You are on page 1of 27

‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة اإلسنادية‬

‫*‬
‫د‪ .‬حسين بن عائشة‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم (الجزائر)‪mostawayete@hotmail.fr‬‬

‫تاريخ النشر‪6262/05/62 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2021-05-10 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2021-04-18 :‬‬

‫الملخص‬
‫ينظر النحو الوظي في إىل الوظيفة باعتبارها مصطلحا ذا داللة سياقية هلا عالقة باالستعمال املرتبط أساسا مبحيطه‬
‫االجتماعي والثقايف يكتسي من خالله بعدا تداوليا ‪ ،‬إالأن اللسانيات البنيوية تعترب الوظيفة ذات بعد جتريدي حمايث توصف اللغة‬
‫انطالقا من مصطلح التجريد لذاهتا ومن أجل ذاهتا ‪ .‬يف حني أن النحو العريب يربط الوظيفة اللغوية بالبنية الرتكيبة ذات العالقة‬
‫اإلسنادية ضمن وظيفة اجلملة املبنية على ركنني أساسني مها املسند واملسند إليه واليت يتم مبوجبها حتديد الظاهرة اإلعرابية من‬
‫خالل تعيني موقع إعراب تلك العناصر املكونة للجملة سواء أكانت امسية أم فعلية‪.‬والوظيفة يف النحو الوظيفي تتعدد بتعددسياق‬
‫املقال واملقام إذ تتنوع وظائفها يف البنية احلملية لتتخذ بذلك ثالثة أنواع هي الوظائف الرتكيبية والداللية والتداولية تأخذ هي أيضا‬
‫بذلك إسنادا وظيفيا خيتلف عنه يف النحو العريب‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الوظيفة الداللية ‪ ،‬الوظيفة الرتكيبية ‪ ،‬الوظيفة التداولية ‪ ،‬اإلسناد الوظيفي‪.‬‬

‫‪Abstract :Functional grammar considers function as a term with a contextual meaning related‬‬
‫‪to use which is mainly related to its social and cultural environment, through which it acquires‬‬
‫‪a deliberative dimension, but structural linguistics considers function to have an abstract‬‬
‫‪dimension. that is the language described based on the term abstraction for itself and for itself.‬‬
‫‪While Arabic grammar relates the linguistic function to the structure of the syntactic relation‬‬
‫‪within the sentence function which is based on two basic pillars, namely the predicate and the‬‬
‫‪predicate at which the syntactic phenomenon is determined by specifying the location the‬‬
‫‪analysis of these elements that make up the sentence, whether verbal or verbal. With the‬‬
‫‪multiplicity of the context of the essay and of the denominator, as its functions vary in the‬‬
‫‪convective structure, it takes three types: syntactic, semantic and pragmatic functions, which‬‬
‫‪also take on a functional attribution which differs from it in Arabic grammar.‬‬
‫‪Keywords: semantic function, modular function, deliberative function, Functional attribution‬‬
‫‪ .1‬مقدمة ‪:‬‬
‫يرتكز النحو الوظيفي على دراسة اللغة أثناء االستعمال‪ ،‬ويتخذ من ذلك بعده التداويل‪ ،‬عكس ما تراه‬
‫اللسانيات البنيوية والدرس النحوي العريب‪ ،‬حبيث يعتمد كل منهما على الوصفية اليت ترى أن اللغة تدرس لذاهتا‬
‫ومن أجل ذاهتا ‪ .‬لكن النحو الوظيفي يتخذ من الوظائف اللسانية موضوعا له ‪ ،‬ليخرجها من بعدها التجريدي‬

‫*‪ -‬املؤلف املرسل‬


‫‪21‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫إىل ربطها باحمليط الذي وجدت فيه‪ .‬والوظائف يف النحو الوظيفي أو اللسانيات الوظيفية تتنوع بتنوع املصطلحات‬
‫واملفاهيم اليت تتضمنها تلك الوظائف سواء أكانت داخلية أم خارجية‪،‬كما يهدف النحو الوظيفي أيضا إىل‬
‫حتقيق مجلة من الكفاءات كالكفاءة التداولية املبنية على قصدية املتكلم يف حواره مع املخاطب أثناء االستعمال‬
‫اللغوي املتعلقبالسياق وبواسطة هذا املصطلح (القصدية) تتولد أيضا الكفاءة النفسية لديه نظرا ملا ينجر عنها من‬
‫عملية الفهم واإلفهام بني كل من املتكلم والسامع‪.‬‬
‫اإلشكالية المطروحة‬
‫يشكل مصطلح الوظيفة بؤرة يف الدرس اللساين الوظيفي نظر الهتمام الكثري من الباحثني به ملا له من‬
‫دالالت خمتلفة فعند دي سوسريجردت الوظيفة اللسانية من أي عالقة خارجية من حميطها اللغوي ‪ ،‬مث جاء‬
‫"تشومسكي " بعده ليقسمها إىل ستة وظائف ‪ ،‬والسؤال املطروح هل هذا اعترب ذلك كافيا عند اللسانيني؟ وإذا‬
‫كان كذلك فما هي اإلضافات اليت أقرها اللسانيون بعدمها ؟ وماحال اللسانيات العربية فهل بقيت على عهدها‬
‫املعياري التجرييب املرتبط بالظاهرة اإلعرابية املبنية على استنباط القاعدة ؟ فمااجلديد الذي أضافته اللسانيات‬
‫الوظيفية إ ىل الدرس اللساين اللغوي العريب؟ وكيف تتحقق عملية اإلسناد الوظيفي يف البنية الرتكيبية ؟ وأي وظيفة‬
‫من الوظائف اليت جيب أن تكون مسندا واألخرى مسنداإليه ؟ وما املعيار الذي حيدد لنا ذلك لتكون إحدامها‬
‫مسندا واألخرى مسندة إليه؟‬
‫لقد بىن اللسانيون دراساهتم اللغوية على الوظيفة اليت تعترب الركن األساسي للبنية الرتكيبية ‪ ،‬فهي عند‬
‫"تشومسكي" أساس امللكة اللغوية أي مرفة البنية ومكوناهتا وطريقة عملها ‪ .‬إال أنه ركز على اللغة التجريدية يف‬
‫مستوى بناها الرتكييب أي إبعادها عن السياق واالستعمال مبا فيه من اجلوانب النفسية واالجتماعية أو الثقافية ‪،‬‬
‫وذلك مما جعله يقتصر على دراسه البىن اجملردة حماولة منه للتعرف على امللكة اللغوية حيث أن تشومسكي "‬
‫حصر اللغة يف مجل جمردة عن االستعمال ومالبساته ‪ ،‬وجمردة عن العوامل النفسية أو االجتماعية أو غريها‬
‫وأصبحت اجلمل اجملردة هي السبيل إىل معرفة امللكة اللغوية "(‪ .)1‬واعترب شومسكي أن املوضوع اللساين ينطلق‬
‫من ثنائية املتكلم ‪ /‬املستمع املثايل ميتلكان كل منهما املستوى اللغوي نفسه حبيث تكون للمتكلم دراية بفهم ما‬
‫يقوله املخاطب وال يتأثر مبا يشوب اخلطاب أو اللغة حلن أوخطأ يف مرحلة اإلجناز الفعلي للغة ‪ .‬وهذا غن دل‬
‫على شيء فإمنا يدل على ان الدراسة اللسانية عند "تشومسكي" ارتكزت أساسا على الرتاكيب اجملردة ألن مسألة‬
‫جتريد اللغة من السياق تعمل على اكتشاف املبادئ التفسريية العميقة اليت تبني كيفية قيام النحو بتوليد اجلمل"(‪.)2‬‬
‫أي باجلانب اللساين التوليدي مبعىن آخر أن للفرد " طاقة لسانية (‪ )...‬هائلة هبا يستطيع اكتساب اللغة االصلة‬
‫ولغة األم وأخذها بقوة وحفظها ‪ ،‬مث ختزينها واستعادهتا عند احلاجة الكالمية باالنطالق من مهمومي احملاكاة‬
‫والقياس ‪ ،‬حيث يستطيع أن يولد من طاقته اللسانية الكامنة مما ال يعد وال حيصى من األمناط والكالمية "(‪.)3‬‬
‫فريون أن هذه املبادئ ماهي إال مهزة وصل بني اخلصائص الصورية للغة الطبيعية ووظيفة التواصل ‪ ،‬فالكليات عند‬
‫غري الوظيفيني صورية وعند الوظيفيني كليات صورية وظيفية ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫وبناء على ذلك فإن الوظيفية ترتكز يف مقاربتهااللغويةعلى ثالثة عناصر أساسة هي الرتاكيب والداللة‬
‫والتداول ويعد هذا املصطلح األخري بيت القصيدوهو اجلانب الداليل خلصائص اجلانب الرتكييب ‪.‬وهو اجلانب‬
‫الداليل خلصائص اجلانب الرتكييب ‪ /‬الصريف ‪ .‬ويف غري الوظيفية اليت ال يربز فيها العنصر التداويل بصفة بينية‬
‫واضحة جيلب انتباه اللساين أويشعر بوجوده على مستوى البنيتني السطحية والعميقة ‪.‬يف حني أننظرية النحو‬
‫الوظيفيتنتمي إىل جمال النظريات اللسانية الوظيفية اليت ال تشبه اللسانيات البنيوية املنطلقة من البنية التجريدية‬
‫الصورية ‪ .‬حيث أن اللسانيات الوظيفية أخرجت اللغة من دائرة التجريد إىل دائرة االستعمال املبين أساسا على‬
‫التواصل أو الوظيفة التواصلية ضمن الواقع االجتماعي وهلذا فإن "وظيفة اللغات الطبيعية هي إتاحة التواصل أو‬
‫(نوع من التواصل ) داخل اجملتمعات ‪ ،‬وأن هذه الوظيفة حتدد إىل حد بعيد اخلصائص البنيوية الصرفية ‪،‬الرتكيبية‪،‬‬
‫املعجمية ‪ )...‬العبارات اللغوية‪.)4( ".‬‬
‫محاور النحو الوظيفي‬
‫إن املرتكزات اليت ينبين عليها النحو الوظيفي هي أربعةحماور أساسية تتمثل فيما يلي‪- :‬‬
‫أ – الوظيفة اللغوية وهي تتطلب افرتاضني خمتلفني مها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ليست اللغة بنية أونسقا ذا خاصية صورية سواء أكانت صوتية او صرفية او تركيبية أو معجمية فقط ‪ ،‬بل‬
‫إهنا تؤدي كذلك وظيفة داخل الواقع االجتماعي البشري املعيش أي أن اللغة هي بنية وأداة يف الوقت نفسه‬
‫للتواصل أثناء االستعمال‪.‬‬
‫‪ – 2‬إذا كانت اللغة يف اللسانيات البنيوية تؤدي وظائفها الست كما ذكرها "ياكبسون" أو وظائفها الثالثة اليت‬
‫ركز عليها "هالداي" ‪ ،‬فإن ال وظيفة املعتمدة يف اللسانيات الوظيفية واليت تعد ركنا أساسا فيها هي إتاحة التواصل‬
‫بني مستعمليها وذلك على أساس ان النصوص إذا كانت تؤدي جمموعة من الوظائف ‪ ،‬فإهنا ال ختلو من الوظيفة‬
‫التواصلية وبعبارة أخرى فوجود أي وظيفة ضمن جمال النحو الوظيفي فإهنا ال خترج عن دائرة وظيفة التواصل أو‬
‫تتحول إىل هذه األخرية بواسطة االحنياز أو اخلرق املؤدي إىل خلق الصورة الشعرية(‪.)5‬كما أن وظائف هالداي‬
‫الثالثة كالوظيفة التمثيلية والوظيفة العالقية والوظيفة النصية ليست إال املقومات الثالثة لعملية التواصل‬
‫ب ‪ -‬ثنائية البنية والوظيفية ‪:‬‬
‫البنية والوظيفة شيئان متعالقان(‪ )6‬ال ميكننا فصل إحدامها عن األخرى ‪ ،‬وأن البنية تابعة للوظيفة مما‬
‫يتطلب ذلك مجلة من النقاط جيب مراعاهتا وهي ‪- :‬‬
‫‪ – 1‬اخلصائص البنيوية الصرفية ‪ ،‬الرتكيبية ‪ ،‬املعجمية للتعبري اللغوي حتددها اخلصائص الداللية والتداولية باعتبار‬
‫اجملموعة األوىل منها (اخلصائص) وسائل التعبري عن اجملموعة الثانية ‪ ،‬ومن ذلك على سبيل املثال ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬شاركت فاطمة حممد ا يف إلقاء احملاضرة‬
‫ب – حممدا شارك فاطمة يف إلقاء احملاضرة‬

