Professional Documents
Culture Documents
عقد التسيير الحر
عقد التسيير الحر
مقدمة
يعتبر عقد التسيير الحر من العقود الخاصة التي جاءت بها مدونة التجارة ،وهو
كراء لمنقول من نوع خاص ،وهو األصل التجاري ،والذي يعد ماال معنويا منقوال ،بل
أنه وسيلة الستغالل هذا المنقول ،وبالتالي فإنه ال يؤدي إلى إنشاء أصل تجاري جديد،
وإ نما يش غل المس ير الحر نش اطا تجاريا قائم ا ،ومع ذلك فإنه يس ير ه ذا األصل كما لو
كان مالك له ،مادام يسيره لحسابه الخاص ،ويستفيد من أرباح استغالله في مقابل تحمله
خسائره.
ويحقق التسيير الحر مصلحة مالك األصل التجاري عندما يتعذر عليه استغالله
بنفسه ألسباب واقعية أو قانونية كالمرض أو الشيخوخة أو في الحاالت التي يحصل
فيها عليه عن طريق اإلرث أو الهبة أو الوصية دون توفره على الخبرة الكافية في
التجارة ،أو كان ال يزال قاصرا أو كان يمارس مهنة تتنافى مع التجارة كما كان موظفا
أو محاميا ،حيث يتيح له في هذه الحاالت االحتفاظ بملكية األصل التجاري وعدم تحمله
لتبعات االستغالل.
كما يحقق مصلحة المسير الحر حيث يمكنه من ممارسة التجارة على الرغم من
عدم توفره على أصل تجاري.
ويالحظ وجود خلط في ذهن المتعاملين بين كراء المحل التجاري الذي ينصب
على العقار وكراء األصل التجاري .كما أن التسيير الحر يؤدي إلى لبس عند
المتعاملين مع األصل التجاري ،خاصة الدائنين منهم ،حول صفة المسير الحر
باعتقادهم ،من خالل طريقة استغالله لألصل بملكيته له.
لذلك ارتأينا في هذا العرض المتواضع التطرق إلى تعريف عقد التسيير الحر
وتحديد شروط إبرامه في مبحث أول ثم إلى آثاره في مبحث شأن.
1
عرف المشرع المغربي عقد التسيير الحر صراحة في المادة 152من مدونة
التجارة على أنه «… .كل عقد يوافق مالك األصل التجاري أو مستغله على إكرائه كال
أو بعضا لمسير يستغله تحت مسؤوليته».
وبالرغم من سالمة هذا التعريف ،فإنه من جهة يعد ناقصا بالمقارنة مع
التعريف الذي كان القضاء المغربي قد وضعه في هذا اإلطار في ظل القانون التجاري
القديم لسنة ،1913كما أنه من جهة أخرى محل انتقاد من طرف بعض الفقهاء.
فمن جهة أولى لم يتبن المشرع المغربي التعريف الذي أورده القضاء المغربي
لعقد التسيير الحر ،مثل ذلك الذي أوردته محكمة االستئناف بسطات معتمدة فيه على
التعريف الذي وضعه الفقيه الفرنسي جان إيسكارا حيث جاء في قرارها رقم 876
بتاريخ 03/12/1985بأن «عقد التسيير الحر عقد بمقتضاه يتخلى المالك للغير لمدة
معينة ،عن حق استغالل األصل التجاري مع احتفاظه بملكيته مقابل احتفاظ الغير
بمنافع استغالله ،وتحمله التكاليف الناجمة عن االستغالل مع التزامه بأداء مبلغ ثابت
إلى المالك».
