Professional Documents
Culture Documents
القانون التجاري بوبرطخ
القانون التجاري بوبرطخ
كلٌة الحقوق
القانون التجاري
األستاذة :بوبرطخ نعٌمة
خاص ب :
طلبة السنة الثانٌة ل م د
2014 – 2013
مقرر المقٌاس
المحاضرة األولى :تعرٌف و تطور القانون التجاري
أوال – التعرٌف
– 1النظرٌة الموضوعٌة
– 2النظرٌة الشخصٌة
– 3موقف المشرع الجزائري
ثانٌا – نشأة و تطور القانون التجاري
– 1العصر القدٌم
– 2العصر الوسٌط
– 3العصر الحدٌث
المحاضرة الثانٌة :األعمال التجارٌة
أوال – األعمال التجارٌة بحسب الموضوع
– 1األعمال التجارٌة المنفردة
– 2المقاولة التجارٌة
ثانٌا – األعمال التجارٌة بحسب الشكل
– 1التعامل بالسفتجة
– 2الشركات التجارٌة
– 3وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها
– 4العملٌات المتعلقة بالمحالت التجارٌة
– 5العقود التجارٌة المتعلقة بالتجارة البحرٌة و الجوٌة
ثالثا – األعمال التجارٌة بالتبعٌة
– 1التعرٌف
– 2شروط تطبٌق النظرٌة
رابعا – األعمال التجارٌة المختلطة
– 1التعرٌف
1
– 2النظام القانونً لألعمال التجارٌة المختلطة
المحاضرة الثالثة :التاجر
أوال – التعرٌف
ثانٌا – شروط اكتساب وصف التاجر
– 1القٌام باألعمال التجارٌة
– 2إحتراف األعمال التجارٌة
– 3قٌام الشخص باألعمال التجارٌة لحسابه الخاص(مبدأ اإلستقاللٌة)
ثالثا – األهلٌة التجارٌة
– 1أهلٌة القاصر
– 2أهلٌة المرأة المتزوجة
– 3األجنبً و التجارة
المحاضرة الرابعة :إلتزامات التجار
أوال – مسك الدفاتر التجارٌة
– 1الدفاتر اإللزامٌة
– 2الدفاتر اإلختٌارٌة
– 3الجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارٌة
– 4حجٌة الدفاتر التجارٌة فً اإلثبات لمصلحة التاجر
ثانٌا – القٌد فً السجل التجاري
– 1التعرٌف و األهداف
– 2الملزمون بالقٌد فً السجل التجاري
– 3آثار القٌد فً السجل التجاري
– 4الجزاءات المترتبة على عدم القٌد فً السجل التجاري.
2
المحاضرة األولى :تعـــرٌف و تطـــور القــانون التجـــاري
أوال – التــــعرٌف :
ٌعتبر القانون التجاري حدٌث النشأة و االستقالل ،فلم ٌتم تقنٌنه إال فً
عهد " نابولٌون "عام ، 1807و قد اختلف الفقه فً تعرٌف القانون
التجاري لذا ظهرت نظرٌتان هما :
– 1النظرٌة الموضوعٌة ( المادٌة ) :
ترى أن القانون التجاري هو قانون األعمال التجارٌة ،فإذا قام شخص
بعمل تجاري فإن هذا العمل تحكمه قواعد القانون التجاري سواء كان
القائم به تاجر أم غٌر تاجر ،و حتى و لو قام به مرة واحدة.
ألن هذه النظرٌة تهدف إلى تدعٌم مبدأ الحرٌة االقتصادٌة الذي قضى
على نظام الطوائف ألنه كان ٌعوق ازدهار التجارة و تقدمها بسبب منعه
لغٌر طائفة التجار من ممارسة األعمال التجارٌة.
– 2النظرٌة الشخصٌة ( الذاتٌة ) :
ترى أن القانون التجاري فً أصله قانون مهنً ٌنظم نشاط من ٌحترفون
التجارة دون غٌرهم ،لذلك فال بد من تحدٌد المهن التجارٌة على سبٌل
الحصر ،فإذا قام شخص غٌر تاجر بعمل من طبٌعة تجارٌة فإن هذا
العمل ٌخرج عن دائرة العمل التجاري ،ألن أصل نشأة هذا الفرع من
القانون تعود إلى القواعد و العادات و النظم التً ابتدعها التجار األمر
الذي أصبح به قانونا مهنٌا.
