You are on page 1of 12

‫اجمللد‪ / 07:‬العدد‪/ 06 :‬أكتوبر ‪ .

2022‬ص ص ‪116 105‬‬ ‫جملة الرسالة للدراسات والبحوث اإلنسانية‬

‫‪ISSN : 2543-3938 - EISSN : 2602-7771‬‬

‫ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول‬

‫‪Promoting scientific publishing in Algeria between reality and hope‬‬

‫أقنيني أمينة ‪*،1‬‬

‫‪ 1‬مخبر التمكين االجتماعي والتنمية املستدامة بالبيئة الصحراوية_ جامعة األغواط (الجزائر)‪،‬‬
‫‪a.aguenini@lagh-univ.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2022/10/24 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2022/10/13 :‬‬ ‫تاريخ اإلستالم‪2022/03/15 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫نهدف من خالل هذه الورقة البحثية إلى التعرف على االستراتيجية املتبعة من طرف وزارة التعليم العالي‬
‫لترقية النشر العلمي في الجامعة الجزائرية و مراكز البحث العلمي‪ .‬والكشف عن أهم التحديات التي تقف في‬
‫سبيل ترقية هذا النشاط العلمي‪ .‬وتوصلت هذه الدراسة إلى أن االرتقاء بالنشر العلمي في الجامعات الجزائرية و‬
‫مراكز البحوث الوطنية له اهمية بالغة في ترقية البحث العلمي فهما وجهان لعملة واحدة‪ ،‬وهذا من خالل إعادة‬
‫النظر في سياسة النشر الخاصة باملجالت العلمية املحكمة و البحث في سبل توحيد معايير النشر التي تؤرق‬
‫الباحثين والتي تختلف من مجلة ألخرى ومن تخصص آلخر‪ .‬ضرورة املتابعة املستمرة والدائمة من الجهات‬
‫الوصية على أمور النشر العلمي في الجزائر للوقوف على أهم املشاكل و املعيقات التي تعترض سبل تطوير هذا‬
‫املجال وترقيته‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬البحث العلمي؛ األوراق العلمية املنشورة ؛ املجالت العلمية؛ املنصة الجزائرية للمجالت‬
‫العلمية (‪ )ASJP‬؛معيقات النشر العلمي ؛النشر العلمي؛‬
‫***‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪We aim through this research paper to identify the strategy used by the Ministry of‬‬
‫‪Higher Education to promote scientific publishing at the Algerian University and‬‬
‫‪scientific research centers. And revealing the most important challenges that stand in the‬‬
‫‪way of promoting this scientific activity. This study concluded that upgrading scientific‬‬
‫‪publishing in Algerian universities and national research centers is of great importance‬‬
‫‪in promoting scientific research. It varies from magazine to magazine and from one‬‬
‫‪specialty to another. The need for continuous and permanent follow-up by the‬‬
‫‪custodians of scientific publishing matters in Algeria to find out the most important‬‬
‫‪problems and obstacles that stand in the way of developing and promoting this field‬‬
‫‪Keywords: scientific research; published scientific papers; scientific journals; The‬‬
‫;‪Algerian Platform for Scientific Journals (ASJP) ; Obstacles to scientific publishing‬‬
‫;‪Scientific publishing‬‬

‫املؤلف املرسل‬
‫*‬

‫‪105‬‬
‫ص ص ‪116 -105‬‬ ‫ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول‬

‫‪ .I‬مقدمة‬
‫شهدت املجتمعات االنسانية في السنوات األخيرة تطورات هامة لم يسبق لها مثيل على الصعيد العلمي‬
‫والتكنولوجي حتى أصبح يطلق عليها مجتمعات املعرفة ملا عرفته من تطور كبير في مجال تقنيات االتصال وثورة‬
‫املعلومات الرقمية وتكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬كل هذه التطورات عرفت معها تطور في مجال التسجيل لكل ما توصل‬
‫إليه االنسان من علوم في الطب و التكنولوجيا و األحياء والفيزياء و العلوم االنسانية و االجتماعية وغيرها‪...‬‬
‫فتأسست مراكز بحث وجامعات ومخابر علمية التي من خاللها تم تأسيس مجالت و منشورات بحثية ذات معايير‬
‫محلية وعاملية لنشر البحوث العلمية التي تساهم في ترقية حياة االنسان و حل مختلف مشكالته‪.‬‬

‫وبرغم من أن العالم شهد تطورات هائلة في هذا املجال إال أن األمر في العالم العربي يكاد يراوح مكانه حيث‬
‫أشارت العديد من البحوث والدراسات العلمية على املستوى العربي ‪ ،‬إلى وجود انخفاض واضح وضعف كبير في‬
‫معدالت النشر العلمي في الوطن العربي مقارنة بالنشر العلمي في الدول املتقدمة‪ ،‬حيث تشير إحدى الدراسات إلى‬
‫أن ما ينشر سنويا من البحوث في الوطن العربي ال يتعدى ‪ 15‬ألف بحث‪ ،‬حيث أن معدل النشر العلمي العربي‬
‫يبلغ (‪ )%10‬من معدل اإلنتاجية السائدة في الدول املتقدمة وهي نسبة ضعيفة جدا‪ .‬برغم من أن االنتاج البحثي‬
‫في الوطن العربي في مجال النشر خاصة ارتفع من ‪ 868,8‬إلى ‪ 145,20‬ورقة منشورة من‪2010_2001‬‬
‫(الربان‪ . )2012،‬و على الرغم من سعي العديد من الحكومات العربية لترقية البحث العلمي في مؤسساتها خاصة‬
‫الجامعية إال أن السعي في هذا يظل محتشما و يبقى دائما مرتبط بميزانية البحث التي تخصصها الحكومات لذلك‬
‫والتي غالبا ما تكون ضعيفة جدا مقارنة بالدول املتقدمة‪ .‬والجزائر على غرار معظم الدول العربية سعت في‬
‫السنوات األخيرة إلى ترقية النشر العلمي في مختلف املؤسسات التابعة للتعليم العالي خاصة وأنه في كل مرة تنشر‬
‫تصنيفات للجامعات العاملية وترتيبها والجامعة الجزائرية غائبة فيها أو تحتل ذيل القوائم املنشورة و هذا طبعا ال‬
‫ينم عن نقص الكفاءات والباحثين الجزائريين بقدر ما يفصح عن غياب كبير للمنشورات العلمية و التي تعتمد‬
‫عليها الهيئات الدولية في تصنيف الجامعات عبر مختلف دول العالم‪ .‬وبناء على ما سبق يمكن لنا أن نطرح‬
‫التساؤالت اآلتية‪:‬‬

