Professional Documents
Culture Documents
المعدله 2
المعدله 2
الموارد
شعبة الدراسات بنغازي– ليبيا
الجغرافية
تقييم الواقع السكني للمنطقة الممتدة من توكرا شرقا إلى دريانه غربًا
إعــــــــــــداد الطالبة
نجاح عبد الكريم حمد عبد ربه
إشراف
الدكتور خالد محمد بن عمور
أستاذ مشارك
دراسة مقدمة لغرض استكمال متطلبات الحصول على درجة اإلجازة العالية
(الماجستير ) في الجغرافيا وتمنية الموارد بتاريخ ..../...../.....
2017م
س َكنًا َو َج َع َل لَ ُك ْم ِمنْ ُجلُو ِد اأْل َ ْن َع ِام بُيُوتًا
﴿ َوهَّللا ُ َج َع َل لَ ُك ْم ِمنْ بُيُوتِ ُك ْم َ
ص َوافِ َها& َوأَ ْوبَا ِر َهاست َِخفُّونَ َها يَ ْو َم ظَ ْعنِ ُك ْم َويَ ْو َم إِقَا َمتِ ُك ْم َو ِمنْ أَ ْتَ ْ
ش َعا ِر َها أَثَاثًا َو َمتَا ًعا إِلَى ِح ٍ
ين﴾ َوأَ ْ
سورة النحل اآلية()80
اإلهـــــــــــــــداء
2
إلى من زرعت في قلبي االستمرار في المسيرة العلمية
الباحثة
الشكر والتقدير
بع د توفي ق اهلل ع ّز وج ّل واحلم د هلل والص الة والس الم س يدنا حمم د ص لى اهلل علي ه وس لم وعلي ال ه
وصحبه وسلّم ،أتقدم جبزيل الشكر واالمتنان إىل أستاذي الفاضل :الدكتور .خالد بن عمور على
كل ما بذله من جهد وإرشاد وتوجيه ساهم يف إخراج هذه الرسالة على هذه الصورة ،كما اشكر
ك ل م ا ق دم يل ي د الع ون يف س بيل إخ راج ه ذا العم ل املتواض ع يف ص ورته واخص بال ذكر ال دكتور
س عد القزي ري لتوف ري الكتب واملراج ع والتقري ر واإلحص اءات والتع دادات الس كانية والس كنية ،
3
وال دكتور منص ور الكيخيا لتوف ريه اإلحص اءات الس كانية ،وال دكتور محم د الخفيفى .وكم ا
أتقدم بالشكر والعرفان للعاملني يف السجل املدين يف كل من توكرا ودريانة الذين زودوين بالبيانات
املتعلقة مبوضوع البحث ،واىل أفراد أسريت الذين كانوا حيرصون على تذليل كافة الصعوبات وهتيئة
الظ روف يل ملواص لة دراس يت واخص بال ذكر ُأمي أط ال اهلل يف عمره ا ،و أتق دم بالش كر لألس اتذة
الكرام بقسم اجلغرافيا جامعة بنغازي ،كما يسرين أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير لألساتذة الكرام
بلجنة املناقشة بوافر االمتنان على تكرمهم وقبوهلم ملناقشة رساليت .
الباحثة
ملخص الدراسة
تتناول هذه الدراس ة موض وع الس كن يف كون ه ظ اهرة واقعي ة تواج ه اجملتمع ات احلض رية ،وكيفي ة مواجه ة الطلب
املتزاي د عليه ا ،إذا أن ع دم ق درة الدول ة على معاجلة الطلب املتزاي د على املس اكن أدى إىل تف اقم أزم ة الس كن
وأصبحت مشكلة تعاىن منها العديد من الدول ،وليبيا بصفة عامة ومنطقة الدراسة بصفة خاصة أصبحت تعاين من
الطلب املستمر على املساكن ،فقد كان هلذا الطلب السكين تأثريات على الرتكيب الداخلي للمدن ومراكز العمران
واس تعماالت األرض وتطوره ا ،ه ذا الطلب املس تمر أدى إىل ب روز مش كلة الس كن أو م ا يع رف باألزم ة الس كنية
وال يت أدت إىل انتش ار ظ اهرة بن اء املس اكن داخ ل املخطط ات يف املن اطق الفض اء واملس احات اخلض راء وخ ارج
املخططات العمرانية الرمسية مما أثر على النسيج العمراين للرتاكيب مراكز العمران ،ومما سبق جاءت فكرت هذه
4
الدراس ة حتت عن وان تق ييم الواق ع الس كىن للمنطق ة املمت دة من ت وكرا ش رقا إىل دريان ة غرب ا ،فق د انطلقت ه ذه
الدراسة من إطار منهجي وفق اً لألسلوب اجلغرايف الذي يقوم على األسلوب الوصفي التحليلي لتقييم واقع السكن
يف منطقة الدراسة من خالل أهداف سعت الدراسة إىل الوصول إليها واليت من أبرزها كيفية مواجهة الطلب املتزايد
على السكن وخصائصه ومؤشراته وكيفية مواجهة عمليات النمو غري املنظم للسكن .
ومن اجل الوصول هلذه األهداف استندت الدراسة على مجع البيانات الالزمة من املصادر والتقارير واإلحصاءات ،
باإلضافة إىل اجلانب امليداين الذي مشل العمل امليداين توزيع 400ورقة استبانه قامت بتوزيعها الباحثة على مراكز
العمران باملنطقة ،باإلضافة إىل العديد من املقابالت والقياسات امليدانية لتطبيق بعض معايري تقييم احلالة السكنية .
وتوصلت الدراسة إىل عدة نتائج من أبرزها أن ظاهرة الطلب على السكن ليست وليدة الظروف احلالية وإمنا من
زمن بعيد ،وان معدل النمو األسري كان أسرع من معدل منو الوحدات السكنية ،مما زاد يف التوسع املساحي غري
املنظم ،خاص ة إن قط اع اإلس كان ت أثر يف ف رتة النص ف الث اين من الثمانيني ات من الق رن املاض ي باض طراب مس رية
تنمية املشروعات اإلسكانية مما جعل قطاع اإلسكان غري قادر على مواجهة الطلب املتزايد على املساكن ،بسبب
قصور املؤسسات املمولة هلذا القطاع إىل جانب قلة األراضي املخططة داخل املخططات العمرانية واليت متثلت يف
تعثر عمليات تنفيذ اجليل الثاين وعدم استكماهلا باإلضافة إىل عدم البدء يف تنفيذ اجليل الثالث .
فهرس المحتويات
ة
ة اآلي
القرآنية .................................................................................................................................................ب
اإلهداء ........................................................................................................................................................ج
5
ملخص
الدراسة .............................................................................................................................................ه
رس فه
احملتويات .............................................................................................................................................ح
املقدمة 2........................................................................................................................................................
4
4
5
6
8
6
الدراسة ....................................................................................................................................... صعوبات
10
12
ة
12
12
.2املوضع 16..................................................................................................................................................
.4الرطوبة 22...............................................................................................................................................
.5األمطار 25.................................................................................................................................................
.6الرتبة 27..................................................................................................................................................
................................................................................................ ثاني اً :اخلص ائص البش رية املؤثرة على الس كن
29
34
7
.............................................................................................................. أوالً:تط ور املس كن للمنطق ة الدراس ة
56
الدراسة ....................................................................................... ثاني اً :أس باب الزي ادة يف الرقع ة الس كنية مبنطق ة
71
76
77
................................................. ثالث اً :مع دل نص ب الف رد من املس احة الس كنية داخ ل املخط ط وخ ارج املخط ط
111
114
ة
8
ثانياً :أمناط املساكن 130.................................................................................................................................
135
136
137
140
141
147
150
الخاتمة
المالحق
164
9
فهرس الجداول
الرقم ة
19
2009م امي -2000 هرية بني ع ار الش ة األمط ط كمي متوس -2-
21
33
2015-1973م رتة وكرا يف الف زت كاين يف مرك و الس النم -6-
35
36
رتة 2015-1973 س يف الف ز برس كاين يف مرك و الس النم -8 -
37
2015م رتة -1973 ين يف الف ز املب كاين يف مرك و الس النم -9 -
39
2015-1973م النم و الس كاين يف مرك ز ب وجرار يف الف رتة -10 -
40
10
ة الدراسة ادرين من منطق املغ -11-
47
50
ة الرقم
املس اكن داخ ل وخ ارج املخطط ات العام ة مبنطق ة الدراس ة ع ام 2015م -21-
71
ة ة الدراس ر مبنطق داد األس ور أع تط -22 -
76
11
81 الطلب السكين مبنطقة الدراسة - 23 -
مع دل اإلش غال الس كين حس ب التجمع ات العمراني ة مبنطق ة الدراسة -26 -
98
ة ق الدراس اكن مبنط ة للمس احات الكلي املس -27 -
103
كنية احة الس رد من املس يب الف نص -28 -
106
املس احات الس كنية حس ب املراك ز العمراني ة مبنطق ة الدراس ة ب املرت املرب ع -29 -
107
مع دل نص يب الف رد من املس احة الس كنية داخ ل وخ ارج املخط ط -30 -
113
12
درج ة الرض ا الس كين الع ام مبنطق ة الدراسة -39 -
143
ة الرقم
العالق ة بني حال ة املس اكن والرض ا الس كين يف منطق ة الدراس ة -42 -
148
العالق ة بني ملكي ة املس كن والرض ا الس كين مبنطق ة الدراس ة -43 -
149
العالق ة بني مس احة املس كن والرض ا الس كين مبنطق ة الدراس ة -44 -
150
13
فهرس األشكال
ة الرقم
15
رتة 2009-2006م ة يف الف ة الدراس ات احلرارة مبنطق ط درج متوس -2 -
18
رتة 2009-2000م هرية يف الف ار الش ة األمط ط كمي متوس -3 -
22
24
اكن داخلي للمس ر ال ة علي املظه ر الرطوب أث -5 -
24
ران باملنطقة ز العم كان مراك ور الس تط -6 -
33
14
ران باملنطقة ز العم ع مراك توزي -7 -
41
ة ة الدراس ات مبنطق د والوفي دالت املوالي مع -8 -
44
44
45
66
وكرا ةت ط يف مدين ارج املخط اء خ ح البن ة توض خريط -12 -
66
ة دريانة ط يف مدين ارج املخط اء خ ح البن ة توض خريط -13 -
67
ة برسس ط يف مدين ارج املخط اء خ ح البن ة توض خريط -14 -
67
ة املبين ط يف مدين ارج املخط اء خ ح البن ة توض خريط -15 -
69
وجرار ةب ط يف مدين ارج املخط اء خ ح البن ة توض خريط -16 -
69
ة الدراسة ات مبنطق ارج املخطط ل وخ اكن داخ اء املس بن -17-
70
15
ة الدراسة احلوش مبنطق -18 -
82
83
ة الرقم
املس اكن خ ارج املخط ط منطق ة ت وكرا ب القرب من الطري ق الس احلي -24 -
108
122
122
ة ات العمراني ل املخطط الف داخ اء املخ البن -28 -
124
ة ات العمراني ارج املخطط الف خ اء املخ البن -29 -
125
ة أو حمل جتاري تغالهلا كغرف ة اس اكن وكيفي الف بني املس اء املخ البن -30 -
126
16
132 منط الفيالت يف الفرتة من 1980-1971م -31 -
134 تغري شكل املسكن بعد إضافة شرفة للشقة -32 -
134 تغري شكل املسكن بعد إضافة شقة يف الطابق الثاين -32 -
17
تمهيد
اإلطار النظري والمنهجي للدراسة
المقدمة
إن أهم المتطلبات األساسية لإلنسان هي الحاجة للسكن ،فاإلنسان منذ وج وده في الطبيع ة
يبحث عن المأوى المناسب لحياته ،فقد نشأت حاجته إلى السكن وبأبسط أنواعه عن دما أدرك
المخاطر التي تهدده وتقلل من راحته وتشكل تهديدًا لما يملكه .هذه البداية البس يطة ولكنه ا
مهمة ومن هنا بدأت حاجة اإلنسان للسكن ،وبناءً عليه يمكن القول أن المسكن ه و المك ان
األمين الذي يأوي إليه اإلنسان وأسرته ليصون نفسه من المخ اطر ويم ارس في ه حيات ه
الخاصة ،ومع تطور المجتمعات زمنيًا وتعقيدات الحياة البشرية زادت أهمية المسكن لإلنسان
والمجتمع .
والسكن بالمفهوم الضيق يقصد به المأوى الذي يقيم فيه األفراد أو هو البناء العادي الذي يتألف
من الحيطان والسقف الذي تقع عليه عين اإلنسان ،وأما المفهوم الواسع للسكن فانه ال يقتصر
على مجموعة الجدران األربعة وما يعلوها من السقف بل لما يشتمل ما علي ه من الخ دمات
المساعدة والتسهيالت التي يقدمها المجتمع له لكي يقبل اإلنسان على العيش في هذا المبنى بكل
ا راحة واستقرار ،وعليه ال يمكن النظر إلى المسكن نظرة جزئية متمثلة بعدد الوحدات وإنم
ينظر إليه نظرة كاملة ومنجزة من المرافق والخدمات الكاملة لكي يستطيع العيش فيه .
ومن هنا يتم النظر إلى إستراتيجية الدولة في معالجة مشكلة السكن وتوفير القنوات التي تق دم
التسهيالت لمساعدة المواطن لتوفير السكن له على درجة عالية من األهمية في ظ ل التكلف ة
العالية للحصول عليه و التي تعد من المعوقات األساسية التي تعترض السياس ة اإلس كانية ،
كانية والعديد من دول العالم خاصة بلدان العالم الثالث تعاني من عدم وجود استراتيجيات س
محددة تعالج األزمة السكنية بشكل واضح ،والمجتمع الليبي من المجتمعات التي تواجه ه ذه
المشكلة خاصة إن الدولة ليس لها سياسات إسكانية تعالج األزمة السكنية مم ا جعله ا ال تفي
بالغرض في ظل نقص التمويل العقاري لمثل هكذا مشاريع ب الرغم من ظه ور مخطط ات
شاملة وعامة حاولت تنظيم العمران الحضري والريفي وتنظيم استعماالت األرض التي تساعد
في حل أزمة السكن وزيادة المساحات الحضرية في ك ل من الم دن والق رى خالل ف ترة
الثمانينيات من القرن الماضي وعدم استكمالها خاصة في ف ترة الف راغ التخطيطي أدت إلى
د زيادة في الطلب السكنى وتراكمه ،مما أدى إلى بروز أزمة السكن فلم تستطيع الدولة الح
من هذه األزمة مما ساهم في ظهور ظاهرة البناء العشوائي داخ ل المخطط ات العمراني ة
وبروز ظاهرة البناء غير المنظم للتجمعات السكنية خارج مخططات المدن كح ل للمش كلة
السكنية بحكم تخلي الدولة عن دورها في قيادة قطاع اإلسكان بالدولة .
واألسلوب الجغرافي لدراسة هذه الظاهرة وما يرتبط بها من مشاكل يُنظ ر إليه ا من ع دة
جوانب منها الجانب السكنى واالجتماعي والثقافي والطبيعي ،فهذه الج وانب ال تي تتعل ق
وعات ذات بالسكن واإلنسان ثم المكان التي يتم عليه االستخدام السكنى الذي يعد من الموض
األهمية عند دراسة ظاهرة السكن ،إال إن الجانب السكنى الذي يقوم على تتبع وتقييم الواق ع
السكنى من حيث أحجامه وأنواعه وأنماطه وتوزيعاته والقائم منه يعد من التوجه ات المهم ة
2
ييم من خالل عند دراسة الواقع السكني ،ألنه يركز على وجه الخصوص على عمليات التق
استقصاء األسر الساكنة من حيث حجمها وتركيبها العمري والوظيفي والدخل وفقًا لألس لوب
البيئي في الدراسات الجغرافية الميدانية الذي يمثل أهم اتجاهات الدراسة الجغرافية لتقييم الواقع
السكني في أي مركز عمراني .
وانطالقًا مما سبق ركزت هذه الدراسة على تقييم الواقع السكني في المنطقة الممتدة من مدينة
توكرا إلى مدينة دريانه ،وقد تم تقسيم الدراسة إلى مقدمة وأربعة فصول ،فقد شملت المقدمة
اإلطار النظري التي تم فيه عرض المشكلة البحثية وتساؤالت الدراسة وأه دافها والمنهجي ة
المتبعة فيه والطرق التي اعتمدت عليها الباحثة في جمع البيانات ،وركز الفص ل األول على
الخصائص الجغرافية الطبيعية والبشرية المؤثرة على السكن بمنطق ة الدراس ة ،في حين أن
الفصل الثاني ركز على دراسة التوزيع الجغرافي للمساكن من خالل التطرق إلى دراسة تطور
اإلسكان بالمنطقة والطلب عليه وأنماطه والعوامل المؤثرة في توزيعه ،وتناول الفصل الثالث
تقييم الواقع السكنى لمنطقة الدراسة من خالل قياس الكفاية السكنية ومعدل اإلش غال الس كنى
ونصيب الفرد من المساحة السكنية ،باإلضافة إلى دراسة ظاهرة السكن العش وائي وأس باب
ظهور المشكلة السكنية ،فيما تناول الفصل الرابع بالدراس ة والتحلي ل للخص ائص العام ة
للمسكن من ناحية نوع الملكية وتاريخ بناءها وعدد الغرف وحجم األسر الش اغرة للمس اكن
توى وعدد الطوابق ومعرفة مستوى الرضا السكنى في األحياء والمراكز العمرانية وأثر مس
الدخل على نمط المساكن ودرجة التزاحم السكني .
مشكلة الدراسة :
يمثل السكن احد المتطلبات األساسية في حياة اإلنسان وهو يع د من المؤش رات األساس ية
ق لعمليات التنمية بالرغم من المجهودات المبذولة من جهات االختصاص لتوفير السكن الالئ
بمنطقة الدراسة ،إال أن مشكلة السكن تعد من ابرز المشاكل التي تعانى منها ليبيا بشكل ع ام
والمراكز العمرانية في منطقة الدراسة بشكل خاص في ظل غي اب اس تراتيجيات واض حة
لمعالجة المشكلة السكنية نظرًا الرتباطها بظاهرة الزيادة السكانية والطلب على الس كن مم ا
ترتب عليه ارتفاع معدالت العجز السكنى الذي أدى إلى تنامي ظاهرة الس اكن غ ير المنظم
خارج المخططات العمرانية باإلضافة إلى البناء العشوائي داخل المخططات العمرانية المعتمدة
والمخصصة لالستعماالت غير السكنية ،وفي ظل عدم التوازن بين الزيادة الس كانية والطلب
السكني تغيرت الخريطة السكنية بشكل واضح بالمنطقة بحكم تأثر الحالة الس كنية بمتغ يرات
3
عديدة مما شجع الباحثة على القيام بهذه الدراسة التي تقوم على تق ييم الوض ع الس كني في
المنطقة الممتدة من توكرا شرقًا إلى دريانة غربًا وفقًا لألسلوب الجغرافي في عمليات التقييم .
تساؤالت الدراسة :
ل ببعض تحاول هذه الدراسة تحليل واقع اإلسكان في المنطقة من خالل ربط عمليات التحلي
التساؤالت البحثية التي ترتبط بموضوع الدراسة وتتمثل فيما يلي -:
ما هي األنماط السكنية السائدة بالمنطقة وخصائصها العامة ؟ .1
ما هو واقع الحالة السكنية بمنطقة الدراسة ؟ .2
هل أثرت أزمة السكن على انتشار ظاهرة الس كن غ ير المنظم خ ارج مخطط ات .3
المراكز العمرانية بمنطقة الدراسة ؟
ما هي العوامل الجغرافية المحددة للعالقة بين السكان والسكن بالمنطقة ؟ .4
ما هي مستويات الرضا السكنى بمنطقة الدراسة ؟ .5
أهداف الدراسة :
يعد موضوع السكن من الموضوعات المهمة في بناء الدول والمجتمعات الرتباطه بالعديد من
المتغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،والحكومات تتعامل مع هذا الموضوع باعتباره
محدد رئيسي في سياستها الداخلية ومن هذا المنطلق عندما تم اختيار موضوع هذه الدراسة تم
تحديد عدة أهداف رئيسية وفقًا لرؤية الدراسة بحيث تخدم الموضوع واألسئلة البحثية ومن أهم
هذه األهداف ما يلي :
.1معرفة الواقع السكني بمنطقة الدراسة وتقييمه وتحديد احتياجات المنطقة حالي ًا ومس تقبالً من
السكن .
.2تصنيف الوحدات السكنية ومعرفة اتجاهات السكن بالمنطقة .
.3تحديد العوامل الجغرافية المؤثرة على ظاهرة السكن بمنطقة الدراسة .
.4معرفة مستوى الخدمات المختلفة للوحدات السكنية بمنطقة الدراسة .
.5تحديد مستويات الرضا السكني بمنطقة الدراسة .
4
شرقًا 0
وفلكيًا تقع منطقة الدراسة بين خطي طول – 020 -15 -00إلى 20 -35 -00
وبين دائرتي عرض – 032 -20 -00إلى 032 -35 -00شماال .
وطبيعيًا يحد المنطقة من الشمال والغرب البحر المتوسط وجنوبا منطقة سهل بنغازي الممت دة
من دريانه إلى مدينة بنغازي ،أما شرقا فتحد المنطقة الحافة األولى لهضبة الجبل األخضر .
ومنطقة الدراسة نقع على الطريق الربط بين مدينتي بنغازي والمرج الذي يمتد بطول 97كم
كما توضح الخريطة ( : ) 1
+الدراسة :
أهمية
ل إن أهمية دراسة هذا الموضوع تكمن في أن الحاجة للسكن ال تقل أهمية عن الحاجة للمأك
والمشرب والملبس ،بل أن استقرار اإلنسان ال يتم إال بتوفر سكن مالئم له ،والحاجة للسكن
في ليبيا كانت في البداية تفي بالضرورات من خالل بساطة أشكالها وأحجامها نظ را لق رب
اطة العيش عهد السكان بالبداوة ،بل لم يكن السكن مشكلة بسبب سعة الرقعة الحضرية وبس
وقلة السكان .أما بعد ظهور النفط بصفة خاصة فقد انتق ل الن اس من مرحل ة الكف اف أو
الضرورات من العيش إلى مرحلة ما وراء الكفاف في الطلب على المعيشة والمسكن مما أدى
إلى تغير األسس والضوابط التي عليها يتم الطلب على السكن ومن هنا تتبع أهمية دراسة واقع
السكن في منطقة الدراسة .
إن أهمية دراسة موضوع السكن تنبع من انه يشكل الجزء األكبر من مساحة المدينة ،وال تي
تصل نسبتها في معظم المدن الكبيرة إلى % 60من مجموع االستعماالت الحضرية ،كما أن
المناطق السكنية تشكل الشريحة األساسية من النظام الحضري ،إضافة إلى ذلك فان المدن في
الوقت الحاضر تعد مصدر إشعاع ومكانًا لتوفير السلع والخدمات للسكان ،ولما كانت مس ألة
توفير السكن من المهمات التخطيطية في معظم الدول ألنها ذات بُع دين أساس يين :األول :
لكونها إحدى عناصر خطط التنمية الشاملة .وثانيهما :ألنها تهم قطاعات كب يرة من أف راد
المجتمع الذين يعيشون في أي بلد .
5
المصدر :إعداد الباحثة باالعتماد على األطلس الوطني .
ويُعد تحليل واقع السكن بمنطقة الدراسة أهمية ك برى تتمث ل في أن المنطق ة من الناحي ة
العمرانية تعد ذات أهمية كبيرة لمراكز العمران في منطقتي سهل بنغازي والجبل األخض ر ،
فهي من المناطق المتوقعة للتوسع الحضري لمدينة بنغازي الكبرى في ظل اس تمرار تف اقم
أزمة السكن وارتفاع إيجارات المساكن وارتفاع أسعار األراضي السكنية في مدينة بنغ ازي ،
واستمرار انتشار ظاهرة السكن غير المنظم والسكن الثاني ،فالمنطقة مالئمة من حيث أسعار
األراضي وسهولة الوصول من وإلى مدينة بنغازي ،مما يشجع على تطورها عمرانيًا وسكنيًا
6
،ولذا على الدولة رسم سياسة سكنية تأخذ بعين االعتبار كافة المتغيرات الس ابقة وظ روف
منطقة الدراسة الجغرافية وما يجاورها من المناطق عن طريق إجراء العديد من الدراسات في
جغرافية اإلسكان لتقييم األوضاع السكنية ومعالجة المحددات والمتغ يرات ذات الت أثير على
ظاهرة السكن .
مبررات اختيار موضوع الدراسة :
.1رغبة الباحثة في دراسة هذا الموضوع وقدرتها على القيام بالدراسة الميدانية .
.2ندرة الدراسات الجغرافية التي تهتم بتقييم الواقع السكني في ليبيا ضمن جغرافية اإلسكان .
.3تطمح الباحثة أن تكون هذه الدراسة بداية لدراسات أخرى لتقييم الواقع السكني في عدة مراكز
عمرانية في ليبيا .
منهجية الدراسة :
تنطلق في إجراءاتها المنهجية من خالل عدة خطوات أساسية في عملي ة البن اء المنهجي من
اجل الوصول إلى إجابات على تساؤالتها البحثية حسب ما يلي - :
أوال :أساليب الدراسة :
بحكم أن موضوع اإلسكان متشعبًا وواسعًا ومجاالً لتالقي وتداخل العلوم المختلفة ،ل ذا ف ان
مناهج دراسة اإلسكان متعددة ومتنوعة في ذات الوقت وسيتم االعتماد في هذه الدراس ة على
عدة أساليب من أهمها ما يلي - :
.1األسلوب الوصفي التحليلي - :الذي يقوم على تحليل ووصف الظاهرة موضوع الدراسة من
خالل البيانات المختلفة ذات العالقة بموضوع الدراسة ،للوصول إلى تفسيرات موضوعية
تحدد المتغيرات واألبعاد المختلفة لموضوع الدراسة .
.2األسلوب السلوكي - :الذي يقوم على نظرة الفرد إلى بيئة مسكنه الذي يعيش في ه إلدراك ه
لبيئته السكنية ومحاولة تقييمها لمعرفة الجوانب السلبية والخصائص العامة للمساكن .
كن .3األسلوب التاريخي - :بما أن الدراسة تتناول في جزء منها التطور المكاني لظاهرة الس
والسكاني بمنطقة الدراسة وال يمكن دراسة هذا التطور إال من خالل األسلوب التاريخي .
.4األسلوب الكمي -:الذي يقوم على االستعانة بالعديد من المؤشرات الكمي ة لتحلي ل الواق ع
السكني بالمنطقة .
ثانيا :طرق جمع البيانات -:تم تجميع بيانات الدراسة من خالل عدة مصادر من أبرزها ما
يلي :
7
.1األسلوب المكتبي -:عن طريق االطالع على الدراسات النظري ة في مج ال جغرافي ة
اإلسكان وجغرافية المدن من كتب ودوريات علمية ورسائل علمية وبح وث ،باإلض افة إلى
التقارير التخطيطية من قبل مؤسسة دوكسيادس ومكتب العمارة ببنغازي .
.2األسلوب الميداني :ويعتمد على الدراسة الميدانية التي تم إجراؤها في الفترة من / 2 / 2
2015م إلى الفترة 2015 / 8 / 7م ،بحصر جميع أنماط الوحدات السكنية المتمثلة في
الحوش والفيال والشقة دون الدخول في تفاصيل المسكن من الداخل لك ل مراك ز العم ران
بمنطقة الدراسة وتم تكرار الذهاب إلى منطقة الدراسة ألخذ معلومات عن السكان واألسر من
السجل المدني في توكرا و دريانة وإحصاءات المجالس المحلي ة وك ذلك اللتق اط ص ور
فوتوغرافية للمساكن التي تخدم غرض الدراسة .
أما بالنسبة الستمارة االستبيان وقد صممت لمواضيع مهمة ذات العالقة بالعديد من الج وانب
المرتبطة بتقييم الحالة السكنية والوضع االجتماعي واالقتصادي والسكني باعتبارها مؤش رات
ال يمكن االستغناء عنها ،فاألسئلة الخاصة بالمسكن توضح خصائص المسكن في المنطق ة ،
وقد تم توزيع استمارة االستبانة على أرباب األسر التي بلغ عددها 400استبانه كعينة للدراسة
من إجمالي عدد السكان بمنطقة الدراسة في عام 2006م ،وقد تم توزيعه ا حس ب طريق ة
التخصيص النسبي خالل فترة 2015 / 4 / 13م إلى 2015 / 8 / 22م .
.1مدن منطقة الدراسة ( مدينة توكرا -مدينة دريانة ) وفقا لتصنيف التخطيط العمراني .
.2قرى منطقة الدراسة ( بوجرار– برسس – المبني ) وفقا لتصنيف التخطيط العمراني.
توكرا النسبة تمثل % 47.3وحجم العينة 189استمارة.
دريانة والنسبة تمثل % 20.9وحجم العينة 84استمارة.
برسس والنسبة تمثل % 13.9وحجم العينة 56استمارة.
المبنى والنسبة تمثل % 12.1وحجم العينة 48استمارة.
بوجرار والنسبة تمثل % 5.7وحجم العينة 23استمارة .
وتضمن استمارة االستبيان عنوان الرسالة والجهة المشرفة عليها وكذلك تضمنت األسئلة ،كما
يوضحها ملحق( ) 1وتم إدخال البيانات الدراسة الميدانية بعد جمعها ثم إعدادها وتفريغها في
الحاسب اآللي لضمان اكبر قدر من الدقة في التحليل على قاعدة البيانات ،ثم إعداد البيان ات
وتحليل الجداول واستخراج التكرارات والنسبة المئوية ومعدل التزاحم في الغرف وتم استخدم
برنامج ))Excelإلعداد األشكال البيانية وقطاعات والدوائر النسبية.
8
كما تم حصر المساكن عن طريق الصور الفضائية الملتقطة عبر األقمار الصناعية في ش هر
2016 / 11م .
الدراسات السابقة :
إن الدراسات السابقة تمثل األساس النظري الذي ترتكز عليه الدراسة ،من بداية فكرة البحث
إلى الوصول لمرحلة عرض النتائج التي توصلت إليها ومقارنتها ببعض النت ائج الس ابقة ،
وبحكم تنوع الدراسات اإلسكانية فان الباحثة ستستعرض أهم الدراسات التي تناولت موضوع
السكن في العالم ثم على مستوى ليبيا وفقًا لتسلسلها الزمني من األقدم إلى األحدث -:
قام الباحث سعد القزيري في دراسته تنمية المدن الصغيرة عام 1989م بالتركيز على سياسات
الدولة في مجال التنمية االقتصادية واالجتماعية للمدن الصغيرة فقد كان لتلك السياسات األث ر
الواضح والملموس في نمو المدن الصغيرة وتركيبها وتطورها وظيفيًا بفعل برامج استش ارية
ضخمة في تنمية مرافق المدن ،فقد حظيت المدن الصغيرة ببرامج عديدة في مجال اإلس كان
والمرافق الخدمية منها المنشآت التعليمية والصحية وإقامة مشاريع زراعية وصناعية ساهمت
في نموها عمرانيًا (.)1
وأكدت دراسة عمر سليمان الحاسي في عام 2002م التي حملت عنوان الحركة الس كنية في
كن مدينة بنغازي التي أكد فيها إن مؤشر الدخل يلعب دورًا مهمًا في انتقال األسرة من مس
ا زاد آلخر ،فقد وجدت عالقة بين مستوى الدخل الذي يسمح لالنتقال من مسكن آلخر فكلم
الدخل زادت فرص االنتقال إلى المسكن اآلخر ،وإذا م ا انخفض مس توى دخ ل األس رة
فالفرصة في االنتقال وتغير المسكن تصبح ضعيفة جدًا (.)2
هدفت دراسة فاطمة عبدالنبي في عام 2004عن التعرف على النمو الحضري لمدينة األبيار
والمشاكل التي واكبت عملية النمو من خالل البناء وانتشار ظاهرة المخالفات التي يقوم ب ه .
المواطن للمخطط العام أو خارجه وسواء داخل الوحدة السكنية أو خارجها رغبة في التوس ع
نظرا لزيادة حجم األسرة أو للكسب المادي مثل بناء المحالت التجارية ،واستنتجت الدراس ة
احتمالية حدوث تعدي على المخطط العام كلما صغر حجم الوحدة السكنية بحكم رغبة األس ر
()1
في البناء المالصق لبيوتهم .
. 1سعد خليل القزيري " ،تنمية المدن الصغيرة " ،مجلة المدينة العربية ،الع دد ، 38تص در عن منظم ة الم دن
العربية ،الكويت 1989 ،م .
.2عمر سليمان الحاسي 2002 ( ،م ) " :الحركة السكنية في مدينة بنغازي " ،جامعة قاريونس ،كلية اآلداب ،قس م
الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة .
- 11فاطمة عبد النبي عطية 2004 ( ،م ) " :النمو الحضري في مدينة االبيار -دراسة تحليلي ة لمعوق ات النم و
وتوقعات المستقبل " ،جامعة قاريونس ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة .
9
تناول الباحث أحمد عبدالسالم عبدالنبي في بحثه عام 2005م موضوع الرض ا الس كني في
منطقة الجغبوب والعوامل المؤثرة في مستوى الرضا السكني العام والرضا السكني في األحياء
وفقًا لألنماط السكنية ،حيث أن منطقة الجغبوب تعاني من مشكلة سكنية كشفت عنها معايير
التقييم الذاتية لإلسكان لذلك أوصى الباحث باإلسراع في تنفيذ برامج إسكانية تقوم على فك رة
إنشاء مساكن جديدة وتنفيذ الصيانات والتجديد لألحياء التي تضم مس اكن قديم ة خوف ا من
حدوث كارثة إنسانية بسبب انهيار بعض المساكن القديمة ،كما أوصت الدراس ة بأخ ذ آراء
السكان المقيمين في بناء المساكن وإزالة المساكن اآليلة للسقوط حتى ال تصبح ن واة للس كن
العشوائي مع مرور الوقت (.)2
أما الباحثة سميرة عبدالقادر حلوم الزوي عام 2005م فقد تن اولت في دراس تها سياس ات
اإلسكان وأثرها على قطاع السكن في مدينة اجدابيا من خالل التعرف على أث ر السياس ات
اإلسكانية المتبّعة في ليبيا ودورها في إيجاد السكن بالمدين ة ،خاص ة للفئ ات ذات ال دخل
ا في المنخفض في محاولة التعرف على أهم المشروعات اإلسكانية الحديثة بالمدينة و دوره
إعادة توزيع السكن عن طريق التسهيالت المالية المتماثلة في القروض السكانية أو بناء مساكن
وتخصيصها وتوزيعها للمواطنين (.)1
وفي دراسة أخرى للباحث إبراهيم محمد جمعة الزعبي عام 2009م حول المدن الصغيرة في
اول محافظة اربد :ركز على األوزان السكنية والوظائف الحضارية للمدن الصغيرة ،قد تن
الباحث في دراسته المدن من حيث أحجامها السكنية والوظائف التي تقدمها لسكانها وتوص لت
الدراسة إلى أن معدل النمو السنوي لإلسكان في بعض المدن الصغيرة يف وق مع دل النم و
السنوي لإلسكان في محافظة اربد مما يتطلب من متخذي القرار التخطيطي توف ير الخ دمات
والمرافق العامة حتى يأخذون باعتبارهم معدل النمو السكاني عند إقامة أي مشاريع سكنية (.)2
وتناول عادل إدريس فتح اهلل الخالدي في عام (2009 )1م ،التحليل المكاني لتطور استعماالت
األرض في مدينة طبرق ،من حيث تطورها العمراني وتتبع التغيرات الكمية التي طرأت على
استعماالتها المختلفة منذ عام 1966م ومدى مواكبة التطور العمراني للزيادة السكانية وم دى
. 22أحمد عبدالسالم عبد النبي " ،الرضا السكني في منطقة الجغبوب ،بحث مقدم للملتقي العاشر للجغرافي ة الليب يين
الكانون 2005 ،م .
- 1سميرة عبدالقادر حلوم الزوي 2005 ( ،م ) " :سياسيات اإلسكان وأثرها على قطاع السكن في مدين ة اج دابيا -
دراسة في جغرافية المدن " ،جامعة قاريونس ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة .
-2إبراهيم محمد جمعة الزعبي 2009 ( ،م ) " :المدن الصغيرة في محافظة اربد " ،جامعة عمان ،كلي ة اآلداب ،
قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة .
- 11عادل إدريس فتح اهلل الخالدي 2009 ( ،م ) " :التحليل المكاني لتطور اس تعماالت األرض في مدين ة ط برق " ،
جامعة قاريونس ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة .
10
توافق توزيع اختالفات توزيع استعماالت األرض لزيادة الكثافة السكانية داخل المدينة ،وكان
من بين تلك االستعماالت االستعمال السكني في المدينة بحكم زيادة الطلب على المساكن .
فقد ركزت في بحثها بعنوان اتجاهات التوسع العم راني لإلقليم ()2
أما الباحثة أسماء الفيتوري
الحضري بنغازي عام 2010وألقت الضوء على التوسع العمراني للمدينة ونموها العش وائي
كن في من خالل اتجاهات السكن العشوائي التي امتدت في عدة اتجاهات بسبب أزمة الس
المدينة ولذلك فقد أوصت الدراسة بإيقاف االمتداد العشوائي الذي يهدد األرض الزراعي ة عن
طريق إقامة مخططات حضرية جديدة للمدينة تستوعب العجز السكنى .
الصعوبات التي واجهت الدراسة :
اعترضت الباحثة العديد من الصعوبات أدت إلى عرقلة وتأخير عمل الباحثة خاص ة العم ل
الميداني من أهمها ما يلي - :
.1النقص الشديد في البيانات المتعلقة بالسكان والسكن وكذلك القُص ور في بعض المراج ع
والكتب لوجود المكتبات في أماكن االشتباكات وحرقها وتم التغلب على هذا القُص ور بش بكة
االنترنت في بعض المجاالت والتقارير.
.2عدم توفر الخرائط التي توضح حدود المنطقة والتي تم التغلب عليها عن طريق تص ويرها
من .Google Erath
.3عدم استجابة بعض المبحوثين بسبب الظروف األمنية وتم التغلب على هذه المعض لة عن
طريق االستعانة بالعديد من األصدقاء في منطقة الدراسة لتوضيح الهدف من الدراسة.
- 22أسماء عوض الفيتوري 2010 ( ،م ) " :اتجاهات التوسع العمراني لإلقليم الحضري بنغازي " ،جامعة قاريونس ،
كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة .
11
+األول
الفــصـــل
الخصائص الجغرافية المؤثرة علي السكن بمنطقة
الدراسة
الموضع -
األمطار -
التربة -
1
-صفوح خير ،الجغرافيا موضوعاتها وأهدافها ( ،دمشق :دار الفكر 2000 ،م ) ،ص . 341 – 340
13
إن االستفهام عن مكان الظاهرة محل الدراسة يعد هو أولى أولويات الدراس ات الجغرافي ة
وهنا نشير إلى موقعين هما الموقع الجغرافي بشقيه الفلكي والنسبي والموضعي ،كونهما أهم
العناصر في ديمومة المراكز العمرانية وتطوره ا ،ففي حين يمث ل األول أهمي ة منطق ة
الدراسة النسبية إذ أن بقراءته نتحقق من مدى ارتباط المنطقة باألماكن الجغرافي ة األخ رى
وتوافقها المكاني في إقليمها ومحيطها ،فإن للموضع أيضاَ نتائجه على شكل المراكز العمرانية
وتعيين اتجاهات توسعها ونموها.
ويشمل الموقع الجغرافي نمطان هما -:
الموقع الفلكي أو الرياضي والذي يمكن تحديده بالنسبة لخطوط الطول و دوائر العرض ،هذا
الموقع له تأثير أولي على توزيع السكان ألنه يحدد مبدئيًا موقع المكان بالنسبة لدوائر العرض
وفي ذلك تحديد لنوع المناخ السائد بالمكان ونوع غطائه النباتي ومن ثم نمط الحِرف الس ائدة
0
،وبهذا فإن منطقة الدراسة تقع فلكيًا بين خطي 020 - 15إلى 20 -35 ()1
ونوع اإلنتاج
شرقًا وبين دائرتي عرض 030– 20و 032– 35شماالً ويعني ذلك أن المنطقة تقع في
األقاليم المعتدلة الدافئة .
أما الموقع النسبي ويقصد به الموقع بالنسبة للظاهرات الجغرافية المحيطة ك الموقع بالنس بة
للمسطحات المائية أو الظاهرات التضاريسية األخ رى ،والتجمع ات الس كانية بمختل ف
أنواعها ،وهو يمثل الموقع الجغرافي الصحيح كما أشار له ديفيز إذ انه يحمل للمكان خاصية
(.)2
العالقات فوق المحلية ( اإلقليمية )
وبشكل عام تقع منطقة الدراسة في الشريط الساحلي شمال شرق مدينة بنغ ازي والمع روف
بسهل بنغازي وتحديدًا في شمال شرق سهل بنغازي في المنطقة الممتدة من مدينة دريان ة في
يم اإلداري الغرب إلى مدينة توكرا في الشرق وهو ما يعرف حاليًا ببلدية توكرا حسب التقس
للبلديات في ليبيا عام 2013م ،والتجمعات العمرانية المستهدفة بالدراسة والتحلي ل خمس ة
مستوطنات اثنتان تصنف كتجمعات حضرية ( توكرا – دريانة ) ،وثالثة مستوطنات تصنف
كتجمعات ريفية ( بوجرار– برسس– المبني ) .
مال أما حدود منطقة الدراسة جغرافيًا يحدها من ناحية الشرق منطقة طلميثة ومن ناحية الش
والشمال الغربي البحر المتوسط ومن الجنوب الغربي مدينة بنغازي وتحديدًا منطق ة س يدي
خليفة ،ومن جهة الجنوب األراضي السهلية المحصورة بين حافة هضبة الجب ل األخض ر
األولى .و تقع كل التجمعات العمرانية على الطريق الساحلي الذي يربط مدينة بنغازي بمدينة
-1جمال حمدان ،جغرافية المدن ( ،القاهرة :الناشر عالم الكتب ،ط1971، 2م ) ،ص . 280
-2عبد الفتاح محمد وهيبة ،جغرافية العمران ( ،اإلسكندرية :منشأة المعارف 1975،م ) ،ص . 79-78
14
المرج وهذه التجمعات ترتبط بشكل مباشر بهذا الطريق الرابط بين بنغ ازي في الغ رب من
جهة ومنطقة الجبل األخضر في الشرق من جهة أخرى ،وتتحدد أهمية المراكز العمرانية من
خالل تحكمها في طرق المواصالت فكلما زادت عدد الطرق التي تخرج منه ا كلم ا زادت
()1
أهميتها ونشاطها
-2ويفصل مدينة توكرا مسافة 57كم تقريبًا عن مدينة بنغازي في جه ة الجن وب الغ ربي
وعن مدينة المرج في جهة الجنوب الشرقي 33كم وال يفصلها عن بوجرار وهي أول مركز
عمراني في جهة الجنوب الغربي سوى 5كم وكانت توكرا قديما تع رف باس م (ارس ينوه)
م وترجع نشأتها إلى عام 500قبل الميالد تقريبا ثم أصبحت تعرف في العهد اإلغريقي باس
،بينما يبعد تجمع بوجرار عن مدينة بنغازي بمسافة تق در بح والي 52كم وال ()2
(توخيرا )
تي تتعدى المسافة التي تفصلها عن المرج في جهة الجنوب الشرقي 38كم وتبلغ المسافة ال
تفصل بوجرار عن برسس في اتجاه الجنوب الغربي 5كم وهي تجمع ريفي مح دود الع دد
.
والحجم السكني
وتبعد محلة برسس عن المرج مسافة 43كم تقريبًا في اتجاه الجنوب الشرقي و عن بنغ ازي
47كم تقريبا ناحية الجنوب الغربي ،وتقع محلة المبني كمركز عم راني باتج اه الجن وب
الغربي لبرسس بمسافة 5كم و محلة المبني تبعد عن بنغازي 41كم في االتجاه ذاته وتص ل
المسافة التي تفصله عن المرج حوالي 49كم تقريبًا ،أما مدينة دريانة فتقل المس افة ال تي
تفصلها عن بنغازي فتصل إلى 25كم تقريبًا في ناحية الجنوب الغربي بحكم قربها من مدينة
بنغازي ،بينما تبعد عن مدينة المرج التي تقع في الجنوب الشرقي حوالي 65كم .
وبشكل عام يعد موقع منطقة الدراسة ذو أهمية كبرى إلقليم بنغازي وإقليم الجبل األخض ر ،
فالمنطقة تعد حلقة وصل رئيسية بين اإلقليمين وهي تمثل المنفذ الشرقي لمدينة بنغازي الكبرى
،وهذا الموقع زاد من أهمية المنطقة من الناحية االقتصادية والخدمية والسكانية م ع ت وطن
العديد مع توطن العديد من الوظائف التي كانت تتركز في مدينة بنغازي ،كم ا أن اإلقليم من
ل الناحية التخطيطية يعد احد اتجاهات النمو المستقبلية لمدينة بنغازي لسهولة االتصال والتنق
بين المنطقة ومدينة بنغازي لموقعها المميز .
1
-أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ،التقرير النهائي ،المخطط العام ،توكرا ،دوكس ليبيا – أ – ص . 433
- 2سعد خليل القزيري ،التحضر ،في كتاب الجماهيرية دراسة في الجغرافيا ( ،تحرير ) اله ادي بولقم ة ،س عد
القزيري ( ،سرت :الدار الجماهيرية للنشر واإلعالن والتوزيع ،ط 1995 ، 1م ) ،ص . 237 - 236
15
.2الموضع :
تبرز مكانة دراسة الموضع من تأثيره المباشر على مورفولوجية المراك ز العمراني ة فلك ل
موضع خصائص شديدة المحلية خاص به تؤثر في شكل المركز عمراني وفي نموه وتط وره
،والموضع هو الحيز أو الفضاء الذي يقوم عليه التجمع العمراني ويؤثر سلبا أو إيجابا في ()1
نموه وتوسعه( ،)2وواقع مواضع المراكز العمرانية بمنطقة الدراسة سهلية ال توجد به ا تل ك
العوائق الطبوغرافية التي تحد أو تؤثر من توسعها سوء بعض السبخات ال تي لم تكن عائق ًا
مباشرا أمام نموها العمراني مما يشجع على توسعها عمرانيا دون أي صعوبات أو قي ود من
حيث موضعها ،خاصة وأن التوقعات تشير إلى امتدادها في شكل كتلة س كنية ش ريطية من
مدينة بنغازي إلى مدينة توكرا بفعل محددات النمو العمراني المختلف ة بالمنطق ة والمن اطق
المجاورة لها .
