You are on page 1of 10

‫موضوع العرض‪:‬‬

‫بيداغوجيا الخطأ‬

‫من إعداد ‪:‬‬


‫سهام زرموم‬
‫لبنى طلبي‬
‫اميمة بنصغير‬
‫زكرياء لميار‬

‫‪2020-2021‬‬
‫الفهرس‬

‫‪4‬‬ ‫‪ – 1‬تحديد مفهوم بيداغوجيا الخطأ ‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪ 2‬ـ أهمية بيداغوجيا الخطأ ‪:‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪ – 3‬كيف يمكن أن نستفيد من الخطأ و ندمجه في التعليم ؟‬

‫‪6‬‬ ‫‪ – 4‬كيف يتم رصد األخطاء في ظل بيداغوجيا الخطأ ؟‬

‫‪6‬‬ ‫‪ – 5‬أنواع الخطأ ‪:‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪ 6‬ـ مبادئ بيداغوجيا الخطأ ‪:‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪ 7‬ـ مصادر الخطأ البيداغوجي ‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪ – 8‬أقوال عن الخطأ البيداغوجي و الخطأ بصفة عامة ‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪ – 9‬العوائق االبستمولوجية ( باشالر ) ‪:‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪ – 10‬خالصة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫يعتبر الخطأ التربويـ أحد أهم المفاهيم التي أضحت تتمتع بمكانــة خاصــة داخــل المنظومــة‬
‫التعليمية والفكرية‪ ،‬وذلك بفضل اعتماد المجتمع الدولي التفاقية حقوق الطفــل الــتي شــكلت منعطفــا‬
‫انتقاليـا هامـا في تـاريخ األطفـال باالنتقـال من مسـتوى االختيـارات الفلسـفية النظريـة إلى مسـتوى‬
‫اإلكراهــات القانونيــة اإللزاميــة ومن تم انبثقت فكــرة حــق الطفــل في الخطــأ إلى جــانب حقــوق‬
‫أخرى…‬

‫ولعل أبرز مالحظة مثيرة لالهتمام عن بيداغوجيا الخطأ هـو أنـه ال يمكن ذكــر بيــداغوجيا‬
‫الخطأ أو الخطأ البيداغوجي دون ذكــر اســم غاســتون باشــالر ‪، Gaston Bachelard‬و هكــذا‬
‫فضلناـ في البداية التعريفـ بهذا الفيلسوف قبل التطرق إلى المفهومين الرئيسيين في هذا الموضوع‪.‬‬

‫غاستون باشالر فيلسوفـ فرنسي يــذهب البعض إلى وصــفه أنــه أعظم فيلســوف ظــاهري‪.‬‬
‫باشالر خصــص جــزءا كبــيرا من حياتــه و عملـه لفلســفة العلــوم ‪ ،‬وقــد َم أفكــاراـ متمــيزة في مجــال‬
‫االبستمولوجياـ و أســس لمفــاهيم جديــدة كالعقبــة المعرفيــة و القطيعــة المعرفيــة و الجدليــة المعرفيــة‬
‫والتاريخ التراجعي ‪ ،‬و هي مســاهمات ال يمكن تجاوزهــا و شــمل تأثيرهــا فلســفة معاصــريه و من‬
‫جاء بعده‪.‬‬

‫باختصار فهو أول من ركز على نقد العلوم الــتي كــانت حــتى وقت قــريب مطلقــة و بعيــدة‬
‫عن الشك و لعل قولته المشهورة ” الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه ” تلخص ذلك بشكل واضــح و‬
‫مركز‪ .‬و من أهم مؤلفاته في مجال فلسفة العلوم نذكر ‪ :‬العقل العلمي الجديد سنة ‪ 1934‬و تكــوين‬
‫العقل العلمي سنة ‪ 1938‬و العقالنية و التطبيقية سنة ‪ 1948‬و المادية العقالنية سنة ‪. 1953‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ – 1‬تحديد مفهوم بيداغوجيا الخطأ ‪:‬‬