‫_ما هو واقع ترقية النشر العلمي في الجزائر؟ و ماهي اآلليات التي استخدمتها الدولة الجزائرية لترقية النشر‬
‫العلمي لدى باحثيها؟ وما هي معيقات ترقية النشر العلمي في الجامعات ومراكز البحث الجزائرية؟‬

‫ونهدف من خالل هذا البحث إلى‪:‬‬

‫_ الكشف عن واقع ترقية النشر العلمي في مؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي بالجزائر‪.‬‬

‫_ التعرف على االستراتيجية املتبعة من طرف الحكومة الجزائرية لترقية النشر العلمي في الجامعة الجزائرية و‬
‫مراكز البحث العلمي‪.‬‬

‫_ التعرف على أهم املعيقات و الصعوبات التي تقف في سبيل ترقية البحث و النشر العلمي في الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفاهيم الدراسة‪:‬‬

‫‪ .1‬النشر العلمي‪ :‬تعددت مفاهيم النشر العلمي في الكثير من أدبيات البحث العلمي و يمكن إيجازها من‬
‫خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫أقنيين أمينة‬

‫هو وسيلة فاعلة إليصال االنتاج الفكري الرصين عبر قنوات خاصة لذلك تكون في اغلبها محكمة ومعترف بها‬
‫(دوريات علمية ) لكي تعطى الحماية الفكرية والخصوصية لهذا االنتاج ومن ثم الفائدة العلمية املرجوة منه‬
‫‪(.‬حسن ‪.)2019،‬‬

‫ويعرفه بدر على أنه‪ ":‬عبارة عن تثمين لنشاط الباحث‪ ،‬وهو املخرجات الرسمية للباحث‪ ،‬التي يستطيع‬
‫بواسطتها إطالع الجمهور املختص على اكتشافاته الجديدة‪ ،‬التي قد تصبح أهميتها مقتصرة فقط على صاحبها إذا‬
‫لم يتم نشرها‪ ،‬وهو التزام على الباحث أمام زمالئه الباحثين في وطنه وفي العالم كله ‪.‬فهو يكتب من أجل أن‬
‫يساهم في املعرفة اإلنسانية وينشر بحوثه إلعالم الجمهور املهتم بنتائجها"( بدر‪.)1996،‬‬

‫وعليه يمكن القول بأن النشر العلمي هو عملية ايصال املعرفة العلمية الرصينة عبر قنوات محكمة وعلمية‬
‫معترف بها و التي تعطي الحماية الفكرية والرسمية لهذه املعرفة من خالل ما يعرف بالدوريات واملنشورات‬
‫واملجالت وحتى املؤلفات بغرض تعميم فائدة نشر املعرفة في املجتمعات االنسانية مما يساهم في رقيها وتطورها‪.‬‬

‫‪ .2.1‬أهمية النشرالعلمي‪:‬‬

‫تكمن أهمية النشر العلمي في العديد من االيجابيات التي يمكن ايجازها فيما يلي‪ ( :‬شرف ‪)2021،‬‬

‫_ تنشيط حركة البحث العلمي واملساهمة الفاعلة في تطوير طرق و أساليب العمل لدى األفراد واملؤسسات من‬
‫خالل االطالع على كل ما هو جديد‪.‬‬

‫_معرفة رصانة البحث العلمي من خالل معرفة عدد اإلشارات إلى البحوث املنشورة في الدراسات األخرى‪ ،‬وتنمية‬
‫الوعي العلمي بضرورة البحث العلمي بين أفراد املجتمع على أوسع نطاق‪.‬‬

‫_وسيلة لتحقيق منافع معنوية ومادية للمؤلفين‪ .‬ويتيح الفرصة أمام الباحثين للتعرف على نظرائهم في جامعات‬
‫العالم املختلفة وما يترتب على ذلك من تبادل للخبرات والقيام بمشاريع بحثية مشتركة واتفاقيات تعاون بين‬
‫جامعاتها‪.‬‬

‫_ يساعد النشر العلمي علي إمكانية التغلب علي التكرار الحاصل في توجهات البحوث‪ .‬ويعد السبب الرئيس ي‬
‫للنشر هو مشاركة النتائج واملعارف املتوصل إليها مع أقر انهم من الباحثين‪ ،‬مما يسهم في استمرارية مسيرة العلم‬
‫والتطوير املعرفي ‪ .‬إلى جانب الحصول على منحة دراسية أو وظيفة جديدة التي قد تتطلب نشر محدد من‬
‫االبحاث العلمية في املجالت ذات التأثير املرتفع في املجتمع العلمي‪.‬‬

‫_ يعد نشر البحوث العلمية أحد أهم آليات املشاركة وإثراء املعرفة العلمية وتحقيق متطلبات التنمية وفي هذا‬
‫الصدد خلص سالجير ماير ‪ Salager Mayer 2008‬في نهاية بحثه بعنوان النشر العلمي في اليلدان النامية‪:‬‬
‫تحديات املستقيل‪ ،‬إلى أن العلم و التكنولوجيا و النشر يشكلون مثلث ال غنى عنه لبقاء الدول النامية‪ ،‬حيث‬
‫أصبح النشر العلمي أحد أهم املحطات الرئيسية التي تقيم الجامعات وتصنف عامليا في ضوئها‪ ،‬باإلضافة إلى كون‬
‫النشر العلمي أصبح معيار أساس ي في لترقية األكاديميين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ترقية النشر العلمي في الجزائر‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫ص ص ‪116 -105‬‬ ‫ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول‬

