You are on page 1of 51

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة مولود معمري تيزي وزو‬

‫كلية األدب واللغات األجنبية‬

‫قسم األدب العربي‬

‫تخصص‪ :‬دراسات لغوية‬

‫الــــــــــــمــــــــــوضــــــــــــــوع‪:‬‬

‫مظاهر التعلميية عند ابن‬


‫خدلون‬
‫م ـ ـ ـذك ـ ـ ـرة مقـ ـ ـدم ـ ـ ـة ضمـ ـ ـ ـن متـ ـ ـ ـطلبـ ـ ـ ـات ني ـ ـ ـ ـ ـل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهادة اللي ـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـونس في الـ ـ ـ ـدراسـ ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫اللّغ ـ ـ ـ ـ ـ ـويـ ـ ـ ـة‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫– لعالوي محمد أمين‪.‬‬ ‫‪ ‬حدو ثنينة‪.‬‬


‫‪ ‬عميش سيليا‪.‬‬

‫الموسم الجامعي‪.9191-9102 :‬‬


‫شكر وعرفان‬
‫ومدنا شعلة نور العلم ومهد لنا طريق‬
‫الحمد هلل الذي بث فينا عالم اليقين‪ّ ،‬‬
‫اإلعتراف من نجره‪ ،‬وسخر لنا السبيل للوصول إليه‪ ،‬ومنحنا القوة إلكماله‪،‬‬
‫فالشكر لك يا ربي وحمداً على إعانتنا للقيام بهذا العمل المتواضع‪.‬‬
‫كما نتقدم بالشكر إلى األستاذ المشرف لعاللي محمد أمين الذي لم يبخل علينا‬
‫بتوجيهاته في عملنا هذا‪.‬‬
‫واعتراف بالجميل إلى جميع أساتذة قسم الدراسات اللغوية‪.‬‬
‫ونشكر جزيل الشكر كل من ساهم في مد يد العون لن وكان له دور في‬
‫إنجاح هذا البحث واخراجه إلى الوجود‪.‬‬
‫والحمدهلل رب العالمين‬
‫إهـــــــــــــداء‬
‫اىل من همد اىل طريق العمل بعد هللا عز وجل‬
‫اىل من جرع الكأس فارغا‬
‫ليسقيين قطرة حب‬
‫اىل من حصد ا ألشواك عن دريب‬
‫لميهد يل طريق العمل اىل أأيب و أأيم حفظهام هللا‬
‫اىل من مشلوين ابلعطف و أأعدوين وحفزوين للتقدم اخويت و أأخوايت‬
‫ومن ساندين ووقف اىل جنيب‬
‫رعامه هللا‬
‫اىل لك من علمين حرفا و أأخذ بيدي يف سبيل حتصيل العمل واملعرفة‬
‫شكرا ملن ساندين طول مسرييت‬
‫وفقهم هللا‬
‫س يليا‬
‫إهـــــــــــــداء‬
‫أأهدي معيل املتواضع هذا اىل أأيم الغالية اىل من همد يل‬
‫الطريق وعلمين الكفاح واملبادئ النسانية‬
‫ومن يقامسين أأاييم و أأحزاين و أأفرايح أأيب العزيز‬
‫واىل من ساعدين ووقف اىل جانيب‬
‫واكن س ندا يل يف هذا اجملهود الغايل‬
‫اىل من علمين الصرب واكن رس جنايح‬
‫يف ا ألخري أأشكر لك من سامه يف اجناز هذا العمل املتواضع من‬
‫قريب أأو بعيد‪.‬‬
‫ثنينة‬
‫املقدمة العامة‬
‫المقدمة العامة‬

‫مقدمة‬

‫لم يخل التراث العربي اإلسالمي من االهتمام المتواصل بالعملية التعليمية واصالحها في القديم‬

‫والحديث‪ ،‬وقد برز عدد من األعالم على غرار الغزالي وابن سينا وابن خلدون‪ ،‬هذا األخير‬

‫الذي ُع َّد من أبرز علماء العرب الذين زودوا الفكر التعليمي بمقدمات منهجية تساعد كل راغب‬

‫في تقويم التعليم على إرساء الفكر التداولي فيه لتحقيق األهداف اإلستراتيجية للمجتمع الذي‬

‫ينتمي إليه‪.‬‬

‫وان لم يكن ابن خلدون أول من بعث علم التربية والتعليم فهو واحد ممن ساهموا وسعوا‬

‫لالرتقاء به إلى أسمى المنازل‪ ،‬لذا سنحاول الربط بين ما دعا إليه في زمانه وبين ما تدعو‬

‫إليه نظريات التعليم حديثا‪.‬أما هدفنا فهو تنبيه من غفل عن خصوصيتنا كعرب مسلمين‪،‬‬

‫وخصوصية لغتنا‪ ،‬وتكالب وراء النظريات الغربية على اختالفها ليطبقها على لغتنا زعما منه‬

‫الرقي بها إلى مصاف العلوم التجريبية الموضوعية‪.‬‬

‫إن إصالح التعليم وتطويره ضرورة تدعو إليها الحتميات على اختالفها انطالقا من‬

‫منطق تطورها المستمر‪ ،‬وحاجات اإلنسان إلى التأقلم مع كل جديد ‪ ،‬إذ كلما تفوق اإلنسان‬

‫على جانب من حتميات الحياة دفعته هذه األخيرة إلى جولة جديدة من هذا الصراع األزلي بين‬

‫اإلنسان والمجهول ‪ ،‬الشيء الذي دعا ويدعو دوما إلى العمل على تطوير التعليم حتى يضمن‬

‫للبشر االستعداد لكل مشكلة طارئة في حياته ألن الطاقة الذهنية التي يتميز بها اإلنسان بكل‬

‫ما فيها من ابتكار‪ ،‬وقدرة على التجديد‪ ،‬واتساع مهام تفوق مجرد حفظ المعلومات‪ ،‬والمعارف‬

‫لتشارك في التأقلم مع كل طارئ‪.‬‬

‫ب‬
‫المقدمة العامة‬

‫إن االتكال كليا على الخبرات األجنبية في التعليم دون إخضاعه لخصائصنا‪ ،‬وواقعنا بأصوله‬

‫وقيمه يؤدي إلى فساد التعليم‪ ،‬وان كان التعليم في أساسه صناعة بشرية‪ ،‬يستفيد من خبرات‬

‫الحضارات المتعاقبة لتحسين إنتاجنا الوطني القومي‪ ،‬وليس لغرسها لكي تنتج صناعة جديدة‬

‫في بيئة غير مواتية‪.‬‬

‫واذا كان التعلم عند بعضهم نشاطا يقوم به المتعلم ليحصل على استجابات وسلوكات‪،‬‬

‫ويكون مواقف يستطيع بواسطتها أن يجابه كل ما قد يعترضه من مشاكل الحياة ‪ ،‬فهو عند‬
‫ّ‬

‫ماكونيل )‪ (Mc.conel‬التغير المطرد الذي يرتبط من ناحية بالمواقف المتغيرة التي يوجد فيها‬

‫الفرد‪ ،‬ويرتبط من ناحية أخرى بمحاوالت الفرد المستمرة واالستجابة لها بنجاح‪ ،‬وهو عند مون‬

‫)‪(Mun‬عبارة عن عملية تعديل في السلوك أو الخبرة‪ ،‬وعند وودورث )‪ (Woodoorth‬نشاط‬

‫من قبل الفرد يؤثر في نشاطه المقبل‪ ،‬وهو عند أحمد زكي صالح تغيير في األداء يحدث‬

‫تحت تأثير الممارسة‪.‬‬

‫إن المتأمل في هذه التعريفات يدرك أن اإلنسان قد يتعلم لوحده دون الحاجة إلى‬

‫معلم وطريقة تعليمية‪ ،‬ووسائل‪ ،‬وغيرها من مستلزمات العملية التعليمية‪ ،‬ألنه خلق مهيئا‬

‫عضويا‪ ،‬ونفسيا للتفاعل مع محيطه الطبيعي‪ ،‬واالجتماعي ليكتسب المهارات‪ ،‬والخبرات‬

‫الجديدة‪ ،‬والمغيرة لسلوكه بكيفية متحولة ودائمة ليتفاعل إيجابيا‪ .‬األمر الذي يجعله قابال لتغيير‬

‫عالقاته مع وسطه وتطويرها‪ ،‬وتحسينها باستمرار‪ ،‬بناء على توفره تلك الخبرات والمهارات‬

‫المكتسبة من إبانة وفهم وادراك لحقيقة هذا الكون‪.‬‬

‫ج‬
‫المقدمة العامة‬

‫ووعيا من اإلنسان بضرورة التعلم يستحدث لنفسه صناعة التعليم التي ظل يحاول تطويرها‪،‬و‬

‫تقنينها سعيا منه لتحقيق أحسن السبل وأقصرها لنقل المعرفة ‪ ،‬حتى يضمن التأقلم مع مستجدات‬

‫الحياة الطارئة باستمرار بالسرعة الالزمة‪ .‬وابن خلدون واحد من أولئك الذين سجلوا لنا حقبة‬

‫من التاريخ تشهد على نوعية التعليم وطرقه في زمانه وفي بيئات مختلفة‪ ،‬يبدوا فيها التفكير‬

