Professional Documents
Culture Documents
اوحي ي ي ي ي ي ي ي ي ش ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييال ان الي ي ي ي ي ي ي ي ييرجي ي ي ي ي ي ي ي ييال مي ي ي ي ي ي ي ي يقي ي ي ي ي ي ي ي ييدا قييييييييي م ي ي ي ي ي ي ي ي يث ي ي ي ي ي ي ي ي يل ي ي ي ي ي ي ي ي ييه م ي ي ي ي ي ي ي ي ييارأت ع ي ي ي ي ي ي ي ي يي ي ي ي ي ي ي ي ي ين ي ي ي ي ي ي ي ي ييى
كي ي ي ي ييرك قي ي ي ي يمي ي ي ي ييي ي ي ي ي مي ي ي ي يمي ي ي ي يلي ي ي ي ييوك مي ي ي ي يين الي ي ي ي يمي ي ي ي يلي ي ي ي ييك البي ي ي ي ي يي ي ي يكي ي ي يفي ي ي ييي ي ي ين ي ي ييا شي ي ي ي ي ي ي ي ي ييرف ان عي ي ي يلي ي ي يي ي ي ييه قي ي ي يل ي ي ييم الي ي ي يني ي ي يب ي ي ييو خي ي ي ي
اذ ق ي ي ييال ي ي ي ييام ي ي ييال ي ي ييك ال ي ي يم ي ي يل ي ي يك ي ي ييك ل ي ي يج ي ي يمي ي ييع ج ي ي يم ي ي ييي ي ييع ال ي ي يم ي ي يل ي ي ييك ل ي ي ييه جي ي ييوز ضي ي ي ي ي ي ي ي ي يف ي ي ييايي ي يير ت ي ي يح ي ي يف ي ي ييه في ي ييى ج ي ي يم ي ي ييي ي ييع ال ي ي يم ي ي يل ي ي ييك
ب ي ييات من المغرب ج ي يياء العرف ي ييان فى سي ي ي ي ي ي ييبي ي ييل هللا توب ي ي يياقلبى الي ي ي ي ي يفي ي ي ي ي يلي ي ي ي ي ييك اتش ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يحي ي ي ي ي يين والي ي ي ي ي يمي ي ي ي ي يلي ي ي ي ي ييك اتش ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يحي ي ي ي ي يين
هذا القول اشاره الى شده الجمال وعظمه البهاء اذا كان السقر مطاط الزينه والتجميل ،والمغرب إشاره الى الستر والخفاء .
وقوله ( :لجمع جميع الملك ) اشاره ان جمال الكون قد اجتمع فيه .
وقوله :جاء العرفان ربما يكون اشاره الى أوان معرفتة .
كان االمل يحددنا منذ زمن طويل فى ان نتناول سيره الشيخ ولقد تفاوت االمل فى شدته و حفوته مع اختالف االوقات فقد
كان هذا االمل قويا من اول معرفتنا بابناء الشيخ الذين عاصروه وجلسو معه وخالطوه وهم فى هذا الوقت كثر ال يكاد
يحصيهم العد ،فاذا جالست احد منهم واستقصيت منه عن احوال الشيخ فكأنما قد وقفت على كنز دفين ال تتمكن من حصر
محتوى هذا الكنز من غ ازره المخزون فيه ،وال تجد فى نفسك جهد فى استقصاء فحواه ،فإن مخزونته ينزل عليك كالشالل
الهادر من كثره مافيه ،ولكل واحد منهم حكايه له مع شيخه فى كيفيه معرفته به فى اول االمر ثم بعد ذلك تلك الحطات
والمواقف التى صادفت السالك مع شيخه فى طريق هللا وكيف كان تصرف الشيخ معه فى كل هذه المحطات والمواقف.
ثم كيف كانت خوارق العادات التى صادفت السالك فى صحبه الشيخ ،ولم يخلو واحد من ابناء الشيخ عن ذلك الذى ذكرناه
،ولقد كان تحصيل هذا المعلو ميسور فى هذا الوقت لتوفر المصدر الذى نستقيه منه ،كان ذلك بالتقريب منذ نيف وثالثين
عاما ...ثم تقاو الزمن وب داء هذا االمل يبعد عن التحقيق مع مرور الوقت وانتقال كل ابناء الشيخ الى جوار ربهم الواحد
بعد االخر ...حتى جاء الوقت الذى احتضر فيه هؤالء المعاصرين للشيخ الذين استقو من مدده ونظره و عاينوه معاينه
الشهود واختلو به واختلى بهم فكان هذا العدد القليل يكاد ال تحصيه اصابع اليد ..ووصل االمر بنا اال اننا بالكاد نجد من
قابله وسمع منه او شاهد ،حتى صرنا قريبين من فقدان هذا االمل .
ثم لمع لنا بارق ,,حتى سار هذا االمل فرأى البعض منا رؤى راى فيها الشيخ وكأنه يدلهم على سيرته ويرشدهم اليها من
طريق القله الباقيه الذين عاصروه ،فرأى احدنا الشيخ ولم يكن قدرا.
وال راى خليفته الذى ورث االمر من بعده ،راه يق ار من سيرته و راه يستعرض مم مايبدو وكانه تسجيال مرئيا مسموعا عنه
ثم راه يتحدث معه وكانه يشجعه على تدوين هذه السيره الطيبه ،ووصل هذا االمر الى حفيده ووارث وارث طريقه ،فجمع
البعض من ابنائه وعرض عليهم االمر ،وتسائل كل واحد من المجتمعين على الطريقه الى جمع هذه المساره الداله على
السير ،فبرق بارق ,,اخر من طريق ابناء ابنائه كمصدر لهذا المعلو ،فتسقت مصادر المعرفه وابتداء المجتمعون فى لقاء
وبدأنا فى رصده ،والذى تراو فى اطمأنا ننا نحو هذا االمر ،التوفيق الذى صادفنا فى هذا الجمع وزادنا االمر اطمأنانا
الجلسه التى كانو عليها وقت التباحث حين راى احدنا الشيخ الكبير داخال فى قاعه كبيره و المجتمعون جالسون فيها بنف
فى االمر ،ووصف الرائ هذه الجلسه كما هى بالتما و هم يتدارسون سيره الشيخ ،والباحث فى أثاره ،والشيخ وضئ
الوجه يرتدى زيا رسميا مكونا من جلباب صوف وعباءه فخمه وشال ابيض و ملفحه قيمه ،وكان واقفا ينظر الينا وستمع
الى حوارنا بكل االهتما والتركيز ويتابع مانقول ...فعلمنا ان االمر مرضفه التوفيق ،وعلمنا ان مدد الشيخ ونظره معنا ...
وعلمنا ان توفيق هللا سوف يحدونا ،وبدأنا فى جمع هذه السيره العطره .
مقدمه :
ون حن نتكلم عن سيره الشيخ مرتقبين معه حتى اطوارها المختلفه فإنه ثمه طوارء تط أر علينا فى توثيق ما نحكى به عنه ،
من الروايات مانقلها عنه معاصروه الذين رأوه و استمدوا اليه وتعاملو معه ،هؤالء المعاصرين له اختلفو هم ايضا فى معالم
ومنهم الذى مرت عليه عبو ار خاطفا لم نقلهم للروايه منهم المؤمن الصديق ومنهم الناقد البصير ومنهم الحافظ الحري
يصبا بتفاصيلها ،ومنهم من اختلفت عليه الروايات ،فتداخلت الروايات بعضها مع بعض ،ومنهم من كان الراوى طرف
فيها ومنهم من كان الراوى حاض ار لها ،ومنهم من اثرت احداث الروايه فى قلبه ،ومنهم من نظراليها بعقله وفكره ونظرته ،
ومنهم المحب واالكثر حبا واالقل حبا ،ولهذه االسباب كلها اختلفت صور الروايات وتباينت ،ولم يدر المتلقى ،اى هذه
،فأوردنا الروايه بالصور المختلفه الروايات هو االقرب الحقيقه ،وحتى كتابنا هذا ،كان الحصد اقرب الينا من التمحي
ومن الرواه من لم يكن معاص ار للشيخ وانما كان معاص ار لمن عاصروه ،فجائت الصوره التى نقلها الينا مشوشه غير
مضبوطه ،وكما اشرنا ايضا ان نوردها اذا سارت مع سياق العمل الذى نحن بصدده ،ومنها ما ارتأينا نفيه لبعده عن
السياق .
ومن الروايات من كانت واحده لم يؤيد الراوى فيها نظروو له فيها ،ومن الروايات من تعددت وان اتفق التعدد او اختلف ،
ولنا فى هذا الكتاب من موقف الحكم على الصحيح منه وخالفه ولم يكن لدينا ميزان للحكم اال الوثوق من القائل و مسايره
والروايات كثيره ال حد لها ممن عاشو معه وعاشروه واحبوه واقتدو به واتبعوه ،فلذا يقول حفيده عنه ،اال ان هناك قصصا
تستوقف السامع وتجعله يظل شاخصا فيها ببصره وبصيرته ،منفصال بها ولها ،مستخرجا منها الدروس والعبرعلى الرغم
بما تحمله من عبر ودروس تستقر من كونها بسيطه عابره ،وبينما تشع الرؤية لتشمل حياه الرجل بكليته ،فإن هذه القص
وهكذا هم الصالحون فإن نظراتهم وخواطرهم وكلماتهم وسيرتهم ومناقبهم ماهى إال رحمه للناس ،فما تركوه من اثار واثر وما
يستتبعه من اصالح وتقويم لغيرهم هو من اوجه الرحمه التى ينالها من ارادها من الناس ،فضال عمن طلبها وسعى اليها ،
وتمسك بها وعاش ومات عليها ،وهم درجات عند هللا وهللا بصير بما تعملون .
وترى التالى للروايه اذا تحدث عن شيخه ،فإنه يتبدل ويتغير وكانما ينظر الى ما يحدثه فيها ويغشاه حال صاحبها وتأخذه
الهيئه والجالل ويش عر وكانما من يتحدث عنه جليسه حتى وقت روايته لكالمة ،فإذا كان بهذا الشكل ،فإن كيانه وجوارحه
وقلبه هى التى تتكلم ،فتخرج الكال من صادقا ،فيقابله السامع ،بصدق مثله ،ولذالك كانت الكلمات تخترق سامعيها نافذه
غير ان الغالب االعظم من الروايات التى وردت الينا انما تتناول العالقه بين الشيخ ومريديه ،والنذر اليسير منها انما يتناول
الشيخ فى ذاته ،وفى صفته وإذا كان الوصول الى روايات االبكار ميسوره الوصول اليها ،اال ان الوصول الى ذات الشيخ
وصفته يستحيل تحصيله ،ولكن يجبر ذلك ان ال صفات الباديه على ابناء الشيخ ماهى إال صفات الشيخ وسماته ،فمن
ابنائه تعرفه ومن ال تصرف على اصولهم تعرف حاله ،ومن معرفتهم تعرفه ،ماذا تم لك االطالع عليهم فكانما اطلعت
وال تكاد ترى ام ار بين الشيخ وبين احد من ابنائه اال وتجد كرامه له فيه او منهجا فى تربيته او علما يضيفه اليهم ،او روحا
وعن خوارق وكرامات الشيخ على عمومها يتحدث الينا فيها الشيخ ناصر حفيد ووارث طريقه قائال :إن الخوارق والكرامات
أمور خاصة ،هى معادلة ذو خصوصية شديد ،أحد أطرافها هو المنوط بأخذ العبر أو تلقي الدرس ممن أجرى هللا على
يديه هذه الكرامة ،وهي من قبل ذلك بحول هللا وقوته وما جرت إال فضال منه سبحانه لينتفع بها المريد في سيره وسلوكه
وعقيدته ،وليثبت به األقدا ،وما يعنينا من أمور الخوارق فضال عن تلقينا إياها بالشوق والحب كونها جزءا من سير شيخنا
ومعلمنا ومرشدنا ومربينا ،أقول ما يعنينا هو وجه اإلفاد التي نخرج بها والدروس والعبر التي يمكننا استخالصها منها ،ولذلك
ولم تكن هذه الروايات اال سبيال نستقرابه معا بعض من المعانى والعبر ،لعلها تكون ضوءا لنا على الطريق ،وقد جعلنا
الطرق مفتوحا إلبناء الشيخ ،يدلى كل واحد منهم بدلوه ويكمل احدنا االخر حتى استقصاء هذه العبر والمعانى .االبعاد
التى فى مجموعها تمثل معالم الطريق والقانون الذى يسير عليه .
من هذه العبر االنضباط والنظا الظاهر الباطن وااللت از الكامل بتعاليم الشيخ قوال وعمال ،وهو مفهو االقتداء ،ثم ان
الشيخ ال يترك لهم الحبل على القارب فال يزال مالحظا لهم فيما ادوه وفيما قصرو منه .
ومنها ماهو مطلوب من المريد من اكبار الشيخ وتوقيره وتعظيمه والثقه من امره ونهيه ووجوب طاعته .
ومناها ماقله احد اخواننا على الشيخ وهو محمد بعطيش رحمه هللا ،واراها كلمه جامعه مانعه حيث قال عن الشيخ (كان
ربنا فى لسانه ) والمعنى ان امر هللا نافذ محقق فى كالمه وظواهره .
ومنها اذا كان من اثر تربية الشيخ عقوبه على المريد فإن العقوبه وان كان ظاهرها العذاب فإن باطنه الرحمه ،فمع حرصه
لالصالح فى التوجيه واالرشاد ،اال ان احد ال يعلم و الذى قداه منه الشيخ وربما عافاه بالعقوبه من عقوبه اكبر واشد واخطر
وال ين بغى علينا ونحن نرصد صرامه الشيخ فى تربيته لولده إال أن تقدير ذلك يقول الحق (:النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم
) واسقاطا للمعنى على المربى الروحى و المرشد المحمدى ،فإن المربى الروحى انما هو احرص واخوف على ابنائه واعطف
واحب بهم من انفسهم على انفسهم ،فحرى بمن هذا غرضه ان يطاع ،واولى هذه رحمته ان يجاب ،اللهم ارزقنا الفهم
ونحن وان كنا نورد فى هذه السيره الجوانب الشخصية للشيخ والجوانب الروحية والطريقه التى كان يتعامل بها مع ذويه فى
بعض ومع ابنائه فى العهد وطريقه تربيته له م و اعانته لهم فى مجاهدتهم اال اننا حين ترد هذه االخبار ومايصحبها من
خوارق العادات ،فإنا نتعمد ان نروى تفاصيل كثيره مصاحبه لهذه المرويات ،وذلك آلجل ان نعيش معهم تلك االجواء التى
كانو فيها ،فنشعر وكأننا معهم ،نصاحبهم ونتكلم معهم ونسمع لما يتكلمون به ،ونبتهج لفرحتهم ونحزن لحزنهم و نندهش
لما اندهشو به ،ونعيش معهم امالهم التى كانو ينشدونها والمناسبات التى كانت تمر عليهم ،وما نقلنا ذلك اال لنفهم دوافع
سلوكهم فنكون بذلك اقرب الى فهمهم والقرب منهم و االنتفاع بسيرتهم التى هى فى االصل سيره الشيخ معهم فنثقل حالهم
الى حالنا وتصير اروحهم فى ابداننا ،فنحصل الثمره التى ننشدها من كتابه هذه السيره العطره لهذا الشيخ الكريم .
اذا سألت عن مفتاح الشخصيه فإن حفيده ووارث طريقه يقول عن ذلك :لعل أبلغ مثال نبدأ به لفهم شخصيته رضي هللا
عنه هو شخصية سيدنا عمر بن الخطاب ،فربما تالقت خطوط كثيره بين الشخصيتين في مرحلتي ما قبل الهداية وما بعدها،
فقد كان سيدنا عمر قوياً شجاعا فتياً شديداً في الجاهلية ،األمر الذي ظلت عليه شخصيته بعد إسالمه على اختالف توجهها
وسلوكها ،كذلك الشيخ قبل تجرده وفناءه في طريق القو ،كان مهاباً شجاعاً قوياً ال يشق له غبار ،وقد رسخ وضعه المادي
واالجتماعي إبراز هذه الصفات ،فقد ولد ألب من كبار األعيان ذو سطو ومكانة وثراء شديد ،األمر الذي أثر في نشأته
ولنا ها هنا وقفة ،فحصول أحدهم على واحد من مفردات عز الدنيا هذه كفيلة أن يتمسك بها ويعمل جهد حياته في الحفاظ
عليها فضالً عن أن يزيد فيها وينميها ،فأمامنا نماذج ال تحصى ممن أثرتهم الدنيا وسجنتهم فيها ،فصاحب األموال مشغول
بماله تحصيالً وجمعاً ،ومثله صاحب السلطة وذو المكانة والوجاهة وهكذا.
الك ال هنا عمن يطلب الدنيا ويسعى إليها بل من وجدها طوع يديه منذ أن نضج واكتمل ،واألمر هنا أصعب وأعقد ولي
من ُيترك ،فاألول ربما رجع أدراجه وكف عن السعي خلفها ذلك لكونه لم يملكها بعد ،أما من ملكها فعزيمة األبطال يرجوا
وهمة الرجال يعوز حتى يركلها وينفض غبارها من يده ،وال يتسنى ذلك إال لمن حمل صدقاً راسخاً كالجبال وإخالصاً يشهد
و رسوله األكر
حكى له والكال للشيخ ناصر وارث طريقه -أحد أفراد قريتنا وكان رجالً مسناً ممن عاصر الشيخ في مقتبل حياته قال :
كان إذا خرج ألمر له ركب فرسه حامال بندقية في كتفه وطبنجة في جنبه وكرباجا في يده .
ولكنه بالرغم هذه الوجاهة وشده االطالله إال انه كان فى صميم دواخله ادبا جما وخلقا رفيعا كان هذا فى باطنه ،وان بدا
على ظاهره خالف ذلك ولقد يتجلى هذا االدب الباطن فى عالقته مع أخاه األكبرالحج فرغل اذكان يضعه فى مكان ابيه
بعد رحيله فى صغره ،ومما رواه الشيخ باهى رحمه هللا أنه حتى وفا أخيه لم يدخن أمامه سيجار ق ،ولما علم بوفاته وقد
توفى ببيت له في منيل الروضة ذهب الشيخ من منزله حتى هناك حافي القدمين من وقع الخبر دون أن يشعر ،وعلم ذات
مر أن شخصاً قد تجاوز مع أخيه هذا في الكال ولم يكترث له أخوه ،فجمع إخوته وتواصوا على أن يحرقوا بيت الرجل
وبيوت عائلته جميعآ ثم سيقضون على من سينجوا من الحريق باألسلحة النارية ،اال ان اخاه علم بذلك ،وما هم قاصدون
،فجمعهم ونهرهم وطرد أحدهم من البلد وتوعد اخر بالسجن وقال للشيخ "انا عارفك هتسمع الكال ،إنهي الموضوع ده"
فهذا الجانب من القصه يكشف الجانب االصيل فى باطنه وان خالفه الظاهر المحقوق وان هناك بذره طيبه فيه لو تعدتها
ولهذا كان الشيخ مسعد فى اول عهده مع شيخه ابراهيم الدكرورى انه قال له :او ل امر تبداء به طريقنا الى هللا ان تذهب
وتدفن ابو داوود " وابو داوود هو لقب الشيخ وهو اسم عائلته وقصد به شيخه ان يذهب فيميت نفسه وجاهه وعزوته وسطوته
وكل سبب يصده عن هللا فى طريقه وهو المقصود فى لغه القو بالتخليه .
وفى عود لنا للمفارقه بين صاحبنا وسيدنا عمر بن الخطاب رضى هللا عنهما فى المناسبه من الصفات واقتراب السمات نقول
انه كما حدثت المقاربه فى الظاهر فإن مقابله حدثت بينهما فى دوله الباطن ،ويحكى عن هذا المقابله الشيخ محمد سالمه
،وينقلها الينا احد ابنائه وهو الدكتور احمد موسى ونحن ننقلها عنه بدورنا :دار بينهما لقاء فى زمن حرب ، 1967اى
بين سيدنا عمر بن الخطاب وبين الطب الغوث سيدى الشيخ مسعد ،وللقطب الغوث من هللا التصرف فى الكون بما اعطاه
القطب الغوث ان يكون له حق االعتراض او الفيتو فى امور العالم ،فلما رأى الشيخ رضى هللا عنه تقد ومن خصائ
اليهود فى عمق س يناء ،غار على وطنه ،فاستخد هذا الحق الذى اعطاه هللا له فى وقت قدومهم الى الحد الذى وقفو عنده
،وذلك من االسرار الخاصه التى ال علم الحد بها ،وعلى الفور ثم تحول االمر الى المحاكمه الباطنيه ،وكتن من اعضاء
هيئه المحكمه اثنان ،احدهماسيدنا عمر بن الخطاب وا الخر موالنا االما الحسين ،فقال له سيدنا عمر فى هذه الحليه :
لماذا استخدمت حق االعتراض دون اذن ؟ وهل للقطب ان يتحرك قبل كل الرتب والبرازخ التى تسبقه ؟ واراد ان يصدر
حكما بمعاقبته ،فرد الشيخ قائال :ياسيدى ما فعلت ذلك االغيره على االسال وآل البيت ،إال ان موالنا الحسين رضى هللا
عنه تدخل فى هذا االمر النقاذ صاحبنا ،فقال للقائمين على المحاكمه :فتشوه فإن وجدتم فيه غيره على االسال ،فهو
براء ،وان لم تجدو فيه غيره فعاقبوه ،فلما وجدوهافيه أمروا ببرائته ،ولقد اضحك ذلك الشيخ محمد سالمه ،اضحكه
اقتراح سيدن ا الحسين بالبحث عن الغيره وهو يعلم ان الغيره مقطور فى قلب كل مسلم على ربنه ،فال بد من وجودها ،فقلن
ان سيدنا الحسين اراد ان يجعلها ذريعه لخروج الشيخ مسعد من العقوبه ،وان كنا قد علمنا من مصدر اخر ساق لنا هذا
الحدث ان الشيخ رضوان هللا عليه قد عوقب فى هذا االمر بأن امتنعت عنه زيار دراويشه فى بيته لمده شهر كامل وكان
هذا من اشد االمور التى مرت على صاحبنا ،روى لنا هذا الشيخ ناصر رضى هللا عنه .
وال يفوتنا ان ندرء عن هذ القصه معارضيها من غير اربابها فإن لدوله الباطن احكا "تماشيه " عن اهل الظاهر وال اول
على ذ لك من افعال الخضر حتى زمان موسى من افساد السفينه وقتل الغال وبقاء الجدار ،وكل هذه احكا " جعل هللا
التحكم من امر الخضر ولكن بما اعطاه هللا له ،ولوال معارضه موسى ألفعاله لظل للخضر فيها الحكم فى العالم ،ولي
موسى ينق الينا نماذجا كبيره من افعال الخضر التى تحكم بها فى العالم وال يزال الخضر حيا وال يزال التحكم فى العالم قئما
،فال تتعجل فى النقد فقد سقنا لك من دالئل الشرع مايؤيد ماذهبنا اليه ،بقى لك ان نسأل :هل كان شأ ،صاحبنا كشأن
من شأنك فأصحاب الشيخ قد امنو به على ماذكره وانت لم تؤمن به ،فمالك وشأنهم الخضر فى ذلك ؟ فترد عليه هذا لي
،فلكل واحد منكما شرعه ومنهاجا ،فهكذا قد اثبتنا لك االحتمال من جانب الشرع وال حرج على فضل هللا فيما لم تؤمن به
ثم يواصل الشيخ ناصر كالمه عن مفتاح شخصيه الشيخ فيقول عن ذلك ان هناك نموذجان من التاريخ يؤصالن للشخصية
التي نحن بصددها األول :أبوحامد الغزالي :كان عالما في الشريعة والفقه وفروعالعلو الظاهره والتى يسميها ابن عربى
علو الرسو ولكن عندما اصابه الفتح انطلقت روحه من اسار هذه العلو وان بقيت فيه ،واصابه العلم الوهبى اللدنى وتزين
باالسرار الباطة ،فتحا بما حباه هللا فتحا جدبدا فى االرشاد والتوجه الى هللا فى طريق القو ،على جناحى الظاهر المكتسب
والباطن الموهوب بعين تنظر الى الملك واخرى تنظر الى الملكوت .
اما النموذج الثانى :فهو موالنا جالل الدين الرومى ،فلقد كان ابن الرومى شاع ار راقيقا ،قاصد قلبه بحب الجمال وها فيه
،فلما اصابه الفتح االلهى ارتقت روحه الى االفاق العال وتول شدوه من جمال المخلوق الى جمال الخالق ومن وصف الملك
الى وصف الملكوت فهامت روحه فى االفاق واستقرت فى قلبه االشواق واتسقت رؤياه فى رؤيه الحق ،فادرك انه ماتم إال
هللا ،فأثمر هذا مايرده الناس من نعمه الى يومنا هذا وكال النموذجين بقى عليهم ماكانا عليه فى ماضيها واضيف عليه ما
استجد فى حاضرهم فزلت نفوسهم وارتقت بصيرتهم وبانت لهم االمور بجالء .
كذلك كان شيخنا ،ظل بجوانب شخصيته و بعد ثروته الروحيه فأثمر له ذلك الشجاعه والمروءه واالقدا والتضحيه .
ماصنعت لديها جوانب اصيله فى نفسيها واخالق روحانيه محمديه وفدت عليها .
حال الشيخ فى بيته وبين ذويه:
كان صاحبنا ال يدخل الى فراشه ليال حتى يمر على بيته ويراجعه ويتأكد من أن دار قد خلت تماما من اى مال مدخر فيه
،فإذا اتم مهمته وتأكد مما كان بقصده اوى الى فراشة مطمئنا .
وذات يو وجدت مع زوجته بعضا منه فغضب عليها غضبا شديدا ،وقال قولته الشهير :خايفين من ايه الى عشانا امبارح
هيفطرنا النهرد فأجابته بأنها لم تقل ذلك عن عمد او قصيد منها فانظر الى هذا اليقين وتلك الثقه ،انها ثقه العارفين
اصحاب القلوب المحمدية ،الذين تناولوا عطاء اليد المحمديه وهبا ومنما واظها ار وعمال وتفانيا وإخالصا ،حتى لكأنه
والخاد فى بيت الشيخ له مكان ومكانه يغبطه فيها االخوان ويتمنون أن يكونوا مكانه فى القرب من ،إذ هو أقرب الى من
يتوقون الى القرب منه ،ولعلمهم أن الشيخ ما أختار قربه منه إال ألنه اهل لهذا القرب رجاال كان او نساءا ،عرفنا منهن
الست كاملة التى كانت واحده بين الشيخ ومريده تدعوهم اليه وتنقل اليهم الخير منه ،تعرف احواله و عاداته ومواطن رضاه
وغضبه ،وتشير على االخوان بما يجب عليهم نحوه وتصدقهم النصيحه ويصدقونها الطاعه ،غذ لم يكن فى عالئق االخوان
الشيخ شيئا من الريبه والشك فلقد كانو اخوان صدق ،وعرفنا منهم الست زينب القصيره التى كان منوط بها غسل مالب
واعدادها والتى كان من فرط حبها للشي خ أن تأخذ منديله وتشطفه وتشرب الماء الناتج من شطفه و عرفنا من االخوان كل
وتجاوز هذا االمر زمان الشيخ و تعداه الى زمن وارثه الشيخ باهى الذين عرفنا منهم نفر كثير اخوان واخوات من االخوات
عرفنا زوجه ابنه الشيخ سيد عبد العزيز وعرفنا كريمة وعرفنا من جميعهم تربين فى بيت الشيخ ولم يكن له منهن فرق بين
بناته من صلبه وبناته فى الطريق واستمررن معه اال ان تزوجن وعرفنا من االخوان دبور الذى اقترن وجوده بوجود الشيخ .
ونحن ان تكلمنا عنهم فان الكال على هامش الهامش فقد عرفوا من اسرار الشيخ اصناف واصناف ما تعرفه عنه ،وانحاذ
بن مالك الذى مكث معه عشر سنين ، الخاد من االخوان فى بيت الشيخ هو سنه نبوية ،فقد علمنا من اصحابة أن
وعرفنا عبد هللا بن مسعود الذى كان صاحب وساد وسلوكه و نعليه ،وعرفنا منهم من كان آخذا بدابته وناقلته وراحلته .
إذا كانت تخد فى البيت حال وجوده ،فأ شار الشيخ الى دفنها مكان عمها فى الجبانه ،وبرغم اعتراض االخون على ذلك
صمم الشيخ باهى على ذلك ،وقال :هى أحق أن تدفن مكان الشيخ .
ومن مظاهر رعايه الشيخ لبناته من صلبه والقيا على مطالبهن ماكان يعامل به ابنته زوزو ،فلقد كان زوج ابنته زوزو وهو
سعد افندى حجازى من الهائمين فى محبه أهل البيت والمحبين لطائفه المجاذيب و المجاورين لهم ،فكان فى اول كل شهر
بعد أن يأخذ راتبه من عمله ،يذهب بهذا الراتب لزياره أهل البيت ،فيوزع كل مالدية من مال على مجازيب ومجاورى أهل
البيت ،ويذهب الى منزله خالى الوفاض ،فإذا سألته زوجته عن راتبه أخبرها بما فعله ،فتصرخ فى وجهه ،ويشتد عراكها
معه للدرجه التى يخرج من البيت ويتركه لها ،خوفا من توابع هذا العراك ولقد وصل به االمر مره انه اختباء فى احدى
المقابر المجاوره لسيدى على زين العابدين خوفا منها ...ولما كانت تشتكى الى ابيها عمى الحج مسعد فكان يقول لها يا
زوزو ...ملكيش دعوه بسعد افندى ...انت ليكى إن كل حاجتك تبقى موجوده فى البيت ...ثم توجه الى الشيخ صالح
طه قائال له :ياصالح انت ملزو بقضاء حوائج زوزو ....ووضع الشيخ محبه زوزو فى قلب الشيخ صالح طه ،ووضع
فيه حرصه على قضاء مصالحها و الوفاء بأحتياجاتها ،ودوا السؤال عليها ،حتى أنه إذا سلم عليها سالمه الى بتقبيل
قدميها ،وكان فى يقينه وعقيدته أن تلك القد التى يقبلها هى قدمى شيخه ...الحاج مسعد ،هكذا كان الحال الموضوع فيه
وللشيخ نظرات الى ابنائه سواء كان من أصالبه أو من اهل طريقه وابطال هذه الروايه ثالثه اولهم ابنته الكبرى زوزو ثم زوج
ابنته سعد افندى وأخراالبطال الحاج صالح طه ،أما ابنته فلم يتركها للعوز والفاقه فقد قا بتلك المطالب التى قصر زوجها
ثم نظرته الى زوج ابنته سعد افندى منطر الى ماينفقه خارج بيته والذى به قصر عن اداء واجبه نحو أهل بيته ،فرأى الرجل
مقهور فى رغبتة مدفوع اليها بروحه الصافيه الرقيقه الطاهر الخلوطه بمحبته أهل البيت ،األمر الذى دعاه فى نفسه أن
يرى أن مجاذيب وجاورى اهل البيت اولى بالنفاق عليهم من اهل بيته ،مومعنى ذلك أن محبته ألهل البيت تعلو على محبته
ألهل بيته ،ومن ذاق محبه اهل البيت يعرف ان ال محبه تعادل محبتهم وال شوق الى احد قدر شوقة اليهم ،ففرح الشيخ
،بل رأب الصدع وجب النق بما رأه على زوج ابنته ولم يكلمه على التقصير فى نفقته على أهل بيته ،بل على العك
كان سعد افندى زوج ابنته هو أ قرب المقربين لديه بالرغم من كونه مقص ار فى االنفاق على ابنته .
اما البطل الثالث فى هذه الرواية وهو الحاج صالح طه ،وهو الذى جعله الشيخ امينا على كريمته الكبرى زوزو ،ولم
نجعله هكذا من فراغ وانما كان لعلمه بفنائه فى شيخه واختالط روحه فيه ،وزاده على ذلك حبا على حب فى ابنتة ،ولقد
كان للشيخ صالح سابقه حب لكريمة الشيخ جارية ،والتى افاض الشيخ صالح طه يذكر مناقبها وقد رأى من ايات هللا
الكبرى فى تشييعها الى مثوها وقد علم من اسرارها الباطنه ماجعله مرتبطابها ،فكان إذا ذهب الى زياره السيد زينب رضى
هللا عنها ق أر لها الفاتحه ووجد عمتنا جاريه قابعه فى مقا السيد زينب ،كان الشيخ صالح طه من اشد المحبين والمقربين
والحافظين لزياره اهل البيت حتى اخر وفاته رحمه هللا .
والبطل الحقيقى فى قصتنا هذه هو المحبة ،تلك المحبه التى ربطت بين الشيخ وابنائه وتلك المحبه التى ربطت بين سعد
افندى وأهل البيت ثم تلك المحبه التى ربطت الحج صالح طه بشيخه وابنائة من صلبه واخوانه وأهل البيت .
ومن الروايات ذات المصدر الواحد ماحكته الست ا حسين ناقله اياها امها الست ا محسب ما قصته من عمتنا جاريه ابنه
الشيخ الكبرى رحمها هللا وكانت هى اكبر ابنائه واقرب المقربين اليه ،ومن كرامتها ان جعل هللا لها س ار ليث ألحد غيرها ،
وهى ان تجد تحت وسادتها كل صباح مبلغا من المال ،فتتوجه به الى ابيها ،فينفق منه على بيته وعلى اوالده فى الطريق
،فكان الشيخ يأخذ منها كل صباح ماتجده تحت وسادتها ،وكان لهذا المال فى مقداره سر عجيب ،مثال اذا اخذ الشيخ
عشره جنيهات ،فانفق منها ثمانية جنيهات ،وبقى معه إثنان ،ال تجد تحت وسادتها إال ثمانية جنيهات فكانما المال بالتما
على قدر المنفوق منه ،ولم يكن للشيخ فى هذا الوقت مصد ار للمال إال هذا الوجه إذ كان قد انفق كل مال وميراثه من اهله
وكان للست جاريه دور اخر فى طريق مرافقتها ألبيها إذ كانت مالزمه له فى خدمه االخون واطعامهم والقيا على خدمتهم
ومعاونه ابيها فى ذلك وقد كان كثير من زوارالشيخ ممن يأتون اليه بعلل وأمراض تباين بين االمراض النفسيه و االمراض
جن وبه او من قد اصابه سحر او وى بجانب من سالمه بنيانه ،فكان بنظره واحده منه ينطلق اساره العضويه ومن قد تلب
به او يذهب سحره او يصرف السر فى مرضه فيعالجه بما يناسبه ،ومن الحاالت العجيبه التى صادفت من الجن المتلب
الشيخمسعد وكان البنته جاريه دور فى عالجها ،شاب اتى اليه اهله به يعانى مرضا قد اصاب عقله وكان طالبا فى الجامعه
فلما نظر اليه الشيخ عرف ان عالجه ان يأكل قطعه من لحم كلب ،مكذا عليه كشقا السبيل الى عالجه ،ولم يبق اال كيفيه
الحصول على ا لكلب وذبحه وطهيه وهنا بداء دور السيده جاريه ابنه الشيخ فلقد تطوعت بالمهمه فأتت بالكلب وذبحته
وطهيته وشفى المريض من علته ،فلما رأى الشيخ من جاريه ما فعلته نظر اليها واغمرو رقت عيناه قال لها ":لقد فزت بها
ياجاريه لقد كان اختبار شديدا وفقك هللا فيه " اى لقد كان فعلك هذا سببا لك فى الفوز و النجاه عند ربك ،النه ال يفعل هذا
إال من كان قلبه صافيا خالصا ،ال يبالى مايعانى فى سبيل من امنت به ،فكان هذا الفعل سببا فى نوال مقامها عند هللا .
و الحقيقه ان وجود المال تحت وساده جاريه ،انما يفسر بصفه التجريد المطلقالذى اتصف به الشيخ ومن مظاهره انه انفق
كل مالديه من ميراث والد فى الطريقوعلى االخوان ولم يحصل فى جعبته أى ادخار منه حتى انه تساءل فى دهشه موجها
اندهاشه الهل بيته :انتو قلقالين ليه ،الى عشاكم امبارح هايعشيكم النهرده وهو حال " مخصوص بمن هم على شاكله
الشيخ مسع د ألن هللا أمرنا أن نأخذ باالسباب ،ولكنه مقا التوكل المطلق الذى اتصف به الشيخ ومادا التجريد عن االسباب
صفته ،فبالتجريد عن االسباب يكون رزقه وهو ماكان يجده من المال تحت وساده ابنته فينفق منه أهله وأوالده فى الطريق
،وقد يرد الينا تساؤال ،لماذا ال يكون المال تحت وسادته هو وهذا الشيخ االما ،ال وساد ابنته ،فنجيب عليه بصفه اخرى
من صفات الشيخ وهى الخفاء والستر فلن تظهر الكرامه عليه ولكنها ظهرت على ابنته .
وامال نظره فى الشاب المريض بأن دواءه ان يأكل قطعه من لحم كلب فال يفسر إال بالكشف الذى اتصف به وقد تواترت
الروايات على صدقه فيه ،فرأى أن دواءه ال يبراء إال بمثل هذا الدواء ،بدليل شفاء الشاب من مرضه كما ذكرت الروايه ،
والشيخ و الشاب المريض فى هذا الوقت ،هم من اصحاب االضطرار الذى يمثله سن الشرع للمضطر أن يأكل من الميته
والد ولحم الخنزير وقت االشراف على الهالك وال يوجد لغير ماوجدوه ،كالطبيب الذى سن له الشرع ان يبتر احد اعضاء
المريض المصابه بالغرغرينا ،بالرغم من كون البتر هو نوع من االفساد للبنيه التى خلقها هللا لالنسان ،ولكن كان صالح
باقى بدنه بافساد هذا الجزء المصاب منه ،واالمر فى هذا الجانب ال يتعدى كونه طبيبا واالخر مريضا ،واما السبب فى
العله فهى المنوطه بكرامه الشيخ الذى عرف كشفا بالداء والدواء .
واما ابنته جاريه التى سارعت بإحضار الكلب وذبحه وطهيه فكان الدافع لها امرين :االول ايمانها بالشيخ ايمانا ال يقاومه
مقاو ،فهو ايمان مطلق يتبعه طاعه مطلقه ،وان كان طاعتها لم تكن ألمر الشيخ لها بذلك ولكن بسبب طواعيتها الشخصيه
بطلب الشيخ دون امرها به ولهذا قال لها :لقد فزت بها ياجاريه ...اى فزت بالطاعه المؤديه الى الفالح .
واالمرالثانى هو رغبتها فى عالج الشاب ،ال لسبب إال محبة االصالح لما هو فاسد فإن هللا ال يحب المفسدين .
وفى الصباح الذى توفيت فيه السيده جاريه وكان ذلك فى مولد سيدى السلطان الحنفى بجوار السيده زينب ،نظرت الى
االخوان وقالت لهم :إتغدوا ....عشان مش هتتعشوا ،اشاره منها الى رحيلها فى هذا اليو ،فبعد ان تناول االخوان غدائهم
،استلقت على فراشها ،ثم طلبت ان يأتو لها بالشيخ وقالت له :يا ابى ...شد حيلك فيه ،فقال لها اشد حيلى فى مين يا
جاريه ؟ ..قالتلو فى يا بابا ،هناك شعر الشيخ ان ظهره قد انقسم ،اذ كانت من اشد المعاونين له فى خدمه االخوان ،ولم
يمض بضع دقائق حتى وافتها المنيه فى داخل الخدم ه ،وكانت حامال وقت وفاتها ،فأتى بها فى عربه اقلتها الى البيت
فى االخصاص ،فلما ان ارادت زوجته حين رأتها ان تصرخ نهرها الشيخ ولكنها لم تتحمل فصعدت الى أعلى البيت (السطوح)
واخذت تصرخ فال يزال ينهرها وال تزال تصرخ ،فقالت له :حتى ابنتك تمنعنى من الصراخ عليها !!!.