‫يمكن تعريفـ بيداغوجيا الخطأ على أنها خطة ( تصــورـ و منهج ) بيداغوجيــة تقــوم على اعتبــار‬
‫الخطأ استراتيجية للتعليم و التعلم‪ ،‬و تفترض وجودـ صعوبات ديداكتيكية تواجه المتعلم أثناء القيام بتطبيقـ‬
‫التعليمات المعطاة له ضمن نشاط تعليمي معين ‪.‬‬
‫وهذه الصــعوباتـ ترجــع إلى كــون المســار الــذي يقطعــه المتعلم الكتســاب المعرفــة أو بنائهــا من‬
‫خالل بحثه‪ ،‬يمكن أن تتخلله بعض األخطاء‪.‬‬
‫وتركزـ بيداغوجيا الخطأ على ضرورة اعتبار أن الخطأ أمر طبيعي و إيجابي‪ ،‬الشيء الذي يحتم‬
‫أخذه بعين االعتبار أثناء إعداد الدروس ‪.‬‬
‫وتجدراإلشارة إلى أن معظم النظريات التربوية اهتمت بهذا المفهوم ومنهاـ النظريــة الجشــطالتية‪،‬‬
‫البنائية‪ ،‬الدافعية و السلوكية ‪.‬‬
‫هكذا إذن و في عالقة بما سبق نجد أنفسنا أمام ضرورة تعريفـ الخطأ ‪:‬‬
‫غالبا ما ينظر إلى الخطأ بشكل سلبي أو كغلط ينبغي معاقبتــه قصــد إزالتــه و هــو التصــور الــذي‬
‫يتماشىـ مع النظرية السلوكية التي ترفض الخطأ ‪.‬‬
‫أما معجم الالنــد فيــذهب إلى أن الخطــأ ” هــو حالــة ذهنيــة أو فعــل عقلي َيعْ َتــبر الصــواب خطــأ‪،‬‬
‫والخطأـ صواباـ “‪.‬‬
‫ومن المنظــور البيــداغوجي يحــدد الخطــأ على أنــه ” قصــور لــدى المتعلم في فهم أو اســتيعاب‬
‫التعليمات المعطاة له من لدن المدرسين‪ ،‬ينتج عنه إعطاء معرفة ال تنسجم مع معاييرـ القبول المرتقبة “‪.‬‬
‫و الخطأ بالنسبة لباشــالر ليس مجــرد محاولــة أو تعــثر‪ ،‬بــل هــو ظــاهرة بيداغوجيــة تمثــل نقطــة‬
‫انطالق المعرفة‪ ،‬ألن هذه األخيرة ال تبدأ من الصفر بل تمر بمجموعة من المحاوالت الخاطئة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أهمية بيداغوجيا الخطأ ‪:‬‬

‫مرة أخرى يتكرر اسم باشالر الذي يقــول ‪ ” :‬ال تحـدث المعرفـة إال ضـد معرفـة ســابقة لهــا ” و‬
‫معناه أن التعلم ال يحدث إال إذا انطلق من معارف سابقة عبر تصـحيحها و بنـاء معرفـة جديـدة قـد تكـون‬
‫بدورهاـ أساسا لمعرفة أخرى و هكذا دواليك‪.‬‬

‫لتصبح المدرسة بهذا المعنى فضاء الرتكاب األخطاء دون عــواقب‪ ،‬و تســاهم بيــداغوجيا الخطــأ‬
‫باعتبارها استراتيجية للتعلم في تشجيع المتعلم على طرح األســئلة الجريئــة و الــتي يراهــا مالئمــة و على‬
‫صياغة الفرضيات و التساؤالت المقلقة حتى تلك التي تظهر غبية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و يصبح المدرس في هذه البيداغوجيا مرافقا للمتعلم لمساعدته على تصحيح أخطائـه وتمثالتـه ال‬
‫لمراقبته و تصيد أخطائه ‪.‬‬

‫‪ – 3‬كيف يمكن أن نستفيد من الخطأ و ندمجه في التعليم ؟‬

‫يمكن القول أن أهم شيء اتفق عليه المنظرون في هــذا البــاب هــو ضــرورة اعتبــار الخطــأ أمــرا‬
‫عاديا و مفيدا‪ ،‬ال أمرا مذموماـ و غريبا عن التعلم‪ ،‬بل منهم من ركز على اعتباره نقطة انطالق التعلم مع‬
‫مراعاة عدم جعل المتعلم يشعر بأي ذنب وهو يخطئ ‪.‬‬