‫العربي اإلسالمي سباقا إلى بعض المفاهيم واالصطالحات التي يزعم المهتمون بالتعليمية في‬

‫عصرنا إبداعها بما نظّروا له في هذا الميدان‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وعلى ضوء ما سق ذكره نطرح التساؤل التالي‪:‬‬

‫فيما تمثل المظاهر التعليمية عند ابن خلدون؟‬

‫أهداف البحث‪ :‬يهدف هذا البحث إلى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬إبراز أهم المظاهر التعليمية عند ابن خلدون‪.‬‬

‫صعوبات البحث ‪ :‬كأي بحث علمي واجهتنا عدة صعوبات عند إعدادنا لهذا البحث‬ ‫‪‬‬

‫نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبة الحصول على بعض المراجع والمعلومات‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل ا ألول‪ :‬مفاهمي‬
‫يف العملية التعلميية‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫تمهيد‬

‫عرفت العقود األخيرة من القرن العشرين‪ ،‬اهتماما بار از بمنهجية تعليم المواد‪ ،‬حيث‬

‫انصرف عدد من الباحثين على اختالف تخصصاتهم إلى البحث في المسائل المتصلة بترقية‬

‫طرائق التدريس‪ ،‬ومع استم اررية هذه البحوث المسلطة على مسائل التعليم والتعلم‪ ،‬ظهرت‬

‫التعليمة علما جديدا في حقل علوم التربية‪ ،‬وكمجال بحث وتفكير علمي حديث العهد ينصب‬

‫أساس على تفحص وتحليل إشكاليات التعليمات في مختلف أطوار التعليم والتمدرس‪ ،‬لتصبح‬

‫بذلك علما قائما بذاته له مفاهيمه ومصطلحاته واجراءاته الخاصة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التعليمية‪:‬‬

‫‪ ‬لغة‪:‬‬

‫هي ترجمة لكلمة (‪ )qaqitcadid‬المشتقة من كلمة ديداکتيتوز (‪ )qaqitcacid‬اليونانية‬

‫أطلقت على ضرب منذ الشعر‪ ،‬تناول بالشرح معارف علمية أو تقنية‪ ،‬وفي اللغة العربية التي‬

‫هي مصدر صناعي لكلمة تعليم المشتقة من علم‪ ،‬أي وضع عالمة أو أمارة لتدل على الشيء‬

‫‪1‬‬
‫لكي ينوب عنه‪.‬‬

‫والديداكتيكا لفظ أعجمي مركب من لفظين هما‪ :‬ديداك وتيكا وتعني أسلوب التسيير‬

‫في مجال التعليم‪ ،‬وقد ذكر صاحب القاموس اإلنجليزي منير البعلبكي أن الديداكتيك تعني‬

‫محمد الصالح حثروبي‪ :‬الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،9109 ،‬ص‪.091:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫فن أو علم التعليم‪ ،‬ويعرف جان كلود غاينون التعليمية في دراسة له أصدرها سنة ‪0291‬م‬

‫بعنوان ديداكتيك المادة على أنماط إشكالية إجمالية تتضمن‪:‬‬

‫‪ -‬تأمال وتفكي ار في طبيعة المادة الدراسية وغايات تدريسها انطالقا من المعطيات المتجددة‬

‫والمتنوعة باستمرار علم النفس والبيداغوجيا وعلم االجتماع‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة نظرية وتطبيقية للفعل البيداغوجي المتعلق بتدريسها‪.‬‬

‫وتعرف كذلك بأنها علم مساعد للبيداغوجيا يعهد إليه بمهمات تربوية أكثر عمومية‬

‫وهي الدراسة العلمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يعيشها المتعلم لبلوغ هدف عقلي‪ ،‬أو وجداني‪،‬‬

‫أو حسي حركي‪ ،‬وتنصب الدراسة الديداكتيكية على الوضعيات التعليمية التي يحتل فيها المتعلم‬

‫الدور األساسي‪ ،‬أما المعلم فدوره تسهيل عملية تعلم التلميذ‪ ،‬وذلك بتصنيف المادة التعليمية‬

‫حسب حاجاته وتحديد الطريقة المالئمة لتعلمه واألدوات المساعدة على التعلم‪ ،‬وهذا يتطلب‬

‫االستعانة بعلم النفس المعرفة حاجات الطفل‪ ،‬والبيداغوجيا لتحديد الطرائق المناسبة من أجل‬

‫‪1‬‬
‫تحقيق أهداف العملية التعليمية التعلمية‪.‬‬

‫وهكذا لم تكن التعليمية في بداية األمر تختلف كثي ار عن العلم الذي يهتم بمشاكل‬

‫التعليم (البيداغوجيا)‪ ،‬بالرغم من أن هذه األخيرة تهتم بالمتعلم بينما تركز األولى (التعليمية)‬

‫على المعارف‪ ،‬وهذا يدل على أنها بعدما كانت تطلق على فن من الفنون أال وهو الشعر كما‬

‫العالية حبار‪ :‬تعليمية اللغة العربية في ضوء النظام التربوي الجديد القراءة في المرحلة االبتدائية أنموذجا‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪1‬‬

‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص لسانيات تطبيقية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان‪-‬ـ ‪،9102-9109 ،‬‬
‫‪3‬‬ ‫ص‪.2-9 :‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫كان سائدا عبر حقب زمنية مختلفة‪ ،‬أصبحت علما قائما بذاته‪ ،‬فإذا ما التفتنا التفاتة سريعة‬

‫إلى الظروف التي ظهرت فيها التعليمية في الفكر اللساني والتعليمي المعاصر‪ ،‬نجد ذلك‬

‫يعود إلى‪ MAKEY‬الذي بعث من جديد المصطلح القديم ديداكتيك للحديث عن المنوال‬

‫التعليمي‪.‬‬

‫‪ ‬اصطالحا‪:‬‬

‫ظهر هذا المصطلح في فرنسا سنة ‪ ،0551‬واستعمل ليقدم الوصف المنهجي لكل ما‬

‫هو معروض‪ ،‬وفي سنة ‪0119‬م وظف في المجال التربوي كمرادف لفن التعليم أو التعليمية‬

‫أو الديداكتيك أو علم التدريس‪ ،‬وهو علم موضوعه دراسة طرائق وتقنيات التعليم‪ ،‬أو هو مجموع‬

‫النشاطات والمعارف التي نلجأ إليها من أجل إعداد وتنظيم وتحسين مواقف التعليم‪ ،‬وقد عرفها‬

‫سميث بأنها‪" :‬خالصة المكونات والعالقات بين الوضعيات التربوية وموضوعاتها ووسائطها‪،‬‬

‫وهو علم تتعلق موضوعاته بالتخطيط للوضعية البيداغوجية وكيفية تنفيذها ومراقبتها وتعديلها‬

‫عند الضرورة"‪.‬‬

‫أما غاستون مياالري فيقول بأنها‪ ":‬مجموعة الطرائق واألساليب وتقنيات التعليم"‪،‬‬

‫وبالنسبة لـ ـ ـ محمد الدريج فيؤكد بأنها‪" :‬الدراسة العلمية لمحتويات التدريس وطرقه وتقنياته‪،‬‬

‫وألشكال تنظيم مواقف التعلم التي يخضع لها التلميذ دراسة تستهدف صياغة نماذج ونظريات‬

‫تطبيقية معيارية قصد بلوغ األهداف المرجوة سواء على المستوى العقلي أو االنفعالي أو الحسي‬

‫الحركي"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫يتضح من خالل ما سبق أن التعليمية هي علم يدرس التعليم من حيث محتوياته‬

‫ونظرياته وطرائقه دراسة علمية‪ ،‬وهي علم له عالقة بكل العلوم اإلنسانية والتربوية التي‬

‫اهتمت بالمعرفة وكيفيات اكتسابها وتعلمها‪ ،‬يكفي أنها قد تمكنت من صياغة مفاهيم اختصت‬

‫باستعمالها‪ ،‬وهي مفاهيم تساعد الباحث على تشخيص المشاكل والصعوبات‪ ،‬ومن ثم إيجاد‬

‫‪1‬‬
‫الحلول العملية لهذه العوائق التي تحول دون اكتساب المتعلمين للمعارف المدرسية‪.‬‬

‫و قبل الخوض في مفهوم التعلمية و موضوعاتها‪ ،‬ينبغي اإلشارة إلى تعدد مسميات هذا‬

‫المصطلح في اللغة العربية‪ ،‬الذي يقابله في التعريف الغربي ( ‪la didactique dés‬‬

‫‪ ،)langues‬ولهذا نجد البعض يعمد إلى الترجمة الحرفية للعبارة فيستعمل '' تعليمية اللغات''‪،‬‬

‫و هناك من يستعمل المركب الثالثي '' علم تعليم اللغات'' كما مال البعض اآلخر إلى استعمال‬

‫مصطلح التعليميات قياسا على اللسانيات و الصوتيات و هناك من استعمل مصطلح ''علم‬

‫التركيب'' أو التدريسية أو التعليمية على أن المسمى األخير هو األكثر شيوعا وتناوال في‬

‫‪2‬‬
‫التربية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وهذا المخطط يبين لنا أشهر المصطلحات التي عرف بها هذا العلم‪.‬‬

