You are on page 1of 3

‫المفهوم الجديد للسلطة‬

‫مع‪  ‬ترسيخ دولة الحق والقانون وتعزي ز الديمقراطي ة وض مان نج اح االنفت اح االقتص ادي للعه د الجدي د‬
‫‪،‬بمقاربة تعطي مفهوما جديدا للسلطة بعيدا عن السلوكات الماضاوية‪ ،‬و اساليب ‪ ‬رجال السلطة التي ك ان‬
‫يحكمه ا التس لط و الخط اب الف وقي‪ ،‬و اله واجس االمني ة‪ ،‬الى اش راكهم في التنمي ة االقتص ادية و‬
‫االجتماعية‪ ،‬بالتدبير لالمتمركز لالستثمار‪ ،‬مم ا جع ل ه ذا المفه وم يع رف مراح ل من انت اج للمفه وم و‬
‫تكريسه على ارض الواقع‪ ،‬جديد متجدد وفق الظرفية ‪ ،‬وفق فلسفة في الحكم‪ ،‬مما يعطي للباحث والمتتبع‬
‫للخطب الملكية ‪،‬ان هذه النظري ة مرن ة في اط ار ض وابط واض حة تحكمهاعالقته ا(النظري ة) ب المواطن‬
‫باعتباره في قلب اهتمام جاللته‪.‬‬

‫المحور األول السياق التاريخي لمفهوم السلطة في المغرب‬


‫أوال‪ :‬المفهوم الجديد للسلطة لسنة‪:1999‬‬
‫ثانيا‪ :‬المفهوم المتجدد للسلطة لسنة‪: 2016 ‬‬
‫أ ‪-‬المساءلة و المحاسبة‪:‬‬
‫ب‪ -‬محاربة الفساد‪:‬‬
‫المحور الثاني‪:  ‬تحديات المفهوم الجديد للسلطة‬
‫خاتمة‬

‫المحور األول السياق التاريخي لمفهوم السلطة في المغرب‬

‫أوال‪ :‬المفهوم الجديد للسلطة لسنة‪:1999‬‬

‫حيث أك د جاللت ه‪ » ‬على أن المفه وم الجدي د للس لطة‪ ،‬ال ذي أطلقن اه‪ ،‬في خطابن ا المؤس س ل ه‪ ،‬بال دار‬
‫البيضاء‪ ،‬في أكت وبر ‪ ،1999‬يظ ل س اري المفع ول‪،‬فه و ليس إج راء ظرفي ا لمرحل ة ع ابرة‪ ،‬أو مقول ة‬
‫لالستهالك‪ ،‬وإنما هو مذهب في الحكم‪ ،‬مطبوع بالتفعيل المستمر‪ ،‬وااللتزام الدائم بروحه ومنطوق ه‪ ،‬كم ا‬
‫أنه ليس تصورا جزئيا‪ ،‬يقتصر على اإلدارة الترابية‪ ،‬وإنما هو مفهوم شامل ومل زم لك ل س لطات الدول ة‬
‫وأجهزتها‪ ،‬تنفيذية كانت أو نيابية أو قضائية‪» ‬‬
‫فالمفهوم يرتكز على مختلف مهام ومسؤوليات السلطة‪ ،‬التي أصبحت تقوم على ض مان حماي ة الحري ات‬
‫الفردية والجماعية ‪،‬وصيانة حقوق المواط نين‪ ،‬واتاح ة الظ روف المناس بة لترس يخ وتوطي د دول ة الح ق‬
‫والقانون ‪،‬فهو ليس بسيطا أو مجرد كالم فاه به رئيس الدولة ‪ ،‬كما يرتبط المفهوم الجديد للس لطة برعاي ة‬
‫وحماي ة المص الح العمومي ة ومتابع ة حس ن س ير الش ؤون المحلي ة عن ق رب ‪ ،‬والس هر على األمن و‬
‫األستقرار و تش جيع المحافظ ة على الس لم االجتم اعي ‪،‬انه ا نظري ة في فلس فة الحكم تعتم د ق رب رج ل‬
‫السلطة من المواطن و صيانته وحمايته‪  ‬و اشراكه في التدبير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المفهوم المتجدد للسلطة لسنة‪: 2016 ‬‬

‫تطوير لفلسفة الحكم وممارسة السلطة فان المفهوم‪  ‬خالف ا لم ا ك ان علي ه قب ل ‪،‬ج اء في الخط اب الملكي‬
‫للذكرى ‪  17‬لعيد العرش المجيد متجددا يقوم على اليتين متجددتين لمفهوم السلطة من اجل تكريسه على‬
‫ارض الواقع في ‪: ‬‬

