You are on page 1of 4

‫جامعة وهران‪ 1‬أحمد بن بلة‬

‫كلية اآلداب والفنون‬

‫قسم اللغة العربية وآدابها‬

‫د‪ .‬بلهواري محمد‬

‫مقياس‪ :‬الداللة وعلم الصرف (أعمال موجهة)‬


‫السنة أولى ماستر لسانيات عربية‬

‫تذكير‪ :‬لقد طلبت منكم أعزائي الطلبة أعماال لتنجزوها‪ ،‬ولكن بسبب هذا الوباء‬
‫حل ببلدنا وبالعالم أجمعين كان سببا في هذا التأخير‪ ،‬نسأل اهلل العلي القدير‬
‫الذي ّ‬
‫أن يرفع هذا الوباء عن الجزائر وعن البشرية جمعاء‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫ولذا اخترت لكم نماذج من الصيغ الصرفية‪.‬‬
‫• الصيغ الصرفية االسمية‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫وهتتم هبيأة‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫الصيغة الصرفية هي اليت ختصص املعىن وحتدده كتحديد معىن الفاعلية‪ ،‬ومعىن املفعولية‬
‫مادهتا‪ ،‬وتُستعمل أداة من أدوات الكشف عن احلدود يف الكلمات يف السياق‪ ،‬وهذه ميزة‬ ‫الكلمة ال ّ‬
‫من مميّزات اللغة العربية اليت تفتخر هبا‪.2‬‬
‫املهمة واألساسيّة يف تكوين الكلمة؛ كما تساعد الصيغ يف حتديد‬
‫والصيغ الصرفية هي أحد العناصر ّ‬
‫يدل على‬
‫الباب‪ ،‬فلو أخذنا صيغة (فاعل) لوجدنا كل ما على مثاهلا داخال يف الفعل املاضي الذي ّ‬
‫املشاركة‪ ،‬والصيغة يف( فاعل) دلّت على نسبته إىل قسم من الكالم‪ ،‬وهذه من مميّزات اللغة أيضا‪.‬‬
‫• داللة المصادر‪:‬‬

‫‪ -1‬يراجع فقه اللغة‪ ،‬حممد املبارك‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪ -2‬يراجع مناهج البحث يف اللغة‪ ،‬ص‪.671‬‬
‫‪1‬‬
‫املصدر عند النحاة ال خيرج عن كونه لفظا داال على احلدث غري متعلق بالزمن‪ ،‬ويسميه سيبويه‪:‬‬
‫"لفظ أمساء األحداث"‪.3‬‬
‫يدل على اقرتان احلدث بالزمن‪ ،‬وخيتلف عن االسم يف كون‬‫واملصدر خيتلف عن الفعل بأ ّن الفعل ّ‬
‫تدل على‬
‫يدل على املسمى من غري اقرتان بالزمن وال اختصاص باحلدث‪ ،‬وعن الصفة اليت ّ‬ ‫االسم ّ‬
‫موصوف باحلدث‪.‬‬
‫وصيغ املصادر كثرية‪ ،‬منها ما هو قياسي ومنها ما هو مساعي‪ ،‬لذا سنحاول إيراد مناذج والوقوف عند‬
‫صيغها الصرفية للكشف عن الدالالت اليت حلّت هبا‪ ،‬فمنها‪:‬‬
‫(فعل‪ -‬يفعُل)‪( :‬قتَل‪ -‬قْتال)‪ ،‬و(خلَق‪ -‬خ ْلقا)‪،‬‬ ‫فعل‪ :‬ويكون مصدرا لكل فعل متع ّد على وزن َ‬ ‫‪ْ -1‬‬
‫يفعل) كــ(قطَع‪-‬‬ ‫ِ‬
‫(فعل‪َ -‬‬‫وعدا)‪ ،‬ومن باب َ‬ ‫و(وعد‪ْ -‬‬ ‫ضربا)‪َ ،‬‬ ‫(فعل‪ -‬ي ْفعل) كــ(ضرب‪ْ -‬‬ ‫ومن باب َ‬
‫ـ(محد‪ -‬محْدا)‪ ،‬و(نال‪ -‬نيال)‪ ،‬ومن باب (فعِل‪ -‬ي ْفعِل) كـ ِ‬
‫ـ(ومق‪-‬‬ ‫قطْعا)‪ ،‬ومن باب (فعِل‪ -‬يفعل) كـ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك ْم]‪ ،‬حتتمل لفظة ْ‬
‫(كره)‬ ‫ْومقا)‪،‬ومنه قوله تعاىل‪[ :‬قُ ْل أَنْ ِف ُقوا طَ ْو ًعا أ َْو َك ْرًها لَ ْن يُتَ َقبَّ َل ِم ْن ُ‬
‫كالضعف‪،‬‬
‫داللتني عند املفسرين‪ ،‬ومها‪( :‬االسم واملصدر)‪ ،‬إ ْذ يرون أهنما يدالّن على معىن واحد ُ‬
‫والضَّعف‪.‬‬
‫وت بَلَى َو ْع ًدا‬ ‫س ُموا بِاللَّ ِه َج ْه َد أَيْ َمانِ ِه ْم َال يَ ْب َع ُ‬
‫ث اللَّهُ َم ْن يَ ُم ُ‬ ‫ومثاله قوله تعاىل‪َ [ :‬وأَقْ َ‬
‫تدل على املبالغة يف حتقيق‬ ‫َّاس َال يَ ْعلَ ُمو َن]‪ ،‬فلفظة ْ‬
‫(وعد) ّ‬ ‫َعلَْي ِه َح ًّقا َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر الن ِ‬
‫ف ِِِلبْطَ ِال النَّـ ْف ِي ِيف ْ‬
‫اْلَََِب‬ ‫حصول وعد اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬يقول طاهر بن عاشور‪ " :‬و(بَلى) َح ْر ٌ‬
‫ف‬ ‫ول الْ ُمطْلَ ِق ُم َؤِّكدا لِ َما َد َّل َعلَْي ِه َح ْر ُ‬
‫و ِاالستِ ْفه ِام‪ ،‬أَي بل يـبـعثُـهم اللَّه‪ .‬وانْـتَصب و ْعدا َعلَى الْم ْفع ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ َ ْ َْ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِلبطَ ِال ِمن ح ِ‬
‫صول الْبَـ ْعث بَـ ْع َد الْ َم ْوت‪َ .‬ويُ َس َّمى َه َذا النـ َّْوعُ م َن الْ َم ْفعُول الْ ُمطْلَ ِق ُم َؤِّكدا لنَـ ْفسه‪ ،‬أ ْ‬
‫َي‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫ِْ ْ‬
‫ني م ْعىن الْم ْفع ِ‬
‫ول الْ ُمطْلَ ِق"‪.4‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ُم َؤِّكدا ل َم ْع َىن ف ْع ٍل ُه َو َع ْ ُ َ َ َ ُ‬
‫وعدا‪ ،‬وح ّقه ح ّقا‪ .‬فهذه‬ ‫وعد اهلل ْ‬ ‫ح ًّقا]‪ ،‬مصدر أيضا جاء مؤّكدا للوعد‪ ،‬أي‪َ :‬‬
‫[علَي ِ‬
‫ه‬
‫وقوله َ ْ َ‬
‫القرائن النحوية تدل على املبالغة يف املصدر‪.‬‬