‫العالية حبار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01-2:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ينظر‪ :‬بشير إبرير‪ :‬تعلمية النصوص سن النظرية والتطبيق‪ ،‬علم عالم الكتب الحديث‪-‬األردن‪ ،‬ط‪ ،9119 ،0‬ص‪.02:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12:‬‬ ‫‪3‬‬


‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫الشكل رقم‪ :10-10 :‬يوضح معنى كلمة ‪Didactique‬‬

‫‪Didactique‬‬

‫الديداكتيك‬ ‫التدرس‬ ‫علم‬ ‫علم التدريس‬ ‫تعليمات‬ ‫تعليمية‬

‫المصدر‪ :‬العالية بحار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعاريف في مادة التعليمية‬

‫تعد التعليمية في نظر بعض الباحثين'' ترجمة الكلمة "‪ ''Didactique‬المشتقة من‬

‫اللغة اليونانية‪ ،‬ثم تطور هذا المفهوم إلى أن أصبح يعني فن التعليم أي أنها تهم بكل جوانب‬

‫العلمية التعليمية ومركباتها من متعلمين ومدرسين وامكانات واجراءات وطرائق‪ ،‬فهي إذن تفكير‬

‫وبحث تربوي ضروري لتجديد التعلم والتعليم وتسعى إلى تحقيق مجموعة من األهداف الهامة''‪،1‬‬

‫فبذلك يستهدف من التعليمية المنهجية التي بواسطتها يكفل للمتعلم مادة تعليمية ميسورة ألجل‬

‫إيجاد توازن كبير بين المتعلم والمعلم والمادة التعلمية‪.‬‬

‫ومازالت المحاوالت مع ذلك قائمة لدى كثير من خبراء التربية الحديثة لتحديد المفهوم‬

‫النهائي للتعليمية من الناحية االصطالحية‪ ،‬وقد وقع اإلجماع على أنها نقل المعلومات المنسقة‬

‫في حصص قابلة لالستظهار والحفظ‪ ،‬و في هذا السياق يقول األستاذ‪ '':‬حنا غالب'' التعليم‬

‫قاسمي الحسني‪ :‬تعلمية النحو منشورات المجلس األعلى للغة العربية‪ ،‬أعمال ندوة في ‪/91-91‬أفريل‪9110/‬م‪-‬الجزائر‬ ‫‪1‬‬

‫المجلس األعلى للغة العربية‪ ،‬ص‪.111:‬‬


‫‪6‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫هو أي تأثير كان‪ ،‬يحدثه شخص ما (معلم)‪ ،‬في تعليم شخص آخر (متعلم) فيغير أو يكيف‬

‫طرائق السلوك التي يتبعها‪ ،‬أو يمكن أن يتبعها هذا األخير‪ ،‬ويشترط في هذا التأثير أن ينتقل‬

‫من الشخص المؤثِر(بكسر الثاء) إلى الشخص المؤثر فيه من طريق قوى إدراكه وتفكيره‪،‬‬

‫وتحصيله المعاني من الموضوعات واألحداث التي يأخذها بحواسه‪ 1،‬وفي هذا التعريف إشارة‬

‫إلى التكامل بين المعلم والمتعلم والمادة التعلمية المشتركة بينهما‪.‬‬

‫واذا أردنا التحدث عن العملية التعلمية من حيث مادتها وجوهرها‪ ،‬فهي إذن‪ '':‬العملية‬

‫التعلمية مجموعة المعارف والمعلومات والمهارات التي يحتاج المتعلم إلى اكتسابها‪ ،‬لكي يصل‬

‫إلى المستوى التعليمي الذي تتطلبه احتياجات المرحلة التعلمية التي يجتازها ''‪ ،‬ومعنى هذا أن‬

‫كل مرحلة من مراحل التعليم التي يجتازها المتعلم في حياته يحتاج فيها إلى خبرات تتناسب‬

‫معه كل مستويات التكوين إلى أن يصل إلى المرحلة األخيرة مع مراعاة ذلك األمر كله‪ ،‬ما‬

‫يتناسب مع قدراته الذهنية ومستواه العلمي والبد من في ذاك أن تنفرد كل مرحلة تعلمية بمنهاج‬

‫‪2‬‬
‫تعليمي وبرنامج دراسي خاص‪.‬‬

‫وما دمنا بصدد الحديث عن مراحل التعلمية وأهميتها‪ ،‬فإن التلميذ في الثانوية الذي يبلغ‬

‫درجة من النضج و التغير بالنسبة إلى مراحله التعلمية السابقة‪ ،‬لذلك يقتضي السير معه‬

‫تعليميا إلى جانب المستوى الذي بلغ إليه جنب إلى جنب‪ ،‬من حيث السن أم من حيث ما‬

‫غالب حنا‪ :‬مواد وطرائق التعليم في التربية المتجددة‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬ص‪.119 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد محمد مصطفى‪ :‬الخدمة االجتماعية و تطبيقاتها في التعليم و رعاية الشباب‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬ ‫مصر‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬ص‪.99:‬‬


‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫حصل عليه من معلومات في حياته الدراسية‪ ،‬ولذلك تعد المرحلة الثانوية همزة وصل هامة‬

‫جدا بين التعلم األساسية التعلم الجامعي‪.‬‬

‫وتعرف التعلمية أيضا بأنها الدراسة العلمية لطرائق التدريس و تقنياته‪ .‬و تعد علما قائما‬

‫بذاته تنصب اهتماماته على اإلحاطة بالتعليم‪ ،‬ودراسته دراسة علمية‪ ،‬وتقديم األبحاث العلمية‬

‫عنه‪ ،‬وذلك من خالل البحث في محتوياته‪ ،‬و طرائقه‪ ،‬ونظرياته‪ ،‬وهي ترجمة لكلمة‬

‫‪ ،Didactique‬والتي اشتقت من الكلمة اليونانية ‪ ،Didaktikos‬وقد كانوا يطلقونها على ضرب‬

‫من الشعر يشرح القضايا النفسية‪ ،‬والمعارف العلمية‪ ،‬كما تعني فلنتعلم‪ ،‬أي يعلم بعضنا‬

‫البعض‪ ،‬أو أتعلم منك و أعلمك‪ ،‬وقد دخلت التعلمية إلى الفرنسية في القرن السادس عشر‬

‫سنة ‪ ،0551‬واستخدمت ألول مرة في علم التربية في القرن السابع عشر سنة ‪0101‬م‪ ،‬من‬

‫طرف كشوف هيلفج (‪ (k.helwig‬ويواخيم يونج (‪ ،)j.Iang‬وذلك عندما كان بصدد تحليل أعمال‬

‫التربوي فولفكانغ راتسيش (‪ )wulfgang.ratich‬حيث ظهر بحتهم المنجز تحت عنوان (تقرير‬

‫مختصر في الديداكتيكا)‪ ،‬أي (فن التعليم عند راتشيس)‪ ،‬وهذا المصطلح استخدمه كذلك يان‬

‫‪1‬‬
‫كومينسكي كومينوس (‪ ،(amuskamenskilan‬في كتابه (الديداكتيكا الكبرى)‪.‬‬

‫عبد اهلل قلي‪ :‬التعلمية العامة والتعلمية الخاصة‪ ،‬مجلة المبرز‪ ،‬مجلة علمية أدبية محكمة‪ ،‬تصدر عن المدرسة العليا‬ ‫‪1‬‬

‫لألساتذة بوزريعة‪ ،‬العدد ‪ 01،‬سنة ‪ ،9119‬ص‪.002 :‬‬


‫‪8‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫وعرفت أنها‪ ":‬علم تتعلق موضوعاته بالتخطيط للوضعية البيداغوجية وكيفية تنفيذها‬

‫ومراقبتها وتعديلها عند الضرورة"‪ ،1‬وكذلك هي‪ ":‬العلم المسؤول عن إرسال األسس النظرية‬

‫‪2‬‬
‫والتطبيقية للتعلم الفاعل والمعقلن"‪.‬‬

‫وبعبارة أدق فإن التعليمية تؤسس نظرية التعليم فهي تدرس‪ ،‬القوانين العامة للتعليم‪ ،‬بغض‬

‫النظر عن محتوى مختلف المواد‪ ،‬فموضوعها هو النشاط التعليمي أي نشاط التعليم والتعلم‬

‫‪3‬‬
‫في ترابطهما وفق القوانين التعليمية ذاتها‪.‬‬

‫وهناك نوعين من التعلمية‪:‬‬

‫التعلمية العامة‪ :‬أو علم التدريس في العام‪ ،‬ويقابل التربية الخاصة التي تتعلق بمختلف‬

‫المواد‪ ":‬القراءة الكتابة والحساب"‪ ،‬وأن موضوع البحث الديداكتيكي يقوم في األساس‪ ،‬على‬

‫مجموعة من األسئلة و المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬من تعلم؟ هنا يقصد العينات‪.‬‬

‫‪ ‬بماذا تعلم؟ يقصد األهداف المتوخاة‪.‬‬

‫‪ ‬ماذا تعلم؟ يعني هنا المحتوى‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬كيف تعلم؟ يخص النظريات و الطرائف‪.‬‬