‫‪23‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫يتبني لنا من خالل املثالني أن تقدم املفعول به على الفعل يف املثال الثاين حتكمه الوظيفة التداولية بؤرة‬
‫املقابلة اليت حيملها حيملها هذا املكون باعتبار أن املثال األول جواب الستفهام إال أن املثال الثاين تعيني للمعلومة‬
‫الواردة أو(املعلومةاليت اليت يعتربها املتكلم واردة ) (‪.)7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ – 2‬إذا تعالقت البنية بالوظيفةفإن ذلك يؤدي ال حمالة إىل الوصف اللغوي الذي ميكن أن يتسم بالكفاية‬
‫وبالتايل فالوصف القادر على رصد خصائص العبارة البنيوية ذات اخلصائص الصوتية والصرفية والرتكيبية واملعجمية‬
‫‪ ،‬وخصائصها الداللية والتداولية ‪ ،‬ورصد العالئق اليت تربط بني هذه الفئة من اخلصائص وتلك ‪.‬‬
‫‪ – 3‬حيقق الوصف اللغوي الكفاية ال عليا حينما يكون اجلهاز الواصف معربا وممثال للخصائص الداللية والتداولية‬
‫على مستوى البنية العميقة‪ ،‬وأن يكون ممثال للخصائص البنيوية على مستوى االشتقاق يف البنية املكونية ‪ ،‬وأن‬
‫يتعالق املستويان ضمن نسق من القواعد تتخذ من املعلومات املوجودة على املستوى البنية التحتية هبذه الصياغة‬
‫يتمكن النموذج من رصد الرتابط وتبعية البنية للوظيفة(‪.)9‬ونتيجة هلذه املبالغة يف التجريد عند البنيويني فإهنا‬
‫سامهت يف ظهور جمموعة من الباحثني الذين انتقدوا هذا املنهج ودعوا إىل توسيع دائرة اجملال اللساين وعدم حصره‬
‫يف جمال ضيق وربطه باجملال التداويل واخلطايب ومن بني هؤالء الذين سعوا إىل ظهور هذا التوجه اجلديد "فريث"‬
‫و"سيمون ديك"‪.‬‬
‫الفرق بين الوظيفيين وغير الوظيفيين‬
‫نالحظ أن هناك فرق بني الوظيفيني وغري الوظفيني يف االستعمال اللغوي تتمثل فيما يلي‪-:‬‬
‫‪ – 1‬جند أن أصحاب النظرية الوظيفية ينطلقومنن أن بنية اللغة الطبيعية ليس من املمكن وصف خصائصها إال إذا‬
‫اقرتنت بعملية التواصل ‪ .‬إال أن النظريات غري الوظيفية تنظر إىل أن اللغة نسق جمرد ميكن وصفه ودراسة خصائصه‬
‫من دون النظر إىل الوظيفة‪.‬ولذا فأصحاب النظرية الوظيفية يعتقدون أهنباإلمكان وصف العبارات اللغوية حبيث ال‬
‫يكون صحيحا إال إذا راعى" هذا الوصف الطبقات السياقية احمليطة باستعمال هذه العبارات ‪ ،‬يف حني أن غري‬
‫(‪)10‬‬
‫الوظيفيني يستسيغون وصف خصائص العبارات اللغوية مبعزل تام عن سياقات استعماهلا "‬
‫‪– 2‬فيحني أن الوظيفيني يركزون على ربط الدراسة اللغوية بالسياق حتقيقا ملبدأ التواصل‪ ،‬بينما غري الوظيفيني‬
‫يبعدون عنصر السياق عن الظاهرة اللغوية رافضني دراسة اللغة أثناء االستعمال‪.‬‬
‫‪ – 3‬وإذا كان غري الوظيفيني يرون أن القدرة اللغوية ال تتحقق عند املتكلم واملخاطبإال إذا متت معرفة القواعد‬
‫اللغوية املتمثلة يف جانبها الرتكييب والداليل والصويت ‪ ،‬أما الوظفيني فيعتربون أن املتكلم للقواعد اليت متكن هلذا‬
‫األخري والسامع من الوصول إىل أغراض تواصلية‪ ،‬أي أن القدرة التواصلية تتضمن عندهم القواعد الرتكيبية‬
‫والقواعد الداللية والقواعد الصوتية والتداولية ‪.‬‬
‫‪ – 4‬كما ينظر غري الوظفيني إىل الكليات اللغوية على أهنا مبادئ عامة ترتبط مبيزات صورية ‪ ،‬تركيبية داللية‬
‫صوتية للغة اليت ينشأ عليها الطفل أما بالنسبة للوظيفيني فإن هذه املبادئ عندهم فهي مهزة وصل بني املميزات‬

