Professional Documents
Culture Documents
المفهوم الجديد للسلطة
المفهوم الجديد للسلطة
مع ترسيخ دولة الحق والقانون وتعزي ز الديمقراطي ة وض مان نج اح االنفت اح االقتص ادي للعه د الجدي د
،بمقاربة تعطي مفهوما جديدا للسلطة بعيدا عن السلوكات الماضاوية ،و اساليب رجال السلطة التي ك ان
يحكمه ا التس لط و الخط اب الف وقي ،و اله واجس االمني ة ،الى اش راكهم في التنمي ة االقتص ادية و
االجتماعية ،بالتدبير لالمتمركز لالستثمار ،مم ا جع ل ه ذا المفه وم يع رف مراح ل من انت اج للمفه وم و
تكريسه على ارض الواقع ،جديد متجدد وفق الظرفية ،وفق فلسفة في الحكم ،مما يعطي للباحث والمتتبع
للخطب الملكية ،ان هذه النظري ة مرن ة في اط ار ض وابط واض حة تحكمهاعالقته ا(النظري ة) ب المواطن
باعتباره في قلب اهتمام جاللته.
حيث أك د جاللت ه » على أن المفه وم الجدي د للس لطة ،ال ذي أطلقن اه ،في خطابن ا المؤس س ل ه ،بال دار
البيضاء ،في أكت وبر ،1999يظ ل س اري المفع ول،فه و ليس إج راء ظرفي ا لمرحل ة ع ابرة ،أو مقول ة
لالستهالك ،وإنما هو مذهب في الحكم ،مطبوع بالتفعيل المستمر ،وااللتزام الدائم بروحه ومنطوق ه ،كم ا
أنه ليس تصورا جزئيا ،يقتصر على اإلدارة الترابية ،وإنما هو مفهوم شامل ومل زم لك ل س لطات الدول ة
وأجهزتها ،تنفيذية كانت أو نيابية أو قضائية»
فالمفهوم يرتكز على مختلف مهام ومسؤوليات السلطة ،التي أصبحت تقوم على ض مان حماي ة الحري ات
الفردية والجماعية ،وصيانة حقوق المواط نين ،واتاح ة الظ روف المناس بة لترس يخ وتوطي د دول ة الح ق
والقانون ،فهو ليس بسيطا أو مجرد كالم فاه به رئيس الدولة ،كما يرتبط المفهوم الجديد للس لطة برعاي ة
وحماي ة المص الح العمومي ة ومتابع ة حس ن س ير الش ؤون المحلي ة عن ق رب ،والس هر على األمن و
األستقرار و تش جيع المحافظ ة على الس لم االجتم اعي ،انه ا نظري ة في فلس فة الحكم تعتم د ق رب رج ل
السلطة من المواطن و صيانته وحمايته و اشراكه في التدبير.
تطوير لفلسفة الحكم وممارسة السلطة فان المفهوم خالف ا لم ا ك ان علي ه قب ل ،ج اء في الخط اب الملكي
للذكرى 17لعيد العرش المجيد متجددا يقوم على اليتين متجددتين لمفهوم السلطة من اجل تكريسه على
ارض الواقع في :
ان المفهوم المتجدد لمفهوم السلطة يستقيم بالنسبة للرجال الس لطة و المؤسس ات العمومي ة و النيابي ة على
» المساءلة والمحاسبة ،التي تتم عبر آليات الضبط والمراقبة ،وتطبيق الق انون .وبالنس بة للمنتخ بين ف إن
ذلك يتم أيضا ،عن طريق االنتخاب ،وكسب ثقة المواطنين.
فاضحى المفهوم المتجدد للسلطة مقترن بالمس اءلة و المحاس بة في تحس ين لالداء و تط وير للمفه وم من
مجرد التموقع في الكراسي و اعطاء االوامر و اص دار الق رارات ،ب ل الى المس اءلة و المحاس بة كج زء
اليتجزأ من ممارسة السلطة او االضطالع بالمسؤولية سواء في عالقة رج ل الس لطة م ع المس ؤولية ،او
في عالقته بالمواطن ،وذلك باالحتكام الى المؤسسات و القانون ،كل ه ذا من اج ل محارب ة الفس اد ال ذي
اصبح مرادفا و مالزما هو االخر للسلطة كمفهوم متجدد.
تبدو التحديات التي تواجه المفهوم الجديد للس لطة في ظ ل إرادة التغي ير واض حة ،فإعط اء مفه وم جدي د
للس لطة ال يتمث ل في نظ ر السياس يين واإلعالم يين ،وعلم اء الش ريعة ،والمجتم ع الم دني ،في ص عوبة
االنتقال من "العقلية المخزنية" التي تربت وترعرعت عليها السلطة لفترة طويلة .ولكنها بداي ة وقب ل ك ل
شيء ،تتمثل في صعوبة إقامة تصالح حقيقي مع المواطن ،وحل مشاكله المتعلقة باإلدارة ،وحف ظ حقوق ه
وكرامته وأمنه؛ ذلك ألن النسق السياسي المهيكل الذي انتهجته السلطة خالل عهد االستقالل يزيد من هذه
الصعوبة ،وألن ه ذه الس لطة ،كم ا ه و متع ارف علي ه ،لعبت دائم ا على اله اجس األم ني ،واتخ ذت من
الديمقراطي ة الش كلية س الحا للبق اء على "المخزن ة" العتيق ة القائم ة ع ل العن ف واإلقص اء ،رغم ا على
التحوالت العالمية ،وعلى طبيعة النظام الدولي الجديد وعلى التزامات المغرب تجاه هذا النظام.
خاتمة
فالمفهوم المتجدد للسلطة انتقل من تك ريس للمفه وم الى أجراءت ه ب التزام، بن اء على نت ائج ممارس ته و
م دى النجاع ة و الفعالي ة في تحس ين ش روط اداء ال واجب و تقل د المس ؤولية ،في المحافظ ة دوم ا على
ضوابط دولة الحق و القانون و صيانة االختيار الديمقراطي و حماية حق وق و حري ات االف راد كمفه وم
صاغه جاللته كمذهب للحكم يعتمد الفعالي ة ،و االل تزام ،و االس تمرارية ،و الش مولية ،و االل زام ،لكاف ة
مكونات و مؤسسات الدولة كل من موقع مسؤوليته المنوطة به دستوريا و قانونيا.