علينا الشيخ صالح وايدته فى ذلك الست ا وكانت لها جنازه " مشهوره تصاحبها البيارق واالعال الى مرقدها وقد ق
محسب ان عمتنا جاريه كانت قد طلبت بروحها من سيدنا الحسين ومن السيده زينب ان يكون لها ضيح ومقا ،وهذا الكال
قد ورد من الشيخ مسعد فى حياته فعقب الشيخ مسعد على هذا الكال قائال :فقلت لسيدنا الحسين نحن نحب الخفاء ،وقالت
السيده زينب لعمتنا جاريه :ابوكى مش موافق على هذا الطلب وال يطلب مقامات او اضرحه ...ولكن ...يرضيكى ان
تكونى معى فى مقامى هذا – والكال للسيد زينب رضى هللا عنها – وتم لها هذا فكان الشيخ صالح طه ،وكانت الست ا
محسب ال تذهب لزياره السيده زينب إال وتجد عمتها جارية فيه بعد قراءه الفاتحه لها ،وصار ذلك من عاد االخوان كلما
ذهبو لزياره السيد زينب يقرؤن الفاتحه لعمتهم جارية والنظره العامه التى ينظر بها االخوان الى عمتنا جارية هى انهم
ينظرون اليها على انها درويشه اكثر من نظرهم اليها على انها من بنات الشيخ فكانت تتعامل معهم من هذا المنطلق
ويعاملونها من هذا المنطلق ،فكانت تصاحبهم فى جميع مناسبات الشيخ فى الموالد والليالى ،وكانت تقف مع الشيخ فى
جميع مطالبه وكانت مح مناجا االخون وحلقه الوصل بينهم و بينه وهى ايضا منظور اليها من جانب الشيخ على انها
درويشة اقرب من كونها ابنته فهى مساعده االيمن وهى موطن عنايته ورعايته ،ال من وجه كونها ابنتة ،ولكن من وجه
كونها كأخوا نها فى الطريق ،ولها معه اسرار من هذا الجانب ذكرنا بعضا منها ،وال تجد احدا من االخوان قد رآها او
عاصرها او تحدث اليها وله معها ذكرى عزيز من هذا الوجه ،وهى ايضا -من بنات الشيخ – التى كانت لها كرامه ظاهره
فى حياتها وبعد انتقالها ،فكانت بذلك جامعه للشرفين ،الشرف االول كونها من بنات الشيخ عصبا ،والشرف الثانى كونها
كان لعمتنا توحه ابنه الشيخ صلبا نصيبا من سيره الشيخ فى اول زواجها وفيمن تزوجت به وفى سيرته معه حال حياته
وفى سردها ألحواله بعد انتقاله ،فأما زواجها فكان بأحد المقرب ين لدى الشيخ من ابنائه فى العهد وهو الشيخ سيد سالمة ،
فإن العز كان قد عقد على زواجها من ابن عمها ولكن حدث المر ماتدع من الخالف اصر عم الحاج مسعد على أال
يزوجها له ،وقال له من شرط غضبه :ازوجها من واحد بتاع فجل وجرجير وال ازوجها له ....وكان الشيخ محمد ابوسالمه
الفرصة وقال للشيخ ....ياعمى :انا انا سأتى بمشنه انا واخى سيد حاض ار هذا اللقاء ...فالتق الخي على الفور واقتن
،يقصد (مشنه) فيها فجل وجرجير ،وكان ذلك تعريضا برغبته فى زواح اخيه سيد من ابنه الشيخ توحه .....وعلم الشيخ
مقصوده ،فقال :انتظر يا محمد ....وبعد خمسة عشر يوما وافق الشيخ وقرأت الفاتحه ....ثم توجه الشيخ الى عم سيد
وقال له :انت مسمار جحا ....وربما كان معنى هذا ان هذا الزواج هو الذى سيجعلك موصوال بالشيخ على سبيل النسب
،فبهذا اجتمع للشيخ سيد القرب للشيخ على سبيل العهد و على سبيل النسب.
الشيخ زوج ابنته الى جانبه فى المولد وتم كتب الكتاب بعد ذلك ،وفى اول مولد للسيد البدوى بعد كتب الكتاب ،اجل
وقال له ....لم ال تذهب انت وزوجتك لتزوروا شيخ العرب .... ،يريد بهذا االقتراح ان تزول الكلفه بينه وبين زوجته وان
يؤد هللا بينهما ....وكان يقف الى جوارهم سعد افندى حجازى زوج ابنه الشيخ الكبرى زوزو ...وكان هذا االخر من اشد
المقربين الى الشيخ ومن اشد الناس حبا فى الشيخ وتفانيا فيه ،وقد ذكرنا طرفا من سيرته فى هذا الفصل ...وسمعه سعد
افندى فقال له ،معرض على الشيخ ان يذهب معهم ،فقال له الشيخ :ال ياسعد بالش انت ...فأص على الذهاب ،فما
كان من الشيخ إال أن قال له ...خالص روح ...وكانت هذه الليله هى الليله الكبيره للمولد ....فذهبو جميعا ...وعند
الدخول للمسجد ،وكان القائمين على المسجد يقفون على بابه ،يسمحون لبعض الزوار بالدخول ويمنعون البعض عنه ،
حتى ال تحدث كثافه شديده داخل المسجد ودخل الضريح ،فسمحو للشيخ سيد وزوجته ،ومنعو سعد أفندى من الدخول ،
وكأنهم قد سمعو كال عم الحج مسعد فأطاعوه ،فأصرو واصر ...حتى جاء إما المسجد فأدخله على غير رغبه حجاب
الباب ....
وحدث اثناء الزياره ان وجدت عمتنا توحه كيسا بجانب المقا ،فقالت لزوجها :ماذا افعل به ،فقال لها :دعيه معك ،
واعرض االمر على الشيخ ،وعندما عادوا ،قال الشيخ لسعد افندى ،وقد بدا عليه اثر المنع من الزياره فى اول االمر
التى وجدته بجوار واضطرابه لذلك ...الم اقل لك يا سعد ال تذهب ....ثم توجهت توحه الى ابيها ،وأخبرته بخبر الكي
المقا ،فقال لها :ارجعيه مكانه ....ال يفعلها الكبار ويقع فيها الصغار وال يخفى على القارى ان يستقى منها فضيله طاعة
الشيخ دون دوره او مجادلته فى أمره وبدا ذلك فى أمره لسعد افندى بعد الذهاب ،ثم قوله البنته :يعملوها الكبار ويقعوا فيها
قد وجد فى مقا شيخ العرب ،وال يعرف على التحديد الحكمه فى وجوده ،فربما يكون إختياره لمن الصغار ،فهذا الكي
صادفه ،فينظر ماذا يفعل به ،فيكون وجوده فى هذا المكان من افعال الكبيره ويكون تصرف من يجده من رد فعل الصغير
،لما أوجده الكبيره فى طريقه ،ثم أنظر كيف ا ارد الشيخ االب ان يؤد بين ابنته وزوجها وأن يأتلفا فى طريق حياتهما ،
فيكون ايزانا بتلك الموده والرحمه التى يجعلها هللا فى قلوبهم .
وبعد انتقال الشيخ لم يغب عنه حال أهل بيته وال طمأنه ذويه فى المواقف الصعبه التى قد تصادفهم فهذا هو الشيخ ناصر
فى صغره وكان قد أصابه شئ فى قلبه استدعى إجراء جراحه مفتوحه فى القلب وكان هذا النوع من الجراحات فى هذا الوقت
من االشياء التى يخشى كثي ار منها ،اذ كان هذا النوع منه ال يزال فى ابتداء أمره وكان الشيخ واالخوان جميعهم فى حاله
من حاالت االستنفار العا فى هذا الوقت ،فحدث ان رأى اربع من االخوان رؤا مختلفه للشيخ جاءهم فيها وطلب منهم أن
يذهبو الى أ ناصر ويطمئنوها على ولدها ويخبروها ان ناصر سوف يمر بسال من هذه الجراحه وسوف يشفى بأذن هللا
وتكرر هذا االمر فى الجراحه التى اجرتها ح نان ابنه الشيخ باهى والتى اجرتها بعد انتقال الشيخ باهى ،فقد رأته ا ناصر
عمى الحج مسعد فى رؤيا رأتها يقول لها فيها :يا أ ناصر ...حنان هاتعمل العمليه وتقو منها بخير ان شاء هللا .
وفى ليله الجراحه ،وحنان مستلقيه على سريرها فى المستشفى وكانت والدتها بجوارها واقفه لها ...وكان اما السرير عمود
قائم فى غرفتها ...فإذا بحنان ترى الشيخ باهى قائما امامها متكئا على العمود واضعا يديه خلف ظهره ضاحكا لها ...
ولكنه لم يتكلم معها ....فطمأنتها امها وقالت :طب إطمنى بقى ...ياحنان ...ونامى .
وكما طمأن الحج مسعد ا ناصر على سالمه ناصر وحنان كذلك كان الشيخ باهى يأتى الى ا ناصر ويطمأنها على حنان
،وأتى الى كثير من االخوان فى الرؤيه ويطلب منهم ان يطمئنوا ا ناصر على حنان .
وفى نوع اخر من الرؤى ،تحكى ا ناصر عن رؤيا الشيخ باهى بخصوص الشيخ ناصر ،وكان ذلك بعد انتقاله الى جوار
ربه ،تقول فيها :بعد انتقال الشيخ باهى رأيت ناصر وكأنه يعمل فى الجبل فى قطع وتهذيب احجاره ،فلما رأيت منه ذلك
سعيت اليه مندهشه :انت ياناصر بتشتغل فى الجبل ....ليه ،فرد عليها ناصر :ماتخافيش ياماما ...انا قد الشغل ...
قلت له :ال ...ماتشتغلش انت فى الجبل ابدا وال الطوب وال الرمل وال الكال ده ...ثم نظرت فرأيت الشيخ باهى قادما
نحوى وقال لى :ماتخفيش يا عفاف عليه ...وانت ياناصر ...خلى بالك من أمك ....يا ناصر خلى بالك من امك ...يا
وعن هذه الرؤيهنظن ان المقصود بالجبل فى هذه الرؤيا هو وراثه االمر من بعده فى رعايه ابنائه فى الطريق فإن عمل
الشيخ انما هو تهذيب النفوس و ترويضها ونقلها من الصفات السيئة التى تفوق سبيل السالك الى ربه الى الصفات الحسنه
التى تقوده أليه ،والترويض والمجاهد وترويض ال مريد واعانته فى المجاهد مثلها كمثل العامل فى الجبال ،الذى يهذب
االحجار ويقطعها بأالته ويزيل الغاشئ منها ويجعله فى صوره مستقيمة ،تصلح للبناء وبما خلقها هللا من اجله ،وهو عمل
شاق ال يستهان به ،ولهذا طمأنها الشيخ باهى على كفائه الشيخ ناصر فى اداء المهمه التى ورثها منه ،اذا كانت تخاف
عليه من مسئوليه خالفته لوالده وهذه الرؤيه ،مثلما كانت ضمانة أل ناصر على توفيق هللا له فى اداء المهمة التى اوكلت
اليه فهى طمأنه "لالخوان الذين صارو تحت إمرته وتحت واليته وتحت إرشاده ،انهم مازالو على ذات الطريق الذى تركهم
والشئ الذى ندركه فيما شاهدناه فى طريق اهل هللا أن الشيخ الكبير ال يترك ابناءه فى الطريق بعد انتقاله فال يزال ناظ ار
اليهم ممدا لهم ،إذا كان هذا حاله مع ابناء الطريق ،فكيف يكون حاله مع ابنائه من صلبه ،هذه الكلمات قالها الشيخ
صديق فى معرض حديثه عن الشيخ باهى بعد انتقال والده ،ونقولها نحن فى معرض حديثنا عن الشيخ ناصر بعد انتقال
والده ،ثم ذكر الشيخ صديق روايه يؤكد بها رعايه الشيخ ألوالده فى الطريق ننقل عنه قوله :بعد وفا زوجتى ...أرسل الى
اخى فى البلد ...يعرض على احداهن للزواج منها ....وهى من اقاربنا ...فسافرت اليه ...وهناك سمعت أن ابن عمتها
ال يريد لهذه الذيجه أن تتم ...وهو رجل عنيف شديد المراس ...وكان قد توعد لمن يقترب منها أن يضربه بالنار ...فسكت
...فلما ذهبت الى اخى ،اخبرنى بألمر الذى كنت قد سمعته ..فقلت له :بالش منها ...مادا فيها ضرب نار ...بالش
منها ...واخلدت الى النو ...فرأيت فى نومى ،عمى الحاج مسعد قادما الى على حصان ابيض ...قائال لى :لم لم
تذهب لتنظر الى عروسك ...فقلت له :يا عمى ...قالو ان ابن عمها شقى وبيقول ،هاضرب بالنار من يقترب منها ،فقال
له :ال مش هايضرب بالنار ....دا انا هاخليه يجيلك لحد عندك .
فى اليو التالى وفى الساعه السابعه صباحا ،سمعت طرقا على الباب ،فلما فتحت وجدت رجال على الباب وعرفت انه
امر سيحدث
ابن عمها الذى كان الكال عنه ...فلما رأى الجيران قدومه على ظنوا انه قادما للشجار والمعاركه ...وظنو ان ا
وتج هزو بالسالح ،فلما صعد الى اعلى ،قال لى :يا صديق ...الف مبروك عليك ،وهللا ...وهللا ....واحد غيرك كنت
هضربه بالنار ...هى مبروك عليك ...وانت تستاهلها ...وبعد ذهاب الرجل ..كتبنا الكتاب ...وفى اخر اليو اخذتها
ورجعت الى القاهره ...وتصادف أن كانت هذه الليله مولد سيدنا الحسين ...فذهبت الى الخدمه فى المولد المقا فوق سطوح
العماره المقابلة للباب االخضر فلما رأنى الشيخ قال لى :تعالى يا صديق ...عملت ايه مع عروستك ؟ فقلت له :هوه إحنا
لينا بركه غيرك ...انت ابويا وأخويا ...ثم توجه الى عروسته وقال لها :تعالى يافتحيه ..فتوجهت الى الشيخ صديق
وقالت له ...وا عرفت اسمى ؟ فطلب كوب من الشاى ،شرب منه رشفة ،ثم ناولها لفتحيه وقال لها اشربى الباقى ،ثم
ولقد ذكر الشيخ صديق هذه الحكايه تصديقا لرعايه الشيخ وعنايته ونظر البنائه فى الطريق ،ثم قال قولته التى ذكرناها فى
اول هذه الرواية ...إذا كانت هذه رعايتهم البنائهم فى الطريق ،فكيف يكون رعايتهم البنائهم الذين من اصالبهم .
ولقد ذكرنا هذه الروايه فى هذا الجزء من الكتاب الذى يتناول اهل بيت الشيخ ،وان كان من االولى ان نضفها فى الجزء
الذى يتناول عالقه الشيخ مع ابنائه من أهل الطريق ،ما فعلنا ذلك إال لنؤكد المعنى الذى رمى اليه الشيخ صديق وهو
وقوف الشيخ باهى مع الشيخ ناصر ،ومساندته له فى ورثه ما ورثه منه ونظره له ومدده له ن وما ذكرناها إال ليطمأن أهل
الطريق على أن الجوهر واحد وإن اختلفت االودية على هذا الجوهر الواحد فرعيه الشيخ مسعد هى ذاتها رعايه الشيخ باهى
ولقد أثرنا وضعها فى الجزء الذى ذكرناه أن تجمع من سير الحاج مسعد وسير الشيخ باهى وسير الشيخ ناصر فى هذا
الشان ،لوحد المقصد ،و وحد السلوك ،فنحن وإن تكلمنا عن احدهم فقد تكلمنا عنهم جميعا .
ومن تلك الكرامات التى روتها عنه أمنا أ ناصر تلك الرواية عنه ،والتى كان زمانها أول زواجها من عمى الشيخ باهى
فقالت عنها :حدث فى هذا الوقت اننى كنت اجد يوميا بعضا من المال فى طريقى ،ايا كان هذا الطريق ن وال يفوتنى يوما
دون أن أجد المال ،مر اجد قرشين ومر اجد ثالثه ومر اجد خمسة قروش ،وظللت على هذا األمر مد قاربت العامين ،
دون ان اخبر احدا بذلك ،وذات يو من هذه األيا وجدت عشر جنيهات ...وهو مبلغ " كبير فى هذا الوقت ...وحدث
ان طلب منى الشيخ باهى شيئا من المال فأخرجت حافظتى ألعطيه ماطلبه ،فلمح فى حافظتى تلك العشر جنيهات التى
كنت قد وجتها فى طريقى ....وال أزال احتفظ بهذه العشر جنيهات الى اآلن ....فسألها الشيخ باهى عن مصدرها ،وال
زاال يتبادالن ...حتى أخبرته باآلمر وبالمكان الذى وجدته فيه ....وفى اليو التالى إلفصاحها عن هذا االمر لم تجد ما
تعودت ان يصادفها ،ومر اليو الثانى والثالث والرابع على هذا المنوال دون أن تجد شيئا ....فاخبرت عمى الحج مسعد
بهذا األمر فقال لها :ما الذى جعلك تفصحى عن هذا االمر ؟ فقالت له :لقد اضطرت الى ذلك ،وحكت له ما كان منها
ومن الشيخ باهى فى هذا الشأن ....فقال لها :لقد توقف عنك هذا االمر ...ولكن هللا سيرزقك ان شاء هللا .
ومضت االيا مع الشيخ ،وفى ليله من احدى ليالى هذه االيا رأيت رؤيا مفادها :اننى رأيت عمودا من نور قائما فى
غرفتى بين االرض والسماء مخترقا سقف الغرفه ،له ضوء يكاد سناه يذهب باالبصار مالئا غرفتى بنور ال اتمكن من وصفه
...فهالنى مارأيت وارتعبت من وقعه على ....ثم وجدت رجال ينظر الى ويقول :ال تخافى ...ال تخافى ...ثم نظرت
الى هذا الرجل فوجدته مزبوحا من رقبتة ...فلما استيقظت فى الصباح ،ذهبت الى خالى الحاج مسعد ( إذ كان شقيق
والدتها ) وجلست الى جواره فنظر الى وقال :احكى بقة ...شفتى ايه ....؟ فقصصت عليه رؤياى ....فقال لها فرحا
مستبشرا :اوعى تقولى لحد !!! ،وكانت هذه أول مر منذ لقائها مع عمى الحاج مسعد تحكى عن هذه الرؤية ويخبر بها ...
وكان تأويل هذه الرؤيا أن العمود المنير النازل من السماء هو نور النبى صلى هللا عليه وسلم وان الرجل الذبوح هو موالنا
وفى ليله اخرى من الليالى شاهدت ا ناصر وكأنى فى زياره لسيدنا الحسين ،فقيل لى أن الباب مغلق ،ووقفت على مقربه
منه ،فوجدت قنايه ماء ممتده بجور سيدنا الحسين ،ثم رأيت بابا صغي ار قد فتح وأحدهم واقف على هذا الباب مناديا على
،فقلت له :اتنادى على !!! قال نعم فقلت له :ليه ؟ فقال :مش انتى جايه تزورى سيدنا الحسين ؟ فقلت له :ما أهو أنا
رحت على الباب وقالولى ...مقفول ....فقالى :طيب تعالى ...انا فتحت ليكى الباب ده عشان تدخلى ...فقلت له ،ال
استطيع أن اعبر قناه الماء الفاصله بينى وبينك ،فأخذ الرجل بيدى ،وشدنى من طرف القناه الى الطرف االخر ،وأدخلنى
من الباب ،وكان الباب قصي ار ،وتعجبت فى نفسى كيف اعبر منه برغم قصر ،فعبرت منه الى الداخل ،فلما دخلت رأيت
جميع دراويش الشيخ مجتمعين داخل المكان الذى دخلت فيه ،فتعجبت من ذلك وقلت لهم :انتم قاعدين هنا ،وأنا جيت
ادخل لقيت الباب مقفول فقالوا لى :طب ياست ،ماهم بعتولك سيدى ابراهيم ،هو الى فتح لك أهو ...فلما قصصت على
ع مى الحاج مسعد ما رأيته قال لى :اتعرفين من فتح لك هذا الباب ...انه سيدك ابراهيم الدسوقى !!!.
وفى ليلة اخرى من الليالى رأيت فى نومى أن البيت الذى يقيم فيه الشيخ قد تحول الى ساحه كبيره متسعه ،وفى أخر هذه
الساحه ثالثه أف ارن ،يقف على كل فرن منه سيد تقو على صناعه الخبز من الفرن أمامها ...وأنا أذهب اليهم واستلم
منهم الخبز واضعه على رأسى ،ثم اذهب به الى الدراويش الجالسين فى هذه الساحة فأعطى لكل واحد منهم رغيفا من هذا
الخبز ،وهكذا ،ثم وجدت فى جانب من هذه الساحه باب ،وجدت عليه احدهم ينادى على ،وكان هذا الرجل متوس
الطول مرتديا جلبابا ابيض وطاقية بيضاء وفى يده سبحة ...فقلت له :لم تنادى على ؟ فقال لى :يالال عشان هانطلع
من قرايبى وال عائلتى على ابو عبده (اى اننا ذاهبون لدفنه ) وهو رجل من الشرفا ،فقلت له :مالى ومال أبو عبده ،انه لي
،فقال لى :أنا مليش دعو ...انا عبد المأمور وخالص ...فقلت له :أديك شايف إحنا بنخبز وبنوزع العيش ....والشيخ
باهى كمان مش هنا ....فظهر لنا الشيخ باهى فقال لها :خلصى ياعفاف ....وروحى معاه ،فقلت له :طب وانت ؟
...قالى :انا هاجى بردو ،فانتظرها الرجل الى ان اتمت الخبز والتوزيع ،وظل واقفا على هذا الباب الى أن انتهى من
يأخذ االخرين الى مكانه ، عملها ،فقال لها :هلم بنا ...وكانت هناك عربه لتقلنى الى مكان الدفن ،وكان هناك اتوبي
فقلت له :إن مكان الدفن فى الجبل وهو قريب وال يستدعى وجود عربات او اتوبيسات ،فقال لى :انه سيدفن فى مكان
أخر ،فليت كل الرؤوس تدفن هنا ...بل سيدفنونه فى القدس ،فلما أن اردت الذهاب الى مكان الدفن ،ذهبت الى االتوبي
...لي يمنعنى من صعوده ،ويقول لى :إن هذا االتوبي مع نفر من النساء ،فوجدت هذا الرجل على باب االتوبي
مكانك أن مكانك تلك العربيه الواقفه أمامك ....فركبت مع الرجل وسرنا طريقا طويال ...وفى االخر رأينا مسجدا وقفنا
أمامه وقال لى :هاتصلى ؟ ...فقلت له :انشاء هللا هاصلى ....فدخلت فتوضأت ثم صليت ...ثم قال لى الرجل :
أنا معايا سبحى مديهالى خالى مسعد معاكى سبحة؟ فقلت له :أيوه ...قاللى :فين ..3قلت له :فى جيبى أهو ...ب
انا شايالها فى البيت ....مابطلعهاش ...قاللى :شايالها فيه ؟ ...قلت له :أنا شيالها ...قال لى حرصى ...ب
عليها ،قلت له :انا حاطاها فى علبه ...داخل صندوق خشب ...فقال لى أوعى تفرطى فيها وكرر ذلك ثالث مرات ...
الجامع الذى رأيته فى الر}يا هو ذات المسجد وهو طريق الم ازرات التى زرتها فى الحج ،ونف سرت به فى الرؤيا هو نف
المسجد الذى أقامه النبى صلى هللا عليه وسلم فى أول نزوله المدينه وهو منزل أبى أيوب االنصارى ،ولما نزلت هذا المسجد
فى الحج ....قلت فى نفسى ك لقد رأيت هذا المسجد من قبل ...ولكن أين ؟ وفى هذه اللحظه بالذات تذكرت هذه الرؤيا
،وكنت قد نسيتها طوا ل هذه الفتر من وقت رؤيتى إياها الى أن شاهدت المسجد خالل رحلتى للحج وقد مرت اكثر من
ثالثين سنه بين رؤيتى لهذه الرؤيه وبين مشاهدتى للمسجد خالل الحج ،تعجبت من هذا الذى حدث ومن تذكرى اياها بعد
وال زالت سبحه الحاج مسعد معى الى األن ال اخرجها من مكانها اال فى فتره الحج والعمر .
النسق الذى نجمع فيه بين سيره الحج مسعد وسيره الشيخ باهى ،فى هذا الجزء الذى يتناول أهل بيت الشيخ وعلى نف
وأوالده ،تحكى لنا أ ناصر عن موقف لها بعد انتقال الشيخ ....تقول فى احدى ايا مولد سيدنا الحسين ،والشيخ باهى
فى حال التأهب للذهاب ،وكانت العاده أن نذهب سويا الى المولد ،وناص اليزل صغي ار إال أنى اشرت ان ابقى فى البيت
وال أصاحب الشيخ باهى فى ذهابى ،إذ كان بينى وبينه شئ من الخالف ،فلما عرض على الذهاب معه رفضت ،فترك
لى عشره جنيهات وقال لى :إذا اردت الحضور فأحضرى معك ناصر وتعالى المولد ،وانصرف الشيخ باهى فى سبيله .
وفى اليو التالى لهذه الواقعه ،ونحن جلوس فى البيت ،نتناول طعا االفطار ،إذا بجلبه شديده وصراخ من خارج المنزل
...ونظرنا ...فإذا برجل نعرفه فى البلد ،وهو رجل مسكين لم يتزوج بعد ،يقتات على مايبيعه من الخضار الذى يطوف
به فى البلد ،وإذا برجل أخر غريب عن البلد ،وقد أمسك هذا الرجل المسكين ضاربا إيا بالبلغه وما حوله من الناس ال
يمنعونه من ضربه ،واكتفوا بمشاهده الواقعه ،وكأنما ابن بلدتهم غريب هو االخر عنهم ،فأخذتنى الغيره على هذا الرجل
المسكين ،المفترض ان يكون فى حمانا ،فلما شاهدت ذلك نزلت مسرعه الى خارج المنزل ،وجذبت الرجل الغريب من
جلبابه وقلت له :أنت رجل غريب وجاى بلدنا تضرب راجل من البلد ...فنظر الى الرجل وقال لى طيب ..أما أنتى كده
بتدافعى عنه ....طب ادفعى الى عليه ....فقلت له عليه ايه ؟ ...فقال عشره جنيهات فأخرجت تلك العشره جنيهات التى
كان الشيخ باهى قد تركها لى الجل الذهاب الى المولد ،ثم قلت له اياك أن أرى وجهك كر أخرى فى البلد ..ووقف الرجل
مندهشا من تصرفها ..وسأل من كانت تقف الى جواره .. ..من هذه السيد فقيل له :انها زوجه الشيخ باهى ...فقال لها
:هذه السيد قد عظمت فى نظرى وإن كانت قد سبتنى واستهزأت بى .وبعد هذه الواقعه ...نظرت فى نفسى ...لقد ضاعت
العشره جنيهات التى كنت سأذهب بها الى المولد ...فسلمت امرى الى هللا ...وإن كان فى نيتى أن أذهب الى المولد ...
ولكن قدر هللا وماشاء فعله ،ولكن حدث مالم يكن فى الحسبان :كان لنا اخ فى الطريق اسمه مصطفى عبدهللا معه عربيه
مالكى وكانت لنا اخت فى الطريق اسمها ا ابراهيم الجذوبه وكان مصطفى عبدهللا يطيعها فى كل ما تأمر به ،فإذا قالت
له :يالال ياواد يا مصطفى ودينى شيخ العرب ...فيسارع الى طاعتها ويذهب بها حيث أمرته مهما كانت ظروفه ...فال
بد له من طاعتها واالئتمار بها ،وحدث فى أثناء حضورها هذا المولد الذى ذهب الشيخ باهى اليه بمفرده دون مصاحبه أ
ناصر ...أن قالت لمصطفى عبدهللا :ياواد يا مصطفى ...عمى الحاج مسعد جانى ..وقالى :روحوا هاتوا عفاف البيت
...قالها :طب مقلناش لعمى الشيخ باهى ...فقالت له :ال ...ما احنا مش هنقوله ...عمى الحاج مسعد إللى أمرنا
بكد ...وقالى :ها تفطركوا بقرص ولبن ...وهاتوها من البيت وتعالوا ،ثم تواصل أ ناصر حديثها :وفى صباح اليو
التالى ،بعد الفجر مباشره ،سمعت طرق الباب ،فقلت ...مين ؟فقال الطارق :افتحى الباب يام ار عمى ...انا مصطفى
دقايق أجيب لكم فطار ....عشان تغيرو ريقكم ...وكان عندنا قرص عبدهللا ...نزلت فتحتلهم ودخلوا فى المندر ...خم
...وسخنت لبن ونزلت لهم القرص بالبن ...فلما رأت ا ابراهيم ذلك ...نظرت الى مصطفى ،مشيره الى الللبن والقرص
ثم توجه مصطفى عبدهللا الى وقالى ...يالال بقى عشان تروح سيدنا الحسين ...قلتلوا ...ال ...عشان وحده من اخواتى
عيانه قال لها :ده عمى الشيخ باهى اللى باعتنا وقلنا :ماتسيبوهاش إال لما تيجى معاكم ...وكان ذلك فى الليله الكبيره
...قلتلوهم :انهارده هاروح أشوف اختى ...واطلع من المستشفى على الليله الكبير ،التى كان الشيخ باهى يقيمها على
سطح العمار المقابلة للباب األخضر عند سيدنا الحسين ،فقال لى :وهللا العظيم ما هننتقل إال إذا جيت معانا ...وبعد
،حتى ال ينكشف أمر الخالف بينى وبين الشيخ باهى ...لماذهبت المولد الحاح شديد ،وافقت ،وصعدت الرتداء مالب
دخلت شقه عمتى زوزو ابنه الشيخ الكبير .....إذكانت قاطنه فى ذات العمار ،التى يقيمون فيها المولد ...وكان الشيخ
باهى نائما فى الشقه ،فلما استيقظ وجدنى أمامه ...وكان الشيخ من قبل قد اتفق مع الحاجه صباح – وهى احدى أخواتنا
الك ار – أن تذهب هى والحاج نعيم – وهو ايضا من إخواننا االعزاء على القلوب – ويذهبوا إلحضارى من البلد ...فلما رآها
الشيخ باهى ...قال لها ...إيه ده ...انت جيت مع مين ...قلتلو أنا جيت مع مصطفى عبدهللا ...فوجه كالمه الى
عليه قصه ذهابكم الى االخصاص واحضارهم لى . مصطفى ،وقال له :انت جيت امتى يامصطفى ؟ ...فق
ثم صعدت على سطح العمار مكان الخدمه وما ان جلست بين األخوان وكان منهم غريب واحمد ابوراشد وسيد عبد العزيز
،وابو العال وكانت جلستهم فى مقابله السلم الصاعد الى السطح ،وما إن جلست بينهم حتى وجدت رجال يصعد على
درجات السلم وقد أعياه الصعود ،ماسكا بيده اليمنى عصا يتكا عليه وماسك بيده اليسرى (تربزين) السلم ...فقلت لغريب
هات الرجل الغريب الى طالع على السلم ده ....فلما ساعده على الصعود أراد أن يذهب به الى داخل الخدمه مكان جلوس
الشيخ باهى بين االخوان ...فقال له الرجل ...مودينى فين ؟ ...جتلك نصيبه تخدك ...قالوا ...انا موديك عند الشيخ ،
...قالوا ...ومين قالك أن أنا عايز الشيخ ؟ ...قاله ...أمال انت جار لمين ...قالوه ....انا جاى للولية ده ...وأشار
أنا جايلها ...قلت له ...طب تعالى ياعمى الحاج ...تعالى الى ...قاله ...تعرفها منين ؟ ...قاله ...معرفهاش ...ب
الى جوارى ...ثم سألنى ...عندكو قهوه ...فقلت له عندنا قهو وشاى وعندنا أكل كمان ....قالى ال ...انا ...وجل
عايز أشرب فنجان قهو ...ثم نظرت اليه فإذا به قابضا يده على مبلغا من المال فأعطاه لى ...فنظرت الى المبلغ فوجدته
ورقات كل ورقه منة عشر جنيهات ...قلتلو استنى ...دا أنا اللى هاديك ....قال لى ...ال ...د خمسون جنيها ،خم
مش من عندى ....ده رسالة أنا جاى بيها ...قلت له ...فين الرسالة ؟ ....قال دى حاجة ماقدرش أكلم فيها ... ،قلت
له ..طب انت تعرفنى ؟ ...قالى . ..أنا مش عايز أعرفك ...ماليش دعو ...فربطت فى نفسى بين ذلك الموقف الذى
كان لى مع الرجل فى البلد وانفاقى العشر جنيهات فى سبيلة وبين هذا المبلغ الذى ورد الى ،وقلت فى نفسى ...هذه بتلك.
ولعلنا إذا نظرنا الى هذه الروايه ،نجدها وقد امتألت بالكثير من مفاتيح اخالق هؤالء القو الذين هم أهل هللا ،فهذا هو بيت
الشيخ المتواضع فى النفقه ،القائم على الكفاف لتلك الدرجه التى لم يكن مع ربه البيت سوى مقدار مايعينها على نفقه
الوصول الى مكان المولد ،وهم مع هذا ال يألون جهدا فى استضافه االخوان والقيا على شئونهم فكان رزقهم كفامنهم
وكفاف ابنائهم من اهل هللا وكان هذا دأبهم ودأب اخوانهم .
وانظر الى شهامة زوجه الشيخ ،فإنها ربيبه الشيخ والشاربه من اخالقه وشهامته ودفاعه عن الضعيف والمسكين والمظلو
وانظر الى كرمها الذى كان من فيض ماتربت عليه ،والذى كان منه أن انفقت كل ما لديها من مال فى سبيل الحق ولم
تبال ما يحدث بعده ثم انظر الى رعاية الشيخ الكبير بعد انتقاله ونظر ومدده ال بنائه ثم أنظر الى تلك الرعايه التى الزالت
متروكا للصدفه ،فإن الرعايه قائمه ،ولهم اعوان " هم اسباب هذه الرعايه و منه مستشعر من هذا المشهد أن االمر لي
وسائلهم الى اوالدهم بها ثم انظر الى خضوع االخوان لبعضهم وكون أحدهم خدما لبعضهم ،فالبعض للبعض وان لم يشعروا
خد ،ولم تكن تلك المحبة من قهر واستبداد من المخدو ،انما هى من نتاج الحب الذى رأوه من شيخهم الذى بدأ برسائل
محبته لهم ،ثم انتقل اليهم فأحبوه ثم تبادل االخوان تلك المحبه بعضهم لبعض ،ولقد تجلى هذا االمر فى خضوع مصطفى
عبدهللا لمطالب أخته ا ابراهيم المجذوبه ،ذات يو نظر الشيخ باهى رحمه هللا الى ا جمال ،وهى أخت غاليه علينا ...
وكانت تصنع الطعا وكان يبدو عليها االرهاق والتعب فى القيا به ،ثم نظر الى وقال لى اترى ،مالذى دفعها أن تتعب
فى هذا الشأن وتنال به هذا القدر من النصب واالرهاق ؟ ....فسكت ...وكأنما يريد الشيخ باهى أن يجيب على هذا السؤال
بنفسه قائال ...انه الحب ...أ ترى قول القائل ...هللا محبه ....هذه المحبة هى تلك المحبة التى نشاهدها االن.
ثم أنظر الى صنائع المعروف وأن المعروف ،وديعه ،ال تطيع عند الناظر لها والعارف بها وهو الحق وأن المعروف على
مدد صاحبة ،فجاء المعروف من أ ناصر على الرجل الضعيف ،بعشر جنيهات ثم جاء المصروف من الحق بخمسين
جنيها .
ثم أنظر الى أمانه الراجل الكبير الذى ساق المصروف الى صاحبة وكان رسوال بحق ،يؤدى حق المرسل والمرسل اليه
ثم انظر الى الشيخ باهى فى محبته لزوجته التى احتال فى ارضائها فطلب من أحدهم أن يذهب اليها فى االخصاص
ليحضرها جب ار لخاطرها اإل ان عمى الحاج مسعد كان قد سبقه فى ذلك ،والحقيقه انها ذرية " بعضها من بعض" .
ورغم طول الروايه إال أننا اوجزناها ولم نرد أن نطيل فى عبراتها وإن كانت تحتاج الى الكثير من الكال الستيفاء حقها وهى
إن كانت روايه عايز إال انها تعبر الى المريد فتصفى أخالقة وتعلى من مقامه ومقداره ورتبته ،وال شئ فى الوجود قائم على
الصدفه ،فإن االمر تحليل وتفصيل وتدبير وحكمه ولقد جاء ذكرنا ألختنا ا ابراهيم المجذوبة ومصطفى عبدهللا فى الرواية
السابقة ،ولعل االفق ان تذكر نبذ مختصر عنها وهعنه فى هذا المكان ،إذجاء ذكرها حينما قلنا أن عم الحاج مسعد قد
جاء اليها فى الرؤيا وطلب منها أن تذهب هى ومصطفى عبدهللا الى زوجه الشيخ باهى فى االخصاص وتاتى بها الى المولد
وكأنما سلك كهربائى قد خرج من الضريح متوجها نحوها ودخل فى قلبها ،هكذا رأته أثناء قراءتها الفاتحة فى الضريح ،فلما
حدث ذلك ارتعش جسمها وذهل عقلها ،وصارت مجذوبه الحوال الطريق ،فتركت زوجها وولدها ،وطافت بالموالد و الليالى
خلف المشايخ والمقامات ،وكانت لها احوال غريبه ،اليتحملها العقل وال يضبطها المنطق ،ثم التقت بمصطفى عبدهللا ،
وكان هو االخر غريب االطوار عجيب االحوال ،فالتقيا على صفه واحد ،وتجاذبا ال تحاد صفتيهما ،فال تكاد ترى
مصطفى عبدهللا إال وفى صحبته ا ابراهيم المجذوبة ،فكان يذهب بها الى اى مكان تطلبه فى زيارات أهل البيت وفى
الموالد و فى ليالى االخوان ،فى أى وقت من ليل أو نهار وكانه مسخر لها لقضاء مطلبها ،وكان مصطفى عبدهللا وجد
ابويه ،فأرادا أن يتزوج كى يطمئنها عليه وعلى أحوالة ،ولكن إرتباطة أ ابراهيم وهى السيد المسنة التى تكبره بسنوات
ا ابراهيم عنه داخل الخدمه ،فكانت كثيره ،قد حال بينه وبين مايرغب والده فيه ،فلما شكوا للشيخ هذا االمر ،حب
تحاول الخروج وتلقى الورق المشتعل على الجالسين فى الخدمه او تلقى عليهم الماء او تريق الماء على االرض فتمنع
االخوان من الجلوس عليها ،واستمر االمر على ذلك حتى تزوج مصطفى عبدهللا ،ولكن لم يمنعه زواجه عن مصاحبة ا
ابراهيم فى اى مكان تكون فيه وأن يكون تحت طلبها فى أى شئ تريده منه ،وال تفسير لمثل هذه الصحبه إال انها صحبة
االرواح ال صحبه االشباح ،فثمه امر مشترك يجمع بينهما ،تلك االرواح التى انجذبت ألهل البيت وصحبه األولياء
ومصاحبة االخوان ،وإذا كانا وهما على هذا الحال ،ال يستطيعان عما شعران به معا ،فهما فى حكم المجاذيب ،فكيف
تطلب منا أرباب الظواهر أن نفسر هذه الظاهر وقد اسميناها ظاهر ،فرع باطن هذا الظاهر ألصحاب دولة الباطن ....ولرب
اول ما نبتدى به فى هذا الفصل هو :كيفيه اخذ العهد بين الشيخ والمريد .
حدثنا الراوى ان صوره العهد الذى كان يأخذه على اوالده هو الطعا والشراب الذى يأكله ويشربه المريد فى بيت الشيخ وهو
فى نيته أن يكون مريد له ،وكان كثي ار مايقول :أن من اكل طعامى وشري من مائى فهو على عهدى ،فلم يحدث فيمن
عاصروه وال من عاصروا وريثه ،ان راهم قد قد وصقو ايديهم فى ايدى مريدهم اخذين لهدهم ،او انه ق أر الفاتحه على هذه
اما الكال عن الفاتحة وال نقصد به قراءه الفاتحة ،وانما نقصد به ما يطلقونه عرقا على ذلك المبلغ من المال الذى يعطيه
المريد للشيخ او القائم على الطعا أو الشراب أو الخدمه فى موطن خدمه الشيخ وهو مبلغ من المال غير مقيد بكميه قله او
كثر ،ويعطيه طواعية غير مجبور عليه ،وال يدخل هذا المال تحت مرتبه الصدقه او الزكا او الفئ او خالفه ،انما هو
مال له مزاق خاص وله هيئه مستقلة ،وهو موضوع شائك قد تتناوله العقول الضعيفه من غير اهل الطريق بالشك او الريبه
،اما اهل الطريق فانهم يؤدونه بنفوس وافره الثقه مطمئنه الدخل ال يساورها فيها ادنى شك او ريبه ،ويعرفون القصد منه
وتنظيفه لما بداخلها من شوائب ،فإذا أردن ولقد سئل الشيخ مسعد عن هذا المال فلم يزيد عن قوله إنه تطهير الدران النف
الجل استعمنا عنه وانما الجل ضمانه وغيرنا من غير أهل أن نغوص قليال فى معناه ،فلنبدأ بسؤال نلقيه على انفسنا لي
طريقنا على المقصود منه ،فنقول :هل يحتاج االشياخ الى أموال أوالدهم ؟ .ونجيب عليهم اجابه قاطعه بالنفى القاطع :
وكيف يحتاجون اليه وهم أهل هللا الربانيين الذين إذا أرادوا كانت لهم الدنيا وما فيها وماعليها وهم الذين إذا قالو للشئ كن
معادن األرض ال ينقلب ذهبا وهم العارفون فيكون وهم الذين يعلمون من اسرار هللا واسرار اسمائه ما إذا قرؤه على اخ
بأسرار الكلمات والحروف واالعداد واسماء المالئكة و االسماء الفعاله فى الكون وتحت ايديهم عوالم االرض من الجن و
،وهم المطاعون من اجناس االرض ،ولو حصل لك االطالع على حقيقتهم لوليت منهم ف ار ار وال متألت منهم رعبا. االن
وكيف يحتاجون اليه ،وهم على درب نبيهم وعلى اخالقه ،حين قال لعائشه رضى هللا عنها ( ياعائشه لوشئت لسارت معى
جبال لدهب ) وقوله صلى هللا عليه وسلم ( :عرض على ربى ليجعل بطحاء مكة ذهبا ،فقلت ال يارب ،ولكنى أجوع يوما
واشبع يوما ،فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ،واذا جعت تضرعت اليك ودعوتك ) .
