You are on page 1of 11

‫مقدمة‬

‫إن اإلنسان اجتماعي بطبيعته يتكثل مع بني جنسه في مجموعات بشرية ذات اهتمامات وأهداف مختلفة‬
‫و متنوع ة ل ذا تطلبت وج ود قائ د يس هر على حس ن تنظيم تحقيقه ا‪ ،‬وم ع تط ور وتنظيم المجتمع ات في‬
‫مؤسس ات ظه ر مفه وم اإلدارة‪ ،‬وأص بح وج ود اإلدارة حتمي في ك ل التجمع ات البش رية ال تي تمتل ك‬
‫إمكاني ات مادي ة و فني ة وطبيعي ة تس اعدها على تحقي ق أه دافها و تنفي ذ واجباته ا إذا ف اإلدارة بش كل ع ام‬
‫فع ال يعتمد‬
‫هي الركيزة األساسية لكل عمل مبني على أسس علمية بل مع وجود جهاز تنفيذي إداري ّ‬
‫على أساليب إدارية حديثة تكفل تقديم الخدمات في أقصر وقت و بأقل تكلفة ممكنة ‪.‬‬

‫إن أي تنظيم ّأيا كان هدفه يحتاج إلى اإلدارة مثل الوزارات‪ ،‬الجامعات المدارس……… وغيرها فمن‬
‫هن ا ك ان اهتم ام الم ؤلفين والب احثين أن يق دموا لدارس ي اإلدارة العام ة والع املين في مب ادئ األص ول‬
‫واألسس والمبادئ اإلدارية العامة وبعض الحقائق والمعلومات ومحاولة ربط هذه الحقائق والمعلومات‬
‫بواقع اإلدارة العلمي ومن بين هؤالء المفكرين نجد هنري فايول‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نظرية التقسيم اإلداري المفهوم‪ ،‬األسس والمبادئ‬

‫المطلب األول‪ : ‬مفهوم" نظرية التقسيم" اإلداري‬

‫إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى‪ ‬مبادئ إدارية نظرية لتكون أساس اً لعمليات‬
‫التنظيم والتصميم اإلداري وقد جاء دعاة‪ ‬هذه النظرية من بلدان مختلفة حيث إن هنري فايول فرنسي‪،‬‬
‫ولين دال أروي ك بريط اني‪ ،‬أم ا‪ ‬ل وثر جيولي ك وم وني ورايلي فهم أمريكي ون وال ذي جمعهم في مدرس ة‬
‫واح دة أنهم ك انوا‪ ‬معن يين بالوص ول إلى المب ادئ اإلداري ة ال تي تحكم التنظيم في البيئ ات المختلف ة‪،‬‬
‫وذل ك‪ ‬ف إن أفك ار ه ذه النظري ة ك انت أك ثر عمق اً وتجري داً من نظري ة اإلدارة العلمي ة واسترش د‪ ‬كتابه ا‬
‫بالتنظيم ات الص ناعية العس كرية وغيره ا للوص ول إلى ه ذه المب ادئ ال تي اعتبروه ا‪ ‬أساس اً إليج اد علم‬
‫‪1‬‬
‫إداري‪.‬‬

‫‪ 1‬إبراهيم بن علمي الملحم ‪ ،‬علماء اإلدارة وروادها في العالم – سير ذاتية وإ سهامات علمية وعملية – ‪ ،‬الرياض المملكة العربية‬
‫السعودية ‪ ،‬سنة ‪ ، 2008‬بدون طبعة ‪ ،‬بدون دار النشر‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األسس العامة للنظرية‬

‫في الوقت الذي كان ينادي فيه تايلور باإلدارة العلمية في أمريكا كان هنري فايول ينادي بمبادئ اإلدارة‬
‫في فرنسا و ظهرت أفكاره في كتابه المشهور( اإلدارة العامة و الصناعية ) و قد قام فايول بتصنيف‬
‫األنشطة التي تقوم بها المنظمة إلى ستة وظائف و هي على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪-1‬الوظيفة تقنية ‪ :‬تشمل عمليات تحويل و التصنيع و اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪-2‬الوظيفة التجارية ‪ :‬تشمل عمليات الشراء و البيع ‪.‬‬

