You are on page 1of 82

‫وطن ممنوع من الصرف‬

‫حممد حسني فضل اهلل‬


‫املرجع الديين السيّد ّ‬

‫دار املالك‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫املقدمة‬

‫عن‪##‬دما ن‪##‬درس لبن‪##‬ان فإنّن‪##‬ا جند أنّ‪##‬ه ميثّ‪##‬ل الس‪##‬احة ال‪##‬يت تلتقي يف داخله‪##‬ا أك‪##‬ثر اإلجتاه‪##‬ات‬
‫السياسية العربية والدولية‪ ،‬أل ّن لبنان هو البلد املنفتح على الغرب كما أنّ‪##‬ه منفتح على‬
‫الش ‪##‬رق‪ ،‬ولع ‪#ّ #‬ل من األم ‪##‬ور‪ #‬ال ‪##‬يت يت ‪##‬داوهلا الوس ‪##‬ط السياس ‪##‬ي‪ ،‬هي أ ّن الس ‪##‬احة اللبناني ‪##‬ة‬
‫جتتم‪##‬ع فيه‪##‬ا أك‪##‬ثر وك‪##‬االت االس‪##‬تخبارات الدولي‪##‬ة واإلقليمي‪##‬ة ح‪##‬ىت إ ّن بعض املس‪##‬ؤولني‬
‫ص‪#‬ت»‪ .‬ل‪##‬ذلك ف‪##‬إ ّن الس‪##‬احة اللبناني‪##‬ة‬
‫األمريك‪##‬يني ق‪##‬ال‪« :‬إ ّن لبن‪##‬ان ه‪##‬و أفض‪##‬ل مك‪##‬ان للتن ّ‬
‫ق‪##‬د تك‪##‬ون س‪##‬احة التج‪##‬ارب‪ #‬ال‪##‬يت تتح‪##‬رك فيه‪##‬ا احملاور الدولي‪##‬ة‪ ،‬باعتب‪##‬ار أ ّن لبن‪##‬ان ه‪##‬و بل‪##‬د‬
‫ح‪#ّ #‬ر تلتقي في‪##‬ه أك‪##‬ثر االجتاه‪##‬ات اليس‪##‬ارية واليميني‪##‬ة‪ ،‬وهلذا‪ #‬ف‪##‬إ ّن األح‪##‬داث األخ‪##‬رية ال‪##‬يت‬
‫ط سياس ‪#ّ # #‬ي‪ ،‬وحنن‬
‫عاش ‪## #‬ها أوج ‪## #‬دت الكث ‪## #‬ري من إمكاني ‪## #‬ات الت ‪## #‬دخل يف أك ‪## #‬ثر من خ‪ّ # # #‬‬
‫نالح‪##‬ظ أ ّن هن‪##‬اك وض‪##‬عاً لبناني ‪#‬اً داخلي ‪#‬اً انطل‪##‬ق من خالل التعقي‪##‬دات يف لبن‪##‬ان يف م‪##‬دى‬
‫يزي ‪##‬د على مخس عش ‪##‬رة س ‪##‬نة م ‪##‬ا خل ‪##‬ق بعض األوض ‪##‬اع اخلاص ‪##‬ة يف األطي ‪##‬اف اللبناني ‪##‬ة‬
‫س ‪## #‬واء املس ‪## #‬يحية أو اإلس ‪## #‬المية‪ .‬كم ‪## #‬ا أ ّن العالق ‪## #‬ات األمريكي ‪## #‬ة الس ‪## #‬ورية ّأدت ـ ـــ يف‬
‫تعقي ‪##‬داهتا‪ #‬ـ ـــ إىل أن تس ‪##‬تفيد اإلدارة األمريكي ‪##‬ة من الس ‪##‬احة اللبناني ‪##‬ة ومن املش ‪##‬اكل ال ‪##‬يت‬
‫حص ‪##‬لت يف لبن ‪##‬ان وال س ‪##‬يّما بع ‪##‬د اغتي ‪##‬ال احلري ‪##‬ري‪ ،‬لتلعب اإلدارة األمريكي ‪##‬ة ب ‪##‬الواقع‪#‬‬
‫اللبن‪##‬اين كورق‪#‬ة‪ #‬للض‪##‬غط على س‪##‬وريا‪ ،‬م‪##‬ا ّأدى إىل انس‪##‬حاب اجليش الس‪##‬وري‪ #‬من لبن‪##‬ان‬
‫وإىل تعقي‪##‬د العالق‪##‬ات الس‪##‬ورية اللبناني‪##‬ة‪ ،‬وإىل الض‪##‬غط على س‪##‬وريا يف مس‪##‬ألة االحتالل‬
‫األمريكي للعراق أو يف مسألة عالقة سوريا مع الفصائل الفلسطينية‪.‬‬
‫حنن نعتق‪##‬د أ ّن الوض ‪#‬ع‪ #‬يف لبن‪##‬ان‪ ،‬ه‪##‬و الوض‪##‬ع ال‪##‬ذي‪ #‬يتح‪#ّ #‬رك في‪##‬ه ك‪#ّ #‬ل اجله‪##‬ات اإلقليمي‪##‬ة‬
‫والدولية‪ ،‬إضافة إىل احمللية‪ ،‬اللّعبة السياسية اليت يستفيد منه‪##‬ا أك‪#‬ثر من ط‪#‬رف‪ ،‬ولكنّ‪#‬ين‬
‫مطمئن إىل أ ّن ه ‪##‬ذا الوض ‪#‬ع‪ #‬الص ‪##‬عب وه ‪##‬ذه املش ‪##‬اكل السياس ‪##‬ية يف لبن ‪##‬ان لن تص ‪##‬ل إىل‬
‫إثارة احلرب اللبنانية من جديد‪.‬‬
‫من جه‪## #‬ة أخ‪## #‬رى؛ إس‪## #‬رائيل ال ترت‪## #‬اح إىل االس‪## #‬تقرار‪ #‬يف لبن‪## #‬ان‪ ،‬وهي تعم‪## #‬ل لتعقي‪## #‬د‬
‫العالق‪## #‬ات أك‪## #‬ثر بني لبن‪## #‬ان وس‪## #‬وريا‪ ،‬وهن‪## #‬اك ال‪## #‬دور‪ #‬األم‪## #‬ريكي‪ #‬ال‪## #‬ذي‪ #‬يتح‪#ّ # #‬رك خلدم‪## #‬ة‬
‫الطموحات السياسية واألمنية اإلسرائيلية‪ ،‬هنا جيب احلذر من التساهل مع هذا ال‪##‬دور‬
‫التحرك ‪##‬ات األمريكي ‪##‬ة ق ‪##‬د يق ‪##‬ود اللبن ‪##‬انيني إىل مش ‪##‬اكل سياس ‪##‬ية‬
‫أل ّن ع ‪##‬دم فهم أبع ‪##‬اد ّ‬
‫وأمني ‪##‬ة‪ ،‬ال حتم ‪##‬د عقباه ‪##‬ا‪ .‬وهن ‪##‬ا ألفت اللبن ‪##‬انيني إىل أالّ يتناس ‪##‬بوا ال ‪##‬دور‪ #‬األم ‪##‬ريكي يف‬
‫احلرب اللبناني‪##‬ة ال‪##‬يت أراده‪##‬ا وزي‪##‬ر خ‪##‬ارجتهم األس‪##‬بق‪ ،‬ه‪##‬نري كينس‪##‬جر‪ ،‬حلرق القض‪##‬ية‬
‫الفلسطينية يف لبنان‪.‬‬
‫وال جيب أن يغيب عن الب‪##‬ال أنّ‪##‬ه ال ي‪##‬زال لبن‪##‬ان يف حال‪##‬ة ع‪##‬داء م‪##‬ع إس‪##‬رائيل‪ ،‬وال ت‪##‬زال‬
‫‪#‬دو‪ ،‬وحنن نالح‪#‬ظ‬ ‫هناك ٍ‬
‫أرض لبناني‪#‬ة حمتلّ‪#‬ة‪ ،‬وال ي‪#‬زال هن‪#‬اك معتقل‪#‬ون لبن‪#‬انيون ل‪#‬دى‪ #‬الع ّ‬
‫أ ّن املسؤولني اإلسرائيليني يعلنون صراحة عن ختطيطهم لض‪##‬رب الب‪#‬ىن التحتي‪##‬ة اللبناني‪##‬ة‪،‬‬
‫ويواص‪##‬لون هتدي‪##‬داهتم‪ #‬ض‪ّ #‬د لبن‪##‬ان‪ ،‬وح‪##‬ىت إ ّن البعض يتح‪ّ #‬دث عن إمكاني‪##‬ة قي‪##‬ام إس‪##‬رائيل‬
‫باجتياح لبن‪#‬ان من جدي‪#‬د‪ ...‬فه‪#‬ل تب‪#‬دو ـ ـــ بع‪#‬د حتص‪#‬يل ك ّ‪#‬ل ه‪#‬ذه املعطي‪#‬ات ـ ـــ الكلم‪#‬ات‬
‫عن نزع سالح املقاومة كلمات بريئة أو مسؤولية‪.‬‬
‫إنّن‪## #‬ا نعتق‪## #‬د أ ّن املقاوم‪## #‬ة ركن من أرك‪## #‬ان الس‪## #‬الم اللبن‪## #‬اين‪ ،‬وهي ض‪## #‬مانة ك‪## #‬ربى هلذا‬
‫السالم من خالل صوهنا للبلد ومحايتها له من االعت‪#‬داءات واألطم‪#‬اع اإلس‪#‬رائيلية ومن‬
‫‪#‬دو بس ‪##‬بب ارتكاب ‪##‬ه محاق ‪##‬ات جدي ‪##‬دة يف‬
‫خالل ت ‪##‬وازن ال ‪##‬رعب ال ‪##‬ذي فرض ‪##‬ته على الع ‪ّ #‬‬
‫لبنان‪ ،‬وسالح املقاومة ليس سالحاً شيعياً موجهاً لبقية اللبنانيني‪ ،‬بل هو سالح لردع‬
‫إسرائيل‪...‬‬
‫إ ّن لبن‪##‬ان حباج‪##‬ة إىل ق‪#ّ #‬وة احتياطي‪##‬ة ـــ إىل ج‪##‬انب اجليش اللبن‪##‬اين ـــ حلمايت‪##‬ه من إس‪##‬رائيل‪،‬‬
‫القوة االحتياطية وهي اجليش اللبناين الشعيب للدفاع عن لبنان‪.‬‬
‫واملقاومة هي هذه ّ‬

‫حممد حسني فضل اهلل طبيعة احلكم يف لبنان‬


‫ّ‬
‫إ ّن الق‪#‬ابض على مفاص‪#‬ل األزم‪#‬ة السياس‪#‬ية يف لبن‪#‬ان‪ ،‬يع‪#‬رف جيّ‪#‬داً أ ّن املؤامرة هي أك‪#‬رب‬
‫من وطن‪ ،‬كوهنا رمست مثّ هندست َّ‬
‫لتمتد على مساحة املنطق‪##‬ة بأس‪#‬رها‪ ،‬وإن اختلفت‬
‫األهداف والتسميات‪ .‬فالقوى الدولية‪ #‬اختارت لبنان كساحة لتصفية حس‪##‬اباهتا‪ ،‬رغم‬
‫َّ‬
‫أن مص‪##‬احل ال‪##‬دول تس‪##‬عى إىل رس‪##‬م ص‪##‬ورة مغ‪##‬ايرة حلقيق‪##‬ة األح‪##‬داث على أرض الواق‪##‬ع‪.‬‬
‫حتول مص ‪##‬ريي جدي ‪##‬د‪،‬‬
‫‪#‬المي على عتب ‪##‬ة ّ‬ ‫َّ‬
‫‪#‬ريب واإلس ‪ّ #‬‬
‫وأن ال ‪##‬دالئل تش ‪##‬ري إىل أ ّن عاملن ‪##‬ا الع ‪#ّ #‬‬
‫‪#‬ؤدي إىل تق‪#‬دمي منوذج آخ‪#‬ر‬
‫فهل تتّسع ل‪##‬ه البص‪#‬رية لتجنّب املزال‪#‬ق واخّت اذ املس‪##‬ار ال‪#‬ذي‪ #‬ي‪ِّ #‬‬
‫للحض‪## #‬ارة خيتل‪## #‬ف عن ه‪## #‬ذه احلض‪## #‬ارة املدني‪## #‬ة الس‪## #‬ائدة؟ وه ‪##‬ل تتي َّس ‪# #‬ر ل‪## #‬ه إرادة التغي‪## #‬ري‬
‫ب‪##‬العودة إىل اإلش‪##‬راقات والنَّفح‪##‬ات األوىل؟ إنَّن‪##‬ا الي‪##‬وم مش‪##‬غولون باملس‪##‬ألة السياس‪##‬ية ال‪##‬يت‬
‫ط تنطل‪##‬ق املس‪##‬ألة‬
‫متثِّل املص‪##‬ري‪ ،‬أو املس‪##‬ألة األمني‪##‬ة ال‪##‬يت جتت‪##‬اح بل‪##‬داننا‪ ،‬ولكن يف ه‪##‬ذا اخل ّ‬
‫الثقافيَّة لتش‪##‬ويه ص‪##‬ورة اإلس‪##‬الم يف الع‪##‬امل‪ ،‬ووض ‪#‬ع‪ #‬احلواجز أم‪##‬ام ال‪##‬دُّعاة اإلس‪##‬الميني يف‬
‫ح‪##‬ركتهم‪ ،‬منع‪#‬اً من امت‪##‬داد ال‪##‬دَّعوة اإلس‪##‬المية إىل ال ّش‪#‬عوب األخ‪##‬رى‪ ،‬س‪##‬واء من خالل‬
‫اهلجم‪##‬ة الثقافي‪##‬ة يف الغ‪##‬رب على اإلس‪##‬الم حتت ذريع‪##‬ة حري‪##‬ة الفك‪##‬ر وال‪##‬رأي‪ ،‬أو م‪##‬ا ن‪##‬راه‬
‫يف وس‪##‬ائل اإلعالم ونق‪##‬رأه يف الص‪##‬حافة‪ ،‬حيث ب‪##‬اتت حري‪##‬ة الفك‪##‬ر جس‪##‬راً يع‪##‬ربون علي‪##‬ه‬
‫ملهامجة اإلسالم‪ ،‬والتخطيط‪ #‬إلسقاط الواقع‪ #‬اإلسالمي حتت عنوان حماربة اإلرهاب‪.‬‬

‫لبنان منوذجاً‬
‫كل تارخيه مل حُي َكم وال حُي َكم لبنانياً‪ ،‬وإمّن ا حُي كم من‬
‫وإذا أخذنا لبنان منوذجاً جنده يف ّ‬
‫حيرك املس‪##‬ائل السياس‪##‬ية حس‪##‬ب مص‪##‬احله اإلقليمي‪##‬ة املنفتح‪##‬ة‬
‫اخلارج‪ ،‬واخلارج حياول أن ّ‬
‫على املصاحل الدولية‪.‬‬
‫حترك بداي ‪##‬ة‬
‫فمن ‪#‬ذ‪ #‬ك ‪##‬ان االس ‪##‬تقالل‪ ،‬كنّ ‪##‬ا ن ‪##‬رى الص ‪##‬راع الفرنس ‪##‬ي ـ ـــ الربيط ‪##‬اين‪ ،‬ال ‪##‬ذي ّ‬
‫فرنس ‪##‬ياً‪ ،‬من خالل الرؤس ‪##‬اء ري ‪##‬اض الص ‪##‬لح وبش ‪##‬ارة اخلوري وكمي ‪##‬ل مشعون‪ ،‬أي م ‪##‬ا‬
‫مسّي حينها بـ ـ رجال االستقالل األُول‪ ،‬وانطلق بع‪##‬د ذل‪##‬ك ليك‪##‬ون بريطاني‪#‬اً‪ ،‬مثّ يف عه‪##‬د‬
‫الرئيس‪## #‬ني ف‪## #‬ؤاد ش‪## #‬هاب ومجال عب‪## #‬د الناص‪## #‬ر‪ ،‬ص‪## #‬ار أمريكي ‪# #‬اً‪ ،‬وهك‪## #‬ذا دخلن‪## #‬ا احلرب‬
‫الب ‪## #‬اردة‪ ،‬مثّ ك‪## #‬انت املس‪## #‬ألة اإلس ‪## #‬رائيلية‪ .‬ومعل‪## #‬وم أ ّن احلرب اللبناني ‪## #‬ة ك‪## #‬انت ح ‪## #‬رب‬
‫أمريكي‪##‬ة ب‪##‬إدارة ه‪##‬نري كيس‪##‬نجر‪ ،‬ال‪##‬ذي‪ #‬أراد أن يس‪##‬قط القض‪##‬ية الفلس‪##‬طينية يف لبن‪##‬ان‪،‬‬
‫ويسقط البندقية الفلسطينية لصاحل إسرائيل‪ ،‬مثّ خيرج هذه البندقية مكسورة من لبنان‪،‬‬
‫املهمة األمريكية بإبعاد البندقية الفلسطينية‪ ،‬مثّ خلق املن‪##‬اخ‬ ‫ّ‬ ‫وهكذا كان‪ .‬وحني انتهت‬
‫ُ‬
‫ال ‪##‬ذي‪ #‬أغ ‪##‬رى الس ‪##‬لطة اللبناني ‪##‬ة أي ‪##‬ام االحتالل بتوقي ‪##‬ع اتف ‪##‬اق الط ‪##‬ائف ال ‪##‬ذي ه ‪##‬و اتف ‪##‬اق‬
‫أمريكي بعقال عريب وطربوش لبناين‪.‬‬
‫وهك‪## #‬ذا ف‪## #‬إ ّن املش‪## #‬كلة أ ّن لبن‪## #‬ان حُي كم يف م‪## #‬دى تارخيه الق‪## #‬ريب "بالس‪## #‬حرة" ال‪## #‬دوليني‬
‫اإلقليم‪##‬يني‪ ،‬ومن الط‪##‬بيعي أن ينطل‪##‬ق الس‪##‬احر السياس‪##‬ي ليح‪#ّ #‬رك خي‪##‬وط اللّعب‪##‬ة ال‪##‬يت يري‪##‬د‬
‫أن يلعب هبا على الواق ‪##‬ع‪ ،‬متام ‪#‬اً كم ‪##‬ا يلعب ال ‪##‬ذين ميارس ‪##‬ون حي ‪##‬ل الس ‪##‬حر على الن ‪##‬اس‬
‫اآلخرين يف عملية استغالل لسذاجتهم وبساطتهم‪.‬‬
‫ورمّب ا ينطل‪## #‬ق الس‪## #‬حر من خالل التخطي‪## #‬ط هلدف ُمعنّي ‪ ،‬ق‪## #‬د يك‪## #‬ون ه‪## #‬دفاً سياس‪## #‬ياً أو‬
‫اقتصادياً أو أمنياً‪ ،‬أو ملصاحل إقليمي‪#‬ة أو دولي‪##‬ة‪ ،‬ول‪##‬ذلك فق‪#‬د ك‪#‬انت املس‪##‬ألة ترتك‪##‬ز على‬
‫لعبة دولية‪ ،‬فيها شيء من اإلقليمية‪.‬‬

‫قضاء السياسة وقدرها يف لبنان‬


‫إذاً وكما‪ #‬تبنّي يف السياق لبن‪#‬ان حبس‪#‬ب تارخيه ال حُي كم من خالل أبنائ‪#‬ه ومواطني‪#‬ه‪ ،‬إمّن ا‬
‫حُي كم من اخلارج‪ ،‬وهك ‪##‬ذا رأين ‪##‬ا بع ‪##‬د ك ‪#ّ #‬ل الش ‪##‬عارات الفضفاض ‪##‬ة ال ‪##‬يت أطلقه ‪##‬ا بعض‬
‫مؤخراً‪ :‬السيادة واالستقالل واحلري‪##‬ة‪ ،‬رأين‪##‬ا كي‪##‬ف أ ّن احلكوم‪##‬ة مل تؤ ّس‪#‬س إالّ‬
‫اللبنانيني ّ‬
‫من خالل خلفي‪## # #‬ة فرنس‪## # #‬ية ختتفي وراءه‪## # #‬ا اخللفي‪## # #‬ة األمريكي‪## # #‬ة‪ ،‬لتنض‪#ّ # # #‬م إليه‪## # #‬ا اخللفي‪## # #‬ة‬
‫الس‪##‬عودية واملص‪##‬رية‪ ،‬وليس للّبن‪##‬انيني إالّ أن يتقبّل‪##‬وا م‪##‬ا يُراد هلم أن يفعل‪##‬وه‪ .‬وه‪##‬ذا ه‪##‬و‬
‫قضاء السياسة وقدرها يف لبنان‪.‬‬

‫التدخل األمريكي‪ #‬منوذجاً‬


‫التدخل األم‪##‬ريكي املباش‪##‬ر‬
‫عندما ندرس تاريخ اللّعبة السياسية لإلدارة األمريكية‪ ،‬نرى ّ‬
‫ج‪#‬ة أ ّن‬
‫وغ‪##‬ري املباش‪##‬ر يف املس‪##‬ألة اللبناني‪##‬ة‪ ،‬وال‪##‬ذي خض‪##‬ع ل‪##‬ه فري‪##‬ق كب‪##‬ري من اللبن‪##‬انيني حبُ ّ‪#‬‬
‫مص ‪## #‬احلنا تلتقي م ‪## #‬ع مص ‪## #‬احل أمريك ‪## #‬ا‪ ،‬وذل ‪## #‬ك حلف ‪## #‬ظ م ‪## #‬اء الوج ‪## #‬ه‪ .‬املس ‪## #‬ألة إذاً تتّص ‪## #‬ل‬
‫باالس ‪##‬رتاتيجية األمريكي ‪##‬ة للمنطق ‪##‬ة‪ ،‬ال ‪##‬يت أعلنت من ‪##‬ذ الوالي ‪##‬ة الثاني ‪##‬ة لل ‪##‬رئيس ب ‪##‬وش‪ ،‬أ ّن‬
‫رس‪##‬الة اإلدارة‪ #‬األمريكي‪##‬ة هي إث‪##‬ارة الفوض‪#‬ى‪ #‬البنّ‪##‬اءة‪ ،‬ال‪##‬يت تفتح اجملال ألك‪##‬ثر من حماول‪##‬ة‬
‫لنشر الدميقراطية واحلرية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وما إىل ذلك‪ ،‬مع ختفي‪#‬ف أك‪##‬ثر من ض‪#‬غط‬
‫على دولة هنا وأخرى هناك‪ ،‬من خالل املصاحل األمريكية االسرتاتيجية والتكتيكية‪.‬‬
‫فنحن نالحظ أ ّن العالقات األمريكية السورية قد تع ّقدت يف امل ّدة األخ‪##‬رية‪ ،‬وال س‪##‬يّما‬
‫تتدخل أمنياً يف العراق‪،‬‬
‫بعد احتالل العراق‪ ،‬سواء من خالل اهّت ام أمريكا سوريا بأهّن ا ّ‬
‫من خالل إفس‪##‬اح اجملال للمقاوم‪##‬ة واإلره‪##‬ابيني لل‪##‬دخول إىل الع‪##‬راق ع‪##‬رب ح‪##‬دودها‪ ،‬أو‬
‫من خالل املط‪## #‬الب التقليدي‪## #‬ة األمريكي‪## #‬ة من س‪## #‬وريا‪ ،‬وهي إغالق مك‪## #‬اتب القي‪## #‬ادات‬
‫الفلس‪## #‬طينية كحم‪## #‬اس واجله‪## #‬اد‪ ،‬انته‪## #‬اءً ب‪## #‬إغالق مك‪## #‬اتب ح‪## #‬زب اهلل‪ ،‬والض‪## #‬غط‪ #‬على‬
‫سوريا لالمتناع عن تأييده‪ ،‬أل ّن أمريكا يف الوقت‪ #‬ال‪##‬ذي‪ #‬تف ّ‪#‬ك‪#‬ر باس‪##‬رتاتيجيتها‪ #‬يف محاي‪##‬ة‬
‫وجوده‪##‬ا يف الع‪##‬راق‪ ،‬تف ّ‪#‬ك‪#‬ر أيض‪#‬اً يف االس‪##‬رتاتيجية اإلس‪##‬رائيلية‪ ،‬ويف من‪##‬ع أيّ‪##‬ة ق‪#ّ #‬وة عربي‪##‬ة‬
‫ميكن أن تش ّكل ّقوة ممانعة أو خطراً على إسرائيل‪.‬‬

‫تعقيدات العالقة السورية ـ األمريكية‬


‫لذلك‪ ،‬فإ ّن التعقيد‪ #‬يف العالقات األمريكية السورية‪ ،‬جع‪#‬ل أمريك‪#‬ا تض‪#‬غط على س‪#‬وريا‬
‫من خالل الورق ‪#‬ة‪ #‬اللبناني ‪##‬ة‪ ،‬أل ّن س ‪##‬وريا ال متل ‪##‬ك يف التط ‪#ّ #‬ورات السياس ‪##‬ية األخ ‪##‬رية‪ ،‬إالّ‬
‫لقوهتا‬
‫املوق‪## #‬ع اللبن‪## #‬اين كامت‪## #‬داد‪ #‬لنفوذه‪## #‬ا السياس‪## #‬ي واألم‪## #‬ين وم‪## #‬ا إىل ذل‪## #‬ك‪ ،‬كمص‪## #‬در‪ّ #‬‬
‫السياس‪## #‬ية يف املنطق‪## #‬ة العربي‪## #‬ة‪ .‬ل‪## #‬ذلك فق‪## #‬د ك‪## #‬انت املس‪## #‬ألة اللبناني‪## #‬ة ض‪## #‬من احلس‪## #‬ابات‬
‫األمريكي ‪##‬ة الض ‪##‬اغطة‪ ،‬ومن الط ‪##‬بيعي أ ّن أمريك ‪##‬ا حني ختطّ ‪##‬ط للض ‪##‬غط على بل ‪##‬د‪ ،‬فإهّن ا‬
‫حتاول أن جتم ‪#‬ع‪ #‬ك‪#ّ #‬ل مف‪##‬ردات الض‪##‬غط‪ #‬ال‪##‬يت تض‪##‬عف ك‪#ّ #‬ل ه‪##‬ذا البل‪##‬د‪ ،‬ليق ‪ّ #‬دم التن‪##‬ازالت‬
‫للمطالب األمريكية‪.‬‬
‫عم‪#‬ا إذا ك‪##‬ان الق‪##‬ائمون‪ #‬علي‪##‬ه أص‪##‬حاب ح‪#ّ #‬ق أم‬
‫وك‪#ّ #‬ل م‪##‬ا ح‪##‬دث يف لبن‪##‬ان‪ ،‬بقط‪##‬ع النظ‪##‬ر ّ‪#‬‬
‫ال‪ ،‬ميثِّل املف ‪##‬ردات ال ‪##‬يت أرادت أمريك ‪##‬ا أن تض ‪##‬غط هبا على س ‪##‬وريا‪ ،‬إض ‪##‬افةً إىل عناص ‪##‬ر‬
‫الض‪##‬غط األخ‪##‬رى‪ ،‬يف احلديث عن النظ‪##‬ام الس‪##‬وري‪ #‬واحلري‪##‬ات ومس‪##‬ألة الدميقراطي‪##‬ة وم‪##‬ا‬
‫إىل ذلك‪.‬‬

‫ُح ّجة ّقوة لبنان يف ضعفه‬


‫مش ‪## #‬كلتنا األخ ‪## #‬رى هي أ ّن الكث ‪## #‬ري من اللبن ‪## #‬انيني ـ ـــ وال أحت ّدث عن فري ‪## #‬ق معنّي ـ ـــ ال‬
‫يزالون يعتربون أ ّن ّقوة لبنان يف ضعفه‪ ،‬وال يزالون يعتربون أ ّن إسرائيل ال متثّ‪##‬ل خط‪##‬راً‬
‫‪#‬ارجي‪ ،‬ول‪#‬ذلك‬
‫أي ع‪#‬دوان خ ّ‬
‫على لبنان‪ ،‬وأ ّن اللبنانيني ال جيوز أن يكونوا أقوياء أمام ّ‬
‫ف ‪##‬إ ّن الكث ‪##‬ريين يتح‪ّ # #‬دثون بطريق ‪##‬ة نفاقي ‪##‬ة‪ ،‬عن مس ‪##‬ألة رفض إس ‪##‬رائيل ورفض املص ‪##‬احلة‬
‫معه‪##‬ا‪ ،‬أو أ ّن لبن‪##‬ان س‪##‬يكون آخ‪##‬ر من يوقّ‪##‬ع معاه‪##‬دة ص‪##‬لح‪ .‬أن‪##‬ا أعتق‪##‬د أ ّن التعام‪##‬ل م‪##‬ع‬
‫موض‪##‬وع ح ّس‪#‬اس ومص‪##‬ريي هبذا الش‪##‬كل يُع‪ّ #‬د نوع‪#‬اً من النف‪##‬اق السياس‪##‬ي‪ .‬إ ّن الكث‪##‬ريين‬
‫ممّن يتح ّدثون هبذه الطريقة‪ ،‬لو أُتيحت هلم الظروف العربية والدولي‪##‬ة املالئم‪##‬ة‪ ،‬لب‪##‬ادروا‬
‫إىل مصاحلة إسرائيل اليوم قب‪##‬ل الغ‪##‬د‪ ،‬وال‪##‬دليل على ذل‪##‬ك‪ ،‬أ ّن البعض من ه‪##‬ؤالء ب‪##‬ادروا‬
‫إىل املوافقة على اتّفاق ‪ 17‬أي‪#‬ار‪ ،‬وأ ّن الكث‪#‬ري منهم ي‪#‬وم ك‪#‬انوا يف اجمللس الني‪#‬ايب ص َّ‪#‬وتوا‬
‫لصاحل هذا االتفاق‪.‬‬
‫ل‪##‬ذلك‪ ،‬أن يك‪##‬ون لبن‪##‬ان قويّ‪#‬اً أم‪##‬ام إس‪##‬رائيل‪ ،‬فه‪##‬ذه مس‪##‬ألة مرفوض‪##‬ة عن‪##‬د الكث‪##‬ريين‪ ،‬إهنم‬
‫خيافون من أن يكون ‪##‬وا أقوي ‪##‬اء‪ .‬ولعلّن ‪##‬ا نع ‪##‬رف ذل ‪##‬ك من خالل وعين ‪##‬ا أن أغلب ه ‪##‬ؤالء‬
‫الفرقاء مل يتحركوا خطوة واحدة أثن‪##‬اء االحتالل اإلس‪##‬رائيلي قياس‪#‬اً مبا حترك‪##‬وا ب‪##‬ه ض‪##‬د‬
‫الوج‪##‬ود الس‪##‬وري! م‪##‬ع أ ّن إس‪##‬رائيل دخلت حمتل‪##‬ة‪ ،‬وس‪##‬وريا دخلت بتواف‪##‬ق لبن‪##‬اين ع‪##‬ريب‬
‫ودويل‪ ،‬ومل تكن جيوش‪##‬ها تن‪##‬درج يف تص‪##‬نيفات اجلي‪##‬وش احملتل‪##‬ة‪ ،‬وإذا ك‪##‬ان هن‪##‬اك ن‪##‬وع‬
‫من الس ‪## #‬لبيات ال ‪## #‬يت حص ‪## #‬لت يف ف ‪## #‬رتة وجوده ‪## #‬ا‪ ،‬فإهّن ا من خالل طبيع ‪## #‬ة املمارس ‪## #‬ات‬
‫تتحم‪##‬ل مس ‪##‬ؤوليّتها املخ ‪##‬ابرات الس ‪##‬ورية ب ‪##‬التوازي‪ #‬م ‪##‬ع االس ‪##‬تخبارات‬
‫اخلاطئ ‪##‬ة ال ‪##‬يت ق ‪##‬د ّ‬
‫اللبناني ‪##‬ة‪ .‬من هن ‪##‬ا نق ‪##‬ول إ ّن اجليش الس ‪##‬وري‪ #‬مل ميثّ ‪##‬ل مش ‪##‬كلة بالنس ‪##‬بة إىل لبن ‪##‬ان‪ ،‬وم ‪##‬ع‬
‫حتركت املقاوم‪#‬ة ملواجه‪#‬ة االحتالل‬
‫يتحرك‪#‬وا عن‪#‬دما ّ‬
‫ذلك فأغلب ه‪#‬ؤالء املعرتض‪#‬ون مل ّ‬
‫أي دور يف التحرير‪ ،‬ب‪##‬ل هم‬
‫حررت األرض اللبنانية‪ ،‬مل يكن هلم ّ‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬وعندما ّ‬
‫مينّون على املقاومة بأهّن م أيّدوها‪.‬‬
‫ولعلّهم جتاهلوا أ ّن مسألة أن تك‪##‬ون لبناني‪#‬اً يف لبن‪##‬ان حمت‪#ّ #‬ل‪ ،‬هي أن تش‪##‬ارك املق‪##‬اومني يف‬
‫إهناء االحتالل‪ ،‬فرف‪##‬ع العلم اللبن‪##‬اين ال ميثِّل حري ‪#‬ةً وس‪##‬ياد ًة واس‪##‬تقالالً‪ ،‬العلم اللبن‪##‬اين ال‬
‫ميثّ‪##‬ل حري‪##‬ة لبن‪##‬ان إالّ من خالل حتري‪##‬ر لبن‪##‬ان‪ ،‬وبع‪##‬د حتري‪##‬ر األرض‪ #‬من االحتالل وال‪##‬ذي‪#‬‬
‫حمررة من الع ‪##‬دوان‪ #‬أ ّن الكث ‪##‬ريين‬
‫يؤ ّك‪##‬د ع ‪##‬دم إميان ه ‪##‬ؤالء ب ‪##‬العلم املرف ‪##‬وع عن أراض ‪##‬ي ّ‬
‫منهم اليوم‪ #‬يثريون جدالً حول لبنانية مزارع شبعا‪ ،‬مع أ ّن األهايل يؤ ّكدون من خالل‬
‫وثائقهم أهّن ا أرض لبنانية‪..‬‬

‫سالح املقاومة ال يُنـزع إالّ بتسوية‬


‫من هن‪## #‬ا ف‪## #‬إيّن ال اتص‪#ّ # #‬ور حالًّ آخ‪## #‬ر غ‪## #‬ري احلوار والتف‪## #‬اهم‪ #‬س‪## #‬بيالً الجياد ص‪## #‬يغة وطني‪## #‬ة‬
‫األويل أ ّن ه‪##‬ذا الس‪##‬الح مرتب‪##‬ط بأزم‪##‬ة الش‪##‬رق‬ ‫ّ‬ ‫مناس‪##‬بة ملس‪##‬ألة س‪##‬الح املقاوم‪##‬ة أل ّن املب‪##‬دأ‬
‫األوس ‪##‬ط وه ‪##‬و كك ‪#ّ #‬ل القض ‪##‬ايا األخ ‪##‬رى املرتبط ‪##‬ة بالص ‪##‬راع الع ‪##‬ريب اإلس ‪##‬رائيلي‪ .‬وحني‬
‫تتح‪ّ #‬دث الوالي‪#‬ات املتح‪#‬دة وإس‪#‬رائيل وجملس األمن عن أ ّن م‪#‬زارع ش‪#‬بعا س‪#‬ورية‪ ،‬فه‪#‬ذا‬
‫حتل إالّ عن ‪##‬د ح ‪#ّ #‬ل النـزاع الس ‪##‬وري ـ ـــ اإلس ‪##‬رائيلي‪ ،‬وس ‪##‬الح‬
‫يع ‪##‬ين أ ّن ه ‪##‬ذه القض ‪##‬ية ال ّ‬
‫حزب اهلل هو جزء من هذا النـزاع‪.‬‬
‫وحنن نع ‪##‬رف أ ّن املقاوم ‪##‬ة متل ‪##‬ك عقالً سياس ‪##‬ياً راش ‪##‬داً‪ #‬يف ه ‪##‬ذا اجملال‪ ،‬وهي تس ‪##‬أل ك ‪#ّ #‬ل‬
‫ال ‪##‬ذين يتح‪ّ # #‬دثون عن ن ‪##‬زع س ‪##‬الحها واعتباره ‪##‬ا ميليش ‪##‬يا‪ :‬إذا تركن ‪##‬ا الس ‪##‬الح وكش ‪##‬فنا‬
‫‪#‬ربراً‪#‬‬
‫بذلك أرضنا ووطننا أمام اإلس‪#‬رائيلني فه‪#‬ل هن‪#‬اك ض‪#‬مانات أ ّن إس‪#‬رائيل لن ختل‪#‬ق م ّ‬
‫للع‪##‬دوان على لبن‪##‬ان بع‪##‬د ذل‪##‬ك‪ ...‬وم‪##‬ا هي الض‪##‬مانات ل‪##‬ذلك‪ ...‬مبع‪##‬ىن آخ‪##‬ر من يض‪##‬من‬
‫ع‪##‬دم االعت‪##‬داء على لبن‪##‬ان من قِبَ‪##‬ل الص‪##‬هاينة إذا ت‪##‬ركت س‪##‬الح ال‪##‬دفاع عن وطنن‪##‬ا أم‪##‬ام‬
‫هتديداته واطماعه؟!!‬
‫ليس هن‪##‬اك من يس‪##‬تطيع أن يق ‪ّ #‬دم ه‪##‬ذه الض‪##‬مانات‪ .‬ه‪##‬ذا من جه‪##‬ة‪ ،‬ومن جه‪##‬ة أخ‪##‬رى‪،‬‬
‫القوة ومن املوقف السياس‪##‬ي‪،‬‬
‫هل ميلك اجليش اللبناين مبا ميلك اآلن من األسلحة ومن ّ‬
‫أن يُقاتل إسرائيل؟!‬
‫هذا سؤال برسم املستقبل وحني يصبح اجليش اللبناين ع ّدة وع‪ّ #‬داً وعقي‪##‬دة قتالي‪#‬ة ق‪#‬ادراً‬
‫على درء أخطار العدوان‪ #‬الصيوين فلن جند أحداً يزاحم هذا اجليش على دوره الوطين‬
‫ب‪##‬ل س‪##‬يتعاون اجلمي‪##‬ع مع‪##‬ه وحىّت حيص‪##‬ل ذل‪##‬ك فمن أك‪##‬رب األخط‪##‬اء االس‪##‬رتاتيجية‪ #‬املمكن‬
‫حبق لبنان وشعبه ه‪##‬و حتقي‪##‬ق احللم اإلس‪##‬رائيلي مبعاقب‪##‬ة ح‪##‬زب اهلل على ط‪##‬رده‬
‫أن ترتكب ّ‬
‫جير وراءه أذيال اخليبة واهلزمية‪.‬‬
‫جيشها ذليالً مكسوراً من لبنان ّ‬

