You are on page 1of 305

‫‪5‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور‬


‫أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالن**ا‪ ،‬من يه**ده هللا فال مض**ل ل**ه‪ ،‬ومن يض**لل‬
‫فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫محمدًا عبده ورسوله‪.‬‬
‫*وتن إالّ وأنتم‬
‫ق تقات**ه وال تم* ّ‬ ‫﴿ياأيّها الّ**ذين ءامن**وا اتّق**وا هللا ح* ّ‬
‫مسلمون﴾‪.‬‬
‫﴿ياأيّه**ا النّ**اس اتّق**وا ربّكم الّ**ذي خلقكم من نفس واح**دة وخل**ق‬
‫وبث منهم**ا رج**االً كث**يرًا ونس**ا ًء واتّق**وا هللا الّ**ذي‬ ‫منه**ا زوجه**ا ّ‬
‫إن هللا كان عليكم رقيبًا﴾‪.‬‬ ‫تساءلون به واألرحام* ّ‬
‫﴿ياأيّها الّ**ذين ءامن**وا اتّق**وا هللا وقول**وا ق**والً س**ديدًا يص**لح لكم‬
‫أعمالكم ويغفر لكم ذن**وبكم ومن يط**ع هللا ورس**وله فق**د ف**از ف**و ًزا*‬
‫عظي ًما﴾‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فإن هللا عز وجل يقول في كتابه الكريم‪﴿ :‬ياأيّها الّ**ذين‬
‫ءامن**وا كون**وا ق** ّوامين بالقس**ط ش**هداء هلل ول**و على أنفس**كم أو‬
‫الوالدين واألقربين إن يكن غنيًّا أو فقي ًرا فاهلل أولى بهما فال تتّبع**وا‬
‫*إن هللا ك**ان بم**ا تعمل**ون‬ ‫الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا ف* ّ‬
‫خبيرًا‪.﴾1‬‬
‫ويقول سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامن**وا كون**وا ق * ّوامين هلل‬
‫شهداء بالقسط وال يجرمنّكم شنآن قوم* على أال تع**دلوا اع**دلوا ه**و‬

‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.135:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪6‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إن هللا خبير بما تعملون‪.﴾1‬‬ ‫أقرب للتّقوى واتّقوا هللا ّ‬


‫ويقول سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وال يج**رمنّكم ش**نآن ق**وم أن ص* ّدوكم‬
‫عن المس**جد الح**رام أن تعت**دوا وتع**اونوا على ال**ب ّر والتّق**وى وال‬
‫إن هللا شديد العقاب‪.﴾2‬‬‫تعاونوا على اإلثم والعدوان* واتّقوا هللا ّ‬
‫إن هللا ي**أمر بالع**دل واإلحس**ان وإيت**اء‬ ‫وقال سبحانه وتعالى‪ّ ﴿ :‬‬
‫ذي الق***ربى وينهى عن الفحش***اء والمنك***ر والبغي يعظكم لعلّكم‬
‫تذ ّكرون‪.﴾3‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى‪.﴾4‬‬
‫أهل السنة أسعد الناس بهؤالء اآليات وما أش**بههن من األدل**ة‪،‬‬
‫فهم إن كتبوا كتبوا ما لهم وم**ا عليهم‪ ،‬وإن خطب**وا ذك**روا م**ا لهم‬
‫وم***ا عليهم‪ ،‬يالزم***ون العدال***ة م***ع الق***ريب والبعي***د‪ ،‬والع***دو*‬
‫والصديق‪ ،‬وإنك إذا نظرت في كتب الجرح والتعديل تجدها غاي**ة‬
‫من العدال**ة‪ ،‬يجرح**ون الرج**ل إذا ك**ان يس**تحق الج**رح وإن ك**ان‬
‫رأسًا في السنة‪ ،‬ويثنون على المبتدع بما فيه من الخ**ير إذا اح**تيج‬
‫إلى ذلك‪ ،‬بخالف أهل األهواء فإنّهم يثن**ون على من ي**وافقهم على‬
‫فلس*ا‪ ،‬وي**ذمون من خ**الفهم وإن ك**ان‬ ‫ب**دعهم وإن* ك**ان ال يس**اوي ً‬
‫رأس****ا في ال****دين‪ ،‬وأعظم المبت دعين إط را ًء لمن وافقهم هم‬ ‫ً‬
‫الرافضة والصوفية‪ ،‬وهكذا في الذم لمن خ الفهم‪ ،‬فمن ثم ال يقبل‬
‫أهل الجرح والتعديل كالم هؤالء في الرجال‪ ،‬بل ال يقبلون رواي**ة‬
‫الرافضة‪.‬‬
‫وإليك ما قاله شيخ اإلسالم* ابن تيمي**ة رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪)59‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.8:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.2:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.90:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.152:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪7‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫من ((منهاج السنة))‪ :‬وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية واإلسناد*‬
‫على أن الرافضة أكذب الطوائف‪ ،‬والكذب* فيهم ق**ديم‪ ،‬وله**ذا ك**ان‬
‫أئمة اإلسالم يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب‪.‬‬
‫قال أبوحاتم الرازي‪ :‬سمعت يونس بن عب**داألعلى يق**ول‪ :‬ق**ال‬
‫أشهب بن عبدالعزيز‪ :‬س**ئل مال**ك عن الرافض**ة؟ فق**ال‪ :‬ال تكلمهم‬
‫وال ترو عنهم‪ ،‬فإنّهم يكذبون‪.‬‬
‫وقال أبوحاتم‪ :‬حدثنا حرملة‪ .‬قال‪ :‬سمعت الشافعي يقول‪ :‬لم أر‬
‫أحدًا أشهد بالزور من الرافضة‪.‬‬
‫وقال مؤمل بن إه**اب‪ :‬س**معت يزي**د بن ه**ارون يق**ول‪ :‬نكتب‬
‫عن ك**ل ص**احب بدع**ة إذا لم يكن داعي**ة‪ ،‬إال الرافض**ة ف**إنّهم‬
‫يكذبون‪.‬‬
‫وقال محمد بن سعيد األصبهاني‪ :‬سمعت ش*ري ًكا يق*ول‪ :‬أحم*ل‬
‫العلم عن ك***ل من لقيت إال الرافض***ة ف***إنّهم يض***عون الح***ديث‬
‫ويتخذونه دينًا‪ .‬وشريك هذا هو ش**ريك بن عبدهللا القاض**ي قاض**ي‬
‫الكوفة من أقران* الثوري وأبي حنيفة‪ ،‬وهو الذي* يقول بلس*انه‪ :‬أن*ا‬
‫من الشيعة‪ .‬وهذه شهادته فيهم‪.‬‬
‫وق**ال أبومعاوي**ة‪ :‬س**معت األعمش يق**ول‪ :‬أدركت الن**اس وم**ا‬
‫يس**مونهم إال الك**ذابين ‪-‬يع**نى أص**حاب المغ**يرة بن س**عيد‪ -‬ق**ال‬
‫األعمش‪ :‬وال عليكم أن ت*ذكروا ه**ذا ف**إني ال آمنهم أن يقول*وا‪ :‬إن**ا‬
‫أصبنا األعمش مع امرأة‪.‬‬
‫وه**ذه آث**ار ثابت**ة ق**د رواه**ا أبوعبدهللا بن بطة‪ 1‬في ((اإلبان**ة‬
‫الكبرى)) ه**و وغ**يره وروى* أبوالقاس**م الط**براني‪ :‬ك**ان الش**افعي‬
‫يقول‪ :‬ما رأيت في أهل األهواء قو ًما أشهد ب**الزور من الرافض**ة‪.‬‬
‫أيض *ا من طري**ق حرمل**ة‪ ،‬وزاد في ذل**ك‪ :‬م**ا رأيت أش**هد‬ ‫ورواه ً‬

‫‪ ‬هو عبيدهللا متكلم فيه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪8‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫على هللا ب**الزور من الرافض**ة‪ .‬وه**ذا المع**نى وإن ك**ان ص**حيحًا‬


‫فاللفظ األول هو الثابت عن الشافعي‪ *،‬ولهذا ذكر الشافعي ما ذكره‬
‫أبوحنيفة وأصحابه أنه رد شهادة من عرف بالكذب كالخطابية‪.‬‬
‫ور ّد ش***هادة من ع***رف بالك***ذب متف***ق علي***ه بين الفقه***اء‪،‬‬
‫وتنازعوا في شهادة س**ائر أه**ل األه**واء ه**ل تقب**ل مطلقً**ا أو ت**رد‬
‫مطلقًا أو ترد ش**هادة الداعي**ة إلى الب**دع؟ وه**ذا الق**ول الث**الث ه**و‬
‫الغالب على أهل الحديث‪ ،‬ال يرون الرواية عن الداعي**ة إلى الب**دع‬
‫وال شهادته‪ ،‬ولهذا لم يكن في كتبهم األمهات كالصحاح‪ ،‬والس**نن‪،‬‬
‫والمسانيد‪ ،‬الراوي**ة عن المش**هورين بال**دعاء إلى الب**دع وإن ك**ان‬
‫فيه**ا الرواي**ة عمن في**ه ن**وع من بدع**ة‪ ،‬ك**الخوارج‪ ،‬والش**يعة‪،‬‬
‫والمرجئ**ة‪ ،‬والقدري**ة‪ ،‬وذل**ك ألنّهم لم ي**دعوا الرواي**ة عن ه**ؤالء‬
‫للفسق كم**ا يظن**ه بعض**هم‪ ،‬ولكن من أظه**ر بدعت**ه وجب اإلنك**ار‬
‫عليه‪ ،‬بخالف من أخفاها وكتمها‪ ،‬وإذا وجب اإلنكار عليه كان من‬
‫ذلك أن يهجر حتى ينتهي عن إظهار بدعته‪ ،‬ومن هجْ ره أالّ يؤخ**ذ‬
‫عنه العلم‪ ،‬وال يستشهد‪.‬‬
‫وكذلك تنازع الفقهاء في الصالة خلف أهل األهواء والفج**ور‪،‬‬
‫منهم من أطل**ق المن**ع‪ ،‬والتحقي**ق أن الص**الة خلفهم ال ينهى عنه**ا‬
‫لبطالن صالتهم في نفسها‪ ،‬لكن ألنّهم إذا أظهروا المنكر اس**تحقوا‬
‫أن يهج**روا‪ ،‬وأالّ* يق**دموا في الص**الة على المس**لمين‪ ،‬ومن ه**ذا‬
‫الباب ترك عيادتهم‪ ،‬وتش**ييع جن**ائزهم‪ ،‬ك**ل ه**ذا من ب**اب الهج**ر‬
‫المشروع في إنكار المنكر للنهي عنه‪.‬‬
‫وإذا عرف أن هذا من باب العقوبات الشرعية علم أنه يختل**ف‬
‫باختالف األحوال من قلة البدعة وكثرتها‪ ،‬وظهور السنة وخفائها‪،‬‬
‫وأن المشروع هو التأليف تارة‪ ،‬والهجران* أخرى‪ ،‬كما كان الن**بي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬يت**ألف أقوا ًم**ا من المش**ركين‪،‬‬
‫ومن هو حديث عه**د باإلس**الم‪ *،‬ومن يخ**اف علي**ه الفتن**ة‪ ،‬فيعطى‬
‫‪9‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المؤلفة قلوبهم م**ا ال يعطي غ**يرهم‪ .‬وق**ال في الح**ديث الص**حيح‪:‬‬


‫((إني أعطي رجاالً والذي* أدع أحبّ إل ّي من ال**ذي أعطي‪ ،‬أعطي‬
‫رجاالً لما في قلوبهم من الهلع والجزع‪ ،‬وأدع رجاالً لم**ا جع**ل هللا‬
‫في قل**وبهم من الغ**نى والخ**ير‪ ،‬منهم‪ :‬عم**رو بن تغلب))‪ .‬وق**ال‪*:‬‬
‫((إني ألعطي الرّجل وغيره أحبّ إل ّي منه‪ ،‬خشية أن يكبّ**ه هللا في‬
‫النّار على وجهه))‪ .‬أو كما قال‪.‬‬
‫وكان يهجر بعض المؤمنين‪ ،‬كم**ا هج**ر الثالث**ة ال**ذين تخلف**وا‬
‫عن غزوة تبوك‪ ،‬ألن المقصود دعوة الخل**ق إلى طاع**ة هللا ب**أقوم‬
‫طريق‪ ،‬فيستعمل الرغبة حيث تكون أصلح‪ ،‬والرهب**ة حيث تك**ون‬
‫أصلح‪ ،‬ومن عرف هذا تبين له أن من رد الشهادة والرواية مطلقً**ا‬
‫من أهل الب**دع المت**أولين‪ ،‬فقول**ه ض**عيف‪ ،‬ف**إن الس**لف ق**د دخل**وا*‬
‫بالتأويل في أنواع عظيمة‪.‬‬
‫ومن جعل المظهرين للبدع**ة أئم**ة في العلم والش**هادة ال ينك**ر‬
‫أيض *ا‪ ،‬وك**ذلك من ص**لى‬ ‫عليهم بهج**ر وال ردع‪ ،‬فقول**ه ض**عيف ً‬
‫خلف المظهر للبدع والفجور من غير إنكار علي**ه وال اس**تبدال ب**ه‬
‫من هو خير منه مع القدرة على ذلك‪ ،‬فقوله ضعيف‪ ،‬وهذا يستلزم‬
‫إقرار المنكر ال**ذي يبغض**ه هللا ورس**وله م**ع الق**درة على إنك**اره‪،‬‬
‫وهذا ال يجوز‪.‬‬
‫ومن أوجب اإلعادة* على كل من صلى خلف ذي فجور* وبدعة‬
‫فقوله ضعيف‪ ،‬فإن السلف واألئمة من الص**حابة والت**ابعين ص**لوا‬
‫خلف هؤالء وهؤالء‪ ،‬لما كانوا والة عليهم‪ ،‬ولهذا كان من أص**ول‬
‫أهل السنة أن الصالة التي تقيمه**ا والة األم**ور تص**لى خلفهم على‬
‫أي حال**ة ك**انوا‪ ،‬كم**ا يحج معهم‪ ،‬ويغ**زى معهم‪ ،‬وه**ذه األم**ور*‬
‫مبسوطة في غير هذا الموضع‪.‬‬
‫والمقص**ود هن**ا أن العلم اء كلهم متفق ون على أن الك ذب في‬
‫الرافضة أظهر منه في سائر الطوائف من أهل القبلة‪ ،‬ومن تأم**ل‬
‫‪10‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫كتب الجرح والتعديل المصنفة في أسماء الرواة والنقل**ة وأح**والهم‬


‫مثل كتب يحيى بن س**عيد القط**ان‪ ،‬وعلي بن الم**ديني‪ ،‬ويح**يى بن‬
‫معين‪ ،‬والبخ**اري‪ ،‬وأبي زرع**ة‪ ،‬وأبي ح**اتم ال**رازي‪ ،‬والنس*ائي‪،‬‬
‫وأبي حاتم بن حبان‪ ،‬وأبي أحمد بن عدي‪ *،‬والدارقطني‪ ،‬وإب**راهيم‬
‫بن يعق**وب الجوزج**اني الس**عدي‪ *،‬ويعق**وب بن س**فيان الفس**وي‪*،‬‬
‫وأحمد بن ص**الح العجلي‪ ،‬والعقيلي‪ ،‬ومحم**د بن عبدهللا بن عم**ار‬
‫الموص**لي‪ ،‬والح**اكم* النيس**ابوري‪ ،‬والحاف**ظ عب**دالغني بن س**عيد‬
‫المصري‪ ،‬وأمثال ه**ؤالء ال**ذين هم جهاب**ذة ونق**اد‪ ،‬وأه**ل معرف**ة‬
‫بأحوال اإلس**ناد‪ ،‬رأى المع**روف عن**دهم الك**ذب في الش**يعة أك**ثر‬
‫منهم في جميع الطوائف‪ ،‬حتى إن أصحاب الصحيح كالبخ**اري لم‬
‫ي**رووا* عن أح**د من ق**دماء الش**يعة مث**ل‪ :‬عاص**م بن ض**مرة‪،‬‬
‫والحارث األعور‪ ،‬وعبدهللا بن سلمة وأمث**الهم‪ ،‬م**ع أن ه**ؤالء من‬
‫خي**ار الش**يعة‪ ،‬وإنم**ا ي*روون عن أه*ل ال*بيت كالحس**ن والحس**ين‬
‫ومحم**د بن الحنفي**ة وكاتب**ه عبيدهللا بن أبي راف**ع أو عن أص**حاب‬
‫ابن مس**عود كعبي**دة الس**لماني‪ ،‬والح**ارث بن قيس‪ ،‬أو عمن يش**به‬
‫ه**ؤالء‪ ،‬وه**ؤالء أئم**ة النق**ل ونق**اده من أبع**د الن**اس عن اله**وى‬
‫وأخبرهم بالناس وأقولهم بالحق ال يخافون* في هللا لومة الئم‪.‬اهـ‪‬‬
‫كالم شيخ اإلسالم* رحمه هللا‪.‬‬
‫هذا وبما أنّها قد س*اءت ظن*ون المجتم*ع بالك*اتبين والخطب*اء‪،‬‬
‫بسبب الدعايات الملعونة من الشيوعيين‪ ،‬والبعثيين‪ ،‬والناصريين‪،‬‬
‫محذرًا من الرافضة ق**الوا‪ :‬ه**ذا‬‫والشيعة‪ ،‬فإذا رأوا الرجل يخطب ّ‬
‫مدفوع* من قبل البعثيين‪ ،‬فإني أذكر إخواني المسلمين بقول هللا عز‬
‫إن بعض الظّ ّن‬ ‫وجل‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا اجتنبوا كث**يرًا من الظّ ّن ّ‬
‫إثم‪.﴾1‬‬
‫وق***ال اإلم***ام البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)484‬ح*** ّدثنا‬
‫‪ ‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.12:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عبدهللا بن يوس**ف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن أبي ال ّزن**اد‪ ،‬عن األع**رج‪،‬‬


‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫عن أبي هري**رة رض**ي هللا عن**ه ّ‬
‫*إن الظّ ّن أك**ذب الح**ديث‪،‬‬‫وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬إيّ**اكم والظّ ّن‪ *،‬ف* ّ‬
‫وال تحسّس***وا‪ ،‬وال تجسّس***وا‪ ،‬وال تناجش***وا‪ ،‬وال تحاس***دوا‪ ،‬وال‬
‫تباغضوا‪ ،‬وال تدابروا‪ ،‬وكونوا عباد هللا إخوانًا))‪.‬‬
‫الذي ال يعلم أن أمريكا وروسيا تري**دان القض**اء على اإلس**الم‬
‫والمسلمين فهو مغفل أشبه بالبهائم‪ ،‬فكيف يرجى منهما أن يساعدا‬
‫ال**دعاة إلى هللا وهم رءوس المس**لمين وحم**اة اإلس**الم‪ ،‬وق**ل أن‬
‫يدخل أعداء* اإلسالم بلدة إال ويبدءون* بحص**اد العلم**اء والمفك**رين‬
‫اإلس**الميين‪ ،‬ب*ل ي**وعزون إلى الحكوم**ات ال**تي تطيعهم بالقض**اء‬
‫على ال**دعوات‪ ،‬ويوهمونه**ا أنّه**ا تش**كل خط**رًا على المجتم**ع‪،‬‬
‫وك**ذبوا‪ ،‬فال**دعاة* إلى هللا دع**اة إلى هللا وليس**وا دع**اة فتن وإراق**ة‬
‫للدماء‪ ،‬وإنما هم دعاة إصالح يرون عملهم الذي* يقومون به أرف**ع‬
‫من الكراس**ي والمناص**ب‪ ،‬كم**ا يق**ول هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬ومن‬
‫أحس**ن ق**والً* م ّمن دع**ا إلى هللا وعم**ل ص**الحًا وق**ال إنّ**ني من‬
‫المسلمين‪.﴾1‬‬
‫وي**رون المناص**ب والمس**لمون* على ه**ذه الحال**ة ع**ذابًا على‬
‫أصحابها‪ ،‬لكثرة الخيانات والطمع واالنقالبات‪ ،‬وال يرون أن أحدًا‬
‫يشارك الدعاة إلى هللا الجامعين بين العلم والعم**ل في الخ**ير ال**ذي‬
‫هم فيه إال من وفّق لمثل ما هم في**ه‪﴿ :‬يرف**ع هللا الّ**ذين ءامن**وا منكم‬
‫والّذين أوتوا العلم درجات‪.﴾2‬‬
‫فالعلم* عندنا أرفع من الملك والرئاسة‪ ،‬والحم**د هلل ال**ذي ه**دانا‬
‫لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا‪.‬‬
‫هذا وأما حكام المس**لمين نس**أل هللا أن يص**لحهم ف**إنّهم في واد‬
‫‪ ‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية‪.33:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة المجادلة‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪12‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وال**دعاة إلى هللا في واد‪ ،‬الحك**ام يهمهم المحافظ**ة على كراس**يهم‪،‬‬


‫وال**دعاة إلى هللا يهمهم إص**الح المجتم**ع وال**دفاع* عن اإلس**الم‪،‬‬
‫ويتقرب**ون إلى هللا بحماي**ة ال**دين وال**ذب عن حياض**ه أن يلوثه**ا‬
‫أعداء اإلسالم‪ ،‬ويس**ألون هللا أن يص**لح حك**ام المس**لمين ف**إنّهم ق**د‬
‫ابتل***وا بال***دعاة إلى هللا‪ ،‬وابتلي بهم ال***دعاة إلى هللا‪ ،‬وال يص***لح‬
‫الجميع إال التحاكم إلى كتاب هللا وسنة رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ ،-‬وال ت**زول النف**رة ال**تي بينهم إال باالعتص**ام‬
‫بكتاب هللا‪ ،‬وتحكيم شرع هللا‪ ،‬وفق هللا الجميع لذلك‪.‬‬
‫وإي**اك إي**اك أن تظن أني ألفت ه**ذا الكت**اب من أج**ل ص**دام‬
‫البعثي الملحد‪ ،‬فمعاذ هللا‪ ،‬فحزب البعث كافر‪ ،‬وما كان ال**دعاة إلى‬
‫هللا ليكونوا آلة يو ًما من الدهر ألع**داء هللا‪ ،‬ولك**ني ألّفت**ه غض*بًا هلل‬
‫وتحذي ًرا إلخواني أهل السنة من المزالق‪ ،‬وسيأتي إن شاء هللا بيان‬
‫السبب الذي ألفته من أجله‪.‬‬
‫وال**دعاة* إلى هللا وإلى كت**اب هللا وس**نة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬مبتلون باالتّهامات إذا خالفوا الناس وابتغ**وا‬
‫الدليل‪ ،‬وإليك ما قاله اإلمام الشاطبي رحمه هللا في ((االعتص**ام))‬
‫متوجعًا من أهل عصره‪ ،‬بسبب مخالفته الناس فيما يراه حقً**ا‪ .‬ق**ال‬
‫رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)27‬وربم**ا ألم**وا في تق**بيح م**ا وجهت إلي**ه‬
‫وجه**تي بم**ا تش**مئز من**ه القل**وب‪ *،‬أو خرج**وا بالنس**بة إلى بعض‬
‫الف**رق الخارج**ة عن الس**نة ش**هادة س**تكتب ويس**ألون عنه**ا ي**وم‬
‫القيامة‪ ،‬فتارةً نسبْت إلى القول بأن ال**دعاء ال ينف**ع وال فائ**دة في**ه‪،‬‬
‫كم**ا يع**زي إلي بعض الن**اس بس**بب أني لم أل**تزم ال**دعاء* بهيئ**ة‬
‫االجتماع في أدبار الصالة حالة اإلمامة‪ ،‬وس**يأتي م**ا في ذل**ك من‬
‫المخالفة للسنة وللسلف الصالح والعلماء‪.‬‬
‫وت**ارةً نس*بْت إلى ال**رفض وبغض الص**حابة رض**ي هللا عنهم‬
‫بسبب أني لم ألتزم ذك**ر الخلف**اء الراش**دين منهم في الخطب**ة على‬
‫‪13‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الخص**وص إذ لم يكن ذل**ك ش**أن أح**د من الس**لف في خطبهم‪ ،‬وال‬


