Professional Documents
Culture Documents
تقديم
إن الغاية التي يهدف إليها اي قانون للتعمير ويسعى من خالل قواعده ونصوصه
إلى تحقييقها،ال تبتعد عن فكرة تنظيم المجال والتحكم في كافة عمليات
البناء،سعيا وراء الحد من البناء العشوائي،أو على األقل التخفيف من حدة
مشاكله تدريجيا ،وهذه الغاية ال تتحقق ،أي التنظيم والتخطيط ال يتم دون توفر
مجموعة من الوثائق التي تعرف بوثائق التعمير كما تم التطرق إليها في العروض
السابقة،التي تساهم في تحقيق هذه الغاية عبر تحديد استعمال كل منطقة على
حدة وتخصيص وظائفه
غير أن هذه الوثائق ليست وحدها المنوط بها المساهمة في التنظيم
المجالي،فباإلضافة إليها هناك آلية أخرى ال تقل عنها أهمية ،أال وهي رخصة البناء.
فقد سن المشرع المغربي مجموعة من القواعد التي حاولت حظر إقامة أي بناء
أو إدخال أي تغيير بشأنه دون رخصة يتم الحصول عليها من الجهة المختصة
مسبقا .البناء عموما لم يتم تنظيمه في إطار قانون خاص ،بل هنك مجموعة من
النصوص المتفرقة التي تنظم هذاالمجال .نجد من بينها قانون التعمير
.12.90الذي نظمها في الفصول من 40إلى .49وتجدر اإلشارة في هذا اإلطار أن
المشرع لم ينص في أي مقتضى من مقتضيات قانون التعمير-على الخصوص-
على تعريف لرخصة البناء وهكذا تعددت التعاريف الفقهية التي أعطيت لها ،
وبهذا يمكن تعريفها بأنها ذلك اإلذن اإلداري المسبق الالزم لمن يريد الشروع في
البناء ،والذي يمكن تسليمه بعد التأكد من قبل السلطات المختصة من مطابقة
المشروع
وتكمن أهمية رخصة البناء في كونها إحدى الوسائل المتخدة للحد او تقييد حق
الملكية
العقارية ،بالنظر لما يقتضيه أمر منحها من مراقبة مسبقة من الجهاز المختص
بإعطائها والتأكد من مدى مالئمة موضوع الرخصة للنصوص التشريعية والتنظيمية
الجاري بها العمل .
ومن خالل اإلطالع على النصوص التي تناولت رخصة البناء يتبين أنها حددت
مجال تطبيق هذه الرخصة وشروط الحصول عليها ،وكذا السلطة المكلفة بمنحها .
وما دام أن رخصة البناء تعتبر كما أشارنا آلية تساهم في التنظيم المجالي ،فإنها
تخضع لمسطرة دراسة خاصة قبل منحها أو رفضها في حالة وجود مبرر .كما أن
الواقع العملي لمقتضيات رخصة البناء يشهد منازاعات عدة في هذا الصدد ،األمر
الذي يطرح إشكالية القضاء المتخصص للبت في هاته المنازاعات من خالل ما
سبق سوف نعالج هذا الموضوع من خالل التصميم التالي:
1الحواسين قفيح ،سلطات الجماعات المحلية في ميدان التعمير ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة،جامعة
محمد الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي-الرباط،2001/2000،ص.40:
رخصة البناء
المبحث األول :مجال تطبيق رخصة البناء والجهة المكلفة بمنحها ومسطرتها
المبحث االول :مجال تطبيق رخصة البناء مسطرتها والجهات المكلفة بمنحها
إن كل عملية من عمليات البناء تستلزم الحصول على ترخيص ان كانت ستتم
بالمناطق التي الزم فيها المشرع الحصول على رخصة البناء هذه االخيرة التي
البد ان تصدر عن جهات مختصة حتى تكسب قوتها القانونية وان تخضع لمسطرة
محددة .
وعلى هذا االساس سيتم التطرق لمجال تطبيق رخصة البناء في المطلب
االول على ان نتناول في المطلب الثاني مسطرتها والجهات المكلفة بمنحها .
المطلب االول :مجال تطبيق رخصة البناء .