اطق إضافة إلى ذلك فإن للتضاريس دورا مهم في نمو المستقرات البشرية وامتدادها ،فالمن
التي تزيد درجة انحدارها مثال عن % 30تعيق غالبًا النمو العمراني وت وثر في اتجاهات ه
وتؤثر في مورفولوجية المدينة وابرز األمثلة في هذا الجانب المدن المحصورة في سهل ضيق
ة بين سهل ومنطقة جبلية كما هو الحال في مدينة درنة ،أما المدن والمناطق التي تقل درج
انحدارها عن % 5كثيرًا ما تعاني من تصريف المياه بها وبالتالي تع اني من ص عوبات في
تخطيط وتنظيم شبكات البنية التحتية للتجمعات البشرية الحضرية والريفية ،لذا تعد المناطق
التي تتراوح درج ة انح دارها بين % 5إلى % 10هي أك ثر مالئم ة للنم و والتوس ع
العمراني(.)3
ودرجة انحدار السطح في منطقة الدراسة بسيطة جدا فهي تتسم باالستواء نس بيا ب الرغم من
تباينها من قسم إلى آخر ،حيث ال تتعدى درجة االنحدار في محلة توكرا ومحلة بوجرار 1.4
ل %وتصل إلى % 2.6في محلة دريانة وعلى مقربة من محلة المبني ومحلة برسس تص
درجة االنحدار إلى ، % 1.7وبالرغم من أن هذه االنحدارات تساهم وتس اعد في عملي ات
التوسع العمراني من حيث اتجاهات النمو من ناحية وانخفاض تكاليف بناء المساكن من ناحية
أخرى ،فهذه الدرجات من االنحدار تشجع السكان على البناء الس كني بدرج ة عالي ة من
-11محمد خميس الزوكة ،التخطيط اإلقليمي وأبعاده الجغرافية ( ،اإلسكندرية :دار المعرفة الجامعية 1995 ،م ) ،
ص .94
- 22خلف حسن الدليمي 1990 ( ،م ) " :بدائل النمو الحضري للمدن المحددة للتوسع بمنطقة الدراسة مدينة الرمادي "
،مركز التخطيط الحضري واإلقليمي ،جامعة بغداد ،رسالة ماجستير غير منشورة ،ص . 14
-33محمد عبد اهلل المه ،سهل بنغازي دراسة في الجغرافية الطبيعية ( ،بنغازي :منشورات جامعة قاريونس 2003 ،م
) ،ص . 67-66
16
السهولة واليسر ،إال أن مثل هذا المستوى من االنحدارات يعد عقبة في إنشاء شبكات البني ة
التحتية التي تعد عامل مؤثر في تنظيم التجمعات العمرانية ومحدد أساسي لضبط وحماية البيئة
العمرانية من الفوضى العمرانية .
- 3عناصر المناخ :
يجمع الجغرافيين على أن المناخ أحد أهم عوامل البيئة الطبيعية المهمة لما له من أث ر ب الغ
على اإلنسان وفعالياته ونشاطاته المختلفة( .)1فالتخطيط العمراني له ارتب اط بالمن اخ المحلي
الذي يحدد أنماط المباني وأشكالها ونوعية الشوارع واتساعها ،كما أن المناخ له تأثير وثي ق
بموضوع االستدامة في عمليات التخطيط العمراني ،ألن احتياجات السكان المتزايدة والمعقدة
،فالمناخ بعناصره المتنوعة يلعب دورًا مهم ًا ()2
تتطلب وعي أكثر بمفاهيم التخطيط وتقنياته
في توضيح الموقع السكني وتصميم المساكن وتوجيه الشوارع والبنايات واستخدام مواد البناء
المناسبة ،وبناءً على ذلك سنتطرق إلى دراسة عناصر المناخ في منطقة الدراسة المؤثرة على
أنماط السكن وفقًا لبيانات محطة بنينا المناخية كما يلي .
أ -درجة الحرارة -:تؤثر درجة الحرارة على التخطيط العمراني ،فطبيعتها هي التي تحدد
أشكال المساكن وتصميم الشوارع التي تقع في األقاليم الباردة أو الحارة وفي تباعد مبانيها أو
تفادة ضيقها( ،)3ففي المدن التي تقع في المناطق الباردة تتسم شوارعها بالتباعد من أجل االس
من اإلشعاع الشمسي ألطول فترة ممكنة ،وفي المدن التي تقع في المن اطق الح ارة تتس م
الشوارع بالضيق لتوفير الظل واالحتماء من أشعة الشمس ألطول وقت باعتباره ا من اطق
حارة ترتفع فيها درجات الحرارة لطول فترة السطوع الشمسي .
وفي ضوء هذه الرؤية فإنه يمكن القول بأن منطقة الدراسة المتميزة باعتدال درجة حرارته ا
طول فترة العام وان كانت تختلف من فصل إلى آخر ،حيث تشهد ارتفاعا ملحوظًا في ف ترة
الصيف ولكنها تظل في النطاق المعتدل بالرغم من الجفاف فان عامل نسيم البحر يلعب دورًا
ايجابيًا في تلطيف درجة الحرارة ،مما يشير إلى أن ليس لدرجة الحرارة أثر في تحديد نوعية
المباني ونمط الشوارع ،ويوضح الشكل ( )2متوسط درجات الحرارة العظمى والصغرى بين
عامي 2000م – 2009م بمنطقة الدراسة -:
-11سعدي محمد صالح ،وآخرون ،جغرافية اإلسكان ( ،بغداد :منشورات جامعة بغداد 1990 ،م ) ،ص . 78
، -22فؤاد بن غبضان ،المدن المستدامة والمشاريع الصغرى ( ،عمان :دار الص فاء للنش ر والتوزي ع ،ط 1
، ) 2014ص .113
-33محمد خميس الزوكة ،مرجع سبق ذكره ،ص . 158-157
17
شكل ( )2متوسط درجات الحرارة بمنطقة الدراسة في الفترة 2009-2000م
المصدر :المركز الوطني لألرصاد الجوية ،محطة بنينا 2010 ،م ،بيانات غير منشورة .
من خالل الشكل المبين أعاله يتضح أن منطقة الدراسة تقع ضمن من اخ البح ر المتوس ط
جلت في المعتدل إذ يبلغ المعدل السنوي لدرجة الحرارة 20.3م ، 0وأن أقل درجة حرارة س
0
فصل الشتاء في شهر فبراير 12.8م، 0بينما سجل المتوسط الع ام لفص ل الش تاء 13.3م
وأعلى درجة حرارة سجلت في فصل الصيف 27.1م،0والمتوسط العام لفصل الصيف س جل
26.3م ، 0ويرجع ذلك للتأثيرات البحرية والقارية في فصلي الشتاء والصيف ،بينما في فصل
وب الربيع تبدأ تقل تدريجيًا المنخفضات الجوية وال تظهر لفترات قصيرة مما يتسبب في هب
الرياح القبلي مما يسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف أما في فصل الخريف فيبدأ تكوين
المنخفضات التي تسبب سقوط األمطار الخريفية وتبدأ درجات الحرارة تقل إلى أن تصل إلى
18.6م .
وتؤثر درجة الحرارة على طبيعة ونوعية وعمر السكن ،حيث أن انخفاض درجات الحرارة
في فصل الشتاء يتطلب مراعاة متطلبات التدفئة للمسكن وفترات الصيانة للمحافظة على طول
عمر العمر ،كما أن ارتفاع درجات الحرارة في فص ل الص يف يتطلب ش روط التهوي ة
وتلطيف درجة الحرارة داخل المسكن من خالل مراعاة اتجاهات الرياح السائدة طول العام ،
وبشكل عام فان أنماط المساكن تالءم درجات الحرارة وان كان تأثير درجات الحرارة محدود
في منطقة الدراسة .
18
ب.الرياح -:إن اتجاهات الرياح لها أهمية في تحديد موضع المدينة وعند التخطيط لها الب د
ون من أن يراعي المخططون االتجاهات الرئيسية للرياح السائدة في المنطقة ،وكثيرا ما تك
اتجاهات الرياح لها أثر في استخدامات األرض ،فبصفة عامة تكون المصانع والورش ال تي
تبعث األدخنة وينتج عنها األتربة أو مواد ذات رائحة غير محببة في ض واحي الم دن وفي
اتجاه الرياح لكي تدفع بتلك األدخنة والملوثات خارج المدينة ، 1فقد تكون تلك األدخنة س ببا
في نقل المواد الكيماوية والملوثات التي تخرج من المصانع مُضّ رة بص حة اإلنس ان ألن
اتجاهات الرياح لها أثر ملحوظ في اتجاه فتحات المداخل من األبواب والنوافذ ،كما أن مدافن
النفايات للمدن تقع في الغالب خارجها وعند إنشائها يؤخذ بعين االعتبار اتجاهات الرياح لم ا
لها من تأثير في نقل وتطاير بعض النفايات ،ويوضح الجدول ( )1التالي الري اح الس ائدة
بالمنطقة - :
جدول ( )1متوسط سرعة الرياح بالعقدة في الفترة 2000م – 2009م
المعدل السنوي المتوسط الفصلي المتوسط الشهري شهور السنة فصول السنة
10.9 ديسمبر
10.5 10.2 يناير الشتاء
10.8 فبراير
11.6 مارس
12.5 13.1 ابريل الربيع
12.9 مايو
21.1 يونيو
21.6
15.2 12.4 يوليو الصيف
11.6 أغسطس
10.9 سبتمبر
10.1 9.2 أكتوبر الخريف
10.3 نوفمبر
المصدر :المركز الوطني لألرصاد الجوية ،محطة بنينا ،البيانات غير منشورة 2010م .
من خالل الجدول ( ) 1نجد أن الرياح الشمالية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية بمنطق ة
الدراسة ،حيث سجل المعدل السنوي للرياح 21.1عقدة /الساعة وكانت أعلى سرعة ري اح
في شهر يونيو حيث وصل المتوسط الشهري لسرعته 21.6عقدة /الساعة ،وذلك بسبب قلة
السحب وعدم سقوط األمطار أما المتوسط الفصلي في فصل الصيف فقد سجل 15.2عق دة /
-11أحمد علي إسماعيل ،دراسات في جغرافيا المدن ( ،القاهرة :دار الثقافة للنشر والتوزيع ،ط1985 ، 5م ) ،
ص .256
19
ساعة ،وأقل سرعة رياح سجلت في أكتوبر وقيست بنسبة 9.2عقدة /الساعة ،وذلك بسبب
المنخفضات أثناء عبورها بمنطقة الساحل الليبي .
ويمثال فصال الربيع والصيف الذي يتعرض فيهما سهل بنغازي لمنخفضات صحراوية وال تي
يصاحبها رياح القبلي التي تحدث ارتفاعًا في درجات الح رارة وانخفاض ا ح ادا في نس بة
الرطوبة وعواصف الغبار مصدرها قادم من قلب الصحراء الكبرى المحملة بالغبار واألترب ة
أكثر الفصول هبوبًا للرياح ،وعلى الرغم من قلة هبوب رياح القبلي إال أنه ا تس بب آث ارًا
ضارة على المحاصيل والماشية وانتزاع جزيئات التربة وكذلك الرعي الج ائر واالحتط اب
حة في والحراثة ،1و تنشط هذه الرياح بشكل خاص في فصل الخريف والربيع وبدأت واض
السنوات األخيرة كظاهرة بارزة في منطقة الدراسة وهي ذات اتجاهات جنوبي ة إلى جنوبي ة
شرقية .
وتؤثر اتجاهات الرياح في المنطقة دورًا بارزًا في تحديد نوعية المساكن بمنطق ة الدراس ة ،
مما يتطلب تحديد عدد النوافذ واألبواب لمراعاة التدفئة في فصل الش تاء وتلطي ف درج ة
الحرارة في فصل الصيف ،كما أن كل المساكن الحديثة بالمنطقة تأخذ نمط موحد يعتمد على
بناء سور خارجي محيط بالبناء الداخلي للمسكن للحد من تأثير الرياح التي تهب على منطق ة
الدراسة ،فمعظم المساكن بمنطقة الدراسة تحاول أن يكون عدد األب واب والنواف ذ مالئم ة
لمساحة المساكن لالستفادة من اتجاهات الرياح والسطوع الشمسي خاصة في ظل تطور فكرة
البناء من الناحية الهندسية المعمارية.
ج .األمطار -:إن األمطار من العناصر المناخية المؤثرة في اإلنسان ونش اطاته المختلف ة ،
واألمطار عامل حاسم في عمليات التطوير العمراني وبناء المدن بمختلف أشكالها ،وهي التي
تحدد طبيعة وأنماط المساكن والمباني المختلفة ،وتمثل األمطار الصفة الغالب ة للتس اقط في
ط، منطقة الدراسة في فصل الشتاء بحكم وقوع منطقة الدراسة في إقليم مناخ البحر المتوس
والشك في أن العالقة وثيقة بين كمية األمطار والتوزيع الجغرافي للسكان وتجمعاتهم العمرانية
اري ، ،وإن معظم أمطار سواحل ليبيا والمناطق الواقعة في ظهيرها هي من النوع اإلعص
ولنوع التساقط وكميته دورًا مهمًا في تصميم المباني السكنية خاصة في المناطق ال تي تك ثر
فيها األمطار فتُبنى أسطح المنازل منحدرة انحدارًا خفيف لتصريف المياه ( ،)2ويوضح الجدول
()2متوسط كمية األمطار الساقطة على منطقة الدراسة كما يلي .
-11محمد المبروك المهدوي ،جغرافية ليبيا ( ،بنغازي :منشورات جامعة قاريونس 1998 ،م ) ،ص . 63
-22سعدي محمد صالح ،مرجع سابق ذكره ،ص . 8 - 6
20
جدول ( ) 2متوسط كمية األمطار الشهرية& بين عامي 2009 – 2000م
المصدر :المركز الوطني لألرصاد الجوية ،محطة بنينا ،البيانات غير منشورة 2010م .
يتضح من الجدول ( ) 2إن متوسط تساقط األمطار بمنطقة الدراسة مرتفعة في فصل الشتاء
) ،فمنطقة الدراسة متأثرة بعامل القرب من البحر المتوس ط ، هذا ما يوضحه الشكل ( 3
حيث تزداد كمية األمطار في نطاق الشريط الساحلي بالقسم الشمالي ،حيث تتح رك الري اح
بشكل موازي لهذا الخط دون أن تعترضها أية عوائق تضاريسية تسبب في س قوط األمط ار
األقرب إلى الحافة الجبلية عند توكرا ،حيث تصل كمية تساقط األمطار في شهر ديسمبر إلى
أعلى نسبة تساقط لألمطار بلغت 5.57ملم من مجموع كمية األمطار المتساقطة في الع ام ،
وة ويعزى سقوط األمطار خالل هذا فصل الشتاء إلى كثرة المنخفضات الجوية التي تزداد ق
ه وفاعليتها أثناء عبورها للمنطقة ،حيث يمثل فصل الشتاء أكثر فصول السنة أمطارًا ثم يلي
ل فصل الربيع خاصة في نصفه األول ،فقد سجلت المنطقة متوسطات لكميات التساقط تص
ار في إلى 22.9ملم ،ثم يأتي فصل الخريف وسجل شهر نوفمبر أعلى نسبة هطول لألمط
هذا الفصل نسبة 6.23ملم من مجموع كمية األمطار ،وذلك بسبب تزحزح نط اق الض غط
قوط المرتفع اآلزوري جنوبا .ويعتبر فصل الصيف فصل جفاف و لم يسجل أي متوسط س
لألمطار وذلك نظرا النعدام المنخفضات الجوية ووقوع جزء من منطقة البحر المتوس ط في
نطاق الضغط المرتفع اآلزوري الذي يؤثر على معظم أجزاء منطقة الدراسة.
21
شكل ( )3متوسط كمية األمطار الشهرية في الفترة 2009–2000م
المصدر :المركز الوطني لألرصاد الجوية ،محطة بنينا ،البيانات غير منشورة 2010م.
ونتيجة لطبيعة تساقط األمطار في منطقة الدراسة البد من أن تتماشى األنماط السكنية مع تلك
الظروف المناخية خاصة طبيعة ونوعية األمطار ،مما يتطلب أن تك ون المس اكن بدرج ة
انحدار معينة على أسطحها لضمان عدم تجمع مياه األمطار على تلك المساكن ،كم ا يتطلب
منظومات تصريف لمياه األمطار المنزلية المرتبطة بمنظومة األمطار بالمدن واألرياف ح تى
ور ال تعيق األمطار حركة السكان ،ومن خالل الدراسة الميدانية للباحثة نجد أن هنالك قص
كبير في منظومات أمطار الشوارع خاصة في البناء خارج المخططات العامة في حين أن كل
المساكن تقريباٍ تضم الحد األدنى من منظومة تصريف األمطار المنزلية ،مما يشير إلى ان ه
عند بناء المساكن في منطقة الدراسة يتم مراعاة الظروف المناخية للمنطقة خاص ة تس اقط
األمطار .
-4الرطوبة النسبية :
هي عبارة عن النسبة المئوية لكمية بخار الماء الموجود في الهواء يالحظ أن مق درة اله واء
على حمل بخار الماء ال يتناسب طرديا مع درجة الحرارة .ويعتبر الهواء ج اف إذا ك انت
الرطوبة أقل من %50وعاديا إذا كانت نس بة الرطوب ة ح والي % 60إلى % 70وإذا
22
(،)1ويوضح الجدول رقم ( )3الرطوبة النس بية الرطوبة عالية ازدادت نسبتها عن %70
بمنطقة الدراسة .
جدول( )3متوسط الرطوبة النسبية& في محطة بنينا 2009 – 2000م
المعدل السنوي المتوسط الفصلي المتوسط الشهري الفصول فصول السنة
70.2 ديسمبر
63.4 71.7 72.6 يناير الشتاء
72.5 فبراير
64.5 مارس
58.2 56.7 إبريل الربيع
53.6 مايو
57.7 يونيو
61.9 63.6 يوليو الصيف
64.5 أغسطس
59.6 سبتمبر
61.9 63.4 أكتوبر الخريف
63.4 ديسمبر
المصدر :المركز الوطني لألرصاد الجوية ،محطة بنينا ،البيانات غير منشورة 2010 ،م.
يتضح من بيانات الجدول ( ) 3أن المعدل السنوي للرطوبة النسبية في محطة بنينا % 63.4
ويدل على أن متوسط نسبة الرطوبة في المنطقة تقع ضمن النسب االعتيادية طول العام لقربها
من ساحل البحر ،فقد سجلت نسبة الرطوبة في فصل الشتاء ارتفاعا في معدل الرطوبة النسبية
فوصلت النسبة المئوية للرطوبة النسبية للمتوسط الفصلي ، %71.7وان أكثر الشهور ارتفاعا
في معدالت الرطوبة النسبية هو شهر يناير حيث تنخفض الحرارة وتسقط األمط ار ،بينم ا
تصل أدنى نسبة لها في فصل الصيف وتحديدًا في شهر يونيو حيث وصلت الرطوبة النس بية
أثيرات إلى حوالي ، % 7.57وتتأثر المساكن بتفاوت درجات الرطوبة واألمطار ألن لها ت
على الطالء الخارجي والداخلي للمساكن في ظل صعوبة التهوية في فصل الشتاء وانخف اض
درجات الحرارة ( كما يوضح الشكل ، 4والشكل ، ) 5كما أن الرطوبة في فصل الص يف
لها تأثير سلبي على راحة اإلنسان الن ارتفاع الحرارة يزيد من عملي ة التبخ ر ويرف ع من
ريح مقدرة الهواء على حمل بخار الماء وبالتالي يؤدي إلى عدم القدرة على الحركة بشكل م
وفعال وهذا األمر دفع بالكثير من السكان بمنطقة الدراسة باستعمال أجه زة التك ييف ال تي
أصبحت ظاهرة بارزة في التجمعات الحضرية والريفية بالمنطقة .
يانة وتؤثر الرطوبة في نوعية مواد بناء المساكن وعمرها االفتراضي ،ويحدد عمليات الص
وفتراتها ،ونظرًا الرتفاع الرطوبة بالمنطقة في فصل الصيف فان تأثيرها على المساكن يكون
23
ة أكثر منه في الفصول األخرى ،فالعديد من المساكن تعاني التشققات وانهيار الطبقة المغلف
للجدران مما يتطلب عمليات دورية للصيانة وهذا يزيد من تكاليف المحافظة على طول عم ر
المساكن بالمنطقة .
شكل ( )4اثر الرطوبة على المظهر الخارجي للمساكن
24
تعد المياه هي أساس الحياة لما لها من أهمية بالنسبة لإلنسان وحياته الستعمالها في كافة أمور
نشاطاته و أغراضه الشخصية وحرفه المتعددة كالزراعة وال رعي والخ دمات والص ناعة
ذا (.)1وكما في قوله تعالي " :وجعلنا من الماء كل شيء حي " ( األنبياء :اآلية , ) 30وبه
نرى أن الكثير من القرى والمدن نشأت واستقرت بالقرب من مصادر المياه لممارسة األنشطة
فاف المختلفة لالستقرار بها بل أن الحضارات القديمة والعريقة في التاريخ استقرت على ض
األنهار مثل الحضارة الفرعونية التي قامت على نهر النيل وحضارات بابل وأشور التي قامت
على ضفاف نهري دجلة والفرات .
وهذا ما يستدعي اهتمام الجغرافي عند دراسة المراكز العمراني ة والتجمع ات البش رية الن
توطنها مرتبط بمدى توفر مصادر المياه لها ،فــوفرة م وارد المي اه ال تي تس تعمل
لالستخدامات الشخصية إلى جانب االستخدامات السكنية والصناعية والتجارية والخدمية أم ر
،وبهذا أصبح من المشاكل ال تي تواج ه نم و المراك ز ()2
مهم لعمليات التطوير العمراني
العمرانية هو إشكالية تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب التي يزداد الطلب عليها مع زيادة
حجم السكان ال سيما وأن ليبيا تعد من الدول التي تعاني ندرة الموارد المائية ،فهي ال تتمت ع
بوجود مجاري مائية سطحية إنما ما يوجد بها عبارة عن أودية جاف ة وتمتلئ بالمي اه عقب
ة سقوط األمطار الشتوية ،خاصة في القسم الشمالي من البالد حيث تساعد األمطار المتذبذب
على نمو بعض أنواع من النباتات وتغذية الخزانات الجوفية (.)3
وما ينطبق على ليبيا ينطبق على منطقة الدراسة فهي محدودة الموارد المائي ة وتعتم د على
بعض المصادر التي يمكن إيجازها فيما يلي -:
.1مياه التحلية -:
تشكل المصدر الرئيسي للمياه لمركز توكرا ومركز بوجرار ،فهي تمثل المص در األساس ي
لمياه الشرب وتستخدم في كافة االستخدامات البشرية للسكان ،ومصدر مياه التحلية التي تزود
مدن وتجمعات المنطقة هي محطة تحلية ابوترابة التي تقع على الطريق الراب ط بين مدين ة
توكرا ومدينة طلميثة شرقًا ،وتزود محطة التحلية منطقة الدراسة بكميات من المي اه تق در
بحوالي 10000متر مكعب /اليوم من خالل الخزانات الخاصة بعمليات التزود والتي تقع في
25
الجنوب الشرقي لمدينة توكرا بالقرب من مدخل الباكور على الحافة الجبلية المطلة على مدينة
توكرا .
.2المياه الجارية ( السطحية ) - :وجود مجاري مائية س طحية ليس ت دائم ة و بعض
اه المسارب والجداول القصيرة التي تظهر في قاع بعض األودية الجبلية التي تنحدر فيها مي
األمطار في فصل الشتاء بحكم تساقط األمطار في هذا الفصل ولذلك فهذه المج اري المائي ة
يرتبط الجريان فيها بموسم األمطار( ،)1ويختفي وجود المجاري المائية في فترات الجفاف ليس
بسبب قلة تساقط األمطار فحسب وإنما التركيب الجيولوجي له دخ ل في ه ذه الظ اهرة ،
فالتركيب الجيولوجي يسمح بتسرب كميات كبيرة من مياه األمطار إلى الخزان ات الجوفي ة
باإلضافة إلى جريان جزء كبير منها إلى البحر( ،)2وتشكل المياه الس طحية في اإلقليم نس بة
صغيرة من إجمالي مصادر المياه نظرا لإلهمال المتواصل وعدم االستفادة منها ،وقد أنشئت
مؤخرًا العديد من السدود لالستفادة من هذه المياه ولضمان االنتفاع والحد من إهدارها (.)3
-3المياه الجوفية -:تكمن المياه الجوفية بأنها ذات أهمية حيوية وذلك بسبب ع دم وج ود
مجارى مياه سطحية دائمة الجريان كل ما هو موجود عب ارة عن أودي ة جاف ة تمتلئ عقب
سقوط األمطار في فصل الشتاء ،وتعد المياه الجوفية المصدر األساس ي للس كان في ليبي ا
ومنطقة الدراسة ،وتعتمد المراكز الريفية اعتمادًا كبيرًا والحضرية في إقليم س هل بنغ ازي
على المياه الجوفية في اإلنتاج الزراعي واالستخدامات المنزلية والخدمية والص ناعية (.)4ويتم
الحصول على المياه الجوفية في منطقة الدراسة من خالل حفر آبار عميقة أو ض حلة تص ل
إلى طبقات الصخور الحاملة للمياه ،وتتمثل نسبتها %95من إجمالي مصادر المياه المحلي ة
المستغلة بالمنطقة قبل ربط التجمعات البشرية بمياه تحلية البحر ( .)5و يتم إمداد كل من مناطق
الدراسة المتمثلة في توكرا من خالل 16بئرا تم حفرها فيما بين عام 1965م و1977م على
مسافة 3كيلومتر تقريبا خارج نطاق المدينة ،إال أن تلك اآلبار جفت وتم إمدادها بالم اء من
آبار برسس وتبلغ طاقتها اإلنتاجية حوالي 31لترا في الثانية ( ،)6واآلن يتم تغذية مدينة توكرا
- 11عبد العزيز طريح شرف ،جغرافية ليبيا ( ،بنغازي :دار قورينا للنشر والتوزيع واإلعالن ،ط 1990 ، 3م )
،ص . 171
-22نفس المرجع السابق ،ص .172
-33مشروع المخططات الجيل الثالث ،مكتب العمارة لالستشارات الهندسية ،إقليم بنغازي ،تقرير المخطط الع ام –
دريانه – الجزء األول – – 2010تقرير رقم ، 19 – 5ص .39
-44محمد عبد اهلل المه ،مرجع سبق ذكره ،ص .177
- 55مكتب العمارة لالستشارات الهندسية ،مشروع مخططات الجيل الثالث ،مرجع سابق ،ص .37
- 66أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ،التقرير النهائي من المخطط العام ،دوكسيادس ( ت وكرا ) دوكس ليبي ا أ-
، 433ص . 27
26
من محطة التحلية لمياه البحر من منطقة طلميثة ،أما بالنسبة لبقية المناطق المتمثلة في برسس
يتم إمدادها بالماء من بئر يقع على مسافة 4.5كيلومتر تقريبا جنوب التجمع ويتم ضخ المياه
المستخرجة من هذه البئر بمعدل 10لتر في الثانية ( ،)1وكذلك بالنسبة لمحلة بوجرار ومحل ة
المبني يتم إمداد هذه المناطق بضخ مياه اآلبار وتوزيعها على هذه التجمعات (،)2وتعتمد دريانة
في إمدادها بالمياه من خمس آبار؛ بطاقة إنتاجية كلية 8.5لتر في الثانية وتقع على مقرب ة 4
كيلومترات تقريبا جنوب شرق التجمع ويتم ضخ المياه وتوزيعها على التجمع اإلسكاني به ا.
وإن حفر اآلبار واستخراج المياه منها واستنزافها سبب ذلك في انخفاض المناسيب ال تي أدت
وائي إلى زيادة الملوحة الذائبة في أبار منطقة الدراسة ()3نتيجة الضخ المستمر والحفر العش
بطريقة متكررة من قبل المزارعين والفالحين .
وتعد إمدادات من أساسيات بناء المساكن في أي منطقة ،ومن الحاجات األساسية التي تش جع
السكن على بناء المسكن ألنه بدون توفر المياه ال يكمن أن تكون هناك حياة داخل التجمع ات
العمرانية ،ومنطقة الدراسة تتوفر على مصادر مياه تسمح باإلمدادات الالزمة للمسكن بمنطقة
الدراسة مما يشجع على تطور بناء المساكن بها ويرفع من معدالت االستقرار العمراني ،إال
أن المالحظة األساسية بمنطقة الدراسة أن معظم المساكن التي تم بناؤها خ ارج المخطط ات
د العمرانية الرسمية غير متصلة بشبكة البنية التحتية التي من بينها شبكة مياه الشرب وتعتم
على خزانات منزلية يتم تعبئتها دوريًا .
-4التربة -:إن دراسة نوعية وطبيعة التربة سواء كانت هشة أو صلبة وهل تصلح إلنشاء
المباني عليها هي التي تحدد إمكانية إنشاء المساكن والمرافق عليها من عدمه ،فغالبا م ا يتم
التوسع العمراني لتجنب تدمير األراضي الزراعية( ،)4فعلى الرغم ما تتمتع به أغلب المراكز
العمرانية القائمة على أرض خصبة من توفر المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها السكان في
حاجاتهم الغذائية السيما الضرورية منها إال أن تلك األراضي غالبا ما تكون عائقا أمام التوسع
العمراني بحكم استصالحها زراعيًا (.)5
-11أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ،التقرير النهائي من المخطط العام ،دوكسيادس ( برسس ) دوكس ليبي ا أ-
، 443ص . 15
-22أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ،التقرير النهائي من المخطط العام ،دوكسيادس ( بوجرار ) دوكس ليبي ا أ-
، 443ص .16
-33محمد عبد اهلل المه " ،المشكالت الناجمة عن استنزاف المياه الجوفية في سهل جفارة وس هل بنغ ازي وط رق
التغلب عليها " ،مجلة قاريونس العلمية ،العدد الثالث والرابع ،السنة ( ، 13بنغازي ) ،تصدر عن جامعة قاريونس ،
2000م ،ص . 78
-44علي الحوات ،التخطيط الحضري ( ،مصراته :الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن ،ط1990 ، 1م) ،
ص . 129
-55عادل إدريس فتح اهلل ،مرجع سابق ذكره ،ص . 60
27
ويعد النمو العمراني على حساب األراضي الزراعية مشكلة تعاني منها ليبيا ومنطقة الدراسة
،فمعظم التوسعات السكنية في اآلونة األخيرة جاءت على حساب األراضي الزراعية في شكل
ون مخططات سكنية خارج المخططات العامة ،فقد تم تقسيم األراضي التي يمتلكها المواطن
ملكية قبلية وتقسيمها إلى مساحات سكنية وبيعها في شكل قطع أراضي خ ارج المخطط ات
العامة للمدن والمستوطنات البشرية .
وتصنف التربة في منطقة الدراسة إلى ترب سبخيه ،تربة حمراء ،والترب الفضية وفيما يلي
توضيح ألنماط التربة وعالقتها بالحالة السكنية -:
أ -تربة حمراء ومنقولة :
يقتصر وجود هذه التربة في القسم الشمالي من السهل المعروف بالساحل بصفة عامة ،وهي
ليست عميقة حيث يتراوح عمقها بين بضعة سنتيمترات إلى 100سم وهي تش غل األم اكن
الصغيرة و الفجوات المنتشرة في الحجر الجيري الصلب وهي ذات لون أحمر وهي تت وطن
بالقرب من مدينة دريانة ،ومن خصائصها أنها سهلة للزراعة الختالطها بالرمل ال ذي جلب
القرب من إليها من الصحراء إال أنها ليست األفضل وهذه التربة يتميز بها وادي ( زازه ) ب
محلة المبني ( ،)1وهي تعد مالئمة نسبيًا للبناء إال أن بناء المساكن عليه ا ي ؤدي إلى تقلص
المساحات المزروعة وزحف العمران عليها .
ب -الترب الفيضية :
وهي التي رسبت بفعل المياه الجارية وتتميز بوجود تفاوت واضح في نس يجها وهي بص فة
عامة ذات نسيج متوسط إلى ثقيل كلها جيرية تتفاوت بين األصفر إلى االحمرار إلى الص فرة
ة وادي زازه( ،)2ومن إلى اللون الرمادي وتوجد في بطون األودية التي تمثله بمنطقة الدراس
خواصها المورفولوجية للتربة الفيضية تكون عميقة في القطاع وسط الس هول الفيض ية من
الوادي وتقل كلما اتجهنا صوب جانبي الوادي ،ومن خواصها طبيعة قدرتها لالحتفاظ بالم اء
وتمتاز بمعدالت نفاذية ورشح عالية وهي تحتوي على المادة العضوية التي تصل أقصاها إلى
أكثر من ،)3(%1وهذا النوع من الترب يعيق بناء المساكن بحكم أنها ذات طبيع ة رخ وة ال
يمكنها تحمل المباني خاصة في فترات سقوط األمطار .
28
ج -تربة ملحية وترب السبخات :
تنتشر هذه التربة في مناطق واسعة من اإلقليم الساحلي الصحراوي ,كما تواصل امتدادها في
بعض األجزاء الشمالية من سهل بنغازي ,في كال من منطقة دريانة ومنطقة برسس وقوامها
ا رملي تكثر بها األمالح بجميع أنواعها األمر الذي يحدد انخفاض إنتاجيتها التي تشتهر بأنه
مراعي لإلبل نتيجة النخفاض الغطاء النباتي بها ( ،)1وهذه التربة ال يمكن البناء عليها بالرغم
من أنها ال تصلح للزراعة ،فهي تحتاج إلى كثير من المعالجات الهندسية حتى يتم االس تفادة
منها في عمليات بناء المساكن .
-5الغطاء النباتي :
يعتبر الغطاء النباتي ذا أهمية بالنسبة لإلنسان حيث يستمد منه القيمة االقتصادية باستخدامه في
الصناعة ،وكذلك بالنسبة للحيوانات مصدر غذائها ،كما انه يشكل ع امال لتلطي ف المن اخ
والحفاظ على البيئة من التلوث ،وللنباتات عالقة وثيقة بالمناخ ،فالعوامل المناخية تلعب دورًا
في تحديد نوعية النباتات ،فاألقاليم التي تنمو فيها الحش ائش هي بيئ ات مالئم ة لل رعي
والزراعة ،واألقاليم التي فيها غابات كثيفة تكون صعبة للعيش وتكلفتها عالية ( ،)2ولهذا حاول
اإلنسان االستقرار في مناطق ذات غطاء نباتي مالئم وأن يستغل األرض في ممارسة الرعي
وجمع األخشاب التي أدت إلى تقلص الغطاء النباتي ،كما أنه من جانب آخر بن اء المس اكن
يؤدي إلى التطور العمراني الذي يؤدى إلى تسوية األرض وإزالة الغطاء النباتي بها .
ويعاني سهل بنغازي من تناقص وتدهور الغطاء النباتي في السنوات األخيرة بشكل س ريع ،
مما أدى إلى تخلخل التوازن البيئـي واتجاه الزح ف العم راني ال ذي أدى إلى ظاهـرة
التصحر و تناقصه في الشمال الشرقي من دريانة عند منطقة المب ني ،حيث يتم يز س هل
بنغازي بأنواع عديدة من النبات الطبيعي مثل :الخروب ،والزيتون ،والبلوط ،و البطوم ،و
الشماري ،و العرعار ،ومن الحشائش أشهرها سلية ،وأنسول ،وش وكة الجم ل ( ،)3ال تي
تناقصت مساحتها في مقابل الزحف وبكل عام ال توجد عالقة مؤثرة بين المس اكن والغط اء
النباتي إال من حيث أن المساكن في زيادتها تزحف على الغطاء النباتي وت ؤدي إلى اختف اء
العديد من األنواع النباتية ،وفي أحيانا كثيرة ارتفاع معدالت العمران تسبب في تصحر العديد
-11أبريك عبد العزيز بوخشيم ،الغالف الجوي ،كتاب الجماهيرية – دراسة في الجغرافيا ( ،تحرير) الهادي مصطفى
بولقمة ،سعد خليل القزيري ( ،سرت :الدار الجماهيرية للنشر واإلعالن والتوزيع ،ط 1995 ، 1م ) ،ص . 252
-22سعدي محمد صالح ،وآخرون ،مرجع سابق ذكره ،ص .87
- 33لمعرفة أنواع وتوزيع النباتات في سهل بنغازي ينظر إلى كتاب محمد ألمه ،سهل بنغازي ،ص .250 ، 241
29
من المساحات النباتية ،في ظل غياب المحميات الطبيعية بمنطقة الدراسة ال تي تحاف ظ على
التنوع الحيوي .
ثانيًا :الخصائص الجغرافية البشرية المؤثرة على السكن -:
تشمل الخصائص الجغرافية السكانية ذات العالقة الوثيقة بموضوع الدراسة والتي تتجس د في
النمو السكاني بأنماطه المتمثلة في الزيادة الطبيعية وغير الطبيعية وتعد األخيرة أكثرها تأثيرًا
على الطلب السكني بالمنطقة ،ومن الخصائص البش رية األخ رى ذات العالق ة بموض وع
الدراسة النشاط االقتصادي الذي يحدد مدى جاذبية المنطقة لالستقرار بها من عدمه ،وفي هذا
الجزء من الفصل سنركز على دراسة تطور حجم السكان وتوزيعهم الجغ رافي ،والنش اط
االقتصادي ونمط االستقرار بالمنطقة .
أ -النمو السكاني وعالقته بالمساكن -:
يؤثر النمو السكاني بشكل كبير في تقييم الحالة السكنية ألي منطقة حضرية أو ريفي ة ،حيث
يعتبر من المحددات األساسية للنمو العمراني وخاصة الكتل ة الس كنية ال تي تع د من أهم
استخدامات المراكز العمرانية الحضرية والريفية ،و تعد التجمعات الس كانية المس تهدفة في
منطقة الدراسة هي من نمط المراكز العمرانية الصغيرة س كانيًا في نط اق إقليم بنغ ازي ،
وحسب التعداد العام للسكان في عام 1973م بلغ حجم سكان منطقة الدراسة 7206نسمة زاد
إلى 14843نسمة في التعداد العام للسكان 1984م ،بنسبة زيادة بلغت %106كما يوض ح
الجدول ( ، )4بمعدل زيادة سنوي بلغ 694نسمة وفقًا لمعدل نمو س نوي وص ل إلى 9.6
، %و هذا راجع إلى تأثير فترة اكتشاف النفط واالستفادة من عوائده في تنفيذ خطط وبرامج
التنمية خاصة في مجال اإلسكان والبنية التحتية التي ساهمت في ارتفاع المستوى المعيش ي ،
مما اثر بشكل كبير وايجابي على ارتفاع معدالت الزواج وبالتالي اثر ب دوره على ارتف اع
معدالت الخصوبة ،وكذلك بقدوم الفئات الشابة من خارج المنطقة الباحثة عن العمل وخاصة
ما تمر به منطقة الدراسة من نشاط إسكاني مشجع ساهم في ارتفاع حجم الهجرة الوافدة إليها.
جدول( )4النمو السكاني العام في الفترة 2015 – 1973م
الزيادة الكلية عدد
معدل النمو السنوي الزيادة السنوية السنة
% العدد السكان
30
واستمرت الزيادة الكبيرة في حجم السكان بالمنطقة ،فق د وص ل حجم س كان المنطق ة إلى
19543نسمة ،بزيادة كلية بلغت 4700نسمة ،بواقع زيادة سنوية للفترة ذاتها وصلت حوالي
32نسمة وبمعدل نمو سنوي يقدر بحوالي %2.8على الرغم من هذه الزي ادة الواض حة في
حجم السكان إال أن معدل النمو يعد منخفضا عن التعداد السابق ،وه ذا م رده إلى الرك ود
االقتصادي وانخفاض أسعار النفط وتوقف عمليات التنمية الشاملة وتفشي ظاهرة الفساد المالي
واإلداري في اإلدارات العليا والوسطى باإلضافة إلى العزلة الدولية على ليبيا بس بب قض ية
لوكربي في تلك الفترة ،مما أدى إلى وقف مشاريع وبرامج التنمية مما نتج عنه ا مغ ادرة
الكثير من العمالة األجنبية وهذا بدوره اثر على البنية اإلسكانية وآخر سن ال زواج في فئ ة
الشباب الليبيين وعزوفهم عن الزواج بسبب غالء المهور وتدنى مستوى المعيش ة وص عوبة
الحصول على مسكن متواضع ،هذه العوامل مجتمع ه أدت إلى انخف اض مع دالت النم و
السكاني في المنطقة .
واستمرت الزيادة السكانية في منطقة الدراسة في االتجاه نحو االنخفاض ،حيث سجلت الزيادة
السكانية السنوية في تعداد عام 2006م حوالي 2156نسمة ،بنسبة زيادة س نوية بلغت 196
نسمة ،ووصل معدل النمو السنوي ،% 1.0وهذا المعدل يعتبر من اقل المعدالت التي سجلت
في المنطقة بالمقارنة بالتعدادات السكانية السابقة على الرغم من الزيادة العددية ،ويرجع ذلك
إلى التحوالت االقتصادية واالجتماعية والتي زادت من معدالت الهجرة المغادرة من المنطق ة
إلى مدينة بنغازي ،كما تمثلت في التغير الملحوظ في الحالة التعليمية بالنسبة للمرأة وانخفاض
معدالت الزواج وعزوف الكثير من النساء عن الزواج ومساهمتها في النش اط االقتص ادي
مدفوع األجر .وكذلك ما نص عليه قانون 10لسنة 1984م بشأن زواج والطالق الذي وضع
لحد األدنى لسن الزواج 20سنة ،مما أدى إلى العديد من الشباب بتأجيله لحين الحصول على
فرص عمل ومسكن مناسب ( ،)1أما في عام 2015م فقد زاد عدد سكان المنطقة إلى ح والي
31602نسمة وهي أعلى زيادة مرت بالمنطقة ،بزي ادة بلغت 9903نس مة خالل الف ترة
نوية الممتدة من 2006إلى 2015م ،فقد وصلت إلى % 45.9من جملة السكان بزيادة س
د مرتفعة وصلت إلى 990نسمة سنويا ،بمعدل نمو سنوي مرتفع وصل إلى ، % 4.5وق
لعبت عوامل عديدة في هذه الزيادة الكبيرة من أهمها أن المنطقة جذبت العديد من السكان من
مدينة بنغازي إليها على شكل هجرة وافدة للمنطقة سواء من أبنائها الذين كانوا مه اجرين إلى
ي مدينة بنغازي أو من غيرهم من القادمين للمنطقة بسبب توفر المخططات السكنية لألراض
- 11ليبيا ،أمانة االقتصاد ،مجلس التطوير االقتصادي " ،التقرير الوطني األول لحالة السكان في ليبيا " 2010 ،م ،
ص.10
31
الهامشية بأسعار اقل بكثير من أسعار األراضي في مدينة بنغازي ،كم ا أن تأس يس ف رع
لجامعة بنغازي واالستقرار األمني للمنطقة جعلها منطقة جذب مهم لسكان مدين ة بنغ ازي ،
ام 2013م زاد من باإلضافة إلى اعتبار المنطقة بلدية ضمن التقسيمات اإلدارية للبالد في ع
أهميتها وبالتالي شجع على زيادة السكان بهم ،كما أن تطورات حال ة الح رب في مدين ة
بنغازي دفعت بالعديد من سكان المدينة باالستقرار بالمنطقة .
غيرة ويتضح بشكل عام و بالمقارنة مع مناطق أخرى في البالد باعتبارها من المناطق الص
سكانيًا ،وهي قابلة للتطور سكانيًا لتوفر إمكانيات النمو السكاني فيها سواء المرتبطة بالمنطقة
أو المرتبطة بدور الدولة في تنمية المدن والمناطق التي ال تتوفر فيها المشاريع التنموية الفعالة
التي تشجع السكان على النمو والتطور .
وباالنتقال إلى دراسة التوزيع الجغرافي للسكان بين مراكز العمران بمنطقة الدراسة ،للوقوف
على الصورة التوزيعية للسكان بالمنطقة حتى يمكن تحليل التطور الس كاني حس ب مراك ز
العمران بالمنطقة ومدى تناسب هذه الصورة التوزيعية للسكان مع توزيع العم ران لمعرف ة
الحالة التوزيعية لإلسكان ،وعليه يمكن االستدالل بالجدول ( ) 5التالي :
جدول( )5توزيع السكان حسب مراكز العمران بمنطقة الدراسة
بوجرار المبني برسس دريانة توكرا
المجموع السنة
% العدد % العدد % العدد % العدد % العدد
1973
7206 8.8 637 13.1 943 14 1002 32 2291 32.2 2333
م
1984
14843 4.5 671 9.5 1415 12.1 1799 27.2 4032 46.7 6926
م
1995
19543 5.5 1092 11.7 2306 13.4 2620 22.8 4460 46.3 9065
م
2006
21699 5.7 1238 12.1 2635 13.9 3035 20.8 4532 47.2 10259
م
2015
31602 5.4 1717 10.9 3455 15.2 4789 25.1 7932 43.4 13709
م
المصدر:عم ل الباحث ة اس تناداً على التع دادات العام ة للس كان 2015-2006-1995 - 1984-1973بيان ات المجلس
البلدي .
ران يتضح من الجدول ( )5بان المنطقة تعاني من تفاوت في توزيع السكان بين مراكز العم
المتوطنة بها ،فحسب التعداد العام للسكان بلغ سكان المنطقة حوالي 7206نسمة تركز 32.2
كان %منهم في مدينة توكرا ،وحوالي %32بمدينة دريانة ،مما يعني أن %64.1من س
المنطقة كانا في هاتين المدينتين اللتان تمثالن مراكز العمران الحضري بالمنطقة ،وتضاعف
عدد سكان منطقة الدراسة في تعداد 1984م ووصل إلى حوالي 14843نسمة ،تركز 46.7
32
%بمدينة توكرا ،وحوالي % 27.2بمدينة دريانة ،حيث شكلتا ما نسبته % 73.9من جملة
سكان المنطقة باعتبارهما من أهم مراكز االستيطان البشري التي تقدم الخدمات وفرص العمل
بمنطقة الدراسة ،وبالرغم من تباطؤ معدالت النمو السكاني بالمنطقة فق د زاد ووص ل إلى
والي 19543نسمة حسب تعداد السكان عام 1995م ،تركز %46.3في مدينة توكرا وح
%22.8بمدينة دريانة ،وهاتان المدينتان مثلتا ما نسبته %69.2مما يؤكد الهيمنة الس كانية
لهاتين المدينتين بالمنطقة – كما يوضح الشكل ( ، ) 6وبالرغم من الزيادة في حجم الس كان
بالمنطقة زاد بعدد محدود بحكم ارتفاع معدالت الهجرة المغادرة من منطقة الدراسة إلى مدينة
بنغازي ومدينة المرج ،بسبب عجز المنطقة على توفير فرص عمل وحل أزمة السكن ،حيث
لم يتم استكمال مخطط الجيل الثاني بالمراكز العمرانية بالمنطقة ،وعدم تفعيل اتجاهات النمو
العمراني لها .
وحسب البيانات السكانية المتحصل عليها من المسح الوطني عام 2015م وبيان ات الس كان
المتوفرة من قبل المجالس المحلية بالمنطقة والمجلس البلدي لبلدية توكرا فقد زاد حجم س كان
المنطقة إلى حوالي 31602نسمة ،تركز ما يقارب % 43.4بمدينة توكرا وح والي 25.1
%بمدينة دريانة ،حيت وصلت نسبة المدينتين إلى % 68.5من جملة سكان منطقة الدراسة
حسب إحصاءات السكان بالبلدية ،وقد ساعدت عملية إقامة مخططات إسكانية خارج المنطقة
في التوسع العمراني لمعظم منطقة الدراسة وباألخص مدينتي توكرا و دريانة مما ش جع على
الزيادة السكانية التي برزت مع نهاية عام 2011م وال تزال مستمرة خاصة وان نسبة كب يرة
من تلك المخططات شجعت على عودة العديد من أبناء المنطقة إليها في ظل ف رص العم ل
والتوظيف الجديدة ،باإلضافة إلى بروز ظاهرة االس تراحات بش كل واض ح في منطق ة
الدراسة ،التي غالبا يكون أصحابها من خارج منطقة الدراسة ( مدينة بنغازي – مدينة المرج
) التي تستخدم للترفية واالستجمام والتي بمرور الوقت س تتحول إلى مس اكن عن طري ق
اإليجار أو استقرار أصحابها فيها بسبب ظروف النزوح .
شكل( )6تطور سكان منطقة الدراسة
33
المصدر:عمل الباحثة اس تناداً على التع دادات العام ة للس كان 2015 -2006-1995 - 1984-1973بيان ات المجلس
البلدي .
- 11اعتمدت الباحثة في تصنيف المراكز العمرانية المستهدفة بالدراسة إلى حضر وريف حسب التعريف المعتم د في
تعدادات السكانية بالبالد حيث أعتبر كل تجمع سكاني يزيد عدد سكانه عن 5000نسمة هو حضر وغير ذلك يع د من
الريف .