‫ذك**ره أح**د من العلم**اء المعت**برين في أج**زاء الخطب‪ ،‬وق**د س**ئل‬
‫(أصبغ) عن دعاء الخطيب للخلفاء المتقدمين فقال‪ :‬ه**و بدع**ة وال‬
‫ينبغي العمل به‪ ،‬وأحسنه أن يدعو للمسلمين عامة‪ .‬قيل له‪ :‬فدعاؤه‬
‫للغزاة والمرابطين؟ قال‪ :‬ما أرى به بأسًا عن**د الحاج**ة إلي**ه‪ ،‬وأم**ا‬
‫أن يكون شيئًا يصمد له في خطبت**ه دائ ًم**ا ف**إني أك**ره ذل**ك‪ .‬ونص‬
‫أيضًا عزالدين بن عبدالس**الم* على أن ال**دعاء للخلف**اء في الخطب**ة‬
‫بدعة غير محبوبة‪.‬‬
‫وتارة أضاف إلى القول بجواز القيام على األئمة‪ ،‬وما أضافوه‬
‫إال من عدم ذكري لهم في الخطب**ة‪ ،‬وذك**رهم فيه**ا مح**دث لم يكن‬
‫عليه من تقدم‪.‬‬
‫وت**ارة أحم**ل على ال**تزام الح**رج والتنط**ع في ال**دين‪ ،‬وإنم**ا‬
‫حملهم على ذل**ك أني ال**تزمت في التكلي**ف والفتي**ا الحم**ل على‬
‫مشهور المذهب الملتزم‪ 1‬ال أتعداه‪ ،‬وهم يتعدونه ويفتون بما يسهل‬
‫على السائل ويوافق هواه‪ ،‬وإن ك**ان ش**ا ًذا في الم**ذهب المل**تزم أو‬
‫في غيره‪ ،‬وأئم**ة أه**ل العلم على خالف ذل**ك‪ ،‬وللمس**ألة بس**ط في‬
‫كتاب ((الموافقات*))‪.‬‬
‫وت**ارةً نس**بت إلى مع**اداة أولي**اء هللا وس**بب ذل**ك أني ع**اديت‬
‫بعض الفق**راء المبت**دعين المخ**الفين للس**نة‪ ،‬المنتص**بين ب**زعمهم‬
‫لهداي**ة الخل**ق‪ ،‬وتكلمت للجمه**ور على جمل**ة من أح**وال ه**ؤالء‬
‫الذين نسبوا أنفسهم إلى الصوفية ولم يتشبهوا بهم‪.‬‬
‫وتارة نس**بت إلى مخالف**ة الس**نة والجماع**ة بن**اء منهم على أن‬
‫الجماعة التي أم**ر باتباعه**ا ‪-‬وهي الناجية‪ -‬م**ا علي**ه العم**وم‪ *،‬ولم‬
‫يعلموا أن الجماعة ما كان عليه الن**بي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬وأصحابه والتابعون لهم بإحسان‪ .‬وسيأتي بيان ذل**ك بح**ول‬
‫‪ ‬الواجب أن يلتزم في الفتوى بما يقتضيه الدليل ال ما يقتضيه المذهب الملتزم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪14‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا‪.‬‬
‫وكذبوا عل ّي في جميع ذلك أو وهموا والحمد هلل على كل حال‪،‬‬
‫فكنت على حال**ة تش**به حال**ة اإلم**ام الش**هير عب**دالرحمن* بن بط**ة‬
‫الحافظ مع أهل زمان**ه إذ حكى عن نفس**ه فق**ال‪ :‬عجبت من ح**الي‬
‫في س**فري وحض**ري م**ع األق**ربين م**ني واألبع**دين‪ *،‬والع**ارفين‬
‫والمنكرين‪ ،‬فإني وج**دت بمك**ة وخراس**ان* وغيرهم**ا من األم**اكن‬
‫أكثر من لقيت به**ا موافقً**ا أو مخالفً**ا دع**اني إلى متابعت**ه على م**ا‬
‫يقوله‪ ،‬وتصديق قوله والش**هادة* ل**ه‪ ،‬ف**إن كنت ص**دقته فيم**ا يق**ول‬
‫وأجزت له ذلك ‪-‬كما يفعله أهل هذا الزم**ان‪ -‬س**ماني موافقً**ا‪ ،‬وإن‬
‫وقفت في ح**رف من قول**ه أو في ش**يء من فعل**ه س**ماني مخالفً**ا‪،‬‬
‫وإن ذك**رت في واح**د منه**ا أن الكت**اب بخالف ذل**ك وارد س**ماني‬
‫خارجيًّا‪ ،‬وإن قرأت علي**ه ح**ديثًا في التوحي**د س**ماني مش*بّهًا‪ ،‬وإن‬
‫ك**ان في الرؤي**ة س**ماني س**الميًّا‪ ،‬وإن ك**ان في اإليم**ان س**ماني‬
‫مرجئيًّا‪ ،‬وإن كان في األعمال سماني قدريًّا‪ ،‬وإن كان في المعرفة‬
‫س**ماني كراميًّ**ا‪ ،‬وإن* ك**ان في فض**ائل أبي بك**ر وعم**ر س**ماني‬
‫ناص**بيًّا‪ ،‬وإن ك**ان في فض**ائل أه**ل ال**بيت س**ماني رافض*يًّا‪ ،‬وإن‬
‫س**كت عن تفس**ير آي**ة أو ح**ديث فلم أجب فيهم**ا إال بهم**ا س**ماني‬
‫ظاهريًّ**ا‪ ،‬وإن أجبت بغيرهم**ا س**ماني باطنيًّ**ا‪ ،‬وإن أجبت بتأوي**ل‬
‫سماني أشعريًّا‪ ،‬وإن جحدتهما سماني معتزليًّا‪ ،‬وإن كان في السنن‬
‫مثل القراءة سماني ش**فعويًّا‪ ،‬وإن ك**ان في القن**وت س**ماني حنفيًّ**ا‪،‬‬
‫وإن كان في القرآن سماني حنبليًّ**ا‪ ،‬وإن ذك**رت رجح**ان م**ا ذهب‬
‫ك**ل واح**د إلي**ه من األخب**ار ‪-‬إذ ليس في الحكم والح**ديث محاب**اة‪-‬‬
‫قالوا‪ :‬طعن في تزكيتهم‪.‬‬
‫ثم أعجب من ذل***ك أنّهم يس***مونني فيم***ا يق***رءون علي من‬
‫أحاديث رسول‪ ‬هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬م**ا يش**تهون‬
‫من ه**ذه األس**امي‪ ،‬ومهم**ا وافقت بعض**هم ع**اداني غ**يره‪ ،‬وإن‬
‫‪15‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫داهنت جماعتهم أسخطت هللا تبارك وتعالى‪ ،‬ولن يغن**وا ع**ني من‬
‫هللا شيئًا‪ ،‬وإني مستمسك بالكتاب والسنة وأس**تغفر هللا ال**ذي ال إل**ه‬
‫إال هو وهو الغفور الرحيم‪ .‬اهـ‬
‫أما السبب الذي حملني على ت أليف ه ذا الكت اب فهو أني لم**ا‬
‫انتهيت من كتاب ((إرشاد ذوي الفطن إلبع**اد غالة ال**روافض من‬
‫اليمن)) أردت أن أستريح من الكتابة يو ًما أو يومين‪ ،‬ثم أع**ود إلى‬
‫بحثي الذي* أنا مس**تمر في**ه وه**و ((الص**حيح المس**ند مم**ا ليس في‬
‫الصحيحين‪ ))1‬فأخذت الج**زء األول من ((العق**د الثمين في ت**اريخ‬
‫البلد األمين)) لإلم**ام تقي ال**دين محم**د بن أحم**د الحس**ني الفاس**ي‬
‫المكي رحمه هللا‪ ،‬فقرأت الباب الثامن والثالثين في ذكر ش**يء من‬
‫الح**وادث المتعلق*ة بمك**ة في اإلس**الم‪ ،‬وه**ا أن**ا أس**وق الب**اب كل**ه‬
‫لتشاركني فيما أفزعني وحملني على تأليف هذا الكتاب‪.‬‬
‫قال رحمه هللا (ج‪ 1‬ص‪:)183‬‬
‫الباب الثامن والثالثون‪:‬‬
‫في ذكر شيء من الحوادث المتعلقة بمكة في اإلسالم‬
‫ال ريب في ك**ثرة األخب**ار في ه**ذا المع**نى وأك**ثر ذل**ك خفي‬
‫علينا لعدم العناية بتدوينه في كل وقت‪ ،‬وقد* سبق مما علمناه أم**ور‬
‫كثيرة في مواضع من هذا الكتاب‪ ،‬ويأتي إن شاء هللا تع**الى ش**يء‬
‫من ذلك بعد هذا الباب‪.‬‬
‫والمقصود ذكره في هذا الباب‪ :‬أخبار تتعلق بالحجاج لها تعلق‬
‫بمك**ة‪ ،‬أو باديته**ا‪ ،‬وحج جماع**ة من الخلف**اء والمل**وك* في ح**ال‬
‫واليتهم ومن خطب له بمكة من المل**وك* وغ**يرهم في خالف**ة ب**ني‬
‫العباس وما جرى بسبب الخطبة بمكة بين ملوك مص**ر والع**راق‪،‬‬
‫وما أسقط من المكوسات المتعلقة بمكة‪.‬‬

‫‪ ‬والحمد هلل يسر هللا طبعه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪16‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فمن األخبار المقصود ذكرها هنا‪ :‬أن أبا بكر الصديق رض**ي‬
‫هللا عنه حج بالناس سنة اثنتي عشرة من الهجرة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن الف**اروق عم**ر بن الخط**اب رض**ي هللا عن**ه حج‬
‫بالناس في جميع خالفته إال السنة األولى منها‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن ذا الن**ورين عثم**ان بن عف**ان رض**ي هللا عن**ه حج‬
‫بالناس في جميع خالفته إال في السنة األولى واألخيرة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة أربعين من الهجرة‪ ،‬وقف الناس بعرفة في‬
‫اليوم الثامن من ذي الحجة وض**حوا في الي**وم التاس**ع‪ ،‬وليس ك**ل‬
‫إنسان اتفق له ذلك‪ ،‬والذين اتفق لهم ذلك طائفة كانوا م**ع المغ**يرة‬
‫بن شعبة رضي هللا عنه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنهما حج بالن**اس‬
‫سنتين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن عبدهللا بن الزبير رضي هللا عنهم**ا حج بالن**اس في‬
‫جميع خالفته إال الس*نة األخ*يرة منه*ا‪ ،‬وهي س*نة اثن*تين وس*بعين‬
‫لحصر الحجاج بن يوسف الثقفي له فيها‪ ،‬وحج بالن**اس س**نة ثالث‬
‫وستين‪ ،‬فيكون حجه بالناس تسعًا بتقديم التاء‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن عبدالملك بن مروان حج بالناس سنتين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الوليد بن عبدالملك حج بالناس سنتين على ما قيل‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن سليمان بن عبدالملك حج بالناس مرة‪ ،‬وكذلك أخوه‬
‫هشام ابن عبدالملك‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة تسع وعشرين ومائة وافى بعرفة أب**وحمزة‬
‫الخارجي على غفلة من الناس فخ**افوا من**ه فس**أله عام**ل مك**ة في‬
‫المسألة‪ ،‬فوقع االتفاق على أنّهم جميعًا آمنون حتى ينقض**ي الحج‪،‬‬
‫ثم اس**تولى ‪-‬بغ**ير قت**ال‪ -‬أب**وحمزة على مك**ة بع**د الحج‪ ،‬لف**رار‬
‫عاملها عنها‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ومنه ا‪ :‬أن أب**ا جعف**ر المنص**ور ث**اني الخلف**اء العباس**يين حج‬


‫بالناس أربع س**نين‪ ،‬ورام الحج في س**نة ثم**ان وخمس**ين فم**ا نال**ه‬
‫لموته ببئر ميمون ظاهر مكة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن المه**دي* بن المنص**ور العباس**ي حج بالن**اس س**نة‬
‫ستين ومائة‪ .‬وقيل‪ :‬إنه حج بالناس سنة أربع وستين أيضًا‪.‬‬
‫وفي حجته األولى‪ :‬أنف**ق في الح**رمين أم**واالً عظيم**ة‪ .‬يق**ال‪:‬‬
‫إنّها ثالثون ألف ألف درهم وصل بها من العراق‪ ،‬وثالثمائ**ة أل**ف‬
‫دينار وصلت إليه من مصر‪ ،‬ومائتا أل**ف وص**لت إلي**ه من اليمن‪،‬‬
‫ومائة ألف ثوب وخمسون ألف ثوب‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن الرش**يد ه**ارون بن المه**دي العباس**ي حج بالن**اس‬
‫تسع حجج ‪-‬بتق**دم الت**اء‪ -‬ولم يحج بع**ده خليف**ة من الع**راق‪ ،‬إال أن‬
‫الذهبي ذكر في ((العبر)) في أخبار سنة اثنتي عشرة ومائتين‪ :‬أن‬
‫المأمون بن هارون الرشيد حج في هذه الس**نة‪ ،‬ولم أر ذل**ك لغ**يره‬
‫وهللا أعلم‪ .‬وف***رّق الرش***يد في حجات***ه أم***واالً كث***يرة ج***دًا في‬
‫الحرمين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة تسع وتسعين ومائة وقف الناس بعرف**ة بال‬
‫إمام‪ ،‬وصلوا بال خطبة‪ ،‬لفرار أمير مكة عنه*ا متخوفً*ا من حس*ين‬
‫األفطس العلوي‪ *،‬وكان وصوله إلى مكة في آخر يوم عرفة‪ ،‬وبه**ا‬
‫وقف ليالً‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة مائتين من الهجرة نهب الحجاج بستان ابن‬
‫ع*امر وأخ*ذت كس*وة الكعب*ة ثم اس*تنقذها الجل*ودي* م*ع كث*ير من‬
‫األموال المنهوبة وبستان ابن عامر ه*و بطن نخل*ة‪ ،‬على م*ا ذك*ر‬
‫أبوالفتح ابن سيد الناس عن**د ذك**ر س**رية عبدهللا بن جحش رض**ي‬
‫هللا عنه إلى نخلة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في س*نة إح**دى وخمس**ين وم**ائتين لم يق*ف الن*اس‬
‫بعرف**ة ال ليالً وال نه**ارًا‪ ،‬ألن إس**ماعيل بن يوس**ف العل**وي وافى‬
‫‪18‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الموقف بعرفة في يومها‪ .‬وقتل من الحجاج نحو ألف ومائة وسلب*‬


‫الناس‪ ،‬وهرب الناس إلى مكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة خمس وتسعين ومائتين وقع بمنى قتال بين‬
‫األجناد وبين عج بن حاج أمير مك**ة لطلبهم ج**ائزة بيع**ة المقت**در‪،‬‬
‫فقتل منهم جماعة‪ ،‬وفر الناس إلى بستان ابن عامر‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة سبع عشرة وثالثمائة وافى مك**ة أبوط**اهر‬
‫الق**رمطي فأس**رف في قت**ل الحج**اج وأس**رهم‪ ،‬م**ع هتك**ه لحرم**ة‬
‫الكعبة‪ .‬وذلك* أنه قتل في المسجد الحرام نح**و أل**ف وس**بعمائة من‬
‫الرجال والنساء وهم متعلقون بالكعبة وردم* بهم زمزم وف**رش بهم‬
‫المسجد وما يليه‪ .‬وقتل في سكك مك**ة وش**عابها من أه**ل خراس**ان‬
‫والمغاربة وغيرهم زهاء ثالثين ألفًا‪ ،‬وسبى من النس**اء والص*بيان‬
‫مثل ذلك‪ ،‬وقد* بطل الحج من العراق بسبب الق**رمطي ثالث س**نين‬
‫متوالي**ة من ه**ذه الس**نة‪ ،‬وبط**ل بع**دها س**نين كث**يرة في عش**ر‬
‫الثالثين‪ ،‬وفي عشر األربعين‪ ،‬وأوضحنا هذه السنين في أصل هذا‬
‫الكتاب وليس كل البطالة فيها ألجل القرمطي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة إحدى وأربعين وثالثمائة أو في التي قبله**ا‬
‫جرى قتال بين أصحاب ابن طغج والعراقيين بسبب الخطبة بمكة‪،‬‬
‫وج***رى مث***ل ذل***ك في س***نة اثن***تين وأربعين‪ ،‬وفي س***نة ثالث‬
‫وأربعين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أعني سنة ثالث ‪-‬خطب بمك**ة والحج**از لمع**ز الدول**ة‬
‫ولوالده* عز الدولة بختيار‪ ،‬وبع**دهم البن طغج‪ .‬وذك**ر بعض**هم أن‬
‫في ه**ذه الس**نة من**ع أص**حاب مع**ز الدول**ة أص**حاب األخش**يد من‬
‫الص*الة بم*نى والخطب**ة‪ ،‬وأن أص*حاب األخش**يد منع**وا أص**حاب‬
‫معز الدولة الدخول إلى مكة والطواف‪ .‬انتهى بالمعنى‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن كافور األخشيدي صاحب مصر كان يدعى له على‬
‫المنابر بمكة والحجاز* أجمع ‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ومنها‪ :‬أن في سنة ثمان وخمسين وثالثمائ**ة خطب ب**الحرمين‬


‫واليمن لصاحب مصر المعز العبيدي وقطعت خطبة بني العباس‪،‬‬
‫وفيها ف ّرق قائد من جهته أمواالً* عظيمة في الحرمين‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في س**نة تس**ع وخمس**ين وثالثمائ**ة خطب بمك**ة‬
‫للقرامطة الهجرتين مع المطي*ع العباس*ي قطعت خطب*ة المع*ز من‬
‫مكة وخطب له بالمدينة‪ ،‬وخطب للمطيع بظاهرها ثم خطب للمعز‬
‫بالحرمين في الموسم* سنة ثالث وستين‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في سنة خمس وس**تين خطب ب**الحرمين لص**احب‬
‫مصر العزيز بن المعز العبيدي وضيّق جيشه بالحصار فيه**ا على‬
‫أهل مكة‪ ،‬ودامت* الخطبة له ولولده ولول**د ول**ده‪ ،‬ولول**د ول**د ول**ده‬
‫نحو مائة سنة كما سيأتي مبينًا إن شاء هللا تعالى‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة س**ت وس**تين وثالثمائ**ة حجت جميل**ة بنت‬
‫ناصر الدولة ابن حمدان ح ًجا يضرب به المثل في التجمل وأفع**ال‬
‫البر‪ ،‬ألنه كان معها على ما قيل‪ :‬أربعمائة كجاوة فلم يدر في أيه**ا‬
‫هي‪ ،‬لتساويها في الحسن والزينة‪ ،‬ونثرت على الكعبة لم**ا رأ ْته**ا‪.‬‬
‫‪-‬وقي***ل‪ :‬لم***ا دخلتها‪ -‬عش***رة آالف دين***ار‪ ،‬وأغنت المج***اورين‬
‫بالحرمين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة أربع عشرة وأربعمائة حص**ل في الحج**اج‬
‫قتل ونهب بمكة وبظاهرها‪ ،‬وسبب ذلك‪ :‬أن بعض المالحدة تج**رأ‬
‫على الحجر األس**ود فض**ربه ثالث ض**ربات ب**دبوس فقت**ل وقطّ**ع‬
‫وأحرق وقتل ممن اتّهم بمعاونته جماعة وكثر النهب في المغارب**ة‬
‫والمص**ريين وغ**يرهم‪ ،‬وه**ذه الحادث**ة أبس**ط من ه**ذا في أص**له‪،‬‬
‫وذكرها ال**ذهبي في س**نة ثالث عش**رة ونق**ل ذل**ك عن غ**يره وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في س**نة خمس وخمس**ين وأربعمائ**ة‪ :‬حج علي بن‬
‫محمد الصليحي صاحب اليمن وملك فيها مكة‪ ،‬وفع**ل فيه**ا أفع**االً‬
‫‪20‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حميدة من العدل واإلحسان ومن**ع المفس**دين‪ ،‬ف**آمن الن**اس أمنً**ا لم‬


‫يعه**دوه ورخص**ت األس**عار ألم**ره بجلب األق**وات وك**ثر الثن**اء‬
‫‪1‬‬
‫عليه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة اثنتين وس**تين وأربعمائ**ة‪ :‬أعي**دت الخطب**ة‬
‫العباس**ية بمك**ة وخطب به**ا للق**ائم عبدهللا العباس**ي ثم للس**لطان‬
‫البارسالن السلجوقي‪.‬‬
‫وذكر ابن كثير ما يقتض*ي أن الخطب*ة العباس**ية أعي*دت بمك*ة‬
‫في سنة سبع وخمسين‪.‬‬
‫وذكر بعض مشايخنا م**ا يقتض**ى أن ذل**ك وق**ع في س**نة ثم**ان‬
‫وخمسين وأربعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة سبع وستين أعيدت الخطبة بمكة لص**احب‬
‫مصر المستنصر العبيدي ثم خطب للمقتدر العباس*ي بمك*ة في ذي‬
‫الحجة سنة ثم**ان وس**تين‪ .‬ثم أعي**دت الخطب**ة لص**احب مص**ر في‬
‫سنة سبعين‪ ،‬ثم أعيدت الخطبة للمقتدر في سنة اثنين وسبعين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنه خطب بمكة للسلطان محم**ود بن الس**لطان ملكش**اه‬
‫السلجوقي* في سنة خمس وثمانين وأربعمائة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن**ه خطب في الح**رمين ألخي**ه الس**لطان س**نجر بن‬
‫السلطان ملكشاه السلجوقي‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في س**نة تس**ع وثالثين وخمس**مائة‪ :‬نهب الحج**اج‬
‫العراقي**ون* وهم يطوف**ون* ويص**لون في المس**جد الح**رام لوحش**ة‬
‫كانت بين أمير الحاج العراقي في نظر الخادم‪ *،‬وأم**ير مك**ة هاش**م‬
‫بن فليتة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن الس**لطان ن**ور ال**دين محم**ود بن زنكي ص**احب‬
‫‪ ‬هذا ال ينفعه وه**و خ**بيث العقي**دة ب**اطني‪ ،‬وق**د تكلمن**ا على الباطني**ة في كتابن*ا*‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬إرشاد ذوي الفطن إلبعاد غالة الروافض من اليمن‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫دمشق وغيرها حج في سنة س**ت وخمس**ين وخمس**مائة‪ ،‬ثم خطب‬