‫‪ .1‬تطورمنظومة النشرالعلمي في الجزائر‪:‬‬

‫كشف السيد أوراق عيد الحفيظ املدير العام للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي بالجزائر أن البحث‬
‫العلمي كان ً‬
‫غائبا عن واقع االقتصاد واملجتمع الجزائري حتى عام ‪ ،1998‬إذ تم إصدار أول قانون للبحث العلمي‪،‬‬
‫وأعطيت له أولوية إنشاء الصندوق الوطني لتمويل القطاع‪ ،‬وخالل البرنامج الخماس ي األول املمتد من ‪ 1998‬حتى‬
‫ًّ‬
‫ميدانيا وخلق املؤسسات التي تسيره‪ ،‬بإنشاء‬ ‫‪ ،2002‬كانت املهمة منصبة على تجسيد مفهوم البحث العلمي‬
‫املختبرات وتمويل البحوث وتكليف الباحثين‪ .‬بعد هذا تم إصدار القانون الثاني الخماس ي للبحث العلمي املمتد‬
‫من ‪ 2008‬وحتى ‪ ،2012‬وهي املرحلة التي شهدت إنشاء املديرية العامة للبحث العلمي والتطوير في ‪ ،2009‬وتركزت‬
‫مهامها حول ضمان ترقية البحث العلمي بتدعيم القواعد العلمية والتكنولوجية للبالد‪ ،‬وتحديد الوسائل‬
‫الضرورية للبحث والتطوير وتوفيرها‪ ،‬والعمل على تثمين نتائج هذا البحث‪ ،‬ودعم تمويل الدولة لكل األنشطة‬
‫املتعلقة بالبحث والتطوير‪https://www.scidev.net/mena/features/algeria-scientific-capacity-fund-(.‬‬
‫‪)/2016_11_24_hafidh-aouragh-1‬‬

‫ويضيف قائال لقد انتقلنا من ‪ 600‬مخبر بحث في عام ‪ 2008‬إلى ‪ 1400‬مخبر في ‪ 2016‬داخل الجامعات‪ ،‬وكل‬
‫الجامعات الجزائرية اآلن أصبحت مهيكلة بمختبرات بحث في كل املجاالت والتخصصات‪ ،‬ومجهزة بأدوات بحث‬
‫بمواصفات عاملية‪ ،‬وهو ما زاد من عدد الباحثين في كل التخصصات‪ً ،‬‬
‫أيضا انتقلنا من ‪ 1200‬أستاذ باحث إلى ‪30‬‬
‫ألف أستاذ داخل الجامعات‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 60‬ألف طالب دكتوراه‪ .‬أما خارج الجامعات‪ ،‬فهناك ‪ 30‬مركز بحث‬
‫على املستوى الوطني يشارك فيها ‪ 2500‬باحث دائم‪ ،‬وهي مراكز تهتم بالبحث التطبيقي والتطوير التكنولوجي‬
‫بشكل خاص‪.‬‬
‫أما فيما يخص النشر العلمي فيرى االستاذ عيد الحفيظ أوراق أن االنعكاسات اإليجابية ً‬
‫أيضا كانت على‬
‫املنشورات العلمية‪ ،‬إذ انتقلنا من ‪ 12‬ألف بحث منشور في املجالت العلمية رفيعة املستوى في عام ‪ 2008‬إلى ‪45‬‬
‫ألف بحث في عام ‪ ،2015‬فمعدل نمو املنشورات العلمية في الجزائر‪ُ ،‬ي َعد من أعلى املعدالت على املستوى الدولي‪،‬‬
‫صنفت الجزائر في مراتب متقدمة في القارة األفريقية‪ ،‬بل إنها تستأثر باملرتبة األولى في بعض‬ ‫وفي هذا املجال ُ‬
‫التخصصات؛ مثل الفيزياء‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬والهندسة والرياضيات‪.‬‬

‫كل هذه التطورات باإلضافة إلى توجيه تمويل خاص إلنشاء هيئات علمية متخصصة وشراكات دولية‪ ،‬كان‬
‫آخرها افتتاح املعهد الدولي للبحث والتنمية املستدامة التابع لألمم املتحدة في نهايات ‪ ،2015‬أعطى دفعة قوية‬
‫لعجلة البحث العلمي‪.‬‬

‫ورغم ان هذه األرقام تعطي انطباعا ايجابيا و تفاؤال بواقع البحث العلمي في الجزائر إلى أن الواقع يعطي عكس‬
‫ذلك تماما فتبقى القراءات ملكانة الجامعة الجزائرية في خريطة الجامعات العاملية ضعيفة جدا ( دائما ما تحتل‬
‫املراتب املتأخرة) مقارنة بوصيفاتها من الدول العربية كالجامعات السعودية أو املصرية‪ ،‬حيث في كل مرة توجه‬
‫أصابع االتهام إلى الباحث الجزائري الذي لم يرقى بجامعته إلى مصاف الجامعات الكبرى وبالتالي التشكيك في‬
‫كفاءته ومنشوراته ومختلف انتاجاته الفكرية في حين نجد أن الباحث الجزائري املغترب دائما ما يصنف ضمن‬
‫أحسن الكفاءات العلمية في الخارج من خالل اختراعاته و تسجيل مختلف اكتشافاته العلمية في الجامعات‬
‫العاملية ‪ ،‬إذا أين يكمن الخلل؟‬

‫‪108‬‬
‫أقنيين أمينة‬

‫وفقا لقاعدة بيانات‪ Scupus‬التي تحتوي على ملخصات ومراجع من مقاالت منشورة في مجالت أكاديمية‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ً‬
‫الجامعات الجزائرية نشرت ما يقارب ‪ 500‬بحث علمي خالل سنة ‪ ،2020‬في حين أنتجت جامعة امللك فهد للبترول‬
‫واملعادن السعودية فقط‪ ،‬في السنة نفسها أكثر من ألفي بحث‪https://www.sasapost.com/scientific-(.‬‬
‫‪.)/research-in-algeria‬‬