‫أهد صانعي‪ ،‬دراسات في اللسانيات التطبيقية‪ ،‬جامعة وهران‪ -‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،0221 ،‬ص‪.012:‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنطوان صياح و آخرون‪ :‬تعلمية اللغة العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،0‬الجزء األول‪ ،9111 ،‬ص‪.02 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الصالح حثروبي‪ :‬الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي‪ ،‬د ار الهدى للنشر والتوزيع‪-‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬ ‫د‪.‬ط‪ ،‬ص‪.099:‬‬


‫‪4‬محمد صاري‪ ،‬واقع المحتوى في المقررات المدرسية‪ ،‬تحليل و نقد‪ ،‬مجلة‪ ،‬العلوم االجتماعية و اإلنسانية‪ ،‬عنابة‪ ،‬ص‪91‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫ثالثا‪ :‬الفرق بين التعليم والتعلم‬

‫‪ .0.1‬مفهوم التعليم‪ :‬التعليم سيرورة تواصلية بهدف التعلم‪ ،‬وهو‪ ":‬مجموع األفعال التواصلية‬

‫والق اررات المتخذة عن وعي من قبل شخص أو مجموعة أشخاص متفاعلين في سياق وضعية‬

‫‪1‬‬
‫بيداغوجية"‪.‬‬

‫أما ليدونال شير ‪ ،De landsheere‬فقد عرف التعليم هو‪ ":‬السيرورة التي يتم من خاللها‬

‫تعديل البيئة الخاصة بفرد أو مجموعة أفراد‪ ،‬بهدف جعلهم قادرين على تعلم إنتاج سلوكات‬

‫‪2‬‬
‫محددة وفق شروط خاصة‪ ،‬أو اإلستجابة بشكل مالئم لوضعيات خاصة"‪.‬‬

‫وعرف أيضا على أنه‪ ":‬شكل من أشكال التأثير الشخصي الذي يهدف إلى تغيير‬

‫‪3‬‬
‫الطرق التي يتصرف أو قد يتصرف بها أشخاص آخرون"‪.‬‬

‫كما عرفه لويس نوت ‪ Louis Not‬هو‪ ":‬تشجيع أنشطة التعلم واغنائها بالوسائل‬

‫‪4‬‬
‫المالئمة‪ ،‬وتشكل هذه الوسائل من المعلومات التي يتم نقلها إلى اآلخرين بهدف استيعابها‪.‬‬

‫وعليه‪ :‬التعليم هو الفعل الذي تحدد ويقنن الخصائص‪ ،‬والشروط ومتغيرات متعلقة‬

‫بوضعية تعلمية التي تشمل حدوث التعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Legendre R. Dictionnaire actuel de l’éducation, Guérin Montéal, 1993 , P 507‬‬
‫‪2‬‬
‫‪De Landsheere, G, Dictionnaire de l’évaluation et de la recherche en éduction , PUF,‬‬
‫‪Paris, 1979, P 99‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Gagen.l.cité par-dessus philippe , Qu’est ce que l’enseignement ? quelques conditions‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪nécessaires et suffisantes de cette Activité, Revue Française de pédagogique, 1641 2008 ,‬‬
‫‪P139- 158‬‬
‫‪4‬‬
‫‪L-Not. Enseigner et faire apprendre, prrivat, Toulouse, 1987, P 59‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫وعليه فالتعليم يمثل جزءا من عمل التربية‪ ،‬فهو يرمي إلى كسب المعرفة والدراية والمهارة‬

‫‪1‬‬
‫في مختلف أنواع المعارف وتمثل أيضا إلقاء الدروس داخل القسم لتحقيق التربية وأهدافها‪.‬‬

‫وفي هذا السياق يعرفه ‪ " ،Gagné‬مجموعة من المؤثرات واألحداث التي يتم انتقاؤها‬

‫‪2‬‬
‫وتخطيطها من أجل تشجيع وتفعيل ودعم التعلم لدى المتعلم‪.‬‬

‫‪ .7.1‬مفهوم التعلم‪:‬‬

‫التعلم هو عملية داخلية مظهرها ليس دائما‪ ،‬قابل مباشرة للمالحظة وعملية داخلية تمكن‬

‫أن نقول بشأنها أن المعلم تمكن أن يوصل المتعلم إلى أبواب المعرفة‪ ،‬ولكن المتعلم وحده‬

‫المسؤول على اجتياز العتبة‪.‬‬

‫كذلك التعلم هو عملية نشيطة‪ ،‬فيه يجند المتعلم نفسه بشكل كلي أي معرفيا ووجدانيا‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫فهو يتطلب مجهودا واعيا في وقت االستقبال‪ ،‬فالتعلم هو شيء نبنيه وليس شيئا يحصل لنا‪.‬‬

‫وفي السياق نفسه يعرف التعلم أنه بناء مستمر‪ ،‬وأن أحد أدواته األساسية هي المعارف‬

‫القبلية للمتعلم‪ ،‬كل معرفة سواء كانت تصريحية أو سلوكية أو شرطية تثري البنية المعرفية‬

‫للمتعلم‪ ،‬فبقدر ما نتعلم بقدر ما نحن مستعدون للتعلم أكثر‪.‬‬

‫ينظر محمد الدريح‪ :‬مدخل إلى علم التدريس‪ ،‬تحليل العملية التعليمية ‪ ،‬قصر الكتاب‪ -‬البليدة‪ ،‬ص‪.2:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Gagné cité par TSAFACKG , compendre les science de l’éducation, l’harmattan,‬‬
‫‪Paris, 2001, P 27‬‬
‫‪00‬‬ ‫ينظر عبد القادر لورسي‪ :‬المرجع في التعليمية‪ ،‬الزاد النفيس والسند األنيس في علم التدريس‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،‬حي المندرين قطعة ‪ 12‬محل رقم ‪- 11‬المحمدية ‪ -‬الجزائر‪ ،‬طبعة سبتمبر ‪ ، 9101‬ص‪022 :‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫ومنه فإن التعلم هو قبل كل شيء سيرورة‪ ،‬وهي تندرج في الزمن الحاصل ليس إال ما‬

‫تحقق في نهاية الفترة التي استغرقها هذا الزمن‪ ،‬فبالتعلم نقصد العملية المستمرة التي بواسطتها‬

‫‪1‬‬
‫يبني المتعلم معرفة حول ذاته‪ ،‬وحول العالم أي معرفة خاصة بذاته وبالعالم ‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فالتعلم يعد أحد مقومات العملية التعلمية‪ ،‬فهو يحدث تغييرات تحدث‬

‫في سلوك الفرد وتفكيره أو شعوره كنتيجة للخبرة أو الممارسة‪ ،‬أو كما يعرفه المختصون في‬

‫علم النفس التربوي بأنه التغير الذي يحدث في سلوك اإلنسان وفي معامالته مع اآلخرين‬

‫واتصاالته بهم واكتساب مهارات جديدة‪ ،‬وتنمية المهارات السابقة مع ما لديه من خلفيات‬

‫معرفية سواء كانت غريزية او مكتسبة ‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن القول‪ :‬بأن التعلم يمكن الفرد من إدراك موضوع ما والتفاعل‬

‫معه‪ ،‬ويحدث عملية التعلم بتوافر مجموعة من الشروط والعوامل والتي تتكامل من أجل‬

‫‪2‬‬
‫إنجاحها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الجهاز المفاهيمي الخاص بالتفاعالت الديداكتيكية ‪-‬البيداغوجية‬

‫‪ .0.1‬النقل الديداكتيكي‪ :‬مثل هذا المفهوم على مستوى إعداد المناهج والبرامج التعلمية‬

‫وتصريفها ميدانيا‪ ،‬وتتجلى أهميته في فهم مختلف التحوالت التي تط أر على معرفة‬

‫‪3‬‬
‫اجتماعية أو علمية صرفة لتصير قابلة للتدريس‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ينظر خير الدين هني‪ :‬مقاربة التدريس بالكفاءات‪ ،‬ط‪ ،9115 ،0‬ص‪.015:‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الرحمان التومي‪ :‬الجامع في ديداكتيك اللغة العربية‪ ،‬مفاهيم ‪-‬منهجيات ومقاربات بيداغوجية‪ ،‬دار المعارف الجديدة‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪02‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪ ،9105 ،0‬ص‪.05:‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫‪ .7.1‬العقد الديداكتيكي‪ :‬العقد‪ ،‬في معناه العام‪ ،‬اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص أو عدة‬

‫أشخاص تجاه شخص او أشخاص آخرين بالقيام بعمل أو عدم القيام به‪.‬‬

‫وينبني العقد الديداكتيكي على المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬توزيع األدوار‪ :‬وهو اتفاق ضمني أو صريح بين المتعلم والمعلم ويكون هذا االتفاق‬

‫متعلقا بالبرامج واألهداف ومدة اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام‪ :‬ويعني احترام بنود العقد‪ ،‬مما يعطي القوة والمشروعية للعملية التعلمية وتحقق‬

‫الدافعية‪.‬‬

‫‪ -‬الضبط‪ :‬وذلك بتتبع وتعديل بعض بنود العقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬التقويم‪ :‬وهو مرحلة التأكد من مدى تحقق أهداف العقد‪.‬‬

‫‪ .1.1‬الوساطة البيداغوجية‪ :‬الوساطة في معناها العام‪ ،‬سيرورة تحاول من خاللها‬