‫له بمكة بعد اس**تيالء المعظم ت**وران ش**اه بن أي**وب أخي الس**لطان‬
‫صالح الدين يوسف بن أيوب على اليمن‪ ،‬واستيالؤه عليه كان في‬
‫س**نة ثم**ان وس**تين وخمس**مائة‪ ،‬وقي**ل‪ :‬في س**نة تس**ع وس**تين‬
‫وخمسمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة سبع وخمس**ين وخمس**مائة نهب أه**ل مك**ة‬
‫للحجاج العراقيين نحو ألف جم**ل لفتن**ة ك**انت بين الف**ريقين‪ ،‬قت**ل‬
‫فيها جماعة منهما وعاد جماعة من الحجاج قبل تمام حجهم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة إحدى وستين وخمسمائة أعفي الحجاج من‬
‫تسليم المكس كرامة لعمران بن محمد بن الذريع الي**امي الهم**داني‬
‫صاحب عدن* لوصول تابوته فيها إلى مكة من ع**دن‪ *،‬وإنم**ا حم**ل‬
‫إلى مكة لشغفه في حياته بالحج فأحضر في مشاعره وصلي علي**ه‬
‫خلف المقام ودفن بالمعالة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الحجاج مكث**وا بعرف**ة إلى الص**باح خوفً**ا من فتن**ة‬
‫كانت بين عيسى بن فليتة ‪-‬أمير مكة‪ -‬وأخيه مالك بن فليت**ة وذل**ك‬
‫في سنة خمس وستين وخمسمائة‪ ،‬وبات الحجاج العراقيون بعرف**ة‬
‫أيض *ا في س**نة س**بعين وخمس**مائة‪ ،‬وه**ذا ألنّهم إنم**ا وص**لوا إلى‬
‫ً‬
‫عرفة في يومها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة إح**دى وس**بعين وخمس**مائة لم ي* ّ‬
‫*وف أك**ثر‬
‫الحجاج العراقيين المناسك ألنّهم ما باتوا بمزدلفة وما نزلوا بمنى‪،‬‬
‫ونزلوا األبطح في يوم النحر‪ ،‬وسبب ذلك فتن*ة عظيم*ة ك*انت بين‬
‫طاشتكين أمير الحاج العراقي وبين مكثر بن عيسى بن فليتة أم**ير‬
‫مكة ظفر فيها طاشتكين وأمر بهدم القلعة التى ك**انت بمك**ة لمك**ثر‬
‫على أبي قبيس‪ ،‬ونهبت أموال كثيرة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة‪ :‬أبط**ل الس**لطان‬
‫ص**الح ال**دين يوس**ف بن أي**وب المكس الم**أخوذ من الحج**اج في‬
‫‪22‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫البحر إلى مكة على طريق عبدان‪ ،‬وكان ذلك معلو ًما ألمير مك**ة‪،‬‬
‫فعوضه السلطان ص**الح ال*دين عن ذل*ك ألفي دين**ار وأل**ف أردب‬
‫قمح‪ ،‬وإقطاعات بصعيد مص**ر وجه**ة اليمن‪ ،‬وقي**ل‪ :‬إن**ه عوض**ه‬
‫عن ذل**ك مبل**غ ثماني**ة آالف أردب قمح يحم**ل إلي**ه ك**ل ع**ام إلى‬
‫ساحل جدة‪ .‬وهللا أعلم‪ .‬انتهى‬
‫وكان يخطب بمكة للسلطان صالح الدين الم**ذكور* بع**د مك**ثر‬
‫بن عيسى بن فليتة أمير مكة‪ ،‬وم**ا علمت ابت**داء وقت الخطب**ة ل**ه‬
‫بمكة وهللا أعلم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن جماعة من الحجاج وهم أربعة وثالثون نفرًا م**اتوا‬
‫في الكعب***ة المعظم***ة من الزح***ام‪ ،‬في س***نة إح***دى وثم***انين‬
‫وخمسمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في ي**وم عرف**ة من س**نة ثالث وثم**انين وخمس**مائة‬
‫تح**ارب بعض الحج**اج الش**اميين والعراق**يين في عرف**ة‪ ،‬فغلب‬
‫العراقيون الشاميين‪ ،‬وقتلوا* منهم جماعة ونهبوهم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة ثمان وستمائة حصل في الحجاج العراقيين‬
‫قتل ونهب فاحش‪ ،‬حتى قيل‪ :‬إنه أخذ من المال والمتاع وغ**يره م*ا‬
‫قيمته ألفا ألف دينار‪ .‬حكى ذلك أبوشامة‪ ،‬وكانت ه**ذه البلي**ة بمك**ة‬
‫وم***نى‪ ،‬وهي بم***نى أعظم‪ .‬وذك***ر ابن محف***وظ‪ :‬أن***ه ك***ان بين‬
‫العراقيين وأهل مكة فتنة بمنى في س*نة س*بع وس*تمائة‪ ،‬ولم أر م*ا‬
‫يدل لذلك‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن صاحب دمشق المعظم عيس**ى بن الع**ادل أبي بك**ر‬
‫بن أي**وب حج في س**نة إح**دى عش**رة وس**تمائة‪ ،‬وتص**دق فيه**ا‬
‫بالحرمين صدقة كبيرة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنه كان يخطب بمكة لوالده الملك السلطان الع**ادل أبي‬
‫بك**ر بن أي**وب أخي الس**لطان ص**الح ال**دين يوس**ف بن أي**وب‬
‫صاحب مصر والشام‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ومنها‪ :‬أن في سنة س**بع عش**رة وس**تمائة‪ :‬من**ع ص**احب مك**ة‬


‫حسن بن قتادة الحج**اج العراق**يين من دخ*ول مك*ة‪ ،‬ثم أذن لهم في‬
‫ذلك‪ ،‬بع**د قت**ل أص**حابه ألم**ير الح**اج الع**راقي اقب**اش الناص**ري‬
‫مملوك الخليفة الناصر لدين هللا‪ ،‬التّهامه بأنه يريد أن ي**ولي راجح‬
‫بن قتادة أخا حسن مكة عوضه‪.‬‬
‫وك**ان حس**ن متوليًّ**ا له**ا بع**د أبيهم**ا قت**ادة‪ ،‬وفيه**ا م**ات قت**ادة‬
‫ونصب رأس اقباش بالمسعى عند دار العباس‪ ،‬ثم دفن م**ع جس**ده‬
‫بالمعالة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن جماعة من الحجاج ماتوا بالمس**عى من الزح**ام في‬
‫سنة سبع عشرة وستمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن المسعود* صاحب اليمن حج من اليمن في سنة تس**ع‬
‫عشرة وستمائة‪ ،‬وبدا منه ما ال يحمد‪ ،‬من رميه حمام مكة بالبن**دق‬
‫فوق زمزم‪ ،‬ومن منعه إطالع علم الخليفة الناص**ر العباس**ي جب**ل‬
‫الرحمة بعرفة‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه ّأذن في ذلك اليوم قبيل الغ**روب‪ ،‬وغ**ير‬
‫ذلك من األمور المنسوبة إليه‪.‬‬
‫وذك**ر ابن األث**ير م**ا يقتض**ى أن*ه حج س**نة ثم**ان عش**رة وهللا‬
‫أعلم‪ .‬وسبق في الب**اب قبل**ه أن**ه ولي مك**ة وك**ان ح**ال الن**اس به**ا‬
‫حسنًا في واليته لهيبته‪ ،‬وإليه ينسب ال**درهم المس**عودي المتعام**ل‬
‫به بمكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنه كان يخطب بها لوالده* المل**ك الكام**ل ناص**ر ال**دين‬
‫أبي المع*الي محم**د بن المل**ك الع*ادل أبي بك**ر بن أي*وب ص**احب‬
‫مصر‪ ،‬ولعل ذلك بعد ملك ولده المسعود* لمكة‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول‬
‫صاحب اليمن‪ :‬خطب له بمكة في سنة تسع وعشرين وستمائة‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬ولي مكة بع**د مبايعت**ه بالس**لطنة في بالد اليمن في ه**ذه‬
‫الس**نة‪ .‬وحج المل**ك المنص**ور الم**ذكور في س**نة إح**دى وثالثين‬
‫‪24‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وستمائة على النجب ح ًّجا هيّنًا‪ ،‬وحج أيضًا في س**نة تس**ع وثالثين‬
‫وستمائة‪ ،‬وصام رمضان في هذه السنة بمكة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في س***نة س***بع وثالثين وس***تمائة خطب بمك***ة‬
‫لصاحب مصر الصالح أيوب بن الكامل ‪.‬‬
‫وممن خطب له بمكة من بني أيوب‪ :‬صاحب مص**ر األش**رف‬
‫موسى بن الناصر يوسف بن المسعود أقسيس بن الكام**ل في س**نة‬
‫اثنين وخمس**ين وس**تمائة‪ .‬وفيه**ا خطب مع**ه ألتابك**ة المع**ز أيب**ك‬
‫التركماني الصالحي‪.‬‬
‫وفيه ا‪ :‬تس**لطن المع**ز الم**ذكور* في ش**عبان‪ .‬وممن خطب ل**ه‬
‫بمكة من ملوك مصر‪ :‬الظ**اهر بي**برس الص**الحي‪ ،‬ومن بع**ده من‬
‫مل**وك مص**ر إلى تاريخ**ه إال المنص**ور عب**دالعزيز بن الظ**اهر‬
‫برقوق لكونه لم يصل ل**ه نج**اب‪ ،‬وأش**ك في الخطب**ة بمك**ة الب**ني‬
‫الظاهر بيبرس والعادل كتبغا‪ ،‬والمنصور الجين‪ ،‬وأكبر ظني أن**ه‬
‫خطب لهم‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫وك***ان للناص***ر محم***د بن قالوون من نف***وذ الكلم***ة بمك***ة‪،‬‬
‫واستبداده بأمر الوالية فيه**ا م**ا لم يكن لمن قبل**ه من مل**وك ال**ترك‬
‫بمصر‪ ،‬واستبد من بعده من ملوك مصر بالوالية بمكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة تسع وثالثين وستمائة أسقط السلطان الملك‬
‫المنص**ور ص**احب اليمن عن مك**ة س**ائر المكوس**ات والجناي**ات‬
‫والمظالم‪ ،‬وكتب بذلك مربعة وجعلت قبالة الحجر األسود‪ *،‬ودامت*‬
‫هذه المربعة إلى أن قلعها ابن المسيب لما ولي مك**ة في س**نة س**ت‬
‫وأربعين وستمائة‪ ،‬وأعاد الجنايات والمكوسات* بمكة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬على م**ا وج**دت بخ**ط المي**ورقي لم يحج س**نة خمس‬
‫وخمسين وستمائة من اآلفاق ركب سوى* حجاج الحجاز‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الملك المظفر يوس**ف بن المنص**ور ص**احب اليمن‬
‫حج في سنة تسع وخمسين وستمائة‪ ،‬وغسل الكعبة بنفسه وطيبها‪،‬‬
‫‪25‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أيض*ا‬
‫وما كساها بعد انقضاء الخالف**ة من بغ**داد مل**ك قبل**ه‪ ،‬وق**ام ً‬
‫بمصالح الحرم وأهله‪ ،‬وأوس**ع في الص**دقة حين حج‪ ،‬ومن أفعال**ه‬
‫الجميلة بمكة أنه نثر على الكعبة الذهب والفضة وك**ان يخطب ل**ه‬
‫بمكة في غالب سلطنته‪ ،‬وخطب من بعده لمل**وك اليمن من ذريت**ه‬
‫بعد الخطبة لصاحب مصر‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬على ما قال الميورقي‪ :‬لم ترفع راية لمل**ك من المل**وك‬
‫سنة ستين وستمائة‪ .‬كسنة خمس وخمسين وستمائة‪ .‬انتهى منق**والً‬
‫من خطه‪ ،‬وأراد بذلك وقت* الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الحجاج العراقيين توجه**وا إلى مك**ة في س**نة س**ت‬
‫وستين وستمائة‪ ،‬وما علمت لهم بتوجه لهم قبل ذلك من بغداد بع**د‬
‫غلبة التتار عليها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الملك الظاهر بيبرس الصالحي صاحب مص**ر حج‬
‫سنة سبع وستين وستمائة‪ ،‬وغس *ل* الكعب**ة وأم**ر بتلبيس**ها في ك**ل‬
‫سنة‪ ،‬وأحسن كثي ًرا إلى أميري مكة بسبب ذل**ك‪ ،‬وعظمت ص**دقته‬
‫في الحرمين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن العراق**يين حج**وا من بغ**داد في س**نة تس**ع وس**تين‬
‫وس**تمائة ولم يحج فيه**ا من مص**ر أح**د‪ ،‬وحج من الع**راق ركب‬
‫كبير في سنة ثمان وثمانين وستمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الحجاج ازدحموا في خروجهم* إلى العمرة من باب‬
‫المسجد الحرام المع**روف بب**اب العم**رة‪ ،‬فم**ات في الزحم**ة منهم‬
‫جمع كبير يبلغون ثمانين نف*رًا على م**ا قي**ل‪ ،‬وذل**ك بع**د الحج من‬
‫سنة سبع وسبعين وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة ثالث وثم**انين وس**تمائة ص* ّد الحج**اج عن‬
‫دخول مكة‪ ،‬ثم دخلوها هج ًم**ا في ي**وم التروي**ة بع**د ثقبهم الس**ور‪،‬‬
‫وإح**راقهم لب**اب المعالة وف**رار أبي نمى أم**ير مك**ة منه**ا‪ ،‬وه**و‬
‫الص**اد لهم لوحش**ة ك**انت بين**ه وبين أم**ير الح**اج المص**ري ثم‬
‫‪26‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫اصطلحا‪ ،‬وقيل في سبب هذه الفتنة غير ذلك‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬أن الحاج وأهل مكة تقاتلوا في المس**جد الح**رام‪ *،‬فقت**ل‬
‫من الف**ريقين على م**ا قي**ل ف**وق أربعين نف**رًا‪ ،‬وش**هر فيه**ا في‬
‫المسجد الحرام من الس*يوف نح**و عش*رة آالف‪ ،‬وانتهبت األم*وال*‬
‫وتثبت أبو نمى في األخذ‪ ،‬ولو قصد الجميع لتم له ذل*ك‪ .‬ذك*ر ه*ذه‬
‫الحادثة على ما ذكرن**اه الش**يخ ت**اج ال**دين بن الفرك**اح‪ ،‬وذل**ك في‬
‫سنة تسع وثمانين وستمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الخليفة بمص**ر الملقب بالح**اكم أحم**د العباس**ي حج‬
‫في سنة سبع وتسعين وس**تمائة‪ ،‬وه**و أول خليف**ة عباس**ي حج من‬
‫مص**ر‪ ،‬وث**اني خليف**ة عباس**ي بع**د المستعص**م‪ .‬ونس**بته تتص**ل‬
‫بالمسترش****د‪ ،‬فإن****ه أحم****د بن أبي علي بن علي بن أبى بك****ر‬
‫المسترش*د‪ ،‬وأعط*اه الجين المنص*وري ص*احب مص*ر س*بعمائة‬
‫ألف درهم ألجل حجه‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن ص**احبي مك**ة حميض**ة ورميث**ة اب**ني أبي نمى‪:‬‬
‫أسقطا بعض المكوس في سنة أربع وسبعمائة‪ ،‬وفي التي قبلها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الناصر محمد بن قالوون* ص**احب مص**ر‪ :‬حج في‬
‫سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ومعه نحو أربعين أم**يرًا‪ ،‬وس**تة آالف‬
‫مملوك على الهجن ومائة فرس‪ ،‬وحج أيضًا في س**نة تس**ع عش**رة‬
‫وسبعمائة‪ ،‬وفي سنة اثنين وثالثين وسبعمائة‪ .‬وك**ان مع**ه لم**ا حج‬
‫في سنة تسع عشرة وسبعمائة نحو خمسين أميرًا‪ ،‬وأك**ثر فيه**ا من‬
‫فعل المعروف في الحرمين‪ .‬وفيها‪ :‬غسل الكعبة بي**ده‪ .‬وك**ان مع**ه‬
‫لما حج في سنة اثنين وثالثين نحو سبعين أمي ًرا وتصدق فيها بع**د‬
‫حجه‪.‬‬
‫ويق**ال‪ :‬إن خطبت**ه قطعت من مك**ة وخطب عوض**ه به**ا ألبي‬
‫سعيد بن خربندا ملك العراقيين بأمر حميض**ة بن أبي نمى بع**د أن‬
‫رجع من العراق في آخر سنة ست عشرة وس**بعمائة‪ ،‬أو في ال**تي‬
‫‪27‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بعدها‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬أن الحج**اج في س**نة عش**رين وس**بعمائة ص**لوا خمس‬
‫صلوات بمنى أولها الظه**ر من ي**وم التروي**ة وآخره**ا الص**بح من‬
‫يوم عرفة‪ ،‬وساروا* إليها بعد طلوع الشمس‪ ،‬وأحيوا هذه السنة بعد‬
‫تركها‪ ،‬وفعل مثل ذلك الشاميون‪.‬‬
‫وفي سنة سبع وعشرين وسبعمائة‪ ،‬شهد الموق**ف بعرف**ة ع**الم‬
‫عظيم من جميع البالد‪ ،‬وكان مع العراق**يين محم**ل علي**ه حلي من‬
‫الجوهر واللؤلؤ* والذهب ما قوم* بمائتي ألف دين**ار وخمس**ين أل**ف‬
‫دينار من الذهب المصرى‪ .‬ذكر ذلك الحافظ علم الدين البرزالي‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن الناص**ر محم**د بن قالوون* ص**احب مص**ر أس**قط‬
‫المكس المتعل**ق بالم**أكول بمك**ة وع**وض أميره**ا عطيف**ة بن أبي‬
‫نمى عن ذل**ك ثل**ثي دمامي**ل من ص**عيد مص**ر وذل**ك س**نة اث**نين‬
‫وعشرين وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ملك التكرور موس**ى حج في س**نة أرب**ع وعش**رين‬
‫وسبعمائة في أزيد من خمسة عشر ألف تكروريًّا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن العراقيين حجوا في سنة ثمان وعش**رين وس**بعمائة‬
‫ومعهم تابوت جوبان نائب الس**لطنة ب*العراقيين ال**ذي أج**رى عين‬
‫بازان إلى مكة وأحضر تابوت**ه الموق**ف بعرف**ة وطي**ف ب**ه ح**ول‬
‫الكعبة ليالً‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في ي*وم الجمع*ة الراب*ع عش*ر من ذي الحج*ة س*نة‬
‫ثالثين وسبعمائة قت*ل أم*ير الح*اج المص*ريين ال*دمر وابن*ه خلي*ل‬
‫وغيرهما‪ ،‬ونهبت للناس أموال كثيرة‪.‬‬
‫وذك**ر الن**ويري في ((تاريخه)) أن الخ**بر به**ذه الحادث**ة وق**ع‬
‫بمصر في يوم وقوعها* بمكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة ثالثين وسبعمائة حج العراقيون بفي**ل بعث‬
‫‪28‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫به ملكهم أبوسعيد بن خربندا فحضروا به المواقف* كله**ا‪ ،‬ومض**وا‬


‫ب*ه إلى المدين*ة فم**ات ب*الفرش الص**غير بق**رب المدين*ة بع**د أن لم‬
‫يستطع التقدم إليها خطوة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن صاحب اليمن الملك المجاهد علي بن الملك المؤي**د‬
‫داود بن المل**ك المظف**ر حج في س**نة اث**نين وأربعين وس**بعمائة‪،‬‬
‫فأطلع علمه جبل عرفات* وكان بنو حسن في خدمته ح**تى انقض**ى‬
‫الحج‪.‬‬
‫وحج الملك المجاهد أيضًا في سنة إح**دى وخمس**ين وس**بعمائة‬
‫وقبض عليه المصريون بمنى في النفر األول بعد حرب كان بينهم‬
‫وبين بعض عسكره وتوقف هو عن الحرب رعاية لحرمة الزم*ان‬
‫والمكان‪ ،‬وس*لم* إليهم نفس*ه بأم**ان فس*اروا* ب*ه إلى مص**ر فأكرم**ه‬
‫متوليها الناصر حسن بن محمد بن قالوون ورده إلى بالده‪ .‬ثم ر ّد‬
‫من الدهناء من وادي ينبع‪ ،‬واعتقل ب**الكرك ببالد الش**ام‪ ،‬ثم أطل**ق‬
‫وتوج**ه إلى مص**ر‪ ،‬وتوج**ه منه**ا على طري**ق عي**ذاب إلى اليمن‬
‫فوصل في آخر سنة اثنين وخمسين وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الحجاج وأهل مكة تحاربوا كثيرًا بعرف*ة في يومه*ا‬
‫من سنة ثالث وأربعين وسبعمائة‪ ،‬فقتل من الترك نحو ستة عش**ر‬
‫ومن ب**ني حس**ن ن**اس قلي**ل‪ ،‬ولم* يتع**رض للح**اج بنهب‪ ،‬وس**افر‬
‫الحاج أجمع في النفر األول‪ ،‬وسلك أهل مكة في نفرهم بعد عرف**ة‬
‫طريق البئر المعروفة* بالمظلمة فعرفت ه**ذه الوقع**ة عن**دهم بس**نة‬
‫المظلمة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن الحج**اج العراق**يين ك**انوا كث**يرًا في س**نة ثم**ان‬
‫وأربعين وسبعمائة‪ .‬وكان لهم أحد عشر سنة لم يحجوا من العراق‬
‫ضا سنة خمس وخمسين وسبعمائة‪ ،‬وحجوا بعد ذل**ك‬ ‫ولم يحجوا أي ً‬
‫خمس سنين متوالية‪ ،‬وكانوا كثيرين جدًا في س**نة س**بع وخمس**ين‪.‬‬
‫وتصدق فيها بعض الحجاج من العجم على أه**ل الح**رمين ب**ذهب‬
‫‪29‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫كث**ير‪ .‬وفي س**نة ثم**ان وخمس**ين ك**ان م**ع الحج**اج العراق**يين‬


