You are on page 1of 22

Journal of Engineering Sciences ‫مجلة العلوم الهندسية‬

and Information Technology ‫وتكنولوجيا املعلومات‬


Volume (4), Issue (1): 30 Mar 2020 ‫م‬2020 ‫ مارس‬30 :)1( ‫ العدد‬،)4( ‫املجلد‬
P: 48 - 69 ISSN: 2522- 3321 69 - 48 :‫ص‬

From Similarities to Singularity: the common fate dimensions and toolkit


for cities of tomorrow
Hisham G. Abusaada
Housing and Building National Research Center (HBRC) || Cairo ||Egypt
Abstract: This article examines the common fate of the three concepts that interprets the sameness of cities. It begins with a
concise exploration of “personality”, “identity” and “character” in terms of the dual singularity—difference and
similarity—of cities. Whatever, there is still a significant overlap between the meaning of identity and character, which
threatens to weaken both concepts. This research addresses two aspects. The first is the dimensions of the common ground
between personality, identity, and character. The second explores these two dimensions in the conventional and the
contemporary prospects concepts in the Western paradigms to create the cities of tomorrow for offering the toolkit of
singularity. The main conclusion highlights the question is: What should be examined to produce cities that are not alike in
the future? Ultimately, there is scope to further strengthen singularity- based planning and design approaches through a
toolkit help specialists to dominate the sameness of cities.
Keywords: character, identity, personality, place- shaping, urban form.

‫ أبعاد وأدوات املصير املشترك ملدينة الغد‬:‫من التشابه إلى االنفراد‬


‫هشام جالل أبوسعدة‬
‫املركز القومي لبحوث اإلسكان والبناء || الدقي || القاهرة || مصر‬
"‫ تبدأ باستكشاف موجز لكلمة "الشخصية الفردية‬.‫ يتناول هذا البحث املصير املشترك للمفاهيم الثالثة التي تفسر تشابه املدن‬:‫امللخص‬
‫ ال يزال هناك تداخل كبير بين معنى الهوية‬،‫ ًأيا كان‬.‫ بين املدن‬-‫ االختالف والتشابه‬-‫و"الهوية" و"الشخصية" من حيث التفرد املزدوج‬
‫ األول هو أبعاد املصير املشترك بين الشخصية الفردية‬:‫ يتناول هذا البحث جانبين‬.‫ والتي تهدد بإضعاف كال املفهومين‬،‫والشخصية‬
‫ ويستكشف الثاني هذين البعدين في النماذج الفكرية التقليدية ومفاهيم اآلفاق املعاصرة إلنشاء املدن في الفكر‬.‫والهوية والشخصية‬
،‫ ما الذي يجب فحصه إلنتاج مدن ليست متشابهة في املستقبل؟ في النهاية‬:‫ االستنتاج الرئيس يسلط الضوء على السؤال التالي‬.‫الغربي‬
‫هناك مجال لزياد ة تعزيز أساليب التخطيط والتصميم القائمة على التفرد من خالل مجموعة أدوات تساعد املتخصصين على السيطرة‬
.‫على تشابه املدن‬
.‫ الشكل الحضري‬،‫ صنع املكان‬،‫ الشخصية‬،‫ الهوية‬،‫ الشخصية الفردية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

‫مدخل وتقديم‬
‫مهما للدراسة ألنه ال يؤثر على هويتها وطابعها‬ ً
ً ‫موضوعا‬ ‫تمثل قضية أوجه التشابه واالختالف بين املدن‬
‫ فقد كان هناك اعتراف متزايد بضرورة إيالء املزيد من االهتمام لفحص تشابه‬.‫فحسب بل على خصوصيتها بالضرورة‬
‫ حيث يأتي‬.(Gehlawat, 2011; Lefebvre, 1984; Lynch, 1960; Rossi, 1982; Sennett, 1990) ‫املدن واختالفها‬

DOI: https://doi.org/10.26389/AJSRP.D291219 )48( Available at: https://www.ajsrp.com


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫التشابه بمعنى أن "اإلحساس" مشابه "وليس بمفهوم التوحيد" )‪ ،(Meijl, 2008, p. 170‬في حين ُيقصد بمصطلح‬
‫"االختالف" ما ُيضيفه "املعنى" )‪.(Guerrini, 2009‬‬
‫على أي حال‪ ،‬كشفت التطورات النظرية األخيرة أن التشابه بين املدن يرتبط بمباحث من مثل الشخصية‬
‫ً‬
‫اعتمادا على التصنيف الرحب للجوانب الثقافية للناس‬ ‫الفردية‪ personality‬والهوية‪ identity‬والشخصية ‪character‬‬
‫(مثل العمل الجماعي واالنتماء)‪ ،‬وأن تصنيف االختالف بينها يتبع مدى انتمائهم ملكان املنشأ والتاريخ واملوضوع‬
‫ً‬
‫جوهرا ال يمكن إزالته‪ ،‬ومصطلح‬ ‫)‪ .(Heidegger, 1969; Woodward, 1997‬فالهوية عملية متغيرة ومتحولة وليست‬
‫ُ‬
‫"االختالف" فيها وثيق االرتباط "باملعنى" الذي تعكسه كل هوية )‪ ،(Guerrini, 2009‬وتحدد الشخصية عبر فهم‬
‫معا‪ ،‬وبعض هذه املوضوعات يندرج تحت االتساق‬ ‫املوضوعات التي تنطبق على الهويتين املكانية واالجتماعية ً‬
‫االحتشام والراحة واألمن والوصاية )‪.(Dovey, Woodcock, & Wood, 2009, p. 32‬‬

‫مشكلة البحث‬
‫ً‬
‫تؤدي الهوية دورا مهما في إبراز املميزات لألفراد واملجتمعات؛ كما أن الفهم يمكن أن يعمق عمومية مفهوم‬
‫الهوية عن الشخصية‪ .‬حيث يناقش األول املعاني وأنماط الحياة ‪ lifestyle‬الخفية الكامنة وراء العناصر املادية‬
‫ُ‬
‫شكلة لهذه العناصر‪ .‬وهذا‬ ‫والالمادية‪ ،‬بينما يناقش الثاني املوضوعات املتعلقة بالشكل الحضري ‪ urban form‬امل ِّ‬
‫ً‬
‫أحيانا‬ ‫املنطق قد ُيظهر بعض القواسم عن التداخل أو ربما املصير املشترك بين كال املفهومين—الذين قد ُيستخدمان‬
‫كثيرة للداللة على نفس الش يء—ويتضح ذلك في دراسات مجاالت التخطيط والتصميم الحضري على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬ومنها على سبيل املثال دراسات ‪(Dovey, Woodcock, & Wood, 2009a; Dovey, Woodcock, & Wood,‬‬
‫أيضا‪ ،‬أنه لم يستكشف بحث سابق حقيقة القواسم‬ ‫)‪ .2009b; Guerrini, 2009‬حيث تبين‪ ،‬وفي حدود علمنا ً‬
‫ُ‬
‫املشتركة بين تلك املصطلحات‪.‬‬
‫ومن أجل تصحيح مشكلة إنشاء أسلوب حياة وشكل حضري متميزين ملدينة الغد وجعلها "مدينة فريدة"‪،‬‬
‫ينبغي أن ُيعدل التخطيط والتصميم الحضري من أدواته وضمنها املعايير واملبادئ والخطوط اإلرشادية التي تجعل‬
‫املدينة الجديدة مدينة انفراد‪ .‬لذلك فثمة حاجة إلى مقاربة جديدة الستكشاف املصير املشترك بين الهوية‬
‫والشخصية واالنفراد‪ .‬وإللقاء الضوء على هذه املنطقة املجهولة نستشف أن ثمة جانبين يتعلقان بالبيئة املادية‬
‫والالمادية للبيئة املبنية في إنشاء مدن االنفراد‪ .‬الجانب األول مبني على افتراض أن تغير نمط حياة الناس يعتمد على‬
‫الروابط بين مفاهيم الشخصية والهوية والذاتية واالنفراد‪ .‬والثاني ُمستنتج من بحث علمي مبنى على أن التحول في‬
‫األشكال الحضرية ينبغي أن يمزج في التطبيق بين أدوات االنفراد املستكشفة في نماذج التخطيط والتصميم الحضرية‬
‫التقليدية والجديدة )‪.(Abusaada, 2017; Elshater, Abusaada, & Afifi, 2019‬‬

‫هدف البحث‬
‫ُ‬
‫الهدف من هذا البحث هو طرح ُمصطلح يناقش التشابه بين املدن ويعزز انفرادها‪ .‬ويبني هذا املصطلح‬
‫وجوده على أبعاد املصير املشترك بين ثالثة مفاهيم تناقش تفرد املدن وهي الشخصية الفردية والهوية والشخصية‪.‬‬
‫ومن ثم يناقش هذا البحث املصير املشترك بين مفاهيم الهوية والشخصية عند تناول موضوعات من مثل تشابه‬
‫واختالف املدن أو املدينة انفراد‪ ،‬ويتساءل عما ينبغي القيام به لتكون مدينة الغد متفردة‪ ،‬ويحقق في ماهية األدوات‬
‫الجديدة لفعل ذلك‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فهذا البحث في دعمه لتصورات الناس االجتماعية الثقافية والتشكيلية‪/‬التشكلية‬
‫والبيئية في االتجاه نحو تحقيق مدينة انفراد يسعى لتطويع مفاهيم الهوية والشخصية لتفسير االنفراد‪ .‬املساهمات‬
‫املقدمة هنا لها قابلية تطبيق واسعة‪ ،‬ويمكن تلخيصها على النحو التالي‪ :‬أول مساهمة مهمة مقترحة في هذا املجال‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)49‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫تعني بشرح املفاهيم األساسية الثالثة (الهوية والشخصية واالنفراد)‪ ،‬وتستكشف أدوات املصير املشترك بينها‪.‬‬
‫ً‬
‫ملخصا لألدوات العلمية لـ "مدن االنفراد" الكائنة في النماذج الغربية التقليدية‬ ‫املساهمة الثانية تكمن في توفير‬
‫ُ‬
‫والحديثة‪ ،‬واملساهمة الثالثة تقديم إطار نظري يضم أبعاد وأدوات مدن االنفراد‪.‬‬

‫املنهجية‬
‫يعتمد هذا البحث على املنهج الفلسفي التحليلي‪ ،‬يبدأ بتفكيك املشكلة إلى ثالثة مسائل‪ :‬تستخلص املرحلة‬
‫األولى أبعاد املصير املشترك بين املفاهيم النظرية عبر ثالث مراحل زمنية‪( :‬أ) في الخمسينيات‪ :‬الهوية حسب إريك‬
‫إريكسون‪( ،‬ب) التسعينيات ونهاية األلفية الثانية‪ :‬مواقف وتصورات وعناصر الهوية حسب العديد من مفكري‬
‫الغرب (في علم النفس البيئي واالجتماعي) وعناصر هوية املكان‪( ،‬ج) العقدين األوليين من األلفية الثالثة‪ :‬الشخصية‬
‫الحضرية حسب كيم دوفي وآخرون‪ .‬تفسر املرحلة الثانية دور هذه األبعاد في التأثير على ُمصطلح انفراد مدينة‪،‬‬
‫وذلك من خالل مقاربة مفهوم االنفراد عبر ثالثة نهوج تتراوح بين كون االنفراد عملية أو تجربة مجتمعية أو خطاب‬
‫فكري ُمستحدث‪ .‬يعتمد النهج األول مناقشة االنفراد باعتبار املدينة عمل فني وليس ُمنتج نهائي‪ .‬ويرى النهج الثاني‬
‫االنفراد كتجربة تتعلق بمبادئ التخطيط والتصميم الحضري وتعتمد على القطع املتحفية كرمز أيقوني وعمل‬
‫وأخيرا يناقش النهج الثالث االنفراد باعتباره خطاب فكري جديد ُمتعلق‬ ‫ً‬ ‫متكامل يعتمد على األحداث والتجارب‪.‬‬
‫ً‬
‫بالنماذج الفكرية (التقليدية واملعاصرة) لتخطيط ولتصميم املدن‪ .‬وأخيرا‪ ،‬تستنبط املرحلة الثالثة أدوات تخطيط‬
‫وتصميم مدن انفراد حسب أبعاد ذلك املصير املشترك‪.‬‬