– 3موقف المشرع الجزائري :
إن المشرع الجزائري جمع بٌن النظرٌتٌن ،حٌث عرف التاجر فً المادة
( 01ق ت ج ) التً تنص ٌ " :عد تاجرا كل شخص طبٌعً أو معنوي
ٌباشر عمال تجارٌا و ٌتخذه مهنة معتادة له ما لم ٌقضً القانون بخالف
ذلك ".فنالحظ أن المشرع الجزائري قد استند على العمل التجاري فً
تحدٌد وصف التاجر( النظرٌة الموضوعٌة ).
3
و أشار فً المادة 01مكرر ٌ " :سري القانون التجاري على العالقات
بٌن التجار ،و فً حالة عدم وجود نص فٌه ٌطبق القانون المدنً و
أعراف المهنة عند اإلقتضاء ".نالحظ أنه اعتمد على(النظرٌة الشخصٌة)
أما فً المادتٌن 03 – 02 :فقد عدد األعمال التجارٌة بحسب الشكل و
الموضوع ،فنالحظ أنه استلهم ذلك من (النظرٌة الموضوعٌة).
أما فً المادة 04فأخذ فٌها ب (النظرٌة الشخصٌة) عندما عدد األعمال
التجارٌة بالتبعٌة ،حٌث ٌنقلب العمل المدنً إلى تجاري بالتبعٌة إذا قام
به تاجر بمناسبة مباشرته لنشاطه التجاري ،فٌستمد العمل الصفة
التجارٌة من صفة الشخص القائم به .
إن المشرع الجزائري أخذ بمذهب مزدوج ،فال نجد قواعده كلها من
طبٌعة واحدة إنما استلهمت بعض أحكامه من النظرٌة الشخصٌة و
البعض اآلخر من النظرٌة الموضوعٌة ،و علٌه فٌمكن تعرٌف القانون
التجاري بأنه :
" مجموعة من القواعد القانونٌة التً تطبق على طائفة معٌنة من
األشخاص ٌحترفون األعمال التجارٌة و هم التجار ،و على طائفة معٌنة
من األعمال التجارٌة ".
4
ٌطبقون القواعد العرفٌة ،ظهور نظام التوصٌة مكان القروض بالفوائد ،
قاعدة حرٌة اإلثبات فً المواد التجارٌة...إلخ.
- 3العصر الحدٌث ٌ :مكن اعتبار العصر الحدٌث فً هذا المجال منذ
إكتشاف القارة األمرٌكٌة و الفتح الذي قام به العثمانٌٌن للقسطنطٌنٌة ،
هذا الحدث الذي ٌقابله تقهقر اٌطالٌا فً التحكم الجٌد فً التجارة التً
بدأت تتحول إلى غرب أوروبا ( إنجلترا – فرنسا – هولندا – البرتغال )
و هً الدول التً تقع معظمها على المحٌط األطلسً أٌن ظهرت بنوك و
شركات عمالقة مما ساعد على تزاٌد النشاط التجاري و استعمال نظام
القروض أو األوراق التجارٌة و نظام البورصات و إنشاء شركات
متعددة الجنسٌات.
و نظرا لتعدد األعراف و العادات التجارٌة فً مختلف المدن بدأ التفكٌر
فً كٌفٌة توحٌدها و جعلها تشرٌعا موحدا ٌحكم التجارة عموما ،فصدر
فً فرنسا قانون للتجارة سنة ٌ 1673عرف ب " الئحة جاك سافاري".
و نتج عن الثورة الفرنسٌة صدور" قانون شابولً " فً 14جوان 1791
و مفاده إنهاء نظام الطوائف و تقرٌر حرٌة التجارة و الصناعة.
و فً سنة 1801انتهت اللجنة المختصة من تحضٌر مشروع القانون
التجاري الذي أصبح سنة 1807تقنٌنا ٌحتوي على أربعة أجزاء ،األول
فً التجارة بوجه عام ،و الثانً فً التجارة البحرٌة ،و الثالث فً
اإلفالس و الرابع فً القضاء التجاري ،و ٌعتبر هذا التشرٌع بمثابة عمل
جبار ال ٌضاهٌه عمل على المعمورة ،بل أصبح مصدرا لمعظم
التشرٌعات الوطنٌة منها القانون التجاري الجزائري الصادر بموجب
األمر رقم 59 / 75المؤرخ فً ، 1975 / 09 / 26و الذي عدل
خاصة عن طرٌق المرسوم التشرٌعً رقم 08 / 93الصادر بتارٌخ
،1993/04/25أما بالنسبة آلخر تعدٌل فكان بموجب القانون رقم
02/05المؤرخ فً . 2005 / 02 / 06
5
المحاضرة الثانٌة :األعمـــــــال الــتجارٌـــة
إن المشرع الجزائري عدد األعمال التجارٌة فً المواد 04 – 03 – 02
من القانون التجاري الجزائري ،فحسم فً هذه المواد و حدد طبٌعة
بعض األعمال معترفا بتجارٌتها و بالتالً إخضاعها للقانون التجاري ،و
من ثم ال ٌحق لألفراد االتفاق على تغٌٌر وصف أعمالهم و كل اتفاق على
ذلك ٌعد باطال .