كيف يحتاجون اليه ،وهم المتخلقون بأخالق النبى فى كفاف عيشهم وتواضع أرزاقهم ،حين قال ( :اللهم اجعل رزق أل
وكيف يح تاجون اليه ومثلهم كمثل عم الحج مسعد الذى انفق جميع مايملكه وأنفق ميراثه من والده الذى زاد على الخمسة
وكيف يحتاجون اليه وقد بلغ من فرط توكل الشيخ أن كانت إبنته الكبرى جاريه تجد تحت وسادتها كل يو مايكفيها ويكفى
ابيها ويكفى بيت ابيها ويكفى زواره من االبناء فى هللا ،فضال من هللا ووهبا منه وقد ذكرنا ذلك فى سيرته .
وكيف يحتاجون اليه وقد جعل هللا لزوجه ابنه أ ناصر أن تجد تحت قدميها يوميا على مدار السنوات مبلغا من المال أنى
وكيف يحتاجون اليه ومنهم كمثل الشيخ ،الذى كان اذا أدخل يده فى جيبه يجد ماينفقه على من ينفقه عليه ،دون الحاجه
الى سؤاألحد ،وال مصدر له إال كر هللا وفيضه عليه وجوده له .
وكيف يحتاجون اليه وهم المنسوبون الى اهل البيت الذين ال تجوز فيهم الصدقات والزكوات ولسنا فى الزمن الذى نجد فيه
فعرفنا مما سبق أن هذا المال ال يذهب الى خصوص مصالحهم و ال احوال نفوسهم فلم يبق إال أن نقول أن المقصود بهذا
المقصود منه نفعا ماديا موجها اليه انما هو معنا داخليا يحصل فى صدورهم و تظهر به المال هو الريد فى نفسه ،ولي
نفوسهم فإن المال فى ذاته مرتب بالكثير من العلل واالمراض النفسيه التى تعوق المريد من الوصول فى طريق هللا ،فأن
طلب المال يورث الحرص عليه ثم يؤدى الى كنزه والسبب فى هذا الحرص من الفقر والخوف من الفقر من أثار عد الثقه
فى الرزق الضامن له ،والخلل فى الثقه بعد للمريد عن طريق التفويض والتوكل وكل ذلك يؤدى الى البخل والشح ثم يؤدى
الى االقتار فى االنفاق على الفقراء والمساكين ،فيؤدى به فى نهايه المطاف الى معصيته هللا وعد إطاعته ،والمعصيه
هى المانعه من الوصول ،ولهذا أطلق على الفاتحة ،هذا المصطلح الصوفى ،النه يبزل المريد المال فتفتح له ابواب الطريق
فهو االنفاق منه على مطالب االخوان فى الخدمات ولواز الضيافة وللقرباء عنهم من مأكل ومشرب ومكارش للخدمات أو
من شوائبها وتطهيرها من البخل والغل والنظر الى الغير والحرص ماشابه ذلك ،وأما المصرف الباطن فهو تنقيه النف
والحسد ،ألن المال من االمور التى يحسد الناس بعضهم بعضا فى شأنها ،وكذلك الحقد على من كان لديه المال والغرور
والتباهى بكثرته و التنابز باللقاب فى شأنه وقطيعة االرحا الناتجه من الخوف على صرف المال عليهم وقد يؤدى بهم إذا
تمادوا فى ذلك الى السرقه والفعل من اجله ،وغير ذلك من مصارف السوء .
ولهذا ال يحب الشيخ الكامل من ابناءه أن تكون هناك معامالت ماديه بينهم وبين بعضهم البعض ،فال يجب منهم المشاركه
فى التجار وال عقد الصفقات وال االقتراض بعضهم من بعض وال حتى الكال عن المال واالنخرااط فى لوازمه ،ألنهم ما
تركوا احوال الناس من خارج اال هروبا منها الى هؤالء الذين ال يرجون اال لقاء هللا والسير فى طريقه ،فلم يهربو من الدنيا
ليجدو الدنيا فى جوار شيخهم ،يقول الحق ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداه والعشى يريدون وجهه ،وال تعد
عيناك عنهم ) ألن المقصود من سلوك الطريق هو اقتالع محبه المال من القوب ،ال تكون شوكته ،وتأصيله فى نفوسهم ،
واقتالع محبه المال من القلب هو سبك السالك الى القرب االلهى ،اما تأهيل محبته فهو المانع من الوصول ،ولهذا تسمت
ولذا تجد أشد مايحزن الشيخ أن يجد الخالف قد شب بين االفراد بين االخوان وال خالف إال فى اسباب الدنيا وال أسباب اقوى
نظر عم الحج مسعد الى الشيخ صديق ذات مر وكان مقطور المال مضيقا عليه فى هذا الوقت وقال له :أين فاتحتى
ياشيخصديق ؟ ...وهو يعلم حاله ،ثم لم ينتظر اجابته ،وقال له :سوف يفتح هللا عليك فى المال ،ولكن إذا كان لك فتح
وفى أثناء عود الشيخ صديق الى منزل قابل من قابل ،من اصدقائه القدامة فعرض عليه عمال فى مكتب للسفريات ،وهى
من االعمال التى تدر ربحا وفيرا ...وبدأ العمل فى ذات اليو الذى قابل فيه الشيخ وكسب من عمله فى هذا اليو فق
خمسمائه ج نيه ،وبعد عده ايا نهب الى الشيخ فى االخصاص ،ووجده جالسا خارج منزله ،وكان قد أعد ماال يعطيه
للشيخ وهو مائه جنيه وماال يحبسه فى جيبة وهو ثالثمائة جنيها ينفق منه ،فلما سأله الشيخ :اين فاتحتى فأخرج من جيبه
المائه جنيه التى كان قد أعدها لهذا الغرض ...فقال له الشيخ ....واين المال الذى تضعه فى الجانب األخر ،يقصد المال
الذى إدخره وهو الثالثمائه جنيها ....هنالك ضحك الشيخ صديق ،ضحكه تمتأل بالمحبه لشيخه ،مطمئنا بها أن ال يجدى
أن تستر عن الشيخ شئ ،فأعطاها له فى مزيد حب وامتالء رضا وإكتمال فرحه بشيخه العارف ثم قال له :طب ....اقراء
الفاتحة لمك ....وأسيادنا اهل البيت إن ربنا يوسع رزقك اكثر و اكثر .
كان يو الحضره يوما مشهودا لدى ابناء الشيخ ،يجتمعون فيه مع شيخهم ويتسامرون فى ما بينهم ويتحادثون عن احوالهم
الروحيه و نوادرهم فيما بينهم وبين شيخهم ،وحث أن كان يوما من ايا الحضره وقد امتألت القاعة ( المندر ) عن أحرها
باالخوان ،وهم فى حضر الشيخ ،وإذا برجل يدخل عليهم ويلقى السال على الشيخ ،فقا الشيخ له واستقبله بحفاو بالغة
ووضع له الطعا فأكل ،ثم ال حظ الشيخ أن الرجل قد دس رغيفا مما أمامه من الخبز فى جيبه ،فأشار اليه الشيخ أال
يفعل ،وقال له :كل وال تأخذ شيئا فى جيبك ،فقال الرجل :ياسيدنا رغيف واحدأحتفظ به ،فقال له ال ،ثم قا الرجل
وانصرف من حضر الشيخ ،فلما انصرف التفت الشيخ الى ابنائه وقال لهم :أتعرفون هذا الرجل ؟ فقال االخوان ال نعرفه
،فقال الشيخ :هذا هو الشيخ ابو مسلم وهو منتقل – أى وافته المنيه ،وله دراويش ويريد ان يحتفظ برغيف ،والرغيف
الذى يريد أن يحتفظ به هو أخوكم محمد عبد الرحمن ،أى يريد أن يأخذ ويضمة الى إبنائه فينورون بوجوده معهم ،فقلت
وفى هذه القصه مالمح متعدد تستجلى بها حقيقه الطريق و تتضح لنا معالمة ،اول هذه المالمح أن هذا الضيف شيخ
منتقل قد وافته المنيهة وهو االن فى برزخة ،ومع ذلك يقول أن له دراويش ويريد ان يضم محمد عبدالرحمن اليهم ،وهذا
م عناه أنة أنة برغم انتقالة فال تزال واليته قائمة على ابنائه ،فإن انتقالة لم يمنع عنهم واليته عليهم فالواليهة متصلة مهما
تعددت صعود الوالى عليهم بعد إنتقالة ،ويؤيد ذلك قوله الشيخ فى اكثر من مناسبه أن الشيخ الذى يبعده عن إبنائه حاجز
من تراب ال ينبغى أن يكون شيخا لهم ،يريد أن يقول أن إنتقال الشيخ فى قيبره ال يمنعه من واليته على أبنائه ،فالقوانين
فى شأن الوال تختلف عن القوانينالحاكمة على العدا بتالشى أثرهم ،وهم فى ذلك متخلقون بالخلق النبوى وهو والى المسلمين
ذلكشأن النبى صلى االعظم وقطبهم األول ،فإنه ال تزال أعمال أمته تعرض عليه وال يزال ناظ ار لهم ،مادا لهم بمدده ،ولي
هللا عليه وسلم وحد بل االمر يتعداه الى أهل بيته الكال ولى أولياء المسلمين وأئمتهم وأقطابهم ،ولسنا نتوجه بمعنى هذا
الكال الى هؤالء الرافضين لما نذكر وإنما نتوجه به الى هؤالء الذين ذاقوا ذوقه وعايشو حقيقته ولم يتطرق اليهم أدنىشك فى
صدقه ولكن تواترت أحياء هذه الظاهر ،وكل خبر يؤكد صدق الخبر الذى سبقه ،والحقيقه انالولى فى الحيا الدنيا مقيد
بتقييد الروح فى البدن وبعد انتقاله من الدنيا يزيد نفعه بكيفيه ال يعلمها اال هللا وذلك لتحرر الروح وهللا اعلى واعلم .
يقول الرسول الكريم ( :فوهللا ألن يهدى هللا بك رجال واحد خير لك من حمر النعم ) فأنظر الى الشيخ وقد هدا به اقواما
الى الحق بدأ من نفسه فى ذاتة وصوالالى الى ربهم وعلى قدر العدد يكون المرد ،فأنما االصل فى الطريق هدايه النف
وثالث هذه المالمح تظهر فى قول الشيخ :محمد عبدالرحمن ينور فى بيته وبين أخواته ،وهى اشار الى خصوصية العالقه
بين المريد وشيخة من جانب فإن بيت المريد هو قلب شيخه ،الذى رباه وأدبه وأمده وهذبه وأمده واعطاه ،حتى صار أهال
للدج فى الطريق ،وأيضا خصوصيته ال عالقه بين المريد وإخوانه ،وال يعف هذه الخصوصيه إال من ذاق محبة االخ فى
هللا ،حتى حدا للشيخ ذات مر ان يقول :آلن يسق االخ من السماء الى االرض أهون عليه من أن يسق من قلب أخية
وهو أيضا من االخالق التقويه المشر فيه حيث يقول الرسول الكريم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) فلقاء
المؤمن بأخيه المؤمن يؤكد أواحد المحبة ويدعم بنيه االيمان ،كل ذلك بمدد الشيخ ونظره فيهم و عونه لهم .
وأخره هوه المالمح حرص الشيخ على ابنائه ليكونوا على الدوا تحت نظر وتحت رعايته و موطن حفظة ،فهو اعلم بهم
بمسالك الطريق وأخطارها وأدوائها وعللها حتى يصل بها الى جاره الطريق .
ولقد كان الشيخ محمد عبدالرحمن بطل قصتنا التى قصصناها عليكم من اكابر ابناء الشيخ ،جاء الى الشيخ بمشور الشيخ
على سعدوهو أيضاء من أكابرهم ،ومن الشيخ محمد عبدالرحمن دخلت عائلت’كلها الى رحال الشيخ مسعد ومنهم محمود
علينا هذا االمر ،وبذكر محمود بركات أن محبه الشيخ محمد عبدالرحمن فى الطريق وصلت بركات ابن اخيه الذى ق
الى الدرجة التى أنايه فيها عنه فى قراء.داليل الخيرات وهو تشريف ال يستهان به وهو كتاب يحتوى مجموعه من الصيغ
المختلفه للصال على النبى صلى هللا عليه وسلم ومكث الشيخ عبدالرحمن يقرأها مع االخوان تحت رعايتة لمد إقتربت من
اثنى عشر عاما فى حيا الشيخ ،وكان اخوانة يحبونة ويوقرونة لمحبة الشيخ له ،ولم تكن هذه المحبه من فراغ ،وإنما
كانت بسبب نقاش المريد فى شيخه ،وأن انتقاله الى جوار الشيخ كان ايذانا له بغض النظر عن مطالب الدنيا ورغائبها ،
وكان فى هذا متخلقا بأخالق الشيخ حين تجرد عن أمالكه وأنفقها فى سبيل السير الى هللا ولم يبق منها شيئا يملكه.
وكان الشيخ يطلق عليه فقيه االخوان ،جاءه ابن أخيه محمود بركات يوما ،وكان قد قرأت فى كتاب ،دعاء ،من يقرء
لمد أربعين يوما فى مكان طيب مبارك يعطى كذا من المال أو كن از من القدر ،فتمسك به ،والز قراءته وكتبه فى ورقه ،
الذكية ،وحدث أن قابل بعدها عمه الشيخ محمد عبدالرحمن فأخبره بما يقرؤه وكان يقرأه فى مقا سيدى ابراهيم ذى النف
وما يهدف اليه من وراء قرائته ،فلما رأى الشيخ محمد عبدالرحمن الدعاء ابتسم وقال :عندى احسن منه ،ففرح محمود
بركات فرحا شديدا وألح عليه فى طلب ما عند ،فقال له الشيخ محمد :ياولدى ماكان هلل دا واتصل وما كان لغير هللا
انقطع وانفصل فقصد بذلك ،يقصد بذلك أن قراءتك لهذا الدعاء إن قرأته لنوال الكنز أو القدر ،فإن الكنز والقدر البد
ونزوالن ،إن تحقق من الدعاء هذا األمر ،ولم يبق لك بعدها إال الفقر و العوز وإن قرأته هلل فإن ثواب قرائتة يدو عليك
من هللا وال ينقطع أثره ،وإن لم يتحقق فى الظاهر الغنى والقدر ،وقد تؤدى كنز المال وكنز القدر فتسئ التصرف و لصحبها
وباال عليك وسببا فى هالكك ،يابنى ال تدعو هللا لفرص المال والقدر ولكن ادع هللا ليرضى عنك ،يابنى أدع هللا بال غرض
تجد كل شئ ن ويحافظ عليك فى كل شئ ،فوقع هذا القول من سائل الشيخ الى قلب السائل عنه .
وكانت للشيخ محمد عبدالرحمن كرامه قصها علينا أخيه محمود بركات على لسان الشيخ سيد عبدالعزيز منقوله من مره وحد
فنقول فيها على نصتها :أنهم سمعوا رجال خارج المنزل ينادى على محمد عبدالرحمن من خارج فنظر إليه فوجدوه عسكرى
شرطه ،فظنو ا أنه زميل للشيخ محمد إذا كان يعمل فى الشرطة ،وطلب منهم المنادى أن ينزل اليه محمد عبدالرحمن وهو
مرتديا لزيه الميرى ،وتقابل الرجالن ،فأخذه الرجل للصال فى مسجد سيدى على الروبى ،وأصطحبه الى هناك ،فلما
دخل المسجد ،وكان الخطيب على منبره ،نظر اليه الشيخ محمد ،فإذا بالخطيب هو ذات الرجل الذى أصطحبه الى
المسجد متعجب من ذلك ،ولما ذهب بعد ذلك الى الشيخ مسعد ،قال الشيخ لمحمد عبدالرحمن :إنت عارف مين الى
جالك وخدك وكان يخطب الجمعة ،فقال له :مين ياعم ؟ قال سيدى على الروبى .
ونحن وان كنا قد استرسلنا فى الكال عن الشيخ محمد ،فإنما كان ذلك لبيان مقامة وإرتفاع مكانة ،ولم يكن ذلك إال من
أثر تربيه شيخه له ومدده عليه ونظره فيه ،فالمريد عالمة للشيخ و دليل عليه وبرهان على مكانه ،ونحن إن وجدنا من
ينقل الينا بعضا من اخبار هذا المريد الصالح فإن إخوانه من أصحاب الشيخ كانوا على ذات شاكلته ولكن قصرت عنا
وال تكاد خصالة قطا مرتبطه خدمه الشيخ سواءا كانت فى داره فى تلك القاعه الكبرى المندره الكبرى التى كانت تتمأل على
اخرها او تلك القاعه الصغرى التى كانت مجلسا لألخوان فى ايا الشتاء إذ كانو يضعون فى منتصفها شيئا يضعون فيه
والسكينة والتألف بعضا من الخشب الجاف فيوقدونه ،فترى الدفئ فى هذه الغرفة ،بما يصاحب الدفئ من االحساس باالن
،وكان لهذا الغرفه سر عجيب ،إذ كانت تسعهم جميعهم بالرغم من ضيقها إذا قورنت بالقاعة الكبرى ،صفاتها تتسع وكأنما
وتتراكم أنوف الروائح المختلفه االتيه تضيق بحسب كثره أو قله االخوان هكذا كان يقول الشيخ باهى رحمه هللا ،كنا نجل
من أثر النار الموقده وروائح الشاى والقهو وروائح الطعا الطاويه والرانمة ،وروائح أنفاس الحاضرين ،المخلوطه بالود
الصافى و المحبه الطاغيه ،إذ كانوا ال يجمعهم جامع اال محبه الشيخ ورضاهم به ورضاه بهم فى سبيل من توجهوا الى
القرب به ،وكأنما تسمع قول الحق بأذاننا ( :واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدا والعشى يريدون وجهه)فقد كان
فى احد اركان المكان وهن يمينه وعن يساره ابنائه مصطفين جالسين فى حضرته بالسكينه و الوقار ،ال الشيخ يجل
يتحدث احدهم قبل أن يأذن له الشيخ بذلك وال يرتفع صوته وال يعلو بصره ،وترى السعاد على وجهتهم أن كان فى حضر
شيخة وكأنه حاز الدنيا وما فيها ،منشرح الصدر ظاهر البشر ،يمازحه شيخه ويال طفه ويتودد اليه ويسأل عن اخباره :
وأخبار اهلة ،يستمع الى شكاواهم فى جنياهم ويطمئن على كل واحد منهم ،فتريح بكالمه عن كواهلهم تلك الهمو التى اتوا
بها من دنياهم فيهذب اخالقهم ويسمو أرواحهم ،ولم يكن المريد يبالى ما تكبده من المشاق فى سبيل الوصول الى الشيخ ،
فيكفية أنه يجد فى قلبه نا ار تستقر للقاء شيخة وال يكاد ي فكر فى طريق الوصول اليه ،فلقد كان سيد عبدالعزيز أتى من
المطريه الى االخصاص على عجلة ليحضر الحضر يو السبت فقال له الشيخ ذات مر :انت جاى راكب عجله ،امال
يابنى لو حبتنا هاتركب أيه واسعد الشيخ اجتهاد ولده فى طريقه فأعطا عشر قروش ،وقال له خمسه منها للدخان وخمسه
منها للهوى لو لوعك ،فالدخان نار إشار الى تكبد المشاق ولوعة الهوى اشار الى المحبة المتبادلة بين الشيخ والمريد ،
وعطاء الشيخ اشار الى أن حب المريد انما هو من حب شيخه فلو ما احبه ما فعل وأن اجتهاده وسعيه انما هو من مدد
شيخه لك فكان ذلك اشار الى نظره الشيخ للمريد ومدده له وكان هذا هو دأب الشيخ مع ابنائه ،فقد يضع فى جيبه قروش
صاغ ويعطيها لمن له حاجة ولمن به اى تعب ومن يأخذ القرش يقضى هللا حاجته ،فأ محسب كان معها منه قرشان
ومحمد ابو سالمه كان معه قرش واخت لنا اسمها أ حبيبكان معها قرش ومن يأخذ القرش كان يربطه بخي يعلقه فى صدره
،وكان هذا القرش إشار رمزية الى البركة الحاصلة عند المريد من جراء عطاء الشيخ وكأن به سر اودعه فيه فهو اشار
الى مدد الشيخ ونظرته لولده واساس للمريد بالطمأنينه ،هكذا حدثتنا السيد توحه إبنته .
وشبيه بما نقله الشيخ سيد عبد العزيز كاقاله الشيخ عبد العاطى أبو عبدالحميد فقد كان لالخوان فى احوالهم عجائب ال يقبلها
اى منطق كان ،فهذا أحدهم وقد تلبست بحال التجريد من جانب واشتعلت فيه الرغبه فى االنفاق من جانب أخر ،فكان إذا
تواجد معه أى مال ينفقه على أخره وال يبقى شيا منه ،فإذا صرف راتبه من عمله ال يعود الى بيته إال وقد أنفقه ،ويظل
على هذا حتى اخر الشهر ،وذات يو أراد أن يذهب لزيار الشيخ ولم تكن معه نقود يصل به اليه واشتدت عليه الرغبة فى
ذلك فذهب اليه سائ ار على قدمية من مكان بعيد إلى أن وصل اليه ،فلما وصل اليه ،نظر اليه الشيخ من شباكة وقال له
:يا عبدالعاطى ،مالذى فعلتة ،لماذا تمشى الى كل هذه المسافة ،وظل الشيخ الى أن انتقل كلما قابله يسأله إن كان معه
وال يخفى عن السامع لهذه القصه من النظر فى اشتداد حال المريد وتليه بحال االنفاق والتجريد ومن جانب أخر مدى محبه
المريد لشيخة التى جعلته يذهب اليه سي ار على االقدا ثم متابعه الشيخ ورعايته له .
وكان االدب غالبا على االخوان ،من اثر تربيه شيخهم لهم ،فإذا هم احدهم بدخول القاعة ،فإنه قبل أن يطأ عتبتها ،ينبه
الحاضرين الى دخوله فيقول :هللا ، . ...فإن أذن له شيخة بالدخول دخل ،وإن لم يأذن ،ظل فابعا فى مكانه ال يحرك
ساكنا ،وكانما سو ار قد قا بينه وبين الغرفه ،حاج از اتاه عن ولوجها ،فإذا أذن له شيخه بالدخول ظل واقفا حتى يأذن له
ال يتحدث وال يتكلم حتى يبدؤه شيخه بالكال و الحديث وان بالجلوس ،وإن بقى على وقوفه ماشاء له من الزمن ،فإذا جل
بقى ساكنا طيله وقته ،فإن تكلم كان خافتا صوتة ،منكر عينه ،غاضا طرفه ،هكذا كان أدبهم مع شيخهم ،أو هكذا
أدبهم فأحسن تأديبهم ولم يكن ذلك من جانب الشيخ غبة فى أظهار السياد او طلبا من نفسه بالشقوق عليهم ،انما كان
ذلك نوعا من أنوع التربية الروحية ،إذ كان عارفا بأسرار طبائعهم وسمات نفوسهم وما الذى يجب أن يرويه حقه فيهم من
وحيار القلب فتزاح الحجب المانعة المريد منهم من يملك الطبع ويوافق النف سمات هذ الطبائع والنفوس ،حتى يتخل
لهم من إدراك الحقائق العليا ،فتسمو أرواحهم وترتقى اسرارهم فيكون أهال لمواطن القرب التى تتوق اليه أعناقهم .
ومن سواهم يملك هذه العين الكاشفه لعلل القلوب و أمراصالنفوس فلقد كانت افعالهم وحركاتهم وسكناتهم باهلل ،أخزين من
النبى صلى هللا عليه وسلم ومن أهل بيتة ومن سبقوهم من اآلولياء طرائق االدوية ومذاهب العلل ،فكانوا نعم الوارئين لهم
ولم يكن الشيخ فى سبيل تلك التربيه تيأخذه لومه الئم وال انشقاق شافق ،فإن االمر جد عظيم وخطئ الدنيا ال يسستهان به
حدثنا الشيخ محمد سالمه عنه فى هذا الشأن قائال :أن الشيخ إذا بدرت عليه بوادر الغضب ،التز جميع المريدين الصمت
،إذا كانوا يعلمون شد حاله ونفاذ أمره فى الكائنات ،فكان المريدين يهربون من امامه إذا صادف ان رأوه على مثل هذه
الحاله من القبض ولم يستثن من ذلك أحد ،حتى اقرب المقربين لديه ،وح تى إبنائه الذين من صلبه ،حتى أن مثل ذلك
االمر تكرر كثي ار مع ولده الشيخ باهى إذ كان يعده لتحمل االعباء من بعده ووراثه الشأن فى االخوان ،فال يسمح له بما
على العمل وهى درجة غاية المشقة إذ كان مطلبه فية أن يجعل قدد يسمح لغيره به ،إذ كان يحاسبة على الخاطر ولي
ظاهره كباطنه وكالمه كخاطر ،حتى أنه إذا انتاب الشيخ باهى خاطر يخالف رأى الشيخ منه ،أصاب الشيخ باهى نوبة
شديده من ارتفاع الحرار تكاد تؤدى به ،مما حدا باالخوان أن ستروه عن الشيخ فى هذه األوقات رحمة وشفقة منهم عليه ،
وحدث أنه فى ذات يو خالف الشيخ محمد ابو سالمة أمر فى شأن من الشئون ،وكان جالسا فى حضرته ،فوقع نف
الشيخ محمد ابو سالمة أن الشيخ ال بد قاتله ،فهرب بروحه ،وهو اصطالح يعرفه من ذاقه من أهل الطريق وغذا بالشيخ
امامك يا عم – إذ كان هكذا حديث معه – فقال رضوان هللا عليه يصيح به فى ثوان معدود :إنت فين ياولد ،قال :جال
الشيخ :انطق بالحق ،فاجابه الشيخ محمد ابو سالمة :سأجيبك ولكن قل وذات هللا ال أقتلك ،إذ كان يعرف أنه والبد من
قاتله ،فقال الشيخ :نعم ،فأين هربت ،لقد بحثت فى السماء واالرض والبحار والبرازخ جميعا فلم اجد أث ار لروحك ،فاين
ذهبت بها ؟ فقال :عملت أنه ال سماء تظلنى وال ارض تقلنى وال بحار تصمنى وال برازخ تحمينى منك ،فأختبأت منك فيك
،فجعلت روحى بين جلدك ولحمك ،فضحك الشيخ ومسح على لحيته ،ثم قال :وهللا يا ولدى ،لو اختبأت منى فى قاع
البحر لقبضت عليك ،إذ لو امرت سمكه فى بحرها أال طعا لكى اليو ،ما أكلت من يومها هذا ،ويعلق الشيخ محمد
سالمة على ذلك قائال ،وهذا حق ،إذ كان المقا الذى فيه هو مقا الغوثيه وهو مقا مهيمن .
وال ينازع قارئ هذا الكال الشك فى صحته ،إذ أن هذا الكال ابتداءا انما توجه الى المؤمنين به اوالكاشفين له أو الذائقين
ذوقه أما أصحاب العقول والفكر والنظر ،فإنا ندعهم الى قول الحق فى شأن عباد الربانيين فى الحديث الطويل الذى من
( ماتقرب الى عبدى بشى أحب مما افترضت عليه ،وما يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى احبه ،فإذا أحببته كنت سمعه
الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ،ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها وإن سألنى أعطيته ولئن اعاذنى آلعيزنه
) وهؤالء الذين تتحدث عنهم منهم فهم العباد الربانيون الذين يروا باهلل ويسمعون باهلل وكان هللا جميع قواهم ،فال تقصر
أبصارهم واسماعهم وايديهم عن البحار و االنهار و القفار والسفوح والجبال ،فإن لم تترك فى شك من امرهم متوقف عن
الخواص فيهم وقف عندهم بين القبول والرفض فال تطيل مقالهم بحسب مانظر اليه فكرك وال تترفض كالمهم بحسب ما
تحدثوا به وقف بين السبيلين وقل :هللا اعلم بهم ،فمدعى الوالية إن كان كاذبا فطلبة كذبه وإن كان صادقا فكذبتة يصيبك
أثر تكذييبك له فى قوله ،فقف على االعراض بين القبول والرفض وبين الرضا والصد .
فى الفقره السابقه تحدثنا عن الشيخ محمد سالمه ولكن لم نذكر بدايه وروده على الشيخ ،وإن كان الشيخ محمد سالمه يميل
ورود على الشيخ وليا فى نفسه وكانت عالقه واليته أن أعطا هللا الكشف ولكن بصوره كبير ودرجة عاليه وال يزال الكشف
متزايدا معه فى الوقت ،حتى أصبح اليستطيع كبح حماق وال يتمكن معه من منع نفسه من اخبار من كشف لهم به لدرجه
أنه كان يوقف الناس ويخيرهم عما بهم ويرد لهم تفاصيل حياتهم ،وأصبح هذا االمر فوق جهده وأقوى من احتماله وأبعد
عن سيطرته ،وكان أخوه سيد سالمه ممن سبقه الى الشيخ مسعد ،فعرض عليه أن يذهب معه اليه .
(فلما دخل الشيخ محمد سالمه على الشيخ وجده على صور وكأنه يحمل رتبة عسكرية فأدى له التحية العسكريه فلما جل
عليه الشيخ محمد تفاصيل ما جاء به الية ،وكان الشيخ ينظر اليه وبيده سبحته ،ثم أوشاه الى جواره ،وكأنة لم يسمع ق
ما قاله ،ثم قال له :إن بينى وبين واحد من أهل القريه خصومه ،وأريدك أن تذهب لتصلح بينى وبينه ،فاندهش الشيخ
محمد ،وقال فى نفسه :ما لهذا جئنا ،انما جئت لكى ت خفف عنى وطأت ما أحمله من قدر على الكشف ،ولكن لم يكن
له من هذا الموقف إال الطاعه ،فخرج من عنده هو وأخيه ،دون أن يأخذ عنوان هذا الرجل أو مكانه فى القريه أو حتى
إسمه فقال له الشيخ سيد سالمه ،إستخد ماعندك من قو الكشف فى معرفه مكانه ومعرفه شخصيته ،فسا ار فى شوارع
القريه مهتدين بكشف الشيخ محمد الى أن وصال الى المنزل المطلوب وقابال الرجل صاحب الخصومه ،فلما دخال على
الرجل قاال له :إن الشيخ يريد أن يأتى اليك ويقبل رأسك ويصالحك ،فقال لهم :سأذهب اليه بنفسه وجاء معنا ودخل على
الشيخ وقبل رأس الشيخ وتم الصلح ،ثم نظر الشيخ الى وسيد سالمة ،وقال له :خذ صاحبك وتوكل على هللا ،ولم يق
ثم حدث أنه فى ليله النصف من شعبان التالية لهذه المقابلة ،أن طلب الشيخ محمد والشيخ جابر من الشيخ سيد أن يذهبوا
الى مقابلة الشيخ ،و الشيخ جابر كان أول العارفين بالشيخ وهو من كان سببا فى معرفه الشيخ سيد سالمه به والذى كان
بدوره سببا فى معرفه الشيخ محمد به ( والشيخ جابر والشيخ سيد قصه سنرويها ونجعلها فى هذا المكان فى الحق ان شاء
هللا ،تلك القصه التى كانت تفاصيل معرفه السيد بالشيخ فى اول مره ) ذهب الثالثه الى الشيخ ،وبعد أن جلسوا قال لهم
الشيخ :إذهبوا لزيار مقا أ الغال ،وضيح ا الغال هو ضريح عتيق فنزل اليه عبر درجات سلم وهو قريب من ضريح
الحسين وفى داخل الضريح غرفتين ،إحداهما وضعت بداخلها ال فته كبير سجلت فية رحلة قدو رأس االما الحسين الى
مصر وفى الغرفه الثانيه الضريح ،والضريح ،كماهو مكتوب على اللوحة المعلقه عليه يضم كل من السيد فاطمة بنت
سيدنا الحسن بن على ويضم زوجه سيدى على زين العابدين ويضم السيد فاطمه ا الغال الذى تسمى الضريح بأسمها .
و السيده فاطمة ( ا الغال ) هى زوجة االما الحسن الفارسية واسمها شهرباتو جهان شاه يروجرد وهى احى بنات كسرى
ملك الفرس وقد زوجها االما على رضى هللا عنه لولده الحسين فى حضور عمر بن الخطاب وبعد دخولها االسال إنطلق
عليها فاطمة وهى والد سيدنا على زين العابدين ،ومن ضريح ا الغال انتقلت رأس االما الحسين الى مرقده الحال غير
ثم نعود الى قصتنا فنقول أن الشيخ طلب من الثالثة أن يذهبوا الى مقا أ الغال ثم ينظروا ماذا ستقول لهم .
فلم دخل الشيخ محمد والشيخ جابر للزيار تكلموا بالسريانى ،و الناس ناظرون اليهم ،فلما خرجوا سأل الشيخ جابر الشيخ
محمد ماذا قالت لك أ الغال ،فقال له :قالت اشترى لى اكبر شمعة فى القاهر ،فذهبنا لشرائها ووجدناها بعد مشقه كبير
،وذهبنا الى الشيخ بالشمعة ،وكان الذكر قائما ،فقال له الشيخ :تعالى يابو سالمه ،ماذا قالت لك ا الغال ؟ قال :
قالت هات أكبر شمعة فى القاهر فاشتريتها ،وها هى بين يديك ،فأشعل الشيخ الشمعة ،واستمرت على اشتعالها حتى
الفجر ،ثم وضعها الشيخ فى حجر وضريح من الغرفة ،فما لبث أن شعر الشيخ محمد ابو سالمة بأن روحه فارغة من
ماريا بسبب هذه التجاوزات وكان يضع مايتكسبة فى زلعة محفوظة لوالده زين ،فنظر اليه الشيخ وقال له :أنت تحافظ على
المال فى زلعة لولدك زين!؟ فما لبث بعد ثالثة أيا إال أن غرق ولده ،وهو االبن الوحيد له على بنات الشيخ جابر ،ومرت
االيا على الشيخ جابر وخرج من الدنيا على خير والحمد هلل .
كانت الروايه السابقه هى روايه الشيخ سيد سالمة فى اول معرفه الشيخ سيد سالمة بسيدى مسعد ،غير أن هناك روايه
اخرى ،اختلفت تفاصيلها عن تلك الرواية السابقة ،فأردنا أن نسردها على ماهى فإن فى الروايتين التقاءات واختالفات وإن
اتفقتا فى الجوهر ،تلك الرواية هى روايه الدكتور احمد موسى عن عمه الشيخ محمد سالمه ،يقول فيها على لسان شيخه
:روى لى شيخنا أبو سالمة أنه أول ما رأى الشيخ رآه فى رؤية ظاهر باطنة فقال له يا محمد أنا الشيخ مسعد عبد العزيز
داود من اإلخصاص وأنت من أبنائى فتحضر إلى بعد ثالثة ليالى من اآلن .فلما جاء الموعد ذهب إليه مع أحد أقاربه من
الحديد والصلب .قال الشيخ فلما دخلنا الديوان إستأذن لى الشيخ فى الصعود ...فأذن لى ..فلما صعدنا وجلست بين يديه
منتظر لم أعرفه ،ألنى لما رأيته فى غرفتى كان بهيئته الحقيقية مرتديا زيه الرسمى .فجلسنا فأمر لنا بالضيافة ،وأنا جال
جاى قدو الشيخ ..فلما استبطأته سألت الشيخ وأنا ال أعرفه ...هو الشيخ مش موجود؟ فضحك وقال لى ..أل موجود ب
كمان شوية ،ثم أمر قريبه بالنزول فبقيت أنا وهو فق ،وبينما أنا أنظر إليه وجدته فى حال حضور كامل كما كان فى الرؤيا،
فما أدرى بنفسى إال واقفا بين يديه ومؤديا لهيبته التحية العسكرية وقد تسمرت جوارحى تماما ...فلما أردت أن أكلمه ،خرج
الكال كله بالسريانى . .فاستمع لى منصتا ثم أمرنى أن أستريح ..فتحركت أعضائى وجلست أمامه وأنا مغيب العقل تماما
وهو يتحدث مع حالى الذى يبلغه بكافة المعلومات عنى فلما انتهى الحوار بينهما أفقت إلى رشدى ورد إلى عقلى فقال لى
إيه ده؟ عيل صغير معاه جوهر لو واحد ضحك عليه ببلحة ياخدها منه ،فرد عليه الحال قائال لقد أعطى عيسى فى المهد
صبيا ،فقال الشيخ رضى هللا تعالى عنه للحال ،إنت كمان غلباوى ،إنزل تحت ،ثم طمأنى الشيخ قائال إنت تروح دلوقتى يا
محمد تستريح وتجيلى بكره الصبح .ولعل تلك الجوهر التى أشار اليها الشيخ هى حال الكشف الذى اتصف به الشيخ محمد
سالمة والذى ذكرنا تفصيله فى الرواية السابقة ،واما ما مقده من قوله :لو واحد ضحك عليه ببلحه يأخذها منه؟ فربما
اشارته الى لصوص العطاءات عند من ال يحافظ على عطائه ،وهو أمر يعرفة أهل هللا ن جاء فى هذه الرواية وجاء فى
روايتنا عن الشيخ عبدالمنعم ابوحسي ن وأما قول الحال :أن هللا أعطى النبوه لعيسى وهو فى المهد صبيا ،فربما معناه أنة
لما اعطى هللا لعيسى النبو وهو صبيا ،أعطى هللا الكشف لمحمد أبو سالمه ،وهو لم يتضح بعد فى مقامات االولياء التى
تحافظ على عطاءاتها ،وما قلناه هو احتمال فهمنا وقد يكون االمر خالف ماقلنا .
وأما حديثه مع الحال فربما كانت ذلك خالل اللغه السريانيه التى تصدر من باطن المريد الى باطن الشيخ ،فتكون اللغه
السريانيه التى تصدر من باطن المريد الى باطن الشيخ ،فتكون اللغه السريانيه هى حديث الحال وأما طمأنه الشيخ له فربما
يكون معناه يكون معناه أنه بلقاء الشيخ قد صار عطؤه محفوظا محميا .
ومن طرئف وعجائب الشيخ مع ابنائة الواجبه التفسير والتى تختل على الغرباء فى تفسيرها ويرسلون سوء الظن واالستهجان
فى قبولها على ظاهرها ويتفقدونها فى دواخلهم ،أخذين منها دليال على الفرح فى الطريق وفى سير الصالحين وفى تجاوز
أوالدهم فى اظهار درجة الخضوع والخنوع لهم وبرهانا على ضالل الصوفية ،ماتراه من مريدى الشيخ حيثما يمررون ايديهم
على أقدا الشيخ وساقه وهو مادا لها مد لكين إياها راغبين فى وضع ايديهم عليها ،هذه الظاهر وإن كانت غريبة على
الغرباء مستهجنين لها ،إال أنة ال يعرف سرها إال من ذاقها من شيخه ولنا هنا فى صور مجادلة المعارض أو مناهضه
القريب ،فإن جل علو القو هى علو ذوقية ومن ذاقها فقد عرفها ومن عرفها اطمأن اليها ،وعلو االذواق ليست فق
الحجه والبرهان والدليل والنظر العقلى ،انما هى مناط الذوق والتجربة ،فمن ذاق طعم التفاح ،ال يتمكن مهما بلغت مهارته
فى التعبير أن ينقل الى من لم يذق طعمه ،وال يمكن له معرفة ذوقه إال بعد أن يذوقه مثله ،هنالك يتمكن لهما مناقشة
المذاق ألن كالهما قد ذاقاه واصبح الذوق له معلو لديهما اما اذا كان احدهما قد علم ذوقه واالخر قد جهله فال يجتمعان
معا فى منطقه المعرفة ،وال يجوز لهما فى هذا الوقت المجادلة والمخاصمة واالنسان على العمو عدو ما يجهل.
