الجهل والخطأ ضروريان للحياة مثل الخبز والماء "..أناتول فرانس
مفهوم بيداغوجيا الخطأ هي تصور ممنهج لعملية التعليم والتعلم ،يقوم على اعتبار الخطإ استراتيجية للتعليم والتعلم ،فالخطأ ليس شيئا مذموما بل إيجابيا ومفيدا فهو مرحلة أساسية من مراحل بناء المعرفة ،لهذا ينبغي أال نجعل المتعلم يشعر بأي ذنب وهو يخطئ ،كما أن الخطأ فرصة لفحص ما يقع من اختالالت على مستوى التفكير والتحكم في العمليات الذهنية ،ومن ثم تقديم العالج الناجع. وتتأسس هذه البيداغوجيا على ثالث أبعاد أساسية: البعد االبستمولوجي :هو بعد يرتبط بالمعرفة في حد ذاتها ،بحيث يمكن للمتعلمات والمتعلمين أن يعيدوا ارتكاب األخطاء نفسها التي ارتكبتها البشرية في تاريخ تطور العلمي، البعد السيكولوجي :يتجلى في اعتبار الخطأ ترجمة لتمثالت التي راكمتها ذات المتعلم من خالل تجاربها ، وتكون ذات عالقة بالنمو المعرفي للمتعلم، البعد البيداغوجي :ويرتبط باألخطاء الناجمة عن عدم مالءمة الطرائق البيداغوجية لحاجات المتعلمات والمتعلمين. مصادر األخطاء وأنواعها مصدر نمائي :إذ قد يخطئ التلميذ لألننا نطالبه بمجهود يتعدى قدراته في مرحلة النمو التي يوجد بها. مصدر ابستمولوجي :ذلك أن صعوبة المفهوم في حد ذاته هي التي تجر التلميذ الى الخطإ. مصدر تعليمي( ديداكتيكي):ألن الطريقة المتبعة من طرف المدرسين هي التي تضع التلميذ في طريق الخطإ. مصدر تعاقدي :ألن عدم التصريح بما ينتظره المدرس من التلميذ قد يجر هذا األخير إلى الخطإ المعالجة الديداكتيكية للخطإ افتراض الخطإ يقصد به البناء التعليمي التعلمي ،ترقب إجابات وإنجازات مرتبطة أساسا بتمثالت التالميذ للموضوع الجديد .وقد تكون هذه التمثالت صحيحة تساعد على التقدم في الدرس ،وقد تكون معرقلة للدرس .وهكذا ينبغي للمدرس أن يصوغ مجموعة من الفرضيات أثناء بناء الدرس ،بما في ذلك ترقبات األجوبة الخاطئة سواء أكانت أصولها بيداغوجية أم معرفية أم مواجهة الخطإ تأتي هذه المرحلة كخطوة ثابتة ضمن التخطيط الهندسي .فخالل هذه المرحلة يدفع األستاذ التلميذ إلى اإلحساس بالخطإ واعتباره حالة عابرة يمر منها الناس جميعا. تحليل الخطإ ويستحسن أن يقوم به المتعلم ،فإذا لم يستطع ،فعلى المدرس أن يساعده أو يطلب من زمالئه محاولة التحليل ،لكن في شكل رأي ومنافسة شريفة. معالجة الخطإ تعد أهم مرحلة على اإلطالق ،وتتخذ مسلكين :نفسي أم اجتماعي. المسلك األول :هو جعل المتعلم يتحرر من عقدة اعتبار الخطإ آفة أو ظاهرة مرضية ،وبالتالي جعله يكشف األسباب التي أدت به الى الخطإ ،ويلتمس إفرازاته الجدلية التي تحدثنا عنها من أجل بناء المعرفة المالئمة. المسلك الثاني :يتمثل في إشعار المتعلم بضرورة التعلم والتعلم مدى الحياة الشيء الذي يتطلب منه بذل الجهد والتحلي بالصبر ،سواء أكانت أجوبته وردوده صحيحة أم خاطئة.