‫األساس الثقايف للمشكلة الطائفية‬


‫ب‪##‬العودة إىل ص‪##‬لب االش‪##‬كالية الطائفي‪##‬ة للكي‪##‬ان اللبن‪##‬اين ن‪##‬رى أنّ‪##‬ه عن‪##‬دما ن‪##‬درس املس‪##‬ألة‬
‫‪#‬ين‬
‫الطائفي‪##‬ة ال‪##‬يت تول‪##‬د م‪##‬ع اإلنس‪##‬ان اللبن‪##‬اين من خالل طبيع‪##‬ة الثقاف‪##‬ة ال‪##‬يت أري‪##‬د ل‪##‬ه أن يب‪َ #‬‬
‫شخص ‪##‬يّته من خالهلا‪ ،‬جند أهّن ا أساس‪# #‬اً ك ‪##‬انت مرتبط ‪##‬ة ببعض اخلط ‪##‬وط اخلارجي ‪##‬ة ال ‪##‬يت‬
‫اس‪##‬تفادت من‪##‬ذ املس‪##‬ألة الش‪##‬رقية من الوج‪##‬ود املس‪##‬يحي الط‪##‬ائفي‪ ،‬رغم أنّن‪##‬ا نق ‪ّ #‬در وحنرتم‬
‫خدم‪##‬ة املثقفني املس‪##‬يحيني للعروب‪##‬ة ودورهم يف مس‪##‬ألة الص‪##‬راع الع‪##‬ريب اليه‪##‬ودي‪ ،‬فكث‪##‬ري‬
‫من املف ّك‪##‬رين اللبن ‪##‬انيني املس ‪##‬يحيني ّأدوا ه ‪##‬ذا ال ‪##‬دور‪ #‬الري ‪##‬ادي يف حرك ‪##‬ة الص ‪##‬راع ض ‪##‬د‬
‫اإلس‪##‬رائيلية والص‪##‬هيونية اليهودي‪##‬ة‪ ،‬كميش‪##‬ال ش‪##‬يحا ورميون ّإده مثالً وغ‪##‬ريهم كث‪##‬ري‪...‬‬
‫لكن باإلمجال ك‪##‬انت الوظيف‪##‬ة الغربي‪##‬ة للوج‪##‬ود املس‪##‬يحي يف لبن‪##‬ان والش‪##‬رق عموم‪#‬اً هي‬
‫خدمة اخلطوط السياسية الغربية من اجل إس‪##‬قاط اخلالف‪##‬ة العثماني‪##‬ة يف ذاك ال‪##‬وقت‪ ،‬إىل‬
‫تطورات احلرب الباردة بني الشرق والغرب‪.‬‬
‫أن دخلت املسألة يف ّ‬
‫هذه هي الصورة اليت انطبع فيها الوجود السياس‪##‬ي املس‪##‬يحي‪ ،‬س‪##‬واء واف‪##‬ق علي‪#‬ه البعض‬
‫أو مل يواف‪## #‬ق ـ ـــ وال ّأدعي أ ّن ك‪#ّ # #‬ل املس‪## #‬يحيني يوافق‪## #‬ون على ذل‪## #‬ك‪ ،‬إمّن ا جند أ ّن هن‪## #‬اك‬
‫بعض املس ‪##‬يحيني أك ‪##‬ثر عروب‪# #‬ةً من املس ‪##‬لمني‪ ،‬كف ‪##‬ارس اخلوري (اللبن ‪##‬اين) يف س ‪##‬وريا‪،‬‬
‫بكل دقّة ـ‪ .‬ل‪#‬ذلك بقيت ج‪##‬ذور ه‪##‬ذا ال‪##‬دور‪#‬‬
‫ورميون ّإده يف مواجهته املسألة اإلسرائيلية ِّ‬
‫تتفاع‪#‬ل بطريق‪#‬ة وأخ‪##‬رى‪ ،‬وتتط‪#ّ #‬ور وص‪##‬والً إىل مرحل‪#‬ة القومي‪##‬ة العربي‪##‬ة ورائ‪##‬دها‪ #‬حين‪##‬ذاك‬
‫مجال عب ‪##‬د الناص ‪##‬ر‪ ،‬مثّ ج ‪##‬اء بع ‪##‬دها االحتالل اإلس ‪##‬رائيلي وم ‪##‬ا أح ‪##‬اط ب ‪##‬املوقف من ‪##‬ه من‬
‫جتاذب‪##‬ات ت‪##‬رك ت‪##‬أثريه على الواق‪##‬ع السياس‪##‬ي ال‪##‬ذي‪ #‬انعكس خوف ‪#‬اً مس‪##‬يحيّاً من املس‪##‬لمني‬
‫وخصوصاً عندما دخلت القضية الفلسطينية ودخل الفلسطينيون يف ح‪#‬رب إىل ج‪##‬انب‬
‫املس‪##‬لمني يف لبن‪##‬ان‪ ..‬وال‪##‬ذي اس‪##‬تدعى فيم‪##‬ا بع‪##‬د دخ‪##‬ول س‪##‬وريا لوق‪##‬ف احلرب الطاحن‪##‬ة‬
‫رحب‪##‬وا بداي‪##‬ة بال‪##‬دخول الس‪##‬وري‬
‫حتت غطاء عريب دويل‪ ..‬وحنن نع‪##‬رف أ ّن املس‪##‬يحيني‪َّ ،‬‬
‫ولكن املس ‪##‬ألة انقلبت بع ‪##‬د‬
‫ال ‪##‬ذي‪ #‬ج ‪##‬اء ألنق ‪##‬اذهم‪ ،‬حس ‪##‬ب العن ‪##‬اوين السياس ‪##‬ية آن ‪##‬ذاك‪ّ ،‬‬
‫ذلك بطريقة وأخرى‪.‬‬
‫رد فعل يف املوقع‬
‫عمق التصور‪ #‬املسيحي يف اإلحساس الطائفي‪ ،‬كما أثار ّ‬
‫إ ّن مثل هذا ّ‬
‫أي‬
‫اإلس ‪##‬المي‪ ،‬وهلذا أص ‪##‬بحت املس ‪##‬ألة الطائفي ‪##‬ة متل ‪##‬ك من احلساس ‪##‬ية م ‪##‬ا يص ‪##‬عب على ّ‬
‫مواطن أن يبتعد هبا عن اجلانب الطائفي ملصلحة اجلانب الوطين‪.‬‬
‫ل‪##‬ذلك حنن ال نتص‪#َّ #‬ور أ ّن يف لبن‪##‬ان فك‪##‬رة الوطني‪##‬ة اللبناني‪##‬ة أو املواطن اللبن‪##‬اين‪ .‬وه‪##‬ذا م‪##‬ا‬
‫‪#‬يحي‪ ،‬فعن‪## #‬دما تط‪## #‬رح مس ‪## #‬ألة إلغ‪## #‬اء‬
‫نالحظ‪## #‬ه يف الوس‪## #‬ط السياس ‪## #‬ي‪ ،‬وخصوص ‪# #‬اً املس ‪ّ # #‬‬
‫الطائفي‪##‬ة السياس‪##‬ية وإب‪##‬داهلا باملواطني‪##‬ة السياس‪##‬ية‪ ،‬ف‪##‬إ ّن اجلمي‪##‬ع يص‪##‬رخون ب‪##‬الرفض‪ ،‬أل ّن‬
‫ه ‪##‬ذا معن ‪##‬اه أ ّن لبن ‪##‬ان س ‪##‬يقع حتت اهليمن ‪##‬ة اإلس ‪##‬المية‪ ،‬م ‪##‬ع أنّ ‪##‬ه ليس مطروح ‪#‬اً دميقراطي ‪##‬ة‬
‫عددي‪## #‬ة هبذا‪ #‬املع‪## #‬ىن‪ ،‬وإمنا املط‪## #‬روح ه‪## #‬و املواطني‪## #‬ة‪ ،‬واملس‪## #‬لمون يرفض‪## #‬ون ذل‪## #‬ك‪ ،‬ألهّن م‬
‫ولكن هن‪## #‬اك فرق ‪# #‬اً بني وج‪## #‬ود‬
‫يعت‪## #‬ربون أ ّن وج‪## #‬ود لبن‪## #‬ان مرتب‪## #‬ط ب‪## #‬الوجود املس‪## #‬يحي‪ّ ،‬‬
‫الطوائ‪##‬ف كش‪##‬عب‪ #‬متكام‪##‬ل يف القيم اإلس‪##‬المية املس‪##‬يحية ويف العيش املش‪##‬رتك‪ ،‬وبني أن‬
‫يكون النظام طائفياً؛ مبعىن أن آخذ حقوقي السياسية حبجم ط‪##‬ائفيت‪ ،‬وأن يأخ‪##‬ذ اآلخ‪##‬ر‬
‫مكاس‪##‬ب أيض‪#‬اً حبجم طائفت‪##‬ه‪ .‬وح‪##‬ىت إنّن‪##‬ا يف ه‪##‬ذا البل‪##‬د الط‪##‬ائفي أدمنّ‪##‬ا الطائفي‪##‬ة املذهبي‪##‬ة‬
‫التفص‪##‬يلية‪ .‬وحنن نع‪##‬رف أ ّن الش‪##‬يعة يف ّك‪##‬رون يف حق‪##‬وقهم‪ #‬الش‪##‬يعية يف لبن‪##‬ان‪ ،‬وك‪##‬ذلك‬
‫الس ‪##‬نّة واملوارن ‪##‬ة وال ‪##‬دروز واألرث ‪##‬وذكس وغ ‪##‬ريهم‪ ...‬فلم يب ‪#َ #‬ق هن ‪##‬اك ش ‪##‬خص يف ّك‪##‬ر يف‬
‫لبنان‪ ،‬وحىّت لو ف ّكر فيه فإنّه يف ّكر فيه يف اإلطار الطائفي؛ أن يكون لبنان لبنانه‪.‬‬
‫إيّن أعتق‪## #‬د أ ّن املس‪## #‬ألة تنش‪## #‬أ من شخص‪## #‬ية اللبن‪## #‬اين‪ ،‬ول‪## #‬و فرض‪## #‬نا أ ّن اللبن‪## #‬انيني عاش‪## #‬وا‬
‫مواط‪#‬نيتهم ودرس‪#‬وا خط‪#‬وط ه‪#‬ذه املواطني‪#‬ة يف عالقاهتا باملنطق‪#‬ة‪ ،‬أو عالقاهتا الدولي‪#‬ة يف‬
‫ه ‪##‬ذا اجملال‪ ،‬فال أعتق ‪##‬د أ ّن أيّ ‪##‬ة دول ‪##‬ة ق ‪##‬ادرة على أن تص ‪##‬ادر ح ‪##‬ريّتهم أو اس ‪##‬تقالهلم أو‬
‫قضاياهم‪.‬‬
‫شك أ ّن املسيحيني استُعملوا يف املاضي كما قلت ملصلحة مشروع ضرب الس‪##‬لطنة‬
‫ال ّ‬
‫لكن احلرب يف لبن‪## # # # #‬ان انتهت وخس‪## # # # #‬رها املس‪## # # # #‬يحيون‪ ،‬وتقلّص حجمهم‬
‫العثماني‪## # # # #‬ة‪ّ .‬‬
‫الدميوغرايف‪ ،‬وتالياً مل يعد هناك مشروع مسيحي للبنان أو فيه‪ .‬مثّ جاء اجملتم‪#‬ع ال‪##‬دويل‬
‫وو ِض ‪َ #‬ع مش ‪##‬روعٌ وط ‪##‬ين للبن ‪##‬ان مسِّي اتف ‪##‬اق‬
‫ومع ‪##‬ه اجملتم ‪##‬ع الع ‪##‬ريب‪ ،‬ويف املق ّدم ‪##‬ة س ‪##‬وريا‪ُ ،‬‬
‫الط‪## #‬ائف‪ .‬ص‪## #‬حيح أ ّن يف لبن‪## #‬ان طوائ‪## #‬ف‪ ،‬وص‪## #‬حيح أ ّن س‪## #‬وريا أتت إىل لبن‪## #‬ان ومحت‬
‫لكن الص‪##‬حيح أيض‪#‬اً أهّن ا أق‪#‬امت عالق‪##‬ة‬
‫والسنّة والدروز‪ّ ،‬‬
‫املسيحيني مثلما محت الشيعة ُّ‬
‫مباش ‪##‬رة م ‪##‬ع ك ‪#ِّ #‬ل من ه ‪##‬ذه الطوائ ‪##‬ف‪ ،‬ومل تس ‪##‬ع لتنس ‪##‬ج ه ‪##‬ذه الطوائ ‪##‬ف عالق ‪##‬ات فيم ‪##‬ا‬
‫يؤدي لو حصل إىل عيش مش‪##‬رتك إس‪#‬المي ـ ـــ مس‪##‬يحي فعلي تض‪##‬منه‬
‫بينها‪ ،‬األمر الذي‪ّ #‬‬
‫دمشق‪..‬؟‬

‫الطائف‪ :‬اتّفاق الضرورة‬


‫أتص‪#ّ #‬ور أ ّن اتف‪##‬اق الط‪##‬ائف ك‪##‬ان اتف‪##‬اق الض‪##‬رورة ال‪##‬ذي‪ #‬مل يش‪##‬ارك الش‪##‬عب اللبن‪##‬اين في‪##‬ه‪،‬‬
‫وإمّن ا كان نتيجة تواف‪#‬ق السياس‪#‬يني ال‪#‬ذين دخل‪#‬وا الربملان يف أوائ‪#‬ل الس‪#‬بعينات‪ ،‬م‪#‬ا جع‪#‬ل‬
‫الش‪## #‬عب اللبن‪## #‬اين ينس‪## #‬اهم أو ال يرتب‪## #‬ط هبم إال من خالل بعض اجلوانب الشخص‪## #‬ية‪،‬‬
‫وحنن نع‪##‬رف أ ّن اتف‪##‬اق الط‪##‬ائف ه‪##‬و االتف‪##‬اق ال‪##‬ذي أري‪##‬د ل‪##‬ه أن مين‪##‬ع احلرب من خالل‬
‫‪#‬أي مثن‪ ،‬وأن ‪##‬ا أزعم أ ّن أك ‪##‬ثر‬
‫دويل‪ ،‬ك ‪##‬ان اللّبن ‪##‬انيون يري ‪##‬دون وق ‪##‬ف احلرب ب ‪ِّ #‬‬
‫برن ‪##‬امج ّ‬
‫حتول إىل ميثاق‪.‬‬
‫اللبنانيني مل يقرأوا اتفاق الطائف حىت عندما َّ‬
‫لذلك حنن ال نعترب أ ّن اتفاق الط‪#‬ائف ال‪#‬ذي‪ #‬نؤ ّك‪#‬ده ألنّ‪#‬ه مين‪#‬ع احلرب‪ ،‬وألنّ‪#‬ه يض‪#‬ع أم‪#‬ام‬
‫اللبن‪## #‬انيني بعض العن‪## #‬اوين ال‪## #‬يت ميكن أن حياور بعض‪## #‬هم بعض ‪# #‬اً فيه‪## #‬ا‪ ،‬ال نعت‪## #‬رب أ ّن ه‪## #‬ذا‬
‫االتفاق انطلق من إرادة لبنانية ش‪##‬املة‪ ،‬أل ّن ال‪#‬ذين وقّع‪##‬وه مل ينتخبهم اجلي ُ‪#‬ل ال‪##‬ذي ك‪##‬ان‬
‫يف عه‪##‬د اتف‪##‬اق الط‪##‬ائف‪ ،‬واجلي‪##‬ل ال‪##‬ذي‪ #‬ك‪##‬ان خمض‪##‬باً بال‪##‬دم واألحق‪##‬اد وبك‪#ِّ #‬ل الرواس‪##‬ب‬
‫العفنة‪ .‬يف هذا اجملال‪ ،‬كان الدور السوري يف ذلك ال‪#‬وقت‪ #‬مت‪#‬داخالً م‪#‬ع ال‪#‬دور‪ #‬ال‪#‬دويل‬
‫‪#‬دخل يف لبن‪## #‬ان وك‪## #‬ذلك النظ‪## #‬ام‬
‫واإلقليمي‪ .‬وحنن نع‪## #‬رف أ ّن النظ‪## #‬ام الع‪## #‬راقي‪ #‬ك‪## #‬ان يت‪ّ # #‬‬
‫املصري والليبـي‪ ...‬وأ ّن املسألة الفلسطينية كانت يف عمق احلرب اللبنانية‪ .‬فأعتق‪##‬د أ ّن‬
‫املس‪## #‬ألة مل تتح‪#ّ # #‬رك من خالل خ‪ٍّ # #‬‬
‫‪#‬ط واض‪## #‬ح متس‪## #‬كه دول‪## #‬ة معين‪## #‬ة‪ ،‬ب‪## #‬ل ك‪## #‬ان مزجياً من‬
‫خطوط إقليمية ودولي‪#‬ة رمّب ا ابتع‪#‬د بعض‪#‬ها عن الس‪#‬احة‪ ،‬ولكن بقيت اخلط‪#‬وط الض‪#‬خمة‬
‫يف اجملال ال ‪##‬دويل‪ ،‬ودخلت علي ‪##‬ه إس ‪##‬رائيل أيض‪# #‬اً يف حتالفه ‪##‬ا م ‪##‬ع أمريك ‪##‬ا بش ‪##‬كل جع ‪##‬ل‬
‫متحركة بطريقة وبأخرى‪ ،‬رمّب ا تطرح العناوين الكربى ال‪##‬يت ق‪##‬د تض‪##‬غط هن‪##‬ا‬
‫التعقيدات ّ‬
‫وهناك‪ ،‬لكن مل تصل إىل الطريق املسدود يف عالقة سوريا بلبنان‪.‬‬

‫العالج باملواطنية‬
‫لكل هذه التعقيدات ه‪##‬و يف املواطني‪##‬ة‪ .‬علين‪##‬ا أن نث ّق‪##‬ف الش‪##‬عب‬
‫لذلك أعتقد أ ّن العالج ّ‬
‫هبذا املفه ‪##‬وم وليس ب ‪##‬التوازن بني املس ‪##‬يحيني واملس ‪##‬لمني يف مس ‪##‬ألة (‪ 6‬و‪ 6‬مك ‪#ّ #‬رر) يف‬
‫الوظ ‪##‬ائف الك ‪##‬ربى‪ #‬والثانوي ‪##‬ة‪ ،‬وأن يك ‪##‬ون املواطن ه ‪##‬و اللبن ‪##‬اين والكفاي ‪##‬ة هي األس ‪##‬اس‪،‬‬
‫وأن نأخذ ما أخذ به اآلخرون‪ ،‬وخصوصاً أنّه ليست‪ #‬هناك أيّة فكرة قابلة للتط‪##‬بيق يف‬
‫ه‪## #‬ذه الظ‪## #‬روف يف م‪## #‬ا ك‪## #‬ان يتح‪ّ # #‬دث في‪## #‬ه من قض‪## #‬ية الدول‪## #‬ة اإلس‪## #‬المية واجلمهوري‪## #‬ة‬
‫اإلس‪##‬المية‪ ،‬وال‪##‬يت يع‪##‬رف ح‪##‬ىت ال‪##‬ذين ك‪##‬انوا يس‪##‬تهلكون ه‪##‬ذا العن‪##‬وان‪ #‬أنّ‪##‬ه ليس واقعي‪#‬اً‪ #‬ال‬
‫يف لبنان وال يف املنطقة‪.‬‬

‫فوضى النظام السياسي يف لبنان‬


‫لذلك مارست النقد‪ #‬لبنانياً من‪#‬ذ م‪#‬ا يس‪#ّ #‬مى االس‪##‬تقالل‪ ،‬ال‪##‬ذي مل حتكم‪##‬ه قاع‪##‬دة سياس‪##‬ية‬
‫واض‪##‬حة وحمدودة‪ ،‬فال‪##‬ذين ج‪##‬اؤوا كمس‪##‬ؤولني عن لبن‪##‬ان‪ ،‬ك‪##‬انوا يعيش‪##‬ون جترب‪##‬ة احلكم‬
‫دون أن يك ‪##‬ون هن ‪##‬اك برن ‪##‬امج ملا علي ‪##‬ه احلكم يف مع ‪##‬ىن الدول ‪##‬ة‪ ،‬ل ‪##‬ذلك عش ‪##‬نا دائم ‪#‬اً يف‬
‫حال‪##‬ة ط‪##‬وارئ‪ #‬سياس‪##‬ية داخ‪##‬ل دول‪##‬ة األم‪##‬ر الواق‪##‬ع‪ .‬وميكن هن‪##‬ا اإلش‪##‬ارة إىل دور ال‪##‬رئيس‬
‫ف‪##‬ؤاد ش‪##‬هاب يف تنظيم ش‪##‬يء من الدول‪#‬ة‪ #‬وذل‪##‬ك عن‪##‬دما اس‪##‬تدعى أح‪##‬د اخلرباء لالس‪##‬تعانة‬
‫ب ‪##‬ه يف دراس ‪##‬ة كيفي ‪##‬ة تنظيم لبن ‪##‬ان‪ ،‬س ‪##‬واء من الناحي ‪##‬ة االقتص ‪##‬ادية أو الناحي ‪##‬ة اإلداري ‪##‬ة‪.‬‬
‫ل‪## #‬ذلك مل ينش‪## #‬أ لبن‪## #‬ان كدول‪## #‬ة‪ ،‬ب ‪##‬ل نش‪## #‬أ كشخص‪## #‬يات متل‪## #‬ك وهج ‪# #‬اً معيّن ‪# #‬اً يف الواق‪## #‬ع‬
‫لكن الش‪##‬يء‬
‫اللبن‪##‬اين‪ ،‬خصوص‪#‬اً م‪##‬ع النظ‪##‬ام الط‪##‬ائفي ال‪##‬ذي ك‪##‬ان عرف‪#‬اً ومل يكن قانون‪#‬اً‪ّ .‬‬
‫‪#‬جله للفري‪##‬ق األول ال‪##‬ذي حكم لبن‪##‬ان‪ ،‬أنّ‪##‬ه ك‪##‬ان فريق‪#‬اً ميل‪##‬ك قاع‪##‬دة سياس‪##‬ية‪،‬‬
‫ال‪##‬ذي‪ #‬نس‪ّ #‬‬
‫عم‪#‬ا إذا ك‪##‬ان ه‪##‬ذا ص‪##‬واباً أو خط‪#‬أً‪ ،‬تواف‪##‬ق علي‪##‬ه‬
‫بغض النظ‪##‬ر ّ‪#‬‬
‫حبس‪##‬ب تص‪#ّ #‬وره للسياس‪##‬ة‪ّ ،‬‬
‫أو ال تواف‪##‬ق‪ ،‬ف‪##‬أنت تس‪##‬تطيع عن‪##‬دما ت‪##‬درس شخص‪##‬يات من ت‪##‬اريخ لبن‪##‬ان احلديث مث‪##‬ل‬
‫ري‪## #‬اض الص‪## #‬لح أو بش‪## #‬ارة اخلوري‪ #‬وإمي‪## #‬ل ّإده‪ ،‬تس‪## #‬تطيع أن حت ّدد اخلط‪## #‬وط ال‪## #‬يت حتكم‬
‫ذهنيتهم السياسية‪ ،‬وتناقشهم‪ #‬على أساس القاعدة اليت حتكم أداءهم السياسي‪.‬‬
‫ّأم‪##‬ا م‪##‬ع التط‪#ّ #‬ور الس‪##‬ليب لألداء السياس‪##‬ي يف لبن‪##‬ان‪ ،‬ح‪##‬دثت الص‪##‬راعات الطائفي‪##‬ة‪ ،‬أو من‬
‫خالل احلرب ال‪## #‬يت ال أمسّيها حرب ‪# #‬اً طائفي‪## #‬ة‪ ،‬ب‪## #‬ل حرب ‪# #‬اً كس‪## #‬نجرية‪ ،‬وه‪## #‬ذا الن‪## #‬وع من‬
‫ط‬
‫اإلرب‪## #‬اك السياس‪## #‬ي‪ ،‬وجميء سياس‪## #‬يني من هن‪## #‬ا وهن‪## #‬اك نتيج‪## #‬ة تس‪## #‬ويات‪ ،‬جع‪## #‬ل اخل ّ‬
‫السياسي يف لبنان ال يتبع لقاعدة‪ ،‬بل يتبع لتسويات‪ .‬ولذلك‪ ،‬فقد لبن‪##‬ان الشخص‪##‬يات‬
‫ال‪##‬يت تف ّ‪#‬ك‪#‬ر على أس‪##‬اس قاع‪##‬دة سياس‪##‬ية حتكم برناجمه‪##‬ا السياس‪##‬ي يف احلكم‪ .‬وأص‪##‬بح من‬
‫الص ‪##‬عب ج ‪##‬داً أن تن ‪##‬اقش أح ‪##‬د السياس ‪##‬يني الط ‪##‬ارئني يف سياس ‪##‬تهم‪ ،‬ألنّ ‪##‬ه ليس ‪##‬ت هن ‪##‬اك‬
‫ط السياس ‪##‬ي أو ذاك‪ ،‬ح ‪##‬ىت نناقش ‪##‬ه كم ‪##‬ا نن ‪##‬اقش‬
‫عناص ‪##‬ر ميكن أن متس ‪##‬ك فيه ‪##‬ا ه ‪##‬ذا اخل ّ‬
‫اخلطوط السياسية السابقة اليت كانت لدى السياسيني القدامى‪.‬‬
‫ل‪##‬ذلك‪ ،‬من الط‪##‬بيعي ج‪##‬داً‪ ،‬عن‪##‬دما ال يك‪##‬ون هن‪##‬اك قاع‪##‬دة للبن‪##‬ان الدول‪##‬ة واحلكم‪ ،‬أن ال‬
‫يك ‪##‬ون هن ‪##‬اك اس ‪##‬تقرار يف لبن ‪##‬ان‪ .‬وأن ‪##‬ا أعتق ‪##‬د أنّ ‪##‬ه من غ ‪##‬ري املس ‪##‬تبعد أن يك ‪##‬ون النظ ‪##‬ام‬
‫الط‪##‬ائفي‪ ،‬مس‪##‬ؤوالً عن ذل‪##‬ك‪ ،‬أل ّن النظ‪##‬ام الط‪##‬ائفي جيع‪##‬ل ك‪#ّ #‬ل فري‪##‬ق يف ّ‪#‬ك‪#‬ر يف أن يأخ‪##‬ذ‬
‫لنفسه موقع‪#‬اً أم‪#‬ام مواق‪#‬ع اآلخ‪#‬رين‪ ،‬بالطريق‪#‬ة ال‪#‬يت يفس‪#‬ح فيه‪#‬ا يف اجملال ألك‪#‬ثر من ثغ‪#‬رة‬
‫ميكن أن ينفذ منها اآلخرون‪ ،‬ألنّه عن‪##‬دما تفق‪##‬د الق‪#ّ #‬وة الذاتي‪##‬ة الداخلي‪##‬ة ال‪##‬يت جتعل‪##‬ك ق‪#ّ #‬وةً‬
‫جتاه الطائف‪## #‬ة الثاني‪## #‬ة‪ ،‬فإنّ‪## #‬ك تلج‪## #‬أ ألن تأخ‪## #‬ذ ه‪## #‬ذه الق‪#ّ # #‬وة من خالل اخلارج‪ ،‬وهك‪## #‬ذا‬
‫تص ‪##‬بح ك ‪#ّ #‬ل طائف ‪##‬ة حمس ‪##‬وبة على فري ‪##‬ق خ ‪##‬ارجي معنّي ‪ ،‬أو على حمور دويل أو إقليمي‬
‫معنّي ‪.‬‬

‫ال استقرار يف النظام الطائفي‬


‫ل‪##‬ذلك‪ ،‬عن‪##‬دما تتج‪##‬اذب احملاور الدولي‪##‬ة واحملاور اإلقليمي‪##‬ة‪ ،‬إض‪##‬افة إىل ال‪##‬دوائر‪ #‬الطائفي‪##‬ة‪،‬‬
‫فمن الص‪## #‬عب أن يك‪## #‬ون هن‪## #‬اك اس‪## #‬تقرار‪ ،‬أل ّن ك‪#ّ # #‬ل واح‪## #‬د جيذب املس‪## #‬ألة إىل طرف‪## #‬ه‪.‬‬
‫ل‪##‬ذلك‪ ،‬أتص‪#ّ #‬ور أنّ‪##‬ه لن حيص‪##‬ل االس‪##‬تقرار‪ #‬على مس‪##‬توى الدول‪##‬ة م‪##‬ا دام النظ‪##‬ام الط‪##‬ائفي‬
‫موجوداً‪.‬‬
‫وهنا أت‪#‬ذ ّكر كلم‪#‬ة لرميون ّإده‪ ،‬أ ّن لبن‪#‬ان وج‪#‬د ليك‪#‬ون دول‪#‬ة للموارن‪#‬ة‪ .‬ولع ّ‪#‬ل رميون ّإده‬
‫ك‪##‬ان ص‪##‬رحياً ح‪##‬ىت يف م‪##‬ا ال يقب‪##‬ل الص‪##‬راحة‪ ،‬وه‪##‬ذا الكالم ينطب‪##‬ق م‪##‬ع السياس‪##‬ة الفرنس‪##‬ية‬
‫اليت أعقبت االنتداب الفرنس‪#‬ي للبن‪##‬ان‪ .‬ومن الط‪#‬بيعي أن حياف‪##‬ظ املوارن‪#‬ة على أن يك‪#‬ون‬
‫لبنان هلم‪ ،‬وأن يكون اآلخرون عناصر ِّ‬
‫تؤكد ه‪#‬ذا املوق‪#‬ع‪ ،‬وتس‪#‬تجيب لك ّ‪#‬ل امتي‪#‬ازاهتم‪.‬‬
‫ولعلّنا ال ننسى ما كان يق‪#‬ال يف مس‪#‬ألة االمتي‪#‬ازات‪ #‬واحلرم‪##‬ان‪ .‬إنّ‪##‬ين أتص‪#ّ #‬ور‪ ،‬أنّ‪#‬ه عن‪#‬دما‬
‫نش ‪##‬أ لبن ‪##‬ان ليك ‪##‬ون للموارن ‪##‬ة‪ ،‬عم ‪##‬ل املوارن ‪##‬ة بك ‪#ّ #‬ل م ‪##‬ا ل ‪##‬ديهم من طاق ‪##‬ات‪ ،‬من خالل‬
‫يسجل أحد عليهم نقطة سوداء يف هذا اجملال‪،‬‬
‫إخالصهم لدورهم وملوقعهم‪ ،‬ورمّب ا ال ّ‬
‫بقط‪## #‬ع النظ‪## #‬ر عن طبيع‪## #‬ة الس‪## #‬لوك السياس‪## #‬ي واالقتص‪## #‬ادي ال‪## #‬ذي اعتم‪## #‬دوه‪ ،‬أل ّن ك‪#ّ # #‬ل‬
‫احلق‪.‬‬
‫احلق‪ ،‬ومن ح ّقه أن حيافظ‪ #‬على هذا ّ‬ ‫شخص يرى أ ّن له ّ‬
‫لكن املس‪##‬ألة يف رص‪##‬دنا لتأس‪##‬يس لبن‪##‬ان‪ ،‬أ ّن لبن‪##‬ان مل ينش‪##‬أ ليك‪##‬ون وطن‪#‬اً لبني‪##‬ه‪ ،‬وإمّن ا نش‪##‬أ‬
‫ّ‬
‫ليك‪##‬ون الرئ‪##‬ة ال‪##‬يت تتن ّفس فيه‪##‬ا مش‪##‬اكل املنطق‪##‬ة‪ .‬إنّ‪##‬ه س‪##‬احة االختب‪##‬ار والتج‪##‬ارب‪ ،‬ف‪##‬إذا‬
‫أرادوا إجياد حال‪##‬ة طائفي‪##‬ة بني املس‪##‬يحيني واملس‪##‬لمني يف مص‪##‬ر أو يف غ‪##‬ري مص‪##‬ر‪ ،‬فلبن‪##‬ان‬
‫ه‪## #‬و الس‪## #‬احة ال‪## #‬يت تعم‪## #‬ل على ه‪## #‬ذا الن‪## #‬وع من احلساس‪## #‬يّات الطائفي‪## #‬ة من خالل تع ‪ّ # #‬دد‬
‫الطوائ‪## #‬ف‪ ،‬وإذا أرادوا حرب ‪# #‬اً ديني ‪##‬ة‪ ،‬أش‪## #‬علوها بني املس‪## #‬لمني واملس‪## #‬يحيني‪ ،‬وإذا أرادوا‬
‫السنّة والشيعة عملوا على حتريك التناقضات بني الط‪##‬رفني‪ ،‬فهن‪##‬اك‬
‫إجياد حالة توتّر بني ُّ‬
‫إرباك‪## #‬ات تعم‪## #‬ل على إجياد مش‪## #‬اكل وتعقي‪## #‬دات إىل م‪## #‬ا ال هناي‪## #‬ة‪ ،‬وهك‪## #‬ذا األم‪## #‬ر بني‬
‫اليس‪##‬ار واليمني‪ ...‬حىّت احلرب الب‪##‬اردة ك‪##‬انت تنعكس ص‪##‬راعاً يف لبن‪##‬ان‪ ،‬فك‪##‬ان هن‪##‬اك‬
‫فريق لبن‪##‬اين م‪##‬ع الغ‪##‬رب‪ ،‬وفري‪#‬ق م‪##‬ع الش‪##‬رق‪ .‬وهك‪#‬ذا رأين‪#‬ا كي‪##‬ف ك‪##‬انت ختل‪#‬ط األوراق‬
‫‪#‬وزعت القض‪## #‬ية الفلس‪## #‬طينية بني ك‪#ّ # #‬ل ال‪## #‬دول‬
‫يف لبن‪## #‬ان حلس‪## #‬ابات خارجي‪## #‬ة‪ ،‬وكي‪## #‬ف ت‪ّ # #‬‬
‫لكل دولة عربية ممثّل يف املقاومة الفلسطينية‪ ،‬لتعم‪##‬ل على إرب‪##‬اك بعض‬
‫العربية‪ ،‬فأصبح ّ‬
‫األوضاع يف هذه الدولة العربية أو تلك‪.‬‬

‫لبنان‪ :‬الواليات غري املتحدة‬


‫لذلك‪ ،‬مل ينشأ لبنان كدولة طبيعية‪ ،‬والنظام الطائفي الذي‪ #‬كان عرف‪#‬اً مثّ ص‪##‬ار قانون‪#‬اً‪،‬‬
‫لن يثبِّت اس‪##‬تقراراً‪ #‬للبل‪##‬د‪ ،‬باعتب‪##‬ار أ ّن الطوائ‪##‬ف متثّ‪##‬ل والي‪##‬ات غ‪##‬ري متّح‪##‬دة‪ ،‬ولكنّه‪##‬ا ق‪##‬د‬
‫تأخذ عنوان لبنان‪ ،‬وكنت أقول دائماً‪ ،‬إنّين أمحل مصباحاً يف النه‪##‬ار‪ #‬ألرى لبناني‪#‬اً‪ ،‬فال‬
‫أرى إالّ طائفيّاً‪.‬‬
‫‪#‬تقر‪ ،‬أل ّن ليس هن ‪##‬اك ش ‪##‬يء امسه لبن ‪##‬ان حيكم وج ‪##‬دان‬
‫ه ‪##‬ذا كلّ ‪##‬ه مين ‪##‬ع لبن ‪##‬ان من أن يس ‪ّ #‬‬
‫اإلنس ‪##‬ان اللبن ‪##‬اين‪ ،‬حبيث يش ‪##‬عر أنّ ‪##‬ه يف دول ‪##‬ة حيص ‪##‬ل فيه ‪##‬ا على حقوق ‪##‬ه ويق ‪##‬وم بواجبات ‪##‬ه‬
‫كم‪## #‬واطن‪ .‬وإنّ‪## #‬ين أتص‪#ّ # #‬ور أ ّن بق‪## #‬اء لبن‪## #‬ان التس‪## #‬وية على أس‪## #‬اس ط‪## #‬ائفي‪ ،‬جُي دَّد يف ك‪#ّ # #‬ل‬
‫مرحل ‪##‬ة‪ ،‬كم ‪##‬ا يتج ‪##‬دَّد بش ‪##‬كل غ ‪##‬ري معق ‪##‬ول يف االنتخاب ‪##‬ات النيابي ‪##‬ة باس ‪##‬تمرار‪ ،‬فوج ‪##‬دنا‬
‫الطائفي‪##‬ة تف‪##‬رتس ح‪##‬ىت األش‪##‬خاص ال‪##‬ذين يعيش‪##‬ون طه‪##‬ر املواطن‪##‬ة ويعيش‪##‬ون القومي‪##‬ة‪ ،‬أل ّن‬
‫الظروف الضاغطة حاصرت اجلميع‪ ،‬حىت رجع ك‪#ّ #‬ل واح‪#ٍ #‬د منهم إىل طائفيّت‪##‬ه‪ .‬ل‪##‬ذلك‪،‬‬
‫إذا ك‪##‬ان هن‪##‬اك جي‪##‬ل جدي‪##‬د ميكن أن يف ّ‪#‬ك‪#‬ر يف لبن‪##‬ان املواطن وينس‪##‬ف لبن‪##‬ان الط‪##‬ائفي ـ ـ ـ‬
‫وال أق‪##‬ول ينس‪##‬ف الطوائ‪##‬ف‪ ،‬ألهّن ا متث‪##‬ل التن‪#ّ #‬وع اإلنس‪##‬اين ـ ـــ إذا أمكن ذل‪##‬ك‪ ،‬وإذا ك‪##‬ان‬
‫ه‪##‬ؤالء ال‪##‬ذين يتح‪ّ #‬دثون يف ش‪##‬عارات اجلي‪##‬ل الش‪##‬اب‪ ،‬ال‪##‬ذي يتطلّ‪##‬ع إىل مس‪##‬تقبل ميكن أن‬
‫ومنوه وتق ّدم‪#‬ه‪ ،‬فعلين‪#‬ا التغي‪#‬ري إىل لبن‪#‬ان املواطن وليس لبن‪#‬ان‬
‫جيد فيه استقراره ومواطنيّته ّ‬
‫الطائفي‪.‬‬

‫عامِل الدين املواطن‬


‫فع ‪##‬امل ال ‪##‬دين يس ‪##‬تم ّد س ‪##‬لطته من كون ‪##‬ه رم ‪##‬زاً ميثِّل ه ‪##‬ذا ال ‪##‬دين‪ ،‬والرتاكم ‪##‬ات التارخيي ‪##‬ة‬
‫والتقاليد‪ #‬والعادات‪ ،‬جعلت منه شخص‪#‬اً إهلي‪#‬اً‪ ،‬إالّ أنّ‪##‬ين مثالً ال أواف‪#‬ق على كلم‪#‬ة ِ‬
‫الق ّ‪#‬م‪#‬ة‬ ‫ّ‬
‫الروحي‪#‬ة‪ ،‬فهم بش‪#‬ر كبقيّ‪##‬ة البش‪#‬ر‪ ،‬وليس‪#‬وا‪ #‬روح‪#‬اً حتلّ‪##‬ق يف الس‪##‬ماء‪ ،‬أو ت‪##‬دخل إىل عم‪#‬ق‬
‫{قُل إِمَّنَ‪##‬ا أَنَ‪##‬ا بَ َش‪ٌ#‬ر‬
‫النيب (ص‪#‬لّى اهلل علي‪##‬ه وآل‪##‬ه وس‪#‬لّم)‪ْ :‬‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ويف القرآن الكرمي عن ّ‬
‫ص‪#‬احِل اً‬
‫‪#‬ل َع َمالً َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحى إِيَلَّ أَمَّنَا إِهَلُ ُك ْم إِلَهٌ َو ِ‪#‬‬
‫اح ٌد فَ َمن َ‪#‬ك‪#‬ا َن َيْرجُو ل َق‪##‬اء َربِّه َف ْلَي ْع َ‪#‬م ْ‬ ‫ِّم ْثلُ ُك ْم يُ َ‬
‫ِِ ِ ِ‬
‫َحداً} [الكهف‪. ]110 :‬‬ ‫َواَل يُ ْش ِر ْك بعبَ َادة َربِّه أ َ‬
‫علي (علي ‪##‬ه الس ‪##‬الم)‪ ،‬وه ‪##‬و خليف ‪##‬ة املس ‪##‬لمني‪،‬‬ ‫وأس ‪##‬تذكر يف ه ‪##‬ذا اجملال خطاب‪# #‬اً لإلم ‪##‬ام ّ‬
‫ظ بِ‪#ِ #‬ه‬ ‫يق‪##‬ول في‪##‬ه للن‪##‬اس‪" :‬فَاَل تُ َكلِّمُ ويِن مِب َ‪##‬ا تُ َكلَّ ُم بِ‪#ِ #‬ه اجْلَبَ‪##‬ابَِرةُ َواَل َتتَ َح َّفظُوا ِميِّن مِب َ‪##‬ا يُتَ َح َّف ُ‬
‫ص ‪#‬ا َن َع ِة َواَل تَظُنُّوا يِب ا ْس ‪#‬تِْث َقااًل يِف َ‪#‬ح ٍّ‪#‬ق قِي‪#َ #‬ل يِل َواَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عْن‪#َ #‬د أ ْ‪َ#‬ه ِ‪#‬ل الْبَ‪##‬اد َر ِة َواَل خُتَ‪##‬الطُويِن بِالْ ُم َ‬
‫ض َعلَْي‪#ِ #‬ه‬ ‫‪#‬اس إِ ْعظَ ‪#ٍ #‬ام لَِن ْف ِس ‪#‬ي فَِإنَّهُ َم ِن ا ْس ‪#‬تَْث َق َل احْلَ ‪#َّ #‬ق أَ ْن يُ َق‪َ #‬‬
‫‪#‬ال لَ ‪##‬هُ أَ ِو الْ َع ‪ْ #‬د َل أَ ْن يُ ْع‪#َ #‬ر َ‬
‫ِ‬
‫الْت َم‪َ #‬‬
‫ٍ حِب‬ ‫ِ‬ ‫َ‪#‬ك‪#‬ا َن الْع ‪#‬م هِبِ‬
‫ور ٍة بِ َع‪ْ #‬د ٍل فَ‪ِ#‬إيِّن لَ ْس‪ُ #‬‬
‫ت يِف‬ ‫‪#‬ل َعلَْي‪##‬ه فَاَل تَ ُك ُّفوا َع ْن َم َقالَ‪##‬ة َ‪#ٍّ #‬ق أ َْو َم ُش‪َ #‬‬ ‫‪#‬ل َ‪#‬م‪#‬ا أَْث َق‪َ #‬‬ ‫ََ ُ‬
‫ُو‬ ‫ه‬ ‫‪#‬ا‬‫‪#‬‬‫م‬ ‫ي‬ ‫‪#‬‬ ‫‪#‬ك ِمن فِعلِي إِاَّل أَ ْن ي ْك ِفي اللَّه ِمن َن ْف ِ‬
‫س‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬ ‫َن ْف ِس ‪#‬ي بَِف‪##‬و ِق أَ ْن أُخ ِطئ واَل آمن َذلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫ْ‬
‫ك بِِه ِميِّن "‪.‬‬
‫أ َْملَ ُ‬
‫علي (علي‪## #‬ه الس‪## #‬الم) ‪ ،‬ال‪## #‬ذي‪ #‬يعتق‪## #‬د‬
‫من ه‪## #‬و ال‪## #‬ذي‪ #‬يق‪## #‬ول ه‪## #‬ذا الكالم؟! ه‪## #‬و اإلم‪## #‬ام ّ‬
‫املسلمون الشيعة بعصمته‪.‬‬
‫إنّ‪##‬ين أعتق‪##‬د أ ّن إخالص املرج‪##‬ع ال‪##‬ديين لدين‪##‬ه‪ ،‬وص‪##‬دقه يف دين‪##‬ه‪ ،‬يف‪##‬رض علي‪##‬ه أن يتقبّ‪##‬ل‬
‫عم‪#‬ا أخط‪#‬أ في‪#‬ه‪ ،‬وال ّس‪#‬يما يف القض‪#‬ايا ال‪##‬يت ليس‪#‬ت من اختصاص‪#‬ه أو‬
‫النقد‪ ،‬وأن يتنازل ّ‪#‬‬
‫خربت‪##‬ه‪ ،‬أل ّن القلي‪##‬ل من رج‪##‬ال ال‪##‬دين ال‪##‬ذين من ميل‪##‬ك اخلربة السياس‪##‬ية أو االجتماعي‪##‬ة‪.‬‬
‫أن يكون رمزاً دينياً يف الثقافة الدينية‪ ،‬ال يعين أنّه رمز الدين كلّه‪.‬‬
‫ل‪##‬ذلك أن‪##‬ا ال أعت‪##‬رب أ ّن رج‪##‬ال ال‪##‬دين أو املرجعي‪##‬ات الديني‪##‬ة ف‪##‬وق النق‪##‬د‪ ،‬ب‪##‬ل إنّ‪##‬ين أدع‪##‬و‬
‫الن‪#‬اس إىل أن ينق‪#‬دوهم ب‪#‬أدب‪ ،‬ألنّن‪#‬ا ن‪#‬ؤمن بالنق‪#‬د لك ّ‪#‬ل الن‪#‬اس‪ ،‬مبن فيهم رج‪#‬ال ال‪#‬دين‪،‬‬
‫جمرد مسؤولني يف ك‪#ّ #‬ل‬‫وذلك حىت يعرف رجال الدين أهّن م ال ميلكون العصمة‪ ،‬وأهّن م ّ‬
‫م ‪##‬ا يرون ‪##‬ه من فِك ‪##‬ر يتّص ‪##‬ل باملس ‪##‬ألة الثقافي ‪##‬ة الديني ‪##‬ة‪ ،‬أو يتّص ‪##‬ل ب ‪##‬الواقع‪ #‬السياس ‪##‬ي‪ ،‬وأ ّن‬
‫عليهم‪ ،‬إذا ك‪##‬انوا ي‪##‬دلون ب‪#‬الرأي السياس‪##‬ي‪ ،‬أن يتقبّل‪#‬وا نق‪#‬د الن‪##‬اس هلم‪ ،‬وخصوص‪#‬اً أهّن م‬
‫لألم‪#‬ة‪ .‬يقول‪#‬ون إ ّن املس‪#‬ألة‬ ‫كل كهوف السياسة ويص‪#‬نعون أك‪#‬ثر املغ‪#‬ارات ّ‬ ‫يدخلون إىل ّ‬
‫هي املب‪##‬ادئ ِ‬
‫والقيَم‪ ،‬إنّن‪##‬ا ال نق‪##‬ول إ ّن ك‪#ّ #‬ل قض‪##‬ية يف الواق ‪#‬ع‪ #‬متثّ‪##‬ل ش‪##‬يئاً من القيم‪##‬ة ومتثّ‪##‬ل‬
‫ش ‪##‬يئاً من املب ‪##‬ادئ‪ .‬ل ‪##‬ذلك‪ ،‬علين ‪##‬ا أن ال نعت ‪##‬رب يف واقعن ‪#‬ا‪ #‬ال ‪##‬ذي نعيش في ‪##‬ه‪ ،‬أ ّن ش ‪##‬يئاً في ‪##‬ه‬
‫الكل‪ ،‬سواء كانوا ِرجال سياس‪##‬ة أو رج‪##‬ال دين أو ثقاف‪##‬ة‪ ،‬الك‪#ّ #‬ل‬
‫حيمل عنوان املق ّدس‪ّ ،‬‬
‫كل إنسان يف موقعه‪.‬‬
‫جيب أن خيضع للنقد املوضوعي العقالين الذي يضع ّ‬

