبراء‬
‫وحرية حركة الناس هم العوامل الرئيسية التي تقوم بنشر المعرفه والعلم‬
‫وذلك لن المعرفة تتواجد بعقول العلماء وليست بالجهزة التكنولوجية‬
‫المستوردة‪.‬‬

‫وبالضافة لذلك ‪ ،‬يجب ان تضمن السياسات ليس فقط اكتساب المعرفه‬

‫والتكنولوجيا وانما ايضا تخصيص الموارد لدارة البتكارات والمشاريع‬
‫البحثيه‪ .‬مثل هذه السياسات ينبغي ان تضطلع بدور رئيسي في دفع‬
‫التغيير الثقافي للبحوث والتطوير والبتكار ‪ ،‬لن أي نمو اقتصادي من خلل‬
 ‫التكنولوجيا يجب أن تكون مستدامه على الصعيدين القتصادي‬
‫والجتماعي‪ .‬ويجب على الحكومات زيادة النفاق والستثمار فى التعليم‬
‫والبحث العلمي للوصول الى المعايير الدولية‪ .‬اضافة الى ان تنفذ برامج‬
‫نقل التكنولوجيا في الجامعات ومعاهد البحوث لستغلل نتائج البحوث‬
‫وربطها بالصناعات المحلية‪.‬‬

‫وقد دأبت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا على تشجيع ودعم التميز‬
‫والبتكار في مجال البحث العلمي والتكنولوجي في البلدان العربية‪ .‬وتلتزم‬
‫بتعزيز التنسيق والتعاون فيما بين العلماء والمنظمات العلمية لتحقيق‬
‫التنمية المستدامة في البلدان العربية‪.‬‬
‫والمؤسسة منذ انشائها قدمت عدة برامج لتعزيز التنمية القتصادية‬
‫للمنطقة العربية على اساس البحث والتطوير والبتكار‪ .‬فبرامج المنح‬
‫البحثيه تقدم لمجموعة كبيرة من الباحثين من المنطقة من مختلف‬
‫الميادين‪ .‬وهذه المنح تقدم لدعم البحاث التطبيقيه التي تؤدي عادة الى‬
‫اختراعات‪.‬‬
‫ومن ناحية اخرى ‪ ،‬ترعى المؤسسة وتنظم بنرامج صنع في العالم العربي‬
‫وذلك لمساعدة المخترعين والباحيث لستكشاف فرص استغلل نتائج‬
‫ابحاثهم واختراعاتهم‪.‬‬

‫وتنظم المؤسسة وتشارك بالعديد من المحافل والمؤتمرات العلميه في‬

‫داخل وخارج المنطقة العربية لتعطي الفرصة للعلماء مناقشة أخر‬
‫التطورات في مجال العلم والتكنولوجيا واستكشاف امكانيات الستفادة‬
‫منها للمنطقة العربية‪.‬‬