34
17.8 417 196 4593 6926 1984م
2.8 194 31 2139 9065 1995م
1.2 108 31.2 1194 10259 2006م
3.3 345 34 3450 13709 2015م
المصدر :من عمل الباحثة اعتمادا على تعدادات السكان 2015 – 2006-1995-1984-1973 ،بيانات المجلس
البلدي .
يوضح الجدول ( ) 6تطور حجم السكان بمدينة توكرا من 2333نس مة ع ام 1973م إلى
6926نسمة عام 1984م بزيادة كلية بلغت 4593نسمة بنسبة زيادة وص لت إلى % 417
مما يدل على الطفرة السكانية الكبيرة للمدينة بفعل تطور حركة البناء واألعمال التي ش هدتها
المدينة من بداية السبعينيات من القرن الماضي والتي انعكس ت على ارتف اع مع دل النم و
السكاني السنوي الذي بلغ ، %17.8وبالرغم من أن اتجاهات الزي ادة الس كانية في تع داد
1995م بدأت تقل عن مثيالتها في تعداد 1984م إال أنها ظلت مرتفعة ،فق د وص ل حجم
السكان إلى 9065نسمة بزيادة بلغت الزيادة الكلية 2139بنسبة زيادة %194وبمعدل نم و
سنوي ، % 2.3ووصل سكان المدينة حسب التعداد الس كاني 2006م إلي 10259نس مة
بزيادة بلغت 1194نسمة عن تعداد 1995م بنسبة مئوي ة بلغت %31.2وبمع دل س نوي
اءات %1.2وهو اقل معدل للنمو السكاني للمدينة ،وارتفع سكان مدينة توكرا حسب إحص
2015م إلى 13709نسمة وبزيادة عددية بلغت 3450نسمة مثلت م ا نس بته % 34من
الزيادة عن السكان في التعداد السابق 2006م وبمعدل نمو سنوي بلغ % 3.3بحكم التوس ع
العمراني للمدينة واعتبارها بلدية مما سهل فرص التوظيف بها وس اهم في زي ادة حجمه ا
السكاني .
إال أن عدد السكان في المدينة قد تضاعف خالل 41سنة أكثر من أربعة مرات ونصف المرة
،وعلى الرغم من التفاوت في معدالت النمو السكاني العام إال أن مدينة توكرا تحظى بزي ادة
في عدد السكان باعتبارها المدينة األولى التي تجذب سكان المناطق المجاورة إليها ،وك ذلك
التطور الحضري السريع التي مرت به ليبيا كان له دور مؤثر في تطور مدينة توكرا ،كم ا
أن اعتبارها بلدية ومدينة توكرا مركزها اإلداري والخدمي أتاح لها فرصة التوسع العم راني
والنمو السكاني في اآلونة األخيرة .
.2النمو السكاني بمدينة دريانة -:
تحتل الترتيب الثاني من حيث أهمي ة حجم الس كان بالمنطق ة ،فق د بل غ حجم س كانها
2291نسمة حسب تعداد 1973م ،وزاد عدد سكانها في تع داد 1984م إلى 4032نس مة
35
بزيادة كلية 1741نسمة بنسبة وصلت %172وبزيادة سنوية 158نسمة في السنة الواح دة
وبمعدل نمو سنوي وصل إلى %6.8كما يوضح الجدول (.)7
جدول ( )7النمو السكاني في مركز دريانه في الفترة من 2015-1973م
معدل الزيادة الزيادة الكلية
عدد السكان السنة
النمو السنوية % العدد
- -- - - 2291 1973م
6.8 158 172 1741 4032 1984م
0.9 38 11 428 4460 1995م
0.1 6.5 1.6 72 4532 2006م
7.5 340 75 3400 7932 2015م
المصدر :من عمل الباحثة اعتمادا على تعدادات السكان -2006-1995-1984-1973بيانات المجلس
البلدي.
وحسب التعداد العام للسكان 1995م ارتفع عدد سكان إلى 4460نسمة ،وبلغت الزيادة الكلي ة
بين التعدادين1984م1995-م حوالي 428نسمة بنسبة وصلت إلى %11وبزيادة سنوية 38
نسمة في السنة الواحدة وبمعدل نمو سنوي ، %0.9وهذه الزيادة السكانية تعد األك بر لحجم
سكان مدينة دريانة حسب بيانات التعدادات السكانية في البالد ،واستمر عدد سكان دريانة في
الزيادة وإن كانت هذه الزيادة بوتيرة اقل بفعل حركة الهجرة المغادرة من المنطقة إلى مدين ة
بنغازي خاصة في فئة الشباب ،فقد وصل سكان المدينة حسب تعداد 2006م 4532نسمة إذا
بلغت الزيادة الكلية في عدد سكان72نسمة بنسبة %1.6وجسدت بذلك زي ادة س نوية 6.5
نسمة وبمعدل سنوي ، %0.1وبلغ حجم سكان مدينة دريانة ع ام 2015م ح والي 7932
نوي نسمة وبزيادة عددية 3400نسمة و بنسبة زيادة وصلت إلى % 340وبمعدل نمو س
دة بلغ %7.5وهو أعلى معدل خالل الفترة الممتدة من 1973م إلى 2015م ،وقد لعبت ع
عوامل دورًا رئيسيًا من أبرزها :التوسع العمراني للمدينة في اتجاهين األول نح و الش رق
والثاني نحو الغرب بفعل ازدياد حاالت الزواج ،كذلك ساهمت الهجرة الواف دة إلى المدين ة
بدور في زيادة حجمها السكاني وهي مدينة قريبة من مدينة بنغازي مم ا ي دفع العدي د من
ة السكان لالستقرار بها النخفاض تكاليف بناء المساكن ورخص أسعار األراضي المخصص
للسكن .
وبالرغم من الزيادة السكانية إال أنها تتفاوت من حيث المعدل العام للنمو الس كاني باعتب ار
مدينة دريانة من التجمعات العمرانية المهمة في منطقة الدراسة والتي تتميز بإمكاناتها الخدمية
ع في واالقتصادية التي اتخذت شكل حركة هجرة من المناطق الصغيرة إليها ،وكذلك التوس
36
عدد الوحدات السكنية ،وخالل 41سنة تضاعف سكان المدينة 3.8مرات مم ا يش ير إلى
أهميتها من الناحية السكانية والعمرانية بمنطقة الدراسة.
النمو السكاني بتجمع برسس -:
كان يعد مركز برسس الريفي ثالث تجمع سكاني بالمنطقة من حيث الحجم ،فقد بلغ حجم س
المركز حسب التعداد العام للسكان عام 1973م حوالي 1002نس مة زاد إلى 1799نس مة
حسب التعداد العام للسكان 1984م ،بزيادة عددية بلغت 797نسمة بنسبة بلغت ، % 79
وبزيادة سنوية سجلت 72نسمة في السنة الواحدة ،وبمعدل نمو عام ، %71وهذه الزي ادة
تعد مرتفعة جدًا بحكم البدء في تخطيط مركز برسس وإنشاء مجموعة من المساكن بمرافقه ا
األساسية حسب المستهدف من خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وفى تعداد عام 1995م
مة و بلغ عدد سكانها 2620نسمة ،وبزيادة عددية بين التعدادين 1984م1995-م 821نس
بنسبة زيادة وصلت % 45وبزيادة سنوية 74نسمة وبمعدل نمو سنوي %4.1حس ب م ا
يوضح الجدول ( . ) 8
جدول( )8النمو السكاني في مركز برسس في الفترة من 2015-1973م
الزيادة الكلية
معدل النمو الزيادة السنوية عدد السكان السنة
% العدد
- - - - 1002 1973م
9.11 72 79 797 1799 1984م
4.1 74 45 821 2620 1995م
1.4 37 16 415 3035 2006م
58 1754 57 1754 4789 2015م
المصدر :من عمل الباحثة اعتمادا على تعدادات السكان 1973م – 1984م 1995 -م2006 -م -بيانات المجلس
البلدي .
واستمر حجم سكان مركز برسس في الزيادة العددية بشكل ملحوظ ،فقد وصل حجم الس كان
لمركز برسس في تعداد 2006م إلى 3035نسمة بنسبة زيادة بلغت %16وبزي ادة عددي ة
بين التعدادين1995م 2006-م 415نسمة ،وبزيادة سنوية 37نسمة في الس نة الواح دة
ادة وبمعدل نمو ، %1.4وفي عام 2015م ارتفع حجم سكان المنطقة إلى 4789نسمة بزي
عددية وصلت إلى 1754نسمة وبزيادة سنوية بلغت 1754نسمة و بنسبة زيادة مئوية % 57
عن حجم السكان في عام 2006م وبمعدل نمو سنوي % 58وهو أعلى معدل تص ل ألي ه
المنطقة منذ أجراء عمليات التعداد السكاني ،بحكم التوسع الملحوظ في البناء العمراني ال ذي
ترتب عليه ارتفاع معدالت الزواج وزيادة معدالت المواليد ،وتط ور النش اط االقتص ادي
للسكان ،الذي أدى إلى ارتفاع مستويات المعيشة وانعكس بشكل ايجابي على الزيادة السكانية.
37
وعلى الرغم من التفاوت في الزيادة العددية للسكان بين التعدادات الس كانية ،إال أن مرك ز
برسس قد تطور حجم سكانه بشكل ملحوظ ،فقد تضاعف حجمها س كانيًا 6.2م رة خالل
الفترة الممتدة من 1973م إلى 2015م ،بحكم عدة عوامل من أهمه ا مواقعه ا الجغ رافي
المميز على الطريق الواقعة بين مدينتي المرج و بنغازي ،وكذلك تنفيذ المخططات العمرانية
ط للجيل األول والجيل الثاني من قبل مؤسسة دوكسيادس ،والتوسع العمراني خارج المخط
العام للمنطقة ،الذي جذب العديد من المهاجرين الوافدين للمركز.
. 4النمو السكاني بتجمع المبني -:
من المراكز الريفية المهمة بمنطقة الدراسة نظراُ لموقعها الجغرافي الوسط بمنطق ة الدراس ة
كان ، وعلى الطريق الرئيسي ،وهي تأتي في المركز الرابع من حيث األهمية في حجم الس
فقد بلغ عدد سكانها في التعداد السكاني لعام 1973م حوالي 943نس مة وزاد ع دد س كانها
حسب تعداد عام 1984م إلى حوالي 1415نسمة بنسبة زيادة وصلت إلى % 48بحجم زيادة
عددية بين التعدادين بلغت 462نسمة ،وبمقدر زيادة سنوية تقدر بحوالي 42نسمة في السنة ،
وبمعدل نمو سنوي بين التعدادين بلغ % 4.4حسب بيانات الجدول ( . ) 9
جدول ( )9النمو السكاني في المبني في الفترة من 2015-1973م
الزيادة الكلية
معدل النمو الزيادة السنوية عدد السكان السنة
% العدد
- - - - 943 1973م
4.4 42 48 462 1415 1984م
5.7 81 63 891 2306 1995م
0.1 3.3 14 329 2635 2006م
3.4 82 31 820 3455 2015م
المصدر :من عمل الباحثة اعتمادا على تعدادات السكان -2006 -1995 -1984 -1973بيانات المجلس البلدي
.
أما في تعداد 1995م فقد وصل عدد سكان إلى 2306نسمة بزيادة عددي ة وص لت إلى 891
نسمة بنسبة زيادة مئوية ، %63بزيادة عددية سنوية تقدر 81نسمة سنويًا ،وبمعدل نمو سنوي
يصل إلى ، %5.7واستمر نمو السكان في المنطقة بفضل الزيادة الطبيعية ،حيث وص ل حجم
سكان المنطقة في تعداد 2006م 2635نسمة وبزيادة عددية 329نسمة ،وبنسبة س نوية بلغت
، %14وبزيادة سنوية3.3نسمة في السنة الواحدة وبمعدل نمو سنوي وصل ، %0.1و بالرغم
من أن الزيادة السكانية التي كانت واضحة في منطقة المبنى إال أن التب اين في مع دالت النم و
السنوي بين فترات التعدادات المختلفة سمة بارزة في تطور سكان المنطقة ،بفع ل ت أثير ع دة
عوامل أثرت في ذلك النمو ،من أهمها حركة الهجرة من و إلى المنطقة ،مستويات التعليم حيث
38
أن المنطقة لم يتم إنشاء مدرسة ثانوية بها إال مع نهاية التسعينيات من القرن الماضي باعتباره ا
منطقة ريفية وزراعية ليست عليها طلب خدمي أو سكني ،كما أن عدم ت وفر ف رص العم ل
للخريجين من الشباب دفع بهم إلى الهجرة من المنطقة إلى مدن بنغازي و توكرا و دريانة لت وفر
فرص العمل .
النمو السكاني بتجمع بوجرار -:
تمثل منطقة بوجرار أصغر تجمع سكاني بمنطقة الدراسة من حيث حجم الس كان ،وتعت بر من
التجمعات الصغيرة التي تتميز بطابعها الريفي حيث كان حجم سكانها في تع داد 1973مح والي
% 637نسمة زاد حسب تعداد 1984م إلى 671نسمة ،بنسبة مئوية وصلت لح والي 5.3
وبزيادة عددية بين التعدادين بلغت 34نسمة ،بزيادة سنوية3.0نسمة وبمعدل نمو سنوي %0.4
لنفس الفترة الزمنية ،كما يوضح الجدول (.)10
جدول ( )10النمو السكاني في مركز بوجرار في الفترة من 2015-1973م
الزيادة الزيادة الكلية
معدل النمو عدد السكان السنة
السنوية % العدد
- - - - 687 1973م
0.4 3.0 5.3 34 671 1984م
5.6 38 63 421 1092 1995م
1.1 13 13 146 1238 2006م
3.4 43 38 479 1717 2015م
المصدر :من عمل الباحثة اعتمادا على تعدادات السكان( -2006-1995-1984-1973بيانات المجلس البلدي) .
وحسب التعداد العام للسكان عام 1995م وصل عدد سكان منطقة بوجرار إلى 1092نس مة
وبزيادة عددية بين التعدادين بلغت 421نسمة ،وبنسبة زيادة مئوي ة وص لت إلى % 63
وبزيادة سنوية 38نسمة في السنة الواحدة ،وبمعدل نمو سنوي ، %5.6وأستمر عدد سكان
المنطقة في الزيادة حسب تعداد 2006م و وصل إلى 1238نسمة وبزيادة عددية وصلت إلى
دة 146نسمة ،وبنسبة زيادة مئوية بلغت ، % 13وبزيادة سنوية 13نسمة في السنة الواح
وبمعدل نمو سنوي ، %1.1والمالحظ أن معدل النمو السنوي قد تناقص عن مع دل تع داد
ة السابق بالرغم من استمرار السكان في الزيادة العددية ،إال أن عام 2015م شهدت المنطق
زيادة عددية ملحوظة ،فقد وصل حجم سكانها إلى 1717نسمة بزي ادة عددي ة بلغت 479
نسمة ،وبزيادة سنوية 38نسمة بمعدل نمو سنوي بلغ ، % 3.4وهذا واض ح ج دا بس بب
ارتفاع معدالت الزواج لدى الشباب مع توفر فرص العمل و تقديم خدمات من الناحية اإلدارية
والمالية ،خاصة وان منطقة بوجرار تعد اقرب مركز عمراني إلى مركز البلدية مدينة توكرا.
39
ويمكن القول أن سكان منطقة الدراسة صغير بالمقارنة مع المناطق المحيطة ،مث ل منطق ة
بنغازي الكبرى ومنطقة المرج ،وهذا عامل مشجع على زيادة الس كان ك ذلك على تواف د
العددين من المهاجرين من أبناء المنطقة وغيرهم للرجوع إليها باعتباره ا منطق ة مالئم ة
للتطور العمراني في السنوات المقبلة ،فهي تقع على الطريق الساحلي الراب ط بين م دينتي
بنغازي والمرج والذي يعد شريان للحركة والنشاط االقتصادي والخدمي ،وتع د من اب رز
محاور النمو العمراني لمدينة بنغازي الكبرى لقدرتها على استيعاب مخرجات عملية التوس ع
ة العمراني لموقعها المميز بالنسبة لمدينة بنغازي الكبرى ،باإلضافة إلى خصائصها الطبيعي
والبشرية المناسبة للنمو العمراني وسهولة الوصول إلى المنطقة ،كما يوضح الشكل ( . ) 7
ب -عناصر النمو السكاني -:
يتحدد النمو السكاني بعاملي الزيادة الطبيعية والزيادة الغير الطبيعية والتي يقصد به ا الف رق
بين عدد المواليد وعدد الوفيات ،أما الزيادة الغير الطبيعية هي النمو ال ذي يح دث نتيج ة
الستقبال منطقة ما ألعداد من المهاجرين ليسكنوا بها ،ولتتبع الحركة الس كانية في منطق ة
الدراسة البد من التركيز على هذين العاملين ،الزيادة الطبيعية والهجرة .
40
المصدر :إعداد الباحثة باعتماد على األطلس الوطني .
.1الزيادة الطبيعية -:تعبر الزيادة الطبيعية للسكان هي الفرق بين عدد المواليد الخام وع دد
الوفيات الخام ،ففي حالة ارتفاع أعداد المواليد عن أعداد الوفيات تصبح الزي ادة الطبيعي ة
موجبة ،بينما في حالة ارتفاع أعداد الوفيات عن أعداد المواليد تصبح قيمة الزيادة بالسالب ،
في حين أن قيمة الزيادة الطبيعية تصبح صفر في حالة تساوي أعداد المواليد والوفيات .
ولدراسة كال منهما للمعرفة تأثير هذين العنصرين على الزيادة الطبيعية ،وهى ال تي تق در
نسبيا أو عدديا وغالبا ما تكون النسبة إلى ألف إي كل ألف من السكان ( ،)1كم يزدادون سنويا
وكذلك معدل الوفيات الن الفارق بينهما هو الذي يزيد من عدد سكان إلى كتلة س كانية ك ان
تكون مدينة أو قرية أو حتى إقليم وكذلك على مستوى الدولة .
- 1 -1معدل المواليد الخام - :يعد هذا المعدل من العناصر المهمة التي تحدد مع دالت
الزيادة الطبيعية التي تساهم في تزايد أعداد السكان ،ويتم احتساب هذا المع دل عن طري ق
ها ثم قسمة عدد المواليد األحياء في سنة ما على مجموع عدد السكان في منتصف السنة نفس
الضرب الناتج فيألف ( ،)1ويبين الشكل ( )8تطور معدل المواليد الخام في منطق ة الدراس ة
)1فيألف وتدل على أن المجتم ع اللي بي ابتداء من عام 1973م ،حيث بلغ المعدل (.51
ذي مجتمع محافظ متمسك بعادة االفتخار بكثرة المواليد في العائلة ،بجانب الزواج المبكر ال
-11عبد الفتاح محمد وهيبة ،جغرافية السكان ( ،بيروت :دار النهضة العربية 1979 ،م ) ،ص . 95
- 1محمد صبحي عبد العظيم ،محمد السيد غالب ،السكان ديموغرافيا وجغرافيا ( ،القاهرة :مكتبة
االنجلوالمصرية ،ط 1998 ، 6م ) ،ص . 23
41
تدعمه المنظومة االجتماعية وتشجعه الدولة عن طريق منحة العائلة و مجانية التعليم والعناية
. ()1
الصحية للطفل و األم والطفل
وسجل المعدل في عام 1984م التي بلغ فيها معدل المواليد ( )7 .53في ألف وذلك راجع إلى
الخطط التنموية التي جاءت بسبب ارتفاع عائدات النفط التي ساعدت على هذه النهضة ،التي
ساهمت في تطور مستوى الرعاية الصحية وارتفاع المستوى المعيشي مما انعكس إيجابا على
معدالت الموالي المواليد الخام .
وانخفض معدل المواليد الخام في عام 1995م )) 33.5،في ألف واس تمر االنخف اض في
المعدل عام 2006م ووصل إلى ()9. 22في ألف ،ومرد ذلك إلى الوعي االجتماعي وارتفاع
مستوى التعليم لدى المرأة ومشاركتها بشكل كبير في سوق العمل ،خاصة دخولها في مج ال
التعليم العالي ،نتيجة للنهج الذي استهدفت فيه الدولة بدمج المرأة في ميادين العمل
المختلفة فأنشئت المدارس وتوسعت في معدالت االلتحاق و القبول في كافة المراحل التعليم
( ،)2وتأخرها في سن الزواج كنتيجة لسعيها لحص ول على مس توى معين من التعليم ال ذي
يؤهلها للعمل ( ،)3كما أن تقلبات مستويات المعيشة وتفاقم أزم ة الس كان أدت إلى الح د من
معدالت الزواج مما انعكس سلبا على معدالت المواليد .
- 2 – 1الوفيات -:إن السكان يتزيدون طبيعيا وفى نفس الوقت يتناقصون طبيعيا عن
طريق الوفيات ،وبهذا فإن دراسة الوفيات على قدر كبير من األهمية ألنها تشكل جانب مهم
في الزيادة الطبيعية ،ويمكن الحصول على معدل الوفيات الخام عن طريق قسمة الوفيات في
سنة ما ،على عدد السكان في منتصف نفس السنة والناتج يضرب في األل ف ( ،)4وق د تم
دراسة معدالت الوفيات بمنطقة الدراس ة في الف ترة الممت دة من ع ام 1973م إلى ع ام
2006م ،كما هو موضح في األشكال ( ) 10 – 9 – 8يتضح االنخفاض السريع الذي
سجل في عام ) ) 197312.8في األلف ،ثم انخفض عام 1984م ليصل إلى ( )10.6في
األلف ،وفى عام 1995م انخفض المعدل ليس جل ) ) 8.4وفى ع ام 2006م واس تمر
المعدل في االنخفاض ليسجل ) ) 8.1في األلف ،ويالحظ على معدالت الوفي ات بالمنطق ة
- 1منصور الكيخيا ( ،السكان ) ،الهادي بولقمة ،سعد القزيري (محرران) ،الجماهيرية – دراسة في الجغرافيا ،
( سرت :الدار الجماهيرية لإلعالن والنشر والتوزيع ،ط 1995 ، 1م ) ،ص . 382
- 2مفيدة خالد الزقوزى " ،القوى العاملة النسائية في ليبيا " ،مجله العلوم االجتماعية واإلنسانية ،العدد ، 12السنة
الثالثة ،تصدر عن الهيئة القومية للبحث العلمي ( ،طرابلس ) 1997 ،م ،ص . 313
3
-عباس فاضل السعدي ،دراسات في جغرافية السكان ( ،اإلسكندرية :منشأة المعارف 1988 ،م ) ،ص . 18
- 4فتحي محمد أبوعيانة ,جغرافيا السكان -أسس وتطبيقات ( ،اإلسكندرية :دار المعرفة الجامعية 2007 ،م ) ،
ص ص205 . - 155
42
الخام أنها في انخفاض مستمر ،ويعود انخفاض هذه المعدالت إلى عدة أسباب منها التحس ن
المستمر في الرعاية الصحية األولية وتطور مستوى المعيشة التي تصاحب تط ور وانتش ار
الخدمات الصحية ومقاومة مجموعة من األمراض المنتشرة ،كما أن تحسن األوضاع السكنية
وتحسن المستوى والتطور في الخدمات الطبية والرعاية الصحية ،كل هذه العوامل مجتمع ة
ساهمت في انخفاض معدالت الوفيات الخام سواء على ليبيا أو على منطقة الدراسة .
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادا على بيانات المواليد والوفيات في الفترة من 1973م إلى 2006م.
شكل ( )9نسبة المواليد بمنطقة& الدراسة
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادا على بيانات المواليد في الفترة من 1973م إلى 2006م .
43
شكل ( )10نسبة& الوفيات بمنطقة الدراسة
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادا على بيانات والوفيات في الفترة من 1973م إلى 2006م. .
1
-عباس فاضل السعدي ،مرجع سابق ذكره ،ص . 124
- 2سمير مراد " ،الهجرة و وتعريفها وأسبابها وتأثيرها على التنمية " ،مجلة الجمعية الجغرافية السعودية ،العدد
األول والثاني ،تصدر عن الجمعية الجغرافية السعودية ( ،الرياض ) 1996 ،م ،ص . 25–24
44
القرى فتعمل الهجرة على زيادة معدل نمو السكان في المدن وانخفاضها بالريف( ،)1والهج رة
من و إلى منطقة الدراسة شهدت تغيرات كثيرة ،ففي األول كانت الهجرة بالمنطقة مقتص رة
على البحث عن األكل والشرب وتتبع مواسم المطر ونمو األعشاب للرعي ،ومع تقدم الحياة
اختفى هذا النوع من الهجرة وحل محله التحرك للبحث عن فرص عمل والبحث عن السكن .
وتعد بيانات الهجرة خاصة الهجرة الداخلية ،من الصعب تحديدها بدقة لطبيعة نظام التسجيل
في السجل المدني ،فكثير من المهاجرين يحتفظون بس جالتهم المدني ة في أم اكن إق امتهم
األصلية وال ينقلونها معهم إلى محل إقامتهم الجديد ،حيث يعد األمر أكثر صعوبة في ال دول
رة النامية ( ،)2ففي التعدادات العامة للسكان في ليبيا ال تتوفر بيانات دقيقة ومنظمة عن الهج
ثر لمعرفة حجم المهاجرين والوافدين حسب مناطق ليبيا ،ولهذا فإن البيانات بصفة عامة أك
تعقيدا من إي بيانات أخرى أذا ما قورنت بين بيانات السكان عامة .
وقد تم االعتماد على بيانات السجل المدني لمنطقة الدراسة ( السجل المدني لتوكرا و الس جل
المدني لدريانة ) وقد وردت البيانات الهجرة الوافدة والمغادرة على الس نوات المت وفرة في
السجل من عام 1995م – 2006م عن طريق سجل المنتقلين والمكتتبين .
-1بيانات المنتقلين - :وتشمل المنتقلين من منطقة الدراسة حسب بيانات التع دادات –1
السكانية وبيانات السجل المدني بمنطقة الدراسة ،كما يشير الجدول ( ) 11التالي - :
جدول( )11المغادرين من منطقة الدراسة
جملة إناث ذكور السنوات
1893 770 1133 1995م
1118 797 321 2006م
168 56 112 2015م
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادا على بيانات التعدادات السكانية والسجل المدني بمنطقة الدراسة2015م .
ويالحظ من الجدول ( ) 11إن عدد المنتقلين من توكرا بلغ 1893نسمة في ع ام 1995م ،
منهم 1133من الذكور من إجمالي المنتقلين في حين بلغ ع دد اإلن اث 770من إجم الي
المنتقلين ،ونجد أن عدد اإلناث أقل من عدد الذكور مما يشير إلى أن العامل االجتماعي يلعب
دور فعال في حركة و نشاط تيار الهجرة باعتبار منطقة الدراسة مجتمع يتقيد بشكل واض ح
ة أو بالعديد من المظاهر المرتبطة بالروابط األسرية والعالقات االجتماعية سواء كانت قراب
- 1محمد المبروك المهدوي ،جغرافية ليبيا البشرية ( ،بنغازي :منشورات جامعة قاريونس ،الطبعة الثانية 1990 ،م
) ،ص . 124
- 2احمد إسماعيل ،أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ( ،القاهرة :دار الثقافة والنشر والتوزيع 1998 ،م ) ،
105 . ص
45
مصاهرة والتي تربط هذه األسر باألسر القريبة من مدن مثل المرج األبي ار وبنغ ازي بحكم
الروابط القبلية بمنطقة الدراسة .
أما حركة الهجرة من خالل بيانات عام 2006م يتضح أن ع دد المنتقلين من المنطق ة بل غ
، 1118كان عدد الذكور ، 321أما عدد اإلناث فقد وصل عددهن إلى ، 797ويالحظ ب أن
ح من عدد المنتقلين قل عن الفترة السابقة الن المنطقة مرت بنوع من االستقرار وهذا واض
خالل الخطط التنموية والتوسع في خدماتها التعليمية واالقتصادية وخاصة مدينة ت وكرا م ا
جعلها مركزا لكثير من الخدمات .
فقد بلغ عدد القادمين إلى منطقة الدراسة 2573منهم 999من الذكور ،بينما وص ل ع دد
اإلناث إلى1574من إجمالي القادمين ،وانخفض عدد القادمين إلى المنطقة ع ام 2006م إلى
حوالي ، 1610بلغ عدد الذكور 450و عدد اإلناث حوالي ، 1160ويتضح أن االنخف اض
يعود بشكل أساسي على االنتعاش االقتصادي الذي عاشته مدن بنغازي والمرج ولذا انخفضت
حركة القادمين بشكل واضح خاصة في مدينة دريانة نتيجة لقربها من مدينة بنغازي و مدين ة
توكرا لقربها من مدينة المرج .
إال أن األحداث السياسية واألمنية التي صاحبت ث ورة 17ف براير ع ام 2011م أدت إلى
ك ظروف استثنائية أصبحت معها كافة األمور تخرج عن السياق الطبيعي لها ،وازدادت تل
الظروف السياسية واألمنية صعوبة وتأثير في حركة القادمين إلى منطقة الدراسة بعد أح داث
15أكتوبر العسكرية التي حولت مدينة بنغازي إلى حلبة صراع عسكرية شملت كل أحيائه ا
46
وشوارعها مما أدى إلى ارتفاع أعداد القادمين إلى مدن منطقة الدراس ة س واء من أبنائه ا
ة المهاجرين أو من الباحثين عن النجاة بحياتهم وأرواحهم ،فقد بلغ عدد القادمين إلى المنطق
حسب بيانات الجهات المحلية في المجالس المحلية والبلدية حوالي 3446نس مة منهم 1390
من الذكور وحوالي 2056من اإلناث .
-1-3صافى الهجرة :
ون ،ويك ()1
يعتبر صافى الهجرة عن الفرق بين المغادرين من المنطقة وعدد الوافدين إليها
صافى الهجرة موجبا إذا كان عدد الوافدين يفوق عدد المغادرين ويسمى ذلك بالهجرة الموجبة
دين لتفوق عوامل الجذب على عوامل الطرد ،و إذا فاقت أعداد المغادرين على أعداد الواف
تسمى بالهجرة السالبة إي الطاردة وذلك لتفوق عوامل الطرد على عوامل الجذب لتؤثر ب ذلك
في صافي الهجرة ويوضح الجدول ( ) 13صافي الهجرة بمنطقة الدراسة :
جدول ( )13صافي الهجرة بمنطقة الدراسة المنتقلين
صافي الهجرة الوافدين المغادرين السنوات
680 + 2573 1893 1995م
492 + 1610 1118 2006م
3278 + 3446 168 2015م
المصدر :أعداد الباحثة اعتمادا على بيانات الهجرة الوافدة والمغادرة للمنطقة .
يتضح من خالل الجدول السابق أن صافي الهجرة كان موجبًا عام 1995م ووصل إلى 680
نسمة ،بينما وصل العدد إلى موجب 492نسمة وهذه الزيادة كانت اعتيادي ة بحكم حرك ة
االكتتاب في السجل المدني التي تعتمد على حاالت الزواج بالمنطق ة ،ففي بعض الح االت
يكون أحدى الزوجين من خارج المنطقة وفي أحيان أخرى تتزوج بعض الفتيات من المنطق ة
بأزواج من خارج مما يترتب عليه خروجهن من مكان إقامتهن الحالي إلى مكان آخر وبالتالي
يصبحن من جملة المغادرين من المنطقة ،باإلضافة إلى األسباب المرتبطة بالعمل والدراس ة
التي تدفع بعض الفئات السكانية إلى مغادرة منطقة الدراسة .
وفى 2015م نجد أن صافى الهجرة سجل ارتفاع كبير بموجب 3278نسمة ،نتيجة األحداث
العسكرية التي حدثت في مدينة بنغازي عام 2014م التي حولت المدينة إلى حلب ة ص راع
عسكرية شملت كل أحيائها وشوارعها مما أدى إلى ارتفاع أعداد القادمين إلى م دن منطق ة
الدراسة سواء من أبنائها المهاجرين أو من الباحثين عن النجاة بحياتهم وأرواحهم .
ج-التركيب االقتصادي :
-11إبراهيم موسى الزقراطى ،هاني عبد الرحيم العزي زي ،المص طلحات والمف اهيم الجغرافية ( ،عم ان :دار
مجدالوي للنشر والتوزيع ،ط2007 ، 1م ) ،ص . 113
47
إن دراسة التركيب االقتصادي من العناصر المهمة عند دراسة التركيب السكاني ،فمن خالل
التركيب االقتصادي يتم تحديد المالمح العامة للنشاط االقتصادي والوقوف على نسب العمال ة
وحجمها وأهميتها وخصائصها( ،)1ويؤثر التركيب االقتصادي للس كان على الحال ة الس كنية
ومستوياتها وقدرة العمالة على تحديد المالح الرئيسية ألنماط السكن ومستوى المعيشة ،كم ا
أن ارتفاع معدالت البطالة تنعكس على بشكل سلبي على اتجاهات النمو العم راني للمراك ز
العمرانية ومعدالت الهجرة المغادرة والتي يكون معظمها في سن الشباب الباحثين عن العمل ،
فيرتبط وجود المراكز العمرانية ونموها وأوجه األنشطة االقتصادية التي يمارس ها س كانها
بالتركيب االقتصادي للسكان ،فهو الذي يحدد وظائف المدن وأنشطتها المختلفة ،ولذلك تع د
دراسة النشاط االقتصادي على قدر كبير من األهمية ألنها تعكس قدرة اإلنسان على اس تثمار
الخصائص البيئية وإمكاناتها من ناحية وكما يعد أساسا ضروريا لوضع الخطط للمس تقبل في
مشروعات التنمية االقتصادية أو في مجال الخدمات من ناحية أخرى ( ،)2ولهذا معرفة نس ب
السكان العاملين يعطي صورة واضحة على الحال ة االقتص ادية على أي اتج اه تس ير في
المستقبل في ضوء معطيات العمالة المتوفرة (.)3
ويتمثل مفهوم النشاط االقتصادي جميع األفراد الذين يعملون وهم في سن العمل ما بين -15
64سنة ويقع عليهم عبء اإلعالة االقتصادية ،والذين ال يعلمون ولكنهم قادرين على العم ل
والباحثون عنه ،والغير ناشطين اقتصاديًا هم ربات البيوت وكبار السن من هم في سن التقاعد
،كما يوضح الجدول ( : ) 14 ()4
-فتحي أبو عيانه ،جغرافية السكان ( ،بيروت :دار النهضة العربية ،ط1980 ، 2م ) ,ص . 329 1
- 2ماجدة إبراهيم عامر ،القوى العاملة ،كتاب دراسات في سكان ليبيا ،تحرير سعد خليل القزيري ( ،بنغازي :دار
النهضة العربية ،ط2003 ، 1م ) ،ص .134
-محمد المبروك المهدوي ،مرجع سابق ذكره ،ص . 151 3
4
-منصور الكيخيا ،السكان ،الجماهيرية دراسة في الجغرافيا ،مصدر سابق ذكره ،ص . 374 – 373
48
4.3 16.3 2.5 27 2.7 18.6 المبنى
2.6 19.7 4 22.2 2.7 16.4 دريانه
المصدر :من عمل الباحثة اعتمادا على النتائج النهائية للتعدادات – 1984م 1995 -م – 2006م .
يتضح من الجدول ( ) 14بأن نسبة السكان العاملين اقتصاديا إلى جمل ة الس كان ال ت زال
صغيرة مما يشير إلى أن حالة المجتمع السكانية تدل على أن المنطقة تمتاز بارتف اع نس بة
صغار السن فيها ( صفر – ) 14تتجاوز النصف بحكم ارتفاع معدالت الزيادة الطبيعي ة في
منطقة الدراسة ،حيث أن نسبة الذكور العاملين حسب تعداد عام 1973م لم تص ل إلى الثلث
من جملة السكان فقد تراوحت مابين % 14.6في مركز برس س إلى % 18,6في مرك ز
المبني وهما مركزين ريفيان مما يؤكد على أن اتجاه القوى العمالة بالمنطقة مرتبط بالخدمات
المحلية من تعليم وشؤون محلية وصيانات خدمية محدودة بحكم صغر القاع دة االقتص ادية
لمنطقة الدراسة ،وجاءت نسبة اإلناث العامالت متدنية جدا ت راوحت م ا بين % 1.6في
مركز بوجرار إلى % 4.3في مدينة توكرا ،وهو ما يشير إلى طبيعة المجتمع المحافظ التي
تغلب عليها العادات والتقاليد ،حيث يسهم الذكور في القوى العاملة أكثر من اإلن اث وه ذا
راجع في ذلك الوقت إلى العادات والتقاليد التي تحول دون خروج المرأة للعمل (.)1
وفي تعداد 1984تراوحت نسبة العاملين اقتصاديا الذكور من % 19.3في مدينة توكرا إلى
% 27في مركز المبني الريفي ،بينما تراوحت نسبة اإلناث العامالت من % 2.5في قرية
المبني إلى % 5.2في مدينة توكرا ،ويتضح من ذلك أهم القطاعات التي تركزت فيها نسبة
العاملين بالخدمات اإلدارية و الخدمات التعليمية و األمنية والفندقي ة ،وترك ز اإلن اث في
األعمال الخدمية لسهولة العمل ثم مالئمة هذا اللون لطبيعة األنثى .
وفى تعداد 1995م سجلت نسبة العاملين بالنسبة للذكور نسبة تراوحت من % 24.1في قرية
بوجرار إلى % 16.3في قرية المبني ،أما بالنسبة لإلناث العامالت فقد تراوحت نسبتهن ما
بين % 10بمدينة توكرا إلى % 4.3بقرية المبني ،ومن خالل ه ذه النس ب اس تحوذت
ب األعلى ، النشاطات االقتصادية في مجال الخدمات العامة االجتماعية والتعليمية على النس
دارس أما سبب ارتفاع نسبة العامالت بمدينة توكرا يعود ذلك لتركز المراكز العلمية من الم
والمعاهد والكليات الجامعية فيها ،وتوفر مختلف القطاعات والمرافق العامة كالتعليم والصحة
والنقل والمواصالت ،أما القطاع الثاني الذي استأثر العاملين أو القوى العاملة فيه وهو قطاع
الزراعة حيث تم تشجيع المواطنين لمنح القروض الزراعية وزيادة الرقعة الزراعية وتمليكها
للمواطن دعمهم بمستلزمات اإلنتاج وتقديم الحوافز من الحكومة ،أما القطاع اآلخر للصناعات
-11محمد المبروك المهدوي ،مصدر سابق ذكره ،ص . 152
49
التمويلية وكذلك التجارة وخدمات المطاعم والتشييد والبناء و يشكلن هذه القطاعات انخفاض ا
سببها ارتفاع العاملين في القطاعات األخرى ،بالنسبة للبناء والتشييد ويستأثر هذا الن وع من
كان الغير ليبيين ويتوقف بالدرجة األولى على تنفيذ الخطط التموينية الخاصة في مجال اإلس
وما تمنحه الدولة من القروض السكنية للسكان الليبيين .
د -نمط االستقرار العمراني :
على الرغم من أن الغذاء هو الحاجة األساسية إال أن الحاج ة إلى الملج أ من الض روريات
الحياة ،فيبدأ اإلنسان في بناء السكن التي اس تغل فيه ا تكوين ات مع الم مظه ر األرض
landscapeفي أنماط المساكن األولى ،ومن هنا بدأت تكبر وت زداد التجمع ات الس كنية
لتصبح مراكز العمرانية نتيجة للزيادة السكانية وكذلك لتأثير وتن وع األنش طة االقتص ادية
والزيادة في حجم السكان بدأت تنتشر المدن ويكبر حجمها( ،)1وفي ليبيا م ع تك وين الدول ة
واستقاللها عام 1951م كانت منظومة المدن مقتصرة على المدن التي طورها االيطاليون مثل
مدن طرابلس وبنغازي و مصراته و درنة وطبرق و فزان في حين أن بقي ة الم دن ك انت
ان عبارة عن مراكز عمران ريفي محدودة الحجم باعتبار أن أكثر من نصف سكان البالد ك
بدو رحل ،ومع تطور األحوال االقتصادية في البالد بشكل سريع مع اكتشاف النفط وتحس ن
المستوى المعيشي والثقافي وتوفر الخدمات وبداية الخطوات األولى لعملي ات التنمي ة ال تي
ركزت على البنية التحتية من مساكن وخدمات كان هدفها تحقيق أنماط لالس تقرار البش ري
لسكان البالد ما بين المراكز العمرانية الحضرية والمراكز العمرانية الريفية مما ساهم بش كل
ملحوظ في ارتفاع نسبة الحضر في السنوات الالحقة تجاوزت % 90بفعل الهج رة الواف دة
للمدن وزيادة حجم المراكز العمرانية الريفية ودخولها إلى المنظومة الحضرية حسب مع ايير
الدولة التخطيطية .
ويتم تعريف سكان الحضر بأنهم األفراد الذين يسكنون المدن ويمتهن ون قط اع الص ناعة
والخدمات والتجارة واإلدارة ،عكس سكان الريف الذين يقطنون القرى ويمتهنون مهنًا ريفية
كالرعي والزراعة ( ،)1ويستطيع اإلنسان اختيار المكان المالئم ليعيش في ه حس ب قدرات ه
تقرار وإمكاناته المتوفرة ليمارس فيه نشاطه ويجدد االستقرار والعيش فيه إليضاح نمط االس
العمراني التي تقع في السهل الساحلي التي تمتاز باستواء في سطحها وطرقها التي تربط ك ل
مناطق الدراسة التي أدت إلى ظهور هذه المستوطنات سواء حضرية أو ريفية.
-11سعد محمد صالح السعدي ،وآخرون ،مرجع سابق ذكره ،ص . 90
- 1سعد خليل القزيري ،التضخم الحضري وإعادة التوزيع الجغرافي للسكان ،دراسات في سكان ليبيا ،مرجع سابق
ذكره ،ص .54
50
فالمستوطنات السكنية تزداد مع الزيادة السكانية وترتبط ه ذه الزي ادة الس ريعة ب التطور
التكنولوجي الذي يعبر عن نوعية المستوطنات وذلك بتأثير األنشطة االقتص ادية وحجمه ا ،
والمستوطنات الحضرية كانت امتداد للمستوطنات الريفية هي التي نمت وازدادت منذ وج ود
اإلنسان على سطح األرض فمنها ظهرت القرى الزراعية ال تي يمتهن س كانها ه ذه المهن
لالستفادة من زراعتها واألعمال األخرى مثل الرعي والري والص يد ال بري والم دن حيث
يمتهن قاطنوها الصناعة واألعمال اإلدارية والخدمية والتجارة ألن لها دور مهم في االستقرار
بها .
وهناك عدة دراسات متنوعة لتعريف السكان الحضر في ليبيا وبهذا يقترح بليك blakaإن أي
مستوطنة يسكنها 10,000نسمة أو أكثر حضر وبغض النظ ر عن وظيفته ا أو وض عها
اإلداري أو مظهرها الخارجي واعتبر آخرون أن سكان المدن في ليبي ا هم ال ذين يس كنون
التجمعات السكانية التي بها 5000نسمة أو أكثر ،والمشكلة في التجمعات السكنية بليبيا التي
هي أقل من 5000نسمة ولكن تلعب دور مركز حضري ويطل ق علي ه مص طلح الق وى
حيث تقوم ببعض الوظائف التي تؤديه ا المراك ز المتحضرة Urbanizing Villages
الحضرية كالوظيفة اإلدارية أو التعليمية أو التجارية ( ،)1ويمكن تصنيف المراك ز العمراني ة
بمنطقة الدراسة حسب الجدول ( -: )15
-سعد خليل القزيري ،التحضر في ليبيا ،الجماهيرية دراسة في الجغرافيا ،مرجع سابق ذكره ،ص . 411 1
51
ومن خالل الجدول السابق نجد أن مركز توكرا العمراني من أقدم مراكز االستيطان العمراني
وهي تأسست في العهد اإلغريقي وكانت إحدى مدن البنتابولس اإلغريقية باعتباره ا مين اء
لمدينة براشي ( برقة ) ،حيث ازدهرت في تلك الفترة وتعظم دورها ونفوذه ا ب الرغم من
قربها من مدينة يوسبريدس ( بنغازي ) ،وهذا االستقرار المبكر في المدينة جعلها من مراكز
رغم من العمران البشري في منطقة سهل بنغازي وإحدى أهم توابع مدينة بنغازي ،على ال
التعدادات السكانية األولى صنفت المركز من ضمن مراكز العمران الريفي إلى ع ام 1984م
عندما دخل المركز إلى منظومة المدن الحضرية الصغرى في ليبيا ،ومنذ تلك السنة وهي تعد
مركز حضري مهم يقع على الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي بنغازي والم رج إلى ه ذه
الفترة الحالية .
والمدينة الثانية في المنظومة الحضرية بمنطقة الدراسة هي مدينة دريانة التي تعت بر من أهم
المراكز العمرانية في المنطقة وقد دخلت إلى المنظومة الحضرية وفقًا لبيانات التع داد الع ام
للسكان لعان 1995م حيث تعد مركزًا إداريًا ووظيفيًا مهم لمنطقة ريفي ة واس عة في س هل
بنغازي ،وإما بقية المستوطنات البشرية ( بوجرار ،برسس ،المبنى ) وحس ب التص نيفات
فإنها تعد مراكز ريفية تتوفر فيها العديد من الخدمات العامة تستهدف سكانها المحليين وبعض
المزارع القريبة منها مثل المدارس االبتدائية واإلعدادية والثانوية وخ دمات ال بيع المحلي ة
والصيانة المحدودة إال أنها تعتمد في معظم خدماتها على مدينة توكرا ومدينة بنغازي بدرج ة
أعلى .
52
الفصـل الثـاني
التوزيع الجغرافي للسكن في منطقة الدراسة
تطور السكن بمنطقة الدراسة -
أسباب الزيادة الرقعة السكنية بمنطقة الدراسة -
سلبيات التعدي على المخططات العامة -
الطلب السكنى بمنطقة الدراسة -
العوامل المؤثرة على الطلب السكني -
تمهيد
يركز هذا الفصل على واقع الحالة السكنية في منطقة الدراس ة من خالل تط ور الس كن ،
وتوزيع المساكن وأنماطها وتصنيفاتها والعوامل المؤثرة في توزيعها ،فالمشكالت الناجمة عن
النمو السكاني السريع وفي وقت قصير أدى إلى زي ادة ع دد األس ر مم ا أدى إلى عج ز
المخططات العمرانية لإليفاء باحتياجات المنطقة من الناحية السكنية وال تي أص بح نموه ا
العمراني يغلب عليه طابع السكن غير الرسمي ( خارج المخططات العمرانية ) .
وبحكم أن منطقة الدراسة التي زادت فيها معدالت نمو السكان بشكل واض ح بفع ل ارتف اع
مستوى المعيشة وتحسن الدخل الفردي ،باإلضافة إلى تطور المستوى الصحي وتوفر فرص
العمل األمر الذي يتطلب زيادة الرقعة العمرانية الستيعاب تطور عدد األسر الناتج عن زيادة
ق سكان المنطقة ،للحد من مشكلة الطلب السكنى الذي يدفع بالمواطن للبحث عن مسكن الئ
وصحي وخاصة أن منطقة الدراسة ال توجد فيها عوائق طبيعية ( مث ل األودي ة أو الجب ال
العالية أو الحفر العميقة ) تقف أمام التوسع العمراني التي تحتاج إلى وسائل مكلف ة للتعام ل
معها في عمليات التشييد السكني والعمراني .