و لقد ذكر األعمال التجارٌة على سبٌل المثال و لٌس الحصر ،و إن هذا
ما ٌستفاد من الصٌاغة المستعملة فً نص المادة 02حٌث استعمل تعبٌر
" ٌعد عمال تجارٌا ، ".....و إنه لو كان ٌقصد التعداد الحصري لكانت
صٌاغة المادة " :األعمال التجارٌة بحسب موضوعها هً ، "....و علٌه
فإن أنواع األعمال التجارٌة هً أربعة :
-األعمال التجارٌة بحسب الموضوع ( بطبٌعتها ).
-األعمال التجارٌة بحسب الشكل .
-األعمال التجارٌة بالتبعٌة .
-األعمال التجارٌة المختلطة.
6
** الشراء من أجل البٌع :
ٌتضح من نص المادة الثانٌة أن كل شراء من أجل بٌع المنقوالت أو
العقارات ٌعتبر عمال تجارٌا بحسب الموضوع ،فقط ال بد من توفر
ثالث شروط كاآلتً :
7
ٌستخدم عددا من األطباء و العمال من ممرضٌن و مساعدٌن و أعوان
فإنه بهذا ٌهدف إلى تحقٌق الربح و من ثم فهو ٌقوم بعمل تجاري.
8
الشرط الثالث -نٌة تحقٌق الربح:
إن ما ٌمٌز الشراء التجاري عن الشراء المدنً هو عنصر القصد ،فإذا
كان القصد من الشراء هو الربح فالعمل هو عمل تجاري و العكس
صحٌح.
**– أعمال الصرف و البنوك و السمسرة و الوكالة بالعمولة :
-السمسرة :
السمسرة عقد بمقتضاه ٌقوم وسٌط بتقرٌب وجهات النظر بٌن شخصٌن ال
ٌعرف أحدهما األخر من أجل إبرام عقد ما مقابل أجر ٌحدد بنسبة مئوٌة
من قٌمة الصفقة ،فعمله هو عمل تجاري و لو وقع مرة واحدة و بغض
النظر عن طبٌعة الصفقة تجارٌة كانت أم مدنٌة ،أما بالنسبة لألطراف
المتعاقدة فاألمر ٌتوقف على طبٌعة التعاقد الذي ٌقومون به و بصفتهم.
9
** – األعمال التجارٌة البحرٌة :
إن التعداد الوارد ذكره فً المادة 02قد جاء على سبٌل المثال ،و تتمثل
هذه األعمال فً :
-كل شراء و بٌع لعتاد أو مؤن السفن .
-كل تأجٌر أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة.
-كل عقود التأمٌن و العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرٌة.
-كل اإلتفاقٌات و اإلتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم و إٌجارهم.
و حقٌقة لكً ٌكتسب العمل الصفة التجارٌة ال بد أن ٌتعلق بالتجارة
البحرٌة و أن ٌكون الغرض منه المضاربة و تحقٌق الربح ،أما إذا تعلق
األمر بشراء سفٌنة نزهة أو تدرٌب أو بحث علمً فإن العمل ٌعد مدنٌا
بالنسبة للمشتري و ذلك النتفاء المضاربة و تحقٌق الربح.
- 2المــــــقاولة التــــجارٌة
هً األعمال التً تعد فً نظر المشرع الجزائري أعماال تجارٌة إذا
صدرت فً شكل مقاولة أو مشروع أو على سبٌل التكرار و اإلحتراف ،
فهً ال تستمد الصفة التجارٌة من طبٌعة العمل ذاته أو من موضوعه و
ال حتى من صفة القائم به.
