Professional Documents
Culture Documents
المذكرة النهائية.
المذكرة النهائية.
الــــــــــــمــــــــــوضــــــــــــــوع:
مقدمة
لم يخل التراث العربي اإلسالمي من االهتمام المتواصل بالعملية التعليمية واصالحها في القديم
والحديث ،وقد برز عدد من األعالم على غرار الغزالي وابن سينا وابن خلدون ،هذا األخير
الذي ُع َّد من أبرز علماء العرب الذين زودوا الفكر التعليمي بمقدمات منهجية تساعد كل راغب
في تقويم التعليم على إرساء الفكر التداولي فيه لتحقيق األهداف اإلستراتيجية للمجتمع الذي
ينتمي إليه.
وان لم يكن ابن خلدون أول من بعث علم التربية والتعليم فهو واحد ممن ساهموا وسعوا
لالرتقاء به إلى أسمى المنازل ،لذا سنحاول الربط بين ما دعا إليه في زمانه وبين ما تدعو
إليه نظريات التعليم حديثا.أما هدفنا فهو تنبيه من غفل عن خصوصيتنا كعرب مسلمين،
وخصوصية لغتنا ،وتكالب وراء النظريات الغربية على اختالفها ليطبقها على لغتنا زعما منه
إن إصالح التعليم وتطويره ضرورة تدعو إليها الحتميات على اختالفها انطالقا من
منطق تطورها المستمر ،وحاجات اإلنسان إلى التأقلم مع كل جديد ،إذ كلما تفوق اإلنسان
على جانب من حتميات الحياة دفعته هذه األخيرة إلى جولة جديدة من هذا الصراع األزلي بين
اإلنسان والمجهول ،الشيء الذي دعا ويدعو دوما إلى العمل على تطوير التعليم حتى يضمن
للبشر االستعداد لكل مشكلة طارئة في حياته ألن الطاقة الذهنية التي يتميز بها اإلنسان بكل
ما فيها من ابتكار ،وقدرة على التجديد ،واتساع مهام تفوق مجرد حفظ المعلومات ،والمعارف
ب
المقدمة العامة
إن االتكال كليا على الخبرات األجنبية في التعليم دون إخضاعه لخصائصنا ،وواقعنا بأصوله
وقيمه يؤدي إلى فساد التعليم ،وان كان التعليم في أساسه صناعة بشرية ،يستفيد من خبرات
الحضارات المتعاقبة لتحسين إنتاجنا الوطني القومي ،وليس لغرسها لكي تنتج صناعة جديدة
واذا كان التعلم عند بعضهم نشاطا يقوم به المتعلم ليحصل على استجابات وسلوكات،
ويكون مواقف يستطيع بواسطتها أن يجابه كل ما قد يعترضه من مشاكل الحياة ،فهو عند
ّ
ماكونيل ) (Mc.conelالتغير المطرد الذي يرتبط من ناحية بالمواقف المتغيرة التي يوجد فيها
الفرد ،ويرتبط من ناحية أخرى بمحاوالت الفرد المستمرة واالستجابة لها بنجاح ،وهو عند مون
من قبل الفرد يؤثر في نشاطه المقبل ،وهو عند أحمد زكي صالح تغيير في األداء يحدث
إن المتأمل في هذه التعريفات يدرك أن اإلنسان قد يتعلم لوحده دون الحاجة إلى
معلم وطريقة تعليمية ،ووسائل ،وغيرها من مستلزمات العملية التعليمية ،ألنه خلق مهيئا
الجديدة ،والمغيرة لسلوكه بكيفية متحولة ودائمة ليتفاعل إيجابيا .األمر الذي يجعله قابال لتغيير
عالقاته مع وسطه وتطويرها ،وتحسينها باستمرار ،بناء على توفره تلك الخبرات والمهارات
ج
المقدمة العامة
ووعيا من اإلنسان بضرورة التعلم يستحدث لنفسه صناعة التعليم التي ظل يحاول تطويرها،و
تقنينها سعيا منه لتحقيق أحسن السبل وأقصرها لنقل المعرفة ،حتى يضمن التأقلم مع مستجدات
الحياة الطارئة باستمرار بالسرعة الالزمة .وابن خلدون واحد من أولئك الذين سجلوا لنا حقبة
من التاريخ تشهد على نوعية التعليم وطرقه في زمانه وفي بيئات مختلفة ،يبدوا فيها التفكير
العربي اإلسالمي سباقا إلى بعض المفاهيم واالصطالحات التي يزعم المهتمون بالتعليمية في
صعوبات البحث :كأي بحث علمي واجهتنا عدة صعوبات عند إعدادنا لهذا البحث
نذكر منها:
د
الفصل ا ألول :مفاهمي
يف العملية التعلميية
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
تمهيد
عرفت العقود األخيرة من القرن العشرين ،اهتماما بار از بمنهجية تعليم المواد ،حيث
انصرف عدد من الباحثين على اختالف تخصصاتهم إلى البحث في المسائل المتصلة بترقية
طرائق التدريس ،ومع استم اررية هذه البحوث المسلطة على مسائل التعليم والتعلم ،ظهرت
التعليمة علما جديدا في حقل علوم التربية ،وكمجال بحث وتفكير علمي حديث العهد ينصب
أساس على تفحص وتحليل إشكاليات التعليمات في مختلف أطوار التعليم والتمدرس ،لتصبح
لغة:
أطلقت على ضرب منذ الشعر ،تناول بالشرح معارف علمية أو تقنية ،وفي اللغة العربية التي
هي مصدر صناعي لكلمة تعليم المشتقة من علم ،أي وضع عالمة أو أمارة لتدل على الشيء
1
لكي ينوب عنه.