‫‪ -3‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪.61‬‬


‫‪ -4‬التحرير والتنوير‪ ،‬طاهر بن عاشور‪ ،‬ج‪ 61‬ص‪.651‬‬
‫‪2‬‬
‫(نعس‪ -‬نعاسا)‬ ‫(فعل‪ -‬ي ْفعُ ُل)‪َ :‬‬
‫(فع َل) الالزم‪ ،‬فمن باب َ‬‫دل على داء من َ‬‫‪ -2‬فُعال‪ :‬فيما َّ‬
‫يفعل)‬ ‫ِ‬
‫(فعل‪َ -‬‬ ‫(فعل‪ -‬يفعل) كــ(عطَس‪ -‬عطاسا)‪ ،‬ومن باب َ‬ ‫و(س َكت‪ُ -‬سكاتا)‪ ،‬ومن باب َ‬
‫(فعل)‬
‫دل على داء من َ‬ ‫كــ(سهم‪ -‬سهاما)‪ ،‬وقد جعل جممع اللغة العربية بناء(فُعال) قياسيا فيما ّ‬
‫الالزم‪.5‬‬
‫(فعل‪ -‬يفعِل) كــ(بكى‪ -‬بكاء)‪ ،‬ومن باب‬ ‫(فعل) الالزم‪ ،‬فمن باب‪َ :‬‬ ‫دل على صوت من َ‬ ‫وفيما ّ‬
‫(فعل‪ -‬يفعُل) ك ــ(دعا‪ -‬دعاء)‪ .‬ومن أمثلته قوله تعاىل‪:‬‬
‫يفعل) ك ــ(صرخ‪ -‬صراخا)‪ ،‬ومن باب َ‬ ‫(فعل‪َ -‬‬‫َ‬
‫اب بِ َما ُك ْنتُ ْم‬ ‫[ َوما َكا َن ص ََلتُ ُهم ِع ْن َد الْب ْي ِ‬
‫ت إَِّال م َكاء وتَ ْ ِ‬
‫صديَةً فَ ُذوقُوا ال َْع َذ َ‬ ‫ُ ًَ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ص ِاد ِر‬ ‫ِ ِ‬
‫(مكاء) على الصوت‪ ،‬يقول ابن عاشور‪َ " :‬والْ ُم َكاءُ َعلَى صيغَة َم َ‬ ‫تَ ْك ُف ُرو َن]‪ ،‬دلّت لفظة ٌ‬
‫صفََّر بِِف ِيه‪َ ،‬وِمْنهُ ُمسِّ َي نَـ ْوعٌ ِم َن الطَِّْري‬ ‫الر َغ ِاء َوالثـُّغَ ِاء َوالْبُ َك ِاء َوالنـ َُّو ِاح‪ ،‬يـُ َق ُ‬
‫ال‪َ :‬م َكا َيَْ ُكو إِ َذا َ‬
‫ْاألَصو ِ‬
‫ات َك ُّ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َم َّكاءُ بَِفْت ِح الْمي ِم َوتَ ْشديد الْ َكاف‪َ ،‬و ََجُعُهُ َم َكاكيءُ هبَ ْمَزةٍ ِيف آخ ِرهِ بَـ ْع َد الْيَاء‪َ ،‬وُه َو طَائٌر أَبْـيَ ُ‬
‫ض‬
‫احلِ َجا ِز"‪.6‬‬‫يَ ُكو ُن بِ ْ‬
‫(يتبع‪)...‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -5‬أبنية الصرف يف كتاب سيبويه‪ ،‬خدجية احلديثي‪ ،‬ص‪.161‬‬


‫‪ -6‬التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬ج‪ 9‬ص‪.333‬‬
‫‪3‬‬
4

You might also like