‫املصير املشترك‬
‫على مدى عقود‪ ،‬واحدة من أكثر األفكار شعبية في أدبيات التخطيط والتصميم الحضري هي الفكرة التي‬
‫تناقش مفاهيم الشخصية الفردية ‪(Allport, 1937; Funder, 2013; Lynch, The Immature Arts of City Design,‬‬
‫)‪ ،1984‬والهوية الحضرية ;‪(Adam, 2012; Casakin & Bernardo, 2012; Erikson, 1959; Guerrini, 2009‬‬
‫)‪ Heidegger, 1969; Castells, 1997; Woodward, 1997‬والشخصية الحضرية ‪(Dovey, Woodcock, & Wood,‬‬
‫ُ‬
‫)‪ 2009; Samuels & Clark, 2008; Sepe & Pitt, 2014‬لفحص انفراد املدن‪ ،cities of singularity‬ونجمل هنا أوجه‬
‫ُ‬
‫املصير املشترك بين تلك املصطلحات‪ ،‬والتي ُي َف ِّصلها امللحق‪.1‬‬
‫حيث اكتسبت العديد من املفاهيم مثل الشخصية الفردية والشخصية الفردية الذاتية ‪personal identity‬‬
‫والهوية الذاتية ‪ self- identity‬أهمية نسبية منذ كتابات الفالسفة اليونانيين‪ .‬ركزت هذه املفاهيم قبل كل ش يء على‬
‫"مصلحتنا الذاتية" وكيف تتأثر أنفسنا بالكائنات من حولنا‪ .‬حيث ظهر مفهوم الهوية قبل الشخصية الفردية‬
‫ً‬
‫تعبيرا عن وحدة‬ ‫والشخصية‪ .‬ففي تاريخ الفلسفة الغربية وحسب لبنيز‪ Leibniz‬وأفالطون ‪ Plotinus‬برزت الهوية‬
‫الش يء مع نفسه )‪ .(Heidegger, 1969‬وحيث رأى ليبنيز الهوية في البساطة والفردية وقبل كل ش يء التفرد‬
‫‪ ،uniqueness‬وهنا فالهوية تناقش مبدأ التمايز‪ .‬في حين تعامل أفالطون مع الهوية من منظور أن فضيلة الوحدة هي‬
‫في أن الكائنات (أو البشر) هم كائنات (أو بشر)‪ .‬وتكاد تقترب الهوية ها هنا من كونها متالزمة ملعانى الفردية والتفرد‬
‫املكتسبتين من معنى الشخصية الفردية‪ .‬حيث يأخذ الفالسفة األوروبيون في علم النفس والفيزياء الحيوية واملفاهيم‬
‫البيولوجية االجتماعية في االعتبار مفاهيم الشخصية الفردية والشخصية الفردية الذاتية املرتبطتين باملشاعر‬
‫اإلنسانية وليستا التي تقدمان الحقائق )‪ .(Allport, 1937; James, 1890‬إذ إنها هنا تتجاهل الطريقة التي ينظر بها‬
‫اآلخرون إلى صفات الشخص ويقيمونه بها‪ ،‬وإنما تعتمد على النظم النفسية التي ترسم التعديالت الفريدة من نوعها‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)50‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫حدود بيئة املرء‪ .‬وفحصت العديد من الدراسات أبعاد الذات وموضوعات البنية الفرعية للشخصية الذاتية للفرد‬
‫)‪ (Proshansky, 1978; Proshansky, Fabian, & Kaminoff, 1983‬وبينت دراسات أخرى مؤشرات الشخصية الفردية‬
‫)‪( (McAdams, 2009; Fisher, 2012; Funder, 2013‬الشكل ‪.)1‬‬

‫شكل (‪ )1‬أبعاد وموضوعات ومؤشرات الشخصية الفردية‪.‬‬

‫الشخصية الفردية والهوية والشخصية حسب إريك إريكسون‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تظهر مراجعة فاحصة لألدبيات أنه في خمسينيات القرن العشرين استبدلت كلمة هوية لتحل محل كلمة‬
‫الشخصية الفردية‪ ،‬وانتقلت لتدخل ضمن دراسات علم اإلنسان (أنثربولوجي) كمصطلح حاسم‪ .‬فحسب إريكسون‬
‫ُ‬
‫)‪ (1959‬كانتا الذات والهوية تدركان كظواهر دينامية )‪ ،(Kunnen, Bosma, Halen, & Meulen, 2001, p. 3‬وكليهما‬
‫ُ‬
‫شملتا اإلدراك والعواطف والتصورات املثبتة في العالقة بين الشخص والسياق‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬أدرك إريكسون أن‬
‫ُ‬
‫الهوية كما أنها قادت لشخصية فردية ُمعدلة بشكل جيد فإنها تظهر تشابه الش يء أو تطابقه‪ ،‬وأن تعريف الذات‬
‫يكون داللة للذات نفسها ومثبتات أخرى)‪. (Meijl, 2008, pp. 169-170‬‬
‫في الستينيات‪ ،‬بدت الهوية مرتبطة بالشخصية الفردية عبر مجموعة من الصفات األخالقية والعقالنية‬
‫تميزا عن اآلخرين )‪ .(Erikson, 1959; Erikson, 1968‬كما ارتبطتا‬ ‫ووجهات النظر واملعتقدات التي تجعل الشخص ُم ً‬
‫الهوية والشخصية بخصائص الشخص الذي يعيش في املكان‪ ،‬والذي يفرض مواقفه وخصائصه على موقع محدد‬
‫ويجعله يكتسب من هويته وشخصيته‪ .‬وتتحكم مسألتان متشابهتان في العالقة املتبادلة بين الشخصية والهوية‪( :‬أ)‬
‫التشابه الذاتي‪ ،‬مما يعني التشابه املستمر داخل الذات‪ ،‬و(ب) التشارك املستمر للخصائص األساسية مع اآلخرين‬
‫)‪ .(Erikson, 1959, p. 1029‬أكثر من ذلك‪ ،‬هناك بعدان أساسيان ُيحددان معنى الهوية هما‪ .1 :‬البعد الذاتي‬
‫الشخص ي‪/‬غير املوضوعي ‪ subjective‬أي "إحساسك بذاتك" [أو ما يرتبط بمصطلح الشخصية الفردية]‪ ،‬و‪ .2‬البعد‬
‫ُ‬
‫املسند‪/‬املنسوب ‪ascribed‬؛ "ما يقوله اآلخرون عنك"‪ .‬وأظهرت بعض دراسات إريكسون أن للهوية أربع طبقات‪:‬‬
‫الشخصية الفردية عبر املواقف االجتماعية والتشريع (سن القوانين) والعالقة مع اآلخرين والشخصية املجتمعية (آي‬
‫وأحيانا ما يكون للمرء شخصية املمثل الذي يلعب الشخصيات بشكل احترافي‪ .‬وفي هذا‬ ‫ً‬ ‫عبر رؤية مجتمعك لك)‪.‬‬
‫السياق‪ ،‬تشير الشخصية إلى "الزمن الحاضر وتشابه املكان" )‪ .(Erikson, 1959, p. 1029‬وفيما بعد‪ ،‬حسب إريكسون‬
‫أبدا‪ ،‬ولكنها عبارة عن فكرة ُمنقحة عن‬ ‫"إنجازا" ً‬
‫ً‬ ‫)‪ ،(1968‬ارتبطت فكرة الهوية بهوية األنا الذاتية‪ ،‬والتي ال تعتبر‬
‫حقيقة الذات داخل الواقع االجتماعي‪.‬‬

‫الهوية تردد صدى االختالف والتشابه‬


‫وفيما بعد أدرك العديد من املفكرين أن مفهوم الهوية غامض وزلق وليس له معنى ثابت يمكن تفسيره‬
‫)‪ .(Buckingham, 2008; Fearon, 1999; Ivic, 2010‬فشيئين منفصلين من املستحيل أن يكونان متشابهين ً‬
‫تماما في‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)51‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫ُ‬
‫ش يء محدد‪ ،‬فالش يء الواحد في املطلق يعني التشابه لحد التطابق‪ .‬وبعض من هؤالء املفكرين يرون أنه من املستحيل‬
‫أن يكون هناك شيئان متطابقين في هوية واحدة )‪.(Buckingham, 2008; Ivic, 2010‬‬
‫وتحولت الهوية منذ التسعينيات لتعبر عن االختالف بين الفضاءات‪ .‬واستخدم بلووم )‪ (1990‬وهوف‬
‫)‪ (1990‬وبراون وبيركينز )‪ (1992‬الهوية الوطنية واإلقليمية املتعلقة باملمارسة اإلقليمية املرتبطة بإنعاش بنية املعنى‪،‬‬
‫وتظهر انعكاسات تلك الهوية بين أعضاء كل دولة عبر األشياء الشائعة بين بعضهم البعض‪ ،‬حتى لو أنهم ال يعرفون‬
‫بعضهم البعض أو أنهم لم يلتقوا من قبل‪ .‬فالهوية الوطنية تعتمد الجوانب الرمزية والثقافية واملواقفية‪ .‬ويرتبط هذا‬
‫التعريف بالتعرف على رموز الناس وخدمة فكرة الوطنية (الهوية الثقافية) ودعم االندماج االجتماعي والثقافي ( ِّعمارة‬
‫وعمران ظرفية) وتوثيق ورد الفعل الجماعي من الناس تجاه بيئتهم على مر الزمن‪.‬‬‫ُ‬
‫وناقش بول آرثر وروميدي باسيني (‪ )1992‬وكاثرين وودوارد (‪ )1997‬وستيفن ليتل جون وكارين فوس (‪)2008‬‬
‫وتون فان ميل (‪ )2008‬مسألة "الهوية" املتعلقة بتغاير "االختالف"‪ ،‬والذي يشبه دخان منبعث من كل سيجارة‬
‫)‪ ،(Woodward, 1997, p. 9‬أو أنواع املالبس واملمتلكات والكلمات والتوصيف الذاتي لألشياء التي تقولها عادة واملعاني‬
‫التي تنسبها أنت واآلخرون إلى هذه األشياء )‪ ،(Littlejohn & Foss, 2008, p. 89‬أو ما ثبت في عيونك وعيون اآلخرين‪،‬‬
‫للتعبير عن نفسك والرد على اآلخرين )‪ .(p. 103‬كما ُرصدت الهوية كشفرة تعريفية تبين عضوية أو مشاركة الفرد في‬
‫املجتمعات من خالل الرموز (أو العالمات البارزة في كل مجتمع)‪.‬‬
‫وتشير الهوية الحضرية في علم النفس البيئي واالجتماعي إلى مسألتين عن تصورات السكان تجاه بيئتهم‬
‫الحضرية )‪ :(Cheshmehzangi, 2012; Jenkins, 1996; Nairn, 1965; Uzzell, 1996‬تتعلق األولى بالجودة الحضرية‪،‬‬
‫في حين ترتبط الثانية بكيفية تقييم العناصر الحالية واملتوقعة )‪ .(Lalli, 1988, p. 130‬ومن ثم فالهوية الحضرية هي‬
‫نتاج عدة مواق تظهر في واقع ِّمعماري ِّعمراني تخلقه التكوينات املتكررة للعناصر املادية والالمادية‪( ،‬الشكل ‪ .)2‬وثمة‬
‫والعمران للتعرف على الجانب الخفي لإلحساس باملكان ومفهوم تعدد‬ ‫أدبيات ناقشت هوية املكان في مجال العمارة ُ‬
‫ِّ‬
‫االستعماالت وتعدد املعانى )‪ .(Butina-Watson & Bentley, 2007, p. 4‬تمكن هذه الهوية الناس من التمييز بين‬
‫األماكن املتعارضة )‪.(Adam, 2012, p. 176‬‬

‫شكل (‪ )2‬مواقف وتصورات وعناصر الهوية‪.‬‬


‫وترتبط هوية املكان بثالث عناصر ;‪(Casakin & Bernardo, 2012; Kaymaz, 2013; Holt-Jensen, 2009‬‬
‫)‪:Proshansky, Fabian, & Kaminoff, 1983; Relph, 2007‬‬
‫‪ ‬الشكل الحضري ‪ :urban form‬الصفات البصرية الفريدة من نوعها لهيكل املكان اإلعداد املادي الثابت‪.‬‬
‫‪ ‬جميع آثار جوانب الحياة البشرية‪ :lifestyle‬خصائص املكان (الهوية الذاتية للشخص) واملجاالت املهتمة‬
‫بفقدان الفردانية والطبيعة املتجانسة واملتكررة لألماكن والحياة االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)52‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫‪ ‬املعاني ‪ :meanings‬التي تنعكس من موجودات الشكل الحضري في البيئة املحيطة‪ ،‬وتنبع من تجارب الناس‬
‫(األنشطة واملواقف) في حياتهم اليومية والعناصر اإلنسانية التي تتحكم في املكان والتي تتضمن املعنى بالنسبة‬
‫لألشخاص الذين يعيشون فيه ومبدأ الوضوح بالنسبة لألشخاص الذين يالحظونه‪ ،‬هذا عالوة على املعاني‬
‫والرموز الشخصية للمقيمين واملستخدمين على حد السواء‪ .‬في النهاية‪ ،‬يعتمد انعكاس شخص أو مجموعة من‬
‫األشخاص على بناء هوياتهم الذاتية أو االجتماعية‪.‬‬