ومن جهة أخرى انتقد بعض الفقه عدم نص المشرع صراحة على التزام المسير
الحر بأدائه أجرة للمالك ،لكن بالرجوع إلى تعريف المشرع المغربي نجده استعمل
كلمة إكراء ،وهي عبارة تعني ضمنيا التزام الغير بأداء أجرة الكراء ،وقد يكون تفادي
المشرع المغربي التطرق إلى األجرة مقصودا حتى ال يقيد حرية المتعاقدين الذين
سيتفقون على أن يكون مقابل التسيير الحر نصيب في األرباح مثال وهو ما أجازه الفقه
«أحمد دريوش» واعتبره القضاء عقد تسيير حر وليس عقد عمل حكم المحكمة
االبتدائية بالدار البيضاء عدد 1957بتاريخ 05يونيو 1984أو عقد شركة «محكمة
االستئناف التجارية بمراكش» قرار رقم 874ملف عدد 518/2/02الصادر بتاريخ
.29/10/2002
ويستفاد من المادة 152من مدونة التجارة أن المشرع حدد طبيعة عقد التسيير
الحر بأنه عقد كـراء ينشـئ فــي ذمة المتعاقديـن حقوقـا والتزامات متقابلة Un Contrat
،synallagmatiqueفهو كراء لمال منقول معنوي وهو األصل التجاري ،وهذه
2
الخاصية هي من أولى المسائل التي يجب إيضاحها ،والتأكيد عليها ،إذ إن طبيعة
الشيء محل عقد التسيير الحر والذي هو مال معنوي منقول تجعله يخضع للمقتضيات
الخاصة الواردة في مدونة التجارة وللقواعد العامة المتعلقة بالكراء المنصوص عليها
في قانون االلتزامات والعقود .وال تطبق عليه القواعد الخاصة بكراء المحالت
التجارية ،أي العقارات المستغل فيها األصل التجاري (ظهير )24/05/1955ويجوز
أن ينصب عقد التسيير الحر على جزء من األصل التجاري إذا كان هذا األخير يتوفر
على فروع.
وعقد التسيير الحر يتميز أيضا بكون المسير الحر يتمتع باستقاللية في استغالل
األصل التجاري حيث يستغله باسمه ولحسابه الخاص ويستفيد من أرباحه ويتحمل
خسائره بعيدا عن أية تبعية لمالكه .وهكذا فالضابط المميز لعقد التسيير الحر هو ضابط
االستقالل في االستغالل وتأخذ هذه االستقاللية مظاهر متعددة.
-1طبيعة المهام التي يقوم بها المسير الحر والتي تجعله يستغل األصل التجاري
كما لو كان هو المالك الحقيقي له.
-2مزاولته للنشاط التجاري باسمه ولحسابه الخاص ،مما يعني غياب أي
خضوع لصاحب األصل التجاري.
-3تحمله مخاطر النشاط الذي يزاوله ،فيكون بذلك مسؤوال عن نتائج استغالله،
بحيث يستفيد من أرباح االستغالل ويتحمل ما قد يحدث من خسائر.
-4كونه غير ملزم بأنه يقدم حسابا عن التسيير الذي قام به إلى المالك .كما هو
الحال بالنسبة للمسير المأجور.
3
مدونة التجارة ،وسنبحث أوال الشروط الموضوعية إلبرام عقد التسيير الحر ثم نتناول
شكليات إشهاره.
-Iالشروط الموضوعية:
لم تعرض مدونة التجارة بشكل مفصل لألركان الموضوعية العامة لعقد التسيير
الحر ،ومن ثمة يبقى قانون االلتزامات والعقود هو المصدر العام لبيان هذه األركان،
التي هي الرضاء واألهلية ،والمحل والسبب.
-1التراضـــي:
أ-وجود التراضي:
يحصل التراضي في الوقت الذي يرد فيه من تلقى اإليجاب بقبوله ،ويجب إن
ينصب التراضي أوال على نوع العقد ،بأن يقصد المتعاقدان إبرام عقد تسيير حر ألصل
تجاري بالذات ،وليس عملية أخرى من العمليات الواردة على األصل التجاري
بعناصره التي يستحسن وضع إحصاء تفصيلي لها ،أو وضع ملحق للعقد يتضمن جردا
مفصال لألدوات والمعدات الموجودة عند إبرام العقد ،ووصف حالتها ،مع بيان
صالحيتها لالستعمال ،وإ عداد قائمة للبضائع الموجودة.