و إن المشرع الجزائري حقٌقة لم ٌعرف المقاولة فً القانون التجاري إنما
عرفها فً القانون المدنً و بالضبط فً المادة 549التً تنص " عقد
ٌتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدٌن بأن ٌصنع شٌئا أو ٌؤدي عمال مقابل أجر
ٌتعهد به المتعاقد اآلخر".
و إن المشرع الجزائري فً القانون التجاري ٌقصد من إصطالح
( المقاوالت ) " :تكرار العمل التجاري بصورة متواصلة و معتادة و
بشكل منتظم عن طرٌق وسائل مادٌة كاآلالت ...و طاقة بشرٌة كالٌد
العاملة ،فتوظف مجموع هذه الوسائل على مختلف أنواعها سعٌا وراء
تحقٌق الربح".
10
لذلك فالبعض ٌقترح استبدال مصطلح " مقاولة " باصطالح آخر ٌتمثل
فً " مشروع " ألنه األدق و األكثر صحة و داللة على ما ٌرمً إلٌه
المشرع الجزائري فً المادة 02المذكورة أعاله.
11
– 5مقاولة إستغالل المناجم أو مقالع الحجارة أو منتوجات األرض
األخرى:
كمقاوالت استخراج الحدٌد ،النحاس ،إستغالل النفط و الغاز ،مقاوالت
استغالل المٌاه المعدنٌة ،استغالل األمالح من الطبٌعة ،الحجارة ،
الرخام ...إلخ.
12
– 9مقاولة بٌع السلع الجدٌدة بالمزاد العلنً بالجملة أو األشٌاء
المستعملة بالتجزئة:
ٌقصد بمقاولة البٌع بالمزاد العلنً المحالت و األماكن المعدة لبٌع
المنقوالت أو البضائع المملوكة للغٌر بطرٌق المناداة العلنٌة ،و التً
تعمل على بٌع األموال المنقولة بالجملة إذا كانت جدٌدة و بالتجزئة إذا
كانت مستعملة لمن ٌقدم أعلى ثمن ،و ٌتلقى الوسٌط عادة أجر ٌتمثل فً
نسبة مئوٌة من الثمن.
ما تجدر اإلشارة إلٌه أن من ٌمتهن الوساطة فً البٌع بالمزاد العلنً
مقابل أجر ٌعتبر عمله عمال تجارٌا.
13
و علٌه األعمال التجارٌة بحسب الشكل وفقا للقانون التجاري الجزائري
تتمثل فً :
14
التخدٌم ،وكاالت األنباء ،وكاالت اإلعالن ،مكاتب السٌاحة ،الوكاالت
العقارٌة ،مكاتب الزواج...إلخ.
15
تعتبر تجارٌة متى قام بها تاجر و تعلقت بشؤون تجارته ،و إنها تسمى
كذلك ب " األعمال التجارٌة الذاتٌة أو الشخصٌة " و " األعمال التجارٌة
النسبٌة " ،و إن الهدف من هذه النظرٌة هو تطبٌق نظام قانونً موحد
على جمٌع األعمال التً تصدر عن التاجر تبعا للمبدأ القائل " تبعٌة
الفرع لألصل فً الحكم ".
16
لكن تطلق علٌها هذه التسمٌة نظرا لكونها تتصف بالتجارٌة بالنسبة
لطرف و مدنٌة بالنسبة للطرف اآلخر ،مثل:
شراء تاجر من مزارع محاصٌل زراعٌة إلعادة بٌعها ،صاحب المسرح
الذي ٌتعاقد مع الممثلٌن ،دار النشر التً تتعاقد مع كاتب و تشتري
حقوق التألٌف ،بٌع تاجر التجزئة السلع للمستهلك ،عقود العمل التً
ٌبرمها التاجر...إلخ.
17
** -الرهن و الفائدة :إذا كان الدٌن المضمون بالرهن بالنسبة للمدٌن
تجارٌا أعتبر الرهن تجارٌا و أخضع ألحكام القانون التجاري ،أما إذا
كان الرهن بالنسبة للمدٌن مدنٌا طبقت علٌه أحكام القانون المدنً ،و هذا
هو الحال بالنسبة لنظام الفائدة الذي ٌختلف بحسب ما إذا كان الدٌن مدنٌا
أو تجارٌا ( المشرع الجزائري منع الحصول على الفائدة المترتبة عن
التأخر فً تسدٌد الدٌن وفقا للمادة 454ق م ج ).