‫الشخصية الحضرية حسب كيم دوفي وآخرون‬


‫يرى بعض املنظرين الغربيين أن في تعدد معاني الشخصية ما يجعلها إشكالية للغاية كأداة رئيسة للتخطيط‬
‫ُ‬
‫الحضري القائم على األداء‪ ...،‬بيد أنها لم تضمن حتى اآلن في املجال املكاني لقواعد التخطيط الحضري ‪(Dovey,‬‬
‫)‪ .Woodcock, & Wood, 2009b‬وعلى الرغم من أنهم يرون أن ثمة نقص في التعريفات الواضحة للشخصية‪ ،‬إال أن‬
‫تعريفها ينبغي أن يغطي السمات الشخصية الفردية واملادية ويتعلق باألفعال الواردة في معاني املكان‪ ،‬وأنها كظاهرة‬
‫مكانية ومجتمعية ينبغي أن تشمل املكان واملنزل واملجتمع ومناظر الشوارع‪.‬‬
‫ويرى دوفي )‪ (2010‬أن تحديد الخصائص‪ characterization‬ينبغي أن يصف املعلومات والسمات النفسية أو‬
‫شيرا إلى استخدام الشخصية كأداة للتخطيط فيما ُيطلق عليه "التخطيط القائم على‬ ‫االجتماعية للشخصية‪ُ .‬م ً‬
‫ً‬
‫الشخصية" و ُيمزج فيه خطاب "الشخصية" مع "التراث"‪ُ .‬معرفا الشخصية عبر مجموعة من العوامل املادية من مثل‪:‬‬
‫شكل األرض ومناظر الشوارع ومخطط املوضع‪ ،‬وأن شكل البناء والتراث يأتيان ضمن أهم عوامل تحديد الشخصية‪،‬‬
‫بينا أن تلك العوامل مجتمعة تؤثر على تصورنا وفهمنا للمكان‪ .‬ويشير إلى فهم الشخصية كظاهرة تجريبية ضمن‬ ‫ُم ً‬
‫إطار ظواهر املكان وخطاب فكري مبني على الحالة االجتماعية املهتمة بدراسة النسيج الحضري واملقابالت مع السكان‬
‫وأيضا دراسة الهيكل املكاني الرسمي والتشكل الحضري‪.‬‬ ‫ورموز التخطيط‪ً ،‬‬
‫ويغطي التعريف الحديث ملصطلح الشخصية السمات املادية والالمادية‪ ،‬ويتعلق باألفعال الواردة في السرد‬
‫ومعاني املكان‪ .‬ويستخدم في عالم القصص والنصوص األدبية أو وسائل اإلعالم لوصف الشخص الذي لديه‬
‫شخصية مميزة‪ .‬أما الشخصية الحضرية فهي تجربة متصلة بشعور املكان عبر األشخاص واملباني واألشياء التي‬
‫تحدث هناك‪ .‬ويدرس دوفي الشخصية الحضرية كمزيج اجتماعي ورسمي معقد الكثافة ‪ intensity‬في التجمع‬
‫ُ‬
‫الحضري‪ :‬الحب والنكهة والضوء واللون والنبرة والخبرة‪ ،‬كما أنها تعزز الشعور واملظهر والجو‪.‬‬
‫هناك مجموعة من األبحاث الحديثة التي ركزت بشكل مكثف على ثالثة مفاهيم مختلفة من مفهوم‬
‫الشخصية )‪ .(Dovey, Woodcock, & Wood, 2009b; Sepe & Pitt, 2014‬املفهوم األول هو الشخصية الحضرية‪،‬‬
‫ويمزج بين العناصر املادية والالمادية‪ ،‬ويتضمن أنواع املباني وأنواع الغطاء النباتي‪ ،‬كما يتضمن أسلوب الحياة‬
‫واالهتمام بالهيكل االجتماعي )‪ .(Dovey, Woodcock, & Wood, 2009b‬املفهوم الثاني هو شخصية املكان‪ ،‬إشارة إلى‬
‫األجواء وشكل ومضمون العناصر املحددة للفضاء )‪ .(Sepe & Pitt, 2014, p. 216‬واملفهوم الثالث هو الشخصية‬
‫البيئية التي تتكون من الشكل واألشياء امللموسة والجو الذي تعيش فيه هذه األشياء‪ ،‬وتتغير تلك الشخصية نتيجة‬
‫الزمن وفصول العام ومض ي اليوم وظروف الطقس واإلضاءة املختلفة‪ ،‬عالوة على البنية املادية والشكلية الرسمية‬
‫للمكان ()‪. (p. 217‬‬
‫وهكذا‪ ،‬كما نوقش في األدب‪ ،‬فإن املصير املشترك بين املفاهيم الثالثة يكمن في األبعاد املجتمعية‬
‫ُ‬
‫والتشكيلية (املورفولوجية)‪ ،‬ويهتم هذا النقاش بالعناصر املادية وغير املادية للمدينة التي تعزز نمط حياة املدينة‬
‫وشكلها الحضري‪ ،‬ويبحث القسم التالي عن أبعاد املصير املشترك في عالقتها بمفهوم انفراد مدينة‪.‬‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)53‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫مفهوم انفراد مدينة‬


‫منذ الخمسينيات من القرن املاض ي‪ ،‬كانت الفكرة التي تناقش تفرد املدن تعتبر واحدة من املعتقدات البارزة‬
‫في مجاالت التصميم املعماري والتخطيط الحضري وأدبيات الفن والتصور البصري (على سبيل املثال‪ ،‬أرنهيم ‪1954‬‬
‫و‪1969‬؛ لو كوربوزييه ‪1952‬؛ لينش ‪ 1960‬و‪1984‬؛ روس ي ‪1982‬؛ لفيبفر‪ 1984 ،‬و‪ .)1991‬وحيث نمت كلمة انفراد‬
‫كمصطلح علمي في ثالثة جوانب )‪.(Elshater, Abusaada, & Afifi, 2019‬‬
‫‪ ‬يركز الجانب األول على االنفراد فيما يتعلق بالتصميم ا ِّملعماري ُ‬
‫العمراني‪ :‬األبعاد البصرية واإلدراكية‪ .‬ويتعامل‬
‫هذا الجانب مع املدينة على مستوى املباني الفردية والتحف الحضرية كرموز أو أيقونات تبقى مع الزمن‬
‫كعالمات )‪.(Arnheim, 1954; Arnheim, 1969; Lynch, 1960; Lynch, 1984; Rossi, 1982‬‬
‫‪ ‬الجانب الثاني يناقش انفراد املدينة كعمل فني تراكمي يعتمد على أحداث وتجارب الحياة البشرية وجماليات‬
‫االنفراد )‪.(Gehlawat, 2011; Lefebvre, 1984; Lefebvre, 1991; PULSA, 1972; Stanek, 2009‬‬
‫‪ ‬ويتبع الثالث األبعاد االجتماعية والثقافية واإلعالمية واالقتصادية والتقنية في نماذج التصميم الحضري‬
‫الحديثة‪ ،‬والتي تعد ضرورية لنمو وحماية خصوصية أي مدينة‪ .‬يبدأ هذا الجانب من تنفيذ سياق مجتمعي‬
‫محلي إلى إنشاء خلفية ثقافية‪ ،‬وفهم وشرح كيفية عمل املدينة ً‬
‫وفقا ملكوناتها واالختالفات في أماكنها‪.‬‬

‫مدن االنفراد في النماذج الغربية التقليدية‬


‫ً‬
‫متالزما مع التفكير البصري‬ ‫تم استكشاف موضوع مدن االنفراد على نطاق واسع في األدب الغربي التقليدي‪،‬‬
‫واإلدراك النفس ي )‪ ،(Arnheim, 1954‬حيث استخدم آرنهيم هذا املصطلح كـحسابات للمشكالت املستخرجة في‬
‫اإلدراك وكمذهب ُيشير إلى شفافية األشكال املرئية )‪ .(Verstegen, 2005, pp. 4,16‬واستخدمه لينش في وصفه‬
‫ً‬
‫تعبيرا عن اختيار‬ ‫للمعالم ‪ landmarks‬كأحد العناصر املرئية املوضحة لصورة املدينة‪ ،‬فاملعلم حسب لينش يأتي‬
‫عنصر واحد من مجموعة من االحتماالت‪[ ،‬وأن] السمة املادية الرئيسية لهذه الفئة هي االنفراد‪ ،‬وأن بعض الجوانب‬
‫تكون فريدة من نوعها أو ال تنس ى في السياق )‪.(Lynch, 1960, p. 508‬‬
‫في مجاالت التخطيط الحضري‪ ،‬تم إنشاء إحساس تفرد شانديجار من قبل لو كوربوزييه (‪ ،)1952‬حيث رأى‬
‫أن املدينة "لحظة تاريخية‪ -‬بمعنى املفرد باعتباره الخطوة أو املبادرة األولى لحدث جديد‪ -‬وكذلك االنفراد الجمالي‬
‫)‪ .(Gehlawat, 2011, p. 353‬يعتبر نظام القطع املتحفية الحضرية املدينة كائن فني‪ ،‬وينبغي أن يؤدي ذلك إلى الحاجة‬
‫إلى التعامل مع املدينة على أنها منفصلة عن الطبيعة وكذلك ينبغي أن تتم متابعة صناعتها كنوعية ذات معنى‬
‫)‪ .(PULSA, 1972, p. 209‬في حين أن العمارة والعمران ال يمكن اعتبارها ً‬
‫فنا في املدينة‪ ،‬إال أنها ً‬
‫آثارا معمارية يتم‬
‫إنشاؤها بواسطة صورة إعالنية كجزء من الشركات الكبرى‪ .‬وأبرز بيتر آيزمان في مقدمة كتاب روس ي هندسة املدينة‬
‫وعمران املكان‪ .‬اعتقاد روس ي حسب‬ ‫استخدم املفكر اإليطالي ألدو روس ي عبارة انفراد املكان لوصف شكل عمارة ُ‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫أيزنمان أن التاريخ الحضري يقود إلى العملية التي تطبع بها املدينة ‪ imprinted‬بشكل )‪ .(Eisenman, 1982, p. 7‬حيث‬
‫أشار روس ي إلى أن التاريخ يعرف من خالل العالقة بين الذاكرة الجماعية لألحداث ووحدانية املكان (املوضع الفردي)‬
‫وعالمة املكان كما تعبر عنها األشكال )‪ .(p. 8‬ويعد االستقالل النسبي للنظام املعماري العمراني الحضري املتأثر بالقطع‬
‫املتحفية أكثر أهمية من املدينة التي تتبع مبدأ "الشكل يتبع الوظيفة" )‪ .(Rossi, 1982, p. 46‬وهنا تنبثق فكرة االنفراد‬
‫املستندة إلى التركيز على املعالم الحضرية للمدينة باعتبارها حوافز ملعرفة التاريخ‪ ،‬وحيث يعتمد مفهوم االنفراد‬
‫ً‬
‫سواء في‬ ‫النصب التذكارية واملدينة واملباني )‪ .(p. 107‬فاالنفراد ال يكمن فقط في القطع املتحفية‪،‬‬‫وحدوده على تفرد ُ‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)54‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫أيضا في املكان الذي يحددها‪ ،‬ويصبح كالهما (قطعة متحفية ومكان) وحدة‬ ‫املواد واألحداث وعقول الصانعين وإنما ً‬
‫واحدة وغير قابلة للتجزئة" )‪.(pp. 113-114‬‬
‫وفي سياق آخر‪ ،‬عرف هنري ليفبفر )‪ (1984‬املدينة بأنها مكان للرغبة‪ ،‬حيث استكشف مستوى االنفراد من‬
‫ُ‬ ‫ً ً‬ ‫ُ‬
‫خالل الحياة اليومية في املدينة‪ .‬وكتب‪ :‬دع الحياة اليومية تصبح عمال فنيا! دع كل الوسائل التقنية تستخدم لتحويل‬
‫ً‬
‫الحياة اليومية! )‪ .(Lefebvre, 1984, p. 204‬عالوة على ذلك‪ ،‬أشار إلى أن الحياة اليومية في املدينة "ترتبط ارتباطا‬
‫عميقا بجميع األنشطة وتشمل جميع خالفات الناس وصراعاتهم‪ ...،‬إنها مكان اجتماعهم ورباطهم وأرضهم املشتركة‬ ‫ً‬
‫)‪ .(Lefebvre, 1991, p. 79‬فمدينة مثل مدينة البندقية تأخذ تفردها من وئامها املعماري العمراني‪ ،‬والتي تبدو وكأنها‬
‫وحدة معمارية عمرانية عظيمة‪ ،‬فتجمع هذه املدينة بين العملية والرمزية والخيالية )‪ .(p. 75‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن‬
‫القضية الحاسمة األولى ها هنا هي املنتج النهائي الذي لم يكن نتيجة للتصميم الفردي لشخص واحد فقط ‪(pp.‬‬
‫)‪ .118-119‬وميز ليفبفر مستوى انفراد املدينة من خالل فضاء يعتمد على األماكن ذات الخبرة الحسية والهادفة مع‬
‫الصفات املتعارضة )‪.(Stanek, 2009, p. 65‬‬
‫ً‬
‫استنادا إلى الفكر الغربي التقليدي‪ ،‬فإن خطة املدينة الفعالة من الناحية الفنية‬ ‫في هذا النموذج الفكري‪،‬‬
‫هي عمل فني‪ ،‬وليس مجرد مسألة إدارية )‪ .(Sitte, 1986, p. 206‬وهذا يعني أن املدينة قد تمت إدارتها وتجربتها كما لو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫استنادا إلى بنيانها ونظامها الحرفي )‪ .(PULSA, 1972, p. 208‬وفي هذا‬ ‫كانت أعماال فنية )‪(Rossi, 1982, pp. 32, 113‬‬
‫السياق يتم إنشاء املدن ككائنات تتكيف مع الزمن والتاريخ‪ ...‬وأن أهداف هذا النموذج الفكري ترى أن املدينة‬
‫ُمنفصلة عن الطبيعة‪ ،‬وينبغي السعي إلى تحقيقها كجودة ذات معنى )‪ .(p. 209‬في حين سوف يفسر تاريخ الفضاء‬
‫تطوره الحضري )‪ ،(Lefebvre, 1991, p. 118‬وأنه ال ينبغي أن ينأى بأي حال عن تاريخ الزمن )‪ ،(p. 119‬كما أن جهود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األجيال السابقة تقدم عمال متكامال )‪.(Dewey, 2008, p. 161‬‬
‫في نهاية املطاف تتمثل العناصر الرئيسية ملدن االنفراد في هذا النموذج الفكري الغربي التقليدي في املكان‬
‫والذاكرة والتصميم والوحدة املعمارية العمرانية الكبيرة‪ ،‬ويكون بسبب التراكمات التاريخية ودالالت األلفاظ والرموز‬
‫الخاصة القائمة على الخبرة العملية والرمزية والخيالية‪ .‬وتتمايز املدينة بتاريخها وشكلها ‪(Rossi, 1982, p. 29; PULSA,‬‬
‫)‪ ،1972, p. 208‬والقطع املتحفية والعمارة والعمران تكون "متشابهة" )‪ ،(Rossi, 1982, p. 87‬مما يعني أن املدينة‬
‫وعمران جيدة؛ إن الجمال الحقيقي ها هنا عن قصد يتمثل من خالل القطع املتحفية‬ ‫الجميلة لديها "عمارة ُ‬
‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحضرية )‪ .(Rossi, 1982, p. 87‬وتصبح مبادئ االنفراد هي االستقالل النسبي لنظام العمارة والعمران‪ ،‬وتصبح‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عميقا بجميع األنشطة وتشمل جميع اختالفاتها وتعارضاتها ‪(Ellin,‬‬ ‫دينامية املدينة والحياة اليومية مرتبطة ارتباطا‬
‫)‪.1999, p. 25; Lefebvre, 1991, p. 79‬‬