‫‪ -3‬الوظيف ة المالي ة ‪ :‬تش مل عملي ات البحث عن األم وال وجلبه ا وتوظيفه ا و توفيره ا و االس تخدام‬
‫األمثل و االقتصادي لها و حسن استثمارها ‪.‬‬

‫‪-4‬الوظيفة المحاسبية ‪ :‬تشمل هذه الوظيفة تسجيل مختلف العمليات التي قامت بها المؤسسة و إعداد‬
‫الميزانية و التكاليف كما أنها تتضمن القيام بالعمليات اإلحصائية‬

‫‪-5‬وظيفة األمن ‪ :‬و يتعلق األمر بحماية الممتلكات و المحافظة عليها و المحافظة على السالمة األفراد‬
‫العاملين في المنظمة ‪.‬‬

‫‪-6‬الوظيف ة اإلداري ة ‪ :‬حس ب ف ايول تق وم ه ذه الوظيف ة بـ التخطي ط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيه‬


‫التنسيق و الرقابة و اعتبر فايول أن الوظيفة اإلدارية من اهم الوظائف و أحاطها بقدر كبير من العناية‬
‫و االهتمام ‪.2‬‬

‫و قد قام فايول أيضا بوضع خصائص و صفات يجب توافرها عند المديرين(القائد) فحسب فايول يجب‬
‫أن تتوفر فيهم الخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬صفات جسمانية ‪ :‬الصحة و القوة ‪.‬‬

‫‪-2‬صفات ذهنية ‪ :‬القدرة على الفهم و الدراسة و التحليل ‪.‬‬

‫‪ -3‬صفات خلقية ‪ :‬حسن الصورة والهندام ‪.‬‬

‫‪ -4‬صفات تربوية ‪ :‬اللباقة وحسن المعاملة ‪.‬‬

‫أ‪.‬د أحمد عبد اهلل الصباب ‪ ،‬أساسيات اإلدارة الحديثة ‪ ،‬خوارزم العلمية ناشرون مكتبات ‪ ،‬سنة ‪ ، 1426-2005‬بدون طبعة ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.61‬‬
‫‪ -5‬صفات تقنية ‪ :‬ترتبط بالوظيفة التي يؤذيها المدير ‪.‬‬

‫‪ -6‬صفات تتعلق بالخبرة و التجربة ‪ :‬الخبرة بالتعلم و التجربة بالمعرفة حتى يؤدي بطريقة سليمة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المبادئ العامة لنظرية التقسيم اإلداري‬

‫مع تسليم فايول بأن أسس اإلدارة مرنة و ال تعبر عن قواعد ثابتة و محددة‪،‬فقد وضع (‪ )14‬مبدأ من‬
‫مبادئ اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته و خبراته و لكنه دعا إلى وجوب استعمالها و تطويرها‬
‫حسب الظروف و هذه المبادئ كاآلتي ‪:3‬‬

‫‪-1‬مبدأ التخصص ‪:‬‬

‫تجميع الوظائف المرتبطة مع بعضها البعض ‪.‬‬

‫‪-2‬مبدا السلطة و المسؤولية ‪:‬‬

‫أوض ح ف ايول االرتب اط الوثي ق بين الس لطة و المس ؤلية‪،‬وأن ه ذه األخ يرة موازي ة للس ابقة ومنبثق ة‬
‫عنه ا‪،‬وي رى ف ايول الس لطة مزيج ا من الس لطة الرس مية المس تمدة من المنص ب الرس مي واختصاص اته‬
‫والسلطة الشخصية التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة ‪.‬‬

