Professional Documents
Culture Documents
-1إشكال النص:
تمارس اإليديولوجيا و ظائفها حسب بول ريكور من خالل ثالث آليات :
أ -تشويه الواقع:
حيث تعمل اإليديولوجيا على إنتاج صورة معكوسة عن الواقع
ب -تبرير األوضاع القائمة:
حيث تعمل الطبقة المسيطرة على إعطاء مبررات ألفكارها ،و إضفاء المشروعية على
مخططاتها و مشاريعها.
ج -إدماج األفراد في هوية الجماعة :حيث يتم اإلحتفال باألحداث المؤسسة
لهذه الهوية و محاولة ترسيخها لدى األفراد ،و تكوين بنية رمزية للذاكرة الجماعية .
وقد اعتبر بول ريكور أن وظيفة اإلدماج هي آلية أعمق و أشمل من الوظائف األخرى؛
ألن و ظيفة اإلدماج تتضمن في طيّاتها وظيفة التبرير؛ ذلك أنه لكي تدمج األفراد في
إيديولوجيا معينة يجب بالضرورة أن تقدم لهم تبريرات تسهل عملية إدماجهم ،أما إنتاج
الوهم فهو ناتج عن فساد يصيب عملية التبرير ،أي أن التبرير حينما اليكون معقوال
يلتجأ إلى األوهام و األساطير التي تقدم لنا صورة معكوسة عن الواقع الحقيقي .
* اإليديولوجيا :هي نسق من األفكار و تمثالت حول العالم لجماعة ما ،و التي ال تعكس
موضوعيا الشروط الواقعية لحياة الناس .
* التشويه :إعطاء صورة معكوسة عن الواقع.
* الوهم :هو الظن الفاسد ،و قد يطلق على الخداع الحسي .كما يطلق الوهم على األفكار
التي ال مقابل لها في الواقع.
* التبرير :هو التعليل أو إعطاء األسباب و التوضيحات الكافية لتبيان نجاعة و
مشروعية سياسة أو إيديولوجا معينة.
* اإلدماج :هو إشراك أو إقحام األفراد في هوية جماعية ما و ترسيخها لديهم.
* السلطة :بالمعنى السياسي هي نظام من األجهزة و الهياكل التي تسعى إلى فرض
إيديولوجيا ما على أرض الواقع.
* الهوية :هي مجموعة الخصائص التابثة و الجوهرية التي تمثل حقيقة شيء ما و تميزه
عن باقي األشياء -العالقة بين مفهومي القلب و التشويه :تقوم اإليديولوجيا بوظيفة
تتمثل في تشويه الواقع ،و هي بذلك تقوم بقلب الحقائق و إعطاء صورة معكوسة عن
األوضاع القائمة .
-العالقة بين مفهومي التبرير و السلطة الكليانية :تقوم اإليديولوجيا بوظيفة تبرير ما
يجري على أرض الواقع من سياسة متبعة ،وهي بذلك تعمل على فرض نظام سياسي
شمولي يعبر عن سلطة كليانية للدولة ،تفرض مشاريعها بالقوة وعن طريق زرع الرعب
في أفرادالجماعة .
-العالقة بين مفهومي اإلدماج و هوية الجماعة :حينما تقوم اإليديولوجيا بوظيفة اإلدماج،
فإن الهدف األساسي من ذلك هو تشكيل هوية خاصة بالجماعة ،و جعل األفراد ينخرطون
داخلها و يستبطنون مقوماتها األساسية ،ويتم ذلك من خالل إشراكهم في إحياء األحداث
المؤسسة للهوية الجماعية و تخليد ذاكرتها .
اعتمد صاحب النص على مجموعة من األساليب الحجاجية لعرض أفكاره والدفاع عن
أطروحته:
* أسلوب الجرد و اإلحصاء التي تدل عليه المؤشرات التالية " :أ قترح. " ...3...2...1...
ومن خالله قدم لنا صاحب النص ثالثة استعماالت لإلديولوجيا :
-1اإليديولوجيا كتشويه للواقع -2 ،اإليديولوجيا كتبرير للوضع القائم -3 ،اإليديولوجيا
كإدماج لألفراد في هوية الجماعة .
* أسلوب اإلستشهاد :حيث استشهد صاحب النص بالفيلسوف األلماني " كارل ماركس "
الذي استخدم اإليديولوجيا بمعنى إنتاج صورة معكوسة عن الواقع .
* أسلوب اإلستعارة :اإليديولوجيا هي بمثابةالعلبة السوداء ،ذلك بأن اإليديولوجيا تقوم بقلب
الواقع مثلما تقوم العلبة السوداء بقلب أشياء الواقع في عملية التصوير الفوتوغرافي .
الخروج باستنتاج يدل عليه المؤشر اللغوي التالي " ستعني اإليديولوجيا إذن "...و
مفاده أن اإليديولوجيا هي تصورات عقلية و فكرية ال تعكس حقيقة الناس الواقعية.
* أسلوب المثال :
-إعطاء مثال من التجربة و الواقع هو مثال " السلطة الكليانية " كنظام سياسي تتجلى فيه
الوظيفة التبريرية لإليديولوجيا.
-إعطاء مثال " اإلحتفال بإحياء األحداث التاريخية و السياسية لجماعة ما " ،وذلك من أجل
توضيح االوظيفة اإلدماجية لإليديولوجيا.
وفي األخير يخلص صاحب النص إلى استنتاج أخير يقدم من خالله أطروحته الرئيسية
القائلة بأن و ظيفة اإلدماج هي أهم وظيفة تقوم بها اإليديولوجيا ،ألنها تتضمن في طياتها
الوظيفتين السابقتين.
و يظهر ذلك من خالل المؤشر اللغوي التالي " :يجب علينا أن ندعم بقوة " .
مستوى المناقشة:
تحليل نص إريك فايل:
-1إشكالية النص:
الوعي بالنسبة لصاحب النص هو أساس وجود اإلنسان ،و بدون هذا الوعي المؤسس ال
يوجد معنى با لكل .كما أن التفكير في المعنى هومن اختصاص الفلسفة وليس من اختصاص
العلم .
خالصة تركيبية
يعالج المحور الثالث عالقة الوعي بالواقع و الوجود اإلنساني .فهل يعكس الوعي الواقع
الحقيقي لإلنسان ؟ و هل هو ضروري إلضفاء معنى للحياة ؟
تعرفنا على أطروحتين رئيسيتين :
األولى يمثلها الفيلسوف بول ريكور الذي حدثنا عن الوعي كإيديولوجيا تقوم بثالث و ظائف
أساسية؛ تشويه الواقع ،و تبريره ،و إدماج األفراد في هوية الجماعة .واعتبر ريكور أن
ا إلدماج هو أهم وظيفة تقوم بها اإليديولوجيا باعتبار أنه يتضمن الوظيفتين السابقتين معا .
أما األطروحة الثانية فيمثلها الفيلسوف إريك فايل الذي ذهب إلى أن الوعي ال يشوه الواقع و
ال يقلبه ،بل هو على العكس من ذلك يمنح معنى للوجود اإلنساني .و هذا التفكير في
المعن ى هو من اختصاص الفيلسوف و يخرج عن إطار اهتمامات العالم