جعل المشرع المغربي نطاق الزامية الحصول على رخصة البناء ،غير
مقتصر فقط على المجال الحضري وانما يطال حتى المجال القروي في حاالت
محددة (الفقرة االولى)،اال انه ان كان حدد نطاق الزامية الرخصة ،فانه لم يقم بذلك
فيما يخص تحديد االشغال واالشخاص الخاضعة لهذه الرخصة (الفقرة الثانية)
وقد حدد الميثاق الجماعي رقم ،00.78بموجب مادته االولى ان الجماعات هي
وحدات ترابية داخلة في حكم القانون العام ،وتتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقالل المالي وتنقسمـ الى جماعات حضرية وجماعات قروية .
- 2حاتم الرحاوي ":منازعات رخص البناء "،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة – القانون العام ،جامعة
محمد الخامس اكدال الرباط ،2003 ،2002،ص 17:
رخصة البناء
-5د.الحاج شكلرة":الوجيز في قانون التعمير المغربي " ،الطبعة السادسة ، 2011،ص117 :
رخصة البناء
اما عن عمليات التلرميم فيقصد بها جميع االشغال المتعلقة باالصالح او
الترميم المنجزة قصدا استصالح عقار او جزء منه بدون ان يكون هناك هدم ،لذلك
فهو يتطلب النجاز رخصة البناء كترميم واجهة او سقف .
ومن المناشير التي ايضا حددت قائمة البنايات واالشغال الخاضعة لرخص
البناء هناك منشور رقم 126المؤرخ في 28يونيو 1985المطبق على الدائرة
الترابية الختصاص الوكالة الحضرية للدار البيضاء ،الذي ميز في اطار تحديده
لالشغال الخاضعة للرخصة بين المشاريع الخاضعة للمسطرة العادية وتلك
الخاضعة لمسطرة سريعة فبالنسبة لالولى –العادية –يمكن االشارة الى
المشاريع التالية :المشاريع المزمع انجازها من طرف او لحساب االدارات او
الجماعات او المؤسسات او الشركات العمومية سواء كانت مشاريع تهدف الى
تمكينها من القيام بنشاطها االساسي او مشاريع ذات طابع ثانوي بالمقارنة مع
نشاطها االساسي ،ايضا بين هذه المشاريع بناء المؤسسات ذات الطابع الصناعي
،مشاريع بناء العمارات التي يتعدى او يعادل علوها .13.50
اما تلك المشاريع التي تخضع لمسطرة سريعة قتذكر بعضها ،حسب
الدورية 126بناء السكن الفردي مثال او جناح او منزل وبصفة عامة كل عمارة
يقل علوها او يعادل ،11.50ايضا اصالحات وتعديالت وتهييئات مباني قائمة
تدخل ضمن هذه الفئة وايضا بناء او تهيئة محل ذي طابع تجاري او صناعي من
الفئة الثالثة ،يزعم انجازها على مساحة عامة بسفيفة تقل عن 500متر مربع
ويقل علوها عن 5.50
االانه تجب االشارة انه اذا كان المشرع المغربي قد اكد على الزامية
رخصة البناء بالنسبة للمشاريع والبنايات المشار اليها اعاله ،فانه المقابل نجد
انه تم اعفاء بعد االشغال نظرا لطبيعتها ،وهو ما قضت به المادة 63من قانون
" ، 90.12ال تسري احكام الباب الثالث من هذا القانون على المنشات الفنية
رخصة البناء
قبل التصدي الى شروط الحصول على لرخصة البناء وكيفية دراسة ملفات
طلبات هذه الرخص (الفقرة الثانية) البد لنا في البداية ان نتطرق الى الجهة
المكلفة التي منحها القانون صالحية منح هذه الرخصة (الفقرة االولى)
على ما نصت عليه المادة 50منه ،حيث استعرضت هذه المادة صالحيات او
اختصاصات رئيس المجلس الجماعي ،والتي نصت على منح لرخص البناء
كواحد من اختصاصات الموكولة لهذا المجلس الى جانب منح رخص التجزئة
والتقسيم وغيرها من االختصاصات .
