Professional Documents
Culture Documents
التلوث التبادلي
التلوث التبادلي
استمع
شارك
كشف قسم الصحة في بلدية المدام بالشارقة ،عن تعامل العديد= من المطاعم والكافتيريات بشكل خاطئ مع المواد الغذائية من
خالل خلط اللحوم والدواجن واألسماك مع الخضار وغيرها من المواد الغذائية األخرى ،ما أدى إلى ظهور مشاكل صحية
وحاالت تسمم نقلت إلى المستشفى للعالج في الفترات الماضية ،حيث تعرض شخص للتسمم نتيجة تناوله وجبة في مطعم
دخل على أثرها ثالثة أيام في المستشفى العام الماضي ،وذلك نتيجة التلوث التبادلي الذي عمل على نقل البكتيريا الضارة
من غذاء نيئ إلى أغذية مطبوخة ،علما ً بأن غسل الخضروات بالماء وحده غير كاف لقتل الميكروبات التي انتقلت إليها،
.ولضمان تنقية هذه المواد والحفاظ على سالمتها قبل تقديمها للمستهلكين يتوجب غسلها باستخدام مواد معقمة
من جانبها ،قالت الدكتورة وفاء عايش مديرة إدارة التغذية السريرية بقطاع الخدمات الطبية المساندة في هيئة الصحة بدبي:
يعد التلوث التبادلي من أخطر أنواع التلوث للغذاء الذي يتسبب بفساد الغذاء واإلصابة بالتسمم ،فهو عبارة عن تلوث الغذاء
.وانتقال العصير أو السوائل التي تكمن فيها البكتيريا من الغذاء الخام غير المطبوخ إلى الغذاء المطبوخ والجاهز لألكل
وأضافت أن التلوث التبادلي لألغذية يقسم إلى نوعين ،النوع األول وهو التلوث التبادلي المباشر ،الذي يحدث في الثالجة
حيث إن الغذاء الخام عند وضعه بالثالجة يجب أال يوضع فوق الغذاء الجاهز لألكل ،حتى ال يؤدي إلى انتقال السوائل
والعصائر من الغذاء الخام إلى الغذاء المطبوخ ،وبالتالي يتلف ،وهنا تكمن خطورة اإلصابة بالتسمم ،من خالل انتقال
.البكتيريا إلى الغذاء الجاهز لألكل أو المطبوخ وتناوله
وأشارت إلى أن النوع الثاني من التلوث وهو التلوث غير المباشر ،يحدث عن طريق الشخص العامل في المطبخ ،أو عن
طريق األدوات المستخدمة بالتحضير ،أو عن طريق ألواح التقطيع ،لذلك يجب أن تكون هناك أدوات وسكاكين خاصة ،مثالً
لتحضير السلطات ،وسكاكين خاصة لتحضير الدجاج أو اللحم ،خوفا من انتقال وحدوث التلوث عن طريق سكين اللحم
مثال ،لذلك نجد أن المطاعم أو المطابخ الكبيرة يكون بها داخل غرف التحضير ألوان لألدوات ،فاللون األحمر للسلطة
coloring cod system .واألخضر للحم ،وهكذا ،وهذا يسمى حسب أنظمة سالمة الغذاء ب
قياس الغذاء
ولفتت إلى أن خطر انتقال البكتيريا عن طريق التلوث التبادلي بين المواد الغذائية =،يؤدي إلى إمكانية انتقال البكتيريا الضارة
من دماء لحوم أو دجاج أو أسماك إلى خضراوات وفواكه ،ما يسبب اضطرابات صحية مضاعفة ،خصوصا ً خالل فصل
الصيف ،لذلك يجب حفظ الطعام في درجة حرارة 18درجة مئوية أو أقل لتجنب فساده ،كما يجب توعية الجمهور
بضرورة حفظ الوجبات المطبوخة وبقايا الطعام في البرادات خالل ساعتين أو أقل ،وتغطية المواد الغذائية وتجنب تذويب
.الطعام المجمد على درجة حرارة الغرفة ،والحفاظ على حرارة الثالجة أقل من خمس درجات مئوية
وأوضحت أن استخدام ميزان مخصص لقياس درجة حرارة الغذاء الداخلية ،والتأكد من أن الحرارة المستخدمة للطهي أعلى
من 70درجة مئوية وإعادة تسخين الوجبات على حرارة أعلى من 63درجة مئوية ،تعمل على قتل معظم البكتيريا