‫‪24‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫الصورية للغة الطبيعية ووظيفة التواصل‪.‬وهلذا فهم يريدون "بناء حنو كلي ينطلق من مبدإ الوظيفة القاضي برتابط‬
‫بنية اللغة ووظيفة التواصل ‪ ،‬وتبعية البنية للوظيفة "(‪.)11‬‬
‫ومعىن ذلك أن اللغة إن أدت وظيفة التواصل سيصبح املتكلم ممتلكا للقدرة التواصلية اليت تتفرع إىل إىل مخس‬
‫ملكات وهي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬امللكة اللغوية هي قدرة املتكلم على إنتاج وتأويل كالم لغوي صحيح ذي بنيات خمتلفة وصعبا جدا يف مواقف‬
‫تواصلية متعددة ‪ ،‬حبيث تصبح امللكة التداولية ليست مستقلة عن القالب النحوي كما جنده يف النحو التوليدي‬
‫(‪)12‬‬
‫التحويلي الذي يفصل بني القدرتني القدرة النحوية والقدرة التداولية‬
‫ب – امللكة املنطقية ‪ :‬يكون فيها املتكلم املستعمل للغة الطبيعية مدعما مبعارف معينة تؤدي به إىل أن يشتق‬
‫معلومات أخرى عن طريق مبادئ استداللية حتكمها مبادئ املنطق االستنباطي واملنطق االحتمايل فمن خالهلا"‬
‫يستطيع مستعمل اللغة الطبيعية (‪ )...‬أن يشتق معارف أخرى بواسطة قواعد استدالل حتكمها مبادئ املنطق‬
‫(‪)13‬‬
‫االستنباطي واملنطق االحتمايل‬
‫ج‪ -‬امللكة املعرفية تدرك عالماهتا عندما يصبح املتكلم حيمل رصيدا معرفيا ممنهجا من املصطلحات والبىن الرتكيبية‬
‫اليت ال حصرهلا يكون قد خزهنا طيلة فرتة تعلمه يتمكن بفضلها من استعماهلا وقت احلاجة والضرورة امللحة‬
‫ملمارسة العملية التاويلية‪.‬مبعىن آخر يتمكن املتكلم من "أن خيتزن هذه املعارف يف الشكل املطلوب وأن‬
‫(‪)14‬‬
‫يستحضرها الستعماهلا يف تأويل العبارات اللغوية"‬
‫د – امللكة اإلدراكية من خالل هذه امللكة يدرك املستعمل للغة إدراك حميطه ليساعده يف استعمال وتوظيف‬
‫الكثري من العبارات اللغوية ضمن جماالت خمتلفة اجتماعية وثقافية واقتصادية وغريها‪ .‬وهلا مهمتان أساسيتان" فهي‬
‫من جهة متكن مستعمل اللغة الطبيعية من استخدام مدركاته احلسية يف موقف تواصلي معني إلنتاج أو تأويل‬
‫العبارات اللغوية (‪ )...‬وهي من جهة ثانية تتيح له اشتقاق معارف معينة من مدركاته احلسية يضيفها إىل معارفه‬
‫العامة اليت يستخدمها أيضا يف عملييت اإلنتاج والفهم‪ .)15( "..‬وهذا ما جيعلنا نلمس وجود العالقة والتفاعل بني‬
‫امللكتني اإلدراكية واملعرفيةفهذه األخرية فهي تشكل عامال مساعدا لتمكن امللكة اإلدراكية من مباشرة عملها أي‬
‫من التعرف على ما يدرك ‪ ،‬يف حني أن هذه امللكة(اإلدراكية) تعترب هي الوسيلة الوحيدة يف احلصول على املعارف‬
‫وختزينها ‪.‬‬
‫مراحل ظهور نظرية النحو الوظيفي‬
‫لقد مرت والدة نظرية النحو الوظيفي مبراحل ثالثة هي كالتايل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬مرحلة التأسيس ‪ :‬تاسست هذه النظرية على يد الباحث اهلولندي "سيمون ديك" الذي يعد املؤسس األول‬
‫يف وضع مبادئها نظرا لتأثره مبدرسة "براغ" اليت ظهرت يف سنة‪1221‬م واليت أسسها كل من‬
‫"تروبتسكوي"و"ياكبسون"و"بوهلر" و"كارسفسكي" وكان العامل األساسي يف ظهورها هو كتاب " حماضرات يف‬
‫اللسانيات العامة " للباحث اللساين "دي سوسري"‪ .‬حيث شرع بعقد ندوات منتظمة واهتم بنشر حبوث يف‬
‫‪25‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫اللسانيات الوظيفية اليت تعد فرعا من فروع اللسانيات البنيوية اليت ترى هذه األخرية بأن البنية النحوية والداللية‬
‫والفونولوجية للغات حتدد بالوظائف املختلفة(‪.)16‬‬
‫‪ – 2‬مرحلة التقليد وبعد ظهور هذه النظرية الوظيفية فإهنا قد لقيت صداها عند الكثري من الباحثني العرب الذين‬
‫جلأوا إىل اتباع وتقليد لكل ما جاءت به هذه النظرية وعلى رأس هؤالء الباحثني يف العامل العريب " أمحد املتوكل "‪.‬‬
‫‪ – 3‬مرحلة اإلنتاج واإلبداع‬
‫وهو جلوء الكثري من الباحثني إىل عملية اإلنتاج يف جمال "النحو الوظيفي" ومنهم " أمحد املتوكل"الذي‬
‫أنتج الكثري من املؤلفات منها " املنهج الوظيفي" ‪ " ،‬الوظائف التداوليةيف اللغة العربية "‪ " ،‬اخلطاب وخصائص‬
‫اللغة العربية"‪ " ،‬قضايا اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية" إىل غري ذلك من املراجع املهمة اليت أصبحت منتشرة‬
‫عرب اجلامعات العربية بصفة عامة واجلزائر بصفة خاصة واليت أثرت هي االخرى يف الكثري من الطلبة يف اجلامعات‬
‫اجلزائرية مما سامهوا يف إجناز أطروحاهتم يف هذا اجملال‪.‬‬
‫اللغة الوظيفة في التراث اللساني العربي‬
‫عرفت اللغة الوظيفية يف الرتاث اللساين العريب حيث استعملت يف أكثر من مرة يف أساليبهم املختلفة ‪ ،‬مما يدل‬
‫ذلك داللة واضحة ع لى أهنم كانوا يربطون اللغة باحلياة وبواقع جمتمعاهتم ونلمس ذلك من خالل ربطهم للكالم‬
‫باحلاجة‪ ،‬كما يعرب عنها اجلاحظ يف قوله‪ ":‬لوال حاجة الناس للمعاين وإىل التعاون والرتافد ملا احتاجوا إىل األمساء‬
‫"(‪ .)17‬فوظيفة الكالم عند اجلاحظ وهدفه من هذا القول هو التواصل بني الناس لتحقيق التبادل بينهم والذي‬
‫يكون بالتعبري واحملاورة للوصول إىل احلاجة اليت يريدوهنا ‪.‬ومما يؤكد ذلك أيضا "ابن جين"‪ ،‬حيث يعرف اللغة‬
‫ليعطيها مفهوما وظيفيا فيقول ‪ ":‬أما حدها فإهنا أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم هذا حدها"(‪ .)18‬فمن‬
‫خالل هذه املقولة أيضا جند أن مصطلح " الغرض" عند ابن جين هو مبعىن الوظيفة وأن هذه األخرية لن تتحقق إال‬
‫بالتعبري الذي يدرك من قوله عن طريق القصد ومصطلح " الغرض" يعرف بواسطة الكالم الذي يكون هو اآلخر‬
‫باحلوار الذي حيقق التواصل بني املتكلم واملستمع ‪ ،‬وعملية التواصل عند العرب كانت تتم بواسطة املنطوق الذي‬
‫يقتضي السماع إىل ما هو مزين ومزخرف من األلفاظ والعبارات إيصاال للمعىن وإدراكا ملا هتدف إليه من وظائف‬
‫متعددة ‪ ،‬حيث يؤكد ذلك" ابن جين"يف قوله ‪ " :‬فكانت العرب عندما حتلي ألفاظها وتذجبها وتشيها وتزخرفها‬
‫عناية باملعاين اليت وراءها ‪ ..‬توصال هبا إىل إدراك مطالبها "(‪.)19‬نستنتج من وراء ذلك أن "ابن جين" يريد توضيح‬
‫الغرض من تزيني الكالم يف اآليت‪-:‬‬
‫‪ – 1‬نظرا لقوة تأثري املتكلم يف نفسية املستمع وإقناعه‪.‬‬
‫‪ – 2‬اهلدف من تزيني الكالم هو إيضاح املعىن لتحقيق املستمع مطالب معينة يف اجملتمع‬
‫‪ – 3‬تزيني األلفاظ هدفه أيضا العناية باملعاين وهندستها لتلقى قبوال من املستمع ولتحقق وظيفة التواصل يف‬
‫اجملتمع‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫‪ – 4‬إن حتقيق الوظيفة التواصلية ال تكون إال عرب اللغة أو الكالم املؤثر‪.‬‬
‫الوظائف التداولية الداخلية والخارجية‬
‫تطرقنا يف حصتنا املاضية إىل مصطلح البنية والوظيفة حيث ركزنا على املصطلح الثاين " الوظيفة" اليت‬
‫ذكرنا فيها أن الوظيفة استعملت عند اللسانيني أصحاب النزعة البنيوية على الوظيفة التجريدية أي وصف اللغة‬
‫لذاهتا ومن أجل ذاهتا(‪ )20‬مبعزل عن سياقها وحميطها اخلارجي لكن الوظيفة عند من جاءوا على أنقاض‬
‫اللسانيات البنيوية ‪ ،‬ف إهنا قد اختذت منحى آخر خاصة عند من أسسوا نظرية النحو الوظيفي وعلى رأس هؤالء‬
‫الباحث " سيمون ديك " الذي يرى أن الوظائف ترتكب من نوعني مها وظائف داخلية ووظائف خارجية فاألوىل‬
‫تضم يف طياهتا مصطلحات عديدة منها " البؤرة" ‪" ،‬احملور" والثانية ترتكز عى مصطلحات أخرى مثل املبتدأ ‪،‬‬
‫املنادى ‪ ،‬الذيل ‪.‬سنتناول يف حماضرتنا هذه الوظائف الداخلية‬
‫مصطلح "البؤرة"‬
‫وهي اليت تسند إىل املكون احلاصل للمعلومة األكثر أمهية أو األكثر بروزا يف اجلملة "(‪ .)21‬وهذه املعلومة‬
‫هي ما يريد املتكلم الرتكيز عليها يف خطابه ويوجه املخاطب إليها ألهنا تشكل اهلدف التواصلي من عملية التبليغ‬
‫ومصطلح البؤرة يأيت على نوعني مها ‪- :‬‬
‫‪– 1‬بؤرة الجديد وهي تسند إىل املكون الذي حيمل املعلومة اليت ال يكون فيها غارفا للخرب وهي ‪ " :‬املعلومة اليت‬
‫ال تدخل يف القاسم اإلخباري املشرتك بني املتكلم واملخاطب "(‪ . )22‬وهذا النوع من البؤرة يكون ضمن معلومات‬
‫سياقية ذات مقامني خمتلفني نكرمها يف اآليت ‪- :‬‬
‫أ – املقام األول يكون فيها املخاطب جاهل للمعلومة اليت يقصد املتكلم إخباره هبا أو يدرك املتكلم متام اإلدراك‬
‫أن املخاطب جيهلها ‪.‬‬
‫ب –املقام الثاين يكون املتكلم جاهال للمعلومة وغري عارف هبا ويف هذه احلالة يطلب من املخاطب أن يعرفه هبا‬
‫(‪)23‬‬
‫خاصة يف حالة االستفهام‬
‫بؤرة المقابلة ‪ :‬وهي " االلبؤرة اليت تسند إىل املكون احلامل للمعلومة اليت يشك املختطب يف ورودها اواملعلومة‬
‫اليت ( اليصدقها) منكرا ورودها "(‪ .)24‬لكن ما نالحظه هو أن بؤرة اجلديد ختتلف عن بؤرة املقابلة يف تراكيب‬
‫خمتلفة بينهما ‪ ،‬فهذه األخرية ( بؤرة املقابلة) تتميز عن األوىل (بؤرة اجلديد ) يف تركيب اللغة العربية يف اشكال‬
‫تعبريية ذات أمناط متنوعة حيصرها اللسانيون يف ثالثة أنواع هي ‪- :‬‬
‫‪ – 1‬وقوع املكون املبأر يف صدارة الكالم ومن ذلك على سبيل املثال ال احلصر ‪:‬‬
‫‪– 1‬الليلة وصل أيب إىل املطار‪ – 2‬عن تاريخ الثورة التحريرية حدثنا األستاذ‬
‫‪– 3‬أصباحا ألقاك يف معرض الكتاب ؟‬
‫نالحظ يف األمثلة الثالثة أن كال من الكلمات الثالثة (الليلة ‪ ،‬عن تاريخ ‪ ،‬أصباحا) وقعت صمن نوع‬
‫بؤرة املقابلة والسبب يف ذلك أهنا احتلت الصدارة يف الكالم‬
‫‪27‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫(‪)25‬‬
‫مثل ‪- :‬‬ ‫‪ –2‬البنيات الرتكيبية املوصولية املزحلق فيها املكون املبأر‬
‫‪ – 4‬الذي فهمته مساء كتاب قصة ابن طفيل (ال احملاضرة)‬
‫‪ – 5‬الذي سلمته املفتاح علي ( ال حممد )‬
‫نالحظ أن نوع البؤرة يف هذين املثالني هو بؤرة مقابلة الواردة يف الكلمتني ( كتاب ‪ ،‬علي ) بدليل ان‬
‫عبارة (ال حممد) الدالة على التأكيد وكذلك ضمري اإلحالة الذي يعود على اسم املوصول‬
‫‪ – 3‬البنيات الرتكيبية احلصرية(‪ )26‬اليت تصدر بـ(ما) واملتبوعة باألداة (إال)إىل جانب ذلك أداة احلصر (إمنا)‬
‫مثل ‪- :‬‬
‫‪ – 4‬ما منحت اهلدية إال عمرا‬ ‫‪– 6‬ما قرأت اليوم يف الصباح إال محاضرة‬
‫‪ – 9‬إمنا أعطيت احملاضرة فاطمة‬ ‫‪ – 8‬إمنا رأيت البارحة زيدا‬
‫املتأمل يف هذه األمثلة يالحظ الكلمات ( حماضرة ‪ ،‬عمرا ‪ ،‬زيدا ‪ ،‬فاطمة ) كلها وقعت أيضا بؤرة‬
‫مقابلة بسبب اإلثبات الدال على التأكيد واحلصر‬
‫والسؤال املطروح ه ل تكفي هذه األدوات لوحدها على وجود البؤرة ؟ نقول ليس ذلك كافيا حيث وضع‬
‫اللسانيون معايري أخرى إضافية لتحديد البؤرة فسموا هذه املعايري بالروائز وسنبني ذلك يف العنصر املوايل‬
‫أ ‪ -‬رائز السؤال والجواب ‪:‬‬
‫نستطيع حتديد اجلملة بواسطة السؤال واجلواب ‪ ،‬وهذا األخري يتحدد بالسؤال فهو يعد املفتاح الذي‬
‫نعرف بواسطته الفصدية من الرتكيب وحتديد البؤرة مثل ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬ماذا كتبت اليوم ؟‬
‫‪ – 2‬كتبت اليوم محاضرة‬
‫إن البىن الرتكيبية وردت موصولة تتخللها ظاهرة التزحلق* ‪ ،‬حبيث نالحظ أن الكلمتني ( كتاب‪،‬علي)‬
‫وردت بؤرة مقابلة ضمن أسلوب التأكيد الذي دل عليه اسم املوصول واإلحالة الضمريية ‪.‬إال أننا يف هذين املثالني‬
‫نالحظ أن رائز السؤال استطاع أن ميكننا يف حتديد البؤرة املتمثلة يف كلمة "حماضرة" فهي بؤرة جديد يف حني أن‬
‫الوحدة الثانية كما هو مبني أدناه ضمن اجلدول نالحظ فيالوحدة (ج) أن الكلمتني (حماضرة ‪ ،‬عمرا(بسكون‬
‫امليم)) هي بؤرة مقابلة بسبب ظاهرة اإلثبات اليت متثلت يف األداتني (ما)و(إال)وعندما ننتقل إىل الوحدة (د) جند‬
‫الكلمتني ( زيدا ‪ ،‬فاطمة ) وردت أيض بؤرة مقابلة وذلك بسبب داللة احلصر الذي يفيد التأكيد أيضا ‪ .‬وهذا‬
‫إن دل على شيء إمنا يدل على أن الوظيفة التداولية املتضمن "بؤرة املقابلة " ال تظهر غال ففي حالة شك‬
‫املخاطب يف املعلومة املراد من املتكلم توصيلها ‪ .‬بينما"بؤرة اجلديد" ال تظهر إال إذا كان كل من املرسل واملرسل‬
‫إليه جيهل أحدمها اخلطاب احلامل للمعلومة الصحيحة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫الجدول رقم ‪ : 21‬البؤرة وأنواعها‬

‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫ب – رائز* التعقيب ‪:‬‬
‫مصطلح التعقيب ‪ :‬املقصود به " عدم املهلة ويتحقق بقصر املدة الزمنية اليت تنقضي بني وقوع املعنىعلى املعطوف‬
‫(‪)27‬‬
‫عليهووقوعه على املعطوف"‬
‫وهو الذي يشمل البىن الرتكيبية اليت تستهل حبرف النفي (ال) أو باإلضراب بواسطة األداة (بل) ‪ ،‬وكلما وجد هذا‬
‫النوع من الرتاكيب جند اإلضراب يف آخر البنية الرتكيبية للداللة على رائز "بؤرة املقابلة"(‪ )28‬بؤرة اجلملة مثل ‪:‬‬
‫‪ - 1‬زرت معرض الكتاب ال املتحف ‪ -2‬قرأت رواية ال مقالة‬
‫لقد سبق ان أشرنا سابقا أن بؤريت اجلديد واملقابلة تسندان إىل مكون مكونات اجلملة أو إىل اجلملة برمتها ‪ ،‬يف‬
‫حني أن "بؤرة اجلملة " وهي ماتسند إىل البنية الرتكيبية كلها مثل ‪- :‬‬
‫‪29‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫‪ - 3‬الالعب يف امللعب قذف الكرة يف الشباك‪- 4‬عمرو مسافر‬