تطور السكن بمنطقة الدراسة :
لم يكن موضوع السكن وليد األيام الحاضرة وإنما هو قديم قدم اإلنسان نفسه ،وق د تع رض
،وبفعل تغير الظروف وفك رة اإلنس ان عن ()1
إلى تطور وتغير خالل مسيرة حياة اإلنسان
المسكن ظهر ارتباطه بالعوامل الحضارية والثقافية عندما بدا يفكر بالسكن واالستقرار وه ذه
ليست قضية محلية بل أنها قضية عالمية ،وبحكم تصنيف ليبيا ضمن الدول النامية التي عانت
،ب دأت ()2
ويالت الحروب واالستعمار الذي دمر كل شيء وجعلها تعيش الفقر بكل مقاييسه
ليبيا تتعافى تدريجيا عندما انتهت أخر الحروب على أراضيها مع نهاية الحرب العالمية الثانية
ان تركت وبدون شك أثارها االْقتصادية والعمرانية التي من بينها اآلثار على المساكن فقد ك
الناس يسكنون في منازل منخفضة المستوى من حجرة أو حجرتين أو خيام أو من الصفيح أو
-11طاهر الزيباروى " ،اإلسكان الحضري في العراق " ،مجلة العل&وم االجتماعي&&ة واإلنس&انية ( ،بغ&&داد ) 2002 ،م ،
ص. 303
-22سعد خليل القزيري ،التحضر والتخطيط الحضري ،مصدر سابق ،ص . 78
54
في كهوف ويكتسون بجرود مصنوعة من الصفوف المغزل في المنازل ويتنقلون على اإلب ل
رعي ،ألنهم بطبيعتهم سكان بدو رحل يمتهنون حرفة ال ()3
والخيل وعربات تجرها الخيول
مما يجعلهم في ترحال دائم للبحث عن الماء والمرعى المالئم ،ولذا يصممون مساكنهم حسب
استقرارهم الشتوي والصيفي.
ومع بداية الستينيات من القرن الماضي بدأت حركة البناء والتشييد العمراني بالدولة واتسمت
بدايات هذه الحركة بالبطء الشديد جدا بحكم محدودية موارد الدولة المالية ول ذلك انتش رت
األكواخ والمساكن الهامشية في المناطق الريفية والحضرية ( ،)1وبحكم أن المجتم ع اللي بي
اقتصاديا كان من أفقر بلدان العالم فانعكس ذلك على الحالة السكنية في البالد ومنطقة الدراسة
بشكل خاص ،وبعد اكتشاف النفط تحسنت الظروف االقتصادية والمادية وأصبحت ليبي ا من
ضمن البلدان الطموحة التي تحسنت فيها معدالت الدخل القومي والفردي(.)2
حيث ارتفع متوسط دخل الفرد بشكل ملحوظ ،وأصبحت أثار اكتشاف النفط وتص ديره على
األوضاع اإلسكانية واضحة من خالل خطط التنمية الشاملة ،فقد ركزت الدول ة على إقام ة
المشاريع السكنية ضمن الخطط التنموية ،واالْهم من ذلك تعددت مصادر تمويلي ة كنتيج ة
تلقائية لظهور سياسات إسكانية في خطط التنمية الشاملة تقوم على توفير مسكن الئ ق لك ل
المواطنين(.)3
وبدأت المجهودات لتنظيم التخطيط العمراني منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي ،فق د
تم إعداد مخططات العمرانية لتغطي الفترة المستهدفة من 1968م1988-م التي يتصف بأنها
طويلة المدى والتي تعرف بالجيل األول .
ومع بداية الخطة الخماسية األولى انطلقت عملية تنفيذ مخططات الجيل األول المس تهدفة في
كافة ربوع ليبيا ،وكان من ضمن المناطق المستهدفة منطقة الدراسة بمراكزه ا العمراني ة
المختلفة ،فقد تم البد في تنفيذ مخطط توكرا ومخطط دريانة باإلضافة إلى ق رى برس س و
بوجرار والمبني في خطوة من الدولة لسد احتياجات السكان من السكن والدفع باستقرارهم في
الجتماعي& &&ة -حال& &&ة المجتم& &&ع اللي& &&بي" ،مجل& &&ة
-3مص& &&طفى عم& &&ر الت& &&ير " ،التخطي& &&ط للتنمي& &&ة و التح& &&ديث والتكتالت ا ْ
3
الجتماعية ،العدد األول ( ،طرابلس ) 2006 ،م ،ص . 162 األكاديمية للعلوم اإلنسانية وا ْ
-11احمد على محمود " ،اإلسكان في ليبي ا " ،مجل ة العل وم ا ْ
الجتماعي ة واإلنس انية ،الع دد الس ادس ( ،ط رابلس ) ،
2000م ،ص . 238
-22مصطفى عمر التير ،مصدر سابق ذكره ،ص . 126
-33احمد محمد محمود " ،دور األساليب التقليدية في تموي ل بن اء المس اكن " ،مجل ة الفك ر الع ربي للعل وم اإلنس انية ،
العدد الرابع والثمانون ،بيروت 1996 ،م ،ص . 238
55
مناطقهم ورفع مستوى معيشتهم ،والجدول ( ) 16يوضح عدد المساكن بمنطقة الدراسة عام
1973م :
+الدراسة عام1973م
جدول ( )16المساكن بمنطقة
الفرق بين عدد المساكن واآلسر
مساكن الصفيح المساكن مراكز
العجز السكني الفائض السكني اآلسر
العمران
% %العدد العدد % العدد % العدد % العدد
- - 100 32 37.5 527 6.9 56 53.1 559 توكرا
43 160 - - 29 402 40 323 23 242 دريانه
10.5 39 - - 12.6 176 20.0 162 13 137 برسس
30.1 112 - - 12.7 177 21.0 170 6.2 65 المبنى
16.4 61 - - 8 111 12.1 98 4.7 50 بوجرار
100 372 100 32 100 1393 100 809 100 1053 اإلجمالي
المصدر :إعداد الباحثة بناءً على بيانات التعداد العام للسكان والتعداد العام للمباني عام 1973م.
أتضح من هذا الجدول أن المباني السكنية ال تستطيع استيعاب عدد األسر في ظل عجز سكني
واضح ،ومع وجود السكن الهامشي المتمثل في الزرائب وبيوت الصفيح (البراريك) وبي وت
الشعر واألكواخ الذي يعد سكن غير صحي لعدم توفر الشروط ال تي يطلبه ا الس اكن من
المسكن الصحي ،فقد تبين أن عدد المساكن بالمنطقة حوالي 1053مسكن وهى تمثل 56.6
%من جملة األماكن التي يقيم بها السكان بالمنطقة ،حيث بلغت نسبة العج ز ح والي 340
أسرة وجزء من هذه األسر تسكن في مساكن الصفيح .
وبالرغم من أن العديد من المساكن المبنية ملحق بها زرائب فقد بلغ ع ددها ح والي 809
زريبة وهذا واقع يشير إلى صعوبات يعانى منها قطاع اإلس كان في تل ك الف ترة وت دنى
مستويات البيئة السكنية ،وتشير الحالة السكنية بالمنطقة إلى التباين في توزيع المساكن داخل
منطقة الدراسة بسبب تباين الحجم السكاني وحجم األسر بين مدن وقرى المنطقة .
وبنظرة مبدئية للتوزيع الجغرافي للمساكن نجد أن أعلى تركز كانت في مدينة ت وكرا بنس بة
وصلت إلى %53.1من جملة المساكن وإذا ما أضيفت إليها المساكن في مدينة دريانة ترتفع
النسبة إلى %76.1مما يعني أن مدينتي توكرا و دريانة استحوذتا على ثالثة أرباع المساكن
بحكم أن %46.9من األسر تتركز بهما في تلك الفترة ،بينما ج اءت برس س والمب ني و
بوجرار بنسب بسيطة بالرغم من أنها تضم % 53.1من عدد اآلسر بمنطقة الدراسة .
56
في حين أعلى نسبة لمساكن الصفيح سجلت بمدينة دريانة نسبة تصل إلى % 40وهذا يش ير
إلى عجز سكنى كبير بهذه المدينة بحكم أن اكبر عدد لألسر يتركز بها ،بينما تركز % 21و
% 20من الزرائب في كال من بلدة المبنى وبلدة برسس على التوالي .وألن تص نيف ه ذه
المناطق ريفية أظهر لنا ما تعانى من األوضاع السكنية الصعبة في تلك الفترة ،وهذا الوض ع
دفع الدولة إلى إعداد مخططات أكثر واقعية وجدية لمختلف مناطق ليبيا والتي من بينها منطقة
الدراسة في إعداد المشاريع اإلسكانية التي تساعد في الحصول على نتائج تخطيطي ة س كنية
والحد من مشكلة العجز ()1
تساهم في توفير حياة كريمة ومستوى معيشي الئق للمواطن الليبي
السكنى .
وقد تباين الفرق السكني مابين مناطق إقليم الدراسة ،فمحلة توكرا هي الوحي دة ال تي حققت
فائض سكني بمقدار 32مسكن فوق عدد األسر المتوطنة بها سر به ا وص لت إلى ح والي
% 37.5من اآلسر المقيمة بمنطقة الدراسة ،بينما أعلى نسبة عجز سجلت في محلة دريانة
بنسبة مئوية وصلت إلى % 43حيث بلغ عدد اآلسر التي تحتاج إلى مس اكن ح والي 160
آسرة يعيش معظمها في مساكن الصفيح ( ألبراريك ) غير صحية مما جعلها تعاني من العديد
من المشكالت العمرانية ،علمًا بان عدد األسر المقيمة بها بلغ حوالي % 31.9وه و اك بر
تجمع لألسر بالمنطقة ،وبالرغم من الفائض الموجود بمنطقة توكرا يُستغل من قب ل العم ال
األجانب وبعض العائالت من بوجرار والمناطق الزراعية المحيطة بها .
وبحكم تطور الحياة االقتصادية والمزدهرة بفعل اإليرادات النفطية تط ور الوض ع الس كنى
بشكل ملحوظ من 1053مسكن إلى 1983م مسكن بزيادة عددية وصلت إلى 930وهذا يدل
على تطور ملحوظ في عمليات بناء المساكن ويدل على تبني الدولة سياسات تنموية في مجال
اإلسكان ساهمت في القضاء على األكواخ والزرائب في البالد والمنطقة حيث س جلت نس بة
متوسط الزيادة %88.3أي بمعنى 84.5وحدة سكنية في السنة وبمعدل نمو سكنى س نوي
% 8كما يوضح الجدول ( - : ) 17
-11سعد خليل القزيري ،التحضر والتخطيط الحضري ،مرجع سابق ذكره ،ص . 82
57
جدول ( )17المساكن بمنطقة& الدراسة عام 1984م
واألسر المساكن الفرق بين عدد
اآلسر مساكن الصفيح المساكن المحلة
السكني العجز الفائض السكني
% العدد % العدد % العدد % العدد % العدد
- - 12.5 1 48 1054 41.9 13 53.2 1055 توكرا
21.8 48 - - 22.4 492 58.1 18 22.4 444 دريانة
24.6 54 - - 14.2 312 - - 13 258 برسس
53.6 118 - - 11 241 - - 6.2 123 المبنى
- - 87.5 7 4.4 96 - - 5.2 103 بوجرار
100 220 100 8 100 2195 100 31 100 1983 اإلجمالي
المصدر :إعداد الباحثة بناءً على بيانات التعداد العام للسكان والتعداد العام للمباني عام 1984م .
من خالل الجدول ( ) 17دلت البيانات أن المنطقة تعانى من عجز سكنى خالل هذه الف ترة ،
فقد ضمت المنطقة عدد األسر 2195أسرة مقابل 1983مس كن رغم الزي ادة العددي ة في
المساكن إال أنها لم تواكب الزيادة في عدد األسر على الرغم من دخ ول أنم اط أخ رى من
المساكن المتمثلة في الفيالت والشقق ،كما أن نمط الفيالت يعد من نوعية المساكن المبنية من
القروض السكنية التي ساهمت بها الدولة في النهضة السكنية عن طريق جمعيات اإلسكان أو
المصارف العقارية والتجارية ،فقد بلغ عدد العجز حوالي 112مسكن وقد تباين هذا العج ز
مابين فائض وعجز مراكز العمران بالمنطقة ،فقد كانت محلة توكرا ومحل ة ب وجرار من
اكن في المحالت التي سجلت فائض وان كان محدود مما يعني أنها ال تعاني نقص في المس
مقابل اآلسر المقيمة بها على الرغم من أن محلة توكرا و بوجرار تضمًا % 52.4من جملة
األسر المقيدة بالمنطقة .
وسجلت بقية المحالت نسب عجز متفاوتة متأثرة بحجم األسر فيها ومدى قربها أو بع دها من
مدينة بنغازي مما ينعكس على الهجرة المغادرة من تلك المراكز إلى مدينة بنغازي ،فقد بلغت
أعلى نسبة عجز في مركز المبني حيث بلغت % 53.6بالرغم من أن المركز يستقر بها م ا
نسبته % 11من األسر كما أن تشير بيانات الجدول الس ابق أن م ا يق رب من % 49من
ة من حيث األسر تعاني من عدم توفر مسكن لها ،بينما جاء مركز برسس في المرتبة الثاني
العجز السكني فقد سجلت ما نسبته % 24.6فقد دلت بيانات الجدول بان % 17.3من األسر
في مركز برسس ال يتوفر لها مسكن ،أما محلة دريانة فقد سجلت م ا نس بته % 21.8من
العجز بمنطقة الدراسة ،وبشكل عام فالمنطقة بلغ العجز فيها 212بمع نى أن هنال ك 212
أسرة ال يتوفر لها مساكن تستقر فيها .
58
وتطورت أعداد المساكن في المنطقة بفعل تأثير عوامل النمو السكاني وتطور الحالة الزواجية
بالرغم من عدم توازي النمو السكني مع النمو السكاني في المنطقة مما أدى إلى بروز ظاهرة
العجز السكني كما يشير الجدول ( )18التالي :
جدول ( )18المساكن بمنطقة& الدراسة عام 1995م
الفرق بين عدد المساكن واألسر
اآلسر المساكن مراكز العمران
العجز السكني الفائض السكني
% العدد % العدد % العدد % العدد
10.9 35 - - 42.3 1153 46.4 1118 توكرا
20.9 67 - - 26.7 728 27.5 661 دريانة
29.4 94 - - 13.6 370 11.5 276 برسس
27.5 88 - - 11.9 325 9.8 237 المبنى
11.3 36 - - 5.5 152 4.8 116 بوجرار
100 320 - - 100 2728 100 2408 اإلجمالي
المصدر :إعداد الباحثة بناءً على بيانات التعداد العام للسكان والتعداد العام للمباني عام 1995م .
تشير بيانات الجدول ( ) 18بمنطقة الدراسة إلى أن الوضع السكنى قد تطور بدرجة ملحوظة
ح، من حيث الزيادة في عدد المساكن واألسر وبدأت األزمة السكنية في البروز بشكل واض
فقد تخلت الدولة عن تمويل المشاريع اإلسكانية بالمنطقة وت وقفت عملي ات منح الق روض
العقارية مما زاد من تفاقم أزمة السكن ،فقد زاد ع دد المس اكن من 1983م مس كن ع ام
1984م إلى حوالي 2408مسكن بحجم زي ادة عددي ة بلغت بين تع دادين1995-1984م
سجلت 425مسكن بمتوسط زيادة سنوية 38.6وحدة سكنية في السنة وهو مع دل ض عيف
ل جدا يشير إلى صعوبة تطوير قطاع اإلسكان في المنطقة ،وبمعدل نمو سكنى سنوي وص
إلى ، % 9.1وأن الزيادة في حجم األسر بفعل النمو السكاني المستمر في المنطقة هو العامل
المؤثر في التطور العددي للمساكن بالمنطقة ،حيث بلغت الزيادة في عدد األسر 533أس رة
وقد دلّت بيانات التعداد العام للمساكن بان نسبة العجز بلغت 320أسرة بدون مساكن و يعود
ذلك بفعل قل ما تدعمه الدولة من القروض من المصرف العقاري والتجاري ،باإلض افة إلى
انخفاض التعاقدات مع الشركات األجنبية على مشروعات اإلسكان العام الخاص بالفئ ات ذات
الدخل المحدود وإلغاء المؤسسة العامة لهذه المشروعات(.)1
إن الوضع السكنى العام يشير إلى تطور بطيء من الناحية العددية للمساكن وانته اج الدول ة
سياسات سكنية في خطط التنمية بهدف القضاء على األكواخ وبيوت الصفيح ،وكذلك التحسن
المستمر في المستوى المعيشي والدخل الفردي ،مما يشجع الس كان على البن اء في مج ال
-11احمد علي محمود ،اإلسكان في ليبيا ،مرجع سابق ذكره ،ص . 242
59
كانية اإلسكان ،لكن مع منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تعثرت سياسات الدولة اإلس
والتنموية بفعل العوامل السياسية للدولة التي أدت إلى تفاقم أزمات عدي دة من أهمه ا أزم ة
السكن التي برزت بشكل واضح في المنطقة .ولقد تطور الوضع السكني في منطقة الدراس ة
بشكل محدود في الفترة من 1995م إلى 2006م كما يوضح الجدول ( )19التالي - :
جدول ( ) 19المساكن بمنطقة& الدراسة عام 2006م
المساكن واألسر الفرق بين عدد مراكز
اآلسر المساكن
العجز السكني الفائض السكني
العمران
% العدد % العدد % العدد % العدد
- - 92.5 86 49.6 1480 54.2 1566 توكرا
70.6 132 - - 20.6 613 16.7 481 دريانة
- - 7.5 7 12.6 375 13.2 382 برسس
26.7 50 - - 11.8 351 10.4 301 المبنى
2.7 5 - - 5.4 163 5.5 158 بوجرار
100 187 100 93 100 2982 100 2888 اإلجمالي
المصدر :إعداد الباحثة بناءً على بيانات التعداد العام للسكان والتعداد العام للمباني عام 2006م .
در يتضح من بيانات الجدول ( ) 19أن عدد المساكن قد وصل إلى 2888مسكن بزيادة تق
بحوالي 480مسكن خالل الفترة الممتدة من 1995م إلى 2006م بمتوسط زيادة سنوية بلغت
43.6مسكن بنسبة تقدر % 9.1سنويًا في ظل توقف تام لحركة المش اريع اإلس كانية في
الدولة وانعدام المخططات العمرانية وضعف حركة القروض العقارية ،و تعد ه ذه الزي ادة
منطقية في منطقة الدراسة على الرغم من أن الزيادة في عدد األسر خالل نفس الفترة وص ل
إلى حوالي 254أسرة بمقدار 23.1أسرة سنويا بنسبة زيادة سنوية تقدر بحوالي % 9وهي
رق شبة مطابقة تمامًا لنسبة الزيادة في المساكن ،مما يعنى أن الفجوة السكنية التي تمثل الف
بين المساكن وعدد األسر بلغت حوالي 94وهي تمثل العجز السكني بالمنطقة حيث أن هنالك
94أسرة بدون مسكن في منطقة الدراسة .
وباالنتقال إلى تحليل بيانات الجدول ( ) 19على مستوى مراكز العمران نج د أن مرك زي
توكرا برسس هما من حققا فائض سكني بالمنطقة ،في حين أن بقية المراكز العمرانية سجلت
نسب متفاوتة من العجز السكني فقد بلغت نسبة العجز السكني في مركز دريانة إلى % 70.6
من نسبة العجز السكني بالمنطقة ،حيث أن هنالك 135أسرة بدون م أوى بحكم أن محل ة
دريانة تعاني من عدم استكمال بقية مخطط الجيل الثاني مما أدى إلى توقف التطوير العمراني
عن طريق المخططات العمرانية في وقت أن مخططات الجيل الثالث لم يتم البدء في تنفيذها ،
أما مركز المبني فقد بلغت نسبة % 26.7من جملة العجز بالمنطقة لعدم تطويرها عمرانيًا .
60
وترتبط التنمية السكنية والتخطيط للمدن ومخططاتها بالسكان وسلوكهم واح ترامهم للق وانين
والتشريعات ،فالمدينة هي الرحم التي يولد منه اإلنسان والبد من سياسة لتنظيمها وه ذا م ا
يؤكد عليه العالمة ( ابن خلدون ) منذ قرون مضت إذ يقول أن العم ران الب د من سياس ة
،وهذا ما يشار إليه بالعملية التخطيطية في تقسيم األراضي وتنفي ذ المخطط ات ()1
لتنظيمه
ا على المراحل الزمنية وهي عملية إصدار األنظمة والقوانين التي تنظم النمو العمراني ألنه
إحدى مظاهر الحضارة وبأن عملية نجاح المخططات تتوقف على ما إذا توافقت مع التوقعات
. ()2
المستقبلية وعلى ما هو واقع فعال
تعد ليبيا من أكثر الدول التي شاهدت تطور في معدالت النمو السكاني وهذا االرتفاع ت أثرت
به المدن الكبيرة في ليبيا واغلب المراكز الحضرية والريفية التي حظيت بمخطط ات ش املة
وعامة مما أدى إلى ظهور استعماالت جديدة بالمخططات المدروسة والمعتمدة ،إال أن ع دم
استكمال مخططات الجيل الثاني في البالد ومنطقة الدراسة وعدم البدء في تنفي ذ مخطط ات
الجيل الثالث التي كانت ستعالج العديد من المختنقات في استعماالت األرض الس كنية ت رتب
عليه ظهور أزمة سكنية حادة انفجرت بشكل عشوائي داخل وخارج مخططات المدن والقرى
في البالد والمنطقة بعد ثورة 17فبراير لغياب سلطة الرقابة من قبل الدولة في مجال التخطيط
مات العمراني حتى أصبحت العشوائيات والتعدي العمراني والبناء خارج المخططات من س
ة هذه المرحلة الجديدة من عمر الدولة الليبية والتي يستحيل القضاء عليها بل ستضطر الدول
لمعالجتها وضمها إلى مخططات المدن الرتفاع تكاليف إزالتها .
حيث أن انتهاك القوانين التخطيطية يقود إلى إرباك العملية التخطيطي ة ويعرقله ا وباعتب ار
منطقة الدراسة تأثرت بنفس الظروف التي مرت على كافة المدن والقرى في ليبيا فان انتشار
بحت مالذ البناء العشوائي داخل المخططات العامة بارز بشكل واضح ،كما أن المنطقة أص
ألصحاب البناء الهامشي ( البناء شبه الرسمي أو ما يعرف بالبناء خارج المخطط العام ) لعدد
كبير من سكان مدينة بنغازي وضواحيها لألسباب التالية - :
– 1رخص األراضي المخصصة للبناء خارج المخطط بالمقارنة مع مدينة بنغازي وبالت الي
فهي مناسبة لفئات من السكان التي تعتبرها حل لمشكلتها السكنية .
- 2سهولة الوصول واالنتقال من و إلى منطقة الدراسة باتجاه مدين ة بنغ ازي ،حيث أن
معظم منطقة الدراسة تقع في إقليم سهل بنغازي فهي ال تبعد عن مدينة بنغازي س وء 30كم
-11سعد خليل القزيري ،ندوة الجي ل الث الث ومس تقبل الم دن في ليبيا " ،م دخل ع ام " ( ،بنغ ازي :منش ورات مرك ز
العمارة ،ط2006 ، 1م ) ،ص . 17
-22رمضان الطاهر أبو القاسم " ،ح ول ظ اهرة البن اء العش وائي في إقليم الخليج التخطيطي بالجماهيري ة" ،ورق ة عم ل
مقدمة لورشة عمل حول العشوائيات ،كلية الهندسة ،طرابلس ،ص. 5
61
ناعية من وهذا القرب عامل ايجابي في حركة السكان واألنشطة الخدمية واالقتصادية والص
مدينة بنغازي إلى منطقة الدراسة .
ها – 3تعد منطقة الدراسة إحدى محاور النمو العمراني الرئيسة لبنغازي الكبرى لخصائص
الطبيعية والبشرية المالئمة لحركة النمو العمراني .
وبالرغم من أن مخططات الجيل الثاني لم يتم استكمالها ولم يتم تنفيذ مخططات الجيل الث الث
بالمنطقة إال أن عملية التخطيط العمراني من خالل المخططات العامة كان لها عدة ايجابي ات
يمكن ذكر أهمها فيما يلي - :
- 1تحسين الظروف الخاصة بالعمل والحياة للقاطنين في حدود المخطط المكاني .
- 2الرفع من مستوى الخدمات العامة سواء أكانت اجتماعية أم صحية أو بيئية والعمل على
تنفيذها لخطط التنمية في إطار متكامل.
- 3تطور المنطقة من خالل رؤية واضح وصريحة ومميزة وعدم تشتت العمران وتط وره
عشوائيا ودليل على ذلك على زيادة عدد الوحدات السكنية في منطق ة الدراس ة من مخط ط
الجيل األول إلى اآلن (.)1
وشهدت المنطقة بعد أحداث ف براير 2011م فوض ى عمراني ة كب يرة تمثلت في انتش ار
المخططات السكنية الخاصة بالمنطقة لغياب سلطة الدولة في ضبط التوسع العمراني المخطط
مما أدى إلى زيادة أعداد المساكن بالمنطقة حسب ما يوضح الجدول ( ) 20التالي:
جدول ( ) 20المساكن بمنطقة& الدراسة عام 201 5م
المساكن واألسر الفرق بين عدد
اآلسر المساكن المحلة
العجز السكني الفائض السكني
% العدد % العدد % العدد % العدد
- - 100 21 41.2 2518 46.4 2539 توكرا
90.7 78 - - 27.3 1667 25.2 1589 دريانة
7 6 - - 16.1 983 11.1 977 برسس
2.3 2 - - 10.5 642 10.7 640 المبنى
- - - - 4.9 296 6.6 296 بوجرار
100 86 100 21 100 6106 100 6041 اإلجمالي
المصدر :إعداد الباحثة بناءً على بيانات الدراسة الميدانية 2015موبيانات المجلس البلدي .
من خالل الجدول رقم ( ) 20نجد أن عدد المساكن وصل في المنطق ة إلى 6041مس كن
بزيادة وصلت إلى 3153مسكن عن عام 2006م بنسبة زيادة بلغت حوالي ، % 109.2وقد
تركز في مركز توكرا % 46.4من المساكن ،يلها مركز دريانة التي تركز بها ، % 25.2
-11سعد خليل القزيري ،الجيل الثالث ومستقبل المدن ،مرجع سابق ذكره ،ص. 31
62
في حين كانت نسبة المساكن بمركز برسس % 11.1ومحل ة المب ني % 10.7ومرك ز
بوجرار ، % 6.6وهذا التوزيع جاء متوازن مع توزيع السكان واألسرّ ،وبلغت نسبة العجز
في المنطقة حوالي 86مسكن وهو رقم صغير جدا ويدل على أن جزء كبير من أزمة السكن
بالمنطقة قلت حدتها بسبب بناء المساكن خارج المخططات العامة ،كم ا ه و موض ح في
األشكال (. ) 16 – 15 – 14 – 13 – 12 -11
ومعظم العجز السكني سجل في مركز دريانة بحوالي 78أسرة تحتاج إلى مس كن ،وحققت
اكن توكرا المركز العمراني الوحيد بفائض بحوالي 21مسكن ،في حين تعادلت أعداد المس
باب مع أعداد األسرّ في محلة بوجرار ،ويعود تضاعف عدد المساكن المنطقة بسبب عدة أس
من أهمها -:
شكل( )11إجمالي المساكن في منطقة الدراسة
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادًا على التعداد العام للمساكن 2006-1995-1984-1973والدراسة الميدانية 2015م.
63
المصدر :صورة فضائية ملتقطة من برنامج Google Earthفي صيف 22/9/2015م
المصدر :صورة فضائية ملتقطة من برنامج Google Earthفي صيف 22/9/2015م .
64
شكل()14البناء خارج المخطط في مدينة برسس
المصدر :صورة فضائية ملتقطة من برنامج Google Earthفي صيف 22/9/2015م .
65
شكل( )16البناء خارج المخطط في مدينة& بوجرار
ات –1أتساع المخططات السكنية الخاصة أو ما يعرف بالسكن خارج المخطط العام للتجمع
السكنية .
– 2بروز حاد لمشكلة السكن في منطقة الدراسة منذ منتصف الثمانينات من القرن الماض ي
ا أدى إلى مما أدى إلى اختناق المخططات وعدم وجود أراضي مخصصة لبناء المساكن مم
انتشار البناء العشوائي خارج حدود المخططات العامة .
– 3رخص األراضي المخصصة للبناء خارج المخطط العام بمنطق ة الدراس ة بالمقارن ة
اطق بالمناطق المحيطة ( بنغازي – المرج ) ،مما جذب العديد من الشباب من المدن والمن
المحيطة للبناء في منطقة الدراسة .
– 4رخص عمليات البناء ووجود تسهيالت للحصول على قروض قصيرة األج ل تس اعد
الشباب في بناء مساكن لهم .
66
– 5غياب جهات الرقابة التخطيطية على المخططات مما سهل ألصحاب األراضي عملي ات
تقسيمها وبيعها كقطع أراضي مخصصة للسكن .
– 6عدم استكمال مخططات الجيل الثاني وعدم البدء في مخططات الجيل الثالث جعل مدن
ومستوطنات المنطقة تحت ضغط الطلب الملح للسكن في ظل ظروف صعبة تمر بها الدولة.
وتفشي ظاهرة البناء خارج المخططات العامة ( البناء الهامشي – البن اء غ ير الرس مي )
أصبحت ظاهرة بارزة في الدولة ومنطقة الدراسة بعد أحداث ثورة 17فبراير 2011م لغياب
دور الدولة في حل أزمة السكن بحكم ظروفها السياسية واألمنية الداخلية الصعبة مما جعل من
ظاهرة البناء الهامشي هي السائدة وللوقوف على هذه الظاهرة يمكن االستعانة بالجدول () 21
التالي - :
جدول ( )21المساكن داخل وخارج المخططات العامة بمنطقة الدراسة عام 2015م
المساكن خارج المخططات العامة المساكن داخل المخططات العامة
المراكز
% العدد % العدد
38.6 825 48.1 1714 توكرا
32.4 691 25.2 898 دريانه
17.6 376 11.6 601 برسس
8.7 185 10.1 455 المبنى
2.7 58 5 238 بوجرار
100 2135 100 3906 اإلجمالي
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادًا على -:
بيانات المجالس المحلية بمنطقة الدراسة . -
بيانات السجل المدني بمنطقة الدراسة . -
بيانات المكاتب الهندسية وبيع العقارات بمنطقة الدراسة . -
67
شكل ( )17المساكن داخل و خارج المخطط بمنطقة الدراسة
من خالل الجدول ( ) 27والشكل ( ) 17نجد أن البناء خارج المخطط بلغ إجمالي المساكن
كن في منطقة الدراسة حوالي 6041مسكن ،كان عدد المساكن خارج المخطط 2135مس
بنسبة بلغت ، % 35.3مما يشير إلى ظاهرة البناء خارج المخطط بارزة للوجود وواض حة
د المعالم في منطقة الدراسة ،وقد توزعت هذه النسبة على مراكز العمران في المنطقة ،فق
تركز في توكرا % 38.6من البناء خارج المخطط ،وتركز في مركز دريانة % 32.4من
البناء خارج المخطط وهاتين المحلتين السكانيتين تشكال ما نسبته % 71من البن اء خ ارج
المخططات العامة ،بينما بلغت نسبة برسس % 17.6من البناء خارج المخطط الع ام وفي
المبني بلغت نسبة البناء خارج المخطط العام % 8.7وفي بوجرار % 2.7من نسبة البن اء
خارج المخطط ،وقد جاءت النسب متوافقة مع حجم المراكز العمرانية سكانيًا .
أسباب زيادة الرقعة السكنية بمنطقة الدراسة -:
تمثلت األسباب التي أدت إلي زيادة مساحة الرقعة السكنية بمنطقة الدراسة إلى ما يلي - :
- 1النمو السكاني :
ة يتمثل في العوامل التي تؤدي إلى زيادة حجم السكان التي تتمثل في عاملي الزيادة الطبيعي
( التي هي عبارة عن الفرق بين عدد المواليد وعدد الوفي ات ) والزي ادة الغ ير الطبيعي ة
68
والمتمثلة في الهجرة ( والتي تتمثل في صافي الهجرة التي هي عبارة عن الفرق بين الهج رة
الوافدة والمغادرة ) ،إن هذين العاملين مهمين في زيادة أو نقص حجم السكان بمنطقة الدراسة
و التي تؤثر بطريقة مباشرة في زيادة الرقعة السكنية ال تي يع بر عنه ا ب الحجم الع ددي
للمساكن ،وللوقوف على تأثير النمو السكاني على زيادة المساكن والحالة الس كنية بالمنطق ة
وكما تم توضيحه في الفصل األول أن النمو السكاني بشكل كبير في الطلب على الس كن ألي
منطقة حضرية أو ريفية ،حيث يعتبر من المحددات األساسية للنمو العمراني وخاصة الكتل ة
السكنية التي تعد من أهم استخدامات المراكز العمرانية الحضرية والريفية ،و تعد التجمع ات
السكانية المستهدفة في منطقة الدراسة هي من نمط المراكز العمرانية الص غيرة س كانيًا في
كان نطاق منطقة بنغازي الكبرى ،وحسب التعداد العام للسكان في عام 1973م بلغ حجم س
منطقة الدراسة 7206نسمة زاد إلى ، 14843في عام 1984م بمعدل زيادة سنوي بلغ9.6
%نسمة ويراجع ذلك إلى فترة اكتشاف النفط واالستفادة من عوائده في تنفيذ خط ط وب رامج
ر التنمية خاصة في اإلسكان والبنية التحتية التي ساهمت في ارتفاع مستوى المعيشي مما اث
بشكل كبير وايجابي إلى ارتفاع في معدالت الزواج واثر بدوره على مع دالت الخص وبة ،
وكذلك بقدوم الفئة الشابة من خارج المنطقة الباحثة عن العمل وخاصة ما تم ر ب ه منطق ة
الدراسة من نشاط إسكاني شجع على الهجرة الوافدة إليها .
واستمرت الزيادة الكبيرة في حجم السكان بالمنطقة ،فقد وص ل حجم س كان المنطق ة إلى
19543نسمة ،بمعدل نمو سنوي يقدر بح والي ، %2.8على ال رغم من ه ذه الزي ادة
الواضحة في حجم السكان إال أن معدل النمو يعد منخفضا عن التعداد السابق ،وهذا مرده إلى
الركود االقتصادي وانخفاض أسعار النفط وتوقف عمليات التنمية الشاملة وتفشي ظاهرة الفساد
المالي واإلداري في اإلدارات العليا والوسطى باإلضافة إلى العزلة الدولية على الدولة الليبي ة
بسبب قضية لوكربي في تلك الفترة ،مما أدى إلى وقف مشاريع وبرامج التنمية مما نتج عنها
مغادرة الكثير من العمالة األجنبية وهذا بدوره اثر على مشاريع البنية اإلسكانية باإلضافة إلى
تأخر سن الزواج في فئة الشباب الليبيين وعزوفهم عن الزواج بسبب غالء المه ور وت دني
مستوى المعيشة وصعوبة الحصول على مسكن متواضع ،هذه العوام ل مجتمع ه أدت إلى
انخفاض معدالت النمو السكاني في المنطقة مما انعكس على نمو الكتلة السكنية سلبًا.
واستمرت الزيادة السكانية في منطقة الدراسة في االتجاه نحو االنخف اض ،حيث س جل في
تعداد عام 2006م 21699نسمة ،ووصل معدل النمو السنوي ، %1.0وهذا المعدل يعتبر
من اقل المعدالت التي سجلت في المنطقة بالمقارنة بالتعدادات السكانية السابقة على الرغم من
69
الزيادة العددية ،ويرجع ذلك إلى التحوالت االقتصادية واالجتماعية والتي زادت من معدالت
الهجرة المغادرة من المنطقة إلى مدينة بنغازي ،كما تمثلت في التغير الملح وظ في الحال ة
التعليمية بالنسبة للمرأة وانخفاض معدالت الزواج وعزوف الكث ير من النس اء عن ال زواج
ومساهمتها في النشاط االقتصادي مدفوع األجر .وكذلك ما نص عليه قانون 10لسنة 1984م
بشأن زواج والطالق الذي وضع لحد األدنى لسن الزواج 20سنة ،مما أدى إلى العدي د من
،أما في عام 2015م فقد ()1
الشباب بتأجيله لحين الحصول على فرص عمل ومسكن مناسب
ادة زاد عدد سكان المنطقة إلى حوالي 31602نسمة وهي أعلى زيادة مرت بالمنطقة ،بزي
ع بلغت 9903نسمة خالل الفترة الممتدة من 2006إلى 2015م ،بمعدل نمو سنوي مرتف
وصل إلى ، % 4.5وقد لعبت عوامل عديدة في هذه الزيادة الكبيرة من أهمه ا أن المنطق ة
جذبت العديد من السكان من مدينة بنغازي إليها على شكل هجرة وافدة للمنطق ة س واء من
أبنائها الذين كانوا مهاجرين إلى مدينة بنغازي أو من غيرهم من القادمين للمنطقة بسبب توفر
المخططات السكنية لألراضي الهامشية بأسعار اقل بكثير من أس عار األراض ي في مدين ة
بنغازي ،كما أن تأسيس فرع لجامعة بنغازي في مدينة توكرا واالستقرار األم ني للمنطق ة
جعلها منطقة جذب مهم لسكان مدينة بنغازي ،باإلضافة إلى اعتبار المنطق ة بلدي ة ض من
كان التقسيمات اإلدارية للبالد في عام 2013م زاد من أهميتها وبالتالي شجع على زيادة الس
بهم ،كما أن ظاهرة السكن الثاني بالمنطقة ساهمت في زيادة مساحة الكتلة العمرانية بمراكز
العمران بالمنطقة .
– 2تطور حجم األسر :
هذا العامل مهم وله تأثير في الزيادة الطلب على السكن أو الوحدات السكنية وبالتالي الحاج ة
إلى مناطق مجهزة عمرانيا إي متوفرة فيها استعماالت األخرى المتمثلة في الصحية والتعليمية
دود والخدمية ،وهذا الطلب يؤثر في زيادة المساحة المخصصة للسكن والتي تضاف إلى ح
المخطط ،فهنا تكون العالقة طردية بين معدالت الزواج والطلب على السكن إي كلم ا زادت
معدالت الزواج زاد الطلب والحاجة الملحة إلى مساحات مبنية لتفي بطلب مع زي ادة أع داد
األسر ،وتشير معدالت تطور األسر في المنطقة إلى أن عدد األسر بالمنطق ة زاد من 1393
) إلى 6106أسرة في الفترة الممتدة من 1973م إلي 2014م كما يوضح الج دول ( 22
التالي -:
جدول ( )22تطور أعداد األس ّر بمنطقة الدراسة
- 11ليبيا ،أمانة االقتصاد ،مجلس التطوير االقتصادي " ،التقرير الوطني األول لحالة السكان في ليبيا " 2010 ،م ،ص. 10
70
الزيادة عدد األسرّ التعدادات السكانية
% العددية
- - 1393 1973م
57.6 802 2195 1984م
24.3 533 2728 1995م
9.3 254 2982 2006م
104.8 3124 6106 2015م
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادا على بيانات التعدادات السكانية وبيانات المجالس المحلية بمنطقة الدراسة .
نجد أن تطور عدد األسرّ مر بعدة مراحل من التطور فقد كان عدد األسر بالمنطق ة حس ب
تعداد عام 1973م حوالي 1393أسرة زاد إلى 2195أسرة حسب تع داد 1984م بنس بة
زيادة وصلت إلى % 57.6بفعل سياسات توطين السكان في المدن الصغيرة والق رى ال تي
ة كانت تنتهجها الدولة في إطار سياسات التنمية المكانية التي تهدف إلى رفع مستوى المعيش
وتحقيق االستقرار المجتمعي ،وفي تعداد 1995م وصل عدد األسر إلى حوالي 2728أسرة
بنسبة زيادة بلغت % 24.3وبالرغم من انخفاض نسبة الزيادة في عدد األسر إال أن تب اطئي
ة، معدالت التنمية وتعثرها في مجال اإلسكان انعكس سلبا على تطور أعداد األسر بالمنطق
وفي تعداد عام 2006م زاد عدد األسر بشكل بسيط وصل إلى 2982أس رة بنس بة زي ادة
وصلت إلى % 9.3وتعد اقل نسبة زيادة من 1973م إلى 2015م ،ووصل عدد األسر عام
2015م إلى 6106أسرة بمنطقة الدراسة بنسبة زيادة بلغت % 104.8وتعد اكبر زيادة في
جع على عدد األسر في تاريخ المنطقة في ظل حالة من فقدان التوازن وغياب الدولة مما ش
توسع الكتلة السكنية العشوائية بشكل واضح من خالل بيع األراضي خارج المخططات العامة
ة، للمراكز العمرانية بالمنطقة ،مما شكل عامل جذب للعديد من الشباب لالستقرار بالمنطق
كما أن العديد من األسر من مدينة بنغازي استقرت بها للظروف الصعبة للمدينة ،كما برزت
ظاهرة بناء االستراحات ( التي تعرف بالسكن الثاني ) للعديد من األسر من خ ارج المنطق ة
ألغراض الترويح .
ا كما أن التطور االجتماعي لنمط األسرة الليبية زاد من الطلب على السكن فقد كانت فترة م
قبل السبعينيات من القرن الماضي تمتاز بوجود األسرة الممتدة المكون ة من الج د و الج دة
واألب وأالم واألبناء واألحفاد في بيت واحد ،وبحكم تغير الظروف المعيشية وارتفاع مستوى
المعيشة وخروج المرأة للعمل والتعليم أصبح نمط األسرة النووية هو السائد وهي األسرة التي
تتكون من الزوج والزوجة وعدد محدود من األطفال مما يتطلب االستقاللية في السكن لتحقيق
71
الخصوصية ومراعاة ظروف العمل والتعليم لألسرة ( ، )1هذا التطور في نسق األسرة وحجمها
أدى إلي زيادة الطلب على السكن و بالتالي زيادة الرقعة السكنية بمنطقة الدراسة .
تي كما أن ارتفاع دخل الفرد الذي يساعد على التوسع السكنى وبسبب السياسات اإلسكانية ال
ة في اتبعتها الدولة التي تقوم على منح القروض للبناء في ظل وفرة األيدي العاملة المختص
البناء والتشييد أدى إلى توسع الرقعة السكنية بالمنطقة ،باإلضافة إلى توفر األراضي بس عر
منخفض بمنطقة الدراسة في ظل صغر حجم سكانها ساهم في توافد العديد من األسر من مدن
بنغازي والمرج إليها والبناء فيها لسهولة الحركة منها واليها ،وهو ما يفسر حال ة االنتش ار
الكبير للبناء شبه الرسمي بمنطقة الدراسة خاصة في السنوات األخيرة لضعف رقابة الدولة في
هذا المجال مما أدى إلى اتساع الرقعة السكنية بشكل كبير .
لذا البد من التخطيط في مجال اإلسكان لتالفى مشكلة البناء خارج المخططات العمراني ة من
خالل تفعيل القوانين التي تهتم بعملية التخطيط الحضري على كاف ة مس توياته للتجمع ات
الحضرية باختالف الظروف والبيئة ،والمتابعة الميدانية للتطور للنمو الس كني في المن اطق
الريفية والحضرية ،وهذا ما تم مالحظته ميدانيا في فترة الف راغ التخطيطي مم ا أدى إلى
انتشار البناء العشوائي والمخالف بدون ضوابط أو مراقبة التي أدت إلى تراكمه ا وص عوبة
إيجاد الحلول لها ،وأدى إلى النقص من رصيد األرض لالستعماالت المختلفة لغير االستعمال
السكنى .
كما أن كثرة المباني السكنية الغير منظمة أصبح مظهر واض ح في منطق ة الدراس ة بحكم
الزيادة في المساكن المبنية خارج المخطط المعتمد نتيجة للنمو السكاني الس ريع ال ذي تطلب
اني زيادة في عدد الوحدات السكنية وذلك نتيجة للقصور في عدم استكمال مخطط الجيل الث
وعدم البدء في تنفيذ مخطط الجيل الثالث وهذا واضح في عملية التعدي على المخطط ات إي
التجاوزات التي أدت إلى ظهور المشاكل في شبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي
والتشويه الواضح في المناطق .هذه المباني فرضت نفسها كواقع قائم مم ا جع ل الجه ات
المختصة بالتخطيط العمراني عاجزة عن فعل إي شيء تجاهها مما أدى إلى نش أة من اطق
مختلفة عمرانيا تزداد فيها نسبة المخالفات التي تعتبر عائق أمام منفذي مخطط الجيل الثالث .
ويعتبر هذا النوع من النمو العمراني الغير الرسمي بطراز معماري حديث ومعايير تصميميه
حديثة على ارض غير مخطط لها أصال لغرض السكن ( إي بمعنى أنها توجد خارج المخطط
المعتمد في أطراف واتجاهات توسع المدن) عامال مؤثرًا في زيادة الرقعة الس كنية بمنطق ة
-11عبداالْله أبو عياش ،إسحاق يعقوب قطب ،االتجاهات المعاصرة في الدراسات الحضرية ( ،الكويت :وكالة المطبوعات ،ط، 1
1980م ) ،ص .191
72
الدراسة (. )1هذه الزيادة السكنية تنمو وتزداد دون أي ضوابط تخطيطي ة أي ب دون قاع دة
تخطيطية حيث تطغى المصلحة الشخصية على المصلحة العامة بس بب ت راكم الطلب على
المساكن وعلى األراضي للبناء ،فيضطر السكان إلى البناء خ ارج المخط ط حيث تت وفر
األراضي بأسعار اقل مما هو عليه داخل المخطط ،أي أن قيمة األرض ترتبط م ع أهمي ة
المنطقة و قيمة األرض دائما في ارتفاع نتيجة ازدياد الحاجة إلى األراضي السكنية (.)2
سلبيات التعدي على المخططات العامة -:
انتشار ظاهرة البناء العشوائي خارج مخططات المدن ساهم في عدة إشكاليات وصعوبات من
أبرزها ما يلي -:
.1عدم وجود بنية تحتية مخطط لها لربطها بخطوط رسمية للمياه والصرف الصحي وك ذلك
عدم وضوح شبكة الطرق وعدم مطابقتها للمواصفات و المعايير التخطيطية ،مما ي ؤدى إلى
حدوث العديد من الحوادث ويعيق في كثير من األحيان عمليات التطوير والتأهيل العمراني .
.2البناء خارج المخطط أدى إلى تداخل استعماالت األرض ،بمعنى اختالط السكن بالمحالت
احات التجارية ومحالت الوجبات الخفيفة وكذلك الورش ومحالت التخزين أيضا غياب المس
(. )1
الخضراء وكذلك األماكن المخصصة للقمامة
.3ساهم البناء خارج المخططات العامة في زيادة مساحات الزحف العمراني على األراض ي
الزراعية ،حيث برزت ظاهرة تقسيم مالك األراض ي الزراعي ة إلي مخطط ات ( قط ع
أراضي) سرعان ما تتحول هذه األراضي إلى فيالت وبيوت سكنية متالصقة دون إي ال تزام
بالمعايير التخطيطية والتشريعات التنظيمية( ،)2وهذا ما يؤدي إلى تناقص األراضي الزراعي ة
ة المخصصة ،فقد تناقصت زراعة المحاصيل من % 80.5من مجموع الحيازات الزراعي
في عام 1974إلى %67عام 2003م ( ، )3ويعت بر الزح ف العم راني على األراض ي
- 11انتصار محمد الزنان " ،العشوائيات وأثرها على مخططات الجيل الثالث " ،كتاب ندوة الجيل الث الث ومس تقبل
المدن في ليبيا ،تحرير سعد القزيري ( ،بنغازي :منشورات مكتب العمارة ،ط2006 ، 1م ) ،ص. 173
-22ميلود اعمورة ،مرجع سابق ذكره ،ص ص.302 - 301
-11أسماء عوض الفيتوري 2010 ( ،م ) " :اتجاهات التوسع العمراني إلقليم بنغازي " ،جامعة بنغ ازي ،كلي ة
اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة ،ص. 57
-22انتصار محمد الزنان ،مرجع سابق ذكره ،ص . 170
- 33عوض الحداد ،سالم فرج العبيدى" أخطار التوسع الحضري على التنمية الزراعي ة في إقليم س هل بنغ ازي " ،
كتاب دراسات تطبيقية في جغرافية ليبيا البشرية ،عوض يوسف الحداد ( ،بنغازي :منشورات جامعة قاريونس ، ،
ط2002 ، 1م ) ،ص. 93
73
الزراعية من أهم األسباب إلى ظاهرة التصحر واتساع نطاقها بسبب شق الطرق وإقامة العديد
من االستعماالت التي تؤدي إلى الزحف على مساحات كبيرة من التربة وأنواعها (.)4
.4تزايد االستهالك والطلب على المياه والسحب المفرط عليها مما يؤثر في المخزون الجوفي
،فالعالقة بين النمو العمراني وزيادة الطلب على المياه وثيق الصلة ،حيث تتطلب عملي ات
البناء في حد ذاتها إلى مئات األمتار المكعبة من المياه ،كما أن السكان في الوحدات الس كنية
سيحتاجون إلى المزيد من المياه المنزلية (.)5
الطلب السكنى بمنطقة الدراسة :
ون الحاجة للسكن ال تقل أهمية عن المأكل والمشرب والملبس بل أن استقرار اإلنسان لن يك
إال بتوفير مسكن مالئم يقيه من حر الصيف وبرد الشتاء ( ، )6ألن ه يعت بر من ض رورات
الحياة ،حيث انتقل اإلنسان من مرحلة العيش البس يط إلى الحي اة المعيش ية المتطلب ة إلى
كماليات الحياة في المسكن وهذا ما جعل البحث من فرص العمل وهي إحدى المفردات ال تي
برى والبحث عن تؤدي إلى تحسين المستوى المعيشي ،والهجرة من الدواخل إلى المدن الك
المسكن وتركزهم في المراكز الحضرية ،في الوقت الذي لم تكن فيه المراكز الحضرية مهيأة
،وبالت الي ()1
الستقبال تلك الهجرات ،والتي أصبحت تعانى من نقص الوح دات الس كنية
ون أصبحت هناك عالقة وثيقة بين زيادة عدد السكان والطلب عن المسكن فيها ،من هنا تك
العالقة طردية بمعنى كلما زاد عدد السكان زاد الطلب على السكن هذه الزيادة نتيجة للزي ادة
الطبيعية المتمثلة في معدالت المواليد ومعدالت الوفيات والغير طبيعية المتمثل ة في الهج رة
بنمطيها الخارجي المتمثلة في العمالة األجنبية المصاحبة ألس رهم أو الهج رة الداخلي ة من
الريف إلى المدن .