‫وسيط محايد‪ ،‬تنظيم التبادالت وتقريب النظر ألطراف متعارضة‪ ،‬قصد تفادي نشوب‬

‫صراع بينها‪.‬‬

‫‪ .1.1‬التمثالت‪ :‬يعتبر هذا المفهوم من أهم مفاهيم علم النفس المعرفي‪ ،‬وعلم النفس‬

‫االجتماعي إال أن استعماله لم يقتصر على هذين المجالين‪ ،‬فقد استخدم أيضا في‬

‫العديد من التخصصات العلمية‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.02 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪03‬‬
‫الفصــــل األول‪ :‬مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة‬

‫ففي مجال الديداكتيك تستعمل التمثالت لفهم النشاط الذهني للمتعلم‪ ،‬كيفية بنائه‬

‫‪1‬‬
‫للمعرفة‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.91:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬مظاهر‬
‫ع‬
‫ا ية ند ابن‬‫مي‬ ‫تعل‬‫ل‬
‫خدلون‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫أوال‪ -‬نبذة تاريخية عن ابن خلدون‬

‫قبل التطرق إلى مختلف مظاهر التعليمية عند العالمة ابن خلدون سنتطرق إلى جزء‬

‫من سيرته العليمة وحياته‪.‬‬

‫‪ .0‬نبذة تاريخية عن حياته‪:‬‬

‫ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم‬

‫بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي المؤرخ الشهير ورائد علم االجتماع الحديث‬

‫الذي ترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى الي ـ ـ ـ ـ ـ ــوم‪.‬‬

‫ولد بتونس في [ غرة رمضان ‪919‬هـ = ‪ 99‬من مايو ‪0119‬م] وعاش في الجزائر‪،‬‬

‫كانت أسرة ابن خلدون و التي تنحدر من أصول عربية كما ذكر في كتاباته أسرة ذات نفوذ‬

‫في إشبيلية في األندلس‪ .‬هاجر بنو خلدون إلى تونس التي كانت تحت حكم الحفصيين يعد‬

‫من كبار العلماء الذين أنجبهم المغرب العربي ‪ ،‬إذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علمي االجتماع‬

‫والتاريخ ‪ ،‬بشكل خاص في كتابيه ‪ :‬العبر والمقدمة‪ .‬وقد عمل في التدريس في بالد المغرب‬

‫‪ ،‬بجامعة القرويين في فاس ‪،‬ثم في الجامع األزهر في القاهرة ‪ ،‬والمدرسة الظاهرية‪ ،‬وغيرها‬

‫من محافل المعرفة التي كثرت في أرجاء العالم اإلسالمي المختلفة خالل القرن الرابع عشر‬

‫نظ اًر لحض الدين اإلسالمي الحنيف للناس على طلب العلم‪ .‬وقد عمل ابن خلدون في مجال‬

‫‪1‬‬
‫القضاء أكثر من مرة‪ ،‬وحاول تحقيق العدالة االجتماعية في األحكام التي أصدرها‪.‬‬

‫عمر فاروق الطباع‪ ،‬ابن خلدون‪ ،‬مؤسسة المعارف للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،0229 ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪06‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫‪ .7‬نشأته‪:‬‬

‫يني سلطان مراكش‪،‬‬


‫وفي سنة ‪ 912‬هـ ( ‪0119‬م ) التحق ابن خلدون بحاشية أبي الحسن المر ّ‬

‫ولكن أول عهده بمراتب الدولة فعالً كان سنة ‪ 959‬هـ ( ‪0150‬م ) ‪ ،‬فقد تولّى " كتابة العالمة‬

‫ٍ‬
‫يومئذ بتونس‪ .‬ثم أنه ُوصف‬ ‫لمستبد على الدولة‬
‫ّ‬ ‫" ( ديوان الرسائل ) ألبي محمد بن تافراكين ا‬

‫ألبي ِعنان صاحب فاس‪ ،‬وكان يجمع العلماء في بالطه‪ ،‬فاستقدمه سنة ‪ 955‬هـ ثم استخدمه‬

‫في آخر سنة ‪ 951‬هـ ( آخر ‪0155‬م )‪.‬‬

‫وتقلّب ابن خلدون في البالد فكان عند بني َمرين في فاس ( ‪911‬هـ ‪0152 -‬م )‪،‬‬

‫وعند بني عبد الواد في تِْل ِمسان ( ‪ 911‬هـ ) ثم عند بني األحمر في غرناطة األندلس ( ‪911‬‬

‫هـ ) ‪ ،‬فأرسله بنو األحمر في سفارة إلى بطره ملك قشتالة ( بطرس الرابع القاسي األسباني )‬

‫الصلح بينه وبين ملوك المغرب‪.‬‬


‫إلتمام عقد ُ‬

‫طواف والمناصب وخاف عواقب السياسة آثر‬


‫ولما سئم التَ ْ‬
‫ثم إنه انتقل إلى المغرب‪ّ ،‬‬

‫االعتزال في قلعة سالمة ‪ ،‬شرق تلمسان ‪ ،‬فمكث عند بني العريف أربع سنوات وبدأ بتأليف‬

‫كتابه في التاريخ ‪ ،‬ولكنه احتاج إلى مواد لكتابه لم تكن متيسرة في قلعة سالمة فعاد إلى تونس‬

‫( ‪921‬هـ ‪ 192 -‬م )‪.‬‬

‫مصر‬
‫الحج‪ ،‬فلما وصل إلى ْ‬
‫ّ‬ ‫وفي سنة ‪ 921‬هـ ( ‪0129‬م ) سار ابن خلدون إلى‬

‫المالكي فقَبِله فتأخر ذهابه إلى الحج حتى سنة ‪ 922‬هـ‪،‬‬


‫ّ‬ ‫ُعرض عليه القضاء على المذهب‬

‫‪07‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫تولي القضاء ( ‪ 210‬هـ ‪-‬‬


‫وعاد من الحج إلى القاهرة وانقطع فيها للتدريس حيناً ثم عاد إلى ّ‬

‫‪ 0122‬م )‪.‬‬

‫ولما غ از ْتيمور ْلنك سورية ذهب الملك الناصر فَ َرُج ابن الملك الظاهر َبرقوق إلى دمشق‬

‫ُليفاوض تيمور واصطحب نف اًر من العلماء فيهم ابن خلدون‪ .‬ثم سمع الناصر فرج بمؤامرة عليه‬

‫في مصر فاضطر إلى العودة‪ ،‬فحمل ابن خلدون تبِ َعة الحال وذهب ِس اًر على رأس وفد‬

‫لمفاوضة تيمور في الصلح وألقى بين يديه خطبة نفسية ‪ ،‬فأكرمه تيمور عليها وأعاده إلى‬

‫مصر ‪ .‬وتولّى ابن خلدون القضاء بمصر بعد ذلك م ار اًر‪ ،‬ثم وافاه اليقين بالقاهرة في ‪95‬‬

‫‪1‬‬
‫رمضان ‪ 212‬هـ ( ‪ 05‬آذار مارس ‪ 0111‬م )‪.‬‬

‫‪ .1‬كتبه ومؤلفاته‪:‬‬

‫تاريخ ابن خلدون‪ ،‬المكتبة الوقفية للكتب المصورة واسمه‪ :‬كتاب العبر وديوان المبتدأ‬ ‫‪‬‬

‫والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪.‬‬

‫شفاء السائل لتهذيب المسائل‪ ،‬نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مقدمة ابن خلدون‬ ‫‪‬‬

‫التعريف بابن خلدون ورحالته شرقا وغربا (مذكراته)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬الفكر التربوي عند ابن خلدون‬

‫الدكتور رحاب عكاوي‪ ،‬ابن خلدون (أشهر مؤرخ عرفه االسالم)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة االولى‪-0222 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،0102‬ص‪.02‬‬
‫‪08‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫له مساهمة فعالة في علم التربية والذي لم يكن معروفا كعلم أكاديمي مستقل مثل اليوم‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد عملت دراسات كثيرة حول فكرة التربوي‪ ،‬ويمكن إجمال أفكاره التربوية في التالي‪:‬‬

‫‪ -‬أن العلم ينقسم إلى علمين علم نقلي وعلم عقلي‪.‬‬

‫‪ .5‬فكره وفلسفته‪:‬‬

‫كانت البن خلدون فلسفته الخاصة والتي بنى عليها بعد ذلك أفكاره ونظرياته في علم‬

‫االجتماع والتاريخ‪ ،‬حيث عمل على التجديد في طريقة عرضهم‪ ،‬فقد كان رواة التاريخ من قبل‬

‫ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات باألحداث ‪ ،‬هذا باإلضافة لتفسيرهم التاريخ استناداً إلى‬

‫التنجيم والوثنيات ‪ ،‬فجاء ابن خلدون ليحدد التاريخ بأنه "في ظاهره ال يزيد على أخبار عن‬

‫األيام والدول‪ ،‬وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها‪ ،‬وعلم بكيفيات الوقائع‬

‫وأسبابها" وذلك ألن التاريخ "هو خبر عن المجتمع اإلنساني الذي هو عمران العالم‪ ،‬وما‬

‫يعرض لطبيعة هذا العمران من األحوال‪".‬‬

‫وعلى الرغم من اعتراض ابن خلدون على آراء عدد من العلماء السابقين إال أنه كان‬

‫أميناً سواء في عرضه لهذه اآلراء والمقوالت أو نقده لها‪ ،‬وكان يرجع أرائهم الغير صحيحة في‬