‫جند أن اجلزء الثاين من البنية الرتكيبية الثالثة " قذف الكرة يف الشباك " بؤرة مجلة بدليل أننا لو طرحنا‬
‫السؤال ماذا فعل الالعب يف امللعب ؟ جييبنا املخاطب بقوله ‪ " :‬قذف الكرة يف الشباك " حيث أن بؤرة اجلملة ال‬
‫تقتصر على مكون من مكونات هذه البنية الرتكيبية وهي بؤرة مقابلة او بؤرة جديد إال أننا لوقلنا ‪ :‬إن عمرا‪-‬‬
‫(بسكون امليم)‪ -‬مسافر ‪ .‬جند أن بؤرة اجلملة هنا هي بؤرة مقابلة بسبب التأكيد ‪ .‬لكن املثال الرابع هي بؤرة‬
‫مجلة انطالقا من السؤال ماذا فعل عمرو؟ ‪.‬‬
‫وما ميكننا استنتاجه هو أن اجلمل املسندة إليها "بؤرة املقابلة " تتميز عن اجلمل احلاملة ملكون "بؤرة‬
‫(‪)29‬‬
‫اجلديد" بأهنا تتصدر باألدوات التالية ‪ " :‬إن ‪ ،‬إمنا ‪ ،‬قد "‬
‫وبالنسبة للبىن الرتكيبية االستفهامية واحلصرية(‪ )30‬املسبوقة باألداه "إمنا" فإننا نالحظ أن اداة االستفهام‬
‫(اهلمزة) تدخل على اجلمل املسندة إليها " بؤرة املقابلة " وال تدخل على البنية الرتكيبية املسندة إليها "بؤرة اجلديد"‬
‫‪ .‬ويف هذه احلالة تكون بؤرة املقابلة مسندة إما إىل مكون من مكونات اجلملة كما يظهر يف اجلملة‪ :‬أغدا ألقاك‬
‫أم بعد غد ؟ أو إىل البنية الرتكيبية كلها مثل ‪ :‬أحضرالجمهور في الملعب أم ال ؟‪.‬‬
‫(‪)31‬‬
‫من‬ ‫وفيما خيص األداة االستفهامية "هل" فإهنا تدخل على البىن الرتكيبية احملتوية على بؤرة اجلديد‬
‫حيث النوع وبؤرة اجلملة من حيث اجملال مثل ‪:‬‬
‫‪ –5‬هل قصة كتبت أم حماضرة ؟‪ – 6‬هل جنح الطالب أم ال ؟‬
‫‪ – 7‬هل فاز الفريق الوطين يف املقابلة على نظريه السنغايل أم ال؟‬
‫إذ أننا نالحظ أن البنية الرتكيبية اخلامسة حتتوي على بؤرة اجلديد عند حتديد املخاطب لإلجابة ‪ ،‬فإن‬
‫أجاب بكلمة واحدة " قصة " فهي بؤرة جديد وإن كانت اإلجابة مغايرة بأن جييب املتكلم "حماضرة" فهي كذلك‬
‫وقد تون اإلجابة جبملة تامة " كتبت قصة" فهي بؤرة مجلة ويف املثال السادس والسابع سواء أجاب املتكلم‬
‫باإلجياب " نعم جنح الطالب" أو" نعم فاز الفريق الوطين يف املقابلة‪ "..‬أو أجاب بالسلب " مل ينجح‬
‫الطالب"أو " مل يفز يف املقابلة ‪ "..‬فإهنا اإلجابات كلها تعترب "بؤرة اجلملة" ‪ .‬ومن خالل كل ما ذكرناه سابقا‬
‫نستنتج ما يلي ‪- :‬‬
‫‪ –1‬تدخل مهزة االستفهام على "بؤرة املقابلة" سواء أكانت بؤرة مجلة أم " بؤرة مكون "‬
‫‪ – 2‬أما بالنسبة إىل أداة االستفهام (هل) فإهنا تدخل على بؤرة اجلديد املسندة إىل اجلملة ‪.‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :22‬أنواع البؤرة (تابع)‬

‫‪30‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫الوظائف التداولية الخارجية‬
‫نستهل احلديث عن أول ركن من أركان الوظائف التداولية اخلارجية أال وهو " املبتدأ وهو ما حيدد جمال‬
‫اخلطاب "(‪ )32‬يأيت بعده الذي يعترب احلمل بالنسبة إليه‪ :‬واردا ‪ .‬مثل (علي سافر أخوه ) جند هذه اجلملة ترتكب‬
‫من "علي" (املبتدأ)و(سافر أخوه) الذي يعترب محال وهبذا يشرتك املبتدأ مع باقي الوظائف التداولية باعتباره خاصية‬
‫تتعلق باملقام أي أهنا تنطلق من الوضع التخابري بني املتكلم واملخاطب ضمن طبقة مقامية معينة ‪.‬حيث يتم‬

‫‪31‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫حتقيق العالقة بني املتحاورين من خالل دور املتكلم الذي جيب أن يكون عارفا بالعامل اخلارجي(‪ )33‬مثل ‪(:‬مدينة‬
‫مستغامن تشتهر جبمال قمة جبل الديس املواجهة للبحر) املتأمل هلذه البنية الرتكيبية جيد أن احلمل فيها ( تشتهر‬
‫جبمال قمة جبل الديس) " واردا"* أي متطابقا مع الواقع‬
‫لكن لوقلنا ‪ :‬مدينة وهران تشتهر جبمال قمة جبل الديس ‪ ،‬فهي بنية تركيبية الحنة محلها غري وارد ألن‬
‫جبل الديس يوجد يف مستغامن وليس يف وهران‪.‬‬
‫خارجية المبتدأ‬
‫يعترب املبتدأ وظيفة تداولية خارجية لألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬عدم خضوع املبتدأ لقيود االنتقاء اليت ينطبق على الفعل أو ما يشبهه من موضوعات(‪ )34‬ومن ذلك على‬
‫سبيل املثال ال احلصر ‪ :‬القصة شرب كاتبها حليبا ‪.‬‬
‫نالحظ أن الفعل( شرب ) ينتقي موضوعيه ( الفاعل واملفعول) مبقتضى قيضي (حي)و(سائل)لكنه ال ينتقي‬
‫املبتدأ‬
‫‪ – 2‬ال يدخل املبتدأ يف حيز املؤشر للقوة اإلجنازية(‪* *)35‬ووتصبح خارجية املبتدأ بالنظر إىل اجلملة الواردة بعده‬
‫أنه ال يصبح مقيدا بقوهتا كما يدل على ذلك املثال التايل ‪- :‬‬
‫‪ – 2‬االمتحان أخربك أنه سيعلن عن نتائجه اليوم ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬أخوك أعدك أنه سيزورك غدا‬
‫ب –مصطلح الذيل وظيفة تداولية خارجية مثل املبتدأ واملنادى ويعرفه " سيمون ديك " حيمل الذيل املعلومة اليت‬
‫توضح معلومة داخل احلمل أو تعدهلا " (‪.)36‬‬
‫ومن خالل هذا التعريف يتبني لنا أن ملصطلح "الذيل " داللتني مها ‪- :‬‬
‫ب – داللة التعديل‬ ‫أ – داللة التوضيح‬
‫إال أن " أمحد التوكل " يضيف إىل تعريف "سيمون ديك " عبارة أخرى وهي داللة التصحيح اليت بعد‬
‫مصطلح " اإلضراب " وبإضافة هذه الداللة يصبح التعريف كما يلي ‪ " :‬حيمل الذيل املعلومة اليت توضح معلومة‬
‫داخل احلمل أو تعدهلا أو تصححها "(‪)37‬مما ينتج عن هذا التعريف املعدل ثالثة أنواع من الذيول وهي(‪" :)38‬‬
‫ذيل التوضيح " ‪ " ،‬وذيل التعديل " و" وذيل التصحيح " وسنضرب لكل نوع مثاال يوضحه على الشكل التايل‬
‫‪-:‬‬
‫‪ – 1‬كتابه مفتوح علي‬
‫‪– 2‬ساءين الطالب سلوكه‬
‫‪ – 3‬قرأت جملة بل صحيفة‬
‫نالحظ يف هذه األمثلة أن الذيل وقع بعد احلمل وأن هذا األخري قد اتصل بضمري الغائب يف املثالني‬
‫( الطلبة )‬ ‫األول والثاين‪ ،‬ويف املثال الثالث بضمري واو اجلماعة ‪ ،‬واننا لو حذفنا كلمة ( علي ) ‪ ( ،‬عبدهلل ) ‪،‬‬

‫‪32‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫تصبح الضمائر املتصلة هبذه األمساء غامضة ‪ .‬وبالتايل عندما جاء الذيل بعدها فإنه عمل على توضيحها ‪.‬وبالتايل‬
‫فما نوع الذيل يف املثال األول ؟ هو ذيل التوضيح ألنه وضح لنا إهبام الضمري‬
‫وهل يف املثال الثاين والثالث حيمل النوع نفسه أم أهنما خيتلفان ‪ :‬نقول إهنما خيتلفان ‪ ،‬حبيث ورد النوع الثاين‬
‫"ذيل التعديل" والثالث " ذيل التصحيح " ونالحظ ان ذيل التوضيح أصله يف النحو العريب "‬
‫مبتدأ مؤخر" والثاين " بدل اشتمال " والثالث " معطوف على اجمللة‬
‫وبناء على ذلك نستنتج أن مصطلح الذيل له عالقة بالرتاث النحوي العريب حيث استطاع بذلك "أمحد‬
‫املتوكل" أن يستثمر ما جاء فيه من مصطلحات حماولة منه إلثراء اللسانيات العربية من جهة ‪ ،‬وإلبرازاجلهود‬
‫اللغوية يف الرتاث العريب عند الباحثني القدامى‪.‬‬
‫وهل يف املثال الثاين والثالث حيمل النوع نفسه أم أهنما خيتلفان؟ ‪ :‬نقول إهنما خيتلفان ‪ ،‬حبيث ورد النوع‬
‫الثاين "ذيل التعديل" والثالث " ذيل التصحيح " ونالحظ ان ذيل التوضيح أصله يف النحو العريب "‬
‫مبتدأ مؤخر" والثاين " بدل اشتمال " والثالث " معطوف على اجمللة‪.‬‬
‫وبناء على ذلك نستنتج أن مصطلح الذيل له عالقة بالرتاث النحوي العريب حيث استطاع بذلك "أمحد‬
‫املتوكل" أن يستثمر ما جاء فيه من مصطلحات حماولة منه إلثراء اللسانيات العربية من جهة ‪ ،‬وإلبراز مدى عالقة‬
‫اللسانيات الوظيفية مبا أجنزه الباحثون يف اجملال النحوي العريب قدميا‪.‬ومن أمثلة ذلك أيضا ‪– 1‬ساءين خالد‬
‫سلوكه‬
‫‪ - 2‬أعجبت بالبشري اإلبراهيمي شجاعته‬
‫نالحظ أن الذيل مثلته الكلمات اآلتية (سلوكه)‪( ،‬شجاعته) فاملثال األول لو حذفنا كلمة ( سلوكه )‬
‫وأبقينا على احلمل(ساءين خالد ) فهل يصبح املعىن واضحا ؟ ال بل ينتابه الكثري من الغموض ‪.‬ملاذا؟ ألننا ال‬
‫نعرف ما الشيء الذي ساءين يف خالد ؟ وألن هذا األخري يشتمل على جمموعة من الصفات ‪ ،‬ال نعرف أي‬
‫صفة يريدها املتكلم ‪ ،‬فهل هي صحته ؟‪ ،‬كالمه ؟‪ ،‬جلوسه؟ ‪ ،‬كتابته ؟‪...‬اخل ‪ .‬فماذا اخرتنا من هذه الصفات؟‬
‫(‪)39‬‬
‫اخرتنا من بينها كلمة (سلوكه)وعدلنا عن باقي الصفات‪.‬وهلذا يسمى هذاالنوع بذيل التعديل‬
‫وعندما ننتقل إىل املثال الثاين فما هي الكلمة اليت وردت ذيال ؟إجابة على السؤال جند أن الكلمة‬
‫الواردة ذيال هي كلمة (شجاعته)فضمن أي نوع يدخل هذا الذيل ؟ فنوعه هو ( ذيل التعديل)أيضا وبالتايل فهو‬
‫يشبه النوع الوارد يف املثال األول ‪ .‬وما نالحظه يف ذيل التعديل أنه يتصل بضمري يعود على االسم الذي قبله‪.‬‬
‫واآلن الحظو معي البىن الرتكيبية التالية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬زرت اليوم احملطة الربية بل املطار‬
‫‪ – 2‬عبدت اجلزائر الكثري من الطرق بل بنت املدارس واملستشفيات‪.‬‬
‫عند تأملنا هلاتني اجلملتني نالحظ أهنما تدالن على اإلثبات تصحيحا للخطأ الوارد قبل اإلثبات وهذا إن‬
‫دل على شيء فإمنا يدل على أن السبب يف ذلك وهو األداة "بل" اليت أفادت " اإلضراب " واملقصود هبذا‬