‫يرى الكثير من املحللون بأن النشر العلمي يلعب دورا مهما في ترقية الجامعات الجزائرية اليوم ويعتبر معيارا‬
‫أساسيا في تصنيفها و بالتالي أصبح النشر العلمي معيارا لتقدم الجامعات ومراكز البحث حول العالم وعلى هذا‬
‫األساس تحاول الدول العربية اليوم ترقية البحث العلمي من خالل ترقية النشر العلمي الذي أضحى ضرورة ال بد‬
‫منها‪.‬‬

‫الجدول ‪ : 01‬ترتيب الدول العربية حسب عدد البحوث املنشورة من ‪2018_2008‬‬

‫النسبة‬ ‫عدد األبحاث‬ ‫الدولة‬ ‫الترتيب‬


‫‪%25‬‬ ‫‪112565‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪1‬‬
‫‪% 24‬‬ ‫‪106891‬‬ ‫مصر‬ ‫‪2‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪48417‬‬ ‫تونس‬ ‫‪3‬‬
‫‪%08‬‬ ‫‪37137‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪4‬‬
‫‪%06‬‬ ‫‪26914‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪5‬‬
‫‪%06‬‬ ‫‪25360‬‬ ‫اإلمارات‬ ‫‪6‬‬
‫‪%04‬‬ ‫‪16890‬‬ ‫األردن‬ ‫‪7‬‬
‫‪%04‬‬ ‫‪16328‬‬ ‫قطر‬ ‫‪8‬‬
‫‪%03‬‬ ‫‪15087‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪9‬‬
‫‪%03‬‬ ‫‪12119‬‬ ‫العراق‬ ‫‪10‬‬
‫‪%02‬‬ ‫‪9294‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪11‬‬
‫‪%02‬‬ ‫‪7793‬‬ ‫عمان‬ ‫‪12‬‬
‫‪%02‬‬ ‫‪4379‬‬ ‫السودان‬ ‫‪13‬‬
‫‪%01‬‬ ‫‪3786‬‬ ‫فلسطين‬ ‫‪14‬‬
‫‪%01‬‬ ‫‪3251‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪15‬‬
‫‪%01‬‬ ‫‪2902‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪16‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪2235‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪17‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪2224‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪18‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪300‬‬ ‫موريتانيا‬ ‫‪19‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪118‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪20‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪74‬‬ ‫الصومال‬ ‫‪21‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫جزر القمر‬ ‫‪22‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪410549‬‬ ‫إجمالي األوراق العربية المنشورة‬
‫املصدر‪( :‬منظمة املجتمع العلمي العربي‪)https://arsco.org/article-detail- _2020_06_28،‬‬

‫من خالل قراءاتنا لهذا الجدول يتبين لنا أن حجم اإلنتاج العلمي العربي املنشور في قاعدة بيانات شبكة‬
‫العلوم )‪ ، (ISI‬للفترة (‪ ،)2018 -2008‬ما يقارب )‪ (410,549‬بحثا وورقة علمية‪ ،‬حصلت السعودية على املرتبة‬
‫األولى عربيا وبنسبة (‪ ،)%25‬تليها مصر في املرتبة الثانية وبنسبة (‪ ،)%24‬ثم تونس في املرتبة الثالثة وبنسبة‬
‫(‪ ،)%11‬فالجزائر رابعا وبنسبة (‪ )%8‬من ضمن ‪ 22‬دولة عربية و عليه يمكن القول بأن الجزائر تحتل املراتب‬
‫األولى عربيا في حجم املنشورات العلمية‪ .‬وحسب منظمة املجتمع العلمي العربي – أراسكو)‪ (ARSCO‬التي تعمد إلى‬
‫تتبع حركة النشر العلمي العربي في قاعدة)‪ ، (ISI‬مرتين على التوالي‪ ،‬كانت األولى حينما نشرت املنظمة دراسة‬
‫(الربان‪ ،)2012 ،‬بعنوان‪ :‬حصاد عقد البحث العلمي العربي (‪ ،)2010 -2001‬وكشفت نتائجها عن أن اإلنتاج‬

‫‪109‬‬
‫ص ص ‪116 -105‬‬ ‫ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول‬

‫الكلي من الدول العربية هو)‪ (135176‬ورقة‪ ،‬وأن معظم اإلنتاج العربي يأتي من أربع دول‪ ،‬وهي‪ :‬مصر‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬تونس‪ ،‬والجزائر‪( .‬الربان‪ .)7 ،2012 ،‬أما الثانية فكانت منتصف ‪ ،2019‬حينما نشرت املنظمة تقارير‬
‫مقتضبة‪ ،‬عن مالمح البحث العلمي بالوطن العربي للفترة (‪ .)2018 -2008‬وفقا لقاعدة بيانات‪(ISI).‬‬

‫الجدول ‪ :02‬توزيع البحوث واألوراق العلمية املنشورة للجزائرفي قاعدة‪ (ISI).‬للفترة(‪)2018_2008‬‬

‫عدد األوراق‬ ‫المؤسسات األكثر إنتاجا‬ ‫عدد األوراق‬ ‫المجال األكثر نشرا‬

‫‪5425‬‬ ‫جامعة هواري بومدين للعلوم و‬ ‫‪6672‬‬ ‫الهندسة الكهربائية واإللكترونية‬ ‫‪01‬‬
‫التكنولوجيا‬

‫‪2599‬‬ ‫جامعة باجي مختار _عنابة‬ ‫‪3813‬‬ ‫علم المواد‬ ‫‪02‬‬


‫الجزائر‬
‫‪2422‬‬ ‫جامعة قسنطينة‬ ‫‪2682‬‬ ‫الفيزياء التطبيقية‬ ‫‪03‬‬
‫المجموع الكلي‪:‬‬
‫‪2304‬‬ ‫جامعة فرحات عباس _سطيف‬ ‫‪37137‬‬ ‫‪2523‬‬ ‫الطاقة والوقود‬ ‫‪04‬‬

‫‪2044‬‬ ‫جامعة الجياللي ليابس_ سيدي‬ ‫‪1915‬‬ ‫علم الحاسوب‪ ،‬النظرية والطرق‬ ‫‪05‬‬
‫بلعباس‬