‫الفرق بني السلطة والدولة؟‬


‫كلبناين‪ ،‬أو باألحرى كإنسان أعيش يف لبنان‪ ،‬أريد أن «أؤنسن» لبنان‪ ،‬حبيث يك‪##‬ون‬
‫علي أن أع ‪##‬رف أ ّن ك ‪#ّ #‬ل ه ‪##‬ؤالء ال ‪##‬ذين يُق ‪##‬ال إهّن م ميثّل ‪##‬ون خلفي ‪##‬ات‬
‫ال ‪##‬وطن إنس ‪##‬اناً‪ ،‬أ ّن َّ‬
‫وعلي أن أف ّ‪#‬ك ‪##‬ر يف‬ ‫ِّ‬
‫الرم‪## #‬وز‪ #‬الديني‪## #‬ة‪ ،‬ص‪## #‬واباً أو خط ‪# #‬أً‪ ،‬إ ّن ه‪## #‬ؤالء يفكرون يف بالدهم‪ّ ،‬‬
‫علي أن أك ‪##‬ون ص ‪##‬دى لسياس ‪##‬ة‬
‫أمترد على ك ‪#ّ #‬ل من يري ‪##‬د أن يف ‪##‬رض ّ‬
‫وعلي أن ّ‬
‫بل ‪##‬دي‪ّ ،‬‬
‫خارجي‪##‬ة هن‪##‬ا أو هن‪##‬اك‪ ،‬وق ‪#‬د‪ #‬أواف‪##‬ق على سياس‪##‬ة هن‪##‬ا أو هن‪##‬اك‪ ،‬لكن بش‪##‬رط أن أواف‪##‬ق‬
‫عن اقتناع‪ ،‬ال أن أكون ظاّل ً أو صدى‪ .‬هذه مسألة أولية يف هذا اجملال‪.‬‬
‫ّأم‪##‬ا مس‪##‬ألة م‪##‬ا نواجه‪##‬ه من خط‪##‬ورة‪ ،‬يتح ‪ّ #‬دث عنه‪##‬ا اإلعالم‪ ،‬وبعض املواق‪##‬ع السياس‪##‬ية‪،‬‬
‫وال‪##‬يت خُت ي‪##‬ف أو ت‪##‬وحي ب‪##‬اخلطر‪ ،‬ف‪##‬إنّين ال أواف‪##‬ق ه‪##‬ؤالء على ذل‪##‬ك‪ .‬ملاذا؟ أل ّن لبن‪##‬ان ق‪##‬د‬
‫جتاوز مرحل ‪##‬ة اخلط ‪##‬ر‪ ،‬عن ‪##‬دما ختطّى مس ‪##‬ألة احلرب األهلي ‪##‬ة بع ‪##‬د عملي ‪##‬ة اغتي ‪##‬ال ال ‪##‬رئيس‬
‫احلري ‪##‬ري‪ ،‬ال ‪##‬ذي‪ #‬ج ‪##‬رى ه ‪##‬و أ ّن البعض ح ‪##‬اول أن جيع ‪##‬ل هن ‪##‬اك توظي ‪##‬ف سياس ‪##‬ي هلذا‪#‬‬
‫االغتيال‪ ،‬فعن‪##‬دما‪ #‬ألص‪##‬قت املس‪##‬ألة بس‪##‬وريا‪ ،‬ك‪##‬ان اخلروج الس‪##‬وري‪ ،‬نتيج‪##‬ة الذهني‪##‬ة ال‪##‬يت‬
‫محَّلت س‪##‬وريا مس‪##‬ؤولية اغتي‪##‬ال احلري‪##‬ري‪ ،‬وق‪##‬د ركب اآلخ‪##‬رون ه‪##‬ذه املوج‪##‬ة‪ ،‬من أج‪##‬ل‬
‫إجياد ُمن ‪##‬اخ معنّي حلرك ‪##‬ة م ‪##‬ا يس ‪#ّ #‬مى باملعارض ‪##‬ة آن ‪##‬ذاك‪ ،‬وحتمي ‪##‬ل ك ‪#ّ #‬ل األخط ‪##‬اء ملا مسّي‬
‫كل السياس‪##‬يني يف لبن‪##‬ان "معص‪##‬ومون" عن‬ ‫النظام األمين اللبناين ـ ـ ـ السوري‪ ،‬باعتبار أ ّن ّ‬
‫جمرد أف‪##‬راد ورم‪##‬وز معي‪##‬نني هم املس‪##‬ؤولون‪ ،‬م‪##‬ا جع‪##‬ل غالبي‪##‬ة‬
‫ك‪#ّ #‬ل م‪##‬ا ح‪##‬دث‪ ،‬وأ ّن هن‪##‬اك ّ‬
‫السياس ‪## #‬يني اآلخ ‪## #‬رين ال ‪## #‬ذين عاش ‪## #‬وا اجلرمية‪ ،‬ح ‪## #‬ىت يف ظ ‪#ّ # #‬ل النظ ‪## #‬ام األم ‪## #‬ين اللبن ‪## #‬اين ـ ـ ـ‬
‫حتمل أيّ‪#‬ة مس‪##‬ؤولية‪ ،‬حىّت إ ّن األوض‪##‬اع السياس‪#‬ية املس‪#‬تجدة ب ّ‪#‬رأهتم‬
‫السوري‪ #،‬مبنأى عن ّ‬
‫من ك‪#ّ #‬ل ش‪##‬يء‪ ،‬إىل درج‪##‬ة أ ّن بعض ال‪##‬ذين مارس‪##‬وا احلكم‪ ،‬وأث‪##‬ريت عالم‪##‬ات اس‪##‬تفهام‬
‫ج‪#‬ة أنّ‪##‬ه ه‪##‬و ال‪##‬ذي‪#‬‬
‫حيمل‪##‬ون أخط‪##‬اءهم هلذا النظ‪##‬ام‪ ،‬حبُ ّ‪#‬‬
‫ح‪##‬ول ممارس‪##‬تهم للحكم‪ ،‬أص‪##‬بحوا ِّ‬
‫‪#‬اخ يري‪##‬د تربئ‪##‬ة ك‪#ّ #‬ل ال‪##‬ذين س‪##‬وف‬
‫ك‪##‬ان يض‪##‬غط عليهم‪ ،‬األم‪##‬ر ال‪##‬ذي يس‪##‬اهم يف إجياد ُمن‪ٍ #‬‬
‫حيكم ‪##‬ون لبن ‪##‬ان من جدي ‪##‬د باس ‪##‬م اإلص ‪##‬الح والتغي ‪##‬ري والدميوقراطي ‪##‬ة‪ ،‬م ‪##‬ا جعلن ‪##‬ا نفق ‪##‬د‬
‫املوضوعية السياسية‪.‬‬
‫وإنّ‪##‬ين أتس‪##‬اءل‪َ :‬من من اللبن‪##‬انيني اآلن ميل‪##‬ك الق‪##‬درة على أن ينتق‪##‬د املرحل‪##‬ة الس‪##‬ابقة أو‬
‫املرحل‪## # #‬ة احلالي‪## # #‬ة‪ ،‬ال‪## # #‬يت تنفتح على مواق‪## # #‬ع جدي‪## # #‬دة؟ حيث إ ّن الكث‪## # #‬ري من التجاذب‪## # #‬ات‬
‫السياس‪## #‬ية بني سياس ‪#ّ # #‬ي وآخ‪## #‬ر‪ ،‬تنطل‪## #‬ق من مس ‪## #‬ألة أ ّن طرف‪# # #‬اً حت ّدث عن فالن أو نق ‪## #‬د‬
‫فالن‪#‬اً‪ ،‬فهن‪##‬اك ص‪##‬راع سياس‪##‬ي‪ ،‬فه‪##‬ل يك‪##‬ون نق‪##‬دي السياس‪##‬ي لشخص‪##‬يّة معيّن‪##‬ة أص‪##‬بحت‬
‫برمت‪##‬ه؟! لق‪##‬د‬
‫مق ّدس‪##‬ة اآلن‪ ،‬إ ّن إث‪##‬ارة نقط‪##‬ة س‪##‬لبية واح‪##‬دة اآلن تس‪##‬قط الواق‪#‬ع‪ #‬السياس‪##‬ي ّ‬
‫تع‪ّ #‬دى األم‪##‬ر املوض‪##‬وعية السياس‪##‬ية‪ .‬ووض‪##‬عنا س‪##‬تاراً على ك‪#ّ #‬ل الواق‪##‬ع السياس‪##‬ي اللبن‪##‬اين‪،‬‬
‫من خالل احلكوم ‪##‬ات ال ‪##‬يت تع ‪##‬اقبت من ‪##‬ذ التس ‪##‬عينات وح ‪##‬ىت التط ‪#ّ #‬ورات األخ ‪##‬رية‪ .‬لق ‪##‬د‬
‫وض‪##‬عنا س‪##‬تاراً‪ ،‬أل ّن ه‪##‬ذا الس‪##‬تار‪ #‬يتن‪##‬اول مق ّدس‪##‬ات حبس‪#‬ب‪ #‬طبيع‪##‬ة التط‪#ّ #‬ورات اللبناني‪##‬ة يف‬
‫هذا اجملال‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬ف‪##‬إنّين أتص‪#ّ #‬ور املس‪##‬ألة بالنس‪##‬بة إىل لبن‪##‬ان‪ ،‬كم‪##‬ا قلت م‪##‬راراً يف خطب اجلمع‪##‬ة‪ ،‬أ ّن‬
‫ال‪#‬ذين يتح‪ّ #‬دثون باإلص‪#‬الح والتغي‪#‬ري‪ ،‬ال ب‪ّ #‬د من أن يط‪#‬اهلم اإلص‪#‬الح والتغي‪#‬ري‪ #.‬ال أتكلّم‬
‫عن مشولية‪ ،‬بل أتكلّم عن ظاهرة‪.‬‬
‫وإذا كنت ال أمل‪##‬ك األدوات ال‪##‬يت ميكن‪##‬ين من خالهلا أن أح‪#ِّ #‬رك الواق‪##‬ع بطريق‪##‬ة واقعي‪##‬ة‪،‬‬
‫لكنّ ‪## #‬ين أمل ‪## #‬ك التوعي ‪## #‬ة‪ .‬ولع ‪#ّ # #‬ل من ت ‪## #‬ابع أي ‪## #‬ام االنتخاب ‪## #‬ات انتق ‪## #‬ادي ملس ‪## #‬ألة التكلي ‪## #‬ف‬
‫(التكلي‪## #‬ف الش ‪## #‬رعي)‪ ،‬يع ‪## #‬رف ذل‪## #‬ك وق ‪## #‬د قلت للن ‪## #‬اس آن ‪## #‬ذاك‪ ،‬راقب ‪## #‬وا ربّكم عن ‪## #‬دما‬
‫تنتخب‪##‬ون‪ ،‬بقط‪##‬ع النظ‪##‬ر عن اجله‪##‬ة ال‪##‬يت تنتخبوهنا‪ .‬ل‪##‬ذلك‪ ،‬مل أنطل‪##‬ق من موق‪##‬ع ط‪##‬ائفي‪،‬‬
‫كنت أق ‪## #‬ول انتخب ‪## #‬وا اإلنس ‪## #‬ان الكف ‪## #‬وء ال ‪## #‬ذي ميل ‪## #‬ك الكف ‪## #‬اءة واإلخالص والص ‪## #‬دق‬
‫ُ‬
‫كل مسرييت لن أجامل أحداً‪.‬‬
‫واألمانة‪ .‬هذا ما أحت ّدث به دائماً‪ .‬وهلذا‪ ،‬يف ّ‬
‫وسأكش ‪##‬ف مس ‪##‬ألة رمّب ا ال يعرفه ‪##‬ا الكث ‪##‬ريون؛ يف الثمانين ‪##‬ات‪ ،‬دع ‪##‬اين املرح ‪##‬وم ال ‪##‬رئيس‬
‫حاف‪##‬ظ األس‪##‬د إىل اللق‪##‬اء ب‪##‬ه‪ ،‬ف‪##‬ذهبت‪ ،‬وك‪##‬ان ح‪##‬ديثاً ص‪##‬رحياً‪ ،‬حىّت إنّ‪##‬ين قلت ل‪##‬ه يومه‪##‬ا‬
‫م‪##‬اذا بع‪##‬د حاف‪##‬ظ األس‪##‬د‪ ،‬أل ّن املس‪##‬افة بين‪##‬ك وبني أق‪##‬رب الن‪##‬اس إلي‪##‬ك بعي‪##‬دة ج‪##‬داً‪ ،‬ومل‬
‫حمل الش ‪## #‬اهد‪ ،‬وعن ‪## #‬دما جئت إىل لبن ‪## #‬ان‪ ،‬ب ‪## #‬دأ البعض يهمس ‪## #‬ون أ ّن‬
‫جيب‪ ،‬وليس ه ‪## #‬ذا ّ‬
‫الس‪##‬يّد رمّب ا "اش‪##‬رتي" من قب‪##‬ل الس‪##‬وريّني‪ ،‬قلت هلم عن‪##‬دما ترون‪##‬ين ال أمث‪##‬ل قناع‪##‬ايت‪ ،‬فلن‬
‫أكون موجوداً‪.‬‬

‫دور الشيعة السياسي يف لبنان‬


‫ويف إط‪##‬ار اس‪##‬تكمال س‪##‬يناريو الطوائ‪##‬ف اللبناني‪##‬ة أتص‪#ّ #‬ور أ ّن هن‪##‬اك دوراً سياس‪##‬ياً للطائف‪##‬ة‬
‫الشيعية‪ ،‬وليست‪ #‬املسألة مندرجة حتت عن‪##‬وان أن ه‪##‬ذه الطائف‪##‬ة الي‪##‬وم تش‪##‬عر ب‪##‬اخلطر من‬
‫اآلخر‪ ،‬ب‪##‬ل إ ّن اآلخ‪##‬ر حياول اإلحياء‪ #‬بأهّن ا هي اخلط‪##‬ر‪ .‬هن‪##‬ا ال ب‪ّ #‬د من إع‪##‬ادة التأكي‪#‬د‪ #‬على‬
‫يهم الطائف‪##‬ة الي‪##‬وم بش‪ٍ #‬‬
‫‪#‬كل أساس‪##‬ي ه‪##‬و حف‪##‬ظ موق‪##‬ع املقاوم‪##‬ة‪ ،‬وإذا ك‪##‬ان البعض‬ ‫أ ّن م‪##‬ا ّ‬
‫يتح ‪ّ #‬دث عن أ ّن املقاوم‪##‬ة اإلس‪##‬المية هي جيش ش‪##‬يعي مقاب‪##‬ل الطوائ‪##‬ف األخ‪##‬رى‪ ،‬ف‪##‬إ ّن‬
‫القض‪##‬ية ال تتح‪#ّ #‬رك أب‪##‬داً يف ه‪##‬ذا اإلط‪##‬ار‪ .‬لكن ح‪##‬ىت اآلن‪ ،‬ال ي‪##‬زال اجلدل حيكم الواق‪##‬ع‪.‬‬
‫‪#‬دو‪ ،‬على األق ّ‪#‬ل‬
‫وخالص‪#‬ة الفك‪#‬رة‪ ،‬هي أ ّن العالق‪#‬ات بني لبن‪#‬ان وإس‪#‬رائيل هي عالق‪#‬ة الع ّ‬
‫‪#‬ربر حقيقي واقعي للع‪## #‬دوان على‬
‫رمسياً‪ .‬فإس‪## #‬رائيل‪ ،‬ليس ‪# #‬ت‪ #‬الدول‪## #‬ة ال‪## #‬يت تبحث عن م‪ّ # #‬‬
‫املربر وف ‪##‬ق مص ‪##‬احلها‪ .‬وحنن نع ‪##‬رف‬
‫‪#‬ذرع باملقاوم ‪##‬ة مثالً‪ ،‬ب ‪##‬ل هي ختل ‪##‬ق ّ‬
‫لبن ‪##‬ان‪ ،‬ك ‪##‬أن تت ‪ّ #‬‬
‫اآلن من خالل اخلط‪##‬وط السياس‪##‬ية‪ ،‬أنّ‪##‬ه من املمكن أن متارس أمريك‪##‬ا عملي‪##‬ة عس‪##‬كرية‬
‫من خالل إسرائيل ض ّد لبنان‪ ،‬إلثارة مشكالت معيّنة‪ .‬وهن‪#‬ا ق‪##‬د يق‪##‬ال إ ّن هن‪#‬اك اجليش‬
‫املؤه‪#‬ل لي‪#‬دافع‪ #‬عن البل‪#‬د‪ ،‬ه‪#‬ذا ص‪#‬حيح‪ ،‬لكن ه‪#‬ذا اجليش ال ي‪#‬زال حبس‪#‬ب‬
‫اللبناين‪ ،‬وه‪#‬و ّ‬
‫أس‪#‬لحته‪ ،‬وحبس‪#‬ب‪ #‬الق‪##‬رار‪ #‬ال‪##‬ذي يعطى ل‪#‬ه‪ ،‬ال ميل‪#‬ك الق‪##‬درة على ال‪#‬دفاع‪ .‬ل‪#‬ذلك نق‪#‬ول‪،‬‬
‫ال ب‪ّ # #‬د من بق ‪##‬اء املقاوم ‪##‬ة ملواجه ‪##‬ة اخلط ‪##‬ر اإلس ‪##‬رائيلي املف ‪##‬رتض إىل ج ‪##‬انب التنس ‪##‬يق م ‪##‬ع‬
‫اجليش اللبناين‪.‬‬

‫تطور االسرتاتيجية األمريكية جتاه املنطقة‬


‫ّ‬
‫ال أزال أت‪##‬ابع بدقّ‪##‬ة ك‪#ّ #‬ل م‪##‬ا حيص‪##‬ل يف املنطق‪##‬ة من أح‪##‬داث سياس‪##‬ية وأمني‪##‬ة واقتص‪##‬ادية‪،‬‬
‫أت‪##‬ابع حرك‪##‬ة سياس‪##‬ة الوالي‪##‬ات املتح‪##‬دة األمريكي‪##‬ة‪ ،‬باعتباره‪##‬ا الدول‪#‬ة‪ #‬ال‪##‬يت ت‪##‬رى نفس‪##‬ها‪،‬‬
‫بع ‪##‬د س ‪##‬قوط االحتاد الس ‪##‬وفيايت‪ ،‬قائ ‪##‬دةً للع ‪##‬امل‪ ،‬وختطّ ‪##‬ط كي تك ‪##‬ون إمرباطوري ‪##‬ة عاملي ‪##‬ة‬
‫تش‪##‬مل اس‪##‬رتاتيجيّتها‪ #‬ك‪#ّ #‬ل مك‪##‬ان‪ ،‬وال س‪##‬يّما املواق‪#‬ع‪ #‬ال‪##‬يت متل‪##‬ك الق‪#ّ #‬وة االقتص‪##‬ادية‪ ،‬فتع‪#ّ#‬زز‬
‫‪#‬دخل يف ه ‪##‬ذا املوق ‪##‬ع أو ذاك‪،‬‬
‫االقتص ‪##‬اد األم ‪##‬ريكي‪ #‬من جه ‪##‬ة‪ ،‬وتفتح أك ‪##‬ثر من أف ‪##‬ق للت ‪ّ #‬‬
‫وبسط نفوذها عليه من جهة أخرى‪ .‬وكنت أُالحظ َّ‬
‫أن الوالي‪##‬ات املتّح‪##‬دة ال‪##‬يت ك‪##‬انت‬
‫تسطري على الكثري من املواق‪#‬ع يف الش‪#‬رق األوس‪#‬ط بص‪#‬ورة غ‪#‬ري مباش‪#‬رة‪ ،‬ختطّ‪#‬ط وتعم‪#‬ل‬
‫للس‪##‬يطرة علي‪##‬ه بص‪##‬ورة مباش‪##‬رة‪ .‬وك ‪##‬انت ّأول خط ‪##‬وة يف ه ‪##‬ذا الس ‪##‬ياق تتمح ‪##‬ور ح‪##‬ول‬
‫ال‪## #‬دعم املطل‪## #‬ق إلس‪## #‬رائيل‪ ،‬وه‪## #‬ذا م‪## #‬ا ح‪## #‬دث فعالً بع‪## #‬دما انتقلت الرعاي‪## #‬ة هلذه الدول‪## #‬ة‬
‫املغتص‪## #‬بة من أي‪## #‬دي األوروب‪## #‬يني‪ :‬اإلنكل‪## #‬يز‪ ،‬مثّ الفرنس‪## #‬يني‪ ،‬إىل األمريك‪## #‬يني‪ .‬وهك‪## #‬ذا‬
‫أص‪## #‬بحت إس‪## #‬رائيل‪ ،‬ول‪## #‬و بش‪## #‬كل غ‪## #‬ري رمسي‪ ،‬ج‪## #‬زءاً ال يتج‪#ّ # #‬زأ من أمريك‪## #‬ا نفس‪## #‬ها‪،‬‬
‫وتكرس‪##‬ت م‪##‬ع وص‪##‬ول احملافظني اجلدد‪ ،‬وبالتق‪##‬اطع الوثي‪##‬ق م‪##‬ع‬
‫واتّض‪##‬حت‪ #‬ه‪##‬ذه العالق‪##‬ة َّ‬
‫الل‪##‬ويب اليه‪##‬ودي‪ ،‬إىل املراك‪##‬ز العلي‪##‬ا يف إدارة ال‪##‬رئيس ب‪##‬وش وس‪##‬يطرهتم عليه‪##‬ا‪ ،‬حبيث مل‬
‫يع‪##‬د ميثّ‪##‬ل األخ‪##‬ري س‪##‬وى "خي‪##‬ال الص‪##‬حراء"‪ ،‬فه‪##‬و ينفِّذ م‪##‬ا ميلون‪##‬ه علي‪##‬ه‪ ،‬وه‪##‬ذا ه‪##‬و احلال‬
‫مع نائب‪#‬ه دي‪#‬ك تش‪#‬يين مثالً‪ ،‬ووزي‪#‬ر دفاع‪#‬ه دونال‪##‬د رامس‪##‬فيلد‪ ،‬واآلخ‪#‬رين ال‪##‬ذين حييط‪##‬ون‬
‫به وخيطّطون له‪.‬‬
‫ل‪##‬ذلك‪ ،‬فالسياس‪##‬ة األمريكي ‪#‬ة‪ #‬راحت تض‪##‬غط على ك‪#ّ #‬ل مفاص‪##‬ل السياس‪##‬ات العربي‪##‬ة‪ ،‬أو‬
‫الرمسي‪ .‬وبالفع‪## # #‬ل‪ ،‬فق‪## # #‬د جنحت يف حتيي‪## # #‬د أك‪## # #‬ثر الع‪## # #‬رب عن املس‪## # #‬ألة‬
‫ّ‬ ‫‪#‬ريب‬
‫النظ‪## # #‬ام الع‪ّ # # #‬‬
‫الفلس‪##‬طينية‪ ،‬ال‪##‬يت ك‪##‬ان يق‪##‬ال دائم‪#‬اً إهّن ا "قض‪##‬ية الع‪##‬رب األوىل"‪ ،‬مثّ انتقلت للض‪##‬غط على‬
‫الفلسطينيني‪ ،‬خصوصاً بعد أحداث ‪ 11‬أيلول (س‪##‬بتمرب) ‪ ،2001‬ال‪##‬يت دفعت أمريك‪##‬ا‬
‫إلعالن احلرب على اإلره ‪## # # # #‬اب‪ ،‬حبيث أطبقت على حرك ‪## # # # #‬ة الكف‪## # # # #‬اح الفلس ‪## # # # #‬طيين‪،‬‬
‫وعملت على تط‪## #‬بيع العالق ‪##‬ات م ‪##‬ع إس ‪##‬رائيل دبلوماس ‪##‬ياً وسياس‪## #‬ياً واقتص ‪##‬ادياً يف ك‪#ّ # #‬ل‬
‫الع ‪##‬امل الع ‪##‬ريب واإلس ‪##‬المي‪ ،‬وه ‪##‬ذا كلّ ‪##‬ه هبدف اس ‪##‬تكمال حص ‪##‬ار الش ‪##‬عب‪ #‬الفلس ‪##‬طيين‪،‬‬
‫‪#‬المي‪ ،‬واس‪##‬تكمال اخلطّ‪##‬ة اإلس‪##‬رائيلية‬
‫‪#‬ريب أو إس‪ّ #‬‬
‫أي ص‪##‬وت ع‪ّ #‬‬
‫حبيث ال يبقى إىل جانب‪##‬ه ُّ‬
‫أي شيء‪.‬‬
‫وضم أكثر اجلغرافية الفلسطينية‪ ،‬حبيث ال يبقى للفلسطينيني ُّ‬
‫للسيطرة‪ّ ،‬‬
‫إذاً‪ ،‬انطلقت مس ‪## #‬ألة ‪ 11‬أيل ‪## #‬ول (س ‪## #‬بتمرب) لتفتح للوالي ‪## #‬ات املتّح ‪## #‬دة األف ‪## #‬ق الع ‪## #‬املي‪،‬‬
‫وت‪## #‬ربز‪ ،‬س‪## #‬واء أم‪## #‬ام حلفائه‪## #‬ا يف أوروب‪## #‬ا‪ ،‬أو أم‪## #‬ام ال‪## #‬ذين تعيش بعض العق ‪# #‬د‪ #‬معهم‪،‬‬
‫كالص‪## #‬ني وروس‪## #‬يا‪ ،‬فتض‪## #‬غط عليهم بذريع‪## #‬ة مكافح‪## #‬ة اإلره‪## #‬اب‪ ،‬وجتذهبم‪ #‬إىل اجلانب‬
‫‪#‬اوي من الص ‪##‬ورة‪ ،‬باعتب ‪##‬ار أ ّن االعت ‪##‬داء عليه ‪##‬ا ه ‪##‬و اعت ‪##‬داء على الغ ‪##‬رب كلّ ‪##‬ه‪ ،‬ب ‪##‬ل‬
‫املأس ‪ّ #‬‬
‫على الع‪##‬امل‪ ،‬وأ ّن قض‪##‬ية احلرب على اإلره‪##‬اب‪ ،‬ال‪##‬يت مارس‪##‬ت فيه‪##‬ا الكث‪##‬ري من اإلره‪##‬اب‬
‫أي دول‪##‬ة تتباط‪##‬أ يف دعمه‪##‬ا‬
‫الفك‪##‬ري والسياس‪##‬ي‪ ،‬أص‪##‬بحت قض‪##‬ية عاملي‪##‬ة‪ .‬وه‪##‬ذا يع‪##‬ين أ ّن ّ‬
‫معرضة للرجم بدعوى مس‪##‬اندة اإلره‪##‬اب‪ ،‬أو متويل‪#‬ه‪ ،‬أو م‪##‬ا ش‪#‬ابه‪ .‬ل‪##‬ذلك‪،‬‬
‫ومساندهتا‪َّ ،‬‬
‫عن‪## # #‬دما ح‪## # #‬اولت بعض ال‪## # #‬دول األوروبي ‪## # #‬ة مناقش‪## # #‬ة مس‪## # #‬ألة اإلره ‪## # #‬اب يف مص ‪## # #‬طلحه‬
‫السياسي‪ ،‬رفض‪##‬ت أمريك‪#‬ا ذل‪#‬ك‪ ،‬وعلى ه‪##‬ذا األس‪##‬اس‪ ،‬انطل‪#‬ق احملافظون اجلدد ليجعل‪#‬وا‪#‬‬
‫من ه ‪##‬ذه املس ‪##‬ألة وس ‪##‬يلة من وس ‪##‬ائل الس ‪##‬يطرة على أفغانس ‪##‬تان‪ ،‬متّهمني تنظيم القاع ‪##‬دة‬
‫بتنفي‪## #‬ذ عملي‪## #‬ة ‪ 11‬أيل‪## #‬ول‪/‬س‪## #‬بتمرب‪ .‬وق‪## #‬د رأين‪## #‬ا كي‪## #‬ف أ ّن أمريك‪## #‬ا اس‪## #‬تخدمت ق‪## #‬وات‬
‫األطلسي‪ ،‬إىل جانب ّقواهتا‪ ،‬الحتالل ه‪#‬ذا البل‪#‬د‪ ،‬وبالت‪#‬ايل إع‪#‬ادة تركيب‪#‬ه‪ ،‬حبيث يك‪#‬ون‬
‫موقع‪# #‬اً متق‪ّ # #‬دماً من مواق ‪##‬ع نفوذه ‪##‬ا يف آس ‪##‬يا الوس ‪##‬طى‪ ،‬يط ‪#ّ #‬ل على باكس ‪##‬تان من جه ‪##‬ة‪،‬‬
‫وعلى الص‪##‬ني وروس‪##‬يا واهلن‪##‬د من جه‪##‬ة أخ‪##‬رى‪ ،‬وهبدف إخض‪##‬اع ه‪##‬ذه املنطق‪##‬ة بطريق‪##‬ة‬
‫وبأخرى‪.‬‬
‫وم‪##‬اذا ك‪##‬ان بع‪##‬د؟ بع‪##‬د ذل‪##‬ك أرادت ال َّس‪#‬يطرة على الع‪##‬راق‪ ،‬مس‪##‬تغلّةً الوض‪##‬ع ال‪##‬ذي ك‪##‬ان‬
‫يعيش‪##‬ه الش‪##‬عب الع‪##‬راقي‪ #‬يف ظ‪#ّ #‬ل نظ‪##‬ام ص‪##‬دام حس‪##‬ني‪ ،‬ه‪##‬ذا النظ‪##‬ام ال‪##‬ذي‪ #‬ك‪##‬ان أمريكي ‪#‬اً‬
‫بالكام‪## #‬ل وبامتي‪## #‬از‪ ،‬فص ‪ّ # #‬دام ك‪## #‬ان موظّف ‪# #‬اً يف املخ‪## #‬ابرات األمريكي‪## #‬ة أص ‪# #‬الً‪ ،‬مث وظَّفت‪## #‬ه‬
‫واش‪##‬نطن خلدم‪##‬ة سياس‪##‬تها يف إرب‪##‬اك الوض‪##‬ع الع‪##‬ريب كلّ‪##‬ه‪ ،‬من خالل احلرب على إي‪##‬ران‪،‬‬
‫مثّ يف اجتي ‪##‬اح الك ‪##‬ويت ال ‪##‬ذي أرادت واش ‪##‬نطن من خالل ‪##‬ه اإلحياء لع ‪##‬رب اخلليج‪ ،‬بأهّن ا‬
‫هي الوحي‪#‬دة ال‪#‬يت تس‪#‬تطيع إنق‪#‬اذهم من خط‪#‬ره‪ .‬وحنن نالح‪#‬ظ أنّ‪#‬ه بع‪#‬د حتري‪#‬ر الك‪#‬ويت‪،‬‬
‫أعلنت أمريك‪##‬ا أهّن ا ال تري‪##‬د إس‪##‬قاط النظ‪##‬ام الع‪##‬راقي‪ ،‬ب‪##‬ل أعطت ص ‪ّ #‬دام الق‪#ّ #‬وة إلس‪##‬قاط‬
‫تتحم‪#‬ل‬
‫االنتفاض‪##‬ة الش‪##‬عبية العراقي‪##‬ة‪ .‬وب‪##‬ذلك كنّ‪##‬ا وال ن‪##‬زال نق‪##‬ول‪ ،‬إ ّن أمريك‪##‬ا هي ال‪##‬يت ّ‪#‬‬
‫مسؤولية املذابح اجلماعية اليت قام هبا صدام‪ #‬يومذاك إلسقاط االنتفاضة‪.‬‬
‫وحنن نع ‪##‬رف أ ّن أمريك ‪##‬ا ع ‪##‬ادت واحتلت الع ‪##‬راق بذريع ‪##‬ة البحث‪ #‬عن أس ‪##‬لحة ال ‪##‬دمار‬
‫الش‪## #‬امل‪ ،‬وإنق‪## #‬اذ الش‪## #‬عب الع‪## #‬راقي من طغي‪## #‬ان النظ‪## #‬ام‪ ،‬واملس‪## #‬ألة ال زالت تتفاع‪## #‬ل يف‬
‫املتحرك‪##‬ة‪ ،‬وال َّس ‪#‬بب ه‪##‬و أ ّن أمريك‪##‬ا‬
‫السياس‪##‬ة األمريكي‪##‬ة ال‪##‬يت تتخبَّط يف الرم‪##‬ال العراقي‪##‬ة ّ‬
‫عندما احتلَّت العراق‪ ،‬كانت تف ّكر يف ّ‬
‫القوة اليت متلكه‪##‬ا‪ ،‬ومل تف ّ‪#‬ك‪#‬ر ملا بع‪##‬د االحتالل‪،‬‬
‫فغ‪##‬رقت‪ #‬يف الوح‪##‬ول‪ ،‬وح‪##‬ول املقاوم‪##‬ة َّأوالً‪ ،‬ووح‪##‬ول الفوض‪##‬ى‪ ،‬ال‪##‬يت أفس‪##‬حت يف اجملال‬
‫هلا‪ ،‬حتت عنوان "الفوضى‪ #‬البنّاءة"‪ ،‬ويف التعقيدات ال‪##‬يت أح‪##‬اطت هبا وأح‪##‬اطت بال‪##‬دول‬
‫اجملاورة ال‪##‬يت ش‪##‬عرت ب‪##‬أ ّن الق‪##‬وات األمريكي‪#‬ة‪ #‬أص‪##‬بحت على ح‪##‬دودها‪ ،‬وتعم‪##‬ل للض‪##‬غط‬
‫عليها بطريقة أو بأخرى‪.‬‬
‫إ ّن ه ‪##‬ذا املأزق‪ ،‬ه ‪##‬و ال ‪##‬ذي‪ #‬جع ‪##‬ل أمريك ‪##‬ا تعم ‪##‬ل لله ‪##‬روب إىل األم ‪##‬ام‪ ،‬وذل ‪##‬ك بتعقي ‪##‬د‬
‫العالقات مع سوريا‪ ،‬واهّت امها بأهّن ا هي اليت تفسح يف اجملال للمقاوم‪##‬ة وتس‪##‬لل املق‪##‬اتلني‬
‫ع‪##‬رب ح‪##‬دودها‪ .‬مثّ ج‪##‬اءت عملي‪##‬ة اغتي‪##‬ال ال‪##‬رئيس الش‪##‬هيد‪ #‬رفي‪##‬ق احلري‪##‬ري لتك‪##‬ون الورق‪##‬ة‬
‫الراحبة يف ي‪##‬دها للض‪##‬غط على س‪##‬وريا أك‪##‬ثر ف‪##‬أكثر‪ ،‬واهّت امه‪##‬ا بأهّن ا ك‪##‬انت وراء اغتيال‪##‬ه‪.‬‬
‫وحنن نعلم َّ‬
‫أن الواليات املتحدة األمريكية استطاعت أيضاً االستفادة من حاجة فرنسا‬
‫لتجدي‪##‬د نفوذه‪##‬ا يف لبن‪##‬ان‪ ،‬وهك‪##‬ذا نش‪##‬أ حتالف أم‪##‬ريكي ـــ فرنس‪##‬ي ّأدى إىل ق‪##‬رار جملس‬
‫األمن ال ‪##‬رقم‪ ،1559 #‬واالنس ‪##‬حاب الس ‪##‬وري‪ #‬من لبن ‪##‬ان‪ ،‬وإىل الق ‪##‬رارات األخ ‪##‬رى ال ‪##‬يت‬
‫تبعته‪ ،‬وه‪#‬ذا كلّ‪#‬ه هبدف إس‪##‬قاط "الورق‪##‬ة اللبناني‪#‬ة" من ي‪##‬د س‪##‬وريا‪ ،‬وال‪#‬يت تتّص‪##‬ل بس‪##‬الح‬
‫املقاوم‪##‬ة من جه‪##‬ة‪ ،‬وس‪##‬الح املخيّم‪##‬ات الفلس‪##‬طينية من جه‪#ٍ #‬ة ثاني‪##‬ة‪ .‬ف‪##‬القرار‪ 1559 #‬يف‬
‫حيثيَّات‪##‬ه وبن‪##‬وده ج‪##‬اء خلدم‪##‬ة إس‪##‬رائيل‪ ،‬وإس‪##‬قاط اجله‪##‬ات ال‪##‬يت متثِّل خط‪##‬راً عليه‪##‬ا‪ ،‬والّ‪##‬يت‬
‫متثّل املمانعة السياسية والعسكرية معاً يف املنطقة‪.‬‬
‫ول‪## #‬ذلك‪ ،‬ف‪## #‬إنّين أعتق‪## #‬د َّ‬
‫أن املرحل‪## #‬ة ال‪## #‬يت نعيش‪## #‬ها‪ ،‬هي مرحل‪## #‬ة الس‪## #‬يطرة اإلس‪## #‬رائيليّة‬
‫األمريكي‪##‬ة على املنطق‪#‬ة‪َّ .‬أما الرّت ك‪##‬يز على س‪##‬وريا‪ ،‬فألهّن ا الدول‪##‬ة العربي‪#‬ة الوحي‪#‬دة ال‪#‬يت ال‬
‫تزال تطرح عناوين املمانعة‪ ،‬س‪##‬واء يف املس‪#‬ألة الفلس‪##‬طينية أو يف املس‪#‬ألة العراقي‪##‬ة وبعض‬
‫م ‪##‬ا يتعلّ ‪##‬ق مبس ‪##‬ألة املقاوم ‪##‬ة يف لبن ‪##‬ان‪ .‬وعن ‪##‬دما ن ‪##‬درس املس ‪##‬ألة اللبناني ‪##‬ة‪ ،‬ال جندها مس ‪##‬ألة‬
‫سياس‪## #‬ية ب‪## #‬املعىن ال‪## #‬ذي‪ #‬تتح‪## #‬دث في‪## #‬ه ك‪## #‬ثرة كث‪## #‬رية من اللبن‪## #‬انيني عن احلري‪## #‬ة والس‪## #‬يادة‬
‫واالستقالل‪ ،‬بل يف الوصاية األمريكية ال‪##‬يت أطبقت على ه‪##‬ذا البل‪##‬د سياس‪##‬ياً واقتص‪##‬ادياً‪،‬‬
‫باملس‪#‬توى ال‪#‬ذي‪ #‬انطل‪#‬ق في‪#‬ه الواق‪#‬ع‪ #‬اللبن‪#‬اين يف أك‪#‬ثر تالوين‪#‬ه حنو اخلض‪#‬وع هلذه الوص‪#‬اية‪،‬‬
‫وهو ما نالحظه يف األصوات اليت ترتف‪##‬ع‪ ،‬باعتب‪##‬ار جلن‪##‬ة التحقي‪##‬ق الدولي‪##‬ة املعني‪#‬ة باغتي‪##‬ال‬
‫‪#‬ك يف ك‪#ّ #‬ل م‪#‬ا تق‪##‬وم ب‪#‬ه‪ ،‬وأنّ‪#‬ه‬
‫الرئيس احلريري معص‪#‬ومة عن اخلط‪#‬أ‪ ،‬وال ي‪#‬رقى إليه‪##‬ا الش‪ّ #‬‬
‫‪#‬ك واح‪##‬دة‪ .‬والش‪##‬يء‪ #‬نفس‪##‬ه‬
‫‪#‬جل ض‪ّ #‬دها ول‪##‬و نقط‪##‬ة ش‪ٍّ #‬‬
‫ألي لبن‪##‬اين أن يس‪ِّ #‬‬
‫ال جيوز بالت‪##‬ايل ِّ‬
‫ينطب‪##‬ق على قض‪##‬يّة س‪##‬الح املقاوم‪##‬ة وس‪##‬الح املخيَّم‪##‬ات الفلس‪##‬طينية‪ ،‬الّ‪##‬يت جند يف تعام‪##‬ل‬
‫قمة النفاق السياسي بأجلى صوره‪.‬‬
‫بعض اللبنانيني معها ّ‬
‫ففي احلديث مثالً عن احلوار‪ ،‬ف ‪#‬إهّن م يتح ‪ّ #‬دثون يف الواق ‪##‬ع عن الف ‪##‬رص ال ‪##‬يت يتو ّس ‪#‬لوهنا‪،‬‬
‫وال‪#‬يت ميكنهم حتريكه‪#‬ا إلس‪#‬قاط ه‪##‬ذين الس‪##‬الحني من منطل‪#‬ق االل‪#‬تزام‪ #‬بالش‪#‬رعية الدولي‪#‬ة‬
‫والقرارات الدولية‪.‬‬
‫فتِّش عن أمريكا‬
‫ويف التف‪##‬تيش عن أمريك‪##‬ا وم‪##‬ا تري‪##‬ده من الش‪##‬رور‪ #‬باملنطق‪##‬ة وأهله‪##‬ا‪ ،‬أش‪##‬عر بأنّ‪##‬ه ال ب‪ّ #‬د لن‪##‬ا‬
‫من أن نس ‪##‬اعد س ‪##‬وريا يف إبق ‪##‬اء عن ‪##‬اوين املمانع ‪##‬ة يف ي ‪##‬دها جتاه املس ‪##‬ألة اإلس ‪##‬رائيلية‪...‬‬
‫واالحتفاظ بعالق‪##‬ة اس‪##‬رتاتيجية م‪#‬ع لبن‪#‬ان‪ ،‬ولكن م‪##‬ع االبتع‪##‬اد عن األخط‪##‬اء ال‪#‬يت مارس‪##‬ها‬
‫‪#‬روري أن يك‪##‬ون النظ‪##‬ام بقيادت‪##‬ه ه‪##‬و ال‪##‬ذي‪ #‬م‪##‬ارس ه‪##‬ذه‬
‫املس‪##‬ؤولون‪ ،‬ألنّ‪##‬ه ليس من الض‪#ّ #‬‬
‫األخط ‪##‬اء‪ ،‬ب ‪##‬ل ك‪## #‬ان هن‪## #‬اك تعقي‪## #‬دات يف التط ‪##‬بيق‪ ،‬واحنراف ‪##‬ات يف عمليَّة التط ‪##‬بيق‪ ،‬هي‬
‫املسؤولة غالباً عن سوء التنفيذ‪.‬‬
‫من هن‪##‬ا جيب علين‪##‬ا أن حناف‪#‬ظ‪ #‬ول‪##‬و على بل‪##‬د ع‪##‬ريب واح‪##‬د ال يس‪##‬قط أم‪##‬ام إس‪##‬رائيل‪ ،‬وال‬
‫يص‪##‬اب بالي‪##‬أس واإلحب‪##‬اط أم‪##‬ام اللّعب‪##‬ة الدولي‪##‬ة‪ .‬ل‪##‬ذلك ف‪##‬القرار‪ 1636 #‬ال‪##‬ذي‪ #‬انطلقت‬
‫منه اللّعبة الدولية لتوجي‪#‬ه ك ِّ‪#‬ل الض‪#‬غوط‪ #‬على س‪#‬وريا‪ ،‬مبا يف ذل‪#‬ك إعط‪#‬اء احلري‪#‬ة املطلق‪#‬ة‬
‫تستدعي من تريد‪ ،‬وكيفما تريد‪ ،‬وأينما‬
‫َ‬ ‫للجنة التحقيق باغتيال الرئيس احلريري‪ ،‬بأن‬
‫أي ش‪#‬روط‪ ،‬إمّن ا ي‪##‬راد من‪##‬ه حش‪#‬ر س‪##‬وريا يف الزاوي‪##‬ة‪ ،‬وهي إذا خض‪##‬عت‪،‬‬
‫تريد‪ ،‬من دون ِّ‬
‫َّ‬
‫فإن ذلك ميثّل نوعاً من السقوط القومي‪ ،‬وإذا مل ختضع‪ ،‬فهذا‪ #‬معن‪#‬اه املزي‪#‬د من العزل‪##‬ة‪،‬‬
‫خصوصاً العزلة العربية‪ ،‬وذلك بعدما سلّم العرب سوريا ألمريكا‪ ،‬مع بعض م‪##‬ا حيف‪##‬ظ‬
‫ماء الوجه لبعض املسؤولني منهم‪...‬‬
‫وهن ‪##‬ا ال ب ‪ّ #‬د من تس ‪##‬جيل أم ‪##‬ر يف غاي ‪##‬ة اخلط ‪##‬ورة وه ‪##‬و أ ّن ال ‪##‬دول العربي ‪##‬ة س ‪#‬لّمت متام ‪#‬اً‬
‫للمنط‪## #‬ق االم‪## #‬ريكي اجتاه س‪## #‬وريا‪ ،‬أل ّن ص‪## #‬وت االع‪## #‬رتاض‪ #‬املس‪## #‬موع ليس على الق‪## #‬رار‪#‬‬
‫‪ ،1636‬ب‪##‬ل على معارض‪##‬ة س‪##‬وريا وع‪##‬دم امتثاهلا ل‪##‬ه‪ ،‬والطلب منه‪##‬ا اخلض‪##‬وع حليثيّ‪##‬ات‬
‫القرار ومنطقه‪ ،‬باعتباره منطق الشرعية الدولية وحيثياهتا‪.‬‬
‫إنّ‪## #‬ين أتص‪#ّ # #‬ور أ ّن أمريك‪## #‬ا تلعب بالورق‪## #‬ة اللّبناني‪## #‬ة للض ‪##‬غط على س‪## #‬وريا‪ .‬وعن‪## #‬وان ه‪## #‬ذه‬
‫الورقة‪ ،‬هو مس‪#‬ألة التحقي‪#‬ق باغتي‪#‬ال ال‪#‬رئيس احلري‪#‬ري‪ ،‬باعتب‪#‬اره وس‪#‬يلةً من وس‪#‬ائل ه‪#‬ذا‬
‫الضغط‪ ،‬ولكن ألهداف أخرى ال تتعلّ‪#‬ق ب‪##‬التحقيق‪ .‬ل‪##‬ذلك أرى أنّ‪##‬ه إذا جنحت س‪##‬وريا‬
‫ّ‬
‫يف احت ‪##‬واء ه ‪##‬ذه املس ‪##‬ألة‪ ،‬ال ‪##‬يت انطلقت من اإلمجاع يف جملس األمن‪ ،‬فإهّن ا تس ‪##‬تطيع أن‬
‫ت ‪##‬ربح نقط ‪##‬ة على أمريك ‪##‬ا بالنس ‪##‬بة إىل القض ‪##‬ايا األخ ‪##‬رى‪ ،‬حبيث تك ‪##‬ون املفاوض ‪##‬ات بني‬
‫الط‪##‬رفني‪ ،‬يف املس‪##‬ألة اإلس‪##‬رائيلية املزمن‪##‬ة‪ ،‬ويف قض‪##‬ية دعم املقاوم‪##‬ة وم‪##‬ا إىل ذل‪##‬ك‪ ،‬فض‪#‬الً‬
‫‪#‬جل نص‪##‬يحتنا لس‪##‬وريا ب‪##‬أن‬
‫عن املس‪##‬ألة العراقي‪##‬ة‪ ،‬مس‪##‬تقلّة عن الورق‪##‬ة اللبناني‪##‬ة‪ .‬وهن‪##‬ا نس‪ّ #‬‬
‫تفص ‪##‬ل بني مس ‪##‬ألة التحقي ‪##‬ق واملس ‪##‬ائل األخ ‪##‬رى ال ‪##‬يت أش ‪##‬رت إليه ‪##‬ا‪ ،‬خصوص‪# #‬اً أ ّن هلذه‬
‫شروطاً وأ ّن لتلك شروطاً أخرى‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فهي تستطيع أن تربح إىل جانبها الشرعية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫ويف ه‪##‬ذا اإلط‪##‬ار أق‪##‬ول‪َّ ،‬‬
‫إن هن‪##‬اك نقط‪##‬ة ك‪##‬انت حتكم تفك‪##‬ريي يف العالق‪##‬ات الس‪##‬وري‪ #‬ـ ـ‬
‫األمريكي‪##‬ة‪ ،‬وهي أ ّن أمريك‪##‬ا حباج‪##‬ة إىل س‪##‬وريا‪ ،‬كم‪##‬ا هي حباج‪##‬ة إىل إس‪##‬رائيل‪ .‬فس‪##‬وريا‬
‫هي الوحيدة اليت ال تزال متلك العناوين القومية العربي‪##‬ة‪ ،‬والوحي‪##‬دة ال‪##‬يت متل‪##‬ك عالق‪##‬ات‬
‫مميّ ‪##‬زة م ‪##‬ع الراديك ‪##‬اليني الع ‪##‬رب وم ‪##‬ع الفلس ‪##‬طينيني واألص ‪##‬وليني‪ .‬ول ‪##‬ذلك‪ ،‬فهي الدول‪# #‬ة‪#‬‬
‫الوحيدة ال‪#‬يت ميكن أن ت‪#‬رتّب ه‪#‬ذه امللف‪#‬ات‪ ،‬ومن الط‪#‬بيعي أ ّن أمريك‪#‬ا حباج‪#‬ة إىل س‪#‬وريا‬
‫من ه ‪##‬ذه اجله ‪##‬ة ال ‪##‬يت ق ‪##‬د تك ‪##‬ون َّ‬
‫معقدة يف بعض خططه ‪##‬ا هن ‪##‬ا وهن ‪##‬اك‪ .‬ول ‪##‬ذلك‪ ،‬ف ‪##‬إنّين‬
‫أتص‪#ّ #‬ور أنّ‪##‬ه على ال‪##‬رغم من حرك‪##‬ة احملافظني اجلدد ال‪##‬ذين ق‪##‬د يف ّ‪#‬ك‪#‬رون يف أن حيص‪##‬ل يف‬
‫سوريا ما حصل يف الع‪##‬راق‪ ،‬ف‪##‬إ ّن ذل‪##‬ك ليس يف وس‪##‬ع أمريك‪##‬ا‪ ،‬على ال‪##‬رغم من ّقوهتا يف‬
‫أتصور أ ّن أمريكا سوف تغ‪##‬ري‬
‫املرحلة احلاضرة‪ ،‬وألنّه ليس من مصلحتها ذلك‪ .‬لذلك َّ‬
‫بعض سياستها عندما تنجح سوريا يف ترتيب الوضع‪ #‬بقدر ما يتعلّق املوضوع باملس‪##‬ألة‬
‫اللبنانية‪.‬‬
‫مهم‪##‬ة‪ ،‬وهي أ ّن أمريك ‪##‬ا‬
‫من الط ‪##‬بيعي أ ّن ه ‪##‬ذه هي سياس ‪##‬ة أمريك ‪##‬ا‪ .‬ولكن هن ‪##‬اك نقط ‪##‬ة ّ‬
‫الدول‪##‬ة القائ‪##‬دة يف الع‪##‬امل‪ ،‬ال متل‪##‬ك احلري‪##‬ة يف ك‪#ّ #‬ل خط‪##‬وط سياس‪##‬اهتا العاملي‪##‬ة‪ .‬إ ّن الع‪##‬امل‬
‫الع‪## #‬ريب يق‪## #‬ف اآلن للض‪## #‬غط على س‪## #‬وريا لتنفي‪## #‬ذ الق‪## #‬رارات الدولي‪## #‬ة‪ ،‬ولكنّ‪## #‬ه ال يق‪## #‬ف‬
‫ض ّد ها‪ ،‬ولو من باب حفظ ماء الوجه يف املسألة اإلسرائيلية واملسألة العراقية‪.‬‬