‫‪33‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫املصطلح " إبطال احلكم السابق ونفي مضمونه والقطع بأنه غري واقع ‪ ،‬واحلكم على مدعيه بالكذب واالنصراف‬
‫عن ذلك احلكم إىل حكم آخر جييء بعدها "(‪. )40‬وبناء على ذلك فالكالم قبل "بل" كاذب ال أساس له من‬
‫الصحة مما يتطلب من املتكلم تصحيحه بكالم آخر لكسب ثقة املخاطب وهذا ما يسمى باإلضراب‬
‫اإلبطايل(‪ .)41‬يف أن يف املثال الثاين أفادت اإلضراب االنتقايل(‪)42‬هو ما ورد قبلها لالنتقال إىل إضافة كالم آخر‬
‫دون إلغائه‪ .‬واإلضراب االنتقايل مما ورد قبل األداة (بل) إىل إضافة كالم آخر بعدها دون إلغاء ما ورد قبلها‪ .‬فإن‬
‫هذا النوع يعترب ذيل تصحيح‪.‬‬
‫ج – المنادى‬
‫يعد مصطلح املنادى من الوظائف التداولية اخلارجية أيضا مع كل من املبتدأ والذيل‪ ،‬وهلذا يعرفه(املنادى)‬
‫أمحد املتوكل بقوله ‪ " :‬املنادى وظيفة تسند غلى املكون الدال على الكائن املنادىفي مقام معني "(‪.)43‬‬
‫نستنتج من هذه املقولة مجلة من النقاط نربزها فيما يلي ‪-:‬‬
‫‪ – 1‬وجوب التمييز بني "النداء" كفعل لغوي شأنه شأن األفعال اللغوية(‪ )44‬األخرى كاإلخبار‪ ،‬االستفهام ‪،‬‬
‫واألمر والوعيد واملنادى وكوظيفة أي عالقة تسند إىل أحد مكونات اجلملة ‪ .‬وبالتايل فهما عنصرامنتالزمان إال‬
‫اهنما مقولتان خمتلفتان مثل ‪ ( :‬يا زيد أخوك مقبل) ‪ .‬املالحظ هلذا املثال جيد أن فعل النداء اللغوي شكل اجتاه‬
‫اخلطاب بينما جند املنادى وظيفة أسندت إىل املكون (زيد) ‪.‬‬
‫‪ – 2‬ال ميكن أن يكون املنادى وظيفة داللية‪ ،‬كاملنفذ واملتقبل واألداة وال وظيفة تركيبية اليت حتدد الواقعة سواء‬
‫أكانت حدثا أم عمال أم وضعا أم حالة واليت يدل عليها حممول اجلملة ‪ ،‬كما أن املنادى ال يقوم أيضا بتحديد‬
‫(‪)45‬‬
‫الوجهة لتقدمي الواقعة‬
‫‪ – 3‬يقوم أسلوب النداء يف اللسانيات الوظيفية يف نظر " أمحد املتوكل " على ثالث مصطلحات تراثية ( نداء‬
‫املنادى) و( نداء املندوب ) و( نداء املستغاث ) فلكل مصطلح خصوصياته إال هذه املصطلحات الثالثة على‬
‫الرغم من تعدديتها فهي تؤدي وظيفة واحدة هي وظيفة املنادى ومن األمثلة على على ذلك ‪ :‬أ – املنادى‬
‫(‪)46‬‬
‫‪ .‬مثل ‪ " :‬وامعتصماه" و" واكبداه " أو حبذف (هاء‬ ‫املندوب ‪ :‬هو" نداء املتفجع عليه أو املتوجع منه"‬
‫السكت) يف آخر املنادى املندوب مثل ‪ " :‬وامعتصما " ‪" ،‬واكبدا"‪.‬‬
‫ب – منادى االستغاثة ‪ :‬وهو" نداء من يعني من دفع بالء أو شدة "(‪ )47‬مثل ‪ " :‬يالألقوياء للضعفاء" "يا‬
‫(‪)48‬‬
‫لألغنياء للفقراء " فاملطلوب منه يسمى "مستغاثا" واملطلوب له اإلعانة يسمى " مستغاثا له "‬
‫مواقع المنادى‬
‫‪ – 1‬يعترب املنادى مكونا خارجيا أي أنه يقع خارج البنية احلملية مثل املبتدأ والذيل أو عن األداة! – ميكن‬
‫للمنادى أن يكون مبفرده بنية تركيبية مستقلة عن احلمل مثل ‪ " :‬يا خالد‬
‫‪!" -2‬ومستقال عن احلمل مثل ‪... " :‬زيد‬

‫‪34‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫‪ – 3‬يف حالة وروده مع احلمل جيوز أن حيتل صدارة اجلملة وميكن وقوعه يف آخرها مبعىن آخر ميكنه أن يقع قبل‬
‫احلمل أوبعده(‪)49‬وذلك مثل ‪:‬‬
‫‪– 1‬ياعلي إن الربد قارس‬
‫‪ – 2‬إن الربد قارس ياعلي‬

‫اجلدول رقم ‪ :23‬الوظائف التداولية‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫نالحظ يف املثال األول أن املنادي قد احتل صدارة الكالم قبل احلمل إال أن املثال الثاين جنده قد ورد بعد‬
‫احلمل حبيث شكل احلمل يف بداية البنية الرتكيبية األوىل بؤرة جديد‬
‫‪ – 4‬كما جيوزللمنادى أن يتقدم على املبتدأ ويأيت متأخرا بعد الذيل ومن ذلك ما نراه يف األمثلة التالية‪-:‬‬
‫‪– 1‬ياعمر أبوك لقيه سعيد‬
‫‪ – 2‬أسعدين أخوك خلقه يا عبد اهلل‬
‫ما نالحظه هو أن املنادى(عمر) تقدم على املبتدأ ( أبوك) يف املثال املثال األول يف حني أن املنادى يف‬
‫(‪)50‬‬
‫املثال الثاين (عبد اهلل)تأخر عن الذيل (خلقه)‬

‫اجلدول رقم ‪ :24‬الوظائف التداولية (تابع)‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫كما أننا نالحظ أن املن ادى ورد يف املثال األول اسم علم مبين على الضم يف بينما املنادى الثاين ورد‬
‫منادى مضاف منصوب بالفتحة ومن حيث التأثري فإن املثال األول أشد تأثريا على املخاطب ألنه يلفت انتباهه‬
‫إىل مساع اخلطاب أما الثاين فقد تأخر املنادى مما جعل قوة التأثري كانت أقل من األول ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫‪ – 5‬إذا كان " املنادى " متصدر للبنية الرتكيبية فإنه يكون أكثر ورودا وإذا كان واقعا يف آخر البنيةالرتكيبية يكون‬
‫أقل ورودا ‪ .‬والسبب يف ذلك يرجع إىل " الدور الذي يلعبه املنادى يف عملية إنتاج اخلطاب فاملكون املنادى‬
‫باعتباره مقصودا به تنبيه املخاطب بالدرجة األوىل يرد قبل اخلطاب نفسه مبا فيه املكون الدال على جمال اخلطاب‬
‫" املبتدأ "‬
‫‪.3‬اإلسناد الوظيفي‬
‫ال خيلو أي تركيب يف اللغة العربية إذا كان تاما من عملية اإلسناد وهو مصطلح تطرق إليه النحاة قدميا‬
‫معتربين إياه ركنا من أركان أي مجلة من من اجلمل املفيدة سواء أكانت إمسية أو فعلية وعلى هذا األساسولذا‬
‫فاإلسنادهو ذو معىن شامل يرتبط جبميع أقسام الكالم وهو ذو مصطلح عام له عالقة جبميع اللغات الطبيعية‬
‫نظرا ملا تتطلبه من ترتيب املعاين منطقيا حيث أنه" فقد جرت العادة يف صناعة املنطق أن يسمى املعىن املوصوف‬
‫واملسند إليه واملخرب عنه موضوعا ‪ ،‬واملعىن املسند واملعىن الذي هو الصفة واخلرب حمموال "(‪ )51‬و يعرفه الشريف‬
‫اجلرجاين قائال ‪ " :‬اإلسناد نسبة أحد اجلزأين إىل اآلخر أعم من أن يفيد املخاطب فائدة حيسن السكوت عليها‬
‫أوال "(‪ )52‬واملقصود من اجلزأين مها املسند واملسند إليه شيئان متالزمان ال ميكن استغناء أحدمها عن اآلخر إلفادة‬
‫املخاطب بكالم تام الفائدة وبتمام الفائدة يتحقق الفهم والغرض من اخلطاب ‪ ،‬وما يؤكد على ذلك جند أن "ابن‬
‫يعيش" يفصل ذلك يف قوله‪ ":‬اإلسناد ليس مطلق الرتتيب بل تركيب الكلمة مع الكلمة إذا كان إلحدامها تعلق‬
‫باألخرى على السبيل الذي به حيسن موقع اخلرب ومتام الفائدة "(‪ .)53‬إذ نالحظ أن التاكيد على متام الفائدة‬
‫غرضه التفاهم وحتقيق التواصل بني املتكلم واملخاطب ويتم ذلك إذاكان الكالم متسقا مع بعضه البعض وتام‬
‫املعىن يقصد منه إيصال املتكلم اخلرب إىل املخاطب ‪.‬وإذاكان اإلسناد النحوي يعتمد علىالبنية الرتكيبية املفيدة فإن‬
‫النحاة قد بينو أن املسند واملسند إليه يف اجلملة يتمثل يف الفعل مسندا والفاعل مسند إليه إذاكانت اجلملة فعلية و‬
‫من (اخلرب) مسندا واملبتدأ مسند إليه إذا كانت اجلملة امسية ‪،‬كما أن عملية اإلسناد قائمة على االختزال أي‬
‫اختزال بنية اجلملة أو الظاهرة الكالمية ويكون مبنيا على التقدير"فهو خيتزل خمتلف أنواع اإلجناز اليت تتحقق يف‬
‫اجلملة‪ ،‬بل خيتزل خمتلف أنواعاإلجنازالكالمي أيا كان‪ ،‬وذلك باعتبار أن اجلمهور يذهب إىل وجوب تقدير اإلسناد‬
‫(‪)54‬‬
‫حيث ال يظهر يف مستوى اإلجناز‪..‬واإلجناز عندهم إمنا يتأتى من امسني أو من اسم وفعل "‬
‫واإلسناد يعترب مصطلحا من املصطلحات اللغوية يف النظرية النحوية اليت أسسها "سيبويه" يف كتابه ‪ ،‬ومن‬
‫أتى بعده من الذين استقطبهم هذا املصطلح الذي يعد شرطا من شروط الظاهرة الكالمية ‪ ،‬حيث ان االسم مع‬
‫االسم أو االسم مع الفعل" يكون كالما لكون أحدمها مسندا واآلخر مسند إليه"(‪ . )55‬فالعملية اإلسنادية من‬
‫خالهلا يولد املعىن وتتحقق الفائدة اليت تقتضي حسن السكوت عليها ‪ ،‬فيدرك املتكلم عن طريقها القصد من‬
‫تلك الفائدة ‪ ،‬وهلذا " فاللفظة الواحدة من االسم والفعل ال تفيد شيئا وإذا قرنتها مبا يصلح حدث معىن واستغىن‬
‫الكالم "(‪. )56‬‬

‫‪36‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫وانطالقا من هذه املقولة ندرك أن العملية اإلسنادية ال تتحقق هي االخرى إال بفضل األقرتان أي إضافة‬
‫لفظة إىل أخرى تكون بينهما نسبة إسنادية تظهر على مستوى اإلجناز عالقة داللية بني املسند واملسند إليه يف‬
‫اجلملتني اإلمسية والفعلية إذ أن " أصول الكالم مجلتان ‪ :‬فعل وفاعل ‪ ،‬ومبتدأ وخرب "(‪ .)57‬وهذه العالقة الداللية‬
‫(‪)58‬‬
‫يف الظاهرة اإلسنادية يعرفها السيوطي بأهنا " تعليق خرب مبخرب عنه أوطلب مبطلوب منه "‬
‫إال أن الدراسات اللسانية الوظيفية مل تقف عند هذا احلد بل جعلت ظاهرة اإلسناد تتعلق بالوظيفة سواء‬
‫أكانت هذه الوظيفة داللية أم تداولية وتتحول البنية الرتكيبية إىل بنية محلية ألن اإلسناد فيها يشمل مستويات‬
‫خمتلفة و متعالقة ‪ .‬ومن بني األمثلة على ذلك جند أن مجلة ( ركبت الطائرة ) فهي تركيبيا تتكون من الفعل املسند‬
‫(ركب) واملسند إليه (الفاعل) وما بعدمها يعتربالعنصر فضلة‪ ،‬والذي يتمثل يف املفعول به (الطائرة)‪ .‬إال أن املستوى‬
‫الداليل يتعلق باملنفذاملتمثل يف (تاء الفاعل) واملتقبل املفعول به (الطائرة)وكلمة مساء (مستقبل)‪.‬‬
‫اجلدول رقم ‪:50‬اإلسناد الوظيفي‬

‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫وعند انتقالنا إىل املستوى الثالث وهو املستوى التداويل والذي يتعلق اإلسناد فيه بالوظائف التداولية‬
‫الداخلية واخلارجية ‪ ،‬حيث أننا نالحظ وظيفيا أن عنصري الوظيفة التداولية الداخلية مها(البؤرة) و(احملور) ‪.‬‬
‫فبالنسبة للمثال الثاين اآليت ‪:‬شرح األستاذ احملاضرة ‪ .‬جند أن (البؤرة) اليت متثلت يف كلمة (احملاضرة) جند أهنا‬
‫لوحذفت ستصبح اجلملة احتمالية ألننا ال نعرف ماذا شرح األستاذ؟ فهل شرح قصة ؟ أم كتابا ؟ أم مقولة ألحد‬
‫الباحثني ؟ ‪ ..‬اختار املتكلم كلمة (احملاضرة) وبالتايل شكل هذا العنصر األساس الذي عن طريقه حتققت عملية‬
‫الفهم ‪ ،‬وذلك ما نالحظه على املستوى التداويل الداخلي من أن البؤرةأسندت إىل املكون( املتقبل )وإاملكون‬
‫الرتكييب (املفعول به)‪ .‬كما أننا نالحظ أيضا أن هناك ظاهرة إسنادية أخرى على مستوى الوظائف التداولية‬
‫الداخلية املتمثل يف كلمة (األستاذ) الذي أسندت إليه يف هذه البنية احلملية ثالث وظائف وهي‪ :‬الوظيفة الرتكيبية‬
‫(الفاعل) والوظيفة الداللية (املنفذ) والوظيفة التداولية (احملور)‪.‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :51‬اإلسناد الوظيفي (تابع)‬

‫‪37‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث‬

‫أحادية اإلسناد‬
‫واملالحظ يف ظاهرة اإلسناد جيد أهنا تتحقق يف جمال اللسانيات الوظيفية بفعل وجود نوعني من القيود‬
‫فاألول منها ضبط عملية إسناد الوظائف والثاين تضبط فيه موقعة املكون املبأر‪ ،‬حيث ميكن أن حتمل موضوعات‬
‫البنية احلملية وظائف داللية ووظائف تركيبية و تداولية انطالقا من القيدين التاليني(‪-: )1‬‬
‫‪ – 1‬جيب أن ال حيمل املوضوع أكثرمن وظيفة واحدة من كل نوع من الوظائف الثالث يف احلمل نفسه‬
‫‪ – 2‬ال وظيفة تسند إىل أكثر من موضوع واحد داخل احلمل نفسه إذا كان القيد األول مينع املوضوع من محل‬
‫أكثر من عنصر ‪ ،‬فإنه ميكن ان يسند للموضوع الواحد أكثر من وظيفة تدالولية حيث أنه من املمكن ان تسند‬
‫الوظيفة نفسها إىل أكثر من مكون واحد(‪ )2‬كما جند ذلك مبينا يف البنيتني الرتكيبيتني اآلتيتني‪ – 1 :‬من منح‬
‫األستاذ ؟ ماذا؟‪ – 2‬منح األستاذ الطالب اجلائزة‬
‫اجلدول رقم ‪ :50‬اإلسناد الوظيفي (تابع)‬

‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫نالحظ أن البؤرة أسندت إىل مكونيني اثنني (اسم االستفهام) بالنسبة للجملة األوىل واملكونني (الطالب)‬
‫و(اجلائزة)‪ .‬والسؤال املطروح هو هل إسناد البؤرتني بؤرة اجلديد وبؤرة املقابلة يكون بنفس الكيفية أم أهنما خيتلفان‬
‫يف عملية اإلسناد ؟ استطاع "أمحد املتوكل" أن جييب عنه يف قوله ‪ " :‬بالنسبة لبؤرة اجلديد فإهنا تسند إىل أي‬

‫‪38‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫مكون داخل اجلملة بغض الطرف عن وظيفتيه الداللية و الرتكيبية ‪.‬أما بالنسبة لبؤرة املقابلة فإن مثة قيدان اثنان‬
‫يضطان إسناد هذه الوظيفة يف البنيات املوصولية ‪ .‬ويشرتط حسب هذين القيدين أن يكون املكون املبأر يف هذا‬
‫النمط من البنيات قابال ألخذ احلالة اإلعرابية الرفع وأن يكون قابال لإلضمار "(‪.)59‬ومن ذلك على سبيل املثال ال‬
‫احلصر األمثلة اآلتية ‪- :‬‬
‫‪ - 4‬أنذر حكم املقابلة الالعب مساءأمام الالعبني غاضبا تنبيها له‬
‫‪ – 0‬الذي قابلته زيد‪ – 1‬الذي أعطيته زيدا الكتاب‬
‫جد أن بؤرة اجلديد أسندت إىل كل من املفعول به (الالعب) والزمان (مساء)واملكان (أمام ) واحلال‬
‫(غاضبا) واملفعول ألجله (تنبيها) وهذا ما جيعلنا نالحظ أن معظم مكونات البنية احلملية كانت بؤرا جديدة ‪ .‬يف‬
‫حني أن بؤرة املقابلة لكي يتم إسنادها إىل أكثر من مكون جيب أن تكون يف البنية املوصولية وأن تكون مسندة‬
‫إىل مكون مبأر يكون يف حالة الرفع وقابال لإلضمار وتوضيحا لذلك نرسم اجلدول اآليت‪- :‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :50‬اإلسناد الوظيفي (تابع)‬

‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫وما ميكننا مالحظته يف اجلدول هو أن بؤرة اجلديد قد تعددت يف املثال الرابع الوارد ضمن اجلدول مخس‬
‫مرات بينما جند أن بؤرة املقابلة مل ترد غال مرة واحدة يف املثالني اخلامس والسادس وهذا ما يدلنا داللة واضحة‬
‫على أن بؤرة املقابلة ال ميكن إسنادها إىل أكثر من مكون واحد داخل البنية الرتكيبية نفسها حيث"ال ميكن أن‬
‫(‪)60‬‬
‫تسند وظيفة بؤرة املقابلة خبالف بؤرة اجلديد إىل أكثر من مكون واحد يف نفس اجلملة "‬
‫كما نالحظ أيضا أن هناك من املكونات وقعت بؤرة جديد وهي احلاملة للوظائف الداللية وهي الزمان‬
‫املكان احلال العلة وكذلك املكونات املسورة* مع العلم أنه يوجد كذلك املكونات املسبوقة بـ(حىت)وبالنفي الواقعة‬
‫بعده األداة (بل)اإلثبات‬

‫‪39‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫إسناد وظيفة المحور‬


‫بالنسبة لوظيفة (احملورفإهنا تعترب من الوظائف الداخلية التداولية اليت تسند أيضا كبقية العناصر الوظيفية‬
‫الداخلية األخرى داخل احلمل إىل موضوعات البنية احلملية اليت حتمل باإلضافة إىل هذه الوظيفة(وظيفة‬
‫احملور) وظائف تركيبية ووظائف تداولية عن طريق قواعد اإلسناد اليت متكن الباحث اللساين من نقل البنية الرتكيبية‬
‫إىل بنية وظيفية املتكونة من موضوعات البنية احلملية ذات وظائف خمتلفةو الوظائف الرتكيبية و التداوليةاليت تسند‬
‫إىل موضوعاتاحلمل احلاملة للوظائف الداللية حبيث تتم عملية إسناد الوظائف الرتكيبية والتداولية عن طريق‬
‫تطبيققواعد إسناد الوظائف اليت حتمل البنية احلملية إىل بنية وظيفية ‪ ،‬وبناء عليه فإن وظيفة احملور تسند إىل أحد‬
‫موضوعات احلمل سواء أكان املوضوع منفذا أم متقبال ‪ ،‬مستقبال أم مستفيدا ‪ ،‬زمانا أم مكانا والذي تسند إليه‬
‫إحدى الوظيفتني الرتكيبيتني (الفاعل)و (املفعول) يف اجلملة الفعلية‪ .‬واملسند أيضا إىل (املبتدأ) يف اجلدول التايل‪-:‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :52‬اإلسناد الوظيفي (تابع)‬

‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث‬


‫حيث أننا نالحظ يف اجلدول أن الوظيفة التداولية (احملور) املتمثلة يف كلمة (املسافر)يف املثال األول‬
‫أسندت إىل الوظيفة الداللية (املنفد) كما أسند إىل هذه الوظيفة األخرية الوظيفة الرتكيبية (الفاعل) وأسندت يف‬
‫املثال الثاين إىل (املبتدأ) يف اجلملة الثانية على أساس أنه (احملور) املتحدث عنه يف كلتا اجلملتني‪.‬‬
‫ويف املثالني الرابع واخلامس جند أن احملورأسند إىل الوظيفة الداللية (الرئيس) باعتباره( منفذا) ويف اجلواب‬
‫عن السؤالفي املثال اخلامس جند احملورقدأسند إىل املستقبل(اسم زمان) ويف املثال السابع الذي يعترب جوابا عن‬
‫‪40‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫السؤال السادس املتمحور حول كلمة (املدرج الثالث) حيث أنه أسند إىل (املستقبل)وهو (املكان) الذي يوجد‬
‫األستاذ يف حني أننا جنده (احملور) أسند يف املثال الثامن إىل امسي االستفهام (من)و(ماذا) إال أن اجلواب متحور‬
‫هو اآلخر يف املتحدث عنهما (عمر) باعتباره(املتقبل األول)و(اهلدية) (املتقبل الثاين) ‪.‬‬
‫الوظائف بين المواكبة واإلسناد‬
‫تعترب قضيةإسناد الوظائف من املسائل املعقدة يف النحو الوظيفي إذ أهنا تنتاهبا العديد من اإلشكاالت‪،‬‬
‫األوىل منها متعلقة مبصطلح اإلسناد والثانية تتعلق ببالسؤال املطروح ما الوظيفة األسبق لتحتل املرتبة األوىل يف‬
‫العملية اإلسنادية؟ أو بعبارة أخرى ما هي الوظيفة األصل؟ والوظيفة الفرع ؟ لنتعرف عن ما هو املسند و املسند‬
‫إليه من الوظائف وإذا كان اإلسناد مبعىن الضم(‪ )1( )61‬فما هي الوظائف اليت تكون هلا األولوية يف أن تكون‬
‫ضامة للوظائف؟ وتكون هذه األخرية مضمومة إىل األخرى ‪ ،‬وإذا كان اإلسناد مبعىن النسبة(‪ )62‬فأي الوظائف‬
‫أحق بأن تكون منسوبا واألخرى تكون منسوبا إليه ؟‬
‫استعمل مصطلح اإلسناد يف الدرس النحوي للداللة على العالقة بني املسند واملسند إليه ‪ ،‬سواء يف‬
‫اجلملة بني الفعل املسند والفاعل املسند إليه يف اجلملة الفعلية وبني اخلرب (املسند) واملبتدأ (املسند إليه)‪ ،‬يف اجلملة‬
‫اإلمسية‪ ،‬إال أن القصد من اإلسناد يف املنظور اللساين الوظيفي هو" اإلجراء أو القاعدةالذي يلحق مسة ما( وظيفة‬
‫أو حالة إعرابية أو غري ذلك) مبكون ما وفقا لشروط معينة "(‪. )63‬واملقصود بالوظائف املواكبة هي الوظائف‬
‫الداللية اليت تكون ضمن املدخل املعجمي للنحو الوظيفي الذي يشكل إطارا عمليا يوضح صورة احملمول اجملردة‬
‫وموضوعاته و"القيود االنتقالية " اليت يلزم هبا موضوعاته ومن بني ما حتمله هذه األخرية الوظائف الداللية(‪.)64‬‬
‫وبناء على ذلك نسوق املثال التايل كتوضيح عن اإلطار احلملي للمحمول الفعلي (تسلق)‪ :‬تسلق (ف)‬
‫عمر(منفذ) الشجرة (متقبل)‪.‬نالحظ أن املثال حيتوي على احلدين املوضوعني احلاملني لوظيفيت‬
‫(املنفذ)و(املتقبل)كأصلني للبنية احلملية ‪ .‬وبالتايل ميكننا القول بأن هاتني الوظيفتني ال تستند إىل هذين احلدين‬
‫(عمر)‪( ،‬الشجرة) بل إهنا تواكبهما‪ .‬أما الوظائف الوجهية والتداولية ال تربزان يف اإلطار احلملي ألهنا وظائف‬
‫مسندة ال وظائف مواكبة‪.‬كما أهنا (الوظائف التداولية والوجهية) هلا عالقة بالسياق‪ .‬أما بالنسبة للموضوعات‬
‫(املنفذ)و(املتقبل)فقد حيتالن عنصر (الفاعل) و(املفعول) وقد يصيب البنية احلملية تغيريا على مستوى احلمل‬
‫حبيث يصبح الفاعل مسندا إىل املوضوع (املتقبل) كما نالحظ يف اجلملتني اآلتيتني ‪- :‬‬
‫‪– 2‬شاهد علي املقابلة يف امللعب‬
‫‪ – 4‬شوهدت املقابلة‬
‫نالحظ أن املنفذ احتل عنصراملنفذ(الفاعل)واملتقبل اسند إىل عنصرالوظيفة الرتكيبية )املتقبل ( املتمثل يف‬
‫(املفعول به) إال أن املثال الرابع نالحظ أن (نائب الفاعل) قد أسند إىل مكون (املتقبل)‪ .‬كما ان الوظائف‬
‫التداولية هي األخرى ليست ثابتة حبكم السياق حيث من املمكن أن يكون احملور (فاعال) وإما أن يكون‬