‫أ ‪-‬المساءلة و المحاسبة ‪:‬‬

‫ان المفهوم المتجدد لمفهوم السلطة يستقيم بالنسبة للرجال الس لطة و المؤسس ات العمومي ة و النيابي ة على‬
‫» المساءلة والمحاسبة‪ ،‬التي تتم عبر آليات الضبط والمراقبة‪ ،‬وتطبيق الق انون‪ .‬وبالنس بة للمنتخ بين ف إن‬
‫ذلك يتم أيضا‪ ،‬عن طريق االنتخاب‪ ،‬وكسب ثقة المواطنين‪.‬‬

‫فاضحى المفهوم المتجدد للسلطة مقترن بالمس اءلة و المحاس بة‪  ‬في تحس ين لالداء و تط وير للمفه وم من‬
‫مجرد التموقع في الكراسي و اعطاء االوامر و اص دار الق رارات‪ ،‬ب ل الى المس اءلة و المحاس بة كج زء‬
‫اليتجزأ من ممارسة السلطة او االضطالع بالمسؤولية سواء في عالقة رج ل الس لطة م ع المس ؤولية‪ ،‬او‬
‫في عالقته بالمواطن‪ ،‬وذلك باالحتكام الى المؤسسات و القانون ‪ ،‬كل ه ذا من اج ل محارب ة الفس اد ال ذي‬
‫اصبح مرادفا و مالزما هو االخر للسلطة كمفهوم متجدد‪.‬‬

‫ب‪ -‬محاربة الفساد ‪:‬‬


‫إن الفساد يعتبر آفة خطيرة و معيقا حقيقيا لتنمية بل داننا و رقي ش عوبنا ‪ ،‬حيث أن ل ه آث ار تدميري ة على‬
‫جميع المستويات سواء االقتصادي منها أو االجتماعي أو السياس ي ‪ ،‬كم ا ان ه يع د المعي ق الحقيقي لبن اء‬
‫الدول ة الديمقراطي ة الحديث ة‪ ،‬باإلض افة إلى تعارض ه م ع القيم ‪ ‬اإلنس انية و الديمقراطي ة واألخالقي ة و‬
‫القانونية‪.‬‬

‫المحور الثاني‪:  ‬تحديات المفهوم الجديد للسلطة‬

‫تبدو التحديات التي تواجه المفهوم الجديد للس لطة في ظ ل إرادة التغي ير واض حة‪ ،‬فإعط اء مفه وم جدي د‬
‫للس لطة ال يتمث ل في نظ ر السياس يين واإلعالم يين‪ ،‬وعلم اء الش ريعة‪ ،‬والمجتم ع الم دني‪ ،‬في ص عوبة‬
‫االنتقال من "العقلية المخزنية" التي تربت وترعرعت عليها السلطة لفترة طويلة‪ .‬ولكنها بداي ة وقب ل ك ل‬
‫شيء‪ ،‬تتمثل في صعوبة إقامة تصالح حقيقي مع المواطن‪ ،‬وحل مشاكله المتعلقة باإلدارة‪ ،‬وحف ظ حقوق ه‬
‫وكرامته وأمنه؛ ذلك ألن النسق السياسي المهيكل الذي انتهجته السلطة خالل عهد االستقالل يزيد من هذه‬
‫الصعوبة‪ ،‬وألن ه ذه الس لطة‪ ،‬كم ا ه و متع ارف علي ه‪ ،‬لعبت دائم ا على اله اجس األم ني‪ ،‬واتخ ذت من‬
‫الديمقراطي ة الش كلية س الحا للبق اء على "المخزن ة" العتيق ة القائم ة ع ل العن ف واإلقص اء‪ ،‬رغم ا على‬
‫التحوالت العالمية‪ ،‬وعلى طبيعة النظام الدولي الجديد وعلى التزامات المغرب تجاه هذا النظام‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫فالمفهوم المتجدد للسلطة انتقل من تك ريس للمفه وم ‪ ‬الى أجراءت ه ب التزام‪،  ‬بن اء على نت ائج ممارس ته و‬
‫م دى النجاع ة و الفعالي ة في تحس ين ش روط اداء ال واجب و تقل د المس ؤولية ‪،‬في المحافظ ة دوم ا على‬
‫ضوابط دولة الحق و القانون‪  ‬و صيانة االختيار الديمقراطي و حماية حق وق و حري ات االف راد كمفه وم‬
‫صاغه جاللته كمذهب للحكم يعتمد الفعالي ة ‪،‬و االل تزام‪ ،‬و االس تمرارية‪ ،‬و الش مولية‪ ،‬و االل زام‪  ،‬لكاف ة‬
‫مكونات و مؤسسات الدولة كل من موقع مسؤوليته المنوطة به دستوريا و قانونيا‪.‬‬

You might also like