والديداكتيكا لفظ أعجمي مركب من لفظين هما :ديداك وتيكا وتعني أسلوب التسيير
في مجال التعليم ،وقد ذكر صاحب القاموس اإلنجليزي منير البعلبكي أن الديداكتيك تعني
محمد الصالح حثروبي :الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي ،دار الهدى ،الجزائر ،9109 ،ص.091: 1
2
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
فن أو علم التعليم ،ويعرف جان كلود غاينون التعليمية في دراسة له أصدرها سنة 0291م
-تأمال وتفكي ار في طبيعة المادة الدراسية وغايات تدريسها انطالقا من المعطيات المتجددة
وتعرف كذلك بأنها علم مساعد للبيداغوجيا يعهد إليه بمهمات تربوية أكثر عمومية
وهي الدراسة العلمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يعيشها المتعلم لبلوغ هدف عقلي ،أو وجداني،
أو حسي حركي ،وتنصب الدراسة الديداكتيكية على الوضعيات التعليمية التي يحتل فيها المتعلم
الدور األساسي ،أما المعلم فدوره تسهيل عملية تعلم التلميذ ،وذلك بتصنيف المادة التعليمية
حسب حاجاته وتحديد الطريقة المالئمة لتعلمه واألدوات المساعدة على التعلم ،وهذا يتطلب
االستعانة بعلم النفس المعرفة حاجات الطفل ،والبيداغوجيا لتحديد الطرائق المناسبة من أجل
1
تحقيق أهداف العملية التعليمية التعلمية.
وهكذا لم تكن التعليمية في بداية األمر تختلف كثي ار عن العلم الذي يهتم بمشاكل
التعليم (البيداغوجيا) ،بالرغم من أن هذه األخيرة تهتم بالمتعلم بينما تركز األولى (التعليمية)
على المعارف ،وهذا يدل على أنها بعدما كانت تطلق على فن من الفنون أال وهو الشعر كما
العالية حبار :تعليمية اللغة العربية في ضوء النظام التربوي الجديد القراءة في المرحلة االبتدائية أنموذجا ،أطروحة 1
مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص لسانيات تطبيقية ،جامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان-ـ ،9102-9109 ،
3 ص.2-9 :
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
كان سائدا عبر حقب زمنية مختلفة ،أصبحت علما قائما بذاته ،فإذا ما التفتنا التفاتة سريعة
إلى الظروف التي ظهرت فيها التعليمية في الفكر اللساني والتعليمي المعاصر ،نجد ذلك
يعود إلى MAKEYالذي بعث من جديد المصطلح القديم ديداكتيك للحديث عن المنوال
التعليمي.
اصطالحا:
ظهر هذا المصطلح في فرنسا سنة ،0551واستعمل ليقدم الوصف المنهجي لكل ما
هو معروض ،وفي سنة 0119م وظف في المجال التربوي كمرادف لفن التعليم أو التعليمية
أو الديداكتيك أو علم التدريس ،وهو علم موضوعه دراسة طرائق وتقنيات التعليم ،أو هو مجموع
النشاطات والمعارف التي نلجأ إليها من أجل إعداد وتنظيم وتحسين مواقف التعليم ،وقد عرفها
سميث بأنها" :خالصة المكونات والعالقات بين الوضعيات التربوية وموضوعاتها ووسائطها،
وهو علم تتعلق موضوعاته بالتخطيط للوضعية البيداغوجية وكيفية تنفيذها ومراقبتها وتعديلها
عند الضرورة".
أما غاستون مياالري فيقول بأنها ":مجموعة الطرائق واألساليب وتقنيات التعليم"،
وبالنسبة لـ ـ ـ محمد الدريج فيؤكد بأنها" :الدراسة العلمية لمحتويات التدريس وطرقه وتقنياته،
وألشكال تنظيم مواقف التعلم التي يخضع لها التلميذ دراسة تستهدف صياغة نماذج ونظريات
تطبيقية معيارية قصد بلوغ األهداف المرجوة سواء على المستوى العقلي أو االنفعالي أو الحسي
الحركي".
4
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
ونظرياته وطرائقه دراسة علمية ،وهي علم له عالقة بكل العلوم اإلنسانية والتربوية التي
اهتمت بالمعرفة وكيفيات اكتسابها وتعلمها ،يكفي أنها قد تمكنت من صياغة مفاهيم اختصت
باستعمالها ،وهي مفاهيم تساعد الباحث على تشخيص المشاكل والصعوبات ،ومن ثم إيجاد
1
الحلول العملية لهذه العوائق التي تحول دون اكتساب المتعلمين للمعارف المدرسية.
و قبل الخوض في مفهوم التعلمية و موضوعاتها ،ينبغي اإلشارة إلى تعدد مسميات هذا
المصطلح في اللغة العربية ،الذي يقابله في التعريف الغربي ( la didactique dés
،)languesولهذا نجد البعض يعمد إلى الترجمة الحرفية للعبارة فيستعمل '' تعليمية اللغات''،
و هناك من يستعمل المركب الثالثي '' علم تعليم اللغات'' كما مال البعض اآلخر إلى استعمال
مصطلح التعليميات قياسا على اللسانيات و الصوتيات و هناك من استعمل مصطلح ''علم
التركيب'' أو التدريسية أو التعليمية على أن المسمى األخير هو األكثر شيوعا وتناوال في
2
التربية.
3
وهذا المخطط يبين لنا أشهر المصطلحات التي عرف بها هذا العلم.