كما ينبغي أن يشمل التراضي كذلك مدة العقد ،باعتبارها ركنا الزما له ،ويتمتع
األطراف بحرية تحديد المدة ،ويجب أن تستوفي األجرة الشروط الخاصة بها ،علما أن
عدم ذكر األجرة أو المدة إذا أغفل الطرفان االتفاق عليها ،أو اتفقا عليها وتعذر إثبات
ما اتفقا عليه ال يمنع قيام العقد ألن المشرع تكفل بتحديد األجرة والمدة في الفصول
634و 688من قانون االلتزامات والعقود.
ب-صحة التراضي:
يجب لكي يعقد بإرادة األطراف المتعاقدة ويقوم العقد صحيحا أن تكون هذه
اإلرادة حرة سليمة غير مشوبة بأي عيب من عيوب الرضى التي نص عليها الفصل
39من ق ل ع وهي الغلط والتدليس ،واإلكراه ،يضاف إليها نقصان األهلية والمرض
4
والحاالت المشابهة ،وكذا الغبن ،ويرجع بشأنها إلى القواعد العامة في قانون
االلتزامات والعقود ،إذ ال تتضمن مدونة التجارة قواعد خاصة بشأنها.
-2األهليــــة:
تنقسم األهلية إلى أهلية وجوب وهي صالحية الشخص الكتساب الحقوق،
والتحمل بااللتزامات ،وأهلية أداء تمكنه من مباشرة التصرفات القانونية التي من شأنها
أن تكسبه حقا أو تحمله التزاما يعتد به قانونا ،والتي عرفتها مدونة األسرة في المادة
208بكونها «صالحية الشخص لممارسة حقوقه الشخصية والمالية ونفاذ تصرفاته
… » .وهي التي تهمنا اآلن ألن أهلية الوجوب ليس لها عالقة بالتعاقد.
ونظرا لكون عقد التسيير الحر تترتب عليه أثار مهمة ،وحيث أنه يؤثر على
قيمة األصل التجاري وعناصره بسبب ظروف االستغالل ،وبالتالي على الذمة المالية
للمكري التي تتأثر بانحراف المسير الحر إلى سوء االستغالل وبالتالي يسأل المكري
بالتضامن مع المسير الحر عن الديون المرتبطة باألصل التجاري في حدود معينة ،كما
أن المشرع أعطى لدائني المكري إمكانية المطالبة بالتصريح بسقوط ديونهم خالل
الثالثة أشهر الموالية لنشر عقد التسيير الحر ،لهذا كله يقتضي األمر القول بوجوب
تمتع مالكا األصل التجاري بأهلية التصرف.
أما بالنسبة للمسير الحر فإنه لما كان هذا األخير يعتبر حسب المادة 153من
مدونة التجارة تاجرا ،فإنه يشترط فيه إن يكون متمتعا باألهلية التجارية.
ولم تحدد مدونة التجارة أي سن خاص لبلوغ سن الرشد القانوني إنما أحالت
على مدونة األسرة التي تنص في مادتها 209على أن سن الرشد القانوني هو 18سنة
شمسية كاملة ،وعليه فإن الشخص البالغ 18سنة شمسية يعد كامل األهلية لممارسة
التجارة ما لم يكن مصابا بحنون أو سفه.
أما فيما يخص أهلية التاجر األجنبي فقد نصت المادة 15من مدونة التجارة
على أنه ،يعتبر األجنبي كامل األهلية لمزاولة التجارة ببلوغه عشرين سنة كاملة ،ولو
كان قانون جنسيته يفرض سنا أعلى مما هو منصوص عليه في القانون المغربي،
ويالحظ أن أهلية ممارسة التجارة بالنسبة لألجنبي ،أصبحت تختلف عن المواطن
5
المغربي مما يجب معه تدخل المشرع لتعديل هذا الفصل حتى يتماشى مع مدونة
األسرة الجديدة التي تحدد سن األهلية في 18سنة شمسية كاملة.