‫‪-3‬مبدأ اإلنضباظ ‪:‬‬

‫وه و في نظ ر ف ايول اح ترام االلتزام ات الهادف ة إلى تحقي ق الطاع ة والتنفي ذ ومظ اهر االح ترام‪،‬ويق رر‬
‫فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات ‪.‬‬

‫‪-4‬مبدأ وحدة القيادة ‪:‬‬

‫ه ذا يع ني أن يك ون لك ل موظ ف رئيس واح د يتلقى من ه األوام ر والتوجيه ات ويرف ع ل ه التق ارير ‪.‬‬
‫‪-5‬مبدأ وحد التوجيه ‪:‬‬

‫و يقض ي ه ذا المب دأ أن ك ل مجموع ة من النش اط تعم ل لتحقي ق هدف واح د‪،‬ويجب أن يك ون له ا رئيس‬
‫واحد وخطة واحدة وهذا المبدأ يهتم بالنشاط األفراد ‪.‬‬

‫‪.‬سامي محمد هشام حريز (ماجستير دراسات عليا) ‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال – مهارات نظرية وتطبيقة‪ ، -‬األردن ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪3‬‬

‫األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2008‬بدون دار النشر‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪-6‬مبدأ سيادة المصلحة العامة على المصلحة الفردية ‪:‬‬

‫وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع المصلحة العامة أو األهداف‬
‫تمراريته ‪.‬‬ ‫تقرار التنظيم واس‬ ‫ة على اس‬ ‫ل المحافظ‬ ‫ك من أج‬ ‫ة‪،‬وذل‬ ‫ة للمنظم‬ ‫العام‬
‫‪-7‬مبدأ األجر العادل ‪:‬‬

‫يقضي هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات ‪.‬‬
‫‪-8‬مبدأ المركزية أو تفويض السلطة ‪:‬‬

‫ويقصد به مدى تركيز السلطة أو توزيعها‪،‬وهذا المدى يختلف من منظمة إلى أخرى وتحكمه ظروف‬
‫وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري ‪.‬‬

‫‪-9‬مبدأ التسلسل وتدرج الرتبوي ‪:‬‬

‫يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي ويعني تسلسل الرؤساء من أعلى إلى أسفل‬
‫وتوضيح هذا التدرج الرئاسي لجميع مستويات اإلدارة ‪.‬‬

‫‪-10‬مبدأ الترتيب ‪:‬‬

‫ويقصد به فايول وضع كل شيء و كل شخص في مكانه و يقسمه فايول إلى قسمين نظام مادي يعني‬
‫بوضع اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل‪،‬ونظام اجتماعي يهتم بوضع كل‬
‫شخص في المكان المناسب‪،‬كما يهتم بتنسيق الجهود وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة‬
‫في التنظيم‬

‫‪-11‬مبدأ العدل و المساواة في معاملة األفراد ‪:‬‬

‫يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم وأن يلتزم كل منهم‬
‫على حقوقه كافة ‪.‬‬

‫‪-12‬مبدأ استقرار األفراد ‪:‬‬

‫ينص ه ذا المب دأ على أهمي ة اس تقرار الموظ ف في عمل ه‪،‬كم ا يؤك د على أن المنظم ات الناجح ة هي‬
‫تقرة ‪.‬‬ ‫ات المس‬ ‫المنظم‬
‫‪-13‬مبدأ حرية المبادرة ‪:‬‬
‫المبادرة عند فايول إعداد الخطط وكيفية تنفيذها‪،‬ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء الفرصة للمرؤوسين‬
‫لممارسة المبادرة في العمل وإ عداد المقترحات وتنمية روح االبتكار ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬رواد نظرية التقسيم االدار يو أفكارهم‬