من هذا المنطلق نقول ان هذه المقتضيات صريحة في تخويل رئيس
المجلس الجماعي صالحية تسليم رخص البناء ،كما انه ملزم باتخاد القرار بهذا
الشان داخل اجل حدده القانون وان كان غير وارد في نص خاص في مدونة
التعمير 8اال ان هذا االجل يتضح من خالل المادة . 48عند حديثها عن حالة
سكوت رئيس المجلس الجماعي بخصوص هذا الموضوع ،ففي هذه الحالة اعتبر
المشرع ان الرخصة الممنوحة داخل اجل شهرين من تاريخ ايداع طلب الحصول
عليها .وبهذه نستنتج ان االجل االقصى الذي يلزم خالله رئيس مجلس الجماعة
باتخاد قرار في هذه الشان هو شهران،والبد من االشارة في هذا االطار ان رئيس
مجلس الجماعة سواء كانت حضرية او قروية فهو اليتخد القرار بهذا الشان من
تلقاء نفسهـ ولوحده ،بل البد من اخذ استشارات واستقصاء اراء الجهات
المنصوص عليها في النصوص التشريعية والتنظيمية .ولما كان االصل هو ان
رؤوساء المجالس الحماعية يعود لهم اختصاص القامة البناء فهناك جهات اخرى
تمنح لها هذه السلطة .
- 8د .الشريف البقالي رخصة البناء بالوسط القروي نطاق الزاميتها وشروط منحها ،المجلة المغربية لالدارة المحلية
والتنمية ،عدد مزدوج 105،2012-106ص 90:
رخصة البناء
يوجد على راس هذه السلطة عبر احتالله له مكانة هامة في التنظيم االداري
االمركزي طبقا لنص الفصل 145من الدستور الحالي .
وكما سبقت االشارة في الفقرة السابقة ،فاالصل انه كلما تعلق االمر بمنح
رخصة البناء ،فالسلطة االدارية المختصة في رئيس المجلس الجماعي،اال انه في
حاالت يكون العامل مختصا بمنحها ،ويتجلى ذلك في الحالة التي يتعلق فيها
االمر باالماكن المخصصة القامة شعائر الدين االسالمي فيها المنظمة بالظهير
الصادر بتاريخ 2اكتوبر 1984الذي ينص الفصل 2منه ان االماكن المنصوص
عليها في هذا القانون تسلم رخصة بناؤها من طرف عامل العمالة او االقليم
المعني ،وذلك بعد استطالع راي المصالح المختصة بوزارة االوقاف والشؤون
9
االسالمية وكذلك الوزارة المكلفة بالسكنى والتعمير .
وهذا فيما يخص منح هذه الرخصة من طرف العامل ،ومن جهة اخرى
يمكن للباشا ان يعود له االختصاص ،وذلك اذا تعلق االمر بجماعات المنشور .10
وبالتالي فكلما تعلق االمر ببلديات ذات طابع خاص او باالحرى خاضعة
لنظام خاص ،فالباشا هو الذي يمنح الترخيص بالبناء ،وليس هذا االختصاص فقط،
بل كل االختصاصات المسندة الى رؤساء المجالس الجماعية .وهو ما نصت عليه
المادة 136من قانون رقم 78.00المتعلق بالميثاق الجماعي والتي جاء فيها ما
يلي "،يمارس باشا كل جماعة من الجماعات المشار اليها بالمادة السابقة ،
االختصاصات المسندة بمقتضى هذا القانون الى رؤساء المجالس الجماعية
ويؤازرها مساعد ،يمكن ان يفوضـ اليه جزءا من اختصاصاته وينوب عنه اذا
تغيب او عاقه عائق ".
- 9د.الحاج شكرة،الوجيز في قانون التعمير المغربي ،الطبعة السادسة ،2011الصفحة .133
- 10تنص المادة 135من القانون 78.00على ما يلي " :ينتخب اعضاء مجلس جماعات كل مشور مقر لقص ملكي
طبقا للشروط المقررة في القانون المتعلق بمدونة االنتخابات ويحدد عددهم تسعة".
رخصة البناء
سوف تتم االشارة الى الوثائق الواجب توفرها في ملف طلب رخصة البناء
(اوال) قبل التطرق الى مسطرة دراسة ملف رخصة البناء
غير انه بعد مرور حوالي 23سنة تم صدور المرسوم رقم 2-13-424
بتاريخ 24ماي 2013بالموافق على ضابط البناء العام المحدد لشكل وشروط
تسليم الرخص ونقتصر هنا على رخصة البناء .