هذه الظاهر من خالل أذواق العالمين بها العارفين لها ،الذائقى أثرها الذين يمألهم اليقين فى فعلها كاننا فإذا اردنا ان نق
ننقل ما سمعناه من الدكتور أحمد موسى ناقال إياه عن شيخه محمد ابو سالمه الذى نقله بالتبعيه عن شيخه عم الحج مسعد
كالمه ،بادئا باظهار المعارض لهذه الظاهر معنيا بتفسيرها على الوجه الذى ذاقه أهلها ،يقول الدكتور احمد موسى بن
وبتصريف منا :كان الشيخ محمد ابو سالما حاض ار مع الشيخ مسعد فى احدى جلساته قبل وفاته بقليل وكان قد اصطحب
احد أقربائة معه فى زيارته للشيخ ،وكان لهذا الرجل شأنه فى قومه ،وكان الشيخ مادا ساقه وقدميه ،ووجد الشيخ محمد
ابوسالمه نفسه وقد امتدت يديه على ساق الشيخ يدلكها له ويمررها عليه فقد جعل الشيخ فى نفسه ذلك ،فلما انتهت الجلسة
وطفقا عائدين بعد وراع الشيخ ،المه الرجل لوما شديدا على مافعله فى قد الشيخ قائال له :انت ايه ؟...عامل زى النسوان
كد ...وبتدعك رجل الراجل د !!! ...ياخى عيب عليك دا احنا والد عيلة كبيره ...ولم يكتف هذا الرجل بذلك بل لكم الشيخ
محمد فى ص در لكمة المتة ...وفى المر التاليه لزيار الشيخ ،شكا الشيخ محمد للشيخ ماكان من قريبه ،فقال له الشيخ :
ثم حدث أن انتقل الشيخ الى جوار ربه ن وكان من المشيعينللشيخ ذات الرجل صاحبت الواقعه ...واثناء وقوف الرجل
ارت طم نعش الشيخ الحامل له بصدر هذا الرجل فى ذات الموضع الذى كان قد لكم الشيخ محمد أبوسالمة فيه ...وكان من
اثر ارتطا النعش فى صدره ،أن صابه من أثر هذا االرتطا التهاب شديد ،مات بعده ،فعلم الشيخ محمد أن هذا رد
الوقت ال يعلم سره ،أن يقف بين السبيلين الشيخ وكان االحرى بهذا الرجل اذا شاهد مالم يقبله عقله ونظره ،وهو فى نف
،فال يقبله بنظره ولكنه ايضا ال يرفضه الحتمال وجود سر فيه ،فيقف بين القبول والرفض الى أن يشاهد ترجيح احدى
االحتماليه ،وهذا الرجل ايضا لم يكتف بالرفض العقلى و اللفظى ،بل تجاوز الىاالساءه للشيخ محمد بااليذاء فهو القول
والفعل ،فوصفه بأحوال النساء وسبه فى نفسه وأذاه فى بدنه واهانه فى نظره ،وكانت هذه االساءه فى سبيل عمه وبسببه ،
وبهذا استوجب على الشيخ ردها ،وكان رد االساءه على قدر مقا الشيخ ،فحصل له ماذكرناه .
واالمر الثانى الذى ال ينبغى علينا أن نفعله أن الشيخ يدافع عن ابنائه بعد انتقاله ،وكانما هو بينهم وتسيرو فى سير الشيخ
اما سرهذه الظاهر ،فياال مكان أن نقول أنه وسيله ال نتقال تدع من العلو من الشيخ الى المريد بما يعرف بالعلم المطوى
والعلم المطوى هو العلم الذى ال يحتاج التلقى فيه إلى القاء ظاهرى من الشيخ من خالل الكلمات والحروف ،بل هو انتقال
ذاتى للعلو من الشيخ الى المريد وإذا اردت شبيها لهذه الظاهر ،حتى ال يظن ان الكال فى المطلق ،فانظر الى سريان
الكهرباء فى يدك اذا ال مست سلكا عاريا ،فإن الكهرباء فى السلك العارى باطنه فيه ال تراها فإذا ال مستة انتقل هذا الشئ
الباطن المستور الى داخلك ،فاذا كانت الكهرباء أقوى محاكمه منها واهمتك واتلفتك وإن كان لك قدر استيعابها أفدتك
وأعانتك ،ومثل جهاز الشحن الناقل للطاقه فى الجهاز المشحون ،فإذا كان هذا معلو لديك فى الظاهر فلماذا تستغربه فى
انتقال العلو المعنويه بمالمسة الواهب لها ،وكما ذكرنا أنها علو ذوقيه ال يعرفها أال من ذاقها ،تماما كمن ذاق أثر
الكهرباء إذا سرت فى يديه من اثر مالمسة السلك المكشوف ،فعرفها ،ولو لم يجد من ذاقها مثله ال تستغربه منه .
فمدد الشيخ من خالل المالمسه للمريد هو ايصال روحانى معزول مستور ال يشعر به احد ،فهو مدد خاص غير منظور
ال يدرى به االصاحبة ،الممد والممدود ،وهو مدد مستور محجوب حماية للممدود من أثر الناظرين إليه فربما يصيبه حاسد
أو يشنأه شانئ او يكيد له كائد ،وهو سر بين الشيخ وولده ال يطلع عليه جن وال ملك وال كائن من كان .
ومن خالل هذه المالمسة يتم االتصال بين الطرفين فيتلقى أحدهما من االخر ويتبادال فيها العلو .
ولقد كان لهذا الذى قلناه شاهد فيما رواه الشيخ محمد ابو سالمه فقال واصفا ماكان بينه وبين شيخه ،فقد حدث ان شكا اليه
الشيخ من الم أصاب كتفه وطلب منه أن يدلكه له فلما فعل ذلك ،وجد قى سره وردا من الشيخ له ،يطلب منه قراءته وتك ارره
،فإذا تساءل فى نفسه عن عدد تكرار هذا الورد ولم يجد من الشيخ جوابا ،وجود الجواب الفعلى أثناء قراءته له فتراه يمسك
المسبحة ويردده بقلبه فإذا وصل الى العدد المطلوب توقفت المسبحه من حولها بين أصابعه ،حينئذ يعلم أن مرات تكرره ،
وعلى منوال ماسبق كانت هناك الكثير من المعلومات واالسئلة واالجابات و التفسيرات وااليضاحات ،وهكذا .
وقد يحدث المدد من هذا الطريق الى المريد الممدود دون أن يدرك المريد فحوى المعلو بعقله ،فيكون هذا المعلو داخل
بالضرور أن يفهم ما أعلمه الشيخ به ،ولكنه فى ذات الوقت يتفاعل مع هذا المريد ولكن ال يتمكن بعقله من قراءته ،فلي
المعلو دون أن يكون عقله هو الدافع اليه ،فقد يجد فى نفسه تصرفا تلقائيا بسبب هذا المعلو فى أمر ما ،دون أن يكون
ولم يخبره بفحوى هذه االمانه ،خالف من أودع أمانه عنده وقد أخبره عقله هو الدافع له كمن أودع أمانه لدى شخ
بفحواها وأعلمه حقيقتها ،فاألول صاحب سر ولكنه ال يعلم فحوى سره ويعلم فحوى سره ن ولقد سألت الشيخ باهى سؤاال
ذات مر – والكال لى – فقلت له ؛ هل يكون المريد حامال لمقا معين ...وال يعلم أنه صاحب هذا المقا ظ فقال لى :
وأما سرعة سريان المعلو من الممد الى الممدود بهذا الطريق فانها تكاد تكون بال زمن ،فإن وقت سريان إمدادها من الممد
هو ذات وقت وصولها الى الممدود ،فال وقتا فاصال آلنه ال مسافه فاصله بينهما فى هذا الوقت ،التحاد الممد بالممدود .
واما كميه العلم الممدود فى حد لها وال ضاب لها وال نهاية إال بنقضاء وتما المعلو المراد إيصاله .
وقد يكون نوع اال مداد حاال يتصل من الشيخ به ،فيجد حال الشيخ قد أصابت المريد بما يهبه شيخه من طاقة ايجابيه تقلب
بها هذا السلب الى ايجاب وقد يكون نوع االمداد نو ار كاشفا المر قد أبهمت صورته لدى المريد وقد يكون نوع االمداد ضمأنة
للمريد من أمر أصابة أو امر سيصيبه أو طاقه يحمل بها نازله على وشك الزوال اليه .
مثل ماحدث آلخينا محمود بركات حين كان جالسا مع الشيخ باهى يتحدث اليه و الشيخ بين الوقت واالخر يربت على ركبته
ويربت على ذراعه ويربت على كفيه ولم تكن هذه عادتة معه وبينما هما على هذا الحال ،إذا بمكالمه يتلقاها محمود بركات
يخبره فيها من أخبره أن ولده قد أصيب فى حادثة نقل على اثرها الى المستشفى وأخبره من أخبره أن الحادثه كبير وأن
االصابه جسيمه ،فلم يك ن منه إال أن قال :قدر هللا وما شاء فعل ،ونزلت عليه هذه النازلة مصحوبة باطمئان داخلى
وسكون فى قلبه ولم يتحرك من داخله شئ ،ومع فوات االمر ادرك سر ماكان من الشيخ فى هذه الجلسه وهو ماذكرناه و
الشيخ فى هذا الوقت من االمداد الروحى يملك طاقه المريد ،فيرفع منه ويخفض فيه بحسب ما يودعه فيه من المدد .
والشيخ بهذه الملكات يملك السيطر على استقباالت المريد ،فربما استغرق المريد فى ورد ما او صال او ذكر ،وإذا استمر
على هذا الحال فإن هذا الذكر سيأخذه بروحانية من مطلوبات حياته والتزاماتة االجتماعيه وظروف عملة ،فالشيخ فى هذا
الحاله يغير اساستقباالت باطنه بما يضمن المعادلة بين مطالب الحيا ومطلوبات الطريق ،أو يكون المريد ممن إذا استشعر
حالو التجليات ،أصابه الجذب من أثرها فيكون بهذه السيطر ضاب له ،قائم عليه ،أو يكون فى المقابل شديد القلب عتى
صعب المراس فيجذب ه اليه بشديد التجليات وفائض االنوار ومن باب ماذكرناه ،تلك القصه التى سمعناها من الشيخ النف
خالد بن أ محسب والتى ذكر فيها بدايه معرفتها بالشيخ نذكر منها مايفيد الكال عما ذكرناه ،وسيرو تفاصيل لقاءها
تقول الروايه ان ا محسب فى بدايه معرفتها بالشيخ ،كانت وزوجها يتسابقان فى عديد مرات الصال على النبى صلى هللا
عليه وسلم على الحصى وهم ا فى حراسه ضريح احمد حسانين فى الدراسه ،ولم يكن المكان مأهوال فى هذا الوقت ،وكان
يقضيان الوقت فيما ذكرناه ،فمر عليها الشيخ عبدالقادر وهو أحد ابناء الشيخ ،وجالسها ،وتكررت زيارته لهما ،إذا كانت
هذه المرحلة ،مرحلة انتقالية بين ماهى علية االن ومرحلة مابعدالتقاءها بالشيخ والدخول فى سلكه ،فكان من الشيخ
الى جانبها على الدوا ، عبدالقادر بعض التجاوزات فى نظرها والتى شككتها فى اخالقه ،فمن هذه التجاوزات أن يجل
من وجود فلم ومنها ان يضع يديه على رجلها أو كتفها او يتعمد مالمستها ،فساءها مارأتة منه ،وحاولت أن تتخل
تستطيع ،الى أن جاء دحروج وهو ايضا من ابناء الحج مسعد ،وهو فى الحقيقه ابن الشيخ عبدالقادر ،فأخبره أن الشيخ
مسعد يريد أ محسب وزوجها فى االخصاص ،وان مهمتك قد انتهت الى هذا الحد ...وكان لدى أ محسب حماس للقاء
من عبدالقادر ،فلما ذهبت اليه شكت له هذ االفعال ،وقال لها :ماذا فعل لك عبدالقادر ...فقالت له :ده الشيخ للتخل
قليل االدب ...وراجل بتاع نسوان ...فضحك الشيخ وقال لها ...أنا ماعنديش أوالد قلالت االدب ...وتمر االيا ...وإذا
بالشيخ فى احدى الجلسات ،وكان فى هذه الجلسه أ محسب ..وكان مادا رجليه أثناء جلسته ...وكانما الشيخ قد وضع
الوقت ن قال الشيخ ...بقولك ايه يابنتى ..رجلى أ محسب الرغبة الشديد فى تدليك قدمى الشيخ ....وفى نف فى نف
واجعانى ...ماتيجى تدليكهالى ...فلما وافقت أمر الشيخ رغبتها فى ذلك ...ذهبت الى هذا الفعل بهمة ونشاط ....فلما
رأى منه ذلك ،فضم ساقيه ...وقال لها :ال يابنتى هاتقولى :د بتاع نسوان زى عبدالقادر ....وعزه جالل هللا يابنتى ...
ده وزير سيدنا الحسين ...ومت حول عندك بإذن ...ويابنتى ده ورقك متحول عندى ...ويربى فيكى ....من يو فنجان
القهوه وانتى فى بيت أبوكى ...فتذكرت تلك الواقعه ولم تكن قد تزوجت بعد ...واذ دخل عليهم فى دارهم رجل ....واستقبله
أياها ...ثم توجه الى ا محسب (نوال فى هذا الوقت ) ...وقال لها :يانوال إعمليلنا قهو ،فصنعت ثالثه فناجيل قهو ،
فأخذ أحدها وأعطاها االخر ،وسكب الثالث فى االرض ...فعلمت أن الزائر الذى كان قد زارها فى هذا الوقت هو عمى
الحج مسعد ....ثم دار الزمن والتقت بالشيخ بعد زواجها وحصول ماذكرناه ....فمالمسة المريد للشيخ على أى صوره من
الصور التى ذكرناها ،هى وسيله مطويه ال نتقال المدد أو الحال أو العلم من الشيخ الممد الى المريد الممدود له .
ومن باب ماذكرناه أيضا ماحكاه الشيخ محمود بركات نقال عن الشيخ محمد ابوسالمه ...تقول الرواية :توجه الشيخ أبو
سالمه الى قدمى الشيخ وأخذ فى تدليكها كما اعتاد هذا األمر كثي ار ،إذ كان يعلم ان مددا سيمتدو من الشيخ اليه ،كما امتد
اليه فى كل مر تناول فيها قدمى الشيخ بالتدليك ،وكانوا يستشعروت تجليات هذا المدد بعده ويعيشون فيه مستمدين بذوقه
...وبعد تدليك قدمى الشيخ ...ذهب الى بيته ...ومكث قرابه الشهر بعد هذا الحدث مريضا فى بيته ..ال يتمكن من
الحركه ..ولما أعيته السبل ذهب الى الشيخ وشكا اليه حاله ....فضحك الشيخ وقال له :يابنى ...أرئيت وقت أن كنت
تدلك قدمى ...انها لم تكن قدمى ....أنها قدمى سيدى أحمد البدوى!!! .....وحال البدوى شديد ...فال بد وقد انتقل اليك
حاله ..ان تسكر بما سكرت به .وفى هذه الروايه امرين ،االمر االول هو التأكيد على ماذكرناه من أن الحال والعلم والمدد
ينتقل الى المريد عبر هذه الواسطه .أما االمر الثانى فهو تجد ارواح االولياء فى الصور المختلفة ،وكان منها تجد روح
السيد البدوى فى صوت عم الحج مسعد ،وهو أمرمألوف فى طريق هللا ،وقد ذكرنا طرفا منه وتمتأل سيره أهل هللا بمثل هذه
الظاهر .
وثمه روايه أخرى من هذا الباب ينقلها الينا الشيخ سعيد ابن الشيخ محمد أبو سالمه ،يقول فيها :كان من مفادى زيار
الشيخ سيده تاتى اليه وفى يدها حقيبه ،فارتابت زوجة الشيخ فى امرها ،إذ كانت فى كل مر تختلى بالشيخ أوقاتا طويله
كانا يتبادالن فيها الحديث ...فما كان منها إال اخلت الوقت ونظرت فى محتويات حقيبتها فوجدت صاجات ،وهى من
ادوات الراقصات إثناء رقصهن ،وكانما عثرت على ضالتها ...فنادت على الشيخ واطلعته على ماوجدته فى حقيبتها وقالت
له ...اشوف كالمك اصدقك ...واشوف امورك استعجب ..وكانما مفارقه كبيره بين كال الشيخ وامقاله ....فأجلسها الى
جواره ...مرمد ساقيه ....وطلب من زوجته أن تقبض على قدميه ...فلما قبضت على قدمى الشيخ غابت فما صادفته
...فرأت هذه المرأه التى ظنت فيها السوء ...فى السماء السابعه والمالئكة يحوطونها فرحا بها ،ولم يذكر لها السر فى
أمرين االمر االول هو يكيد ماذكرناه ،حين قرب هذه الم أر من ربها بالرغم مما شاهدته منها ومن تلك الروايه نستخل
انتقل المعلو المستور المطوى من روح الشيخ الى روح زوجته حال مال مستها لساقه ،واالمر الثانى هو التأكد على عد
االخذ بظواهر االشياء وال القطع بها ،حال الحكم على صالح هذا أوفساده ،فإن ثمه أمور ال تظهر للعين ،ال يعلم حقيقتها
اال هللا ،وهو عالج ذلك السكوت من اخالق االحكا وارجاع االمر للقادر الحاكم .
واما بدايه معرفه الشيخ سيد سالمة بعمى الحاج مسعد ،فان الشيخ سيد يقصها علينا بنفسهواضعا بدايه رحلتة فى نفسه و
مع شيخه ،فهو االبن المقرب لدى الشيخ للدرجة أن كان زوجا البنتة ،وهو الشقيق للشيخ محمد سالمه الذى كانت له مع
الشيخ اس ار ار جمة وقد كان له كشف وواليه قبل حضور للسلك مع الشيخ فى طريقة وهو فى نفسه كانت له مع الشيخ
أس ارراوعجائبا ،فيبداء الشيخ سيد واصفا هذه البدايه بقوله :كان بدايه امرى وانشغالى بالطريق ،أن كان الى جوارنا رجل
يدعى الشيخ جابر ،وكان لديه حانوتا صغي ار يتاجر فيه ،وكان معروفا لدى العوا بكونه صوفيا محضا حافظا للقران عالما
بالشرع ويعرف فى علو االوقات و االعمال التى تشغل خي ار كبي ار من أهتمامات القو فى ذلك الوقت ،وال زلت ،وكان
لدى ميل كبير الى الجلوس الى جواره واالستماع الى حديثه ،وأعتدت هذا الجلوس ،واعتاد هو االخر مصاحبتى فطلبت
منه ذات مر أن أخذ عهدا على يديه فرفض ذلك وقال أنى صغير السن على ذلك ،إذ كان عمرى فى هذا الوقت لم يبلغ
الثانيه عشر ،أال أن هذا الخاطر ال يزال يلح على حتى اكون فى سلكه ،فا لحقت عليه فى ذلك ،وال زال على رفضه
حتى اننى كنت أرى فى الرؤى أننى على الدوا أريد أن أشترى منه بضاعه وهو على الدوا ال بعنى إياها ن أال أنه من
هذا من قبيل أخذ العهد ،فأعطانى اخرالمجادالت قال لى :أننى سوف أعطيك فاتحة سلوك لسلك به نحو هللا ،ولكن لي
وردا يوميا أقرءه بعد الصال ،لكل صال وردا خاصا بها ،بعد صال الصبح تقول ال اله اال هللا الملك الحق المبين محمد
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وبعد صال الظهر تقول اللهم صل على سيدنا محمد النبي األمي الطاهر الزكي تحل بها
العقد وتنفرج بها الكرب وعلى آله وصحبه وسلم وبعد العصر تقول استغفر هللا الغفور الرحيم وبعد المغرب تقول ال اله اال
هللا عدد كل متحرك وساكن ،فراوف على هذه األوراد وبعد العشاء تقول سبحان هللا والحمد هلل وال اله اال هللا وال حول وال قو
به إال باهلل والزلت على قراء هذه االوراد حتى اليو وحصل بيني وبين الشيخ جابر رباط روحاني فنتج عنهم وده وأن
و حكايات وكأنني الفت الجلوس عليه. اليه يوميا مستمعا الى قص ماكست احب ان اجل
اال انني كنت في بعض االوقات وااليا ارى الشيخ جابر غائبا مختفيا عن األنظار ،وانا المتبع لكل حركاته وسكناته وجوده
وغيابه ،وكانت تلك األيا التي يكون غائبا فيها هي أيا المواسم و األعياد و المولد النبوي وليلة النصف من شعبان و أيا
المولد ،وخالف هذه المناسبات تحصل في نفسي شغف الستطالع أسرار هذا الرجل وكنت قد نضجت قليال وسلكت مثلك
الشباب والرجال وكنت اسال زوجته عن سر غيابه فتقول ال اعلم ،اصبح هذا االمر شاغال لي ومقلق اياى ،وكان لي احد
االصدقاء المقربين إلي والذي كنت أسر له بهذا الخاطر في نفسي فقلت له إن هذا الرجل يختفي في المواسم واألعياد فاريد
به ،وجاءت المناسبة التي كانا ينتظرانها ،وكان يو ان اعرف اين يذهب هذا الشيخ في تلك األوقات ...تعالى نترب
جمعه وكان الشيخ جابر يخطب في أحد المساجد القريبة منه فلما نزل على المنبر وأتم الصال وخرج من المسجد راينه
يتوجه الى خارج المنطقة التي نسكن فيها فقلت يا صاحبي تعالي معي نتبع خطى الرجل ،منا عارف الى اين يذهب هو
فوجدناه يركب احد االتوبيسات وكان يركب من الباب األمامي فركبنا بنا نحن من الباب الخلفى وساره العربة الى أن وقفت
في مكان لمن نتبينه بعد ،ولما نزل من العربة نزلنا خلفه ،ا رأيناه قد وقف برهة في اول الطريق ،ثم نظر خلفه فرآنا
،فس اق في أيدينا ،وقال :ما الذي جاء بكم الى هنا فقلنا له كنا نريد ان نعرف اين تقضي هذا الوقت فسرنا من وراءك فقال
تعالوا معى … .وكان المكان الذي يقصده الشيخ جابر هو بيت الشيخ مسعد وكانت الوقفة التي وقفها في اول البلد هي
الوقفة التي يق أر فيها الفاتحة للشيخ و هي في عرفة االذن بالدخول عليه .
الشيخ جابر في جوار فلما دخلنا على الشيخ سلمنا عليه وقبلنا يديه وجلسنا وكانت القاعة مكتظة بالرواد والزائرين ،وجل
الشيخ وجلست وصاحبى في آخرها ومره الوقت وشعرصاحبى بالجوع ،وكذلك أنا فقال لي صحى … لو كان هذا الرجل
شيخا حقا التى لنا بالطعا … .وما انتهى صاحبي من كالمه حتى نظر الينا الشيخ وصاحي على ولده باقي قائال له يابا
هات الطبليه بتاعه االكل … الناس نفسها انقطع من الشاى … فنزل الطعا وأكلنا .
الشيخ يتحدث اليه اال ان الشيخ مسعد قال له خذ دراويشك وتوكل على هللا أذنا له وكان الشيخ جابر يريد أن يجال
باالنصراف … .سلمنا على الشيخ وخرجنا من المندره ولما خرجنا نادي الشيخ علي بشير -وهو من أحب اإلخوان على
الشيخ واحبهم الى اخوانه -و أشار اليه ان ينادوا علي -والكال للشيخ سيد سالمه واخذني بشير واذهب بى الى الشيخ
فأعطانى الشيخ قرش صاغ وكان هذا في عرف اإلخوان عطاء كبي ار اليعرف كنهه ،هل هو فتحه الطريق؟ هل هو مال
ياتي اليه من خطوط الدنيا هل ...هل ...المهم انه اخذ منه القرش صح فلم فلما خرجت بعد هذا العطاء وقابلت الشيخ
جابر … قال لي ماذا في األمر ؟ فقلت له أعطاني الشيخ قرش صاغ … فقال لي مندهشا ..ده صاغ ياوله … ثم
قال لي ال تنفقه هو ابعته في ورقه مربعه وعلقته على صدري … وكان هذا القرش الصاغ الذي أعطاه الشيخ له في اول
لقاء معه … .رمز منتهى القرب منه الذي آل إلى زوجه من ابنائه .
الى الشيخ مع اإلخوان وتكررت زياراتي لديه ،وكان الشيخ بسبب كثر اإلخوان يقسم حضورهم على األيا ،فمنهم من يأتي
في يو الجمعة ومنهم من يأتي في يو السبت ومنهم من يأتي في يو الثالثاء ومنهم من يأتي في الصباح الباكر وكان ذلك
محصو ار على االخوات ومنهم من يأتي ب عد الظهر وكان ذلك لالخوان وتعلق قلبي بالشيخ واالخوان وكان ارتباطي وكان
ارتباطي باألوقات التي يأتي فيها الشيخ جابر سببا فى ضيقى ،المانع لى من الوفاء بتعلقي للشيخ مسعد واالخوان فلما
تكلمت مع الشيخ مسعد في ذلك قال لي اذا اردت ان تاتي الى فاتي في أي وقت تشاء وال تتكبد بالشيخ جابر والتخبره بذلك
واذا سألك عن هذا األمر فقل له عمي قال ذلك … .فشعرت في هذا الوقت أنني صرت ابنا من أبناء عم الحاج مسعد
وانتقلت تبعيتي من الشيخ جابر فرعا الى الشيخ مسعد اصال واصبحت أنني وجدت ضالتي واصبح لي عما وشيخا ومربيا
فضله ومرشدا ،فالشيخ جابر قد أخذت منه بداية السلوك وكانت السبب و الفاتحة في دخولي الى الحاج مسعد وال انق
حقه ،فكان مما استفدته من مصاحبة الشيخ جابر ان أتممت على يديه قراء اسماء هللا التسعة والتسعين وكان وال ابخ
عدد مرات قراء كل اسم مائه الف مرره وكان كل اسم يأخذ في قراءته ثالثة شهور وكنت انتقل من اسم الى اسم بعالمات
مختلفة ،في بعض االوقات يكون االنتقال عن طريق اشار فإن لكل اسم من االسماء االلهية عوالم تتركز به ،فإذا ذكرت
يذكرك له في ذات بهذا االسم دخلت فى هذه العوالم الذاكره به فيحصل داخلك نوعا من االرتباط بذكر هذا االسم يعاقبه أن
الوقت الذي تذكر فيه هذا االسم فمثال إذا كان من عادتك أن تذكر االسم بعد صال المغرب وحدث لك انشغال عنه فلم
تذكره في هذا الوقت حصل لك نوع من الضيق والكرب والحزن والزهق وال يزول عنك ما تعاقبه اال بذكرك له فإذا أتممت
مد قراءته ،وقد ان االوان ان ينتقل الى اسم اخر جاءتك اشاره توجب لك هذا االنتقال كان تكون جالسا -مثال -بين
القبلة والمقا فتجد بابا مكتوب عليه ال إله إال هللا وقد كنت تق أر في االسم هللا فتلك إشار بانتقالك إلى الذكر الجديد الذي
رأيته ،فإذا اخبرت شيخ كتابه اجازه لك ذلك به او رؤيه تراها باالسم الجديد التالي لك .
الذي ذكرناه تولدت في قلبك خواطر هذه الخواطر وإذا ذكرت االسم اإللهي مع هذه العوالم الذاكره به وحصل لك اإلن
هذا هو الكشف المعلو لدى القو إنما هو االحساس تحدث فيك نوع من انواع الشفافيه واإلحساس ببواطن األمور ولي
الذي هو أكثر من الظن و أقل من اليقين ،كان يدخل عليك احدهم وتشعر انه حزين او سعيد او مهمو .
اال ان هذه الخواطر قد تؤدي بك الى ما ال يحمد عقباه حين تجد في نفسك سرور بها و شغوفا بها على غيرك ،ودليال
على ارتفاع مكانتك فإذا حدث ذلك مثل هذا فاعلم أنه قد أصابك أفاتها و افتتنت بها وأصبحت أسير لها ،وبدال من ان
تتقد بها تجد قد انحرفت عنها الى شهود نفسك واالعجاب بها وال يوقف هذا المد عليك أال مدد شيخك ومشورتك له
وقد تتجاوز حد الذكر باالسم الذي تذكر به اذا لم يكن لك مرشدا ينصحك او شيخا تحت امرته فيصيبكم من اثر روحانيته
هذا الذكر ماال تتحمله وال تطيقه ،فيحصل لك خلل فى بدنك ونفسك وقلبك وروحك فتذهل في سلوكك او تطيب عن ادراكك
وهذا هو دور المرشد واإلما الذي يعرفك حدك من حد ذكرك وهو العالم بطاقة احتمالك فيوقفك عند حد هذه الطاقة وإذا لم
تكن لك مثل هذا المرشد فقد يتناولك الشيطان باألذى واإلتالف واإلفساد فمن ال إما له فأمامه الشيطان وقد ذكرنا من قبل
ما حدث مع الشيخ سيد سالمة وقت ان كان يرى الكعبة ماثلة أمامه بجواره قراءته تكبير اإلح ار فأخبره عم الحاج مسعد بأن
ثم تواصل حديثنا مع الشيخ سيد سالمة مع عم الحاج مسعد فيحكي لنا عما كان له مع الشيخ فور تخرجه من معهد الطيران
التابع للجيش وانتظاره الخطاب التوزيع على الوحدات الخاصة بالطيران وكان في احد هذه االيا في زيار للحاج مسعد فقال
له الشيخ أثناء جلوسه معه إلى أي مكان تريد أن تذهب ؟ ولم ينتظر الشيخ جواب عليه فقال خالص نوديك اإلسكندرية
وحدث أن جاء خطاب التوزيع في اليو الثاني وكان فيه ان تقرر ان يكون تعيينى في مطار النزهه االسكندريه فذهبت إلى
الشيخ فأخبرته بذلك فقال لي ال تنسى ان تزور سيدي المرسي أبو العباس الحقيقي فتعجبت في نفسي من هذا الوصف الذي
جاء على لسان الشيخ فذهبت إلى اإلسكندرية ومنها على مطار النزهة وسلمت خطاب التوزيع ثم غادرت النزهه الزور مقا
سيدي المرسي أبو العباس ولما ذهبت الى المسجد وجدت شيخ المسجد على وشك غلقه فقلت له يا موالنا انا جاي من مصر
وعايز ازور سيدي المرسي ابو العباس الحقيقي وقال لي هو في حقيقى و مزيف ؟ فقال له :الي قال لي قال قول كده
فنظر اليه ثم نادى على خاد المسجد و اعطي له مفتاحا و قال له انزل بهذا الرجل الى المقا الذي هو تحت هذا المقا
الظاهر ولما نزلت وجدت حجر مفروشة بالحصير فقال لي الخاد براحتك بقى اقعد مع سيدي المرسي أبو العباس براحتك
ثم خرجت من المقا فلما خرجت من المقا وجدت احد سعا الماء حامال قربته ،فلما راني بشى في وجهى فقرات سور ي
وتقد نحوى كأنه يعرفني وعانقنى ثم سالني من اين ؟ فقلت له انا من مصر فأخذني وجلست معه واعد لى طعاما وجلست
معه نتحدث سويا ونتناول سير الشيخ أثناء حديثنا ،ثم ودعته و ذهبت الى المطار وصارت هذه عادتى فتر طويلة ،ان انزل
سويا وحدث هذا يوميا وحصل ارتباط بيني من مطار النزهة و ازور سيدي المرسي ابو العباس والتقى بهذا السقا و نجل
وبين هذا السقا و لما سافرت الى مصر تحدثت مع الشيخ في شأنه ثم تحدثت خى الشيخ محمد سالمه فقال لي لن ياتي
اليك هذا السقا مر اخرى ولن تراه … فلما عتوا الى االسكندريه بحثت عنه فلم اجده احزنني غياب هذا الرجل عني الى
والحقيقه ان طريق هللا ومسالكه هي طرق ومسالك موصولة بعضها ببعض و كل طريق ومسلك يؤدي الى الطريق والمسلك
اآلخر والحقيقة ايضا ان اهل هللا وعارفين وأولياؤه هم اآلخرون موصولون بعضهم ببعض ومعروفون بعضهم لبعض وال
تفصل بينهم البلدان واألكوان واألبدان ،ا نما هي أرواحهم في أرجاء الملكوت يتعرفون فيها على بعضهم يتحدثون فيها عن
طرائف وأوالدهم وما كانت الرواية التي ذكرناها إال دليال على استنتجناه في كالمنا ...لفضل هللا بهم فتلك هي دولة الباطن
وما دمنا نتحدث عن تربية الشيخ لوده وإعداده مما هو منوط به ،وكذلك ما كنا نتحدث به عن تربيته ألوالده ،فإن الشيخ
سيد سالمة وهو من أقاربهم لديه قصه علينا حكاية عن ا جماالت وهي احدى االخوات المقربات من الشيخ والتي عهد إليها
الشيخ بإعداد الطعا لإلخوان وكان الشيخ يحتفل بليلة النصف من شعبان ،وهي ليلة كان الشيخ حريصا عليها ،أنها الليلة
التي صادفت أول لقاء له مع عمه الشيخ إبراهيم الدكرورى وكذلك كانت الليلة التي فتح هللا بها عليه فتحه االعظم فطلب
الشيخ من أ جماالت ان تعد الطعا للذاكرين وتجعل اللحم في الشونة وتسترها حتى توزعها على الناس بنفسها بأنصبة
متساوية فال تميز أحدا على أحد مهما كان هذا االحد ،فقالت له حاضر يا عم وبدأ االكل واعطت ا جماالت لكل واحد
وإن كانت ترى في نفسها ان الشيخ له لن يلومها على ذلك من وجه كون المميز لولده بل ربما يفرح الشيخ لذلك فلما علم
الشيخ بذلك منها غضب غضبا شديدا وطلب منها إعداد الطعا وتوزيعه وترحل الى منزلها فاستغربت ما فعله الشيخ معها
،اذا كان االمر يتعلق بالشيخ باهى الذي هو ولده والتي سمت ولدها على اسمه و اثناء عودتها الى المنزل اصطدمت بها
عربة وإصابة ابنها بكر في قدمه ظل معه أثرها إلى االن فلما قابلت الشيخ بعد ذلك قال لها الم اقل لك ان توزعي اللحم
على كل الدراويش بال تمييز فلما غيرتي فضلت باهي على اخواته .
افتلك من المواقف التي تجمع في عباراتها بين تربيه الشيخ البنائه وتربيته لولد خاصه وهو الذي اعده للوالية من بعده وهي
قصه اراد الشيخ ان يخبرنا بها ان نظر الشيخ الى مريديه وولده منهم ال ينبغي ان يتصف بالتميز عن غيره فان االمر لي
هو النظر بمنظور الدنيا وانما االمر يتعلق بما تطمح اليه في االخره في القرب من هللا ونوال رضاه علينا وال شيء ارض
للرب من صفه العدل فان هللا هو الحق وهذا من االخالق االلهية وهو ايضا من األخالق المحمدية التي تخلق الشيخ بها اذ
كان الشيخ على نهجه وفي طريقه ولقد تجلت هذه الصفه فى النبي صلى هللا عليه وسلم في أعلى صورها حين جادله صاحبه
في شأن حد من حدود هللا فتغير وجهه وقال قولته الشهير ( وايم هللا لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ) ثم
انه لو جعل له ميز على غيره لكان ذلك فتنة الناظر إليه وشك في صدقه في دعوته وال صابت هذه الصفة اقرب المقربين
اليه ولعمت جميع االتباع السائرين على خطوه وننفى الطريق من بين يديه وضاع ما كان مأموالله .
كان هذا هو الشان في ولده اما الشأن في اتباعه فهو ربطهم بالطاعه وايمانهم بحكمه الشيخ وراء اصدار االمر او االشاره
اليه فان للشيخ نظر خالف نظرهم ولو كان نظرهم كنظر ،فما حاجتهم اليه ولصاح المنطق من بين أيديهم :على ما
تتكبدون المشقه فى اتباعه وعلى ما تقطعون الكثير من الجهد والمال في سبيله وال طائل لكم في هذا فانما هو رجل مثلكم
ال يتكلم في شيء ألجل هذا كله كان الشيخ حريصا اال ينقصه أحد ميثاق العدل الذي قطعه على نفسه وقت ان بايع الشيخ
وال ينقض احد ميثاق الطاعة على ارتضاها لنفسه وقت ان اكل طعا الشيخ وشرب من مائه خصوصا وانه قد بنت له شواهد
وال يهديلك العقاب الذي اصابها في ولدها ونفسها فان االمر يتعلق بجاده الطريق وبالقيم العليا الذي يرتب بها من العدل
والقس والقدو والطاعة والعقاب في حقيقته هي ن بالناظر الى الثمره التي بنا لها صاحبها به في الجنة من مصاحبه الشيخ
فيها و نيابته عن أبنائه في مواقف يو القيامة وهو قول الحق ( يو ندعو كل اناس بامامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فاولئك
وفي مناسبة الكال على ان ننظر الشيخ لشيء خالف نظر المريد وان علمه بمواطن الطريق ومفاوره هو ما جعله دليال
ومرشدا فيه مصداق ذلك ما قصه علينا الشيخ سيد سالمة من أنه قد اعفاه في فتره من الفترات ان يرى الكعبة ماثله أمامه
بمجرد ان ينطق تكبير اإلح ار في الصال وقد أسعده ذلك واعتبره دليال لقرب مكانته وعالء منزله واستم ار هذا العور الى ان
قابل الشيخ ،وقصى عليه االمر فقال له الشيخ :الشيطان يضحك عليك فال تفرح ان الشيطان يريد ان يلهيك عن العباده
وان يكون هللا هو مقصودك وحده ال صوره الكعبه الماثلة أمامك فقل لى بربك :من غير الشيخ يردك هذه الخدعة التي
اوقعه الشيطان فيها والتي لو استمرأها واستمرت معه لتحولت الى امر اخر أشد منه ثم الى امر اخر ال يمكن الفكاك منه
،وهذا هو دور الشيخ من ان يعبر للسالك دروبه وأن يبصره بادوائه وادويته وأما دور المريد فهو اال يخفى شيء عن مرشده
مهما بدا له هذا االمر صغير او او تافها او حسنا في ظاهره وال يداخلك الشيطان بقولك :ان كان شيخى اعلم بما انا فيه
فتكون بذلك داعيا لك لعد الحديث معه ،فلقد حدث مع الشيخ من احد االخوان مثل ذلك حين قال له :يا عمى انت اعلم
القصة التي تلوناها عليكم ،لو لم بما أنا عليه فقال له :ال شان لك بما أعلمه عنك وإنما شأنك ان تخبرني به ،فق
يخبر الشيخ سيد عمه بما راه صالته لما تمكن ان ذاك هو الشيطان يريد ان يصده عن سبيله ،وال خالف ان الشيخ كان
وفي مناسبة الكال عن ادب االخوان مع شيخهم الذي هو من تأديبه لهم ما قصة الشيخ باهي على والده الشيخ ناصر في
هذا الشأن يقول الشيخ ناصر سمعت من والدي رحمه هللا هذه القصه البسيطه في احداثها العظيمه في فوائدها ودروسها قال
أراد الشيخ إلشعال سيجار ولم يكن معه اع داد الثقاب فنظر إلى الشيخ عبده ابو فهمي وهو من أبناء الشيخ وكان جالسا
أمامه فأخرج الثقاب جيبه ومد يده يناوله اياها وهو على هيئة جاسا وإن كان من االدب ان يقو ويذهب إلى عمه بها يقول
الشيخ عبده ابو فهمي فإذا برجل أمامه قد رفع يده بسيف وانزلها
يهوي بها عل ى قاصدا رقبته يفصلها عن جسده وما هي إال طرفة عين بين السيف و رقبته اذا بالشيخ يصرخ فيه بحده بلغه
(فز قو اقف يا قليل االدب ) يقول فاختفى السيف وانتفضت واقفا من فوري ثم أردف :لوال غضبة عمي هذه لفصلت راسي
عن جسدي ،و العبره حلقه ظاهره فان كل اوامر الشيخ ونواهيه وتوجيهاته ونفحاته وهديه وغضبه على مريده إنما هي
لصالحه وصالحه ال حظ للشيخ فيه اال حرصه وخوفه ورعايته البنه حتى ولو لم توافق هذه األوامر والنواهي والتوجيهات
هوى االبن ورغبته إال انها السبيل إلى السالمة والفالح وحتى الغضب والحد ظاهره العذاب وباطنه الرحمة وربما من المناسب
هنا ان نستدعى قول الحق سبحانه ( النبي اولى بالمؤمنين من أنفسهم ) واسقاطا للمعنى على المربي الروحي والمرشد
المحمدي فهو احرص واخوف علينا واعطف واحق بنا وارحم واراف لنا من انفسنا بنا ،فحرص يمين هذا احرصه أن يطاع
وأولي بمن هذه رحمته أن يجاب اللهم ارزقنا الفهم عنهم والطاعة والتسليم لهم آمين.