‫مدن االنفراد في آفاق سبعة نماذج فكرية معاصرة‬


‫يمكن إنهاء التشابه كحالة معاكسة لالختالف من خالل مراجعة سبعة نماذج غربية الختيار أحدهما أو حتى‬
‫للجمع بينها إلنشاء شخصية مدينة توحي أو تستلهم من فكر مدينة انفراد‪ .‬تم اختيار سبعة نماذج حديثة لدراسة‬
‫حاالت االنفراد في كل منها‪ ،‬هي‪ :‬مدينة عاملية وإعالمية ومدينة عالمة ومدينة ذكية وتنمية حضرية عضوية ومدينة‬
‫عظيمة ومدينة متعددة الثقافات ;‪(Anholt, 2010; Castells, 1997; Hannerz, 1996; Nam & Pardo, 2011‬‬
‫)‪ .Schilders, 2010; Warnaby, 2009‬تظهر انفرادات املدينة في هذه النماذج الفكرية—كل منها على حدة— ُمعتمدة‬
‫ً‬
‫وأحيانا أخرى على الجانب اإلنساني املجتمعي‪.‬‬ ‫ً‬
‫أحيانا على الجانب املادي‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)55‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫مكانا بقدر ما هي عملية )‪ ،(Castells, 1996, p. 417‬إنها تعني التقنية‬ ‫فاملدينة العاملية‪/‬اإلعالمية ليست ً‬
‫مجتمعة )‪(Castells, 1997, p. 5‬؛ ُمستهدفة تقييم تقدم البلد عبر تقدم املجتمع‪ .‬ويتبع مفهوم‪ Meta city‬اقتراح‬
‫ُ‬
‫كاستيلز؛ حيث تفهم املدينة باعتبارها كيان إحصائي يتكون من مجموعات من البيانات)‪، (Shane, 2014, p. 59‬‬
‫وتوصف فيها العالقات بين سكان املدينة على أساس تحولها ملدينة معلومات‪ .‬ويمكن حصر عناصر انفراد هذه املدينة‬
‫املعلوماتية في (أ) األدوات التقنية لفهم املجتمع )‪ (Castells, 1997, p. 5‬ومجتمع املعرفة‪( .‬ب) مجتمع املعلوماتية‬
‫والشبكات )‪( .(pp. 21, 500‬ج) املواقع الغنية باملعلومات )‪( .(Stock, 2011, p. 968‬د) املراكز املالية والفعاليات‬
‫الثقافية ذات اللون املحلي )‪( .(p. 968‬هـ) البنية التحتية لتقنية املعلومات واالتصاالت ‪(Lor & Britz, 2007, pp. 390-‬‬
‫)‪ .391‬أما القطع املتحفية الحضرية (أو العناصر املادية لالنفراد) فهي تعتمد بالكلية على جانبين‪( :‬أ) البنية التحتية‬
‫لتقنية املعلومات واالتصاالت‪ ،‬و(ب) هيكل املؤسسات والترفيه الكافي ومرافق التسوق الجذابة ‪(Stock, 2011, p.‬‬
‫)‪.964‬‬
‫وفي هذا العصر التقني‪ ،‬ثمة نموذجان يتعامالن مع مفهوم التنافسية الحضرية‪ .‬تستمد املدينة عالمة‬
‫ً‬
‫اعتمادا على املدينة املادية الحقيقية التي تم تغييرها لتتوافق مع الصورة املثالية للمدينة التي‬ ‫اهتمامها من االقتصاد‬
‫تحمل عالمة تجارية‪ .‬إنها مدينة تسويقية؛ تستهدف فهم كيفية الحصول على قيمة العالمة التجارية التنافسية على‬
‫أساس الحمالت التجارية‪ .‬تتمثل أهدافها في تعزيز حقوق امللكية التجارية وقيمة املؤسسات واملستهلكين فيما يتعلق‬
‫باألنشطة والعائدات العالية على االستثمارات وتلبية توقعات الزوار واملستثمرين)‪ . (Hankinson, 2004, p. 11‬ويمكن‬
‫حصر عناصر انفراد املدينة الالمادية في جانبين‪( :‬أ) تلبية االحتياجات الوظيفية والرمزية والعاطفية ‪(Ashworth,‬‬
‫)‪( .2009, p. 9; Kavaratzis, 2004, pp. 55-66‬ب) استخدام وكاالت املدن والشركات القائمة على املدينة استراتيجيات‬
‫وعمران تلبية االحتياجات‬ ‫العالمة التجارية إلعادة التسويق )‪ .(Greenberg, 2000‬وتظهر القطع املتحفية هنا في عمارة ُ‬
‫ِّ‬
‫الوظيفية الرمزية والعاطفية لتسويق املدينة‪.‬‬
‫ُ‬
‫في حين تعتمد املدينة الذكية على القدرة التنافسية الحضرية والتقنية الفائقة للمدينة الحرة محققة‬
‫األهداف املحددة في بروتوكول كيوتو )‪ ،(Hollands, 2008, p. 303‬والذي يهدف إلى دمج التفكير البيئي في خطط‬
‫املدينة ليتمتع جميع املواطنين بالرخاء في مدينتهم )‪ ،(Bouton, et al., 2013, p. 3‬ويميز ذلك الدمج املدينة بجوانب‬
‫الكفاءة والفعالية كافة )‪ .(Susantia, Soetomoa, Buchoria, & Brotosunaryo, 2016, p. 195‬ويشمل هذا االقتصاد‬
‫الحضري التنافس ي على مستوى املدينة توفير وظائف عالية املهارة بدخول عالية‪ ،‬وسلع وخدمات جيدة ً‬
‫بيئيا ذات‬
‫خصائص مرغوبة‪ ،‬وأنشطة تتحكم في املستقبل‪ ،‬وعقود مستقبلية بديلة‪ ،‬وشركات ووكالء اقتصاديين للمدينة‬
‫ُ‬
‫)‪ ،(Begg, 1999‬وتصبح تلك املدينة على مستوى األفراد مدينة اإلبداع والتعلم واإلنسان واملعرفة ‪(Nam & Pardo,‬‬
‫)‪ .2011‬أما العناصر املادية (وتمثل القطع املتحفية الحضرية للمدينة انفراد) فهي التقنية الرقمية والذكية في الكل‬
‫مكان ومدينة سلكية وهجينة ومعلومات تعزز مكانة املدينة في التسلسل الهرمي الحضري )‪ ،(Begg, 1999‬وبنية تحتية‬
‫رقمية وبيانات حضرية وتصميم البرمجيات‪.‬‬
‫ُ‬
‫في حين يكون إنشاء مدينة التنمية الحضرية العضوية عن طريق التمكين مع مهمة إدارية أخرى‪ ،‬فيعزز‬
‫جماعيا اإلحساس املكاني واالجتماعي لصنع مدينة والحفاظ عليها‪ ،‬ومتابعة إمكاناتهم الفريدة‬‫ً‬ ‫تمكين املواطنين‪ً :‬‬
‫فرديا‪/‬‬
‫بروح وكرامة )‪ (Schilders, 2010, pp. 29-33‬وتحقق تلك التنمية انفراداتها من خالل القضاء على عيوب املدينة‬
‫ُ‬
‫املخططة )‪ .(Schilders, 2010, p. 33‬عالوة على ذلك‪ ،‬تهتم بتقسيم األدوار بين الحكومة واملطورين واملواطنين‬
‫واألطراف املشاركة في التخطيط الحضري العضوي )‪ .(Oosterman, 2015, p. 104‬أما العناصر املادية فهي عناصر‬
‫تحقيق الصورة العاملية ‪.Global Image‬‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)56‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫وتتراوح املدينة العظيمة بين كونها مدينة ساخنة (تدفق رأس املال) ومدينة رائعة (بحضور نوادي الجاز‬
‫واملهرجانات الفنية) ومدينة عاملية ومدينة العالم‪ .‬يعزز عظمة التصميم‪ :‬مينيابوليس‪ ،‬توافر خدمات املجتمع وجودة‬
‫الحياة التبادل التجاري وقابلية تواجد أنشطة الصناعة واألفراد في موقع محدد )‪ .(Savitch, 2010, p. 43‬وتشمل‬
‫انفراداتها الال مادية حسب سافيتش )‪ :(2010‬العظمة الحضرية [‪ :]Cs4‬العملة والعاملية والتركيز والكاريزما واملدن‬
‫املركزة‪ .‬عالوة على أن تكون الصناعات املتخصصة قريبة مع استخدام األراض ي املختلطة والعمل على املجموعات‬
‫االقتصادية‪ .‬أما عناصرها املادية فتتركز في الرموز واألشكال‪.‬‬
‫وفي سياق آخر‪ ،‬حسب التحول االجتماعي والثقافي‪ ،‬يعتمد نموذج املدن متعددة الثقافات على التفاعل بين‬
‫الثقافات حسب مفهوم التنوع االجتماعي للمكان وكيفية رؤية نفسك في اآلخر؛ إنه مفهوم يحترم التفاعل بين‬
‫الثقافات )‪ ،)(Savitch, 2010, p. 43‬ويعتمد على تسهيل الحوار والتفاهم املتبادل بين الناس الذين لديهم خلفيات‬
‫ثقافية متنوعة )‪ .(Bloomfield & Bianchini, 2002, p. 6‬وتتضن عناصر االنفرادات الالمادية‪ :‬أ) التنوع والديمقراطية‬
‫واإلنصاف )‪( .(Fainstein, 2010; Hannerz, 1996‬ب) التحول التعددي للفضاء العام والثقافة املدنية واملؤسسات‬
‫)‪( .(Bloomfield & Bianchini, 2002, p. 6‬ج) الحيوية والصحة االقتصادية واإلنصاف االجتماعي واالستدامة ‪(Talen,‬‬
‫)‪( .2006‬د) الروابط بين الثقافات )‪( .(Hadjicostandi, 2007‬هـ) التطورات االقتصادية والتقنية وكذلك التجارب‬
‫الفنية والفكرية )‪( .(p. 5155‬و) القيادة وصنع املدن وإدارة املدينة واملواطنة ‪(Landry & Wood, 2008, pp. 321-‬‬
‫)‪ .324‬أما عناصر االنفرادات املادية فهي (أ) مزيج متعدد االستخدامات في املساكن‪( .‬ب) االهتمام بتقاطعات الشوارع‪.‬‬
‫(ج) تنوع أماكن املدينة لتتالءم مع الطوائف كافة )‪.(Talen, 2006, pp. 236-240; Landry & Wood, 2008‬‬