أما إذ كان األجنبي غير بالغ سن الرشد فال يمكنه ممارسة التجارة إال إذا حصل
على إذن بذلك من رئيس المحكمة التي ينوي ممارسة التجارة بدائرتها ،ويجب تقييد
هذا اإلذن بالسجل التجاري .والوقت الذي يراعى في تقدير أهلية الطرفين هو وقت
إبرام عقد التسيير الحر.
كما يجوز إعطاء ،اإلذن لممارسة التجارة للقاصر الذي أتم 12سنة من عمره
من طرف الولي أو بقرار من القاضي المكلف بشؤون القاصرين بناء على طلب من
الوصي أو المقدم أو الصغير المعني باألمر ،ويقيد هذا اإلذن الخاص بالسجل التجاري،
ويسحب إما تلقائيا من طرف القاضي المكلف بشؤون القاصرين ،أو بناء على طلب
حاجر القاصر طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 194من قانون المسطرة
المدنية .أو بطلب من النيابة العامة إذ ثبت لها سوء تدبير القاصر ألمواله التي يديرها
على سبيل التجربة.
أما الترشيد فهو دخول األهلية الكاملة قبل تمام وقتها ،وقد نظم المشرع أحكام
الترشيد في المادة 218من مدونة األسرة .التي تنص على أنه «… ..إذا بلغ القاصر
16سنة من عمره جاز له أن يطلب من المحكمة ترشيده ،ويمكن للنائب الشرعي أن
يطلب من المحكمة ترشيد القاصر الذي بلغ السن المذكور أعاله إذا آنس منه الرشد.
ويجب تقييد الترشيد بالسجل التجاري.
6
أما شروط المحل في عقد التسيير الحر فهي أن يكون األصل التجاري موجودا
ألن عقد التسيير الحر هو كراء الستغالل هذا األصل مما يفرض معه وجود هذا
االستغالل أي وجود األصل التجاري نفسه قبل إكراءه للمسير الحر .وهو ما أكده
المجلس األعلى في قراره الصادر بتاريخ 13/12/1989عندما اعتبر أن «….
المحكمة لم تخرق مقتضيات الفصل 39الوارد في الوسيلة بل طبقته تطبيقا سليما
حينما استنتجت من دراستها لوثائق الملف ومستنداته أن األصل التجاري كان مؤسسا
من لدن المكري ،وأن عناصر األصل التجاري متكاملة وقت إبرام العقد ،معتبرة إياه
عقد تسيير حر ألصل تجاري غير خاضع لمسطرة ظهير .24/5/1955ويشترط في
األصل التجاري محل عقد التسيير الحر إلى جانب كونه موجودا ،شرطا آخر وهو أن
ينطبق عليه مفهوم األصل التجاري بمعناه القانوني الذي حددته مدونة التجارة
خصوصا في مادتها ،79أي باعتباره ماال معنويا منقوال شامال جميع األموال المادية
والمعنوية لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية ،ومشتمل وجوبا على الزبناء
والسمعة التجارية ،فضال عن أموال أخرى ضرورية الستغالل له .كاالسم التجاري
والشعار والحق في الكراء والبضائع والمعدات واألدوات وكل حقوق الملكية الصناعية
واألدبية والفنية الملحقة بهذا األصل .واألصل التجاري هو مال معنوي يغلب عليه
التخيل أي غير ملموس ينتج عن تجمع العناصر المذكورة في وحدة ،ليصبح كيانا
قانونيا متميزا.
7
بشطب اسمه أو التنصيص على أنه أكراه على سبيل التسيير الحر وكذلك نشره بجريدة
اإلعالنات القانونية وبالجريدة الرسمية.
-1الكتابـــة:
لم يلزم المشرع المغربي الكتابة في عقد التسيير الحر سواء بالنسبة لصحته أو
إلثباته ،ولكن بالرجوع إلجراءات الشهر المتطلبة في هذا العقد من نشر وتسجيل فإنه
يصعب االقتصار على عقد شفوي.