ولقد كانت الدولة الليبية منذ بدايات السبعينيات وحتى السنوات األولى في عقد الثمانين ات من
القرن الماضي تعتبر موضوع توفير السكن ومتطلباته من أولوياتها ،مقارنة بنهاية الستينيات
،على ()2
من القرن الماضي كان قد وصل العجز السكنى إلى حوالي 150ألف وحدة سكنية
-44محمد عبد اهلل المه ،كتاب سهل بنغازي ،مرجع سابق ذكره ،ص . 296
- 55أكرم حسن الحالق " ،مشكلة استهالك المياه بمدينة بنغازي " ،كتاب التحضر والتخطي ط الحض ري في ليبيا ،
مرجع سابق ذكره ،ص . 264–241
- 66وليد المنيسى " ،الضوابط االجتماعية واالقتصادية المؤثرة في الطلب على المسكن بالكويت " ،مجلة دراس ات
الخليج والجزيرة العربية ،العدد الثاني واألربعون ،السنة الحادية عشر ،مجلس النش ر العلمي ،جامع ة الك ويت ،
( الكويت ) ،ص. 19
- 11عبد هلل شامية ،محمد كعيبة " ،النمو السكاني وأثره على سوق الوحدات السكنية في االقتصاد اللي بي " ،مجل ة
البحوث االقتصادية ،العددان األول والثاني ،السنة األولى ،تصدر عن جامعة بنغازي ( ،بنغ ازي ) 1996 ،م ،ص
43
-22محمد احمد محمود ،اإلسكان في ليبيا ،مرجع سابق ذكره ،ص .238
74
مستوى البالد ،بحكم ظروفها االقتصادية الصعبة ،حيث كانت الزرائب وبيوت الشعر( الخيام
العربية ) منتشرة ،وظاهرة اشتراك األسرة في منزل واحد سمة سائدة في العيش وذلك راجع
إلى الطلب المتزايد على السكن الذي أدى إلى ظهور مثل هذا النمط من المس اكن في ه ذه
الفترة.
وبهذا يتأثر الطلب الفعلي بالعوامل الديموغرافية واالقتصادية والمالي ة ،للس اكنين بتملي ك
األرض واالرتفاع ألسعار المنازل الذي يتفاوت تبعا للعرض والطلب ،ومدى ت وفر ق رض
للشراء ،ومستوى الدخل وما يصرف على السكن من القروض الممنوح ة من المؤسس ات
التمويلية والمصرفية .
العوامل المؤثرة على الطلب السكني -:
تتعدد العوامل المؤثرة على سوق اإلسكان خاصة الطلب السكني من مجتم ع إلى آخ ر ومن
فترة إلى أخرى بحسب الظروف السائدة ويمكن ذكر أهم العوامل المؤثرة على الطلب السكني
في منطقة الدراسة حسب ما يلي - :
-1المصادر المالية -:تنحصر أهم مصادر تمويل السكن فيما يلي -:
ا -قيام الدولة بتنفيذ مشروعات إسكانية لألسرّ المعدومة والمحدودة الدخل ال تي ال تس تطيع
االستفادة من وسائل واعتبار أن مشروعات اإلسكان العام (الحكومي) هي التي تتحمل الوضع
السكنى بالنسبة للمواطن .
ب -توجيه المصارف التجارية بعد تأميمها في عام 1972م لتقديم قروض البن اء المس اكن
لمتوسطي الدخل ،وممن يملكون أراضي صالحة لبناء المساكن ،وأصحاب األراضي الفضاء
داخل المدن والصالحة لبناء عمارات سكنية لغرض (التأجير) عن طريق برن امج للتط وير
العمراني .
ج -دعم مصرف االدخار واالستثمار العقاري لإلقراض لألسر المنخفضة الدخل والتي تملك
أراضي داخل المخططات العمرانية لبناء مساكن لعائالتهم.
د-اعتبار التمليك المبدأ الرئيسي للسياسة اإلسكانية الخاصة بالمشروعات السكنية العامة ،عن
طريق أقساط طويل األجل .
ه -تشجيع المؤسسات المالية غير المتخصصة للمساهمة في البناء الس كاني مث ل ص ندوق
الضمان االجتماعي والجمعيات اإلسكانية (.)1
75
-2العرض والطلب - :إن الموازنة بين العرض والطلب على السكن يعتمد بصورة رئيسية
على عوامل تكوين األسر الجديدة والزيادة في النمو السكاني وانتقال األسر من سوق اإليجار
إلى تملك وحدة سكنية ،وان الطلب من أكثر المشاكل تفاقما ،ويعتبر هو مش كلة متحرك ة
تتحرك مع التطور االجتماعي واالقتصادي للسكان ليس فقط لس د احتياج ات المجتم ع من
الوحدات السكنية ولكن لمواجهة متطلبات المعيشة المتغيرة باعتبار اإلسكان مسألة متداخلة من
أن ناحية التصميم والتخطيط فهو كسلعة تتأثر بالطلب والعرض ،و أما من جانب العرض ف
الموازنة تعتمد على معدالت البناء من الوحدات السكنية الجديدة المتمثلة في الشقق والمنازل ،
وما ينتج عنها من خلل بين العرض والطلب ،وبأن األخير بعد ارتفاع مستوى المعيشي للفرد
تغير الطلب ،وأصبحت متطلباته الخاصة له ال يلبيها المسكن الع ادي المتمث ل في نم ط
الحوش العربي التقليدي ،وهنا ظهرت الحاجة إلى مسكن عصري بمواصفات خاصة تتناسب
مع المستوى االقتصادي لرب األسرة ،ومن ناحية أخرى بالنسبة للعرض يتأثر بالمضاربة في
سعر األرض المخصصة للبناء عليها ،فتفاقم المشكلة اإلسكانية يدل على قلة المع روض من
األراضي لالستخدام السكنى ،فالسياسات اإلسكانية التي تهدف لمواجهة العجز السكنى ستتأثر
بعدم وجود معروض من األراضي المخصصة لالستخدام السكني .
ومع منتصف السبعينيات من القرن الماضي شهدت البالد تطورا في مج ال اإلس كان وفى
منطقة الدراسة بالرغم من العجز السكنى في عدد المساكن وذلك ما يوضحه تعداد 1973م ،
حيث أن الوضع السكنى لم يواكب الزيادة في عدد األسر غير أن عدد كبير من األس ر ظلت
تسكن الزرائب الغير الالئقة صحيا ونفسيا باعتبارها مسكن لها ،كما يوضح الجدول ( ) 23
التالي -:
+الدراسة
جدول ( )23الطلب السكني بمنطقة
نسبة الطلب السكني الطلب السكني عدد األسرّ السنوات
26.7 372 1393 1973م
10 220 2195 1984م
11.7 320 2728 1995م
6.3 187 2982 2006م
1.4 86 6106 2015م
المصدر :من إعداد الباحثة استنادا على بيانات تعدادات المساكن والدراسة الميدانية سنة 2015م .
من خالل الجدول ( ) 23بلغت نسبة الطلب السكني حسب تعداد 1973م % 26.7بحكم أن
نسبة كبيرة من المساكن بالمنطقة كانت من بيوت الصفيح ،ونفذت أول سياسة إسكانية ضمن
76
ا مشروع خطة التحول 1973م 1975 -م مستهدفة أن يكون لكل أسرة مسكن مع متطلباته
ز المعيشية وتحقيق الراحة واألمان لساكنيها لمواجهة االحتياجات السكنية في مختلف المراك
العمرانية ( ،)1بالرغم من هذه السياسات اإلسكانية ظلت تعانى منطقة الدراس ة من عج ز في
المسكن الذي ليس ظاهرا كثير بوجود العشوائيات ( بيوت الصفيح ) التي تفتقر إلى الخ دمات
و المرافق العامة ،وفي تعداد عام 1984م نالحظ أن الفجوة السكنية تقلصت ووصلت نسبة
الطلب السكني بمنطقة الدراسة إلى حوالي % 10و قد بدأ اثر خطط التنمية الشاملة بارز في
مجال اإلسكان بالمنطقة للحد من تفاقم مشكلة السكن ،ومن السياس ة العام ة المقترح ة من
المخطط اإلقليمي للجيل الثاني سيتعين استبدال نسبة % 60من المساكن التي في حالة س يئة
خالل الفترة الممتدة حتى من الستينيات حتى عام 1985م مع استبدال النسبة المتبقية منها 40
%ونسبة % 30من المساكن التي في حالة متوسطة خالل الفترة1985م 1990 -م والمتبقي
من المساكن األخيرة خالل الفترة من 1990م -إلى 2000م ( ،)2وذل ك لس د االحتياج ات
رة المستقبلية للسكان من المساكن وتفادى مشكلة البناء العشوائي التي أحيانا تلجأ إليها األس
لحل أزمتها السكنية .
واستمرت نسبة الطلب السكني منخفضة ،حيث بلغت % 11.7الستمرار تنفي ذ واس تكمال
الخطط والمشروعات اإلسكانية ،وذلك راجع إلى االرتفاع الكبير الذي شهدته الدولة من دخل
هائل واعتمادا على البرامج االقتصادية واالجتماعية في مختلف القطاعات وتحسن المستويات
المعيشية والصحية والتعليمية واإلسكانية ( ، )3عما ك انت علي ه أوائ ل الس بعينيات الق رن
الماضي ،وخاصة أن الدولة اعتمدت على مخططات عمرانية لكل المدن والقرى م داها 20
ترة عاما األمر الذي سهل توفير األراضي والقروض من المصارف ،واهم ما يميز هذه الف
هي القضاء على األكواخ والزرائب بشكل نهائي (.)4
وفى تعداد 2006م ظهر الطلب على المساكن بنسبة بلغت % 6.3واتضح قدرة المنطقة على
كنية في استيعاب الزيادة العددية في عدد األسر بالرغم من عدم استمال خطط السياسات الس
- 1سميرة عبد القادر حلوم 2005 ( ،م ) " :سياسات اإلسكان في ليبيا وأثرها على قطاع السكن في مدينة اجدابيا " ،جامعة
قاريونس ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة ،ص. 70
2
-أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ،إقليم بنغازي " ،التقرير النهائي عن المخطط العام " ،مؤسسة دوكسيادس ،دوكس – ليب – أ
، 441ص. 47
- 3شكري غانم " ،النفط في ليبيا " ،كتاب الجماهيرية دراسة في الجغرافيا ،تحرير الهادي بولقمة ،سعد خليل القزيري ( ،سرت :
الدار الجماهيرية للنشر واالعالن والتوزيع ،ط1995 ، 1م ) ،ص .732
- 4أحمد محمد محمود ،اإلسكان في ليبيا ،مصدر سابق ذكره ،ص. 247
77
المنطقة وتعثر استكمال مخططات الجيل الثاني وعدم البدء في مخطط ات الجي ل الث الث ،
ولذلك اتجهت األسر إلى بناء المالحق السكنية داخل الفيالت أو فوق األسطح لح ل أزمته ا
ام 2015م السكنية ألبنائها ،واستمرت عملية انخفاض الطلب على المساكن إلى % 1.4ع
بسبب التوسع في بناء المساكن خارج المخططات العمرانية العامة والمعروفة بالس كن غ ير
الرسمي والذي انتشر بشكل ملحوظ في المنطقة بعد عام 2011م .
أوجه القصور في المخطط الجيل الثاني تتمثل فيما يلي -:
-1عدم العمل بهذه المخططات في حينها وما ظهر عنها مستجدات كثيرة تتعارض معها .
-2عدم رفع الصبغة الزراعية عن أجزاء كبيرة منها والسماح بالبناء وما نتج عن ه ظه ور
أحياء سكنية مختلفة عمرانيا .
-3عدم استكمال مراحل التخطيط المتكاملة للمخططات الجيل الثاني مث ل تص ميم المراف ق
المتكاملة والتصميم الحضري لها ،ما نجم عنه تنفيذ شبكات بعض المرافق تنفيذا عش وائيا ،
ة الذي أدى إلى حدوث تلوث بصري ناتج عن تعدد األنماط واألشكال معمارية غير مدروس
بكل المخطط .
.4عدم تنفيذ المخططات على طبيعة ،وخاصة الطرق وشبكات المرافق والمن افع العام ة ،
وفقا لما هو محدد بالمخطط .
.5ضعف متابعة األجهزة للمخلفات والتعديالت على المخططات وضبطها.
أنماط السكن بمنطقة الدراسة :
ة، بعد استقالل ليبيا لم تكن الدولة لديها أية خطط للنشاط الحضري أو للمخططات العمراني
وكل ما كان في مجال العمران موروثات من العهد العثماني وفترة االحتالل االيطالي ،وبع د
ذلك تطور عمليات تخطيط المدن والقرى منذ أوائل الستينيات من القرن الماضي زادت رغبة
الدولة في التطوير والتحديث وكلفت وزارة التخطيط مؤسسة دوكسيادس ،وركزت الدراس ة
على المشاكل اآلتية -:
.1قلة المساكن وافتقار القائم منها إلى الصيانة .
.2عدم كفاية مراكز المدن والمباني الحكومي ة و المب اني العام ة كالم دارس والعي ادات
واألسواق الحتياجات البالد .
.3الحاجة الماسة لتوفير المساكن والمرافق لها كالطرق وشبكات المياه والصرف الصحي(.)1
-11على احمد زيدان ،التخطيط العمراني ومخططات المدن بين الواقع والتشريعات ،الجيل الثالث ومستقبل المدن في ليبيا ،مرجع
سابق ذكره ،ص .194
78
ومع منتصف السبعينيات للقرن الماضي بدأت عملية تنمية شاملة في مجاالت اإلسكان ته دف
إلى توفير سكن مالئم للسكان حيث يعد نوع المسكن من المؤشرات المهمة التي تعطى صورة
واضحة عن المستوى االقتصادي و االجتماعي لسكان المدينة( ،)2ومعرفة مستوى دخل األسرة
ومالحظة درجة التزاحم في نمط المسكن المتمثل في الفيالت والعم ارات ،في حين ينخفض
مستوى الدخل وترتفع درجة التزاحم في المساكن الهامشية والمساكن الشعبية .
فقد حددت التعدادات العامة للمساكن ثالثة أنماط وأنواع من المساكن اعتمادا على شكل المبنى
من الخارج.
-1الحوش -:
هو نمط تقليدي يعكس طبيعة وخصوصية األسرة العربية الليبية وموج ود في ك ل المحالت
العمرانية بالمنطقة ،وتم انشأ هذا النمط من المساكن في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي
كما توضح الصورة ( ، ) 18وسجلت نسبته في تعداد 1984م من جملة المساكن ب المحالت
المتمثلة في بلدية توكرا % 3.8وبلدية الساحل ، % 4.15وفى تع داد 1995م في بلدي ة
توكرا % 7.6وبلدية الساحل ، %4.11بينما سجلت في بلدية توكرا في تعداد 2006م 5.4
%وبلدية الساحل ، % 7.7ويتبين من خالل هذا العرض بأن النسب ب دأت تق ل لص غر
مساحة هذا النوع حيث تتراوح ما بين 225-150م, 2وهى تعد من أقدم المباني السكنية حيث
يتراوح تقسيم الغرف ما بين 3-2غرف بالمسكن .
شكل ( )18صورة الحوش بمنطقة& الدراسة
-22سعد خليل القزيري ،الجيل الثالث ومستقبل المدن في ليبيا ،مرجع سابق ذكره ،ص.23
79
المصدر :من تصوير الباحثة في الدراسة الميدانية بتاريخ 22/9/2015م
-2الفيالت-:
ظهر هذا النوع من المساكن بعد منح الدولة القروض والتسهيالت المصرفية ،بعد ما مرت به
ليبيا من طفرة نفطية عادة على المواطن الليبي في ارتفاع دخله ،حيث ساهم في انتشار ه ذا
النمط من المساكن ،وهى عبارة عن مبنى يتكون من أكثر من ثالثة غرف ن وم وص التين
وغرف استقبال للضيوف ولها سور وحديقة وسلم داخلي للوصول إلى الدور الث اني وداخل ه
فضاء ويسكنه أسرة واحدة أو أكثر تربطهم عالقة قربى كما توضح الصورة ( . ) 19
80
المصدر :من تصوير الباحثة في الدراسة الميدانية بتاريخ 22/9/2015م
ولقد أصبح عدد الفيالت في منطقة الدراسة يزيد نظرا لخصوصيتها ولكبر مساحتها وقد أرتبط
انتشارها بالمنطقة بالدخل الفردي ،حيث توجد عالقة طردية متعلقة بدخل الفرد ،فكلم ا زاد
ا وأن الدخل زاد اإلقبال على هذا النمط من السكن بالنسبة لألنماط األخرى من المساكن فيه
التوسع المكاني بالنسبة للمنطقة الدراسة بشكل عام والتوسع المكاني لالستعمال السكنى بش كل
خاص ،جاء بفعل التوسع في بناء هذا النمط من السكن وخاصة التي تنتمي مساحتها إلى م ا
من 400م 2إلى 500م.2
-3العمارات (الشقق ) -:
يعد هذا النمط من البناء نمطا شائعا في مدننا الحديثة التي يتميز العمران فيها باالمتداد الرأسي
أكثر من األفقي ،ولهذا تمثل العمارات أو الشقق عالمة خاصة للمدينة للتمي يز بينه ا وبين
القرية ،حيث تشكل نمط يختلف عن األنماط األخرى السكنية ،ويطلق عليها اإلسكان الرأسي
أو العمودي ،وتبين بيانات التعدادات بأن منطقة الدراسة ال تشكل فيها العم ارات إال نس ب
قليلة من جملة األنماط السكنية التي فيها وذلك بسبب تقصير الدولة في بناء ه ذا الن وع من
81
المساكن بالمنطقة ،وهذا يعكس حقيقة مفادها إن التوسع األفقي هو السائد بالمنطق ة ،وذل ك
يرجع إلى عدم استكمال مخططات الجيل الثاني وعدم االهتمام بهذه المناطق باعتبارها إح دى
االتجاهات المستقبلية للحد من أزمة السكن التي تواجهها مدينة بنغازي .
العوامل المؤثرة في توزيع المساكن بمنطقة الدراسة :
تختلف العوامل المؤثرة على توزيع المساكن بالمنطقة والتي من أهمها ما يلي - :
-1الموقع -:
للموقع الجغرافي أهمية بالنسبة للظواهر الطبيعية المتنوعة على سطح األرض وله تأثير على
حياة المجتمعات وعلى المراكز العمرانية ،فموقع المحلة العمرانية أو المدينة يعتبر مهما ألداء
العديد من الوظائف لإلنسان وتقديمها بصورة أفضل ،فالموقع عبارة عن المك ان بالنس بة
للظاهرات طبيعية على سطح األرض بالنسبة للجبال والهضاب والسهول والبح ار ،فموق ع
منطقة الدراسة في إقليم سهل بنغازي على ارض منبسطة وسهلية تساعد على التركز السكاني
والنمو العمراني ولها تأثير على توزيعهم واستقرارهم ،حيث تحتل المنطقة موقعا مميز مم ا
أعطاها أهمية بالغة في االستقرار العمراني على الساحل الممتد من مدينة بنغازي إلى مدين ة
ع المرج ،وهذا ما يفسر قدم االستيطان العمراني بالمنطقة منذ العهد اإلغريقي ،حيث يرج
د قيام مدينة توخيرا إلى عهد اإلغريق وكانت من ضمن اتحاد البنتابولس وازدهرت في العه
العثماني ،وفى عام1913م احتل االيطاليون المدينة واستمر احتاللها ح تى نهاي ة الح رب
العالمية الثانية ،ومع استقالل البالد أصبحت من أهم مراكز العمران في سهل بنغ ازي بع د
مدينة بنغازي ،وبعد ذلك قدمت مؤسسة دوكسيادس المخطط الشامل لمدين ة ت وكرا ال ذي
روعي فيه توزيعها وتطورها حتى عام 1988م في الوقت الذي زادت فيها مساحات إض افية
مما أدى إلى قيام منطقة سكنية مهمة بها ،أما محلة دريانة العمرانية يرجع تاريخ قي ام ه ذا
التجمع الحديث إلى عام 1930م عندما أقيمت في موقعه ا الح الي الن واة األولى للمرك ز
ام العمراني ،وفى عام 1968م قدمت مؤسسة دوكسيادس المخطط العام لمدينة دريانة ،وق
العمران في التجمع متبعا الخطوط التوجيهية من الناحية الغربية إلى منطقة واسعة تقع ش رقا
خارج حدود المخطط بعد أن امتد إلى معظم المسافة المخصصة له في المخطط ( ،)1وبالنسبة
لتجمع برسس و بوجرار برزت كتجمعات عمرانية صغيرة عام 1935م عندما أقيمت في كال
التجمعين مدرسة في عام 1935م ومن هنا بدأت اتجاهات النمو العم راني في التوس ع (،)1
-11امانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ،التقرير النهائي عن المخطط العام برسس ،مؤسسة دوكسيادس ،ص . 5
-11أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ,التقرير النهائي عن المخطط العام المبنى ،مؤسسة دوكسيادس ،ص . 5
82
وكذلك بالنسبة إلى تجمع المبنى يرجع إلى عام 1925م ،وفى عام 1968م ق دمت مؤسس ة
دوكسيادس مخطط ودراسة نموها وتطورها( ،)2ومنذ ذلك الوقت تطورت وإنما داخل المخطط
بحكم وجود مساحة كبيرة الستيعاب نموها المستقبلي .
وبهذا قد لعب موقع المنطقة دورا بارزا في تطورها عمرانيا وسكانيا؛ ألنها تق ع في موق ع
يساعدها على أن يكون إحدى المحاور المستقبلية للنمو السكاني لمدينة بنغازي الكبرى وبحكم
سهولة الوصول والحركة منها واليها ،وكما أن موقعه ا يس اعد على القي ام بالعدي د من
المشروعات اإلسكانية للحد من األزمة السكنية في منطقة بنغازي الكبرى .
- 2المناخ :
استطاع اإلنسان بواسطة السكن أن يتجاوز التأثيرات الطبيعية المختلفة كالمن اخ وعناص ره
المختلفة وتكيفه في المجال المخصص للسكن ،وتساعد بيانات العناصر المناخية في تحدي د
شكل المباني وتوزيعها واختيار مواد البناء وزراعة أنواع من النباتات إليجاد بيئ ة مريح ة
ؤدى لحياة اإلنسان ،فالموقع الفلكي يتعلق بنوعية (المناخ) وهو يحدد نمط الغطاء النباتي وي
إلى اختالفات واضحة في ظروف السكان وتوزيعهم وكثافتهم االجتماعية والتي يكون لها تأثير
على توزيع اإلسكان ،حيث يفضل السكان العيش في األقاليم المعتدلة الحرارة ذات األمط ار
الوفيرة ويتجنب األماكن الحارة التي تتسم بالجفاف وأن هذه العوامل المناخي ة ض رورية ،
ل ويأخذ بعين االعتبار مخططي المدن ،وهي من أهم مقومات االستيطان البشرى فهي عام
وأن ()3
أساسي لراحة اإلنسان واالستقرار في مكان إقامته والتي يشجعه على العمل واإلنت اج
مخططي المدن عند تخطيطهم إلقامة وحدات سكنية يركزون على عناصر المن اخ ل دورها
المهم في االستقرار البشرى بما يالءم معيشتهم من حيث اتجاه الرياح العام الذي يتعلق بأماكن
توطين الصناعات خاصة الملوثة منها وتكون بعيدة عن مظاهر التلوث البص ري والس معي
والبيئي ،فالمناطق السكنية البد أن تفصل عن الصناعة وذلك لحمايته ا من التل وث الكب ير
الناتج عن هذه المصانع( ،)4أو الحد من آثاره الضارة .
-22أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق " ،التقرير النهائي عن المخطط العام دريانه " ،مؤسس ة دوكس يادس ،ص
.5
-33على الميلود اعمورة ،ليبيا تطور المدن والتخطيط الحضري ( ،بيروت :دار الملتقى للطباعة والنشر ،ط ، 1
1998م ) ،ص. 292
-44فؤاد بن غضبان ،المدن المستدامة والمشروع الحضري ( ،عمان :دار الصفاء للنش&ر والتوزي&ع ،ط2014 &، 1م
) ،ص . 119
83
-3النمو السكاني -:
توجد عالقة وثيقة بين زيادة السكان والطلب على السكن ،وتعتبر هذا العالقة طرديه ؛ حيث
أن توفير وحدات سكنية سواء كانت نتيجة للزيادة الطبيعية أو نتيجة للهج رة ،وبالدراس ات
الديموغرافية تمثل نقطة البداية بالنسبة للتخطيط على كافة المستويات لتوف ير األرض للبن اء
عليها وتوزيعها لالستعماالت الضرورية المرافقة لالستعمال السكنى ،فكل المسوح الخاص ة
بالتخطيط تحتاج معلومات دقيقة وملحة عن السكان ،من أجل توفير الحاجيات المهمة لإلسكان
من أجل وضع فرص للعمل والتعليم وخدمات صحية ودينية ودراس ة التوقع ات المس تقبلية
لضمان التنمية المستدامة ألن هذه الدراسات تساعد على تقدير المساحات المطلوب ة إلنش اء
مناطق سكنية بمختلف أنماطها والتي يجب أن تتفق مع احتياجات األسر وحجمها .
-4معالم السطح -:
إن األراضي السهلية بسيطة االنحدار هي مقومات لالمتداد العم راني وخاص ة أن منطق ة
الدراسة تتميز بانبساط مستوى سطح األرض وأنها تتخللها بعض السبخات التي لم تقف عائقا
أمام أقامة السكن فيها ،حيث يأخذ السهل في االرتفاع التدريجي عن مستوى س طح البح ر
ار ،هذا االنبساط في السهل شجع على انتش ()1
باتجاه الحافة األولى لهضبة الجبل األخضر
المساكن فيه ،بحيث يستطيع الناس االستقرار واإلقامة بالمساكن فيها ،فال وجود لحواجز تحد
من التوسع ونمو المناطق فيها (. )2
-5طرق النقل والمواصالت -:
تعتبر طرق النقل والمواصالت عامال مهما لتشجيع ظهور مناطق سكنية وتساعد في س هولة
انتقال الساكنين من هذه المناطق إلى أماكن عملهم ،فهي الدافع والمحرك األساسي لنمو العديد
من المراكز وتحوله إلى بلدات ومدن ،وهو ما حصل من تعبيد الطريق الساحلي الذي تم في
عقد األربعينيات من القرن الماضي( ،)3وخطط التنمية الوطنية التي توسعت في مج ال ه ذه
الطريق سواء بإعادة تعبيدها أو بتعبيد طرق قديمة مشهورة ،أو شق وتعبيد طرق جديدة هذه
اة ،حيث تعتبر جزء حيوي من الحي ()4
الطرق هي سبب ظهور التجمعات السكانية الحديثة
اليومية لمعظم الساكنين إذ يوفر حركة االنتقال من األماكن المختلفة ،فالطريق الساحلي الذي
يربط توكرا بمدينة بنغازي و مدينة المرج من الناحية األخرى؛ وأيضا باإلضافة إلى الطريق
84
الشرياني اآلخر الذي يربط توكرا بمدينة طلميثة بواسطة طريق مرصوف( ،)1ه ذا الطري ق
يُسهل عبور السيارات من والى منطقة الدراسة .
.
-11نفس المصدر السابق ،ص 24
85
الفصـــل الثالـــث
تقييم الواقع السكني بمنطقة الدراسة
الكفاية السكنية -
- 11الهام فرعل عاشور " ،تحليل االتجاهات أزمة السكن في محافظة البصرة " ،مجلة دراسات البصرة ،العدد الرابع عشر ،السنة السابعة ،
تصدر عن جامعة البصرة 2012 ( ،م ) ،البصرة ،ص . 243-241
87
الضرورية للسكان لضمان استقاللية المواطن الليبي وحفظ حق ه في الس كن المالئم والص حي
وحمايته من الظروف السكنية الصعبة التي تعانى منها الدولة عامة ومنطقة الدراسة خاصة في تلك
الفترة ،ولذا انطلقت عمليات التخطيط العمراني للمدن والمستوطنات الريفية ،فقد كل ف قط اع
اإلسكان مؤسسة دوكسيادس للقيام بدراسة األوضاع اإلسكانية في مدن ومستوطنات منطقة الدراسة
ووضع التصورات المستقبلية لنوها من الناحية العمرانية من خالل إيجاد الحل ول له ذا القط اع
لتحقيق سياسة وطنية يمكن تحديد مالمحها فيما يلي -:
-
التخلص من جميع األماكن الهامشية الموجودة بالقرى والمدن في ليبيا وإيج اد مس اكن
صحية ومالئمة .
-
خلق ظروف مادية واجتماعية لتمكينهم من العيش المستقر ،وألهمي ة قط اع اإلس كان
اتجهت الدولة إلى تدعيمه وتحسين القائم من الوحدات السكنية من ه ح تى تغطى العج ز
ويكون لكل أسرة مسكن مالئم عن طريق تط وير سياس ة إس كانية لص الح المجتم ع
بالكامل ,و فئات ذوي الدخل المحدود بصفة خاصة ،وذلك بدعم قطاعي العام والخ اص
لتحقيق األهداف المرجوة من عدم عجز الدولة إلعطاء المسكن المالئم والصحي للمواطن
(.)1
الليبي
ويقصد بالكفاية السكانية عدد المساكن القائمة بالمدينة مقارنة بعدد األسر وبهذا يتضح ما إذا كانت أي
ا مدينة أو منطقة تعانى فائضا أو عجزًا للسكن وما هي سبل معالجة الكفاية السكنية والتعرف عليه
وإظهار مقدار الرصيد السكني وحجمه واحتسابها لمعرفة مؤشر الكفاي ة الس كنية في زمن معين ،
وبشكل عام يمكن حصر األهداف التي تؤكد ذلك حسب ما يلي -:
-
تساعد في تحديد الحاجة السكنية مع رسم البرامج اإلسكانية بهدف الوص ول إلى خط ة
مرسومة في السياسات اإلسكانية .
-
يساعد في تحديد الحاجة السكنية في وضع خطط والدراسات لتحديد الواقع الس كنى ليالءم
مع التطور العمراني .
-
يساهم في تقدير الحاجة إلشباع رغبة الساكن من السكن (.)2
والكفاية السكنية يمكن الوصول إليها لتحديد مقدار الرصيد السكني الذي يتيح للدولة رس م سياس ة
السكن وقد اعتمدت ليبيا السياسة والتي كانت تهدف إلى تحقيق األهداف التالية -:
88
-
قيام الدولة لتنفيذ مشروعات إسكانية ضخمه إلسكان األسر المعدومة ومح دودة ال دخل ،
واعتبار أن مشروعات اإلسكان العام ( الحكومي ) أداة لتخفيف وطأة الوضع السكنى .
-
اعتبار التمليك المبدأ الرئيسي للسياسات اإلسكانية والتأجير في أضيق الحدود .
تدعيم مصرف االدخار واالستثمار العقاري إلقراض األسر منخفض ة ال دخل في محاول ة إلى
مساعدتها المتالك مساكن لعائالتهم .
ة في تبني مجموعة من التدابير التنظيمية التي من شأنها مساعدة الدولة في تنفيذ خططها التنموي
مجال اإلسكان من خالل إنشاء المؤسسة العامة لإلسكان ومجموعة من الشركات االس تثمارية في
مجال العقارات وتشجيع المؤسسات المالية الغير مختصة للمس اهمة في البن اء مث ل ص ندوق
(.)1
االجتماعي
وستحاول الباحثة من خالل معيار الكفاية السكنية التعرف على تقدير الحاجة السكنية من الوحدات
وما يقابلها من عدد األسر حسب الجدول ( ) 24والشكل ( -: )21
89
جدول ( )24الكفاية السكنية بمنطقة الدراسة 2015-1973م
العجز عدد األسر عدد المساكن السنة
340
1393 1053 1973م
212 2195 1983 1984م
320 2728 2408 1995م
94 2982 2888 2006م
65 6106 6041 2015م
المصدر :إعداد الباحثة اعتماد على بيانات التعدادات العامة للمساكن والسكان بمنطقة الدراسة والدراسة ميدانية 2015م .
المصدر :إعداد الباحثة اعتماد على بيانات التعدادات العامة للمساكن والسكان بمنطقة الدراسة والدراسة ميدانية 2015م .
من خالل الجدول ( ) 24والشكل ( ) 21يتضح بأن إجمالي المباني السكنية بمنطق ة الدراس ة
حسب التعداد العام للمباني 1973م حوالي 1053بينما بلغ عدد األسر حوالي 1393وهذه األرقام
تشير إلى العجز السكني بمنطقة بلغت 340أسرة من غير مسكن في هذه الفترة وهي تقيم مع أسر
أخرى خاصة وان نظام األسرة الممتدة هو النمط السائد من الناحية االجتماعية الذي يجمع األجداد
مع األبناء واألحفاد في نفس البيت ،كلما كانت نسبة كب يرة من األس ر تعيش في مس اكن من
الصفيح ( البراريك) والتي ال تتوفر الشروط الصحية والتي بلغ عددهن 809مسكن من الص فيح
مما يشير إلى ضعف قطاع التمويل اإلسكاني في هذه الفترة مما جعل الدولة غير قادرة على تلبية
90
االحتياجات السكنية حيث أن مدينة توكرا هي التجمع العمراني الوحيد التي سجلت الكفاية السكنية
ة، بمعدل 32 +مسكن المتمثل في 559مسكن في حين أن عدد األسر من 527تسكن بالمدين
مما يدل على أن مدينة توكرا تحظى بكفاية سكنية عن بقية تجمعات منطقة الدراسة ،على ال رغم
من أن جزء كبير من المساكن ال تتوفر بها الشروط الصحية المالئمة للعيش بها وذلك راج ع إلى
كنى عدم وجود وحدات سكنية تم بناءها من قبل الدولة ،بينما بقية قرى المنطقة شهدت عجز س
في هذه الفترة ( 1973م ) حتى أن المباني السكنية كانت في معظمه ا دون المس توى الص حي
المطلوب .
ل وتطور عدد المساكن عام 1984م حيث أضيف إلى الرصيد السكنى 930وحدة سكنية ووص
بذلك عدد الوحدات السكنية في منطقة الدراسة 1983وحدة سكنية بينم ا زاد ع دد األس ر إلى
امي 1984-1973م بلغت 2195أسرة في الفترة ذاتها بمعنى أن الزيادة في عدد األسر بين ع
802أسرة ،وهذا التغير في عدد األسر أدى إلى زيادة في الوحدات السكنية في محاولة لمواكب ة
الزيادة في عدد األسر فقد تطور عدد المساكن بشكل كبير من خالل عمليات بناء المساكن الجديدة
ودخول أنماط جديدة غير نمط الحوش أو المسكن الشعبي المتمثل في الفيال والش قة و الب دء في
مخطط الجيل الثاني وتنفيذ خطط التنمية المتعلقة باإلسكان ساهمت في القضاء على بيوت الصفيح
في المراكز العمرانية بشكل كبير .
بالرغم من ذلك انخفض مؤشر الكفاية السكنية حيث سجل حوالي 212أسرة من غير مسكن على
مستوى المنطقة على الرغم أن الفائض في الوحدات السكنية سجل في توكرا وبوجرار بينما دريانة
و برسس والمبني سجلت عجز سكني ،وبشكل عام قد شهد عقد الثمانينيات من الق رن الماض ي
تراجع وتضاءل بيوت الصفيح مما ساهم في انخفاض العجز السكني بالمنطقة بالرغم من الزي ادة
المستمرة في عدد األسر ،وذلك راجع إلى السياسات المالية في اإلق راض الس كنى وتعظم دور
المصارف في منح القروض العقارية لذوي الدخل المحدود للحصول على سكن مناسب .
نة 1992م هذا بدوره أعطى دورا أسياسيا للمصارف وادخلها إلى االستثمار في مجال السكن س
واستمر هذا الوضع إلى أن تم تكليف الهيئة العامة لإلسكان ببناء اإلسكان العام ال ذي يس تهدف
توفير السكن لذوي الدخل المحدود( ،)1هذا التط ور في السياس ات الس كنية انعكس على تط ور
الوحدات السكنية بالمنطقة ،فقد سجلت عدد المساكن زيادة في عام 1995م بمنطقة الدراس ة من
اكن إال أن 1983وحدة سكنية إلى 2408وحدة سكنية ،وبالرغم من هذه الزيادة في عدد المس
كنية مؤشر الكفاية سجل عجز سكني وصل 320مسكن وهذا العجز يشير إلى بداية المشكلة الس
- 11سميرة عبدالقادر حلوم الزوي ،مصدر سابق ذكره ،ص . 72
91
بالمنطقة ،وذلك راجع إلى تعثر سياسات الدولة في مجال اإلسكان بسبب تعثر تنفي ذ مخطط ات
الجيل الثاني باإلضافة إلى إيقاف التمويل العقاري لإلسكان من قبل المصارف ،وذلك راج ع إلى
هبوط عوائد النفط الذي انعكس سلبيًا على مشاريع اإلسكان العام مما أدى إلى عدم الكفاية السكنية
و ارتفاع مؤشر العجز السكني بالمنطقة .
زادت الوحدات السكنية في الفترة من ع ام 1995م إلى 2006م من 2408إلى 2888مس كن
وزاد عدد األسر في نفس الفترة من 2728إلى 2982وبزيادة عددي ة 254مم ا قلص العج ز
السكني بالمنطقة إلى 94أسرة بدون مسكن ،بالرغم أن تجمع برسس ومدينة توكرا تميزتا بفائض
سكنى غير باقي المناطق التي سجلت بأعداد متفاوتة من مؤشرات العجز السكني وذلك راجع إلى
عدم استكمال المخططات العامة للمشاريع اإلسكانية ،وعدم البدء في تنفيذ مخططات الجيل الثالث
التي تساعد على وضع الحلول الالزمة ألزمة السكن .
اتج واستمر التطور التصاعدي في منحنى السكن في مقابل االزدياد المضطرد في عدد األسر الن
من ارتفاع معدالت النمو السكاني بفعل الزيادة الطبيعية والهجرة إلى المنطقة ،فقد شهدت منطق ة
الدراسة زيادة كبيرة أدت إلى تضاعف عدد المساكن بها فقد زاد ع دد المس اكن من 2888إلى
6041مسكن في الفترة من 2006م إلى 2015م بزيادة عددية بلغت 3253مس كن ،ويقابله ا
رة ، تطور عدد األسر من 2982إلى 6106أسرة في نفس الفترة بزيادة وصلت الى 3124أس
وقد بلغ العجز السكنى حوالي 95وحدة سكنية بالمنطقة وهو مؤشر صغير ب الرغم من التط ور
اع العمراني والسكني الكبير باإلضافة إلى النمو السكاني المرتفع في هذه الفترة والتي يمكن إرج
أسباب هذا التطور في الوحدات السكنية بالمنطقة إلى األسباب التالية-:
- 1هذه الزيادة الكبيرة بين الفترتين ( 2015 – 2006م ) خالل عشر سنوات على الرغم من
توقف المخططات العامة المتمثلة في عدم استكمال وعدم البدء في مخططات الجيل الثالث أدت إلى
زيادة عشوائية في المساكن سواء داخل أو خارج المخطط بسبب انخفاض تكاليف البن اء ورخص
األراضي خارج المخطط مما أدى إلى انتشارها بطريقة بارزة بالمنطقة .
دة -2في ظل الزيادة السكانية يزداد الطلب على المساحة السكنية بالمنطقة في ظل الهجرة الواف
للمنطقة وخاصة حركة النزوح من مدينة بنغازي بعد ثورة 17فبراير 2011م والظروف األمنية
ا التي تمر بها المدينة من عام 2014م بسبب العمليات العسكرية التي أدت إلى نزوح سكانها مم
أدى إلى الطلب على األراضي بها لبناء المساكن بها .
-3غياب سلطة الدولة في الحد من ظاهرة البناء غير المخطط والتي انتشرت بش كل ب ارز في
كنية من المنطقة خاصة بعد عام 2011م في ظل تقسيم وبيع األراضي في شكل قطع أراضي س
92
قبل أصحابها دون تخطيط أو إشراف من أجهزة الدولة الرسمية مما نتج عنه أحياء بالكامل ب نيت
خارج مخططات المدن .
– 4رخص األراضي في منطقة الدراسة بالمقارنة مع المناطق المجاورة مث ل مدين ة بنغ ازي
ال المحلي ومدينة المرج مما شجع على االستثمار العقاري السكني في المنطقة من قبل رأس الم
ع من منطقة الدراسة أو المناطق المجاورة في ظل ارتفاع إيجارات المساكن نظرًا للطلب المرتف
عليها من قبل النازحين إلى منطقة الدراسة .
ة – 5عودة العديد من أبناء المنطقة الذين تعود أصولهم القبلية لنفس قبائل المنطقة إليها من مدين
بنغازي نظرًا لسوء األوضاع األمنية والعمليات الحربية مما دفعهم إلى االستقرار بها عن طري ق
بناء مساكن خارج المخطط لالستقرار بها كحل لمشكلة نزوحهم من مدينة بنغازي.
ر – 6بروز ظاهرة بناء االستراحات خارج المخطط العام للمدن والتجمعات السكانية والتي تنتش
جلها في المناطق الزراعية بمنطقة الدراسة مما جعلها سكن دائم للنازحين من من اطق الص راع
القريبة من منطقة الدراسة.
93
البنية التحتية والخدمات األساسية( ،)1وحسب بيانات أعداد المساكن وأعداد األسر يمكن الحص ول
على معدل اإلشغال السكني بالمنطقة حسب الجدول ( )25التالي :
جدول( )25معدل اإلشغال العام بمنطقة الدراسة
معدل اإلشغال العام عدد المساكن عدد األسر السنوات
1.3 1053 1393 1973م
1.1 1983 2195 1984م
ا يتضح أن عدد الوحدات السكنية في منطقة الدراسة سجلت 1053وحدة سكنية عام 1973وم
يقابلها من عدد األسر 1393أسرة وسجل معدل اإلشغال السكني 1.3أس رة /مس كن ،وه ذا
مؤشر يشير إلى مشكلة سكنية هذه المشكلة مرتبطة بزيادة في عدد األس ر الن اتج عن ال زواج
وانتقال بعض العائالت للسكن في مسكن واحد ،كما أن كثرة عدد أفراد األسرة وزواج أحد أبن اء
األسرة وصعوبة إيجاد رب األسرة عن مسكن مستقل ألبنائه المتزوجين مما يضطر رب األس رة
لتسكين عائالت أبنائه معه مما يشير إلى ارتفاع معدل اإلشغال السكني ،وبالرغم من اهتمام الدولة
في هذه الفترة بتوفير المسكن المالئم للمواطن الليبي بسبب تحرك عجلة مشاريع التنمية التي مرت
رد ،حيث بها ليبيا بسبب ارتفاع إيرادات النفط التي لها مردود على تحسين ظروف المعيشة للف
قامت الدولة ببناء المساكن الشعبية من قبل الشركات األجنبي ة ،وس يطرت المس اكن الش عبية
المعروفة( بالحوش ) على معظم أنماط البناء في تلك الفترة غير أن المساهمة الحكومية في مجال
اإلسكان الحكومي لم تقضِ على أزمة السكن التي تعانى منها منطقة الدراسة بشكل عام .
ويتضح من الجدول ( )25مدى زيادة عدد الوحدات السكنية بالمنطقة عام 1984محيث زاد عدد
الوحدات 930وحدة سكنية حتى وصل عدد المساكن بالمنطقة 1983في مقابل عدد األسر ال ذي
وصل إلى 2195أسرة ،وبالتالي سجل معدل اإلشغال السكنى 1.1أس رة /مس كن بحكم أن
الزيادة في عدد الوحدات السكنية قابلها زيادة في عدد األسر بالرغم من أن معدل اإلشغال في هذه
الفترة انخفض عن الفترة السابقة ،وذلك راجع إلى الخطط التنموية التي قامت به ا الدول ة منح
المواطن التسهيالت المصرفية والعقارية لفئات الدخل المحدود في توفير المسكن المالئم غ ير أن
- 11موسى رجب عبد الشفيع ،احمد عبدالسالم عب&دالنبي " ،تق&ييم الوض&ع الس&كنى في مدين&ة البيض&اء " مجل&ة المخت&ار للعل&وم
اإلنسانية ،العدد الخامس والعشرون ،تصدر عن جامعة& عمر المختار ( ،البيضاء ) 2002م ،ص . 8
94
هذا المعدل مرتفع عن المعدل المثالي وهو الواحد صحيح ومطابق للمعدل الوطني وهو 1.1أسرة
/وحدة سكنية (.)1
في عام 1995مارتفع عدد المساكن 2408مسكن وبزيادة عددية بين الفترتين سجل 425ويقابلها
الزيادة المستمرة فيعدد األسر الذي وصل إلى 2728أسرة فسجل معدل اإلش غال الس كنى 1.1
أسرة /مسكن هذا المعدل جاء متطابق مع الفترة السابقة وهو يشير إلى مشكلة سكنية بالمنطقة على
الرغم من انخفاض الزيادة العددية في األسر وذلك راجع إلى الظروف التي مرت بها ليبيا بس بب
الحصار االقتصادي مع بداية التسعينيات من القرن الماضي الذي اثر على إيرادات النف ط س لبًا
وبالتالي انعكس على إقامة المشاريع اإلسكانية التي تحد من أزمة السكن .
وبلغ عدد المساكن عام 2006م إلى حوالي 2888مسكن ويقابلها 2982أسرة بمع دل إش غال
سكنى 1.0أسرة /مسكن وهذا المعدل اقل من المعدل السابق ويطابق المعدل المثالي للمعدل مم ا
يشير إلى تراجع حدة المشكلة السكنية وذلك يعزى تباطؤ معدالت الزواج بالمنطقة باإلض افة إلى
ارتفاع معدالت هجرة الشباب من المنطقة إلى مدينة بنغازي ومدينة المرج .