الضارة ،وفي حال وصلت األغذية ذات الطبيعة السائلة إلى مرحلة الغليان بشكل كامل ،فإن ذلك يعني أن الغذاء وصل إلى
معدات خطرة
وأشارت إلى أن هناك بعض المعدات واألسطح عالية الخطورة بسبب مالمستها للغذاء واأليدي بشكل مباشر ،لذا يجب
تعقيمها لقتل البكتيريا ،أما في ما يتعلق باألسطح والمعدات منخفضة الخطورة ،فإنه ال ضرورة من تعقيمها ،حيث تستطيع
البكتيريا أن تنتشر بسهولة من الغذاء النيئ (كاللحوم) إلى ألواح التقطيع ،وهو ما يتطلب ضرورة غسل األدوات والمعدات
اليدوية األخرى بشكل جيد بين عمليات تداول الغذاء ،كما يجب استعمال األقمشة التي تستخدم لمرة واحدة (المحارم الورقية
تعتبر األكثر أمانا ً) لغايات تجفيف ومسح األسطح واألواني ،حيث يمكن لمناشف القماش متعددة االستخدام (كفوط األطباق)
.أن تحمل البكتيريا وتعمل على نشرها
عملية التبريد
وفي ما يتعلق بتبريد= األغذية الساخنة قالت :إن أفضل طريقة لهذه العملية هي استخدام معدات التبريد المصممة لهذا
الغرض ،حيث تعمل على تبريد= الغذاء خالل 90دقيقة بما يقلل من الفترة الزمنية التي يتعرض فيها الغذاء لمنطقة الخطر،
حيث تنمو البكتيريا ،وفي حال عدم استخدام معدات التبريد المتخصصة ،فيجب أن يتم تبريد الغذاء بالسرعة الممكنة كلما
أمكن ذلك بعدة طرق بديلة أخرى تشمل الثلج ،الماء البارد ،وضع الغذاء في منطقة باردة .وأكدت ضرورة وضع البطاقة
الغذائية على الغذاء واستهالكه خالل فترة الصالحية المحددة ،وعلى المحال حظر بيع اللحوم بجانب الدواجن ،تالفيا
لالنتقال العرضي لفيروس السالمونيال داخل المالحم الصغيرة في المناطق الشعبية ،مشيرة الى أن عدد الفعاليات المقامة
من قبل إدارة التغذية= عن التغذية= السليمة والتلوث الغذائي 20برنامجا ً بالمدارس الحكومية والخاصة ،و 47برنامجا ً بين
.الدوائر والمؤسسات الحكومية ،إضافة إلى المؤتمرات التوعوية مؤتمر الغذاء الخليجي 2013
عوامل التلوث
وقال الدكتور سامي مانع اختصاصي طب المجتمع بقطاع الرعاية الصحية األولية بهيئة الصحة بدبي ،التلوث التبادلي
لألطعة هو التلوث الغذائي الذي ينشأ نتيجة انتقال البكتيريا إلى األغذية من مصدر ملوث ،إما بطرق مباشرة أو غير
.مباشرة ،وقد يكون مصدر التلوث أغذية أخرى ،أو أدوات الطبخ ،أسطح العمل (سطح التحضير أو التقديم)
وأضاف أن من أهم العوامل المؤدية إلى حاالت التلوث التبادلي ،استخدام األدوات نفسها (مثل السكاكين وألواح التقطيع) في
تقطيع اللحم النيئ وتقطيع السلطات واألطعمة الجاهزة لألكل ،واستخدام الطرق الخطأ في إزالة التجميد عن األغذية
المثلجة ،ووضع األواني والمعدات غير النظيفة مع المعدات النظيفة في حوض الغسيل ،إضافة إلى عدم تغطية األطعمة
جيداً عند حفظها ،كما أن تخزين المواد الغذائية النيئة في الثالجة في مكان أعلى من األطعمة الجاهزة لألكل يؤدي إلى
إمكانية تساقط عصارة المواد النيئة على الطعام الجاهز لألكل .ولفت إلى أن حفظ المواد الكيميائية للتنظيف بجانب األطعمة
الجافة والمعلبة قد يؤدي بذلك إلى تلوث األطعمة بالمواد السامة التي قد تشكل خطراً كبيراً على صحة اإلنسان ،إضافة إلى
إعادة استخدام قماش التنظيف من دون غسله جيداً لمسح المقاعد ،والسكاكين ،ومعدات الطبخ ،وعدم غسل الفواكه
إرشادات وقائية
وأوضح الدكتور سامي ،أن التلوث في بعض الحاالت قد يؤدي إلى الوفاة ،ما لم يتم اتباع اإلرشادات الوقائية الالزمة ،التي