‫المطلب األول‪ : ‬اسهمات هنري فايول‪1841 ‬م –‪1925 ‬‬

‫لق د تم يز ه نري‪ ‬ف ايول عن فري دريك ت ايلور رغم أن ه ك ان ه و اآلخ ر مهندس اً ‪ ،‬بأن ه ك ان من بين‬
‫الكتاب‪ ‬األوائل الذين حاولوا تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصباً إداريا‪ ،‬بينما ‪ ‬كان تايلور‬
‫يعم ل في خ ط اإلنت اج‪ ،‬ومن ثم اهتم ف ايول بوظ ائف اإلدارة على المس تويات‪ ‬المختلف ة‪ ،‬وح اول يط ور‬
‫نظاماً فكرياً إدارياً يمكن تعليمه ودراسته‪.‬‬

‫فعلي حين‪ ‬شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور‪ ‬لرفع‬
‫الكف اءة اإلنتاجي ة للعام ل في المص نع‪ ،‬ك انت هن اك مح اوالت مهم ة تج ري على أرض‪ ‬فرنس ا بمعرف ة‬
‫ه نري ف ايول رج ل الص ناعة الفرنس ي لوض ع نظري ة عام ة لإلدارة ‪ ،‬اتض حت‪ ‬معالمه ا في كتاب ه ال ذي‬
‫‪4‬‬
‫ظهر في فرنسا عام‪1916 ‬م تحت عنوان‪ " ‬اإلدارة الصناعية‪ ‬والعامة‪." ‬‬

‫ولم ي ترجم ه ذا المؤل ف ال ذي نش ر بالفرنس ية إلى اإلنجليزي ة ح تى ع ام‪1929 ‬م في بريطاني ا‪،‬‬


‫وع ام‪1949 ‬م في الوالي ات المتح دة األمريكي ة‪ .‬وإ ن ك ان ج انب من‪ ‬إنت اج ف ايول ق د تض منته مجموع ة‬
‫الوثائق التي أصدرها لوثر جوليك وليندال أرويك عام‪1937 ‬م‪.‬‬

‫وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة ‪ ،‬ومن هنا قدم خبراته الطويلة‪ ‬ومالحظاته المهمة التي أسهمت‬
‫في تحدي د أس س اإلدارة‪ ،‬ولع ل أهمي ة كتابات ه في الفك ر‪ ‬اإلداري الح ديث تكمن في تحليالت ه العميق ة‬
‫للنش اط اإلداري‪ ،‬وفي إيمان ه الق وي بوج ود‪ ‬مب ادئ لإلدارة تتم يز بعموميته ا ‪ ،‬ووج وب تدريس ها‪ .‬فلق د‬
‫اهتم فايول باإلدارة في قطاع‪ ‬األعمال‪ ،‬ولما كانت األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني‬
‫اإلدارة العامة‪ ‬وإ دارة األعمال‪ ،‬ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم ملخص اً آلرائه التي‪ ‬اثرث‬
‫الفكر اإلداري‪.‬‬

‫مطاوع‪ ،‬إبراهيم عصمت و حسن‪ ،‬أمينة أحمد‪ .‬األصول اإلدارية للتربية‪ .‬جدة‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ 1416 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪4‬‬
‫لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم‪ ‬إلى ستة مجموعات رئيسة وهي على النحو‬
‫التالي‪: 5‬‬

‫‪ -‬النشاطات الفنية‪ ( ‬اإلنتاج‪ ‬والتصنيع)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات التجارية‪ ( ‬المشتريات‪ ،‬المبيعات والتبادل)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات التمويلية‪ ( ‬الموارد المالية‪ , ‬االستثمارات والمصروفات)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات‪ ‬األمنية‪ ( ‬الممتلكات واألشخاص)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف‪ ‬واإلحصاءات‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات اإلدارية‪ ( ‬التخطيط ‪ ،‬التنظيم والتوجيه‪ ،‬التنسيق‪ ‬والرقابة)‪.‬‬

‫وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها‪ .‬كما أكد على أهمية النشاطات‬
‫اإلداري ة بالنس بة للوظ ائف العلي ا‪ ،‬ف إذا اس تطاع اإلداري‪ ‬القي ام به ذه المه ام اإلداري ة ف إن قيادت ه س تكون‬
‫ناجحة وفعالة‪.‬‬