-2التسجيل بالسجل التجاري:
لم يلزم المشرع صراحة تسجيل عقد التسيير الحر في حد ذاته ،كما أنه لم يلزم
طرفيه بإيداع نسخة منه بكتابة الضبط حتى يتمكن األغيار من االطالع عليها .كما فعل
بالنسبة لعقد بيع األصل التجاري .فبالنسبة للمكرى فقد منحه المشرع في الفقرة الثالثة
من المادة 153خيارين اثنين تحت مسؤوليته.
األول :طلب شطب اسمه من السجل التجاري ،وهو مجرد تطبيق الخيار
لمقتضيات المادة 52من مدونة التجارة التي تنص « في حالة تملك ،اكتراء أصل
تجاري ،يتم القيام بشطب تقييد األصل التجاري المفوت أو المكرى من السجل التجاري
للمالك أو المكري السابقين ».
وفي هذه الحالة يتقدم مالك األصل التجاري المكرى بثالث تصاريح بالتشطيب
معبأة باآللة الكاتبة ومصادق عليها يطلب من خاللها التشطيب على األصل التجاري ال
كراءه على سبيل التسيير الحر.
الثانـي :تغيير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على وضع األصل الخيار
التجاري في التسيير الحر ،ونعتقد بأنه هذا الخيار هو األصلح بالنسبة لمالك األصل
التجاري حيث يعفيه عند نهاية العقد من القيام بإجراءات التسجيل بالسجل التجاري من
جديد.
أما الوثائق التي يجب اإلدالء بها في هذه الحالة فهي:
ثالث تصاريح بالتعديل والتشطيب نموذج 4معبأة باآللة الكاتبة ومصادق عليها
مرفقة بصورة من عقد التسيير الحر.
8
وللمكري مصلحة كبرى بأن يبادر إلى القيام بهذا اإلجراء بإحدى هاتين
الطريقتين ،وإ ال كان مسؤوال بالتضامن عن ديون خلفه أو مكتريه وفق ما تنص عليه
المادة 60من مدونة التجارة والتي جاء فيها أنه « … في حالة تفويت أو إكراء أصل
تجاري يبقى الشخص المسجل مسؤوال على وجه التضامن عن ديون خلفه ،أو مكتريه،
ما لم يشطب من السجل التجاري ،أو لم يعدل تقييده مع البيان الصريح للبيع أو
اإلكراء».
أما بالنسبة للمسير الحر فيجب عليه أن يسجل بالسجل التجاري كمسير حر طبقا
للمادة 154من مدونة التجارة التي تلزمه بذكر مجموعة من البيانات في األوراق
والمستندات المتعلقة بأصله التجاري منها رقم السجل التجاري ،وموقع المحكمة التي
سجل بها ،وهذا بديهي ألن المسير الحر يكتسب صفه تاجر منذ إبرامه لعقد التسيير
الحر ،وأن المشرع ألزم كل تاجر بالتسجيل بالسجل التجاري.
وللقيام بذلك يجب على المسير الحر اإلدالء لكاتب الضبط المكلف بمسك السجل
التجاري طبقا لما هو منصوص علي في قرار وزير العدل رقم 106-97بثالث
تصاريح لتسجيل المسير الحر نموذج 4أ معبأة باآللة الكاتبة ومصادق عليها .وشهادة
الضريبة المهنية وصورة منها ونسخة من السجل التجاري نموذج 7في اسم المالك
وصورة عقد التسيير الحر .ونظير من الجريدة الرسمية ،ومن جريدة اإلعالنات
القانونية المنشور فيها مستخرج عقد التسيير الحر وصورتين من بطاقة التعريف
الوطنية أو ما يقوم مقامها ،النظام المالي للزواج إذا كان المسير الحر أجنبيا.
إذا لم يقم المس ير الحر به ذه اإلج راءات ،فإنه باإلض افة إلى الغرام ات
المنص وص عليها في الم ادة 62من مدونة لتج ارة ،لن يتمكن من االحتج اج بص فته
التجارية في مواجهة األغيار وإ ن كان سيبقى خاضعا وفق للمادة 59لاللتزامات التي
تفرضها عليه هذه الصفة.