‫محمالن‪ ،‬واحد من بغداد‪ ،‬وواحد من شيراز‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في آخر جمادى اآلخرة أو في رجب من سنة ستين‬
‫وسبعمائة أسقط المكس المأخوذ من المأكوالت* بمكة‪ ،‬بعد وص**ول‬
‫العسكر المجهز من مصر إلى مكة لتأييد أميرها مسند بن رميث**ة‪،‬‬
‫ومحمد بن عطيفة ودام* هذا الحال إلى رحيل الحاج في سنة إح*دى‬
‫وستين وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في س**نة س**ت وس**تين وس**بعمائة أس**قط المكس‬
‫المأخوذ بمكة في المأكوالت جميعًا وعوض صاحب مكة عن ذلك‬
‫بمائة وستين ألف درهم من بيت المال وألف أردب قمح‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في أثناء عشر السبعين ‪-‬بتق**ديم الس**ين‪ -‬وس**بعمائة‪:‬‬
‫خطب بمكة للسلطان شيخ أويس بن الش**يخ حس**ن الكب**ير ص**احب‬
‫بغداد وغيره**ا بع**د أن وص**لت من**ه قنادي**ل حس**نة للكعب**ة وهدي**ة‬
‫طائلة إلى أمير مكة عجالن وهو اآلمر لخطيب مكة بالخطب**ة ل**ه‪.‬‬
‫ثم تركت الخطبة لصاحب العراق‪ .‬وما عرفت وقت ابتداء تركها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الحجاج المصريين قل**وا* كث**يرًا ج*دًا في س**نة ثم**ان‬
‫وسبعين وسبعمائة‪ ،‬لرجوع جزيلهم من عقبة أيلة إلى مصر بسبب‬
‫قي**ام ال**ترك به**ا على ص**احب مص**ر المل**ك األش**رف ش**عبان بن‬
‫حسين وكان قد توجه فيها للحج في أبّهة عظيمة‪ ،‬وك**ان من خ**بره‬
‫أنه رجع إلى مصر واختفى بها‪ ،‬ألن الذين تركهم بها ق**اموا علي**ه‬
‫بمصر وسلطنوا ولده عليًّا ولقب*وه بالمنص*ور وظف*ر ب*ه بع*د ذل*ك‬
‫فأذهبت روحه وفاز بالشهادة في ثامن ذي القعدة منها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة إحدى وثمانين وس**بعمائة‪ :‬حج بالن**اس من‬
‫اليمن في البر ‪-‬مع محم**ل جه**زه ص**احب اليمن‪ -‬المل**ك األش**رف‬
‫إس**ماعيل بن المل**ك األفض**ل العب**اس بن المجاه**د وجه**ز المل**ك‬
‫األشرف أيضًا محمالً إلى مكة في سنة ثمانمائة‪ ،‬وحج الناس مع**ه‬
‫‪30‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أيضًا‪ ،‬وأص**اب بعض**هم ش**دة من العطش بق**رب مك*ة وم**ات به**ا‬


‫جماعة ولم يصل بع**دها إلى مك**ة محم**ل من اليمن‪ .‬وك**ان محم**ل‬
‫اليمن منقط ًع**ا عن مك**ة فيم**ا علمت نح**و ثم**انين س**نة‪ ،‬قب**ل س**نة‬
‫إحدى وثمانين وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في يوم التروي**ة من س**نة س**بع وتس**عين وس**بعمائة‬
‫حصل في المسجد الحرام جفل**ة بس**بب من**افرة حص**لت من بعض‬
‫أه*ل مك*ة والحج*اج‪ ،‬فث*ارت الفتن*ة فنهبت أم*وال كث*يرة للحج*اج‬
‫وقت**ل بعض**هم وتع**رض الحرامي**ة للحج**اج فنهب**وهم في طري**ق‬
‫عرفة عند مأزميها‪ ،‬وغير ذلك ونفر الحاج أجمع في النفر األول‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬وصل مع الحجاج الحلبيين محمل على ص**فة المحام**ل‬
‫ولم يعهد ذلك إال في سنة س**بع وثم**انين وس**بعمائة ولم يعه**د ذل**ك‬
‫قبلها‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬حج العراقيون في غاي**ة القل**ة بمحم**ل على الع**ادة بع**د‬
‫انقطاعهم مدة يسيرة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة ثالث وثمانمائة لم يحج أحد من الشام على‬
‫ط**ريقتهم المعت**ادة‪ ،‬لم**ا أص**اب أه**ل دمش**ق من القت**ل والع**ذاب‬
‫واألسر وإحراق دمشق‪ ،‬والفاعل لذلك أصحاب تيمورلنك صاحب‬
‫الشرق‪ .‬ودام* انقطاع الحجاج الشاميين من هذه الطري**ق س**نتين ثم‬
‫حجوا منها بمحمل على العادة في سنة س**ت وثمانمائ**ة‪ ،‬وفي س**نة‬
‫سبع‪ .‬وانقطعوا على الحج منها في سنة ثم**ان وثمانمائ**ة ثم حج**وا‬
‫منها بمحمل على العادة في سنة تسع وثمانمائ**ة واس**تمر ذل**ك إلى‬
‫تاريخه‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن الحج**اج العراق**يين حج**وا من بغ**داد بمحم**ل على‬
‫العادة في سنة سبع وثمانمائة بعد انقط**اعهم عن الحج تس**ع س**نين‬
‫‪-‬بتقديم التاء‪ -‬متوالية والذي* جهزهم في هذه السنة متوليها من قبل‬
‫تيمورلنك‪ ،‬وفي شعبان منها مات تيمورلن**ك‪ .‬وحج العراقي**ون من‬
‫‪31‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هذه الطريق بعد هذه السنة خمس سنين متوالية بمحمل على العادة‬
‫ثم انقطع**وا منه**ا ثالث س**نين متوالي**ة‪ .‬أوله**ا س**نة ثالث عش**رة‬
‫وثمانمائ**ة بم**وت س**لطان بغ**داد أحم**د بن أويس في ه**ذه الس**نة‬
‫مقت**والً‪ ،‬وه**و ال**ذي جه**ز الحج**اج من بغ**داد في بعض الس**نين‬
‫السابقة بعد سنة س**بع وثمانمائ**ة‪ ،‬ثم حج الن**اس من بغ**داد بمحم**ل‬
‫على العادة سنة ست عش**رة وثمانمائ**ة‪ ،‬وفي أرب**ع س**نين متوالي**ة‬
‫بعدها‪ ،‬ولم يحجوا من بغ**داد في س**نة إح**دى وعش**رين وثمانمائ**ة‬
‫وال فيما بعدها‪ .‬والذي* جهزهم في هذه السنين متولي بغداد من قبل‬
‫قرا يوسف التركاني وهو المنتزع الملك من أحمد بن أويس‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن الحج**اج المص**ريين غ**ير قلي**ل منهم تخلف**وا عن‬
‫زيارة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬لمبادرة أم**يرهم‬
‫بيسق بالمسير إلى مصر متخوفًا من أن يلحقه أحد من أمراء الشام‬
‫فيما بين عقبة أيلة ومصر‪ ،‬فإنه كان قبض بمكة على أمير ال**ركب‬
‫الشامي في موسم هذه السنة وهى سنة عشرة وثمانمائة‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬نفر الحاج أجمع في النفر األول‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة حص**ل في الحج**اج‬
‫المص**ريين قت**ل ونهب وتع**دى النهب إلى غ**يرهم‪ ،‬ومعظم النهب‬
‫وقع في حال توجه الناس إلى عرفة‪ ،‬وفي ليلة النحر بمنى عق**رت‬
‫جمال كثيرة وعند مأزمي عرفة والفاعل لذلك جماعة من غوغ**اء‬
‫العرب‪ .‬والذي جرأهم على ذلك أن ص**احب مك**ة الس**يد حس**ن بن‬
‫عجالن رحمه هللا تعالى لم يحج في هذه الس**نة وإنم**ا لم يحج فيه**ا‬
‫لوحشة كانت بين*ه وبين أم*ير ال*ركب المص*ري بيس*ق فإن*ه أعلن‬
‫للناس في الينبوع أن صاحب مكة معزول وأنه يري**د محاربت**ه‪ .‬ثم‬
‫إن صاحب مص**ر الناص**ر ف**رج منع**ه من ح**رب ص**احب مك**ة‪،‬‬
‫وأعاده وأعاد بنيه إلى واليتهم ولوال أمر صاحب مكة ب**الكف عن‬
‫أذى الحاج لكان أكثرهم رفاتًا وأموالهم* أشتاتًا‪ .‬وهذه الحادثة أبسط‬
‫‪32‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫من هذا بكثير في أصله‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬أن في هذه السنة‪ :‬أق**ام الح**اج بعرف**ة ي**ومين الختالف‬
‫وق**ع في أول ذي الحج**ة‪ ،‬وأوقفت* المحام**ل بعرف**ة على الع**ادة‬
‫ونف**روا به**ا وقت النف**ر المعت**اد إلى ق**رب العلمين ثم ردت إلى‬
‫مواضعها‪ .‬وهذا الوقوف في اليوم األول‪ *،‬وفيه وصلوا عرفة وهو‬
‫يوم التروية على مقتضى رؤية أهل مكة لذي الحجة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الحجاج لم ينفروا من منى في سنة ثالث عش**رة إال‬
‫وقت الزوال من اليوم الرابع عش**ر من ذي الحج**ة لرغب**ة التج**ار‬
‫في ذلك فازدادوا في اإلقامة بمنى يو ًما ملفقًا‪.‬‬
‫وفي هذه الس**نة حج ص*احب كل**وه وأحس*ن* إلى أعي**ان الح*رم‬
‫وغيرهم وزار المدينة النبوية‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬أن في ي**وم الجمع**ة الث**اني والعش**رين من جم**ادى‬
‫اآلخرة سنة خمس عشرة وثمانمائة خطب بمك**ة لإلم**ام المس**تعين‬
‫باهلل أبي الفضل العباس بن المتوكل محم**د ابن المعتض**د أبي بك**ر‬
‫بن المستكفي سليمان بن الحاكم أحمد ‪-‬المق**دم ذك**ر ج**ده‪ -‬لم**ا أقيم‬
‫في مق**ام الس**لطنة بال**ديار المص**رية‪ ،‬والش**امية بع**د قت**ل المل**ك‬
‫الناصر فرج بن الملك الظاهر برق*وق ص*احب مص*ر‪ ،‬ودعي ل*ه‬
‫على زمزم في ليلة الخميس الحادي والعشرين من الشهر المذكور*‬
‫عوض صاحب مصر‪ .‬ودام* الدعاء* له عوض السلطان بمصر إلى‬
‫أن وصل الخبر بأن الملك المؤيد أبا النص**ر ش**يخ بوي**ع بالس**لطنة‬
‫بال***ديار المص***رية في مس***تهل ش***عبان من س***نة خمس عش***رة‬
‫وثمانمائة‪ ،‬فدعي للملك المؤيد في الخطبة وعلى زم**زم في ش**وال‬
‫من الس***نة الم***ذكورة‪ .‬ودعي* قبل***ه للمس***تعين دع***ا ًء مختص***رًا‬
‫بالصالح ثم قطع الدعاء* للمس**تعين بع**د س**نة ثم أعي**د بع**د أربعين‬
‫يو ًما ثم قطع بعد نحو خمسة أشهر‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في يوم الجمعة خامس ذي الحجة سنة س**بع عش**رة‬
‫‪33‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وثمانمائة حصل بين أمير الحاج المصريين جقم**ق المؤي**دي ومن‬


‫انضم إليه وبين القواد العم**رة قت**ال في المس**جد الح**رام وخارج**ه‬
‫بالمسفلة واستظهر الترك على القواد وأدخل أمير الحاج خيل**ه إلى‬
‫المسجد الحرام وجعلها بالجانب الشرقي قريبًا من م ْنزل**ه وأوق**دت‬
‫ضا مشاعل المقامات ودام الح*ال على ذل*ك‬ ‫فيه مشاعله وأوقدت أي ً‬
‫إلى الصباح‪ .‬وفي ضحوة يوم السبت سكنت الفتنة واطمأن الناس‪.‬‬
‫وسبب هذه الفتنة أن أمير الحاج المصري أدب غال ًم*ا للق**واد على‬
‫حمله السالح بمكة لنهي األم**ير عن ذل**ك فطلب موالي**ه أن يطلق**ه‬
‫من السجن فأبى فكان من الفتنة ما ذكرناه فلما أطلقه سكنت الفتنة‪.‬‬
‫وم**ات بس**ببها جماع**ة من الف**ريقين وك**ثر بس**ببها انته**اك حرم**ة‬
‫المس**جد الح**رام لم**ا حص**ل في**ه من القت**ال وال**دم* وروث* الخي**ل‬
‫وس ّمرت أبوابه إال باب بني شيبة والدريبة والمجاهدية‪.‬‬
‫أيض *ا حص**ل خالف في هالل ذي‬ ‫ومنه ا‪ :‬أن في ه**ذه الس**نة ً‬
‫الحجة هل أوله االثنين أو الثالثاء؟ فحصل االتفاق على أن الن**اس‬
‫يخرجون إلى عرفة في بك**رة ي**وم الثالث**اء تاس**ع ذي الحج**ة على‬
‫مقتضى قول من قال إنه رئي باإلثنين وأن يقيموا بها ليلة األربعاء‬
‫وي**وم األربع**اء ففع**ل معظم الن**اس ذل**ك ودفع**وا* من عرف**ة بع**د‬
‫الغروب ليلة الخميس إلى المزدلفة وباتوا بها إلى ق**رب الفج**ر‪ ،‬ثم‬
‫رحلوا إلى منى بعد رحيل المحام**ل‪ ،‬والمعه**ود* أنّه**ا ال ترح**ل إال‬
‫بعد الفجر وكذا غالب الناس ففاتهم الفضيلة‪ ،‬وم**ا تع**رض لهم في‬
‫سيرهم من عرفة إلى منى أحد بسوء مما علمناه لعناية أمير الحاج‬
‫لحراس**تهم وتع**رض الحرامي**ة للحج**اج المك**يين وغ**يرهم عن**د‬
‫مأزمي عرفة في توجههم إليها وحصل للحجاج هؤالء قت**ل ونهب‬
‫وعقر في جمالهم وحصل بمنى نهب كثير في ليلة األربع**اء وليل**ة‬
‫الخميس‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة ثمان عشرة وثمانمائ**ة أق**ام الحج**اج بم**نى‬
‫‪34‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫غ**الب ي**وم التروي**ة وليل**ة التاس**ع ثم مض**وا من م**نى بع**د طل**وع‬


‫الشمس إلى عرفة وأحيوا هذه السنة بعد إماتتها دهرًا طويالً‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة أربع وعش**رين وثمانمائ**ة‪ :‬ب**ات كث**ير من‬
‫الحجاج بمنى في ليلة التاسع ومضوا منها إلى عرفات* بع**د طل**وع‬
‫الشمس ص**حبة محم**ل مص**ر والش**ام* والفاع**ل ل**ذلك أك**ثرهم من‬
‫حجاج مصر والشام وأحيوا هذه السنة أثابهم هللا‪.‬‬
‫ومما ينبغي إحياؤه من السنن بمنى‪ :‬الخطبة بها في أيام الحج‪،‬‬
‫فاهلل يثبت الساعي في ذلك‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنه لم يخطب بمكة وال في غيرها لملك أصغر سنًا من‬
‫الملك المظفر أحمد بن الملك المؤيد ش*يخ ألن**ه بوي*ع ل**ه بالس*لطنة‬
‫بمصر والشام* وله من العمر سنة وثمانية أشهر وسبعة أيام ‪-‬بتقديم‬
‫السين‪ -‬على ما وجدت في تاريخ بعض أصحابنا‪ .‬وكانت البيعة له‬
‫في ثامن المحرم سنة أربع وعشرين* وثمانمائة بعد موت أبيه‪.‬‬
‫واستمر حتى خلع في السابع والعش**رين من ش**عبان من الس**نة‬
‫المذكورة بدمشق‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن المل**ك الظ**اهر أب**ا الفتح طط**ر لم يخطب ل**ه بمك**ة‬
‫وهو حي إال جمعة واحدة ألنه خطب له بمكة في يوم الجمعة ثاني‬
‫ذي الحج**ة أو ثالث**ه س**نة أرب**ع وعش**رين وثمانمائ**ة‪ .‬وم**ات في‬
‫الرابع من ذي الحجة من السنة الم**ذكورة‪ .‬واس**تمرت الخطب**ة ل**ه‬
‫بمكة ح**تى وص**ل الخ**بر بموت**ه في أثن**اء ش**هر ربي**ع األول س**نة‬
‫خمس وعشرين وثمانمائة ولم يتفق ذلك لغ**يره‪ .‬وخطب بع**د ذل**ك‬
‫بمكة لولده الملك الصالح محمد‪.‬‬
‫وفي موسم سنة أربع وعشرين وثمانمائة أبطل المل**ك الظ**اهر‬
‫ططر بعض المكوسات المأخوذة بمكة في الخضر وغير ذل**ك من‬
‫المأكوالت وغيرها‪ .‬وألزم به أمير مكة الشريف حس**ن بن عجالن‬
‫فوافق على ذلك وكتب ذلك في أساطين المسجد الحرام قبال**ة ب**اب‬
‫‪35‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بني شيبة وغيره‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬أن موالنا السلطان الملك األشرف برسباي ‪-‬نصره هللا‬
‫وأيده‪ -‬انفرد بالخطبة بمكة أشهرًا ولم يخطب مع**ه لص**احب اليمن‬
‫وال لغيره من الملوك* وكانت العادة جارية بالخطبة بع**ده لص**احب‬
‫اليمن فترك ذكر صاحب اليمن في الخطب*ة بمك*ة في أي*ام الموس*م‬
‫في س**نة س**ت وعش**رين وثمانمائ**ة إلى جم**ادى األولى س**نة س**بع‬
‫وعشرين وثمانمائ**ة‪ .‬وفي س**ابعه أعي**دت الخطب**ة بمك**ة لص**احب‬
‫اليمن المشار إلي**ه وه**و المل**ك الناص**ر أحم**د بن المل**ك األش**رف‬
‫إسماعيل ص*احب اليمن‪ .‬وأول م*ا خطب لموالن*ا الس**لطان المل**ك‬
‫األشرف برسباي بمك**ة في الث**امن والعش**رين من جم**ادى األولى‬
‫سنة خمس وعشرين وثمانمائة‪ .‬وكانت مبايعته بالسلطنة في ث**امن‬
‫ربيع اآلخر من السنة المذكورة* بعد خلع الصالح محمد بن الظاهر‬
‫ططر‪ .‬وكان الصالح بعد أبيه وله من العمر عشر س**نين فيم**ا قي**ل‬
‫وهو والمظفر حيان وابتدأ موالنا السلطان الملك األش**رف ‪-‬نص**ر‬
‫هللا دولته الشريفة‪ -‬بشيء حسن وهو أنه من**ع من تقبي**ل الن**اس ل**ه‬
‫األرض بين يديه تدينًا وتعظي ًما هلل س*بحانه وتع*الى ولم يتف*ق ذل*ك‬
‫ضا نصره هللا بغ**زوه الف**رنج في‬ ‫لغيره من ملوك مصر‪ .‬وامتاز أي ً‬
‫بالده**ا بن**واحي ق**برص وغيره**ا وأظف**ره هللا بهم ألن عس**كر‬
‫المنص**ور أس**روا كث**يرًا من الف**رنج وغنم**وا من أم**والهم ط**ائالً‬
‫ووصلوا بذلك إلى مصر في شوال سنة ثمان وعشرين وثمانمائة‪،‬‬
‫وهاب**ه الف**رنج كث**يرًا ورغب**وا أن يك**ون لهم من الس**وء* مج**يرًا‪،‬‬
‫وبعث**وا إلي**ه بالهدي**ة ليس**عفهم باألمني**ة‪ .‬ومن مزاي**اه على مل**وك‬
‫مصر‪-‬بعد الناصر حس**ن بن محم**د قالوون‪ -‬أن**ه أرس**ل إلى مك**ة‬
‫المشرفة عدة عساكر برًا وبحرًا واستولوا* عليها ولم يق**اومهم أح**د‬
‫من بني حسن وال غيرهم وساروا* من مكة ح**تى ق**اربوا بالد حلى‬
‫فلم يتع**رض لقت**الهم أح**د من الن**اس هيب**ة ل**ه‪ ،‬وع**ادوا* إلى مك**ة‬
‫المشرفة س**المين وذل**ك في س**نة ثم**ان وعش**رين وثمانمائ**ة‪ .‬وفي‬
‫‪36‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ربيع اآلخر منها‪ :‬وص**ل طائف**ة من عس**كر المنص**ور من مص**ر‬


‫إلى مكة‪ ،‬وفي سادس جمادى األولى سنة سبع وعشرين وثمانمائة‬
‫كان وصول طائفة من عسكر المنصور إلى مك**ة فاس**تولوا* عليه**ا‬
‫كما سبق ذكره في آخر الباب قبله‪ .‬وفي شوال سنة ثمان وعشرين‬
‫وثمانمائة وصل طائفة من عسكر المنص**ور في موك**بين عظيمين‬
‫إلى مرسى زبيد باليمن على ليلة منها وفي أحدهما هدية لص**احب‬
‫اليمن فقوبل الرسول* بالكرامة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن في سنة تسع وعشرين وثمانمائة‪ :‬تخوف الناس في‬
‫أي**ام الموس *م* حص**ول فتن**ة بمك**ة وفي أي**ام الحج‪ ،‬وس**لم* هللا ول**ه‬
‫الحمد‪ .‬وسبب ذلك أنه قدم إلى مكة جماعة من األم**راء المق**دميين‬
‫وغيرهم من المماليك السلطانية األشرفية في أوائل العشر األخ**ير‬
‫من ذي القع**دة وك**ان الش**ريف حس**ن بن عجالن غائبً**ا عن مك**ة‬
‫بناحي**ة الخ**ريفين في جه**ة اليمن واس**تدعوه إلى مك**ة فلم يحض**ر‬
‫لتخوفه وحضر إليهم ولده الشريف بركات وأكرم**وه‪ .‬ولم**ا أيس**وا‬
‫من حضور الشريف حسن استدعوا س ًرا إلى مكة الشريف رميث**ة‬
‫بن محمد بن عجالن وأطمعوه والية مكة وذل**ك في ي**وم عرف**ة أو‬
‫يوم التروية فلم يستطع الوصول إليهم ألن**ه ك**ان مقي ًم**ا عن**د عم**ه‬
‫ولعظم هيب**ة األم**راء وجم**اعتهم لم يتظ**اهر الحرامي**ة بنهب في‬
‫طرقات الحج بمكة‪ .‬وخرج األمراء والترك والحجاج من مكة إلى‬
‫م**نى في ي**وم التروي**ة وب**اتوا به**ا إلى الفج**ر من الي**وم التاس**ع أو‬
‫قربه‪ ،‬وس**اروا إلى عرف**ة فأق**اموا* به**ا إلى الغ**روب‪ ،‬ودفع**وا إلى‬
‫مزدلفة فلم يس**تطع أح**د من الحرامي**ة التع**رض للح**اج بس**وء في‬
‫م**أزمي عرف**ة وال غ**يره‪ ،‬لعناي**ة األم**راء وجم**اعتهم بحراس**ة‬
‫الحاج‪ ،‬وانقضت أي**ام الحج وأح**وال الن**اس من الحج**اج وغ**يرهم‬
‫مستقيمة‪.‬‬
‫وكان األمراء يرجعون في مصالح الح**اج والرعي**ة بمك**ة إلى‬
‫‪37‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫رأي موالن**ا المق**ر األش**رف الك**ريم الزي**ني عبدالباس**ط ن**اظر‬