‫تستند معالجة الخطأ إلى مبادئ علم النفس التكويني ومباحث اإليبستمولوجياـ التي أنجزها باشالر‬
‫فهي تدرج تدخالت المدرس في سيرورة المحاولة والخطأ‪ ،‬حيث ال يقصى الخطأ وإنما يعتبر فعال يترجمـ‬
‫نقطة انطالق التجربة المعرفية‪.‬‬

‫و الخطأ يصبح فرصة لبناء التعلم إذا ما تم ‪:‬‬

‫االعتراف بحق التلميذ في ارتكاب الخطأ‪.‬‬ ‫●‬


‫االنطالقـ منه لهدمه و تعويضه بالمعرفة العلمية الجديدة‪.‬‬ ‫●‬
‫تحديد الخطأ بدقة‪.‬‬ ‫●‬
‫وضع فرضياتـ تفسيرية‪.‬‬ ‫●‬
‫تنويع الممارسات البيداغوجية بالفصل‪.‬‬ ‫●‬

‫و في هذا السياق نشير إلى أن مجموعة من الدراســات والبحــوث في هــذا المجــال تؤكــد على أن‬
‫األخطاء التي يرتكبهاـ المتعلم ليست ناتجة فقط عما هو بيداغوجي أو ديــداكتيكيـ أو تعاقــدي‪ ،‬بــل إنهــا قــد‬
‫تكون راجعة لتمثالت المتعلم التي قد تشكل عوائق أمام اكتساب معرفة عملية جديدة‪ .‬مــع التأكيــد على أن‬
‫األخطاء التي يرتكبهاـ المتعلم في تعلمه تشكل جزءا من تاريخه الشخصي ‪.‬‬

‫و ال يخفى عليكم أن معرفة األخطاء و تحليلها ال يمكن أن تتحقق إال بفعل التقويم الذي يعد أمــرا‬
‫ضروريا في قياس مستوى التحصـيل عنـد المتعلمين خاصـة مـا ارتبـط منهـا بالتحصـيل وبنـاء المفهـوم‪،‬‬
‫ويبقى الهدف األساسي هو أن يعمل المدرس جاهدا على تصــحيح التمثالت الخاطئــة وتعويضــها بمعرفــة‬

‫‪5‬‬
‫مواتية حسب مختلف مراحل النمو العقلي و وتيرة التعلم لدى المتعلم ‪ .‬وبتعبــير آخــر فــالتقويم ( بمختلــف‬
‫أنواعه ) يعني رصد األخطاء و رصد األخطاء معناه الحاجة إلى التقويم ‪.‬‬

‫‪ – 4‬كيف يتم رصد األخطاء في ظل بيداغوجيا الخطأ ؟‬

‫لرصد األخطاء و دمجها في الفعل الــتربوي‪ ،‬تــدعو بيــداغوجيا الخطــأ إلى اتبــاع منهجيــة علميــة‬
‫دقيقة يمكن تلخيص خطواتها المنهجية فيما يلي ‪:‬‬

‫أ – تشخيص الخطأ ورصده ‪ :‬باالعتماد على عملية المالحظة و الوصفـ ‪.‬‬

‫ب – إشعار المتعلم بحدوث خطأ ‪ :‬وهنا ال ينبغي إغفال الخطأ و التنكر له واتخاذـ موقف ســلبي منــه‪ ،‬بــل‬
‫البد من الرفقـ بالمتعلم المخطئ و االلتزام بحقه في الوقوع في الخطأ ‪.‬‬

‫ج – تصنيف الخطأ ‪ :‬فمثال‪ ،‬في اللغة العربية‪ ،‬يمكن تصنيف الخطأ إلى ‪ :‬خطأ إمالئي – خطأ نحــويـ –‬
‫خطأ تعبيري …‬

‫د – تفسير أسباب الخطأ التي دفعت المتعلم إلى ارتكابه ‪ :‬أي هل هو ناتج عن تداعيات إبستيمولوجية‪ ،‬أم‬
‫تعاقدية‪ ،‬أم أنه راجع إلى المتعلم ‪.‬‬

‫هـ – معالجة الخطأ ‪ :‬على المــدرس أن يظــل يقظــا حــتى يســاعد المتعلمين على التخلص من األخطــاء و‬
‫األفضل أن يكون المتعلم هو من يصحح خطأه ‪.‬‬