وفي هذا االطار البد من االشارة الى ان من اهم مستجدات هذا المرسوم
انه احدث هياكل كل جديدة مكلفة بدراسة طلبات رخص البناء وغيرها من
الرخص ،اذ نص عللى احداث 4لجان ،لجمة المشاريع الصغرى ولجنة
المشاريع الكبرى في اطار لجنة الشباب الوحيد (المادة،) 10ثم لجنة المشاريع
الصغرى لجنة المشاريع الكبرى في اطار اللجنة االقليمية للتعمير (المادة )15
-1ايداع ملفات طلبات رخص البناء
طبقا للمادة 30من المرسوم 24ماي 2013يتم ايداع طلبات رخص
البناء بمكتب ضبط الجماعة المعنية او بمكتب ضبط الشباك الوحيد
لرخص البناء وذلك مقابل وصل ايداع مرقم ومؤرخ .غير انه اليتم
استالم الملف اذا كان اليتضمن الوثائق االساسية .
وفي الحاالت الخاصة –التي تمت االشارة اليها سابقا ،مثال بالنسبة
للبلديات الخاضعة لنظام خاص فملف رخصة البناء يتم ايداعها لدى
باشا ،كما ان هذا االيداع يتم لدى العامل اذا ما تعلق االمر باالماكن
المخصصة القامة شعائر الدين االسالمي طبقا لما ينص عليه الظهير
المنظم لهذه االماكن ل 2اكتوبر 1984المعدل بظهير 23مارس
2007بموجب قانون رقم . 29.04
-2مسطرة دراسة ملفات طلبات رخص البناء
بناءا على المادة 17من مرسوم 24ماي 2013دراسة ملفات
طلبات رخص البناء وفق مسطرتين :مسطرة المشاريع الكبرى
المنصوص عليها في الملحقق 2من الضابط العام للبناء هذا مسطرة
المشاريع الصغرى والمنصوص عليها بالملحق رقم 3من هذا الضابط .
رخصة البناء
حددت المادة 64من قانون التعمير األحهزة المكلفة بضبط مخالفات التعمير
على الشكل التالي :
لكن الواقع العملي يبين أن ظباط الشرطة القضائية ال يمارسون هذه المهمة
باستتناء السلطة المحلية ،المتمثلة في البشوات و القواد هذا من جهة ،ومن
جهة أخرى ؛ غالبا ما يقوم رئيس المجلس الجماعي بتفويض هذه السلطة
بموظفين غير أكفاء و ليس لهم دراية بمجال التعميير ،مما ينبغي معه النظر في
هذه التفويضاتـ ،من أجل ضمان تطبيق سليم لمقتضيات التعمير و تحقيق
الغاية المنشودة منه .
ثم التنصيص على المسطر في المادة 65حيث يقوم المأمور الذي عاين المخالفة
بتحرير محضر بذلك ،يوجه لرئيس المجلس الجماعي في أقصر أجل و العامل
المعني و المخالف ؛
حددت المادة 64من قانون التعمير األحهزة المكلفة بضبط مخالفات التعمير
على الشكل التالي :
لكن الواقع العملي يبين أن ظباط الشرطة القضائية ال يمارسون هذه المهمة
باستتناء السلطة المحلية ،المتمثلة في البشوات و القواد هذا من جهة ،ومن
رخصة البناء
جهة أخرى ؛ غالبا ما يقوم رئيس المجلس الجماعي بتفويض هذه السلطة
بموظفين غير أكفاء و ليس لهم دراية بمجال التعميير ،مما ينبغي معه النظر في
هذه التفويضاتـ ،من أجل ضمان تطبيق سليم لمقتضيات التعمير و تحقيق
الغاية المنشودة منه .
وإذا كانت أشغال البناء في طور اإلنجاز يبلغ رئيس المجلس البلدي فور تسلمه
للمحضر يصدر معه أمرا للمخالف بوقف األعمال في الحال .