وسجل في عام 2015معدد المساكن بالمنطقة حوالي 6041مسكن يقابلها ح والي 6106أس رة
وبزيادة سكنية 3124مسكن في الفترة الممتدة من 2006مإلى 2014م وهذه الزيادة الكب يرة في
المساكن قابلها أيضا زيادة في عدد األسر وسجل فيها المعدل اإلشغال السكنى 1.0مس كن لك ل
أسرة ،هذا المعدل يشير إلى عدم مشكلة سكنية بسبب حركة البناء خارج المخطط الع ام للم دن
والمستوطنات البشرية مما زاد مساحة تلك المدن والمستوطنات بشكل بارز ،حيث أن معظم البناء
خارج المخطط كان يغلب عليه طابع السكن األفقي الذي يستهلك مساحات شاسعة من األراضي ،
هذه المشكلة تستنزف الرصيد السكنى لألجيال القادمة والزحف على األراضي الصالحة للزراع ة
مع تعارض بين تشريعات حماية األراضي الزراعية من الزحف العمراني عليها مما يترتب الفجوة
بين العرض والطلب على األراضي السكنية( ،)1كما أن هذا البناء العشوائي على أطراف التجمعات
العمرانية بالمنطقة في الغالب لن يكون متطابق مع مخطط الجيل الثاني الذي لم يس تكمل أو م ع
مخطط الجيل الثالث الذي سيعاني من تلك العشوائيات ومعالجتها .
. 11ليبيا ،الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق ،تقرير خريطة التنمية في الشعبيات ( ،د–ت) ،ص . 68
- 11امحد حممد حممود ،مرجع سابق ذكره ،ص . 247 – 246
95
وباالنتقال إلى تحليل بيانات معدل اإلشغال السكني حسب المن اطق من ع ام 1973م إلى ع ام
2015م ،للوقوف على التباينات بين التجمعات العمرانية بمنطقة الدراسة حسب ما يشير الجدول (
)26والشكل ( : ) 21
المصدر :إعداد الباحثة اعتمادا على مصلحة اإلحصاء والتعداد النتائج األولي ة للمس اكن والمنش آت 1973م – 1984م -
1995م –2006م-الدراسة الميدانية2015م .
يتضح من خالل الجدول ( ) 26والشكل ( ) 21أن بيانات عام 1973م سجلت فائض سكني في
توكرا حيث بلغ معدل اإلشغال السكنى للسكن القائم فيها 0.9بحكم تركيز عملي ات التنمي ة على
البناء في مدينة توكرا بحكم أنها أهم مركز عمراني في المنطقة في تلك الفترة ،كم ا أن نس بة
كبيرة من السكان تحصلت على سكن حديث مع احتفاظها بمساكنها القديم ة من بي وت الص فيح
96
والي 1.2 وبيوت الحوش العربي القديم ( بيوت الطين ) ،بينما أقترب المعدل في برسس من ح
وفي دريانة بلغ 1.6أسرة لكل مسكن مما يشير إلى بداي ة مش كلة س كنية في ه ذين التجمعين
العمرانيين مما يتطلب إيجاد الحلول من قبل الجهات المسئولة عن قطاع اإلسكان أم ا في تجم ع
بوجرار فقد بلغ معدل اإلشغال السكنى سجل 2.2مسكن /أس رة وتجم ع المب نى س جل 2.7
مسكن /أسرة مما يشير إلى إنهما يعانيان من أزمة سكنية حادة حيث أن أك ثر من ثالث ة أرب اع
األسر تعيش بدون مأوى مستقل فهي تقيم مع أسر أخرى ،فكل أسرة ل ديها مس كن في ه ذين
التجمعين العمرانيين تقيم معها أسرة أخرى .
ير وبالرغم من سياسات الدولة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي التي كانت تهدف لتوف
المساكن لذوي الدخل المحدود من خالل التعاقد مع العديد من الشركات األجنبية الستكمال مخطط
الجيل األول التي كانت تركز على توفير المساكن والخدمات باإلضافة تجميع السكان في تجمعات
عمرانية لرفع مستوى معيشتهم ،إال أن معدل اإلشغال جاء بشكل متباين بين التجمعات العمراني ة
بالمنطقة عام 1984م ،مما يعني أن المنطقة ال تزال تعاني من أزمة سكنية فيها وإن خفت حدتها ،
فقد سجلت مدينة توكرا وتجمع بوجرار معدل إشغال سكني وصل إلى 0.9مسكن /أسرة في كل
ر منهما مما يدل على وجود فائض سكني بهما بحكم توفر المساكن بهما واحتفاظ العديد من األس
بهما بمساكنها القديمة التي ال تزال صالحة للعيش خاصة أن العديد من كبار الس ن من الع ائالت
كان يفضلونها ألنهم لم يتمكنوا من التكيف مع النمط الحديث للمساكن بالمنطقة .
بينما سجل المعدل ارتفاع في بقية التجمعات العمرانية فقد سجل في كل من دريانة والمب ني 1.1
ا مسكن /أسرة في حين بلغ في برسس 1.2مسكن /أسرة ،هذه المعدالت بالرغم من ارتفاعه
عن حالة التطابق في المعدل إال أنها أشرت بشكل بارز إلى انخفاض حدة المع دل عن الس نوات
السابقة مما يدل على الجهود المبذولة من قبل جهات اإلس كان في الدول ة في توف ير المس اكن
المالئمة للسكان بالمنطقة بأيسر السبل .
وسجل المعدل في عام 1995م ارتفاع واضح في كل التجمعات العمرانية بالمنطق ة وهي ف ترة
تخطيطية صعبة تعثرت عمليات استكمال مخطط الجيل الثاني وعدم البدء في تنفي ذ مخطط ات
الجيل الثالث وتعثّر عمليات التنمية بسبب التوجهات السياسية الداخلية التي أدت إلى تخبط أجه زة
الدولة باإلضافة إلى العزل الدولي لليبيا وما ترتب عليه من انخفاض عائدات النفط ال تي تش كل
الممول الرئيسي لعمليات التنمية والعمران في البالد كل هذه العوامل وغيرها انعكست س لبا على
معدل اإلشغال السكني بالمنطقة مما أدى إلى ارتفاعه عن السنوات السابقة في إش ارة إلى تف اقم
أزمة السكن بمنطقة الدراسة ،فقد بلغ معدل اإلشغال السكني في توكرا 1.0مسكن /أس رة وهي
97
تمثل حالة التطابق بمعنى أن كل أسرة بالمدينة لديها مسكن خاص بها ،في حين ارتفع في مدين ة
دريانة بدرجة بسيطة إلى 1.1مسكن /أسرة مما يدل على بداية أزمة السكن بالمدينة ،بينما سجل
المعدل ارتفاع بشكل واضح ووصل إلى 1.3مسكن /أسرة في ك ل من المب ني و برس س و
بوجرار وهذا رقم يشير أزمة سكنية بارزة حيث أن كل 10أسر تأوي معها 3أسر ويكمن تفسير
ذلك بأن معظم األسر قامت بإيواء أبنائها الذين تزوجوا حديثا لعدم قدرة تلك األسر على الحصول
على مساكن لهم بسبب ارتفاع تكاليف الحصول على مسكن مستقل عن طريق الشراء أو البناء في
ظل توقف دور الدولة في بناء المساكن وعدم وجود تمويل مصرفي لبناء المساكن .
وجاءت أرقام معدل األشغال السكني بين تجمعات المنطقة أقل من مثيالتها في عام 1995م بحكم
البدء في صرف القروض السكنية في بعض مدن المنطقة فقد تم بناء مجموعة من المساكن ال تي
استطاعت الحد من ارتفاع معدل اإلشغال فمثال في جنوب مدينة توكرا خلف المستشفى القروي تم
بناء ما يقرب من 276مسكن كذلك في الجزء الشرقي من مدينة دريانة حوالي ما يقرب من 188
مسكن كذلك الجزء الغربي من برسس ،ولذلك انخفض المعدل فقد بلغ في مدينة ت وكرا وتجم ع
برسس حوالي 0.9مسكن /أسرة في حين بلغ في تجمع بوجرار 1.0مسكن /أسرة بينما س جل
في المبني 1.1مسكن /أسرة وفي مدينة دريانة 1.2مسكن /أسرة .
كني وجاءت أحداث الثورة الليبية في فبراير 2011م لتضيف فصالً آخر من فصول التطور الس
بالمنطقة ،بالرغم من الزيادة السكانية الكبيرة للتجمعات العمرانية بالمنطقة التي ترتب عليها حركة
سكنية كبيرة خارج المخططات العامة للتجمعات العمرانية مما ترتب على تطور مساحات الم دن
والقرى بشكل واضح في المنطقة نظرا النتشار ظاهرة البناء العشوائي خارج المخطط ات لع دة
أسباب من أبرزها - :
– 1رغبة العديد من األسر في االنتقال إلى نمط من السكن الحديث بدالً من سكنهم الق ديم نتيج ة
لتطور مستواهم االقتصادي والثقافي.
– 2انتشار ظاهرة السكن الثاني " ما يعرف باالستراحات " حيث يقوم السكان ببنائها في المناطق
الريفية أو على أطراف المدن وداخل الحيازات الزراعية ،وقد أقامها ذوي ال دخل االقتص ادي
المرتفع ومن يحملون مستوى ثقافي عالي ،ويمكن مالحظة ذل ك في مدين ة ت وكرا في الجه ة
الشرقية المطلة على البحر على الطريق الرابط مع مدينة طلميثة باعتبارها منطقة سياحية مناس بة
جدا لالستجمام كما أن مستقبل مدينة توكرا السياحي يشجع على انتشار مثل هذا النمط من الس كن
خارج المخطط العام .
98
– 3سيادة النظام القبلي الذي يهيمن على األراضي دون أن يدع مجاالً ألجهزة الدولة العمل على
قيام تنمية عمرانية حقيقية ،هذه الهيمنة جعلت اغلب أفراد القبائل يقومون ببيعه ا بحكم ارتف اع
أسعارها باإلضافة إلى بناء مساكن لهم ولي أفرادهم ،في مقابل ضعف سلطة الدول ة على تل ك
األراضي القبلية مما ساهم في انتشار العمران غير المخطط .
– 4ارتفاع معدالت النمو السكاني بسبب الزيادة الطبيعية أو بسبب الهجرة الوافدة ،فقد تضاعف
سكان منطقة في الفترة من 1954م إلى 2015م أكثر من أربع مرات مما أدى إلى ارتفاع معدالت
البناء خارج المخططات العامة للتجمعات العمرانية .
– 5ارتفاع معدالت الزواج التي تتمثل في ارتفاع نسبة الداخلين في الزواج ،فقد أشارت بيان ات
التعداد العام للسكان عام 1973م أن نسبة صغار السن ( ) 14 – 0التي شكلت %54.5من
إجمالي الفئات العمرية بمنطقة الدراسة قد دخلت سن الزواج مع مطلع عام 2000م ،فقد ارتفعت
ام 2010م ، حالة الزواج من 21حالة زواج شهري عام 2000م إلى 45حالة زواج شهريا ع
هذه المعدالت المرتفعة تزيد من معدالت الطلب السكني التي لن تجد أمامها إال التجمعات الس كنية
خارج المخططات العمرانية ،فقد تبين من خالل الدراس ة الميداني ة أن % 33,6من إجم الي
الساكنين خارج المخططات هم من حديثي الزواج .
– 6العجز السكني الذي يؤدي إلى ظهور بناء المساكن خ ارج المخطط ات بحكم ع دم وف رة
المعروض من الوحدات السكنية داخل المخططات ،أي عدم وجود ت وازن بين ع دد الوح دات
السكنية وزيادة عدد األسر (.)1
– 7انخفاض أسعار األراضي خارج المخططات العامة بالمقارنة مع أس عار األراض ي داخ ل
المخططات ،مما ساهم في انتشار البناء غير المخطط في كل التجمعات العمرانية بمنطقة الدراسة
.
نصيب الفرد من المساحة السكنية :
يعتبر هذا المعدل من المعايير المستخدمة لتقييم الوضع السكنى ,وهو يس تخرج من خالل قس مة
تي المساحة السكنية على عدد سكان( ،)2والناتج هو المعدل نصيب الفرد من المساحة السكنية وال
تمثل م / 2للفرد.
-11غادة محمد ريحان ،عمليات االرتقاء بالمناطق العشوائية في فاعلية تنفيذ المخططات ( ،القاهرة :المكتبة األكاديمية ،الطبعة األولى ،
2008م ) ،ص . 35
-22احم د عبدالس الم عب د الن بي 2003 ( ،م ) " :ال تركيب المك اني ال داخلي لمدين ة البيض اء – دراس ة في جغرافي ة الم دن " ،جامع ة عم ر
المختار ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة ،ص. 141
99
من خالل تطبيق قانون اإلشغال السكني تظهر العالقة بشكل واض ح عن المس احة الس كنية في
منطقة الدراسة ،فكلما كان المقدار منخفض دل على تراص وازدحام في المس احة الس كنية أو
الحي السكنى وهو ما يظهر في المساكن العشوائية أو الهامشية ،أما أذا كان المقدار مرتفع يعطى
د داللة واضحة على تطور الحالة السكنية ،كما هو واضح في األحياء الراقية والتي تمتاز بتباع
رد طرقها ومساكنها التي تدل على انخفاض كثافتها السكانية .ومن خالل تتبع لمعدل نصيب الف
من المساحة السكنية في المنطقة نجد أن المساحة السكنية تتوسع بمعدل اك بر من مع دل النم و
السكاني أو العكس كما يوضح الجدول ( )27والشكل (: )23
جدول( )27المساحات الكلية للمساكن بمنطقة الدراسة
المجموع 600 500 400 300 200 100 المساحة
100 4 11 20 29.3 23.3 12.9 %
.
المصدر :الدراسة الميدانية 2015م
يتضح من الجدول ( ) 27بأن المساحات السكنية بمنطقة الدراسة تتفاوت بشكل كبير ،فقد ج اءت
فئة المساكن ذات المساحة 300م2هي األكثر توطن في منطقة الدراسة بنسبة % 29.3ومعظمه ا
يعود إلى المساكن التي بنيت مع منتصف الثمانينيات من القرن الماضي عندما بدأت عمليات الجيل
الثاني من المخططات العمرانية ،وجاءت المساكن ذات مساحة 200م 2في المرتبة الثانية بنس بة
% 23.3وهذه المساحات صغيرة من الناحية ويعود انتشارها إلى األسر ذات ال دخل المح دود
100
باعتبارها مساكن عشوائية وتدل على انخفاض معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية ،في حين
بلغت نسبتها حسب الدراسة الميدانية % 20وهي نس بة 2
أن المساكن التي تبلغ مساحتها 400م
جيدة تدل على ارتفاع نصيب الفرد من المساحة السكنية ومعظم هذه المساحات عبارة عن مب اني
حديثة داخل مخططات مراكز العمران أو المسكن خارج المخططات العمرانية التي يصطلح على
تسميتها المساكن شبه الرسمية ،وفي المرتبة الرابعة نجد المساحة السكنية لل بيوت ال تي تبل غ
قد بلغت نسبتها % 12.4من جملة المساكن التي استهدفت بالدراسة الميداني ة 2
مساحتها 100م
ويعود صغر حجم المساحة السكنية إلى أن معظم هذا المساحات السكنية تخص العائالت الحديث ة
التكوين وهي عبارة عن ملحق سكني مع مساكن العائلة األصل بحكم أزمة السكن التي اشتدت مع
منتصف التسعينيات من القرن الماضي إلى بداية العام 2011م .
ودلت الدراسة الميدانية على أن المساحات الكبيرة للمساكن في منطقة الدراس ة ج اءت بنس ب
%4وهذه النس ب 2
محدودة ،فقد بلغت المساحة السكنية 500م 2حوالي %11ومساحة 600م
ا سجلت أعداد اقل من المساحات األخرى باعتبارها مساحات كبيرة ومعدل المساحة السكنية فيه
مرتفعة دالله على انخفاض الكثافة السكنية فيها وبهذا تتضح بأن هناك عالق ة ارتباطي ه 0.66
وذات دالله إحصائية غير داله دليل على أن تأثير عدد األفراد محدود مقارنة بالمساحة .
معدل نصيب الفرد من المساحة الوحدة السكنية :يستخرج معدل نص يب الف رد من المس احة
السكنية عن طريق قسمة مساحة الوحدة السكنية على األفراد المقيمون بها ،وحسب ما حددت هيئة
التخطيط العمراني من قبل لجنة تقويم الدراسات الخاصة بالمخططات اإلقليمية والمحلية في ليبي ا
نصيب الفرد بحوالي 20م 2للفرد كمعيار تخطيطي ،علما أن هذا المعدل يزيد م ع نم ط الفيالت
السكنية الفخمة ذات المساحات الكبيرة(،)1وتحديد هذه المساحة لنصيب الفرد يعتق د أنه ا كافي ة
للشخص ليمارس نشاطاته الحياتية في الوحدة السكنية ،وغالبا ال يتوفر هذا المعيار في المس اكن
التي تقطنها عائالت كبيرة في مساحات صغيرة ،بينما يتوفر ه ذا المع دل لنص يب الف رد في
العائالت الصغيرة التي تقطن بمساحات متوسطة وكبيرة ،ولكن مع مرور الوقت وانخفاض الحجم
ام أو األسري ينخفض المعدل إلى اقل من 20م 2للفرد الواحد وهذا المعدل يدل على وجود ازدح
تزاحم اكتظاظ سكني في المسكن أو الوحدة السكنية ،فكلما كان المعدل منخفض كلما دل على ال
السكني ،وهذا المعدل يظهر بشكل منخفض لنصيب الفرد في المساحات الص غيرة أو المن اطق
العشوائية في بناءها المتقارب ،حيث ال يكون متسع للفرد ليسكن سكن مالئم وصحي .
- 11دوكسيادس " ،إقليم بنغازي مناطق المخططات الشاملة والعامة مقاييس التخطيط والتطوير " ،أثينا1980 ،م ،ص.15
101
أما أذا كان المعدل كبير فهو دالله على تطور المساحة السكنية و قد ظهرت مح اوالت لتحدي د
المعدل األمثل لنصيب الفرد في ليبيا بأن يكون متوسط هذا المعدل 30م 2للف رد على أن يرتف ع
2
ليصل إلى 37م2للفرد ذات المساحة الكبيرة وينخفض في المس احة الص غيرة إلى ح والي 25م
للفرد( .)2ومن خالل الجدول ( ) 28الذي يوضح معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية حس ب
مراكز العمران بمنطقة الدراسة :
- 22على الميلودى عمورة " ،المعايير اإلسكانية والمواد واألساليب المناسبة للمبنى السكنى " ،مؤتمر اإلسكان ومواد البناء المنعقد بطرابلس
.
من 23-21ابريل 1989م ،ص 6
⃰⃰ تم جمع مساحات الجيل الثاني للمنطقة الدراسة وقسمتها على عدد السكان في عام 2006م.
102
د ودلت الدراسة الميدانية أن كل بقية المناطق سجلت معدالتها اقل من المعدل العام للمنطقة ،فق
وجرار 45م،2 سجل معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية في برسس 52م 2والمبنى 50م 2وب
ويرجع السبب في ذلك المتالكهم مساكن أقل من حيث العدد من مساكن مركزي توكرا و دريان ة
وبمساحات اقل األمر الذي أدى إلى تناقص نصيب الفرد من المساحة السكنية بها بحكم عدم وجود
تمويل عقاري خاص لإلسكان وضعف دخل األسر التي ال يسمح لها دخله ا ببن اء مس اكن ذات
مساحات مالئمة وهذا يرجع بدوره إلى ضعف المورد االقتص ادية للس كان في تل ك المن اطق
وللوصول إلى تقييم جغرافي لنصيب الفرد من المساحة السكنية توصلت الدراس ة الميداني ة إلى
النتائج المبينة في الجدول ( :) 29
جدول ( )29المساحات السكنية حسب المراكز العمرانية بمنطقة الدراسة بالمتر المربع
بوجرار% المبني % برسس% دريانة% توكرا % المساحة
13 39.6 9 - 12.1 100
39.1 25 39.4 16.6 19 200
39.1 16.6 21.4 33.3 32 300
4.3 2.1 14.2 32.4 22.7 400
4.3 14.6 9 13 10.5 500
- 2.1 7 4.7 3.7 600
99.98 100 100 100 100 اإلجمالي
المصدر :أعداد الباحثة حسب بيانات الدراسة الميدانية 2015م .
يبن الجدول ( ) 29حالة التفاوت الواضح في نسبة المساحات الكلية للمساكن بين المراكز العمرانية
بمنطقة الدراسة ،حيث سجلت أعلى نسبة مساحات سكنية في مدينة توكرا وهى في نمط مس احة
300م 2فقد وصلت نسبتها إلى حوالي %32ونمط مساحة 400م 2ونسبتها وص لت إلى %22.7
ويرجع هذا األمر إلى عدة عوامل منها ك بر حجم س كان المرك ز العم راني وباإلض افة إلى
كان مورفولوجية المدينة التي تمتاز باالستواء التام وعدم وجود عوائق طبيعية تمنع من تمدد الس
في هذه المنطقة وتشجع على التوسع في المساحات السكنية بالرغم من أن الناحية الجنوبية للمدينة
تحدها حافة هضبة الجبل األخضر إال أن اتجاهات البناء العشوائي والبناء غير الرس مي خ ارج
ازي في المخطط العمراني المعتمد يسير باتجاه موازي للطريق الساحلي الذي يربطها بمدينة بنغ
اتجاه شرق– غرب كما يوضح الشكل ( ) 24مما شجع العديد من السكان على االستقرار بها من
عدة مراكز عمرانية ريفية وحضرية باعتبارها مركز حضري للمن اطق مهم وج اذب للس كان
والخدمات ويمتاز بسهولة الوصول منها وإليها .
شكل ()24المساكن خارج مخطط مدينة& توكرا بالقرب من الطريق الساحلي
103
المصدر :من تصوير الباحثة في الدراسة الميدانية 2015-9-22م
2
وتتراوح المساحات السكنية األخرى المتمثلة في مساحة 100م 2ونسبتها %12.1ومساحة 200م
ونسبتها ، %19وهذه النسب باعتبارها مساحات صغيرة إال أنها س جلت نس ب كب يرة ومعظم
توطنها في األحياء القديمة في وسط وشمال مخطط مدينة توكرا ،وهذه المساحات له ا ت أثيرات
صحية على األفراد واألسر فضال عن الضغوطات النفسية والرغبة الشديدة باالنتق ال إلى مك ان
آخر للسكن ذو مساحات أكبر يزيد من نصيب الفرد من المساحة الس كنية ( ،)1وه ذا راج ع إلى
ل العامل االقتصادي لألسرة المتمثل في القدرة المالية التي تتيح لها االنتقال إلى نمط سكني أفض
يمتاز بمساحات كبيرة ،فعدم القدرة على المادية للعائالت يضطرها إلى أن تسكن فيمس اكن ذات
مساحات صغيرة يتناقص فيها معدل نصيب الفرد من المساحات السكنية ،كما أن كبر حجم األسرة
يؤدى بها إلى زيادة معدالت االزدحام السكنى ،ويشكل ضغطا على مراف ق الوح دة الس كنية
المتمثل في غرفة النوم والحمام وحتى المطبخ ،مم ا يعكس عج ز في تفاع ل األس رة ،ومن
د األسباب التي أدت إلى انتشار المساحات السكنية الصغيرة في مدينة توكرا هي عدم قدرة العدي
ر على من األسر على توفير مساكن مستقلة ألبنائهم الذين يتزوجون حديثًا مما يضطر تلك األس
بناء مالحق أو شقق صغيرة ضمن بيوت األسرة ذات مساحات محدودة ،كما يوضح الشكل ( )25
.
104
المصدر :من تصوير الباحثة في الدراسة الميدانية 2015-9-22م
وشكلت الوحدات السكنية التي تقدر مساحاتها بحوالي 500م 2نسبة % 10.5وج اءت مس احة
الوحدات السكنية التي تقدر مساحاتها 600م 2نسبة %3.7وبالرغم من اتساع مساحة المنطق ة إال
أنها سجلت حسب الدراسة الميدانية نسب محدودة ،وتوطنها مرتبط بمس توى ال دخل األس ري
المرتفع في المدينة ،فكلما كبر مساحة المسكن دل ذلك على ال دخل الع الي لألس رة وص غر
المساحة السكنية دل على الدخل المنخفض وهذا االرتباط واضح ويمثل عالقة طردية بين ال دخل
ونمط السكن .
واالنتقال إلى أنماط المساحات السكنية السائدة في مدينة دريانة برز نمط المساحة السكنية التي تبلغ
300م 2التي بلغت نسبتها %33وجاء النمط الثاني للمساحة الذي يمثل ه المس اكن ذات مس احة
400م2بنسبة %32.4باعتبار مدينة دريانة تتوفر فيها هذه المساحات الكب يرة داخ ل مخططه ا
العمراني خاصة الجزء الشمالي من المدينة بدليل استحواذ هذا النوع من المساحات الس كنية على
اكبر نسب للمساحات السكنية مما يشير إلى أن العائالت الليبية تحت اج إلى المس احات الس كنية
الكبيرة والمتوسطة لطبيعة وعادات وتقاليد المجتمع الليبي كما وضح الشكل (،)25أم ا مس احة
500م2فقد سجلت نسبة ، % 13بينما كانت نسبة المساكن التي تقدر مس احتها بح والي 600م
2حوالي % 4.7وهي نسب محدودة معظمها كانت بناء شبه رسمي في المدينة .
105
وبالرغم من األزمة السكنية التي مرت على البالد والمنطقة لم تسجل مدين ة دريان ة أي نس بة
للمساكن ذات مساحة 100م ، 2بينما كانت نسبة المساكن ال تي تبل غ مس احتها 200م 2ح والي
%16.6وهي في مجملها مساكن قديمة تقع في الطرف الغربي للمدينة التي تمثل الحي القديم من
المدينة وهي مساكن تعانى تدني شروط الصحة العامة ذات مواصفات غير جيدة ال تتناس ب م ع
المباني المعاصرة التي تضمن الحق في ممارسة حياة كريمة ضمن مساحة سكنية صحية .
2
وبالنسبة للمركز العمراني برسس فقد كانت أهم المساحات تتركز في المس احة الس كنية 200م
بنسبة %39.4ثم مساحة 300م 2بنسبة %21.4ومساحة 400م 2بنسبة %14.2وهي مساحات
سكنية تتناسب والطابع الريفي للتجمع العمراني ونمط األسرة في المنطق ة ،وك انت المس احات
السكنية في تجمع المبني متركزة في مساحة 100م 2بنسبة %39.6ومساحة 200م 2بنسبة %25
ومساحة 300م 2نسبة %16.6وقد شكلت هذه األنماط مجتمعة ما نسبته %81.2وهي تتناسب
وطبيعة السكان وقدراتهم المادية وثقافتهم المحلية ،وجاءت المساحات السكنية في تجمع ب وجرار
متركزة في نمط المساحة السكنية 200م 2و المساحة السكنية 300م 2بنسبة %39.1لكل نمط وهما
يشكالن ما نسبته %78.2من أنماط المساحات السكنية ويعود لس يادة ه ذين النمطين إلى ق دم
األنماط السكنية في التجمع السكني بحكم صغر التجمع وقربها من مدينة ت وكرا مم ا اث ر على
تطورها عمرانيا بشكل سلبي .
معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية داخل المخطط وخارج المخطط -:
من المشاكل التي تعاني منها ليبيا وغيرها من الدول العالم وهو التوسع الغير الم دروس وال ذي
افرز العديد من المشاكل التخطيطية ،كالتهام الحزام الطبيعي األخضر والزح ف العم راني على
األراضي الزراعية وفقدان الهوية االقتصادية لألقاليم والمدن( ،)1ومنطقة الدراسة ال تخلو من هذه
المشاكل كغيرها من المناطق األخرى التي تعاني نقصًا في الخ دمات وافتقاره ا ،وب الرغم من
المحاوالت الجادة لحل هذه المشاكل التخطيطية التي تأتى على حساب المخططات العمرانية ال تي
تزحف على األراضي المخصصة لالستعماالت األخرى غير األراضي الزراعي ة ،وعلى ذل ك
نرى بأن الظواهر السلبية تنمو وتزداد والبناء المخالف والعش وائي ينتش ر واالعت داءات على
المخططات تزداد كل يوم .
وقد كان قيام جهات عامة بارتكاب المخالفات وتجاوز التشريعات واللوائح عامال مشجعا للمواطنين
في ارتكاب مخالفات تخطيطية مؤثرة على الحالة العمرانية للمدن والمراكز العمراني ة وظه ور
-11فاطمة مصطفى جابر ،التخطيط الجديد في الجيل الثالث ومستقبل المدن في ليبيا ،كتاب ندوة الجيل الثالث ومستقبل المدن في ليبيا ،
تحرير سعد القزيري ( ،بنغازي :منشورات مكتب العمارة لالستشارات الهندسية ،ط2006 ، 1م ) ،ص .305
106
المخالفات التي أثرت على التركيب الداخلي لتلك المدن والمراكز العمراني ة وتأخ ذ المخالف ات
التخطيطية عدة صور من أهمها ما يلي - :
-
البناء العشوائي في المساحات الفضاء داخل المخططات المعتم دة مم ا أدى إلى تش ويه
التركيب الداخلي لتلك المخططات العمرانية .
-
انتشار ظاهرة تقسيم األراضي خارج المخططات العمرانية دون اعتماده ا من الجه ات
المختصة بالتخطيط العمراني .
-
مخالفة التقسيمات العمرانية خارج المخططات العامة للتشريعات التخطيطي ة والس المة
العامة وحماية البيئة .
-
االعتداء على األراضي الزراعية وإزالة األشجار والغطاء النباتي .
-
غياب المواصفات الفنية السليمة لشبكات البنية التحتية وعدم مطابقة الش وارع للش روط
التخطيطية(.)1
ونتيجة للنمو السريع الذي تشهده منطقة الدراسة وزيادة الكثافة السكنية بها أدى إلى البناء المخالف
داخل وخارج المخطط الن الزيادة السكانية تؤدي إلى زيادة المساحة السكنية ويزداد الطلب عليها
المتمثل في المساكن بأنماطها المختلفة ،فبدأت كثافة المساكن في ازدياد بشكل بارز وتباين تكاليفها
وتفاوت الخدمات وسوء توزيعها في األحياء السكنية التي تضم المساكن ذات البناء غير الرسمي .
وبسبب ارتفاع األسعار داخل المخططات العمرانية والرغبة في استثمار األراضي تطورت حركة
البناء خارج المخطط الرسمي للمراكز العمرانية وذلك لعدم سن القوانين والتشريعات التي تقض ى
نتطرق إلى بعدم المتاجرة فيتلك األراضي ،وللوقوف على تقييم الواقع السكني بمنطقة الدراسة س
تقييم حالة نصيب الفرد من المساحة السكنية داخل وخارج المخططات العمراني ة كم ا يوض ح
الجدول ( . ) 30
جدول( )30معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية داخل وخارج المخطط
نصيب الفرد من المساحة السكنية نصيب الفرد من المساحة السكنية
المنطقة
خارج المخططات المعتمدة داخل المخططات المعتمدة
2 2
46م 86م توكرا
2 2
62م 63م دريانة
2 2
50م 50م برسس
2 2
53م 53م المبنى
2 2
44م 44م بوجرار
.11على احمد زيدان " ،التخطيط العمراني ومخططات المدن بين الواقع والتشريعات" ( ،تحرير ) سعد القزيري ،كتاب ندوة الجيل الثالث
ومستقبل المدن في ليبيا ( ،بنغازي :منشورات مكتب العمارة لالستشارات الهندسية ،ط2006 ،1م ) ،ص. 201
107
2 2
51م 63م المعدل العام
المصدر :إعداد الباحثة وفقًا لبيانات الدراسة الميدانية 2015م .
يتضح من الجدول ( ) 30أن معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية داخل المخط ط وخارج ه
يختلف باختالف في كل منطقة سكنية ،وقد سجل في نصيب الفرد من المس احة الكلي ة داخ ل
المخطط 63م 2وخارج المخطط 51م 2وهذا التفاوت المحدود في المع دلين ال يش ير إلى اختالف
ة كبير في المساحات السكنية وهو تفاوت بسيط قد يكون بسبب أزمة السكن التي تفاقمت مع بداي
التسعينيات من القرن الماضي ،ويدل المعدل خارج المخطط الذي جاء اق ل من المع دل داخ ل
المخطط على أن البناء غير المنظم الذي ساد المناطق خارج المخططات العمراني ة يق ترب من
حيث المساحات مع المساكن داخل المخططات الرسمية داخل المراكز العمرانية .
وباالنتقال إلى تحليل المعدالت حسب المراكز العمرانية نجد أن مدينة توكرا سجلت أعلى نص يب
للفرد من المساحة السكنية داخل المخطط وصلت إلى 86م 2تليها مدينة دريانة 63م 2وهما يمثالن
أهم مركزين عمرانيين في المنطقة من حيث السكان والمساحة والرتبة اإلدارية والخدمية ،كما أن
هذين المركزين تحصال على نصيب من الوحدات السكنية في خطط التنمية التي أقيمت بالمنطق ة
في الفترة الممتدة من 1966م إلى 1986م تفوق نصيب بقية المراكز العمرانية األخرى التي كانت
تصنف على أنها مراكز عمران ريفي والتي سجل المعدل فيها أرقامًا أقل من المعدل العام للمنطقة
،فقد كان المعدل في المبني 53م 2وفي برسس 50م 2وفي بوجرار وصل المعدل إلى أقل درجة
بحوالي 44م 2بحكم أنها تجمعات سكنية محدودة الحجم السكاني والمساحة واستعماالت األرض .
أما المعدل العام لنصيب الفرد من المساحة السكنية خارج المخطط والذي يمثل ه المس اكن غ ير
الرسمية فقد وصل المعدل إلى 53م 2وهو أقل من المعدل داخل المخطط ات العمراني ة بحكم أن
التفاوت بين المراكز العمرانية في حجم البناء غير الرسمي الذي تركز في مدينتي توكرا و دريانة
أما على مستوى المراكز العمرانية فقد ارتفع المعدل في مدينة دريانة عن المعدل الع ام للمنطق ة
ووصل إلى 62م 2وفي مركز المبني 53م 2وهما من سجال معدل أعلى من المعدل العام للمنطق ة
بحكم التوسع العمراني خارج مخططهما ،أما بقية المراكز العمرانية س جلت مع دالت أق ل من
المعدل العام للمنطقة ،ففي تجمع برسس كان المعدل 50م 2وفي مدين ة ت وكرا ك ان 46م2وفي
بوجرار وصل إلى 44م 2وتتباين األسباب حول انخفاض المعدالت فيها ،بينما األسباب في مدينة
توكرا تعود إلى كبر مساحة المخطط العمراني المنفذ في الجيل األول والثاني وسيادة اس تعماالت
األرض التجارية والسياحية على حساب المساحات السكنية ،فإن األسباب في برسس و ب وجرار
تعود إلى صغر المساحات السكنية خارج المخططات العمرانية .
108
الكثافة اإلسكانية -:
تساعد دراسة الكثافة اإلسكانية في إعطاء صورة حقيقية عن درجة التزاحم داخل المدين ة وال تي
تتأثر باختالف األبنية وتصميمها وارتفاعاتها والتصاقها مع بعضها البعض ،كما أيضا تساعد على
دراسة الظروف الصحية والبيئة للمناطق السكنية ،وبالتالي تساعد في رسم سياسات إس كانية من
ف خالل حل المشكالت واألزمات التي تعاني منها األحياء والتجمعات السكنية عن طريق التخفي
من تراصها وتوفير الهواء الصحي للسكن بها وتجنب الضوضاء داخل المسكن وتوفير مس احات
للعب األطفال ومساحات أخرى تستغل لألمور المنزلية ،ومن جهة أخرى ينظر إلى ارتفاع الكثافة
اإلسكانية على أنها أزمة من تجسيد واقعي لالرتفاع في قيمة اإليجارات التي تعد مجال لالستثمار
العقاري في مجال اإلسكان ودليل على التطور الحضري للمراكز العمرانية .
د وتعتبر مشكلة اإلسكان من أهم المشكالت التي تواجهها المدن الكبرى سريعة النمو حيث تتزاي
درجة التزاحم وترتفع المباني وتتضاعف المساكن وترتفع اإليجارات نتيجة ارتف اع قيم ة ارض
وارتفاع معدالت الهجرة الداخلية كل هذه العوامل تزيد من الكثافة اإلسكانية وت ؤدى إلى مش اكل
اقتصادية واجتماعية .
ويشير مفهوم الكثافة اإلسكانية إلى العالقة بين عدد المساكن والمساحة اإلجمالية وتتم عن طري ق
قسمة عدد المساكن على اإلجمالي االستعماالت األخرى في المدينة وهى تتخ ذ أش كاال مختلف ة
منها ،والكثافة اإلسكانية العامة تحسب عن طريق قسمة الوحدات السكنية على المس احة الكلي ة
تغلة للمدينة بغض النظر عن كيفية استخدام األرض عدا األراضي الفضاءات الواسعة غير المس
،وتعد كثافة المساكن من أهم المؤشرات التي يمكن من خاللها تق ييم اإلس كان في أي ()1
تماما
⃰
منطقة فغالبا ما تنخفض الكثافة في األماكن أو األحياء المنظمة وترتفع في األم اكن العش وائية ،
ويوضح الجدول ( ) 31التالي - :
جدول ( )31الكثافة السكنية العامة بمنطقة الدراسة
2015م 2006م المنطقة
3.4 1.9 توكرا
3.4 1 دريانة
19.5 8 برسس
12 5.6 المبنى
-11زين العابدين على صفر ،التخطيط الحضري مدخل عام ( ،طبرق :منشورات جامعة طبرق ،الطبعة األولى 2004 ،م ) ،ص. 129
⃰⃰ تم قسمة عدد الوحدات السكنية على المساحة الجيل الثاني لكل منطقة على حسب عدد الوحدات في فترة 2006م ،و2015م .
109
6 3.2 بوجرار
4.2 2.0 المنطقة
المصدر :التعداد العام للمساكن 2006م – الدراسة الميدانية 2015م .
يتضح من الجدول ( ) 31أن الكثافة السكنية في المنطقة ك انت 2.0مس كن /هكت ار ،وعلى
مستوى المراكز العمرانية نجد أن الكثافة السكنية مرتفعة في مركز برسس 8مس كن /هكت ار
وجاء مركز المبني في المرتبة الثانية 5.6مسكن /هكتار ،وبوجرار 3.2مسكن /هكتار ومرد
ذلك لصغر مساحة هذه المناطق من الناحية العمرانية مقارنة بمدينة توكرا التي سجلت فيها الكثافة
السكنية 1.9مسكن /هكتار ومدينة دريانة 1.0مسكن /هكتار ،بحكم كبر مساحات مخطط ات
العمرانية التي تشكل االستعماالت السكنية فيها الجزء األكبر ،كما أن انخفاض الكثافة السكنية في
ود أحيان أخرى يشير إلى قلة عدد المساكن مع كبر مساحة المخططات العمرانية ويدل على وج
مساحات فضاء عديدة في المخططات العمرانية .
إن معيار الكثافة السكنية واالعتماد عليها يوضح انه كلما ارتفعت الكثافة السكنية انخفضت كف اءة
الخدمات وتشوهت البيئة العمرانية وظهرت العشوائيات العمرانية ال تي تعكس س وء التخطي ط
العمراني وعدم تنظيم االستعمال السكنى .
ووصلت الكثافة السكنية لمنطقة الدراسة عام 2015مإلى 4.2مسكن/للهكتار وعلى مستوى مراكز
العمران وصلت أعلى كثافة سكنية في مركز برسس 19.5مسكن /هكتار ومرك ز المب نى 12
مسكن /هكتار وراجع ذلك إلى الزيادة الواضحة في البناء خارج المخططات العمرانية التي يطلق
عليها المساكن غير الرسمية بالرغم من مساحتهما الصغيرة مقارنة بمساحة مدينتي توكرا ودريانة
التي بالرغم من النمو السكنى فيهما والزيادة في المساحة اإلجمالية لالستعماالت الس كنية ك انت
ا الكثافة السكنية فيهما منخفضة ،فقد وصلت الكثافة السكنية فيهما إلى 3.4مسكن /هكتار ،أم
مركز بوجرار فقد بلغت الكثافة السكنية إلى حوالي 6مساكن /هكتار في مركز وسط بين مراكز
العمران بمنطقة الدراسة ،ويتضح من خالل بيانات الدراسة الميدانية أن العالقة عكسية بين الكثافة
اع السكنية العامة والمساحة اإلجمالية للمخططات العمرانية للمدن والقرى بالمنطقة ،أي أن ارتف
الكثافة السكنية يعود إلى صغر المساحة العمرانية
تعطى الكثافة السكنية الصافية صورة أوضح وتحدد الوضع الس كني ألنه ا تفص ل مس احات
دات االستعماالت األخرى عن مساحة االستعمال السكن فهي تستخرج من خالل قسمة عدد الوح
110
السكنية على المساحات السكنية بما فيها الطرق المحلية واألرصفة والساحات الخضراء ⃰وهىنتاج
قسمة المساكن على مساحة األحياء السكنية كما يوضح الجدول ( ) 32التالي :
جدول ( ) 32الكثافة السكنية الصافية بمنطقة الدراسة
2015م 2006م المنطقة
7.1 4.4 توكرا
17 5.4 دريانة
9.2 3.6 برسس
23 11 المبنى
10.4 5 المنطقة
المصدر :التعداد العام للمساكن 2006م – الدراسة الميدانية 2015م .
تتأثر الكثافة السكنية الصافية بأنماط المساكن والمساحة المبنية في مراكز العمران ،حيث ترتف ع
في مناطق التي تنخفض فيها نسبة نوع الفيالت وترتفع في المناطق التي فيها نوع المساكن العربية
المتمثلة (الحوش) ،بحكم التفاوت في مساحة األنماط السكنية ،فقد وصلت الكثافة السكنية الصافية
بمنطقة الدراسة إلى 5.0مسكن /للهكتار ،بينما سجلت أعلى كثافة في مركز المبني بحوالي 11
مسكن /هكتار وفي مركز دريانة العمراني 5.4مس كن /هكت ار ،وفي مرك ز ت وكرا 4.4
مسكن /هكتار ،و برسس 3.6مسكن /هكتار ،وتتعدد األسباب التي تفسر تباين الكثافة السكنية
من أهمها التفاوت في المساحة السكنية المبنية وأنماط المساكن باعتبار أن نوع المساكن من الفيال
تمتاز بتباعد عكس نمط الحوش الذي يتسم بصغر المساحة ومالصقة بصور منزل آخر مما يجعله
نمط تباعدها صغير ،بمعنى أن المناطق السكنية الحديثة ذات كثافة سكنية منخفضة عكس المناطق
السكنية القديمة التي تمتاز بمعدالت كثافة سكنية مرتفعة بحكم أنها مباني متالصقة وبالتالي عددها
أكثر من المساكن في المناطق السكنية الحديثة لطبيعة التخطيط العمراني للمناطق الحديث ة ال ذي
يتصف باتساع الشوارع وكبر مساحة المساكن .
وباالنتقال إلى معدالت الكثافة السكنية الصافية حسب بيانات عام 2015م نج د الكثاف ة الس كنية
الصافية وصلت إلى ، 10.4في حين أن الكثافة على مستوى مراكز العمران تفاوتت حيث كانت
أعلى كثافة سكنية في مركز المبني بحوالي 23مسكن /هكتار يليها مركز دريان ة بح والي 17
مسكن /هكتار ويعود ارتفاع الكثافة السكنية الصافية بدوره إلى التوسع الكبير التي ش هدته ه ذه
المناطق خالل هذه الفترة وزيادة أنماط المساكن أو الوحدات السكنية العشوائية ألنها تتسم بتق ارب
وصغر في مساحتها .
111
وسجلت الكثافة اإلسكانية الصافية في مركز برسس 9.2مسكن /هكتار بالرغم من صغر مساحتها
مقارنة بمساحة بقية مراكز العمران األخرى بمنطقة الدراسة وذلك للزيادة في أنماط المساكن التي
ة من تتميز بكبر مساحاتها .وجاءت مدينة توكرا بمعدل 7.1مسكن /هكتار ألنها تعد اكبر مدين
حيث مساحة الكتلة العمرانية بالرغم من أنها تضم اكبر عدد وحدات سكنية ال تي تمت از بك بر
مساحتها.
112
ولكن يمكن التأكيد على أنه إقامة الوحدات السكنية في أراضي غير المخططة عمراني ًا وب دون
تراخيص من الجهات الحكومية ،ومن الناحية اإلدارية والحكومية يتم تحديد مفهوم الس كن غ ير
المنظم بأنه كل سكن مبنى من المواد الصلبة والغير المجهز تجهيز تاما وبدون رخصة بناء مخالفا
لقوانين تصميم األراضي
والبناء( ،)1وتفتقر إلى الكثير من المقاييس والضوابط الفنية ومخالفا للقوانين والتشريعات العمرانية
ومخالفا للشروط الصحية وتسمى هذه المناطق العشوائية أو مناطق البن اء المخ الف عمرانيًا(،)2
وهي مناطق متخلفة في البنية التحتية كالصرف الصحي والكهرباء والطرق باعتباره ا مس اكن
مبنية خارج منظومة التخطيط العمراني ،بالرغم من أن هناك تداخل من ناحية المفاهيم النظري ة
والمنهجية بين السكن العشوائي والسكن غير الرسمي فالمساكن العشوائية قد تكون تعديات داخ ل
المخططات العمرانية أو خارجها لكنها ارتباطه بمستوى معيشي متدني أو الدخل المح دود مم ا
2
جعلها تتصف بالمساحات المحدودة الغير منتظمة وتتراوح في المتوسط ما بين 80م 2إلى 100م
للمسكن ،وترتفع في أحياء المناطق العشوائية الجريمة بمختلف أنواعه ا وغيره ا من المش اكل
المصاحبة للمباني العشوائية التي تفتقر إلى شبكات الماء والى نظام الصرف الصحي ونقص الكبير
في الخدمات االجتماعية مما جعلها مناطق حياة قاسية بسبب ظروفها السكانية والغير القانونية ألنها
تفتقر إلى ابسط المعايير من التنظيم والتخطيط( ،)3كما حددت األمم المتحدة المناطق العشوائية وفقًا
لمعايير محددة ال تتوفر لسكانها واحدة أو أكثر من المعايير التالية- :
-
الحصول على إمدادات المياه الصالحة للشرب وتعنى تمكين األسر من الحصول على مياه
صالحة للشرب واالستعماالت المنزلية.
-
الحصول على صرف صحي محسن تفي ضرورة اتصال الوحدات السكنية بصرف صحي
يضمن الحفاظ على السالمة األسرة والبيئة.
-
استدامة اإلسكان وتعني ضرورة وجود إسكان دائم ونظام إنشاء سكن مناسب وان ال يكون
في مناطق معرضه للخطر.
-11باس م عب د العزي ز عم ر عثم ان ،ع دنان عن اد غي اض الهيكلي " ،الس كن العش وائي في مدين ة البص رة " ،مجل ة كلي ة اآلداب ،الع دد
الخمسون ،تصدر عن جامعة البصرة ،كلية اآلداب 2009( ،م ) ،ص . 216
-33م ريم جب ار رش م " ،العش وائيات واألمن االجتم اعي -دراس ة ميداني ة اجتماعي ة " ،مجل ة كلي ة البن ات والتربي ة ،المجل د ( ، ) 25قس م
113
-كفاية المساحة المعيشية ويؤكد هذا المعيار على أن ال يزيد معدل اإلش غال للغ رف من
2فرد /غرفة .