‫املصدر‪( :‬الخطيب ‪ ،2020،‬ص ‪)09‬‬

‫تبذل الجزائر جهودا حثيثة في مجال االنتاج و النشر العلمي‪ ،‬ولديها عدد جيد من املؤسسات البحثية‬
‫واملجالت العلمية املتاحة إلكترونيا‪ ،‬حيث حصلت الجزائر على املرتبة الرابعة عربية و الثانية مغاربيا‪ ،‬في االنتاج و‬
‫النشر العلمي وفقا لقاعدة البيانات‪ (ISI).‬وحصل مجال الهندسة الكهربائية و االلكترونية على املرتبة األولى بواقع‬
‫‪ 6672‬ورقة بحثية‪ ،‬وكانت جامعة هواري بومدين للعلوم بالعاصمة قد تحصلت على املرتبة األولى باعتبارها‬
‫املؤسسة األكثر انتاجا بالجزائر تليها جامعة عنابة ثم قسنطينة‪ .‬ومن ضمن أهم اآلليات الحديثة لتطوير النشر‬
‫العلمي في الجزائر على سبيل املثال ال الحصر نجد تطوير املجالت العلمية و استحداث املنصة الوطنية للمجالت‬
‫العلمية‪ ،‬و التي سوف نتطرق إليها بش يء من التفصيل فيها‪.‬‬

‫‪ .2‬املجالت العلمية‪:‬‬

‫تعرف املجالت العلمية على أنها تلك الوسيلة أو الدعامة األكاديمية لنشر األبحاث و إثراء النقاش بين‬
‫الباحثين‪ ،‬فهي إحدى أهم وسائل االتصال األكاديمي التي تسهم في دعم حركة البحث العلمي واملساهمة في تسريع‬
‫عجلته‪ ،‬وإتاحة و توفير البحوث الجديدة و ايصالها لطالبيها في أسرع وقت ممكن(سدوس وبن سبتي‪.)2020،‬‬

‫يمكن تصنيف املجالت التي تتيح النشر العلمي كما يلي‪:‬‬

‫✓ املجالت العلمية املحكمة ‪:‬وهي مجالت يتم فيها مراجعة البحث وتقييمه من قبل محكمين متخصصين‪.‬‬

‫✓ املجالت العلمية غير املحكمة ‪:‬مجالت تنشر موضوعات متنوعة أو متخصصة‪ ،‬ولكنها ال تلتزم‬
‫بالتحكيم‪ ،‬وغالبا ما تكون مهتمة بالنشر أكثر من التحكيم واملراجعة‪.‬‬

‫✓ املجالت املتخصصة غير العلمية ‪:‬مجالت تعنى بالكتابات في مجال معين‪ ،‬ولكنها ال تلتزم باملعايير‬
‫األكاديمية والعلمية‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫أقنيين أمينة‬

‫✓ املجالت العلمية اإللكترونية ‪:‬مجالت علمية محكمة ولكن ليس لديها إصدار ورقي‪ ،‬وتعتمد على النشر‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وهي غالبا مهتمة بمعامل التأثير وهو مقياس يعكس متوسط عدد االستشهادات ملقاالت‬
‫نشرت في تلك املجالت‪ ،‬ويحسب بقسمة عدد االستشهادات في السنة على العدد الكلي للمقاالت التي‬
‫نشرت في السنين السابقتين‪ ( .‬رمضان‪) 2020،‬‬

‫وتتحدد املجالت املحكمة الرصينة انطالقا على مجموعة من العناصر املعيارية التي ينبغي أن تكون متوفرة فيها‬
‫حتى يمكن اعتماد أبحاثها‪ ،‬ويمكن رصد أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫_أن تكون صادرة عن جهة علمية عليا مثل الجامعات ومراكز البحث ودور النشر العلمي‪.‬‬

‫_أن تكون لها هيئة تحرير متخصصة وخبيرة وهيئة استشارية علمية‪.‬‬

‫_أن تعرض في صفحاتها األولى سياسة النشر وشروطها‪ ،‬وآلية مراجعة األبحاث الواردة للنشر وتحكيمها‪.‬‬

‫_أن يكون لها ترقيم دولي محدد(‪ ) ISSN‬ومعامل تأثير (‪ ،)IF‬أذا مر على صدورها سنتان(الطحناوي‪)2021،‬‬

‫وعلى هذا األساس وطبقا للقرار الوزاري رقم ‪ 393‬املؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 2014‬تحدث لدى وزارة التعليم العالي و‬
‫البحث العلمي في الجزائر لجنة علمية وطنية تكلف بتحديد قائمة املجالت العلمية املقبولة لنشر األعمال العلمية‬
‫لطلبة الدكتوراه و األساتذة الباحثين و الباحثين الدائمين‪ .‬وقد تمثل مهام اللجنة العلمية الوطنية لتأهيل‬
‫املجالت العلمية‪ ،‬وتنص املادة الثانية من هذا القرار على ان اللجنة تناط باملهام التالية‪:‬‬

‫_وضع تحت تصرف األسرة العلمية الوطنية قائمة املجالت العلمية ذات االهتمام املعترف به‪.‬‬

‫_الفصل في مالئمة املجالت العلمية املؤهلة لنشر األعمال العلمية من أجل مناقشة أطروحات الدكتوراه‪،‬‬
‫والتأهيل الجامعي التي تعرضها عليها املجالس العلمية ملؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫_مرافقة املؤسسات الجامعية و البحثية و األسرة العلمية الوطنية على إنشاء املجالت العلمية الوطنية وفق‬
‫املعايير الدولية املعمول بها‪ .‬وفي هذا اإلطار سعت الوزارة إلى تطوير منظومة النشر العلمي بالجزائر من خالل‬
‫استحداث هذه اللجنة التي من شأنها ترقية البحث والنشر العلمي باملؤسسات الجامعية ومراكز البحث‪ .‬وتثمين‬
‫املجالت الجادة التي تعنى بالبحوث األصيلة و الرصينة‪ ،‬بعيدا عن املجالت التجارية واملفترسة‪.‬‬
‫‪)https://services.mesrs.dz/DEJA/fichiers_sommaire_des_textes/26%20A%202%20AR.pdf‬‬