وفي هذا السياق جاءت الدورية المشتركة في تفعيل أليات المراقبة وزجر
المخالفات في ميدان التعمير بمقتضيات تستوجب على الوكالء العاميين
لمحاكم االستئناف ،ووكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية السهر على تصحيح
العيوب الشكلية بصفتهم المشرفين على أعمال المكلفين بمهام الشرطة
القضائية ،وتكيف المخالفات ،وذلك كله من خالل اإلشراف على أعمال
الموظفين المكلفين بضبط المخالفات وإرجاع المحاضر الناقصة أو المبتورة أو
المشوبة بعيب مسطري و العمل على إضافة البيانات الالزمة للمتابعة وذلك
لتحصين عمليات المراقبة من كل التغرات الشكلية قد تعيب محاضر المعاينة ؛
ونشير في هذا اإلطار إلى أن محضر ضبط المخالفات في ميدان التعمير غالبا ما
يحرر من طرف واحد عمال بالنمودج الذي وضعته وزارة الداخلية ،يشير إلى
عون مكلف بصيغة الفرد ،ولكن حتى تكون لهذه المحاضر مصداقية أكثر يجب
أن تحرر من قبل عدة أعوان ألنها شهادة على وقوع المخالفة ،وهذه الشهادة ال
تصدر من عون مكلف واحد ألنها وثيقة جماعية تنتج أثار قانونية
يعتبر القاضي االداري مختصا في النظر للمنازعات التي تثيرها رخصة البناء
باعنبارها قرارا إداريا صادرا عن جهة إدارية مختصة عندما يكون مشوبا بعيب
تجاوز السلطة وهذا من أجل إلغائه ،أو الحصول على تعويض مناسب كما في
حالة رفض اإلدارة تسليم رخصة البناء إما صراحة أو ضمنيا ،أو تأجيل منحها ،أو
رخصة البناء
صدور قرار إداري يرخص بالبناء ثم تلجأ هذه األخيرة إما إلى سحبه ،أو توقيف
األشغال بدون تعليم مبرر.
األصل أن الدعوى ترفع من قبل طالب رخصة البناء المعني الذي قوبل طلبه
بالرفض الصريح أو الذي لحقه ضرر من قبل االدارة ،إال أنه يجوز للغير كذلك رفع
هذه الدعاوى عند المنازعة في القرار المتضمن تسليم رخصة البناء ،أما في حالة
رفضها فال يكون الغير مصلحة ،ومن ثم ال تقبل دعواه ألن القرارات السلبية ال تولد
حقوقا مكتسبة ،وحتى يتمكن الغير من إلغاء رخصة البناء يجب أن يؤسس دعواه
على أوجه عدم المشروعية.
كما يمكن للغير اللجوء إلى طلب وقف تنفيذ رخصة البناء وهذا نظر لصعوبة
تفادي األضرار وإصالح األوضاع الناجمة عن رخصة البناء المشوبة بأية مخالفة
للحيلولة دون إتمام البناء بأكمله غير أن وقف األشغال من قبل الجهة
االستعجالية ال يمس بأصل الحق ،فهو مجرد تدبير مؤقت لحماية الحق من
الخطر الناجم عن مواصلة البناء ،في انتظار الفصل النهائي في موضوع الدعوى.
ويشترط في القرار المطعون أن يكون في المقام األول قرارا ضارا ،وفي المقام
الثاني أن يكون نهائيا ،هذا فضال عن وجوب اشتراط في المدعي المؤازرة
بمحام ما .والمقال الذي يوذعه لدى كتابة الضبط يجب أن يحمل توقيع هذا
األخير وإغفال هذا الشرط من شأنه أن يرتب إبطال هذه الدعوى
إن منازعات رخصة البناء التي يختص بها القاضي العادي هي تلك التي ينازع
فيها األشخاص الذين يحكمهم القانون الخاص اثناء تنفيذ الرخصة حول مدى
احترام أحكام وبنود رخصة البناء عند االنجاز كالتعدي عن األمالك المجاورة
بشرط أن تلحق هذه األشغال ضررا شخصيا ومباشرا للغير طبقا لقواعد القانون
المدني وأن ال ينازع هؤالء شرعية الرخصة أو في محتواها.
تؤسس الدعوى في هذا االطار على أساس وجود خرق لقواعد العمران ومخالفة
بنود الرخصة من قبل المرخص له بالبناء تلحق ضررا شخصيا ومباشر بالغير في
مفهوم القانون المدني وبدون مناقشة مسألة شرعية الرخصة أو محتواها كاقامة
رخصة البناء
بناية أو طابق يحجب النور أو الهواء عن الجار أو فتح مطل أو نافذة مواجهة
لملكية الغير أو عدم التزام المعني بقيود االرتفاق المقررة باالضافة الى مخالفة
القواعد العامة للتهيئة والتعمير المعمول بها.