‫بعض األمور نظ اًر لجهلهم بطبائع العمران وسنة التحول وعادات األمم‪ ،‬وقواعد السياسة وأصول‬

‫المقايسة ‪.‬‬

‫سعى ابن خلدون دائماً من أجل اإلطالع والمعرفة فكان مطلعاً على أراء العلماء‬

‫السابقين‪ ،‬فعمل على تحليل اآلراء المختلفة ودراستها‪ ،‬ونظ اًر لرحالته في العديد من البلدان في‬

‫‪09‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫شمال إفريقيا والشام والحجاز وعمله بها واطالعه على كتبها‪ ،‬فقد اكتسب العديد من الخبرات‬

‫وذلك في عدد من المجاالت سواء في السياسة أو القضاء أو العلوم‪ ،‬فجاءت أفكاره التي‬

‫وصلت إلينا اآلن تتمتع بقدر كبير من العلم والموضوعية‪. 1‬‬

‫‪ .6‬مهامه العلمية‪:‬‬

‫شغل ابن خلدون عدد من المهام أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام اإلدارية والسياسية‪،‬‬

‫وشارك في عدد من الثورات فنجح في بعضها وأخفق في األخر مما ترتب عليه تعرضه للسجن‬

‫واإلبعاد‪ ،‬تنقل ابن خلدون بين كل من مراكش واألندلس وتونس ومن تونس سافر إلى مصر‬

‫وبالتحديد القاهرة ووجد هناك له شعبية هائلة فعمل بها أستاذاً للفقه المالكي ثم قاضياً وبعد أن‬

‫مكث بها فترة أنتقل إلى دمشق ثم إلى القاهرة ليتسلم القضاء مرة أخرى‪ ،‬ونظ اًر لحكمته وعلمه‬

‫تم إرساله في عدد من المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول‪ ،‬ومن بين المهام التي‬

‫كلف بها تمكن ابن خلدون من إيجاد الوقت من أجل الدراسة والتأليف‪.‬‬

‫قدم ابن خلدون عدد من المؤلفات الهامة نذكر من هذه المؤلفات "المقدمة" الشهيرة‬

‫والتي قام بإنجازها عندما كان عمره ثالثة وأربعون عاماً‪ ،‬وكانت هذه المقدمة من أكثر األعمال‬

‫التي أنجزها شهرة‪ ،‬ومن مؤلفاته األخرى نذكر "رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق" وقام‬

‫في هذا الكتاب بالتعرض للمراحل التي مر بها في حياته‪ ،‬حيث روى في هذا الكتاب فصوالً‬

‫من حياته بجميع ما فيها من سلبيات وايجابيات‪ ،‬ولم يضم الكتاب عن حياته الشخصية كثي اًر‬

‫عمر فاروق الطباع‪ ،‬ابن خلدون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(.21‬بتصرف)‬ ‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫ولكنه عرض بالتفصيل لحياته العلمية ورحالته بين المشرق والمغرب‪ ،‬فكان يقوم بتدوين مذكراته‬

‫يوماً بيوم‪ ،‬فقدم في هذا الكتاب ترجمته ونسبه والتاريخ الخاص بأسالفه‪ ،‬كما تضمنت هذه‬

‫المذكرات المراسالت والقصائد التي نظمها‪ ،‬وتنتهي هذه المذكرات قبل وفاته بعام واحد مما‬

‫يؤكد مدى حرصه على تدوين جميع التفاصيل الدقيقة الخاصة به ألخر وقت‪. 1‬‬

‫ومن الكتب التي احتلت مكانة هامة أيضاً نجد كتاب " العبر" و " ديوان المبتدأ والخبر"‬

‫والذي جاء في سبع مجلدات أهمهم "المقدمة " حيث يقوم في هذا الكتاب بمعالجة الظواهر‬

‫االجتماعية والتي يشير إليها في كتابه باسم "واقعات العمران البشري" ومن اآلراء التي قدمها‬

‫في مقدمته نذكر إن االجتماع اإلنساني ضروري فاإلنسان مدني بالطبع‪ ،‬وهو محتاج في‬

‫تحصيل قوته إلى صناعات كثيرة‪ ،‬وآالت متعددة‪ ،‬ويستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرة‬

‫ليحصل القوت له ولهم‪ -‬بالتعاون‪-‬‬


‫الواحد‪ ،‬فالبد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ُ‬

‫قدر الكفاية من الحاجة األكثر منهم بإضعاف‪.‬‬

‫‪ .2‬أهم كتبه‪:‬‬

‫‪ ‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر‪ ،‬ومن عاصرهم من ذوي‬

‫السلطان األكبر ‪.‬‬

‫‪( ‬مقدمة ابن خلدون) طغت شهرتها على الكتاب نفسه‪ ،‬وهو في الخامسة واألربعين من‬

‫عمره ‪.‬‬

‫‪ ‬شرح البردة وهو كتاب في مدح الرسول الكريم (صلى اهلل عليه وسلم(‪.‬‬

‫محمود السعيد الكردي‪ ،‬ابن خلدون مقال في المنهج التجريبي‪ ،‬طرابلس‪ ،‬المنشأ العامة للنشر‪ ،‬ط‪ ،0221 ،0‬ص‪.115‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫‪ ‬كتاب لباب المحصل في أصول الدين‪ ،‬وهو تلخيص كتاب الفخر الرازي في علم‬

‫التوحيد ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب في الحساب‪.‬‬

‫‪ ‬رسالة في المنطق‪.‬‬

‫‪ ‬وكتابه الشهير "التعريف بابن خلدون ورحلته غرًبا وشرقًا" يعد رائداً لفن الترجمة الذاتية‬

‫–األوتوبيوجرافيا‪.-‬‬

‫وتأثر بكتبه عدد كبير من علماء االجتماع الذين جاءوا من بعده كأمثال العالم اإليطالي‬

‫"فيكو"‪ ،‬واأللماني "ليسنج"‪ ،‬والفرنسي "فوليتر‪.‬‬

‫‪ .8‬وفاته‪:‬‬

‫توفي ابن خلدون في السادس والعشرين من رمضان سنة ‪ 212‬هجري ‪ 01‬اذار سنة‬

‫‪ 0111‬عن ‪ 91‬عام ًا وكان حين أذ في وظيفة قاضي قضاة الملكيه في مصر وقد دفن في‬

‫‪1‬‬
‫مقابر الصوفويه (العباسية اليوم)‪ ،‬وال يعرف اآلن على وجه اليقين أين يقع هذا القبر‪.‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫ثانيا‪ -‬مظاهر التعليمية عند ابن خلدون‬

‫بما أن التعلمية نقصد بها ذلك العلم المستقل بنفسه وله عالقة وطيدة بعلوم أخرى وهو يدرس‬

‫درسة علمية‪ .‬وهو في ميدان تعليم اللغة يبحث‬


‫التعليم من حيث محتوياته ونظرياته وط ارئقه ا‬

‫في سؤالين مت اربطين ببعضهما‪ ،‬ماذا ندرس؟ وكيف ندرس؟‬

‫ثم إن للعملية التعليمية أبعاد ثالثة هي‪ :‬البعد السيكولوجي (المتعلم)‪ ،‬البعد‬

‫البيداغوجي (المعلمّ)‪ ،‬والبعد المعرفي (المادة الد ارسية)‪ .‬إذا التعليمية تستدعي وجود معلم‬

‫‪1‬‬
‫ومتعلم ومنهاج‪.‬‬

‫‪ .0‬المتعلم‪:‬‬

‫وهو الذي ألجله تكون العملية التعليمية فينبغي حسب علم النفس وعلم التربية أن يتصف‬

‫بصفات حتى يتمكن من التعلم‪ ،‬وهذا أيضا ما يقول به ابن خلدون‪ ،‬فنجده يتحدث عن المتعلم‬

‫(طالب العلم) ويشترط له صفات هي‪:2‬‬

‫أ‪ .‬االستعداد‪ :‬فإن قبول العلم واالستعدادات لفهمه دل ذلك على أن المتعلم ال بد أن يكون‬

‫على استعداد للتعلم‪.‬‬

‫ب‪ .‬االستماع‪ :‬إذ يقول السمع أبو الملكات اللغوية‪ ،‬فينبغي على المتعلم أن يكون مستمع‬

‫جيدا‪ ،‬حتى يمتلك ملكةً لغوية‪.‬‬

‫سورية قادري إسماعيل سيبوكر‪ ،‬العملية التعليمية وآليات التقويم في الفكر التربوي عند ابن خلدون من خالل المقدمة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة آفاق علمية المجلد ‪ ،00‬العدد ‪ ،9102 ،10‬ص ‪.115‬‬

‫‪23‬‬ ‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪2‬‬


‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫ج‪ .‬أن يناقش ويحاور ويناظر‪ :‬يقول‪ :‬وأيسر طرق هذه الملكة فتق اللسان بالمحاورة‬

‫والمناظرة في المسائل العلمية فهو الذي يقرب شأنها ويحصل مرامها‪ .‬فنجد طالب العلم‬

‫منهم بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في مالزمة المجالس العلمية سكوتا ال ينطقون وال‬

‫يفاوضون وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة‪ .‬فال يحصلون على طائل من ملكة‬