ينظر :بشير إبرير :تعلمية النصوص سن النظرية والتطبيق ،علم عالم الكتب الحديث-األردن ،ط ،9119 ،0ص.02: 2
Didactique
تعد التعليمية في نظر بعض الباحثين'' ترجمة الكلمة " ''Didactiqueالمشتقة من
اللغة اليونانية ،ثم تطور هذا المفهوم إلى أن أصبح يعني فن التعليم أي أنها تهم بكل جوانب
العلمية التعليمية ومركباتها من متعلمين ومدرسين وامكانات واجراءات وطرائق ،فهي إذن تفكير
وبحث تربوي ضروري لتجديد التعلم والتعليم وتسعى إلى تحقيق مجموعة من األهداف الهامة''،1
فبذلك يستهدف من التعليمية المنهجية التي بواسطتها يكفل للمتعلم مادة تعليمية ميسورة ألجل
ومازالت المحاوالت مع ذلك قائمة لدى كثير من خبراء التربية الحديثة لتحديد المفهوم
النهائي للتعليمية من الناحية االصطالحية ،وقد وقع اإلجماع على أنها نقل المعلومات المنسقة
في حصص قابلة لالستظهار والحفظ ،و في هذا السياق يقول األستاذ '':حنا غالب'' التعليم
قاسمي الحسني :تعلمية النحو منشورات المجلس األعلى للغة العربية ،أعمال ندوة في /91-91أفريل9110/م-الجزائر 1
هو أي تأثير كان ،يحدثه شخص ما (معلم) ،في تعليم شخص آخر (متعلم) فيغير أو يكيف
طرائق السلوك التي يتبعها ،أو يمكن أن يتبعها هذا األخير ،ويشترط في هذا التأثير أن ينتقل
من الشخص المؤثِر(بكسر الثاء) إلى الشخص المؤثر فيه من طريق قوى إدراكه وتفكيره،
وتحصيله المعاني من الموضوعات واألحداث التي يأخذها بحواسه 1،وفي هذا التعريف إشارة
واذا أردنا التحدث عن العملية التعلمية من حيث مادتها وجوهرها ،فهي إذن '':العملية
التعلمية مجموعة المعارف والمعلومات والمهارات التي يحتاج المتعلم إلى اكتسابها ،لكي يصل
إلى المستوى التعليمي الذي تتطلبه احتياجات المرحلة التعلمية التي يجتازها '' ،ومعنى هذا أن
كل مرحلة من مراحل التعليم التي يجتازها المتعلم في حياته يحتاج فيها إلى خبرات تتناسب
معه كل مستويات التكوين إلى أن يصل إلى المرحلة األخيرة مع مراعاة ذلك األمر كله ،ما
يتناسب مع قدراته الذهنية ومستواه العلمي والبد من في ذاك أن تنفرد كل مرحلة تعلمية بمنهاج
2
تعليمي وبرنامج دراسي خاص.
وما دمنا بصدد الحديث عن مراحل التعلمية وأهميتها ،فإن التلميذ في الثانوية الذي يبلغ
درجة من النضج و التغير بالنسبة إلى مراحله التعلمية السابقة ،لذلك يقتضي السير معه
تعليميا إلى جانب المستوى الذي بلغ إليه جنب إلى جنب ،من حيث السن أم من حيث ما
غالب حنا :مواد وطرائق التعليم في التربية المتجددة ،بيروت( ،د ،ط) ،ص.119 : 1
أحمد محمد مصطفى :الخدمة االجتماعية و تطبيقاتها في التعليم و رعاية الشباب ،المكتب الجامعي الحديث- 2
حصل عليه من معلومات في حياته الدراسية ،ولذلك تعد المرحلة الثانوية همزة وصل هامة
وتعرف التعلمية أيضا بأنها الدراسة العلمية لطرائق التدريس و تقنياته .و تعد علما قائما
بذاته تنصب اهتماماته على اإلحاطة بالتعليم ،ودراسته دراسة علمية ،وتقديم األبحاث العلمية
عنه ،وذلك من خالل البحث في محتوياته ،و طرائقه ،ونظرياته ،وهي ترجمة لكلمة
من الشعر يشرح القضايا النفسية ،والمعارف العلمية ،كما تعني فلنتعلم ،أي يعلم بعضنا
البعض ،أو أتعلم منك و أعلمك ،وقد دخلت التعلمية إلى الفرنسية في القرن السادس عشر
سنة ،0551واستخدمت ألول مرة في علم التربية في القرن السابع عشر سنة 0101م ،من
طرف كشوف هيلفج ( (k.helwigويواخيم يونج ( ،)j.Iangوذلك عندما كان بصدد تحليل أعمال
التربوي فولفكانغ راتسيش ( )wulfgang.ratichحيث ظهر بحتهم المنجز تحت عنوان (تقرير
مختصر في الديداكتيكا) ،أي (فن التعليم عند راتشيس) ،وهذا المصطلح استخدمه كذلك يان
1
كومينسكي كومينوس ( ،(amuskamenskilanفي كتابه (الديداكتيكا الكبرى).
عبد اهلل قلي :التعلمية العامة والتعلمية الخاصة ،مجلة المبرز ،مجلة علمية أدبية محكمة ،تصدر عن المدرسة العليا 1
وعرفت أنها ":علم تتعلق موضوعاته بالتخطيط للوضعية البيداغوجية وكيفية تنفيذها
ومراقبتها وتعديلها عند الضرورة" ،1وكذلك هي ":العلم المسؤول عن إرسال األسس النظرية
2
والتطبيقية للتعلم الفاعل والمعقلن".
وبعبارة أدق فإن التعليمية تؤسس نظرية التعليم فهي تدرس ،القوانين العامة للتعليم ،بغض
النظر عن محتوى مختلف المواد ،فموضوعها هو النشاط التعليمي أي نشاط التعليم والتعلم
3
في ترابطهما وفق القوانين التعليمية ذاتها.
التعلمية العامة :أو علم التدريس في العام ،ويقابل التربية الخاصة التي تتعلق بمختلف
المواد ":القراءة الكتابة والحساب" ،وأن موضوع البحث الديداكتيكي يقوم في األساس ،على
4
كيف تعلم؟ يخص النظريات و الطرائف.