‫مناقشة النتائج‬
‫أبرز القسم األول نقاط التشابه واالختالف بين الهوية والشخصية من خالل مراجعة بعض تعاريفها في‬
‫األدب الغربي‪ .‬وجدنا في القسم الثاني أن الهوية والشخصية ُمنتجان ِّمعماريان ومجتمعيان يتبعان املعنى الذي‬
‫ينعكس من املحيط على الناس ومنه للبيئة املحيطة‪ .‬وأظهرنا في القسم الثالث انعكاسات معاني االنفراد عبر نموذج‬
‫فكري غربي تقليدي وسبعة نماذج متقدمة‪ ،‬ويبين امللحق (‪ )1‬االلتباس ونقاط التشابه واالختالف بين مفاهيم‬
‫الشخصية الفردية والهوية والشخصية واالنفراد‪ .‬وتناقش النتائج املصير املشترك بين الشخصية الفردية والهوية‬
‫ً‬
‫انتماء ملجال العمارة والعمران‪.‬‬ ‫والشخصية واالنفراد‪ ،‬ومدى إمكانية استخدام ُمصطلح انفراد مدينة باعتباره أكثر‬
‫ُ‬
‫حيث تتأثران الهوية والشخصية بعناصر مشهد‪/‬صورة املدينة املشيدة ومشاكل الحياة املجتمعية اليومية‪ ،‬واملدخالت‬
‫الخارجية من خالل العوملة والتقنية والسياحة‪ .‬وينبغي أن يكون ثمة ش يء فريد ال يحدث في مكان آخر ولكن له طابع‬
‫التراث أو الوجود القومي‪ .‬وتضيف الشخصية إلى ما سبق املشاعر والسياق‪ .‬في حين أن مؤشرات الشخصية تشمل‬
‫جودة بناء األنماط املعمارية والحدائق واملناظر الطبيعية‪ ،‬وعناصرها املادية يفصلها التشكيل الحضري من مثل أن‬
‫وفر نسيج محدد قابلية السير على األقدام وتوافر أساليب البناء املختلفة من مثل املنازل ذات األسرة الواحدة‬
‫بحدائق أمامية مرئية وشوارع تراثية ذات أساليب معمارية عمرانية تاريخية وأشجار كثيفة الظل‪ .‬كما أفرزت‬
‫ً‬
‫أجواء عامة‪ ،‬والتي تعكسها البيئتين املادية (البنائية) والالمادية (خاصة‬ ‫املراجعات أن الشخصية تصف ً‬
‫جوا أو‬
‫االجتماعية‪ -‬الثقافية)‪ ،‬وها هنا يظهر التماسك في الشخصية من خالل األبنية والغطاء النباتي (أو مناظر األرض)‬
‫وأنواع الناس‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تحتوي الشخصية على عناصر المادية محددة ال تتكرر إال في املكان الذي ُ‬
‫استمدت‬
‫منه خصائص الشخصية‪.‬‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)57‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫كشف عملنا هذا اثنين من النتائج الرئيسة‪( :‬أ) تأثير الهوية والشخصية ليس أحادي االتجاه‪ ،‬من الناس إلى‬
‫أيضا تؤثر على الناس وتعيد تعريف هويتهم وبالتبعية شخصيتهم الحضرية‪( .‬ب) تغطي شخصية‬ ‫البيئة‪ ،‬فالبيئة ً‬
‫املكان األشخاص واملعاني في الوقت نفسه والفصل بينهما مستحيل ‪(Norberg-Schulz, 1971; Norberg-Schulz,‬‬
‫)‪ .1980; Norberg-Schulz, 1985; Samuels & Clark, 2008; Dovey, 2016‬واكتشفنا أن تكوينات املكان تأخذ‬
‫أيضا أن اكتمال الشخصية يحدث من خالل وجود‬ ‫معا‪ .‬ولقد وجدنا ً‬ ‫جوهرها من اإلعدادات الالمادية واملادية ً‬
‫أشخاص في العمل واألحداث واملناسبات والترفيه والتنقل‪ .‬باستخدام البصيرة املكتسبة من الدراسات السابقة‪ ،‬نرى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العديد من االستراتيجيات الجديدة املقترحة ملصطلح الهوية الحضرية‪ .‬قد تستخدم لوصف البيئة املبنية على نطاق‬
‫واسع‪ ،‬في مستوى التخطيط‪ ،‬مع مستخدمين مجهولين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من املناسب استخدام مصطلح الشخصية‬
‫الحضرية في النطاقين املتوسط والصغير‪ ،‬في مستوى التصميم‪.‬‬
‫من خالل استنتاجاتنا السابقة‪ ،‬من املمكن تصور هذه املسألة من حيث السرد األدبي‪ ،‬حيث يتخيل املؤلف‬
‫شخصية البطل في الرواية‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬يجب أن يتخيل املصمم العناصر الرئيسية للمكان لتكوين شخصيته‪ .‬قد‬
‫تنجح هذه الرؤية على نطاق ما يمكن للمصمم التعرف على األشخاص في املكان‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يجب عليه أن يتخيل‬
‫سيناريو األحداث والحياة اليومية إلنشاء معنى املشهد األخير‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن القضية الهامة األخيرة حول شخصية املكان‬
‫كامنة؛ إنها موجودة ليس فقط في اإلمكانيات التي يتخيلها املُخطط واملصمم الحضري وإنما ً‬
‫أيضا في القواعد التي‬
‫تحكم املمارسة املهنية في العديد من بلدان العالم‪ .‬في النهاية‪ ،‬يلعب األشخاص الذين يعيشون ويزورون املكان ً‬
‫دورا‬
‫مهما في تكوين شخصيته الحقيقية‪ .‬صياغة الهوية مع هذا التحول الدرامي يتطلب قوة أكثر هيمنة من القوى األخرى‪.‬‬ ‫ً‬
‫إذا كانت قوى الناس أكثر أهمية من تلك املوجودة في البيئة فإن الناس سينجحون في تغيير هويتهم العامة وتكييفها‬
‫والعمران ولكن ً‬
‫أيضا في أنماط الحياة اليومية‬ ‫حسب رغباتهم‪ .‬وينعكس هذا التغيير في الهوية ليس فقط في العمارة ُ‬
‫ِّ‬
‫املتغيرة )‪ .(Talen, 2006; Hough, 2007‬هذا التحول تدريجي ويستمر ويتطور على فترات وينطوي على تغييرات في‬
‫بدءا من الطعام وامللبس واالنتقال إلى مظاهر التقنية‪ ،‬ويظهر بوضوح في األنماط املتغيرة‬‫الثقافة بجميع أشكالها‪ً ،‬‬
‫للعمارة ُ‬
‫والعمران‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫مرة أخرى‪ ،‬هناك قوتان لهما تأثير كبير على الهوية العامة في منطقة حضرية — قوة الناس (العناصر‬
‫الالمادية) والبيئة املشيدة (العناصر املادية)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ليس بالضرورة أن يكون لكل مدينة هويتها الحضرية الخاصة‪.‬‬
‫قد تكون هويات املدن في إحدى املناطق الجغرافية مثل بعضها البعض‪ ،‬مثل املدن األوروبية واملدن الواقعة في‬
‫منطقة الخليج العربي‪ .‬األمر األكثر صعوبة هو أن بعض املدن باتت تفقد هويتها‪ ،‬ليس فقط بسبب تأثير القوى‬
‫أيضا بسبب األشخاص الذين يعيشون في هذه املدن والذين فقدوا كل‬ ‫الخارجية التي أثرت عليهم بشكل كبير ولكن ً‬
‫االهتمام بدعم هويتهم‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد هؤالء األشخاص القدرة على خلق شخصية جديدة لتناسب ُمتطلبات‬
‫العصر الحالي‪ ،‬وباتت مدنهم متحولة بين ما كان وما هم عليه‪ .‬ولعل فكرة الهوية الحضرية من هذا املنظور باتت‬
‫خدعة إنسانية يستخدمها البعض الكتساب انتصار مجتمعي ال مبرر له لكنه يعزز املحسوبية والعنصرية‪ .‬فمسألة‬
‫الهوية فكرة نرجسية تعود للعصور الوسطى حيث ترى مجموعة أنها أفضل من األخرى‪ .‬كما أنها تستدعي التكرار‬
‫والرتابة وامللل حتى يصبح البعض كما لو كانوا قد فاتهم الوقت‪ ،‬في شكل مبانيهم وعمارتهم وألبستهم (وكأنهم ذاهبون‬
‫لحفلة تنكرية) وأسلوب حياتهم (بلباس باهت وتقنية صارخة)‪ .‬هذا االلتباس املوجود في كلمة الهوية يجعل من غير‬
‫والعمران‪ ،‬وخاصة في مجال فن املدينة [التخطيط والتصميم الحضري]‪ .‬املسألة‬ ‫املعقول استخدامه في مجال العمارة ُ‬
‫ِّ‬
‫ليست كامنة في أن الهوية الحضرية يجب أن تختفي‪ ،‬ولكن يجب أن تبحث عن الطريقة التي تمكن مدننا من أن‬
‫تكون مختلفة عن املدن األخرى‪ .‬الغرض من التمايز كامن في مفهوم االنفراد‪ ،‬الذي يركز على إنشاء عناصر جديدة ال‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)58‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫ً‬
‫استنادا إلى اآلراء اإليديولوجية أو الرسمية أو الراديكالية أو الشخصية‪ .‬يركز التحضر الفردي على‬ ‫صلة لها باملاض ي‪،‬‬
‫ً‬
‫األفكار الجوهرية التي تخلق مجتمعا أفضل‪ ،‬والذي يرتبط بتحقيق متطلبات نماذج التصميم الحضري الوظيفية‬
‫واملورفولوجية واإلدراكية والسلوكية والبيئية )‪.(Abusaada, 2017‬‬
‫ومن ثم ترتبط الهوية بإضفاء الشخصية الفردية التي تطبع البيئة بطابع مميز ‪.a distinctive stamp‬‬
‫والتفريق بين مكان ومكان آخر يكون من خالل مدى مواءمة املكان للناس الذين يعيشون فيه‪ ،‬وتحدث تعديالت‬
‫بعينها في بيئة كل منهم حسب العديد من العناصر‪ ،‬من مثل‪ :‬االستجابات العامية ملشكالت الحياة اليومية ومدى‬
‫معرفة الفرد بالجذور الثقافية للمكان والعناصر الخفية في املشهد األصلي‪ :‬األرض واملجتمعات النباتية األصلية‬
‫ُ‬
‫املتبقية واألصول الطبيعية والثقافية وتغير املستخدمين ومجاالت االنتقال بين العام والخاص‪ .‬وها هنا تسهم تفاصيل‬
‫التصميم على نطاق صغير في ترميز أو تعيين هوية املنطقة‪ ،‬كما تعبر املساحة املخصصة عن القيم وتؤثر بشكل ضئيل‬
‫على املجتمع األوسع‪ .‬وتقوم عناصر التخصيص املرئية في املجال العام بإيصال األذواق إلى الجماعة املحلية األوسع‬
‫ً‬
‫نطاقا‪.‬‬
‫ولعل مدن انفراد" الذي صاغه املؤلفين لوصف املدن املعاصرة قد يكون أكثر قابلية للقياس والتطبيق عن‬
‫مصطلي الهوية والشخصية الحضرية & ‪(Abusaada, 2017; Abusaada & Elshater, 2019; Elshater, Abusaada,‬‬
‫وفقا الحتياجات الحياة‬‫)‪ .Afifi, 2019‬االنفراد هو التغيير وفق الظروف واألحداث‪ ،‬فلكل مدينة انفرادها الحضري ً‬
‫الحقيقية‪ .‬حيث يركز هذا املجال على االختالفات وليس على أوجه التشابه‪ ،‬وكلما تمكن املصمم من إنشاء مدينة‬
‫مميزة‪ ،‬سيكون ذلك أفضل‪ .‬وتعد نظرية التجميع لريتشارد سينيت (‪ )1990 ،1970‬واحدة من أكثر االتجاهات التي‬
‫ُ‬
‫تدرس مسألة تشابه املدن‪ .‬وجدير بالذكر أن هذا التشابه ناتج عن التحديد املفرط ألنماط األنشطة والوظائف في‬
‫املراحل املبكرة من التخطيط والتصميم‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن التجميع من هذا املنظور يهتم بالتفاعل بين العناصر‬
‫املختلفة منفردة (على مستوى املدينة) وليس على الناتج الكلي ‪(Dandekar, 2005; Ewing, et al., 2013; Moughtin,‬‬
‫)‪ .Cuesta, Signoretta, & Sarris, 1999‬كما أنه يركز على عمليات التخطيط والتصميم الحضرية‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يساعد على ظهور مواقف مختلفة ومتعددة في املدينة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن الفكرة األساسية هي كيفية التعامل مع تخطيط‬
‫املدن وتصميمها‪ ،‬في كل مرة ليس فقط لتحقيق املبادئ األساسية للتخطيط والتصميم وإنما ينبغي أن تحمل ً‬
‫أيضا‬
‫ُ‬
‫معايير جديدة لالحترام وليس فقط الخالفات املطلقة ولكن تلك التي بنيت على موضوعات االنفراد‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذا البحث يتضمن في كل مرة لتحقيق االنفراد االستعانة بأفكار جديدة أو حتى إلى‬
‫إنشاء أفكار جديدة‪ ،‬والتي تركز على رغبة الناس في خلق إحساس ُمختلف‪ ،‬ولم يسبق له مثيل‪ .‬روابط الهوية‬
‫والشخصية مع جوهر وواقع الش يء والتمايز الخارجي هو سبب التمييز بين شكل آخر‪ .‬والجدير بالذكر أن ما بعد‬
‫الحداثة تميل إلى تحقيق االنفراد من خالل كيفية تجنب التثبيت وإبقاء الخيارات مفتوحة‪ ،‬في حين أن مشكلة الهوية‬
‫في الحداثة كانت كيفية بناء هوية والحفاظ عليها مستقرة )‪ .(Bauman, 1996, p. 18‬فهذا البحث هو محاولة لتعزيز‬
‫جنبا إلى جنب مع مفهوم مدن انفراد‪ .‬ويهدف إلى فهم تشابه املدن ً‬
‫بناء على ميزات أنماط الحياة‬ ‫طريقة التفكير هذه ً‬
‫(الالمادية) مع خصائص الشكل الحضري (املادية)‪.‬‬
‫وفيما يلي إيج ًازا لبعض أدوات االنفراد املادية التي تتوافق مع اعتبارات التصميم عبر احترام الشكل‬
‫الحضري للمدينة‪(1) :‬القضاء على عيوب املدينة املخطط لها‪ (2) .‬إدارة املدينة وتجربتها كعمل فني‪ (3) .‬توافق تجربة‬
‫املدينة مع صورتها كعالمة تجارية‪ (4) .‬فصل املدينة عن الطبيعة ولكن تبعيتها للطبيعة يكون حسب جودتها‬
‫امللحوظة‪ (5) .‬جهود األجيال السابقة توفر عمل متكامل‪ (6) .‬القطع األثرية الحضرية والعمارة هي "نفسها"‪ (7).‬املدينة‬
‫الجميلة لديها الهندسة املعمارية الرائعة‪ (8) .‬ديناميكية املدينة‪ (9) .‬دمج التفكير البيئي في خطط املدن لجميع‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)59‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫املواطنين لالستمتاع باالزدهار في مدينتهم‪ (10) .‬النظر في الخصائص املادية وغير املادية‪ ،‬التكوين املكاني‪ ،‬والسمات‬
‫املورفولوجية لعناصر املدينة‪ .‬في حين تأتي األدوات الالمادية والتي تتوافق مع اعتبارات أساليب الحياة من منظور‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عميقا بجميع األنشطة وتشمل جميع خالفاتها‬ ‫التخطيط على النحو اآلتي‪ )1( :‬ترتبط الحياة اليومية ارتباطا‬
‫وصراعاتها‪ )2( .‬تقييم تقدم البالد يمر عبر تقدم املجتمع كنظام للمعرفة‪ )3( .‬تمكين املواطنة وتعزيز إمكاناتها بروح‬
‫وكرامة‪ )4( .‬تسهيل الحوار والتفاهم املتبادل بين األشخاص الذين لديهم خلفيات ثقافية متنوعة‪ )5( .‬تقسيم األدوار‬
‫بين الحكومة واملطورين واملواطنين واألطراف األخرى املشاركة في التخطيط الحضري العضوي‪ )6( .‬النظر في امليزات‬
‫املادية والالمادية للملف الشخص ي املجتمع والهوية الشخصية املحلية للمدينة‪.‬‬