تنص على استخدام أواني وأدوات تقطيع منفصلة عند التعامل مع مواد غذائية نيئة ،غسل وتعقيم األواني جيداً بعد التعامل
مع المواد النيئة حفظ المواد الغذائية بطرق سليمة ،تخزين األطعمة النيئة وخاصة اللحوم واألسماك والدواجن على الرف
السفلي في الثالجة لمنع عصارة اللحوم النيئة من التقطير على األطعمة الجاهزة لألكل ،وحفظ المواد الكيميائية= للتنظيف
والمواد غير الغذائية األخرى وتخزينها بعيداً عن المواد الغذائية =،غسل وتعقيم أقمشة التنظيف المستخدمة لمسح المقاعد
والطاوالت وغيرها من المعدات ،وعدم استخدام األقمشة واألدوات المستعملة لتنظيف المراحيض أو المناطق المماثلة
.لتنظيف أي شيء يخص الطعام ،غسل األيدي جيداً وتجفيفها بعد= الغسيل قبل إعداد الطعام
حاالت تسمم
من جانبها ،أكدت مسؤولة قسم التغذية في مستشفى الشيخ خليفة في عجمان ،الدكتورة فاطمة حمد دلموك ،أن ثمة حاالت
تسمم تنتج عن التلوث التبادلي الناتج عن خلط اللحوم بالخضراوات ،مما قد ينتج عنها وفيات ،نظراً لخطورة األعراض
التي تصيب الشخص من ،إسهال شديد وتقيؤ ،وارتفاع في الحرارة ،وجفاف وغثيان وإغماء ،ويمكن أن تصل إلى فشل
كلوي وتأثر في أعضاء الجسم بالكامل ،كما أن تلك الحاالت تتطلب من ثالثة أيام إلى أسبوع للعالج داخل المستشفى
وأشارت إلى أن خلط اللحوم مع الدواجن واألسماك أمر خاطئ ،وشائع كثيرا ،إذ ثمة جراثيم تنتقل بينها ،وهي ال تموت
حتى لو جرى طهيها وتعرضت لحرارة عالية ،وبالتالي تتسبب في حاالت تسمم ،حيث إن الجهل في إعداد وتحضير
األطعمة من أهم األسباب النتقال هذه البكتيريات ،لذلك يجب مراعاة التعامل مع األغذية بدقة متناهية منذ= لحظة شرائها
مرض األنتاميبا
وقالت :إن بعض األمراض تنتشر بسهولة مثل األنتاميبا ،إذ باتت معدالته في ازدياد ،حيث تعد الخضار والسلطات المعدة
في المطاعم من أكثر األسباب نقالً لمرض األنتاميبا ،نظراً لوجود عوامل مشتركة متداخلة تسهم مجتمعة في انتشاره في
هذه األماكن ،واألنتاميبا عبارة عن طفيليات وحيدة الخلية يمكنها التكاثر واالنقسام في أحد األطوار نتيجة العدوى سواء من
.ماء أو خضار ملوث ،وتتمثل أعراضه في ،اإلسهال وآالم في البطن واليرقان والحمى
وأضافت :لتحاشي خطورة المرض ينبغي الكشف الدوري على العاملين في المجال الصحي كالمطاعم ،وغسيل
الخضراوات بشكل جيد ،ونظافة الماء ،واالنتباه لعملية الزراعة واألسمدة المستخدمة ،ومكافحة الحشرات كالذباب ،حيث إن
أسباب اإلصابة
وأوضحت أن أسباب انتقال مثل هذه األمراض ،انتشارها بكثرة بين عمال المطاعم القادمين من دول شرق آسيا ،بجانب أن
الخضار ،وتحديداً الورقية ،تكون مالمسة لسطح األرض ،إضافة إلى الخضراوات التي يتم تناولها نيئة =،التي يمكن أن
تحتوى على الحويصالت المعدية نتيجة غمرها أو غسلها بمياه ملوثة أو أنها تنمو على تربة جرى تخصيبها باستخدام أسمدة
عضوية من إفرازات اآلدميين =،كما أن األنماط الغذائية= السائدة حاليا من خالل اللجوء إلى المطاعم لتناول األطعمة أضحت
من مسببات انتشار المرض .وألمحت إلى أن الذباب يعتبر عامالً مهما ً في نقل ونشر العدوى بهذا المرض ،الفتة إلى أن
مع ّد ي األغذية في المطاعم يلعبون الدور األبرز في نشر األنتاميبا ،سواء كانوا حاملين للمرض أو جراء إهمالهم أمور
عناوين متفرقة