أهد صانعي ،دراسات في اللسانيات التطبيقية ،جامعة وهران -الجزائر ،د.ط ،0221 ،ص.012: 1
أنطوان صياح و آخرون :تعلمية اللغة العربية ،دار النهضة العربية-لبنان ،ط ،0الجزء األول ،9111 ،ص.02 : 2
محمد الصالح حثروبي :الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي ،د ار الهدى للنشر والتوزيع-عين مليلة ،الجزائر، 3
.0.1مفهوم التعليم :التعليم سيرورة تواصلية بهدف التعلم ،وهو ":مجموع األفعال التواصلية
والق اررات المتخذة عن وعي من قبل شخص أو مجموعة أشخاص متفاعلين في سياق وضعية
1
بيداغوجية".
أما ليدونال شير ،De landsheereفقد عرف التعليم هو ":السيرورة التي يتم من خاللها
تعديل البيئة الخاصة بفرد أو مجموعة أفراد ،بهدف جعلهم قادرين على تعلم إنتاج سلوكات
2
محددة وفق شروط خاصة ،أو اإلستجابة بشكل مالئم لوضعيات خاصة".
وعرف أيضا على أنه ":شكل من أشكال التأثير الشخصي الذي يهدف إلى تغيير
3
الطرق التي يتصرف أو قد يتصرف بها أشخاص آخرون".
كما عرفه لويس نوت Louis Notهو ":تشجيع أنشطة التعلم واغنائها بالوسائل
4
المالئمة ،وتشكل هذه الوسائل من المعلومات التي يتم نقلها إلى اآلخرين بهدف استيعابها.
وعليه :التعليم هو الفعل الذي تحدد ويقنن الخصائص ،والشروط ومتغيرات متعلقة
1
Legendre R. Dictionnaire actuel de l’éducation, Guérin Montéal, 1993 , P 507
2
De Landsheere, G, Dictionnaire de l’évaluation et de la recherche en éduction , PUF,
Paris, 1979, P 99
3
Gagen.l.cité par-dessus philippe , Qu’est ce que l’enseignement ? quelques conditions
01 nécessaires et suffisantes de cette Activité, Revue Française de pédagogique, 1641 2008 ,
P139- 158
4
L-Not. Enseigner et faire apprendre, prrivat, Toulouse, 1987, P 59
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
وعليه فالتعليم يمثل جزءا من عمل التربية ،فهو يرمي إلى كسب المعرفة والدراية والمهارة
1
في مختلف أنواع المعارف وتمثل أيضا إلقاء الدروس داخل القسم لتحقيق التربية وأهدافها.
وفي هذا السياق يعرفه " ،Gagnéمجموعة من المؤثرات واألحداث التي يتم انتقاؤها
2
وتخطيطها من أجل تشجيع وتفعيل ودعم التعلم لدى المتعلم.
.7.1مفهوم التعلم:
التعلم هو عملية داخلية مظهرها ليس دائما ،قابل مباشرة للمالحظة وعملية داخلية تمكن
أن نقول بشأنها أن المعلم تمكن أن يوصل المتعلم إلى أبواب المعرفة ،ولكن المتعلم وحده
كذلك التعلم هو عملية نشيطة ،فيه يجند المتعلم نفسه بشكل كلي أي معرفيا ووجدانيا،
3
فهو يتطلب مجهودا واعيا في وقت االستقبال ،فالتعلم هو شيء نبنيه وليس شيئا يحصل لنا.
وفي السياق نفسه يعرف التعلم أنه بناء مستمر ،وأن أحد أدواته األساسية هي المعارف
القبلية للمتعلم ،كل معرفة سواء كانت تصريحية أو سلوكية أو شرطية تثري البنية المعرفية
ينظر محمد الدريح :مدخل إلى علم التدريس ،تحليل العملية التعليمية ،قصر الكتاب -البليدة ،ص.2: 1
2
Gagné cité par TSAFACKG , compendre les science de l’éducation, l’harmattan,
Paris, 2001, P 27
00 ينظر عبد القادر لورسي :المرجع في التعليمية ،الزاد النفيس والسند األنيس في علم التدريس ،جسور للنشر والتوزيع 3
،حي المندرين قطعة 12محل رقم - 11المحمدية -الجزائر ،طبعة سبتمبر ، 9101ص022 :
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
ومنه فإن التعلم هو قبل كل شيء سيرورة ،وهي تندرج في الزمن الحاصل ليس إال ما
تحقق في نهاية الفترة التي استغرقها هذا الزمن ،فبالتعلم نقصد العملية المستمرة التي بواسطتها
1
يبني المتعلم معرفة حول ذاته ،وحول العالم أي معرفة خاصة بذاته وبالعالم .
وعلى هذا األساس فالتعلم يعد أحد مقومات العملية التعلمية ،فهو يحدث تغييرات تحدث
في سلوك الفرد وتفكيره أو شعوره كنتيجة للخبرة أو الممارسة ،أو كما يعرفه المختصون في
علم النفس التربوي بأنه التغير الذي يحدث في سلوك اإلنسان وفي معامالته مع اآلخرين
واتصاالته بهم واكتساب مهارات جديدة ،وتنمية المهارات السابقة مع ما لديه من خلفيات
ومن خالل ما سبق يمكن القول :بأن التعلم يمكن الفرد من إدراك موضوع ما والتفاعل
معه ،ويحدث عملية التعلم بتوافر مجموعة من الشروط والعوامل والتي تتكامل من أجل
2
إنجاحها.
.0.1النقل الديداكتيكي :مثل هذا المفهوم على مستوى إعداد المناهج والبرامج التعلمية
وتصريفها ميدانيا ،وتتجلى أهميته في فهم مختلف التحوالت التي تط أر على معرفة
3
اجتماعية أو علمية صرفة لتصير قابلة للتدريس.