‫الخالصة والتوصيات‬
‫االستنتاج الرئيس الذي يمكن استخالصه من هذا العمل هو أن كل مدينة جديدة ينبغي أن تجد لها دالالت‬
‫ورموز انفراد محددة‪ .‬في هذه الورقة‪ ،‬تم استكشاف مجموعة أدوات تخطيط وتصميم املدن ُلتصبح مدن انفراد‪.‬‬
‫وفقا لتنظيم عناصرها املادية والالمادية‪ .‬فمعظم‬ ‫لقد أظهرت القراءة النظرية ما يساعد في تصنيف املدن ً‬
‫املوضوعات التي تبني املدن لتحقق انفراداتها ينبغي أن تعكس طبيعة السكان وإملامهم االجتماعي والثقافي والقدرة‬
‫ُ‬
‫التنافسية االقتصادية والقدرة على تحمل متغيرات البيئتين املشيدة والطبيعية‪ .‬كل هذه يمكن الحصول عليها من‬
‫خالل تتبع تاريخ الفكر الحضري‪ .‬ويمكن أن نستنتج من هذا أن املعمارين ينبغي أن يلتزموا بكل ما يحقق انفراد‬
‫املدينة عن غيرها من املدن‪ ،‬وهذا يتوقف على وجهات نظرهم وليس فقط قدمه أصحاب النماذج الفكرية على مر‬
‫الزمن‪ ،‬مع االلتزام بجميع املعايير واألسس والخطوط اإلرشادية التي تحكم تصنيف املدينة كمكان حيث يعيش الناس‬
‫فيها أفضل أوقات حياتهم‪ .‬بجانب االلتزام بأدوات املدن التقليدية ينبغي للمعمارين ً‬
‫أيضا احترام اعتبارات املدن‬
‫كسلعة وكيان معلوماتي تقني وعالمة وذكية وعظيمة وذات تنمية حضرية عضوية ومتعددة الثقافات‪ ،‬وكذلك احترام‬
‫عناصر لم يذكرها هذا البحث من مثل مدن صالحة للعيش ومدن من أجل كل ش يء ومدن للغرباء والحب ومدن‬
‫مستدامة والحق في املدينة‪.‬‬
‫كشف هذا البحث أن هناك العديد من أدوات املصير املشترك موزعة على مفهومين في أدبيات التخطيط‬
‫والتصميم الحضري وهما الهوية والشخصية‪ ،‬وثبت أنها تكاد تكون تعريفاتها متشابهة وأدواتها متداخلة وإن كانت كل‬
‫منهما تركز على أشياء ثابتة على مر الزمن‪ .‬وعلى الرغم من وجود مفاهيم ُمعاد اكتشافها‪ ،‬يمكن أن تفرز أدوات‬
‫جديدة‪ -‬مثل مدن انفراد‪ ،-‬إال أنها لم تجد لها صدى على مستوى البحث أو التجريب‪ .‬ال سيما عندما يتعلق األمر‬
‫بأدوات التخطيط والتصميم الحضري من مستوى املكان لحتى املدينة‪ .‬كشف تحليل النماذج الفكرية الحديثة أنه‬
‫يمكن ابتكار أدوات انفراد املدينة بقوة‪ ،‬وعلى املعمارين‪ :‬املخططين واملصممين أن يتبنوا بشكل كامل تلك األدوات‬
‫ضمن إطار فكري ُمنظم يتجه من النظرية لحتى املمارسة‪.‬‬
‫على الرغم من مرور كل هذه السنوات‪ ،‬وقد وصلنا اآلن إلى العام ‪ ،2020‬يبقى السؤال حول ما إذا كان تأثير‬
‫بعيدا عن كونها عمل‬‫العصر التقني والتوسع الحضري قد أديا إلى وجود مدن جديدة مستنسخة ومكررة ومنتجة ً‬
‫فني؟ وبالنسبة ألوجه التشابه في مدن اليوم‪ ،‬من املثير لالهتمام معرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى إعادة النظر في‬
‫مفهوم االنفراد في ممارسات التخطيط والتصميم الحضري‪ .‬تكتسب أهمية وضرورة العمل الحالي أهمية كبيرة لصناع‬
‫القرار في مجال التخطيط والتصميم الحضريين من أجل توجيه الجهات الفاعلة العامة والخاصة نحو سياسات‬
‫حضرية مستقبلية تستهدف اختالف املدن وعدم تشابهها‪ ،‬أكثر من تحقيق الهوية والشخصية‪ ،‬فالقضيتين األخريتين‬
‫ً‬
‫ضمنيا بتحقيق انفراد املدن‪.‬‬ ‫سيتحققان‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)60‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫م‬2020 ‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس‬

References
- Abusaada, H. (2017). ‘Singular Urbanism’ as an Urban Design Trend to Create A ‘Trans- Paradigms
City’ Approach. An International Conference on Urban Design, Cities of Good Intentions. Rome:
Sapienza Università di Roma, School of Engineering.
- Abusaada, H. (2017). The untold story of the urban design practice of new cities in Egypt. In H.
Elsharkawy, S. Zahiri, & J. Clough (Ed.), International conference for sustainable design of the built
environment (pp. 787- 798). London, England: SDBE.
- Abusaada, H., & Elshater, A. (2019). A Crowdsourcing Approach in Urban Design: A Bibliographic
Review of Cities of Singularity. In H. Abusaada, C. Voulguth, & A. Elshater (Eds.), Handbook of
Research on Digital Research Methods and Architectural Tools in Urban Planning and Design (pp. 1-
24). USA: IGI Global. doi: 10.4018/978- 1- 5225- 9238- 9.ch001
- Adam, R. (2012). Identity and Identification: The Role of Architectural Identity in a Globalised World.
In H. Casakin, & F. Bernardo (Eds.), The Role of Place Identity in the Perception, Understanding, and
Design of Built Environments (pp. 176- 193). Bentham Science Publishers.
- Allport, G. W. (1937). Personality: A psychological interpretation. New York: Holt.
- Anholt, S. (2010). Definitions of Place Branding- Working towards a Resolution. Place Branding and
Public Diplomacy, 1- 10.
- Arnheim, R. (1954). Art and Visual Perception: A Psychology of the Creative Eye. USA: University of
California Press.
- Arnheim, R. (1969). Visual Thinking. London, England: University of California Press, Ltd.
- Arthur, P., & Passini, R. (1992). Wayfinding: people, signs, and architecture. New York: McGraw- Hill
Book Co.
- Ashworth, G. (2009). The Instrument of Place Branding: How is it done? European Spatial Research
and Policy, 16(1), 9- 22.
- Bauman, Z. (1996). From Pilgrim to Tourist – or a Short History of Identity. In S. Hall, & P. d. Gay
(Eds.), Questions of Cultural Identity (pp. 18- 36). SAGE Publications Ltd.
- Begg, I. (1999). Cities and Competitiveness. Urban Studies, 36(5- 6), 795- 809.
- Bloom, W. (1990). Personal Identity, National Identity, and International Relations. Cambridge:
Cambridge University Press.
- Bloomfield, J., & Bianchini, F. (2002). Planning for the Cosmopolitan City: A Research Report for
Birmingham City Council. Leicester: Comedia, International Cultural Planning and Policy Unit.
- Bouton, S., Cis, D., Mendonca, L., Pohl, H., Remes, J., Ritchie, H., & Woetzel, J. (2013). How to Make a
City Great? McKinsey: McKinsey & Company.
- Brown, B., & Perkins, D. (1992). Disruptions in Place Attachment. In I. Altman, & S. Low (Eds.), Place
Attachment (pp. 279- 304). New York: Plenum Press.

‫من التشابه إلى األنفراد‬ )61( ‫أبو سعدة‬


‫م‬2020 ‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس‬

- Buckingham, D. (2008). Introducing Identity. In D. B. Learning (Ed.), Youth, Identity, and Digital Media
(pp. 1- 24). Cambridge, MA: The MIT Press.
- Butina- Watson, G., & Bentley, I. (2007). Identity by Design. USA: Routledge.
- Casakin, H., & Bernardo, F. (2012). The Role of Place Identity in the Perception, Understanding, and
Design of Built Environments. Bentham Science Publishers.
- Castells, M. (1996). The Rise of the Network Society (Edition history: Blackwell Publishing Ltd., Ie,
1996 ed., Vol. I). London: Blackwell.
- Castells, M. (1997). The Power of Identity, The Information Age: Economy, Society and Culture (Vol.
II). Cambridge: Blackwell.
- Cheshmehzangi, A. (2012). Identity and Public Realm. Procedia- Social and Behavioral Sciences, 50,
307- 317.
- Dandekar, H. C. (2005). Qualitative Methods in Planning Research and Practice. Journal of
Architectural and Planning Research, 22(2), 129- 137.
- Dewey, J. (2008). The Later Works of John Dewey, 1925- 1953: 1934, Art as Experience (Vol. X). (A.
Boydston, Ed.) Illinois: Southern Illinois University Press.
- Dovey, K. (2010). Becoming Places, Urbanism/Architecture/Identity/Power. London and New York:
Routledge.
- Dovey, K. (2016). Urban Design Thinking: A Conceptual Toolkit. New York: Bloomsbury Publishing.
- Dovey, K., Woodcock, I., & Wood, S. (2009). Understanding neighbourhood character: The case of
Camberwell. Australian Planner, 46(3), 32- 39. doi: 10.1080/07293682.2009.10753406
- Dovey, K., Woodcock, I., & Wood, S. (2009a). A Test of Character: Regulating Place- identity in Inner-
city Melbourne. Urban Studies, 46(12), 2595- 2615. doi: 10.1177/0042098009344229
- Dovey, K., Woodcock, I., & Wood, S. (2009b). Understanding neighbourhood character: The case of
Camberwell. Australian Planner, 46(3), 32- 39. doi: 10.1080/07293682.2009.10753406
- Eisenman, P. (1982). Editor's Introduction by Peter Eisenman. In A. Rossi, The Architecture of the City
(D. Ghirardo, & J. Ockman, Trans., pp. 3- 11). Cambridge: The MIT Press.
- Ellin, N. (1999). Postmodern Urbanism. New York: Princeton Architectural Press.
- Elshater, A., Abusaada, H., & Afifi, S. (2019). What Makes Livable Cities of Today Alike? Revisiting the
Criterion of Singularity through Two Case Studies. Cities: The International Journal of Urban Policy
and Planning.
- Erikson, E. (1959). Identity and the Life Cycle; Selected Papers. New York: International Universities
Press.
- Erikson, E. (1968). Identity, youth and crisis. New York: W. W. Norton.

‫من التشابه إلى األنفراد‬ )62( ‫أبو سعدة‬


‫م‬2020 ‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس‬

- Ewing, R., Clemente, O., Neckerman, K. M., Purciel- Hill, M., Quinn, J. W., & Rundle, A. (2013).
Measuring Urban Design: Metrics for Livable Places. (A. C. Nelson, & R. Ewing, Eds.) London: Island
Press.
- Fainstein, S. S. (2010). The Just City: Principles and Distinctions. NY: Cornell University Press.
- Fearon, J. D. (1999). What is Identity (As We Now Use the Word)? California: Stanford University.
Retrieved from http://www.stanford.edu/~jfearon/papers/iden1v2.pdf
- Fisher, H. (2012). Temperaments Dimensions. In J. Brockman, This Will Make You Smarter (pp. 229-
231). London: Random House.
- Funder, D. C. (2013). The Personality Puzzle (2 ed.). New York, NY: Norton.
- Gehlawat, M. (2011). Space, the Self, and Singularity in Le Corbusier and Christopher Isherwood.
Literary Imagination, 15(3), 349–364. doi: 10.1093/litimag/imr140
- Greenberg, M. (2000). Branding Cities: A Social History of the Urban Lifestyle Magazine. Urban Affairs
Review, 228- 263.
- Guerrini, S. (2009). Rethinking Image, Identity & Design. Retrieved from www.sebastianguerrini.com:
www.sebastianguerrini.com/features/identity- and- difference/
- Hadjicostandi, J. (2007). Urbanism/Urban Culture. In G. Ritzer, & G. Ritzer (Ed.), The Blackwell
Encyclopedia of Sociology (pp. 5154- 5159). Australia: Blackwell Publishing.
- Hankinson, G. (2004). Relational Network Brands: Towards a Conceptual Model of Place Brands.
Journal of Vacation Marketing, 10(2), 109- 121.
- Hannerz, U. (1996). Transnational Connections: Culture, People, Places. London: Routledge.
- Heidegger, M. (1969). Identity and Differences. (J. Stambaugh, Trans.) New York: Harper & Row,
Publishers, Incorporated.
- Hollands, R. G. (2008). Will the Real Smart City Please Stand Up? Intelligent, Progressive or
Entrepreneurial? City, 12(3), 303- 320.
- Holt- Jensen, A. (2009). Geography: History and Concepts (Fourth ed.). London: SAGE.
- Hough, M. (1990). Out of Place: Restoring Identity to the Regional Landscape. New Haven: Yale
University Press.
- Hough, M. (2007). Principles for Regional Design. In M. Larice, & E. Macdonald (Eds.), The Urban
Design Reader (Second Edition (2013) ed., pp. 525- 533). Routledge.
- Ivic, S. (2010). The Assembly of European Regions’ Udine Declaration: Contradictory approaches to
European and regional identities. European Urban and Regional Studies, 17(4), 443–446.
- James, W. (1890). The principles of psychology. New York: Holt.
- Jenkins, R. (1996). Social Identity. London: Routledge.
- Kavaratzis, M. (2004). From City Marketing to City Branding: Towards a Theoretical Framework for
Developing City Brands. Place Branding, 1(1), 58–73.