‫ولقد تضمن مؤلف‪ ‬فايول موضوعات تعالج النواحي التالية‪:‬‬

‫صفات اإلداريين وتدريبهم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫األسس‪ ‬العامة لإلدارة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫وظائف اإلدارة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫أوالً‪ : ‬صفات اإلداريين وتدريبهم‬

‫يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب‪ ‬توافره‪ ،‬وهي صفات‬
‫جس مية وص فات ذهني ة وص فات أخالقي ة‪ ،‬يض اف إليه ا س عة إطالع الم ديرين‪ ‬وثق افتهم العام ة‪ .‬وأش ار‬
‫فايول إلى أن أهمية هذه الصفات نسبية ‪ ،‬وأن القدرات‪ ‬والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع‬

‫محاضرات الدكتور بوقلقول الهادي أستاذ محاضر بجامعة باجي مختار عنابة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم‬ ‫‪5‬‬

‫التجارية ‪ ،‬جذع مشترك ‪.LMD ، 2011-2012‬‬


‫الم دير في الس لم اإلداري‪ ،‬في حين‪ ‬تك ون الق درات والمه ارات الفني ة مهم ة في المس تويات اإلداري ة‬
‫الوسطى‪ ‬والدنيا‪.‬‬

‫ثانياً‪ : ‬األسس العامة لإلدارة‬

‫م ع تس ليم ف ايول ب أن أس س اإلدارة‪ ‬مرن ة وال تع بر عن قواع د ثابت ة ومح ددة‪ ،‬فقد وض ع أربع ة عش ر‪( ‬‬
‫‪ )14‬مبدأ من مبادئ‪ ‬اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكداً أنها تتضمن حسن أداء‬
‫المدير‪ ‬لدوره إذا ما التزم بها وسار عليها‪ ,‬وهذه المبادئ هي‪:‬‬

‫‪ -1‬تقسيم العمل‪ : ‬ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة‬
‫لالستخدام‪ ‬األمثل للقوى العاملة‪ ،‬ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات‪ ‬اإلدارية‬
‫ة‪.‬‬ ‫والفني‬
‫‪ -2‬السلطة والمسؤولية‪ : ‬أوضح فايول االرتباط الوثيق بين‪ ‬السلطة والمسؤولية‪ ،‬وأن األخيرة موازية‬
‫للس ابقة منبثق ة عنه ا‪ ،‬ويرى ف ايول الس لطة‪ ‬مزيج ا من الس لطة الرس مية المس تمدة من المنص ب الرس مي‬
‫واختصاص اته‪ ،‬والس لطة الشخص ية‪ ‬ال تي قوامه ا ال ذكاء والخ برات والخل ق الق ويم والق درة على القي ادة‪.‬‬
‫‪-3‬االل"""""تزام‪ ‬بالقواع"""""د‪ : ‬وهي في نظ ر ف ايول اح ترام االلتزام ات الهادف ة إلى تحقي ق الطاع ة‬
‫والتنفي ذ‪ ‬ومظ اهر االح ترام‪ ،‬ويق رر ف ايول أن تحقي ق النظ ام يرتب ط بوج ود م ديرين على درج ة علي ة‬
‫تويات‪.‬‬ ‫ع المس‬ ‫اءة في جمي‬ ‫من‪ ‬الكف‬
‫‪ -4‬وحدة األمر‪ : ‬وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس‪ ‬واحد‪ ‬يتلقى منه األوامر والتوجيهات ويرفع‬
‫إليه التقارير‪.‬‬

‫‪ -5‬وح""دة اإلتج""اه‪ : ‬ذل ك‪ ‬أن ك ل مجموع ة من النش اط متح دة اله دف يجب أن يك ون له ا رئاس ة واح دة‬
‫وخطة واحدة‪ ،‬وتختلف عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد‪.‬‬