-ضمان الحيازة وتعني وجود مستندات أوضاع الحيازة (الملكية -وإيصال كهرباء والم اء
(.)1
الخ)
وقد عرفت العديد من المؤسسات الدولية من بينها (برنامج األمم المتحدة للمستوطنات البش رية إذا
وضع تعريفا لألسرة في العشوائيات بأنها مجموعة أفراد يعيشون في منطقة حضرية غير مخططة
ويفتقدون إلى اإلسكان الدائم و المساحة الكافية للمعيشة التي تنعدم فيها سبل الحصول على المي اه
الصالحة للشرب والبيئة السكنية الصحية وعلى حي ازة ارض بن اء مالئم ة ( ،)2ويطل ق على
العشوائيات والبناء غير الرسمي أيضا بأحياء واضعي اليد داللة على أنها أحياء يقطنها مجموعات
بشرية من دون وجود حقوق ملكية واضحة لديهم أنما أتاحت لهم المدة الزمنية أو أحيانا الفرص ة
لسكنها أو ادعاء ملكيتها فأصبحوا مصرين على تمسكهم بأرضيها أما رغب ة في الحص ول على
تعويض أو لضمان االستفادة باألرض بأي شكل من اإلشكال(،)3ويؤدى ذلك إلى التزاحم في األبنية
واكتظاظها مما يكون لها أثار سلبية متعددة منها الضغط على البنية التحتية للمدينة وارتفاع الكثافة
السكنية مما يؤدي إلى كثافات مرتفعة في الغرفة الواحدة ويمكن أن يص ل مع دل اإلش غال في
الغرف إلى أربعة أشخاص األمر الذي يؤدى إلى انتشار األوبئ ة واألم راض النع دام التهوي ة
وانتشار األوساخ وعدم التخلص من القمامة وتجم ع المي اه أم ام المن ازل ،في حين تنخفض
مستويات الدخل وتنتشر مظاهر الجريمة والعادات االجتماعية السيئة(.)4
ريحة من أسباب نشأة البناء غير المنظم -:يرجع أسباب بروز السكن غير الرسمي في قيام ش
،ويتم ذلك من ()5
المجتمع بحل مشكالتها بمفردها في مجال اإلسكان خارج نطاق السلطة الرسمية
خالل إمكانياتها البسيطة والمحدودة ( ليس دائمًا محدودة اإلمكانات ) في بن اء مخ الف لق وانين
المدينة أو القرية مما ينقصها الكثير من القيم المعمارية والبيئية والتخطيطية ،وان النمو الحضري
السريع للمناطق العشوائية والغير مخططة عمرانيًا قد أدى إلى مش كالت اقتص ادية واجتماعي ة
- 11باسم عبد العزيز عمر عثمان ،عدنان عناد غياض الهيكلي ،مصدر سابق ذكره ،ص . 217
- 22برنامج األمم المتحدة للمستوطنات البشرية ،يوم الموئل العالمي ،اليابان 2001( ،م ) ،ص . 7
- 33فاطمة عبدالنبى الزقلعي 2004 ( ،م ) " :النمو الحضري في مدينة االبيار -دراسة تحليلية لحاالت البناء المخالف " ،جامعة قاريونس ،
كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة ،ص . 89
- 44عادل إدريس فتح اهلل ألخالدي " ،واقع السكن في مدينة طبرق للفترة 1960م2006 -م – دراسة تقيمية " ،بحث مقدم للمؤتمر الوطني
األول لإلسكان في ليبيا بمدينة بنغازي خالل الفترة 19 -17ديسمبر 2012م ،ص.12
114
وحتى صحية وأمنية فظهرت هذه المناطق والتي تنقصها الكثير من الخدمات المتوفرة في األحياء
السكنية المخططة عمرانيًا .
إن مسالة قيام هذه المناطق تخضع لتأثير عدة عوامل من أبرزها ما يلي - :
أوال :األسباب اقتصادية -:
طرارهم للعيش في من أهم ما يميز اإلسكان العشوائي انخفاض المورد االقتصادي لسكانها واض
األحياء العشوائية نتيجة لظروفهم الصعبة التي ال تسمح لهم بالسكن في مسكن ذو مس توى الئ ق
بحياة البشر ،وهذا الوضع المعيشي المتدني انعكست آثاره على المجتمع ككل نظ رًا ألن ه ذه
كان الشريحة يعيشون في ظل ظروف اقتصادية صعبة ،وبناء على ذلك صنفت العشوائيات للس
اك ذوي المكانة المنخفضة اقتصاديًا واجتماعيًا من السكان العاطلين عن العمل ،لذلك نجد أن هن
عالقة بين حالة الفقر والوضع السكنى وانخفاض مستوى السكن بحكم أن السكن العشوائي انعكاس
لمستوى الدخل ( ،)1إال أن السكن غير الرسمي الذي يعد غير قانوني في أماكن خارج المخططات
العمرانية قد يكون سكن ذوي الدخل المرتفع ،فمن خالل الدراسة الميدانية التي قامت بها الباحث ة
أتضح أن نسبة كبيرة من المساكن التي بنيت خارج المخططات العامة لمراكز العمران في منطقة
الدراسة هي من نمط الفيالت الراقية التي تدل على أن أصحابها ذوي دخل مرتفع كم ا يوض ح
الشكل (، )26الشكل ( )27وهي تتصف بسمات المسكن الصحي الالئق ،ومن اب رز مظ اهر
مناطق السكن غير الرسمي االقتصادية واالجتماعية ما يلي - :
-
انخفاض معدل التزاحم (شخص/غرفة)داخل تلك المساكن
-
انخفاض معدل اإلشغال األسري للمساكن باعتبارها فيالت .
-
غياب الخدمات العامة وخاصة الخدمات الصحية والتعليمية بهذه المناطق وعدم مطابقته ا
للمعايير التخطيطية.
-
وجود بيئة غير جاذبة ال يتوفر بها عنصر األمان.
-
تمتاز بمساحات كبيرة للمساكن وبعضها ذو تصاميم عمرانية راقية .
-11رعد عبد الحسين الغريباوي "،ظاهرة السكن العشوائي في مدينة سماوه والمشكالت الناجمة عنها " ،مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية ،
العدد الخامس عشر ،تصدر عن جامعة المثنى ،كلية اآلداب 2012 ( ،م ) ،ص . 181
115
شكل ( )26أنماط المساكن غير الرسمية في مدينة توكرا
116
إن التطور السريع للمراكز الحضرية كان سببا جوهريًا في نشوء مثل هذا النوع من المساكن منذ
عار فترة نهاية التسعينيات من القرن الماضي ،بسبب وجود عجز سكني واالرتفاع الحاد في أس
القطع السكنية داخل المخططات العمرانية وضعف حركة البناء في الوحدات السكنية الحكومية التي
ة كانت تعد لذوي الدخل المحدود ،في ظل هذه األسباب وتراجع سيطرة الدولة والرقابة القانوني
اتجاه انتشار السكن العشوائي والبناء المخالف انتشرت األحياء السكنية خارج المخططات العمرانية
(.)1
افة فالزيادة السكانية في معدالت تكوين األسر والفئات العمرية الشابة المقبلة على الزواج باإلض
إلى تغير نمط استقرار األسرة الليبية من األسرة الممتدة إلى األسرة النووية في المساكن مما ساهم
في زيادة عدد المساكن وتوسع الكتلة المبنية للمراكز العمرانية بسبب التوس ع في البن اء غ ير
الرسمي .
ثالثا :األسباب االجتماعية :
إن مناطق العشوائيات ترتفع فيها معدالت األمية والجهل وعدم ت وفر الخ دمات واالفتق ار إلى
األماكن الخضراء و المساحات الفضاء خاصة أن نقص مثل هذه األمور من عدم توفر الفضاءات
الخضراء والحدائق العامة مع غياب مرافق الخدمات األساسية على أحياء مناطق الس كن غ ير
الرسمي في ظل ضيق الشوارع وعدم أتساعها لعدم تطابقها مع المع ايير التخطيطي ة لتص ميم
الشوارع في المراكز العمرانية .
رابعا :األسباب التنظيمية :
هناك أسباب تنظيمية متعددة ساعدت على انتشار هذه الظاهرة وكثرتها من أبرزها ما يلي - :
ا -عدم وجود سياسات واستراتيجيات تنظيمية تحد من عمليات التخطيط والتنظيم غ ير الرس مي
لألراضي وضبط عملية التوسع العمراني الغير مخطط ،وتحديد الفئات السكانية يؤدي إلى مشاكل
في االنحراف والجريمة بين فئة الشباب بشكل خاص ،وتنطبق هذه الخصائص حسب مس توياتها
االقتصادية واالجتماعية ومدى حاجاتها الحقيقية للسكن كما وكيفا حس ب دخ ولهم ومس توياتهم
وقدرتهم المالية .
ت -تأخر تطبيق المخططات العمرانية خاصة عدم استكمال مخطط الجيل الثاني وعدم الب دء في
تنفيذ مخططات الجيل الثالث وما ترتب عليه ظهور مناطق عمرانية في األحزمة الخضراء ال ذي
يفصل األراضي الزراعية والمخططات العمرانية.
- 11موسى رجب عبد الشفيع ،احمد عبدالسالم عبد النبي ،مصدر سابق ذكره ،ص . 19
117
ج -عدم إدراك الكثير من المسئولين في أجهزة التخطيط العمراني واإلسكاني في اإلدارات المحلية
ألهمية التخطيط والمتابعة ومراقبة المخالفات العمرانية وانتشار البناء الغير رسمي مما شجع كثير
من السكان باالستيالء واالستغالل على بعض األراضي العامة التي تملكها الدولة للبناء عليها داخل
وخارج المخططات العمرانية ( ،)1كما توضح الشكل ( ) 28و( .) 29
شكل ( )28توضح البناء المخالف داخل المخططات العمرانية
هذه العشوائيات تؤثر على مورفولوجية المدينة من خالل التعدي على استعماالت األرض فيها مما
يشوه المظهر الخارجي والحضاري لمنطقة الدراسة مما يؤثر س لبا على الخ دمات ومس ارات
-11انتصار الزنان ،مصدر سابق ذكره ،ص . 180
118
للشوارع والطرق والمرافق العامة صورة توضح رداءة مظهر المسكن من الخارج صورة توضح
البنية التحتية غير الصحية من ناحية الصرف الصحي وظهور البناء المخالف في األزقة الض يقة
في الشوارع المتفرعة بين المساكن وخاصة في المساكن الشعبية لصغر مساحتها كإضافة غرفة أو
إضافة محل تجارى صغير مما يؤدى إلى ضيق في حركة السير للمشاة كما يوضح الشكل ( ) 30
.
شكل ( )30البناء المخالف بين المساكن وكيفية استغاللها غرفة أو محل تجارى
120
،وأيضا ارتفاع في األيدي العاملة وع دم حص ول ()1
تقترب من مركز المدينة وتقل ببعدها عنها
رب األسرة على قرض عقاري إضافة إلى دخله المحدود والصعوبة التي يواجهها في بناء الوحدة
السكنية ،أما مواد البناء المصاحبة لأليدي العاملة تعد مشكلة معقدة في كون مواد ليس ت ص نع
محلي بل مستورده من الخارج وهذه مشكلة تسبب في صعوبات لعمليات بناء المساكن .
-5عدم وجود سياسة إسكانية واضحة على اعتبار أن توفير المسكن لكل عائلة حق مشروع غير
أن الدور الحكومي في عدم استكمال الوحدات السكنية واضح ،فقد تع ثرت المش اريع التنموي ة
تي اإلسكانية منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي ألسباب عديدة من أبرزها األزمة المالية ال
مرت بالبالد وتخبط سياسات الدولة في مجال اإلسكان ،مما أدى على عدم وجود معروض سكني
تفاديا للطلب اإلسكاني بالرغم من الحصول على دعم للجانب المؤسسي المرتبط بالقطاع اإلسكاني
وإنشاء وزارة لإلسكان والمرافق ( لجنة شعبية عامة للمرافق وهيئ ة عام ة لإلس كان ) ،إال أن
تناقص إيرادات الدولة بسبب تدهور أسعار النفط هو الذي حدد مصروفات الدولة بما فيها التمويل
المصرفي لقطاع اإلسكان ،فقد تأثر تنفيذ جزء كبير من البرنامج الثالثي لقطاع اإلسكان 1995م
،باعتباره من أهم القضايا التي تواجه تنمية ()2
1997-م الذي تبنته الدولة إلنشاء 60ألف مسكن
قطاع اإلسكان ألنه يمثل دعم القدرة الضعيفة لكثير من األسر على تحمل القيمة االقتصادية ألقساط
التمليك وشراء المساكن (.)3
121
الفصل الرابـــع
خصائص المسكن بمنطقة الدراسة
+لإلسكان
التوجهات المستقبلية -
خصائص المسكن :
إن اإلنسان ال يستغني عن السكن باعتباره من الضرورات الحياتية ،فالسكن يمثل الص بغة األولى
التي تمكنه من أن يكيف نفسه داخل بيئته ،والمسكن هو الوحدة المعمارية التي تؤويه وت وفر ل ه
متطلبات الحياة اليومية ،ويعد االستعمال السكني هو النسبة الكبيرة من المساحة التي تشغلها الم دن
ة وهكذا يمثل أوسع مساحة في جميع مدن العالم ،وتحتل المساكن الجزء األكبر من مساحة منطق
الدراسة ولها تأثير على االستخدام السكني بشكل أساسي ،وعليه فإن دراس ة الخص ائص العام ة
للمساكن تحدد الحالة السكنية التي يمكن تقييمها في منطقة الدراس ة من خالل الترك يز على ع دة
جوانب سيتم تحليلها في هذا الفصل الذي يعتمد على بيانات الدراسة الميداني ة ال تي ق امت به ا
الباحثة .
أنماط المساكن بمنطقة الدراسة :
تتعدد أشكال المساكن وتتنوع أنماطها ويرتبط نوع المساكن باعتب ارات عدي دة تمث ل المع ايير
االقتصادية والمعمارية ابرز المحددات الرئيسة لنوع المسكن ،فاألنماط السكنية أما أن تكون مباني
سكنية متعددة الطوابق يطلق عليها عمارة سكنية تحتوى على شقق سكنية أو على نمط فيالت فخمة
وراقية ذات مساحات كبيرة وملحقات متنوعة أو عبارة عن حوش عربي يمثل طراز معماري قديم
محدود المساحة والفناءات أو على نوع من بيوت الصفيح ( بيت من قصدير) والذي يع د من أق ل
المساكن من حيث الشروط الصحية والبيئية والمعيشية ،هذه األنواع تختلف عن بعضها من ناحي ة
المساحة أو االرتفاع وعدد الغرف والواجهات .
ومن خالل تحليل وتفسير خصائص المجتمع المحلى تجاه قضية السكن يحاول رب األسرة أن يسكن
في مسكن مستقل إذا مكنته ظروفه وحينما تتوفر له اإلمكانيات ،بحيث يكون ل ه م دخل خ اص
ومكان لعب األطفال واستراحة للعائلة ،وفي أحيانا كثيرة تدفعه تلك الخصوصية في السكن إلى أن
يسكن في شقة داخل مسكن العائلة للترابط األسري واالجتماعي ويشترط االستقاللية.
وهذه االستقاللية داخل بيت العائلة هي التي تتحكم في بناء هذه الشقق عن طريق قدرة دخل األسرة
إلنشاء مثل هذه الوحدة السكنية التي تضطر األبناء الراغبون في الزواج للبناء في الطابق الثاني أو
الثالث لمسكن العائلة بسبب قلة التكاليف وعدم توفر األرض المالئمة لبناء السكن الرتفاع أس عارها
وعدم قدرة العائالت على شراء أراضي ألبنائها بأسعار غير مكلفة وحتى بناءها ،الن الدخل ه و
من العوامل األساسية التي تؤثر في نوعية السكن بالرغم من السياسات اإلسكانية التي وض عت في
123
العديد من الخطط التنموية التي ركزت على توفير الحاجات األساسية التي من أهمها الحصول على
سكن مالئم والئق للفرد وخلق بنية تحتية أساسية غير أن هذه الخطط خالل مسيرة الدول ة الليبي ة
شهدت تذبذبات حادة في توفير المساكن بسبب ضعف اآلليات التنفيذية والمالية ال تي ت أثرت به ا
،ومن خالل الدراسة الميدانية تبين أن أنماط المساكن في مراك ز العم ران ()1
اقتصاديات الدولة
بالمنطقة تنحصر في األنماط التالية حسب ما يوضح الجدول ( : ) 33
جدول ( )33نوعية المساكن حسب تطورها الزمني
فيال
% صفيح % شقة % % حوش
ت السنوات
- - - - - - 4 6 1950م – 1960م
- - - - - - 10 16 1961م – 1970م
- - - - 10 14 35 55 1971م – 1980م
- - 19 14 14 20 16 25 1981م – 1990م
17 5 18 13 19 26 12 19 1991م – 2000م
23 7 32 23 28 39 14 23 2001م – 2010م
60 18 31 22 29 40 9 13 2011م – 2015م
100 30 100 72 100 139 100 159 اإلجمالي
المصدر :أعداد الباحثة حسب الدراسة الميدانية 2015م .
يتبين من الجدول ( ) 33بان نمط الحوش كان هو النمط السائد في األنماط الس كنية ال تي تس ود
دم منطقة الدراسة فقد بلغت نسبته % 39.8وهي أعلى نسبة سجلت باعتبار أن هذا النوع يمثل أق
المساكن الشعبية والعربية التي تنطوي تحت اسم الحوش حسب ما ص نف في التع دادات العام ة
للمساكن والمباني ،بحكم أن هذا النوع من المساكن يعد من أقدم األنماط الس كنية المتوطن ة وإذا
نظرنا إلى تاريخ إنشاء المسكن بأن نوع الحوش سجل في ف ترة الممت دة من 1950م إلى 1960م
سجل نسبة % 4وفي فترة 1961م إلى 1970م كانت النسبة قد وصلت % 10وفي فترة 1971م
إلى 1980م وصلت النسبة ، % 35وهذا النمط السكني يأخذ شكل مساكن متالصقة له ا واجه ة
واحدة تطل على الشارع وتعد أقدم من نوع الفيالت الن هذا النوع ظهر في هذه الفترة الخمسينيات
والستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي وهى ال تتمت ع بالخصوص ية وتتم يز بص غر
مساحتها التي تتراوح ما بين 140م200 - 2م. 2
بينما سجل نمط الحوش في الف ترة من 1981م إلى 1990م م ا نس بته % 16وفي الف ترة من
1991م إلى 2000م بلغت نسبته % 12وفي الفترة من 2001م إلى 2010م بلغت نسبتهم % 14
-11مسرية عبد القادر حلوم الزوي ،مصدر سابق ذكره ،ص . 34
124
وفي الفترة من2011م إلى 2015م بلغت نسبتهم % 9وهذه تشير إلى الثقافة السائدة تجاه األنم اط
السكنية التي تفضل مثل هذا النمط كما أنه يعد اقل األنماط السكنية من حيث التكلفة .
أما نمط الفيالت فقد سجل نسبة % 34.8من حجم العينة ومن خالل تاريخ إنشاءها حسب الدراسة
الميدانية فبالنظر إلى تحليل األرقام من خالل تاريخ بناء المسكن يتضح أن الس نوات قب ل ف ترة
1971م لم تسجل أي أرقام وسجل في فترة 1971م إلى 1980م نسبة % 10من المساكن وفترة
1981م إلى 1990م سجلت نسبة % 14وهذه الفترة واكبت خطط التنمية األولى والثاني ة ال تي
اظ قدمت فيها القروض السكنية مما أدى إلى قيام بعض السكان في المنطقة بصيانة منازلهم والحف
على صالحيتها وبوجود بعض المساحات في هذا النوع مما أدى إلى البناء فيها مثل بناء دور ث اني
ل على الدور األول المسموح البناء عليه نظرا للوضع االقتصادي لرب األسرة الذي يسكن في مث
هذا النوع كما يوضح الشكل ( )31الفيالت التي تم بناءه في فترة 1980-1971م .
شكل ( )31نمط الفيالت في فترة 1971م – 1980م
وفى فترة 1981م إلى 1990م بلغت نسبة الفيالت حوالي % 14وفي الفترة الممت دة من 1991م
زادت النسبة إلى 2000م فبلغت ، % 19وفي الفترة من 2001م إلى 2010م بلغت نسبة الفيالت
بة حوالي % 28وارتفعت إلى % 29في الفترة من 2011م إلى 2015م ،وهذا التطور في نس
الفيالت بسبب زيادة عددها في مقابل األنماط السكنية األخرى بفعل ع دة عوام ل تمثلت في فيم ا
يلي :
125
–1تغير الثقافة المجتمعية تجاه المسكن والتي أصبحت منفتحة على تصاميم هندس ية جدي دة بحكم
التطور العلمي في مجال الهندسة العمرانية .
–2التركيز على األعمال الديكورية والجمالية من قبل األسرة الليبية في منطقة الدراسة نظرًا لتغير
قيمتها تجاه المسكن حاليًا والتي تنطلق من أن يكون المسكن ذو خصوصية ويمتاز بأفض ل س بل
الراحة.
–3سيادة نظام األسرة النووية التي تقوم على فكرة أن لكل أسرة بيت مستقل عكس النظ رة ال تي
كانت سائدة في فترة ما قبل الثمانينيات من القرن الماضي والتي تقوم على نظام األس رة الممت دة
والتي تضم الجد والجدة واألب واألم واألبناء واألحفاد في نفس البيت بمعنى أك ثر من أس رة في
المسكن .
–4تطور المجتمعات المحلية في منطقة الدراسة من الناحية الحضرية من حيث الحرف واألنش طة
ودور المرأة والتعليم واألعالم وشبكة المعلومات في تغير قيم المجتمع ونظرته للمس كن وأنماط ه
المختلفة.
وقد تقلص نمط الحوش في مقابل زيادة نوع الفيالت بالرغم من انخفاض تكاليف ه ذا الن وع من
المساكن ويرجع بناء هذا النمط إلى المساكن في فترة ما قبل السبعينيات من الق رن الماض ي إلى
ب مستوى الدخل ففي العادة ما يتم بناء مثل هذا النمط وبكل ما يتطلبه من أساسياته وكمالياته حس
دخله فمنهم من يستطيع تحسين وضعه االقتصادي ويستغل المساحة التي تعتبر الطريق المؤدى في
الشارع بين المساكن وهى غير مرصوفة الستغاللها كمسكن صغير ويتضح هنا من واقع الدراس ة
الميدانية بان معامل االرتباط بين الدخل ونوعية الس كن ذو عالق ة ارتباطي ه -18وذات دالل ه
إحصائية 0.01يؤثر في تباين ونوعية السكن ومثال على ذلك ما حدث في مدينة بنغازي في العام
2000م فقد اتضح أن اغلب الحركات السكنية حدثت بسب التحسن في الدخل وان أصحاب ال دخل
المرتفع من حقهم التغيير أو االنتقال من مسكن إلى مسكن آخر (.)1
والنوع الثالث من األنماط السكنية السائدة هو الشقق السكنية وهي حديثة التوطن في مراكز العمران
بالمنطقة منذ نهاية التسعينيات القرن الماضي وهى تشكل اقل أعدادًا بالنسبة للفيالت و الحوش مم ا
يؤكد بأن هذا النوع السائد بها هو األفقي وان الدولة لم تنفذ النوع الرأسي من المباني وتم بناء الشقق
في الطابق الثاني كمالحق في بيوت العائلة لغرض االستقالل والخصوص ية لألوالد بع د زواجهم
وبسبب واالرتفاع في أسعار المساكن ورغبة منهم في استغالل المرافق التي توجد في المسكن بأقل
-11عمر سليمان صاحل 2000 ( ،م ) " :احلركة السكنية مبدينة بنغازي ،دراسة حتليلية النتقال السكان بني حمالت املدينة " ،جامعة قاريونس ،كلية
اآلداب ،قسم اجلغرافيا ،رسالة ماجستري غري منشورة ،ص. 493
126
تكلفة وتتراوح مساحتها بين 80م 2و140م 2حسب الدراسة الميدانية ،ولم تسجل الدراسة الميدانية
قبل تاريخ 1981م إنشاء أي شقة سكنية باعتبار المنطقة الدراسة لم تحظى بأي مشروع س كنى من
نوع العمارات السكنية الحكومية باستثناء الشقق تتبع مستشفى توكرا استولى على البعض منه ا من
قبل المواطنين وتم تغير في شكلها الخارجي مثل إغالق شرفة المبنى وإضافتها للشقة وكما يوضح
الشكل (.)32
ومن تتبع التطور العددي والنسبي نجد أن الفترة من 1981م إلى 1990م بلغت نسبة الشقق %19
وفي فترة 1991م إلى 2000م انخفضت نس بة الش قق إلى %18وفي الف ترة من 2001م إلى
2010م ارتفعت النسبة إلى ، % 32ثم انخفضت إلى % 31في الفترة من 2011م إلى 2015م ،
وقد ارتبط تطور الشقق من حيث العدد بالظروف المادية ألصحاب الدخول المنخفضة والتي تأثرت
ول على بالسياسات العامة لإلسكان التي حرمت شريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود من الحص
سكن مالئم مما اضطرهم إلى بناء مالحق سكنية على هيئة ش قق تم إض افتها على ال دور األول
المسموح به مما أدى إلى تغير الشكل الخارجي للمبنى األساسي والشكل ( )33يوضح تغير المسكن
المظهر الخارجي بعد إضافة شقة .
127
شكل ( )33المسكن بعد إضافة شقة في الطابق الثاني
أما نمط مساكن الصفيح فحسب الدراسة الميدانية فإن أعدادها مح دودة وك انت س ائدة في ف ترة
الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي واآلن تغيرت بعض مالمحه ا فيتم بن اؤه من الص فيح
بالكامل أما اآلن فالسقف فقط من الصفيح والجدران تبنى من البلوك الحجري وهي تستغل كمس اكن
للعمالة الوافدة من غير الليبيين ،وهذا النوع شيد بطريقة عشوائية وبدون تراخيص وما يعانيه سكان
هذا النوع من البنية التحتية الرديئة من الكهرباء والصرف الصحي ويمتاز ه ذا الن وع بص غر
المساحة السكنية التي تتراوح بين 80م 2إلى 100م 2ومنهم من يقطنون سكن مشروع الدواجن لسهل
بنغازي وهي عائالت ليبية جزء منها نازحة من مدينة بنغازي بسبب الحرب الدائرة في المدينة منذ
نهاية عام 2014م باإلضافة إلى عائالت ال تملك مسكن ووجدت في المشروع فرصة لحل مشكلتها
السكنية .
كيفية االنتفاع من المسكن :
إن ملكية السكن هو حق الشخص في التصرف فيه ك البيع والت أجير وباعتب اره من المؤش رات
االقتصادية المهمة التي تشير إلى االستقرار والشعور باالنتماء إليه ويدل على جود ثالث أنواع من
وقد ()1
ملكيات المساكن وهى الملكية الخاصة واإليجار من القطاع العام وإيجار من القطاع الخاص
ساهمت أيضا عوامل عديدة أخرى في هذا االتجاه منها - :
-1ارتفاع مستوى الدخل الفردي شجع على زيادة االدخار واالستثمار في مجال العقار وأمالك
المساكن بدل تأجيرها .
128
-2التوجه العام لألسر ذات الدخل المتوسط إلى المساكن الصغيرة التي تناسب دورة حياة األسرة.
-3اإلحساس بالرضا المعنوي والضمان المعنوي والضمان المادي عند امتالك المسكن وهذا العامل
دفع الكثير الستثمار أموالهم في مجال اإلسكان .
-4تشجيع الدولة لإلسكان من خالل التسهيالت المادية والقروض طويلة األجل .
ا وثم -5تشجيع بعض الدول للجمعيات التعاونية لبناء المساكن أو شراء المنازل القديمة وترميمه
تبيعها إلى منتسبيها باإلقساط الشهرية (.)1
وتوصلت الدراسة الميدانية إلى النتائج التالية حول كيفية االنتفاع بالمساكن في منطقة الدراسة حسب
ما يوضح الجدول ( . ) 34
جدول ( )34كيفية االنتفاع من المسكن
% كيفية االنتفاع من المسكن
89.8 ملكية خاصة
6.8 إيجار من القطاع الخاص
3.4 إيجار من القطاع الحكومي
100.0 المجموع
المصدر :الدراسة الميدانية 2015م .
يتضح من الجدول ( ) 34أن المساكن التي يمتلكها سكانها من حجم مل ك خ اص بلغت نس بتها
%89.8وهذا االرتفاع في هذه المساكن المملوكة لقاطنيها إشارة إلى أنهم يفضلون بن اء مس كن
خاص ملك أو شراء مسكن ملك ألنهم يرغبون في االستقرار واالستقاللية لحياتهم األس رية ،بينم ا
المساكن التابعة لإليجار من القطاع الخاص بلغت نسبتها % 6.8بينما سجلت نسبة التي يتم تأجيرها
من القطاع الحكومي حوالي % 3.4وان هذه النوع من اإليجار من الدولة انخفضت نسبته وذل ك
د إلى قلة انجاز المشاريع العامة التابعة للدولة وعدم امتالكها مباني حكومية في مجال اإلسكان بع
عام 1985م ( ،)2أما المساكن التابعة لإليجار من قطاع الخاص فقد زادت في السنوات األخيرة وهذا
ما يشير إلى فرص االستثمار في القطاع اإلسكاني الجيدة التي ب دأت ت برز في الدول ة ومنطق ة
دل الدراسة خاصة بعد أحداث ثورة 17فبراير عام 2011م ألنه استثمار مريح ومضمون ،مما ي
على أن قيمة الدخل لها تأثير على ملكية الساكن للمسكن ومما الشك فيه أن كلما زادت قيمة ال دخل
اول أن كلما كانت فرصة االمتالك للمسكن كبيرة ،وان رب األسرة في مجتمع منطقة الدراسة يح
يمتلك مسكن لتجنب اإليجار وأعباءه المكلفة لتقليل من النفقات التي تزهقه في سدادها وت وفر ل ه
الخصوصية .
129
عدد طوابق المساكن في منطقة الدراسة :
ق اتسمت المراكز العمرانية في منطقة الدراسة بعدم وجود نوع من المباني الراسية متعددة الطواب
والمعروفة باسم العمارات التي تتكون من تعدد الطوابق التي تزيد من أربعة أو خمس ة طواب ق ،
والمنطقة تتميز بعدم وجود تعدد في الطوابق وإنما طوابق محدودة التي تم بناءه ا من خالل مال ك
واد المسكن ،وتم بناءه من حسابه الخاص ومع تزايد متطلبات الحياة وارتفاع تكاليف البناء من م
واأليدي العاملة وكذلك ارتفاع أسعار األراضي وخاصة مع تزايد عدد أفراد األسرة الذين يتزوجون
وليس لهم قدرة على امتالك مسكن مستقل مما جعل السكان يقدمون على البناء الرأس ي فأن ه من
النادر أو من القليل أن يزيد متوسط عدد الطوابق من طابقين أو ثالثة طوابق وخاصة المساكن التي
صدرت لها رخص للبناء وخاصة في ظروف الزيادة السكانية التي سببها تفاقم المش كلة الس كنية
واحتياج السكان من الوحدات السكنية في المستقبل كما يوضح الجدول (.)35
جدول() 35عدد طوابق المساكن بمنطقة الدراسة
% عدد الطوابق في المسكن
80.4 دور ارضي
18 طابق علوي واحد
1.3 طابقين علويين
0.3 ثالثة طوابق علوية
100.0 المجموع
المصدر :الدراسة الميدانية 2015م .
يتضح من الجدول ( )35بأن منطقة الدراسة تتميز بسيادة الطابق الواح د أو م ا يع رف بال دور
األرضي بنسبة بلغت %80.4من جملة عينة الدراسة ،وبلغت المساكن ذات طابق عل وي واح د
بلغت نسبة ، %18وبلغت نسبة المساكن ذات الطابقين العلويين ، %1.3في حين أن المساكن ذات
ثالثة طوابق علوية ، %0.3لقد ارتبطت إضافة الطوابق العلوية على المنازل في منطقة الدراس ة
سواء على المساكن لغرض زيادة في عدد الغرف أو للزواج ابن رب األسرة كحل لالزمة الس كنية
التي مرت على مراكز العمران بالمنطقة .
معدل اإلشغال األسري للمساكن :
تعد دراسة حجم األسرة الشغالة أو التي تسكن الوحدة السكنية ضروري لمعرف ة مع دل اإلش غال
ر السكنى ،وكما هو معروف أن االرتفاع في النمو السكاني يصاحبه أيضا االرتفاع في عدد األس
وهذه الزيادة تؤدي إلى الطلب السكني على الوحدات السكنية .وكما هو مفهوم ف التغيرات في حجم
كاني األسرة ونوعيتها في الحاضر والمستقبل هو الذي يحدد حجم المدينة المكاني والحركي واإلس
130
( ،)1هذه التغيرات تؤدي إلى التوسع في المساحات السكنية التي ترتبط بجميع الخدمات أو ما يطلب ه
السكن من مرافق خدمية .ويسود نمط األسرة النووية في مراكز العمران بالمنطقة الذي يضم الزوج
والزوجة واألبناء الغير المتزوجين على عكس نمط األسرة الممتدة التي كانت سائدة س ابقا وال تي
تعيش في مسكن واحد وكانت تتكون من الجد والجدة الزوج والزوجة وأبناءهم الغ ير الم تزوجين
وغيرهم من األقارب الذين يقيمون في المسكن نفسه ويعيشون في حياة اجتماعية واقتصادية واح ده
،ويوضح الجدول ( )36متوسط حجم األسرة . ()2
تحت إشراف العائلة
جدول( ) 36متوسط حجم األسرة (2006 – 1973م)
2006م 1995م 1984م 1973م المنطقة /السنوات
6.6 7.5 5.7 3.7 توكرا
7.1 6.7 6.5 5.2 دريانة
7.8 6.2 5.7 4.4 برسس
7.2 6.4 5.8 4.5 المبنى
7.4 4.1 6.9 4.3 بوجرار
يتضح من الجدول ( ) 36أن متوسط حجم األسرة في تعداد ع ام 1973م لكال من ت وكرا 3.7
أفراد و دريانة 5.2و برسس 4.4أفراد والمبنى 4.5أفراد و ب وجرار 4.3أف راد وفى تع داد
1984م ارتفع عدد األسر وسجل فيها أيضا ارتفاع وزي ادة حجمه ا نتيج ة لتط ور األوض اع
االقتصادية واالجتماعية في المجتمع الليبي وكذلك إلتباع الدولة سياسات سكانية ساهمت في الزيادة
السكانية وزيادة عدد األسر وكما في تعداد 1995م زاد عدد األسر لكال من منطقة الدراسة وس جل
فيها متوسط عدد اسر حجم 7.5أفراد و دريانة 6.7أفراد و برسس 6.2أفراد والمبنى 6.4أفراد
و بوجرار 4.1أفراد هذا ارتفاع راجع إلى نسبة ارتفاع الزواج ،وكذلك قرب المنطقة من المناطق
الحضرية إليجاد فرص العمل التي تساعد على الزواج وكذلك نالح ظ الزي ادة في حجم متوس ط
األسرة في تعداد 2006م في توكرا سجل حجم متوسط األسرة 6.6و دريانة 7.1و برس س 7.8
والمبنى 7.2و بوجرار 7.4سجل هذه المناطق أكثر في زيادة حجم األس رة مقارن ة ب الفترات
السابقة الن مجتمعنا الليبي يغلب عليه طابع التقليدي والروابط األسرية التي تؤدى إلى فرص الزواج
واإلكثار من اإلنجاب التي تؤدي إلى زيادة في حجم األسرة ،وطلب االستقرار في مسكن مستقل ،
- 1عادل إدريس فتح اهلل اخلالدي ،مصدر سابق ذكره ،ص . 110
- 2على عبدالرازق جليب ،علم اجتماع السكان ( ،اإلسكندرية :دار املعرفة اجلامعية 1998 ،م ) ،ص. 187
131
حيث تغلب سمات العربية واإلسالمية بصفة خاص وسمات العالم الثالث بصفة عامة (،)1على الرغم
أن األسر التي تسكن منفردة تشكل النسبة األكبر إال أن ال يعنى عدم وجود أزمة س كن ب المفهوم
الواسع بل بالعكس مشكلة السكن تقابلها الزيادة في عدد األسر وعدم تجهيز المعروض من الوحدات
ات السكنية وبهذا عدد األسر مازال مستمر ومتوسط حجم األسرة ال يزال كبيرا إذا توضع السياس
اإلسكانية حلول فبذلك تكون مشكلة سكنية كبيرة يصعب حلها ،كم ا يوض ح الج دول ( ) 37
والشكل ( ) 34عدد األسر المقيمة في المساكن .
جدول ( ) 37األشغال األسري للمساكن
% إقامة أسر أخرى
13.5 نعم
86.5 ال
100 المجموع
المصدر :الدراسة الميدانية 2015 ،م .
ويتضح من الدراسة الميدانية بان األسرة النووية هي السائدة في منطقة الدراسة وال تي تتك ون من
األب واألم واألبناء وسجلت نسبة %86.5من حجم العينة مقابل نس بة % 13.5من حجم العين ة
تسكن أسرتين أو أكثر في المسكن الواحد مضاف إليه األقارب يقيمون معهم ،أن استقاللية األس رة
هي مطلب كل األسرة بعد تطور النظام الحضري والتغيرات التي حدثت على مستوى المعيشة بع د
- 1منصور حممد الكيخيا ،السكان – كتاب اجلماهريية دراسة يف اجلغرافيا ،مصدر سابق ذكره ،ص . 382 – 381
132
ظهور النفط وتحسن الدخل بالنسبة لرب األسرة وكذلك دور الخطط التنموية االقتصادية واالجتماعية
التي توفر لألسرة المسكن ،ولكن عدم استكمال المخططات العمراني ة ونم و مع دالت الس كان
فأصبحت مشكلة نقص الوحدات السكنية تقابلها زيادة األسر األمر الذي يؤدي إلى رف ع مع دالت
األشغال السكني في الوحدة السكنية .
درجة التزاحم :
وهي مؤشر يوضح العالقة بين عدد الغرف واألفراد في المسكن للوص ول إلى ع دد األف راد في
ة الغرفة الواحدة كمؤشر لتقييم الوضع السكني ألي تجمع أو مدينة ،وقد توصلت الدراسة الميداني
حسب الجدول ( ) 38إلى النتائج التالية :
جدول ( ) 38درجة التزاحم بمنطقة الدراسة
درجة التزاحم مراكز العمران
1.6 توكرا
1.6 دريانة
1.6 برسس
1.3 المبني
2.2 بو جرار
1.6 معدل المنطقة
المصدر :الدراسة الميدانية 2015 ،م .
يعطى عدد الغرف صورة واضحة عن التركيب الداخلي للوحدة السكنية حيث تس اهم في إعط اء
صورة واضحة للتباين العددي للغرف في الوحدة السكنية ،ويشكل مؤشر عدد الغرف التي تضمها
الوحدة السكنية تقييمًا للوضع االقتصادي واالجتماعي لرب األسرة ويعطى ه ذا المتغ ير ص ورة
واضحة لواقع التركيب للوحدة السكنية وتتفاوت المساكن بحسب نوعها من ناحية عدد الغرف( .)1
دد ومن خالل بيانات الدراسة الميدانية تمكنت الباحثة من قياس العالقة بين عدد األفراد األسر وع
مة الغرف عن طريق معدل درجة التزاحم السكن داخل المسكن والتي تحصل عليها من خالل قس
عدد األفراد على عدد الغرف ( ،)1ويعتبر هذا المعدل إحدى ال دالئل والمؤش رات على المس توى
االقتصادي لحالة السكان السكنية ،وهو يعطى صورة أدق للكثافة داخل المساكن ( ،)2أي كلما كانت
المساحة الكلية للمسكن اكبر قلت درجة التزاحم للغرفة الواحدة ،فغالبا ما ي دل على التحس ن في
الوضع االقتصادي واالجتماعي للفرد أو األسرة وأظهرت النتائج أن المعدل بل غ في المب ني وفي
-11مرمي خري هلل خلف " ،حتليل جغرايف للخصائص السكانية والعمرانية للبنية السكنية يف مدينة الزبري " ،جملة دراسات اجلزيرة و اخلليج العريب ،العد
الثالث واألربعون ،اجمللد ( 2013 ، ) 41م ،تصدر عن جملس النشر العلمي ،جامعة الكويت ،الكويت ،ص . 126
- 1فتحي أبوعيانة ،جغرافية العمران ( ،اإلسكندرية :دار املعرفة اجلامعية 2000 ،م ) ،ص . 294
- 2منصور الكيخيا ،جغرافية السكان ( ،بنغازي :منشورات جامعة قاريونس ،ط2003 ، 1م ) ،ص . 300
133
توكرا بلغ 1.5فرد/غرفة و دريانة 1.6فرد/غرفة وبرسس 1.6فرد/غرفة وتشير هذه البيان ات إلى
أن الوحدة السكنية ذات درجة التزاحم فرد إلى فردين في الغرفة الواحدة تع د ذات درج ة ت زاحم
مالئمة وال تعاني من ارتفاع كثافة األفراد داخل المساكن ،كلما كان نص يب الف رد من المس احة
الكلية اكبر قلت درجة التزاحم في الغرفة الواحدة ،وغالبا التحسن في الدخل يكون عامل مؤثر في
عدد الغرف بالمساكن ،وتشير درجة التزاحم في بوجرار 2.2فرد /غرفة دلي ل على أن متوس ط
مساحة المسكن أقل من مثيالتها السابقة وذات درجة تزاحم عالية للغرف ة أذا أن وص ول مع دل
التزاحم للمنطقة ككل إلى أكثر من اثنين في الغرفة الواحدة يعد مرتفع عن المعدل العام للمنطقة الذي
بلغ 1.6فرد /غرفة ،فكلما زاد عدد السكان زاد معدل التزاحم مما يتطلب زيادة عدد الغ رف ،
دد مما يدل على وجود عالقة بين عدد أفراد األسر وعدد الغرف كما أشار معامل االرتباط بين ع
السكان وعدد الغرف لوجود عالقة ارتباطيه موجب ة -.22وبدالل ه إحص ائية 0.01وه و من
تزاحم المؤشرات التي تبين عالقة الفرد أو األسرة بالمسكن داخل المدينة أي كلما انخفض معدل ال
ارتقت المدينة إلى األفضل بسكانها بمعنى إن انخفاض درجة التزاحم مرده إلى كبر المساحة السكنية
المسقوفة التي تشير إلى عدد مالئم من الغرف في مقابل صغر حجم عدد أفراد األسرة .
الرضا السكني :
يقصد بالرضا السكني إشباع الفرد من احتياجاته السكنية وليس بالسكن فقط وإنما ت وفر الخ دمات
والمرافق التي تميز الحي عن األخر وتوفر المتطلبات اليومية إلحساسه بالراحة والطمأنينة .وليس
مقتصر الرضا على المفهوم المتداول الذين يسكنون أحياء لذوى الدخل المحدود وإنم ا ح تى على
األحياء والتي تتوفر فيها جميع المتطلبات أي الراقية ،وتكمن أهمية دراسة الرضا الس كني لتق ييم
مستوى الحالة السكنية حسب ما يلي- :
–1يعتبر الرضا السكني مؤشر مهم لتقييم الحالة السكنية من منظور ذاتي ،فقد ال تكشف المع ايير
الموضوعية لتقييم السكن بالرغم من أهميتها عن حالة المسكن خاص ة فيم ا يتعل ق بالص عوبات
والمشاكل التي ال يمكن إخضاعها للقياس الكمي .
-2تساعد دراسات الرضا السكني التي يتم إجراؤها بشكل دوري وبصورة شاملة في قياس معدالت
االرتياح السكني لألنماط السكنية المختلفة مما يزيد من درجة الرضا السكني من قبل األفراد .
–3يعد الرضا السكني مقياسًا مهما لتقييم المشاريع اإلسكانية الحكومية ،خاصة اإلسكان الشعبي ،
حيث تبرز أهمية الرضا السكني في معرفة درجة قبول وارتياح األفراد المنتفعين من تلك المشاريع
اإلسكانية ،األمر الذي يكفل تفادي العيوب والسلبيات وتعزيز الجوانب االيجابية مستقبال .
134
– 4يمثل الرضا السكني هدفا يسعى القائمون على المشاريع اإلسكانية إلى تحقيق ه عن د إنش اء
الوحدات السكنية (.)1
وعلى ضوء ذلك قامت الباحثة باستقصاء المبحوثين ح ول الرض ا الس كني من خالل الدراس ة
الميدانية ،وكانت الدراسة قد قسمت الرضا السكني إلى ثالثة أقسام -:
أوالً :الرضا السكني على المركز العمراني :ويركز هذا النوع من درجة الرضا على رضا األفراد
على اإلقامة بالمراكز العمرانية بشكل عام دون الدخول في تفاص يل ك ل نم ط س كني بمنطق ة
الدراسة ،ويتأثر هذا النوع من درجة الرضا بالعوامل الجغرافية واالقتصادية واالجتماعية الم ؤثرة
في الحياة العامة للفرد في المراكز العمرانية ،هذا باإلضافة إلى حجم المركز العمراني من الناحية
السكانية والعمرانية ومدى نوفر الوظائف والخدمات ،وعلى الرغم من أن المعايير اإلسكانية لتقييم
الحالة السكنية في مراكز العمران بالمنطقة ال تشير إلى وجود مشكلة سكنية بتلك المراك ز ،إال أن
ا استعمال مقياس درجة الرضا السكني على المركز العمراني يدل على درجة من عدم الرضا كم
يوضح الجدول ( : ) 39
جدول ()39درجة الرضا السكني العام بمنطقة الدراسة
% درجة الرضا
53 راض
47 غير راض
100 اإلجمالي
المصدر :الدراسة الميدانية 2015م .
يشير الجدول ( ) 39أن نسبة الراضين بمنطقة الدراسة وصلت إلى % 53وهي تقترب من نس بة
ز غير الراضين ،مما يدل على وجود مشكلة سكنية وأن كانت في بداياتها ،كما أن صغر المراك
العمرانية بمنطقة الدراسة قد أثر على درجة الرضا السكني العام ولذلك تفاوت درجة الرضا السكني
بين المراكز العمرانية كما يوضح الجدول ( : ) 40
جدول( )40درجة الرضا حسب المراكز العمرانية
بوجرار المبني برسس دريانة توكرا درجة الرضا
23 24.8 56 78.7 81.5 راض %
77 75.2 44 21.3 18.5 غير راض %
المصدر :الدراسة الميدانية 2015 ،م .
- 11أمحد عبد السالم عبد النيب ،الرضا السكين يف منطقة اجلغبوب – دراسة جغرافية ،مصدر سابق ذكره ،ص . 11
135
تبين من الجدول ( )40إن نسبة الرضا على السكن في اإلقامة بالمراكز العمرانية قد تفاوتت ما بين
تلك المراكز ،فوصلت نسبة الرضا في مركز إلى % 81.5ومركز دريان ة % 78.7ومرك ز
برسس % 56بينما كانت متدنية في مركز المبني فوصلت إلى % 24.8وفي مركز بوجرار 23
، %وقد تأثرت درجة الرضا بحجم المراكز العمرانية وتوطن الخدمات بها ومدى ت وفر ف رص
العمل والنشاط االقتصادي .
ثانيًا الرضا على الحي السكني -:ويرتبط هذا النوع بمدى توفر الخدمات المختلفة واألمان ب الحي
ة في السكني وعالقات الجيرة ووجود األصدقاء واألقارب والتي تعبر عن حالة الرضا تجاه اإلقام
الحي ،وقد توصلت الدراسة الميدانية إلى نتائج حسب الشكل رقم إلى أن مستوى الرضا على الحي
السكنى بلغت نسبة % 85.7في مقابل نسبة %14.3غير راضيين بسبب عدم ت وفر الخ دمات
األساسية من خدمات البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي واإلمداد بالماء ورص ف الش وارع
واإلنارة العامة والخدمات التعليمية والصحية ،وهذه النسب في الحقيقية ال تعكس األوضاع الحقيقية
بة لألحياء السكنية ووهي تتناقض مع ارتفاع نسبة الرضا التي بلغت % 85.7فقد تكون تلك النس
تعبر عن الرضا بحكم االستقاللية في المسكن وهي ال تعبر عن تردي الخدمات العامة في المراك ز
ة العمرانية ،ولقياس الرضا السكني على مستوى المراكز العمرانية وأحيائها المختلفة قامت الباحث
عن طريق الدراسة الميدانية بتقييم بعض الخدمات العامة لمعرفة مستوى الرضا عن األحياء السكنية
والمراكز العمرانية بمنطقة الدراسة .