‫من التشابه إلى األنفراد‬ )63( ‫أبو سعدة‬


‫م‬2020 ‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس‬

- Kaymaz, I. (2013). Urban Landscapes and Identity. In M. Özyavuz (Ed.), Advances in Landscape
Architecture. InTech, Chapters Published.
- Kunnen, E. S., Bosma, H. A., Halen, C. P., & Meulen, M. V. (2001). Introduction. In y. H. Bosma, & E. S.
Kunnen (Eds.), Identity and Emotion: Development through Self- Organization (pp. 1- 9). New York,
NY.: Cambridge University Press.
- Lalli, M. (1988). Urban Identity. In D. V. Canter, J. C. Jesuino, L. Soczka, & G. Stephenson (Eds.),
Environmental Social Psychology (H. Dittmar, Trans., pp. 303- 311). Berlin, Germany: Kluwer
Academic Publishers.
- Landry, C., & Wood, P. (2008). The Intercultural City: Planning for Diversity Advantage. UK and USA:
Earthscan.
- Lefebvre, H. (1984). Everyday Life in the Modern World. New Brunswick: Transaction Publishers.
- Lefebvre, H. (1991). Critique of Everyday Life, Volume I: Introduction. London: Verso.
- Littlejohn, S. W., & Foss, K. A. (2008). Theories of Human Communication (9 ed.). USA: Cengage
Learning.
- Lor, P. J., & Britz, J. J. (2007). Is a Knowledge Society Possible without Freedom of Access to
Information? Journal of Information Science, 33(4), 387–397.
- Lynch, K. (1960). The Image of the City. Cambridge: The MIT Press.
- Lynch, K. (1984). The Immature Arts of City Design. Places, 1(3), 10- 21.
- McAdams, D. P. (2009). The Moral Personality. In D. Narvaez, & D. K. Lapsley (Eds.), Personality,
Identity, and Character: Explorations in Moral Psychology (pp. 11- 29). UK: Cambridge University
Press.
- Meijl, T. v. (2008). Culture and Identity in Anthropology: Reflections on ‘Unity’ and ‘Uncertinity’ in the
Dialogical Self. International Journal for Dialogical Science, 3(1), 165- 190.
- Moughtin, C., Cuesta, R., Signoretta, P., & Sarris, C. (1999, 11 10). Urban Design: Method and
Techniques. Oxford: Architectural Press. Retrieved from www.qualitestgroup.com:
https://www.qualitestgroup.com/white- papers/advantages- disadvantages- crowdsourcing/
- Nairn, I. (1965). The American landscape: A critical view. Random House.
- Nam, T., & Pardo, T. A. (2011). Conceptualizing Smart City with Dimensions of Technology, People,
and Institutions. The Proceedings of the 12th Annual International Conference on Digital Government
Research (pp. 282- 291). New York: College Park, MD.
- Norberg- Schulz, C. (1971). Existence, space and architecture. London: Studio Vista Limited.
- Norberg- Schulz, C. (1980). Genius Loci: Towards a Phenomenology of Architecture. London:
Academy Editions.
- Norberg- Schulz, C. (1985). The Concept of Dwelling: On the Way to Figurative Architecture. New
York: Rizzoli.

‫من التشابه إلى األنفراد‬ )64( ‫أبو سعدة‬


‫م‬2020 ‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس‬

- Oosterman, A. (2015, 5 6). The Empowerment of ‘Self Power’. (A. Oosterman, Ed.) Self- building City,
43, 104- 107. Retrieved 8 2, 2017, from http://volumeproject.org/the- empowerment- of- self-
power/
- Proshansky, H. M. (1978). The city and self- identity Behavior. Environment and, 10, 147–169.
- Proshansky, H. M., Fabian, A. K., & Kaminoff, R. (1983). Place- identity: Physical social world
socialization of the self. Journal of Environmental Psychology, 3, 57–83.
- PULSA. (1972). The City is an Artwork. In G. Kepes (Ed.), Arts of the Environment (pp. 208- 232). New
York: George Braziller.
- Relph, E. (2007). On the identity of places. In S. Tiesdell, & M. Carmona (Eds.), Urban Design Reader
(pp. 103- 107). Routledge.
- Rossi, A. (1982). The Architecture of the City. (D. Ghirardo, & J. Ockman, Trans.) Cambridge,
Massachusetts and London: The MIT Press.
- Samuels, I., & Clark, J. (2008). Character and identity, Townscape and heritage appraisals in housing
market renewal areas. London: English Heritage and the Commission for Architecture and the Built
Environment.
- Savitch, H. (2010). What Makes a Great City Great? An American Perspective. Cities: The International
Journal of Urban Policy and Planning, 27, 42–49.
- Schilders, P. (2010). The Organic City: Method or Metaphor? The Meaning of ‘Organic’ in Architecture
and Urban Planning. (M. Provoost, W. Vanstiphout, Eds., & B. Annable, Trans.) The Netherlands:
International New Town Institute.
- Sennett, R. (1970). The uses of disorder: Personal identity and city life. New Haven: Yale University
Press.
- Sennett, R. (1990). The Conscience of the Eye: The Design and Social Life of Cities. New York: W. W.
Norton.
- Sepe, M., & Pitt, M. (2014). The characters of place in urban design. Urban Design International, 19(3),
215–227.
- Shane, D. G. (2014). Meta City: Origins and Implications. In A. Contin, P. Paolini, & R. Salerno (Eds.),
Innovative Technologies in Urban Mapping: Built Space and Mental Space (pp. 59- 72). Italy: Springer.
doi: 10.1007/978- 3- 319- 03798- 1
- Sitte, C. (1986). City Planning According to Artistic Principles. (G. R. Collins, & C. C. Collins, Trans.)
Mineola, New York: Dover Publications, INC.
- Stanek, L. (2009). Space as Concrete Abstraction: Hegel, Marx, and Modern Urbanism in Henri
Lefebvre. Urban Research and Architecture: Beyond Henri Lefebvre (pp. 62- 79). Zurich: Routledge.
- Stock, W. G. (2011). Informational Cities: Analysis and Construction of Cities in the Knowledge
Society. Journal of the American Society for Information Science and Technology, 62(5), 963–986.

‫من التشابه إلى األنفراد‬ )65( ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫‪-‬‬ ‫‪Susantia, R., Soetomoa, S., Buchoria, I., & Brotosunaryo, P. (2016). Smart Growth, Smart City and‬‬
‫‪Density: In Search of the Appropriate Indicator for Residential Density in Indonesia. Procedia- Social‬‬
‫‪and Behavioral Sciences. 227, pp. 194–201. Elsevier.‬‬
‫‪- Talen, E. (2006). Design That Enables Diversity: The Complications of a Planning Ideal. Journal of‬‬
‫‪Planning Literature, 20(3), 233- 249.‬‬
‫‪- Uzzell, D. L. (1996). Creating place identity through heritage interpretation. International Journal of‬‬
‫‪Heritage Studies, 1(4), 219- 228.‬‬
‫‪- Verstegen, I. (2005). Arnheim, Gestalt and Art: A Psychological Theory. Austria: Springer.‬‬
‫‪- Warnaby, G. (2009). Towards a Service- Dominant Place Marketing Logic. Marketing Theory, 9(4),‬‬
‫‪403- 423.‬‬
‫‪- Woodward, K. (Ed.). (1997). Identity and Difference. London: SAGE.‬‬
‫‪ -‬هشام جالل أبوسعدة‪ 1 -3( .‬نوفمبر ‪ .)2016‬نهج صنع مدينة عربية عالمة‪ -‬مدينة بصمة‪ .‬املؤتمر املعماري األردني‬
‫الدولي الخامس‪ .‬عمان‪ ،‬األردن‪ :‬نقابة املهندسين‪.‬‬

‫امللحق (‪ )1‬التشابه واالختالف بين أربعة مصطلحات‬


‫الشخصية الفردية‬ ‫أوجه‬
‫االنفراد‪Singularity‬‬ ‫الشخصية‪Character‬‬ ‫الهوية‪Identity‬‬
‫‪Personality‬‬ ‫الفحص‬
‫الشخصية الحضرية‬ ‫الشخصية الفردية‬
‫الهوية الوطنية‪/‬اإلقليمية‬
‫انفراد مدينة‪.‬‬ ‫وشخصية املكان‬ ‫والشخصية الفردية‬ ‫األنواع‬
‫والهوية الحضرية وهوية املكان‪.‬‬
‫والشخصية البيئية‪.‬‬ ‫الذاتية والهوية الذاتية‪.‬‬
‫دينامية مفعمة بالحيوية‬
‫دينامية‪ ،‬وعملية متحولة‪ .‬ظاهرة مكانية ومجتمعية‪.‬‬ ‫الظاهرة‬
‫ونفسية بحتة‪.‬‬
‫ليس ثابت‪ /‬وإنما متغير‪.‬‬ ‫ثابت‪.‬‬ ‫الجوهر‬
‫(‪ )1‬املدينة كعمل فني‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مرتبطة بهوية األنا الذاتية‪.‬‬
‫(‪ )2‬املدينة كمنتج‪)3( .‬‬ ‫(‪ )2‬شعور منقح بواقع الذات‬
‫تتبع املدينة النموذجين‬ ‫مرتبطة بالحاضر‬ ‫داخل الواقع االجتماعي‪)3( .‬‬
‫الفكريين الغربيين‪:‬‬ ‫والتشابه مع املكان‬ ‫عرف مدونة الفرد العضوية في‬ ‫ت ّ‬ ‫مرتبطة باألنا الذاتية‪.‬‬ ‫الفكرة‬
‫التقليدي واملعاصر‬ ‫)‪.(Erikson, 1959‬‬ ‫مختلف املجتمعات من خالل‬
‫‪(Elshater, Abusaada,‬‬ ‫الرموز‪ )4( .‬تتعلق بمفهوم‬
‫)‪.& Afifi, 2019‬‬ ‫االختالف‪.‬‬
‫(‪ )1‬إظهار تشابه الش يء أو‬
‫يشير إلى شفافية األشكال‬
‫وحدة الش يء مع‬ ‫تطابقه ;‪(Buckingham, 2008‬‬
‫املرئية وانفرادها بذاتها‬ ‫إظها تشابه الش يء أو‬
‫نفسه ‪(Heidegger,‬‬ ‫)‪.Fearon, 1999; Ivic, 2010‬‬ ‫املفهوم‬
‫عن األشكال واألشياء‬ ‫تطابقه‪.‬‬
‫)‪.1969‬‬ ‫(‪ )2‬التمييز بين األماكن‬
‫األخرى‪.‬‬
‫املتعارضة مع بعضها البعض‪.‬‬
‫(‪ )1‬البصرية واإلدراكية‪.‬‬ ‫(أ) البعد الظاهري‪)2( .‬‬ ‫(أ) البعد الذاتي الشخص ي‪/‬غير‬ ‫العالم املادي واإلدراك‬
‫األبعاد‬
‫(‪ )2‬النفسية والجمالية‪.‬‬ ‫البعد املعنوي‪.‬‬ ‫املوضوعي‪)2( . subjective‬‬ ‫املتصور على نطاق‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)66‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫الشخصية الفردية‬ ‫أوجه‬