‫ظل التجاذبات الدولية‬


‫لبنان يف ّ‬
‫لبن ‪## #‬ان اآلن‪ ،‬كم ‪## #‬ا ك ‪## #‬ان‪ ،‬الس ‪## #‬احة ال ‪## #‬يت أُري ‪#َ # #‬د هلا أن تك ‪## #‬ون املوق ‪## #‬ع ال ‪## #‬ذي‪ #‬ميارس في ‪## #‬ه‬
‫اآلخ‪## #‬رون جتارهبم‪ ،‬والّ‪## #‬يت يواجه‪## #‬ون فيه‪## #‬ا ويفحص‪## #‬ون الكث‪## #‬ري من خط‪## #‬وطهم املتّص‪## #‬لة‬
‫املتنوع ‪##‬ة فيه ‪##‬ا‪ ،‬وال ‪##‬يت تعرِّب عن نفس ‪##‬ها يف لبن ‪##‬ان‬
‫باملنطق ‪##‬ة‪ ،‬وذل ‪##‬ك من خالل االجتاه ‪##‬ات ّ‬
‫على مس‪## #‬توى الص‪## #‬راعات السياس‪## #‬ية الداخلي‪## #‬ة‪ ،‬أو التحليالت ال‪## #‬يت ق‪## #‬د يس‪## #‬مح هبا من‬
‫أي بل‪##‬د يف املنطق‪##‬ة‪ .‬وهلذا‪ ،‬ف‪َّ #‬‬
‫‪#‬إن لبن‪##‬ان‬ ‫خالل احلرية اإلعالمية يف لبنان‪ ،‬ممّا ال يسمح ب‪##‬ه ِّ‬
‫الرئ‪##‬ة ال‪##‬يت تتن ّفس فيه‪##‬ا مش‪##‬اكل املنطق‪##‬ة‪ .‬وحنن اآلن نعيش يف‬ ‫ه‪##‬و س‪##‬احة التج‪##‬ارب‪ ،‬أو ّ‬
‫أن ك َّ‪#‬ل بل ٍ‪#‬د‬
‫الواقع اللُّبناين‪ ،‬ساحة اخلطّة األمريكيَّة اليت تنفتح على املنطق‪#‬ة‪ ،‬وال‪#‬يت تعت‪#‬رب َّ‬
‫من بل‪##‬دان املنطق‪##‬ة‪ ،‬ميثِّل خطّ ‪#‬اً من خط‪##‬وط ه‪##‬ذه اخلطّ‪##‬ة االس‪##‬رتاتيجية األمريكي‪##‬ة‪ ،‬لتغي‪##‬ري‬
‫املنطقة على صورة مصاحلها‪.‬‬

‫متنوعة األبعاد‬
‫اغتيال الرئيس رفيق احلريري مسألة ّ‬
‫متنوع‪#‬ة األبع‪#‬اد‪َّ ،‬‬
‫ألن ال‪#‬رئيس احلري‪#‬ري‬ ‫َّ‬
‫إن مسألة من اغتال الرئيس احلريري هي مس‪#‬ألة ّ‬
‫ودويل‪ ،‬باعتب‪##‬ار‬
‫ّ‬ ‫‪#‬ريب‬
‫وإقليمي ع‪ّ #‬‬
‫ّ‬ ‫كان من الشخصيات اليت ُّ‬
‫متتد إىل أكثر من موقع حملّ ّي‬
‫أ ّن الرج ‪##‬ل ك ‪##‬ان ميل ‪##‬ك حرك ‪##‬ة سياس ‪##‬ية ق ‪##‬د ال ميلكه ‪##‬ا أح ‪##‬د يف الت ‪##‬اريخ اللبن ‪##‬اين يف ه ‪##‬ذا‬
‫اجملال‪ ،‬ه‪##‬ذا إىل ج‪##‬انب أ ّن لبن‪##‬ان ال‪##‬ذي ك‪##‬ان يتح‪#ّ #‬رك ال‪##‬رئيس احلري‪##‬ري لتحقيق‪##‬ه‪ ،‬ك‪##‬ان‬
‫وال ي ‪## #‬زال ه ‪## #‬دفاً إس ‪## #‬رائيلياً‪ ،‬ألنّ ‪## #‬ه ميثِّل النقيض اإلس ‪## #‬رائيلي‪ ،‬جله ‪## #‬ة ه ‪## #‬ذا التع ‪## #‬ايش بني‬
‫‪#‬المي‪ ،‬كم‪##‬ا‬ ‫ُّ‬
‫‪#‬ريب واإلس‪ّ #‬‬
‫اللبن‪##‬انيني‪ ،‬وال‪##‬ذي يض‪#ُّ #‬م ك‪#َّ #‬ل الطّوائ‪##‬ف املوج‪##‬ودة يف الع‪##‬املني الع‪ّ #‬‬
‫يضم االجتاه‪#‬ات السياس‪#‬ية اليس‪#‬ارية‪ #‬واليميني‪#‬ة‪ ،‬ممّ‪#‬ا تراب‪#‬ط في‪#‬ه الواق‪#‬ع‪ #‬السياس‪#‬ي بني أك‪#‬ثر‬
‫ُّ‬
‫دويل‪ .‬ل‪## #‬ذلك‪ ،‬ف‪## #‬إ ّن هن‪## #‬اك احتم‪## #‬االً كب‪## #‬رياً يف أن يك‪## #‬ون‬
‫‪#‬ريب أو من حمور ّ‬
‫من بل‪## #‬د ع‪ّ # #‬‬
‫إلسرائيل دور يف املسألة‪ ،‬ال من جهة عقدة املؤامرة اليت نستهلكها‪ ،‬أو من جه‪##‬ة رمي‬
‫‪#‬ليب على إس‪##‬رائيل‪ ،‬ولكن أل ّن لبن‪##‬ان دخ‪#‬ل قب‪##‬ل اغتي‪##‬ال احلري‪##‬ري يف ُمن‪##‬اخ‬
‫ك‪#ِّ #‬ل ح‪##‬دث س‪ّ #‬‬
‫‪#‬ين جدي ‪##‬د ميكن ل ‪##‬ه أن ينفتح على واق ‪#‬ع‪ #‬أم ‪##‬ين سياس ‪##‬ي ق ‪##‬د يك ‪##‬ون منوذج ‪#‬اً للمنطق ‪##‬ة‪،‬‬
‫أم ‪ّ #‬‬
‫ل‪##‬ذلك ف‪َّ #‬‬
‫‪#‬إن االحتم‪##‬ال ال يس‪##‬تبعد أن يك‪##‬ون إلس‪##‬رائيل دور يف ذل‪##‬ك‪ ،‬وأيض‪#‬اً ال نس‪##‬تبعد‬
‫كل هذه التفجريات‪.‬‬
‫أن يكون هلا دور يف ِّ‬
‫إ ّن حتري‪##‬ك املس‪##‬ألة إعالمي ‪#‬اً ض ‪ّ #‬د س‪##‬وريا‪ ،‬ول‪##‬و على حنو االحتم‪##‬ال‪ ،‬وسياس‪##‬ياً‪ ،‬ول‪##‬و من‬
‫‪#‬ريكي‪ ،‬رمّب ا جيع‪##‬ل‬
‫‪#‬وري ـــ األم‪ّ #‬‬
‫خالل االس‪##‬تفادة من ذل‪##‬ك إلغن‪##‬اء مس‪##‬ألة التج‪##‬اذب الس‪ّ #‬‬
‫القضية تنفتح على الكثري من املشاكل‪.‬‬
‫‪#‬يب‪ ،‬ميكن أن ختل‪#‬ط‬
‫إ ّن قض‪##‬ية التقري‪#‬ر يف االحتم‪#‬االت ال‪##‬يت يثريه‪#‬ا اإلعالم اللبن‪##‬اينّ واألجن‪ّ #‬‬
‫هتز الواق‪# #‬ع‪ #‬السياس ‪##‬ي يف لبن ‪##‬ان وس ‪##‬وريا بش ‪##‬كل كب ‪##‬ري ج ‪##‬داً‪.‬‬
‫الكث ‪##‬ري من األوراق‪ ،‬وأن َّ‬
‫ولكيّن ال أحت ّدث عن مش‪## #‬كلة أمني‪## #‬ة يف لبن‪## #‬ان‪ ،‬أل ّن لبن‪## #‬ان جتاوز احلرب األهلي‪## #‬ة‪ ،‬ألنّ‪## #‬ه‬
‫حصته يف االحتالل األمين على مستوى العامل‪.‬‬ ‫ليس هناك ما يثريها‪ ،‬وقد أخذ لبنان ّ‬

‫لبنان يف ثالجة التقرير الدويل‬


‫عندما نواج‪#‬ه الوض‪#‬ع‪ #‬يف لبن‪#‬ان‪ ،‬فإنّن‪#‬ا نس‪#‬جل نقط‪#‬ة س‪#‬لبية على جمم‪#‬ل الوض‪##‬ع السياس‪#‬ي‪،‬‬
‫على مستوى احلكم واحلكومة والفعاليات السياس‪##‬ية النيابي‪##‬ة وغريه‪##‬ا‪ ،‬ألهّن م‪ #‬مجَّدوا ك‪#ّ #‬ل‬
‫لبن ‪##‬ان يف حاجات ‪##‬ه احليوي ‪##‬ة الض ‪##‬رورية‪( ،‬اجلوع والعطش واخلدمات)‪ ،‬بانتظ ‪##‬ار التقري ‪##‬ر‪،‬‬
‫‪#‬دل على ختلّ ‪##‬ف سياس ‪##‬ي‪ .‬وال ننك ‪##‬ر أ ّن مس ‪##‬ألة اغتي ‪##‬ال ال ‪##‬رئيس احلري ‪##‬ري متثّ ‪##‬ل‬
‫وه ‪##‬ذا ي ‪ّ #‬‬
‫عمن‬
‫كارث ‪##‬ة لبناني ‪##‬ة‪ ،‬ولكنّه ‪##‬ا جيب أن تك ‪##‬ون خاض ‪##‬عة للحرك ‪##‬ة القض ‪##‬ائية ال ‪##‬يت تبحث َّ‬
‫خطَّط َّ‬
‫ونفذ‪ ،‬وتُفتّش عن املفردات هنا واألشخاص هناك‪.‬‬
‫ل‪## #‬ذلك‪ ،‬ك‪## #‬ان املطل‪## #‬وب أن يبقى ه‪## #‬ذا املل‪## #‬ف يف نط‪## #‬اق معنّي حم ّدد‪ ،‬س‪## #‬واء من خالل‬
‫‪#‬ح أن تتمح‪##‬ور ك‪#ّ #‬ل املس‪##‬ائل ح‪#‬ول ه‪##‬ذا األم‪##‬ر‪ ،‬حبيث‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬وال يص‪ّ #‬‬
‫ّ‬ ‫الواق‪##‬ع احمللّ ّي أو‬
‫يتجمد ك ‪#ّ #‬ل ش ‪##‬يء‪ ،‬ح ‪##‬ىت اخلط ‪##‬وط السياس ‪##‬ية ال ‪##‬يت تتح ‪#ّ #‬رك يف عالق ‪##‬ات لبن ‪##‬ان العربي ‪##‬ة‬
‫َّ‬
‫والدولي‪##‬ة‪ ،‬يف وقت تتح‪#ّ#‬رك إس‪##‬رائيل إلرب‪##‬اك الوض‪##‬ع اللبن‪##‬اين من خالل الق‪##‬رار ‪،1559‬‬
‫حيث ص‪#َّ #‬رح وزي‪##‬ر خارجيّته‪##‬ا أ ّن إس‪##‬رائيل ك‪##‬انت وراء ه‪##‬ذا الق‪##‬رار‪ ،‬وأهّن ا خطّطت م‪##‬ع‬
‫أمريك ‪##‬ا للض ‪##‬غط على جملس األمن‪ ،‬واس ‪##‬تفادت من حاج ‪##‬ة فرنس ‪##‬ا ألن يبقى هلا نف ‪##‬وذ‬
‫يتحم‪#‬ل‪ ،‬يف ذهني‪#‬ة السياس‪#‬يني اللبن‪#‬انيني‪ ،‬أن‬ ‫معنّي في‪#‬ه‪ ...‬إ ّن ه‪#‬ذا كلّ‪#‬ه يع‪#‬ين أ ّن لبن‪#‬ان ال ّ‬
‫تُث‪## #‬ار يف داخل‪## #‬ه قض‪## #‬ايا الش‪## #‬عب وقض‪## #‬ايا اجلرمية مع‪# #‬اً‪ .‬إ ّن اجلرمية ال ب‪ّ # #‬د من أن ختض‪## #‬ع‬
‫للجانب القضائي‪ #‬الذي قد تكون له خلفيات سياسية‪ ،‬ولكن ال ب ّد للبل‪##‬د من أن يبقى‬
‫يف هذا االجتاه‪.‬‬
‫لقد الحظنا انشغال اإلعالم اللبناين والعريب والدويل طويالً باحلديث عن هذا التقري‪##‬ر‪،‬‬
‫حتول‪##‬وا‪ #‬فيم‪##‬ا بع‪##‬د إىل "احملت‪##‬الني املل‪##‬وك" وال‪##‬يت ب‪##‬نيت ك‪#ّ #‬ل‬ ‫وعن "الش‪##‬هود املل‪##‬وك" ال‪##‬ذين َّ‬
‫التق ‪## #‬ارير القض ‪## #‬ائية احملليّ ‪## #‬ة والدولي ‪## #‬ة اس ‪## #‬تناداً إىل ش ‪## #‬هاداهتم وك ‪## #‬ذلك ك ‪#ّ # #‬ل التعليق ‪## #‬ات‬
‫السياسية اللبنانية على أساس أنّه القاعدة اليت ميكن أن ينطلق منها املستقبل‪.‬‬
‫من الط ‪##‬بيعي أ ّن مس ‪##‬ألة اغتي ‪##‬ال ال ‪##‬رئيس احلري ‪##‬ري اس ‪##‬تطاعت أن ختل ‪##‬ق فرص ‪##‬ة لتحري ‪##‬ك‬
‫كل الواقع‪ #‬اللبناين‪ ،‬وأفسحت‬
‫هزت ّ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ضاغط‪ ،‬باعتبار أ ّن اجلرمية َّ‬ ‫القرار ‪1559‬‬
‫يف اجملال للكثريين ألن يستفيدوا من دماء احلريري‪ ،‬مبا مل يستفيدوه يف مواقع أخرى‪.‬‬

‫لبنان والوصاية‬
‫حنن نعتق‪## #‬د أنّ‪## #‬ه ال ب ‪ّ # #‬د من رفض ك‪#ّ # #‬ل وص‪## #‬اية تض‪## #‬غط على حري‪## #‬ة اللبن‪## #‬انيني يف تقري‪## #‬ر‬
‫مص‪##‬ريهم‪ ،‬س‪##‬واء ك‪##‬انت عربي‪##‬ة أو غ‪##‬ري عربي‪##‬ة‪ ،‬وحنن يف ال‪##‬وقت‪ #‬نفس‪##‬ه‪ ،‬ن‪##‬دين الوص‪##‬اية‬
‫ممراً لالس‪##‬تعمار وال مق‪#ّ #‬راً‪ ،‬ونري‪##‬ده‬
‫األمريكي‪##‬ة أو الفرنس‪##‬ية‪ ،‬ألنّن‪##‬ا نري‪##‬د للبن‪##‬ان أالّ يك‪##‬ون ّ‬
‫حراً مستقالً عزيزاً‪ .‬وحنن ن‪##‬رفض األخط‪##‬اء ال‪##‬يت حص‪##‬لت من تص‪#ّ#‬رفات بعض‬
‫أن يكون ّ‬
‫املس‪##‬ؤولني الس‪##‬وريني يف لبن‪##‬ان‪ ،‬وعلين‪##‬ا أن نع‪##‬رف أيض‪#‬اً أ ّن الت‪##‬دخل الس‪##‬وري‪ #‬يف لبن‪##‬ان‪،‬‬
‫ك‪##‬ان مببارك‪##‬ة سياس‪##‬ية من أمريك‪##‬ا‪ .‬ول‪##‬ذلك‪ #‬فتِّش عن أمريك‪##‬ا يف ك‪#ّ #‬ل مش‪##‬كلة يف الع‪##‬امل‬
‫العريب‪.‬‬
‫هذا من جهة ومن جهة أخرى‪:‬‬
‫عن‪##‬دما ن‪##‬درس التنوع‪##‬ات ال‪##‬يت حكمت الكت‪##‬ل ال‪##‬يت ق‪ّ #‬دمت نفس‪##‬ها على أس‪##‬اس أهّن ا متثّ‪##‬ل‬
‫لبنان اجلديد‪ ،‬فإنّنا ال نرى وحد ًة يف هذه التنوعات‪ ،‬كما أنّنا نلتقي بعناوين فضفاض‪##‬ة‬
‫ال متل‪#‬ك خطوط‪#‬اً تفص‪##‬يلية يش‪##‬عر فيه‪##‬ا املواطن ب‪#‬أ ّن هن‪##‬اك حالً للمش‪##‬كالت الص‪##‬عبة ال‪##‬يت‬
‫عاش‪## #‬ها اللبن‪## #‬اين يف م‪## #‬ا مض‪## #‬ى‪ ،‬فنحن نتح ‪ّ # #‬دث عن اإلص‪## #‬الح‪ ،‬ولكن إص‪## #‬الح م‪## #‬اذا‪،‬‬
‫وإصالح َمن؟ وه‪#‬ل ميل‪#‬ك ه‪#‬ؤالء ال‪#‬ذين ع‪#‬اش بعض‪#‬هم يف خط‪#‬وط الفس‪#‬اد عن‪#‬دما تس‪#‬لّم‬
‫املس‪## #‬ؤولية يف م‪## #‬ا مض‪## #‬ى‪ ،‬س‪## #‬واء يف ش‪## #‬كل حمدود أو غ‪## #‬ري حمدود وهك‪## #‬ذا بالنس‪## #‬بة إىل‬
‫املسائل االقتصادية‪ ،‬هل ميلك هؤالء أن يصلحوا؟‬
‫فنحن عن‪##‬دما ن‪##‬درس مس‪##‬ألة املديوني‪##‬ة‪ ،‬نالح‪##‬ظ أهّن ا ق‪##‬د غ‪##‬رقت يف أج‪##‬واء من الض‪##‬بابية‪،‬‬
‫حبيث مل جيرؤ أحد على أن يناقش اجلهة ال‪##‬يت راكمت املديوني‪##‬ة على البل‪##‬د‪ ،‬أل ّن طبيع‪##‬ة‬
‫الظ‪##‬روف االحتفالي‪##‬ة واملأس‪##‬اوية ال‪##‬يت عاش‪##‬ها لبن‪##‬ان بفع‪##‬ل بعض األوض‪##‬اع‪ #‬الص‪##‬عبة‪ ،‬متن‪##‬ع‬
‫من التح ‪##‬دُّث بص ‪##‬راحة يف ه ‪##‬ذا اجملال واملوض ‪##‬وع‪ ،‬وس ‪##‬تبقى متن ‪##‬ع التح‪ّ # #‬دث بص ‪##‬راحة‪.‬‬
‫أي ناف ‪## #‬ذة تط ‪#ّ # #‬ل على ه ‪## #‬ذه املس ‪## #‬ألة‪ .‬وإذا أردن ‪## #‬ا دراس ‪## #‬ة‬
‫ول ‪## #‬ذلك فإنّن ‪## #‬ا ال جند هن ‪## #‬اك ّ‬
‫األحاديث املنطلق‪#‬ة من هن‪##‬ا وهن‪##‬اك من خالل عالق‪##‬ة بعض السياس‪#‬يني اللبن‪#‬انيني ب‪#‬الواقع‪#‬‬
‫الدويل‪ ،‬وال سيّما فرنسا وأمريكا‪ ،‬فإنّنا ال جند هناك وعداً جازماً باملس‪##‬اعدات‪ ،‬وح‪##‬ىت‬
‫‪#‬درس ع ‪##‬امل املس ‪##‬اعدات ال ‪##‬يت متثّ ‪##‬ل قاع ‪##‬دة املؤمترات املرتك ‪##‬زة عليه ‪##‬ا‪ ،‬كم ‪##‬ا يف‬
‫عن ‪##‬دما ن ‪ُ #‬‬
‫بروكس‪#‬ل بالنس‪#‬بة إىل الع‪#‬راق وغ‪##‬ريه‪ ،‬فإنّن‪##‬ا ال جند هن‪#‬اك ج ّدي‪#‬ة يف ه‪##‬ذا املوض‪##‬وع‪ ،‬كم‪##‬ا‬
‫حيل املشكلة‪.‬‬
‫أي نوع من السخاء الذي ميكن أن ّ‬
‫أنّنا ال جند هناك ّ‬
‫ل‪##‬ذلك عن‪##‬دما ن‪##‬درس ه‪##‬ذه املف‪##‬ردات‪ ،‬فإنّن‪##‬ا ال جند هن‪##‬اك من ميل‪##‬ك اخلطّ‪##‬ة التفص‪##‬يلية يف‬
‫حتركت على أس ‪##‬اس حتالف ‪##‬ات معيّن ‪##‬ة يتّهم‬
‫ه ‪##‬ذا اجملال‪ .‬وهلذا‪ ،‬ف ‪##‬إذا ك ‪##‬انت البداي ‪##‬ة ق ‪##‬د ّ‬
‫بعض أص‪##‬حاهبا بالفس‪##‬اد أو اهلدر أو م‪##‬ا أش‪##‬به ذل‪##‬ك‪ ،‬فكي‪##‬ف ميكن االنفت‪##‬اح‪ #‬على واق ‪#‬ع‪#‬‬
‫ميكن أن خيرج بعض الناس من جلده أو من تارخيه؟‬
‫إيّن ال أري‪##‬د احلديث عن التف‪##‬اؤل والتش‪##‬اؤم‪ #،‬ولكيّن ال أج‪##‬د هن‪##‬اك أيّ‪##‬ة ناف‪##‬ذة تط‪#ّ #‬ل على‬
‫هذه العناوين الكبرية اليت يتح ّدث فيها الكثريون‪.‬‬
‫عم‪#‬ا إذا ك‪#‬ان االنتخ‪##‬اب‬
‫فمثالً‪ ،‬عندما حتدَّث املتح ّدثون عن االنتخاب‪ ،‬بصرف النظ‪#‬ر ّ‪#‬‬
‫على أس‪## #‬اس ق‪## #‬انون األلفني أو ق ‪## #‬انون‪ ،1960‬ف‪َّ # #‬‬
‫‪#‬إن احلديث ال ‪## #‬ذي اجّت ه إلي‪## #‬ه الن ‪## #‬ادي‬
‫السياس ‪##‬ي ك ‪##‬ان ينطل ‪##‬ق يف بعض ‪##‬ه من ج ‪##‬انب ط ‪##‬ائفي مغ ‪##‬رق يف الطائفي ‪##‬ة‪ ،‬حبيث إنّ ‪##‬ه ال‬
‫‪#‬يحي لبناني‪# #‬اً بالنس ‪##‬بة إىل اللبن ‪##‬اينّ املس ‪##‬لم‪ ،‬أو اللبن ‪##‬اينّ املس ‪##‬لم لبناني‪# #‬اً‬
‫يعت ‪##‬رب اللبن ‪##‬اينّ املس ‪ّ #‬‬
‫‪#‬يحي‪ ،‬م‪#‬ا ي‪#‬وحي‪ ،‬وإن مل يُ ْعلَ ْن عن ذل‪#‬ك بص‪#‬وت ع‪#‬ال‪ ،‬بأنّ‪#‬ه ال‬
‫بالنس‪#‬بة إىل اللبن‪#‬اينّ املس ّ‬
‫ب ‪ّ #‬د للمس ‪##‬يحي من انتخ ‪##‬اب املس ‪##‬يحي‪ ،‬وال ب ‪ّ #‬د للمس ‪##‬لم من انتخ ‪##‬اب املس ‪##‬لم‪ .‬كم ‪##‬ا أ ّن‬
‫املعارض‪##‬ة لق‪##‬انون األلفني ك‪##‬انت ملص‪##‬لحة املرش‪##‬ح أك‪##‬ثر ممّ‪##‬ا هي ملص‪##‬لحة ال‪##‬وطن‪ ،‬فهن‪##‬اك‬
‫عم‪#‬ا إذا ك‪##‬ان على أس‪##‬اس النس‪##‬بية‬
‫من ك‪##‬ان يتح ‪ّ #‬دث عن ق‪##‬انون األلفني بص‪##‬رف النظ‪##‬ر ّ‪#‬‬
‫يدمج اللبنانيني بعضهم مع بعض وأ ّن قانون القضاء ميثّ‪#‬ل الطائفي‪#‬ة‬
‫أو غريه‪ ،‬باعتبار أنّه ّ‬
‫املختنق‪##‬ة‪ ،‬ولكنّن‪##‬ا نالح‪##‬ظ أ ّن املس‪##‬ألة مل تكن هبذا‪ #‬البع‪##‬د‪ ،‬ب‪##‬ل ك‪##‬انت أ ّن بعض الن‪##‬اس ال‬
‫ينجحون إالّ على أساس هذا القانون‪ ،‬كما حصل يف الشمال أو يف بريوت مثالً‪.‬‬
‫ل ‪##‬ذلك‪ ،‬ف ‪##‬إيّن أحبث عن ذهني ‪##‬ة لبناني ‪##‬ة‪ ،‬وخصوص ‪#‬اً إذا ك ‪##‬انت املس ‪##‬ألة الطائفي ‪##‬ة تتح ‪#ّ #‬رك‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ح‪##‬ىت إنّن‪##‬ا عن‪##‬دما‬
‫ّ‬ ‫املسيحي أو‬
‫ّ‬ ‫سراً على موقع طائفي‪ ،‬سواء كان يف اجلانب‬ ‫ّ‬
‫وتلمس ‪##‬نا إث ‪##‬ارة املس ‪##‬ألة الطائفي ‪##‬ة‬
‫ب ‪##‬دأنا ن ‪##‬دخل يف ع ‪##‬امل رئاس ‪##‬ة جملس الن ‪##‬واب‪ ،‬ش ‪##‬عرنا ّ‬
‫بطريق‪##‬ة وأخ‪##‬رى‪ ،‬ب‪##‬أ ّن ه‪##‬ذا املرك‪##‬ز ه‪##‬و للش‪##‬يعة‪ ،‬وال ب ‪ّ #‬د لن‪##‬ا أن نالح‪##‬ظ م‪##‬ا جُي ِ‪#‬م َ‪#‬ع علي‪##‬ه‬
‫الش ‪## #‬يعة‪ ،‬وح ‪## #‬ىت بالنس ‪## #‬بة إىل قض ‪## #‬يّة رئاس ‪## #‬ة اجلمهوري ‪## #‬ة يف احلديث عن إقال ‪## #‬ة رئاس ‪## #‬ة‬
‫اجلمهورية‪ ،‬وأ ّن هذا موقع مسيحي‪ ،‬فال ب ّد أن يكون الرأي فيه للمسيحيني‪ ،‬وللقيادة‬
‫املسيحية الدينية وغري ذلك‪.‬‬
‫إيّن أش‪## #‬عر أ ّن لبن‪## #‬ان مل يتغرّي ‪ ،‬وخصوص ‪# #‬اً عن‪## #‬دما الحظن‪## #‬ا مثالً يف انتخاب‪## #‬ات الش‪## #‬مال‬
‫كيف انطلقت املساجد لتتح ّدث عن حقوق السنة وعن ظالماهتم وغري ذلك‪...‬‬
‫إيّن ال أدري كي ‪##‬ف ميكن م ‪##‬ع ه ‪##‬ذا املنط ‪##‬ق أن يك ‪##‬ون هن ‪##‬اك لبن ‪##‬ان جدي ‪##‬د‪ ،‬وكي ‪##‬ف هي‬
‫اجل ّدة يف لبنان!‪.‬‬

‫لبنان والفيدرالية‪#‬‬
‫أأ ّك‪## #‬د للبن ‪## #‬انيني أنّن ‪## #‬ا لس ‪## #‬نا ذاه ‪## #‬بني إىل فيديرالي ‪## #‬ة قانوني ‪## #‬ة‪ ،‬أي تقس ‪## #‬يمية‪ ،‬إذا ك ‪## #‬انت‬
‫الفيديرالي ‪##‬ة تقس ‪##‬يماً‪ ،‬ولكنّن ‪##‬ا ذاهب ‪##‬ون إىل فيديرالي ‪##‬ة طائفي ‪##‬ة واقعي ‪##‬ة‪ .‬ولع ‪#َّ #‬ل املس ‪##‬ألة ال ‪##‬يت‬
‫فتحت هذه النافذة على الطائفية هي اتفاق الط‪##‬ائف‪ ،‬ألنّن‪##‬ا نع‪##‬رف أ ّن ق‪##‬انون امليث‪##‬اق يف‬
‫ولكن اتفاق الط‪##‬ائف‬
‫‪ 1943‬اعترب التقسيم الطائفي يف املواقع عُرفاً ومل يعتربه قانوناً‪ّ ،‬‬
‫اعتربه قانوناً‪ ،‬ما يعين أ ّن الطائفية أصبحت جزءاً من القانون‪ #‬اللبناين‪.‬‬
‫‪#‬ؤدي إلغ‪##‬اء الطائفي‪##‬ة‬
‫‪#‬يحي ال‪##‬ذي خيش‪##‬ى أن ي‪ّ #‬‬
‫وهن‪##‬اك مش‪##‬كلة‪ ،‬وخصوص‪#‬اً يف اجلانب املس‪ّ #‬‬
‫السياسية إىل سيطرة للمسلمني‪ ،‬باعتبار اجلانب الع‪##‬ددي يف ه‪##‬ذا اجملال‪ ،‬وخصوص‪#‬اً أ ّن‬
‫عدد املسيحيني بدأ يتناقص بسبب اهلجرة أو ألسباب أخرى‪.‬‬
‫مدمرة يف ه‪#‬ذا اجملال‪ ،‬وإذا‬
‫لذلك‪ ،‬فإ ّن مسألة إلغاء الطائفية السياسية ختلق حساسيّات ّ‬
‫كان قانون االنتخاب قد أوجد مث‪##‬ل ه‪##‬ذه التعقي‪#‬دات الص‪#‬عبة‪ ،‬وال‪##‬يت ك‪##‬ادت أن تُس ِ‪#‬قط‬
‫االنتخابات‪ ،‬فكيف لو أنّنا طرحنا مسألة إلغاء الطائفية السياسية‪.‬‬
‫حنن ذاهب‪##‬ون إىل م‪##‬ا أث‪##‬اره احلديث السياس‪##‬ي‪ ،‬ال‪##‬ذي ب‪##‬دأ من خالل من يس‪#ُّ #‬مون‬
‫ل‪##‬ذلك ُ‬
‫التغيرييني‪ ،‬أو ال‪##‬ذين يعلن‪##‬ون عن أنفس‪##‬هم‪ #‬أهّن م تغي‪##‬رييون‪ ،‬من أ ّن ك‪#ّ #‬ل طائف‪##‬ة تبحث عن‬
‫زعامته‪## #‬ا‪ ،‬وأ ّن االنتخاب‪## #‬ات ر ّ‪#‬ك ‪##‬زت الزعام‪## #‬ة املس‪## #‬يحية لش‪## #‬خص‪ ،‬والزعام‪## #‬ة الدرزي‪## #‬ة‬
‫تعمقت داخ‪##‬ل النس‪##‬يج‬
‫والس‪##‬نية والش‪##‬يعية‪ ،‬م‪##‬ا يع‪##‬ين أ ّن هن‪##‬اك فيديرالي‪##‬ة واقعي‪##‬ة وعملي‪##‬ة ّ‬
‫السياسي من أعلى اهلرم إىل أسفله يف هذا اجملال‪ .‬وحنن نعرف أ ّن البعض يتح ّدث عن‬
‫‪#‬ادين يف ه ‪##‬ذا اجملال‪ ،‬باعتب ‪##‬ار أ ّن ه ‪##‬ذا البعض‬
‫الوطني ‪##‬ة والدميوقراطي ‪##‬ة‪ ،‬ولكنّهم ليس ‪##‬وا‪ #‬ج ‪ّ #‬‬
‫ميثّ‪##‬ل زعام‪##‬ة طائفي‪##‬ة مغ ِرق‪##‬ة‪ ،‬ولع‪#ّ #‬ل ك‪#ّ #‬ل اجّت اه‪##‬ه حني جيم‪##‬ع حول‪##‬ه بعض األفرق‪##‬اء‪ #‬من غ‪##‬ري‬
‫متنوع الطوائف‪.‬‬
‫جتمع ّ‬
‫طوائف‪ ،‬هو تقوية موقعه‪ ،‬وليس فتح األفق اللبناينّ على ّ‬

‫قوننة الفيدراليه‬
‫ّأما مسألة املأسسة القانونية للفيدرالية‪ ،‬فهي ممّا ال ميلكه اللبنانيون‪ ،‬أل ّن قضية املأسس‪##‬ة‬
‫‪#‬ؤدي إىل التقس ‪## #‬يم‪ ،‬هي مس ‪## #‬ألة دولي ‪## #‬ة ال حملّي ‪## #‬ة وال إقليمي ‪## #‬ة‪ ،‬إذا ك ‪## #‬ان البعض‬
‫ال ‪## #‬يت ت ‪ّ # #‬‬
‫يتح ‪ّ # # #‬دث عن إس‪## # #‬رائيل أو س‪## # #‬وريا يف ه‪## # #‬ذا اجملال‪ ،‬كم‪## # #‬ا أ ّن احلرب الطائفي‪## # #‬ة واحلرب‬
‫األهلي‪##‬ة‪ ،‬إمّن ا تنطل‪##‬ق أيض‪#‬اً من خالل خط‪##‬ط خارجي‪##‬ة‪ .‬ه‪##‬ذا من جه‪##‬ة‪ ،‬ومن جه‪##‬ة ثاني‪##‬ة‪،‬‬
‫تتحرك يف أوساط‬
‫السياسي‪ .‬إ ّن هذه الفيديرالية الطائفية ّ‬
‫ّ‬ ‫فإنّنا كنّا نتح ّدث عن النادي‬
‫الن‪##‬ادي السياس‪##‬ي ال‪##‬ذي‪ #‬ينطل‪##‬ق أعض‪##‬اؤه من خالل مص‪##‬احلهم أو أوض‪##‬اعهم على أس‪##‬اس‬
‫ولكن الش‪##‬عب‪ #‬اللبن‪##‬اين ليس‬
‫اخلاصة وم‪##‬ا إىل ذل‪#‬ك‪ّ ،‬‬
‫التأطّر يف اإلطار الطائفي ملصاحلهم ّ‬
‫هبذه اخلطورة‪ ،‬فهو شعب ليس طائفياً هبذا‪ #‬العمق‪.‬‬
‫أن‪##‬ا ال أحت ّدث عن اخلط‪##‬وط السياس‪##‬ية ال‪##‬يت يلهث وراءه‪##‬ا الش‪##‬عب اللبن‪##‬اين عن‪##‬دما حُي اص‪##‬ر‬
‫وزع اجملالس النيابي‪##‬ة والوزاري‪##‬ة على الطوائ‪##‬ف‪ ،‬أن‪##‬ا أحت ّدث عن الش‪##‬عب‬
‫بالقانون الذي يُ ّ‬
‫اللبن ‪## #‬اين ال ‪## #‬ذي‪ #‬يعيش يف اجلامع ‪## #‬ات واملعام ‪## #‬ل والن ‪## #‬وادي الرياض ‪## #‬ية والثقافي ‪## #‬ة واملزارع‬
‫واحلق ‪## #‬ول واألس ‪## #‬واق التجاري ‪## #‬ة‪ ،‬حيث هن ‪## #‬اك ش ‪## #‬عب لبن ‪## #‬اين واح ‪## #‬د‪ .‬ل ‪## #‬ذلك فاملس ‪## #‬ألة‬
‫الص ‪##‬حيحة‪ #‬هي أ ّن الش ‪##‬عب‪ #‬اللبن ‪##‬اين يُس ‪##‬اق إىل الكه ‪##‬وف الطائفي ‪##‬ة عن ‪##‬دما يُراد ل ‪##‬ه أن‬
‫يبحث عن ّنواب‪##‬ه أو وزرائ‪##‬ه‪ .‬مثّ هن‪##‬اك نقط‪##‬ة‪ ،‬هي ال‪##‬يت جتع‪##‬ل اللبن‪##‬انيني يعيش‪##‬ون يف مث‪##‬ل‬
‫ه‪##‬ذه ال‪##‬دائرة الض‪##‬يّقة‪ ،‬وهي رب‪##‬ط حاج‪##‬ات الن‪##‬اس وقض‪##‬اياهم بالسياس‪##‬يني ال‪##‬ذين يرج‪##‬ع‬
‫الناس إليهم يف قضاياهم‪ .‬وإالّ مثالً عندما نالحظ أ ّن املرشحني لالنتخابات يتح‪ّ #‬دثون‬
‫للناس أنّنا سنقوم هبذا املشروع اخلريي هنا وهناك‪ ،‬فما عالقة هؤالء باملشاريع اخلريي‪##‬ة‬
‫للن‪##‬اس؟! إ ّن جملس الن‪##‬واب ه‪##‬و جملس تش‪##‬ريعي‪ ،‬ومن مه‪##‬امهم ت‪##‬أمني مص‪##‬احل الن‪##‬اس من‬
‫خالل املش ‪##‬اريع‪ #‬ال ‪##‬يت تع‪ّ # #‬دها الدول ‪##‬ة‪ ،‬لكن ه ‪##‬ؤالء السياس ‪##‬يني يس ‪##‬تغلّون ه ‪##‬ؤالء الن ‪##‬اس‬
‫عندما يعدوهم مبشاريع وأعمال خريية‪ ،‬ل‪##‬ريبطوهم هبم‪ ،‬م‪#‬ا يعطّ‪#‬ل دور الدول‪#‬ة‪ #‬ملص‪#‬لحة‬
‫السياسي‪ ،‬ويف ذلك انتعاش للزعامات السياسية وقضاء على مفهوم الدولة ودورها‪.‬‬