والشيخ المربي هو خليفة هللا في ملك ولده وأوامر الشيخ و نواهيه في مقابل األوامر والنواهي الشرعية التي جاء بها الشرع
والتي ينبغي للمريد فيها أال يكون له فيها خيار مع نفسه ،والشيخ هو الوارث المحمدي إلرث النبي صلى هللا عليه وسلم
والنبي هو الخليفة الكامل الذي ظهر بأسماء الحق وصفاته ومن هذه التسلسل تعرف أن الشيخ الكامل هو صور هللا الظاهر
للمريد ،ونحن نقول الصوره ولم نقل الحقيقه وحقيقة الصور اإللهية تعطي الطاعه لما يصدر عن هذه الصوره من االوامر
ظاهرها انما االمر هو دولة الباطن المضيئه باألرواح فان الجسد يفنه االيا والدهور والنواهي واألمر في هذه القصة لي
هذه اآلداب فإنها الباقيه لدي الحق ألنها منه وعليها يقع العذاب والنعيم في اآلخر وإما نار وإما جنة اما الروح التي تق
،والشيخ هو الصور اإللهية المنوطه من الحق بتقديم المريد وايصاله الى ما يرضى ربه به عنه ،وعار على العارفين أن
يضع الحق منهم ثقته في تربية عبيد ثم يحققوا في تأديه رسالتهم إليهم فيتركون اوالدهم في غش الضالل وهم في الحقيقة
وللشيخ عبده ابو فهمي قصة مع الشيخ في أول ارتباطه به فقد كان عبده ابو فهمي شيخا له مجموعه من الدراويش يسيرون
خلف ولكنه كان كثير االنتقاد ألحوال الشيخ مسعد التي تتوارد على سمعه وكان غير مستوعب لكثير من األوضاع واحوال
الشيخ وكان من اشد المعارضين له وظل علي اعتراضه هذا إلى أن حدث ما لم يكن له في الحسبان فقد كان بينه وبين احد
منه هذا الخصم ابناء بلدته مشاحنة شديده وخصومه وكانت هذه الخصومة شديد إلى الدرجة التي قرر فيها أن يتخل
الذي ال تجدى معه المصالحه يقول وعزمت على ان اقو بهذه المهمة في ساعة الفجر عندما يكون ذاهبا بمواشيه إلى غيطه
به واقتله وبينما هو على هذا العز إذا بالباب يطرق في الثانية من فجر ذلك اليو الذي انتوي فيه أن يقو بيته فاترب
بمهاجمته فلما فتحت الباب اذا بالشيخ واقفا عليه ،فدخل واغلق الباب خلفه وقاله انت ناوي على ايه يا عبده ده اهل البيت
كلهم جولي وقالوا لي قو الحق ابنك فجتلك يا ابني هنالك امسك الشيخ عبده ابو فهمي بقد الشيخ وجعل يقبلها و أخذته
نوبة من البكاء وتحول قلبه الى حب الشيخ الذي كان أثره إن صار يحب كل شيء في بلد الشيخ حتى القط والكالب وال
ينبغي أن نمر على هذه القصه مرور العابرين ،وأول هذه االمور ان ابناء الشيخ مقيدون تحت حسابه معروفون لديه
االمر الثاني :ان قلوب ابنائهم بأيديهم يوجهونها في األوقات المناسبة للمريد ،فرايت كيف انقلبت كراهية عبده ابو فهمي
واعتراضه عليه الى حب فائف وصل الى محبه القط والكالب الكائنين ببلدته
واألمر الثالث :أنه في سبيل محبة الشيخ وانطوائه تحت لوائه قد تخلى في وقته عن رئاسته وشفوقة على أبنائه من من
األمر الرابع :رعاية أهل البيت وقربهم من المشايخ الوالدهم وحرصهم عليهم وعد غياب نظرهم عنهم .
بالشيخ عبده ابو فهمي انه قبل ان يرد على الشيخ كان وليا شيخا ولديه اتباع من االبناء وكنا قد ذكرنا من قبل فيما يخت
ثم ارتفعت مكانته بعد تبعيته الى عم الحاج مسعد ولم تزل مكانتة عن مكانته االولى وبحكم هذه التبعيه إذا كان له اجالل
شديد من ابناء الشيخ وكان له ح ضور وهيبة حتى انه إذا قد عليهم قا الجميع له وقوفا لمعرفتهم السابقة ومكانه الحاليه
حين صار تابعا للشيخ مسعد ولم يزل الشيخ عبده ابو فهمي على هذه التبعيه بعد انتقال الشيخ باهى للطريق فكان يقف
اجالال لقدو الشيخ باهي عليه ،فيقف بالتبعية اخوانه له ،ثم يذهب الى الشيخ باهي بهمه ونشاط يقبل يديه حتى ان الشيخ
باهي قال له ذات مره ليه كده يا شيخ عبده قال له … وهللا ابدا يا عمي ...فقال له الشيخ باهي … لو عايز يريحني ما
تعملش كده اقعد وارتاح عشان الدنيا بتتقلب لما تقو وكان الشيخ عبده وفهمي في بلدته على ذات الهيبه التي قصصناها
عليكم حتى ان اوالد بلدته قالوا له بعد انتقال الشيخ :يا شيخ عبده بعد انتقال الشيخ مسعد ما ينفعش تخش وراء الشيخ باهي
وهو من سن أوالدك فقال لهم عندكم حق انا فعال مينفعش امشى وراء الشيخ باهى لكن االحرى بى أمشي وراء حنان بنت
وال يكون هذا الكال اال لمعرفه الشيخ عبده ابو فهمي مكانه الشيخ ومكانه وارثه .
ولقد كان الشيخ عبد ابو فهمي أقرب المقربين إلى الشيخ حتى انه كان يطلق عليه ترجمان الشيخ بالخاطر فإذا أراد الشيخ
فعل شيئ أو وقول شيئا وتوجيه أحد إلى شيء القى هذا الخاطر في رأس الشيخ عبده ابو فهمي فيقول به او ينقله يوجه الى
أن رأت أختنا ا محسب هذا فا ستغربته فكانت تعرف مكانته من الشيخ وقربه منه ،و كانت تتوقع أن ترى في سير نعشه
كرامة من كراماته وخرقا لعوائد الناس فيه ،فقالت مستغربة مالي اراك كعوا الناس ،الم يكن لك قربا من شيخك ،الم تشرب
من بقايا انائه ماء او تشرب فضلت الشاي من كوبه ؟ فإذا بالنعش يرتفع الى اعلى ويدور كالمروحة ،وكان الشيخ باهي
في االرض وقال :ها قد ظهرت كرامتك عشان تعمل ان انت شيخ عشان هم مش مصدقين من جملة السائرين خلفه فجل
ان انت شيخ فما لبث النعش ان استقر ونزل من عليائه وصار باقصى سرعته الى مدفنه فانظر اليهم كيف يسمعون وكيف
يتصرفون كأنهم أحياء انها اشار منهم الى حسن الخاتمة و اشار منهم الى رضاء شيخهم عنهم .
وكما كانت بداية الشيخ عبده ابو فهمي بداية دراماتيكية مع الشيخ اذكان الشيخ عبده ابو فهمي وليا شيخا له دراويش من
قبل حضور للشيخ وانتظامه معه كدرويش مريد تحت امرته ورعايته كذلك كانت بداية الشيخ عبد المنعم ابو حسين وقد كان
هو اآلخر ولياله مكانة كبير من قبل ان يأتي الى الشيخ وينتظم في سلكه درويشا مريدا إال أن الشيخ عبد المنعم ابو حسين
كان وليا مطمطا معجبا بواليته ومكانه من ربه وقد جعل هللا له الكشف فكان يرى انوار األولياء في وجوههم وكان مطلعا
على عطايا ربهم اليهم ،وكان الحق سبحانه قد أعطاه القدره على سلب هذه العطاءات ،وهو أمر معروف بين االولياء ال
يختلفون عليه فكان دوره معهم كدور الفاتن لهم ،فمن األولياء من كان عطاء ربه له عطاء قويا راسخا محميا ال يتمكن أحد
من زحزحته او التاثير عليه او رصده ومن االولياء من كان عطاؤه اقل رسوخا من صاحبه فكانت مشوبه ببعض ما يشوبها
فما جعلها مخلخله غير ثابتة األركان ،وكان الشيخ عبد المنعم بعطاء ربه له موكال الى هؤالء الذين بامكانه ان يسلب عنهم
هذه العطايا وهذه االنوار واالمراض دوله الباطن وشؤون األولياء يحتمل جميع ما ذكرناه وما ذكرناه كان شبيها باإليمان ،
فمن المؤمنين رجال صدقوهللا في ايمانهم فال يعتري إيمانهم مايخالفه او يزحزحه عن مرصده ومن المؤمنين من كان ايمانه
على شفا حرف اليثبت حاله وال يؤمن ما له ودور الفتن التي يجعلها هللا في طريق السالكين انما هو اختبار هذا االيمان
وحدث ان قابل الشيخ عبد المنعم وهو الولي المطمطم وليا آخر أشد طمطمة منه يسعى نوره بين يديه ساعيا كان أن
يخطف به بعد الشيخ عبد المنعم فننظر اليه وحاول أن يسلب نوره منه او يكشف مداه فلم يتمكن واحتار في أمره من يكون
هذا الولي الذي لم يتمكن من سلب انواره وهو القائل في نفسه :لم اجد من األولياء من يجعلني مستمتعا برؤيته ذاك الشيخ
هو الشيخ عبده ابو فهمى الذى كنا قد ذكرنا قصته من قبل .
فبادر الشيخ عبد المنعم سائال اياه عن شيخه فأجابه الشيخ عبده ابو فهمي بما ذكره في نفسه سوف اذهب بك الى شيخ ولي
ونحن إذ نذكر هذه القصه نذكرها بشيء من التصريف يغفر هللا لنا لنتمكن من حبك سياق قصتنا له .
اخذ عبده ابو فهمي الشيخ عبد المنعم ابو حسين الى الحاج مسعد في االخصاص فلما وصل إلى أول البلد ،قال له :
انتظر هنا حتى آتيك فاستأذن الشيخ فى دخولك عليه فإن لم أرجع إليك فاذهب من حيث جئت فلما وصل إلى الشيخ و
استأذن للدخول وجد الشيخ يقول له :بعد ايه ياعبده روح هاته ،عندما دخل الشيخ عبد المنعم على الشيخ سأله الشيخ عن
اسمه فأجابه ثم سأله عن ذلك اليو الذي جاء فيه فأجابه :الثالثاء ثم قال له :يا شيخ عبد المنعم ماذا فعل الخضر في
السفينة قال خرقها ثم كرر لفظ خرقها ثالث مرات فكان هذا اللفظ خرق السفينة الشيخ عبد المنعم وكأنه إيذانا بسلب قدرته
على سلب عطايا األولياء فوجد الشيخ عبد المنعم نفسه وقد استلب منه عطائه ،فامن بالشيخ وإن كان قد أحزنه سلب هذا
العطاء ولكنه بهذا الذي كان اطمأن لوالية الشيخ مسعد وهو الخبير والعارف باألولياء و بأنوارهم ومكث الشيخ عبد المنعم
في دار الشيخ مسعد سبع سنوات كاملة قال له الشيخ بعدها :اذهب االن لترى ما تفعله في دنيتك وانظر حال اوالدك فذهب
ولعل أهم ما نأخذه من هذه الرواية ما تواتره عن الشيخ أو من رووا عنه أن اوالد الشيخ اولياء ال مريدين سمعناها من
وعرفنا منها معنى سالب العطايا ذكرناها اجتهادا وتوجد التوفيق في توضيحها .
وعرفنا منها معنى اإلشار في قول الحق ( فانطلقا حتى إذا ركبا فى السفينة خرقها قال اخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيئا
إم ار ) فكان الشيخ مسعد مقا الخضر في ذلك وقا بسلب الشيخ عبد المنعم مقا السفينة وقا أصحاب السفينة مقا االولياء
اصحاب القلوب وكما ذكرنا من قبل أن ما نذكره من هذا الكال إنما هو الهل الحقائق ال اصحاب الرسو فنظر في اي
غير ان هناك راوي اخر احقاق الى الروايه السابقه عده امور ذلك الراوي هو الشيخ سيد عبد العزيز الذي ذكر أن خالل
اقامه الشيخ عبد المنعم في بيت الشيخ ذهب مر الى المسجد وكان الوقت عص ار ،ولما أراد الصال كبر تكبير اإلح ار وما
ان قال بسم هللا الرحمن الرحيم حتى استغرق في البسملة وعاين معانيها وظل على حاله الى ان اقتربت صال المغرب وهو
على هذا الح ال ولما شعر الحاج مسعد بحاله ارسل اليه ولده الشيخ باهي وقال له :يا باهي هات الشيخ عبد المنعم من
الجامع أنه ال يزال في قراء بسم هللا الرحمن الرحيم ولم يفارقها ولو تركناه ال يغادر وبالفعل ذهب اليه الشيخ باهى رضوان
هللا عليه واتى به الشيخ وأدخله عليه ،هنال ك قال سيدي مسعد للشيخ عبد المنعم أتريد أن تصلي صال لم اصلها انا بعد
(صاله لسه ما صليتهاش ) ومن المعلو أن القرآن بكامله قد اجتمعت معنيه في الفاتحة والفاتحة لقد اجتمعت معانيها في
بسم هللا الرحمن الرحيم التي بدورها قد اجتمعت معانيها في الباء ثم اجتمعتم جميع المعاني في نقطة الباء وال يغيب عن اهل
هللا علمهم بهذه األسرار واالمر االخر ان الشيخ قد تكفل بأبناء الشيخ عبد المنعم خالل الفتر التي أمضاها عنده والتي قاربت
سبع سنين وبعد أن امضى هذه السنوات السبع عاد الى بيته وباشر مسؤولياته نحو اوالده وكان يذهب للقاء الشيخ بين الحين
بين االخوان ،ثم قال عنه انه صنع سفينه من ورق وهو جال واالخر وكنا نراه بين االخوان و كان من طرائف ما ق
واألمر الثالث :الذي ذكره الشيخ سيد عبد العزيز عنه أنه كان ذات مر في زيار للشيخ وكان له أخوان في حلوان وكان
يحب زيارتهم وامتداد وده لهم حيث ال يجد االخوان راحه اال في تواصل بعضهم البعض ولما علم الشيخ نيته في الذهاب
اليهم طلب منه أال يذهب إال أنه بعد انصرافه غلبه حبه الخوانه فذهب الى حلوان و في حلوان اصطدمت به سيار فانكسر
ساقه ودخل مستشفى دار الشفاء ولما عاده الشيخ في مرضه قال له ( :يا ابني قرأت على جبهتك ا نك قتيل حلوان لوال
رجائي من هللا واهل البيت وسيدنا الحسين ) فكان ماحدث ال بد نافذا إذ ال راد لقضاء هللا في عبده وكان دعاء الشيخ له هو
وهكذا امضى الشيخ عبد المنعم بقيت حي اته منزوعا من عطائه قبل مقابلة للشيخ اال ان الشيخ قد وعده بان عطائه سيرتد
اليه قبيل وفاته او قال له :اننى قد فتحت لك عينا من هذا العطاء تجده وقت حاجتك إليه فانظر أي حد اتسعت علو القو
.
وللشيخ عبد المنعم علو مثل تلك العلو التي كان يقول بها محي الدين بن عربي و عبد الكريم الجيلي ولكنه لم يكن يتحدث
بها على العمو بل ذكر اطرافا منها في بعض المناسبات وقد ذكرنا اخو محمود بركات ببعض منها حال كالمه عن الشيخ
عبد المنعم وكان ذلك بعد انتقال الشيخ الكبير وورثه ولده الشيخ باهي له فكان اول هذه الوقائع ما حدث في مولد سيدي
احمد البدوي فقد حوث أن دخل الخدمه رجل من األولياء وكان من وظيفته هذه هذا الرجل في دولة الباطن ان يتحدث في
الخدمات بأشياء في جوهرها موطنا لالعتراض عند من يسمعها بالرغم من صحتها وحقيقه جوهرها وكان يتكلم في هذه
األشياء بااليات القرانية واالحاديث النبوية وكانما كان ذكر هذه القضايا موطنا االختبار والفتنة وكان من اثر هذه الفتنة أن
أغلقت بعض الخدمات من هذا الوجه عند من اعترض عليها فكانت هذه القضايا جميعها ألهل هللا في عقيدتهم فلما دخل
هذا الرجل وكان اسمه الشيخ عبد الراضي وبدا يتكلم في هذه األشياء والشيخ باهى ناظ ار اليه عالما بوجه الفتنة فيها فأراد
الشيخ باهي ان يصرف اسماع االخوان عنه حتى ال يصيبهم ضرر من سمعه فلم يجد أحد لهذه المهمة إال الشيخ عبدالمنعم
فناداه وطلب منه ان يختلي بهذا الرجل بعيدا عن االخوان و يستمع اليه و يجيبه في كل مسائل عنه و طلب من احد االخوان
الشيخ عبد المنعم معه يستمع ويجيب ويقول الرجل ويقول الشيخ عبد المنعم ان يقيم على خدمتهم ويمدهم بما يطلبونه فجل
الى انقضى من الزمن وانقضى وراح الرجل في سبات عميق الى ان انقضى المولد وعاد الناس ادراجهم فلما استيقظ الرجل
وافاق قال للشيخ باهى :لما انت عندكم البضاعه دي سيبنى ليه … فكانما يقول له :سيبني ليه انا فال استفيد منها ،
وفي واقعة أخرى حين رآه محمود بركات وهو يردد بصوت مسموع :انا األول واآلخر والظاهر والباطن تستهجن محمود
بركات من هذا القول زاعما أن هذه االوصاف ال تكون اال هللا وحده فلما اتقرد به شرح له معانيها بكل بساطه ويسر فسرى
وأما الواقعة الثانية فقد كانت مولد سيدي عمر بن الفارض وقد جمعت المناسبة بين محمود بركات والشيخ عبد المنعم وكان
الشيخ عبد المنعم مستلقيا في أحد جوانب الخدمة مستغرقا فى النو ،ثم حدث ان دخل في الخدمة رجل طويل القامة رث
الى جوار محمود بركات فتحدث اليه وتحدث معه عن أولياء هللا وعن أهل الثياب يبدو على مظهره المجاذيب ،ثم جل
البيت وعن سيدي عبد الرحيم القنائي الى ان وصل الى من شاهد ربه تسمع وتسعين مره ،ثم استرسل قائال وجاء في المره
المئه … ،وهنا توقف الرجل عن الكال وسق راسه على صدره ،فظن محمود بركات انه استرسل في النو فتركه على
الحالة التي تركها عليها فظن ان أم ار قد أصابه ، حاله ثم انصرف إلى صال الظهر وجاءه بعد الصال فوجده على نف
فالرجل تبدو على نفسه مظاهر الحيا إال أنه يزال غائبا عن الوعي فحاولوا إقامته بشتي الوسائل ولم تجدي هذه المحاوالت
،فلما استيأسوا منه تركوه على حاله وجعلوه في ركن من أركان الخدمه وانصرف الناس عنه و قبل المغرب بقليل أفاق الرجل
وقا معافا وكان شيئا لم يحدث له هنالك نظر الشيخ عبد المن عم إلى محمود بركات ضاحكا قائال له الراجل ده كان فين يا
محمود ؟ قال له ال اعرف فقال له يبني الراجل ده كان في المره المئة من رؤية ربه فصعدت روحه الى السماء ومن اصعد
فيها الشيخ عبد المنعم مع محمود بركات شارحا له معاني كتاب اإلنسان الكامل وأما الواقعة الثالثه فهي الواقعه التي جل
لعبد الكريم الجيلي وهو كتاب حكيم عن الحقيقة المحمدية وعن وحد الوجود وقد هال محمود ما وجده من العلم على الشيخ
عبد المنعم فقد وجده بالرغم من وعور ألفاظ الكتاب وعميق افكاره وغرائب علمه ،عالما به غاية العلم حافظا الرقا صفحاته
عالم بفحواها وهو بالرغم من هذا كل يشرحه له بسهوله ويسر دون تقصر او افتعال أو مجاهده .
والغريب أن صدور هؤالء الرجال بما تحويها من هذه العلو مكنوزه فيهم اليخرجونها مقاال اال فيما ندر ولكنا تبدو عليهم
احواال يرد فيه حلقات السنتهم وتبدو في تصرفاتهم وفي عالقاتهم مع الغير ،بالرغم من عمق قضايا هذه العلو وقد ذكرنا
التعليم واإلفاد لديهم عن طريق الدرس الظاهر نموذجا منها في هذا الباب ولعل هذه هي السمة الطلبة في دولة الباطن فلي
او المريد المتلقي أو الشيخ الملقى بالقول الظاهر والعلم الصادر إنما العلم والتعليم والتعلم هو بأسلوب الحال الذي يضعه
المرشد في صدر المريد دون ادوات الظاهر ،وقد يكون وسيلة في القاء هذا العلم بالنظر أو باللمسه أو اإلشار وهكذا تكون
ولم يكن الشيخ عبد المنعم وحده من ابناء الشيخ على علم بهذه العلو بل كان الكثيرون منهم له علم بها ومنهم الشيخ محمد
ابو سالمه
يقول الدكتور أحمد موسى عن هذا االمر :كنت أق أر كتابا عن النفرى ،اسمه مخاطبات النفري وهو كتاب يتناول حوارات
بين النفري وبين الحق تبارك وتعالى وهى مخاطبات مشفر ملغوز تشبه ما كتبه الشيخ األكبر محى الدين بن عربى..
فوجدت صعوبة شديد فى فهم ما يقول اإلما النفرى فى هذه المخاطبات ،ثم حدث بعد ذلك ان التقيت بالشيخ محمد ابو
سالمه سألنى ماذا كنت تقرأ؟ فقلت له فى مخاطبات النفرى ،ولكنى لم أفهم ،قال مثل ماذا؟ فذكرت له بعض الفقرات،
ولدهشتى ال شديد فقد فك لى الشيخ رموز هذه المخاطبات بكل سهولة ويسر حتى أذهلنى هذا األمر ،فسبحان هللا وتعالى
وعلى غرار الطريقة التي ابتدا بها الشيخ عبد المنعم ابو حسين رحلته مع الشيخ من خالل لقائه بالشيخ عبده ابو فهمي كذلك
كان لقاء الشيخ سيد عرفه رضوان هللا عليه بالشيخ مسعد من خالل الشيخ على سعد وهو من المقربين للشيخ ونقل الينا هذه
الرواية الشيخ محمود بركات على الشيخ عن الشيخ علي سعد صاحب الرواية فيقول :في ذات يو تقابل الشيخ على سعد
وهو من أبناء الشيخ مع احد المشايخ العارفين باهلل بالمطرية وهو الشيخ سيد عرفه رضوان هللا عليه فنظر الشيخ سيد عرفه
في وجه علي سعد وسأله :انت ابن مين ؟ فاجابه بانه من ابناء الشيخ مسعد وكان هذا من أثر النور والمعرفة التي راها
في وجهه الشيخ علي سعد فعرف من هذا النور قدر شيخه ثم قال اذهب بى إلى عمك وتجاذب اطراف الحديث واستاذن
الشيخ علي سعد من سيدي مسعد في زيار الشيخ سيد عرفه له فاذن له وذهبا إليه ولكنه اخذ شيئا ما في نفسه وهو ان
الى يطلب طلب ال يتمكن من ان يطلبه من رسول هللا األرجل العصر هو القطب الغوث قبل ان يرحل من الدنيا سال جل
في مواجهة الشيخ اذ به يرى رسول هللا صلى هللا الشيخ اسر بطلبه من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وبينما هو جال
عليه وسلم جالسا بجوار الشيخ واخذه حال عظيم واشار للشيخ في لهفة أن يطلب من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ما
طلبه منه وفي نهاية اللقاء أخذ الشيخ بيده الشريفة رأس الشيخ سيد عرفه ووضعها فى حجره ورب باليد االخرى عليه وهو
يقول شوفيت يا سيد شفيت يا سيد وتم للشيخ سيد ما أراد على يد الشيخ فكان اخواننا فى تما القصة يقولون ان الشيخ مسعد
رجل محمدي وسجادته محمديه تسع كل أبناء الطريق على اختالف طرائقهم وإن من نقصه شى في كماله كان الشيخ كفيال
وبالطبع نحن نعلم ذلك الشيء الذي اراده الشيخ سيد عرفه من رسول هللا والذي كان الشيخ سبب فيه ولكنا عرفنا من تلك
الرواية قدر الشيخ ومكانته لدى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ولدى أرباب الطريق وأنه هو رجل العصر الذي هو القطب
ومن صور األدب التي ال ينبغي أن تغيب عن بال المريد في معاملته مع الشيخ أن يستشيره في كل امر من اموره سواء
بعمله ويعلم في يقينه انه منظور بعين الشيخ باهله و بيته او امر يخت كان هذا األمر أم ار من امور الطريق اوامر يخت
مسموع به محاط برعايته وقلنا من قبل ان ذلك ال يخرج عما شرعه هللا لنا فإن الشيخ ينظر باهلل ويسمع باهلل وان الحق جميع
فيه شك وال مراءعند من عينوا ذلك األمر قواه وإن الراعي مسؤول عن رعيته واألمر في توليه األولياء على مريديهم لي
سواهم من أهل األفكار . وذاقوا وهم المعنيون بكالمنا هنا هذا ولي
حدث ان ارادت بعض االخوات من بنات الشيخ ومن الست امينه والست ا فوزى والست ا محسب .يذهبن الى احد
االضرحه فقالت لهم الست ا محسب :ال ينبغى ان نذهب للزياره من قبل أن نستأذن من الشيخ ،ولكنها رضخت لهن بعد
الحاحهن على ذلك ،فلما ذهبا الى المقا الذى قصدوه ،تعرض لهن بعض ممن كان فى الضريح وال أدرى السبب الظاهر
فى ذلك ،فأهانوهم وتطاولو ا عليهم بالكال وقالو لهن بالضى :لو كنتم متربيين ،لكنتم كذا وكذا ،ال بد وانكم تتعلمو
الربايه ،هكذا بدون سبب ،فلما ذهبوا الى الشيخ استقبلهم بقوله لهم :االبن العاصى يجيب الهله العينه ،فكانت هذه اشاره
منه الى معرفته بما حدث لهن فى المقا ،وعاقبهم على ما قترفوه مما ال يجب عليهم فعله ،وال يخفى على المطلع هذه
القصه ما فيها من عبره الطاعه الضروريه والمراجعه الالزمة للشيخ فى جميع االمور .
الشيخ واعدادها وكان من فرط حبها للشيخ تأخذ منديله وكانت اختنا زينب القصيره رحمها هللا ،منوط بها غسل مالب
وتشطفه ،وتشرب الماء الناتج من شطفه ،وال تأخذك االنفه من ذلك فقد فعل ذلك الصحابه مع رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم فقد كان الصحابه يزدحمون على ماء وضوئه ،وإذا تنمم او بصق فانهم يأخذون ذلك ويمسحون به ويدهنون به
اجسامهم ،وكانوا يزدحمون على الحالق فيأخذون بقايا حالقته ويقسمونها بينهم ولقد شرب عبدهللا بن الزبير من دمه وقت
حجام ته وشربت أ ايمن من بوله ،وذلك كله بركه جسم وشعره ووضوئه وعرقه وبوله ،فإذا قلت أن هذا كان لرسول هللا
صلى هللا عليه وسلم ولم يكن الحد سواه ،فالجواب على ذلك أن ما يجرى عليه فهو يجرى على ورثته العارفين له ،والعلماء
به ،والشيخ المربى هو وارثه فى طريقه وفى علمه وفى داللته وفى إرشاد .
ولالخوات فى طريق الشيخ مقا ال يدانيهمقا كان من كثرفى كفر الرفاعى ،من ذواتاالرواح العالقه ،وكان الشيخ يحبهن
فاذا لقينه واجتمعن به ،ال تسمعهن يتكلمن معه إال من السريانية هي لغة أهل الباطن فكان الشيخ يضحك ويقول لمن
يجاوره هو احنا قاعدين مع جماعة طلينا وال ايه ؟ .ولقد سمعته من الشيخ باهي قولته :ان الم أر اذا احبت في الطريق
اخلصت وكانت خطوتها كالف خطو من خطى الرجال ولقد كانت خطواتها في الطريق من السابقين فيه وكذلك حال العبد
اذا صادقته المحبه انطلق :والمراه إذا ساءت طويتها انطلقت في الفجور فال يدانيها في الفجور دان وكذلك العبد.
ومن االخوات الفاضالت اختنا زينب القصيره و كانت شديد النحافة في بنها شديد القصر في طولها ولكنها كانت شديد
المحبة الخوانها وال تكاد تتصور في خيالها ذلك اليو الذي ينتقل فيه شيخها الى جوار ربه ،وكانت في حضرته يوما فقالت
له :يعني هل سيأتي يو تموت فيه يا عمي :فقال لها يا بنتي كلنا سنموت ،فقالت له عندما مات النبي صلى هللا عليه
وسلم ما كان حال الصحابة في فقده ؟ قال لها لقد ذقت من قبل نار فقد العم يا زينب فلذلك طلبت من ربي أن يجعل ناري
بردا على قلوب أوالدي فال يشعرو بهذا الفقد ،غفر هللا له وجاورنا في مستقر .
و في مناسبه الكال عن اخوات كفر الرفاعي وارتفاع شأنهم ومكانتهن لدى الشيخ ما حكاه الدكتور احمد موسى ناقلة عن
شيخه محمد سالمه عن درويشة محبه كانت من أهل الكشف والخطوه وكانت تقو من الليل متسللة قبيل صال الفجر
وتتوضأ و تسن الوضوء ثم تدخل الى غرفه لها في الدار تغلقها عليها فاذا اغلقت الباب خطت برجلها من كفر الرفاعي
مكان سكنها الى االخصاص مكان وجود الشيخ فتصلي الفجر خلف الشيخ فاذا انتهت من صال الفجر خطت قدمها من
االخصاص الى كفر الرفاعي و واظبت عل ى ذلك فتر طويلة من الوقت ،حتى شعر بها زوجها وإصابة الشك في امرها
الوقت الذي كانت تخطو لها في الليلة التاليه حتى دخلت ذات الغرفه التي تخطو منها للشيخ ففتح الباب في نف فترب
فيه وفي هذه اللحظه بدا لها الشيخ امامها مشي ار اليها ان ارجعي وال اتخطى ،فسقطت و انكسرت ساقها ولم يكشف سرها
فهل عرفت انت ايها القارئ كيف فعل الحب بصاحبه وكيف انظوت له البلدان وانخرقت له العادات وكيف استجابت نوامي
البدن واحكا الطبع الى حقائق الروح وعوالمها وكيف انطاع الشرع الظاهر لشرائع دوله الباطن فإنما طريق القو قد اقاموه
من عالئقه لتنطلق األرواح في دولتها . الن غايه عباده البدن هو التخل
وال ينتهي الكال عن اخواتنا من كفر الرفاعي وما علمناه عنهم ال يكاد يكون قطره في بحر ماجهلناه عنهم فهذا اخونا
الدكتور احمد موسى ينقل الينا عن شيخه محمد سالمه حكا ياته عنه يقول :كان للشيخ مسعد قدس هللا سره درويشه من
اخواتنا في كفر الرفاعي وكانت حالها شديد التواضع وهكذا غلب ابناء وبنات الشيخ فاراد الدراويش زيارتها والسؤال عليها و
كان من عادتها أن يحملوا شيئا معهم اذ كان الدراويش في تما الفطنة ورقة الشعور فلم يريدوا ان يزيدها عبئا فى زيارتهم
من الشاي وتوجهوا الى دارها وكانت قد اشترت شواال من الدقيق لتخبز لها ولضيق احوالهم هم اآلخرون اشتروا اشتروا كي
البنائها فلما دخلوا عليها كانت تخبز فرحبت بهم وفرحت لزيارتهم فقد كان اإلخوان حتى يرى بعضهم بعضا فكانهم قد اروا
شيخهم وما اشد حبهم لشيخهم ،فكان شيخها في هذا الحين قد جاء لزيارتها وهكذا كان الشيخ يقول م ار ار انه إذا عجز
احدكم عن زيارتي ألي عارض قد عرض له ،يزور أخاه في هللا فان ازره وجدتني عنده نقول ان لما جاء هؤالء النفر الختهم
فرحت بهم اشد فرح ثم جلست في نفسها تتحدث :لو كان لدي بعض السكر إذ كان بيتها خاويا منه فلوا كان في البيت شى
منه لصنعت شايا الخوانى ومازالت تكرر هذا في نفسها ،وقد احزنها خلو البيت اال من الدقيق وبينما يتردد هذا الخاطر في
وجدانها وضعت يدها في شوال الدقيق في قبضت منه قبضه ،فراعها حشوته الدقيق المقبوض عليه من الشوال اذا الشوال
قد تحول بكامله الى السكر فتوقفت عن الخبيز وكانت من فورها فاستاذنتهم وقالت امكثو قليال بينما اقضي ام ار ثم اعود
اليكم سريعا وتوجهت من فورها الى الشيخ اذ كان ال يمر عليهم خاطر او امر عرض لهم اال ويتحدثوا مع الشيخ في شأنه
عليه هذا االمر الخارق وتعرف ،مهما كانت الظروف عائقا عن هذا اللقاء مع الشيخ ،توجهت السيده الى الشيخ لتق
منه ما يجب عليها من تصرف في هذا الشان فاخبرته فقال لها :هذه الكرامه من اخالصك فاضاع الكون بهذا االخالص
ماطلبته في نفسك عودي فضيفى اخوانك وسارسل خلفك شواال من الدقيق .
وال علك ازاء هذه القصه إال ان تقول هللا فاين اخالص هؤالء النفر في أحوالنا ،هم قد اشتاقو الى اختهم ليزوروها من باب
صلة ارحا األرواح ،فتكاملو معها بلين القلب والرأفة والرحمة وهي حبت قدمهم اليها فرحبت بهم من باب انهم من ريحه
الشيخ وحضورهم لحضور الشيخ ،وهي باخالصها وحبها الخوانها وحبها بشيخها قد غيرت حقائق األشياء ومعدن المواد
فنقلب الدقيق فى جوالها الي سكر ،والكون قد اطعها باخالصها إلى ما ارادته في نفسها ،ولم تشأ بعد كل هذا اال ان تخبر
شيخها بما وجدته من خوارق العادات فال تتعد المشهور و تطلبت منه االذن من التصرف ايذانا منها بالطاعه في السر
والعالنيه وشيخها كان فرحا بها افوصفها باالخالص ،وما اغلى ان يصفك الشيخ بصفه من صفات الحسن فان القول
لديهم ال يتبدل ثم لم يلبث ان كفاها بان ارسل لها جواال من دقيق عوض لها عن ذلك الذي تحول الى السكر فاجتمع لديها
االمرين فانظر كيف فعل الحب واالخالص في االحباب اللهم اجعلنا منهم امين يا رب العالمين .
ومن دولة الباطن نسوق صوره فريده من صور عناية الشيخ باالخوات وهي صوره ربما يكون الشيخ باهي قد نقالها لينا او
غيره ،ال اتذكر وهي صوره مفادها ان احد اخواتنا من بنات الشيخ كانت في زياره الحد المقامات وتطلع اليها احد الزائرين
او احد المجاذيب فرائ فيها نور مكانتها ومقامها ،فأراد أن يأخذ شيئا منه تبركا بما يراه فيها فالتق شعرتين من راسها وكان
الشيخ حاضر مع أوالده في مكان آخر فراوه ابناؤه ينتفض في الهواء ذات الشعرتين التان اخذهما هذا األخذ من ابنته ،سابا
اياه فكان ذلك دليال على رعاية الشيخ ألوالده ظاه ار وباطنا وانهم تحت عينيه ورعايته فنحمد هللا أن جعل لنا في الدنيا اسباب
وذات الرواية قد نقلت الينا ايضا من طريق آخر وهي إن اختلفت في الكثير من تفاصيلها اال انها تحمل ذات الجواهر ،وقد
كلمات الشيخ محمد ابو نقل إلينا هذه الرواية الدكتور احمد موسى ناقال عن شيخه محمد ابو سالمه ،تقول الروايه بن
سالمه كنت جالسا الى جوار عم الحاج مسعد رضي هللا عنه وكانت احدى اخواتنا تزور سيدتنا السيد زينب رضي هللا عنها
وارضاها ،فأخذ منها احد الدراويش شعره للتبرك بها دون ان تدري فلما رأيت ذلك كشفا استأذنت الشيخ ان يسترد الشعر من
هذا الدرويش وياخذ معها روحه فاخذتهما وسلمتهم للشيخ فقال الشيخ موجها كالمه لتلك الروح :وهللا يا ابني لو ال صاحي
لقتلتك أي أن الشيخ لو كان غائبا بحاله لقبض هذه الروح في مقابل اخذه لشعر ابنته .
وقد يرى البعض ان هذا نوع من المبالغة في الحماية او انه نوع من التهويل في السرد اال ان احكا دوله الباطن تختلف
بالشيء الهين ان يتجاوز محار الشيخ الكامل المربى ،وتتجاوز عليها وتنتهك سترها فان مقا عن هذه الرؤية ،فانه لي
العبد من مقا سيده ،وتجاوزك على ولده هو تجاوز على وليله ،وهي رساله لطرفي القصه المتجاوز و المتجاوز عليه
فلمتجاوز يجب ان يصرف حد غيره وال يتعداه فهو ال يعلم من هذا الذي تجاوز على حده وهي امانات واسرار واجبه الصيانه
والحفظ فاذا لم نصف بالحفظ فانت خائن لها وللخائن عقابه ،واما الرساله المتوجه للمتجاوز عليه ،فهي ان يعلم انه بعين
صاحبه وتحت نظره وفي ظالل مدده ،اينما سار فمدد شيخه خلفه يحوطه ويحميه وينظر اليه وهو كما يحاسبه ويربيه فانه
ومن صور رعايه الشيخ اللي بناته ماروته لنا السيده ا حسين ابنه السيده ا حسب وهي احدى بنات الشيخ قالت ا حسين
وقد مكثو الى جورنا قرابه العشرين عا وكان حد :كان مجاو ار لنا في منزلنا بعض من اهل السوء القادمين من السوي
شبابهم قد ارى زينب اختي واراد ان يتزوجها ،وبالطبع رفضنا ذلك نظ ار لسوء سلوكه ،وتكرر الطلب وتكرر الرفض ،فما
كان من هذا الشاب وعائلته اال ان هددونا بالسوء ان لم نوافق على طلبهم ،فلما اشتدت االزمه وخرج االمر عن االستطاعه
طلبت ا محسب من زينب ان تذهب لزياره الشيخ وتستشيره فى هذا االمر ،والعمل فيه فذهبت زينب الى الشيخ مرتين
عليه االمر فلم تستطع فقال لها :اذهبي يا متواليتين والء تتمكن من رؤيه الشيخ وفي المره الثانيه وجدته فارادت ان تق
زينب ،فعادت الى بيتها فلما عادت اذا بها ترى هؤالء القو ياخذون كل مقتنياتهم ويرحلون من حيث جاؤا وقد مكثوا معهم
وال يغيب عنا في هذه الروايه معرفه الشيخ الصول اوالده ،حتى لو لم يتكلم فيها ،فانه ينظر اليهم كما ينظر احدهم الى
ساعته ولكنه ال يجب ان يتم يمتنع المريد عن ابالغ امره للشيخ حتى وان كان الشيخ عالما به ،فان علمه بالشيء خالف
مقاله المريد له ،النه بمقاله المريد يميز الشيخ بين المقاله ومعرفه الحقيقه بها فيعرف منها شط الراوي او قصده او هواه
فيما روي او عدله ،ولذا قال لمن سأله عن احواله فرد عليه قائال :انت اعلم بها يا عمى ،فقال له الشيخ :دعك من ما
اعلمه و تحدث الي فيما تعلمه فان في حديث المريد للشيء مع شيخه اذعان وخضوع وثقه واطمئنان اليه ،وهذا ما يحبه
الشيخ في ولده حتى يقيم له الحجه او يقيمها عليه اما اصرار المريد على عرض امره على الشيخ لثالث زيارات متكرره فان
ذلك دليل على حرصه على انصدائه تحت مشوره شيخه وهذا دليل الحب والثقه واالعتماديه عليه ،وهذا مما يحبه الشيخ
ويرضاه له .