‫والجدول اآلتي يمثل نصيب الجزائر من عدد املجالت العلمية املختلفة املوجودة لديها حسب احصائيات‬
‫‪ _2016‬أما اللجنة _ سابقة الذكر_ فهي تعنى بتصنيف هذه املجالت حسب درجة ج أو ‪ C‬والتي تعد شرطا أساسيا‬
‫في قبول املناقشات العلمية الخاصة بطلبة الدكتوراه أو الترقيات األكاديمية لألساتذة الباحثين في مختلف‬
‫مؤسسات التعليم العالي بالجزائر‪.‬‬

‫الجدول ‪ :03‬توزيع نشر املجالت العلمية حسب الدول العربية _إحصائيات ‪_2016‬‬

‫عدد المجالت‬ ‫الدولة‬ ‫الرتبة‬

‫‪111‬‬
‫ص ص ‪116 -105‬‬ ‫ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول‬

‫‪10807‬‬ ‫جمهورية مصر العربية‬ ‫‪01‬‬

‫‪9232‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫‪02‬‬

‫‪5266‬‬ ‫تونس‬ ‫‪03‬‬

‫‪4447‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪04‬‬

‫‪4063‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪05‬‬

‫‪2181‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪06‬‬

‫‪1652‬‬ ‫األردن‬ ‫‪07‬‬

‫‪1398‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪08‬‬

‫‪1311‬‬ ‫قطر‬ ‫‪09‬‬

‫‪1227‬‬ ‫العراق‬ ‫‪10‬‬

‫‪795‬‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫‪11‬‬

‫‪739‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪12‬‬

‫‪369‬‬ ‫السودان‬ ‫‪13‬‬

‫‪273‬‬ ‫الجمهورية العربية السورية‬ ‫‪14‬‬

‫‪211‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪15‬‬

‫‪111‬‬ ‫الجمهورية اليمنية‬ ‫‪16‬‬

‫املصدر‪( :‬الخطيب‪)2020،‬‬

‫‪.3‬املنصة الجزائرية للمجالت العلمية (‪: )ASJP‬‬

‫هي عبارة عن منصة إلكترونية للمجالت العلمية الوطنية من إشراف مركز البحث في اإلعالم العلمي‬
‫والتقني)‪ ، (CERIST‬تهدف إلى تمكين الباحثين الراغبين في نشر أبحاثهم ومقاالتهم العلمية مع اختيار املجلة‬
‫العلمية املناسبة الهتماماتهم العلمية و البحثية‪ (.‬غزال و بورحلي‪.)2018،‬‬

‫وحرصا من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي الجزائرية على االرتقاء بواقع املجالت العلمية الوطنية وترقية‬
‫النشر العلمي ‪،‬قامت بتأسيس هذه املنصة االلكترونية تم تهيئتها لتكون أرضية الكترونية إلدارة عملية النشر‬
‫العلمي وتسهيل إجراءاته ‪ ،‬مع ضمان وصول و إتاحة ما سنشر من مقاالت و اعمال وأبحاث للجميع دون أي‬
‫عوائق‪.‬‬

‫و تغطي املنصة مختلف املجالت العلمية التي تنشر في مختلف التخصصات و هي كاآلتي‪:‬‬

‫الجدول ‪ :04‬يبين أهم التخصصات املوجودة على املنصة الجزائرية للمجالت العلمية (‪)ASJP‬‬

‫‪112‬‬
‫أقنيين أمينة‬

‫علم المناعة وعلم الحياء الدقيقة‬ ‫العلوم الفيزيائية و الهندسة‬

‫علوم المادة‬ ‫الفنون و العلوم االنسانية‬

‫الرياضيات‬ ‫الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية‬

‫الطب‬ ‫األعمال‪ ،‬اإلدارة و المحاسبة‬

‫علم األعصاب‬ ‫الهندسة الكيميائية‬

‫التمريض‬ ‫الكيمياء‬

‫علم الصيدلة‪ ،‬علم السموم و الصيدالنيات‬ ‫اإلعالم اآللي‬

‫علم الفلك‬ ‫علوم القرار‬

‫علم النفس‬ ‫طب األسنان‬

‫العلوم االجتماعية‬ ‫علوم األرض والكواكب‬

‫الطب البيطري‬ ‫االقتصاد ‪ ،‬واالقتصاد القياسي والمالية‬

‫علوم و تقنيات النشطة البدنية والرياضية‬ ‫الطاقة‬

‫العلوم االسالمية‬ ‫الهندسة‬

‫العلوم االدارية و المناجمنت العمومي‬ ‫علوم البيئة‬

‫تخصصات أخرى‬

‫املصدر‪ (:‬املنصة الجزائرية للمجالت العلمية _‪)ASJP‬‬

‫‪ .1.3‬دور املنصة الجزائرية للمجالت العلمية (‪ )ASJP‬في دعم البحث و النشرالعلمي في الجزائر‪:‬‬

‫حصر كال من (سدوس وبن سبتي‪ )2020 ،‬أهم األدوار التي جاءت بها املنصة الجزائرية للمجالت العلمية في دعم‬
‫النشر العلمي فيما يلي‪:‬‬

‫_وسيلة فعالة في التعريف باإلنتاج العلمي املنشور في املجالت العلمية التي ظلت حبيسة في الشكل الورقي ملدة‬
‫طويلة‪.‬‬

‫_أداة مهمة تساهم في إعالم األساتذة و الباحثين باملجالت العلمية املحكمة لنشر بحوثهم فيها أو االعتماد عليها من‬
‫أجل الترقيات العلمية واألكاديمية‪.‬‬

‫_تساهم بشكل كبير في تداول البحوث في سياق ما يعرف بالنشر األكاديمي الجامعي‪.‬‬

‫_ وسيلة لتخطي مشاكل النشر في الجامعات الجزائرية من خالل توفيرها إلمكانية إرسال األعمال والبحوث‬
‫بطريقة مباشرة إلى فريق عمل املجلة املختارة من طرف الباحث‪.‬‬