18
المحاضرة الثالثة :التــاجــــر
أوال – التعرٌف :
عرفت المادة 01من ( ق ت ج ) التاجر بأنه ٌ " :عد تاجرا كل شخص
طبٌعً أو معنوي ٌباشر عمال تجارٌا و ٌتخذه مهنة معتادة له ،ما لم
ٌقضً القانون بخالف ذلك".
و علٌه التاجر هو :كل شخص ٌمارس األعمال التجارٌة على وجه
االحتراف باسمه و لحسابه و تتوفر لدٌه األهلٌة التجارٌة.
ٌستخلص من المادة المذكورة أعاله أنه الكتساب صفة التاجر ال بد من
توفر مجموعة من الشروط.
19
- 3قٌام الشخص باألعمال التجارٌة لحسابه الخاص(مبدأ اإلستقاللٌة)
فً الحقٌقة إن هذا الشرط أغفلته المادة األولى من ( ق ت ج ) ،و
المقصود منه عنصر اإلستقالل فً المهنة ،فال ٌكفً الكتساب صفة
التاجر أن ٌكون االعتٌاد بقصد الظهور بمظهر صاحب المهنة ،فٌجب أن
ٌقع على وجه اإلستقالل فٌمارس الشخص العمل التجاري لحسابه الخاص
و لٌس لحساب غٌره ،لذلك ال ٌعتبر العمال و المستخدمٌن تجارا ألنهم ال
ٌقومون باألعمال التجارٌة لحسابهم الخاص إنما لحساب رب العمل.
- 1أهلٌة القاصر
لقد تطرق المشرع الجزائري فً المادة ( 05ق ت ج ) إلى أهلٌة
القاصر المرشد ،و ٌستفاد منها ضرورة توافر ثالث شروط حتى
ٌستطٌع القاصر مباشرة األعمال التجارٌة و هً :
* أن ٌكون القاصر قد بلغ 18سنة كاملة ( ذكر أو أنثى ).
20
* أن ٌحصل على إذن مسبق من والده أو أمه أو قرار مجلس العائلة
مصادق علٌه من المحكمة.
* أن ٌقدم هذا اإلذن الكتابً دعما لطلب التسجٌل فً السجل التجاري.
كما تضٌف المادة 06أن ذوي شأن القاصر ٌجوز لهم أن ٌقٌدوا اإلذن
ألن هدفهم ٌتمثل دائما فً تحقٌق مصلحة القاصر ،و بالتالً فإن القاصر
ال ٌتمتع بأهلٌة االتجار إال فً الحدود التً رسمها له اإلذن المصادق
علٌه من المحكمة ،ما ٌعنً أن جمٌع التصرفات التً تكون فً إطار
اإلذن تعتبر صحٌحة و تكسبه صفة التاجر ،أما التصرفات التً تخرج
عن الحدود الـمرسومة فً اإلذن فٌجــوز له أن ٌتمسك بإبطالها لمصلحته
( البطالن النسبً ) و ال تكسبه صفة التاجر ،هذا فٌما ٌخص األموال
المنقولة.
أما بالنسبة لألموال العقارٌة فإن القانون ال ٌجٌز للقاصر التصرف فٌها
إال بعد إتباع اإلجراءات الشكلٌة المتعلقة ببٌع أموال القصر أو عدٌمً
األهلٌة ،لكن ٌجوز لهم أن ٌرتبوا علٌها التزاما أو رهنا.
أما إذا مارس القاصر التجارة دون إذن ولً أمره فال ٌكتسب صفة التاجر
و ٌمنع شهر إفالسه و ال ٌمكن تطبٌق أحكام القانون التجاري علٌه و
بالتالً تقع تصرفاته باطلة بطالنا نسبٌا لمصلحته ،و إذا تمسك بإبطال
تصرفاته وجب علٌه أن ٌرد للطرف اآلخر الفائدة التً عادت إلٌه من
جراء تنفٌذ العقد كً ال ٌثرى على حساب الغٌر.
21
و حٌنما تقوم بمساعدة زوجها فً البٌع بالتجزئة ال تكتسب صفة التاجر ،
و ال ٌعتبر عملها إال مجرد مساعدة نتجت عن رابطة الزوجٌة فهً تعمل
لحساب زوجها و لٌس لحسابها الخاص حسب المادة (07ق ت ج ).