ا محسب وبدايه معرفتها بالشيخ:
كانت السيده ا محسب وزوجها قبل ما عرفه الشيخ ،من القائمين على خدمه ضريح احمد حسنين باشا كبير باوران الملك
فاروق ،وهو ضريح ضخم مرتفع ناحيه الدراسه ،قا على انشائه وبنائه المعماري الشهير حسن فتحي ،وهو تحفه معماريه
وكانت السيده ا محسب وزوجها يقضيان وقتهما في تسبيح هللا وذكره دون ان يكون لهما دليل او مرشد في هذا التسبيح
والذكر فقد كان يحصيان عدد مرات التسبيح والتهليل والتكبير والصاله على النبي صلى هللا عليه وسلم عن طريق عد
الحصى واالحجار الصغيره التي يجمعونها خصيصا لهذا الغرض وكانا يتسابقان فيمن يحصى عددا اكبر من االخر ،واستمر
و حدث بعد ذلك ان زارهم رجل يقال له عبد القادر اقدر راهم على ما ذكرناه ،فقال لهم :ما اراكم تفعالن اال فعال المالئكه
اشاره منه الى تسبيحهم وصالتهم على النبي صلى هللا عليه وسلم بهذه الصوره وطول هذه المده ،ثم اردف قائال وما اراكم
اهال اال الستقبال اخوانكم الطعامهم ورعايتهم ،فتفتحون داركم الستيعابهم ،وكان الكال متوجهه منه لم محسب ،فظننت
انه يقصد اخوانها من ابيها وامها ،اذ كانت في هذا الوقت ال تعلم شيئا عن طريق القو وال معنى الدراويش وال عالقتهم
بالمشايخ فقالت له :ان اخواتي في البلد ،فقال لها :اخواتك لم ياتو بعد ....قاصدا بذلك الدراويش .
وظل هذا الرجل قاطنا الى جوارها لم يغادر واستاءت من وجوده وحاولت صرفه فلم تتمكن من ذلك ،ثم بدا لها منه امو ار
فيها خرق للعوائد كان يمرضها او يمرض احدا من ابنائها اال ان هناك روايه اخرى تذكر ان الشيخ عبد القادر كان له ولد
اسمه دحروج واسمه االصلي مسعد وقد كان الرجل وولده من دراويش الشيخ ،فقال عم الحاج مسعد اذهب الى ابيك وقل
له :فيه اثنين و ارك هاتهم وتعالى ...يقصد بهما ا محسب وزوجها ،فذهب بها اليه وكانت هذه هي المره االولى التي
منه فاشير اليها بالذهاب الى الشيخ مسعد في االخصاص ولم تذكر فلما اعيتها الحيل سالت عمن يمكنها من التخل
الروايه من اشارته او كيفيه علم المستشار بالشيخ مسعد ،او تبدو منه امور تظن انها من من اساءت االدب او التجاوزات
التي ال يقبلها االدب وال المنطق وال العرف مثل امر وضع يده على رجلها او كتفها او ما شابه ذلك وهي امور من اهل هللا
ظاهرها العذاب وباطنها الرحمه اذ من خالل هذه المالمسات الظاهره تنتقل االصول والعلو من الشيخ الى المريد ومن الممد
الى الممدود له وقد ذكرنا تفصيل ذلك من قبل ،ولكن هذه االمور لم يكن ال محسب العلم بها بعد .
فلما ذهبت الى الشيخ فقال لها :وعزه هللا يا بنتي ان الشيخ عبد القادر الذي تشكو منه هو ابني وهو وزير سيدنا الحسين
وقد ذهب اليك باذن له بذلك فاذا كان هذا الذي يدعوه ابنه وزي ار لسيدنا الحسين فما بالك بما كانه الشيخ ثم اردف الشيخ
قائال :انك من بناتي وانت تحت رعايتي من وقت ان كنت صغيره في بيت ابيك قبل زواجك فانتظمت في سلكه وسارت في
فالشيخ الكامل معروض عليه ابناؤه والمحسوبون عليه ،يعرفهم من قبل ان يكون لهم حضور في الظاهر معهم ويرعاهم من
بعد فناء ظاهرهم معه في الدنيا وهم في برازخهم وهو في برزخه ،وهم معهم في جميع مواقفهم دنيا وبرزخ واخره في الدنيا
يهديه لهم وايضاح منهاجاهم الى ربهم وتسيير سلوكهم ،وفي البرزخ وقت قبض الروح و وقت ضمه القبر و وقت سؤال
الملكين وفي االخره في كل مواقف من مواقفها وقت البعث والنشور وقت الوقوف في عرصات يو القيامه و وقت العرض
ثم في النهايه يكون امامهم في دار الخلد ،يو يدع هللا كل اناس بامامهم .
ولقد جاء ذكر دحروج في الروايه السابقه وكان اسمه االصلي مسعد وكان بمثابه رسول الشيخ الى ابناؤه الذين لم ياتو اليه
بعد وقد عرفنا في الروايه السابقه كيف بعثاه الشيخ الى ا محسب وزوجها في الدراسه كى يحضرهما اليه وكذلك بعثه الشيخ
الى الشيخ سيد حسين وزوجته ا فايزه في المنيب كي يحضرهما اليه ولم يكونا بعد من ابنائه وكانت من كلمات دحروج مع
اخوانه متحدثا عن نوعيات عطاء الشيخ لالخوان قوله :ليت الحالوه ان تكشف او تعلم بواطن االمور ولكن الحالوه ان تنير
في داخلك ويظهر على محياك نور االيمان ،وكان الشيخ حسين ابو عبدالمنعم قد رافقه فتره طويله خالل رحلته مع الشيخ
،وظهر له في مرافقته كرامات كثيره وايات عديده تدل على واليته ومكانته وكان من كراماته يقول للشيء كن فيكون ويحكي
الشيخ حسين ابو عبدالمنعم عن اخر لقاء له معه قبل موته وقد راه جالسا في الطريق الى سيدنا الحسين ،وكان على هيئه
بنفسه وال بما يخرج منه ،وال بالمارين من حوله ،مجذوبا بالحال القائم رثه وكان ما كانما كان غائبا عن الوعي غير عاب
فيه فلما راه الشيخ حسين على هذا الحال افاقه من حاله وسلم عليه وكانه قد عرف ان هذه اخر مره يرى فيها حسين ابو
عبدالمنعم فأراد ان يوصيه وصيته االخيره قائال له :قل الحمد هلل واطلب منه اال يحرمك من جوار عمك الشيخ مسعد وال
بيعته فملت اليه وقبلت يده وذهبت عنه وكانت هذه اخر مره اقابله فيها بعدها انتقل الى جوار ربه ودفن في مدافن العرب
بجوار سيدي ابو الطرابيش بعرب حلوان وقد شهد له من حضر وفاته بالكرامات والمكانه من ربه .
فانظر الى تلك الصله الباطنه التي كانت بين الشيخ ودحروج والتي من خاللها كان يعلمه باالخوان المحسوبين على الشيخ
والذين لم ياتوا اليه بعد فجعله وسيله لجلبهم اليه ،ومثل هذا العلم ،هو علم خاص دقيق يدل على قرب مكانته من شيخه
ولقد كان الحال الذي يرد على دحروج حاال شديدا عاتيا ،يظهر اثره على نفسه وعلى االخوان من حوله ولم يكن الكثير
من المخالطين له من االخوان يتحمل هذا الحال الوارد عليه وغلظه معاملته لهم وقت هذا الورود ،فكان اذا افاق من حاله
وشكوه الى نفسه اعتذر اليهم وقال لهم قولته الشهيره ان المريد الحق يعينه النور الكامن في داخله من ان يتصف بحال
ومن بلغ به شده الحال ان راه الشيخ حسين ابو عبدالمنعم بهذه الصفه التي ذكرناها قبل موته ،وفي ذلك اشاره ايضا لعوا
الناس اذا ت اروا احدا على مثل تلك الصوره التي كان عليها دحروج فى الطريق فال يظنوا فيه السوء او الجنون او اختيال
العقل فربما كان هذا المنظور وليا من اوليائه ي و لكنهم ال يعرفون ولقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في فعل هؤالء
االولياء :رب اشعث اغبر لو اقسم على هللا البره ،وقبل ان نختم الكال عند دحروج نذكر عنه ك ارمه يقصها علينا الشيخ
حسين ابو عبدالمنعم فلقد حدث ان دخل عليه في غرفه ،لها مصباح صغير يا كاد ينيرها بالكاو ،فلما دخل عليه وكان
قابعا في احد اركانها راي لهذه الغرفه نو ار شديد يكاد ياخذ باالبصار وراه على حال شديد مالكا له واشتم رائحه عطره ذكيه
وكان من كرامته وسر معرفته ومحبته لالخوان انه كان ياخذ بقايا ما يشربه االخوان من الشاي "التفل" ويضع منه كوبا
للشاي لمعرفته بكرامه االخوان في حد حقيقتهم ولتمكنه من محبه االخوان من قلبه وان بدا منه ما يسوؤهم من شده حاله ،
كما كان يجمع اعقاب سجائر االخوان "السبارس" ويشربها لذات السبب ،وكانت تسعده هذه االشياء كثي ار .
ولقد كان للسيده الفاضله ا محسب شان ومشاو ومقدار ومقا ومكانة لدى الشيخين ،عمى الحاج مسعد وعم الشيخ باهي
والدليل على ذلك ما قصه علينا الشيخ خالد ولدها في قوله :بعد انتقال الحاج مسعد حدث ان هناك امر شديد كان قد اهم
الست ا محسب واقلقها وشغل بالها كثي ار وكانت قد تحدثت مع عمي الشيخ باهى في شأنه ،ولم يكن لنا علم بهذا الشأن،
وحدث ان نامت فرأت في الرؤيا الشيخ باهي قادما اليها وقال لها :انت عايزه ايه يا ا محسب انت عارفه ان اوالد الشيخ
اإليمان بها وأول هذ األسرار فحوى الهم الذي كان قد أصاب أ محسب وغلبها على أمرها .
وثاني هذه األسرار ما هو المقصود باقتصار اوالد الشيخ علي اثنا عشر وهم كثر فهل قصه رؤساء االبناء او اقربهم اليه
مكانه او ارفعهم عنده شان … ال علم لنا بذلك ولكننا نتيقن من هذه الرؤية من العلم بقدر ا محسب ومكانتها عند الشيخ
ذلك فإن ولم يبق لنا إال معرفة اشخاص هؤالء االثنا عشر الذين كانت ا محسب منهم ولسنا نريد أن ندخل في تمحي
وأما الكال عن اشخاص هؤالء االثني عشر فإن اإلخوان يستنتجون منه قرب البعض الى الشيخ للدرجة التي تبدو كانهم
وزراؤه وباالمكان الظن بأنهم محمد ابو سالمه ،ومحمد أبو سيدنا ،وعبدالمنعم ابو حسين ،وسيد أبو النصر ،و ا محسب
،وعبده ابو فهمي ،وعبده سعيد ،وعبد القادر ،وعلي أبو عبدالسال ،ومحمد عبد الرحمن ،وعلي سعد وصالح طه ،وما
عددنا منهم ثالثة عشر نف ار فربما يكون من هم هؤالء االثني عشر وربنا يكون من غيرهم .
وتختلف أحكا دوله الباطن عن دوله الظاهر ويختلف ايضا علم الملك على علم الجبروت ،فالملك الظاهر هو رؤيه االمر
للحواس الظاهر بص ار وسمعا وذوقا وخالفه اما عالم الجبروت فهو رؤيه األمر بحواس خالف حواس الظاهر ،وللجبروت
عند أهل هللا شأن كبير قد يكون بعين بواطنهم معالمها وهو من عالم الخيال اذ ان الجبروت برزخ بين الملك الظاهر وغيب
الملكوت تما مثل الخيال الذي هو وس بين رؤيه الحواس و الغيب المطلق ،مثل المعاني في ذهن صاحبها و هي من
علم الجبروت معلومة ال ينكر وجودها ،وهي في نظر صاحبها غير منظور العين ،ومثل الرؤا التي يراها النائم فهي منظور
له ،ال شك في ذلك ولكنها ليست منظو ار للعين ،ومن هذا الباب ما يراه األولياء من مشاهد هي منظور لديهم وهي لهم
ومن هذا الباب ما سنرويه في الحكاية التالية ،فهي مقابلة بين المنظور ملك من جانب المريد ومنظور جبروت من جانب
وما سنرويه هو عالم األذواق التي ال يعرفها اال من ذاقها ومهما يعبر عنها بالكلمات فإنها ال تفي مقصودها فمهما حدثوك
تحكى لنا السيد أ حسين عن والدتها فتقول :كنا في مولد سيدنا الحسين وذهبت السيد ا محسب لزيار عمها في المولد
ولم يكن قد زارها من قبل ،فالحت عليه ان يأتي لزيارتها وان يتناول طعا الغداء لديها ،فوعدها بالحضور واكد عليها في
ذلك فتوجهت الى منزلها وأقامت وليمة احتفاال بالشيخ فذبحت الطيور واعدت الطعا وانتظرت حضوره وكان من عاده الشيخ
ان يتناول الغذاء في الثانيه من بعض الظهر فانتظرته ولكنه لم ياتي فلما لم ياتي بكت بكاءا شديدا وحزنت ونامت على ما
حزنت فرات رؤيا ان سيدي مسعد قد جاءها ومعه سعد أفندي زوج بنت الشيخ وتناول معها طعا الغذاء الذي كانت قد اعدته
ثم استيقظ عن صوت احد الدراويش يناديها ويطلب منها ان تذهب للشيخ النه يطلبها فذهبت اليه فلما رآها قال لها :مابك
؟ وقد راى اثر البكاء على وجهها وعينيها فقالت له :ال شيء يا عمى ثم عاودها السؤال ما الذي يحزنك ؟ فقالت :كنت
انتظرك فلم تأت ياعمى فقال لها كيف لم اتيك فقالت له :اني قد رأيت رؤيا انك قد اتيت انت و عمي سعد أفندي فقال :
لها سعد افندي مين يا بنتي وذات هللا يا بنتي دا سيدك سعد الدين الجباوي هو الذي جاء معي واكلنا من الب والحما
ووصف لها الطعا الذي اعدته وصفا دقيقا ،ففرحت لذلك فرحا شديدا .
فانظر كيف حضرت أرواحهم تلبيه للدعوه وكان صادقا للوعد فيها وانظر كيف كان الجبروت فى حقهم ملكا منظو ار محسوسا
،ونظر الى روح سيدي سعد الدين وهي من اصحاب البرازخ كيف شاركت أصحاب الدنيا في ملكهم وانظر اليهم كيف جلبوا
لمريدهم رؤيا رآها فعلم بها االمر على ما هو عليه وانظر كيف فعل الحب بها وبه ،فكان من جانبها عرضا وطلب وكان
ونظر الى مقا الجبروت عند االولياء ورؤيتهم بالبصيره ما لم يتمكن البصر من ادراكه ف أروا العلم في صوره برد الماء و اروا
القطر في صدره الليله الصافي والموت في صوره الكبش مثلما رآه يحيى فسبحان صاحب الملك والجبروت والملكوت .
ولكن مر على االخوان من دالئل يعرفون بها ان الشيخ يحادثهم بما في خواطرهم فهذه ا باهي زوجه الشيخ رفاعي تحكي
الشيخ يفطر معهم ،وكان الطعا عنه انها كانت في زيار له هي وزوجها الشيخ رفاعي وقد لهم طعا اإلفطار وجل
متواضعا في كميته فول نابت وقليل من العسل أرغفة قليلة من البتاو وقالت في نفسها ايكفى هذا الطعا لنا جميعا… .الشيخ
رفاعي وانا...؟ وهنا نظر اليها الشيخ وقال لها :انت مش ليكى ان انت تاكلي و تشبعي وتبقى تما ؟ وقالت له حاضر
هو مقصود الطعا في ذاته ياعم ،فلما اتمت طعامها شعرت وكأنها اكلت كمية كبير من الطعا وعلمت ان المقصود لي
وإنما المقصود هو صحبة الشيخ بما يعطيه الشيخ من العطاءات سواءا كان العطاء مباشر او خالف ذلك .
ولقد واصلت السيد ا محسب مشوارها ال طويل مع عم الحاج مسعد وبلغت معه شأوا كبير في المقا ،حتى انه وصفها
بانها من اهل التسليم في فقال لها ذات يو :يا بنتي مالك مسلمه قوي كده ليه .
وقد بشرها ذات يو بصفه لها حين قال لها أنت مصانة من كل شيء وكان السبب في هذه المقولة انها في احدى الموالد
الشيخ في مكان نظيف فجعلت تنظف االرض بيديها بحماس وكانت تساعد االخوان في نصب الخيمه فاردت ان يجل
ودون وعي وتزيل القاذورات حتى جاء الشيخ وهي على هذا الحال فجعلت يديها وراء ظهرها لئال يسلم عليها الشيخ فتتسخ
يده ه مما كان عالقا في يديها من أثر نظافه االرض فاخذ الشيخ يديها وسلم عليها واعطاها قرش صاغ رمز للعطاء وقال
لها هذه المقولة التي نحن بصدد الكال عنها فقال لها :أنت مصاغة مصاغة من كل شئ.
والسيد ا محسب من هؤالء الذين جعل هللا لهم وظيفه في طريق اهل هللا وكان الشيخ قائما عليها في ادائها وهي استقبال
المجاذيب والمصابون في عقولهم ونفوسهم فكانت خدمه الست ا محسب محاطا لهؤالء الذين وصفناهم وال تدري ما الذي
جاء بهم اليها وال من ارشدهم عليها فكان ياتيها المجنون المختل في تصرفه وتأتيها من كان حاله الصراخ والصوات او
الغناء او الناطق بألفاظ امر مقردات غريبه على اذن الرد السامع (الرطن) او ما المزغرده علي الدوا او من كانت رثه الهيئة
منكوشه الشعر متسخه الثياب تفوح منها روائح مايخرج منها من العرق والبول والغائ ولعل القارئ قد شاهد امثال هؤالء
تحت الكباري وعلى االرصفه او في الميادين فكان كل هؤالء وامثالهم ياتون اليها وال تعلم مصدر حضورهم اليها وكانت تعلم
ان هذا هو رزق ربها اليها فاذا اتت الواحده منهم على هذه الشكله تدخلها الحما وتغسل بدنه و تلبسها من مالبسها او تاخذ
مالبسها وتنظفها وتغسلها وتطهرها وما اشد هذه المهمة لما كانت تجده من اتساخ بها ،ويظل الزائر لها من هذه النوعيه
ا لى ان يرفع هللا عنه ما ابتاله به او يرتد عليه عقله او يعود الى رشده او يرحل من تلقاء نفسه مثلما جاء من من تلقاء نفسه
وهكذ كان االمر معها على الدوا قو ياتون بهذه الصوره ثم يرحلون ثم ياتى اليها قو آخرون في سلسال ال ينتهي امده وال
اظافره ويفعل له مثلما فعلت امه مع يقف حده واذا كان الوافد رجال فان جميل ولدها ياخذه يحلق له راسه وذقنه ويق
الوافدات اليها ولم يخل وفود هؤالء الى ا محسب من طرائف تظهر لها منهم فكان منهم بعد ان تفعل معهم ان تفعلمعهم ما
ذكرناه ييقذفونها بالحجاره او يرمونها بالتراب او يكيلون لها السباب ،وما كان منها اال ان تضحك وتقول لمن حولها حين
ولم تقتصر رعايه ا محسب للوافدين من الغرباء من غير اخوانهم بل تعداه الى خدمه اخوانها اذا وصلوا الى الحد الذي
يستدعى خدمتها لهم فهذا هو محمد ابو جاد في آخر أيامه وكانت قد استضافته عندها في الطرقه الداخليه من منزلها وكان
ال يسيطر على نفسه فى تصرفه او انه كان يتعمد هذا التصرف فذات مره نادي عليها وقال :لها سيبى اللي في يدك
وتعالى حميني وال ادري ان كان هذا الى الحادث في حياه الشيخ الكبير ا بعد انتقاله فنادت على ابنتها ا حسين وقالت لها
تعالي معي ...وناوله اناءا ليبول فيه قبل االستحما وادرت ظهرها اليه هي وابنتها حتى ينتهي من بوله ثم مالبثت بعد ان
ادارت وجهها اليه بعد انتهاء بوله ،حتى قذفها باالناء الحاوى لبوله فى وجهها … فلما رات ذلك منه ،مسحت وجهها
ثم بادرها بقوله .… :يابنت الكلب يا ا محسب هوه انا مش عارف حته اخش ليكى منها ..انت مقفله كل النواحى طب
فلما رات ابنتها ا حسين ذلك بكت من اثر هذا الذي راته من تحمل امها االذى من أخيها في هللا وصبرها على هذا االذى
ثم توجهت الي امها وسألتها :قولي لي على شيء واحد فق يجعلك ترضى عن كل هذا الذي تالقيه وكانما تذكر ا محسب
وصيه الشيخ لها في شان ابو جاد حين قال لها :يا ا محسب اخواتك كلهم مش قادرين على ابو جاد كل اللي ياخده يزهق
منه ويشتكي الى الشيخ من سوء سلوكه معه ثم طلب منها ان تستضيفه فانها هي الوحيده القادره على استضافته وتحمل
سلوكه فقال لها :تاخذي ابو جاد في ضيافتك يا ا محسب ؟ فقالت له :اخذه يا عمي… .قال لها :تقدرى عليه ؟ فقالت
له :بك انت هقدر لكن من غيرك مقدرش … .فانى ال حول لي وال قوه ،فهذا هو الذي جعلها تحتمل ما تالقيه منه وهو
واألصل في ذلك كله ان ابو جاد كان من المالزمين لصحبه سيدنا الحسين طوال خمسه عشر سنة حين كان حين كان
قائما على بابه وكان مصاحبا للسيده زينب على بابها طوال عشر سنين ثم صدر له التوجه و كان بيغير ذلك فلم يهنا له
بال لصاحبه غيره فكان من اثر ذلك ما رويناه فكيف لمن كان مصاحبا لتملك ان يصاحب رعايته حتى وصل االخر به انه
اذا كان في صحبه احد اخواته وطلب منه ان يشرب شاي فاذا صنع له الشاى القاه في وجهه وكان هذا األمر شديدا على
نفسه ابى جاد حتى انه طلب من الشيخ خالف هذا المقتضي عليه فخيره الشيخ بين ان ينال ما يرغب ويرتفع عنه ما يكره
بشرط اال يكون من ابناء الشيخ في الطريق وبين ان يبقى عليه ما قضاه هللا به عليه من بقاء صحبته للشيخ فما كان منه
وظلت محبته للشيخ علي ما هي عليه بعد انتقاله حتى انه كان في مولد الشيخ يطوف البلد على اسرها ماشيا على اطراف
اقدامها قائال :ورد عليك ...فل عليك … .كل ذلك من اثر حبه له .
واسرار اهل هللا في الطريق ال تقف على حد فمن اوالك ان هذا السلوك الصادر من أبي جاد ما هو االختبار اجراه الشيخ
علي اقرار ابنائه او مسابقه باطنيه اراد بها الشيخ ان يختبر ابناؤه في مقا الصبر واالحتمال والصفح وتحمل االذى فجعل
في ابي جاد ما كان منه ثم نظر في ابنائه اي منهم يجتاز هذا االختبار فيحتمل االذى على ما ذكرنا واالخوان درجات في
هذا االمر فمنهم من لم يحتمله ومنهم من حتمل بعضه ومنهم من حتمل نصفه ومنهم احتمل كله وفاز في هذا االختبار ا
محسب ولعل م قاله ابي جاد لها :انا مش عارف حته اخش لكى منها ...انت مقفله كل حته انت كده خذتى كل حاجه ...
لعل هذه المكانه منه ابلغ دليل على صحته هذه النظر من كونه اختبا ار لالخوان والذي نجحت فيه ا محسن خصوصا اذا
نظرنا الى الوظيفه التي جعلها هللا فيها من خدمه المجاذيب وارباب العلل الباطنيه والعقليه والمجانين و ما كانت تفعله معهم
وال ندري اذا كان الشيخ ابو جاد عالما بفحوى المقصود من هذا االختبار و بمقصود عمه فيه ا انه هو االخر في اختبار من
ثم اننا بالنظر الى تاريخ ابو جاد مع الشيخ فاننا نجده في سلسله متصلة من الباليا واالختبارات والعطايا الباطنيه و المنح
االلهيه فكان بين البالء والعطاء وبين المنع والمنح وبين ذوق القصمه والحرمان منها فتجده قد زاق ذوق الكشف وال شك ان
ان يكون الكشف وباال عليه وابتالء واقعا به وقع بسببه في الجناية التي الكشف نوع من الطبق التقدير اإللهي ثم ال يلب
اقترفها والتي ا ستحق العقاب عليها وال شك ان العقاب عذاب ثم يصير هذا العذاب نعيما وعطاء اذ كان عقابه ان يالز
ساحه اهل البيت و مجاوره السيد زينب وسيدنا الحسين مده طويله قاربت الخمسه وعشرون سنه فكانوا مكشوفين له منظورين
والوص ل بهم ذاق عذاب البعد والحرمان منهم وبعد ان كان موصوال منه متحدثا معهم شاع ار بهم ثم انه بعد نعيم االن
بالملوك صاره موصوال بالمماليك فال يزال طريقه بين كر وفر وبين نعيم وجحيم وبين وصال وفراق ولكنه على قدر ماعاناه
لم يزل محبا متفانيا في شيخه ذاك ار له في كل أوقاته فكان في ذكرى مولده يعدوا في المولد وهو الشيخ المعاق فرحا بذكراه
منتشيا بمولده يطوف في الطرقات صائحابه … .ورد عليك ...فل عليك .
وال يخل االخوان من المواقف التي تستدعي تحديث الشيخ لهم وتقويمهم الخالقهم واصالحهم لتجاوزاتهم ،ما كان التجاوز
في خواطر المريد وليست في افعاله والذي تعارف عليه الناس ان المحاسبه تكون على االفعال ال على الخواطر ،ولكن االمر
خالف ذلك فيمن هم قائمين على تربيه االرواح وهم االشياخ مع مريديهم فان هللا سبحانه قد اعطاهم المعرفه بالخواطر
والمحاسبه عليها ،ومن هذه المواقف ما كان للشيخ من الشيخ عبد ربه ،اذ كان الشيخ عبد ربه تاج ار للخضار والفاكهه
ياخذ نتائج المزارع و يتعامل فيها مع االسواق وهي تجاره مربحه فحدث في سنه من السنين ان راجت تجارته وزاد ربحه لوفره
الخارج من هذه المزارع وكان الشيخ في احدى زيارته للسيده زينب فاسطحب معه الشيخ عبد ربه فنظر اليه الشيخ وقال له
اذا وجدتني قد نفذ منى المال فتولى انت الصرف ،يقول الشيخ عبد ربه فلما انتهى الشيخ من كالمه خطر خاطر في قلبي
انه يستحيل على الشيخ ان يخلو من المال وانه ربما قد علم قدر ما ربحته منه تجارتى محدثنى بمثل ما حدثني به ،وتكرر
عليه هذا الخاطر مره واثنان وثالثه ،فلما وصلنا الى المنزل كاشفنى الشيخ بذلك الخاطر الذي ضرب فى صدره مره ثم مره
مع اهل هللا ينبغي عليه ان يخاف من خاطره اذا خطر له بما ال يجب ان اخرى ثم مره ثالثه فعلمت من ذلك ان الجال
يخطر به .
والشيخ عبد ربه من اولئك الذين كان لهم دالل مع الشيخ وكان هذا الدالل له ما ال يجوز على غيره ويقبله منه الشيخ ذلك
في حضرته فكان اذا عليه الحال تظهر منه بعض الحركات الغريبة كان ينكش شعره ويجمع الكراسي في الذكر ويقف عليها
والشيخ ينظر اليه في صمت وصاحب الحال معذور فيما يرد على ظاهره من تلك األفعال من اثر ما يراه فقد يطلع ويرق
ويغني ويتحرك ويتهلك ما هو في مشاهدته ومن يراه من خارج على امر جميل من امور الملكوت وما اكثرها فتراه يرق
يستغرب فعله النه محجوب عما يراه صاحبه اما الشيخ فانه يرى فعله و يرى ما يراه فيعذره على ذلك وقد يجد من هذه
االحوال ما يجرؤه على شيخه قوال ،مثلما حدث معه اذ قال للشيخ يا عم انت لست عمي ان عمي هو الشيخ باهي كل ذلك
والشيخ يضحك وال تدري ما الذي دعاه الى قول ذلك ولكن شيخه يدري .
وقد يجد من األحوال ما يجعله غاضبا من ذكر اخوانه حتى فى حقد شيخه فيهجرهم الى ذكر للشيخ االخر مجاور لهم
مثلما حدث ذات مره في ذكرى المولد النبوي الشريف اذ قال لشيخه :يا عمي انا لن اذكر عندك ساذهب الى ذكر الشيخ
محمد ابو جمعه فأذن له الشيخ وذهب يقول الشيخ عبد ربه :كلما ذهبت و انتظمت في ذكرهم شعرت وكان نا ار تضرب
على خدي يمينا ويسا ار كلما تحركت معهم في الذكر فما انفك عاث ار الى شيخه فقال له الشيخ :ما بك يا عبد ربه فذكر له
ما حدث وقال له :يا عم اريد ان ارتاح فانا متعب فقال له الشيخ :عندما نامرك بشيء فعليك تنفيذ وقتها سترتاح فقال له
:حاضر يا عمي وال تعلم ان كان قد سكت عن مناكفته للشيخ ا لم يسكت .
وحال اإلخوان مع الشيخ حال غريب فتراهم بالرغم من ثقل ما يعاقبهم به في حال تجوزهم وفي طريق تربيتهم يحبونه حبا
طائال يتجاوز محبتهم لجميع ذويهم فمنهم من كان عقابه في بدنه ومن ومنهم من كان عقابه في ولده ومنهم من كان عقابه
في اهله ومنهم من كان عقابه في ماله وحتى منهم من كان عقابه في سمعته ولكن لم يكن ابدا عاقبه في دينه وفي انتظامه
في سلك شيخه فلقد سمعت ان احدا مما تجاوزوا في حق انفسهم ،وكان من اثر ذلك ان عاقبه الشيخ عقابا شديدا وطال
امد العقاب لسنوات طويله وكان مما عاقبه به ان جعله مقيدا مقعدا ال يتمكن من الحركه سجينا في نفسه فلما اشتد عليه
المه شكا الى شيخه اشتداد وطاه العقاب فنظر اليه الشيخ وقال له :ان هللا مكنى ان اجعلك في بلدك عمده بما في ذلك
من المال والجاه ولكن اذا نلت هذا فان مقابله ان تنسلخ من من عقدي وتنفصل عن سلكي فال اكون لك شيخا وال تكون لي
مريدا هنالك قال له :ال يا عم اقبل كل ما تجريه على من عقاب وال اقبل ان انفصل عنك وقد ذكرنا هذه القصه بالكفايه
وشيخه بهذا االمر عالقه الوالد يولده حين يعاقبه على امر ما فان هذا العقاب ال يخرج محبه الولد لوالده وال يخرج عنايه
الوالد لولده فمن بك حازما فليكن احيانا على من يرحمه واالمر في الدنيا زائل قصير واالمر في االخره دائم ال ينقطع فالطاعة
صبر ساعة.
وال زلنا مع عبدربه فى مناكفته مع الشيخ والزلنا فى مقا النظر فى اثر تربيه الشيخ لالخوان ،فانه باب ال يدرك مداه اال
بعده برد أنامل الثواب . من وقع عليه العقاب فأح
اتفق الشيخ باهى مع الشيخ عبدربه فى ان يحتالوا فى ابعاد احد زوار الشيخ عنه وهو ابوالقاسم لسبب لم يذكره الراوى اال انه
معه وانفرد به لفترات طويله ،فال يدع لغيره من االخوان قد قبل من بعض االخوان انه كان مستاث ار بالشيخ فاذا جاء جل
نصيب من الحديث مع الشيخ او الجلوس معه وكلهم جاء من اجل ذلك ،ولم يجدوا حيله اوفق من ان يذهبو الى سيدنا
الحسين ويطلبون منه هذا الطلب ،وكان الشيخ قد حذر عبد ربه م ار ار اال يفعل شيئا قبل ان يستأذن منه ويستشيره فيه ولكن
عبدربه كعادته كان صعب المراس عتيا عن الطاعه ،او ربما شجعه وجود الشيخ باهى معه وهو ولده ،فكانما كانت صحبة
الشيخ باهى حصانه له عن ان ينال عقاب شيخه ،فذهبا كالهما الى سيدنا الحسين وقرؤا الفاتحه وطلبوا منه ان يبعد ابا
فلما عادا وذهب عبدربه الى بيته فاجابته زوجته بالصراخ و البكاء فقال لها :مابكى ؟ فقالت :سياره دهست الجاموسه ،
فادرك عبدربه فى وقتها أن ذلك هو العقاب فى مقابل عصيان ألمر الشيخ ،فترك زوجته وذهب للشيخ حزينا منكس ار كان از
جا غضبه فى صدره وقال له :الم اقل لك ال تفعل اى شى دون علمى ،لم ذهبت مع باهى فيما ذهبتم اليه ؟ فرد عليه
قائال والغضب اليزال فى صدره :الشيخ باهى هو عمى انت مش عمى ،وتركه وانصرف الى حال سبيله وال تزال العقبات
فتوجه الى الشيخ عبد ربه ،فقد كان تاج ار يشترى نتاج مزارع الفاكهه ويبيعها فى السوق ،فاشترى نتاج احدى هذه المزارع
معي ولكن لم يحالفه التوفيق فقدت على اخرها وتبدلت أحواله ولم يبقى لديه شيء فذهب الى شيخه وقال له :اآلن لي
شيء اال زوجتي واوالدي ماذا ستفعل به بعد ذلك فقال له :لن افعل بك شيء آخر .
وكأنما نظر الشيخ إلى عبد ربه ورأى انه ال بنصلح روحه اال بزوال أثر سطو المال عليه فالحقه المر بعد المره حتى زال
عنه ماله ولم يبقى له اال كفايته منه في الدنيا فلما تم له ذلك كف عنه وكانما كان هذا هو المرمى األول الذي كان يرمي
ذلك من قدر الشيخ عبد ربه عند الشيخ وال إليه الشيخ فكانت العقبات المتتالية هي السبب في تحقيق هذا الهدف واليبخ
عند اإلخوان المعاصرين له فهو اخ عزيز ودود محبوب لديهم له داللة على شيخه ولشيخه داللة عليه ولو كان الشيخ غير
محبوب عند عبد ربه فما الذي اصبره عليه وبقى معه ؟ ولد كان عبد ربه غير مطلوب لدى شيخه لكان مصروفا عنه غير
محسوب عليه فقلوب الناس بين أصابعهم عطاءا من هللا لهم بذلك ونواصيهم بايديهم وهبا من هللا لهم به ولكنه العهد والطريق
والعقد الذي رضى فيه الطرفان أن يكون هذا شيخ له ودليل ومرشد له الى هللا وان يكون هذا مريدا طائعا لشيخه في طريق
السلوك .
واستكماال للرواية التي ذكرناها للتو ...فان ذات الرواية قد رويت إلينا من طرف آخر ولكنها تحمل بعض االختالف وان
اتفقت في المضمون فقد قيل ان االخوان لما غاروا من اخيهم أبو القاسم واستثار الشديد بشيخهم أرادو ان يصرفوه عنه
واحتلوا عليه في صرفه في وانتظروا الفرصة لذلك وجاءتهم الفرصة وكان الشيخ باهي معهم في هذه المكايد فقد حدث أن
طلب الشيخ من أبي القاسم أن يعد له طعاما جيدا كثي ار و ياتي به الى بيت الشيخ له نفر من اصحابه فقال له :حاضر يا
عمي … .فقال له الشيخ أنا ذاهب مشوار قريب وسيأتي إليك .… ،وفي هذه االثناء يكون الطعا جاه از … .فقال له
حاضر يا عمي ….وهنا جاءت لعمى الشيخ باهي واالخوان الفرصه لما عز وعليه ،فذهبوا ألبي القاسم قبل حضور الشيخ
بوقت كاف ثم قالوا له احتياال :اذا اردت ان تعد طعاما للشيخ فاعلم ان الشيخ ال يأكل طعاما طازجا بل يحب ان ياكل
طعا اليو السابق له (طعا بايت) فق اصنع بعض اللحم وضعه أمامه و ضيوفه مع الطعا (البايت) … .فقال لهم :انتم
ش ايفين كده … فقالوا :نعم … فصنع أبو القاسم الطعا بحسب ما اشاروا عليه ...وجاء الشيخ مع ضيوفه وما ان جل
...وعلى الفور جاء أبو القاسم بالطعا بحسب ما اشاره عليه دراويش الشيخ فنظر الشيخ الى الطعا ثم حتى طلب الطعا
نظر إلى أبي القاسم بشيء من الغضب قائله له :ايه ده يا ابو القاسم اهذا هو الطعا الجيد الكثير الذي طلبته منك اعداده
فقال له :انا اسف يا عمي ...معلش سامحني … فقال له :هم عملوها فيك ؟ وكان الكائدون من االخوان حضو ار ومعهم
الشيخ باهي مراقبين لما سيحدث فلما سمعوا من الشيخ مقولته :هم عملوها فيك ؟ انتفضوا وقاموا وذهبوا بعيدا مستترين
عن الشيخ فما وجد الشيخ باهي اال الحما ليختبئ فيه بعيدا عن عيون الشيخ وظل في الحما مراقبا لصوت الشيخ فإن ناداه
سيخرج من شباك الحما الى خارج البيت أما بقى المتآمرين ففرو خارج البيت … اما أبو القاسم ذهب سريعا لعمل طعا
جديد فأخرج اللحم ووضعه على النار وسلقه سلقا جيدا … ثم رمى بالماء المغلي الناتج من سلق اللحم … .في الحما
الذي اختبأ فيه الشيخ باهي وكان الشيخ باهي ال يزال يختبئ به من شد خوفه من الشيخ … فأصاب الشيخ باهي من أثر
الماء المغلي حرقا شديدا في قدمت ...فقال في نفس ه عن شيخه بردو وطولتني انا عارف ان انت مالكش حل … .حل
ويكاد تكون العبر من هذه الروايه هي ذات العبره في الروايه االولى وهي التربيه المنوطه بالشيخ نحو أبنائه في الطريق ولم
يستثنى فيها الشيخ باهي من العقاب والتأديب فإن الرواية االولى قد تناولت تأديبه للشيخ عبده ابو فهمي اذا كان حاض ار مع
الشيخ باهي في ذات المؤامره والروايه الثانيه تناولته تاديب الشيخ باهي نفسه فان التأديب من الشيخ ال يستثني احد من احد
ناهيك عن مغزى غيره اإلخوان على الشيخ من استئثار احدهم به والناشئة من شد حبهم له .
وال زلنا مع الشيخ عبد ربه في مناوشاتة للشيخ وعراكه معه من باب الدالل عليه طلب ذات مر من الشيخ ان يعطيه الكشف
بسبب سنذكره في اخر هذه الرواية فلما أعطاه الكشف لم يتحكم فيما كشف له من البوح به فكان يتكلم به طوال الوقت حتى
انه كان يخبر بحضور االخوان وغيابهم فكان م ن ذلك أنه كان من الحضر ينادي على اخيه سيد عبد العزيز ويقول :يا
سيد فيسمع الشيخ سيد نداه وهو في بيته وإذا لم يتمكن الشيخ سيد من الحضور يقول الشيخ عبد ربه االخوان لن يأتي الشيخ
سيد الى الحضر اليو ويكون كما قال !!! .فطلب منه الشيخ ان يسيطر على نفسه في هذا االمر فقال له :شيئ اعطانيه
هللا لي فلم احجبه فقال له الشيخ :ما فائد بوحك به ؟ فقال :ان اعرف الناس وحدث في يو ان جاء للشيخ يزهو من كشفه
وقال له :سياتي اليك مصطفى عبد هللا ،وهو احد االخوان المقربين للشيخ وسياخذك بالسيار ولسوف اذهب معكم الى
السيده زينب فقال له الشيخ :لن ياتي مصطفى عبد هللا ،وستحدث له إصابة في قدميه تصيبها بالكسر وبالفعل لم ياتي
مصطفى عبد هللا وبعدها جاء وقدمه مكسوره وهنا يظهر الفرق بين درجاتها درجتين من الكشف درجه المريد ودرجة الشيخ
فمجال كشف المريد طبق محدود ومجال كشف الشيخ مطلق م مدود وإن كانت الكشوف في جميعها على الحقيقة ممدود
بمدد الحق لها هنالك عرف حده ولز عزره ،فكشفه ممنوح من شيخه يطلقه في اشياء و تحجب عنه اشياء وكذلك كشف
الشيخ مرهون بكشف الحق له ان شاء كشف له شيء وان شاء غيب عنه اشياء ولقد راينا من قبل كيف ان الحق غيب عنه
وفاه الشيخ محمد عبد السال فال يطلع الحق غيبة ألحد اال بارادته والسبب في طلب الشيخ عبدربه للكشف ان الشيخ كان
قد اطلقه هللا على ان حادثه الحد ابناء اخواننا وهو باهي بن ا جماالت سوف تصير عليه ولم يكن في مقدور الشيخ ان
يمنع قدر هللا فيه في حدوث أمر له -وكان ذلك في مولد السيد البدوي -فأراد أن يخفف من طبقه الحادثه حتى يخف اثرها
على الولد ورجا هللا في ذلك ما ضال لهذا األمر وكانت صوره التصريف أن دخل في وقت الذكر على على الغرفه التي
يوجد فيها األخوات فوجدهم جميعا مستيقظات ذاكرات ثم دخل الغرفه على ابناؤه من الرجال فوجدهم نائمين وبينهم الشيخ
عبد ربه يشرب جوزه فغضب لذلك غضبا شديدا اذا الرجال نائمون والنساء ذاكرات مستيقظ وكانت هذه هي صور احتياله
علي االمر الذي ذكرناه فاخذ الجوزه من عبدربه والقاها على الحائ فتكسرت وكان باهي ابن ا جماالت نائما تحت الشباك
وكانما الشيخ قد خط في نفسه ان ينزل الزجاج المكسور على باهي فيحث به بعض االصابات الخفيفة فيكون ذلك عوضا
عما اطلع عليه من حدوث حادثة لباهي اال ان الشيخ عبد ربه لما راي زجاج الجوز قد تحطم ومن تحته باهي اسرع في لمح
البصر الى جلبابه فاسدله عليه والتق الزجاج قبل أن يستيقظ يتساق على الطفل فغضب الشيخ لذلك فلطمه قائال له لماذا
كانت فاتت وعدت يقصد ما خططه الشيخ في نفسه من فوات امر الحادثه الواقعه على باهي والتي راها الشيخ في لوح قدره
.