كما يجب عليه القيام بشطب تقييده من السجل التجاري عند نهاية العقد وإ ال
أصبح مسؤوال بالتضامن عن ديون المسير الحر الجديد الذي سيخلفه ،عالوة على أنه
9
لن يتمكن من شطب تقييده من جدول الضريبة المهنية الخاصة بالنشاط الذي سجل من
أجله المادة 51من مدونة التجارة.
-3النشــــــــر:
يهدف نشر التسيير الحر أساسا إلى حماية حقوق الدائنين واألغيار ،وتحقيق
االستقرار والثقة في المعامالت ،إذ يمكن عن طريقه التعرف على وضعية األصل
التجاري ،وقيمته االقتصادية باإلضافة إلى المعلومات والبيانات المتعلقة به ومالكه،
ومستغله ،وقد ألزم المشرع المسير الحر بنشر مستخرج من التسيير الحر في بدايته،
وعند إنهائه كما ألزم المسير الحر باإلشارة إلى صفته كمسير حر في جميع الوثائق
والمستندات المتعلقة بأصله التجاري وكذا األوراق التي يوقعها.
وتنص المادة 153من مدونة التجارة على نشر عقد التسيير الحر داخل أجل
15يوما من تاريخه على شكل مستخرج في الجريدة الرسمية وفي جريدة اإلعالنات
القانونية .وهذه المادة لم تحددا الشخص الملزم باإلشهار ،ولذلك يمكن أن يتم نشره من
طرف المسير الحر باعتباره هو من له مصلحة في ذلك ،ومن طرف المكري ،وتنص
المادة 155على أن مكري األصل التجاري يكون مسؤوال «… .على وجه التضامن
مع المسير الحر عن الديون المقترضة من طرفه بمناسبة استغالله األصل التجاري،
وذلك إلى غاية نشر التسيير الحر وخالل مدة الستة أشهر الموالية لهذا النشر».
كما أن ديون المالك تصبح حالة بعد ثالثة أشهر من تاريخ النشر .وتنص المادة
154من مدونة التجارة على أنه يجب على المسير الحر أن يذكر في كل األوراق
المتعلقة بنشاطه التجاري وكذا المستندات الموقعة من طرفه لهذه الغاية أو باسمه
البيانات التالية:
-رقم تسجيله بالسجل التجاري
-موقع المحكمة التي سجل بها
-صفته كمسير حر
10
ويعتبر هذا االلتزام أسلوب شهر فعال ومتميز بالنظر الستمراره طول مرحلة
تنفيذ العقد ،وقد دعم المشرع إلزاميته بغرامة مالية على المخالف تتراوح ما بين
2000,00و 10.000,00درهم.
ونصت الم ادة 153على أنه «يخضع انته اء التس يير الحر إلج راءات الش هر
نفس ها المتطلبة عند إنش اءه أي الش هر في الجري دة الرس مية وفي جري دة اإلعالن ات
القانونية داخل أجل 15يوما من تاريخه انتهاء العقد.
مبحث ثاني :أثار التسيير الحر
لم تتطرق مدونة التجارة لكل أثار عقد التسيير الحر إنما اكتفت ببعضها فقط
لذلك يجب الرجوع إلى القواعد العامة لقانون االلتزامات والعقود لمعرفة اآلثار
األخرى لهذا العقد وعقد التسيير الحر ال يرتب أثاره فقط على طرفيه بل تمتد أثاره إلى
الغير.
11
المتعلقة بالتسليم في عقد الكراء التي نجد أنها اعتبرت هذا االلتزام التزاما أساسيا في
واجبات المكري ،الفصل 635من ق ل ع غير أنها أحالت بخصوص كيفية التسليم
على األحكام المقررة لتسليم الشيء المبيع.