‫الجي**وش المنص**ورة بالممال**ك الش**ريفة ‪-‬أعلى هللا ق**دره وبلغ**ه‬
‫وطره‪ -‬لحسن تدبيره وجودة* رأي**ه‪ .‬وك**ان موالن**ا الس**لطان المل**ك‬
‫األشرف برسباي صاحب مصر والشام ‪-‬نصره هللا‪ -‬قد فوض إليه‬
‫أم**ر مك**ة‪ ،‬وعم**ل المص**لحة فيه**ا لكفايت**ه وعظم رتبت**ه‪ ،‬فمش**ت‬
‫األحوال بمكة على السداد ‪-‬بلغه هللا المراد‪ -‬وبدت منه على عادت**ه‬
‫بمكة صدقات مبرورة وأفعال مشكورة‪ ،‬وهذه حجته الثاني**ة‪ ،‬وحج‬
‫قبلها في سنة سبع عش**رة وثمانمائ**ة ‪ -‬تقب**ل هللا من**ه العم**ل وبلغ**ه‬
‫األمل وفسح* له في األجل‪.-‬‬
‫وهذا آخر ما قصدنا ذكره من الحوادث* في هذا الب**اب‪ .‬ونس**أل‬
‫هللا تعالى أن يجزل لنا على ذلك الثواب‪ .‬ولوال مراعتنا لالختصار‬
‫في ذكرها لطال أمر شرحها‪ .‬اهـ من ((العقد الثمين))‪.‬‬
‫وعند أن قرأت هذا الباب قارنت بين حالتنا فق**د حججت بحم**د‬
‫هللا أعوا ًما والحجيج في أمن واستقرار وفي عيش رغد‪ ،‬وبين تلكم‬
‫الح**وادث ال**تي ذك**رت في الكت**اب‪ ،‬فعلمت أن الرافض**ة يري**دون‬
‫بتلكم التظاهرات الجاهلية فتح باب فتنة‪ ،‬وقد كنت بحمد هللا أح**ذر‬
‫من تلكم التظ**اهرات في خطب العي**د وفي خطب الجمع**ة‪ ،‬ولكن‬
‫من يبلغ تلكم الخطب الناس كلهم فعزمت على ت**أليف ه**ذا الكت**اب‬
‫وس**ميته ((اإللح**اد الخمي**ني في أرض الح**رمين))‪ ،‬أس**أل هللا أن‬
‫صا لوجهه‪ ،‬وأن ينفع به اإلسالم والمسلمين‪ *،‬ويقمع ب**ه‬ ‫يجعله خال ً‬
‫البدع والمبتدعين‪ ،‬إنه على كل شيء قدير‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫تعريف الرافضة وبيان‬


‫شيء من حماقاتهم‬

‫الرافضة‪ :‬هم الذين رفض**وا زي**د بن علي حين س**ألوه عن أبي‬


‫بكر وعمر فترحم عليهما‪ ،‬فقالوا‪ :‬إذن نرفضك‪ .‬فقال‪ :‬اذهبوا ف**أنتم‬
‫الرافضة‪.‬‬
‫شيء من حماقاتهم‪ :‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحم**ه هللا في‬
‫كتابه العظيم ((منهاج السنة)) (ج‪ 1‬ص‪:)13‬‬
‫ومن حماقاتهم تمثيلهم لمن يبغضونه مثل اتخاذهم نعج *ةً‪ ،‬وق**د‬
‫تكون نعجة حمراء لكون عائشة تسمى الحميراء‪ ،‬يجعلونها عائشة‬
‫ويعذبونها بنتف شعرها وغير ذلك‪ ،‬يرون أن ذلك عقوبة لعائشة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫حلس*ا ممل**و ًءا س**منًا ثم يش**قون بطن**ه فيخ**رج‬
‫ومث**ل اتخ**اذهم ً‬
‫السمن فيشربونه‪ ،‬ويقولون‪ :‬هذا مثل ضرب عمر وشرب دمه‪.‬‬
‫ومثل تسمية بعضهم لحم**ارين من حم**ر الرح**ا أح**دهما ب**أبي‬
‫بكر واآلخ**ر بعم**ر‪ ،‬ثم عقوب**ة الحم**ارين جعالً منهم تل**ك العقوب**ة‬
‫عقوب**ة ألبي بك**ر وعم**ر‪ ،‬وت**ارةً يكتب**ون أس**ماءهم على أس**فل‬
‫أرجلهم حتى إن بعض ال**والة جع**ل يض**رب رج**ل من فع**ل ذل**ك‬
‫ويق**ول‪ :‬إنم**ا ض**ربت أب**ا بك**ر وعم**ر‪ *،‬وال أزال أض**ربهما ح**تى‬
‫أعدمهما‪.‬‬
‫ومنهم من يسمي كالبه باسم أبي بكر وعم**ر ويلعنهم**ا‪ ،‬ومنهم‬
‫من إذا سمي كلبه فقيل له‪( :‬بكير) يضارب من يفعل ذلك‪ ،‬ويق**ول‪:‬‬
‫تسمي كلبي باسم أصحاب النار‪.‬‬
‫ومنهم من يعظّم أبا لؤلؤة المجوس**ي الك**افر ال**ذي ك**ان غال ًم**ا‬
‫للمغيرة بن شعبة لما قتل عمر‪ ،‬ويقول**ون‪( :‬واث**ارات أبي لؤل**ؤة)‪*،‬‬
‫فيعظمون كافرًا مجوسيًّا باتفاق المسلمين لكونه قت**ل عم**ر رض**ي‬
‫‪39‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا عنه‪.‬‬
‫ومن حماق اتهم‪ :‬إظه**ارهم لم**ا يجعلون**ه مش**هدًا‪ ،‬فكم ك**ذبوا‬
‫الناس وادعوا أن في هذا المكان ميّتًا من أهل البيت‪ ،‬وربما جعلوه‬
‫مقتوالً فيبنون ذل**ك المش**هد أو ق**د يك**ون ق**بر ك**افر أو ق**بر بعض‬
‫الناس‪ ،‬ويظهر ذلك بعالمات كثيرة‪.‬‬
‫ّ*‬
‫*دواب المس**ماة ب**ذلك ونح**و ه**ذا الفع**ل ال‬ ‫ومعلوم* أن عقوبة ال*‬
‫يكون إال من فعل أحمق الن**اس وأجهلهم‪ ،‬فإن*ه من المعل*وم أنّ*ا ل*و‬
‫أردنا أن نعاقب فرع**ون* وأب**ا لهب وأب**ا جه**ل وغ**يرهم ممن ثبت‬
‫إجماع المسلمين أنّهم من أكفر الناس مث*ل ه*ذه العقوب**ة لك**ان ه*ذا‬
‫من أعظم الجهل‪ ،‬ألن ذلك ال فائدة فيه‪.‬‬
‫بل إذا قتل كافر يجوز قتله أو مات حتف أنفه لم يجز بعد قتل**ه‬
‫ق بطن**ه‪ ،‬أو يج**دع أنف**ه وأذن**ه‪ ،‬وال‬ ‫أو موته أن يمثّ**ل ب**ه‪ ،‬فال يش* ّ‬
‫تقط**ع ي**ده‪ ،‬إال أن يك**ون ذل**ك على س**بيل المقابل**ة‪ ،‬فق**د ثبت في‬
‫((ص**حيح مس**لم)) وغ**يره عن بري**دة عن الن**بي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬أن**ه ك**ان إذا بعث أم**يرًا على جيش أو س**رية‬
‫أوصاه في خاصة نفسه بتق**وى هللا تع**الى‪ ،‬وأوص**اه بمن مع**ه من‬
‫المسلمين خيرًا‪ ،‬وقال‪(( *:‬اغزوا* في سبيل هللا‪ ،‬قاتلوا من كف**ر باهلل‪،‬‬
‫وال تغل***وا‪ ،‬وال تغ***دروا‪ *،‬وال تمثّل***وا‪ ،‬وال تقتل***وا ولي***دًا))‪ ،‬وفي‬
‫((السنن)) أنه ك**ان في خطبت**ه ي**أمر بالص**دقة وينهى عن المثل**ة‪،‬‬
‫ومع أن التمثيل بالكافر بعد موته فيه نكاية بالع**دو ولكن نهى عن**ه‬
‫ألنه زي**ادة إي**ذاء بال حاج**ة‪ ،‬ف**إن المقص**ود ك* ّ‬
‫*ف ش*رّه بقتل**ه وق**د‬
‫حصل‪.‬‬
‫فهؤالء* الذين يبغضونهم لو كانوا كف**ارًا وق**د م**اتوا لم يكن لهم‬
‫بع***د م***وتهم أن يمثّل***وا بأب***دانهم‪ ،‬وال يض***ربونهم‪ ،‬وال يش***قون‬
‫بطونهم‪ ،‬وال ينتفون شعورهم‪ ،‬مع أن في ذل*ك نكاي*ة فيهم‪ ،‬أم*ا إذا‬
‫فعلوا ذلك بغيرهم ظنًّا أن ذلك يصل إليهم كان غاية الجهل‪ ،‬فكيف‬
‫‪40‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إذا كان بمح ّرم كالشاة التي يحرم إيذاؤها بغير حق‪ ،‬فيفعلون م**ا ال‬
‫يحصل لهم به منفعة أصالً‪ ،‬بل ض**رر في ال**دين وال**دنيا واآلخ**رة‬
‫مع تضمنه غاية الحمق والجهل‪.‬‬
‫ومن حماقاتهم‪ :‬إقامة المأتم والنياح**ة على من قت**ل من س**نين‬
‫عديدة‪ ،‬ومن المعلوم* أن المقتول وغ**يره من الم**وتى إذا فع**ل مث**ل‬
‫ذلك بهم عقب موتهم كان ذل**ك مم**ا حرّم**ه هللا ورس**وله‪ *،‬فق**د ثبت‬
‫في ((الصحيح)) عن النبي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬أن**ه‬
‫ق الجي**وب‪ ،‬ودع**ا ب**دعوى*‬ ‫قال‪(( :‬ليس منّ**ا من لطم الخ**دود‪ *،‬وش* ّ‬
‫الجاهليّة)) وثبت في ((الص**حيح)) عن**ه أن**ه ب**رئ من الحالق**ة‪،‬‬
‫والصالقة‪ ،‬وال ّشاقة‪ *،‬فالحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة‪،‬‬
‫والصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة بالمصيبة‪ ،‬والشاقة التي‬
‫تشق ثيابها‪ .‬وفي ((الصحيح)) عنه أن*ه ق*ال‪(( :‬من نيح علي*ه فإنّ*ه‬
‫يع**ذب بم**ا نيح عليه))‪ .‬وفي ((الص**حيح)) عن**ه أن**ه ق**ال‪ّ (( :‬‬
‫إن‬ ‫ّ‬
‫النّائح**ة إذا لم تتب قب**ل موته**ا فإنّه**ا تلبس ي**وم القيام**ة در ًع**ا من‬
‫جرب‪ ،‬وسرباالً من قطران))‪ ،‬واألحاديث في هذا المعنى كثيرة‪.‬‬
‫ق الجيوب ودعوى* الجاهلية‬ ‫وهؤالء يأتون من لطم الخدود* وش ّ‬
‫وغير ذلك من المنك*رات بع*د الم**وت بس*نين كث*يرة م**ا ل**و فعل**وه‬
‫عقب موت***ه لك***ان ذل***ك من أعظم المنك***رات ال***تي حرمه***ا هللا‬
‫ورسوله‪ ،‬فكيف بعد هذه المدة الطويل**ة‪ .‬ومن المعل**وم أن**ه ق**د قت**ل‬
‫من األنبياء ومن غ**ير األنبي**اء ظل ًم**ا وع**دوانًا من ه**و أفض**ل من‬
‫الحسين‪ :‬قتل أبوه ظل ًما وه*و أفض*ل من*ه‪ ،‬وقت*ل عثم*ان بن عف*ان‬
‫وكان قتله أول الفتن العظيمة التي وقعت بعد م**وت الن**بي ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬وترتب عليه من الشر والفس**اد أض**عاف‬
‫ما ترتب على قتل الحسين‪ ،‬وقتل غير هؤالء ومات‪ ،‬وما فعل أحد‬
‫ال من المس**لمين وال غ**يرهم مأت ًم**ا وال نياح**ة على ميت وال قتي**ل‬
‫بع**د م**دة طويل**ة من قتل**ه‪ ،‬إال ه**ؤالء الحمقى ال**ذين ل**و ك**انوا من‬
‫‪41‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الطير لكانوا رخ ًما‪ ،‬ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرًا‪.‬‬


‫ومن ذلك‪ :‬أن بعضهم ال يوقد خشب الطرفاء ألن**ه بلغ**ه أن دم‬
‫الحسين وق**ع على ش**جرة من الطرف**اء‪ ،‬ومعل**وم* أن تل**ك الش**جرة‬
‫بعينها ال يكره وقودها ولو ك**ان عليه**ا أي دم ك**ان‪ ،‬فكي**ف بس**ائر‬
‫الشجر الذي لم يصبه الدم‪ .‬اهـ‬
‫والرافض**ة أم**ة حمقى‪ ،‬ولق**د أحس**ن ه**ارون بن س**عد العجلي‬
‫وهو الخب*ير بهم وه*و من رج**ال مس**لم‪ ،‬وق**د ق*دح في*ه ابن حب**ان‬
‫فق**ال‪ :‬ك**ان غاليً**ا في ال**رفض ال تح**ل الرواي**ة عن**ه بح**ال‪ .‬وق**ال‬
‫الدوري* عن ابن معين‪ :‬كان من غالة الشيعة‪ .‬وقال الس**اجي‪ :‬ك**ان‬
‫يغلو في الرفض‪ .‬اهـ من ((تهذيب التهذيب))‪.‬‬
‫هارون بن سعد كان من الرافضة ثم تاب فهو خبير بهم‪ .‬وق**ال‬
‫ابن قتيب**ة في ((تأوي**ل مختل**ف الح**ديث)) وك**ان رأس الزيدي**ة ثم‬
‫أنشد له قوله‪:‬‬
‫فكلهم في جعف**ر ق**ال منك *رًا‬ ‫ألم تر أن الرافض**ين تفرق**وا‬
‫طوائف س ّمته النبي المطهّرا‬ ‫فطائف***ة ق***الوا‪ :‬إم***ام ومنهم‬
‫ب****رئت إلى ال****رحمن ممن‬ ‫ومن عحب لم أقض***ه جل***د‬
‫تجفّ**********************************را‬ ‫جف*******************************رهم‬
‫بصير بباب الكفر في ال**دين‬ ‫ب**رئت إلى ال**رحمن من ك**ل‬
‫أع*********************************ورا‬ ‫رافض‬
‫عليه****ا وإن يمض****وا على‬ ‫كف أهل الح**ق عن بدع**ة‬ ‫إذا ّ‬
‫الح*************ق ّ‬
‫قص*************را‬ ‫مضى‬
‫ول****و قي****ل‪ :‬زنج ّي تح**** ّول‬ ‫إن الفي**ل ض**بّ‬ ‫ول**و قي**ل‪ّ :‬‬
‫أحم*********************************را‬ ‫لص******************************* ّدقوا*‬
‫إذا ه**و لإلقب**ال و ّج**ه أدب**را‬ ‫وأخلف من ب**ول البع*ير فإنّه‬
‫كما قال في عيس*ى الف*رى من‬ ‫فقبّح أق*****وام* رم*****وه‬
‫تنصّرا‬ ‫بفرية‬
‫‪42‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ه**ؤالء هم أس**الف الخمي**نى المبت**دع‪ ،‬وه**ؤالء هم ال**ذين فتن‬


‫بكتبهم أهل صعدة‪ ،‬ومألت كتبهم اليمن‪ ،‬ولكن* بحمد هللا قد أص**بح‬
‫التش**يع في اليمن بدع**ة بالي**ة‪ ،‬والبدع**ة البالي**ة تك**ون في غاي**ة‬
‫الشناعة والخ**زي‪ *،‬وف**ق هللا أه**ل الس**نة الجتث**اث عروقه**ا‪ *،‬ح**تى‬
‫يستريح اليمن من هذه البدعة المنكرة‪ ،‬والحمد هلل‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬
‫‪44‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫التظاهر الخميني في أرض الحرمين‬

‫في ((القاموس)) و((تاج العروس))‪ :‬وتظاهروا عليه‪ :‬تعاونوا‬


‫ضده‪.‬‬
‫والظّهير كأمير‪ :‬المعين‪ ،‬الواحد* والجمع في ذلك س**واء‪ *،‬وإنم**ا‬
‫لم يجمع ظهير ألن فعيالً وفعوالً* قد يستوي فيهما المذكر والمؤنث‬
‫والجمع‪ ،‬كما قال تعالى‪﴿ :‬والمالئكة بعد ذلك ظهير‪.﴾1‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وهذا كما حكاه س**يبويه من ق**ولهم* للجماع**ة‪ :‬هم‬
‫صديق‪ ،‬وهم فريق‪.‬‬
‫وقال ابن عرفة في قول*ه ع*ز وج**ل‪﴿ :‬وك**ان الك**افر على ربّ*ه‬
‫ظه**يرًا‪ ،﴾2‬أي‪ :‬مظ**اهرًا ألع**داء هللا تع**الى‪ ،‬ك**الظّهرة بالض**م‪،‬‬
‫والظّهرة بالكسر‪.‬‬
‫إلى أن قال‪ :‬ويقال‪ :‬هم في ظهرة واحدة‪ ،‬أي‪ :‬يتظ**اهرون على‬
‫األعداء‪.‬‬
‫ويق**ال‪ :‬جاءن**ا في ظهرت**ه ‪-‬بالض**م‪ ،‬وبالكس**ر‪ ،‬وبالتحريك‪-‬‬
‫وظاهرته أي‪ :‬في عشيرته وقومه‪ ،‬وناهضته الذين يعينونه‪.‬‬
‫وظاهر عليه‪ :‬أعان‪ .‬واستظهره عليه‪ :‬استعانه‪ .‬واستظهر عليه‬
‫به‪ :‬استعان‪ .‬اهـ المراد منهما‪.‬‬

‫‪ ‬سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪.14:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة الفرقان‪ ،‬اآلية‪.55:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪45‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وفي القرآن الكريم ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬إنّم**ا ينه**اكم هللا‬
‫عن الّذين قاتلوكم في ال ّدين وأخرجوكم* من دياركم وظ**اهروا على‬
‫إخراجكم أن تولّوهم ومن يتولّهم فأولئك هم الظّالمون‪.﴾1‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬إالّ الّذين عاه**دتم من المش**ركين ث ّم لم ينقص**وكم‬
‫شيئًا ولم يظاهروا عليكم أحدًا‪.﴾2‬‬
‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬وأن**زل الّ**ذين ظ**اهروهم من أه**ل الكت**اب من‬
‫صياص**يهم وق**ذف* في قل**وبهم ال**رّعب فريقً**ا تقتل**ون وتأس**رون*‬
‫فريقًا‪.﴾3‬‬
‫والجن على أن ي**أتوا‬ ‫ّ*‬ ‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ق**ل لئن اجتمعت اإلنس‬
‫بمث**ل ه**ذا الق**رءان ال ي**أتون بمثل**ه ول**و ك**ان بعض**هم لبعض‬
‫ظهيرًا‪.﴾4‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ويعب**دون* من دون هللا م**ا ال ينفعهم وال يض*رّهم‬
‫وكان الكافر على ربّه ظهيرًا‪.﴾5‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ث ّم أنتم هؤالء تقتلون أنفسكم وتخرجون‬
‫فريقًا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم باإلثم والعدوان*‪.﴾6‬‬
‫ول**وال قول**ه تع**الى‪﴿ :‬والمالئك**ة بع**د ذل**ك ظه**ير﴾‪ ،‬لقلن**ا‪ :‬إن‬
‫التظاهر بمعنى التعاون ألنه ما استعمل في القرآن إال في التع**اون‬
‫على الظلم والباط**ل‪ ،‬وال**ذي* يظه**ر أن**ه في ه**ذه اآلي**ة من ب**اب‬

‫‪ ‬سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية‪.9:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.4:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.26:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.88:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة الفرقان‪ ،‬اآلية‪.55:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.85:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪46‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المقابلة‪ ،‬كقوله تع**الى‪﴿ :‬وج**زاء س*يّئة س*يّئة مثلها‪.﴾1‬وق**ال تع**الى‪:‬‬


‫فإن هللا ه**و م**واله وجبري*ل وص*الح المؤم*نين‬ ‫﴿وإن تظاهرا عليه ّ‬
‫والمالئكة بعد ذلك ظهير‪.﴾2‬‬