ان اقامة البناء على خالف أحكام ومقتضيات رخصة البناء عندما يسبب أضرارا
للغير فانه يكون مخالفة لقواعد التعمير التهيئة والتعمير من ناحية ولقواعد
القانون المدني من جهة ثانية .
ان الترخيص بالبناء يمنح تحت طائلة الحفاظ على حقوق الغير وعدم المساس
بها فاذا ثبت مخالفتها فانه يمكن المطالبة باصالح الضرر الناتج عن المساس
بالحقوق الخاصة أمام القاضي المدني ليحكم هذا األخير باعادة الحالة الى ما
كانت عليه تماشيا مع أحكام رخصة البناء كما يجوز له الحكم بالتعويض
المناسب عن الضرر الذي لحق بالغير اذا ما طلب منه الخصم ذلك .
في حالة منازعة االشخاص الخاصة شرعية رخصة البناء اليمكن الحكم ضد
صاحب بناية إال تم إلغاء هذه الرخصة مسبقا أمام جهات القضاء االداري ،وعليه
يكون للغير المتضرر منها دعويان دعوى إلغاء الرخصة البناء لتجاوز السلطة أمام
القضا االداري ثم اللجوء إلى القاضي المدني إلصالح الضرر الناتج عن المسؤولية
المدنية للمرخص له بالبناء من جراء األشغال التي أنجزت وفقا لهذه الرخصة
الملغاة ذلك أن رخصة البناء هي قرار إداري و القاضي المدني غير مؤهل إللغائه ،
مما يستدعي األمر التصريح بعدم اإلختصاص النوعي .
وفي كلتا الحالتين ،قد يتيه المدعي الغير بين أقسام القضاء االداري و العادي ،
فقد يكون لديه التباس في أن يرفع دعوى التعويض أمام القضاء الشامل العادي أو
االداري وقد يكون لديه شكوك في رفع دعوى االلغاء أمام المحكمة االدارية
ليكشف في ما بعد أنه كان يجب أن يرفع دعواه أمام المحكمة العادية وأنداك
يكون الوقت قد فات .
رخصة البناء
إن أي مخالفة لاللتزامات القانونية المفروضة على صاحب البناء تجعله عرضة
للجزاءات ،وقد أقر المشرع المغربي جملة من الجزاءات تتمتل في الغرامات
المالية التي تطبق على كل من قام بإنتهاك و مخالفة القواعد القانونية ،أي أنها
تفرض على كل من قام بانتهاك ومخالفة القواعد القانونية أي أنها تفرض على
كل من قام بتنفيد أشغال البناء أو أستعمال أرض متجاهال بذلك االلتزامات التي
يفرضها القانون كما هو الحال في حالة عدم الحصول الرخصة االدارية المنصوص
عليها قانونا بمباشرة أعمال البناء إذ جعل قانون 12.90المتعلق بالتعمير
حصول على رخصة البناء من أجل إنجاز أشغال بناء إلزاميا يجعل مخاله عرضة
للعقوبات المنصوصـ عليها في المادة 71منه و التي جاء فيها يعاقب بغرامة من
10000إلى 100000درهم كل من يباشر بناء من غير حصول على إذن
الصريح أو الضمني وفي هذا الصدد دهبت المحكمة االبتدائية بالناظور إلى
اعتبار البناء بدون رخصة جنحة طبقا لظهير .1992
كما تطبق نفس الغرامة بحديها األدنى واألقصى على كل من من ارتكب مخالفة
للقواعد المقررة في ضوابط التعمير والبناء العامة أو الجماعية فيما يتعلق
باستقرار ومتانة البناء وبحظر استخدام بعض المواد والطرق في البناء وبالتدابير
المعدة للوقاية من الحريق أو استعمال المبنى قبل الحصول على رخصة السكن
أو شهادة المطابقة .
ان الغرامة التي تبناها المشرع في مجالال مخالفة قواعد البناء هي من
الغرامات النسبية المحددة بين حدين أقصى وأدنى.
ومن المالحظ في هذا الصدد أن المشرع المغربي قد قرر عقوبةـ الغرامة النسبية
المذكورة سابقا لجميع أنواع المخالفات واالنتهاكات لقواعد قانون البناء
والتعمير فهي واحدة لجميع أنواع المخالفات .