‫_تعتبر مشروع وطني تساهم بشكل كبير في دعم و إثراء املحتوى الرقمي على شبكة االنترنت‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معيقات ترقية النشر العلمي في الجزائر‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫ص ص ‪116 -105‬‬ ‫ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول‬

‫برغم من الجهود الحثيثة من طرف وزارة التعليم العالي و البحث العلمي للنهوض بمجال النشر العلمي في‬
‫الجزائر إال أن هناك العديد من الصعوبات و املعيقات التي تحول دون تحقيق النشر العلمي للعديد من الباحثين‬
‫الذين يسعون إلى نشر بحوثهم و انتاجاتهم الفكرية حيث أن النشر العلمي في املجالت املصنفة خاصة أصبح‬
‫هاجسا يؤرق معظم األساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه الراغبين في مناقشة أطروحاتهم خاصة وأن الوزارة‬
‫الوصية وضعت شرط نشر مقال علمي في مجلة مصنفة معيارا أساسيا للترقية األكاديمية أو مناقشة األطروحات‬
‫العلمية ‪،‬وهذا ما صعب من وضعية هؤالء وبرزت إلى السطح العديد من الصعوبات واملعيقات التي يمكن‬
‫تلخيصها حسب نتائج العديد من الدراسات العلمية العربية و الجزائرية للظاهرة ( حيث أن الواقع الجزائري ال‬
‫يختلف كثيرا عن الواقع العربي عموما) في النقاط اآلتية‪ ( :‬فالتة و زروقي‪.)2019 ،‬‬

‫يمكن ايجازها في نوعين من املعيقات ‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬معيقات خاصة بالباحث ( املؤلف)‪:‬‬

‫__نقص خبرة الباحث العلمية لتحديد متطلبات النشر و تحقيق شروطه واتباع تعليمات املجلة املراد نشر‬
‫البحث فيها‪ ،‬مرورا بشروط النشر في املجالت العلمية‪ ،‬واملتمثلة في تنسيق الورقة البحثية‪ ،‬طريقة كتابتها وعدد‬
‫الصفحات وكذلك تناسب املوضوع مع مجال تخصص املجلة‪ ،‬وعدم التقيد بقواعد النشر واختالف كيفية كتابة‬
‫الورقة العلمية‪...‬الخ‬

‫_ بعض البحوث ال ترقى إلى مستوى النشر العلمي نتيجة لعدم وضوح اإلشكالية املطروحة وفرضياتها‪،‬أو عيوب‬
‫منهجية وغياب البناء املنطقي للمحتوى‪.‬‬

‫_ ظاهرة السرقات العلمية و ارتفاع نسبة االقتباس‪.‬‬

‫‪ .2‬معيقات خاصة بهيئة تحريراملجلة‪:‬‬

‫_ كثرة متطلبات قواعد النشر بهذه املجالت‪ ،‬واالهتمام أحيانا بالجانب الشكلي ( القالب) أكثر من االهتمام‬
‫بنوعية البحث وجودته‪.‬‬

‫_تأخر املجالت بالرد على الباحث بنتائج تقييم بحثه وعدم تقديم أسباب رفض البحث مما يفوت على الباحث‬
‫فرصا أخرى في نشر بحثه‪.‬‬

‫_ ينظر بعض القائمين على املجالت العلمية املحكمة على السير الذاتية للباحث أكثر من البحث وبهذا نجد أنه‬
‫يتم تهميش الباحثين الشباب‪.‬‬

‫_تقوم املجالت العلمية املحكمة الجزائرية بتقويم البحوث و الدراسات بناء على العالقات الشخصية التي ال تمت‬
‫بصلة للبحث العلمي‪.‬‬

‫_ يتم انتقاء أغلب لجان التحكيم وفقا لدرجة الوالء‪ ،‬وهو أهم معيار إلعادة إنتاج أنماط جديدة من الوالء‪،‬‬
‫وتزداد املشكلة رسوخا حينما يكون اسم الوسيط كنوع من الوالء املرجعي‪.‬‬

‫_إن املجالت العربية في غالبيتها بعيدة عن دعم الباحث و غير قادرة على تسويقه عربيا و عامليا‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أقنيين أمينة‬

‫_ يعتبر التحكيم و االنتقاء من اهم معيقات النشر في املجالت املحكمة في البالد العربية ألنه يخضع ألسباب‬
‫ومصالح شخصية‪ ،‬كما أنه يستغرق عدة أشهر وهي مدة طويلة تضيع على الباحث عدة فرص يتعلق بعضها‬
‫بالحرمان من الترقية‪ ،‬وبعضها بفوات السبق في طرح املوضوع الجديد‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫يعد النشر العلمي الوعاء األساس ي الذي من خالله تقدم البحوث العلمية من طرف األساتذة الباحثين وطلبة‬
‫الدكتوراه بالجامعات في مختلف التخصصات العلمية‪ ،‬و تلعب املجالت العلمية املصنفة عبر مختلف قواعد‬
‫البيانات العاملية من أهم املعايير العلمية في التصنيف العاملي للجامعات‪ ،‬ونظرا ملا يعانيه النشر العلمي في الجزائر‬
‫باملجالت الجزائرية املصنفة من صعوبات تقنية وعراقيل بيروقراطية يعتبر من أهم األسباب التي جعلت‬
‫الجامعات الجزائرية تغيب عن مختلف التصنيفات العاملية للجامعات‪ .‬وبرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها‬
‫الدولة الجزائرية في سبيل ترقية النشر العلمي في الجزائر إال أن الواقع يكشف عن أزمة حقيقية يعيشها الباحثين‬
‫الجزائريين الراغبين في نشر بحوثهم ما يجعل عملية ترقية النشر العلمي في الجزائر بطيئة وضعيفة مقارنة‬
‫ببعض الدول العربية‪.‬‬

‫ومن أجل االرتقاء بمستوى النشر العلمي في الجزائر نقترح مجموعة من التوصيات متمثلة في ما يلي‪:‬‬