‫‪ - 6‬خضوع األفراد للمصلحة‪ ‬العامة‪ : ‬وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح‬
‫الع املين م ع‪ ‬المص الحة العام ة أو األه داف العام ة للمنظم ة‪ ،‬وذل ك من أج ل المحافظ ة على‬
‫تمراريته‪.‬‬ ‫تقرار‪ ‬التنظيم واس‬ ‫اس‬
‫‪ - 7‬المكاف""آت‪ : ‬يقض ى ه ذا المب دأ ب أن تك ون ال رواتب والمكاف آت‪ ‬عادل ة ومجزي ة لجمي ع الع املين في‬
‫تويات‪.‬‬ ‫ع المس‬ ‫جمي‬
‫‪ - 8‬المركزية‪ : ‬ويقصد بها مدى‪ ‬تركيز السلطة أو توزيعها‪ ،‬وهذا المدى يختلف من منظمة ألخرى‪،‬‬
‫وتحكم ة ظ روف وعوام ل‪ ‬متداخل ة في الموق ف اإلداري‪ ،‬ويجب أن يك ون هن اك نقط ة ت وازن بين‬
‫المركزية المطلقة‪ ‬والمركزية الكاملة‪.6‬‬

‫‪ -9‬تسلس" " " ""ل القي" " " ""ادة‪ : ‬ي رى ف ايول ت درج مس تويات القي ادة في‪ ‬التنظيم بش كل ه رمي‪.‬‬
‫‪ - 10‬النظ"ام‪ : ‬ويقص د ب ه ف ايول وض ع ك ل ش يء وك ل ش خص في مكان ه‪ ‬ويقس مه ف ايول إلى قس مين‪،‬‬
‫نظ ام م ادي يع ني بوض ع اآلالت واألدوات والمع دات في مكانه ا‪ ‬المناس ب لمص لحة العم ل‪ ،‬ونظ ام‬
‫اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في المكان المناسب‪ ،‬كما يتهم‪ ‬بتنسيق الجهود‪ ،‬وتحقيق االنسجام بين‬
‫نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم‪.‬‬

‫‪ -11‬العدال""ة‪ : ‬يجب أن يعام ل جمي ع الع املين معامل ة واح دة به دف الحص ول على والئهم‪ ‬وانتم ائهم‪،‬‬
‫وأن يلتزم كل منهم بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه‪ ‬كافه‪.‬‬

‫‪ -12‬االستقرار الوظيفي‪ : ‬ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في‪ ‬عملة‪ ،‬كما يؤكد على أن‬
‫المنظمات الناجحة هي المنظمات المستقرة‪.‬‬

‫‪ -13‬المب " ""ادأة‪ : ‬المب ادأة عن د ف ايول تع ني المب ادرة إلع داد الخط ط وكيفي ة تنفي ذها‪ ،‬ويط الب‬
‫فايول‪ ‬الرؤساء بإعطاء الفرصة للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية‪ ‬روح‬
‫ار‪.‬‬ ‫االبتك‬
‫‪ -14‬العم ""ل ب""روح الفريق‪ : ‬يوض ح ه ذا المب دأ أهمي ة العم ل الجم اعي‪ ‬وأهمي ة االتص االت الفعال ة‪،‬‬
‫والتعاون بين الرئيس والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال‪ ‬بكفاءة وفاعلية‪ .‬وهو ما يرتبط بقدرة القائد‬
‫اإلداري على التأثير في سلوك‪ ‬العاملين‪.‬‬

‫ثالثاً‪ : ‬وظائف اإلدارة‪ : ‬حيث يرى فايول أن وظائف اإلدارة تشمل‪ ‬على‪: 7‬‬

‫‪ -‬التخطيط‬

‫‪ -‬التنظيم‬

‫‪ -‬التوجيه‬

‫الشلعوط‪ ،‬فريز محمود أحمد‪ .‬نظريات في اإلدارة التربوية‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪ 1423 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.94‬‬ ‫‪6‬‬

‫مطاوع‪ ،‬ابراهيم عصمت‪ .‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪1423 ،‬ه‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬التنسيق‬

‫‪-‬الرقابة‬

‫وقد كرس هنري فايول جانب اً من اهتماماته كممارس لإلدارة لمناقشة هذه‪ ‬الوظائف‪ .‬وقد كان ألفكاره‬
‫وم ا تركت ه من أث ر مم يز في الفك ر اإلداري – س واء في فرنس ا‪ ‬أو غيره ا – أهمي ة ال تق ل عن أهمي ة‬
‫األثر الذي تركته أفكار فريدريك تايلور في الفكر‪ ‬اإلداري األمريكي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ : ‬لوثر جوليك‬

‫أس هم الك اتب األم ريكي ل وثر جولي ك في تط وير‪ ‬اإلدارة من خالل تقديم ه لنم وذج‪ Posdcorb ‬وال ذي‬
‫يرمز إلى المهام التي يمارسها‪ ‬القائد اإلدارية‪ . ‬وكلمه‪ )Posdcorb( ‬تمثل الحروف األولى من الكلمات‬
‫اآلتي ة‪ : ‬تخطي ط‪ ، ‬تنظيم ‪ ،‬إدارة أف راد‪ ،‬توجي ه ‪ ،‬تنس يق‪ ،‬عم ل التق ارير‪ ،‬عم ل إع داد‪ ‬الميزاني ة‪.‬‬
‫ويرى البعض أنه إذا أحس ن المدير استخدام هذه المه ام اإلداري ة ك ان‪ ‬قائداً إداريا ناجح اً ‪ ،‬ف إذا أحس ن‬
‫التخطي ط على أس اس من بع د النظ ر وس عة األف ق وحس ن‪ ‬االختي ار بين الوس ائل المتع ددة والحل ول‬
‫الممكن ة‪ ،‬وت وافرت لدي ه ملك ة التنظيم ال تي‪ ‬تجع ل من ه منظم اً م اهراً‪ ،‬وك ان تعامل ه م ع مرؤوس يه على‬
‫أسس سليمة قوامها التنسيق‪ ‬التام بين نشاطاتهم ومهامهم‪ ،‬وأقام نظاما لالتصاالت يسهل نقل المعلومات‬
‫والبيان ات‪ ‬من خالل نظ ام محكم للتق ارير‪ ،‬وأحس ن التص رف في اإلعتم ادات المالي ة وأوج ه‬
‫صرفها‪ ... ‬كان قائداً إدارياً ناجحاً‪.8‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سهمات‪ ‬ليندال أرويك‬

‫تمثل أسهامات عالم اإلدارة‪ ‬االنجليزي ليندال أوريك في تطور اإلدارة من خالل عرضه ألفكار كتاب‬
‫اإلدارة‪ ‬وماتوص لوا إلي ه من مب ادئ إداري ة‪ ،‬وص ياغة ه ذه المب ادئ وعرض ها في ص ورة مب ادئ‬
‫عامة‪ ‬لتحقيق الكفاية اإلدارية وخاصة في مجال اإلدارة العامة‪.‬‬

‫وق د ح رص ك ل من ل وثر‪ ‬جولي ك ولين دال أروي ك على التأكي د على أهمي ة بعض المب ادئ في عملي ة‬
‫التنظيم ‪ ،‬ومن هذه‪ ‬المبادئ‪:9‬‬

‫مصطفى‪ ،‬صالح عبد الحميد و فاروق‪ ،‬فدوى‪ .‬مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪ 1426 ،‬هـ‪ ،‬ص‬ ‫‪8‬‬

‫‪.75‬‬
‫محمد قاسم القريوتي‪“ ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة “‪ ،،‬عمان طبعة ‪ ،2005‬ص ‪.42‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ -‬وحدة األمر‪.‬‬

‫‪ -‬االستعانة بالخبراء االستشاريين‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم‪ ‬اإلدارات واألقسام بأسلوب يحقق الهدف من التنظيم‪.‬‬