‫األلفاظ التي يهتفون بها‪:‬‬


‫يهتفون‪ :‬بـ(تسقط أمريك**ا‪ ،‬وتس**قط روس**يا)‪( ،‬دول**ة‪ ...‬دول**ة‪...‬‬
‫إسالمية‪ ،‬ال شرقية ‪ ...‬وال غربية)‪.‬‬
‫نعم فلتسقط أمريكا‪ ،‬ولتسقط روسيا‪ ،‬والواجب* علين**ا بغض**هما‬
‫والتبرؤ منهما‪ ،‬ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬ياأيّه**ا الّ**ذين ءامن**وا ال‬
‫تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يت**ولّهم‬
‫إن هللا ال يهدي القوم الظّالمين‪.﴾3‬‬ ‫منكم فإنّه منهم ّ‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ال تتّخ**ذوا ءاب*اءكم وإخ*وانكم‬
‫أولياء إن استحبّوا الكفر على اإليمان ومن يتولّهم منكم فأولئ**ك هم‬
‫الظّالمون ‪ ‬ق**ل إن ك**ان ءاب**اؤكم وأبن**اؤكم وإخ**وانكم وأزواجكم‬
‫وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخش**ون كس**ادها ومس**اكن‬
‫ترضونها أحبّ إليكم من هللا ورسوله وجه**اد في س**بيله فتربّص**وا‬
‫حتّى يأتي هللا بأمره وهللا ال يهدي القوم الفاسقين‪.﴾4‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ال تجد قو ًما يؤمنون باهلل والي**وم* اآلخ**ر ي**وا ّدون*‬
‫من حا ّد هللا ورسوله ولو كانوا ءاب**اءهم أو أبن**اءهم أو إخ**وانهم أو‬
‫عش**يرتهم أولئ**ك كتب في قل**وبهم اإليم**ان وأيّ**دهم ب**روح من**ه‬
‫ويدخلهم جنّات تجري من تحته**ا األ ْنه**ار خال**دين فيه**ا رض**ي هللا‬
‫‪ ‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪.40:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪.14:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.51:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.24-23:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪47‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إن ح****زب هللا هم‬ ‫عنهم ورض****وا عن****ه أولئ****ك ح****زب هللا أال ّ‬
‫المفلحون‪.﴾1‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ياأيّه**ا الّ**ذين ءامن*وا ال تتّخ*ذوا ع*د ّوي* وع**د ّوكم‬
‫أولي**اء تلق**ون إليهم ب**المو ّدة وق**د* كف**روا بم**ا ج**اءكم من الح** ّ‬
‫ق‬
‫يخرج**ون الرّس**ول وإيّ**اكم أن تؤمن**وا باهلل ربّكم إن كنتم خ**رجتم‬
‫جهادًا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرّون إليهم بالمو ّدة وأن**ا أعلم‬
‫بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ض ّل سواء السّبيل ‪ ‬إن‬
‫بالس *وء‬‫يثقفوكم يكونوا لكم أعدا ً*ء ويبسطوا إليكم أي**ديهم وألس**نتهم ّ‬
‫وو ّدوا* لو تكفرون ‪ ‬لن تنفعكم أرحامكم وال أوالدكم* ي**وم القيام**ة‬
‫يفصل بينكم وهللا بما تعملون بصير ‪ ‬قد ك**انت لكم أس**وة حس**نة‬
‫في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآء منكم وم ّما تعبدون‬
‫من دون هللا كفرن**ا بكم وب**دا بينن**ا وبينكم الع**داوة* والبغض**اء أب *دًا‬
‫حتّى تؤمن**وا باهلل وح**ده إال ق**ول إب**راهيم إال ق**ول إب**راهيم ألبي**ه‬
‫ألستغفرن لك وم**ا أمل**ك ل**ك من هللا من ش**يء ربّن**ا علي**ك تو ّكلن**ا‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫وإليك أنبنا وإليك المصير ﴾‪.‬‬
‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ال يتّخ**ذ المؤمن**ون الك**افرين أولي**اء من دون‬
‫المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من هللا في ش**يء إالّ أن تتّق**وا منهم‬
‫ويحذركم هللا نفسه وإلى هللا المصير‪.﴾3‬‬ ‫ّ‬ ‫تقاةً‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّ**ذين ءامن**وا من يرت* ّد منكم عن‬
‫دينه فسوف* يأتي هللا بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أع ّزة‬
‫على الكافرين يجاهدون* في سبيل هللا وال يخ**افون لوم**ة الئم ذل**ك‬
‫فض***ل هللا يؤتي***ه من يش***اء وهللا واس***ع عليم ‪ ‬إنّم***ا وليّكم هللا‬
‫ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصّالة ويؤت**ون ال ّزك**اة وهم‬
‫‪ ‬سورة المجادلة‪ ،‬اآلية‪.22:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية‪.4-1:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.28:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪48‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫*إن ح**زب هللا‬‫راكعون ‪ ‬ومن يتو ّل هللا ورسوله والّ**ذين ءامن**وا ف* ّ‬


‫هم الغالبون ‪ ‬ياأيّها الّذين ءامن**وا ال تتّخ**ذوا الّ**ذين اتّخ**ذوا دينكم‬
‫هز ًوا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّق**وا‬
‫هللا إن كنتم مؤمنين ‪ ‬وإذا ناديتم إلى الصّالة اتّخذوها هز ًوا ولعبًا‬
‫ذلك بأنّهم قوم ال يعقلون‪.﴾1‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬واتل عليهم نبأ إبراهيم ‪ ‬إذ قال ألبيه وقومه ما‬
‫تعب**دون ‪ ‬ق**الوا نعب**د أص**نا ًما فنظ* ّل له**ا ع**اكفين‪ ‬ق**ال ه**ل‬
‫يسمعونكم إذ تدعون*‪ ‬أو ينفع**ونكم أو يض*رّون‪ ‬ق**الوا ب*ل‬
‫وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون ‪ ‬قال أفرأيتم ما كنتم تعب**دون ‪ ‬أنتم‬
‫وءاباؤكم األقدمون* ‪ ‬فإنّهم عد ّو لي إال ربّ العالمين‪.﴾2‬‬
‫إن ابني من أهلي ّ‬
‫وإن‬ ‫وقال تعالى‪﴿ :‬ونادى نوح ربّه فقال ربّ ّ‬
‫ق وأنت أحكم الح*اكمين‪ ‬ق**ال ي*انوح إنّ*ه ليس من‬ ‫وع*دك* الح* ّ‬
‫أهلك إنّه عمل غير صالح فال تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك‬
‫أن تكون من الجاهلين‪ ‬ق**ال ربّ إنّي أع**وذ ب**ك أن أس**ألك م**ا‬
‫ليس لي به علم وإال تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين‪.﴾3‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ال تتّخذوا بطان *ةً من دونكم ال‬
‫ي**ألونكم خب**االً و ّدوا م**ا عنتّم ق**د ب**دت البغض**اء من أف**واههم* وم**ا‬
‫تخفي صدورهم أكبر قد بيّنّا لكم اآليات إن كنتم تعقلون*‪.﴾4‬‬
‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ولن ترض**ى عن**ك اليه**ود وال النّص**ارى حتّى‬
‫إن ه**دى هللا ه**و اله**دى ولئن اتّبعت أه**واءهم بع**د‬ ‫تتّبع ملّتهم ق**ل ّ‬

‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.58-54:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‪.77-69:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة هود‪ ،‬اآلية‪.47-45:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.118:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪49‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الّذي جاءك من العلم ما لك من هللا من ول ّي وال نصير‪.﴾1‬‬


‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ياأيّه**ا الّ**ذين ءامن**وا إن تطيع**وا الّ**ذين كف**روا‬
‫ير ّدوكم* على أعقابكم فتنقلب**وا خاس**رين‪ ‬ب**ل هللا م**والكم* وه**و‬
‫خير النّاصرين‪.﴾2‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّ**ذين ءامن**وا إن تطيع**وا فريقً**ا من الّ**ذين‬
‫أوتوا الكت**اب ي**ر ّدوكم* بع**د إيم**انكم ك**افرين‪ ‬وكي**ف تكف**رون‬
‫وأنتم تتلى عليكم ءاي**ات هللا وفيكم رس**وله ومن يعتص**م باهلل فق**د‬
‫هدي إلى صراط مستقيم‪.﴾3‬‬
‫ب*أن لهم ع**ذابًا ألي ًما‪ ‬الّ*ذين‬
‫بش*ر المن*افقين ّ‬ ‫وق**ال تع*الى‪ّ ﴿ :‬‬
‫يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغ**ون عن**دهم الع * ّزة‬
‫فإن الع ّزة هلل جميعًا‪.﴾4‬‬
‫ّ‬
‫فتمس *كم النّ**ار وم**ا‬
‫ّ‬ ‫وقال تعالى‪﴿ :‬وال تركنوا إلى الّذين ظلم**وا‬
‫لكم من دون هللا من أولياء ث ّم ال تنصرون‪.﴾5‬‬
‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ب**راءة من هللا ورس**وله إلى الّ**ذين عاه**دتم من‬
‫المشركين ‪‬فسيحوا في األرض أربعة أش**هر واعلم**وا* أنّكم غ**ير‬
‫وأن هللا مخ**زي الك**افرين ‪ ‬وأذان من هللا ورس**وله‬ ‫معج**زي هللا ّ‬
‫أن هللا ب**ريء من المش**ركين ورس**وله‬ ‫إلى النّاس يوم الح ّج األكبر ّ‬
‫فإن تبتم فهو خ**ير لكم وإن ت**ولّيتم ف**اعلموا* أنّكم غ**ير معج**زي هللا‬
‫وب ّشر الّذين كفروا بعذاب أليم ‪ ‬إالّ الّذين عاه**دتم من المش**ركين‬
‫ث ّم لم ينقصوكم شيئًا ولم يظاهروا عليكم أحدًا ف**أت ّموا إليهم عه**دهم‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.120:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.150-149:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.101-100:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.139-138:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة هود‪ ،‬اآلية‪.113:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪50‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إن هللا يحبّ المتّقين ‪ ‬فإذا انسلخ األشهر الحرم فاقتلوا‬ ‫إلى م ّدتهم ّ‬
‫المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم ك * ّل‬
‫إن‬‫مرصد فإن تابوا وأقاموا* الصّالة وءات**وا ال ّزك**اة فخلّ**وا* س**بيلهم ّ‬
‫هللا غفور رحيم ‪ ‬وإن أحد من المشركين اس**تجارك ف**أجره حتّى‬
‫يسمع كالم هللا ث ّم أبلغه مأمنه ذلك بأنّهم قوم* ال يعلم**ون‪ ‬كي**ف‬
‫يكون للمشركين عهد عند هللا وعند رسوله إال الّ**ذين عاه**دتم عن**د‬
‫إن هللا يحبّ المتّقين‬ ‫المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ّ‬
‫‪ ‬كيف وإن يظهروا عليكم ال يرقبوا فيكم إال وال ذ ّمةً يرض**ونكم‬
‫بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون ‪ ‬اشتروا بآيات هللا ثمنً**ا‬
‫قليالً فص ّدوا عن سبيله إنّهم ساء ما كانوا يعمل**ون‪ ‬ال يرقب**ون‬
‫في مؤمن إالًّ وال ذ ّمةً وأولئك هم المعتدون‪ ‬فإن تابوا وأق**اموا‬
‫ّ‬
‫ونفص*ل اآلي**ات لق**وم‬ ‫الصّالة وءات**وا ال ّزك**اة ف**إخوانكم* في ال* ّدين‬
‫يعلمون‪ ‬وإن نكثوا أيمانهم من بع*د عه*دهم وطعن**وا في دينكم‬
‫فقاتلوا أئ ّم**ة الكف**ر إنّهم ال أيم**ان لهم لعلّهم ينته**ون ‪ ‬أال تق**اتلون‬
‫قو ًما نكثوا أيمانهم وه ّموا بإخراج الرّس*ول وهم ب*دءوكم أ ّول م*رّة‬
‫ق أن تخش**وه إن كنتم مؤم**نين‪ ‬ق**اتلوهم‬ ‫أتخش**ونهم فاهلل أح** ّ‬
‫يعذبْهم هللا بأيديكم ويخزهم وينص**ركم عليهم ويش**ف ص**دور ق**وم*‬ ‫ّ‬
‫مؤمنين‪ ‬ويذهب غيظ قل**وبهم ويت**وب هللا على من يش**اء وهللا‬
‫عليم حكيم‪.﴾1‬‬
‫وقال تع**الى‪﴿ :‬ث ّم جعلن**اك على ش**ريعة من األم**ر فاتّبعه**ا وال‬
‫تتّبع أهواء الّذين ال يعلمون‪ ‬إنّهم لن يغن**وا عن**ك من هللا ش**يئًا‬
‫وإن الظّالمين بعضهم أولياء بعض وهللا ول ّي المتّقين‪.﴾2‬‬ ‫ّ‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بك ّل ءاية ما تبع**وا‬
‫قبلت**ك وم**ا أنت بت**ابع قبلتهم وم**ا بعض**هم بت**ابع قبل**ة بعض ولئن‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.15-1:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الجاثية‪ ،‬اآلية‪.19-18:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪51‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫اتّبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنّك إ ًذا لمن الظّالمين‪.﴾1‬‬


‫وقال تعالى‪﴿ :‬ومن يشاقق الرّسول* من بعد م**ا ت**بيّن ل**ه اله**دى‬
‫ويتّبع غير سبيل المؤم**نين نولّ**ه م**ا ت**ولّى ونص**له جهنّم وس**اءت‬
‫مصيرًا‪.﴾2‬‬
‫وق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)6.‬ح*** ّدثنا مح ّم***د بن‬
‫المثنّى‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثنا عبدالوهّاب الثّقف ّي‪ .‬قال‪ :‬ح* ّدثنا أيّ**وب‪ ،‬عن أبي‬
‫قالبة‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫كن فيه وجد حالوة اإليم**ان‪ ،‬أن يك**ون‬ ‫آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ثالث من ّ‬
‫هللا ورسوله أحبّ إليه م ّم**ا س**واهما‪ ،‬وأن يحبّ الم**رء ال يحبّ**ه إال‬
‫هلل‪ ،‬وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النّار))‪.‬‬
‫وإنه ليجب على حكام المسلمين أن يعتصموا بحبل هللا جميعًا‪،‬‬
‫وأن يقطعوا عالقاتهم مع أعدائهم وأعداء اإلسالم‪ ،‬وفقهم هللا ل**ذلك‬
‫إنه على كل شيء قدير‪.‬‬
‫ه**ذا وق**د رأين**ا ألولئكم المخ**ذولين كتبً**ا زائغ**ة ومنش**ورات*‬
‫مض**لة‪ ،‬ينش**رونها في أي**ام الحج ﴿ليحمل**وا أوزارهم كامل**ةً ي**وم‬
‫أوزار الّ**ذين يض**لّونهم بغ**ير علم‪ ،﴾3‬فج**دير بعلم**اء‬ ‫القيام**ة ومن ْ‬
‫السنة بارك هللا فيهم وسدد خطاهم ونصرهم أن ي**بينوا م**ا في ه**ذه‬
‫الكتب والمنش**ورات من الض**الل ح**تى ال يغ**تر به**ا جه**ال أه**ل‬
‫الس**نة‪ ،‬ف**إن الحج**اج فيهم األعجمي والجاه**ل ال**ذي* ال يم**يز بين‬
‫السنة والبدعة‪ ،‬بل قد انتهى ببعض**هم الح**ال إلى أن**ه ال يف**رق بين‬
‫المس**لم وبين الش**يوعي الك**افر‪ ،‬والمس**ئول عن ه**ؤالء هم علم**اء‬
‫السنة وإذا لم يبينوا للناس الس**نة من البدع**ة واله**دى* من الض**الل‬
‫فمن ي**بين ذل**ك‪ ،‬ومم**ا ينبغي أن يعلم أن الرافض**ة ل**و تمكنت من‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.145:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.115:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.25:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪52‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أه**ل الس**نة ‪-‬ال مكنهم هللا من ذلك‪ -‬الس**تحلوا منهم م**ا ال يس**تحله‬
‫اليهود والنصارى‪ ،‬ومن شك في كالمي قرأ تاريخ الرافضة‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مقاصد التظاهر في أرض الحرمين‬

‫ينبغي أن يعلم أن التظاهر بهذ الكيفي**ة ليس إس**الميًّا فال نعلم**ه‬


‫ورد عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أن يخرج جماع**ة‬
‫يهتفون بشعار واحد‪ ،‬وليس إال تقلي*دًا ألع**داء* اإلس**الم* وتش**به بهم‬
‫والرسول* ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬من تشبّه بق**وم‬
‫فهو منهم))‪.‬‬
‫أما مقاص ده فمنه ا‪ :‬التب**اهي على أه**ل الس**نة ب*الكثرة‪ ،‬وه**ذا‬
‫منه ّي عنه‪ ،‬قال هللا سبحانه وتع**الى‪﴿ :‬وال تكون**وا كالّ**ذين خرج**وا‬
‫من ديارهم بطرًا ورئ**اء النّ**اس ويص* ّدون عن س**بيل هللا وهللا بم**ا‬
‫يعملون محيط‪.﴾1‬‬
‫ضا على أهل السنة‪ ،‬وهذا أيضًا منه ّي عنه‬ ‫ومنها‪ :‬اإلرجاف أي ً‬
‫ومتوع**د علي**ه‪ ،‬ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬لئن لم ينت**ه المن**افقون‬
‫والّذين في قلوبهم مرض والمرجف**ون في المدين**ة لنغرينّ**ك بهم ث ّم‬
‫ال يجاورونك فيها إالّ قليالً‪ ‬ملعونين أينما ثقفوا أخ**ذوا وقتّل**وا‬
‫تقتيالً‪.﴾2‬‬
‫ومنها‪ :‬التكبر والس**خرية‪ ،‬وه**ذا منه ّي عن**ه‪ ،‬ق**ال هللا س**بحانه‬
‫وتع**الى‪﴿ :‬ياأيّه**ا الّ**ذين ءامن**وا ال يس**خر ق**وم من ق**وم* عس**ى أن‬
‫ّ‬
‫منهن‬ ‫يكونوا خ**يرًا منهم وال نس**اء من نس**اء عس**ى أن ّ‬
‫يكن خ**يرًا‬
‫وال تلمزوا أنفسكم وال تن**ابزوا باأللق**اب بئس االس**م الفس**وق بع**د‬

‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.47:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.61-60:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪54‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫اإليمان ومن لم يتب فأولئك هم الظّالمون‪.﴾1‬‬


‫قال البخاري رحمه هللا تعالى‪ :‬ح ّدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬ح** ّدثنا‬
‫شعبة‪ ،‬عن منصور‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا وائل يح* ّدث عن عبدهللا ق**ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪(( :-‬س**باب المس**لم‬
‫فسوق وقتاله كفر)) تابعه غندر عن شعبة‪.‬‬
‫ح ّدثنا أبومعمر‪ ،‬ح * ّدثنا عب**دالوارث‪ *،‬عن الحس**ين‪ ،‬عن عبدهللا‬
‫أن أبا األسود* ال ّديل ّي ح ّدث**ه عن أبي‬
‫بن بريدة‪ ،‬عن يحيى بن يعمر‪ّ ،‬‬
‫ذ ّر رضي هللا عنه أنّه سمع النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫يق**ول‪(( :‬ال ي**رمي رج**ل رجالً بالفس**وق‪ ،‬وال يرمي**ه ب**الكفر‪ ،‬إال‬
‫ارت ّدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك))‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)465‬ح * ّدثني عم**ر بن‬
‫حفص‪ ،‬ح ّدثنا أبي‪ ،‬ح* ّدثنا األعمش‪ ،‬عن المع*رور ه*و ابن س*ويد‪،‬‬
‫عن أبي ذ ّر‪ ،‬قال‪ :‬رأيت عليه ب*ردًا وعلى غالم**ه ب**ردًا‪ ،‬فقلت‪ :‬ل**و‬
‫أخذت هذا فلبسته كانت حلّةً‪ ،‬وأعطيته ثوبًا آخر‪ ،‬فقال‪ :‬ك**ان بي**ني‬
‫وبين رجل كالم وكانت أ ّمه أعجميّةً فنلت منها‪ ،‬فذكرني إلى النّب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقال لي‪(( :‬أساببت فالنًا))؟ قلت‪:‬‬
‫نعم‪ .‬ق**ال‪(( :‬أفنلت من أ ّمه))؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬ق**ال‪(( :‬إنّ**ك ام**رؤ في**ك‬
‫الس * ّن‪ .‬ق**ال‪(( :‬نعم‪،‬‬
‫جاهليّة)) قلت‪ :‬على حين ساعتي هذه من كبر ّ‬
‫هم إخوانكم جعلهم هللا تحت أي**ديكم‪ ،‬فمن جع**ل هللا أخ**اه تحت ي**ده‬
‫فليطعمه م ّم**ا يأك**ل‪ ،‬وليلبس**ه م ّم**ا يلبس‪ ،‬وال يكلّف**ه من العم**ل م**ا‬
‫يغلبه‪ ،‬فإن كلّفه ما يغلبه فليعنه عليه))‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 8‬ص‪ :)652‬ح ّدثنا الحميديّ‪ ،‬ح ّدثنا‬
‫سفيان‪ ،‬قال‪ :‬حفظناه من عمرو بن دين**ار‪ ،‬ق**ال‪ :‬س**معت ج**ابر بن‬
‫عبدهللا رض**ي هللا عنهم**ا يق**ول‪ :‬كنّ**ا في غ**زاة فكس**ع رج**ل من‬
‫المه**اجرين رجال من األنص**ار‪ .‬فق**ال األنص**اريّ‪ :‬ي**ا لألنص**ار‪،‬‬
‫‪ ‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪55‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وقال المه**اجريّ‪ :‬ي**ا للمه**اجرين‪ ،‬فس* ّمعها هللا رس**وله ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ق**ال‪(( :‬م**ا ه**ذا))؟ فق**الوا‪ :‬كس*ع رج**ل من‬
‫ي‪ :‬يا لألنصار‪ ،‬وقال‬ ‫المهاجرين رجالً من األنصار‪ ،‬فقال األنصار ّ‬
‫المهاجريّ‪ :‬ي**ا للمه**اجرين‪ ،‬فق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪(( :-‬دعوها فإنّه**ا منتنة)) ق**ال ج**ابر‪ :‬وك**انت األنص**ار حين‬
‫ق***دم النّ***ب ّي ‪-‬ص***لى هللا علي***ه وعلى آل***ه وس***لم‪ -‬أك***ثر ث ّم ك***ثر‬
‫المهاجرون بعد‪ .‬فقال عبدهللا بن أب ّي‪ :‬أوقد فعل**وا‪ *،‬وهللا لئن رجعن**ا‬
‫ليخ*رجن األع* ّ*ز منه*ا األذلّ‪ .‬فق*ال عم*ر بن الخطّ*اب‬ ‫ّ‬ ‫إلى المدين*ة‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬دعني يا رسول هللا أضرب عنق هذا المنافق‪ ،‬قال‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬دعه ال يتح ّدث النّاس ّ‬
‫أن‬
‫مح ّمدًا يقتل أصحابه))‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)163‬ح ّدثنا أب**ونعيم‪ ،‬ح * ّدثنا‬
‫سفيان‪ ،‬ح ّدثنا زبيد اليام ّي‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن مس**روق‪ ،‬عن عبدهللا‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬قال النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫ق الجي***وب‪ ،‬ودع***ا ب***دعوى‬ ‫((ليس منّ***ا من لطم الخ***دود‪ ،‬وش*** ّ‬
‫الجاهليّة))‪.‬اهـ‪ .‬ودع**وى الجاهلي**ة تش**مل التعص**ب الم**ذهبي‪،‬‬
‫والتعصب الجاهلي‪.‬‬
‫ق**ال مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)644‬ح** ّدثنا أب**وبكر بن أبي‬
‫شيبة‪ ،‬ح ّدثنا عفّ**ان‪ ،‬ح* ّدثنا أب**ان بن يزي**د (ح) وح* ّدثني إس*حق بن‬
‫منص**ور‪ ،‬واللّف**ظ ل**ه أخبرن**ا حبّ**ان بن هالل‪ ،‬ح* ّدثنا أب**ان‪ ،‬ح* ّدثنا‬
‫ي ح ّدثه‬ ‫أن أبا مالك األشعر ّ*‬ ‫أن أبا سالّم ح ّدثه ّ‬
‫أن زيدًا ح ّدثه ّ‬‫يحيى‪ّ ،‬‬
‫أن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ق**ال‪(( :‬أرب**ع في أ ّم**تي‬ ‫ّ‬
‫*تركونهن‪ ،‬الفخ**ر في األحس**اب‪ ،‬والطّعن في‬ ‫ّ‬ ‫من أمر الجاهليّة ال ي*‬
‫األنساب‪ ،‬واالستسقاء بالنّجوم‪ ،‬والنّياحة‪ ،‬وقال‪ :‬النّائح**ة إذا لم تتب‬
‫قبل موتها تقام ي*وم القيام*ة وعليه*ا س**ربال من قط**ران ودرع من‬
‫جرب))‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال اإلمام مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)1986‬ح* ّدثنا عبدهللا بن‬
‫مسلمة بن قعنب‪ ،‬ح ّدثنا داود يعني ابن قيس‪ ،‬عن أبي س**عيد م**ولى‬
‫عامر بن كريز‪ ،‬عن أبي هري**رة ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫علي****ه وعلى آل****ه وس****لم‪(( :-‬ال تحاس****دوا‪ *،‬وال تناجش****وا‪ ،‬وال‬
‫تباغضوا‪ ،‬وال تدابروا‪ ،‬وال يبع بعض**كم على بي**ع بعض‪ ،‬وكون**وا*‬
‫عباد هللا إخوانً**ا‪ ،‬المس**لم أخ**و المس**لم‪ ،‬ال يظلم**ه‪ ،‬وال يخذل**ه‪ ،‬وال‬
‫يحقره‪ ،‬التّق**وى هاهن**ا ‪-‬ويش**ير إلى ص**دره ثالث م*رّات‪ -‬بحس**ب‬
‫ام**رئ من ّ‬
‫الش* ّر أن يحق**ر أخ**اه المس**لم‪ *،‬ك* ّل المس**لم على المس**لم‬
‫حرام‪ ،‬دمه‪ ،‬وماله‪ ،‬وعرضه))‪.‬اهـ‪‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)481‬ح** ّدثنا بش**ر بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬أخبرنا عبدهللا‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن ه ّم**ام بن منبّ**ه‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪(( :‬إيّ*اكم‬
‫فإن الظّ ّن أكذب الحديث‪ ،‬وال تحسّسوا‪ ،‬وال تجسّس**وا‪ *،‬وال‬ ‫والظّ ّن‪ّ ،‬‬
‫تحاسدوا‪ *،‬وال تباغضوا‪ ،‬وال تدابروا‪ ،‬وكونوا عباد هللا إخوانًا))‪.‬‬
‫ح ّدثنا أبواليم**ان‪ ،‬أخبرن**ا ش**عيب‪ ،‬عن ال ّزه**ريّ‪ ،‬ق**ال‪ :‬ح* ّدثني‬
‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬ ‫أنس بن مالك رضي هللا عنه ّ‬
‫آل**ه وس**لم‪ :-‬ق**ال‪(( :‬ال تباغض**وا‪ ،‬وال تحاس**دوا‪ *،‬وال ت**دابروا‪،‬‬
‫وكونوا عباد هللا إخوانًا‪ ،‬وال يح ّل لمسلم أن يهجر أخاه ف**وق ثالث**ة‬
‫أيّام))‪ .‬اهـ‬
‫ومن مقاصد ذلكم التظاهر‪ :‬إثارة الفتن‪ ،‬فإن**ه يس**وء الرافض**ة‬
‫أن تجتم**ع كلم**ة المس**لمين‪ ،‬وق**د ك**ان س**لفهم الب**اطنيون يقطع**ون‬
‫الطريق على الحجيج‪ ،‬بل هجموا على الحجيج في الحرم وقتل**وهم‬
‫قتالً ذريعًا ورموا ببعضهم في بئر زمزم‪ ،‬واقتلعوا* الحجر األس**ود‬
‫وما ردوه إال بعد زمن‪.‬‬
‫وهل خرج الخميني من فرنسا إال إلث**ارة الفتن بين المس**لمين‪،‬‬
‫ورب الع**زة ي**أمر عب**اده باجتن**اب الفتن فق**ال س**بحانه وتع**الى‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫صةً‪.﴾1‬‬‫تصيبن الّذين ظلموا منكم خا ّ‬