‫‪ – 5‬أنواع الخطأ ‪:‬‬

‫يمكن تصنيفـ الخطأ إلى عدة أنواع لكن أهمها ‪:‬‬

‫أ – الخطأ العائد إلى المعرفة ‪ :‬و يتعلق بالمعرفة الــواجب تعلمهــا‪ ،‬فــالمتعلم قــد يجــد نفســه أمــام مهمــة ال‬
‫تتالءم مع ميوالته أو قد تتجاوز مستواه الذهني أو نتيجة سوء فهم لما هو مطلوب …‬

‫ب – الخطأ العائد إلى المدرس ‪:‬كاختيارـ طرق تدريس غير مالئمة أو استراتيجياتـ تعلم غــير مجديــة أو‬
‫اتباع نسق سريع للتعليم أو اختيار غير مناسب لألنشطة أو عدم تنويع الطرائقـ و الوسائل أو عدم القــدرة‬
‫على التواصل الفعال أو تبني تصورـ سلبي للمتعلم …‬

‫‪6‬‬
‫ج – الخطأ العائد إلى المتعلم ‪ :‬من قبيل نظــرة المتعلم للمعرفــة أو قلــة االنتبــاه لديــه أو عــدم القــدرة على‬
‫التواصل أو المرض أو وجوده في حالة اجتماعية متوترة …‬

‫‪ 6‬ـ مبادئ بيداغوجيا الخطأ ‪:‬‬

‫يرتكزـ التعلم من خالل بيداغوجيا الخطأ على أن ‪:‬‬

‫الخطأ البيداغوجي ال يعني عدم المعرفة و لكن يعبر عن معرفــة مضــطربة يجب االنطالقـ منهــا‬ ‫●‬
‫لبناء معرفة صحيحة‪.‬‬
‫ال يمكن تفادي الخطأ في سيرورة التعلم ‪.‬‬ ‫●‬
‫الخطأ خاصية إنسانية ‪.‬‬ ‫●‬
‫الخطأ شرط للتعلم ‪.‬‬ ‫●‬
‫من حق المتعلم أن يخطئ ‪. . .‬‬ ‫●‬
‫الخطأ ذو قيمة تشخيصية ‪.‬‬ ‫●‬
‫من األفضــل أن يكــون المتعلم هــو من يكتشــف أخطــاءه و يصــححها ذاتيــا لكي تتنمى لديــه الثقــة‬ ‫●‬
‫بالنفس واتخاذـ القرار ‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى تتأسس بيداغوجيا الخطأ على ثالثة أبعاد أساسية و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬البعد اإلبستيمولوجيـ ‪ :‬هو بعد يرتبط بالمعرفة بحد ذاتها بحيث يمكن للمتعلم أن يعيد ارتكــاب األخطــاء‬
‫نفسها التي ارتكبتهاـ البشرية في تاريخ تطورهاـ العلمي ‪.‬‬

‫‪ -‬البعد السيكولوجي ‪ :‬يتجلى في اعتبار الخطأ ترجمة للتمثالت الــتي راكمهــا المتعلم من خالل تجاربــه و‬
‫تكون ذات عالقة بالنمو المعرفيـ للمتعلم ‪.‬‬

‫‪ -‬البعد البيداغوجي ‪ :‬و يرتبط باألخطاء الناجمة عن عدم مالءمة الطرائق البيداغوجيــة لحاجــات المتعلم‪،‬‬
‫و يمكن معالجته بإتاحة الفرصة له الكتشاف أخطائه و محاولة تصحيحهاـ بنفسه ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ مصادر الخطأ البيداغوجي ‪:‬‬

‫ال يمكن بصفة قطعية حصر جميــع األســباب و العوامــل الــتي تــؤديـ إلى حــدوث األخطــاء أثنــاء‬
‫عملية التعلم لكن رغم ذلك يمكن ذكر وجودـ ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫أخطاء ناتجة عن ضعف القدرة على التجريد لدى المتعلمين و خصوصاـ الصغار منهم ‪.‬‬ ‫●‬
‫أخطاء ناتجة عن القيم الثقافية السائدة في المجتمع أو األسرة ‪.‬‬ ‫●‬
‫أخطاء ناتجة عن ضعف االستدالل المنطقي ‪.‬‬ ‫●‬
‫أخطاء ناتجة عن إدراك الحواس التي تخدع ‪.‬‬ ‫●‬
‫أخطاء ناتجة عن خطأ المدرس نفسه كتقديم معلومة غير مناسبة أو عدم التخطيط للــدرس بشــكل‬ ‫●‬
‫جيد ‪.‬‬
‫أخطاء ناتجة عن استخدام المدرس ألساليب بيداغوجية ال تتالءم مع فروقات المتعلمين ‪.‬‬ ‫●‬
‫أخطاء ناتجة عن تمثالت المتعلم ‪.‬‬ ‫●‬
‫أخطاء لغوية‪.‬‬ ‫●‬