- 3األجنبً و التجارة:
إن أهلٌة األشخاص تخضع فً األصل للقانون الشخصً أي القانون
الوطنً ،و من ثم فإن أهلٌة األجنبً ٌحكمها قانونه الوطنً استنادا إلى
المادة 10الفقرة 1من القانون المدنً الجزائري التً تنص :
" ٌسري على الحالة المدنٌة لألشخاص و أهلٌتهم قانون الدولة التً
ٌنتمون إلٌها بجنسٌتهم "...
فبمفهوم المخالفة تسري القوانٌن الوطنٌة على الحالة المدنٌة و األهلٌة
لألجانب ،لكن الفقرة 02من نفس المادة تضع إستثناءا لهذا األصل
فتنص ..." :و مع ذلك ففً التصرفات المالٌة التً تعقد فً الجزائر و
تنتج آثارها فٌها إذا كان أحد الطرفٌن أجنبٌا ناقص األهلٌة ،و كان نقص
أهلٌته ٌرجع إلى سبب فٌه خفاء ال ٌسهل تبٌنه على الطرف اآلخر ،فإن
هذا السبب ال ٌؤثر فً أهلٌته و فً صحة المعاملة"...
19سنة كاملة ٌستطٌع أن ٌمارس إن األجنبً الذي بلغ سن الرشد
التجارة فً الجزائر حتى و إن لم ٌبلغ سن الرشد وفقا لقانون دولته ،و
إنه ٌعتبر فً نظر القانون الجزائري كامل األهلٌة متى كان كامل األهلٌة
طبقا للقانون الجزائري ،فٌعتد بتصرفه و ٌعتبر صحٌحا .
22
المحاضرة الرابعة :التزامات التــــجار
أوال – مسك الدفاتر التجارٌة :
- 1الدفاتر اإللزامٌة:
-دفتر الٌومٌة ٌ :عتبر من أهم الدفاتر التجارٌة ،نصت علٌه المادة 09
(قتج):
" كل شخص طبٌعً أو معنوي له صفة التاجر ملزم بمسك دفتر للٌومٌة
ٌقٌد فٌه ٌوما بٌوم عملٌات المقاولة أو أن ٌراجع على األقل نتائج هذه
العملٌات شهرٌا ،بشرط أن ٌحتفظ فً هذه الحالة بكافة الوثائق التً
ٌمكن معها مراجعة تلك العملٌات ٌومٌا ".
ٌقٌد فٌه التاجر كل العملٌات المالٌة التً ٌقوم بها :شراء ،بٌع ،إقتراض
دفع ...إلخ.
أما من الناحٌة العملٌة فال ٌكفً قٌد العملٌات التجارٌة فً دفتر واحد ،
فٌستحسن اإلستعانة بمسك دفاتر ٌومٌة مساعدة إلثبات التفاصٌل المختلفة
فٌخصص دفتر ٌومً للمشترٌات و آخر للمبٌعات و ثالث للمصروفات
...إلخ ،و إنه ال حاجة للتاجر إعادة قٌد تفاصٌل هذه العملٌات فً دفتر
الٌومٌة األصلً ،إنما ٌكتفً بتقٌٌد إجمالً لهذه العملٌات فً دفتر الٌومٌة
األصلً فً فترات منتظمة كأن ٌكون ذلك مرة كل شهر.
-دفتر الجرد :نصت علٌه المادة ( 10ق ت ج ) ،لذا فالتاجر ملزم فً
آخر كل سنة مالٌة بجرد أموال منشأته سواء كانت منقولة أو ثابتة و
تقوٌمها و حصر ما له و ما علٌه من حقوق ،حساب األرباح و
الخسائر...
23
– 2الدفاتر اإلختٌارٌة :
– الدفتر الكبٌر :تقٌد فٌه منفردة الحسابات الفردٌة الخاصة بالزبائن أو
الخاصة بالممونٌن ،و ٌترتب على ذلك أن كافة البٌانات المقٌدة فً دفتر
الٌومٌة ٌعاد تدوٌنها فً هذا الدفتر لكن ٌتم ترتٌبها بحسب نوعها أو حسب
أسماء الممونٌن أو الزبائن.
– دفتر المسودة :هو فً الحقٌقة مسودة لدفتر الٌومٌة تدون فٌه العملٌات
التجارٌة بمجرد وقوعها بسرعة و بصورة مذكرات ثم تنقل بعد ذلك
لدفتر الٌومٌة بعناٌة و بانتطام.
– دفتر المخزن :تدون فٌه كل البضائع التً تدخل مخزن التاجر و
تخرج منه.