لذلك فان ما يؤخذ على المشرع المغربي هو أنه لم يخصص لكل مخالفة نوع
محدد من العقوبة حسب نوع ودرجة جسامة المخالفة وأهميتها على الرغم من
أنه قرر في المادة 73من القانون رقم 12.90عقوبةـ مخففة تتراوح بين
5000الى 50000درهم اذا اقتصرت المخالفة على عدم احترام ضوابط التعمير
رخصة البناء
وإذا كان المشرع المغربي قد نص على الغرامات و إتخاد التدابير الالزمة إلنهاء
المخالفة و الهدم كجزاء لمخالفة قواعد التعمير و البناء فإن المالحظ أنه لم ينص
على العقوبات الحبسية رغم مشروع تأهيل العمران 04.04قد نص على
امكانية الحكم على المخالف بالحبس من 15يوم الى 3أشهر في حالة العود إال
أن هذا المشروع لم يرى النور .
إن القرارات المتخذة بشأن طلبات الترخيص بالبناء ال يمكن أن تخرج عن
ثالث ،إما قرار برخصة بناء أو قرار رفض منح رخصة البناء أو تأجيل البث في
الملفات.
-عمارة مهما كان نوعها أو الغرض المخصصة له تتكون من ألربع مستويات على
األقل أو من ثالث مستوياتـ تشمل عل ستة مساكن.
-عمارة األغراض التجارية و الصناعية تكون مساحة األرض المبنية عليها تساوي
أو تفوق 500متر مربع فإن الرخصة ال تسلم إال إذا كان الملف أو المشروع المبني
ينص على إقامة الخطوط الالزمة لربطه بشبكة االتصاالت السلكية و الالسلكية
العامة" و في جميع األحوال إذا كان الملف مطابقا لألحكام الواردة في التصميم
التنطيق و تصميم التنمية فإنه يجب على رئيس مجلس الجماعي أن يمنح
لصاحب الشأن 12رخصة البناء و هذه األخيرة إما أن تكون صريحة و أما أن تكون
مشروطة 13أي تتضمن بعض التحفظات التي تبديها اللجنة التي قامة بدراسة
الملف و قد استحدثت هذه الطريقة تفاديا لرفض مشاريع البناء ألسباب قد ال
يكون لها وقع كبير
و بالتالي تقيد التحفظات و تدرج في رخصة البناء و يسلم هذه األخيرة لرئيس
مجلس الجماعي لصاحب الشأن على ضوء اآلراء و االستشارات المعبر عنها من
أعضاء اللجنة 14باإلضافة إلى ذلك فإنه في المجال القروي يجب على رئيس
11تنص المادة 43من قانون 12.90علي انه :تسلم رخصة البناء بعد البناء بعد التحقق من ان المبنى المزمع اقامته
تتوفر فيه الشروط التي تفرضها االحكام التشرعية والتنظيمية الجاري بها العمل خصوصا االحكام الواردة في تصاميم التنطيق
وتصاميم التنمية .
12يقصد بصاحب الشان كل شخص داتي او معنوي يطلب رخص تتعلق بمشروع معين .
13انضر لنمودج لرخة البناء المشروطة والمتظمنة تحفضات في الصفحة الموالية
14المادة الرابعة من المادة 35من المرسوم رقم 2.13.424بالموافقة على ضابط البناء العام .
رخصة البناء
و في حاالت أخرى يعتبر بمثابة ترخيص للبناء عند سكوت رئيس مجلس
الجماعي و عدم إجابته على طلب الترخيص كما تنص على ذلك المادة " 48في
حالة سكوت رئيس مجلس الجماعي تعتبر رخصة البناء مسلمة عند انقضاء
شهرين من تاريخ إيداع طلب الحصول عليها"
يعتبر رفض طلب الترخيص من قبل رئيس مجلس الجماعي بمثابة منع صاحب
الشأن من تشييد البناء الذي قدم الطلب بخصوصه و هذا القرار لن يتأتى إال إذا لم
يكن الملف قد استوفى الشروط و الضوابط المنصوص عليها في قوانين التعمير و
هكذا يتم رفض الترخيص بالبناء لعدة أسباب و نقدم بعض األمثلة التي يتم رفض
الترخيص فيها و من بين هاته األمثلة عدم احترام صاحب الشأن 5أمتار الفاصلة
بينه و بين المقبرة على سبيل المثال أو يكون مشروع البناء لم يحترم الشروط
الربط بالشبكة الصرف الصحي أو يكون أم يحترم الربط بالشبكة االتصاالت
السلكية و الالسلكية العامة .