‫‪ -‬توازن السلطة‪ ‬والمسؤولية‪.‬‬

‫‪ -‬نطاق اإلشراف‪.‬‬

‫‪ -‬تناسب األشخاص مع الوظائف في الهيكل‪ ‬التنظيمي‪.‬‬

‫ويعت بر كتابهم ا‪( ‬أبح اث في علم اإلدارة)‪ ‬من أك ثر الجه ود العلمي ة‪ ‬تعب يراً عن المنه اج التقلي دي‬
‫في‪ ‬بحث‪ ‬وتحليل موضوع اإلدارة والتنظيم‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫بعد عرضنا نظرية التقسيم اإلداري والرائد هنري فايول واهتماماته باإلدارة بصفة عامة توصلنا إال أن‬
‫اإلدارة تختص بتنفي ذ السياس ة العام ة للمنظم ة بوس اطة األجه زة المختلف ة حيث تت ولى ه ذه األجه زة ‪:‬‬
‫التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيه‪ ،‬التنسيق‪ ،‬الرقابة من أجل تحقيق األهداف والمصلحة العامة ‪.‬‬

‫وينبغي التنوي ة ب أن اإلدارة وتط بيق مبادئه ا تعت بر وس يلة وليس ت غاي ة في ح ّد ذاته ا فهي بالض رورة‬
‫وس يلة تس تخدم أو نط اق يطب ق بغ رض الوص ول إلى تحقي ق ه دف مح دد‪ ،‬ومن ثم ف إن دراس ة اإلدارة‬
‫حد ذاتها لكي تساعد على تحقيق األهداف المرجوة بشكل دقيق ‪.‬‬
‫تكون لمجرد تحسينها في ّ‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫إب راهيم بن علمي الملحم ‪ ،‬علم اء اإلدارة ورواده ا في الع الم – س ير ذاتي ة وإ س هامات علمي ة‬ ‫‪.1‬‬
‫وعملي ة – ‪ ،‬الري اض المملك ة العربي ة الس عودية ‪ ،‬س نة ‪ ، 2008‬ب دون طبع ة ‪ ،‬ب دون دار‬
‫النشر ‪.‬‬
‫أ‪.‬د أحمد عبد اهلل الصباب ‪ ،‬أساسيات اإلدارة الحديثة ‪ ،‬خوارزم العلمية ناشرون مكتبات ‪ ،‬سنة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ، 1426-2005‬بدون طبعة ‪ ،‬بدون دولة ‪.‬‬
‫أ‪.‬س امي محم د هش ام حري ز (ماجس تير دراس ات علي ا) ‪ ،‬أساس يات إدارة األعم ال – مه ارات‬ ‫‪.3‬‬
‫نظرية وتطبيقة‪ ، -‬األردن ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2008‬بدون دار النشر‪.‬‬
‫محاض رات ال دكتور بوقلق ول اله ادي أس تاذ محاض ر بجامع ة ب اجي مخت ار عناب ة ‪ ،‬كلي ة العل وم‬ ‫‪.4‬‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ‪ ،‬جذع مشترك ‪.LMD ، 2011-2012‬‬
‫مطاوع‪ ،‬إبراهيم عصمت و حسن‪ ،‬أمينة أحمد‪ .‬األصول اإلدارية للتربية‪ .‬جدة‪ ،‬دار الشروق‬ ‫‪.5‬‬
‫للنشر‪ 1416 ،‬هـ‬
‫الشلعوط‪ ،‬فريز محمود أحمد‪ .‬نظريات في اإلدارة التربوية‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪ 1423 ،‬هـ‬ ‫‪.6‬‬
‫مص طفى‪ ،‬ص الح عب د الحمي د و ف اروق‪ ،‬ف دوى‪ .‬مقدم ة في اإلدارة والتخطي ط ال تربوي‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪ 1426 ،‬هـ‬
‫محمد قاسم القريوتي‪“ ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة “‪ ،،‬عمان طبعة ‪.2005‬‬ ‫‪.8‬‬

You might also like