– دفتر األوراق التجارٌة ( دفتر اإلستحقاق ) :تقٌد فٌه توارٌخ إستحقاق
األوراق التجارٌة الواجب دفع قٌمتها للغٌر ،و تلك الواجب تحصٌلها من
الغٌر.
– دفتر الصندوق ( دفتر الخزانة ) :تدون فٌه كل المبالغ النقدٌة التً
تدخل الصندوق و تخرج منه ٌومٌا ،و هو ذو أهمٌة بالنسبة للتاجر ألنه
ٌبٌن له رصٌده فً نهاٌة كل ٌوم.
– دفتر صور الرسائل :تدون فٌه صور الرسائل المرسلة من التاجر إلى
الغٌر و المتعلقة بتجارته.
24
* إذا لم ٌمسك التاجر دفاتر منتظمة جاز حرمانه من الصلح الواقً من
اإلفالس فً حالة توقفه عن دفع دٌونه.
– الجزاءات الجزائٌة :
* إذا توقف التاجر عن دفع دٌونه و تبٌن أنه لم ٌمسك دفاتره التجارٌة أو
كانت غٌر منتظمة اعتبر مرتكبا لجرٌمة اإلفالس بالتقصٌر ( م 370ق
ت ج ) ،فتطبق علٌه العقوبات الوارد ذكرها ب ( م 383ق ع ج ) .
* إذا أفلس التاجر و تبٌن أنه أخفى دفاتره أو بددها أو اختلسها اعتبر
مفلسا بالتدلٌس و ذلك حسب ( م 374ق ت ج ) ،فٌعاقب بالعقوبة
الوارد ذكرها فً ( م 383ق ع ج ) .
25
* ٌجب أن ٌكون النزاع قائما بٌن تاجرٌن ،أي بٌن شخصٌن ٌلتزمان
بمسك الدفاتر التجارٌة حٌث ٌسهل على القاضً التحقق من البٌانات عن
طرٌق مقارنة دفاتر كل من الخصمٌن ،و ال صعوبة إذا تطابقت بٌاناتها
أما إذا اختلفت الدفاتر جاز للقاضً ترجٌح دفاتر أحدهما إذا كانت
منتظمة على دفاتر الطرف اآلخر .
* ٌجب أن ٌكون النزاع متعلقا بعمل تجاري بالنسبة لكل من الخصمٌن
كما إذا باع تاجر بضاعة إلى تاجر آخر ألجل بٌعها ،أما إذا اشترى
تاجر من تاجر آخر بضاعة الستعماله الخاص فال ٌجوز اإلحتجاج علٌه
بالدفاتر التجارٌة .
* ٌجب أن تكون الدفاتر التجارٌة التً ٌحتج بها على الغٌر منتظمة ،أما
غٌر المنتظمة فال تكون حجة فً اإلثبات أمام القضاء ،إال أن القاضً
ٌمكنه أن ٌستأنس بها و ٌستنبط منها قرائن تكمل عناصر اإلثبات
األخرى.
-حجتها على غٌر التجار :
إن التاجر فً هذه الحالة ٌقدم دفاتره إلثبات شًء ضد شخص ال ٌتمتع
بصفة التاجر ،لذا ال تصلح دفاتر التاجر حجة على خصمه غٌر التاجر
لعدم مسك هذا الخصم للدفاتر التجارٌة ،إال أنه ٌجوز للقاضً اإلستعانة
بدفاتر التاجر الستخراج قرائن ٌستند إلٌها فً حكم الدعوى لصالح التاجر
الذي قام بمسكها بطرٌقة منتظمة ،و ٌجوز للقاضً أن ٌكمله بتوجٌه
الٌمٌن المتممة إلى أي من الطرفٌن و ذلك فٌما ٌجوز إثباته بالبٌنة لكن
ٌجب توافر الشروط التالٌة :
* -أن ٌتعلق النزاع ببضائع وردها التاجر لغٌر التاجر كالمواد الغذائٌة ،
فإذا تعلق األمر بقرض قدمه التاجر لغٌر التاجر فال ٌؤخذ بعٌن اإلعتبار .
* -أن ٌكون الدٌن محل النزاع مما ٌجوز إثباته بالبٌنة ،كأن تكون قٌمة
ما ورده التاجر ال تتجاوز 100000دج و هذا ما جاء به نص المادة
( 333ق م ج ).
26
ثانٌا -القٌد فً السجل التجاري :
27
- 3آثار القٌد فً السجل التجاري:
بمجرد القٌد ٌكتسب الشخص الصفة التجارٌة بقوة القانون و هذا طبقا
لنص المادة 21من ( ق ت ج ) و كذا المادة 18من ( قانون السجل
التجاري).