ينظر خير الدين هني :مقاربة التدريس بالكفاءات ،ط ،9115 ،0ص.015: 2
عبد الرحمان التومي :الجامع في ديداكتيك اللغة العربية ،مفاهيم -منهجيات ومقاربات بيداغوجية ،دار المعارف الجديدة- 3
02
الرباط ،ط ،9105 ،0ص.05:
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
.7.1العقد الديداكتيكي :العقد ،في معناه العام ،اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص أو عدة
أشخاص تجاه شخص او أشخاص آخرين بالقيام بعمل أو عدم القيام به.
-توزيع األدوار :وهو اتفاق ضمني أو صريح بين المتعلم والمعلم ويكون هذا االتفاق
-االلتزام :ويعني احترام بنود العقد ،مما يعطي القوة والمشروعية للعملية التعلمية وتحقق
الدافعية.
1
-التقويم :وهو مرحلة التأكد من مدى تحقق أهداف العقد.
وسيط محايد ،تنظيم التبادالت وتقريب النظر ألطراف متعارضة ،قصد تفادي نشوب
صراع بينها.
.1.1التمثالت :يعتبر هذا المفهوم من أهم مفاهيم علم النفس المعرفي ،وعلم النفس
االجتماعي إال أن استعماله لم يقتصر على هذين المجالين ،فقد استخدم أيضا في
03
الفصــــل األول :مفــــاهيــــــم فــــي العمـــــليــــة التعليـــــميـــــة
ففي مجال الديداكتيك تستعمل التمثالت لفهم النشاط الذهني للمتعلم ،كيفية بنائه
1
للمعرفة.
04
الفصل الثاين :مظاهر
ع
ا ية ند ابنمي تعلل
خدلون
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
قبل التطرق إلى مختلف مظاهر التعليمية عند العالمة ابن خلدون سنتطرق إلى جزء
ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم
بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي المؤرخ الشهير ورائد علم االجتماع الحديث
ولد بتونس في [ غرة رمضان 919هـ = 99من مايو 0119م] وعاش في الجزائر،
كانت أسرة ابن خلدون و التي تنحدر من أصول عربية كما ذكر في كتاباته أسرة ذات نفوذ
في إشبيلية في األندلس .هاجر بنو خلدون إلى تونس التي كانت تحت حكم الحفصيين يعد
من كبار العلماء الذين أنجبهم المغرب العربي ،إذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علمي االجتماع
والتاريخ ،بشكل خاص في كتابيه :العبر والمقدمة .وقد عمل في التدريس في بالد المغرب
،بجامعة القرويين في فاس ،ثم في الجامع األزهر في القاهرة ،والمدرسة الظاهرية ،وغيرها
من محافل المعرفة التي كثرت في أرجاء العالم اإلسالمي المختلفة خالل القرن الرابع عشر
نظ اًر لحض الدين اإلسالمي الحنيف للناس على طلب العلم .وقد عمل ابن خلدون في مجال
1
القضاء أكثر من مرة ،وحاول تحقيق العدالة االجتماعية في األحكام التي أصدرها.
عمر فاروق الطباع ،ابن خلدون ،مؤسسة المعارف للطباعة والنشر ،بيروت ،0229 ،ص.11 1
06
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
.7نشأته:
ولكن أول عهده بمراتب الدولة فعالً كان سنة 959هـ ( 0150م ) ،فقد تولّى " كتابة العالمة
ٍ
يومئذ بتونس .ثم أنه ُوصف لمستبد على الدولة
ّ " ( ديوان الرسائل ) ألبي محمد بن تافراكين ا
ألبي ِعنان صاحب فاس ،وكان يجمع العلماء في بالطه ،فاستقدمه سنة 955هـ ثم استخدمه
وتقلّب ابن خلدون في البالد فكان عند بني َمرين في فاس ( 911هـ 0152 -م )،
وعند بني عبد الواد في تِْل ِمسان ( 911هـ ) ثم عند بني األحمر في غرناطة األندلس ( 911
هـ ) ،فأرسله بنو األحمر في سفارة إلى بطره ملك قشتالة ( بطرس الرابع القاسي األسباني )
االعتزال في قلعة سالمة ،شرق تلمسان ،فمكث عند بني العريف أربع سنوات وبدأ بتأليف
كتابه في التاريخ ،ولكنه احتاج إلى مواد لكتابه لم تكن متيسرة في قلعة سالمة فعاد إلى تونس
مصر
الحج ،فلما وصل إلى ْ
ّ وفي سنة 921هـ ( 0129م ) سار ابن خلدون إلى
07
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
0122م ).
ولما غ از ْتيمور ْلنك سورية ذهب الملك الناصر فَ َرُج ابن الملك الظاهر َبرقوق إلى دمشق
ُليفاوض تيمور واصطحب نف اًر من العلماء فيهم ابن خلدون .ثم سمع الناصر فرج بمؤامرة عليه
في مصر فاضطر إلى العودة ،فحمل ابن خلدون تبِ َعة الحال وذهب ِس اًر على رأس وفد
لمفاوضة تيمور في الصلح وألقى بين يديه خطبة نفسية ،فأكرمه تيمور عليها وأعاده إلى
مصر .وتولّى ابن خلدون القضاء بمصر بعد ذلك م ار اًر ،ثم وافاه اليقين بالقاهرة في 95
1
رمضان 212هـ ( 05آذار مارس 0111م ).
.1كتبه ومؤلفاته:
تاريخ ابن خلدون ،المكتبة الوقفية للكتب المصورة واسمه :كتاب العبر وديوان المبتدأ
والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر.
شفاء السائل لتهذيب المسائل ،نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.