‫االصطفاف الطائفي يف االنتخابات‬


‫ر ّكزت دائماً على الطبيعة السيّئة لالصطفافات الطائفي‪##‬ة يف االنتخاب‪##‬ات وخصوص‪#‬اً أ ّن‬
‫األوس ‪##‬اط الديني ‪##‬ة تزي ‪##‬د وج ‪##‬وده خط ‪##‬ور ًة‪ ،‬وهك ‪##‬ذا بالنس ‪##‬بة إىل السياس ‪##‬يني‪ ،‬ولكن ك ‪#ّ #‬ل‬
‫ه‪##‬ذا لن يفص‪##‬ل اللبن‪##‬انيني بعض‪##‬هم عن بعض‪ ...‬فعن‪##‬دما نالح‪##‬ظ لبن‪##‬ان‪ ،‬ن‪##‬رى أ ّن اللبن‪##‬اين‬
‫ال ي‪##‬زال لبناني‪#‬اً يف حيات‪##‬ه التجاري‪##‬ة والرياض‪##‬ية والثقافي‪##‬ة‪ ،‬وهن‪##‬اك ح‪##‬ىت يف اجلانب الثق‪##‬ايف‬
‫اندماج‪ .‬من املمكن القول إ ّن الطائفية دخلت الرياض‪#‬ة أحيان‪#‬اً‪ ،‬باعتب‪#‬ار أ ّن ه‪#‬ذا الفري‪#‬ق‬
‫حمس ‪##‬وب على ه ‪##‬ذه الطائف ‪##‬ة وذاك على تل ‪##‬ك‪ ،‬ولكن ل ‪##‬و الحظن ‪##‬ا املس ‪##‬ألة بالنس ‪##‬بة إىل‬
‫قض‪##‬ايا الس‪##‬وق التجاري‪##‬ة مثالً والس‪##‬وق الزراعي‪##‬ة والص‪##‬ناعية‪ ،‬جند أ ّن اللبن‪##‬انيني يعيش‪##‬ون‬
‫بعض‪##‬هم م‪##‬ع بعض‪ ،‬وه‪##‬ذا العيش ه‪##‬و الض‪##‬مان للبن‪##‬ان‪ ،‬الض‪##‬مان ال‪##‬ذي‪ #‬خي ّف‪##‬ف من خط‪##‬ر‬
‫الطائفية السياسية‪ ،‬أل ّن الطائفية السياسية هلا موسم معنّي ‪ ،‬فعندما عشنا أجواء املرحلة‬
‫االنتخابية‪ ،‬مسعنا كالماً كثرياً وجداالً كث‪#‬رياً‪ ،‬وعن‪#‬دما انتهت املرحل‪#‬ة االنتخابي‪#‬ة‪ ،‬رج‪#‬ع‬
‫الن‪##‬اس إىل م ‪##‬واقعهم‪ #‬س‪##‬املني وغ ‪##‬ري س‪##‬املني‪ ،‬فأن ‪##‬ا أعتق ‪##‬د أ ّن اللبن ‪##‬انيني يف العم ‪##‬ق يعيش ‪##‬ون‬
‫لبنانيتهم‪.‬‬
‫لكن هن‪## #‬اك ج‪## #‬انب ط‪## #‬ائفي مظلم يف قل‪## #‬وب اللبن‪## #‬انيني‪ ،‬حاض‪## #‬ر يف اس‪## #‬تمرار للظه‪## #‬ور‬
‫والتأثري على املواقف‪ ،‬كيف ميكن للّبنانيني اخلروج من هذا النفق الطائفي؟‬
‫هن‪##‬ا أق‪##‬ول إ ّن ه‪##‬ذا اجلانب املظلم‪ ،‬ليس جانب‪#‬اً منفتح‪#‬اً واعي‪#‬اً عميق‪#‬اً‪ .‬فمثالً حنن نالح‪##‬ظ‬
‫أ ّن ك ‪#ّ #‬ل طائف ‪##‬ة اخت ‪##‬ارت زعيمه ‪##‬ا‪ ،‬وه ‪##‬ذا م ‪##‬ا جيري احلديث عن ‪##‬ه يف االنتخاب ‪##‬ات‪ ،‬لكن‬
‫عندما ننفذ إىل وجدان الن‪#‬اس‪ ،‬فإنّن‪#‬ا ال جند أهّن ا اخت‪#‬ارت زعيمه‪#‬ا باملس‪#‬توى ال‪#‬ذي ميثّ‪#‬ل‬
‫‪#‬ري اس‪##‬تفتاءً بني الن‪##‬اس يف م‪##‬ا‬
‫ك‪#ّ #‬ل قيم الطائف‪##‬ة‪ ،‬فل‪##‬و أردن‪##‬ا دراس‪##‬ة ك‪#ّ #‬ل الزعام‪##‬ات‪ ،‬لنج‪َ #‬‬
‫ويقويها ويفتح‬
‫ميثّله هذا الزعيم أو ذاك الزعيم باملعىن الذي يستطيع أن حيضن الطائفة ّ‬
‫هلا آفاق ‪#‬اً‪ ،‬س ‪##‬واء أك ‪##‬انت يف مواجه ‪##‬ة الطائف ‪##‬ة الثاني ‪##‬ة أم يف التع ‪##‬ايش معه ‪##‬ا‪ ،‬لوج ‪##‬دنا أ ّن‬
‫الن‪##‬اس يري‪##‬دون فق‪##‬ط زعيم ‪#‬اً من دون النظ‪##‬ر إىل مواص‪##‬فاته أو برناجمه وأ ّن بعض ال‪##‬ذين‬

‫ميثّلون زعامة هذه الطائفة أو تلك يُنت َقدون من أُن‪#‬اس ط‪#‬ائفتهم ّ‬


‫ولكن الن‪#‬اس ينتخب‪#‬وهنم‪#‬‬
‫القم‪##‬ة ي ‪##‬دير أم ‪##‬ورهم‪ .‬وه ‪##‬و م ‪##‬ا الحظن ‪##‬اه‬
‫ألهّن م ج ‪##‬ائعون ألن يك ‪##‬ون هن ‪##‬اك ش ‪##‬خص يف ّ‬
‫أخرياً عندما يسقط أحد زعماء طائفة معينة‪ ،‬فإ ّن الناس ال تبحث عن الشخص الذي‬
‫ميل‪##‬ك املواص‪##‬فات ال‪##‬يت ميلكه‪##‬ا ال‪##‬زعيم ال‪##‬ذي س‪##‬قط‪ ،‬ب‪##‬ل إهّن ا تبحث عن بعض القض‪##‬ايا‬
‫ال ‪##‬يت تتعلَّق بالنس ‪##‬ب أو بعض العناص ‪##‬ر اخلاص ‪##‬ة‪ ،‬ممّ ‪##‬ا يع ‪##‬ين أ ّن زعام ‪##‬ة الطوائ ‪##‬ف ليس‪# #‬ت‪#‬‬
‫عقالنية‪ .‬فالن‪##‬اس مل ينطلق‪##‬وا من حال‪##‬ة عقالني‪##‬ة‪ ،‬ولكن فق‪##‬ط على طريق‪##‬ة «م‪##‬ات ال‪##‬زعيم‬
‫عاش الزعيم»‪ .‬أو كما نس‪##‬مع‪ :‬بيت فالن ال ميكن إغالق‪##‬ه‪ .‬هلذا هن‪##‬اك بعض العقلي‪##‬ات‬
‫عم‪#‬ا‬
‫يف الش‪##‬رق جتع‪##‬ل الن‪##‬اس تتح‪#ّ #‬رك على أس‪##‬اس الت‪##‬اريخ واالل‪##‬تزام‪ #‬ب‪##‬ه‪ ،‬بص‪##‬رف النظ‪##‬ر ّ‪#‬‬
‫حيمله هذا التاريخ أو ذاك‪.‬‬
‫إ ّن الناس الذين ينتخبون هذه الزعامة أو تلك ال ينطلقون من حالة متج ّذرة يف العم‪##‬ق‬
‫يف تق ‪##‬ومي ه ‪##‬ذه الزعام ‪##‬ة أو تل ‪##‬ك أو يف االرتب ‪##‬اط هبا بالش ‪##‬كل ال ‪##‬ذي‪ #‬يفص ‪##‬ل الن ‪##‬اس عن‬
‫بعضهم البعض"‪.‬‬
‫نعم هن‪## # # # # # #‬اك مرجعي‪## # # # # # #‬ات يف لبن‪## # # # # # #‬ان ولكن من خالل اجلانب الرمسي وليس ب‪## # # # # # #‬املعىن‬
‫كنت أحت ّدث دائماً أنّه علينا تربية الناخب ال املرش‪#‬ح‪ .‬وعلين‪##‬ا يف احلال‪#‬ة‬ ‫الوجداين‪ ،‬هلذا ُ‬
‫الش ‪##‬رقية االبتع ‪##‬اد عن ذهني ‪##‬ة العص ‪##‬بية ال ‪##‬يت مل ت ‪ِ #‬‬
‫‪#‬أت من ال ‪##‬دين‪ ،‬ب ‪##‬ل من بعض ممارس ‪##‬ات‬
‫املؤسسات‪.‬‬
‫ود َخ َل عصر ّ‬
‫الشرقيني‪ .‬وحنن نالحظ أ ّن الغرب مثالً َخَر َج من االنفعال َ‬
‫اجلراح‪##‬ون؟ وه‪##‬ل جيرؤ أح‪##‬د على أن يق‪##‬وم بعملي‪##‬ة جراحي‪##‬ة يف ال‪##‬وقت‬
‫الكالم ه‪##‬و أين ّ‬
‫ال‪## #‬ذي‪ #‬جند الكث‪## #‬ريين يف البل‪## #‬د ممّن ليس‪## #‬وا مس‪## #‬تع ّدين ألن تتح‪#ّ # #‬رك العملي‪## #‬ة يف اجّت اههم؟‬
‫فنحن نس‪##‬مع‪ #‬الكث‪##‬ريين يتح ‪ّ #‬دثون عن الفس‪##‬اد واهلدر والس‪##‬رقات واملديوني‪##‬ة‪ ،‬فل‪##‬و أردن‪##‬ا‬
‫أن نت‪##‬ابع ه‪##‬ؤالء الفاس‪##‬دين‪ ،‬فكم يبقى عن‪##‬دنا يف الن‪##‬ادي السياس‪##‬ي َم ْن ه‪##‬و خ‪##‬ارج ه‪##‬ذه‬
‫العناوين‪.‬‬

‫املسؤولون فوق مستوى النقد!؟‬


‫وحتركن‪##‬ا‬
‫إذاً‪ ،‬مع‪##‬ىن ذل‪##‬ك أ ّن املقام‪##‬ات الرفيع‪##‬ة ال‪##‬يت أدمنّاه‪##‬ا أو ال‪##‬يت وظّفناه‪##‬ا وس‪#ّ #‬وقنا هلا ّ‬
‫معه‪##‬ا بش‪##‬كل انفع‪##‬ايل وع‪##‬اطفي‪ ،‬ال ميكن ألح‪##‬د أن ينتق‪##‬دها أو حياس‪##‬بها‪ ،‬س‪##‬واء أك‪##‬انت‬
‫حيّة أم ميتة‪ ،‬وقد الحظنا مجيعاً كيف ك‪##‬ان السياس‪##‬يون قب‪##‬ل التط‪#ّ #‬ورات األخ‪##‬رية يتكلّم‬
‫التطورات املأساوية أصبح‬
‫وخيون بعضهم بعضاً‪ ،‬وبعدما حصلت ّ‬
‫بعضهم على بعض‪ّ ،‬‬
‫بعض‪## #‬هم يتح ‪ّ # #‬دث أنّ‪## #‬ك تكلّمت على فالن وفالن‪ ،‬وأنّ‪## #‬ك حني حت ّدثت‪ #‬عن شخص‪## #‬ية‬
‫سياسية هي يف مستوى النقد حني كانت تقوم باملسؤولية‪ ،‬فكأنّك أصبحت يف موق‪##‬ع‬
‫يسجل عليك‪ ،‬ألنّك يف وقت ما انتق‪##‬دت أو خ‪#َّ #‬ونت من ب‪##‬اب املس‪##‬ؤولية‪.‬‬
‫الكفر الذي َّ‬
‫كل فريق أن ي‪##‬رجم الفري‪##‬ق اآلخ‪##‬ر‬
‫إ ّن معىن ذلك‪ ،‬أنّه حىت يف الوسط السياسي‪ ،‬حياول ّ‬
‫مبا حت ّدث ب ‪##‬ه‪ ،‬بص ‪##‬رف النظ ‪##‬ر عن الص ‪##‬واب واخلط ‪##‬أ‪ ،‬وه ‪##‬و م ‪##‬ا ي ‪##‬وحي أنّ ‪##‬ه ليس عن ‪##‬دنا‬
‫‪#‬جله أح‪##‬د على ه‪#‬ذا أو‬
‫حركية سياس‪#‬ية يف مس‪#‬ألة الص‪#‬راع السياس‪#‬ي يف م‪##‬ا ميكن أن يس‪ّ #‬‬
‫ليصحح األخطاء الكب‪##‬رية‬
‫ذاك‪ .‬وعلى هذا األساس‪ :‬كيف نأمل أن يأيت جملس النواب ِّ‬
‫حترك ب‪##‬ه البعض‬
‫‪#‬يتحرك أو ّ‬
‫اليت قام الكثريون‪ #‬هبا على مستوى ما أصبح تارخياً أو م‪##‬ا س‪ّ #‬‬
‫ممّن عاش التجربة هنا وهناك؟‪.‬‬
‫‪#‬ح التعب ‪##‬ري‪،‬‬
‫ّأم ‪##‬ا بالنس ‪##‬بة اىل اللبن ‪##‬انيني ال ‪##‬ذين أدمن ‪##‬وا الرتاش ‪##‬ق معارض‪# #‬ةً وم ‪##‬واالة‪ ،‬إن ص ‪َّ #‬‬
‫وف ‪##‬رزهم أ ّن ه ‪##‬ؤالء من النظ ‪##‬ام األم ‪##‬ين‪ ،‬أولئ ‪##‬ك ممّن عاش ‪##‬وا حتت ض ‪##‬غط ه ‪##‬ذا النظ ‪##‬ام‪،‬‬
‫‪#‬ين؟ أل ّن بعض‪##‬هم أراد أن يك‪##‬ون وزي‪##‬راً أو‬
‫فنتس‪##‬اءل ملاذا خض‪##‬ع ه‪##‬ؤالء هلذا النظ‪##‬ام األم‪ّ #‬‬
‫نائباً أو مديراً عام‪#‬اً‪ ،‬وك‪##‬ان من املمكن لبعض‪##‬هم‪ #‬ل‪##‬و أراد التخفي‪##‬ف من ه‪##‬ذا الض‪##‬غط‪ #‬أن‬
‫ينع ‪##‬زل‪ .‬وحنن رأين ‪##‬ا أ ّن بعض الن ‪##‬اس ال ‪##‬ذين أبع ‪##‬دوا‪ #‬نتيج ‪##‬ة اللّعب ‪##‬ة السياس ‪##‬ية أو األمني ‪##‬ة‬
‫يتعرض له أح‪##‬د بس‪##‬وء‪ ،‬ألنّ‪##‬ه‬
‫واالنتخابية‪ ،‬كالرئيس احلص الذي‪َ #‬عَز َل نفسه وعُزل ومل ّ‬
‫أعلن أنّ‪##‬ه ال يري‪##‬د رئاس ‪#‬ةً وال وزارةً وال نياب ‪#‬ةً‪ .‬إذاً ال‪##‬ذي س‪##‬اعد النظ‪##‬ام األم‪##‬ين على أن‬
‫يض‪## #‬غط على الوس‪## #‬ط السياس‪## #‬ي من هن‪## #‬ا وهن‪## #‬اك‪ ،‬إمّن ا هم السياس‪## #‬يون أنفس‪## #‬هم‪ #‬ال‪## #‬ذين‬
‫استغل النظام االمين أطماعهم ومصاحلهم اليت حي ّققها هلم هنا وهناك‪.‬‬
‫ّ‬
‫أظن أ ّن ه‪##‬ذه القض‪##‬ية هبذه الش‪##‬مولية‪ ،‬مبع‪##‬ىن‬
‫يتعرض‪##‬ون للخط‪##‬ر‪ ،‬فال ّ‬
‫ّأم‪##‬ا حكاي‪##‬ة أهّن م ق‪##‬د ّ‬
‫األمين سوف يقتل‪.‬‬
‫كل شخص ميتنع عن اخلضوع للنظام ّ‬
‫أ ّن ّ‬
‫حص ‪##‬لت هن ‪##‬اك أم ‪##‬ور معيّن ‪##‬ة ال ت ‪##‬زال حتت طائل ‪##‬ة التحقي ‪##‬ق‪ ،‬رمّب ا يف ّك‪##‬ر بعض الن ‪##‬اس أ ّن‬
‫‪#‬ين دوراً فيه ‪##‬ا ورمّب ا إلس ‪##‬رائيل‪ ،‬ولكن ليس ‪##‬ت القض ‪##‬ية هبذا‪ #‬الش ‪##‬كل‪ ،‬ألنّ ‪##‬ين‬
‫للنظ ‪##‬ام األم ‪#ّ #‬‬
‫أعت‪##‬رب أ ّن ال‪##‬ذين خض‪##‬عوا للنظ‪##‬ام األم‪##‬ين يش‪##‬اركون بنس‪##‬بة ‪ 70‬أو ‪ %80‬يف الس‪##‬لبيات‬
‫اليت حصلت من خالل النظام األمين يف الواقع‪ #‬السياسي واالقتصادي اللبناين‪.‬‬

‫إشكالية إسرائيل وانتهاك االستقالل‬


‫لع ‪#َّ #‬ل املش ‪##‬كلة يف التحليالت‪ ،‬ال ‪##‬يت تتن ‪##‬اول اس ‪##‬تقالل لبن ‪##‬ان ال ت ‪##‬رقى إىل س ‪##‬ؤال أين هي‬
‫أي لبناين مرهتن للخارج‪ ،‬ال ميل‪#‬ك أم‪##‬ره‪ ،‬وال ينطل‪#‬ق‬
‫مصلحة لبنان‪ .‬إ ّن الفكرة هي أ ّن ّ‬
‫أي انته‪#‬اك إس‪#‬رائيلي‬
‫من موقع‪ #‬أصالة املوقف أو االجتاه‪ .‬لذلك‪ ،‬عندما نري‪#‬د أن ن‪#‬درس ّ‬
‫‪#‬دودي ف ‪##‬إ ّن علين ‪##‬ا أن ندرس ‪##‬ه من زاوي ‪##‬ة م ‪##‬دى انتهاك ‪##‬ه الس ‪##‬تقالل لبن ‪##‬ان وس ‪##‬يادته‪.‬‬
‫ح‪ّ #‬‬
‫والك‪#ّ #‬ل يع‪##‬رف‪ ،‬على األق‪#ّ #‬ل من الناحي‪##‬ة الرمسية‪ ،‬أ ّن إس‪##‬رائيل م‪##‬ا ت‪##‬زال دول‪##‬ة حمتلّ‪##‬ة للبن‪##‬ان‬
‫من خالل احتالهلا ملزارع ش ‪##‬بعا‪ ،‬م ‪##‬ا يف ‪##‬رض على اللبن ‪##‬انيني‪ ،‬عن ‪##‬دما يعيش ‪##‬ون ذك ‪##‬رى‬
‫االس ‪##‬تقالل‪ ،‬أن يعرف ‪##‬وا أ ّن االس ‪##‬تقالل اللبن ‪##‬اين مل يكتم ‪##‬ل بع ‪##‬د‪ ،‬كم ‪##‬ا ينبغي أال خيتص ‪##‬ر‬
‫احلديث عن اس‪## #‬تقالل لبن‪## #‬ان عن س‪## #‬وريا فق‪## #‬ط‪ ،‬أل ّن إس‪## #‬رائيل متثّ‪## #‬ل اخلط‪## #‬ر املس‪## #‬تقبلي‬
‫األكرب‪ ،‬كما متثّل اخلطر على جممل واقع املنطقة‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإ ّن الذين حتدَّثوا عن االس‪##‬تقالل يف مناس‪##‬بة ‪ 14‬آذار(م‪##‬ارس)‪ ،‬مل يتح‪ّ #‬دثوا عن‬
‫مس ‪## #‬ألة االس ‪## #‬تقالل يف مواجه ‪## #‬ة االحتالل اإلس ‪## #‬رائيلي‪ .‬إ ّن ط ‪## #‬ريقتهم يف احلديث عن‬
‫مزارع شبعا هل هي لبنانية أو س‪##‬ورية‪ ،‬ت‪##‬وحي ب‪#‬أهّن م حياولون تربئ‪#‬ة إس‪#‬رائيل من عملي‪#‬ة‬
‫االحتالل لألرض اللبناني‪##‬ة‪ ،‬ليقول‪##‬وا للمقاوم‪##‬ة متام ‪#‬اً كم‪##‬ا تق‪##‬ول األمم‪ #‬املتّح‪##‬دة اخلاض‪##‬عة‬
‫للنف ‪##‬وذ األم ‪##‬ريكي‪ ،‬بأنّ ‪##‬ك أنت املعتدي ‪##‬ة وليس ‪##‬ت إس ‪##‬رائيل هي املعتدي ‪##‬ة‪ .‬ل ‪##‬ذلك عن ‪##‬دما‬
‫ن ‪##‬درس خط ‪##‬وط التم ‪##‬اس بني املقاوم ‪##‬ة وإس ‪##‬رائيل‪ ،‬فإنّن ‪##‬ا نالح ‪##‬ظ أنّ ‪##‬ه من الط ‪##‬بيعي أليّ ‪##‬ة‬
‫‪#‬دو‪ ،‬فك‪#ّ #‬ل اللبن‪##‬انيني يالحظ‪##‬ون‪ ،‬كم‪##‬ا تالح‪##‬ظ األمم‬
‫مقاومة وطنية أن تراقب حرك‪##‬ة الع‪ّ #‬‬
‫املتح‪## #‬دة‪ ،‬اخلروق‪## #‬ات اجلويّ‪## #‬ة اإلس‪## #‬رائيلية اليومي‪## #‬ة لألج‪## #‬واء اللبناني‪## #‬ة‪ ،‬إىل ج‪## #‬انب بعض‬
‫ط املواجهة يعت‪##‬رب م‪##‬ربراً‪ #‬من‬
‫اخلروقات الربية والبحرية‪ ،‬لذلك فإ ّن موقف املقاومة يف خ ّ‬
‫ناحية مواجهة هذا العدوان‪ ،‬بقطع النظر عن األح‪#‬داث امليداني‪#‬ة يف ه‪#‬ذا اجملال‪ ،‬فكي‪#‬ف‬
‫حتول الع‪##‬دوان اإلس‪##‬رائيلي إىل فع‪##‬ل مي‪##‬داين يف األراض‪##‬ي اللبناني‪##‬ة احملتلّ‪##‬ة‪ّ ،‬أم‪##‬ا احلديث‬
‫إذا ّ‬
‫عن أ ّن س‪## # #‬وريا ميكن أن تس ‪## # #‬تفيد من ه ‪## # #‬ذه العملي ‪## # #‬ات‪ ،‬فأن ‪## # #‬ا ال أفهم م ‪## # #‬اذا ميكن أن‬
‫تستفيد؟‬

‫ضغوط امريكية مركزة على سوريا‬


‫أي ختفي‪#‬ف للض‪#‬غط السياس‪#‬ي على س‪#‬وريا يف ه‪#‬ذا املق‪#‬ام‪ ،‬القض‪#‬ية‬
‫أن‪#‬ا ال أعت‪#‬رب أ ّن هن‪#‬اك ّ‬
‫لبناني‪##‬ة بالكام‪##‬ل‪ ،‬وبتف‪#ّ #‬وق‪ ،‬وأن‪##‬ا أع‪##‬رف‪ ،‬ومن خالل معلوماتن‪##‬ا‪ ،‬أ ّن املقاوم‪##‬ة اإلس‪##‬المية‬
‫أي أوام ‪## #‬ر من س ‪## #‬وريا أو من إي ‪## #‬ران‪ ،‬ب ‪## #‬ل إهّن ا ختض ‪## #‬ع‬
‫يف حركته ‪## #‬ا اجلهادي ‪## #‬ة ال تأخ ‪## #‬ذ ّ‬
‫‪#‬دو اإلس ‪##‬رائيلي يف ه ‪##‬ذا اجملال‪ .‬وأن‬
‫ملعطياهتا امليداني ‪##‬ة يف حاجته ‪##‬ا إىل املواجه ‪##‬ة م ‪##‬ع الع ‪#ّ #‬‬
‫حيدث مش ‪##‬اكل حدودي ‪##‬ة بني إس ‪##‬رائيل واللبن ‪##‬انيني‪ ،‬فه ‪##‬ذا أم ‪#ٌ #‬ر ال يتّص ‪##‬ل بس ‪##‬وريا ال من‬
‫قريب وال من بعيد‪.‬‬
‫إ ّن مش‪## #‬اكل س‪## #‬وريا اآلن هي م‪## #‬ع أمريك‪## #‬ا يف املس‪## #‬ألة العراقي‪## #‬ة والفلس‪## #‬طينية‪ ،‬ومس‪## #‬ألة‬
‫اغتيال الرئيس الشهيد رفيق احلري‪##‬ري والتحقي‪#‬ق ال‪##‬دويل‪ ،‬وم‪#‬ا حيص‪#‬ل وم‪##‬ا ق‪##‬د حيص‪##‬ل يف‬
‫اجلن‪## #‬وب اللبن‪## #‬اين رمّب ا ينعكس س‪## #‬لباً على س‪## #‬وريا‪ ،‬عن‪## #‬دما تنطل‪## #‬ق التص‪## #‬رحيات الدولي ‪# #‬ة‪#‬‬
‫حمل اللبن‪## #‬انيني املس‪## #‬ؤولية‪،‬‬
‫األمريكي‪## #‬ة والفرنس‪## #‬ية والربيطاني‪## #‬ة‪ ،‬ومن األمم املتح‪## #‬دة‪ ،‬لتُ ِّ‬
‫وت ‪## #‬وحي ب ‪## #‬أ ّن س ‪## #‬وريا هي ال ‪## #‬يت تش ‪## #‬عل ه ‪## #‬ذه اجلبه ‪## #‬ة هن ‪## #‬ا وهن ‪## #‬اك‪ .‬ومثّ ‪## #‬ة نقط ‪## #‬ة ينبغي‬
‫مالحظته‪##‬ا‪ ،‬وهي أنّ‪##‬ه إذا ك‪##‬انت س‪##‬وريا تض‪##‬غط أو ت‪##‬وحي إىل املقاوم‪##‬ة يف لبن‪##‬ان للقي‪##‬ام‬
‫ٍ‬
‫بعملية ما‪ ،‬فإ ّن اجليش الس‪##‬وري وخمابرات‪##‬ه ق‪##‬د انس‪##‬حب من لبن‪##‬ان‪ ،‬فكي‪##‬ف حُن ِّمل س‪##‬وريا‬
‫مسؤولية ما حيدث يف لبنان؟‪.‬‬
‫هذا وعندما نتح ّدث عن عدم تع‪##‬اون س‪##‬وريا م‪#‬ع التحقي‪#‬ق ال‪##‬دويل‪ ,‬عن‪#‬دما نتح‪ّ #‬دث عن‬
‫ه ‪##‬ذه املس ‪##‬ألة‪ ،‬نالح ‪##‬ظ أ ّن ال ‪##‬دول ال ‪##‬يت متل ‪##‬ك املعلوم ‪##‬ات مل تع ‪##‬اون جلان التحقي ‪##‬ق هي‬
‫أيضاً‪ .‬فنحن نع‪##‬رف أ ّن أمريك‪##‬ا متل‪#‬ك ك ّ‪#‬ل املعلوم‪#‬ات من خالل األقم‪#‬ار الص‪#‬ناعية‪ ،‬ومل‬
‫تقدِّمها إىل جلنة التحقيق الدولية‪ ،‬ما يعين أ ّن أمريكا هي ّأول دول‪##‬ة مل تتع‪##‬اون م‪##‬ع جلن‪##‬ة‬
‫‪#‬دويل يف تقري‪#‬ره أن ي‪#‬ذكر ع‪#‬دم التع‪#‬اون األم‪##‬ريكي‪.‬‬
‫التحقيق‪ ،‬وكان جيب على احمل ّقق ال ّ‪#‬‬
‫مثّ إ ّن الدول ‪##‬ة الثاني‪##‬ة ال‪##‬يت متل‪##‬ك املعلوم ‪##‬ات الدقيق ‪##‬ة يف ه‪##‬ذه القض‪##‬ية هي إس ‪##‬رائيل‪ ،‬فهي‬
‫الدولة اليت ميكن على األق ّ‪#‬ل‪ ،‬أن تك‪#‬ون موض‪##‬ع اهّت ام‪ ،‬أل ّن الس‪#‬الم واالس‪##‬تقرار يف لبن‪##‬ان‬
‫ال يتناسبان مع أهدافها وخططها‪.‬‬
‫ملاذا مل يتح‪ّ #‬دث اللبن‪##‬انيون عن إس‪##‬رائيل كمش‪##‬تبه هبا‪ ،‬كم‪##‬ا يتح‪ّ #‬دثون عن لبن‪##‬انيني وعن‬
‫سوريني كمش‪#‬تبه هبم يف اغتي‪#‬ال ال‪#‬رئيس احلري‪#‬ري؟ وه‪#‬و ال‪#‬ذي‪ #‬ك‪#‬ان ميثّ‪#‬ل قيم‪#‬ةً سياس‪#‬يةً‬
‫يف مواجهة إسرائيل من خالل اعتداله ودبلوماسيته وعالقاته الدولية؟ هذه نقطة ال ب ّد‬
‫نسجلها أمام حركة جلنة التحقيق‪.‬‬
‫من أن ّ‬
‫من ناحي‪##‬ة ثاني‪##‬ة‪ ،‬حنن ال نري‪##‬د أن نطل‪##‬ق احلكم ب‪##‬رباءة س‪##‬وريا أو إدانته‪##‬ا‪ ،‬ألنّ‪##‬ه ليس من‬
‫متورطاً يف هذه اجلرمية‪ ،‬قد يكون هناك س‪##‬وريون‬
‫الضروري‪ #‬أن يكون النظام السوري‪ّ #‬‬
‫متورط ‪## #‬ون‪ ،‬كم ‪## #‬ا جند أ ّن هن ‪## #‬اك س ‪## #‬وريني يعمل ‪## #‬ون ض‪ّ # # #‬د النظ ‪## #‬ام الس ‪## #‬وري‪ ،‬يق‪ّ # # #‬دمون‬
‫ّ‬
‫ش ‪##‬هادات رمّب ا كاذب ‪##‬ة ورمّب ا ص ‪##‬ادقة أم ‪##‬ام جلن ‪##‬ة التحقي ‪##‬ق الدولي ‪##‬ة‪ .‬لكن ملاذا ك ‪#ّ #‬ل ه ‪##‬ذه‬
‫اهلجم‪## #‬ة الدولي‪## #‬ة على س‪## #‬وريا إض‪## #‬افةً إىل اهلجم‪## #‬ة اللبناني‪## #‬ة عليه‪## #‬ا من أغلب األط‪## #‬راف‬
‫السياسية؟ كم‪#‬ا ل‪#‬و ك‪#‬انت مدان‪#‬ة يف ه‪#‬ذه اجلرمية؟ لق‪#‬د مسعت بعض السياس‪#‬يني يقول‪#‬ون‬
‫إ ّن س‪##‬وريا مدان‪##‬ة ح‪##‬ىت تثبت براءهتا‪ ،‬علم ‪#‬اً أ ّن القاع‪##‬دة القانوني‪##‬ة تق‪##‬ول إ ّن املتَّهم ب‪##‬ريء‬
‫ح ‪##‬ىت تثبت إدانت ‪##‬ه‪ .‬والسياس ‪##‬ي ال ‪##‬ذي ص ‪#َّ #‬رح ب ‪##‬ذلك ح ‪##‬اول أن يزاي ‪##‬د على رئيس جلن ‪##‬ة‬
‫التحقي‪## #‬ق ال‪## #‬ذي ق‪## #‬ال‪ :‬إنّن‪## #‬ا ال نتّهم س‪## #‬وريا‪ ،‬ولكنّه‪## #‬ا مش‪## #‬تبه هبا ح‪## #‬ىت تثبت إدانته‪## #‬ا أو‬
‫العكس‪.‬‬
‫أن ينطل‪##‬ق لبن‪##‬انيون بإدان‪##‬ة س‪##‬وريا‪ ،‬وأن يعم‪##‬ل الكث‪##‬ري منهم على حتش‪##‬يد عناص‪##‬ر اإلدان‪##‬ة‪،‬‬
‫س ‪##‬واء ك ‪##‬انت مر ّك‪##‬زة أو غ ‪##‬ري مر ّك‪##‬زة‪ ،‬وأن ‪##‬ا هن ‪##‬ا أحت ّدث عن املن ‪##‬اخ بقط ‪##‬ع النظ ‪##‬ر عن‬
‫املف ‪##‬ردات‪ ،‬فه ‪##‬ذا‪ #‬املن ‪##‬اخ ليس مناخ ‪#‬اً قض ‪##‬ائياً أو قانوني ‪#‬اً‪ ،‬ب ‪##‬ل ه ‪##‬و من ‪##‬اخ سياس ‪##‬ي‪ ،‬ألنّ ‪##‬ين‬
‫أع‪## # # #‬رف أ ّن أمريك‪## # # #‬ا ليس هلا من خالل طبيع‪## # # #‬ة اس‪## # # #‬رتاتيجيتها‪ #‬وسياس‪## # # #‬تها واهتماماهتا‪#‬‬
‫الكوني‪## #‬ة‪ ،‬اهتمام‪## #‬ات بقض‪## #‬ية اغتي‪## #‬ال ال‪## #‬رئيس احلري‪## #‬ري‪ ،‬كم‪## #‬ا أنّ ‪##‬ه ليس هلا اهتمام‪## #‬ات‬
‫باجلرائم اليت تقوم هبا إسرائيل ض ّد لبنان كـ (صربا وشاتيال‪ ،‬وقانا‪ )...‬وض ّد فلس‪##‬طني‪،‬‬
‫لكنّه ‪##‬ا اعت ‪##‬ربت جرمية اغتي‪## #‬ال احلري‪## #‬ري ورق‪# #‬ةً تلعبه‪## #‬ا للض‪## #‬غط على س ‪##‬وريا‪ ،‬واملس‪## #‬ألة‬
‫أتصور أ ّن هذه القضية عندما قامت "جبولة‬
‫متّصلة بسوريا يف دفاعها عن نفسها‪ .‬وأنا ّ‬
‫ط السياس‪##‬ة األمريكي‪##‬ة‬
‫وحتركت‪ #‬يف خ‪ّ #‬‬
‫حول العامل"‪ ،‬ودخلت يف مواقع‪ #‬األمم املتّح‪##‬دة‪ّ ،‬‬
‫ط السياسة الفرنسية يف لبنان‪ ،‬باعتبار أ ّن فرنسا تري‪##‬د اس‪#‬تعادة موقعه‪#‬ا‪ #‬يف‬
‫باملنطقة‪ ،‬وخ ّ‬
‫تتحرك املسألة لتشري إىل اش‪##‬تباه‬
‫لبنان‪ ،‬أصبح من الصعب ج ّداً أن تصل إىل نتيجة‪ .‬قد ّ‬
‫هن‪##‬ا واش‪##‬تباه هن‪##‬اك‪ ،‬ولكن أن يقبض على القات‪##‬ل بش‪ٍ #‬‬
‫‪#‬كل مباش‪##‬ر‪ ،‬أو غ‪##‬ري مباش‪##‬ر فه‪##‬ذا‪#‬‬
‫تعودن‪##‬ا يف لبن‪##‬ان مقول‪##‬ة «قبض‪##‬نا على القتي‪##‬ل ومل‬
‫ليس مس‪##‬تحيالً‪ ،‬ولكنّ‪##‬ه ص‪##‬عب‪ .‬ولق‪##‬د ّ‬
‫نقبض على القاتل‪.‬‬
‫ُريد للبنان أن يكون وطناً لبني‪##‬ه‪ ،‬ملا وض‪#‬ع‪ #‬النظ‪##‬ام الط‪##‬ائفي يف عُم‪##‬ق‬
‫وبكلمتني أقول لو أ َ‬
‫مفاص‪##‬له الدس‪##‬تورية‪ .‬حنن نعت‪##‬رب أ ّن ميث‪##‬اق الـ‪ 43‬ك‪##‬ان أك‪##‬ثر تق‪##‬دُّماً من اتف‪##‬اق الط‪##‬ائف‪،‬‬
‫ألنّ ‪##‬ه ك ‪##‬ان يعت ‪##‬رب الطائفي ‪##‬ة عرف ‪#‬اً فأص ‪##‬بحت‪ #‬الي ‪##‬وم‪ #‬دس ‪##‬توراً‪ .‬وه ‪##‬ذا يؤ ّك‪##‬د تص ‪#ّ #‬ورنا فيم ‪##‬ا‬
‫ن‪##‬ذهب إلي‪##‬ه من أ ّن لبن‪##‬ان مل يوض‪##‬ع ليك‪##‬ون وطن ‪#‬اً لبني‪##‬ه‪ ،‬ب‪##‬ل رئ‪##‬ة لتتن ّفس فيه‪##‬ا مش‪##‬اكل‬
‫املنطقة‪ ،‬وليكون س‪##‬احة للمحرق‪#‬ة ألك‪#‬ثر من قض‪##‬ية يف املنطق‪#‬ة‪ .‬ومن املؤس‪#‬ف أ ّن معظم‬
‫كل طائفة حتاول أن تأخ‪##‬ذ بأس‪##‬باب الق‪#ّ #‬وة مقاب‪##‬ل‬
‫اللبنانيني اختاروا ذلك‪ ،‬خصوصاً أ ّن ّ‬
‫الطائف‪##‬ة األخ‪##‬رى من خالل ارتباطاهتا‪ #‬اخلارجي‪##‬ة‪ ،‬س‪##‬واء ك‪##‬انت إقليمي‪##‬ة أو دولي‪##‬ة‪ .‬نتمىّن‬
‫أن ي‪##‬ؤمن اللبن‪##‬انيون إميان‪#‬اً يتم‪#ّ#‬رد على ك‪#ّ #‬ل وص‪##‬اية يف ه‪##‬ذا اجملال‪ ،‬ولكنّهم يقول‪##‬ون لك‪#ّ #‬ل‬
‫فيتصرف على هذا األساس‪.‬‬
‫رب املنـزل‪ّ ،‬‬
‫قادم إنّه هو ّ‬
‫ختص ال‪##‬داخل‬
‫‪#‬دخلون ح‪##‬ىت يف القض‪##‬ايا الص‪##‬غرية ال‪##‬يت ّ‬
‫ل‪##‬ذلك ن‪##‬رى الس‪##‬فراء يف لبن‪##‬ان يت‪ّ #‬‬
‫أي بل‪##‬د يف الع‪##‬امل‪ .‬والنكت‪##‬ة املعروف‪##‬ة يف لبن‪##‬ان‬
‫اللبناين ومفاصله‪ ،‬وهذا األمر غري قائم يف ّ‬
‫أ ّن الس‪##‬فراء يقول‪##‬ون‪ #‬إهّن م ال ميارس‪##‬ون الوص‪##‬اية‪ ،‬إمّن ا ميارس‪##‬ون الرعاي‪##‬ة‪ .‬وحنن نع‪##‬رف أ ّن‬
‫دور الوصي‪ #‬هو أن يرعى املوىل عليه‪.‬‬

‫اللبنانيّون أدمنوا الفوضى‬


‫لق ‪##‬د أدمنّ ‪##‬ا الفوض ‪##‬ى‪ ،‬هن ‪##‬اك من ي ‪##‬دمنون الت ‪##‬دخني ب ‪##‬الرغم من خطورت ‪##‬ه‪ ،‬ومن ي ‪##‬دمنون‬
‫املخ ‪ّ #‬درات ب ‪##‬الرغم من خطورهتا‪ ،‬وحنن أدمنّ‪##‬ا ه ‪##‬ذه الفوض ‪#‬ى‪ #‬السياس‪##‬ية‪ ،‬وأدمنّ‪##‬ا الكث ‪##‬ري‬
‫من السياسيني الذين نعرف أهّن م خي ّدروننا‪ #‬بطريقة أو بأخرى‪ ،‬ورمّب ا نش‪##‬عر مبا يش‪##‬عر ب‪##‬ه‬
‫الذي يدمن املخدرات من أجواء وردية ومهي‪#‬ة‪ ،‬ولكنّه‪#‬ا تتح ّ‪#‬ول إىل ُس‪ّ #‬م يقت‪#‬ل اإلنس‪#‬ان‬
‫يف النهاية؟!‬
‫إنّن‪##‬ا نتص‪#ّ #‬ور َّ‬
‫أن هن‪##‬اك خطوط ‪#‬اً يف املس‪##‬يحية العربي‪##‬ة تنفتح على كث‪##‬ري من قض‪##‬ايا الواق‪##‬ع‬
‫اإلنس‪##‬اين السياس‪##‬ي‪ ،‬كم‪##‬ا يف القض‪##‬ية الفلس‪##‬طينية‪ ،‬ويف املوق‪##‬ف من السياس‪##‬ة األمريكي‪##‬ة‪،‬‬
‫يف حني أ ّن املس‪##‬يحيني يف الغ‪##‬رب ال ينفتح‪##‬ون على القض‪##‬ايا العربي‪##‬ة املص‪##‬ريية ال‪##‬يت تنفتح‬
‫على أك‪##‬ثر من مأس‪##‬اة إنس‪##‬انية‪ ،‬ل‪##‬ذلك‪ ،‬دعون‪##‬ا إىل احلوار اإلس‪##‬المي ـــ املس‪##‬يحي‪ ،‬عن‪##‬دما‬
‫خاطبنا البابا الراحل‪ ،‬وقلنا ل‪##‬ه إ ّن علين‪##‬ا كمس‪##‬لمني ومس‪##‬يحيني أن نواج‪##‬ه الواق‪##‬ع ال‪##‬ديين‬
‫فيم ‪##‬ا بينن ‪##‬ا‪ ،‬بالعم ‪##‬ل على مواجه ‪##‬ة اإلحلاد ملص ‪##‬لحة اإلميان‪ ،‬وعلى مواجه ‪##‬ة االس ‪##‬تكبار‬
‫ملص ‪##‬لحة االستض ‪##‬عاف‪ ،‬أل ّن املس ‪##‬يحية واإلس ‪##‬الم يرفض ‪##‬ان مع ‪#‬اً اإلحلاد‪ ،‬ويرفض ‪##‬ان مع ‪#‬اً‬
‫قمة الظلم للمستض‪##‬عفني يف الع‪##‬امل‪ .‬وإذا انطلقن‪##‬ا يف ه‪##‬ذا‪ ،‬فس‪##‬وف‬
‫االس‪##‬تكبار ال‪##‬ذي ه‪##‬و َّ‬
‫نثقِّف املسلمني واملسيحيني بأن يكونوا فريقاً واحداً ض ّد الظلم كلّ‪#‬ه‪ ،‬س‪#‬واء ك‪#‬ان ظلم‬
‫ال ‪##‬دول الك ‪##‬ربى‪ ،‬أو ظلم الن ‪##‬اس بعض ‪##‬هم لبعض‪ ،‬وض ‪ّ #‬د العص ‪##‬بيات الض ‪#‬يِّقة ال ‪##‬يت خيتزهنا‬
‫ه‪##‬ذا أو ذاك‪ ،‬وال‪##‬يت تؤ ّس‪#‬س لالنفص‪##‬ال بني ال‪ّ #‬دينني وبني اجملتمعني من دون أن يش‪##‬عروا‬
‫بالقاعدة اليت يلتقون عليها‪.‬‬