و بالرجوع إلى نص المادة 21من ( ق ت ج ) نالحظ أنها تؤكد أن القٌد
فً السجل التجاري هو قرٌنة مطلقة غٌر قابلة إلثبات العكس ،إذ نصت
على " :كل شخص طبٌعً أو معنوي مسجل فً السجل التجاري ٌعد
مكتسبا صفة التاجر إزاء القوانٌن المعمول بها و ٌخضع لكل النتائج
الناجمة عن هذه الصفة".
أما بالنسبة للشركة التجارٌة فال تكتسب الشخصٌة المعنوٌة إال من تارٌخ
قٌدها فً السجل التجاري ،و ذلك حسب المادة 549من ( ق ت ج ) .
28
* ال ٌجوز االحتجاج بالبٌانات المسجلة فً السجل التجاري اتجاه الغٌر
إال بعد إشهارها وفقا للقانون ،و العكس صحٌح ٌمكن للغٌر االحتجاج
بهذه البٌانات رغم عدم إشهارها .
و على العموم ٌنبغً فً هذا المٌدان تطبٌق أحكام الشرٌعة العامة ،فكل
من ارتكب خطأ ملزم بتعوٌض من ألحق به ضرر ،و ذلك وفقا للمادة
( 124ق م ج ).
-الجزاءات الجزائٌة :
26إلى نص المشرع الجزائري فً قانون السجل التجاري من المادة
المادة 28على جزاءات متفاوتة حسب خطورة العمل.
فبالنسبة لعدم التسجٌل فً السجل التجاري تتراوح الغرامة المالٌة بٌن
5000دج إلى 20000دج ،و فً حالة العود تتضاعف مع إمكانٌة
الحبس من 10أٌام إلى 6أشهر و ٌمكن الحرمان من منحة التجارة.
و وفقا للمادة 27من قانون السجل التجاري إذا قام تاجر و بسوء نٌة
بتسجٌل بٌانات غٌر صحٌحة أو غٌر كاملة فإن الغرامة تتراوح بٌن
5000دج إلى 20000دج ،و الحبس من مدة 10أٌام إلى 6أشهر أو
بإحدى هاتٌن العقوبتٌن ،و فً حالة العود تتضاعف العقوبة و ٌمكن
األمر بتسجٌلها على هامش السجل التجاري و نشرها فً النشرة الرسمٌة
لإلعالنات القانونٌة على نفقة المخالف.
كما عاقب المشرع كل من زٌف أو زور شهادات التسجٌل فً السجل
التجاري أو أي وثٌقة متعلقة بها بغرامة مالٌة تتراوح بٌن 10000دج إلى
30000دج ،و الحبس من 6أشهر إلى 3سنوات ،و ذلك حسب المادة
28من قانون السجل التجاري الجزائري.
29
قائمة المراجع
- 1القانون رقم 09 / 08المؤرخ فً 25فٌفري 2008المتضمن قانون
اإلجراءات المدنٌة و اإلدارٌة.
- 2القانون رقم 22 / 90المؤرخ فً 18أوت 1990الخاص بالسجل
التجاري الجزائري .
- 3األمر رقم 09 / 75المؤرخ فً 26سبتمبر 1975المتضمن
القانون التجاري الجزائري المعدل و المتمم.
- 4األمر رقم 58 / 75المؤرخ فً 26سبتمبر 1975المتضمن
القانون المدنً الجزائري المعدل و المتمم.
- 5األمر رقم 159 / 66المؤرخ فً 08جوٌلٌة 1966المتضمن
قانون العقوبات الجزائري المعدل و المتمم.
- 6األمر رقم 01 / 96المؤرخ فً 10جانفً 1996المنظم للصناعة
التقلٌدٌة و الحرف.
- 7عمارة عمورة ،الوجٌز فً شرح القانون التجاري الجزائري ،
األعمال التجارٌة ،التاجر ،الشركات التجارٌة ،دار المعرفة ،الجزائر
دون طبعة .
- 8فرحة زراوي صالح ،الكامل فً القانون التجاري الجزائري :
األعمال التجارٌة ،التاجر ،الحرفً ،األنشطة التجارٌة المنظمة ،السجل
التجاري ،نشر و توزٌع بن خلدون ،الجزائر ،الطبعة الثانٌة . 2003
30