الدكتور رحاب عكاوي ،ابن خلدون (أشهر مؤرخ عرفه االسالم) ،دار الفكر العربي ،بيروت ،لبنان ،طبعة االولى-0222 ، 1
،0102ص.02
08
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
له مساهمة فعالة في علم التربية والذي لم يكن معروفا كعلم أكاديمي مستقل مثل اليوم،
وقد عملت دراسات كثيرة حول فكرة التربوي ،ويمكن إجمال أفكاره التربوية في التالي:
.5فكره وفلسفته:
كانت البن خلدون فلسفته الخاصة والتي بنى عليها بعد ذلك أفكاره ونظرياته في علم
االجتماع والتاريخ ،حيث عمل على التجديد في طريقة عرضهم ،فقد كان رواة التاريخ من قبل
ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات باألحداث ،هذا باإلضافة لتفسيرهم التاريخ استناداً إلى
التنجيم والوثنيات ،فجاء ابن خلدون ليحدد التاريخ بأنه "في ظاهره ال يزيد على أخبار عن
األيام والدول ،وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها ،وعلم بكيفيات الوقائع
وأسبابها" وذلك ألن التاريخ "هو خبر عن المجتمع اإلنساني الذي هو عمران العالم ،وما
وعلى الرغم من اعتراض ابن خلدون على آراء عدد من العلماء السابقين إال أنه كان
أميناً سواء في عرضه لهذه اآلراء والمقوالت أو نقده لها ،وكان يرجع أرائهم الغير صحيحة في
بعض األمور نظ اًر لجهلهم بطبائع العمران وسنة التحول وعادات األمم ،وقواعد السياسة وأصول
المقايسة .
سعى ابن خلدون دائماً من أجل اإلطالع والمعرفة فكان مطلعاً على أراء العلماء
السابقين ،فعمل على تحليل اآلراء المختلفة ودراستها ،ونظ اًر لرحالته في العديد من البلدان في
09
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
شمال إفريقيا والشام والحجاز وعمله بها واطالعه على كتبها ،فقد اكتسب العديد من الخبرات
وذلك في عدد من المجاالت سواء في السياسة أو القضاء أو العلوم ،فجاءت أفكاره التي
.6مهامه العلمية:
شغل ابن خلدون عدد من المهام أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام اإلدارية والسياسية،
وشارك في عدد من الثورات فنجح في بعضها وأخفق في األخر مما ترتب عليه تعرضه للسجن
واإلبعاد ،تنقل ابن خلدون بين كل من مراكش واألندلس وتونس ومن تونس سافر إلى مصر
وبالتحديد القاهرة ووجد هناك له شعبية هائلة فعمل بها أستاذاً للفقه المالكي ثم قاضياً وبعد أن
مكث بها فترة أنتقل إلى دمشق ثم إلى القاهرة ليتسلم القضاء مرة أخرى ،ونظ اًر لحكمته وعلمه
تم إرساله في عدد من المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول ،ومن بين المهام التي
كلف بها تمكن ابن خلدون من إيجاد الوقت من أجل الدراسة والتأليف.
قدم ابن خلدون عدد من المؤلفات الهامة نذكر من هذه المؤلفات "المقدمة" الشهيرة
والتي قام بإنجازها عندما كان عمره ثالثة وأربعون عاماً ،وكانت هذه المقدمة من أكثر األعمال
التي أنجزها شهرة ،ومن مؤلفاته األخرى نذكر "رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق" وقام
في هذا الكتاب بالتعرض للمراحل التي مر بها في حياته ،حيث روى في هذا الكتاب فصوالً
من حياته بجميع ما فيها من سلبيات وايجابيات ،ولم يضم الكتاب عن حياته الشخصية كثي اًر
عمر فاروق الطباع ،ابن خلدون ،مرجع سابق ،ص (.21بتصرف) 1
21
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
ولكنه عرض بالتفصيل لحياته العلمية ورحالته بين المشرق والمغرب ،فكان يقوم بتدوين مذكراته
يوماً بيوم ،فقدم في هذا الكتاب ترجمته ونسبه والتاريخ الخاص بأسالفه ،كما تضمنت هذه
المذكرات المراسالت والقصائد التي نظمها ،وتنتهي هذه المذكرات قبل وفاته بعام واحد مما
يؤكد مدى حرصه على تدوين جميع التفاصيل الدقيقة الخاصة به ألخر وقت. 1
ومن الكتب التي احتلت مكانة هامة أيضاً نجد كتاب " العبر" و " ديوان المبتدأ والخبر"
والذي جاء في سبع مجلدات أهمهم "المقدمة " حيث يقوم في هذا الكتاب بمعالجة الظواهر
االجتماعية والتي يشير إليها في كتابه باسم "واقعات العمران البشري" ومن اآلراء التي قدمها
في مقدمته نذكر إن االجتماع اإلنساني ضروري فاإلنسان مدني بالطبع ،وهو محتاج في
تحصيل قوته إلى صناعات كثيرة ،وآالت متعددة ،ويستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرة
.2أهم كتبه:
العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ،ومن عاصرهم من ذوي
( مقدمة ابن خلدون) طغت شهرتها على الكتاب نفسه ،وهو في الخامسة واألربعين من
عمره .
شرح البردة وهو كتاب في مدح الرسول الكريم (صلى اهلل عليه وسلم(.
محمود السعيد الكردي ،ابن خلدون مقال في المنهج التجريبي ،طرابلس ،المنشأ العامة للنشر ،ط ،0221 ،0ص.115 1
20
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
كتاب لباب المحصل في أصول الدين ،وهو تلخيص كتاب الفخر الرازي في علم
التوحيد .
كتاب في الحساب.
رسالة في المنطق.