ب-التزام بالضمان:
ال ينتهي التزام المكري بمجرد إبرام العقد وتسليم محله ،وإ نما يستمر إلى غاية
تحقق النتائج المرجوة من هذا اإلبرام ،ولبلوغه هذه الغاية فإنه يتعين على المكري أن
يضمن للمسير الحر االستغالل الهادئ لألصل التجاري طول مدة سريان العقد ،وذلك
باالمتناع عن كل تصرف ،أو فعل يعطل ،أو ينقص مباشرة أو بطريقة غير مباشرة
استغالل المسير الحر لألصل التجاري ،وهو ما يعرف بضمان التعرض الشخصي
والتدخل إيجابيا التقاء تعرض الغير للمسير الحر في انتفاعه باألصل التجاري.
وكذلك االلتزام بضمان العيوب الخفية التي قد تشوب األصل التجاري الذي
ينصب عليه العقد.
-2التزامات المكري الخاصة بعقد التسيير الحر:
نظرا لطبيعة عقد التسيير الحر وكذا طبيعة األصل التجاري فإنه يترتب على
مكري األصل التجاري التزامات أخرى غير تلك التي تحددها القواعد العامة ،منها
التزامه بعدم المنافسة والتزامه بتجديد كراء األصل التجاري.
االلتزام بعدم المنافسة:
يلتزم مكري األصل التجاري بعدم ممارسته ألي نشاط تجاري أو صناعي ،أو
حرفي مماثل لما هو مستغل في األصل التجاري المؤجر تفاديا لمنافسته بكيفية أو
بأخرى وتفاديا لجلب زبناء األصل التجاري محل العقد.
+االلتزام بتجديد كراء المحل التجاري:
يجب على مكري األصل التجاري ،في الحالة التي يكون فيها غير مالك للعقار
الذي يستغل فيه أصله التجاري ،أن يبادر عند توصله بإنذار من قبل مالكا العقار في
إطار ظهير 1955إلى سلوك اإلجراءات المنصوص عليها في هذا الظهير ليتسنى
للمسير الحر االستمرار في استغالل األصل التجاري.
12
-IIأثار التسيير الحر بالنسبة للمسير الحر:
يل تزم المس ير الحر ب أداء األج رة المتفق عليها مقابل انتفاعه من األص ل ،وهو
ال تزام رئيس ،والمحافظة على األصل التج اري وهو ما يقتضي اس تعمال ه ذا األصل
بكيفية عادية دون إس اءة وفق ما أعد له ورده عند نهاية التس يير الح ر ،أو فس خه
وأخط ار المك ري بكل ما يس تدعي تدخل ه ،كما أن اكتس اب المس ير لص فة ت اجر تلزمه
بالخض وع لاللتزام ات المتعلقة بالتج ار كمسك محاس بة ،والتس جيل بالس جل التج اري،
وفتح حساب بنكي أو شيكات بريدية ،واألداء بواسطة شيكا إذا كان مبلغ المعاملة يفوق
10.000,00درهم .وتطبق على المسير الحر مساطر صعوبة المقاولة.
-Iالدائنيــــن:
-1دائني مكري العقار:
عند إبرام عقد التسيير الحر يحق لدائني المكري أن يطلبوا من المحكمة
التصريح بحلول آجال ديونهم ،المتعلقة باستغالل األصل التجاري موضوع العقد إذا
تبين لهم أن من شأن هذا العقد أن يلحق بهم ضررا.
-2دائني المسير الحر:
ينص الفصل 155من مدونة التج ارة ،ب أن مك ري األصل التج اري مس ؤوال
على وجه التضامن مع المسير الحر إلى غاية نشر عقد التسيير الحر ،وخالل مدة الستة
أشهر التي تلي تاريخ هذا النشر عن الديون المتعلقة باستغالل األصل التجاري ،وليس
عن الديون الشخصية للمسير الحر.
-3آثار العقد في مواجهة المتعاقدين مع المكري:
13
المسير الحر ليس مكريا من الباطن للعقار الذي يستغل فيه األصل التجاري،
ولذلك فهو ال يمكن أن يطالب بتجديد عقد الكراء ،كما ال يمكنه أن يعترض على رهن
األصل التجاري من طرف المالك ،أو بيعه.
14