بالذنب اذا كان الشيخ وفي الصباح تعرض الطفل لحادث سير فأحدث به اصابه بالغه فتذكر عبدربه كال الشيخ واح
يريد ان يتساق الزجاج على الطفل فيصبه بدال من هذا الحدث فيكون حادثا مكان حادث فقال للشيخ :يا عمي انا اعمى
ال ابصر وكانه يقول له لو اعطيتني الكشف لعرفت االمر على حقيقته فلطمه الشيخ مر اخرى ولكن هذه اللطمة يعطيه
الكشف الذي طلبه والذي لم يتحمله ولم يسيطر على نفسه فيه .
عقب ولم يتمكن من السالمه منه اال بمعونه الشيخ فى ذلك وها نحن قد راينا الكشف عند الشيخ عبدربه وراينا من اثره مالم
يتحمله ولم يلجم من اثره لجا لسانه وكنا قد سمعنا فى روايه لم نذكر تفصيلها عن ذلك الذى طلب من الشيخ ان يعطيه
الكشف فما لبث بعد ثالث ليالى ان هرع الى شيخه ان يكف كشفه عنه( وربما يجيئ لنا تفاصيل هذه الروايه فنوردها فى
مكانها ) وربما كانت المحبه التى اصابت الشيخ محمد ابوجاد من اثر الكشف الذى طلبه من شيخه.
في احدى روايات االخوان الت ي تتناول قضية الكشف التي قد يطلبها المريد من شيخه نسوقها في البداية على لسان راويها
وهو الشيخ خالد ابن ا محسب ثم نذكر بعدها ما يمكن ان يكون مقصودا من مفهو الكشف من خالل فعل الشيخ مع مريده
في هذا الشأن تقول الرواية :أن أحد مريدى الشيخ وهو الشيخ عطيه ابو كحله طلب من الشيخ الكشف فقال له مؤكدا على
طلبه .… :انت عايز التكشف يا عطيه ؟ فقال له ... :نعم يا عمي … ..فقال له :خالص يا ابني هنديك الكشف وكان
الشيخ عطيه على اعتياد لزيار الشيخ في كل اسبوع مره او مرتين… .وكان الشيخ عطية يذهب إلى عمله عن طريق أتوبي
الشركه يظهر الش ركة الذي ينتظره على الطريق المجاور والقريب من بيته … ..فكان كلما خرج الى الطريق منتظر اتوبي
له وكان احد يطرق على باب داره ثم يذهب الى عمله فاذا عاد من عمله ورجع الى بيته سال زوجته … .هل جاء أحد الى
الدار اليو بعد ذهابى للعمل ؟ فتقول له زوجته ال لم يأتي أحد … .مستغرب الشيخ عطية من اجابه زوجته وإن كان قد راى
بعينه الطارق على باب داره وتكرر هذا األمر مرات ومرات يرى فيها الطارق على بيته … .وتكرر زوجته ردها على ذلك
… .فتمكن منه الشك في أهل بيته وأصبح هذا شائعه شاغله االكبر وهمه الذي ال ينقضي فما كان منه اال ان انقطع عن
عمله متربصا بأهل بيته ناظ ار الى داره فال يجده طوارق عليه واحتار في امره وطال غيابه عن عمله حتى قارب ان يفصل
منه وانقطع ايضا عن زياره الشيخ وقد امتداد امد انقطاعه حتى قارب الشهر وساءت احواله وانشغل ذهنه وغالبه الوهم و
قال له شيخه عليه القص سيطر عليه خياله وفي نهايه المطاف لم يجد بدا من زيار الشيخ و يشكوه اليه ….فلما ق
المطلوب ان تكشف المستور ولكن وذات هللا يا ابني هو ده الكشف اللي انت عاوزه وكانما اراد الشيخ ان يقول له :لي
المطلوب أن تنير في داخلك وان يطرح عليك نور االيمان وهنا ن قف عن هذه الرواية ووتتناول قول الشيخ وذات هللا هو ده
له شاهد عليه الكشف اللي انت عايزه فعلمنا من مقال الشيخ ان الشيخ عطية إنما يطلب الكشف الذي يظنه في غيره ولي
وهو طلب من نفسه األمار بالسوء الطالبة لالطالع على اسواء الغير وآفات الناس وأسرارهم وما كان يظنه عطيه االصوره
من خياله الفاسد الكامن في داخله فأراد الشيخ ان يحسم له هذا الخيال في صوره واقعيه ظاهره فمثل له هذا الخيال في صور
الرجل الذي يطرق باب داره في غيابه وجعل له كشفا لهذا التجسيد فأراه إياه ،وهو من هذه الوجه صادق في كشفه وإن كان
ما كشفه صوره مجس ده من خياله ساقها إليه الشيخ تعليم له وقد تاكد لنا هذا الظن فى تفسيره من وجهين الوجه األول قول
الشيخ له :هذا هو الكشف اللي انت عايزه ولم يقل له :هذا هو الكشف لحقيقته االمر على ما هو عليه اما الوجه االخر
الشيخ عطية بداره فلم يجد مكان يراه حال ذهابه إلى عمله من أحوال بيته ولو طلب الشيخ عطية الكشف لالطالع فهو ترب
على أنوار التجليات وشخوص المقربين من اهل هللا من األولياء وأصحاب البرازخ لكان له ذلك لكنه اضمر في نفسه هذا
النوع من الكشف الذي طلبه من شيخه وما ادراك ان كان هذا النوع من الكشف قد طلبه من شيخه ،وما ادراك ان كان هذا
النوع من الكشف قد طلبه من شيخه فربما ال يطيق االطالع على هذه األنوار وال هذه التجليات وال ملك الخوارق فيهيم عقله
ويغيب ذهنه وينفرط عقده فال عمله له سيبقى وال بيت له سيرعاه وال عقال له يحافظ عليه تصرفه .
واالمر مامون في وجود الشيخ والمرشد الذي يضب له مقادير هذه األشياء فيجرى عليه الصالح منها ويمنع عنه الفاسد فيها
.
ولو كان الشيخ عطيه بال مرشد او اما دال له على وجه الخير في األمور النسحبت االمر الى شيطان له يجسد له هذا
الخيال الكامن في نفسه الظاهر له في كشفه فيرمي اهله بالبهتان ظلما وينقلب داره جحيما من اثر فعله ولكن هللا سلم له
امره بان جعل له مرشدا يقيه شر نفسه ومطلوب شيطانه وقانا هللا شان السوء .
ولو مددنا نظرنا في هذا االمر لرايته الشاكين في ذويهم الظانين فيهم سوء السلوك القائمين في ليلهم ونهارهم على سوء الظن
فيهم المتمنين في زواتهم من ربهم ان يكون لهم الكشف فى انفسم واالطالع على أحوال من يظنون فيه السوء ،لعلمنا اتهم
مثل حال صاحبنا ابي كحله فنجدهم وقد اتصفت دنياهم بالسواء فال نو ينامون وال طعا يأكلون وال هناء بال يذوقون ،
فخيالهم على الدوا في سوء هذه األحوال ال ينقطع مددها لهم فهم الطالبون للمستور المحجوب عنهم وقد يكون المحجوب
يه عن نفسه عنهم على غير ما صوره لهم خالهم وقد يكون موافقا له اال ان هذا االمر هو وقع الشيطان وملعبه الذي يتنف
فيتناول هذه األخيلة و يجسدها في اذهان اصحابه وال يزال به حتى يراها حقيقه واقعه فتذهب به الى اخر المرسى ويدفعه
بهذا الذهاب الى اسوء الماالت فتخرب البيوت وتنهد االوكار ويتشرد األطفال وتضيع اآلمال وكل هذا من شد الطلب في
كشف المستور وشد الرغبة في هتك األحجبة واالستار وكل هذا برغم ما علموه من ان الحق ستير يحب الستر وما ضربك
اال تركت االمر لتصديق هللا فيها وفوضت قلبك من داخلك لمراد هللا منها وعلمت ان هللا شاهد عليك كما هو شاهد على من
تشك في سلوكه وتظن فيه السوء ثم ان هللا حاكم عدل حق يفصل بينك وبينه فما انتهى ان تعلم ان هللا هو نعم الوكيل الذي
تتكا عليه في تصريف أمورك وما احكامك حين تكل اليه امرك فهذا هو حبك منه اذ جعلت امرك عند من وصف نفسه بانه
ميزان العدل وأما قصه الشيخ بكر فهي رواية تجمع بين األمر بالعدل واإلنصاف والقس وتتعداه الى العقاب في حال نق
وهد ميزان القس والعمل بالجور والظلم واألمر الثالث هو علم المريد بان الشيخ يعلم ما في خواطره وال يمر عليها مرور
العابرين واخر االمور هو جبر خاطر ولده ورحمته به ورأفته به وخوفه عليه.
تقول الحكاية :أن الشيخ بكر وهو من أبناء الشيخ المقربين كان تاج ار فحوال للقماش وكان اغلب زبائنه من النساء وكان من
عاده النساء الفصال في السعر والرغبة في زياد ما تحصل عليه منه وكان يضطر في بعض االحيان للرضوخ لهن حتى
ال يهربن الى غيره وفي إحد المرات أراد في نفسه ان يعوض بعضا من خسارته مع أحد زبائنه فاوهمها انه قد أعطي لها
مزيدا من القماش والحقيقة أنه قد نقصها منه واستخد احدى اصابعه وهو اصبع االبها فى تنفيذ هذه الخدعة فلما عاد الى
منزله وجد ذات االصبع وقد تور واصابته الحمره واشتد عليه األلم لدرجه لم يتحملها فشعر في باطنه ان في االمر شيء
فذهب الى شيخه فلما دخل عليه جلسه مع الحضور وال ادري ان كان قد صرح للشيخ بما حدث ا ان الشيخ حادثه بما في
نفسه وبعد أن أعلمه بجرمه المه بين الحضور من االخوان فاسرها الشيخ بكر في نفسه ولم يبدها وحزن لكال الشيخ اما
الشيخ بذلك قال له :يا بكر فضيحتك بين اخواتك في الدنيا اهون عليك الف االخوان وظن انه فضحه بكالمه فلما أح
ومن الروايات التي تتناول ما اعتاده الشيخ مع ابنائه وما اعتادوه معه ما كان منه من تربيته لهم اذا تجاوزوا ما اعتاده منهم
ما حكاه لنا الشيخ باهى وننقله هنا بنصه - :كنا في مولد شيخ العرب وكان من القوانين التي سنها الشيخ اال يتعدى االخوان
طعا الخدمة الى اي طعا اخر مهما كان مصدره وكان طعا الخدمة حينها العدس البتاو والدقة والجبن والعدس ما الى
ذلك من الطعا الجاف وانا من اول المولد ال اتعدى هذا الطعا الى غيره -والكال هنا للشيخ باهى -حتى كانت الليلة
فحدثتني نفسي الختاميه فاصابني االجهاد والهزل فكنت اذا هممت بالوقوف دار راسي وغشينى اإلرهاق حتى كدت اسق
أن ذلك بسبب الطعا الذي سنه لنا الشيخ وان عالج ذلك اكله دسمه اصلب بها عودي وارد بها ببأسي وقوتي وكنت في
،فسررت له باألمر قائال :الرجل ده هيموتنا انا كل ما اقف روحي تدوخ علي وعيني ذلك الوقت قريبا من محمود الق
بتزغلل تعال معي نخرج فى السر وننال حظا من اكله دسمه معتبره ونعود وال يرانا او يشعر بنا احد فخرجنا نترقب الى ان
وصلنا الى محل كباب طلبنا ربع لكل واحد فينا فكأننا لم ناكل فطلبنا ربعين أخريين ثم اتبعناه بربعى بسبوسه عند الحلواني
ثم كاسين من عصير المانجو ثم التفت الى محمود الق وقد غمرني الرضا والشبع وقلت له :نعود أدراجنا اآلن وكأن شيئا
لم يكن وعلى راس الشارع وجدنا الكهرباء في الخدمة مقطوعه فقلت له :ابشر يا عم سندخل خلسه في الغيمة دون ان يرانا
فيه انا االن اذا المكان الذي اجل في زاويه من الشارع وهو نف احد فلما دخلنا ونحن اما الشيخ مباشره وكان يجل
بالكهرباء المنقطعة تصل واذا باألضواء المنطفئه تضيء ونحن في مواجهه مباشره فأشار بيده الينا ان تعالوا فذهب محمود
وبادره بالسؤال :اين كنتم ؟ فتلعثم وقال :كنا -وكان كالمه لمحمود الق -فجل وفررت هاربا وكأنني لم اراه فقال اجل
على رأس الشارع فقال وحياه عمك اين كنتم ؟ فاجاب مذعنا :كنا ناكل فقال ماذا اكلتم ؟ فرد بنبر يهون بها جابته :كل
واحد ساندوتش فقال وحيا عمك ماذا اكلتم ؟ فأجاب مق ار :كل واحد اكل ربع كباب واالخ حينها إذا استحلفته باي شيء
ربما ال يبالي إال إذا استحلفته بعمه فعلم محمود الق انه ال مفر له وان االمر قد قضى ،وتزل على الحقيقة وأقربها فقال
الشيخ :فق ؟ فرد محمود :فق يا عم فقال :وحيا عمك ؟ فأجاب خاضعا :اكل كالنا ربع ثانيا وظل على هذا الحال
يستحلفه ويقرره حتى اتى على اخر كاسين من العصير وكان للشيخ اشارات تعرف منها رضاه من غضبه ونيته في العفو
والعقوبه ،فلو استقصى في سؤاله وناقش التفاصيل فاعلم ان الحساب عسير وانك معاقب ال محالة وإذا كان السؤال عاب ار
وتجاوزه و لم يدقق فاعلم انك معفي عنك فلما انتهى التحقيق قال له :فيما تميزتم عن هؤالء الناس لتأكلوا خالفهم ؟ اذهب
انت مضروب بعينك والشيخ بتاعنا مضروب ببطنه حتى الفجر فنحن نعوزه في تحميل الخدمه ومن لحظتها انقلب الكباب
في بطني الى قطع من جمر النار تحرق احشائي وتعصرها الما حتى انه في اخر الشارع عمار فنمت في مدخلها على
الرخا األبيض البارد كاشفا عن بطني ملصقا اياها بالرخا حتى يبرد ما في جوفي ولعله يطفئ شيئا من هذه النار الموقد
أما محمود الق فقد احمرت عيناه حم ار وانتفخت وكانك مألتها شطه واخذوا يسحبونه كاالعمى وعند الفجر هدات بطني
وكأن شيئا لم يكن بها وذهبت عنها اثر االلم فقلت لنفسي :يعني لوال تحميل الخدمه ما اخذت افراجا و اقسمت اال يشارك
في تحميلها ووجهت شطري نحو المواصالت متوجها الى العود .
فال فرق عند الشيخ بين ولده صلبا او ا حد ابنائه في الطريق فالجميع في نظره سواسيه فضال عما كان منه من اعداد له
وال جدال فيما مكنه هللا به الشيخ من قدره وتصريف في الكون وايثاب هذا ومعاقبة هذا وتربية وتهذيب لمن هم تحت امرته
وكذلك ترويض أوالده في حركتهم وسكناتهم واكلهم وشربهم فال يستثنى من ذلك أحد.
كان الهلى كفر الرفاعي عاده في كل عا ان يقيموا ليله يستقبلوا فيها الشيخ و يحتفلون به معهم وكانوا اذا شاهدوه قادما
اليهم مع االخوان في مركبهم وهم على الضفه االخرى من النهر ان يستقبلوه بالدفوف قائلين صلى هللا على محمد …...
صلى هللا على محمد ،اذ كانوا يعدون لها العده كل عا و ينتظرون قدومه و الفرحة تغمر قلوبهم .
وحدث في أحد هذه االعوا ان اعتذر إليهم لمرض الم به وحاولوا معه فاصر على اعتذاره فما كان من الدراويش اال ان
توجهوا الى الشيخ باهي ان يحل محل الشيخ في حضور هذه الليلة وعرضوا هذا األمر عليه فطلب منهم ان يستأذنوا الشيخ
في ذلك فإذا وافق فال مانع لديه وذهبوا اليه واعادوا العرض عليه فاعاد االعتذار ،فقالوا له :اذا ناخذ عمنا ونذهب ….
فسكت الشيخ قليال ثم قال لهم :الكم عم غيرى … ..فسكتو قالوا له :ال نقصد عمي الشيخ باهي … وأما اصرارهم وافق
على ذهاب الشيخ باهي معهم لحضور الليلة … .ثم توجه الى باهي ولد … ..وساله :تروح يا باهي؟ فقال له :نروح يا
عمي اذا كان يدعوه :عمي كما يدعوه االخوان وفي الليلة الموعود وهم في وس النهر وأبناء كفر الرفاعي على الضفة
االخرى ينتظرون وصولهم بالدفوف واالنشاد اذا بماء النهر يعلو ويرتفع ثم بدات من موجاته في التصاعد موجه تعلو
فوق موجه والقارب يرتفع مع كل موجه ومياه النهر قدغمرت باطن القارب ،وال يزال النهر تعلوا موجاته وال يزال القارب
يعلوا مع الموجة حتى ايقن ركابه بان القارب البد غارقا ،واخذ القارب تاره يميل الى اليمين وتار إلى اليسار حتى تيقن لهم
الهالك وادركو ان الغرق حاصل ال محالة … ..هناك نادوا باعلى صوتهم :يا رب … .يا رب … .ثم انظر اليهم الشيخ
باهي قائال :يااخوان … .قولوا يا عمي … .فاذا قلتموها فستنجون من الغرق فإن فعل النهر انما كان من اثر الشيخ فيه
فاذا توجهتم الى الشيخ بالنجا ستصحبكم ….فلما قالوها توقف الموج وهدا النهر وسكن المركب فعاد الى اضرابهم من حيث
أتوا .
ولما رجع الدراويش بالشيخ باهي الى الشيخ :نظر إليهم … .وقال لهم انتو رجعتوا يعني ؟ ثم توجه الى باهي ولده وقال له
… .انت رجعت ليه يا باهي يعني ؟ فتحدث الشيخ باهي الى نفسه وكأنه يتكلم مع والده يعني انت مش عارف احنا رجعنا
ليه ولو ما نديناش عليك كنت زمانك مغرقنا واحد واحد في النهر ثم واصل الشيخ سؤاله لباهي ولده :انت ما كملتش ليه يا
باهي ؟ فقال له :هو انا عرفت اكمل ما كملتش ...هللا يسامحك ثم قال له في نفسه وكانه يحادثه انت راجل ما لكش حل
.
واالنسان من اثر القطر القابعه فيه يعلم ان هللا هو الخالق له وانه النافع والضار ال شريك له وال نافع او ضار غيره وهذا
ما حدا باالخوان في اول االمر ان ينادوا على ربهم ليرفع عنهم ما هم فيه من البالء اال ان الشيخ باهي وهو المنوط بحمل
الراية بعد الشيخ علم أن األمر ال يؤخذ من هذا الوجه وان الوجه المراد هو ما كان يجب على المريد نحو شيخه فإذا اضل
المريد بهذا الواجب كان عرضه لتاديب الشيخ له حتى يرده الى جاوه الصواب وكانت صوره إساء األدب من االخوان نحو
شيخهم هو مجادلته في شان الذهاب الى هذه الليله وقد اشار اليها بغير ذلك وتكرر الطلب ومنهم وتكرر االعتذار ،ثم
تحايلهم في الذهاب بان اشاروا عليه بان يكون الشيخ باهي امامهم في هذه الرحله وهذا ال يكون مع وجود اإلما وما كانت
موافقته على هذا االمر اال مسايره لهم في طلبهم إلقامة الحجه عليهم فما كان لهم أن يطلبوا ذلك في وجود الشيخ وما كان
للشيخ باهي ان يوفقهم على ما طلبوه اال انهم لم يدركوا جوهره هذا االمر وان ادركه الشيخ باهي في موطن الحاجة العصيبة
،ولم يكن ادراك الشيخ باهي لالمر اال من كونه الوارث لالما والحامل للرايه من بعده .
وقد يثبت الشيخ من يراه نائبا عنه في أمر ما ولكن هذا ال يكون إال منه هو فانه يعرف من يكون النائب وما هو االمر
المناسب فيه ويعرف حقيقة هذا وحقيقة هذا اما ان يشير اليه احد من خارج بانابة فالن عنه فان هذا من سوء االدب فان
ثمه أمور في الطريق موقوفة على اما الطريق فال يعرف سرها اال هو فسن الشيخ بماكان منه في هذه الواقعة سنه الطاعة
وعد المجادلة أو التمايل في أمر ال يريده الشيخ ألن األصل في اسم المريد أن يكون بإراد شيخه ال بإرادته وأن يكون بين
يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله فإن الشيخ هو باب المريد الى هللا وال يجب على المريد أن تتخاطفه االبواب مادا قد
يمتلك بابه .وال يجب على المريد ان يطلب المدد من غير الشيخ في حضرته ألن الشيخ هو الناظر الى روح ولده العالم
بحقيقته دون غير ويعلم ما يصلحه مما ال يصلحه فالشيخ يعلم حالك ظاه ار وباطنا ومهما ابتعدت او اقتربت منه فان حبال
موصوال منك اليه ،وكيف تهرب منه وروحك فيه فإذا كنا قد ائتمنا الشيخ علي ارواحنا فماذا يكون بعد .
ولم يكن األمر في جانب الشيخ وقفا على العقاب والتربية فإن مظاهر التربية تتعدى العقاب إلى اإلثابة والحفظ وهو حفظا
الهي كان الشيخ سبب وأدا لعبده به ،والدافع له في كل األصول محبته له فلقد أحب لولده ان يسير في الطريق المستقيم
مقافيه ان سار في خالفة واثابه ان أطاعه فيه وحفظه من تلك االفات التي قد تصرفه عن السير في طريق اهل هللا الى
طريق آخر ال يرضاه هللا له ومن مظاهر هذا الحفظ اإللهي الذي كان الحق سببا فيه ما قصه علينا الشيخ ناصر ناقال
الروايه عن الشيخ محمد أبو روبي وهو أحد درويش الشيخ يقول الشيخ محمد :بينما كنت مجندا أثناء حرب االستنزاف
وبينما كان راكبا فاطل بجسمه خارج باب وكانوا ينقلون المجندين وقتها في القطار الحربي الى االسماعيليه او السوي
القطار مخرج جسده كله بالخارج اال اليد الماسكه لقبضه الباب والقد الثانية على ارضيه ففيه هذه اللحظه اذا بقطار في
الناحيه المقابله ياتي بسرعة كبير إلى الدرجة التي تصدقوا منها اصطدامه به وتدميره اياه فاذا به يرى الشيخ مادا يده الشريفة
فاذا كان هذا حفظهم لنا في الدنيا وهي دار الفناء فكيف يكون حفظهم لنا في دار البقاء وهي االولى .
وشبيه برواية الشيخ محمد ابو روبي في كون الشيخ كان سببا في حفظ هللا له ما روي عن ابنه الشيخ زوزو اذ كانت في
قضاء حاجات البيت وكان ابيها بجوارها اذ دخل عليهم رجل بجلبة وصياح وسرور وكان هذا الرجل من ابناء الشيخ
المحسوبين عليه دخل امراه امراه كلمات تفيد سر الشيخ في حفظه لمن يريد به ورعايته لهم فاستقبله الشيخ متسائال فيه ايه
يا ابني ؟ فرد عليه الرجل :ما انت عارف في ايه يا عمي ده انا لوالك امبارح كان قطعتين الطرق قتلوني لوال هاجمتك
عليهم وضربتهم وجريت وراهم و انقذتني منهم فرد عليه الشيخ مستنك ار وكان هكذا دأبه :حد هللا يا ابني ما حصل شيء من
ذلك ونادي زوزو نعم فسألها هل انتقلت البارحه من البيت ؟ إجابته ال فقال للرجل شفت بأه مش انا وهنا يبرز الينا عد
لديه شك في معرفته تلك . نقاط اول هذه النقاط أن الرجل كان صادقا في رؤيته للشيخ ولي
ثاني هذه النقاط أن الشيخ كان صادقا في قوله فلم يغادر مكانه في ليله تلك .
ثالث هذه االمور ان الصوره التي رآها الرجل انما هي صوره من ملك الصور التي يتلبسها الشيخ اذا ان هللا قد اعطاك القدر
على التجسد في صور متعدد فتراه في مكان وصورته في مكان آخر كالذي ذكرناه حين توجه الشيخ الى زياره سيدي عبد
الرحيم القنائي في بني سويف فكانت صوره الرجل الذي استقبل الشيخ في اول بلده هي ذات الصوره التي جعلته على الطريق
هي ذات الصور التي قابلت الشيخ في زيارته إنما هي صور للشيخ في هياكل مختلفة وهو المقصود بي التروحن .
وكان انكار الشيخ لألمر حتى ال يفتتن الرجل به و حتى ال يخرج المريد عن حد العقل واالتزان الالزمين له فكان لزاما عليه
ان يرده الى نصاب الثبات والوقار والفصل وهو بذلك مستوعبا خلق من أخالق الرسول حين قال ( :إنما أنا ابن ام أر من
حماية الشيخ االخوان ورعايته لهم ما ذكره الدكتور احمد موسى ناقالف روايته عن عمه الشيخ و شبيه بما رويناه من قص
يفطر في رمضان فإذا به يبصر اخيه عم سيد سالمه وقد ضربت محمد سالمه فكان يقول انه في حرب 73كان جال
طائرته وسق منها قال ابو سالمه :فرميت كوب الماء من يدي وصرخت اخويا وكنت في كفر العلو والشيخ في االخصاص
واذا بي ارى الشيخ رضي هللا تعالى عنه راكبا فرسا أبيضا في السماء فالتق اخي سيد بيد واحده ثم القى به الى وقال :
اخوك اهو … .وبعد انتهاء الحرب حكى لنا الشيخ سيد كيف اصيبت طائرته وسق منها وهو ال يعلم كيف وصل سليما الى
وال يكون على هذه الشكله التي ظهرت على الشيخ إال ذلك العبد الرباني الذي كان الحق سمعه وبصره وجميع قواه.
ومن أسباب الحفظ اإللهي الذي كان الشيخ سبب له ما رواه لنا اخونا محمد بركات عن اخونا سيد عبد العزيز رحمه هللا انه
كان احد ابناء المريدين يعمل غفي ار نظاميا فذهب بصحبة اثنين او ثالثه من الصيارفة لتحصيل بعض االموال واذا بقطاع
الطريق يظهرون لهم بعد جمعهم األموال فنادى الغفير باعلى صوته :يا عم ابويا يقصد بعم أبيه سيدنا الشيخ مسعد
والصيارفه ينظرون متعايشين مع الحدث فاذا بفارس صنديد يركب فرسه ويشهر سيفه وإذا بقطاع الطرق يفرون من أمامه
فنجوا منهم فقال أحد الصيارفة للغفير لقد ناديت وقلت :يا عم ابويا فاكرمنا هللا بهذا الفارس من هو ابوك ومن هو عمه
الذي ناديت عليه ومن ذلك الفارس الذي حضر بمجرد مناداتهك له البد وأن نزوره وكان الصيارفه نصارى فقال لهم الغفير
:ما لكم انتم ومال الحكايه دي فصمموا على الذهاب للشيخ فذهبوا وبمجرد ما وقع نظرهم على الشيخ قالوا :هو دا الفارس
فاظهر الشيخ اندهاشه و سألهم عمابهم وكأنه ال يعلم شيء فقصوا عليه ما حدث إال أن الشيخ نادي على ولده الشيخ باهي
وأراد أن يستشهد به في انه لم يغادر البيت في ليلته تلك وأن الذي راوه خالفه فقال له :يا ولدي هل انتقلت من بيتي في
هذا الوقت فاجابه الشيخ باهي ال ولكنهم اصروا على انه هو الذي راوه فارسا انقاذهم من قطاع الطرق وكانت هذه الحادثة
سببا في دخول هؤالء الصيارفة الى اإلسال وحسن إسالمهم واصبحوا من ابناء الشيخ وقد راهم االخوان في حضره الشيخ
وال نزال نقول كما قلنا فى سابقه الروايات ان هذه االحداث من صوره العنايه االلهيه التى كان الشيخ سببا لها ،وان الصيارفة
صادقون في رؤيتهم للشيخ والشيخ صادق في عد مغادرته المنزل في هذا الوقت وان الصور التي تلبسها الشيخ هي تلك
التي رآها الصيارفة فمعالم الطريق متباينة وعطاءات هللا للشيخ كثير وملك هللا واسع .
ومن مظاهر الحفظ االلهي لالخوان والتي كان الشيخ سببا فيها انه كان يحفظ ابناؤه من ان يدخل في جوفهم طعاما حراما
ألي سبب كان سواء كان هذا الطعا من أصل ماله ح ار أو كان هو في نفسه ح ار كأن يكون ميتا او مخنوقا او خالف
ذلك.
حدثنا الشيخ خالد ابن الست ا محسب أن الشيخ قد دعى إلى الذكر في احدى الليالي في العياط في الجانب الغربي منه
وكان ت هذه الليله في مناسبة فرح ابن العمده فطلب من الشيخ ان يأتي هو واالخوان على شرف هذه المناسبة إلحياء الليلة
يو تلك الليلة وجد الغفر ان الذبيحه المعد لهذه الليلة قد نفقت فقال لهم العمده :ماذا نفعل ومن دعوناهم على وفي نف
حضور وال وقت لدينا الن نحضر ذبيحه خالفها فاشار عليه الغفر ان يتكتم االمر وال يحمل هما فقاموا على الذبيحه الميته
فذبحوها وقاموا بطهيها وعرض الطعا للضيوف وجاء الشيخ ونزل الطعا فنظر إليه الشيخ ثم التفت الى اخوانه فقال لهم :
يا ابنائي النهارده ابو صيا احنا جايين للذكر فق يريد ان يعلم بهم اال تمد ايديهم الى الطعا دون أن يذكر سبب لذلك فلما
قابلهم العمده قال لهم أمال مين هياكل اكل ده كله ؟ فرد عليه الشيخ في ناس ثانيه جايه بعد ما نمشي هيكلوه .
وبعد انصرافهم جاء نفروا من المطاريد وقطاع الطرق و اصحاب المعاصي والمحار فجلسوا للطعا واكلوه عن آخره .فكان
اوال :حرص الشيخ اال يدخل في جوف ابناؤه طعا من اصل ح ار
ثانيا :ان ما ستره الحق ال ينبغي على المؤمن ان يزيل ستر فلم يخبر احدا بحقيقة حرمة هذا الطعا ولم يشا ان يتم يفضح
مضيفه .
ثالثا :ان كل شيء وقوده من جنيه فا الحالل الهل الحالل والح ار الهل الح ار .
رابعا :ان شيئا لم يمنعه مما هو ات ألجله وهو الذكر المدعو له .
خامسا :انه هناك لغه خاصه بين الشيخ وابناؤه يعرفون بها مقصده دون ان يفهمه بها غيرهم وهي المعروفة في اصطالح
المعرفه المعرفه باالشاره وهم اهل االشار وهذا يدل على الخصوصية الشديد بين الشيخ وأبناؤه .
ولما كان االختالف سنة من سنه الكون ظهرت في كل شيء فيه فكان التميز في االنبياء والرسل يقول الحق ( :ولقد فضلنا
بعض النبيين على بعض) وقال ( :تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ).
وكانت تتميز في االماكن واالزمنة وعوا الناس ولم يقل األولياء من هذه السنه وكذلك لم يخل المريدين اتباع المشايخ من
ظاهر التماييز والتفضيل ونا نسيت مقامات االتباع مقامات اشياخهم وكان ممن نال هذا التميز والفضل في مريديهم الشيخ
مسعد فلقد سمعنا من اكثر من مصدر ا ن الشيخ انما يربي اولياء ال مريدين سمعنا هذه المقولة من عم الشيخ باهي و
سمعناها من عم الشيخ ناصر ،فكل من كان له نصيب من التربية والتدريب والتهذيب على يد سيدنا الشيخ مسعد رضوان
هللا عليه تنور وتاهل للواليه ودخل من اوسع االبواب باب سيدنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فكان فخ ار للمريد ان يقول
ولقد تميز االخوان فيما بينهم على قدر استعدادهم الذي خلقهم هللا عليه وعل قدر اجتهاد ملكيتهم وعلى قدر نقاء قلوبهم
وعلى قدر صفاء ارواحهم وهم ان كان التميز في اماكنهم فان التميز ال يطال مكانتهم ومنزلتهم فابناء الشيخ علي تمامهم
فمن األبناء من اعدهم الشيخ تلقى علومه وإظهار نوره وتثقيف قلبه وعقله وهؤالء جعلهم الشيخ سببا في ارتفاع مقاماتهم
وسببا فى تعليم اخوانهم نيابة عن اشياخهم كما فعل الشيخ محمد سالمه الذين كان لهم االذن منه في ان يكون لهم مريدين
خاصين بهم في وقت وجود الشيخ وظلوا على ذلك بعد انتقاله وهم محسوبون على الشيخ بالنيابة وظل لهؤالء الخلفاء مريديهم
الذين هم تحت أعينهم و رعايتهم من هؤالء الشيخ سيد أبو النصر ومنهم الشيخ محمود الق ومنهم الشيخ عبد المنعم ابو
ومن أصفياء الشيخ ايضا اخا هو الشيخ عبد السال من كفر الرفاعي وهو االخ االكبر ال فتحي زوجه ابو سيدنا امدها هللا
يقول عنه الشيخ ناصر ابو باهي حفيد الشيخ ووريث طريقه ان الشيخ عبد السال كان اقرب الناس الى قلب الشيخ والصقهم
به منزله وحبا ثم ان الشيخ قد فوجئ بخبر وفاته فحزن واهتم ال لوفاه الرجل وحسب ولكن ان جاءت الوفا دون سابق علم
له بذلك فاسرها الشيخ فى نفسه ولم يبدها فاذا بموالنا اإلما الحسين يأتيه بنفسه تطيبا لخاطره واجالءا لسر كتمان هذا الخبر
عنه قائال له :انا اخفينا عليك هذا األمر لثقتنا بانك لو علمت الفتديته بنفسك وانت الزلت لديك رساله عليك تاديتها ثم
االيرضيك اني انا بنفسي من لقنته الشهاد قبل صعود روحه فاجاب الشيخ رضيت يا سيدي .
وفي هذه القصه اظهار لمكانه الشيخ في نفسه اوال اذ كان لديه العلم بأحوال االخوان حتى في مواعيد قبضهم الى ربهم
وفيها ايضا اظها ار لمكانه الشيخ لدى اهل البيت اذ جاءه سيدنا الحسين رضي هللا عنه مبر ار ستر هذا الخبر عنه .
وايضا اظهار لمكانه االخوان في ميزان شيخين اذ كان حريصا عليهم للدرجة التي كاد ان يفتدي بنفسه في مقابل حياه ولده
وفيها ايضا تكريم سيدنا الحسين لمواليد الشيخ الذي هو بالتالي تكريما له اذ انه بنفسه قد لقنه الشهاد قبل ان تفارق روحه
وجسده .
ومن االبناء من نال شرف خدمه االخوان والقيا على مطالبهم فمن ماكل ومشرب وخالفه كا ا جماالت وكامله وا جمال
وزينب القصير ومنهم من جعله الشيخ الخوانهم يعدون لهم القهو والشاي وخالفه ذلك مما يتطلبه وجود االخوان وخدمة
الضيوف كابو جاد وعم سعد احمد و عم بشير والشيخ رزق ولقد بلغ األمر بهؤالء ان نظر الى اخوانهم وانفسا ولكنهم استقلوا
أعمالهم خصوصا وان الشيخ لم يعطهم وردا يقرؤونه كما يقروه اخوانهم حتى حدا بالبعض ان يذهب الى الشيخ ويطلب منه
خدا االخوان ياما ينول خير ويدعو له -واذا خد بقلب سليم اسيادنا نظروله
فانظر الى عطاء هللا لهم فان خاد القو سيدهم وسينال من وراء هذه الخدمه خي ار كثي ار اقله ان يدعو له االخوان بظهر
الغيب فهم المظهرون المخلصون في خدمتهم ثم اختتم االمر بان نظر إليه شيخه بعين الرضا والسعاده ونظر اليه الطائعين
بالخدمه من االسياد واالشراف كل هذا نظ ار الخدمه فانظر كيف وصلت بهم خدمتهم الخوانهم الى هذا الشرف والمدد الكبير
.
ومن االخوان من توجه اليه تنظيف المكان وترتيب فرش الخدمة وتركيب أعمدتة وانارته وغير ذلك مما البد من وجودها
والقيا عليها ومنهم من جعله الشيخ في مقابلة االتين اليه يحسنون مقابلتهم ويجالسهم ويتباسطوا معهم وكلهم كذلك كامثال
الشيخ اسماعيل من اطفيح وعم بشير وولده درويش ومنهم من اذا جالسته طاب يومك وسعدت جلستك وزال همك يالطفك
بالقول و يتحدث إليك عن احوال له واخباره واحواله في الطريق يضفون عليك السعاده في مصاحبتهم والتحدث معهم .
ومن الجلساء ايضا المجذوبين على اختالف درجاتهم جذبهم فمنهم الغائب الكامل كا الشيخ فتحي اذا كنت تراه جالسا ساكنا
ثم فجاه يطلق ضحكات عليه تمأل اركان القاعة وحدث ان اطلق مثل هذه الضحكه في نهار رمضان و كان صائما فضحك
الشيخ باهي من ارتفاع صوت الضحكه بالرغم من صيامه وتعجب منها وعلى ذكر الشيخ فتحي فان الشيخ باهي قد مضى
علينا ام ار في شأنه فكان يقول انه ينا على الرخا المرصوف حول سيدنا الحسين وهو ال يرتدي من الثياب إال جلبابا بال
تحته في عز الشتاء في شهر طوبه ،ثم تجد الحرار صاعدا من جسده . مالب
ومن المجذوبين من كان جذبته غير كاملة فلقد كان لديه بعض الوعي بنفسه وبمن حوله منهم شيخان كنا نتندر عليهم حال
وجودهم معنا وهم الشيخ شحاته والشيخ شعبان وقد بلغ االمر بهما ان تنافسا فى احوال الطريق وفي احدى مرات هذا التناف
تحدي احدهما االخر في ان يامر السماء ان يسق ماءا غزي ار في الساحة وبالفعل لم يلبث الوقت يمر حتى غامت السماء
وتكاثرت السحاب وارعدت السماء وظهر البرق ونزل المطر فاذا باالخر وهو الشيخ شحاته ينهره ان قد ارتبكت احوال الساحه
ان تطلق نورها وتبعث دفئها وكان بالفعل ما امر فانظر اي من اثر هذا المطر فأمر السماء ان ترفع ماءها وامر الشم
احدهم وقد فقدناه قريبا نوع من هؤالء القو هم ومنهم مجذوب كنا نراه كثي ار عند اختنا ا محسب اسمه عبد الرحمن وال نن
وكانت ساحة الشيخ محال االشياخ من كل جانب يجيئون إليها واليجدون غربه فى وجودهم فيها وكأنها ساحتهم كالشيخ عزت
وال يكاد بيت الشيخ عامر باإلخوان في كل اوقاته واحيانه من كل حدب وحدب يأتون اليه ويشعرون انه بيتهم وهم يالفونه
أكثر مما يؤلفون ديارهم ويشعرون من الشيخ قرابته لهم أكثر مما يشعرون به من قرابة الهلهم فقرابه الروح اشد وأقوى وأعتى
واصلب من قرابه الجسد فاللهم ال تحرمنا من قربهم دنيا وال اخره ولو اضفنا انفسنا فى الحديث عن اإلخوان ما سكت عنا
ساكت ولما كف عنا قلم ولكن االمر يستدعي االقتصار واالقتصاد وابقاء المطلوب .