وكتابه الشهير "التعريف بابن خلدون ورحلته غرًبا وشرقًا" يعد رائداً لفن الترجمة الذاتية
–األوتوبيوجرافيا.-
وتأثر بكتبه عدد كبير من علماء االجتماع الذين جاءوا من بعده كأمثال العالم اإليطالي
.8وفاته:
توفي ابن خلدون في السادس والعشرين من رمضان سنة 212هجري 01اذار سنة
0111عن 91عام ًا وكان حين أذ في وظيفة قاضي قضاة الملكيه في مصر وقد دفن في
1
مقابر الصوفويه (العباسية اليوم) ،وال يعرف اآلن على وجه اليقين أين يقع هذا القبر.
22
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
بما أن التعلمية نقصد بها ذلك العلم المستقل بنفسه وله عالقة وطيدة بعلوم أخرى وهو يدرس
ثم إن للعملية التعليمية أبعاد ثالثة هي :البعد السيكولوجي (المتعلم) ،البعد
البيداغوجي (المعلمّ) ،والبعد المعرفي (المادة الد ارسية) .إذا التعليمية تستدعي وجود معلم
1
ومتعلم ومنهاج.
.0المتعلم:
وهو الذي ألجله تكون العملية التعليمية فينبغي حسب علم النفس وعلم التربية أن يتصف
بصفات حتى يتمكن من التعلم ،وهذا أيضا ما يقول به ابن خلدون ،فنجده يتحدث عن المتعلم
أ .االستعداد :فإن قبول العلم واالستعدادات لفهمه دل ذلك على أن المتعلم ال بد أن يكون
ب .االستماع :إذ يقول السمع أبو الملكات اللغوية ،فينبغي على المتعلم أن يكون مستمع
سورية قادري إسماعيل سيبوكر ،العملية التعليمية وآليات التقويم في الفكر التربوي عند ابن خلدون من خالل المقدمة، 1
ج .أن يناقش ويحاور ويناظر :يقول :وأيسر طرق هذه الملكة فتق اللسان بالمحاورة
والمناظرة في المسائل العلمية فهو الذي يقرب شأنها ويحصل مرامها .فنجد طالب العلم
منهم بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في مالزمة المجالس العلمية سكوتا ال ينطقون وال
يفاوضون وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة .فال يحصلون على طائل من ملكة
د .أال يقتصر على الحفظ :فينبغي الفهم أوال ثم الحفظ :يقول "ال تحصل الملكة من حفظه
ه .أن يقلد معلمه :يقول ":وقد يسهل هلال على كثير من البشر تحصيل ذلك في أقرب
و .ممارسة ما تعلمه وتك ارره :يقول" وانما تحصل هذه الملكة بالممارسة واالعتياد والتكرار"،
وعلى قدر المحفوظ وكثرة االستعمال تكون جودة المقول" .تلقي العلم مباشرة من
أصحابه...
ومن هذا يتضح أن ابن خلدون قد وضع للمتعلم شروطا وصفات ينبغي أن يتصف
بها لكي يكون متعلما جيدا ،وهو بهذا يكون" قد راعى المتعلم وظروفه ومقدرته ،مستبقا النظرية
1
التربوية الحديثة" .ومن هنا ننطلق في البحث عن كل منها.
24
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
.7المعلم
المعلم هم الموجه في العملية التعليمية ،فهو بهذا يحتل مكانة عالية ،وهو كذلك عند
ابن خلدون ذو مكانة عالية فهو سند التعليم ،وهو الذي يصنعه ،فالعلوم واحدة ولكن المعلم
هو من يؤثر في التعلم ،يقول ":نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعيها مشتركا بين
من شدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدئ فيه وبين العامي الذي لم يعرف علما وبين العالم
الن ْح ِر ِ
ير .والملكة إنما هي للعالم أو الشادي في الفنون دون من سواهما فدل على أن هذه َّ
الملكة غير الفهم والوعي...ولهذا كان السند في التعليم في كل علم أو صناعة يفتقر إلى
مشاهير المعلمين".
والمعلم عنده قدوة لمتعلمه حيث قال ":وقد يسهل هلال على كثير من البشر تحصيل
ذلك في أقرب زمن التجربة ،إذ قلد فيها اآلباء والمشيخة واألكابر .ولقن عنهم ووعى تعليمهم،
فيستغني عن طول المعاناة ...ومن فقد العلم في ذلك والتقليد فيه...طال عناؤه في التأديب
1
بذلك".
فالمتعلم مقلد لمعلمه في أفعاله ويسهل عليه ذلك اكتساب المعارف واألخالق دون التجربة.
ربيعة بابلحاج :مالمح تعليمية اللغة عند ابن خلدون ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم اللسان العربي والمناهج 1
محاولة تقريب األهداف للطالب وتوضيحها .مراعاة مقدرة الطالب ومساعدته على
الفهم.
أن يكون قدوة لمتعلمه .أن يكون عارف بمستوى متعلمه العقلي واستعداده.
أال يخلط على متعلمه مسائل كتاب بغيره ،فال يخلط عليه علمين معا.
هذه أهم صفات المعلم الجيد ذكرها ابن خلدون في سياق حديثه في وجه الصواب في
تعليم العلوم وطريق إفادته وهو الفصل السابع والثالثون من الباب السادس.
26
الفصل الثـاني :مظــــــــاهر التعليميــة عند ابن خلدون
أ .األهداف التعليمية :ويقصد به الهدف األساسي المتمثل في تعلم اللغة العربية ،والهدف
من تعلم اللغة عامة ونحوها خاصة هو تطبيق تلك القواعد وليس حفظ القاعدة مجردة
من التطبيق الفعلي ،فينبغي "وضع القواعد النحوية موضع التطبيق العملي".
ج .طرائق التدريس :توجد العديد من الطرائق المستعملة في التدريس ،وأشهرها القياسية
واالستقرائية والتكاملية.
