ان تفعي ل دور النظم السياس ية ال تي يتم اعتم اداً في عملي ة تح ديث االقتص اد أي اس تعمال ال برامج المعرفي ة والعلمي ة في العملي ة التنموي ة يظه ر اوالً ه ذا التفعي ل في نم و البن اء السياس ي من خالل نم و وتوس يع االنش طة السياسية والتشريعية واالدارة على المستوى الوطني وتشجيع الوعي المتزايد باالطار التكاملي لل وطن من خالل اب راز وتنمي ة االدوار الوطني ة واض عاف عوام ل التجزئ ة مث ل القبلي ة او الطائفي ة او االقليمي ة وتوس يع ال دور السياسي للدول الحديثة . ونتيج ة لزي ادة الفج وة بين ال دول المتقدم ة وال دول النامي ة في العدي د من الج وانب ،أرتأين ا ان نأخ ذ األنم وذج الياباني في اعتماده المعرفة والتطوير بهدف أكتشاف االسباب التي كانت وراء نجاح األنموذج والكيفية التي استطاع بها ان يؤثر في تطور الفكر السياسي مع المحافظة على قيم المجتمع الياباني. وأتبعت الياب ان اك ثر من أس لوب في الحص ول على التكنولوجي ا المتط ورة ،ففي البداي ة اس تخدمت اس لوب نق ل التكنولوجيا المتطورة الجاهزة بعد تطويعها للتكيف مع الواقع الياباني ،وكانت الحكومة على درجة من القناعة في التأكيد على انه من غير الممكن بناء تكنولوجيا متقدمة دون ان يصاحبها تطور في قدرات ومهارات االفراد الن اقلين له ا والق ادرة على تطويعه ا .وأرس لت الطلب ة الى ال دول المتقدم ة للدراس ة والت دريب في جامعاته ا واالستفادة من منجزات العلم والتكنولوجيا ،وكذلك القيام باصالح العلم وجعله من التعليم االجباري تسع سنوات من ذ ع ام 1947اذ وف رت ه ذه الس نوات مالك ات ص الحة لتلقي العلم وفهم التكنولوجي ا وك ذلك قي ام الحكوم ة الياباني ة بش راء ب راءات االخ تراع من ال دول المتقدم ة والحص ول على التكنولوجي ا عن طري ق وس ائل االعالم العلمي ة وس محت للش ركات االجنبي ة للعم ل في الياب ان لالس تفادة من الخ برات وفس ح المج ال للش ركات االجنبي ة االمريكية واالوربية لالستثمار وبيع براءات االختراع والمنتجات التكنولوجية في اليابان السباب عديدة منها:)1( .1توفر االيدي العاملة الماهرة والرخيصة اليابانية. .2موقع اليابان بالقرب من مراكز التسويق الدولي. .3االجراءات التشجيعية التي وضعتها الدولة لالستثمار في اليابان. .4اعتبار اليابان ورشة عمل متطورة ومختبراً مضمون النتائج و يحقق للشركات المكاسب الجيدة. .5أستفادت الشركات من بعض الجوانب المتطورة في التكنولوجيا اليابانية . ان هذه التكنولوجيا المتقدمة كانت امراً حيوي اً لليابان وجعلها قوة اقتصادية دولية فان تكنولوجيا الترانزستور التي أستوردتها اليابان في أوائل الخمسينات ساعدتها على بناء صناعتها االلكترونية ،كذلك استفادت اليابان من اس تيراداتها للتكنولوجي ا في مج ال الق وى الكهربائي ة ،اذ أقيمت محط ات تولي د الكهرب اء من الش الالت والبن اء والتي شجعت الستيراد االالت والمعدات الالزمة لذلك. واس تخدمت الياب ان أس لوب البحث والتط وير من اج ل انت اج تكنولوجي ا محلي ة واع ادة تص ديرها الى االس واق الدولية واعتبرت ان االستثمار في البحث والتطوير بمثابة السماء التي تؤدي الى نمو بذور التكنولوجيا الحديثة محلياً. وك ذلك تض اعفت الجه ود ل دعم وزي ادة االمكاني ات االنتاجي ة لتحقي ق مزاي ا االنت اج على نط اق واس ع ومالحق ة التط ورات في مج ال تحري ر التج ارة ورؤوس االم وال واس تعمال االس اليب وادخ ال االبتك ار التكنول وجي في مي ادين مختلف ة ،وتمث ل التكنولوجي ا الحيوي ة Bio-Technology واح دة من أهم التكنولوجي ات الجدي دة ال تي ب رزت أهميته ا خالل الس نوات العش رة الماض ية في مختل ف المج االت فمنه ا (ص ناعة االدوي ة ،والمنظف ات الحيوي ة )Bio-detergents وك ذلك قي ام البح وث الحديث ة في مج ال تكنولوجي ا الجين ات الموح دة ( )Recombined Gentehnologyالتي طبقت في مجال المستحض رات الصيدلية مثل األنسولين ،أنيفرون ( )Inferonويمكن له ذه التكنولوجي ا من ان تطب ق في مج االت الزراع ة والم واد الغذائي ة واس تعمالها في تك وين تنويع ات زراعي ة جدي دة أثبتت التجرب ة الياباني ة أهمي ة وج ود المنافس ة في االس واق كأس لوب لتحف يز االبتك ار وتحسين االنتاجية ،فقد أخضعت الصناعات المحلية بدرجة معينة الى المنافسة السوقية وبقيت قيود االستيراد محصورة على السلع االجنبية فقط .بينما كان تشجيع االستيراد على التكنولوجيا االجنبية المتطورة واالساليب الحديث ة في االنت اج بع د ان اص بحت ق وة اقتص ادية كب يرة وذات سياس ية تجاري ة انفتاحي ة وتخلت عن سياس ة الحماية السابقة ،وكانت لمقولة (ماوتس تونغ) الشهيرة اثر كبير لدى ابناء الشعب الياباني اذ قال (انه ال توجد بالد غير منتجة ،بل توجد عقول غير منتجة) ،وهكذا يجب اعتبار التجربة اليابانية نموذج اً يحتذى لغيرها من الدول في مجال تطوير المعرفة وانتاجها وصوالً الى االقتصاد المعرفي.