‫ّ‬ ‫﴿واتّقوا فتنةً ال‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتن**ة‬
‫أو يصيبهم عذاب أليم‪.﴾2‬‬
‫وق**ال اإلم**ام البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 13‬ص‪ :)23‬ب**اب ق**ول‬
‫الس*الح‬ ‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من حم**ل علين**ا ّ‬
‫فليس منّا))‪.‬‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن يوسف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن ن**افع‪ ،‬عن عبدهللا‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬ ‫بن عمر رضي هللا عنهم**ا‪ّ ،‬‬
‫آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬من حمل علينا السّالح فليس منّا))‪.‬‬
‫ح * ّدثنا مح ّم**د بن العالء‪ ،‬ح * ّدثنا أبوأس**امة عن بري**د‪ ،‬عن أبي‬
‫بردة‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫قال‪(( :‬من حمل علينا السّالح فليس منّا))‪.‬‬
‫ح** ّدثنا مح ّم**د‪ ،‬أخبرن**ا عب**دال ّر ّزاق‪ ،‬عن معم**ر‪ ،‬عن ه ّم**ام‪،‬‬
‫سمعت أبا هريرة عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ق**ال‪:‬‬
‫الش*يطان‬ ‫((ال يشير أحدكم على أخيه بالسّالح‪ ،‬فإنّه ال ي*دري لع* ّل ّ‬
‫ي ْنزغ في يده‪ ،‬فيقع في حفرة من النّار))‪.‬‬
‫ح ّدثنا عل ّي بن عبدهللا‪ ،‬ح ّدثنا سفيان‪ ،‬ق**ال‪ :‬قلت لعم**رو‪ :‬ي**ا أب**ا‬
‫مح ّمد سمعت جابر بن عبدهللا يقول‪ :‬م ّر رج**ل بس**هام في المس**جد‬
‫فق**ال ل**ه رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬أمس**ك‬
‫بنصالها))؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ح ّدثنا أبوالنّعمان‪ ،‬ح ّدثنا ح ّم**اد بن زي**د‪ ،‬عن عم**رو بن دين**ار‪،‬‬
‫أن رجالً م ّر في المسجد بأسهم قد بدا نصولها‪ ،‬ف**أمر أن‬ ‫عن جابر ّ‬
‫يأخذ بنصولها ال يخدش مسل ًما‪.‬‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.25:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.63:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪58‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ح* ّدثنا مح ّم**د بن العالء‪ ،‬ح* ّدثنا أبوأس**امة‪ ،‬عن بري**د‪ ،‬عن أبي‬
‫بردة‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫قال‪(( :‬إذا م ّر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومع**ه نب**ل فليمس**ك‬
‫على نصالها‪ ،‬أو قال‪ :‬فليقبض بكفّه أن يصيب أح *دًا من المس**لمين‬
‫منها شيء))‪.‬‬
‫وق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 13‬ص‪ :)26‬ب**اب ق**ول النّ**ب ّي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ال ترجع**وا بع**دي كفّ**ارًا‬
‫يضرب بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫ح** ّدثنا عم**ر بن حفص‪ ،‬ح** ّدثني أبي‪ ،‬ح** ّدثنا األعمش‪ ،‬ح** ّدثنا‬
‫ش**قيق‪ .‬ق**ال‪ :‬ق**ال‪ :‬عبدهللا ق**ال‪ :‬النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪(( :-‬سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))‪.‬‬
‫ح ّدثنا حجّاج بن منهال‪ ،‬ح ّدثنا شعبة‪ ،‬أخبرني واق**د‪ ،‬عن أبي**ه‪،‬‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬أنّه س**مع النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫يقول‪(( :‬ال ترجعوا بعدي كفّا ًرا‪ ،‬يضرب بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫ح * ّدثنا مس * ّدد‪ ،‬ح * ّدثنا يح**يى‪ ،‬ح * ّدثنا ق *رّة بن خال**د‪ ،‬ح * ّدثنا ابن‬
‫سيرين‪ ،‬عن عبدالرّحمن* بن أبي بكرة‪ ،‬عن أبي بكرة‪ ،‬وعن رج**ل‬
‫آخر هو أفض**ل في نفس**ي من عب*دالرّحمن* بن أبي بك**رة‪ ،‬عن أبي‬
‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬خطب النّ**اس‬ ‫بكرة ّ‬
‫ي يوم ه**ذا))؟ ق**الوا‪ *:‬هللا ورس**وله* أعلم‪ .‬ق**ال‪:‬‬ ‫فقال‪(( :‬أال تدرون أ ّ‬
‫حتّى ظننّا أنّه سيس* ّميه بغ**ير اس**مه‪ .‬فق**ال‪(( :‬أليس بي**وم النّحر))؟‬
‫ي بلد هذا أليست بالبلدة الح**رام*))؟‬ ‫قلنا‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ .‬قال‪(( :‬أ ّ‬
‫ف***إن دم***اءكم‪ ،‬وأم***والكم‪،‬‬ ‫قلن***ا‪ :‬بلى ي***ا رس***ول هللا‪ .‬ق***ال‪ّ (( :‬‬
‫وأعراض**كم‪ ،‬وأبش**اركم‪ ،‬عليكم ح**رام‪ ،‬كحرم**ة ي**ومكم ه**ذا‪ ،‬في‬
‫شهركم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪ ،‬أال هل بلّغت)) قلن**ا‪ :‬نعم‪ .‬ق**ال‪(( :‬اللّه ّم‬
‫اشهد‪ ،‬فليبلّغ ال ّشاهد الغائب‪ ،‬فإنّ**ه ربّ مبلّ**غ يبلّغ**ه لمن ه**و أوعى*‬
‫له‪ ،‬فك**ان ك**ذلك‪ ،‬ق**ال‪ :‬ال ترجع**وا بع**دي كفّ**ارًا يض**رب بعض**كم‬
‫‪59‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫رقاب بعض))‪ ،‬فل ّم**ا ك**ان ي**وم ح*رّق ابن الحض**رم ّي حين حرّق**ه‬
‫جارية بن قدامة قال‪ :‬أشرفوا على أبي بك**رة فق**الوا‪ :‬ه**ذا أب**وبكرة‬
‫يراك‪ .‬قال عبدالرّحمن‪ :‬فح* ّدثتني أ ّمي عن أبي بك**رة أنّ**ه ق**ال‪ :‬ل**و‬
‫دخلوا عل ّي ما بهشت بقصبة‪.‬‬
‫ح ّدثنا أحمد بن إشكاب‪ ،‬ح ّدثنا مح ّمد بن فض**يل‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن‬
‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي هللا عنهما ق**ال‪ :‬ق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى‬
‫هللا علي**ه وعلى* آل**ه وس**لم‪(( :-‬ال ترت** ّدوا بع**دي كفّ**ارًا يض**رب‬
‫بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫ح* ّدثنا س**ليمان بن ح**رب‪ ،‬ح* ّدثنا ش**عبة‪ ،‬عن عل ّي بن م**درك‪،‬‬
‫سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن ج * ّده جري**ر ق**ال‪ :‬ق**ال‬
‫لي رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬في ح ّج**ة ال**وداع‪:‬‬
‫((استنصت النّاس)) ث ّم قال‪(( :‬ال ترجع**وا بع**دي كفّ**ارًا‪ ،‬يض**رب‬
‫بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫وقال رحمه هللا ص(‪ :)29‬باب تكون فتنة القاعد فيها خ**ير من‬
‫القائم‪.‬‬
‫ح ّدثنا مح ّمد بن عبيدهللا‪ ،‬ح ّدثنا إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن‬
‫أبي سلمة ابن عبدالرّحمن‪ *،‬عن أبي هريرة‪ .‬قال إبراهيم‪ :‬وح** ّدثني‬
‫صالح بن كيسان‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن سعيد بن المسيّب‪ ،‬عن أبي‬
‫هري**رة ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((ستكون فتن القاع**د فيه**ا خ**ير من الق**ائم‪ ،‬والق**ائم فيه**ا خ**ير من‬
‫الس***اعي‪ ،‬من تش***رّف له***ا‬ ‫الماش***ي‪ ،‬والماش***ي فيه***ا خ***ير من ّ‬
‫تستشرفه‪ ،‬فمن وجد منها ملجأ ً أو معا ًذا فليعذ به))‪.‬‬
‫ح** ّدثنا أبواليم**ان‪ ،‬أخبرن**ا ش**عيب‪ ،‬عن ال ّزه**ريّ‪ ،‬أخ**برني‬
‫أن أبا هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى‬ ‫أبوسلمة بن عبدالرّحمن‪ّ ،‬‬
‫هللا علي**ه وعلى* آل**ه وس**لم‪(( :-‬س**تكون فتن القاع**د فيه**ا خ**ير من‬
‫الس*اعي‪،‬‬‫القائم‪ ،‬والقائم خير من الماشي‪ ،‬والماش**ي فيه**ا خ**ير من ّ‬
‫‪60‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫من تش ّرف لها تستشرفه‪ ،‬فمن وجد ملجأ ً أو معا ًذا فليعذ به))‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا ص (‪ :)31‬ب**اب إذا التقى المس**لمان‬
‫بسيفيهما‪.‬‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن عبدالوهّاب‪ ،‬ح ّدثنا ح ّماد‪ ،‬عن رجل لم يس * ّمه‪،‬‬
‫عن الحسن قال‪ :‬خرجت بسالحي ليالي الفتنة‪ ،‬فاس**تقبلني أب**وبكرة‬
‫فقال‪ :‬أين تري**د؟ قلت‪ *:‬أري**د نص**رة ابن ع ّم رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬
‫آل**ه وس**لم‪(( :-‬إذا تواج**ه المس**لمان* بس**يفيهما‪ ،‬فكالهم**ا من أه**ل‬
‫النّار)) قيل‪ :‬فهذا القات**ل‪ ،‬فم**ا ب*ال المقت**ول؟ ق**ال‪(( :‬إنّ**ه أراد قت**ل‬
‫صاحبه))‪.‬‬
‫قال ح ّماد بن زيد‪ :‬فذكرت* هذا الحديث أليّوب ويونس بن عبيد‬
‫وأنا أريد أن يح ّدثاني به‪ .‬فقاال‪ :‬إنّما روى هذا الحديث الحسن‪ *،‬عن‬
‫األحنف بن قيس‪ ،‬عن أبي بكرة‪ ،‬ح ّدثنا سليمان‪ ،‬ح ّدثنا ح ّم*اد به*ذا‪.‬‬
‫وقال مؤ ّم**ل‪ :‬ح* ّدثنا ح ّم**اد بن زي**د‪ ،‬ح* ّدثنا أيّ**وب وي**ونس وهش**ام‬
‫ومعلّى بن زي**اد‪ ،‬عن الحس**ن‪ *،‬عن األحن**ف‪ ،‬عن أبي بك**رة‪ ،‬عن‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬ورواه معم**ر‪ ،‬عن أيّ**وب‪،‬‬
‫ورواه ب ّكار ابن عبدالعزيز‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بكرة‪ .‬وقال غن**در‪:‬‬
‫ح ّدثنا شعبة‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن ربع ّي بن ح**راش‪ ،‬عن أبي بك**رة‪،‬‬
‫عن النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ ،-‬ولم يرفع**ه س**فيان‪،‬‬
‫عن منصور‪.‬‬
‫ثم ق*ال البخ*اري رحم*ه هللا (ج‪ 13‬ص‪ :)37‬ب*اب من ك*ره أن‬
‫يكثّر سواد* الفتن والظّلم‪.‬‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن يزيد‪ ،‬ح ّدثنا حيوة وغيره‪ ،‬ق**اال‪ :‬ح * ّدثنا مح ّم**د‬
‫بن عب**دالرّحمن أبواألس**ود‪ *،‬ق**ال‪ :‬قط**ع على أه**ل المدين**ة بعث‪،‬‬
‫فاكتتبت فيه‪ ،‬فلقيت عكرمة فأخبرته فنه**اني عن ذل**ك أش * ّد النّهي‪،‬‬
‫ناس**ا من المس**لمين ك**انوا م**ع‬ ‫أن ً‬‫ث ّم ق**ال‪ :‬أخ**برني ابن عبّ**اس ّ‬
‫‪61‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المشركين يكثّرون سواد* المش**ركين على عه**د رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬


‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬فيأتي السّهم ف**يرمى ب**ه فيص**يب أح**دهم‬
‫إن الّ**ذين توفّ**اهم المالئك**ة‬
‫فيقتله‪ ،‬أو يض**ربه فيقت**ل‪ ،‬ف**أنزل هللا‪ّ ﴿ :‬‬
‫ظالمي أنفسهم﴾‪.‬‬
‫ثم قال البخاري رحمه هللا ص(‪ :)40‬باب التّعرّب في الفتنة‪.‬‬
‫ح ّدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬ح ّدثنا حاتم‪ ،‬عن يزيد بن أبي عبي**د‪ ،‬عن‬
‫س**لمة بن األك**وع‪ *،‬أنّ**ه دخ**ل على الح ّج**اج فق**ال‪ :‬ي**ا ابن األك**وع‬
‫ولكن رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬ ‫ّ‬ ‫ارتددت على عقبيك تعرّبت‪ ،‬قال‪ :‬ال‪،‬‬
‫عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬أذن لي في الب**دو‪ .‬وعن يزي**د بن أبي عبي**د‬
‫قال‪ :‬ل ّما قتل عثمان بن عفّ**ان خ**رج س**لمة بن األك**وع* إلى الرّب**ذة‬
‫وتز ّوج هناك امرأةً وول**دت* ل**ه أوالدًا‪ *،‬فلم ي**زل به**ا حتّى قب**ل أن‬
‫يموت بليال فنزل المدينة‪.‬‬
‫ح * ّدثنا عبدهللا بن يوس**ف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن عب**دالرّحمن* بن‬
‫ي رض**ي‬ ‫عبدهللا بن أبي صعصعة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي سعيد الخدر ّ‬
‫هللا عنه أنّه قال‪ :‬قال رسول‪ ‬هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((يوشك أن يكون خ**ير م**ال المس**لم غنم يتب**ع به**ا ش**عف الجب**ال‬
‫ومواقع القطر‪ ،‬يف ّر بدينه من الفتن))‪.‬‬
‫ثم قال البخاري رحمه هللا ص(‪ :)43‬باب التّع ّوذ من الفتن‪.‬‬
‫ح** ّدثنا مع**اذ بن فض**الة‪ ،‬ح** ّدثنا هش**ام‪ ،‬عن قت**ادة‪ ،‬عن أنس‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬سألوا النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫حتّى أحف**وه بالمس**ألة‪ ،‬فص**عد النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬ذات ي**وم المن**بر فق**ال‪(( :‬ال تس**ألوني عن ش**يء إال بيّنت‬
‫لكم))‪ ،‬فجعلت أنظر يمينًا وش*ماالً ف*إذا ك* ّل رج*ل رأس**ه في ثوب*ه‬
‫يبكي‪ ،‬فأنشأ رجل كان إذا الحى يدعى إلى غير أبيه فقال‪ :‬ي**ا ن**ب ّي‬
‫هللا من أبي؟ فقال‪(( :‬أبوك حذافة)) ث ّم أنشأ عمر فقال‪ :‬رضينا باهلل‬
‫ربًّا‪ ،‬وباإلسالم دينًا‪ ،‬وبمح ّم**د رس**والً‪ ،‬نع**وذ باهلل من س**وء الفتن‪،‬‬
‫‪62‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فق**ال‪ :‬النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬م**ا رأيت في‬
‫والش * ّر ك**اليوم ق**طّ‪ ،‬إنّ**ه ص * ّورت لي الجنّ**ة والنّ**ار حتّى‬
‫ّ‬ ‫الخ**ير‬
‫رأيتهما دون الحائط)) قال قتادة‪ :‬يذكر هذا الحديث عند هذه اآلية‪:‬‬
‫﴿يا أيّها الّذين آمنوا ال تسألوا عن أش**ياء إن تب**د لكم تس**ؤكم﴾ وق**ال‬
‫أن‬‫عبّاس النّرس ّي‪ :‬ح ّدثنا يزيد بن زريع‪ ،‬ح ّدثنا سعيد‪ ،‬ح ّدثنا قتادة‪ّ ،‬‬
‫أن ن*ب ّي هللا ‪-‬ص*لى هللا علي**ه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬به**ذا‪.‬‬ ‫أنس*ا ح* ّدثهم ّ‬
‫ً‬
‫وقال‪ :‬ك* ّل رج**ل الفًّ**ا رأس**ه في ثوب**ه يبكي وق**ال‪ *:‬عائ* ًذا باهلل من‬
‫سوء الفتن‪ ،‬أو قال‪ :‬أعوذ* باهلل من سوأى الفتن‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)317‬ح ّدثنا أبواليمان‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫أخبرنا شعيب‪ ،‬عن ال ّزهريّ‪ .‬ق**ال‪ :‬أخبرن**ا ع**روة بن ال ّزب**ير‪ ،‬عن‬
‫عائشة زوج النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬أخبرت**ه ّ‬
‫أن‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬كان يدعو في الصّالة‪:‬‬
‫((اللّه ّم إنّي أعوذ* بك من عذاب* القبر‪ ،‬وأعوذ بك من فتن**ة المس**يح‬
‫ال ّد ّجال‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتن*ة المم*ات‪ ،‬اللّه ّم إنّي أع*وذ‬
‫بك من الم*أثم والمغ**رم)) فق**ال ل*ه قائ**ل‪ :‬م*ا أك*ثر م*ا تس*تعيذ من‬
‫إن الرّجل إذا غرم ح ّدث فكذب‪ ،‬ووعد* فأخلف))‪.‬‬ ‫المغرم فقال‪ّ (( :‬‬
‫قال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)128‬ح * ّدثنا مح ّم**د بن‬
‫عبدهللا بن نمير‪ ،‬ح ّدثنا أبوخالد يع**ني س**ليمان بن حيّ**ان‪ ،‬عن س**عد‬
‫بن طارق‪ ،‬عن ربع ّي‪ ،‬عن حذيفة‪ .‬قال‪ :‬كنّا عن**د عم**ر فق**ال‪ :‬أيّكم‬
‫سمع رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يذكر الفتن؟ فقال‬
‫قوم‪ :‬نحن سمعناه‪ .‬فقال‪ :‬لعلّكم تعنون فتنة ال ّرجل في أهله وجاره؟‬
‫والص*دقة‪ ،‬ولكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والص*يام‬ ‫قالوا‪ :‬أجل‪ .‬ق**ال‪ :‬تل**ك تكفّره**ا ّ‬
‫الص*الة‬
‫أيّكم سمع النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ي**ذكر الفتن الّ**تي‬
‫تموج موج البحر؟ قال حذيفة‪ :‬فأسكت القوم‪ .‬فقلت‪ :‬أن**ا‪ .‬ق**ال‪ :‬أنت‬
‫هلل أبوك‪ .‬قال حذيفة‪ :‬سمعت رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬تعرض الفتن على القلوب كالحصير ع**و ًدا* ع**ودًا‪،‬‬
‫‪63‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ي قلب أنكرها نكت في**ه‬ ‫ي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء‪ *،‬وأ ّ‬ ‫فأ ّ‬
‫الص *فا‪ ،‬فال‬ ‫نكتة بيضاء‪ ،‬حتّى تصير على قلبين‪ :‬على أبيض مث**ل ّ‬
‫الس*موات* واألرض‪ ،‬واآلخ*ر أس*ود مرب*ا ًّدا‪،‬‬ ‫تضرّه فتنة م*ا دامت ّ‬
‫كالكوز مج ّخيًا‪ ،‬ال يعرف معروفًا وال ينكر منك *رًا‪ ،‬إال م**ا أش**رب‬
‫أن بينك وبينها بابً**ا مغلقً**ا‪ ،‬يوش**ك‬ ‫من هواه))‪ .‬قال حذيفة‪ :‬وح ّدثته ّ‬
‫أن يكسر‪ .‬قال عمر‪ :‬أكسرًا ال أبا لك‪ ،‬فلو* أنّه فتح لعلّ**ه ك**ان يع**اد‪.‬‬
‫أن ذل**ك الب*اب رج**ل يقت**ل أو يم*وت‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬ال‪ ،‬بل يكسر‪ ،‬وح ّدثته ّ‬
‫حديثًا ليس باألغاليط‪.‬‬
‫قال اإلمام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)110‬ح* ّدثني يح**يى بن‬
‫أيّوب‪ ،‬وقتيبة‪ ،‬وابن حجر‪ ،‬جميعًا عن إسماعيل بن جعفر‪ .‬قال ابن‬
‫أيّوب‪ :‬ح* ّدثنا إس**ماعيل‪ .‬ق**ال‪ :‬أخ**برني العالء‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن أبي‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪:‬‬ ‫هري**رة ّ‬
‫((بادروا باألعمال فتنًا كقطع اللّي**ل المظلم‪ ،‬يص**بح الرّج**ل مؤمنً**ا‬
‫ويمسي كافرًا‪ ،‬أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا‪ ،‬ي**بيع دين**ه بع**رض‬
‫من ال ّدنيا))‪ .‬اهـ‬
‫فالخميني آلة فتنة‪ ،‬ال نشك أنه عميل ألمريكا ولروسيا‪ *،‬فها هو‬
‫أيض*ا عمي**ل لليه**ود فه**ا هم بق**واتهم في‬ ‫يستمد قوات**ه منهم‪ ،‬وه**و ً‬
‫لبنان يقص**فون المخيم**ات الفلس**طينية‪ ،‬فق**د افتض**ح أم**ر الرج**ل‪،‬‬
‫وماذا يضر أمريكا أو روسيا الهتاف الخمي**ني‪ :‬تس**قط أمريك**ا‪ ،‬أو‬
‫تسقط روسيا‪ ،‬وهو ينفذ لهما مخططاتهما ولقد أحسن الشيخ محم**د‬
‫بن سالم البيحاني رحمه هللا إذ يقول‪:‬‬
‫ب***ه الفض***اء وال ص***وت‬ ‫هيه**ات ال ينف**ع التص**فيق‬
‫الهتاف*ات ش**عب وال يس*قط‬ ‫ممتلئًا (فليحيا) أو (فليمت) ال‬
‫الجب**ار والعاتيوم**ا ل**ه أث**ر‬ ‫يس************تقيم بهافكم خطيب‬
‫م****اض وال آتيفكم بلين****ا‬ ‫سمعنا وهو مندفعيا أسكت‬
‫بتصفيق وأصوات*‬ ‫هللا أفواهًا تصيح له‬
‫‪64‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ولسنا نصدق الخمينى في زعمه أن**ه يق**اطع أمريك**ا وروس**يا‪،‬‬