‫‪41‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫(مفعوال به) تركيبيا و(بؤرة) تداوليا وقد يكون العكس إذ يتم تبئري الفاعل ويتمحور املفعول به مثل ‪ :‬قطف علي‬
‫األزهار‪ /‬قطف األزهار علي‬
‫مراتب إسناد الوظائف الوجهية والداللية‬
‫ال ميكن إسناد الوظائف الثالثة دفعة واحدة وإمنا يتحقق ذلك يف مراتب متالحقة وهي ‪-:‬‬
‫‪ – 1‬يرى الباحثون يف الدراسات اللسانية الوظيفية أن الوظائف الداللية املواكبة للحدود ذات املوضوعات‬
‫املختلفة أهنا تتمركز ضمن اإلطار احلملي باعتباره مصدر االشتقاق الذي تسند إليه الوظائف الوجهية والتداولية‬
‫إىل حدود الوظائف الداللية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬فيما خيص أن حدود الوظائف الداللية ال توجد كلها يف بعض اللغات الطبيعية فمنها من يستغين عن‬
‫املفعول ومنها من يستغين عن الفاعل واملفعول به معا ‪ ،‬وبالتايل فاللغات اليت ال وجود للفاعل واملفعول فيها يعترب‬
‫ترتيب اإلسناد فيهاغري موجود ضمنها ‪ .‬وبناء عليه فإن الوظائف التداولية تسند مباشرة إىل موضوعات املتضمنة‬
‫للوظائف الداللية (‪.)65‬‬
‫‪ – 3‬وبالنسبة للغات الطبيعية اليت ال يرد يف لغاهتا الفاعل واملفعول جند أن الوظائف الوجهية تسند أوال احلدود‬
‫احملتوية لوظائف داللية وبعدها تسند الوظائف الداللية‪،‬وذلك بناء على األدلة التالية ‪- :‬‬
‫أ – إن الوظائف الوجهية يتعلق إسنادها طبقا لسلمية الوظائف الداللية اليت اقرتحها " سيمون ديك" كاآليت‬
‫(‪- :)66‬‬
‫الجدول رقم ‪ :01‬سلمية الوظائف الداللية‬

‫املصدر‪ :‬أمحد املتوكل ص ‪013‬‬


‫ب‪ -‬وبالنسبة للوظيفة التداولية وخاصة يف عنصرها األساسي احملور الذي تقتصر عليه بعض اللغات الطبيعية اليت‬
‫تستعمل الوظيفة الوجهية املرتكز على حد الفاعل فقط يرى أمحد املتوكل أن إسناد احملور يف هذه اللغات يكون‬
‫طبقا لسلمية إسناد احملور اليت صاغها كالتايل(‪- : )67‬‬
‫الجدول رقم ‪ :00‬سلمية إسناد عنصر الوظيفة الوجهية ( المحور)‬

‫املصدر‪ :‬أمحد املتوكل ص ‪014‬‬


‫‪42‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫وما ميكننا أن نستنتجه من نقاط خالل ما شرحناه من عناصر خمتلفة ضمن ما تطرقنا إليه سابقا هو مايلي‪-:‬‬
‫‪– 1‬يعترب مصطلح "الوظيفة " موضع استقطاب اللسانيني ففي اللسانيات البنيوية جرده الباحثون من سياقه يف‬
‫حني أن اللسانيات الوظيفية أصبح هذا املصطلح قطب الرحى الذي تدور حوله مجيع الوظائف سواء أكانت‬
‫داللية أم تداولية أم تركيبية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬يف جمال النحو العريب جند أن الوظيفة ارتكزت أيضا على التجريد باعتبار الظاهرةاإلسنادية هي االساس‬
‫الذي تقوم عليها اجلملة العربية إبرازا للوظيفة اإلعرابية ملختلف عناصرها بغية حتديد موقع كل عنصر من عناصر‬
‫اجلملة بنوعيها االمسية والفعلية من اإلعراب ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الوظيفة يف النحو الوظيفي تتعدد بتعدد سياق املقال واملقال ‪ ،‬باعتبار املقال فهي وظائف وجهية وداللية ‪،‬‬
‫وباعتبار املقام فهي وظائف تداولية تتفرع إىل وظائف دالية وخارجية ‪.‬‬
‫‪ –4‬فيما خيص الظاهرة االسن ادية يف النحو الوظيفي ختتلف عما هي عليه يف النحو العريب ففي األول ترتكز على‬
‫اإلسناد الوظيفي انطالقا من البنية احلملية إال أن النحو العريب تعترب اجلملة ظاهرة إسنادية تعتمد على ركين املسند‬
‫واملسند إليه ‪.‬‬
‫‪ –5‬املتأمل يف مصطلحات النحو الوظيفي يالحظ وجود التالقح بني النحوين العريب والوظيفي يف الكثري من‬
‫املصطلحات اليت أضافها أمحد املتوكل مستثمرا فيها مصطلحات النحو العريب خاصة يف الوظائف اخلارجية كاملبتدا‬
‫والذيل واملنادى الذي يرى فيها أهنا مسالة خارجية عن البنية احلملية وهو ما حيقق بعدها التداويل ‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن الوظائف ا لتداولية مرتبطة بالسياق أو املقام مما جيعلها ذلك تكتسي طابعا تداوليا خيرج البنية الرتكيبية من‬
‫دائرة التجريد إىل دائرة استعمال اللغة يف الواقع أثناء التواصل ‪.‬‬
‫‪ –7‬ما ال حظناه أيضا هو أن الوظائف التداولية الداخلية تشكل أساسا بنيويا يف احلمل الرتكييب ‪.‬‬
‫‪ –8‬الحظ نا أيضا هناك فرق بني مصطلحي اجلملة واحلمل حيث رأينا أنه يف الرتاث النحوي العريب كان الدرس‬
‫اللغوي ينطلق من بنية اجلملة ‪ ،‬املوجودة ضمن حيز جتريدي ‪ .‬يف حني أن الدرس اللساين الوظيفي ينطلق من‬
‫احلمل املبين أساسا على وظائف عديدة ذات السمة الرتكيبية والداللية ةوالتداولية ‪.‬‬
‫‪ –9‬جند أن مصطلح املبتدأ يف النحو العريب خيتلف عنه يف اللسانيات الوظيفية حبيث أن األول ركن أساس يف‬
‫اجلملة ال ميكن االستغناء عنه ‪ ،‬يف حني أن النحو الوظيفي يتموقع املبتدأ ضمن حيز خارجي عن احلمل ‪.‬‬
‫‪ –12‬كما الحظنا أيضا ان اللسانيات العربية الوظيفية تتعالق مع الرتاث البالغي يف أسلوب التقدمي والتأخري‬
‫ضمن ما يسمى بعملية التزحلق الرتكييب كما أهنا ترتبط بالنحوالعريب يف الكثري من املصطلحات مثل (الذيل) الذي‬
‫يتعالق هو اآلخر بـ ‪(:‬املبتدأ املؤخر)‪ ،‬و(املنادى)‪ ،‬بشىت أنواعه‪.‬والبدل وغري ذلك من املصطلحات األخرى‪.‬‬
‫‪ – 11‬ترتكز البنية احلملية يف النحو الوظيفي على الوظائف الداللية والوظائف التداولية والوظائف الوجهية ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫‪ -12‬كما الحظنا أيضا ان اللسانيات العربية الوظيفية تتعالق مع الرتاث البالغي يف أسلوب التقدمي والتأخري‬
‫ضمن ما يسمى بعملية التزحلق الرتكييب الذي يؤدي هو اآلخر إىل تقدمي وتأخري يف الوظائف التداولية والداللية‬
‫والوجهية‪.‬‬
‫‪-13‬إن خارجية املبتدأ يف جمال اللساين الوظيفي خيتلف عن سائر الوظائف التداولية الداخلية باعتباره حمموال ألن‬
‫" املبتدأ ال خيضع لقيود االنتقاء اليت يضعها الفعل أو ما يشبهه بالنسبة ملوضوعاته "(‪. )68‬‬

‫اهلوامش‬

‫(‪-)1‬خالد محيد صربي‪،‬اللسانيات النصية يف الدراسات‪.‬العربية احلديثة‪،‬م ضفاف‪/‬م‪.‬االختالف ‪ 1431‬هـ‪ 2510.‬ص‪254‬‬