‫كما يمكن تصنيف هذه المصادر بشكل أكثر دقة كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -‬أخطاء ذات مصدرـ نشوئيـ ‪ :‬و يكون ذلك عندما ندعو المتعلم إلى إنجــاز عمــل يتجــاوز قدراتــه العقليــة‬
‫ومواصفاته الوجدانية المميزة للمرحلة النمائية التي يعيشها‪.‬‬

‫‪ -‬أخطاء ذات مصدرـ إبستمولوجيـ ‪ :‬راجعة إلى َت َع ُّق ُد وصعوبة المعرفة أو المفهوم الذي يقدمــه المــدرس‪.‬‬
‫حيث إن غاستون باشالر يرى أن العقل البشــريـ ليس صــفحة بيضــاء‪ ،‬فالتالميــذ مهمــا كــان ســنهم لــديهم‬
‫تمثالت لألشياء والظواهرـ المحيطة بهم‪ .‬و بهذا تكون األخطاء اإلبستمولوجية ناتجة عن تمثالت و ليست‬
‫ناتجة عن الجهل كما يرى االتجاه السلوكي التجريبيـ ‪.‬‬

‫‪ -‬أخطاء ذات مصدرـ استراتيجي ‪ :‬و هي الكيفية التي يتبعها أو يسلكها التلميذ في تعلمه و إنجازه‪.‬‬

‫‪ -‬أخطاء ذات مصدرـ تعاقدي ‪ :‬و هي التي تنتج عن غياب االلتزام بمقتضيات العقد الديداكتيكي القائم بين‬
‫المدرس و المتعلم إزاء المعرفة المدرسة ‪.‬‬

‫‪ -‬أخطاء ذات مصــدرـ ديــداكتيكي ‪ :‬حيث إن األســلوب أو الطريقــة المتبعــة في التــدريس قــد تجــر التلميــذ‬
‫للخطأ‪ ،‬إضافة إلى المحتوياتـ وطبيعتها‪،‬وـ الطرائق واألهداف‪ ،‬ونوع التواصل القائم‪ ،‬والوسائلـ التعليمية‪،‬‬
‫وتكوين المدرس‪..‬‬

‫‪ – 8‬أقوال عن الخطأ البيداغوجي و الخطأ بصفة عامة ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫كإضافة حول المفهومين المتالزمين بيداغوجيا الخطأ و الخطــأ البيــداغوجي نــدعوكم إلى التأمــل‬
‫في األقوال التالية ‪:‬‬

‫يعتبر بياجيه الخطأ شرطاـ للتعلم‪ .‬فعملية الموازنة من خالل التصورـ البنائي للتعلم هــو انتقــال من‬ ‫●‬
‫وضعية ” اختالل التوازن” إلى وضعية “التوازن”‪.‬‬
‫يقول طاغور ‪“ :‬إذا أوصدتم بابكم أمام الخطأ فالحقيقة ستبقى خارجه”‪.‬‬ ‫●‬
‫يقول باشالر ‪ ” :‬الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه “‪.‬‬ ‫●‬
‫يقول موران ‪“ :‬الخطأ في عدم تقدير أهمية الخطأ “‪.‬‬ ‫●‬
‫يقول محمد بوبكري و هو أستاذ باحث من المغــرب ” يجب على المتعلم أن يتعلم أن من حقــه أن‬ ‫●‬
‫يخطئ و أن الخطأ ليس محرما “‪.‬‬
‫المعرفة حسب إدغــار مــوران تتم من خالل اإلدراك عن طريــق إعــادة بنــاء للواقــع تتم بواســطة‬ ‫●‬
‫الحواس التي غالبا ما تخدعنا فالوهم – في نظره – يتربص بنا في كل تحركاتنا فما نعتقــد اليــوم‬
‫حقيقة نكتشف زيفه في المستقبل ‪.‬إن حقائق الماضي هي أخطاء المستقبل ‪.‬ومنــه فــالتعليم ينطل ـقـ‬
‫من تفهم أخطاء المتعلم و استثمارها للوصولـ للمعرفة‪.‬‬