‫_ االرتقاء بالنشر العلمي في الجامعات الجزائرية و مراكز البحوث الوطنية من طرف الوزارة الوصية ملا له من‬
‫أهمية في ترقية البحث العلمي وبالتالي املساهمة الفعالة في تنمية املجتمع‪ ،‬وهذا من خالل الدعم املالي واملادي‬
‫لهذا املجال‪.‬‬

‫_ إعاد ة النظر في سياسة النشر الخاصة باملجالت العلمية املحكمة و البحث في سبل توحيد معايير النشر التي‬
‫تؤرق الباحثين و التي تختلف من مجلة ألخرى ومن تخصص آلخر‪.‬‬

‫_املتابعة املستمرة و الدائمة من الجهات الوصية على أمور النشر العلمي في الجزائر للوقوف على أهم املشاكل و‬
‫املعيقات التي تعترض سبل تطوير النشر العلمي وترقيته‪.‬‬

‫_رفع مستوى التمويل ملختلف أنشط ة البحث و من بينها النشر العلمي والذي هو وجه من أوجه البحث العلمي في‬
‫مؤسسات التعليم العالي و ال سبيل لتطويره دون تطوير حقيقي ملنظومة البحث العلمي ككل في الجزائر‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫▪ الخطيب‪ ،‬خليل محمد‪ ،‬واقع البحث العلمي في الوطن العربي(‪ :)2018_2008‬دراسة وصفية تحليلية‪،‬‬
‫(اليمن‪ :‬منظمة املجتمع العلمي العربي _ أراسكو_)‪،2020 ،‬ص ‪8_4‬‬

‫▪ الربان‪ ،‬موزة بنت محمد‪ ،‬حصاد عقد البحث العلمي العربي (‪ (،)2010_2001‬قطر‪ :‬منظمة املجتمع‬
‫العلمي العربي‪ ،‬أراسكو)‪2012،‬‬

‫▪ الطحناوي‪ ،‬محمد‪ ،‬رفض املجالت العلمية املحكمة للبحوث‪ :‬الدوافع و األسباب‪ ،‬وقائع املؤتمر الدولي‪:‬‬
‫النشر العلمي في املجالت و الدوريات املحكمة‪ ،‬العوائق والحلول‪ ،‬الجزء األول‪14_13 ،‬مارس‬
‫‪،2021‬املركز العربي الديموقراطي‪ ،‬أملانيا‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ص ص ‪116 -105‬‬ ‫ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول‬

‫▪ بدر ‪،‬محمد أصول البحث العلمي ومناهجه ‪.‬ط‪ (، 9‬القاهرة‪ :‬املكتبة األكاديمية)‪,1996،‬ص‪.409‬‬

‫▪ حسن‪ ،‬أسماء حمد خلف ‪،‬رؤية استراتيجية لحوكمة النشر العلمي في ضوء املعايير الدولية ‪ ،‬مجلة‬
‫مستقبل التربية العربية‪ ،‬مج‪، 26‬ع‪.2019، 117‬‬

‫▪ رمضان‪ ،‬عبد املجيد‪ ،‬الترتيبات األساسية لتقديم ورقة للنشر في مجلة علمية‪ .‬امللتقى الوطني‬
‫الثالث‪:‬أساسيات النشر العلمي في املجالت املحكمة ‪:‬التطورات واالتجاهات الحديثة املنظم يومي ‪13،14‬‬
‫نوفمبر ‪، 2019‬جامعة زيان عاشور بالجلفة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫▪ سدوس ‪ ،‬رميسة وبن السبتي‪ ،‬عبد املالك‪ ،‬املنصة الجزائرية للمجالت العلمية‪ ASJP‬ودورها في ترقية‬
‫النشر العلمي الجامعي‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية و االجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ، 6‬العدد ‪ ،1‬جوان‬
‫‪،2020‬ص‪.247_246_243‬‬

‫▪ شرف‪ ،‬محمد السيد سليمان أحمد‪ ،‬النشر العلمي في الوطن العربي بين الواقع واملأمول‪ ،‬وقائع املؤتمر‬
‫الدولي‪ :‬النشر العلمي في املجالت والدوريات املحكمة‪ ،‬العوائق والحلول‪ ،‬الجزء الثاني‪ 14_13 ،‬مارس‬
‫‪،2021‬املركز العربي الديموقراطي‪ ،‬أملانيا‪ ،‬ص ‪5_3‬‬

‫▪ غزال‪ ،‬عبد القادر وبورحلي‪ ،‬وفاء‪. ،‬املعرفة العلمية في الفضاء االفتراض ي عبر املواقع اإللكترونية‬
‫ملؤسسات التعليم العالي ‪:‬من ضروريات اإلتاحة إلى سبل اإلغناء ‪:‬دراسة وصفية تحليلية إلتاحة‬
‫الدوريات العلمية عبر املواقع اإللكترونية للجامعات الجزائرية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى الندوة الدولية‬
‫الثالثة حول النفاذ الحر‪ ،‬مدرسة علوم املعلومات‪ 30_28 ،‬نوفمبر‪ ،‬الرباط‪ :‬املركز الوطني للتوثيق‪( ،‬‬
‫) ‪2018‬‬

‫▪ فالته‪ ،‬ليمين و زروقي‪ ،‬رياض‪ ،‬صعوبة نشر األبحاث العلمية في املجالت املحكمة وفق معايير البوابة‬
‫الجزائرية ‪،ASJP‬ورقة بحثية مقدمة بمؤتمر دولي حول‪ :‬نظم التعليم العالي في الوطن العربي بين‬
‫التشخيص والتطوير‪ ،‬يومي ‪ 18_16‬أفريل‪ ،2019‬بيروت‪ :‬جامعة رفيق الحريري‪.‬‬

‫مو اقع النترنت‪:‬‬

‫‪▪ https://www.scidev.net/mena/features/algeria-scientific-capacity-fund-hafidh-aouragh-‬‬
‫_‪1)/2016_11_24‬‬

‫‪▪ https://www.sasapost.com/scientific-research-in-algeria/2021_01_20‬‬

‫‪▪ https://services.mesrs.dz/DEJA/fichiers_sommaire_des_textes/26%20A%202%20AR.‬‬

‫‪116‬‬

You might also like