‫االنفراد‪Singularity‬‬ ‫الشخصية‪Character‬‬ ‫الهوية‪Identity‬‬
‫‪Personality‬‬ ‫الفحص‬
‫(‪ )3‬االجتماعية‬ ‫البعد املسند‪/‬املنسوب‬ ‫واسع لهذا العالم املادي‬
‫والثقافية واإلعالمية‬ ‫‪.ascribed‬‬ ‫الذي يعيش فيه الفرد‬
‫واالقتصادية والتقنية في‬
‫نماذج التصميم‬
‫الحضري الحديثة‪.‬‬
‫(‪ )1‬املدينة كعمل فني‬ ‫(‪ )1‬الشخصية الفردية‬
‫(‪ )1‬املزج بين العناصر‬ ‫(‪ )1‬رموز الناس وخدمة فكرة‬
‫تراكمي ومنتج‪)2( .‬‬ ‫عبر املواقف االجتماعية‪.‬‬
‫املادية والالمادية‪)2( .‬‬ ‫الوطنية (الهوية الثقافية)‪)2( .‬‬
‫املدينة تتبع أفكار‬ ‫(‪ )2‬التشريع (سن‬
‫أسلوب الحياة واالهتمام‬ ‫االندماج االجتماعي والثقافي‬
‫مستحدثة تتوافق مع‬ ‫القوانين)‪ )3( .‬العالقة‬ ‫الطبقات‬
‫بالهيكل االجتماعي‪)3( .‬‬ ‫(عمارة وعمران ظرفية)‪ )3( .‬رد‬‫ِ‬
‫عصر املعلوماتية‬ ‫مع اآلخرين‪)4( .‬‬
‫األجواء وشكل العناصر‬ ‫الفعل الجماعي من الناس تجاه‬
‫والتقنية الذكية‬ ‫الشخصية املجتمعية‬
‫املحددة للفضاء‪.‬‬ ‫بيئتهم على مر الزمن‪.‬‬
‫واالستدامة‪.‬‬ ‫(رؤية مجتمعك لك)‪.‬‬
‫املعالم أحد العناصر‬
‫شفرة تعريفية تبين عضوية أو‬
‫واملوضحة لصورة‬ ‫الوقائع البنائية‬
‫مشاركة الفرد في مختلف‬ ‫عنصر بارز في املشهد‪،‬‬
‫وعمارتها وعمرانها‬‫املدينة ِ‬ ‫والسلوكية في املشهد‬ ‫(الرموز‬
‫املجتمعات من خالل العالمات‬ ‫يخص فرد بعينه‪.‬‬
‫والقطع املتحفية‬ ‫الثقافي ملجتمع محدد‪.‬‬
‫البارزة في كل مجتمع‪.‬‬
‫الحضرية‪.‬‬
‫الوحدانية ‪Oneness‬‬ ‫الفردانية‬
‫التنوع ‪.Diversity‬‬ ‫التمايز ‪.Distinction‬‬ ‫املبادئ‬
‫واالنفراد ‪.Singularity‬‬ ‫‪.Individualism‬‬
‫)‪ (1‬نمط حياة املدينة‪.‬‬
‫)‪ (1‬االنفراد فيما يتعلق‬ ‫)‪ (1‬العناصر الخفية في املشهد‬
‫)‪ (2‬عالقته‬ ‫االستجابات الفردية لكل‬
‫بالتصميم ا ِملعماري‬ ‫األصلي لكل مدينة‪(2) .‬‬
‫بالحيوية‪/‬الجودة‬ ‫شخص على حدة تجاه‬
‫العمراني‪ (2) .‬أحداث‬ ‫االستجابات العامية ملشكالت‬ ‫املواقف‬
‫الحضرية‪ :‬الوقائع‬ ‫مشكالت الحياة‬
‫وتجارب الحياة البشرية‪.‬‬ ‫الحياة اليومية العملية وتأثير‬
‫البصرية والسلوكية‬ ‫اليومية‪.‬‬
‫)‪ (3‬جماليات االنفراد‪.‬‬ ‫العوملة والتقنية والسياحة‪.‬‬
‫االنفعالية‪.‬‬
‫)‪ (1‬املعنى‪ :‬أنماط الحياة‬
‫الخفية الكامنة وراء العناصر‬
‫االتفكير البصري‬ ‫الشكل الحضري وحاية‬
‫املادية والالمادية‪ (2).‬األنا‬ ‫املشاعر اإلنسانية وليس‬ ‫(‪ )1‬روابط‬
‫واإلدراك والتقنية‬ ‫الناس املرتبط بالعناصر‬
‫الذاتية‪ :‬فكرة منقحة عن‬ ‫تقديم الحقائق‪.‬‬ ‫االختالف‬
‫مجتمعة‪.‬‬ ‫املادية والالمادية‪.‬‬
‫حقيقة الذات داخل الواقع‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫(‪ )1‬املدينة عمل فني‬ ‫(‪ )1‬الجوانب الرمزية والثقافية‬ ‫(‪ )1‬الفكر والذكريات‬
‫وليست مجرد منتج‬ ‫واملواقفية‪ )2( .‬ناس بعينهم‬ ‫واألفكار‪ )2( .‬سمات‬
‫نهائي‪ )2( ،‬املدينة ليست‬ ‫(الرموز)‪ )3( .‬العودة للوطن‬ ‫الشخص وتنظيمه‬
‫ً‬
‫مكانا بقدر ما هي عملية‬ ‫البساطة والفردية‬ ‫(الهوية الثقافية)‪ )4( .‬االندماج‬ ‫الداخلي املفعم‬
‫املوضوعات‬
‫وكيان إحصائي‬ ‫والتفرد‪.‬‬ ‫االجتماعي والثقافي‪ )5( .‬التفاعل‬ ‫بالحيوية‪ )3( .‬القيم‬
‫معلوماتي‪ )٣( ،‬املدينة‬ ‫الجماعي للناس مع بيئتهم مع‬ ‫والتفضيالت‬
‫تتراوح بين كونها‪( :‬أ)‬ ‫الرمن عبر‪( :‬أ) العناصر الخفية‬ ‫والتفسيرات واملعاني‬
‫مدينة تسويقية‪( ،‬ب)‬ ‫في املشهد األصلي‪( ،‬ب)‬ ‫والخصائص التي تميز‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)67‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫الشخصية الفردية‬ ‫أوجه‬


‫االنفراد‪Singularity‬‬ ‫الشخصية‪Character‬‬ ‫الهوية‪Identity‬‬
‫‪Personality‬‬ ‫الفحص‬
‫مدينة عالمة‪( ،‬ج) ذكية‪،‬‬ ‫االستجابات العامية للمشكالت‬ ‫السلوك‪ )4( .‬االخبرة‬
‫(د) مدينة تنميتها‬ ‫العملية للحياة اليومية‪( ،‬ج)‬ ‫التي تتعلق بتنوع وتعقيد‬
‫حضرية عضوية‪( ،‬ه)‬ ‫العوملة والتقنية والسياحة‪)6( .‬‬ ‫األطر املحددة لوجود‬
‫مدينة عظيمة‪( ،‬و)‬ ‫الجودة الحضرية وتقييم‬ ‫إنسان من يوم ليوم‪،‬‬
‫مدينة متعددة الثقافات‪.‬‬ ‫العناصر الحالية واملتوقعة‪.‬‬ ‫ومشاعر األفراد ذات‬
‫(‪ )4‬املدينة تتبع نماذج‬ ‫الصلة باألطر املادية‪،‬‬
‫أخرى‪.‬‬ ‫وفهم أنواع تلك األطر‪.‬‬
‫وقائع بنائية‪ :‬نشاطات‬ ‫(‪ )1‬مشهد املدينة‪ )2( .‬نطاق‬
‫عمارة وعمران املكان‪:‬‬ ‫مرئية ونقط أو رموز‬ ‫قوة ِعمارة وعمران كتل األبنية‬
‫العناصر‬
‫املباني الفردية والتحف‬ ‫محورية ونقاط التسكع‬ ‫املفردة‪ )3( .‬وصورة املدينة أو‬
‫املادية‬
‫الحضرية كرموز‪/‬عالمات‬ ‫والجذب وشكل البناء‬ ‫املكان (املباني األيقونية كرمز)‪.‬‬ ‫الفرد ذاته وممتلكاته‪.‬‬
‫(عناصر‬
‫أو أيقونات تبقى مع‬ ‫والتراث‪ .‬ومناظر الشوارع‬ ‫(‪ )4‬الصفات البصرية الفريدة‬
‫بنائية)‬
‫الزمن‪.‬‬ ‫وشكل األرض ومخطط‬ ‫من نوعها لهيكل املكان (الوقائع‬
‫املوضع‬ ‫املادية الثابتة‪ -‬اإلعدادات)‪.‬‬
‫(‪ )1‬الواقع االجتماعي لفئات‬
‫(‪ )1‬وقائع بشرية‬
‫تحيا في بيئة محددة (التبعية‬
‫انفعالية‪ :‬السلوك‬
‫البيئية)‪ )2( .‬دور ونوع الفضاء‬
‫املتكرر الشائع‪ :‬االنتظار‬
‫واملجتمع فيما يحدث في البيئة‪.‬‬
‫صف ثاني‪/‬الوقوف أعلى‬
‫(‪ )3‬دمج الفضاء داخل السياق‪.‬‬
‫الرصيف‪/‬الجلوس في‬
‫(‪ )4‬قيم املدينة وخصائصها‬
‫الطرقات‪ :‬أمام املحالت‬
‫كافة‪ )5( .‬التمايز بين امللكيات‬
‫حياة املدينة اليومية‪:‬‬ ‫التجارية واملقاهي العامة‬
‫الطبيعية والثقافية‪)6( .‬‬ ‫العناصر‬
‫املدينة لحظة وحدث‬ ‫على األرصفة‪ ،‬لعب‬
‫الحاجة للجانب الخفي‬ ‫السلوك والتصرفات‬ ‫الالمادية‬
‫جديد ومكان للرغبة‬ ‫الكرة‪ ،‬تناول الطعام في‬
‫لإلحساس باملكان وتعدد‬ ‫وردود األفعال‪.‬‬ ‫(عناصر‬
‫وكائن يتكيف مع الزمن‬ ‫الطريق‪ ،‬التشابك‬
‫االستعماالت والبعد الحرج‬ ‫مجتمعية)‬
‫والتاريخ‪.‬‬ ‫باأليدي‪ ،‬البصق والتبول‬
‫وتعدد املعانى‪ )7( .‬آثار جوانب‬
‫وعلى جداريات البناء‪.‬‬
‫الحياة البشرية على خصائص‬
‫(‪ )2‬املظهر العام‪:‬‬
‫املكان (الهوية الذاتية‬
‫توصيف حالة الناس‪:‬‬
‫للشخص)‪ )8( .‬املجاالت املهتمة‬
‫الطول السائد والقوام‬
‫بفقدان الفردانية والطبيعة‬
‫ولون البشرة والشعر‬
‫املتكررة لألماكن والحياة‬
‫والعينين‪.‬‬
‫االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫)‪ (1‬االستقالل النسبي‬ ‫)‪ (1‬نمط حياة‬ ‫)‪ (1‬البني املجتمعية‪( :‬أ)‬ ‫)‪ (1‬نمط حياة‬
‫للنظام ا ِملعماري العمراني‬ ‫املجتمعات‪( :‬أ) وقائع‬ ‫الخصائص االجتماعية‪-‬‬ ‫املجتمعات‪( :‬أ) نمط‬
‫الحضري املتأثر بالقطع‬ ‫بصرية‪/‬عالمات أيقونية‪،‬‬ ‫الثقافية‪ ،‬اقتصادية‪ -‬ثقافية‪،‬‬ ‫التصرف واملزاج‪/‬امليول‬
‫الخصائص‬
‫املتحفية‪ (2) .‬العالقة‬ ‫(ب) وقائع‬ ‫ملحة تنظيمية سياسية‬ ‫الحيوية‪( ،‬ب) أنماط‬
‫واملؤشرات‬
‫بين الذاكرة الجماعية‬ ‫بشرية‪/‬نشاطات‬ ‫وتشريعية قانونية‪( .‬ب)‬ ‫متسقة من الشعور‬
‫لألحداث ووحدانية‬ ‫انفعالية‪ (2) .‬التشكيل‬ ‫التوصيف الذاتي لألشياء التي‬ ‫والتفكير والسلوك‬
‫املكان (موضع فردي)‬ ‫الحضري‪( :‬أ) وقائع‬ ‫تقولها عادة واملعاني التي تنسبها‬ ‫والخبرات واملصالح‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)68‬‬ ‫أبو سعدة‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات ــ المجلد الرابع ــ العدد األول ــ مارس ‪2020‬م‬

‫الشخصية الفردية‬ ‫أوجه‬


‫االنفراد‪Singularity‬‬ ‫الشخصية‪Character‬‬ ‫الهوية‪Identity‬‬
‫‪Personality‬‬ ‫الفحص‬
‫وعالمة املكان يعبر عنها‬ ‫بنائية‪/‬نشاطات مادية‪،‬‬ ‫والقيم والقوى الثقافية‪ .‬أنت واآلخرون لهذه األشياء‪( .‬ج)‬
‫الشكل‪ (3) .‬تدار املدينة‬ ‫(ب) العالمات‬ ‫ما ثبت في عيونك وعيون‬ ‫(ج) وخصائص التكيف‬
‫وتختبر كعمل فني‪(4) .‬‬ ‫التشكيلية‪.‬‬ ‫اآلخرين‪ ،‬للتعبير عن نفسك‬ ‫املميزة للمرء والعاطفة‬
‫مدن متكيفة مع الزمن‬ ‫والرد على اآلخرين‪ )2( .‬التمايز‬ ‫والسلوك‪ )2( .‬روايات‬
‫والتاريخ ومنفصلة عن‬ ‫اإلقليمي‪( :‬أ) الرؤى املجتمعية‬ ‫الحياة الذاتية والتي‬
‫الطبيعة ونوعية ذات‬ ‫اإلنسانية‪( ،‬ب) األبعاد‬ ‫تظهر بشكل معقد عبر‬
‫معنى‪ (5) .‬تتميز املدن‬ ‫التاريخية‪ :‬التراثية واألثرية‪.‬‬ ‫السياقات والثقافة‬
‫بتاريخهم وشكلهم‪(6).‬‬ ‫االجتماعية‪ )3( .‬اآلليات‬
‫املدينة متعددة النماذج‬ ‫النفسية وراء األنماط‬
‫الفكرية‪.‬‬ ‫املخفية والظاهرة‪.‬‬
‫املصير‬
‫)‪ (1‬نمط حياة املجتمعات‪ )2( .‬الشكل الحضري‪.‬‬ ‫نمط حياة املجتمعات‪.‬‬
‫املشترك‬

‫من التشابه إلى األنفراد‬ ‫(‪)69‬‬ ‫أبو سعدة‬

You might also like