وفي مناسبة الكال عن المجاذيب الغائبين بالكلية عن نفوسهم فان هؤالء لم يكونوا من ابناء طريقه الشيخ وإنما كانوا رواد
انه مما يرد عليه ال ينظمهم سيره وال هم من أبناء سلكه وكان كثي ار من االخوان يسالون الشيخ عنهم ويقولون اننا نجدهم في
جميع الطرق فكان يقول لهم انا ما عنديش اوالد تنجذب الن اوالدى لديهم اسر يقومون على نفقاتهم ولديهما عمال يزاولونها
في طريقنا ما تسألون عنه ولديهم اوالد مسؤولون عن منهم فإذا انجذب ذويهم فمن يقو على شانهم ومن سيينفق عليهم فلي
ونحن محسوبون لكل وراد علينا ومحبين لكل االولياء واهل البيت وانا عامل غطاء على اوالدي وعامل ستر على عيونهم
فال يرون اال مصالح حياتهم وارزاق اوالدهم واكل عيشهم ومصالحهم العامة والخاصة وان يسيروا على شرع الحق فينصرفوا
عن الشر وعن كل ما حرمه هللا عليهم فهذا هو الطريق السليم الذي ورثناه عن سيدنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعن
ومن االخوان من كان يتصف بالتجريد المطلق قلبا بحال االنفاق و كنا قد ذكرنا واحدا منهم وهو الشيخ عبد العاطي ابو عبد
الحميد الذي كان ينفق كامل راتبه قبل ان يعود الى بيته ،
وكان منهم من هو أشد منه وهو الشيخ دسوقي وكان من دراويش الشيخ المقربين وكان يعمل حالقا في القرية ،وكان
مالزما للشيخ ال يكاد يفارقه وكان شديد المحبة ألهل البيت ويغلق دكانه باالسبوع او االكثر زاهال عن قوته في سبيل زيارتهم
و كان له بنتان أطلق على أحدهما كريمه و على االخري رئيسه وهما من اسماء السيد زينب رضي هللا عنها متمنيا بها
وكانت زوجته دائمه القول له :ماذا تركت ألهلك وبناتك حتى تترك مصدر رزقك طوال هذه االوقات ثم ماذا يكون االمر
بعد موتك ولم تترك لنا شيئا نقتات عليه فكان يقول لها :تركت لكم هللا هو الذي يتوالكم .
وحدث أن ذهب إليه الشيخ في مرضه الذي مات فيه ،وقد علم الشيخ ان موته قد حل فطمانه على نفسه وطمأنه على بناته
واهل بيته فقال له :إن شاء هللا تتركها على خير ولما هم الشيخ باالنصراف أراد الشيخ دسوقي ان يشيعه ،فقال له الشيخ
:ادخل دارك فرد عليه :ال تحرمني من ان اموت وانا أمشي خلفك فقال له الشيخ :باهلل عليك … ..ادخل دارك فما لبث
أن توفي بعد رحيل الشيخ بدقائق معدود وبعد وفاته اكر هللا بناته اهله وتيسر عيشهم وتيسرت ارزاقهم .
الكال عن الشيخ عبد الظاهر:
غير أن هناك درويشا واحدا اتصف باالستثناء في وصفه وكنا ذكرنا كالما كثي ار عن محبة االخوان بعضهم البعض و قلنا
أن الشيخ كان يحث على ذلك وإن من كالمه ان سقوط الدراويش من السماء السبعه أهون عليه من سقوطه من قلب أخيه
وتجلت هذه المحبة في كثير من المظاهر التي سردنا منها جلها اال هذا الدرويش المدعو عبد الظاهر .
كان عبد الظاهر مكروها من عمو اإلخوان ال يكادون يرونه حتى تنقبض له قلوبهم وتشمئز منه نفوسهم وكان سبب
االمر االول انه كان ينفرد بالشيخ انفرادا طويال طويال فكان بانفراده دونهم يحجب اإلخوان عن رؤية عمهم والحقيقة أنه ما
جاء أحد الى بيت الشيخ اال يحدوه األمل في لقائه والتحدث معه والبوح الىه والشكوى له ،فقد جاءوا باحمال الدنيا على
ظهورهم راجين بلقاء الشيخ ان يزيح عنهم هذه االحمال ويتضو عنهم هذه االثقال فاذا جاءوا وعلموا ان عبد الظاهر مع
الشيخ يئسوا من لقائه وانتظروا بال طائل وكان ياتي مبك ار و ينصرفوا متاخ ار .
في حضره الشيخ اال انه يكون مرابطا للخارج من عند الشيخ او االمر الثاني انه لو تصادف ان كال عبد الظاهر لي
الملتقى به فاذا خرج ساله عن عطاء شيخه له او انه استشف منه هذا العطاء ايا كان هذا العطاء علميا اوعمليا او مرتبه
او مقاما فاذا بعبد الظاهر يسلب منه هذا العطاء ويمنع عنه وصوله اليه هكذا كانت قدرته وهكذا كانت مهمته فربما كان
الشيخ في حال من حاالت السكر و يخرج من فيه كلمات يكون بها تصريف المر في الكون فكان عبد الظاهر يلتق تلك
الكلمات وال يدع المريد أن يأخذها لحرصه على خزانه العطايا ولكانه كان المصفا التي تخرج منها عطايا الشيخ وال ادري
ان كان ما ذكرته موافقها لحقيقة األمر على ما هو عليه او موافقا لحقيقه ما اتصف به يا عبد الظاهر.
فكان االخوان اذا رأوه عرفوا انهم اما انهم ال يتمكنون من رؤية الشيخ او ان اعطائهم منه ال يصل اليهم وارجو ان اكون
والغريب في االمر انه قبل ان الحال الذي كان عليه عبد الظاهر كان تكليفا من اهل البيت بذلك وظل هكذا االمر مع الشيخ
طيله ثالثون عاما خصوصا وان هذا االمر كان تحت نظر الشيخ ومعرفته .
واالغرب من ذلك أنه بعد انتقال الشيخ لم يري اإلخوان عبد الظاهر أبدا وانما سمعوا عنه ان هللا قد فتح عليه بالرزق بعد
ضبق حاله فحج الى بيت هللا وافتتح كتاب او اشترى ارضا وانبسطت احواله .
وال نملك في هذا الذي ذكرناه إال السكوت عنه الن االمر الذي يفسر به هذه الظاهر من االسرار التي لم يطلع عليها احد
من االخوان وخصوصا وان الشيخ لم يتكلم عنها اول يتحدث في شأنها وان كان اإلخوان قد احتالوا على صرفه من بيت
الشيخ ولكن باءت مساعيهم بالفشل ثم إن الشيخ قد عاقب من سولت له نفسه بالكيد لعبد الظاهر مما يعلم منه أن الوظيفة
التي كان عليها عبد الظاهر بهذه الشاكلة كانت من خالل الشيخ وبطريقه ولسنا هنا بالبحث في الصور الطريق الى هللا فانك
حدثتنا السيد توحه ابنه ال شيخ السيد احمد ابوقطه وهو خاد مسجد ابو الطرابيش ومن أبناء الشيخ كان عندهم في ليله وقال
الشيخ سوف اموت في الصباح فإذا مت يجب أن تمشي في جنازتي فقال له الشيخ يمشي وراءك الشيخ باهي فقال له ان لم
تمشي ورائي سادخل في قسم الشرطه اجيبهم لك ،فبات السيد قطة في منزل الشيخ وفي الصباح وجدوه قد فارق الحيا في
فاذاعوا خبر موته في الصباح وجهزوا الجثمان في المنزل وارادوا ان يذهبوا به الى الجبانة ولم يمشي الشيخ وراءه فاذا بالنعش
يدخل النقطه فخرج الحراس والضباط فقال للمشيعين ما االمر فأخبرهم بقصه فذهب الضاب ومعه العساكر الى منزل الشيخ
والشيخ احمد ابو قطه من دراويش الشيخ وهو من خدا مسجد ابو الطرابيش ويقال انه قد اخبر عمته جاريه بخبر موته ثم
اخبرت الشيخ بذلك والعبر في هذه القصة امرين االمر االول الدالله على مكانه الشيخ النه اذا كان مريده بهذه الشاكله فعلى
واألمر الثاني هو تكافؤ الشيخ بأوالده فلقد قا معه بما يقو االهل مع ابنائهم الذين هم من أصالبهم فنجده في منزل ثم
وال ابناء الشيخ طرائق مختلفة في التصرف عليه وبدء سلوكه معه ولكل واحد منهم معلم ظريف في شكل هذه البداية فهذا
اخونا الشيخ صديق الصعيدي وكان زميال لبعض من اوالد الشيخ في العمل من أمثال محمود احمد حسن وعلى سعد ومحمد
عبد الحميد واحمد سعيد وكان كل كال االخوان عن شيخهم عم الحاج مسعد فقد كان حبه متملكا من قلوبهم وأرواحهم
متصلة به وروحه فيهم فاستعذب الشيخ صديق حديثهم عنه وتاق الى رؤيته وتمنى في نفسه لو انه واحد من أتباعه وفي
على جسر عالي على طريق النهر وكانما لنشا قد شق غبات احدى الليالي وأثناء استغراقه النو وجد في نفسه وكانه جال
الماء متوجها نحوه بسرعة عالية ثم توقف عنده وعلى متنها الشيخ ولم يكن قد تراه من قبل فقال له اركب انت يا ابني
محسوب على من قبل ان تولد فركبت معه ثم استيقظت من النو وكان ذلك في العمل وكان الى جواره زمالءه في العمل
الذين ذكرناهم وذاكرنا انه م من ابناء الشيخ فقلت لهم الشيخ بتاعكم اللي انتم بتقولوا عليه بتروحوا له منين فقالوا له سوف
نذهب اليه الجمعة القادمه وكان اليو الذي حدثت فيه هذه الواقعه مساء الثالثاء .
اصطحبه الزمالء الى االخصاص في يو الجمعه المتفق عليه فلما دخلوا عليه وقالوا ...هللا … .هللا وكانت هذه عاده
االخوان قبل الولوج الى الشيخ فقال لهم اتفضلوا فلما جلسوا واقترب منه الشيخ تحدث اليه قائال له :انت جاي زائر وال محب
و فيهم الوحش و انا ربنا مبيجبليش لي اال الطيبين دول المجندين فقال له :محب فقال له الصعايده يبني فيهم الكوي
بتوعي ادا هوملي ربنا هما دول المحسوبين علىا … .واللي يخشن البيت ده و يشرب ميه من الزير ده ده محسوب علىا .
ومن كال الشيخ بشرى البنائه من اكثر من وجوه الوجه األول ان صلتهم بالشيخ حاصله قبل ميالدهم ومن كانت صلته
بالشيخ حاصلة قبل الميالد فسوف تبقى بعد انتقال الى جوار ربه وهو وإن كان امامه في الدنيا فهو ايضا امامه في اآلخر
وهو القائد له في الطريق مع هللا في قبره وفي حشره وفي بعثته وفي حسابه وفي صراطه وفي صحبته لرسول هللا صلى هللا
والبشر الثانية قوله لصديق انا ربنا مبيجبليش اال الطيبين وكالمهم صدق وحدثهم ميثاق وألفاظه من ترد وفي ذلك إشار لنا
وأما البشر الثالثة فهي امتداد فضله وسعه مددهم وانبساط خيرهم من ان مجرد الدخول في بيتهم والشراب من مائهم محسوب
عليهم حتى وان لم يكن من ابنائهم او مر عليهم مرور العابرين اال انه ال يدخل في دارهم وال يشرب من مائهم اال من رضو
منه ذلك في قرار نفوسهم وكيف ال وهم الكرماء في عطائهم وفي مناسبة الكال عن صديق ورفاقه من أبناء الشيخ يروى لنا
فرص االلتقاء به كلما سمحت له حكاية له مع الشيخ علي سعد مفادها ان يحرص المريد علي لقاء شيخه وأن يقتن
الظروف بذلك واال يتكا على عذر يبتعد به عنه وأن يجاهد نفسه في رؤيته والنظر عليه وان يعاون االخوان بعضهم بعضا
في التواصل مع شيخهم فقد حدث ان اتفق صديق وعلي سعد على الذهاب الى الشيخ فلما تعهد صديق في نفسه ان يذهب
و استعد للقاء ال شيخ وفرغ نفسه لهذا اللقاء رغما عن ظروف عمله اذا بعلى سعد يخذله في مصاحبته له فاضطر صديق
الى الذهاب الى العمل الذي كان قد تركه فلما ذهبا الى الشيخ بعد ذلك نظر الشيخ الى علي سعد وقال له :لو كررت اللي
على الشيخ هذه الرؤيا نظر الى علي سعد وقال له : فصادفه شيطان في الطريق قائال له :مش هخليك تعدي فلما ق
انت الشيطان بتاع صديق وعلى هذا واجب على االخوان بعضهم بعضا ان يتفاوتوا مع زيار الشيخ ورؤيته واالغتراف من
مدده وان يكونوا موضع نظره وموطن رعايته ومناط فضله .
المريد فلم يعد المريد في سلوكه وأخالقه لسابق عهده قبل هذه الشيخ ونف وكان لتبيعيه المريد للشيخ معاني كثيره في نف
المعرفة اذكان منوطا مالحظا من شيخه حريصا في عمله متفانا له مراعيا هللا في شؤونه وفي شأن من يتعامل معهم لمن
وتجده في بيته باذال قصارى جهده متفانيا ال يدخل في جو فيه او في اجواف ابنائه واهله ماال ح ار ما او به شبهة وقد ذكرنا
من الروايات ما يؤيد ما ذهبنا إليه وكان يشعر وكان عقابا سيتبعه اذا تجاوز حده وفي المقابل كان الشيخ معه في جميع
حركاته وسكناته ناظ ار اليه مادا له مرافقا له ويشعر المريد بهذه الصحبه في نفسه واذا كان معلقا صوره شيخة على حائ
في غرفته شعر وكان عين الشيخ تالحظه من هذه الصور وكثي ار من االخوان كانو يالحظون حركه الشيخ فيها حقيقة دون
وهم فهذا هو الشيخ صديق الصعيدي وكان يعمل في الشرطه وقد جعلوه هو ونفر من زمالئه في حراسة اعمد التليفونات
خوفا من سرقة اسالكها من العرب المحيطين بهم فكان زمالئه ينزعون اعواد الذر من الحقول المحيطة بهم ويشون الذر
على النار ويقضون ليلتهم على هذا الحال فاذا دعوه إلى مشاركتهم المهم على ما يأكلونه من هذا المال المسروق في حقول
الناس فهذا مال ح ار في عقده والمهم على تركهم مواطن خدمتهم وحدث ان كان مرابطا على احد االعمد لحراستها أن غلبه
النو فوضع بندقيته تحت راسه واستغرق في النو ولم يلبث االمرقليال حتى وجد من يوقظه فاذا به شيخه مرتديا ثيابا بيضاء
ومعهم سيفه وكانه يوقظه ليواصل حراسته فاخذ يده وقبلها ثم تركه الشيخ سائ ار في ضوء القمر حتى اختفي فنادوا اصحابه
على البعد متسائلين عن هذا الرجل الذي كان معه فقال لهم دا واحد ضيف فقالوا له :هوه ده الحرامي امسكوه فرد عليهم
بتهكم وسخريه لما يجي ثاني همسكه عوده لما كنتم عليه فهذا جانب من رقابه الشيخ على ابنائه وحرص المريد على معالم
فق بل تعدتهم الى تبعية من الجن وهو امر عزيز المعرفه على الكثيرين من ولم تقتصر واليه الشيخ على ابناؤه من اإلن
المقربين لديه الن الشيخ يفصل بين الفريقين في طرائق المعامله اال اذا كان بين الطرفين عالئق مشتركه ولم نسمع هذا
أل نفسهم فلتات وهم في هذا األمر مقتدين برسول هللا صلى هللا عليه االمر من اشياخنا اال على سبيل فلتات اللسان ولي
وسلم اذا كان له اتباع من الجن النهم وارثين له وقد ايد هذا االمر في شان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ما جاء به القرآن
ومن تلك اللفتات التي عرفنا منها هذا االمر ما قصه علينا الشيخ صديق حين قال بتصريف منا :كنت موجوده في البلد
وذهبت الزور ابى وامى في مقابرهم وكان الوقت في عز الظهر فامطيت حمار اخي وذهبت وحدي إلى المقابر وما ان
صفراء ولم اعلم لها رأس وال وجه فوقع دخلت المقابر وتممت قراء الفاتحة حتى وجدت ام أر أمامي على البعد مرتديه مالب
االمر فى قلبى وارتعدت فرائضي واقتصرت يدي فقرات الفاتحة لعمى الحاج مسعد فاختفت من امامي و على عجلة ركبت
دبتي وعدت سريعا الى بلدي وما ان رجعت الى القاهر حتى ذهبت الى عم الحاج مسعد وكان يو الجمعة فلما رانى ضحك
في وجهى وجذبني ا ليه قائال :احنا يا صديق ما عندناش حد غيرك ما الذي اذهبك الى المقابر منفردا لم لم تأخذ احد معك
… .ان ما رأيته كانت احدى االخوات من الجن وهي من اتباعنا وما ان سمعتك حتى اختفت ولم تعد تبرز لك ثانيا .
وللشيخ اتباع من صالحين الجن يحضرون معه ويستمعون إليه و يرافقونه في سيره إلى أهل البيت ويحتقرون موالدهم يقول
كان عم زوجتي معاش ار الحداهن كان يتحدث إليها من وراء ستاره منصوبة بينها وبينه هذا اذا كان في الغرفه من ال يجب
ان تظهر له وكان لها عبد يدعى غسان وحدث ان جاء محمود احمد حسن وهو من أبناء الشيخ مسعد فاراد الرجل ان يحكم
الستاره المعصوبه امامها فقلت له أنت خائف من محمود ليه دول والد سيدك مسعد ما تخافش من النوع دول دول لهم عم
بطل عظيم اسمه الحاج مسعد واحنا من اتباعه وانا باحب سيدي علي زين العابدين وال زلت هكذا حتى قالت لي :والكال
للشيخ صد يق والنبي انا عايزه ازور الحاج مسعد وكان الكال معها من خلف الستار فذهبت بها إلى زيار سيدي علي زين
العابدين وزياره الحاج مسعد فهؤالء من الجن الصالحين وما اكثرهم .
وفي مناسبه الكال عن الشيخ صديق تروي هذه الحكايه :كان احمد سعيد ومحمد عبد الحميد قريبا السكن من الشيخ
صديق وكان بجوار ارض احمد سعيد ومحمد عبد الحميد واحد من أهل الطريق برهانى من أتباع سيدي ابراهيم الدسوقي
وكان هذا تابع لشيخ له في البرزخ وكان كثير المدح لشيخه متعصبا له وفخو ار به معتقدا أن أحدا اليضاهيه في المقا فلما
راي الشيخ احمد سعيد ومحمد عبد الحميد ذلك شع ار بالغير على شيخهم عم الحاج مسعد وعلى طريقتهم فارادو ان يذهبا
به الى الشيخ صديق فهو اقدر منهم على التحدث عن الشيخ وكانها كانت مناظر بين ابناء الحاج مسعد و أبناء الشيخ
البرزخ و جاي يزورك يريد شيخه الذي يعتز به ويدافع عنه فرد عليه الشيخ صديق :هل أتيت إلى باذن ا أنت قاد إلينا
من تلقاء نفسك وال يزال هذا الضيف في إعجا به بنفسه واعجابه بشيخه الذي يدافع عنه فقال متفاخ ار :نحن لدينا اذن على
الدوا ولم تكن الكهرباء موجود في هذه المنطقة وكان القو يستخدمون المصابيح التي تضاء بالجاز وبعد ان قال هذا الرجل
قولته انطفاء المصباح واذا بنور شديد يعم الغرفه كلها واذا به عمى الحاج مسعد صاحب هذا النور فقا الجميع وانتفضوا
من جلوسهم وهب الضيق واقفا مؤديا التحية العسكرية والشيخ صديق واقفا يق أر الفاتحة لشيخه واستمر هذا االمر على ما هو
وشرب الشاى ثم توجه الشيخ صديق عليه لمد تقترب من ثلث ساعه وبعد ذلك افاق الرجل من هول ما صادفه وجل
قائال له :اني اريد ان تذهب بى الى شيخك فقالت له :وهللا لو جاء اإلذن بذلك لفعلنا عنه وانصرفوا بعد ذلك .
وبعد انصرافهم طلب هذا الرجل من الشيخ احمد سعيد ومن الشيخ محمد عبد الحميد ان يتوسطوا لدى الشيخ صديق حتى
بعد ذلك بحوالي يومين جاء احمد سعيد و محمد عبد الحميد وأخ ثالث لنا هو الشيخ محمد محمود احمد حسن الى الشيخ
صديق وطلبوا منه ان يذهبوا جميعا الى هذا الرجل في بيته حسب ما اتفقوا عليه وقلت لهم :كيف ازوره و لم ياذن لى عمى
بذلك فلو اذن الشيخ ال نذهب اليه ولو كان في اخر بالد المسلمين ولما ذهب الجميع الى الشيخ وقصوا عليه القص
وذكروا له رفض الشيخ صديق ان يزوره فقال لهم :صديق عنده حق وهو اصح واذكى منكم هذا الرجل قد جاء اليكم
غير معترف بكم ال انتم وال شيخكم وال يرى غير شيخه القائم تحت قبته المباهي بها غير و الجل هذا السبب اظهرنا له
أم ار بسيطا اشار الى وقود الشيخ في نوره عليهم في منزل الشيخ صديق وما اظهرناه كان من اثره ان وقف ثابتا على اقدامه
مؤديا لنا التحية العسكرية( ،ولو عايز الفه كنت لفيته) يريد انه لو اراد ان يضمه الى درويش ده فعل) ولكن بيتي مفتوح
على الدوا لجميع المشايخ والطرق الصوفية على اختالف طرقها ومن يريد ان يشرفني منهم فعلى الرحب والسعة مع وجود
حب عمه في قبل كل شيء انما اذا كان االمر بهذا الصدوره التي جاء بها اليكم و محاوله جذبكم لهم وظهور بمظهر قوه
شيخهم عليكم فال فبيت الشيخ مسعد يسع الجميع منا ومنهم وال يتمكن احد من اوالد الشيخ ان يذهب الى مكان ايا كان اال
بينهم و يق ار الفاتحه لعمه . باذن الشيخ حتى اذا ذهب اليهم في زياره في باي طريق كان فانه يجل
وحدث ان كان رجل من قوص وهي احدى مدن قنا وكان هذا الرجل تابعا للطريقه البرهانيه من أتباع سيدي إبراهيم الدسوقي
ايضا وجا ء هذا الرجل لزياره واحدا من اخوانه كان قاطنا في الدور االعلى في المنزل الذي فيه الشيخ صديق ذلك بتعيم
حضره في منزله فلما حدثوه عنى وعن شيخى و الكال للشيخ صديق اصر شيخهم ان ينزل الى داعيا اياى ان اشاركهم فى
بدا من قبول الدعوى وصعدت معهم وكلي حرص وحرج ووجل من هذه الزياراه الني كنت اعلم ضروره فلم أجل المجل
استئذان الشيخ في مثل هذه األحوال ولما جلست بينهم قلت في نفسي ما لي وما يقرؤون فجلست اق ار الفاتحه لسيدى مسعد
و سيدى سعد الدين الجباوى وهم يقرؤون ما يقرأون في مجلسهم وذهبوا نزلت الى شقتى ولقد كان في نيه شيخهم ان يجذبني
ثم علمت من شيخى بعد ذلك أن الرجل قد حوكم فيما قصده من زيارتي له واح ارره على وجودي بينهم وعلمت من شيخى
ان هذا الرجل كان له تسع وتسعون درجة فكان الحكم عليه ان ينزع منه ثمانية وتسعون درجة ولم يبقى عليه اال درجه وحده
،وقال له حكابه :هذا ادبا لك النه قال لك انه ابن فالن فكان عليك احت ار عمه وال تحاول جذبه اليك .
وقال للشيخ صديق :هل حدث بعد يومين جاء هذا الرجل الى منزلي محموال منهم بناءا على طلبه ان يزورني فدخل وجل
لك عندما جالستنا في المر األول ى شيء فقلت ال ثم سالت مسألة الشيخ صديق :هل حدث مني انا شيء ؟ قال نعم يا سيدي
عمك تاج راسنا وسيدي وانا من اوالد سيدي ابراهيم الدسوقي ولم يذكر اكثر من هذا .
وبعد ان استاذنت على الشيخ بالدخول بقولى :هللا … .هللا … .وهي من ثم حدث بعد ذلك ان ذهبت الى اال خصائ
عاده االخوان قبل دخولهم على الشيخ فبادرني الشيخ قائال - :
يعني يا صديق هو احنا هنبقى فتةات قلت له :ليه يا عم ؟ فقال :يعني انت مش عارف حاجه الناس بتاعت سيدي ابراهيم
الدسوقي قاصدا ما ذكرناه سيدي ابراهيم الدسوقي عمنا وتاج راسنا فقلت له :وهللا اللي يعمل غل يا موالنا يتحمل انا
اختاروني على اني اهبل او عبي واجلسوني الق ار معهم اورادهم وما كان ينبغي ان افعل ذلك فجلست اق ار فواتح فق لعمي
وشيخ الطريقه سيدى سعد الدين الجباوى فقال لى الشيخ هو ضيع نفسه في بمحاوله جذبهم لك ناحيتهم لقد كان معه تسعه
وتسعين عقده ازالوها عنه عقده واحده ثم سألت الشيخ هو انا عملت حاجه غل ؟ ولم يدخل هذا الرجل الى البيت مر أخرى
.
و ال ينبغي ان تمر علينا هذه الرواية دون ان نستخرج منها امو ار هي في غايه األهمية في طريق اهل هللا .
اوال :ال ينبغي للمنتظم في سلك الطريق ان ينابز غيره من أرباب الطرق االخرى فاذا كان الحق قد حذر العدا من المنابزه
باأللقاب فان الحذر اولى في خصوص اهل هللا الن الطرق مهما تعددت فانها تنتهي إلى مورد واحد وهو مورد رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم والكل الى رسول هللا منتسب مهما تعددت مشاربه .
والمريدين وان تنابزوا وتنافسوا وتفاخروا فإن شيوخهم ال رضا لهم بذلك فالسعدى والشازلي والدسوقي والرفاعي والقادري
جميعهم اخوان على سرر متقابلين وكما ال فرق في األنبياء بين نبي ونبي فانه ال فرق في االشياخ بين شيخ وشيخ وان
تفاضل بعضهم على بعض فإنه كتفاضل األنبياء بعضهم على بعض.
وعلى العمو فان التنابز من شيم الجاهلية التي نحن اولي من غيرنا بالفروق عنها .
ثانيا :ان هذا التنابز ال يتعارض مع الغيره في الطريق فان التنابز مصدر الكراهية اما الغيره فمصدرها الحب والتنابز يدعو
الى الصدور والمحاربة والغيره تدعو الى اظهار الحب واالجتهاد في المحبة والتنابز يجر المريد الى الخلف بينما الغيره تدفع
بالمريد الى األما خصوصا ان الذي نغار فيه وهو الحق الفرق لديه بين مخلوق ومخلوق فالجميع منه ومحبته للجميع وهلل
المنال األعلى -كمثل محبه الوالد الوالده وان اختلفت صفاتهم وأخالقهم ومذاهبهم وهو من محبته لهم يقبلهم جميعا وان
تقريب احدهم من االخر اليه ال ينبغي على االخر على االخالق محبه لهم وما حصل في رواياتنا هو وغيره من جانب ابناء
الشيخ مسعد وتنابز من جانب غيرهم وان كنا نحسن الظن بهم .
ثالثا :ال يجب أن يجتهد طرف في كسب مريد هو من ارزاق طرف آخر فان المريد االشياخ هم ارزاقهم التي قسمعها هللا
لهم ولعل أشد ما يعاني منه االنسان هو النظر الى ارزاق اآلخرين وليست العشمه في الرزق منوطة باحد انما هي هلل الواحد
ويتعارض الطمع في ارزاق اآلخرين مع مااصطلح عليه اهل هللا من االخالق االلهيه والطبائع المحمديه .
رابعا ان المريد يجب ان يحتاط لنفسه وايسر الحيطه هي اال يكون لك تصرف من تلقاء نفسك اال بمشور شيخك فانه ادري
منك بدروب الطريق وافاته ومعارجه ومازالعه ومنتخباته ومتطلباته وسقطاته وعيوبه ومتفرعاته وادرى منك باسباب النجاه فيه
ودواعي الهالك فيه فال يغيب عنك ذلك وان تقدر عليك ذلك وذلك ال يكون الرتباط المرشد لك في جميع حركاتك وسكناتك
فا االولى لك ان تقف في السبل فال تنجح الى طريق يكون فيه اختالف حتى يكون لك من هللا فيه شاهد .
خامسا :الثقه في الشيخ واإليمان به والقبول عليه واالعتزاز بصحبته واالنصياع ألمره والصبر على طاعته واحتمال دواعي
تربيته لك فانه ما عاقبك اال ألنه يحبك وما المك اال النك تحت وصايته فلقد كنت غريبا عنه لتركك لنفسك وما اشد نفسك
سادسا :العلم بان شيخك اقرب اليك من نفسك وهو معك في حركاتك وسكناتك ناظ ار اليك شاهدعليك معك في كل أوقاتك
راضيه مطاوعه ناجيه يسوقها الى الحق شيخ مرشد عصيه معانده لسلك طريق الترويض و المجاهده واخره نف او له نف
عارف بطريق القو مسؤول اما الحق من رعيت اما مدعو الى هللا حاكيا له عن اوالده متحمال عنهم ما عجزو عن تحمله
وأخي ار :اال يغتر احدهم بقربه من هللا وتول الدرجات فما اشد على العارف من السلب بعد العطاء وما اشد عليه من فوات
الدرجات والمقامات بعد حيازتها وما أشد عليه من دركات الهبوط بعد اعتالء الدرجات وما اشد ان يعود الى اول الطريق بعد
ولم يكن عطاء الشيخ مقصو ار على ابنائه من دراويش أهل طريقته او ابنائه من اصالبه وانما تعداه الى من ليسوا من ابناء
الطريقه الى المعارف والجيران من اهل بلدته او من تصادفت ان قابله في به في طريقه او في اي مكان ازره فقد كانت رؤيته
والكال معه و االطالع على نوره خير لكل من تقرض لذلك فلقد حدثنا الدكتور احمد موسى عن شيخه محمد ابو سالمه ان
الشيخ قد أصابه ب عض مرض استلز دخوله مستشفى الحميات فاصبحت المستشفى كخلية نحل من كثره تردد الدراويش
والمعارف واالقارب له حتى علم اهل المنطقه كلها بوجود شيخ كبير في المستشفى وكان االمر في اجالل اهل هللا وتوقيرهم
في زمانهم خالف ما الحال عليه في زمننا هذا وكان بجوار المستشفى دكان بقاله صغير ازدهر حاله وربحت تجارته من
كثر تردد الدراويش عليه وكان صاحب الدكان وزوجته من اقتربوا من سن الكهولة ولم يكن لديهم اوالد فجعلت زوجته صاحب
الدكان تتردد على غرفه الشيخ لطلب لقائه ولكن لم يصادفها التوفيق حتى كانت ذات ليله والشيخ مجتمع في غرفته و معه
بعض احبابه وكان حال الشيخ في غمر روحانيه عاليه وفي هذا الوقت تسللت هذه السيد الى غرفة الشيخ فدخلتها والشيخ
على هذا الحال فلما جاءته قال لها :ايه ده ؟ من انت ؟ وكيف دخلتى ؟ فبادرته السيده دون مقدمات و كانها تريد ان تقذف
ما بداخلها قذفا اذ هي لحظه قدال تتكرر في حياتها بعد ذلك قالت :انا عايزه اخلف فرد عليها الشيخ قائال :ماتروحي تخلفي
يعني هي قله خلف؟ ومضت فتره من الزمان وشفى الشيخ وعاد الى بلدته ثم فوجى بالسيده وزوجها يزورونه في بيته حامين
كمية كبير من الهدايا فقال لها الشيخ من أنت ؟ فقصت عليه القصة كلها ما ستغرب الشيخ وقال :انا قلت كده ؟ فقالت
نعم وقد حملت من ليلتى تلك وانجبت غال فجئت اشكرك فانزعج الشيخ انزعاجا كثي ار فقال لها :يا ستي روحي اشكر هللا
هو اللي اعطاك اما انا فال اعطي وال امنح وال اهب وال امنع وهو هديتك اخرجيها لوجه هللا اوخذى ثمنها اما انا فال اتقاضى
عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون وال حرج على فضل هللا في عطاء اولياءه وفي ان يكون هذا العطاء سبب في عطائهم
لخلق هللا ومنهم هذه السيد التي كانت تتوق لعطاء الولد والجميع من اقدار هللا في خلقه .
ابو جاد رحمه هللا مفادها ان الشيخ محمد ابو جاد كان في زياره سيدنا الحسين ودخل روى لنا الشيخ رفاعي روايه تخ
الميضه ليتوضا فلما ادار بص ره فاذا برجل وامراه داخل الميضه في وضع مخل باالدب فثار ثور عارمه واهتاج لهذا االمر
اذا كيف يحدث هذا بجوار سيدنا الحسين فااخرج سكينا كانت معه فطعن بها الرجل فارداه قتيال وقبض عليه وتم تحويله إلى
محكمة الجنايات وبعد دراسة القضية من القاضي اضمر القاضي في نفسه ان العقوبه المناسبه لهذه الجناية هي ستة عشر
على ورق مقدار سنة عز االمر في نفسه على ذلك فلما ذهب القاضي الى بيته و اخلد فى النو راى نفسه وهو يجل
العقوبة التي انتواها لهذه الجنيه وكان كل ما يكتب سته عشر سنه فان السيد زينب رضي هللا عنها تبدو له وتقول :ال ،هي
فق ستة أشهر وتكرر هذا المشهد فاخذ بناقشها فيما يناسب جناية من العقوبة ويذكرها بجنايته وهي رضي هللا عنها تصر
على ان تكون العقوبة سته أشهر فق وال تزال هذه الرؤيه تعرض للقاضي يوميا وتكرر معها مشهدها وفي النهايه لم يجد
القاضي بدا بالحكم عليه بالمد ال تي قضت بها السيد زينب رضي هللا عنها ولم ينتهى االمر على هذا الحد بل كان البد له
عليه امره من التاكد من تجاوز اهل البيت في اعطائهم عليه فذهب الى الشيخ في اليو الذي قابل فيه الشيخ رفاعى وق
.
في هذا اليو كان من المقرر ان يحضر موالنا سيدنا الحسين وموالتنا السيد زينب ليجتمعوا بالشيخ رضوان هللا عليه ويتباحثو
وذكر ابو جاد للشيخ رفاعي انهم على وصول وجلسا يتحدثان قليال ثم مالبث ان هب ابو جاد واقفا صائحا :وصلوا …..
وصلوا ...ثم وجه كالمه إلى الشيخ رفاعي :لقد صعدووا الى الشيخ ادعو يا ولد ان ربنا يستر … .ربنا يستر ياوله و مرت
فتره قصيره هب بعدها ابو جاد قائال لقد نزلوا من عند الشيخ واتفقوا على وقوف االمر على ما قضى به القاضى في السته
شهور وبعد ان اطمان ابو جاد على نفسه انفرجت اساريره وبشى وجهه وارتسمت االبتسامه عليه واخذ يسامر للشيخ
رفاعى ويساله عن سبب مجيئه الى الشيخ فى هذا اليو فقال الشيخ رفاعي :لقد جئت اليو الستشير الشيخ في امر زواجى
فقد عزمت على ان اخطب جاره قريبه منا ولكنى اخشى الرفض من جانبها وجانب اهلها لكونها تعمل مدرسه بما قد يوحي
بالتباين في المستوى بيني وبينها اال اني ارغب في االقتران بها وال اعرف اذا كان الشيخ سيوافق على هذه الزيجه ا ال لنف
اق ار معيا الفاتحه لسيدنا الحسين وموضوعك السبب الذي اخشاه منهم هنا قال الشيخ ابو جاد ال يا وال هيوافق ان شاء هللا ب
بعد قليل ارسل الشيخ كامله وهي احدى اخواتنا الخدمات بالمنزل لتعلم الشيخ رفاعي ان الشيخ يريده فلما دخل على الشيخ
الشيخ رفاعى بجوارهما وظل ساكنا وسمع الرجل يكلم الشيخ قائال :هو شطح مره واحده ليه وجد رجال جالسا معه فجل
كده مش كان يمشي على قده ؟ فرد عليه الشيخ زي بعضه ما هو على قده برضه وده ابننا واحنا مش هنسيبه ثم سكت
الرجل .ثم توجه الشيخ الى عم الفاعي ايه يا ولد يا رفاعي قال :انا عايز اخطب والعروسة مدرسه قال له طب وماله على
انا خائف تعمل على مدرسه قال له :ما عندناش مهندسه وال دكتوره معندناش الكال دا كله يتوكل بركة هللا فقال له ب
وبعد ان تمت الموافقة طلب عم رفاعي من الشيخ ان يذهب الى طنطا لزيار سيدي احمد البدوي… قالوا ما سيدك احمد
البدوي قاعد اهو اذ كان الرجل المجاور للشيخ في الجلسة هو سيدي احمد البدوي.
ومااكثر ما متالت هذه القصة من مشاهد كان اولها :غيره ابو جاد على مقامات اهل البيت وكيف انتهك الحرمات في
مقاماتهم فكانت هذه الغير سببا في انخفاض العقوبه من ستة عشر عاما الى سته شهور واما عقوبه السته شهور فكانت
ثمنا الراقه الد وهتك الستر فلو تغاضى عنهم من باب ستر ماستر هللا لما ناله العقوبة فإن هللا ستير يحب الستر ولو ترك
االمر الثاني :صالح القاضي اذا كان القاضي اهال لزيار اهل البيت اليه ولو كان خالف ذلك في الصالح مازاروه وال اطاع
االمر الثالث :ان فوت عقوبة المريد من اهل الظاهر ال تمنع عنه مرور العقوبة على اهل الباطن والذي يمثله في روايتنا
اربعه موالنا سيدنا الحسين و موالتنا السيد زينب و موالنا احمد البدوي وموالنا عم الحاج مسعد الذين اجتمعوا على رأي
السيد زينب فيما اشارات علي القاضي به فكانت بهذا رئيسة الديوان حقا .
االمر الرابع :وهو ادراك هذا كله من الشيخ محمد ابو جاد من اول ادراكه ان المجتمعين انما جاؤا للقضاء الباطن في امره
ثم انتظاره لهم مما يدل على سبق علمه بحضورهم الى الشيخ ثم رؤيته لهم بعد حضورهم ووقت انصرافهم ثم علمه بفحوى
الحكم الذي اقروا به حكم القاضي عليه فاذا كانت هذه مكانه ابو جاد من العلم وهو الجاني فماذا تكون مكانته اذا كان بغير
جنايه ثم ماذا يكون حال شيخه من العلم اذا كان المريد بهذا الشان .
:هو اصابه الحدس من جانب ابو جاد حينما بشر اخوه الشيخ رفاعي بما جاء لمشهوره الشيخ فجاءت االمر الخام
بشرته مطابقة لرأي الشيخ في هذا االمر ثم فرحه الخيه الدال على محبته له .
االمر السادس خضوع المريد قبل لما يشير به الشيخ إليه وهو ما تمثل في امثاله الشيخ رفاعي المر الشيخ بالموافقه وزوال
خوفه فما يخافه ولو أشار عليه الشيخ بالرفض المتثل األمر طائعا .
االمر السابع :تلك المشور القائمة بين سيدي أحمد البدوي والشيخ في شان زواج الشيخ رفاعي من حسبه سيدي احمد
البدوي من ان يكون مثل هذا الزواج نوعا من الشطح الختالف المستوى بين الطرفين ثم طمأنه الشيخ لسيدى احمد البدوى
من ان هذا اليعدنوعا من انواع الشطح وانظر الى مساحه التسامح بين الشيخ و سيدي احمد البدوي .
االمر الثامن :هو النظر الى كرامه الشيخ رفاعي حال نظره في يو واحد لسيدي احمد البدوي والشيخ مسعد وحضوره رقت
حضور موالنا سيدنا الحسين والسيده زينب ثم مرافقته للولي الصالح محمد ابو جاد ثم انظر في آخر األمر الى كرامه من
نحن بصدد سيرته وهو عم الحاج مسعد اذا كان مجالسا لسيدي أحمد البدوي ومحادثا له وكان مرافقا قال لموالنا سيدنا
الحسين و موالتنا السيده زينب واجتماعهم في بحث حال احد ابناء الشيخ .
من نور احم ي ييد قبل ي ييه االحب ي يياب ذو القل ي ييب النقي
واميره فتيي ييان الجني ييان حسي ي ي ي ي ي ييين والحسي ي ي ي ي ي يين النقي