‫التصرف في العلم والتعليم‪.‬‬

‫د‪ .‬أال يقتصر على الحفظ‪ :‬فينبغي الفهم أوال ثم الحفظ‪ :‬يقول "ال تحصل الملكة من حفظه‬

‫إال بعد فهمه"‪.‬‬

‫ه‪ .‬أن يقلد معلمه‪ :‬يقول‪ ":‬وقد يسهل هلال على كثير من البشر تحصيل ذلك في أقرب‬

‫زمن التجربة إذا قلد‪...‬المشيخة‪."...‬‬

‫و‪ .‬ممارسة ما تعلمه وتك ارره‪ :‬يقول" وانما تحصل هذه الملكة بالممارسة واالعتياد والتكرار"‪،‬‬

‫وعلى قدر المحفوظ وكثرة االستعمال تكون جودة المقول"‪ .‬تلقي العلم مباشرة من‬

‫أصحابه‪...‬‬

‫ز‪ .‬عدم الغوص بعيدا أو االمعان في التجريد والتعميم‪."...‬‬

‫ومن هذا يتضح أن ابن خلدون قد وضع للمتعلم شروطا وصفات ينبغي أن يتصف‬

‫بها لكي يكون متعلما جيدا‪ ،‬وهو بهذا يكون" قد راعى المتعلم وظروفه ومقدرته‪ ،‬مستبقا النظرية‬

‫‪1‬‬
‫التربوية الحديثة"‪ .‬ومن هنا ننطلق في البحث عن كل منها‪.‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫‪ .7‬المعلم‬

‫المعلم هم الموجه في العملية التعليمية‪ ،‬فهو بهذا يحتل مكانة عالية‪ ،‬وهو كذلك عند‬

‫ابن خلدون ذو مكانة عالية فهو سند التعليم‪ ،‬وهو الذي يصنعه‪ ،‬فالعلوم واحدة ولكن المعلم‬

‫هو من يؤثر في التعلم‪ ،‬يقول‪ ":‬نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعيها مشتركا بين‬

‫من شدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدئ فيه وبين العامي الذي لم يعرف علما وبين العالم‬

‫الن ْح ِر ِ‬
‫ير‪ .‬والملكة إنما هي للعالم أو الشادي في الفنون دون من سواهما فدل على أن هذه‬ ‫َّ‬

‫الملكة غير الفهم والوعي‪...‬ولهذا كان السند في التعليم في كل علم أو صناعة يفتقر إلى‬

‫مشاهير المعلمين"‪.‬‬

‫والمعلم عنده قدوة لمتعلمه حيث قال‪ ":‬وقد يسهل هلال على كثير من البشر تحصيل‬

‫ذلك في أقرب زمن التجربة‪ ،‬إذ قلد فيها اآلباء والمشيخة واألكابر‪ .‬ولقن عنهم ووعى تعليمهم‪،‬‬

‫فيستغني عن طول المعاناة ‪...‬ومن فقد العلم في ذلك والتقليد فيه‪...‬طال عناؤه في التأديب‬

‫‪1‬‬
‫بذلك"‪.‬‬

‫فالمتعلم مقلد لمعلمه في أفعاله ويسهل عليه ذلك اكتساب المعارف واألخالق دون التجربة‪.‬‬

‫وقد اتضح أن ابن خلدون يجعل شروط للمعلم الكفء هي‪:2‬‬

‫ربيعة بابلحاج‪ :‬مالمح تعليمية اللغة عند ابن خلدون‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم اللسان العربي والمناهج‬ ‫‪1‬‬

‫الحديثة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،9112/9112 ،‬ص ‪.51‬‬


‫سورية قادري إسماعيل سيبوكر‪ ،‬العملية التعليمية وآليات التقويم في الفكر التربوي عند ابن خلدون من خالل المقدمة‪ ،‬مرجع‬ ‫‪2‬‬
‫‪25‬‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫‪ ‬أن يقيم مع متعلمه الجدل والحوار‪.‬‬

‫‪ ‬اختيار األنسب للمتعلم من الفن الواحد‪.‬‬

‫‪ ‬محاولة تقريب األهداف للطالب وتوضيحها‪ .‬مراعاة مقدرة الطالب ومساعدته على‬

‫الفهم‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون قدوة لمتعلمه‪ .‬أن يكون عارف بمستوى متعلمه العقلي واستعداده‪.‬‬

‫‪ ‬أن يراعي الفروق الفردية بين متعلميه‪.‬‬

‫‪ ‬أال يخلط على متعلمه مسائل كتاب بغيره‪ ،‬فال يخلط عليه علمين معا‪.‬‬

‫‪ ‬أال يلقي عليه الغايات في البداية‪.‬‬

‫‪ ‬أال يطول على المتعلم بتفريق المجالس‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتدرج في تلقينه العلوم‬

‫هذه أهم صفات المعلم الجيد ذكرها ابن خلدون في سياق حديثه في وجه الصواب في‬

‫تعليم العلوم وطريق إفادته وهو الفصل السابع والثالثون من الباب السادس‪.‬‬

‫‪ .1‬المنهاج (العملية الدراسية)‬

‫والمنهاج يتكون من خمشة عناصر هي‪:1‬‬

‫‪.112‬‬ ‫المرجع السابق‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثـاني‪ :‬مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون‬

‫أ‪ .‬األهداف التعليمية‪ :‬ويقصد به الهدف األساسي المتمثل في تعلم اللغة العربية‪ ،‬والهدف‬

‫من تعلم اللغة عامة ونحوها خاصة هو تطبيق تلك القواعد وليس حفظ القاعدة مجردة‬

‫من التطبيق الفعلي‪ ،‬فينبغي "وضع القواعد النحوية موضع التطبيق العملي"‪.‬‬

‫ب‪ .‬المحتوى التعليمي‪.‬‬

‫ج‪ .‬طرائق التدريس‪ :‬توجد العديد من الطرائق المستعملة في التدريس‪ ،‬وأشهرها القياسية‬

‫واالستقرائية والتكاملية‪.‬‬

‫د‪ .‬الوسائل التعليمية‪ :‬وقد تنبه ابن خلدون إلى دور الوسائل التعليمية في عملية التعلم‪،‬‬

‫فذكر بعض الوسائل منها الكتاب واألمثلة والرحلة إلى طلب العلم‪.‬‬

‫ه‪ .‬التقويم‪ :‬للتقويم ثالثة أنواع‪ ،‬أشار إليها ابن خلدون من خالل آليات كل نوع من األنواع‬

‫ووسائله ووقته نذكرها‪ :‬التقويم القبلي‪ ،‬التقويم البنائي‪ ،‬والتقويم الختامي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اخلامة‬
‫الخــــــــاتــــــمــــــــة‬

‫خاتمة‬

‫ألقت هذه الدراسة الضوء على واحد من أكبر علماء التاريخ ومؤلفيه وواحد من رواد التربية‬

‫وعلم ا الجتماع‪ ،‬وقدمت شرحا عن مبادئ وأفكار هذا العالم العظيم بخصوص الفكر التربوي‪،‬‬

‫ومن خالل ما تم التطرق إليه في هذه الدراسة نستنتج ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تتميز العملية التعليمية بـ ـ ثالثة عناصر تتكامل فيما بينها‪ :‬معلم‪ ،‬متعلم‪ ،‬محتوى‪.‬‬

‫‪ ‬للغة العربية خصائص تنفرد بها وتميزها عن باقي اللغات‪.‬‬

‫‪ ‬اللغة عند ابن خلدون هي ملكة في اللّسان‪ ،‬تكتسب بالحفظ والفهم ثم االستعمال‪.‬‬

‫‪ ‬جاءت مختلف آراء التعليمية وأهمها لـ ـ خدمة المعلم والمتعلم والمحتوى‪.‬‬

‫‪ ‬برى ابن خلدون أن الطريقة القياسية تبدأ من الكل لتصل إلى الجزء‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫قامئة املصادر‬
‫واملراجع‬
‫قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع‬

‫قامة المصادر والمراجع‬

‫المراجع العربية‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .0‬أحمد محمد مصطفى‪ ،‬الخدمة االجتماعية و تطبيقاتها في التعليم و رعاية الشباب‪،‬‬

‫المكتب الجامعي الحديث‪ -‬مصر‪ ،‬د‪ .‬ط‪.‬‬

‫‪ .9‬أنطوان صياح وآخرون‪ ،‬تعلمية اللغة العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،0‬الجزء‬

‫األول‪.9111 ،‬‬

‫‪ .1‬أهد صانعي‪ ،‬دراسات في اللسانيات التطبيقية‪ ،‬جامعة وهران‪ -‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪.0221 ،‬‬

‫‪ .1‬بشير إبرير‪ ،‬تعلمية النصوص سن النظرية والتطبيق‪ ،‬علم عالم الكتب الحديث‪-‬األردن‪،‬‬

‫ط‪.9119 ،0‬‬

‫‪ .5‬خير الدين هني‪ ،‬مقاربة التدريس بالكفاءات‪ ،‬ط‪.9115 ،0‬‬

‫‪ .1‬الدكتور رحاب عكاوي‪ ،‬ابن خلدون (أشهر مؤرخ عرفه االسالم)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة االولى‪.0102-0222 ،‬‬