‫لبنان ساحة التقاء‪ ..‬املخابرات العربية والدولية‬


‫لعل مشكلة لبنان أنّه ميثّل الساحة اليت تلتقي فيها املخابرات الدولية واإلقليمي‪##‬ة ال‪##‬يت ال‬
‫َّ‬
‫جتم ‪##‬ع الوق ‪##‬ائع‪ ،‬ب ‪##‬ل تص ‪##‬نعها ملص ‪##‬لحة ه ‪##‬ذا احملور أو ذاك‪ ،‬على مس ‪##‬توى‪ #‬م ‪##‬ا خيطَّط من‬
‫خالل احلرك‪## #‬ة اللبناني‪## #‬ة السياس‪## #‬ية ض ‪ّ # #‬د ه‪## #‬ذا البل‪## #‬د يف املنطق‪## #‬ة أو ض ‪ّ # #‬د ذاك البل‪## #‬د‪ .‬إ ّن‬
‫خصوص ‪##‬ية لبن ‪##‬ان ه ‪##‬و أنّ ‪##‬ه ناف ‪##‬ذة الش ‪##‬رق على الغ ‪##‬رب‪ ،‬وال ‪##‬ذي‪ #‬حيم ‪##‬ل إىل الغ ‪##‬رب ك ‪#ّ #‬ل‬
‫مش ‪##‬اكل الش ‪##‬رق وك ‪#َّ #‬ل تطلّعات ‪##‬ه‪ ،‬كم ‪##‬ا ه ‪##‬و ناف ‪##‬ذة الغ ‪##‬رب على الش ‪##‬رق يف ه ‪##‬ذا اجملال‪،‬‬
‫يتوزعه‪##‬ا اللبن‪##‬انيون‪ ،‬س‪##‬واء من هم يف‬
‫ول‪##‬ذلك‪ ،‬فإنّ‪##‬ه ميثّ‪##‬ل ملتقى اخلط‪##‬وط السياس‪##‬ية ال‪##‬يت ّ‬
‫يتحرك‪##‬ون وف‪##‬ق عص‪##‬بيات تعم‪##‬ل على إرب‪##‬اك الكث‪##‬ري من‬
‫ال‪##‬وطن‪ ،‬أو يف املهج‪##‬ر‪ ،‬حيث ّ‬
‫األوضاع اللبنانية الداخلية‪.‬‬
‫وعلى ض‪##‬وء ه‪##‬ذا‪ ،‬ف‪##‬إ ّن لبن‪##‬ان ال‪##‬ذي كنّ‪##‬ا نق‪##‬ول عن‪##‬ه إنّ‪##‬ه الرئ‪##‬ة ال‪##‬يت تتن ّفس فيه‪##‬ا مش‪##‬اكل‬
‫املنطق‪##‬ة‪ ،‬ميكن‪##‬ه من خالل ه‪##‬ذا االنفت‪##‬اح ال‪##‬دويل واإلقليمي‪ ،‬أن يس‪##‬اهم يف خل‪##‬ق الكث‪##‬ري‬
‫من خط‪## # #‬وط املأس‪## # #‬اة ال‪## # #‬يت يع‪## # #‬اين فيه‪## # #‬ا اللبن‪## # #‬اين من أوض‪## # #‬اعه االقتص‪## # #‬ادية والسياس‪## # #‬ية‬
‫‪#‬جل نقط‪##‬ة ينطل‪##‬ق فيه‪##‬ا ه‪##‬ذا احملور ال‪##‬دويل أو اإلقليمي‬
‫واالجتماعي‪##‬ة‪ ،‬كم‪##‬ا أهّن ا رمّب ا تس‪ّ #‬‬
‫ض‪ّ #‬د حمور إقليمي أو دويل آخ‪##‬ر‪ ،‬وه‪##‬ذا م‪##‬ا يف ِّس‪#‬ر اجلرائم ال‪##‬يت حص‪##‬لت يف لبن‪##‬ان‪ ،‬وال‪##‬يت‬
‫انطلقت لتغتال شخصي ٍ‬
‫ات سياسيةً فاعلةً‪ ،‬أو أقالماً سياسية منفتحة‪ ،‬وم‪##‬ا إىل ذل‪##‬ك يف‬‫ّ‬
‫هذا اجملال‪ ،‬ما جيعل من لبنان ساحة احملرقة اليت حيرتق فيه‪##‬ا الكث‪##‬ري من اللّبن‪##‬انيني‪ ،‬وال‪##‬يت‬
‫تنطل‪##‬ق من خالل ه ‪##‬ذا الت ‪##‬وتّر املتح ‪#ّ #‬رك يف التص‪##‬رحيات والتحليالت واملواق ‪##‬ف‪ ،‬ح‪##‬ىت ال‬
‫يش‪##‬عر اللبن‪##‬انيون ب‪##‬أ ّن هن‪##‬اك بل‪##‬داً ال ب‪ّ #‬د هلم من أن يزرع‪##‬وا في‪##‬ه احملبّ‪##‬ة والعف‪##‬و والتس‪##‬امح‪،‬‬
‫وأن ينطلق‪##‬وا في‪##‬ه لقب‪##‬ول اآلخ‪##‬ر‪ ،‬أل ّن بل‪##‬داً ال يقب‪##‬ل في‪##‬ه اإلنس‪##‬ان‪ #‬اإلنس‪##‬ان اآلخ‪##‬ر ال‪##‬ذي‪#‬‬
‫خيتل‪##‬ف مع‪##‬ه‪ ،‬س‪##‬وف يص‪##‬ل إىل مرحل‪##‬ة ق‪##‬د يواج‪##‬ه فيه‪##‬ا دم‪##‬اراً إنس‪##‬انياً‪ ،‬وه‪##‬و أخط‪##‬ر من‬
‫دمار احلجر‪.‬‬
‫وهن‪##‬ا ألفت النّظ‪##‬ر إىل أنّ‪##‬ه يف ال‪##‬وقت‪ #‬ال‪##‬ذي‪ #‬نق‪ّ #‬در م‪##‬ا خيتزن‪##‬ه بعض اللبن‪##‬انيني ملا يعتربون‪##‬ه‬
‫‪#‬ادة واملواق‪#‬ف املتش‪##‬نّجة‬‫إخالصاً لبلدهم‪ ،‬إالّ أنّنا نرى أ ّن التصرحيات والتص‪##‬رحيات املض َّ‬
‫هن ‪##‬ا وهن ‪##‬اك‪ ،‬جعلت لبن ‪##‬ان يعيش حال ‪##‬ة ط ‪##‬وارئ‪ ،‬وخلقت األج ‪##‬واء ال ‪##‬يت ت ‪##‬وحي ب ‪َّ #‬‬
‫‪#‬أن‬
‫الكث‪## #‬ري من الن‪## #‬اس ميكن هلم أن يف ّ‪#‬ك ‪##‬روا يف ممارس‪## #‬ة العن‪## #‬ف بطريق‪## #‬ة أو ب‪## #‬أخرى‪ ،‬مبا ال‬
‫خيدم مص‪##‬لحة الوف‪##‬اق‪ #‬الوط‪##‬ين وال مص‪##‬لحة الوح‪##‬دة الوطني‪##‬ة‪ .‬وه‪##‬ذا م‪##‬ا جع‪##‬ل الكث‪##‬ريين‬
‫يتخوف‪##‬ون من مش‪##‬اكل مذهبيّ‪##‬ة ومش‪##‬اكل طائفيّ‪##‬ة هن‪##‬ا وهن‪##‬اك‪ ،‬أل ّن اخلط‪##‬ورة الك‪##‬ربى‪ #‬يف‬
‫َّ‬
‫‪#‬جل هلذا‬
‫ذل ‪##‬ك‪ ،‬هي أن يتح ‪#ّ #‬ول اخلالف السياس ‪#ّ #‬ي إىل خالف ‪##‬ات مذهبي ‪##‬ة حتاول أن تُس ‪ِّ #‬‬
‫املذهب موقفاً سلبياً ض ّد املذهب اآلخر‪.‬‬
‫فاملس‪##‬ألة يف لبن ‪##‬ان ال تنط‪##‬وي على خلفيَّة ديني‪##‬ة أو مذهبي‪##‬ة‪ ،‬ب‪##‬ل هي تتح ‪#ّ #‬رك من مواق ‪##‬ع‬
‫واجته‪##‬ادات سياس‪##‬ية ميكن أن جيته‪##‬د فيه‪##‬ا ه‪##‬ذا أو ذاك بعي‪##‬داً عن مذهبيت‪##‬ه وبعي‪##‬داً‪ #‬عن‬
‫دين ‪##‬ه‪ ،‬فق ‪##‬د جند أ ّن بعض السياس ‪##‬يني ال ‪##‬ذين حيمل ‪##‬ون ش ‪##‬عار اإلس ‪##‬الم أو املس ‪##‬يحيّة‪ ،‬هم‬
‫ملح ‪##‬دون ال يؤمن ‪##‬ون باإلس ‪##‬الم وال باملس ‪##‬يحية‪ ،‬ولكن املس ‪##‬يحية واإلس ‪##‬الم‪ ،‬أو ال ُّس‪# #‬نيّة‬
‫يدق عليه‬ ‫حتولت‪ #‬عندهم إىل الفتة‪ ،‬كما قلت‪ ،‬مع االعتذار‪ ،‬كالطبل الذي ّ‬ ‫والشيعيّة‪ّ ،‬‬
‫ه‪##‬ذا وذاك ليجتم‪##‬ع الن‪##‬اس على ق‪##‬رع الطب‪##‬ول ال‪##‬يت تع‪#ّ #‬ودوا عليه‪##‬ا يف كث‪##‬ري من حفالهتم‬
‫ومهرجاناهتم‪.‬‬
‫حنن نتص‪#َّ #‬ور َّ‬
‫أن هن‪##‬اك وجه‪##‬ة نظ‪##‬ر ح‪##‬ول طريق‪##‬ة إدارة القض‪##‬ايا السياس‪##‬ية اللبناني‪##‬ة‪ ،‬ال‪##‬يت‬
‫كل فريق بأهّن ا قض‪##‬ايا تتّص‪##‬ل باملص‪##‬ري أو ب‪##‬اخلطوط السياس‪##‬ية اإلقليمي‪##‬ة والدولي‪##‬ة يف‬
‫يعترب ُّ‬
‫نط‪#‬اق تأثريه‪#‬ا على الواق‪##‬ع اللبن‪#‬اين ال‪#‬داخلي‪ .‬فاملس‪#‬ألة جيب أن ختض‪#‬ع للح‪#‬وار بعي‪#‬داً عن‬
‫أي فريق للفريق اآلخر‪ ،‬ما دامت هذه القضايا ال متثِّل املصري ال‪##‬ذي‪ #‬ال حيتم‪##‬ل‬
‫مصادرة ّ‬
‫تؤجل لل‪##‬دخول‬
‫االنتظ‪##‬ار يوم‪#‬اً أو ي‪##‬ومني أو ش‪##‬هراً أو ش‪##‬هرين‪ ،‬ب‪##‬ل هي قض‪##‬ايا ميكن أن َّ‬
‫يف حوار موضوعي عقالين‪ ،‬على الطريقة اللبنانية "ال غالب وال مغلوب"‪.‬‬

‫هز االستقرار اللبناين‬


‫ال مصلحة ألحد يف ّ‬
‫ه‪##‬ذا وهن‪##‬اك نقط‪##‬ة ال أزال أؤ ّك‪##‬دها‪ ،‬وهي أ ّن احلرب اللبناني‪##‬ة ـــ اللبناني‪##‬ة على مس‪##‬توى‬
‫وأدى لبن‪## #‬ان دوره يف احلرب املاض‪## #‬ية‪ ،‬وال‪## #‬يت‬
‫اخلل‪## #‬ل األم‪## #‬ين بني اللبن‪## #‬انيني ق‪## #‬د انتهت‪ّ ،‬‬
‫كانت حرب اآلخرين على أرض لبنان‪.‬‬
‫هذه قناعة تدعمها املعلومات غ‪##‬ري اخلاص‪##‬ة‪ ،‬حنن نتص‪#ّ #‬ور أنّ‪##‬ه ليس‪##‬ت هن‪##‬اك مص‪##‬لحة أليّ‪##‬ة‬
‫دول ‪##‬ة‪ ،‬ح ‪##‬ىت ألمريك ‪##‬ا وإس ‪##‬رائيل وفرنس ‪##‬ا‪ ،‬يف إس ‪##‬قاط االس ‪##‬تقرار على املس ‪##‬توى الش ‪##‬عيب‬
‫العام يف لبنان‪ ،‬هناك اغتياالت سياسية تنطل‪##‬ق من خط‪##‬وط سياس‪##‬ية داخلي‪##‬ة أو خارجي‪##‬ة‬
‫يف ه ‪##‬ذا املق ‪##‬ام‪ ،‬ولكنَّه ‪##‬ا ال تص ‪##‬ل إىل مس ‪##‬توى‪ #‬احلرب املذهبي ‪##‬ة واحلرب الطائفي ‪##‬ة‪ ،‬أل ّن‬
‫هن‪##‬اك ض‪##‬مانات حقيقي‪##‬ة يف داخ‪##‬ل لبن‪##‬ان من خالل الش‪##‬عب‪ #‬اللبن‪##‬اين‪ ،‬بع‪##‬دم ال‪ّ #‬دخول يف‬
‫حرب جديدة‪ .‬لذلك‪ ،‬أن‪#‬ا أتص ّ‪#‬ور أ ّن على اللبن‪#‬انيني أن يعرف‪#‬وا كي‪#‬ف ِّ‬
‫يركزون عن‪#‬اوين‬
‫احملبّ‪##‬ة والتس‪##‬امح واحلوار واالع‪##‬رتاف ب‪##‬اآلخر والش‪##‬عور‪ #‬باملواطن‪##‬ة‪ ،‬وأن يعرف‪##‬وا أيض ‪#‬اً أ ّن‬
‫أي ح‪##‬رب ال تنتهي إىل أيّ‪##‬ة نتيج‪##‬ة ملص‪##‬لحة ه‪##‬ذا الفري‪##‬ق أو ذاك الفري‪##‬ق‪ ،‬ب‪##‬ل إ ّن اهليك‪##‬ل‬
‫ِّ‬
‫يف احلرب يس ‪##‬قط على رؤوس اجلمي ‪##‬ع‪ ،‬وه ‪##‬ذا م ‪##‬ا عاش ‪##‬ه اللبن ‪##‬انيون يف احلرب املاض ‪##‬ية‪،‬‬
‫س‪## #‬واء بني م ‪## #‬ذهب وآخ‪## #‬ر‪ ،‬بني أتب‪## #‬اع دين وآخ ‪## #‬ر‪ ،‬وهك ‪## #‬ذا رأين ‪## #‬ا أ ّن ه ‪## #‬ذه احلروب‬
‫تساقطت عند اتفاق الطائف‪ ،‬الذي رأى اجلميع فيه مسألة ميكن هلم أن يلتقوا عليه‪##‬ا‪،‬‬
‫كل مفرداهتا‪.‬‬
‫وإن مل ينفتحوا على ِّ‬

‫اخلوف من الدعوات إىل التدويل‬


‫يف موضوع طلب الوصاية الدولية مسألتان‪:‬‬
‫املس‪##‬ألة األوىل‪ :‬هي َّ‬
‫أن اخلط‪##‬اب اللبن‪##‬اين الرمسي‪ ،‬أو ال‪##‬ذي‪ #‬يتح ‪ّ #‬دث ب‪##‬ه فري‪##‬ق كب‪##‬ريٌ من‬
‫أي إمكان‪##‬ات للجه‪##‬از‬
‫‪#‬ليب عن ِّ‬ ‫ٍ‬
‫السياس‪##‬يني‪ ،‬وال س‪##‬يّما األغلبي‪##‬ة‪ ،‬ه‪##‬و احلديث بش‪##‬كل س‪ّ #‬‬
‫األم‪##‬ين اللبن‪##‬اينّ اجلدي‪##‬د أو للقض‪##‬اء اللبن‪##‬اين‪ ،‬م‪##‬ا ي‪##‬وحي ب‪َّ #‬‬
‫‪#‬أن اللّبن‪##‬انيّني مجيع‪#‬اً يتّفق‪##‬ون على‬ ‫ّ‬
‫ع‪## #‬دم ق‪## #‬درة الق‪#ّ # #‬وة األمني‪## #‬ة على محاي‪## #‬ة اإلنس‪## #‬ان يف لبن‪## #‬ان‪ ،‬س‪## #‬واء ك‪## #‬ان ه‪## #‬ذا اإلنس‪## #‬ان‬
‫شخصية سياسية‪ ،‬أو إعالمي‪#‬ة‪ ،‬أو ديني‪#‬ة‪ ،‬أو م‪#‬ا إىل ذل‪#‬ك‪ ،‬وأ ّن القض‪#‬اء اللبن‪#‬اين ال ميل‪#‬ك‬
‫ختول ‪##‬ه إص ‪##‬دار األحك‪##‬ام وتنفي‪##‬ذها‪ ،‬فم ‪##‬اذا يع‪##‬ين‬
‫أم‪##‬ره‪ ،‬فه‪##‬و ال ميل‪##‬ك مناقبي‪##‬ة ومص ‪##‬داقية ّ‬
‫ذل ‪##‬ك؟ ه ‪##‬ذا يع ‪##‬ين َّ‬
‫أن هن ‪##‬اك إحياءً وال أق ‪##‬ول خطّ ‪##‬ة‪ ،‬ب ‪##‬أ ّن لبن ‪##‬ان حباج ‪##‬ة إىل ق ‪#ّ #‬وات دولي ‪##‬ة‬
‫وحتمي شخص‪##‬ياته‪ ،‬كم‪##‬ا أنّ‪##‬ه حباج‪##‬ة إىل جه‪##‬از قض‪##‬ائي يس‪##‬تطيع‬
‫َ‬ ‫لتحمي ش‪##‬عبه‬
‫َ‬ ‫خارجي‪##‬ة‬
‫أن حيكم يف الكث‪##‬ري من اجلرائم ال‪##‬يت تق‪##‬ع في‪##‬ه‪ .‬وه‪##‬ذا م‪##‬ا يف ّس ‪#‬ر طلب احلكوم‪##‬ة اللبناني‪##‬ة‬
‫إنش‪##‬اء حمكم‪##‬ة دوليّ‪##‬ة‪ ،‬أل ّن القض‪##‬اء اللبن‪##‬اين غ‪##‬ري ق‪##‬ادر على أن حيكم يف ه‪##‬ذه اجلرائم‪ ،‬أو‬
‫طلب إحلاق اجلرائم املس ‪##‬تج ّدة بع ‪##‬د اغتي ‪##‬ال ال ‪##‬رئيس احلري ‪##‬ري بلجن ‪##‬ة التحقي ‪##‬ق الدولي ‪##‬ة‪.‬‬
‫كل هذه املالحظات أو التصرحيات‪.‬‬ ‫إنّين أحت ّدث بذلك من خالل املُناخ الذي خلقته ّ‬
‫املس ‪##‬ألة الثاني ‪##‬ة‪ :‬وال ‪##‬يت ر ّك‪##‬زت عليه ‪##‬ا يف ع ‪##‬دد من خطب اجلمع ‪##‬ة‪ ،‬هي أنّن ‪##‬ا حباج ‪##‬ة إىل‬
‫أص‪##‬دقائنا وإىل أش‪##‬قائنا‪ ،‬حنن حباج‪##‬ة إىل ال‪##‬دول العربي‪##‬ة لتس‪##‬اعدنا يف ك‪#ّ #‬ل م‪##‬ا حنتاج‪##‬ه من‬
‫تقني‪##‬ات ميكنن‪##‬ا من خالهلا تقوي‪##‬ة اجله‪##‬از األم‪##‬ين واجله‪##‬از القض‪##‬ائي‪ .‬وك‪##‬ذلك بالنس‪##‬بة إىل‬
‫أص‪##‬دقائنا يف الع‪##‬امل‪ ،‬ولكن حنن نق‪##‬ول إ ّن هن‪##‬اك فرق‪#‬اً بني الوص‪##‬اية‪ #‬ال‪##‬يت تف‪##‬رض علين‪##‬ا م‪##‬ا‬
‫يري ‪##‬ده اآلخ ‪##‬رون‪ ،‬وأن نتح ‪#ّ #‬رك من خالل مص ‪##‬احل اآلخ ‪##‬رين‪ ،‬وبني الرعاي ‪##‬ة أو املس ‪##‬اعدة‬
‫اليت تفرضها الصداقة‪.‬‬
‫‪#‬دخالت املتك‪#ّ # #‬ررة للس‪## #‬فري األم‪## #‬ريكي يف‬
‫وهن‪## #‬ا ال ب ‪ّ # #‬د أن ال يتع‪## #‬امى اللبن‪## #‬انيون عن الت‪ّ # #‬‬
‫الشؤون اللبنانية‪.‬‬
‫‪#‬جل نقط‪#‬ة هلذا على ه‪#‬ذا‪،‬‬ ‫أتصور أ ّن هناك نقط‪#‬ة علين‪#‬ا أن ِّ‬
‫نؤكدها من دون أن نس ّ‬ ‫إنّين ّ‬
‫وهي أ ّن املش‪## #‬كلة يف لبن‪## #‬ان هي ج ‪##‬زء من مش‪## #‬كلة الش‪## #‬رق األوس ‪# #‬ط‪ #‬ال‪## #‬يت انطلقت من‬
‫خالل مش ‪##‬روع الش ‪##‬رق األوس‪# #‬ط‪ #‬الكب ‪##‬ري‪ ،‬ومن خالل م ‪##‬ا حت ّدث ب ‪##‬ه ال ‪##‬رئيس ب ‪##‬وش يف‬
‫الفوض ‪# #‬ى‪ #‬البنّ‪## #‬اءة‪ ،‬أل ّن األمريك‪## #‬يني يف العن‪## #‬اوين الك‪## #‬ربى ال‪## #‬يت يطرحوهنا للمنطق‪## #‬ة‪ ،‬ال‬
‫حترك ‪##‬وا يف احتالل الع ‪##‬راق‪ ،‬فهم اخ ‪##‬تزنوا‬
‫يتحرك ‪##‬ون كم ‪##‬ا ّ‬
‫خيطّط ‪##‬ون للتفاص ‪##‬يل‪ ،‬وإمّن ا ّ‬
‫‪#‬القوة‪ ،‬ف‪##‬احتلوا الع‪##‬راق‪ ،‬ولكن مل يف ّ‪#‬ك‪#‬روا ملا بع‪##‬د االحتالل‪ .‬ل‪##‬ذلك غرق‪##‬وا‬
‫إحساس‪##‬هم ب‪ّ #‬‬
‫املتحرك ‪##‬ة ويف رم ‪##‬ال املنطق ‪##‬ة احمليط ‪##‬ة ب ‪##‬العراق‬
‫يف الوح ‪##‬ول العراقي ‪#‬ة‪ #‬ويف الرم ‪##‬ال العراقي ‪##‬ة ّ‬
‫ط سياس ‪## #‬ي‪ .‬وهلذا ف ‪## #‬إ ّن القض ‪## #‬ية اآلن يف م ‪## #‬ا أتص ‪#ّ # #‬وره من‬
‫املتحرك ‪## #‬ة يف أك ‪## #‬ثر من خ ‪ّ # #‬‬
‫ّ‬
‫السياسة األمريكية املتحالفة مع السياسية اإلسرائيلية‪ ،‬م‪##‬ع بعض امللحق‪##‬ات‪ ،‬كالسياس‪##‬ة‬
‫حتول إىل ورق‪#‬ة يف ي‪ّ #‬د أمريك‪##‬ا‬
‫الفرنسية اليت تري‪##‬د أن تس‪##‬تعيد دوره‪#‬ا يف لبن‪##‬ان‪ ،‬أ ّن لبن‪##‬ان ّ‬
‫للضغط على سوريا وللوصول إىل أكثر من موقع‪.‬‬
‫أنا ال أريد ال ّدخول يف تق‪#‬ومي الوج‪#‬ود الس‪#‬وري الس‪#‬ابق وم‪#‬ا أخط‪#‬أ في‪#‬ه أو م‪#‬ا إىل ذل‪#‬ك‪،‬‬
‫‪#‬تغل بعض اخلط ‪## #‬وط اإلقليمي ‪## #‬ة‪،‬‬ ‫لكيّن أتص ‪#َّ # #‬ور َّ‬
‫أن مس ‪## #‬ألة لبن ‪## #‬ان هي مس ‪## #‬ألة دولي ‪## #‬ة تس ‪ُّ # #‬‬
‫وليست مسألة إقليمية تتّصل بالعالقات اللبنانية الس‪##‬ورية‪ .‬ل‪##‬ذلك فتّش عن أمريك‪##‬ا‪ ،‬م‪##‬ا‬
‫تتحرك يف اجّت اه آخر‪.‬‬
‫هي العالقات األمريكية السورية‪ ،‬عند ذلك تكون القضايا ّ‬
‫أن َّ‬
‫اخلط األم‪##‬ريكي يف املنطق‪##‬ة ه‪##‬و ال‪##‬ذي واف‪##‬ق على دخ‪##‬ول ق‪##‬وات ال‪##‬ردع‬ ‫حنن نع‪##‬رف َّ‬
‫حتولت‪ #‬إىل ق ‪##‬وات س ‪##‬ورية‪ .‬ك ‪##‬انت املس ‪##‬ألة مبوافق ‪##‬ة أمريكي ‪##‬ة‪ ،‬ل ‪##‬ذلك أن ‪##‬ا‬
‫العربي ‪##‬ة وال ‪##‬يت ّ‬
‫أتص ‪#ّ # #‬ور أ ّن املش ‪## #‬كلة األمريكي ‪## #‬ة م ‪## #‬ع س ‪## #‬وريا هي مش ‪## #‬كلة الع ‪## #‬راق؛ أن تؤيِّد س ‪## #‬وريا‬
‫االحتالل األم‪## #‬ريكي‪ ،‬وأن تتص‪#َّ # #‬رف تص‪#ُّ # #‬رفاً ال ي‪## #‬زعج ه‪## #‬ذا االحتالل‪ .‬وثاني ‪# #‬اً املس‪## #‬ألة‬
‫‪#‬ف س‪## #‬وريا عن دعم االنتفاض‪## #‬ة الفلس‪## #‬طينية ال‪## #‬يت تعتربه‪## #‬ا أمريك‪## #‬ا‬
‫الفلس‪## #‬طينية؛ أن تك‪ّ # #‬‬
‫إرهابي ‪##‬ة وم ‪##‬ا إىل ذل ‪##‬ك‪ .‬عن ‪##‬دما تنطل ‪##‬ق األم ‪##‬ور‪ #‬يف اجتاه العالق ‪##‬ات األمريكي ‪##‬ة الس ‪##‬ورية‬
‫بشكل إجيايب‪ ،‬فسوف خيفف ذلك من الضغوط‪ ،‬إذا مل نقل إنّه ميكن أن ينهيها‪.‬‬
‫مهم‪##‬ة ج ‪##‬داً وحقيقي ‪##‬ة‪ ،‬ألهّن ا تتّص ‪##‬ل‬
‫من هن ‪##‬ا أن ‪##‬ا أتص ‪#ّ #‬ور أ ّن مس ‪##‬ألة التحقي ‪##‬ق هي مس ‪##‬ألة ّ‬
‫بالنس ‪##‬يج اللبن ‪##‬اين‪ ،‬وتتّص ‪##‬ل أيض‪# #‬اً خبلفي ‪##‬ات األمن اللبن ‪##‬اين‪ ،‬ولكيّن ال أعتق ‪##‬د أ ّن أمريك ‪##‬ا‬
‫حترك الكث‪##‬ري من‬
‫كل شيء يف املس‪##‬ألة اللبناني‪#‬ة‪ ،‬ق‪#‬د ّ‬
‫خملصة للتحقيق بالطريقة اليت تعتربه َّ‬
‫خيوط ‪## #‬ه ومن خطوط‪## #‬ه‪ ،‬ولكن ال ‪## #‬دول الك‪## #‬ربى‪ ،‬كم ‪## #‬ا نع ‪## #‬رف‪ ،‬ال ختض ‪## #‬ع للمش‪## #‬اكل‬
‫الص ‪##‬غرية لل ‪##‬دول الص ‪##‬غرى‪ ،‬وه ‪##‬ذا م ‪##‬ا الحظن ‪##‬اه يف الطريق ‪##‬ة ال ‪##‬يت أدار هبا جملس األمن‬
‫املطالب اللبنانية يف قرار جملس األمن األخري‪.‬‬
‫من الطبيعي أ ّن مثل هذا احلدث الذي‪ #‬وصف بالزلزال‪ ،‬يف طبيعته السياسية املأس‪##‬اوية‪،‬‬
‫هتز الكث‪##‬ري من عناص‪##‬ر الواق‪##‬ع اللبن‪##‬اين‪ ،‬س‪##‬واء على‬
‫أن ميثّ‪##‬ل الص‪##‬دمة ال‪##‬يت اس‪##‬تطاعت أن ّ‬
‫مستوى الذين حاولوا أن يوظّفوا احلدث العتباراهتم أو لعناوينهم السياس‪#‬ية‪ ،‬أو ال‪#‬ذين‬
‫عاشوا حتت تأثري النتائج السلبية اليت انعكست عليهم‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإ ّن من الط‪##‬بيعي أن ي‪##‬رتك احلدث آث‪##‬اره على الواق‪##‬ع اللبن‪##‬اين حاض‪##‬راً ومس‪##‬تقبالً‪،‬‬
‫خصوصاً أ ّن تداعيات هذا احلدث أفسحت يف اجملال لغري موقع دويل ليجد فيه الكث‪##‬ري‬
‫من اإلف ‪##‬ادة يف خدم ‪##‬ة مص ‪##‬احله على غ ‪##‬ري مس ‪##‬توى‪ .‬وه ‪##‬ذا م ‪##‬ا الحظن ‪##‬اه يف اهلجم ‪##‬ة ال ‪##‬يت‬
‫انطلقت دوليّاً وإقليميّاً وحمليّاً ض ّد الوجود الس‪##‬وري‪ #‬يف لبن‪##‬ان‪ ،‬فق‪##‬د الحظن‪##‬ا أ ّن ال‪##‬رئيس‬
‫األمريكي‪ #‬جورج بوش سعى إىل اإلفادة من هذا املناخ‪ ،‬يف الواقع الداخلي األم‪##‬ريكي‪،‬‬
‫ُ‬
‫حيث اعت ‪##‬رب أ ّن احلرك ‪##‬ة السياس ‪##‬ية املعارض ‪##‬ة يف لبن ‪##‬ان‪ ،‬وال ‪##‬يت تن ‪##‬ادي باحلري ‪##‬ة والس ‪##‬يادة‬
‫واالستقالل‪ ،‬ظ‪##‬اهرة تثبت جناح‪#‬ه يف مش‪##‬روعه ال‪##‬داعي‪ #‬إىل نش‪##‬ر الدميوقراطي‪##‬ة يف الع‪##‬امل‪،‬‬
‫انطالق‪#‬اً من اعتب‪##‬اره أ ّن ه‪##‬ذه احلرك‪##‬ة انطلقت من خالل اخلط‪##‬وط األمريكي‪#‬ة‪ #‬يف تش‪##‬جيع‬
‫الساحة اللبنانية على أساس تأكيد الدميوقراطية بطريقة أو بأخرى‪.‬‬
‫كم‪##‬ا أنّن‪##‬ا الحظن‪##‬ا أ ّن فرنس‪##‬ا ال‪##‬يت تعت‪##‬رب أ ّن هلا خصوص‪##‬ية يف لبن‪##‬ان‪ ،‬من خالل تارخيه‪##‬ا‬
‫السياس‪##‬ي وعالقته‪##‬ا العض‪##‬وية تقريب‪#‬اً م‪##‬ع كث‪##‬ري من الش‪##‬رائح اللبناني‪##‬ة‪ ،‬ح‪##‬اولت وال ت‪##‬زال‬
‫اإلفادة من ذلك بطريقة ختتلف عن الطريقة األمريكية‪.‬‬
‫اجلو اجلدي‪##‬د يف تص‪##‬فية‬
‫إضافةً إىل بعض الدول العربية‪ ،‬اليت رمّب ا أرادت اإلفادة من هذا ّ‬
‫بعض احلس ‪##‬ابات م ‪##‬ع س ‪##‬وريا‪ .‬ل ‪##‬ذلك ف ‪##‬إنّين أعتق ‪##‬د أ ّن ه ‪##‬ذا احلدث‪ ،‬اس ‪##‬تطاع أن يه ‪#ّ #‬ز‬
‫الواقع اللبناين‪ ،‬وأن يثري الكثري من احلساسيّات والقليل من العقد‪.‬‬

‫معاقبة املقاومة وحصار الطائفة الشيعيّة‬


‫تتعرض الطائفة الشيعيّة يف لبنان إىل نوع بشع من أن‪##‬واع اإلب‪##‬ادة الطائفي‪##‬ة الغرائزي‪##‬ة م‪##‬ع‬
‫ّ‬
‫أهّن م ك ‪## #‬انوا الق ‪#ّ # #‬وة األوىل ال ‪## #‬يت أح ‪## #‬دثت التغي ‪## #‬ري يف لبن ‪## #‬ان من خالل حرك ‪## #‬ة املقاوم ‪## #‬ة‬
‫الص‪##‬ادقة واملض‪##‬حية واألمني‪##‬ة‪ .‬وب‪##‬ذلك‪ ،‬ف‪##‬إ ّن الش‪##‬يعة هم الفري‪##‬ق اإلنس‪##‬اين ال‪##‬ذي اس‪##‬تطاع‬
‫أن يؤ ّ‪#‬ك‪#‬د س‪##‬يادة لبن‪##‬ان بعي‪##‬داً من الش‪##‬عارات والتس‪##‬ويات‪ ،‬ألنّ‪##‬ه أج‪##‬رى أهناراً من ال‪ّ #‬دماء‬
‫وعزته‪.‬‬
‫يف سبيل إزالة االحتالل واستعادة سيادة الوطن وكرامته ّ‬
‫كم‪##‬ا أنّن‪##‬ا عن‪##‬دما ن‪##‬درس الت‪##‬اريخ الش‪##‬يعي‪ #‬يف لبن‪##‬ان‪ ،‬فإنّن‪##‬ا جند أ ّن الشخص‪##‬يات الش‪##‬يعية‪،‬‬
‫س ‪##‬واء على مس ‪##‬توى علم ‪##‬اء ال ‪##‬دين‪ ،‬أو املث ّقفني واملف ّك‪##‬رين‪ ،‬أو على مس ‪##‬توى القاع ‪##‬دة‬
‫الش ‪##‬عبية‪ ،‬اس ‪##‬تطاعوا أن ي ‪##‬رتكوا‪ #‬ت ‪##‬أثريهم يف لبن ‪##‬ان على مس ‪##‬توى االنفت ‪##‬اح‪ #‬على القض ‪##‬ايا‪#‬‬
‫الك ‪##‬ربى‪ ،‬س ‪##‬واء يف مس ‪##‬ألة الص ‪##‬راع ض‪ّ # #‬د إس ‪##‬رائيل‪ ،‬أو يف مس ‪##‬ألة الوح ‪##‬دة العربي ‪##‬ة‪ ،‬أو‬
‫الوح ‪## #‬دة اإلس ‪## #‬المية‪ ،‬أو االنطالق يف اآلف ‪## #‬اق الواس ‪## #‬عة حلرك ‪## #‬ات التح ‪#ّ # #‬رر‪ .‬هلذا فإنّن ‪## #‬ا‪،‬‬
‫عن ‪##‬دما ن ‪##‬درس املس ‪##‬ألة الش ‪##‬يعية يف الواق ‪##‬ع املي ‪##‬داين‪ ،‬ال جند هن ‪##‬اك ح ‪##‬االً من القوقع ‪##‬ة يف‬
‫أي وقت طائفي ‪#‬اً‪.‬‬
‫الزواي‪##‬ا املغلق‪##‬ة‪ ،‬ب‪##‬ل إ ّن قيم‪##‬ة اإلنس‪##‬ان املس‪##‬لم الش‪##‬يعي‪ #‬أنّ‪##‬ه مل يكن يف ّ‬
‫رمّب ا كان يستذكر دائماً حال العدالة‪ ،‬من خالل االض‪##‬طهاد ال‪##‬ذي عاش‪##‬ه ع‪##‬رب الت‪##‬اريخ‪،‬‬
‫أي موق‪#‬ع من املواق‪#‬ع‪ ،‬وه‪#‬ذا م‪#‬ا يف ِّس‪#‬ر ان‪#‬دماج الكث‪#‬ري‬
‫لذلك كان يبحث عن العدالة يف ّ‬
‫من ش‪##‬باب الش‪##‬يعة يف اخلط‪##‬وط اليس‪##‬ارية‪ ،‬أو م‪##‬ا إىل ذل‪##‬ك‪ ،‬ممّ‪##‬ا يط‪##‬الب بالعدال‪##‬ة وينش‪##‬د‬
‫حتقيقها بعيداً من مسألة املضمون العقائدي‪ #‬هلذا الفريق أو ذاك‪.‬‬
‫رمّب ا يأخ ‪##‬ذ بعض الن ‪##‬اس على الش ‪##‬يعة يف لبن ‪##‬ان ق ‪##‬رهبم من س ‪##‬وريا‪ .‬وحنن عن ‪##‬دما ن ‪##‬درس‬
‫املس‪##‬ألة‪ ،‬جند أ ّن املس‪##‬لمني الش‪##‬يعة ليس‪##‬وا‪ #‬ب‪##‬دعاً فيه‪##‬ا‪ ،‬فنحن نع‪##‬رف أ ّن معظم الطوائ‪##‬ف‬
‫اإلس‪##‬المية واملس‪##‬يحية عاش‪##‬ت ه‪##‬ذا الن‪##‬وع من التق‪##‬ارب أو التكام‪##‬ل م‪##‬ع س‪##‬وريا‪ ،‬باعتب‪##‬ار‬
‫موقعها اجلغرايف‪ ،‬أو من خالل امتدادات العالقات السورية اللبنانية التارخيية‪.‬‬
‫ط‬
‫ورمّب ا أخ ‪##‬ذ املس ‪##‬لمون الش ‪##‬يعة ب ‪##‬العنوان الكب ‪##‬ري يف العالق ‪##‬ات م ‪##‬ع س ‪##‬وريا ونتيج ‪##‬ة اخل ّ‬
‫املش‪##‬رتك‪ ،‬يف مس‪##‬ألة الص‪##‬راع م‪##‬ع إس‪##‬رائيل‪ ،‬باعتب‪##‬ار أ ّن املقاوم‪##‬ة اإلس‪##‬المية‪ ،‬ك‪##‬انت وال‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ل‪##‬ذا‪ #‬ف‪##‬إ ّن عم‪#‬ق العالق‪##‬ة انطل‪##‬ق من‬
‫ّ‬ ‫العريب‪ ،‬كما الدعم‪#‬‬
‫تزال حباجة إىل الدعم ّ‬
‫خالل ه‪##‬ذا الن‪##‬وع من أن‪##‬واع التكام‪##‬ل بني املقاوم‪##‬ة وبني س‪##‬وريا ال‪##‬يت ك‪##‬انت وال ت‪##‬زال‬
‫تدعم املقاومة‪.‬‬
‫أي مغ‪##‬ارة طائفي‪##‬ة‪ ،‬ل‪##‬ذا ف‪#‬إهّن م‬
‫إنّ‪##‬ين أس‪##‬تطيع أن أؤ ّ‪#‬ك‪#‬د أ ّن الش‪##‬يعة مل ي‪##‬دخلوا يف لبن‪##‬ان يف ّ‬
‫عموم ‪#‬اً مل يش ‪##‬اركوا‪ #‬يف احلرب اللبناني ‪##‬ة كم ‪##‬ا ش ‪##‬ارك اآلخ ‪##‬رون‪ ،‬وهم يف ال ‪##‬وقت‪ #‬نفس ‪##‬ه‬
‫املؤسس‪## #‬ات الدس‪## #‬تورية‪ ،‬أو من خالل‬
‫انفتح‪## #‬وا‪ #‬على ك‪#ّ # #‬ل اجله‪## #‬ات‪ ،‬س‪## #‬واء من داخ‪## #‬ل ّ‬
‫العام ‪##‬ة‪ .‬ل ‪##‬ذلك نالح ‪##‬ظ أ ّن احلديث عن غي ‪##‬اب املس ‪##‬لمني الش ‪##‬يعة عن عملي ‪##‬ة‬
‫األج ‪##‬واء ّ‬
‫التغيري يف لبنان‪ ،‬هو حديث غري ذي موضوع‪ ،‬ولكن للشيعة أولويّاهتم‪ #‬كالكثريين من‬
‫اللبن‪##‬انيني ال‪##‬ذين يدرس‪##‬ون األم‪##‬ور‪ #‬حبس‪##‬ابات دقيق‪##‬ة بعي‪##‬داً من ك‪#ّ #‬ل انفع‪##‬ال‪ ،‬إهّن م يعمل‪##‬ون‬
‫على أساس التغي‪##‬ري ال‪#‬ذي‪ #‬ال يرتك‪#‬ز إىل ص‪#‬راخ االنفع‪#‬ال‪ ،‬وإمّن ا ينطل‪#‬ق من خالل العقلن‪##‬ة‬
‫اليت تدرس األمور‪ #‬من الداخل واخلارج‪.‬‬

‫صياغة وطن!‬
‫إنّن‪##‬ا نتص‪##‬ور أ ّن الش‪##‬يعة يعيش‪##‬ون ال‪##‬وطن بأوس‪##‬ع م‪##‬ا يك‪##‬ون‪ ،‬وإذا ك‪##‬انت مس‪##‬ألة ص‪##‬ياغة‬
‫تتحرك يف اجتاه املناخ الدويل الذي‪ #‬يريد استغالل لبنان واس‪##‬تغالل الع‪##‬امل الع‪##‬ريب‬
‫الوطن ّ‬
‫ط العدال‪##‬ة‪ ،‬ال‪##‬ذي‪#‬‬
‫ملص‪##‬احله‪ ،‬ف‪##‬إ ّن املس‪##‬لمني الش‪##‬يعة ك‪##‬انوا وال يزال‪##‬ون يقف‪##‬ون بق‪#ّ #‬وة م‪##‬ع خ‪ّ #‬‬
‫يتمثّل ‪##‬ون يف ك ‪#ّ #‬ل ت ‪##‬ارخيهم وح ‪##‬ركتهم يف الواق ‪##‬ع السياس ‪##‬ي على مس ‪##‬توى لبن ‪##‬ان وعلى‬
‫مس ‪##‬توى اخلارج‪ .‬ل ‪##‬ذلك من الط ‪##‬بيعي ج‪ّ # #‬داً أن يق ‪##‬ف املس ‪##‬لمون الش ‪##‬يعة ض ‪ّ #‬د السياس ‪##‬ة‬
‫األمريكي‪##‬ة ال‪##‬يت تل‪##‬تزم إس‪##‬رائيل ب‪##‬املطلق وتل‪##‬تزم ال‪##‬ديكتاتوريات‪ ،‬وال‪##‬يت ق‪##‬د تعطيه‪##‬ا عن‪##‬وان‬
‫اجلزارين‬
‫الس ‪##‬الم ألهّن ا تلتقي م ‪##‬ع مص ‪##‬احلها‪ ،‬أو عن ‪##‬وان الدميوقراطي ‪##‬ة‪ ،‬وق ‪##‬د تعطي بعض ّ‬
‫لقب رجل السالم كما فعلت مع شارون‪.‬‬
‫إ ّن املسلمني الشيعة ليسوا مع ّقدين من اآلخرين‪ ،‬ولكنّهم‪ #‬يدرسون عالقتهم ومواقفهم‬
‫ألي دول‪##‬ة عظمى أو ك‪##‬ربى أن تض‪##‬طهد‬
‫ط العدال‪#‬ة‪ #‬اإلنس‪##‬انية ال‪##‬يت ال تري‪##‬د ّ‬
‫من خالل خ ّ‬
‫ومؤسس‪## #‬ات‬
‫املستض‪## #‬عفني‪ .‬ل‪## #‬ذا‪ ،‬ف‪## #‬إنّين أعتق‪## #‬د أ ّن الش‪## #‬يعة مش‪## #‬اركون‪ #‬يف ك‪#ّ # #‬ل ال‪## #‬وطن ّ‬
‫الدول‪## # # # # # #‬ة‪ ،‬فهم يف جملس الن‪## # # # # # #‬واب‪ ،‬ويف احلكوم‪## # # # # # #‬ة‪ ،‬ومش‪## # # # # # #‬اركون‪ #‬يف التظ‪## # # # # # #‬اهرات‬
‫االحتجاجي‪##‬ة‪ ،‬ولكن على أس‪##‬اس م‪##‬ا يريدون‪##‬ه وم‪##‬ا يؤمن‪##‬ون ب‪##‬ه‪ ،‬ال على أس‪##‬اس م‪##‬ا يري‪##‬ده‬
‫اآلخرون‪.‬‬
‫بعض الن ‪##‬اس يعت ‪##‬ربون أنّ ‪##‬ك إذا مل تس ‪##‬قط أم ‪##‬ام ش ‪##‬عاراهتم وأم ‪##‬ام خط ‪##‬وطهم السياس ‪##‬ية‪،‬‬
‫فإنّ‪## #‬ك تعت‪## #‬رب خ‪## #‬ارج نط‪## #‬اق الواق‪## #‬ع أو خ‪## #‬ارج "اإلمجاع"‪ .‬إ ّن الش‪## #‬يعة عاش‪## #‬وا يف ك‪#ّ # #‬ل‬
‫ت ‪##‬ارخيهم‪ ،‬س ‪##‬واء يف لبن ‪##‬ان أو الع ‪##‬راق أو أم ‪##‬اكن أخ ‪##‬رى‪ ،‬االس ‪##‬تقالل واحلري ‪##‬ة‪ ،‬ودفع ‪##‬وا‬
‫الكثري يف سبيل ذلك وما زالوا يدفعون‪.‬‬
‫ول‪##‬ذا‪ ،‬ف‪##‬إ ّن القض‪##‬ية ليس‪##‬ت قض‪##‬ية أن يركب‪##‬وا املوج‪##‬ة وأن يس‪##‬ريوا مبا يقتن‪##‬ع ب‪##‬ه اآلخ‪##‬رون‪،‬‬
‫أل ّن هلم قناع‪##‬اهتم‪ .‬لق‪##‬د ش‪##‬ارك املس‪##‬لمون الش‪##‬يعة يف لبن‪##‬ان سياس‪##‬ياً وثقافي ‪#‬اً وأمني ‪#‬اً‪ ،‬وم‪##‬ا‬
‫احلر يف خطوطها السياسية واجلهادية‪.‬‬
‫زالوا‪ #‬الفئة اليت تنطلق من اقتناعها ّ‬