د .الوسائل التعليمية :وقد تنبه ابن خلدون إلى دور الوسائل التعليمية في عملية التعلم،
فذكر بعض الوسائل منها الكتاب واألمثلة والرحلة إلى طلب العلم.
ه .التقويم :للتقويم ثالثة أنواع ،أشار إليها ابن خلدون من خالل آليات كل نوع من األنواع
27
اخلامة
الخــــــــاتــــــمــــــــة
خاتمة
ألقت هذه الدراسة الضوء على واحد من أكبر علماء التاريخ ومؤلفيه وواحد من رواد التربية
وعلم ا الجتماع ،وقدمت شرحا عن مبادئ وأفكار هذا العالم العظيم بخصوص الفكر التربوي،
تتميز العملية التعليمية بـ ـ ثالثة عناصر تتكامل فيما بينها :معلم ،متعلم ،محتوى.
اللغة عند ابن خلدون هي ملكة في اللّسان ،تكتسب بالحفظ والفهم ثم االستعمال.
برى ابن خلدون أن الطريقة القياسية تبدأ من الكل لتصل إلى الجزء.
29
قامئة املصادر
واملراجع
قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع
المراجع العربية:
الكتب:
.9أنطوان صياح وآخرون ،تعلمية اللغة العربية ،دار النهضة العربية-لبنان ،ط ،0الجزء
األول.9111 ،
.1أهد صانعي ،دراسات في اللسانيات التطبيقية ،جامعة وهران -الجزائر ،د.ط.0221 ،
.1بشير إبرير ،تعلمية النصوص سن النظرية والتطبيق ،علم عالم الكتب الحديث-األردن،
ط.9119 ،0
.1الدكتور رحاب عكاوي ،ابن خلدون (أشهر مؤرخ عرفه االسالم) ،دار الفكر العربي،
.9عبد الرحمان التومي ،الجامع في ديداكتيك اللغة العربية ،مفاهيم -منهجيات ومقاربات
.2عبد القادر لورسي :المرجع في التعليمية ،الزاد النفيس والسند األنيس في علم التدريس،
جسور للنشر والتوزيع ،حي المندرين قطعة 12محل رقم - 11المحمدية -الجزائر،
30
قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع
.2عمر فاروق الطباع ،ابن خلدون ،مؤسسة المعارف للطباعة والنشر ،بيروت.0229 ،
غالب حنا ،مواد وطرائق التعليم في التربية المتجددة ،بيروت( ،د ،ط). .01
محمد الدريح :مدخل إلى علم التدريس ،تحليل العملية التعليمية ،قصر الكتاب- .00
البليدة.
محمد الصالح حثروبي :الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي ،د ار الهدى .09
محمد الصالح حثروبي ،الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي ،دار الهدى، .01
الجزائر.9109 ،
محمود السعيد الكردي ،ابن خلدون مقال في المنهج التجريبي ،طرابلس ،المنشأ .01
األطروحات:
.0ربيعة بابلحاج ،مالمح تعليمية اللغة عند ابن خلدون ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في علوم اللسان العربي والمناهج الحديثة ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة،
.9112/9112
.9العالية حبار :تعليمية اللغة العربية في ضوء النظام التربوي الجديد القراءة في المرحلة
االبتدائية أنموذجا ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص لسانيات
المجالت:
32
قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع
.0سورية قادري إسماعيل سيبوكر ،العملية التعليمية وآليات التقويم في الفكر التربوي عند
ابن خلدون من خالل المقدمة ،مجلة آفاق علمية المجلد ،00العدد ،9102 ،10ص
.115
.9عبد اهلل قلي ،التعلمية العامة والتعلمية الخاصة ،مجلة المبرز ،مجلة علمية أدبية محكمة،
.1قاسمي الحسني ،تعلمية النحو منشورات المجلس األعلى للغة العربية ،أعمال ندوة في
.1محمد صاري ،واقع المحتوى في المقررات المدرسية ،تحليل ونقد ،مجلة العلوم االجتماعية
واإلنسانية ،عنابة.
المراجع األجنبية:
33
قـــــائــــــمة المصــــــادر والمـــــراجـــــع
1993.
34
امللقق
المــــــلـــــحـــــق
36
الفهرس
الــــــفهـــــــــرس
بسملة
شكر وعرفان
إهـــــــــــــداء
تمهيد9 ...............................................................................
لغة 9 ....................................................................
اصطالحا1 ...............................................................
38
الــــــفهـــــــــرس
الملحق.
الفهرس.
الملخص.
39
امللص
المــــــلـــــخـــــص
تناولت هذه الدراسة إحدى القضايا الواردة في مقدمة ابن خلدون وهي قضية العملية
حيث تحدث عن المنهج، هادف إلى التعريف بالعملية التعليمية وأهم آفاقها،التعليمية
. وبيئة التعلم، كما تحدث عن المعلم والمتعلم وصعوبات التعلم ونظرياته.بعناصره الخمس
إنما نجد لعناصر العملية التعليمية،والقول بهذا ال يعني أنه قد نظّر للتعليمية كما فعل غيره
، فهو ال يتطرق إليها متعمدها بالتنظير والتأسيس لها كعلم من العلوم،مالمح في آرائه وأقواله
Summary in english:
This study deals with one of the issues mentioned in Ibn Khaldun’s
introduction, which is the issue of the educational process. It aims to
introduce the educational process and its most important prospects, as
he talked about the curriculum with its five elements. He also talked
about the teacher, the learner, learning difficulties and theories, and
the learning environment. Saying this does not mean that he
considered educationalism as others did, rather we find the elements
of the educational process features in his opinions and sayings, as he
does not address them deliberately by theorizing and establishing them
as a science of science, but rather in the context of his talk about
education, methods and methods.
المــــــلـــــخـــــص