‫‪ .9‬عبد الرحمان التومي‪ ،‬الجامع في ديداكتيك اللغة العربية‪ ،‬مفاهيم ‪-‬منهجيات ومقاربات‬

‫بيداغوجية‪ ،‬دار المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪ ،‬ط‪.9105 ،0‬‬

‫‪ .2‬عبد القادر لورسي‪ :‬المرجع في التعليمية‪ ،‬الزاد النفيس والسند األنيس في علم التدريس‪،‬‬

‫جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬حي المندرين قطعة ‪ 12‬محل رقم ‪- 11‬المحمدية ‪ -‬الجزائر‪،‬‬

‫طبعة سبتمبر ‪.9101‬‬

‫‪30‬‬
‫قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع‬

‫‪ .2‬عمر فاروق الطباع‪ ،‬ابن خلدون‪ ،‬مؤسسة المعارف للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.0229 ،‬‬

‫غالب حنا‪ ،‬مواد وطرائق التعليم في التربية المتجددة‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪.‬‬ ‫‪.01‬‬

‫محمد الدريح‪ :‬مدخل إلى علم التدريس‪ ،‬تحليل العملية التعليمية‪ ،‬قصر الكتاب‪-‬‬ ‫‪.00‬‬

‫البليدة‪.‬‬

‫محمد الصالح حثروبي‪ :‬الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي‪ ،‬د ار الهدى‬ ‫‪.09‬‬

‫للنشر والتوزيع‪-‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫محمد الصالح حثروبي‪ ،‬الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي‪ ،‬دار الهدى‪،‬‬ ‫‪.01‬‬

‫الجزائر‪.9109 ،‬‬

‫محمود السعيد الكردي‪ ،‬ابن خلدون مقال في المنهج التجريبي‪ ،‬طرابلس‪ ،‬المنشأ‬ ‫‪.01‬‬

‫العامة للنشر‪ ،‬ط‪.0221 ،0‬‬

‫‪ ‬األطروحات‪:‬‬

‫‪ .0‬ربيعة بابلحاج‪ ،‬مالمح تعليمية اللغة عند ابن خلدون‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬

‫الماجستير في علوم اللسان العربي والمناهج الحديثة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،‬‬

‫‪.9112/9112‬‬

‫‪ .9‬العالية حبار‪ :‬تعليمية اللغة العربية في ضوء النظام التربوي الجديد القراءة في المرحلة‬

‫االبتدائية أنموذجا‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص لسانيات‬

‫تطبيقية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان‪-‬ـ ‪.9102-9109 ،‬‬

‫‪ ‬المجالت‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع‬

‫‪ .0‬سورية قادري إسماعيل سيبوكر‪ ،‬العملية التعليمية وآليات التقويم في الفكر التربوي عند‬

‫ابن خلدون من خالل المقدمة‪ ،‬مجلة آفاق علمية المجلد ‪ ،00‬العدد ‪ ،9102 ،10‬ص‬

‫‪.115‬‬

‫‪ .9‬عبد اهلل قلي‪ ،‬التعلمية العامة والتعلمية الخاصة‪ ،‬مجلة المبرز‪ ،‬مجلة علمية أدبية محكمة‪،‬‬

‫تصدر عن المدرسة العليا لألساتذة بوزريعة‪ ،‬العدد ‪ 01،‬سنة ‪.9119‬‬

‫‪ .1‬قاسمي الحسني‪ ،‬تعلمية النحو منشورات المجلس األعلى للغة العربية‪ ،‬أعمال ندوة في‬

‫‪/91-91‬أفريل‪9110/‬م‪-‬الجزائر المجلس األعلى للغة العربية‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد صاري‪ ،‬واقع المحتوى في المقررات المدرسية‪ ،‬تحليل ونقد‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‬

‫واإلنسانية‪ ،‬عنابة‪.‬‬

‫المراجع األجنبية‪:‬‬

‫‪1. De Landsheere, G, Dictionnaire de l’évaluation et de la‬‬

‫‪recherche en éduction, PUF, Paris, 1979, P 99‬‬

‫‪2. Gagen.l.cité‬‬ ‫‪par-dessus‬‬ ‫‪philippe‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪Qu’est‬‬ ‫‪ce‬‬ ‫‪que‬‬

‫‪l’enseignement ? quelques conditions nécessaires et suffisantes‬‬

‫‪de cette Activité, Revue Française de pédagogique, 1641 2008.‬‬

‫‪3. Gagné cité par TSAFACKG , compendre les science de‬‬

‫‪l’éducation, l’harmattan, Paris, 2001.‬‬

‫‪33‬‬
‫قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع‬

4. Legendre R. Dictionnaire actuel de l’éducation, Guérin Montéal,

1993.

5. L-Not. Enseigner et faire apprendre, prrivat, Toulouse, 1987.

34
‫امللقق‬
‫المــــــلـــــحـــــق‬

‫امللقق رمق ‪ :10‬عبد الرمحن بن محمد ابن خَدلون أأبو زيد‬

‫‪36‬‬
‫الفهرس‬
‫الــــــفهـــــــــرس‬

‫بسملة‬
‫شكر وعرفان‬

‫إهـــــــــــــداء‬

‫المقدمة العامة ‪ .......................................................................‬أ‪-‬د‬

‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم في العملية التعليمية‬

‫تمهيد‪9 ...............................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التعليمية ‪9 ...............................................................‬‬

‫لغة ‪9 ....................................................................‬‬

‫اصطالحا‪1 ...............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعاريف في مادة التعليمية‪1 .....................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفرق بين التعليم والتعلم‪01 .....................................................‬‬

‫‪.0.1‬مفهوم التعليم‪01 .........................................................‬‬

‫‪.7.1‬مفهوم التعلم‪00 ..........................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬الجهاز المفاهيمي الخاص بالتفاعالت الديداكتيكية ‪-‬البيداغوجية ‪09 .............‬‬

‫‪.1. 4‬النقل الديداكتيكي‪09 .....................................................‬‬

‫‪.7.1‬العقد الديداكتيكي‪01 ......................................................‬‬

‫‪.3. 4‬الوساطة البيداغوجية ‪01 ................................................‬‬

‫‪.1.1‬التمثالت ‪01 ..............................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مظاهر التعليمية عند ابن خلدون‬

‫أوال‪ -‬نبذة تاريخية عن ابن خلدون‪01 .................................................‬‬

‫‪.0‬نبذة تاريخية عن حياته‪01 ..................................................‬‬

‫‪38‬‬
‫الــــــفهـــــــــرس‬

‫‪.7‬نشأته ‪09 ...................................................................‬‬

‫‪.1‬كتبه ومؤلفاته ‪02 ...........................................................‬‬

‫‪.1‬الفكر التربوي عند ابن خلدون ‪02 ...........................................‬‬

‫‪.5‬فكره وفلسفته ‪02 ............................................................‬‬

‫‪.6‬مهامه العلمية ‪91 ...........................................................‬‬

‫‪.7‬أهم كتبه‪90 .................................................................‬‬

‫‪.8‬وفاته ‪99 ....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬مظاهر التعليمية عند ابن خلدون‪91 ............................................‬‬

‫‪.0‬المتعلم ‪91 ..................................................................‬‬

‫‪.7‬المعلم ‪95 ...................................................................‬‬

‫‪.3‬المنهاج (العملية الدراسية)‪91 ...............................................‬‬

‫الخاتمة ‪92 ..............................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫الملحق‪.‬‬

‫الفهرس‪.‬‬

‫الملخص‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫امللص‬
‫المــــــلـــــخـــــص‬

:‫الملخص باللغة العربية‬

‫تناولت هذه الدراسة إحدى القضايا الواردة في مقدمة ابن خلدون وهي قضية العملية‬

‫ حيث تحدث عن المنهج‬،‫ هادف إلى التعريف بالعملية التعليمية وأهم آفاقها‬،‫التعليمية‬

.‫ وبيئة التعلم‬،‫ كما تحدث عن المعلم والمتعلم وصعوبات التعلم ونظرياته‬.‫بعناصره الخمس‬

‫ إنما نجد لعناصر العملية التعليمية‬،‫والقول بهذا ال يعني أنه قد نظّر للتعليمية كما فعل غيره‬

،‫ فهو ال يتطرق إليها متعمدها بالتنظير والتأسيس لها كعلم من العلوم‬،‫مالمح في آرائه وأقواله‬

.‫إنما جاءت في سياق حديثه عن التعليم وطرقه وأساليبه‬

.‫ ابن خلدون‬،‫ العملية التعليمية‬،‫ التعلم‬،‫ التعليم‬،‫ التعليمية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Summary in english:

This study deals with one of the issues mentioned in Ibn Khaldun’s
introduction, which is the issue of the educational process. It aims to
introduce the educational process and its most important prospects, as
he talked about the curriculum with its five elements. He also talked
about the teacher, the learner, learning difficulties and theories, and
the learning environment. Saying this does not mean that he
considered educationalism as others did, rather we find the elements
of the educational process features in his opinions and sayings, as he
does not address them deliberately by theorizing and establishing them
as a science of science, but rather in the context of his talk about
education, methods and methods.
‫المــــــلـــــخـــــص‬

Key words: educational, teaching, learning, educational process,


Ibn Khaldun.

You might also like