‫اإلحبــاط‬
‫ه‪##‬ذا وأن‪##‬ا لس‪##‬ت أرى م‪##‬ا ي‪##‬دعو إىل اخلوف من أن يص‪##‬بح الش‪##‬يعة "الطائف‪##‬ة احملبط‪##‬ة" يف‬
‫لبنان‪.‬‬
‫أي عنص‪##‬ر من عناص‪##‬ر اإلحب‪##‬اط‪ ،‬أل ّن اإلحب‪##‬اط إذا ك‪##‬ان ينطل‪##‬ق‬
‫أن‪##‬ا ال أتص‪#ّ #‬ور أ ّن هن‪##‬اك ّ‬
‫من حماول‪## #‬ة البعض ع‪## #‬زل املس‪## #‬لمني الش‪## #‬يعة عن س‪## #‬احة الواق‪## #‬ع‪ ،‬فإنّ‪## #‬ه ال يس‪## #‬تطيع‪ ،‬أل ّن‬
‫الش‪##‬يعة وف‪##‬ق حض‪##‬ورهم ال‪##‬دائم يف ك‪#ّ #‬ل املواق‪##‬ع‪ ،‬ال يس‪##‬محون‪ #‬ألح‪##‬د ب‪##‬أن يع‪##‬زهلم‪ ،‬فهم‬
‫متمردون على العزل‪ ،‬أل ّن حضورهم قد يكون من أقوى أنواع احلضور يف لبنان‪.‬‬
‫ّ‬
‫قضية أن حتبط هي قض‪##‬ية أن ال تك‪##‬ون ل‪##‬ك قض‪##‬ية‪ ،‬وال ي‪#‬زال املس‪##‬لمون الش‪##‬يعة حيمل‪##‬ون‬
‫كل العرب يف شكل أو آخ‪##‬ر يف‬
‫قضية التحرير وقضية مقارعة إسرائيل‪ ،‬كما مل حيمله ّ‬
‫الس ‪##‬احة امليداني ‪##‬ة‪ ،‬ل ‪##‬ذلك ف ‪##‬إ ّن حض ‪##‬ورهم السياس ‪##‬ي يف لبن ‪##‬ان‪ ،‬واملتزاوج م ‪##‬ع احلض ‪##‬ور‬
‫اجله‪##‬ادي‪ ،‬اس‪##‬تطاع أن يتج‪##‬اوز لبن‪##‬ان إىل ك‪#ّ #‬ل الع‪##‬امل الع‪##‬ريب واإلس‪##‬المي‪ ،‬وح‪##‬ىت الع‪##‬امل‬
‫األورويب‪ ،‬الذي‪ #‬اضطر إىل أن يتح ّدث عن الشيعة يف املقاومة اإلسالمية وما إىل ذل‪##‬ك‬
‫بطريقة إجيابية‪ّ .‬أما إذا كانت قضية اإلحباط‪ ،‬من جهة أهّن م ال ميلكون الفرص الكبرية‬
‫ال‪## # # #‬يت ميلكه‪## # # #‬ا اآلخ‪## # # #‬رون من خالل عالق‪## # # #‬اهتم‪ #‬اخلارجي‪## # # #‬ة أو من خالل انفع‪## # # #‬اهلم م‪## # # #‬ع‬
‫السياس‪##‬ات اخلارجي‪##‬ة وخض‪##‬وعهم هلا‪ ،‬ف‪##‬إ ّن ه‪##‬ذا يعطيهم الكث‪##‬ري من العنف‪##‬وان‪ ،‬انطالق ‪#‬اً‬
‫من أهّن م يعيشون استقالل قرارهم وإرادهتم بعيداً من االنفعال أو السقوط حتت عجلة‬
‫السياسة الدولية اليت حتاول السيطرة على املنطق‪#‬ة ع‪#‬رب مش‪#‬روع الش‪#‬رق األوس‪#‬ط الكب‪#‬ري‬
‫أو املشاريع‪ #‬األخرى‪.‬‬
‫إ ّن املس‪## #‬ألة هي أ ّن املس‪## #‬لمني الش‪## #‬يعة‪ ،‬كك‪#ّ # #‬ل األح‪## #‬رار‪ ،‬عن‪## #‬دما تفتح س‪## #‬احة الص‪## #‬راع‬
‫القومي أمام القضايا الكربى‪ ،‬فإهّن م ال يش‪##‬عرون بالس‪##‬قوط عن‪##‬دما يواجه‪##‬ون التح‪ّ #‬ديات‬
‫أو بعض‪# #‬اً من أن ‪##‬واع املش ‪##‬كالت‪ ،‬وإمّن ا يعتربوهنا‪ #‬ض ‪##‬ريبةً للموق ‪##‬ف وحلرك ‪##‬ة اجله ‪##‬اد من‬
‫أجل قضايا العدالة لإلنسان‪.‬‬
‫ل‪##‬ذلك أعتق‪##‬د أ ّن الش‪##‬يعة مل ينطلق‪##‬وا من خالل ال‪##‬دعم‪ #‬الس‪##‬وري‪ #‬يف وج‪##‬ودهم‪ ،‬ب‪##‬ل إهّن م‬
‫مس‪##‬تقلّون اس‪##‬تقالالً ك‪##‬امالً وف‪##‬ق وج‪##‬ودهم وحض‪##‬ورهم‪ #‬السياس‪##‬ي‪ ،‬ال‪##‬ذي مل ينطل‪##‬ق من‬
‫تعليمات سورية أو غري سورية‪.‬‬
‫إنّ ‪##‬ين أس ‪##‬تطيع التأكي ‪##‬د‪ ،‬وف ‪##‬ق معلوم ‪##‬ايت الدقيق ‪##‬ة‪ ،‬أ ّن عملي ‪##‬ات املقاوم ‪##‬ة مل تتح ‪#ّ #‬رك على‬
‫الطريق ‪##‬ة ال ‪##‬يت ك ‪##‬انت تتح ‪#ّ #‬رك هبا بعض املنظّم ‪##‬ات من تنفي ‪##‬ذ التعليم ‪##‬ات يف احلاج ‪##‬ة إىل‬
‫مقاوم ‪##‬ة هن ‪##‬ا أو هن ‪##‬اك‪ ،‬ب ‪##‬ل رمّب ا ك ‪##‬انت املقاوم ‪##‬ة اإلس ‪##‬المية يف لبن ‪##‬ان تق ‪##‬وم بعملياهتا مبا‬
‫خيدم اس‪## #‬رتاتيجيتها‪ #‬اجلهادي‪## #‬ة‪ ،‬حبيث إ ّن الس‪## #‬وريني ال يعرف‪## #‬ون هبا إالّ بع‪## #‬د ذل‪## #‬ك‪ .‬هلذا‬
‫فالش ‪## # #‬يعة ميثّل ‪## # #‬ون جمتمع‪# # # #‬اً مس ‪## # #‬تقالًّ ح ‪#ّ # # #‬راً يف إرادت ‪## # #‬ه‪ ،‬وال أحت ّدث فق ‪## # #‬ط عن املقاوم ‪## # #‬ة‬
‫اإلس ‪##‬المية‪ ،‬ب ‪##‬ل إنّ ‪##‬ين أحت ّدث عن الش ‪##‬رائح املث ّقف ‪##‬ة واملف ّك‪##‬رة ال ‪##‬يت تتن ‪#ّ #‬وع يف خطوطه ‪##‬ا‬
‫السياسية ويف عالقاهتا باألطياف اللبنانية‪ .‬إ ّن دور س‪##‬وريا بالنس‪##‬بة إىل املس‪##‬لمني الش‪##‬يعة‬
‫هو دور التحالف على أساس القضية الكربى؛ قضية الصراع مع إسرائيل‪ ،‬والتخفي‪##‬ف‬
‫من الض ‪##‬غط األم ‪##‬ريكي‪ .‬وأعتق ‪##‬د أ ّن الكث ‪##‬ريين من الش ‪##‬يعة إمّن ا يقف ‪##‬ون م ‪##‬ع س ‪##‬وريا‪ ،‬أل ّن‬
‫س ‪##‬وريا هي البل ‪##‬د الع ‪##‬ريب الوحي‪# #‬د‪ #‬ال ‪##‬ذي‪ #‬ال ي ‪##‬زال يط ‪##‬رح العن ‪##‬اوين الك ‪##‬ربى يف املس ‪##‬ألة‬
‫العربي ‪##‬ة‪ ،‬وال ي ‪##‬زال ي ‪##‬دفع‪ #‬األمثان الك ‪##‬ربى يف س ‪##‬بيل مواقف ‪##‬ه‪ ،‬وخصوص ‪#‬اً جله ‪##‬ة احتض ‪##‬انه‬
‫حرك‪##‬ة املقاوم‪##‬ة الفلس‪##‬طينية‪ ،‬أو من خالل رفض‪##‬ه لالحتالل األم‪##‬ريكي للع‪##‬راق وتأيي‪##‬ده‬
‫للمقاومة العراقية‪.‬‬
‫ل‪##‬ذا‪ ،‬ف‪##‬إ ّن عالق‪##‬ة املس‪##‬لمني الش‪##‬يعة بس‪##‬وريا‪ ،‬كعالق‪##‬ة الكث‪##‬ري من القوم‪##‬يني الع‪##‬رب أو من‬
‫عم‪#‬ا‬
‫اليساريني‪ ،‬هي عالق‪#‬ة العن‪#‬اوين الك‪#‬ربى‪ #‬ال‪#‬يت ال ت‪#‬زال س‪#‬وريا تلتزمه‪#‬ا‪ ،‬بقط‪#‬ع النظ‪#‬ر ّ‬
‫يث ‪##‬ريه البعض يف ه ‪##‬ذا االل ‪##‬تزام‪ #‬من عالم ‪##‬ات اس ‪##‬تفهام هن ‪##‬ا أو هن ‪##‬اك‪ .‬القض ‪##‬ية هي قض ‪##‬ية‬
‫ن‪##‬وع من أن‪##‬واع التكام‪##‬ل يف القض‪##‬ايا الكب‪##‬رية ال‪##‬يت ي‪##‬ؤمن هبا املس‪##‬لمون الش‪##‬يعة‪ ،‬وليس‪##‬ت‬
‫القض‪## # # #‬ية أهّن م اس‪## # # #‬تعاروا أو يس‪## # # #‬تعريون ق‪#ّ # # # #‬وهتم ووج‪## # # #‬ودهم وحض‪## # # #‬ورهم‪ #‬من اجلانب‬
‫السوري‪#.‬‬
‫كان الشيعة موجودين قب‪##‬ل أن ت‪##‬دخل س‪##‬وريا إىل لبن‪##‬ان‪ ،‬وهم موج‪##‬ودون بع‪##‬د دخوهلا‪،‬‬
‫احلرة ال ‪##‬يت تع ‪##‬رف‬
‫وس ‪##‬يبقون موج ‪##‬ودين بع ‪##‬د خروجه ‪##‬ا‪ ،‬ألهّن م ميثّل ‪##‬ون اإلرادة املس ‪##‬تقلّة ّ‬
‫كيف تتعامل وتتكامل وتتحالف مع اجلهات‪ ،‬سواء كانت دولية أو حركية‪.‬‬

‫حساسية شيعية سنِّية!‬


‫ض‪#‬ر مناخاهتا احلاق‪#‬دون واملغرض‪##‬ون فأن‪##‬ا‬
‫ّأما عن احلساسيّات الشيعية السنية‪ ،‬اليت ب‪##‬دأ حي ّ‬
‫أي س ‪##‬لبية يف الس ‪##‬احة السياس ‪##‬ية والثقافي ‪##‬ة اإلس ‪##‬المية يف م ‪##‬ا يتّص ‪##‬ل‬
‫ال أتص ‪#ّ #‬ور وج ‪##‬ود ّ‬
‫بالعالق ‪##‬ات بني ال ُّس ‪#‬نّة والش ‪##‬يعة‪ .‬إ ّن الش ‪##‬يعة ك ‪##‬انوا‪ #‬وال يزال ‪##‬ون حيمل ‪##‬ون ش ‪##‬عار الوح ‪##‬دة‬
‫ويتحرك ‪##‬ون يف اجتاه حتقيق ‪##‬ه‪ .‬وأذك ‪##‬ر أنّ ‪##‬ين من ‪##‬ذ الع ‪##‬ام ‪ 1952‬ش ‪##‬اركت‪ #‬يف‬
‫ّ‬ ‫اإلس ‪##‬المية‬
‫احتف‪##‬ال يف ب‪##‬ريوت يف أربعني املرح‪##‬وم العالم‪##‬ة الس‪##‬يّد‪ #‬حمس‪##‬ن األمني‪ ،‬ودع‪##‬وت يف ذل‪##‬ك‬
‫الوقت‪ #‬إىل العمل لتحقيق الوحدة اإلسالمية‪ .‬وأذك‪#‬ر أيض‪#‬اً أنّ‪##‬ين التقيت يف ذل‪##‬ك احلف‪##‬ل‬
‫باملرحوم الدكتور‪ #‬مصطفى السباعي املرشد العام‪ #‬لإلخوان املسلمني يف سوريا ولبنان‪،‬‬
‫حول مسألة الوحدة اإلسالمية‪.‬‬
‫ط الوح ‪##‬دة اإلس ‪##‬المية على مس ‪##‬توى الع ‪##‬امل‬
‫أحترك يف خ‪ّ # #‬‬
‫وم ‪##‬ا زلت من ‪##‬ذ ذل ‪##‬ك ال ‪##‬وقت ّ‬
‫اإلسالمي‪ .‬وهكذا رأينا كيف أ ّن علماء الشيعة ميارسون الوح‪##‬دة اإلس‪##‬المية وينظِّرون‬
‫هلا‪ ،‬وحنن نعرف أ ّن دع‪##‬وة التق‪##‬ريب بني املذاهب اإلس‪##‬المية انطلقت يف مص‪##‬ر من ع‪##‬امِل‬

‫القمي‪ ،‬الذي‪ #‬انفتح على علم‪##‬اء األزه‪##‬ر‪ .‬مثّ عن‪##‬دما أغلقت‬


‫شيعي هو الشيخ حممد تقي ّ‬
‫دار التق‪##‬ريب بني املذاهب‪ #‬اإلس‪##‬المية يف الق‪##‬اهرة انفتحت‪ #‬عليه‪##‬ا اجلمهوري‪##‬ة اإلس‪##‬المية‬
‫كل س‪##‬نة‬
‫أسست جم ّدداً جممع التقريب بني املذاهب‪ #‬اإلسالمية‪ ،‬وتنظّم ّ‬
‫اإليرانية‪ ،‬حيث َّ‬
‫كل املذاهب‪.‬‬
‫مؤمترات يشارك فيها ممثّلون عن ّ‬
‫إ ّن هن ‪##‬اك من حياول االص ‪##‬طياد يف املاء العك ‪##‬ر يف بعض الس ‪##‬لبيات الفردي ‪##‬ة ال ‪##‬يت حتدث‬

‫هن‪## #‬ا أو هن‪## #‬اك‪ ،‬يف بعض األج‪## #‬واء السياس‪## #‬ية‪ ،‬إلجياد ه‪#ّ # #‬وة بني ال ُّس ‪# #‬نّة والش‪## #‬يعة‪ ،‬ولكيّن‬
‫أعتق‪##‬د أ ّن علم‪##‬اء املذهبني وسياس‪##‬يّيهم وعقالءهم‪ ،‬يعمل‪##‬ون على ردم ك‪#ّ #‬ل ه‪##‬وة حياول‬
‫البعض أن حيفره‪##‬ا بني الط‪##‬ائفتني‪ .‬إنّن‪##‬ا كنّ‪##‬ا نق‪##‬ول وال ن‪##‬زال‪ ،‬حنن يف حاج‪##‬ة إىل تأكي‪##‬د‬
‫الوح ‪## #‬دة اإلس ‪## #‬المية بني ال ُّس‪# # #‬نّة والش ‪## #‬يعة يف لبن ‪## #‬ان والع ‪## #‬امل اإلس ‪## #‬المي‪ ،‬كخط ‪## #‬وة أوىل‬
‫متق ّدمة للوحدة الوطنية اللبنانية‪.‬‬

‫خاصة للشيعة‬
‫ال مشاريع ّ‬
‫إ ّن احلديث عن مشروع خاص للشيعة‪ ،‬سواء على مستوى الع‪##‬امل اإلس‪##‬المي‪ ،‬كم‪##‬ا يف‬
‫احلديث الذي أثاره بعض املسؤولني العرب حول «اهلالل الش‪##‬يعي»‪ ،‬أو على مس‪##‬توى‬
‫الع‪##‬راق‪ ،‬وال س‪##‬يّما بع‪##‬د التط‪#ّ #‬ورات ال‪##‬يت ش‪##‬هدها ه‪##‬ذا البل‪##‬د‪ّ ،‬أم‪##‬ا على مس‪##‬توى لبن‪##‬ان ه‪##‬و‬
‫‪#‬ديث ليس ص ‪## #‬حيحاً‪ ،‬وأس ‪## #‬تطيع أن أؤ ّك‪## #‬د أنّ ‪## #‬ه ليس للش ‪## #‬يعة يف ك ‪#ّ # #‬ل املواق ‪# #‬ع‪ #‬ال ‪## #‬يت‬
‫ح‪ٌ ##‬‬
‫أي مش‪##‬روع خ‪##‬اص على املس‪##‬توى‬
‫يعيش‪##‬ون فيه‪##‬ا‪ ،‬س‪##‬واء يف لبن‪##‬ان أو اخلليج أو الع‪##‬راق‪ّ ،‬‬
‫السياسي‪ ،‬وهم ال يريدون تقسيم العراق على أس‪##‬اس أن تك‪##‬ون للش‪##‬يعة دول‪##‬ة في‪##‬ه‪ ،‬وال‬
‫يري‪##‬دون تقس‪##‬يم لبن‪##‬ان على أس‪##‬اس أن يك‪##‬ون للش‪##‬يعة دول‪##‬ة‪ ،‬وال يري‪##‬دون أن يض‪##‬طهدوا‪#‬‬
‫أحداً‪ ،‬كما ال يريدون أن يض‪#‬طهدهم أح‪##‬د‪ .‬إنّ‪##‬ين أس‪##‬تطيع أن أؤ ّك‪#‬د أ ّن الش‪##‬يعة يف ك ّ‪#‬ل‬
‫املن ‪## #‬اطق ال ‪## #‬يت يقيم ‪## #‬ون فيه ‪## #‬ا هم مواطن ‪## #‬ون خيلص ‪## #‬ون ل ‪## #‬وطنهم‪ ،‬ويري ‪## #‬دون أن يكون ‪## #‬وا‬
‫متساوين مع املواطنني اآلخرين يف احلقوق والواجبات‪.‬‬
‫ّأم‪## #‬ا ال‪## #‬ذين يقول‪## #‬ون عكس ذل‪## #‬ك‪ ،‬ف‪# #‬إهّن م‪ #‬حياولون إبق‪## #‬اء الش‪## #‬يعة يف دائ‪## #‬رة االض‪## #‬طهاد‬
‫والعُزلة‪ .‬إنّنا نؤ ّكد أنّنا مع املسلمني مجيعاً يف القض‪##‬ايا اإلس‪##‬المية الك‪##‬ربى‪ ،‬وم‪##‬ع الع‪##‬رب‬
‫مجيع‪# # # #‬اً يف القض ‪## # #‬ايا‪ #‬العربي ‪## # #‬ة الك ‪## # #‬ربى‪ ،‬وم ‪## # #‬ع ك ‪#ّ # # #‬ل املستض ‪## # #‬عفني يف الع ‪## # #‬امل يف قض ‪## # #‬ايا‬
‫أي ص‪##‬وت أن يث‪##‬ري القض‪##‬ية يف ه‪##‬ذا االجتاه أو يق ‪ّ #‬دم دليالً‬
‫املستض‪##‬عفني‪ .‬وحنن نتح ‪ّ #‬دى ّ‬
‫واح ‪##‬داً على أ ّن مثّ ‪##‬ة خصوص ‪##‬يات ش ‪##‬يعية تتج ‪##‬اوز اخلصوص ‪##‬يات الوطني ‪##‬ة أو العربي ‪##‬ة أو‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫سالح املقاومة حاجة‬


‫ّأم ‪##‬ا احلديث عن ن ‪##‬زع س ‪##‬الح املقاوم ‪##‬ة يف اجلن ‪##‬وب‪ ،‬على أس ‪##‬اس أ ّن املقاوم ‪##‬ة ق ‪##‬د َّأدت‬
‫مهمته‪##‬ا‪ ،‬فه‪##‬و ح‪##‬ديث في‪##‬ه الكث‪##‬ري من املراوغ‪##‬ة فعن‪##‬دما ن‪##‬درس مس‪##‬ألة انطالق‪##‬ة املقاوم‪##‬ة‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪#‬رائيلي‪ ،‬والع‪##‬دوان‪#‬‬
‫‪#‬ريب اإلس‪ّ #‬‬
‫س‪##‬نجد أ ّن االنطالق‪##‬ة ك‪##‬انت من خالل حرك‪##‬ة الص‪##‬راع الع‪ّ #‬‬
‫اإلس‪##‬رائيلي ض‪ّ #‬د لبن‪##‬ان‪ ،‬وال‪##‬ذي‪ #‬جنم عن‪##‬ه احتالل ب‪##‬ريوت‪ .‬ل‪##‬ذا‪ #‬ف‪##‬إ ّن التجرب‪##‬ة اللبناني‪##‬ة م‪##‬ع‬
‫إس‪##‬رائيل‪ ،‬كم‪##‬ا هي التجرب‪##‬ة العربي‪##‬ة‪ ،‬تؤ ّك‪##‬د أ ّن ه‪##‬ذا الكي‪##‬ان كي‪##‬ان ع‪##‬دواينّ يس‪##‬عى إىل‬
‫الس ‪##‬يطرة على ك ‪#ّ #‬ل املن ‪##‬اطق العربي ‪##‬ة‪ .‬ل ‪##‬ذلك ف ‪##‬إ ّن املقاوم ‪##‬ة اإلس ‪##‬المية عملت على جب ‪##‬ه‬
‫االحتالل ح‪##‬ىت أخرجت‪##‬ه من معظم املن‪##‬اطق احملتل‪##‬ة‪ .‬وال ت‪##‬زال مس‪##‬ألة م‪##‬زارع ش‪##‬بعا ال‪##‬يت‬
‫وشعيب أهّن ا أرض لبنانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رمسي‬
‫يعتقد اللبنانيون على مستوى ّ‬
‫مثّ ق ‪##‬د يف ‪##‬رتض اآلخ ‪##‬رون انس ‪##‬حاب إس ‪##‬رائيل من م ‪##‬زارع ش ‪##‬بعا‪ ،‬ويس ‪##‬ألون‪ :‬ملاذا يبقى‬
‫س‪##‬الح املقاوم‪##‬ة؟ لكنّن‪##‬ا نع‪##‬رف أنّن‪##‬ا ال ن‪##‬زال يف ح‪##‬ال ح‪##‬رب م‪##‬ع إس‪##‬رائيل‪ ،‬وأهّن ا ليس ‪#‬ت‪#‬‬
‫أي ض‪##‬مانة يف أهّن ا ال تعت‪##‬دي على لبن‪##‬ان يف املس‪##‬تقبل‪،‬‬
‫يعطي أح‪##‬د ّ‬
‫الدول‪##‬ة ال‪##‬يت ميكن أن َ‬
‫أي حال سلبية قد تصنعها وقد تستغلها‪.‬‬
‫حتت تأثري ّ‬
‫فل ‪##‬و فرض ‪##‬نا أ ّن املقاوم ‪##‬ة ن ‪##‬زعت س ‪##‬الحها‪ ،‬وق ‪##‬امت بعض اجله ‪##‬ات أو املنظّم ‪##‬ات ببعض‬
‫تستغل ذلك للعدوان‪ #‬على لبنان‪ .‬وحنن نع‪##‬رف‬
‫ّ‬ ‫األعمال ض ّد إسرائيل‪ ،‬فإ ّن إسرائيل قد‬
‫حتم ‪##‬ل املقاوم‪## #‬ة اإلس‪## #‬المية مس‪## #‬ؤولية‪ #‬بعض العملي‪## #‬ات يف داخ‪## #‬ل‬
‫أ ّن إس‪## #‬رائيل ال ت‪## #‬زال ّ‪#‬‬
‫فلسطني‪.‬‬
‫وعليه نسأل‪َ :‬من حيمي لبنان إذا ما قامت إسرائيل بعدوان عليه؟‬
‫حنن حنرتم اجليش اللبن ‪##‬اين‪ ،‬ولكنّن ‪##‬ا نع ‪##‬رف أ ّن ه ‪##‬ذا اجليش ال يس ‪##‬تطيع أن يواج ‪##‬ه اجليش‬
‫ط املواجه‪##‬ة‬
‫اإلس‪##‬رائيلي كم‪##‬ا يواج‪##‬ه جيش جيش ‪#‬اً‪ ،‬ل‪##‬ذا‪ #‬ال ب ‪ّ #‬د من مقاوم‪##‬ة لبناني‪##‬ة يف خ ‪ّ #‬‬
‫تكون مبثابة اجليش الشعيب االحتياطي يف لبنان‪.‬‬
‫وعندما تصل األمور‪ #‬يف الع‪##‬امل الع‪##‬ريب ويف لبن‪##‬ان إىل املس‪##‬توى ال‪##‬ذي ي‪##‬أمن في‪##‬ه اللبن‪##‬انيون‬
‫‪#‬رائيلي تض‪##‬ع إس‪##‬رائيل أس‪##‬بابه أو مفردات‪##‬ه‪ ،‬وحتص‪##‬ل هن‪##‬اك‬
‫أي ع‪##‬دوان إس‪ّ #‬‬
‫مئ‪##‬ة يف املئ‪##‬ة من ّ‬
‫ضمانات حقيقية يف هذا اجملال‪ ،‬فإنّه ال حاجة عند ذلك إىل سالح املقاومة‪.‬‬

‫أي استقالل!‬
‫ّ‬
‫ي األزم‪##‬ة السياس‪##‬ية احلاص‪##‬لة إىل ح‪##‬رب أهلي‪##‬ة‪ ،‬ف‪##‬إيّن هن‪##‬ا‬
‫‪#‬ؤد َ‬
‫ّأم‪##‬ا عن التخ‪#ُّ #‬وف من أن ت‪ّ #‬‬
‫حرم فيها املساس بالسلم األهلي‪.‬‬ ‫أذكر بالفتوى اليت أصدرهتا‪ #‬واليت ّ‬
‫أي معطيات دولي‪#‬ة أو إقليمي‪#‬ة أو حمليّ‪#‬ة تس‪#‬مح بان‪#‬دالع‬
‫هذا وحنن نعتقد أنّه ليس هناك ّ‬
‫حرب أهلية‪ .‬إ ّن الظروف اليت كانت قائمة يف لبنان إبّان احلرب األهلية‪ ،‬كانت متلك‬
‫الكثري من اخلطوط السياسية الدولية‪ ،‬وأ ّن التعقيدات اليت حصلت يف ذلك ال‪##‬وقت من‬
‫الفوض‪# #‬ى‪ #‬السياس ‪##‬ية على مس ‪##‬توى ص ‪##‬راع اليمني واليس ‪##‬ار‪ ،‬واحلرب الب ‪##‬اردة والتموي ‪##‬ل‬
‫اهلائ‪## #‬ل من أك‪## #‬ثر ال‪## #‬دول العربي‪## #‬ة وغ‪## #‬ري العربي‪## #‬ة‪ ...‬ك ‪#ّ #‬ل ه‪## #‬ذه العوام‪## #‬ل والعناص‪## #‬ر غ‪## #‬ري‬
‫جدي‪.‬‬
‫حقيقي أو ّ‬
‫ّ‬ ‫أي خطر‬
‫موجودة اآلن‪ ،‬أو هي موجودة على حنو ال ميثّل ّ‬
‫إنّين أستطيع أن أؤ ّكد حقيق‪##‬ة تارخيي‪##‬ة‪ ،‬هي أ ّن خالف‪##‬ات اللبن‪##‬انيني الطائفي‪##‬ة السياس‪##‬ية مل‬
‫تنتج حرب ‪#‬اً وال تنتج حرب ‪#‬اً‪ ،‬وإمّن ا ك‪##‬انت احلروب اللبناني‪##‬ة منطلق‪##‬ة من عوام‪##‬ل خارجي‪##‬ة‬
‫أي ص‪##‬دقية يف الواق‪##‬ع‬
‫اإلقليمي‪ ،‬وه‪##‬ذا أم‪##‬ر ليس‪##‬ت ل‪##‬ه ّ‬
‫ّ‬ ‫‪#‬دويل أو‬
‫سياس‪##‬ية على املس‪##‬توى ال‪ّ #‬‬
‫احلل باملواطنة‬
‫احلاضر‪ّ .‬‬
‫الكل يتح ّدث اآلن عن اتفاق الطائف‪ ،‬وأنّه السقف الذي يس‪##‬تظلّه اجلمي‪##‬ع‪ .‬إنّ‪##‬ين أق‪##‬ول‬
‫ّ‬
‫إ ّن اتّفاق الطائف يؤ ّكد املواطنة بديالً من النظام الطائفي‪ ،‬النظام الطائفي ال‪##‬ذي جع‪##‬ل‬
‫الدول اخلارجية تدخل من خالل الثغرات بني طائفة وطائفة‪.‬‬
‫احلل ه ‪## #‬و أن يعيش اللبن ‪## #‬انيون متس ‪## #‬اوين كمواط ‪## #‬نني‪ ،‬ينفتح ‪## #‬ون على لبن ‪## #‬اهنم على‬
‫إ ّن ّ‬
‫أساس احلقوق املشرتكة والواجبات املشرتكة‪.‬‬
‫‪#‬ف اللبن‪##‬اين عن أن يك‪##‬ون طائفي‪#‬اً ب‪##‬املعىن العش‪##‬ائري للطائف‪##‬ة‪ ،‬وينفتح على أس‪##‬اس‬
‫أن يك‪ّ #‬‬
‫إنسانيّته‪ ،‬ويطرد ك ّ‪#‬ل ال‪#‬ذين ك‪#‬انوا يش‪#‬اركون‪ #‬يف اإله‪#‬دار‪ #‬والفس‪#‬اد‪ ،‬ويط‪#‬رد من س‪#‬احته‬
‫‪#‬جعوا أجه ‪##‬زة املخ ‪##‬ابرات على أن تس ‪##‬يطر عليهم ألهّن م يري ‪##‬دون منه ‪##‬ا أن‬
‫ك ‪#ّ #‬ل ال ‪##‬ذين ش ‪َّ #‬‬
‫توظِّفهم ّنواباً أو وزراء أو مدراء عامني‪.‬‬
‫إ ّن ال ‪##‬ذين ال ميلك ‪##‬ون ش ‪##‬جاعة ال ‪##‬رفض لألجه ‪##‬زة‪ ،‬ال ميلك ‪##‬ون ش ‪##‬جاعة ال ‪##‬رفض للفس ‪##‬اد‬
‫وشجاعة التص ّدي لالستكبار العاملي‪.‬‬
‫املش‪##‬كلة‪َّ ،‬‬
‫أن لبن‪##‬ان ه‪##‬و ناف‪##‬ذة الش‪##‬رق على الغ‪##‬رب‪ ،‬وناف‪##‬ذة الغ‪##‬رب على الش‪##‬رق‪ ،‬وأ ّن‬
‫ك ‪#ّ #‬ل أجه ‪##‬زة املخ ‪##‬ابرات تتح ‪#ّ #‬رك يف الس ‪##‬احة اللبناني ‪##‬ة‪ .‬ل ‪##‬ذلك عن ‪##‬دما تث ‪##‬ور العواص ‪##‬ف‬
‫السياس‪## #‬ية‪ ،‬ف‪## #‬إ ّن لبن‪## #‬ان ّأول من يعيش يف داخله‪## #‬ا‪ ،‬وعن‪## #‬دما تتح‪#ّ # #‬رك اخلط‪## #‬ط واملص‪## #‬احل‬
‫الدولية‪ ،‬فإ ّن لبنان ّأول من يتل ّقاها‪ .‬مشكلتنا أنّن‪#‬ا نعيش يف وطن ال أس‪##‬وار في‪#‬ه‪ ،‬وأك‪##‬اد‬
‫أق ‪##‬ول ال س ‪##‬قف ل ‪##‬ه‪ .‬وهلذا‪ ،‬فمن الص ‪##‬عب إجياد آلي ‪##‬ة لبناني ‪##‬ة إنس ‪##‬انية ميكن هلا أن حت ّق‪##‬ق‬
‫ه‪##‬ذا احلوار م‪##‬ا دمن ‪##‬ا لس‪##‬نا لبن‪##‬انيني؛ إنّن ‪##‬ا موارن‪##‬ة‪ ،‬أرث‪##‬وذكس‪ ،‬كاثولي‪##‬ك‪ ،‬ش‪##‬يعة‪ ،‬س‪##‬نّة‪،‬‬
‫دروز‪ ...‬كنت أق‪## #‬ول إيّن أمحل مص‪## #‬باح دي‪## #‬وجني يف النه‪## #‬ار ألرى لبناني ‪# #‬اً فال أرى إالّ‬
‫طائفياً‪.‬‬
‫عن‪##‬دما ن‪##‬درس ه‪##‬ذا العن‪##‬وان‪ ،‬وه‪##‬و عن‪##‬وان الش‪##‬يعة كطائف‪##‬ة لبناني‪##‬ة‪ ،‬فإنّن‪##‬ا ال ب‪ّ #‬د لن‪##‬ا من أن‬
‫ندرس كل هذا التاريخ‪ .‬لق‪#‬د ك‪#‬ان الش‪#‬يعة هم الطائف‪#‬ة املض‪#‬طهدة إىل ح‪ّ #‬د التغ‪#‬ييب‪ #‬عن‬
‫الساحة السياسية‪ ،‬إالّ من خالل بعض الزوايا الصغرية‪ #‬جداً‪ ،‬وعاشوا احلرمان كلّ‪##‬ه من‬
‫‪#‬اص‬
‫أي مش‪#‬روع ط‪#‬ائفي خ ٍّ‬ ‫خالل الواقع‪ #‬اللبناين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مل ِّ‬
‫يفكر ه‪#‬ؤالء الن‪#‬اس يف ّ‬ ‫ّ‬
‫قسم من لبنان يقسمونه على أساسه‪ ،‬ب‪#‬ل أرادوا‬
‫هلم‪ ،‬مل يف ّكر الشيعة يف أن يكون هلم ٌ‬
‫أن يكونوا مواطنني هلم حقوق املواطن ومسؤولياته‪ ،‬وهذا ما عاش‪#‬وا من أجل‪#‬ه يف ك ِّ‪#‬ل‬
‫ت‪##‬ارخيهم‪ ،‬وص‪#َّ#‬رحت قي‪##‬اداهتم‪ #‬يف املاض‪##‬ي واحلاض‪##‬ر بأنّ‪##‬ه ليس للش‪##‬يعة مش‪##‬روع خ‪##‬اص يف‬
‫لبن ‪##‬ان غ ‪##‬ري املش ‪##‬روع اللبن ‪##‬اين‪ ،‬وأ ّن الش ‪##‬يعة يعت ‪##‬ربون لبن ‪##‬ان وطنهم النه ‪##‬ائي‪ ،‬وال يقبل ‪##‬ون‬
‫صادر قرارهم‪ #‬وتصادر القرار‪ #‬اللبناين‪ ،‬سواء كانت وص‪##‬اية عربي‪##‬ة‬ ‫وصاية من أية جهة تُ ِ‬
‫ّ‬
‫أو دولية‪.‬‬
‫هذا هو ُّ‬
‫اخلط العام‪ .‬وحنن نعرف أنّه كان هلم شرف حترير لبنان الذي ب‪#‬ذلوا من أجل‪#‬ه‬
‫املئات من الشهداء الذين هم يف ربيع العمر‪ .‬إنّين أتساءل‪ :‬من هؤالء ال‪##‬ذين يتح‪ّ #‬دثون‬
‫عن اخلوف من الشيعة؟ ملاذا اخلوف من الشيعة؟ الشيعة ميثّلون موقعاً سياسياً إنس‪##‬انياً‪،‬‬
‫األول‬
‫‪#‬دو َّ‬‫كل أسلحتهم ض ّد إسرائيل الع‪#ّ #‬‬ ‫كانت‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫ففي تارخيهم‪ #‬مل يعتدوا على ٍ‬
‫أحد‬
‫ّ‬
‫‪#‬المي‪ ،‬مل ي ‪##‬دخلوا احلرب األهلي ‪##‬ة اللبناني ‪##‬ة ض ‪ّ #‬د الطوائ ‪##‬ف‬
‫‪#‬ريب واإلس ‪ّ #‬‬
‫للبن ‪##‬ان وللع ‪##‬امل الع ‪ّ #‬‬
‫األخ ‪##‬رى‪ ،‬لق ‪##‬د دخل ‪##‬وا يف ح ‪##‬رب ض ‪ّ #‬د بعض ‪##‬هم البعض من خالل بعض اخللفي ‪##‬ات ال ‪##‬يت‬
‫أث ‪##‬ارت ه ‪##‬ذه احلرب من هن ‪##‬ا وهن ‪##‬اك‪ ،‬عن ‪##‬دما ك ‪##‬انت بعض األوض ‪##‬اع اإلقليمي ‪##‬ة تص ‪ّ #‬في‬
‫حس‪##‬اباهتا م‪##‬ع بعض ‪##‬ها البعض يف لبن ‪##‬ان‪ .‬ل‪##‬ذلك‪ ،‬عاش ‪##‬وا م ‪##‬ع اآلخ ‪##‬رين‪ ،‬وحتالَفوا‪ #‬معهم‪،‬‬
‫ولع َّ‪#‬ل بعض‪#‬هم يتح‪ّ #‬دث أنّ‪#‬ه ل‪#‬وال املواق‪#‬ف السياس‪#‬ية هلؤالء الن‪#‬اس‪ ،‬مل تكن هن‪#‬اك أكثري‪#‬ة‬
‫يف اجلانب اآلخ ‪##‬ر‪ .‬ال أري ‪##‬د أن أن ‪##‬اقش ه ‪##‬ذه املس ‪##‬ألة‪ ،‬ل ‪##‬ذلك من ح ‪#ّ #‬ق ه ‪##‬ؤالء الن ‪##‬اس أن‬
‫يكون هلم رأيهم السياسي‪ ،‬وحنن نعرف أهّن م ص‪#َّ#‬رحوا أك‪##‬ثر من م‪#ّ#‬رة ب‪#‬أهّن م ال يأخ‪##‬ذون‬
‫قرارهم من أحد‪ .‬ق‪#‬د يتح‪ّ #‬دث البعض يف حال‪#‬ة االهتام ال‪#‬ذي‪ #‬ال يرتك‪#‬ز على أس‪#‬اس‪ ،‬أ ّن‬
‫الش ‪##‬يعة يأخ ‪##‬ذون ق ‪##‬رارهم من إي ‪##‬ران أو من س ‪##‬وريا‪ ،‬ولكن ه ‪##‬ذا األم ‪##‬ر غ ‪##‬ري واقعي‪ ،‬ق ‪##‬د‬
‫جمرد آلي‪##‬ة تنفِّذ‬
‫تتّفق يف قراراتك‪ #‬م‪##‬ع جه‪#‬ة إقليمي‪##‬ة معيّن‪##‬ة‪ ،‬ولكن ه‪##‬ذا ال يع‪##‬ين أنّ‪#‬ك متثّ‪##‬ل ّ‬
‫هبا ما يقوله اآلخرون‪.‬‬

‫هاجس اخلوف من الشيعة‬


‫أق‪##‬ول لك‪#ّ #‬ل ال ‪##‬ذين يتح ‪ّ #‬دثون عن اخلوف من الش ‪##‬يعة‪ ،‬من أين تنطل‪##‬ق حال‪##‬ة اخلوف من‬
‫الش ‪##‬يعة؟ ه ‪##‬ل من جه ‪##‬ة عالق ‪##‬ة الش ‪##‬يعة بدمش ‪##‬ق أو ب ‪##‬إيران؟ إذا كنتم موض ‪##‬وعيّني يف م ‪##‬ا‬
‫تق ّدمونه من حوار‪ ،‬قدِّموا‪ #‬لن‪##‬ا املف‪##‬ردات بطريق‪#‬ة دقيق‪#‬ة تق‪##‬ول إ ّن ه‪##‬ذا املوق‪##‬ف ي ُّ‬
‫‪#‬دل على‬
‫حماولتكم إدخال إيران إىل لبنان أو إدخال سوريا من جديد إىل لبنان‪ ،‬إهّن ا هواجس‪.‬‬

‫أن ‪##‬ا ال أري ‪##‬د أن أُب ‪#ِّ #‬رر ذل ‪##‬ك‪ ،‬ولكن أق ‪##‬ول إ ّن ه ‪##‬ذا التوص ‪##‬يف ه ‪##‬و توص ‪##‬يف غ ‪##‬ري ّ‬
‫واقعي‪،‬‬
‫عن‪##‬دما ي‪##‬رى ال ّش‪#‬يعة أو غ‪##‬ري ال ّش‪#‬يعة أ ّن العالق‪##‬ات ال ب‪ّ #‬د من أن تك‪##‬ون مميّ‪##‬زة م‪##‬ع س‪##‬وريا‪،‬‬
‫بالسوريّني إىل لبنان‪ ،‬وأظن أ ّن ك‪#ّ #‬ل اللبن‪##‬انيني ـ ـ ـ‬
‫فليس معىن ذلك أهّن م يريدون أن يأتوا ّ‬
‫نفاق‪#‬اً أو إخالص‪#‬اً ـ ـــ يتح‪ّ #‬دثون هبذه الطريق‪##‬ة‪ ،‬أل ّن واق‪#‬ع‪ #‬التواص‪##‬ل اجلغ‪##‬رايف‪ ،‬يف‪##‬رض مث‪##‬ل‬
‫هذا األمر‪ .‬فاملسألة هي أ ّن بعض الناس يعترب أ ّن دمشق حتمل العناوين العربي‪#‬ة الك‪#‬ربى‬
‫حىّت اآلن‪ ،‬وي‪##‬رى أ ّن بق‪##‬اء ه‪##‬ذه العن‪##‬اوين يف الس‪##‬احة يقتض‪##‬ي ذل‪##‬ك‪ ،‬وأ ّن العالق‪##‬ات بني‬
‫دمش‪## #‬ق ولبن‪## #‬ان ال ب ‪ّ # #‬د من أن تك‪## #‬ون عالق‪## #‬ات مميّ‪## #‬زة‪ ،‬وهلم اجته‪## #‬ادهم يف فهم ه‪## #‬ذه‬
‫العالق‪## #‬ات املميّ‪## #‬زة‪ ،‬فه‪## #‬ل ه‪## #‬ذا يش‪## #‬ري إىل أهّن م س‪## #‬وف ي‪## #‬أتون بالس‪## #‬وريني إىل لبن‪## #‬ان من‬
‫جديد؟‬
‫أساساً‪ ،‬هل ميكن ـ ـ ـ إذا كنّ‪##‬ا نف ّ‪#‬ك‪#‬ر سياس‪##‬ياً ـ ـــ أن يع‪##‬ود الس‪##‬وريون‪ #‬إىل لبن‪##‬ان من جدي‪##‬د؟‬
‫ه‪##‬ل ميكن أن يع‪##‬ودوا كجيش‪ ،‬والع‪##‬امل كلّ‪##‬ه ي‪##‬رفض ذل‪##‬ك‪ ،‬واللبن‪##‬انيّون يرفض‪##‬ون ذل‪##‬ك؟‬
‫ه‪## #‬ل ميكن أن يع ‪## #‬ودوا كمخ ‪## #‬ابرات؟ إذا أتقن اللبن ‪## #‬انيون خمابراهتم‪ ،‬ف‪# # #‬إهّن م‪ #‬مينع ‪## #‬ون أيّ ‪## #‬ة‬
‫خمابرات‪ .‬ولكن‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬إ ّن لبنان هو س‪##‬احة ك‪#ّ #‬ل أجه‪##‬زة املخ‪##‬ابرات يف الع‪##‬امل‪ .‬وق‪##‬د‬
‫ص‪#‬ت منه‪#‬ا على‬
‫ص‪#‬ت‪ ،‬ألنّ‪#‬ك تتن ّ‬
‫قال بعض األمريكيني إ ّن بريوت هي أفضل مك‪#‬ان للتن ّ‬
‫كل ما ي‪#‬دور يف املنطق‪#‬ة‪ ،‬وحنن نع‪#‬رف أك‪#‬ثر من ه‪#‬ذا‪ ،‬أ ّن دور املخ‪#‬ابرات ليس إحص‪#‬اء‬
‫ّ‬
‫يتحرك‪#‬ون اآلن يف لبن‪#‬ان‪ ،‬أيّ‪#‬اً ك‪#‬انوا‪ ،‬يص‪#‬نعون‬
‫املعلومات‪ ،‬بل صنع املعلومات‪ ،‬وال‪##‬ذين ّ‬
‫له مأساته‪ ،‬كما صنعوا له من خالل هنري كيسنجر احلرب األهلية‪.‬‬