‫‪ – 9‬العوائق االبستمولوجية ( باشالر ) ‪:‬‬

‫إذا ما أردنا إعطاء تعريفـ مبسط للعوائق اإلبســتمولوجية‪ ،‬يمكننــا القــول أنهــا كــل مــا يــؤدي إلى‬
‫مقاومة اكتساب معرفة علمية جديدة و منــه يعتــبرـ ” باشــالر ” أن التمثالت الــتي تترســخ في ذهن المتعلم‬
‫على شكل أفكــارـ مســبقة تكــون حمولــة معرفيــة على شــكل مجموعــة من العوائــق اإلبســتيمولوجية‪ ،‬الــتي‬
‫تضمرـ و تقاوم اكتساب المعرفة العملية الجديدة‪ ،‬وفي هذا اإلطار قسم باشالرـ العوائقـ اإلبستمولوجية إلى‬
‫خمسة عوائق أساسية والتي تتسبب في ارتكاب األخطاء أو إعادة ارتكابها من جديد مرة أخرى و هي ‪:‬‬

‫أ – العوائق المرتبطة بالتجربة األولية ( المعرفة العامـة ) ‪ :‬التجربـة األولى تعــني التجربـة الســابقة على‬
‫النقد و هي مجموع الصورـ و االنطباعات التي قد تشكلها التجربة المعتمدة على المتعة و االنــدهاش أمــام‬
‫الظواهرـ المختلفة‪ ،‬و التي سرعان ما تنقلب في صورتها التبسيطية إلى توليفات (فكرية) عجيبة ‪،‬لتصــبح‬
‫حقائق غير قابلة للفحص أو النقد ‪.‬‬

‫ب – العائق الجوهري ‪ :‬أي فكرة الجوهرـ التي تسببت في توهان العلماء لعصور طويلة بحثا عن جواهر‬
‫األشياء بدال من ظواهرها ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ج – عائق التعميم ‪ :‬يقول باشالر في هذا الصدد ” إنه ما من شيء عمل على كبح تطورـ المعرفة العلمية‬
‫كما فعل المذهب الخاطئ للتعميم الذي ساد من أرسطوـ إلى بيكون‪ ،‬والذي ما يزال بالنســبة لعقــول كثــيرة‬
‫المذهب األساس للمعرفة “‪.‬‬

‫د – العائق اللغوي أو اللفظي ‪ :‬و يعني أن هناك ألفاظــا تتمــدد أثنــاء اســتخدامهاـ فتصــبح تــدل على أشــياء‬
‫خارج داللتها األصلية مما يجعل من استخدامهاـ مشوشا و مبهما إلى حد كبير ‪.‬‬

‫هــ – العــائق اإلحيــائي ‪ :‬و يعــني بــه إدخــال بعض العلــوم في مجــاالت غــير مجاالتهــا الــتي تعمــل فيهــا‬
‫خصوصا إدخال األحياء (البيولوجيا) في علم الكيمياء والفيزياء و منه هــو ميلنــا إلى تصــور الظــواهر و‬
‫األشياء وكأنها تنطويـ على نوايا وغايات و إحساسات وانفعاالت ‪.‬‬

‫ما سبق من عوائق ال تصادف العلماء فقط أثناء بحثهم عن المعرفة بــل إنهــا كلهــا أو بعضــها قــد‬
‫تقف حاجزا أمام المتعلم في طريقه نحو التعلم ‪.‬‬

‫‪ – 10‬خالصة‬

‫أن يخطئ المتعلم معناه أنه يبذل جهدا للتعلم‪ ،‬معناه أنه يقوم بمحــاوالت جــادة و معنــاه أيضــا أنــه‬
‫بحاجة إلى تدخل المعلم‪ ،‬و الدور األكبر للمدرس في ظــل بيــداغوجياـ الخطــأ يكــون هــو االعــتراف بحــق‬
‫المتعلم في الخطأ ثم توجيهه في ظل استراتيجية مضبوطة للتعليم و التعلم‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like