هذا في المجال الحضري أما في المجال القروي إما أن يكون سبب رفض الملف
راجع إلي أن المساحة المراد إقامة البناء عليها ال تساوي هكتار واحد أو يكون
علو البناء 8.5وإما أن صاحب الشأن لم يحترم خمسة أمتار بينه وبين جاره أو لم
يحترم عشرة أمتار بينه وبين الطريق العام وهنا يمكن لرئيس مجلس الجماعي
رفض طلب الترخيص بيد أن المشرع جعل له السلطة التقديرية في تلين هده
الشروط والتغاضي عنها ومنح الرخصة لصاحب الشأن وهنا تبرز بعض الممارسات
المشينة تدخل صاحب الشأن في المفاوضات مع رئيس المجلس الجماعي
ونادرا ما تتوج هذه المفاوضات بالرشوة
رخصة البناء
لكن قد يحدث الرفض من طرف رئيس المجلس الجماعي وهذا الرفض اوجب له
المشرع تعليال كما تنص علي ذلك المادة 36من مرسوم ضابط البناء العام التي
جاء في منطوقها يجب على رئيس مجلس الجماعي في حالة رفضه منح
الرخصة أن يقوم بتعليل قراره وإخبار صاحب الشأن .
حاالت التي يتضمن فيها تصميم التنطيق تحديد المناطق التي يجوز فيها لرئس
المجلس الجماعي أن يؤجل البث في الملفات طلب الترخيص 15وتجدر
اإلشارة أن مدة التأجيل هي سنتين وهي مدة سريان تصميم التنطيق
الحالة الثانية هي التي يصدر فيها رئيس مجلس الجماعي بمبادة منه أو بطلب
من اإلدارة قرار يفضي بدراسة تصميم التهيئة فبمجرد نشر هدا القرار يؤجل رئيس
المجلس الجماعي البث في جميع الطلبات الرامية إلى إحداث تجزئة أو
مجموعة سكنية أو إقامة بناء في رقعة أرضية معينة .
وبالتالي هذه هي القرارات التي يمكن لرئيس مجلس الجماعي اتخادها بشان
طلبات الترخيص.
خاتمة
ان ارتباط رخصة لبناء باالنسان وبمشارعه بات امر يستوجب التدبير الجيد لها
وخصوصـ ان االجراء تعميري من طرف االنسان يستوجب الحصول علي ترخيص
اوال مهما كان نوعه وحجمه واال اعتبر دلك االجراء مخالفة يعقب عليها القانون
وباطالع رخصة لبناء بهده االهمية يجب وضع اطار قانوني مبسط ويسير للحصول
عليها ويجب ايضا اعادة النضر في المجال االقروي الن القاوانين التي تنظمه
حاليا تبرز الكثير من الممارسات المشينة وما يزيد من دالك حدة هو اتقال
كاهل صاحب الشان باالتعاب التي يكلفها اعداد الملف هدا من جهة اما من
جهة اخرى فيجب وضع ضوابط قانونية ترشد رئيس مجلس الجماعي في
القرارات المتخدة تفاديا للشطط في استعمال السلطة
الئحة المراجع
د.الحاج شكلرة":الوجيز في قانون التعمير المغربي " ،الطبعة السادسة ، ✔
، 2011
الحواسين قفيح ،سلطات الجماعات المحلية في ميدان التعمير ،بحث ✔
لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،جامعة محمد الخامس كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي-الرباط2001/2000،
حاتم الرحاوي ":منازعات رخص البناء "،رسالة لنيل دبلوم الدراسات ✔
العليا المعمقة – القانون العام ،جامعة محمد الخامس اكدال الرباط ،
،2003 ،2002
الفهرس
مقدمة,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
1,,
المبحث األول :مجال تطبيق رخصة البناء والجهة المكلفة بمنحها
ومسطرتها,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,
المطلب االول :مجال تطبيق رخصة
البناء ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الفقرة االولى :نطاق تطبيق رخصة
البناء ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,.,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الفقرة الثانية :االشغال واالشخاص الخاضعة لرخصة
البناء. ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,