‫احلاجة إىل املقاومة‬


‫الشيعي يف لبنان وإذا ما كان دفاعاً عن‬
‫ّ‬ ‫وهنا قد يتساءل البعض عن أهداف التحالف‬
‫املقاوم‪##‬ة أم عن الش‪##‬يعة يف املعادل‪##‬ة اللبناني‪##‬ة ف‪##‬أقول أنّ‪##‬ه قب‪##‬ل التحري‪##‬ر‪ ،‬ك‪##‬ان كث‪##‬ريون من‬
‫اللبن‪## #‬انيني يقول‪## #‬ون‪ :‬إ ّن املقاوم‪## #‬ة عبثي‪## #‬ة‪ ،‬وإ ّن العني ال تق‪## #‬اوم املخ‪## #‬رز أليس ك‪## #‬ذلك؟!‬
‫وأصرت املقاومة على أن تنتصر‪ ،‬وينتصر لبن‪##‬ان‪ ،‬وحت ّق‪##‬ق ذل‪##‬ك االنتص‪##‬ار يف ّأول ح‪##‬رب‬
‫َّ‬
‫عربي ‪##‬ة إس ‪##‬رائيلية‪ .‬وعن ‪##‬دما نري ‪##‬د أن ن ‪##‬درس املف ‪##‬ردات ال ‪##‬واردة يف التس ‪##‬اؤل‪ ،‬نق ‪##‬ول إ ّن‬
‫أي ح‪##‬رب لبناني‪##‬ة‬
‫سالح املقاومة مل يستخدم يف أيّة حال‪##‬ة من احلاالت‪ ،‬مل يس‪##‬تخدم يف ّ‬
‫داخلي ‪## #‬ة‪ ،‬وأس ‪## #‬تطيع أن أؤ ّك‪## #‬د أ ّن املقاوم ‪## #‬ة ال متل ‪## #‬ك من خالل الواقعي ‪## #‬ة أن ت ‪## #‬دخل يف‬
‫ح‪##‬رب لبناني‪##‬ة داخلي‪##‬ة‪ ،‬ق‪##‬د ت‪##‬ربح يف اجلول‪##‬ة األوىل‪ ،‬ولكنّه‪##‬ا لن ت‪##‬ربح يف بقيّ‪##‬ة اجلوالت‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬هذه املسألة غري مطروحة من خالل الواقع‪.‬‬
‫جمرد تساؤل‪ :‬إذا كانت املقاومة ال تش ّكل جيشاً ميكن أن ينشر الفوض‪##‬ى‬
‫حنن نتساءل َّ‬
‫‪#‬دو‪ ،‬وك ‪##‬انت‬
‫‪#‬دو بالع ‪ّ #‬‬
‫يف لبن ‪##‬ان‪ ،‬وك ‪##‬انت عالقاتن ‪##‬ا بإس ‪##‬رائيل ح ‪##‬ىت اآلن هي عالق ‪##‬ة الع ‪ّ #‬‬
‫‪#‬دي على لبن‪## #‬ان‪ ،‬وإذا كنّ‪## #‬ا ال‬
‫‪#‬ربر لتعت‪#َ # #‬‬
‫جتربتن‪## #‬ا م‪## #‬ع إس‪## #‬رائيل تق‪## #‬ول إهّن ا ال حتت‪## #‬اج إىل م‪ّ # #‬‬
‫حترك وض ‪##‬عاً سياس ‪##‬ياً ملص ‪##‬احلها فإهّن ا‬
‫نواف ‪##‬ق‪ ،‬حس ‪##‬ب قناعتن ‪##‬ا‪ ،‬أ ّن س ‪##‬وريا إذا أرادت أن ّ‬
‫تطلب من املقاوم ‪##‬ة أن تق ‪##‬وم بعملي ‪##‬ة هن ‪##‬ا أو بعملي ‪##‬ة هن ‪##‬اك مثالً‪ ،‬علم‪# #‬اً أ ّن أمريك ‪##‬ا من‬
‫خالل حتالفها‪ #‬االسرتاتيجي مع إسرائيل‪ ،‬إذا أرادت أن تقوم بعمل معنّي يف لبن‪##‬ان ض‪ّ #‬د‬
‫س‪##‬وريا أو ض ‪ّ #‬د أيّ‪##‬ة جه‪##‬ة‪ ،‬فإهّن ا تطلب من إس‪##‬رائيل‪ ،‬كم‪##‬ا يتح‪##‬دَّث الوس‪##‬ط السياس‪##‬ي‪،‬‬
‫القي ‪##‬ام حبمل ‪##‬ة ض‪ّ # #‬د لبن ‪##‬ان يف ه ‪##‬ذا اجلانب أو ذاك اجلانب‪ ،‬وإذا كنّ ‪##‬ا نع ‪##‬رف أ ّن اجليش‬
‫اللبناين ال ميل‪#‬ك ق‪#‬راراً سياس‪#‬ياً لل‪#‬دخول يف ح‪#‬رب م‪#‬ع اجليش اإلس‪#‬رائيلي‪ ،‬عن‪#‬دها‪ ،‬وم‪#‬ع‬
‫احلق يف أن نتس‪#‬اءل من ال‪#‬ذي حيمي لبن‪#‬ان؟‬
‫األخذ يف احلسبان ك ّ‪#‬ل ه‪#‬ذه املعطي‪#‬ات‪ ،‬لن‪#‬ا ّ‬
‫‪#‬تقر‬
‫إ ّن الذين اس‪#‬تطاعوا محاي‪#‬ة لبن‪#‬ان من االحتالل يقول‪#‬ون حنن يف خدم‪#‬ة لبن‪#‬ان ح‪#‬ىت يس ّ‬
‫الوضع‪ #‬يف املنطقة كلّها‪ ،‬فأين املشكلة يف هذا؟ لذلك حنن نعترب أ ّن هذا التحالف‪ #‬ليس‬
‫موجه‪#‬اً ض‪ّ #‬د جه‪##‬ة معيّن‪##‬ة‪ ،‬ملا حص‪##‬ل التح‪##‬الف‪ #‬م‪##‬ع‬
‫موجه‪#‬اً ض‪ّ #‬د جه‪##‬ة معيّن‪##‬ة‪ ،‬ول‪##‬و ك‪##‬ان َّ‬
‫َّ‬
‫االشرتاكي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التقدمي‬
‫ّ‪#‬‬ ‫تيّار املستقبل ومع احلزب‬
‫حىت التحالف‪ #‬االنتخايب معناه أهّن م ال يف ّكرون بسلبية ض ّد اآلخر‪ ،‬ولو ك‪##‬انوا ك‪##‬ذلك‪،‬‬
‫لالحظوا ما هو مصلحة هلم يف هذا اجملال‪.‬‬
‫وم‪##‬ع ذل‪##‬ك أن‪##‬ا ال أري‪##‬د أن أعت‪##‬ربه أساس‪##‬ياً يف ه‪##‬ذه املس‪##‬ألة‪ .‬ولكيّن أق‪##‬ول إهّن م منفتح‪##‬ون‬
‫على اآلخ‪##‬ر على الطريق‪##‬ة السياس‪##‬ية يف ه‪##‬ذا اجملال‪ ،‬هلذا فأن‪##‬ا أرى‪ ،‬من خالل قن‪##‬اعيت يف‬
‫‪#‬ح التعب‪##‬ري ـ ـــ ه‪##‬و خ‪##‬ري للبن‪##‬ان‪ ،‬ولن‬
‫ه‪##‬ذا املوض‪##‬وع‪ ،‬أ ّن الن‪##‬ادي السياس‪##‬ي الش‪##‬يعي‪ #‬ـ ـــ إذا ص‪ّ #‬‬
‫يك‪##‬ون ش‪#ّ #‬راً للبن‪##‬ان إذا أحس‪##‬ن اآلخ‪##‬رون قراءت‪##‬ه‪ .‬إنّ‪##‬ه ميل‪##‬ك رؤي‪##‬ة ق‪##‬د ختتل‪##‬ف م‪##‬ع رؤي‪##‬ة‬
‫اآلخرين‪ ،‬ولكن ملاذا يعترب اآلخرون أ ّن رؤيته متثّل مشكلة وختلق خوفاً يف هذا املق‪##‬ام؟‬
‫ملاذا نقحم عن ‪##‬وان الش ‪##‬يعة والس ‪##‬نّة‪ ،‬الش ‪##‬يعة أم ‪##‬ل وح ‪##‬زب اهلل‪ ،‬وال ُّس‪# #‬نّة‪ #‬تيّ ‪##‬ار املس ‪##‬تقبل‪،‬‬
‫ال‪##‬دروز‪ #‬احلزب التق‪##‬دمي‪ #‬االش‪##‬رتاكي‪ ،‬املس‪##‬يحيون يف اجتاه‪##‬اهتم‪ #‬املتع‪ّ #‬ددة هن‪##‬ا وهن‪##‬اك؟ م‪##‬ا‬
‫السنّة والش‪##‬يعة؟ م‪#‬ا عالق‪#‬ة ك‪#ّ #‬ل ه‪#‬ؤالء يف‬
‫عالقة املسيحية؟ ما عالقة اإلسالم؟ ما عالقة ُّ‬
‫اخلط‪## #‬وط السياس‪## #‬ية عن‪## #‬د ه‪## #‬ذا أو ذاك؟ ه‪## #‬ؤالء ينطلق‪## #‬ون يف خط‪## #‬وطهم السياس‪## #‬ية من‬
‫كنت أحت ّدث س ‪##‬ابقاً ألق ‪##‬ول إ ّن كث ‪##‬ريين من‬
‫خالل مص ‪##‬احلهم أو من خالل خلفي ‪##‬اهتم‪ُ .‬‬
‫املس‪## # # #‬يحيني واملس‪## # # #‬لمني من السياس‪## # # #‬يّني ملح‪## # # #‬دون‪ ،‬ال عالق‪## # # #‬ة هلم ال باإلس‪## # # #‬الم وال‬
‫أي أس‪## #‬اس تف‪## #‬رض على اإلس‪## #‬الم أو املس‪## #‬يحية أو الش‪## #‬يعيّة وال ُّس ‪# #‬نيّة‪،‬‬
‫باملس‪## #‬يحية‪ ،‬على ِّ‬
‫تف‪##‬رض علي‪##‬ه رأي ه‪##‬ذا السياس‪#ّ #‬ي أو ذاك السياس‪#ّ #‬ي؟! ه‪##‬ذا خط‪##‬أ‪ ،‬حنن نق‪##‬ول هن‪##‬اك قِيَم‬
‫إسالمية ومسيحية ترشد السياسة‪.‬‬
‫أق ‪##‬ول ه ‪##‬ذه ه ‪##‬واجس‪ ،‬ويق ‪##‬ول الش ‪##‬اعر‪ :‬وال ‪##‬دعاوى إن مل تقيم ‪##‬وا عليه ‪##‬ا بيّن ‪##‬ات ـ ـــ م ‪##‬ع‬
‫األس ‪##‬ف أقوهلا ـ ـــ أص ‪##‬حاهبا أدعي ‪##‬اء‪ .‬ه ‪##‬ذه ه ‪##‬واجس‪ ،‬واهلواجس ش ‪##‬يء‪ ،‬والوق ‪##‬ائع ش ‪##‬يء‬
‫آخ‪##‬ر‪ ،‬ف‪##‬إذا ك‪##‬ان ع‪##‬دد الش‪##‬يعة أك‪##‬ثر كطائف‪##‬ة‪ ،‬ف‪##‬إ ّن ع‪##‬ددها ليس أك‪##‬رب مقارن‪##‬ة مبجم‪##‬وع‬
‫الطوائف األخرى يف لبنان‪ .‬مثّ هل تري‪##‬دون للش‪##‬يعة أن يه‪##‬اجروا‪ ،‬أن ال يكون‪##‬وا أكثري‪#‬ة‬
‫عدديّة؟ فما دمنا اتّفقنا على أ ّن الدميقراطية اللبنانية توافقي‪##‬ة وليس‪##‬ت دميقراطي‪##‬ة عدديّ‪#‬ة‪،‬‬
‫فلِ َم اخلوف من ك ‪##‬ثرة الع ‪##‬دد؟! لق ‪##‬د ق ‪##‬رأت قب ‪##‬ل م ‪ّ #‬دة َّ‬
‫أن زعم ‪##‬اء اهلن ‪##‬دوس يطلب ‪##‬ون من‬
‫اهلن ‪##‬دوس يف اهلن ‪##‬د أن يتناس ‪##‬لوا أك ‪##‬ثر أل ّن املس ‪##‬لمني يتناس ‪##‬لون أك ‪##‬ثر منهم‪ ،‬وأل ّن ع ‪##‬دد‬
‫املس‪##‬لمني يتص‪##‬اعد يف اهلن‪##‬د‪ ،‬فلم‪##‬اذا ال تنطل‪##‬ق دع‪##‬وة ملن خيافون من الع‪##‬دد‪ ،‬للمس‪##‬يحيني‬
‫املوارنة أو لغري املوارنة أو للدروز‪ ،‬أن يقوموا بعملية تكثري العدد يف هذا اجملال‪.‬‬
‫أنا أسأل‪ :‬هل إ ّن الشيعة وحدهم يعارضون الطروحات اليت تطرحه‪##‬ا األكثري‪##‬ة النيابي‪##‬ة‬
‫أو الوزاري ‪##‬ة‪ ،‬أو أ ّن هن ‪##‬اك فريق ‪#‬اً آخ ‪##‬ر مس ‪##‬يحياً ق ‪##‬د ين ‪##‬اقش يف ه ‪##‬ذه الطروح ‪##‬ات؟ ه ‪##‬ذه‬
‫مس‪##‬ألة من مس‪##‬ائل الدميقراطي‪##‬ة يف لبن‪##‬ان‪ ،‬وهي أن تط‪##‬رح رأي‪##‬ك‪ ،‬ف‪##‬إذا مل حيص‪##‬ل هن‪##‬اك‬
‫أي تواف‪## #‬ق ب‪## #‬أن تك‪## #‬ون موالي ‪# #‬اً‪ ،‬وب‪## #‬أن ت‪## #‬دخل يف ال‪## #‬وزارة‪ ،‬فل‪## #‬ك احلري‪## #‬ة يف أن تك‪## #‬ون‬
‫ّ‬
‫معارضاً يف هذا الوض‪##‬ع‪ .‬إنّ‪#‬ين ال أفهم كي‪##‬ف أ ّن املعارض‪#‬ة متثِّل خط‪#‬راً على لبن‪##‬ان عن‪#‬دما‬
‫يتح‪#َّ # #‬رك املعارض‪## #‬ون من أج‪## #‬ل تأكي‪## #‬د رأيهم؟ إ ّن ال‪## #‬ذين يث‪## #‬ريون ك‪#َّ # #‬ل ه‪## #‬ذا الص‪## #‬خب‪،‬‬
‫ينطلق ‪##‬ون من خ ‪##‬وف يتح ‪#َّ #‬رك على أس ‪##‬اس م ‪##‬ا يري ‪##‬دون ال على أس ‪##‬اس طبيع ‪##‬ة الوض ‪##‬ع‬
‫اللبن‪##‬اين ال‪##‬ذي‪ #‬ميل‪##‬ك في‪##‬ه ك‪#ّ #‬ل فري‪##‬ق لبن‪##‬اين أن يعرّب عن رأي‪##‬ه‪ .‬ل‪##‬ذلك‪ ،‬حنن نق‪##‬ول يف مث‪##‬ل‬
‫حق اللبناين أن يكون معارض‪#‬اً كم‪##‬ا من ح ّق‪##‬ه أن يك‪##‬ون موالي‪#‬اً‪ .‬ملاذا يعت‪##‬رب‬‫هذا‪ ،‬إ ّن من ّ‬
‫ص ‪#‬ل‬
‫جمرد رأي ال حياول التو ُّ‬ ‫املوايل َّ‬
‫أن املعارض ميثِّل خوفاً على لبنان‪ ،‬مع أنّ‪##‬ه يعرِّب عن ّ‬
‫‪#‬جة ح‪##‬ول رأي‬
‫إلي‪##‬ه ب‪##‬العنف أو بالس‪##‬الح أو م‪##‬ا أش‪##‬به ذل‪##‬ك‪ .‬أن‪##‬ا ال أفهم ملاذا ه‪##‬ذه الض‪ّ #‬‬
‫حياول الّ‪##‬ذي‪ ،‬يتبنّون‪##‬ه أن ي‪##‬دافعوا عن‪##‬ه بطريق‪##‬ة سياس‪##‬ية أو بطريق‪##‬ة وطني‪##‬ة يف ه‪##‬ذا اجملال‪.‬‬
‫هلذا أن‪##‬ا أتس‪##‬اءل عن ك‪#ّ #‬ل ه‪##‬ذا التهوي‪##‬ل ال‪##‬ذي حياول البعض أن يه‪#ِّ #‬ول ب‪##‬ه‪ ،‬أن‪##‬ا أعت‪##‬رب أ ّن‬
‫من ح‪#ّ # #‬ق ك‪#ّ # #‬ل فري‪## #‬ق لبن‪## #‬اين أن يعرّب عن رأي‪## #‬ه مبس‪## #‬ؤولية‪ ،‬ويبقى يف الس‪## #‬احة اللبناني‪## #‬ة‬
‫معارضاً أو مشاركاً‪.‬‬
‫املش‪##‬كلة هي فق‪##‬ط يف الق‪##‬رار ‪ ،1559‬ول‪##‬ذا‪ #‬ف‪##‬إ ّن مش‪##‬كلة اآلخ‪##‬رين م‪##‬ع املقاوم‪##‬ة تتّص‪##‬ل‬
‫بفح‪##‬وى اإلجاب‪##‬ة عن س‪##‬ؤال‪ :‬ه‪##‬ل املقاوم‪##‬ة ميليش‪##‬يا أم ال؟ وهي بالفع‪##‬ل مقاوم‪##‬ة‪ ،‬ألهّن ا‬
‫متثّ‪## # #‬ل اجليش االحتي‪## # #‬اطي للبن‪## # #‬ان‪ ،‬وحنن ن‪## # #‬دعو إىل التنس‪## # #‬يق بني اجليش اللبن‪## # #‬اين وبني‬
‫املقاومة أيضاً يف هذا املقام‪.‬‬

‫لبنان حمكوم بالءات ثالث‬


‫مربره ‪##‬ا قائم‪# #‬اً أل ّن لبن ‪##‬ان ميثّ ‪##‬ل‬
‫واظبت م ‪##‬ذ ّكراً أ ّن لبن ‪##‬ان حمك ‪##‬وم لالءات ثالث ال زال ّ‬
‫جمرد دول‪## #‬ة عادي‪## #‬ة من دول‬
‫معادل‪## #‬ة دولي‪## #‬ة فرض‪## #‬ت فيه‪## #‬ا ه‪## #‬ذه الالءات‪ ،‬فه‪## #‬و ال ميثّ‪## #‬ل ّ‬
‫املنطق‪##‬ة‪ ،‬لق‪##‬د ق‪##‬ال بعض األمريك‪##‬يني وال أذك‪##‬ر امسه اآلن‪ ،‬ق‪##‬ال إ ّن هن‪##‬اك بعض البل‪##‬دان‬
‫ميكن أن تزول من اخلريطة‪ ،‬ويقصد لبنان‪ ،‬ولكن لبنان ال يزول من اخلريطة‪ ،‬ألنّه هو‬
‫نقطة التوازن‪ #‬ومانعة الصواعق يف املنطقة‪.‬‬
‫أن ‪##‬ا ال أخ ‪##‬اف من ع ‪##‬ودة احلرب‪ ،‬أل ّن احلرب انطلقت من خالل خطّ ‪##‬ة دولي ‪##‬ة وانتهت‪#‬‬
‫من خالل خطّ ‪##‬ة دولي ‪##‬ة‪ ،‬لق ‪##‬د انفتح اللبن ‪##‬انيون على اتف ‪##‬اق الط ‪##‬ائف على ال ‪##‬رغم من أ ّن‬
‫بعض‪##‬هم مل يقبل‪##‬وا ب‪##‬ه على ه‪##‬ذا األس‪##‬اس‪ ،‬ألهّن م رأوا في‪##‬ه مانع ‪#‬اً من احلرب‪ .‬أيض ‪#‬اً ليس‬
‫أي وض‪##‬ع إقليمي يف ع‪##‬دم اس‪##‬تقرار لبن‪##‬ان‪ ،‬أي يف س‪##‬قوط‬
‫هن‪##‬اك مص‪##‬لحة أليّ‪##‬ة دول‪##‬ة أو ّ‬
‫تتحرك من خالل خلفية إقليمية أو دولية‪.‬‬
‫األمن يف لبنان‪ .‬نعم‪ ،‬هناك مفردات أمنية ّ‬
‫وعلين ‪##‬ا أن ننتب ‪##‬ه إىل خط ‪##‬ورة َّ‬
‫إن العالق ‪##‬ات اللّبناني ‪##‬ة الس ‪##‬ورية بك ‪#ّ #‬ل تعقي ‪##‬داهتا الدولي ‪##‬ة‪،‬‬
‫وص‪## # #‬لت إىل مس‪## # #‬توى من التعقي ‪# # #‬د‪ #‬حتت‪## # #‬اج في‪## # #‬ه إىل الكث‪## # #‬ري من الدراس‪## # #‬ة والقلي‪## # #‬ل من‬
‫يوجه‪## # #‬ون إىل الس‪## # #‬وريني االهّت ام‪## # #‬ات‪ ،‬وهي‬ ‫اهلواجس‪ ،‬من املمكن َّ‬
‫أن بعض اللّبن‪## # #‬انيني ّ‬
‫‪#‬ذرعت هبا لتحقي‪##‬ق مش‪##‬اريعها‪#‬‬
‫‪#‬ب يف س‪##‬ياق اهّت ام‪##‬ات ال‪##‬دول الك‪##‬ربى الّ‪##‬يت ت‪ّ #‬‬
‫اهّت ام‪##‬ات تص‪ُّ #‬‬
‫السياس‪##‬ية‪ ،‬ل‪##‬ذلك فالقض‪##‬يّة مرتوك‪##‬ة من الناحي‪##‬ة القض‪##‬ائية التحقيقيّ‪##‬ة هلذا الواق‪##‬ع اجلدي‪##‬د‪،‬‬
‫وال ميكن أن تع‪## #‬اجل ه ‪## #‬ذه املس ‪## #‬ألة بالص‪## #‬حافة أو باخلطاب‪## #‬ات أو بالتص‪## #‬رحيات‪ ،‬ألهّن ا مل‬
‫حتل مش ‪## #‬كلة‪ ،‬ولن تس ‪## #‬تطيع أن تثبت ش ‪## #‬يئاً‪ ،‬بقط ‪## #‬ع النظ ‪## #‬ر عن الص ‪## #‬واب‬
‫تس ‪## #‬تطع أن ّ‬
‫واخلط‪##‬أ يف ه‪##‬ذا اجملال‪ .‬ل‪##‬ذلك علين‪##‬ا اآلن‪ ،‬م‪##‬ع ك‪#ّ #‬ل االس‪##‬تنكار لقض‪##‬ايا االغتي‪##‬االت ال‪##‬يت‬
‫كل العالقات اللبناني‪##‬ة امليداني‪##‬ة واالقتص‪##‬ادية والسياس‪##‬ية واألمني‪##‬ة وم‪##‬ا‬
‫حتدث‪ ،‬أن ندرس ّ‬
‫إىل ذلك‪.‬‬

‫املسؤولية العربية جتاه لبنان‬


‫أتصور َّ‬
‫أن من مسؤوليَّة اجلامع‪#‬ة العربي‪#‬ة إذا ك‪#‬انت ختلص ل‪#‬دورها وملس‪#‬ؤوليّتها العربيَّة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫‪#‬دخل يف ت ‪##‬رميم م ‪##‬ا ينه ‪##‬دم بني دول ‪##‬ة وأخ ‪##‬رى‪ ،‬وأعتق ‪##‬د أ ّن دور اململك ‪##‬ة العربي ‪##‬ة‬
‫أن تت ‪َّ #‬‬
‫الس ‪##‬عودية من خالل أك ‪##‬ثر من ج ‪##‬انب‪ ،‬يعت ‪##‬رب دوراً ميكن أن يك ‪##‬ون ف ‪##‬اعالً وأن حي ّق ‪##‬ق‬
‫ش‪##‬يئاً‪ ،‬أل ّن الكث‪##‬ريين من اللبن‪##‬انيني ال‪##‬ذين ق‪##‬د يطلق‪##‬ون التص‪##‬رحيات العنيف‪##‬ة أو املتش‪##‬نّجة‪،‬‬
‫تربطهم باململكة عالقات جيدة‪ ،‬ومتلك اململكة تأثرياً إجيابياً يف هذا اجملال‪ .‬أتص‪#ّ #‬ور َّ‬
‫أن‬
‫اجلو بني لبن ‪##‬ان وس ‪##‬وريا‪ ،‬وت ‪##‬رميم م ‪##‬ا اهندم‪ ،‬وحماول ‪##‬ة‬
‫انطالق ‪##‬ة الوس ‪##‬اطة العربي ‪##‬ة لتهدئ ‪##‬ة ّ‬
‫وضع األمور على الس ّكة اليت ميكن أن توصل إىل نتائج كبرية ـ ـ ـ ال أقول نت‪##‬ائج مئ‪##‬ة يف‬
‫املئة‪ ،‬قد تكون ‪ 70‬يف املئة أو ‪ 60‬يف املئة ـ ـ ـ هو أمر إجيايب وجيد‪.‬‬
‫ق‪##‬د جند هن‪##‬اك من يش‪ّ #‬كك يف ش‪##‬باب ‪ 8‬آذار‪ ،‬وهن‪##‬اك من يش‪ّ #‬كك يف ش‪##‬باب ‪ 14‬آذار‬
‫كالفزاع ‪##‬ة هلذا الفري ‪##‬ق ول ‪##‬ذاك‪ #‬الفري ‪##‬ق‪ ،‬وأص ‪##‬بحنا‬
‫أيض ‪#‬اً‪ ،‬ولكن أص ‪##‬بح ه ‪##‬ذان العنوان ‪##‬ان‪ّ #‬‬
‫خناف ح‪##‬ىت أن نرس‪##‬م الش‪##‬كوك‪ #‬واهلواجس‪ .‬أن‪##‬ا أؤمن أنّ‪##‬ه ال َّ‬
‫مقدس‪##‬ات يف احلوار‪ ،‬وأن‪##‬ا‬
‫أي موق ‪##‬ع‪ ،‬لق ‪##‬د انتق ‪##‬دت قب ‪##‬ل م‪ّ # #‬دة ه ‪##‬ذه‬
‫أؤمن أنّ ‪##‬ه علين ‪##‬ا أن حناور ك ‪#ّ #‬ل ش ‪##‬خص ويف ّ‬
‫اهلجم ‪##‬ة الغربي ‪##‬ة على ال ‪##‬رئيس جناد على أس ‪##‬اس أنّ ‪##‬ه ش‪ّ # #‬كك يف احملرق ‪##‬ة وق ‪##‬ال عنه ‪##‬ا إهّن ا‬
‫خراف‪##‬ة‪ ،‬كم‪#‬ا ش‪ّ #‬كك يف القاع‪#‬دة ال‪#‬يت ارتك‪##‬زت عليه‪##‬ا إس‪##‬رائيل يف اعتب‪#‬ار فلس‪#‬طني دول‪#‬ة‬
‫‪#‬ك يف مث‪##‬ل ه‪##‬ذه األم‪##‬ور! م‪##‬ع‬
‫يهوديّ‪##‬ة‪ .‬فلم‪##‬اذا ينطل‪##‬ق الغ‪##‬رب بأمجع‪##‬ه ليحاس‪##‬ب إنس‪##‬اناً ش‪ّ #‬‬
‫أ ّن الغ ‪##‬رب يتح ‪ّ #‬دث عن احلري ‪##‬ة؛ حري ‪##‬ة الفك ‪##‬ر ال ‪##‬يت حت ّدث عنه ‪##‬ا بعض الغرب ‪##‬يني‪ ،‬كم ‪##‬ا‬
‫حمم‪#‬د (ص ‪#‬لَّى اهلل‬
‫‪#‬يب ّ‪#‬‬
‫رئيس ال‪##‬دامنارك عن‪##‬دما نش‪##‬رت بعض الص‪##‬حف ص‪##‬وراً‪ #‬مش‪#َّ #‬وهة للن‪ّ #‬‬
‫علي‪##‬ه وآل‪##‬ه وس‪#‬لَّم) ‪ ،‬وب‪#َّ#‬رر ذل‪##‬ك ب‪##‬أ ّن هن‪##‬اك حريّ‪##‬ة تعب‪##‬ري‪ .‬لكن روجي‪##‬ه غ‪##‬ارودي‪ِّ ،‬‬
‫املفكر‬
‫الفرنس‪##‬ي‪ ،‬عن‪##‬دما ن‪##‬اقش أع ‪##‬داد َمن ط‪##‬التهم‪ #‬احملرق ‪##‬ة‪ ،‬ح‪##‬وكم باعتب ‪##‬اره معادي ‪#‬اً للس ‪##‬امية‪.‬‬
‫عندما نناقش مسألة احملرقة‪ ،‬وحقيقة هل اقتصرت على اليهود‪ ،‬أم أ ّن هناك الكث‪##‬ري من‬
‫جمرد مناقش‪#‬ة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الشعوب األخرى الذين أحرقهم هتلر أو عذهبم‪ ،‬عندما نناقش يف ذل‪#‬ك ّ‬
‫جمرد مناقشة مس‪##‬ألة‬ ‫للسامية‪ .‬ملاذا ال ميلك أحد يف الغرب كلّه أن يناقش ّ‬ ‫نعترب معادين ّ‬
‫احملرق‪## #‬ة أو مس‪## #‬ألة السياس‪## #‬ة اإلس‪## #‬رائيلية؟ وملاذا يعت‪## #‬رب ك‪## #‬ل مع‪## #‬رتض‪ #‬أو مع‪ٍ # #‬‬
‫‪#‬اد للسياس‪## #‬ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلس‪##‬رائيلية معادي‪#‬اً للس‪##‬امية؟ وه‪##‬ذا م‪##‬ا الحظن‪##‬اه يف فرنس‪##‬ا‪ ،‬والحظن‪##‬اه يف أملاني‪##‬ا‪ ،‬عن‪##‬دما‬
‫عُ ِزل بعض الشخصيات الرمسية الكربى‪ #‬ألنّه انتقد سياسة إسرائيل يف بعض اجلوانب‪.‬‬
‫ل ‪## #‬ذلك‪ ،‬حنن نق ‪## #‬ول هلؤالء الش ‪## #‬باب‪ ،‬ح ‪## #‬اولوا أن تص ‪## #‬ارحوا أنفس ‪## #‬كم أوالً بك ‪#ّ # #‬ل م ‪## #‬ا‬
‫ختتزنون ‪##‬ه من أفك ‪##‬ار‪ ،‬ح ‪##‬اولوا‪ #‬أن تتكلَّم ‪##‬وا بص ‪##‬راحة م ‪##‬ع ك ‪#ّ #‬ل الن ‪##‬اس‪ ،‬وأن ال ِّ‬
‫تقدس ‪##‬وا‬
‫أحداً‪ ،‬ألنّكم جي‪#‬ل املس‪#‬تقبل‪ ،‬ف‪#‬أنتم مس‪#‬ؤولون عن ص‪#‬ناعة املس‪#‬تقبل‪ ،‬وق‪#‬د ختون‪#‬ون ه‪#‬ذا‬
‫املستقبل عندما تلهثون وراء ال‪#‬ذين أس‪#‬اؤوا إلي‪#‬ه قب‪#‬ل أن ي‪#‬أيت‪ .‬ل‪#‬ذلك ليس هن‪#‬اك إنس‪#‬ان‬
‫أك‪##‬رب من النق‪##‬د وأك‪##‬رب من املس‪##‬اءلة‪ ،‬اطرح‪##‬وا ك‪#ّ #‬ل ه‪##‬ذه التقديس‪##‬ات السياس‪##‬ية الطائفي‪##‬ة‪،‬‬
‫ب ‪## #‬أ ّن ه ‪## #‬ذا أب ‪## #‬و الطائف ‪## #‬ة‪ ،‬وه ‪## #‬ذا رم ‪## #‬ز الطائف ‪## #‬ة‪ ،‬وه ‪## #‬ذا ق ‪ّ # #‬دس الطائف ‪## #‬ة‪ ،‬وانطلق ‪## #‬وا إىل‬
‫إنسانيتكم‪.‬‬

‫بني اخلاص والعام‬


‫واإلسالمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العريب‬
‫كل شيء يتّصل بالواقع اإلنساين يف لبنان ويف العامل ّ‬
‫أنا أحت ّدث يف ّ‬
‫لذلك‪ ،‬أنا أجد أ ّن من مسؤولييت أن أخ‪##‬اطب اإلنس‪##‬ان كلَّه يف ك‪#ّ #‬ل الع‪##‬امل‪ ،‬أليّن منفتح‬
‫لدي عقدة من ناحي‪##‬ة ذاتي‪##‬ة م‪##‬ع ك‪#ّ #‬ل ال‪##‬ذين أختل‪##‬ف معهم‪،‬‬
‫على اإلنسان كلّه‪ ،‬وليست‪َّ #‬‬
‫متام‪#‬اً كم‪#‬ا م‪#‬ع ال‪#‬ذين أتّف‪#‬ق معهم‪ ،‬ل‪#‬ذلك ف‪#‬إنّين أعيش م‪#‬ع الن‪#‬اس حي‪#‬اة يومي‪#‬ة‪ ،‬أتطلَّع إىل‬
‫مش ‪##‬اكلهم‪ ،‬وأس ‪##‬تمع إىل ك ‪#ِّ #‬ل أوض ‪##‬اعهم‪ ،‬ح ‪##‬ىت إنّ ‪##‬ين يف لق ‪##‬اءايت اليومي ‪##‬ة‪ ،‬أُم ‪##‬ا ِرس دور‬
‫الطبيب النفسي‪ #‬الذي جيلس مع هذه املرأة ومع هذه الفتاة ومع هذا الشاب‪ ،‬ألتع‪#ّ #‬رف‬
‫لدي خربة نفسية ق‪##‬د ين‪##‬ازعين فيه‪##‬ا أطب‪##‬اء النفس‪.‬‬
‫مشاكلهم النفسية‪ ،‬وبذلك أصبحت َّ‬
‫العام‪##‬ة على حنو التعميم‪ #‬عن‪##‬دما أري ‪##‬د أن أرس ‪##‬م اخلط‪##‬وط‬
‫ل‪##‬ذلك‪ ،‬فأن‪##‬ا أحت ّدث بالقض‪##‬ايا ّ‬
‫علي‬ ‫َّ‬
‫العام‪##‬ة ال‪##‬يت ال ب‪ّ #‬د للن‪##‬اس من أن ينطلق‪##‬وا منه‪##‬ا ويتطلع‪##‬وا إليه‪##‬ا‪ ،‬ولكن ذل‪#‬ك يف‪##‬رض ّ‬
‫ّ‬
‫أن أحت ّدث يف سياق تفاعالت النظرية مع التطبيق‪.‬‬
‫أن‪##‬ا ال أنتمي إىل أيّ‪##‬ة دائ‪##‬رة ض‪##‬يّقة م‪##‬ع اح‪##‬رتامي لك‪#ّ #‬ل ال‪##‬دوائر‪ ،‬وأذك‪##‬ر أنّ‪##‬ه عن‪##‬دما تأ َّس‪#‬س‬
‫حمم ‪##‬د مه‪## #‬دي مشس‬
‫اجمللس اإلس‪## #‬المي الش‪## #‬يعي األعلى‪ ،‬وكنت‪ #‬م‪## #‬ع املرح‪## #‬وم الش‪## #‬يخ ّ‪#‬‬
‫ال‪## # # #‬دين‪ ،‬كنت أس‪## # # #‬عى إىل التّص‪## # # #‬احل والتّواص‪## # # #‬ل بني مساحة الس‪## # # #‬يد موس‪## # # #‬ى الص‪## # # #‬در‬
‫ألحترك يف‬
‫ُنتخب‪ ،‬ألنّ‪## #‬ين وض‪## #‬عت نفس‪## #‬ي َّ‬ ‫ِ‬
‫ومعارض‪## #‬يه‪ ،‬وكنت أق‪## #‬ول لن أَنتخب ولن أ َ‬
‫اهلواء الطلق‪.‬‬
‫ل ‪##‬ذلك فأن ‪##‬ا ألتقي معهم خ ‪##‬ارج نط ‪##‬اق ال ‪##‬دوائر‪ #‬الرمسية‪ ،‬وأحتدَّث معهم‪ ،‬وق‪# #‬د‪ #‬أتش ‪##‬اور‬
‫معهم ويتشاورون معي‪ ،‬ولكيّن لست‪ #‬جزءاً من هذه الدوائر‪.‬‬
‫‪#‬دي بعض‬
‫‪#‬روحي‪ ،‬حىّت إنّ ‪##‬ه ل ‪#ّ #‬‬
‫اجلو املنفتح ال ‪ّ #‬‬
‫أن ‪##‬ا ول ‪##‬دت ثقافي ‪#‬اً هك ‪##‬ذا‪ ،‬فأن ‪##‬ا أعيش ه ‪##‬ذا ّ‬
‫القصائد العرفانية اإلهليّة أذكر بيتاً يقول‪:‬‬
‫حبرية من ِد َم ِاء‬
‫غارق يف ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ضمين يف حبرية النُّور‪ #‬إيّن‬
‫ّ‬
‫وأقول‪:‬‬
‫الص ِ‬
‫فاء‬ ‫ِ‬
‫كؤوس َّ‬ ‫العمر يف‬
‫أهرق َ‬‫ُ‬ ‫وح أيّن‬
‫الر ِ‬
‫الصفاءُ يف ّ‬
‫أنا حسيب ّ‬

‫ولذلك ال أتعامل مع املاء العكر‪.‬‬


‫ولعل من خصوصيات العناصر اليت أملكها‪ ،‬أنّ‪#‬ه ال يش‪#‬غلين ش‪#‬يء عن ش‪#‬يء آخ‪#‬ر‪ ،‬فأن‪#‬ا‬
‫َّ‬
‫إيل بعض السياس ‪##‬يني فأحت ّدث‬ ‫أحت ّدث م ‪##‬ع الن ‪##‬اس بش ‪ٍ #‬‬
‫‪#‬كل خ ‪##‬اص يف قض ‪##‬اياهم‪ ،‬مث ي ‪##‬أيت َّ‬
‫إيل بعض الباحثني فأحت ّدث يف قض‪##‬ايا معيّن‪##‬ة‪،‬‬
‫معهم يف القضايا السياسية العامة‪ ،‬مثّ يأيت ّ‬
‫ل‪##‬ذلك لق‪##‬د ول‪##‬دت ش‪##‬اعراً‪ ،‬ول‪##‬ذلك يبقى الش‪##‬عر ج‪##‬زءاً من مش‪##‬اعري ومن أحاسيس‪##‬ي‬
‫ومن تطلُّعايت للحياة‪.‬‬

‫الفهرس‬
‫املقدمة ‪5‬‬
‫طبيعة احلكم يف لبنان ‪9‬‬
‫لبنان منوذجاً ‪10‬‬
‫قضاء السياسة وقدرها يف لبنان ‪11‬‬
‫التدخل األمريكي‪ #‬منوذجاً ‪12‬‬
‫ّ‬
‫تعقيدات العالقة السورية ـ ـ األمريكية ‪13‬‬
‫حجة قوة لبنان يف ضعفه ‪13‬‬
‫سالح املقاومة ال ينـزع إالّ بتسوية ‪16‬‬
‫األساس الثقايف للمشكلة الطائفية ‪18‬‬
‫الطائف‪ :‬اتّفاق الضرورة ‪21‬‬
‫العالج باملواطنية ‪22‬‬
‫فوضى النظام السياسي يف لبنان ‪23‬‬
‫ال استقرار يف النظام الطائفي ‪25‬‬
‫لبنان‪ :‬الواليات غري املتحدة ‪27‬‬
‫عامل الدين املواطن ‪28‬‬
‫الفرق بني السلطة والدولة؟ ‪29‬‬
‫دور الشيعة السياسي يف لبنان ‪33‬‬
‫تطور االسرتاتيجية األمريكية جتاه املنطقة ‪34‬‬
‫ّ‬
‫فتِّش عن أمريكا ‪39‬‬
‫ظل التجاذبات الدولية ‪42‬‬
‫لبنان يف ّ‬
‫متنوعة األبعاد ‪43‬‬
‫إغتيال الرئيس رفيق احلريري مسألة ّ‬
‫لبنان يف ثالجة التقرير الدويل ‪44‬‬
‫لبنان والوصاية ‪47‬‬
‫لبنان والفيدراليه‪50 #‬‬
‫قوننة الفيدراليه ‪52‬‬
‫االصطفاف الطائفي يف االنتخابات ‪53‬‬
‫املسؤولون فوق مستوى النقد‪56 #‬‬
‫إشكالية إسرائيل وانتهاك االستقالل ‪58‬‬
‫ضغوط أمريكية مر ّكزة على سوريا ‪59‬‬
‫اللبنانيون أدمنوا الفوضى ‪63‬‬
‫لبنان ساحة التقاء‪ ..‬املخابرات ‪64‬‬
‫هز االستقرار اللبناين ‪67‬‬
‫ال مصلحة ألحد يف ّ‬
‫اخلوف من الدعوات إىل التدويل ‪68‬‬
‫معاقبة املقاومة وحصار الطائفة الشيعية ‪73‬‬
‫صياغة وطن! ‪76‬‬
‫اإلحبــاط ‪77‬‬
‫حساسية شيعية سنّية! ‪81‬‬
‫ال مشاريع خاصة للشيعة ‪83‬‬
‫سالح املقاومة حاجة ‪85‬‬
‫أي استقالل! ‪87‬‬
‫احلل باملواطنة ‪88‬‬
‫ّ‬
‫هاجس اخلوف من الشيعة ‪91‬‬
‫احلاجة إىل املقاومة ‪92‬‬
‫لبنان حمكوم بالءات ثالث ‪96‬‬
‫املسؤوليّة العربية جتاه لبنان ‪98‬‬
‫بني اخلاص والعام ‪100‬‬

‫املتنوع‪#‬ة‬
‫ألفت عناية الق ّ‪#‬راء األع ّ‪#‬زاء إىل أ ّن ه‪##‬ذا الكت‪##‬اب مجع بني دفّتي‪##‬ه سلس‪#‬لة املواق‪#‬ف ّ‬
‫من جمرى احلي ‪## # # #‬اة السياس ‪## # # #‬ية واالجتماعي ‪## # # #‬ة اللبناني ‪## # # #‬ة بني ح‪ّ # # # # #‬دي الع ‪## # #‬امني ‪ 2005‬ـ ـ‬
‫‪2006‬م‪.‬‬

You might also like