‫(‪-)2‬املرجع نفسه ص ‪254‬‬
‫(‪-)3‬رابح بوحوش ن حماضرات يف اللسانيات حبسب النظام اجلديد(ل‪.‬م‪.‬د)‪،‬دار العلوم للنشر‪ 2510.‬ص ‪20‬‬
‫(‪-)4‬أمحد املتوكل ‪،‬قضايا اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية‪.‬منشورات ضفاف‪/‬ماالختالف‪.‬ط‪ 2513 .1.‬ص‪21‬‬
‫(‪-)5‬أمحد املتوكل ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪-)6‬املرجع نفسه ص‪23‬‬
‫(‪-)7‬ينظر املرجع ص‪23‬‬
‫(‪-)8‬ينظر هدى صاحل رشيد‪ ،‬تأصيل النظريات اللسانية احلديثة ‪ ،‬يف الرتاث اللغوي عند العرب‪،‬منشورات ضفاف‪.‬م االختالف ‪ 1431،‬هـ‪2510.‬‬
‫مص‪100/ 104‬‬
‫(‪-)9‬ينظرأمحداملتوكل‪،‬قضايا اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية‪،‬م‪ .‬ضفاف‪/‬م‪.‬االختالف‪.‬ط‪1434. 1‬هـ‪ 2513.‬ص‪24‬‬
‫(‪-)10‬أمحد املتوكل‪ ،‬اللسانيات الوظيفية ‪،‬مدخل نظري ص ‪10‬‬
‫(‪-)11‬أمحد املتوكل ‪ ،‬الوظيفية بني الكلية والنمطية ص‪15‬‬
‫(‪-)12‬أمحد املتوكل‪ ،‬قضايا اللغة العربيةيف اللسانيات الوظيفية ص‪24‬‬
‫(‪-)13‬املرجع نفسه ص‪24‬‬
‫(‪-)14‬املرجع نفسه ص ‪20‬‬
‫(‪-)15‬املرجع نفسه ص ‪20‬‬
‫(‪-)16‬ينظرأمحد عزوز املدارس اللسانية‪،‬أعالمها‪.‬مبادئهاومناهجتحليلها لألداء التواصلي‪.‬ط‪.2‬دارآل رضوان للطباعة النشر‪.‬وهران‪ 2550‬ص‪132‬‬
‫(‪-)17‬اجلاحظ (أبوعثمان)‪،‬احليوان‪ ،‬تح‪:‬ع‪.‬السالم هارون‪ ،‬مط‪.‬مصطفى البايب احلليب وأوالده‪ ،‬مصرطه ط ‪ 1301 . 1‬هـ‪ 1211.‬م ‪251 / 0‬‬
‫(‪-)18‬ابن جين (أبو الفتح عثمان)‪ ،‬حتقيق ‪ .‬عبد احلكيم بن حممد ‪ 44 / 1‬املكتبة التوفيقية‪ .‬مصر(د‪.‬ت)‬
‫(‪-)19‬املصدر نفسه ‪120 / 1‬‬
‫(‪-)20‬أمحد حساين مباحث فياللسانيات ‪.‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ص‪ 37‬وينظر‬
‫(‪-)21‬أمحد املتوكل‪ ،‬الوظائف التداولية يف اللغة العربية‪.‬املقاربةاملعيار‪.‬منشورات ضفاف‪ 1437.‬هـ‪ 2216.‬م‪.‬ص ‪36‬‬
‫(‪-)22‬املرجع نفسه ص‪37‬‬
‫(‪-)23‬املرجع نفسه ص‪37‬‬
‫(‪-)24‬املرجع نفسه ص‪37‬‬
‫(‪-)25‬أمحد املتوكل املرجع السابق ص ‪37‬‬
‫(‪-)26‬ينظر املرجع نفسه ص ‪37‬‬
‫*املقصود من مصطلح "التزحلق" عند "أمحد املتوكل" هوعملية التقدمي والتأخري اليت تطرأ على البنية الرتكيبية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫ينظر عبدالقاهر اجلرجاين‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬تع‪:‬حممود حممد شاكر‪،‬نشر مطبعة املدين‪/‬دار املدين‪،‬ط‪ 1413. 3‬هـ‪92.‬ص‪126‬‬
‫* مصطلح (الرائز) ا ختبار حمدد يتضمن مهمة يكون على الفرد إجنازها‪ ،‬وتكون مماثلة لكل املفحوصني‪ ،‬كما تستعمل تقنية حمددة لتقدير النجاح أو‬
‫الفشل‪ ،‬او إلعطاء عالمة للنجاح ‪،‬ينظر کوسيئيه جاك ‪ -‬مقدمات يف علم النفس ‪ -‬ترمجة رالف رزق اهلل ‪ -‬املؤسسة اجلامعية للدراسات – بريوت –‬
‫‪1982‬ص‪۰۳‬‬
‫(‪-)27‬عباس حسن ‪،‬النحو الوايف ‪ ،‬دار املعارف ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪،1976، 4‬ص ‪573‬‬
‫(‪-)28‬أمحداملتوكل‪ ،‬املرجع السابق ص ‪42/ 42‬‬
‫(‪-)29‬املرجع نفسه ص ‪72‬‬
‫(‪-)30‬املرجع نفسه ص ‪72‬‬
‫(‪-)31‬املرجع نفسه ص ‪72‬‬
‫(‪-)32‬أمحد املتوكل ‪ ،‬الوظائف التداولية‪،‬املرجع السابق ص‪114‬‬
‫(‪ -)33‬املرجع نفسه‬
‫ينظر أمحد املتوكل املنهج‬ ‫*‪ -‬مصطلح "الورود"‪ :‬هو شرط حلدوث العالقة بني املبتدأومبا يليه وإن خرق أدى خرقه إىل مجلة غري سليمة تداوليا‬
‫الوظيفي يف البحث اللساين ‪ ،‬منشورات ضفاف‪/‬م‪.‬االختالف ص‪444‬‬
‫(‪-)34‬أمحد املتوكل ‪ ،‬الوظائف التداولية‪،‬املرجع السابق ص‪117‬‬
‫(‪-)35‬املرجع نفسه ص ‪139‬‬
‫*‪ -‬مصطلح القوة اإلجنازية عند أوستني " الفعل اإلنشائيلما نفعلهوحنن نتحدث مثل الوعد‪ ،‬االستفهام‪ ،‬التهنئة‪ ،‬املعارضة‪ "..‬ينظر ذهبيةمحواحلاج‬
‫‪،‬التداولية واسرتاتيجية التواصل‪،‬رؤيةللنشر‪.‬القاهرة ص ‪ 176‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪-)36‬املرجع نفسه ص‪142‬‬
‫(‪-)37‬املرجع نفسه ص‪142‬‬
‫(‪-)38‬أمحد املتوكل الوظائف التداولية ص ‪139‬‬
‫(‪-)39‬أمحد املتوكل املرجع السابق ص ‪139‬‬
‫(‪-)40‬عباس حسن ‪،‬النحو الوايف ج‪ ، 3‬دار املعارف مبصر‪ ،‬ط‪ 1976 ، 4‬ص‪597‬‬
‫(‪-)41‬ينظر املرجع نفسه ص ‪597‬‬
‫(‪-)42‬ينظر املرجع نفسه ص‪623‬‬
‫(‪-)43‬أمحد املتوكل املرجع السابق ص‪152‬‬
‫(‪-)44‬ينظر ذهيبة محو احلاج‪ ،‬التداولية واسرتاتيجية التواصل‪،‬رؤية للنشر وت‪،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ 2215،1‬ص ‪ 178‬وما بعدها‬
‫(‪-)45‬أمحد املتوكل ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ ،152‬وانظر مصطلح الوجهة والفرق بينها وبني الوجه ‪ ،‬امحد املتوكل‪ ،‬قضايا اللغة العربية يف اللسانيات‬
‫الوظيفية‪ ،‬منشورات ضفاف ص ‪168‬‬
‫(‪-)46‬مصطفى الغالييين ‪ ،‬جامع الدروس العربية ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪161 / 158‬‬
‫(‪ -)47‬املرجع نفسه‬
‫(‪-)48‬أمحد املتوكل املرجع السابق ‪167‬‬
‫(‪-)49‬أمحد املتوكل الوظائف التداولية املرجع السابق ص ‪167‬‬
‫(‪-)50‬ينظر املرجع نفسه ص ‪167‬‬
‫(‪-)51‬الفارايب(أبونصر)األلفاظ املستعملة يف املنطق‪،‬تح‪:‬حمسنمهدي‪،‬دارالشروق‪،‬بريوت(د‪.‬ت)ص ‪00‬‬
‫(‪-)52‬اجلرجاين علي ‪ ،‬التعريفات ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬بريوت ‪ 1225‬ص ‪32‬‬
‫(‪-)53‬ابن يعيش (موفق الدين األسدي) ‪ ،‬شرح املفصل ‪ ،‬عامل الكتب ‪ ،‬بريوت (د ‪ .‬ت)‬
‫(‪-)54‬خالد ميالد‪،‬اإلنشاء يف العربية بني الرتكيب والداللة‪،‬جامعة‪.‬منوبة‪/‬املؤسسةالعربية‪.‬ت‪.‬ن‪.‬تونس ‪25‬ص‪03‬‬
‫(‪-)55‬السيوطي (جالل الدين)‪ ،‬مهع اهلوامع يف شرح مجع اجلوامع‪ ،‬الكويت ‪ ،‬دار البحوث العلمية ‪33 / 1‬‬

‫‪45‬‬
‫حسين بن عائشة‬ ‫النحو الوظيفي بين التعددية الوظيفية والوحدة إلاسنادية‬

‫(‪-)56‬املربد(أبو العباس حممد)املقتضب ‪ ،‬تح ‪ :‬حممد عبد اخلالق عضيمة‪ ،‬بريوت ‪ ،‬عامل الكتب ‪ 1213‬ص ‪121‬‬
‫(‪-)57‬ابن السراج (أبو بكر حممد)‪ ،‬األصول يف النحو‪ ،‬تح‪ :‬عبد احلسني الفتلي‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مؤسسة األعظمي ‪200/ 2 1203‬‬
‫(‪-)58‬السيوطي املرجع السابق ‪11 / 1‬‬
‫(‪-)59‬أمحد املتوكل ‪ ،‬الوظائف التداولية ص ‪40‬‬
‫(‪ -)60‬أمحد املتوكل ‪ ،‬الوظائف التداولية ص ‪40‬‬
‫*املكونات املسورة هي اليت يكون خمصصها "األسوار" وهي يف اللغة العربية " كل‪،‬مجيع ‪ ،‬بعض‪ " .....‬ينظرأمحد املتوكل ‪ ،‬الوظائف التداولية ص ‪40‬‬
‫(‪-)61‬ينظر التهانوي (حممد أعلى بن شيخ) ‪ ،‬كشاف اصطالحات الفنون‪،‬تح‪:‬لطفي عبد البديع‪،‬املؤسسةاملصريةالعامة للتأليف والطبع‬
‫والنشر‪،‬القاهرة‪141 / 3 1212.‬‬
‫(‪-)62‬املرجعالسابق‪141 / 3‬‬
‫(‪-)63‬أمحد املتوكل‪،‬قضايا اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية‪،‬منشورات ضفاف‪/‬م‪.‬االختالف‪،‬ط‪131434‬هـ‪،2513.‬ص‪01‬‬
‫(‪-)64‬ينظر أمحد املتوكل ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪0‬‬
‫(‪ -)65‬ينظر أمحد املتوكل قضايا اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية ص ‪012‬‬
‫(‪ -)66‬ينظر املرجع نفسه ص ‪013‬‬
‫(‪ -)67‬ينظر أمحد املتوكل املرجع نفسه ص ‪014‬‬
‫(‪ -)68‬ينظر أمحد املتوكل املرجع نفسه ص ‪110‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬


‫‪ .1‬ابن السراج (أبو بكر حممد)‪ ،‬األصول يف النحو‪ ،‬تح‪ :‬عبد احلسني الفتلي‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مؤسسة األعظمي ‪1203‬‬
‫‪ .2‬ابن جين (أبو الفتح عثمان)‪ ،‬حتقيق ‪ .‬عبد احلكيم بن حممد ‪ 44 / 1‬املكتبة التوفيقية‪ .‬مصر(د‪.‬ت)‬
‫‪ .3‬ابن يعيش (موفق الدين األسدي) ‪ ،‬شرح املفصل ‪ ،‬عامل الكتب ‪ ،‬بريوت (د ‪ .‬ت)‬
‫‪ .4‬أمحد املتوكل ‪ ،‬الوظائف التداولية‬
‫‪ .0‬أمحد املتوكل ‪،‬قضايا اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية‪.‬منشوراتضفاف‪/‬ماالختالف‪.‬ط‪2513 .1.‬‬
‫‪ .6‬أمحد املتوكل‪ ،‬الوظائف التداولية يف اللغة العربية‪.‬املقاربة املعيار‪.‬م نشورات ضفاف‪ 1437.‬هـ‪ 2216.‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬أمحد حساين مباحث يف اللسانيات ‪.‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪ .0‬أمحد عزوز املدارس اللسانية‪،‬أعالمها‪.‬مبادئها ومناهج حتليلها لألداء التواصلي‪.‬ط‪.2‬دارآل رضوان للطباعة‬
‫النشر‪.‬وهران‪2550‬‬
‫‪ .2‬التهانوي (حممد أعلى بن شيخ)‪ ،‬كشاف اصطالحات الفنون‪،‬تح‪:‬لطفي عبد البديع‪،‬املؤسسةاملصرية العامة للتأليف‬
‫والطبع والنشر‪،‬القاهرة‪1212.‬‬
‫‪.15‬اجلاحظ (أبوعثمان)‪،‬احليوان‪ ،‬تح‪:‬ع‪.‬السالم هارون‪ ،‬مط‪.‬مصطفى البايب احلليب وأوالده‪ ،‬مصر ط ‪1301 . 1‬‬
‫هـ‪ 1211.‬م‬
‫‪ .11‬اجلرجاين علي ‪ ،‬التعريفات ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬بريوت ‪1225‬‬
‫‪.12‬خالد محيد صربي‪ ،‬اللسانيات النصية يف الدراسات‪.‬العربية احلديثة‪،‬م ضفاف‪/‬م‪.‬االختالف ‪ 1431‬هـ‪2510.‬‬
‫‪ .13‬خالد ميالد‪ ،‬اإلنشاء يف العربية بني الرتكيب والداللة‪،‬جامعة‪.‬منوبة‪/‬املؤسسةالعربية‪.‬ت‪.‬ن‪.‬تونس‬
‫‪ .14‬ذهيبة محو احلاج‪ ،‬التداولية واسرتاتيجية التواصل‪،‬رؤية للنشر وت‪،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2215،1‬‬

‫‪46‬‬
‫الصفحة‪74-01:‬‬ ‫المجلد‪ 11 :‬عدد‪( 1 :‬ماي ‪)0201‬‬ ‫التعليمية‬

‫‪.10‬رابح بوحوش ن حماضرات يف اللسانيات حبسب النظام اجلديد(ل‪.‬م‪.‬د)‪،‬دار العلوم للنشر‪2510.‬‬


‫‪ .16‬السيوطي (جالل الدين)‪ ،‬مهع اهلوامع يف شرح مجع اجلوامع‪ ،‬الكويت ‪ ،‬دار البحوث العلمية‬
‫‪ .17‬عباس حسن ‪،‬النحو الوايف ‪ ،‬دار املعارف ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪،1976، 4‬‬
‫‪ .18‬عبد القاهر اجلرجاين‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬تع‪:‬حممود حممد شاكر‪،‬نشر مطبعة املدين‪/‬دار املدين‪،‬ط‪ 1413. 3‬هـ‪.‬‬
‫‪.12‬الفارايب(أبونصر)األلفاظ املستعملة يف املنطق‪،‬تح‪:‬حمسنمهدي‪،‬دارالشروق‪،‬بريوت(د‪.‬ت)‬
‫‪.25‬املربد(أبو العباس حممد) املقتضب ‪ ،‬تح ‪ :‬حممد عبد اخلالق عضيمة‪ ،‬بريوت ‪ ،‬عامل الكتب ‪1213‬‬
‫‪ .21‬هدى صاحل رشيد‪ ،‬تأصيل النظريات اللسانية احلديثة‪ ،‬يف الرتاث اللغوي عند العرب‪،‬منشورات ضفاف‪.‬م االختالف‪،‬‬
‫‪ 1431‬هـ‪ 2510.‬م‬

‫‪47‬‬

You might also like