- 1الرضا عن الخدمات التعليمية - :من خالل الدراسة الميدانية يتضح بأن مس توى الخ دمات
التعليمية في مراكز العمران بمنطقة الدراسة من تتفاوت من مدرسة إلى أـخرى ،فالرض ا عن
الخدمات التعليمية وصل إلى نسبة %30.4بأنها ممتازة وأنها على مستوى عالي وبنسبة % 38
مما يعني أن % 68.4من مجتمع الدراسة راضون بشكل كبير على الخدمات التعليمية ،بينما يعتقد
ما نسبته %19.8بأنها جيدة ونسبة %10.8يروا بأنها رديئة وال توجد نسبة %1وهي في الغالب
األحياء التي ال تتوطن بها مدارس ألنها أحياء غير رسمية خارج المخطط ات العام ة للمراك ز
العمرانية ،هذه النسب المتتالية تشير إلى أن هناك قصور من ناحية الخدمات التعليمية وبأنها ليس ت
على المستوى المطلوب وكذلك بُعد بعض المدارس عن مكان إقامتهم .
-2الخدمات الصحية -:اختلف تقييم مجتمع الدراسة لمستوى الخدمات الصحية بالرغم من مركزية
توطنها وتركزها في مراكز العمران حيث أن نسبة % 16.8يعتقدون بأنها ممتازة وجيده بنسبة 26
%ومتوسطة % 22.8بينما وصلت نسبة تقييم مستواها إلى رديئة نسبة % 30.2وال توجد نسبة
136
، % 4.2وهذه النسب تشير إلى تدني مستوى الخدمات الصحية مما يخلق حالة عدم الرضا عنه ا
وكرا خاصة وأنها تتركز في المنطقة الرئيسية للخدمات بمراكز العمران كما هو الحال في مدينة ت
ومدينة دريانة وغيابها في مركزي بوجرار والمبني ،ولذلك مطالبة الجه ات الحكومي ة بت وطين
مشاريع جديدة للخدمات الصحية تواكب التطور العمراني في منطقة الدراسة .
- 3الخدمات الدينية -:أشارت بيانات الدراسة الميدانية بأن نسبة % 40.8تؤكد على أن خدمات
المساجد بمراكز العمران بالمنطقة ممتازة ومستواها جيد بنسبة % 32.2بينما أكد ما نسبته % 18
بأن وضعها متوسط ورديئة بنسبة % 6واعتبروها بأنها تفتقر إلى المتابع ة والص يانة من جه ة
+إال أن المالحظ في جانب الخدمات الدينية أن إنشاؤها
األوقاف العامة وال توجد بنسبة ، % 3.0
اجد في مرتبط بمجهودات العمل التطوعي الخيري من قبل السكان ولذلك تم إنشاء العديد من المس
األحياء الجديدة خارج المخططات العامة وفي بعض األماكن الفض اء داخ ل مخطط ات مراك ز
العمران مما يعني أن انتشارها مرتبط بمدى قوة األنشطة الخيرية التطوعية .
- 4الساحات الخضراء :الساحات الخضراء ألنها هي المتنفس الوحيد والترفيهي للسكان المنطق ة
إال أن نسبة % 29يعتبرونها مكبا للنفايات والفضالت المنزلية والتجارية مما يتس بب في تل وث
البيئة وعندما يتم حرقها كوسيلة للتخلص منها تسبب االختناق للمساكن القريبة منها مما يؤكد أن هذه
الساحات أصبحت منظر مسيء للمراكز العمرانية ،وأشارت ما نسبته % 23بأنها مساحات رديئ ة
137
ونسبة % 20.5بأنها متوسطة الكفاءة ،ويتضح أن المساحات الخضراء من الحدائق العامة ليس ت
أماكن ترفيه أو استجمام ألنها ال تتمتع بمقومات المساحات الخضراء وأص بحت عبء بي ئي على
سكان المجاورات السكنية بسبب تدني الثقافة المجتمعية تجاه تل ك المس احات وغيابه ا في معظم
مراكز العمران بالمنطقة .
رف – 5خدمات البنية التحتية :تشكل خدمات البنية التحتية من مياه شرب وصرف صحي وص
مياه أمطار ورصف شوارع وخطوط كهرباء وهاتف العمود الفقري لمنظومة العم ران الحض ري
اء والريفي وبنية رئيسية لبقية الخدمات الحضرية والريفية ومن خالل الدراسة الميدانية تم استقص
مجتمع الدراسة على تلك الخدمات حسب ما يوضح الجدول ( . ) 41
جدول ( )41مستوى خدمات البنية التحتية بمنطقة الدراسة
الخدمات %
نقل رصف الهاتف مياه الصرف مياه درجة التقييم
الكهرباء
النفايات الشوارع األرضي األمطار الصحي الشرب
5 17.7 - 55.9 2.1 46.9 19.9 جيدة
6.1 12.4 - 22.8 9.3 11.5 43.8 متوسطة
29.6 35 - 21.3 32.2 7.7 11.6 رديئة
59.3 34.9 100 - 66.4 33.9 24.7 ال توجد
100 100 100 100 100 100 100 اإلجمالي
المصدر :الدراسة الميدانية 2015 ،م .
يتضح من خالل بيانات الجدول ( ) 41بأن مستوى الخ دمات تف اوت من خدم ة إلى أخ رى ،
فخدمات مياه الشرب تبين أنها متوسطة بنسبة % 43.8بينما كانت خدمات جيدة بنسبة % 19.9
ورديئة بنسبة % 11.6بحسب وصولها إلى األحياء السكنية المختلفة خاصة وأن معظمه ا تعتم د
بكات ،في أن على مياه تحلية البحر في منطقة بوترابه وبعض اآلبار الجوفية وتعاني من قدم الش
%24.7ال توجد بها شبكات مياه شرب وتعتمد على الخزانات المنزلية التي يقومون بتعبئتها دوريًا
وهي في معظمها مساكن البناء غير الرسمي التي تم بناءها خارج المخططات العمرانية .
أما خدمات مياه الصرف الصحي فقد تبين من الدراسة الميدانية أن % 46.9يعتقدون أنه ا جي دة
بحكم أن مساكنهم متصلة بشبكات الصرف الصحي ،في حين أن % 33.9ال توجد لديها اتص ال
بشبكات الصرف الصحي ويعتمدون على الخزانات الصرف المنزلية باعتباره ا مس اكن خ ارج
المخططات العمرانية ،بينما نسبة % 11.5من مجتمع الدراسة يقيمون مستواها بأنها متوسطة وأن
% 7.7رديئة بحكم مشكالت الشبكة في مناطقهم العمرانية.
وتوصلت الدراسة الميدانية إلى أن % 66.4من المساكن غير متصلة بشوارع بها منظومة صرف
% مياه أمطار لعدم إنشائها أو صيانة الشبكة القديمة مما أدى إلى انتهاءه ا ،في حين أن 32.2
138
تي اعتبروها خدمة رديئة لتهالك الشبكة وقدمها بسبب عدم صيانتها بشكل دوري كذلك التعديات ال
حصلت عليها من قبل السكان ،في حين أن نسبة جيدة ومتوسطة جاءت بنسب بسيطة دليل على أن
هذه الخدمة متواضعة في المنطقة .
بالنسبة لخدمات الطاقة الكهربائية فان بيانات الدراسة الميدانية دلت على جميع المس اكن متص لة
بشبكة الطاقة الكهربائية وان تفاوتت طريقة االتصال منها وصالت شرعية وبعداد استهالك ومنه ا
وصالت غير شرعية وبدون عداد كهربائي وهذا الوصالت الغير شرعية تسود في المناطق حديث ة
البناء خارج المخططات العمرانية العامة لمراكز العمران ،وقد انعكس طرح األحمال على ساعات
انقطاع التيار الكهربائي مما انعكس على تقييم عينة مجتمع الدراسة لخدمات الطاقة الكهربائية ،فقد
تبين أن %55.9من عينة الدراسة أن خدمات الطاقة الكهربائية جيدة وأن % 22.8متوسطة وأن
% 21.3رديئة في المنطقة .
وبالنسبة لخدمات الهاتف األرضي فهي غير متوفرة في مراكز العمران بالمنطقة بحكم اعتماد سكان
منطقة الدراسة على الهاتف المحمول وهي تخضع لخدمات شركة ليبيانا وشركة المدار ،أما خدمات
الشوارع من حيث الرصف فقد تبين أن % 35يؤكدون على أنها رديئة ،بينما يشير % 34.9أنه
ال يوجد رصف لشوارعهم ،في حين أن % 17.7يؤكدون على أن شوارعهم مالئم ة وأن 12.4
%يرون أنها متوسطة ،وبشكل عام فإن شوارع مراكز العمران تحتاج إلى صيانة باإلضافة تعبيد
شوارع جديدة .
أما خدمات نقل النفايات المنزلية فقد كانت دون المستوى المطلوب ،فق د دلت بيان ات الدراس ة
الميدانية % 59.3ال يحصلون على هذه الخدمة وأن % 29.6يؤكدون على أنها خ دمات رديئ ة
بينما جاءت أنها على درجة متوسطة بنسبة % 6.1وأنها على درجة جي دة % 5بحكم أن تل ك
المساكن تقع على شوارع رئيسية تهتم بنظافتها .
ثالثا :الرضا عن المسكن -:وهذا النوع من الرضا مرتبط بمدى تلبية المسكن الحتياجات ومتطلبات
األسرة من سبل الراحة والخدمات المنزلية فقد تبين من الدراس ة الميداني ة أن نس بة %79.5
راضيين عن اإلقامة بمساكنهم وأن % 20.5غير راضيين ويتضح من أن الرض ا عن مس توى
اإلقامة التي تمثلها نسبة كبيرة من حجم العينة تؤكد الرضا االيجابي للسكن بسبب عدة عوام ل من
أبرزها ارتفاع متوسط المساحة وكذلك حادثة البناء وطرازه الحديث حتى وان كان هذا البناء مخالف
لقوانين التخطيط العمراني أي خارج المخطط المعتمد للمراكز العمرانية باإلضافة إلى العدد المالئم
ذلك من الغرف ،والنسبة الغير راضية وهى نسبة غير قليلة بسبب عمر الوحدة السكنية القديم وك
صغر المساحة التي ال تسمح لألسرة بأداء وظيفتها كاملة .
139
ة الرضا السكني حسب األنماط السكنية - :وفقًا للدراسة الميدانية تتوطن في منطقة الدراسة ثالث
أنماط من المساكن هي :الحوش العربي والفيالت والش قق الملحق ة ب الفيالت وعلى ال رغم من
اختالف درجة الرضا السكني من نمط إلى آخر إال أن القاسم المشترك بينها الرغبة ل دى أرب اب
األسر في الحصول على سكن أفضل ،ويمكن استعراض درجة الرضا حس ب أنم اط المس اكن
بالمنطقة ،حيث بلغت درجة الرضا السكني عن الفيالت % 64.9والشقق والملحقات % 21.3
والحوش العربي % 13.8وقد لعبت عدة عوامل دورًا مؤثرًا على الرضا السكني :
العوامل المؤثرة في الرضا السكني - :
تتعدد العوامل المؤثرة في الرضا السكني ومن خالل الدراسة الميدانية تم تحديد ستة عوام ل له ا
عالقة واضحة مع الرضا السكني وتم اختبار العالقة بينها وبين الرضا السكني ،فقد بل غ عالق ة
االرتباط حوالي 0.74عند مستوى داللة 0.000وهو ارتباط قوي يشير إلى تأثير واض ح لتل ك
العوامل على الرضا السكني ،وسوف نستعرض هذه العوامل بشكل تفصيلي حسب ما يلي - :
– 1حالة المسكن - :حسب المنهج البيئي يعد تقييم الفرد لحالة مسكنه الذي يقيم فيه على درج ة
عالية من األهمية في تحديد درجة الرضا السكني ،فكلما كانت حالة المسكن جيدة كلما كان مستوى
الرضا مرتفعًا ،أما المساكن التي تعاني من حالة سكنية سيئة فإن مستوى الرضا السكني عنها يكون
منخفضًا وقد دلت الدراسة الميدانية في هذا الجانب إلى البيانات التالية كما يوضح الجدول (.)42
يتضح من خالل الجدول ( ) 42أن هناك عالقة بين حالة المسكن ودرجة الرضا السكني عنه ،فقد
وصف % 73.6بأن مساكنهم في حالة ممتازة أو جيدة وهي نسبة مرتفعة ،في حين أن % 16.4
غير راضين عن مساكنهم ويصفونها بأنها رديئة ومقبولة وعند فحص هذه العالق ة إحص ائيًا عن
طريق معامل االرتباط العالقة أتضح أنها تأخذ االتجاه الطردي ،فقد بلغت قيمته 0.87عند مستوى
140
داللة يبلغ 0.000وهو ارتباط طردي يشير إلى أنه كلما حالة المسكن جيدة كلم ا ارتفعت درج ة
الرضا السكني والعكس صحيح .
–2ملكية المساكن - :تشير معظم الدراسات في مجال جغرافية اإلسكان وجغرافية الرضا السكني
بأن األفراد الذين يعيشون في وحدات سكنية خاصة ومملوكة لهم ترتفع درجة الرضا السكني عندهم
دل ،وهذا االتجاه التحليلي في مجال جغرافية اإلسكان ينطبق على الحال في منطقة الدراسة كما ي
الجدول ( : ) 43
جدول ( )43العالقة بين ملكية المسكن والرضا السكني بمنطقة الدراسة
درجة الرضا السكني
ملكية المسكن
غير راض راض
17.7 59.4 مملوك
19.6 3.3 غير مملوك
100 اإلجمالي
المصدر :الدراسة الميدانية 2015 ،م .
يدل الجدول ( ) 43أن نسبة الراضين عن مساكنهم المملوكة % 59.4بينما بلغت نسبة الراض ين
عن مساكنهم غير المملوكة ، % 3.3في حين أن غير الراضين مما يملكون مساكن بلغت نس بتهم
% 17.7وغير الراضين مما ال يملكون مساكن بلغت ، % 19.6وبشكل عام ترتبط درجة الرضا
السكني طرديًا مع ملكية المسكن ،حيث ترتفع نسبة الرضا السكني كلما زادت نسبة ملكية المساكن
والعكس صحيح ،وعند اختبار هذه العالقة إحصائيًا اتضح أن العالقة طردية بدرج ة عالي ة بلغت
0.81عند مستوى داللة ، 0.002وهذا يعني أن العالقة عالية تشير إلى أن عنصر ملكية المسكن
عامل مؤثر في درجة الرضا السكني .
–3مساحة المسكن - :تؤثر مساحة المساكن بشكل طردي على درجة الرضا السكني ،بمعنى أنه
كلما كانت مساحة المسكن كبيرة كلما زادت درجة الرضا السكني والعكس صحيح ويوضح الجدول
( ) 44العالقة بين مساحة المساكن ودرجة الرضا السكني :
جدول( )44العالقة بين مساحة المسكن والرضا السكني بمنطقة الدراسة
درجة الرضا السكني
مساحة المسكن
غير راض راض
24.9 3.5 200 – 100م
2
141
يتضح من خالل الجدول ( ) 44أن نسبة الراضين عن مساكنهم ترتفع مع ارتفاع المساحة السكنية
،بينما تنخفض نسبة غير الراضين مع زيادة المساحة السكنية مما يشير إلى عالق ة طردي ة بين
درجة الرضا والمساحة السكنية .
–4عمر المسكن - :معظم الدراسات في مجال السكن تشير وج ود عالق ة عكس ية بين عم ر
المسكن ودرجة الرضا السكني ،فكلما زاد عمر المسكن كلما انخفضت درج ة الرض ا الس كني
والعكس صحيح ،ويدل الجدول ( ) 45على هذه العالقة بمنطقة الدراسة :
جدول ( )45العالقة بين عمر المسكن ودرجة الرضا السكني
درجة الرضا السكني %
عمر المسكن
غير راض راض
2.6 47.3 أقل من 20سنة
3.4 21.4 30 – 20سنة
15.4 9.9 أكثر من 30سنة
100 اإلجمالي
المصدر :الدراسة الميدانية 2015 ،م .
القاعدة األساسية في مجال اإلسكان تؤكد على أن المساكن الحديثة تحظى بمس توى رض ا س كني
مرتفع ،بينما تنخفض درجة الرضا السكني كلما تقادمت أعمار المساكن وهذه الحال ة تنطب ق على
حالة المساكن وعالقتها بالرضا السكني في منطقة الدراسة ،فقد دلت بيان ات الج دول ( ) 45أن
نسبة الرضا للمساكن التي عمرها أقل من 20سنة ارتفعت إلى % 47.3في حين أن % 2.6غير
راضين بسبب صغر المساحة أو موقع المساكن أو تدني الخدمات باألحياء السكنية ،فيما كانت نسبة
الرضا على عمر المساكن التي مابين 30 – 20سنة بلغت نسبتها % 21.4وانخفضت النسبة مع
تقادم عمر المساكن ألكثر من 30سنة إلى % 9.9في مقابل % 15.4غ ير راض ين ،ويكمن
التأكيد على أن العالقة بين عمر المسكن والرضا السكني تأخذ اتجاه عكسي ،فقد بلغ معدل االرتباط
بينهما 0.24بمستوى داللة 0.009وهي عالقة ذات تأثير سلبي لعمر المسكن على درجة الرض ا
بمنطقة الدراسة .
التوجهات المستقبلية لإلسكان بالمنطقة :
حاولت الدراسة استقصاء المبحوثين عن مدى إمكانية أن تكون منطقة الدراسة وفروعها تصبح من
ضمن اتجاهات النمو اإلسكاني الرئيسة في المستقبل خاصة لمدينة بنغازي ،وكانت نتائج الدراس ة
الميدانية توصلت إلى أن نسبة % 87.8يعتقدون بان منطقة الدراسة س تكون إح دى التوجه ات
المستقبلية للتطور العمراني واإلسكاني الستيعاب النمو الحضري لمدينة بنغازي الك برى لموقعه ا
الجغرافي الممتاز الذي يمتاز باالستواء شبة التام وعدم وجود عوائق طبيعية بالمنطقة مم ا يس اعد
142
على سهولة الحركة من وإلى المنطقة وداخلها باإلضافة إلى المناخ المعت دل وطبيعته ا الخالب ة
س وسهولة إقامة المشاريع التي تستقطب الشباب للعمل فيها وإنشاء المخططات العمرانية على أس
عصرية تتوفر فيها كل سبل الراحة والخدمات المميزة التي تواكب حالة الحداثة والتكنولوجيا .
أما نسبة الذين يعتقدون أن منطقة الدراسة ال يمكن أن تكون منطقة استقطاب رئيسية للنمو العمراني
واإلسكاني إلقليم بنغازي بلعت %12.2ألنها بعيدة عن مدينة بنغازي وعدم توفر الخ دمات فيه ا
د من وعدم انتباه الدولة إلى هذا الموقع وإهمالها مما جعل هذه المنطقة غير مرغوبة بالنسبة للعدي
السكان ،كما أن العامل القبلي يلعب دورًا كبيرًا في عدم رغبة السكان في االس تقرار به ا ويع د
العامل القبلي من العوامل األساسية المعرقلة لنموها عمرانيًا وعامل طرد للسكان .
وبأن منطقة الدراسة ترتبط بشبكة مرصوفة تربط بين مدينة بنغازي وبينها وهى الشريان الرئيس ي
الذي يخدم بصورة رئيسية لحركة السير فيها والتفاعل المكاني واالقتصادي من خالل تطبيق سياسة
تنموية تهدف إلى االستقرار لتفي بمتطلبات سكان المنطق ة وتنفي ذ الهيكلي ة للنس يج الحض ري
للمنطقة ,وحسب دراسة الجيل الثالث بأنها ستصبح إحدى اتجاهات مدينة بنغازي من خالل مخط ط
التنمية المكانية واإلستراتيجية للمنطقة بإضافة استعماالت قيمة صناعية ورياضية وترفيهية لتزيد من
ل رغبة السكان لالتجاه إليها وبحكم أن تطور اإلسكان في منطقة الدراسة يخضع لتأثير عدة عوام
منها ما هو مرتبط بالسياسات اإلسكانية للدولة التي يتم تنفيذها لتلبية الطلب السكني وح ل العج ز
السكني ،ومنها عوامل مرتبطة بالحركة السكنية التي يقوم بها السكان المحليين أو الوافدين للمنطقة
أو اإلقليم أو المدينة ،وهذا ما ينطبق على منطقة الدراسة ال تي تش هد حرك ة س كنية خ ارج
المخططات العمرانية العامة لمراكز العمران في ظل غياب دور الدولة في مجال اإلسكان .
143
الخاتمـة
االستنتاجات والتوصيات
ركزت هذه الدراسة على تقييم الواقع السكني في المنطقة الممتدة من مدينة دريانة إلى مدينة ت وكرا
وفقًا لألسلوب الجغرافي ،من خالل التركيز على التوزيع الجغرافي للمساكن وخصائص ه حس ب
أنماطها المختلفة ودراسة العرض والطلب السكني من خالل منهجية ته دف للوص ول إلى نت ائج
موضوعية في تقييم الحالة السكنية بالمنطقة وفيما يلي عرض ألهم االستنتاجات التي توصلت إليه ا
الدراسة - :
أوالً :االستنتاجات -:
ائج حددت الباحثة خمسة تساؤالت بحثية تبنت هذه الدراسة وضع إجابات لها ،وعليه فأن أهم النت
ارتبطت باإلجابة على هذه التساؤالت حسب ما يلي -:
از -1اتضح أن العوامل المؤثرة في السكن بمنطقة الدراسة من أهمها تضاريس المنطقة التي تمت
باالستواء الذي يساعد على تطور ظاهرة بناء المساكن خاصة وأن المنطقة تع د من أق دم من اطق
االستقرار البشرى في شرق ليبيا ،فالتضاريس هي المحدد الرئيسي المتعلق بتوجيه النمو السكنى مع
توفر األرضي الصالحة للبناء وبروز ظاهرة هذا البناء على الطريق المؤدي بين بنغ ازي الم رج
والمتمثل في البناء األفقي .
-2الخصائص البشرية كان لها تأثير دائمًا في التطور السكني والمتمثلة في الزيادة السكانية كان لها
دور في النمو العمراني ومع توفر األراضي وعدم استكمال مخطط الجيل الثاني ظهرت المس اكن
خارج المخطط الغير المدروس وظهورها على الطريق المحاذي للطريق الرئيس ي ال ذي يمث ل
الشريان الرئيسي للحركة بالمنطقة .
– 3زادت معدالت بناء المساكن مع زيادة معدالت النمو الس كاني مم ا زاد من مع دالت الطلب
السكني بسبب زيادة عدد األسر خاصة وأن المنطقة ال توجد فيها عوائق طبيعية تح د من التوس ع
السكنى باعتبار األراضي سلعة يعتمد عليها في العرض والطلب السكني .
– 4تبين من خالل الدراسة أن عدد المساكن في المنطقة قد تطور من 1053مسكن وحوالي 809
من بيوت الصفيح إلى حوالي 6041مسكن عام 2015م واختفاء بيوت الصفيح مما يعني تضاعف
ذي عدد المساكن إلى أكثر من خمسة مرات بفعل تزايد عدد سكان المنطقة بسبب النمو السكاني ال
شهدته المنطقة .
145
– 5وصل العجز السكني في المنطقة عام 1973م إلى 340أسرة بدون مسكن وتقلص هذا العجز
السكني عام 2015م إلى 65أسرة بدون مسكن بحكم تطور حركة بناء المساكن خاصة البناء غ ير
الرسمي ( خارج المخططات العامة ) ،مما يعني أن المنطقة لم تحقق الكفاية السكنية في الفترة من
1973م إلى 2015م .
– 6أتضح من الدراسة أن أهم أسباب التوسع السكني خارج المخططات العامة لمراك ز العم ران
بمنطقة الدراسة يعود إلى فترة الفراغ التخطيطي التي لم يتم فيها استكمال مخطط الجيل الثاني وعدم
البدء في تنفيذ مخطط الجيل الثالث ،باإلضافة إلى رخص األراضي وغياب دور الدولة الرقابي في
مجال التخطيط لإلسكان .
– 7أتضح من الدراسة أن عدد المساكن خارج المخططات العامة بلغت نس بته % 35,3وداخ ل
المخطط بلغت نسبتهم % 64,7عام 2015م .
– 8من دراسة تطور الطلب السكني بالمنطق ة نج د أن ه انخفض من % 26.7إلى % 1.4في
الفترة من 1973م إلى 2015م ،بحكم تطور حركة بناء المساكن خاصة في فترة ما بع د 2011م
والتي توسعت خارج المخططات الرسمية .
– 9توصلت الدراسة الميدانية إلى نتائج الرضا عن الحي بلغت % 85.7مقابل بنسبة % 14.3
ة غير الراضيين بسبب عدم توفر الخدمات األساسية المتمثلة في إنارة الشوارع والخدمات التعليمي
والصحية ،وأما الراضيين شغلت النسبة األكبر وهذا ال يعنى رضاهم بالدرجة المطلوبة ولكن تعبر
عن الرضا واالستقاللية في المسكن بقدر تدني الخدمات في المركز العمراني .
وأما الرضا عن المسكن ارتبط بمدى تلبية المسكن لالحتياجات والمتطلبات األساسية وقد بلغت نسبة
الراضين %79وغير الراضين ، %21وتعود أسباب الرضا إلى الرض ا عن مس توى اإلقام ة
وارتفاع متوسط المساحة والحداثة والطراز الحديث وان كان البناء مخالف (غ ير منظم) ،في حين
إن والنسبة غير الراضية هي نسبة قليلة بسبب عمر الوحدة السكنية وص غرها .مع دل اإلش غال
السكنى على أن هناك أزمة سكن مقارنة بعدد األسر ،بالرغم من أن المع دل أنخفض من 1.3إلى
ران في 1في الفترة الممتدة من 1973م إلى 2015م ،وقد تفاوت هذا المعدل ما بين مراكز العم
المنطقة من 0.9إلى . 1
2
– 10تبين من خالل الدراسة الميدانية أن أهم مساحات المساكن انحص رت في مس احة 300م
بنسبة % 29.3وفي المرتبة الثانية جاءت مساحة المساكن 200م 2بنسبة % 23.3ثم المساكن
ذات مساحة 400بنسبة % 20في المرتبة الثالثة .
146
– 11وصل معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية 58م 2للفرد عام 2015م وهو مع دل يف وق
المعدل التخطيطي البالغ 20م/2للفرد وحسب النتائج الدراسة الميدانية ج اء ه ذا المع دل نتيج ة
للتوسعات في المساحات السكنية خارج المخططات العامة بالرغم من التفاوت في هذا المع دل على
مستوى مراكز العمران ما بين 62م 2في مدينة دريانة و 45م 2في مركز بوجرار .
- 12يشير مؤشر الكثافة السكنية إلى انتشار المساكن في المدينة وداخل الوحدة السكنية باعتباره ا
معيار يوضح كفاءة الخدمات بأنواعها وانخفاضها يبين سوء التخطيط العمراني ،وقد بلغت الكثاف ة
السكنية عام 2006م حوالي 2مسكن /هكتار وفي عام 2015م بلغت 4.2مسكن /هكتار .
- 13بينت الدراسة الميدانية أن أهم نمط للمساكن سائد بمنطقة الدراسة كان نمط الفيالت يليه نمط
الحوش ثم الشقق .
- 14ومن ناحية أخرى يرتبط السكن بدرجة التزاحم والتي توض ح العالق ة بين ع دد الغ رف
واألفراد كمؤشر لتقييم الوضع السكنى وان المعدل العام للتزاحم للمنطقة وص ل إلى 1.6ف رد /
غرفة وهو معدل يشير إلى عدد مالئم للغرف مقابل حجم عدد أفراد األسرة مما ي دل على تحس ن
الوضع االقتصادي واالجتماعي للفرد واألسرة ولهذا اتضحت العالقة بأن كلما زاد ع دد الغ رف
انخفض معدل التزاحم داخل الغرفة الواحدة .
ثانيًا :التوصيات :
إن أهمية منطقة الدراسة على مستوى اإلقليمي والفرعي وازدياد نموها وتوسعها العمراني يجعل من
ييم الضروري معالجة موضوع اإلسكان بها بشكل علمي وموضوعي وفقًا لتوصيات تخدم حالة تق
السكن وعليه توصي الدراسة بما يلي - :
-1ضرورة أن تقوم الدولة بمؤسساتها المختلفة بمعالجة ظاهرة السكن غير الرسمي وال ذي ش وّه
المخططات العمرانية لمراكز العمران بمنطقة الدراسة ،كذلك الحد من التوسعات العمرانية خ ارج
المخططات العامة .
ط - 2على الدولة استكمال تنفيذ مخططات الجيل الثالث لحل األزمات التخطيطية خاصة ما يرتب
بالقطاع اإلسكاني .
- 3أن تدعم الدولة القطاع العام والخاص إلقامة المشاريع السكنية لكون هذه المشاريع تس اعد في
حدة المشكلة السكنية وتعطي الفرصة لذوى الدخل المحدود في الحصول على السكن المالئم .
- 4توفير أراضى داخل المخطط العام للمراكز العمرانية لمحدودي الدخل لتفادي البناء العش وائي
الذي يشّوه النسيج الحضري للمنطقة .
147
- 5إيقاف البناء العشوائي الذي يستنزف رصيد األراضي الزراعية وإرش اد وتوعي ة المجتم ع
المحلي بأهمية األراضي الزراعية وعدم الزحف عليها وتقسيمها وبيعها لكسب المال مقابل البناء .
- 6ضرورة تطبيق اللوائح والقوانين والعقوبات على من يخالف قوانين التخطيط العمراني لتفادي
البناء المخالف الذي يربك في المستقبل على مخطط الجيل الثالث .
- 7تطوير قطاعات الخدمات المساعدة لقطاع اإلسكان من خالل تفعيل دور الدول ة في عملي ات
التوجيه العمراني .
ة، - 8التأكيد على العمل وفق سياسات إسكانية تخضع إلجراءات تشريعية واقتصادية واجتماعي
ة تهدف إلى التنسيق بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في مجال اإلسكان حسب خطط تنموي
تهدف لمعالجة االستثمار في مجال اإلسكان في البالد والمنطقة .
ع - 9فتح المجال للشركات الحكومية والخاصة لالستثمار في القطاع السكني وفق متطلبات الواق
الليبي ،وبما يحقق الوصول إلى التوازن بين الطلب والعرض وتقليص الهّوة في توف ير الوح دات
السكنية .
تراتيجي - 10العمل على تخصيص نسبة من الموازنة العامة للدولة الليبية لتشكيل ( صندوق اس
لألجيال القادمة لإلسكان) ،بنسبة تتراوح بين % 3 – 1يمكن أن يتم منح األموال منه للمتزوجين
من بعد ( ) 8 – 4سنوات لغرض تشييد الوحدات السكنية لهم .
- 11استقطاع مبالغ تتراوح بين ( ) % 2 – 0.5شهريًا من الرواتب الرسمية لموظفي الدولة
لدعم المشاريع اإلسكانية ليتم إرجاعها إليهم بعد تقاعدهم ،مع األرباح المتحققة منها ضمن صندوق
إنمائي تضاف إلية بقية المبالغ من الهبات والمساعدات والمنح .
- 12ضرورة قيام الجهات التخطيطية بصياغة خطط لمعالجة أوضاع السكن غير الرسمي والسكن
العشوائي في منطقة الدراسة ضمن خطة وطنية لتلك المعالجة.
كاني - 13دعم البحوث والدراسات التي من شانها السعي لحل المشكالت المرتبطة بالقطاع اإلس
لالستفادة منها في رسم السياسات السكنية في الدولة.
مصادر الدراسة
أوالً :الكتب -:
148
-1إبراهيم موسى الزقراطى ،هاني عبدالرحيم العزيزى ،المصطلحات المفاهيم الجغرافي ( ،عمان
:دار مجدالوى للنشر والتوزيع ،ط2007 ، 1م ) .
- 2احمد علي إسماعيل ،أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ( ،القاهرة :دار الثقافة والنش ر
والتوزيع 1998 ،م ) .
- 3احمد علي إسماعيل ،دراسات في جغرافيا المدن ( ،القاهرة :دار الثقافة للنشر والتوزيع ،ط
1995 ، 5م ) .
– 4الهادي بولقمة ،سعد القزيري ،كت اب الجماهيري ة دراس ة الجغرافيا ( ،س رت :ال دار
الجماهيرية للنشر واإلعالن والتوزيع ،ط 1995 ، 1م ) .
- 5جمال حمدان ،جغرافية المدن ( ،القاهرة :الناشر عالم الكتب ،ط 1971 ، 2م ) .
- 6خالد رمضان بن محمود ،الترب الليبية تركيبه ا – تص نيفها -وخواص ها – وإمكانياته ا
الزراعية ( ،طرابلس :الهيأة القومية للبحث العلمي ،ط 1995 ، 1م ) .
- 7سعد خليل القزيري ،التحضر والتخطيط الحض ري في ليبيا ( ،بنغ ازي :مكتب العم ارة
لالستشارات الهندسية 1994 ،م ) .
- 8سعد خليل القزيري ،ندوة الجيل الثالث ومستقبل المدن في ليبيا ( ،بنغازي :منشورات مركز
العمارة ،ط 2006 ، 1م ) .
- 9سعد خليل القزيري ،دراسات في سكان ليبيا ( ،بنغازي :دار النهض ة العربي ة ،ط ، 1
2003م ) .
- 10سعدي محمد صالح ،وآخرون ،جغرافيا اإلسكان ( ،بغداد :منش ورات جامع ة بغ داد ،
1990م ) .
- 11صفوح خير ،الجغرافية موضوعها وأهدافها ( ،دمشق :دار الفكر 2000 ،م ) .
- 12عباس فاضل السعدي ،دراسات في جغرافية السكان ( ،اإلسكندرية :منش اة المع ارف ،
1988م ) .
- 13عبداألله أبوعياش ،إسحاق يعقوب قطب ،االتجاهات المعاصرة فى الدراسات الحضرية ( ،
الكويت :وكالة المطبوعات ،ط 1980 ،1م ) .
- 14عبدالعزيز طريح شرف ،جغرافيا ليبيا ( ،بنغازي :دار قورينا للنشر ،ط 1985 ، 3م ) .
- 15عبدالفتاح محمد وهيبة ،جغرافية السكان ( ،بيروت :دار النهضة العربية 1979 ،م ) .
- 16عبدالفتاح محمد وهيبة ،جغرافية المدن ( ،اإلسكندرية :منشاة المعارف 1975 ،م ) .
149
- 17على الحوات ،التخطيط الحضري ( ،مصراته :الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن
،ط 1990 ،1م ) .
- 18على الميلودي أعمورة ،ليبيا تطور المدن والتخطيط الحض ري ( ،ب يروت :دار الملتقى
للطباعة والنشر 1998 ،م ) .
- 19عوض يوسف الحداد ،سالم فرج العبيدي ،دراسات تطبيقية في جغرافية ليبي ا البش رية ،
( بنغازي :منشورات جامعة قاريونس ،ط 2002 ،1م ) .
- 20فايز العيساوي ،أسس جغرافية السكان ( ،بيروت :دار النهضة العربية ،ط 1980، 2م )
.
– 21فتحي أبو عيانه ،جغرافية العمران ( ،اإلسكندرية :دار المعرفة الجامعية 2000 ،م ) .
– 22فتحي محمد أبو عيانة ،جغرافي ة الس كان ( ،اإلس كندرية :دار المعرف ة الجامعي ة ،
2007م ) .
- 23فؤاد بن غضبان ،المدن المستدامة والمشاريع الصغرى ( ،عم ان :دار الص فاء للنش ر
والتوزيع ،ط 2014 ، 1م ) .
- 24محمد المبروك المهدوي ،جغرافية ليبيا البشرية ( ،بنغازي :منشورات جامعة قاريونس ،
ط 1990 ، 2م ) .
- 25محمد خميس الزوكة ،التخطيط اإلقليمي وأبعاده الجغرافية ( ،اإلس كندرية :دار المعرف ة
الجامعية 1995 ،م ) .
اهرة : - 26محمد صبحى عبدالحكيم ،محمد سيد غالب ،السكان – ديمغرافيا وجغرافيا ( ،الق
مكتبة االنجلو المصرية ،ط 1990 ، 5م ) .
ورات - 27محمد عبداهلل المة سهل بنغازي -دراسة في الجغرافيا الطبيعية ( ،بنغازي :منش
جامعة قاريونس 2003 ،م ) .
- 28منصور محمد الكيخيا ،جغرافية السكان ( ،بنغازي :منشورات جامع ة ق اريونس ،ط
2003 ، , 1م ) .
- 29عبداهلل عطوى ،جغرافية المدن ( ،بيروت :دار النهضة العربية 1998 ،م ) .
– 30علي عبدالرازق جلبى ،علم اجتماع السكان ( ،اإلس كندرية :دار المعرف ة الجامعي ة ،
1998م ) .
- 31غادة محمد ريحان ،عمليات االرتقاء بالمناطق العشوائية في فاعلية لتنفي ذ المخطط ات ،
( القاهرة :المكتبة األكاديمية ،الطبعة األولى 2008 ،م ) .
150
، - 32زين العابدين علي ،التخطيط الحضري ( ،طبرق :منشورات جامعة المس يرة ،ط 1
2004م ) .
- 33كامل بكرى ،التنمية االقتصادية ( ،بيروت :دار النهض ة العربي ة للطباع ة والنش ر ،
1986م )
151
2006م - - 9عادل إدريس فتح اهلل الخالدى " ،واقع السكن في مدينة طبرق للف ترة -1960
دراسة تقيميه " ،بحث مقدم للمؤتمر الوطني األول لإلسكان في ليبيا بمدينة بنغازي ،خالل الف ترة
19 -17ديسمبر 2012م .
- 10عبداهلل شامية ،محمد كعيبة " ،النمو السكاني وأثرها على س وق الوح دات الس كنية في
االقتصاد الليبي " ،مجلة البحوث االقتصادية ،العددان األول والثاني ،السنة األولى ،تص در عن
مركز البحوث واالستشارات االقتصادية ،جامعة قاريونس ( ،بنغازي ) 1996 ،م .
- 11علي الميلودي اعمورة " ،المعايير اإلسكانية والمواد واألساليب المناسبة للمبنى الس كني " ،
مؤتمر اإلسكان ومواد البناء المنعقد بطرابلس من 23-21ابريل 1989م .
- 12محمد جاسم الشعبان ،أسس العلمية لتقدير الحاجة السكنية والطلب السكنى -دراسة تطبيقية
لمدينة فلوجة ،مجلة جامعة بغداد ،العدد التاسع ،المجلد األول 2014 ،م ( ،بغداد ) ،تصدر عن
جامعة بغداد .
هل - 13محمد عبداهلل المة ،المشكالت الناجمة عن استنزاف المياه الجوفية في سهل جفارة وس
بنغازي ،مجلة قاريونس العلمية ،العدد الثالث والرابع ،السنة 2000 ، 13م ( ،بنغازي) ،تصدر
عن جامعة قاريونس .
- 14مريم جبار رشم ،العشوائيات واألمن االجتماعي -دراسة ميدانية اجتماعية ،مجل ة كلي ة
البنات والتربية ،المجلد ، 25قسم الخدمة االجتماعية 2014 ،م .
- 15مريم خيراهلل خلف ،تحليل جغرافي للخصائص السكانية والعمرانية للبنية السكنية في مدين ة
الزبير ،مجلة الخليج العربي ،العدد ( ، )4 ، 3المجلد (2013 ، )41م ،تصدر عن مجلس النشر
العلمي ،جامعة الكويت.
- 16مصطفى عمر التير ،التخطيط للتنمية والتحديث والتكتالت االجتماعي ة -حال ة المجتم ع
الليبي ،مجلة األكاديمية للعلوم اإلنسانية واالجتماعية ،العدد األول ( ،طرابلس) 2006 ،م.
- 17مفيدة خالد الزقوزي ،القوى العاملة النسائية في ليبيا ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنس انية ،
العدد،12السنة الثالثة،تصدر عن الهيئة القومية للبحث العلمى(،طرابلس)1997،م.
- 18موسى رجب عبدالشفيع ،احمد عبدالسالم عبدالنبى ،تق ييم الوض ع الس كنى في مدين ة
البيضاء ،مجلة المختارة للعلوم اإلنسانية ،العدد الخامس والعشرون ، 2002 ،تصدر عن جامعة
عمر المختار.
152
- 19وليد المنيسى ،الضوابط االجتماعية واالقتصادية المؤثرة في الطلب على المسكن بالكويت ،
مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ،العدد الثاني واألربعون ،السنة الحادي ة عش ر ،مجلس
النشر العلمي ،جامعة الكويت ،الكويت .
:+
ثالثا :رسائل الماجستير
- 1خلف حسن الدليمى 1990 ( ،م ) " :بدائل النمو الحضري للمدن المح ددة للتوس ع بمدين ة
الرمادي " ،مركز التخطيط الحضري واإلقليمي ،جامعة بغداد ،رسالة ماجستير غير منشورة .
- 2عادل إدريس فتح اهلل 2009 ( ،م ) " :التحليل المكاني لتطور استعماالت األرض في مدين ة
طبرق " ،جامعة قاريونس ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة .
- 3سميرة عبدالقادر حلوم 2003 ( ،م ) " :سياسات اإلسكان في ليبيا وأثرها على قطاع الس كن
في مدينة اجدابيا " ،جامعة قاريونس ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجستير غير منشورة
.
- 4فاطمة عبدالنبى عطية 2004 ( ،م ) " :النمو الحضري في مدينة االبيار -دراس ة تحليلي ة
لحاالت البناء المخالف ،جامعة بنغازي ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافيا ،رسالة ماجس تير غ ير
منشورة .
- 5عمر سليمان صالح الحاسي 2000 ( ،م ) " :الحركة السكنية في مدين ة بنغ ازي -دراس ة
تحليلية لالنتقال السكاني بين محالت المدينة " ،جامعة قاريونس ،كلية اآلداب ،قسم الجغرافي ا ،
رسالة ماجستير غير منشورة .
رابعًا :التقارير الرسمية .
-1ليبيا ،أمانة اللجنة الشعبية العامة للمرافق ،إقليم بنغازي ،التقرير النهائي من المخطط الع ام ،
مؤسسة دوكسيادس – دوكس -ليبيا -ا. 44 -
– 2ليبيا ،أمانة اللجنة الشعبية للمرافق العامة ،التقرير النهائي من المخطط العام ت وكرا ،دوكس
ليبيا -أ. -
– 3ليبيا ،أمانة اللجنة الشعبية للمرافق العامة ،التقرير النهائي من المخطط العام المبنى ،دوكس
ليبيا -أ.-
– 4ليبيا ،أمانة اللجنة الشعبية للمرافق العامة ،التقرير النهائي من المخطط العام برس س دوكس
ليبيا -أ. -
– 5ليبيا ،أمانة اللجنة الشعبية للمرافق العامة ،التقرير النهائي من المخطط العام دريانة ،دوكس
ليبيا -أ. -
153
- 6برنامج األمم المتحدة للمستوطنات البشرية ،يوم الموئل العالمي ،اليابان 2001( ،م ).
– 7ليبيا ،أمانة االقتصاد ،مجلس التطوير االقتصادي ،التقرير الوطني األول لحالة الس كان في
ليبيا 2010 ،م .
– 8ليبيا ،مكتب العمارة لالستشارات ،مشروع المخططات الجيل الثالث ،إقليم بنغازي ،تطوير
المخطط العام ،الجزء األول 2010,تقرير رقم .19-5
– 9ليبيا ،مصلحة اإلحصاء والتعداد ،النتائج النهائية لتعداد المباني والمساكن 1973م.
– 10ليبيا ،مصلحة اإلحصاء والتعداد ،النتائج النهائية لتعداد المباني والمساكن 1984م.
- 11مصلحة اإلحصاء والتعداد ,النتائج النهائية لتعداد المباني والمساكن 1995م .
– 12ليبيا ،مصلحة اإلحصاء والتعداد ,النتائج النهائية لتعداد المباني والمساكن 2006م.
– 13ليبيا ،الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق ،النتائج النهائية للتعداد للسكان في ليبيا 1973م.
– 14ليبيا ،الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق ،النتائج النهائية للتعداد للسكان في ليبيا 1984م .
– 15ليبيا ،الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق ،النتائج النهائية للتعداد للسكان في ليبيا 1995م .
–16ليبيا ،الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق ،النتائج النهائية للتعداد للسكان في ليبيا 2006م .
–17ليبيا ،الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق ،تقرير خريطة التنمية في الشعبيات ( ،د ،ت ).
– 18ليبيا ،مخطط دوكسيادس إقليم بنغازي ،مناطق المخططات الشاملة والعام ة ( ،مق اييس
التخطيط والتطوير ) ،أثينا 1980 ،م .
154
الـمالحـق
الملحق رقم ()1
استمارة استبيان البحث الميداني
لكل من منطقة توكرا – دريانة – برسس – المبنى – بوجرار
إن االستمارة التي بين يديك اعتمدت من قبل الباحثة وهي تشمل على العديد من األسئلة
التي تخدم رسالة الماجستير بعنوان " تقييم السكن للمنطقة الممتدة من " توكرا شرقًا إلى
واعتزازًا من الباحثة بتعاونكم وحرصكم على العطاء والتعاون والمساعدة بالمعلوم ات
التي تخدم الدراسة نأمل تكرمكم باإلجابة بكل موض وعية ومص داقية خ دمتنا للبحث
العلمي.
156
.2جنس رب األسرة
.5الحالة االجتماعية
.9مهنة رب االْسرة
.11مكان العمل
–2خارج مكان اإلقامة. - 1داخل مكان إقامتك
.......................................... .12إذا كانت اإلجابة الثانية أذكر اسم المدينة التي تعمل فيها
.13دخل رب األسرة
1500 - 1000 – 3 1000 -500 -2 -1أقل من500
-5أكثر من 2000 2000 – 1500 -4
.14كم عدد أفراد األسرة
) 12 -10 ( - 4) 9 –7 ( –3 ) 6- 4( –2 ) 3 - 2 ( -1
16( -6فأكثر ) )15 -13 ( -5
157
.15هل توجد أسر أخرى غير أسرتك تقيم معكم في المسكن .
(-6 )6(-5إذا أكثر من 6فأذكر العدد )........ )5(-4 )4(3- )3(-2 )2(-1
158
.26هل يوجد عداد مياه
) .30إذا كان المسكن إيجار مقابل دفع شهري يمكن ذكر القيمة (
-2ال - 1نعم
.33هل راضي على اإلقامة بالحي السكنى
...............................................................................
.34هل برأيك بأن منطقة الساحل (دريانة – توكرا وفروعهما ) ستص بح من ض من التوجه ات
المستقبلية لسكان بنغازي لإلقامة فيها إذا توفرت فيها وظائف متعددة
إذا كانت اإلجابة بنعم وضح ذلك ـ وإذا كانت اإلجابة بال وضح ذلك
………………………………………………………………………………………
………………………………………………………………………………………
………………………………..………………………………………………….
159
.35نأمل منكم التكرم بكل موضوعية ومصداقية تقييم الخدمات التالية - :
160
The Summary
The study deals with the phenomenon of housing in being realistic
increasing demand for them , if that state's inability to handle the growing
Libya in general and the study area in particular , it has been having an
impact the internal structure of the cities and centers of urbanization and
land use and development , said that the spread of the phenomenon of the
construction of housing schemes within the space areas and green spaces
and outside the formal architectural drawings that have affected the urban
fabric , from here came the study under the reality residential area
to assess the reality of housing in the study area through the objectives of
In order to reach this goals The study was based on data necessary
to the field side to collect data on the general features of the housing study
161
area, and field work included the distribution of 400 paper questionnaires
The study found several results , most notably that the phenomenon of
demand for housing is not born of the current circumstances , but it’s a
long time , and that the domestic growth rate faster than residential rates
sector affected in the second half of the eighties period than him unable to
meet the demand , because affected funded institutions for this sector as
162