‫ولم نص**دقه في احتج**از الره**ائن األمريك*يين‪ ،‬نحن نعلم أنّه**ا عن‬
‫تمالئ مع أمريكا‪ ،‬ليظهر بطولته عند المسلمين ليثقوا به‪ ،‬ويشبهها‬
‫قضية رمي بيت القذافي فهي أيضًا عن تم*الئ م*ع أمريك*ا ليظه*ر‬
‫عداوته ألمريكا‪ ،‬فقد أصبح الزعيم اليوم يظهر الصداقة م**ع دول**ة‬
‫وهو في الباطن يعاديه**ا‪ ،‬ويظه**ر الع**داوة لدول**ة وه**و في الب**اطن‬
‫يصادقها ولقد أحسن محمد بن سالم البيحاني رحمه هللا إذ يقول‪:‬‬
‫وهي وهللا ض***********دها في‬ ‫دول***ة ت*** ّدعي ص***داقة‬
‫الحقيق**ةيجعل الدول**ة الع**د ّو‬ ‫أخرىم**ا أظن الحي**اة إال‬
‫ص*****ديقةيزرع الش*****ر في‬ ‫خداعًاق**د بلين**ا ب**أجنب ّي‬
‫الشعوب الش**قيقةفي س**الم‬ ‫ش******قيّلو رجعن******ا إلى‬
‫وسالمتنا الخليقة‬ ‫الصواب لعشنا‬
‫فالرجل يتظاهر بعداوة أعداء اإلسالم‪ *،‬ثم ارتقى به الح**ال إلى‬
‫نصب العداوة الحقيقية للمسلمين‪ ،‬فها هو يقول الخ**بيث‪ :‬إن**ه يري**د‬
‫فتح مكة قبل فلس**طين‪ .‬ونحن ال نش**ك أن**ه م**دفوع من قب**ل أع**داء*‬
‫اإلسالم‪ ،‬ولقد أحسن محمد ابن سالم البيحاني رحمه هللا إذ يقول‪:‬‬
‫يش*******تم األبري*******اء حين‬ ‫ك***ل ي***وم ونحن نس***مع‬
‫يخورقال‪ :‬إني بشتم ق**ومي‬ ‫عجالًوإذا قي*****ل‪ :‬أيه*****ا‬
‫فخورق****دمت* لي هب****اتهم‬ ‫العج*****ل ص*****متًاألّهتني‬
‫والن**ذور تته**اوى من تحت‬ ‫بعض الطوائ**************ف‬
‫قرني الصخور‬ ‫ح***تىعظّموني فص***رت‬
‫شيئًا عظي ًما‬
‫وال يعرف حقيقة الرجل إال من ق**رأ في ت**اريخ الرافض**ة وم**ا‬
‫هم عليه من كيد اإلسالم والعداء ألهله‪ ،‬فإني أنصح بقراءة ما قي**ل‬
‫عن الرافض***ة في ((الفصل)) ألبي محم***د بن ح***زم و((المل***ل‬
‫والنحل)) للشهرستاني و((الفرق بين الفرق)) للبغدادي‪ *،‬وقد نقلت‬
‫‪65‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عن ه***ذه الكتب بعض الش***يء في كت***ابي ((إرش***اد ذوي الفطن‬


‫إلبعاد غالة ال*روافض من اليمن‪ ))1‬ومن أحس*ن الكتب ال*تي ت*بين‬
‫حقيقة الرجل كتاب أخين*ا في هللا عبدهللا محم**د الغ*ريب فج**زاه هللا‬
‫خي ًرا‪ ،‬وإني أنصح كل سني بقراءته‪ ،‬فقد كش**ف تل**بيس الرافض**ي‬
‫األثيم الخمي***نى‪ ،‬وأنص***ح بق***راءة كت***اب الخمي***ني ((الحكوم***ة‬
‫اإلسالمية)) لمن كان أهالً لذلك تجد فيه أنه اثنا عشري رافضي‪.‬‬
‫ف**إن قلت‪ :‬إنن**ا نس**مع من إذاعتهم الكالم الطيب‪ .‬قلت‪ :‬ه**ذا ال‬
‫ينفع مع خبث العقيدة وعداوة المسلمين‪ ،‬وهل أنت تتوقع من**ه اآلن‬
‫أن يقول‪ :‬إنه يريد هدم اإلس**الم؟! فه**ذا فرع**ون* ال**ذي يق**ول‪﴿ :‬أن**ا‬
‫ربّكم األعلى*‪ ،﴾2‬ويق**ول‪﴿ :‬م**ا علمت لكم من إل**ه غ**يري‪ ،﴾3‬يق**ول‬
‫لقوم**ه‪﴿ :‬م**ا أريكم إالّ م**ا أرى وم**ا أه**ديكم إالّ س**بيل الرّش**اد‪.﴾4‬‬
‫ويقول في نبى هللا موسى‪﴿ :‬إنّي أخاف أن يب ّدل دينكم أو أن يظه**ر‬
‫في األرض الفساد‪.﴾5‬‬
‫ويقول تعالى عن س**حرة فرع**ون وهم آن**ذاك كف**ار لم يس**لموا‬
‫أنهم يقولون في موسى وهارون‪﴿ :‬قالوا إن هذان لساحران يريدان‬
‫أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى‪.﴾6‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى في المنافقين‪﴿ :‬وإذا قيل لهم ال تفسدوا في‬
‫األرض قالوا إنّما نحن مص**لحون‪ .﴾7‬ق**ال هللا مك**ذبًا لهم‪﴿ :‬أال إنّهم‬

‫‪ ‬وسيأتي إن شاء هللا في هذا الكتاب الكثير الطيب في بيان ضاللهم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النازعات‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.38:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.29:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.26:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة طه‪ ،‬اآلية‪.63:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪66‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هم المفسدون* ولكن ال يشعرون‪.﴾1‬‬


‫فإي**اك إي**اك أن تغ*تر بخطبهم من إذاعتهم‪ ،‬ف*إن هللا ع**ز وج*ل‬
‫يقول في كتاب**ه الك**ريم‪﴿ :‬ومن النّ**اس من يعجب**ك قول**ه في الحي**اة‬
‫ال ّدنيا ويشهد هللا على ما في قلب**ه وه**و أل* ّد الخص**ام ‪ ‬وإذا ت**ولّى‬
‫سعى في األرض ليفسد فيها ويهل**ك الح**رث والنّس**ل وهللا ال يحبّ‬
‫الفس**اد ‪ ‬وإذا قي**ل ل**ه اتّ**ق هللا أخذت**ه الع* ّزة ب**اإلثم فحس**به جهنّم‬
‫ولبئس المهاد‪.﴾2‬والرسول ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يق**ول‪:‬‬
‫إن من البيان لسحرًا))‪.‬‬ ‫(( ّ‬
‫قال اإلمام البخاري رحم*ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)237‬ح* ّدثنا عبدهللا‬
‫بن يوسف‪ ،‬أخبرنا مال**ك‪ ،‬عن زي**د بن أس**لم‪ ،‬عن عبدهللا بن عم**ر‬
‫رضي هللا عنهما أنّه قدم رجالن من المشرق فخطبا فعجب النّ**اس‬
‫إن‬‫لبيانهما فقال‪ :‬رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ّ (( :-‬‬
‫إن بعض البيان لسحر))‪ .‬اهـ‬ ‫من البيان لسحرًا‪ ،‬أو ّ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫والح**ق ق**د يعتري**ه س**وء‬ ‫في زخ**رف الق**ول ت**زيين‬
‫تعب***يروإن تش***أ قلت‪ :‬ذا‬ ‫لب***اطلهتقول‪ :‬ه***ذا مج***اج‬
‫ق ّي الزنابير‬ ‫النحل‪ ،‬تمدحه‬
‫ولست أطلب منك أن تسيء الظن بك**ل خطيب وداع وواع**ظ‪،‬‬
‫فمع**اذ هللا وه**ذا ه**و غ**رض أع**داء اإلس**الم‪ *،‬فهم ال**ذين يبث**ون‬
‫الدعايات الملعونة التي تنف**ر عن ال**دعاة إلى هللا‪ ،‬وق**د تكلمن**ا على‬
‫هذا في كتابنا ((المخرج من الفتنة)) وفي ((السيوف الباترة إللحاد‬
‫الشيوعية الكافرة))‪ .‬ولكني أحذرك من هذه الطائفة الزائغ**ة لس**وء*‬
‫عقيدتها‪ ،‬ول**و فرض**نا أنّهم متحمس**ون لل**دين فه**ذا ال ينفعهم ح**تى‬

‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.12:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.206-204:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪67‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫يكون**وا مستس**لمين لس**نة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬فال وربّ**ك ال يؤمن**ون حتّى‬
‫يح ّكم**وك فيم**ا ش**جر بينهم ث ّم ال يج**دوا في أنفس**هم حرجً**ا م ّم**ا‬
‫قضيت ويسلّموا تسلي ًما‪.﴾1‬‬
‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ليس ال**ب ّر أن تولّ**وا وج**وهكم قب**ل المش**رق‬
‫ّ‬
‫ولكن ال***ب ّر من ءامن باهلل والي***وم اآلخ***ر والمالئك***ة‬ ‫والمغ***رب‬
‫والكت**اب والنّ**بيّين وءاتى الم**ال على حبّ**ه ذوي* الق**ربى واليت**امى‬
‫والس**ائلين وفي الرّق**اب وأق**ام ّ‬
‫الص**الة‬ ‫ّ‬ ‫والمس**اكين وابن ّ‬
‫الس**بيل‬
‫ّ‬
‫والص***ابرين في‬ ‫وءاتى ال ّزك***اة والموف***ون بعه***دهم إذا عاه***دوا‬
‫والض*رّاء وحين الب**أس أولئ**ك الّ**ذين ص**دقوا وأولئ**ك هم‬ ‫ّ‬ ‫البأس**اء‬
‫المتّقون‪.﴾2‬‬
‫وهذه التظاهرات تدل على سوء المقص**د‪ ،‬وخبث العقي**دة‪ .‬بل**د‬
‫أ ّمنه هللا وتوعد على اإللحاد فيه‪ ،‬فإذا ه**ؤالء المخ**ذولون يفتح**ون‬
‫باب شر للمسلمين ويدعون* إلى الفرقة بين المسلمين ال**تي نهى هللا‬
‫عنها ورسوله‪ .‬وهذا الذي* نتوقعه من الرافض**ة وه**ذه س**ننهم ال**تي‬
‫سنها لهم عبدهللا بن سبأ‪ ،‬والحمد هلل ال*ذي فض*حهم وجعلهم يب*دون‬
‫فقطع سبيل الحاج يعتبر من أكبر الكبائر‪ ،‬وق *د* بلغ**ني‬ ‫ما يكتمونه‪ْ ،‬‬
‫أنّهم أق**اموا تظ**اهرًا جاهليًّ**ا من الحج**ون* إلى المعاب**دة‪ ،‬ووقف**وا*‬
‫حركة السير‪ ،‬وقطعوا* الن**اس عن أداء مناس**كهم ال**تي س**افروا من‬
‫أجل أدائها‪ ،‬قاتل هللا الرافضة الصم البكم العمي الذين ال يعقلون‪.‬‬

‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.65:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.177:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪68‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حرمة مكة‬

‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وإذ جعلن**ا ال**بيت مثاب*ةً للنّ**اس وأمنً**ا‬
‫واتّخذوا من مقام إبراهيم مص**لًّى وعه**دنا إلى إب**راهيم وإس**ماعيل‬
‫الس*جود* ‪ ‬وإذ ق*ال‬ ‫أن طهّ*را بي*تي للطّ*ائفين والع*اكفين وال ّر ّك*ع ّ‬
‫إبراهيم ربّ اجع**ل ه**ذا بل*دًا ءامنً**ا وارزق أهل**ه من الثّم**رات من‬
‫ءامن منهم باهلل والي***وم اآلخ***ر ق***ال ومن كف***ر فأمتّع***ه قليالً ث ّم‬
‫أضطرّه إلى عذاب النّار وبئس المصير‪.﴾1‬‬
‫إن أ ّول بيت وض**ع للنّ**اس للّ**ذي بب ّك**ة مبار ًك**ا‬
‫وق**ال تع**الى‪ّ ﴿ :‬‬
‫وهدًى للعالمين ‪ ‬فيه ءايات بيّنات مقام إب**راهيم ومن دخل**ه ك**ان‬
‫ءامنًا وهلل على النّاس ح ّج البيت من استطاع إلي*ه س*بيالً ومن كف*ر‬
‫ّ‬
‫فإن هللا غن ّي عن العالمين‪.﴾2‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامن**وا ليبل**ونّكم هللا بش**يء‬
‫من الصّيد تناله أي**ديكم ورم**احكم ليعلم هللا من يخاف**ه ب**الغيب فمن‬
‫اعتدى بع*د ذل**ك فل*ه ع**ذاب أليم ‪ ‬ياأيّه**ا الّ**ذين ءامن*وا ال تقتل**وا‬
‫صيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متع ّم* دًا فج**زاء مث**ل م**ا قت**ل من‬ ‫ال ّ‬
‫النّعم يحكم ب**ه ذوا ع**دل منكم ه**ديًا ب**الغ الكعب**ة أو كفّ**ارة طع**ام‬
‫مساكين أو عدل ذلك صيا ًما ليذوق وبال أمره عف**ا هللا ع ّم**ا س**لف‬
‫ومن ع**اد فينتقم هللا من**ه وهللا عزي**ز ذو انتق**ام ‪ ‬أح * ّل لكم ص**يد‬
‫البحر وطعامه متاعًا لكم ولل ّسيّارة وحرّم عليكم صيد الب ّر م**ا دمتم‬

‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.126-125:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.97-96:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪69‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حر ًم*ا واتّق*وا هللا الّ*ذي إلي*ه تحش**رون ‪ ‬جع**ل هللا الكعب*ة ال**بيت‬
‫الحرام قيا ًما للنّاس وال ّشهر الحرام* والهدي* والقالئد ذلك لتعلموا ّ‬
‫أن‬
‫الس***موات* وم***ا في األرض ّ‬
‫وأن هللا بك*** ّل ش***يء‬ ‫هللا يعلم م***ا في ّ‬
‫عليم‪.﴾1‬‬
‫وق**ال تع*الى‪﴿ :‬ياأيّه**ا الّ**ذين ءامن*وا إنّم**ا المش**ركون نجس فال‬
‫يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا‪.﴾2‬‬
‫الش*هر الح**رام قت**ال في*ه‬ ‫وقال سبحانه وتعالى ‪﴿ :‬يسألونك عن ّ‬
‫قل قتال فيه كبير وص ّد عن س**بيل هللا وكف**ر ب**ه والمس**جد* الح**رام*‬
‫وإخراج أهله منه أكبر عند هللا والفتنة أكبر من القتل‪.﴾3‬‬
‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬وإذ ق**ال إب**راهيم ربّ اجع**ل ه**ذا البل**د ءامنً**ا‬
‫هن أض**للن كث**يرًا من‬ ‫واجنبني وبن ّي أن نعبد األص**نام‪ ‬ربّ إنّ ّ‬
‫النّاس فمن تبعني فإنّه منّي ومن عص**اني فإنّ**ك غف**ور رحيم‪‬‬
‫ربّنا إنّي أسكنت من ذ ّريّتي بواد غير ذي زرع عند بيت**ك المح *رّم‬
‫ربّنا ليقيموا الصّالة فاجعل أفئ**دةً من النّ**اس ته**وي إليهم وارزقهم*‬
‫من الثّمرات لعلّهم يشكرون‪.﴾4‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬أولم* نم ّكن لهم حر ًما ءامنًا يجبى إليه ثمرات ك * ّل‬
‫ولكن أكثرهم ال يعلمون‪.﴾5‬‬ ‫ّ‬ ‫شيء رزقًا من لدنّا‬
‫يعذبهم هللا وهم يص ّدون عن المس**جد‬ ‫وقال تعالى‪﴿ :‬وما لهم أال ّ‬
‫ّ‬
‫ولكن أك**ثرهم ال‬ ‫الحرام وما كانوا أولي**اءه إن أولي**اؤه إالّ المتّق**ون‬
‫يعلمون ‪ ‬وما كان صالتهم عند البيت إال مكا ًء وتص**ديةً ف**ذوقوا‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.97-94:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.28:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.217:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية‪.37-35:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.57:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪70‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫العذاب بما كنتم تكفرون‪.﴾1‬‬


‫وقال تعالى‪﴿ :‬أولم* يروا أنّا جعلنا حر ًما ءامنًا ويتخطّف النّ**اس‬
‫من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة هللا يكفرون‪.﴾2‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬هم الّ*ذين كف*روا وص* ّدوكم* عن المس*جد الح*رام‬
‫والهدي معكوفًا أن يبلغ محلّه ولوال رجال مؤمنون ونساء مؤمنات‬
‫لم تعلموهم أن تطئوهم فتص**يبكم منهم مع*رّة بغ**ير علم لي**دخل هللا‬
‫في رحمت**ه من يش**اء ل**و تزيّل**وا لع* ّ*ذبنا الّ**ذين كف**روا منهم ع**ذابًا‬
‫ألي ًما‪.﴾3‬‬
‫إن الّذين كفروا ويص ّدون عن سبيل هللا والمسجد‬ ‫وقال تعالى‪ّ ﴿ :‬‬
‫الحرام الّذي* جعلناه للنّاس سوا ًء العاكف في**ه والب**اد ومن ي**رد في**ه‬
‫بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم‪.﴾4‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ذل**ك ومن يعظّم حرم**ات هللا فه**و خ**ير ل**ه عن**د‬
‫ربّه‪.﴾5‬‬
‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ذل**ك ومن يعظّم ش**عائر هللا فإنّه**ا من تق**وى‬
‫القلوب‪.﴾6‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ال أقس**م به**ذا البل**د ‪ ‬وأنت ح* ّل به**ذا‬
‫البلد‪ ﴾7‬أي‪ :‬مكة‪.‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬والتّين وال ّزيت**ون وط**ور س**ينين وه**ذا‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.35-34.:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.67:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.25:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورةالحج‪ ،‬اآلية‪.25:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.30:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.32:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة البلد‪ ،‬اآلية‪.2-1:‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪71‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫البلد األمين‪ .﴾8‬أي‪ :‬مكة‪.‬‬


‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ألم تر كيف فعل ربّ**ك بأص**حاب الفي**ل‬
‫‪ ‬ألم يجعل كيدهم في تضليل ‪ ‬وأرس**ل عليهم ط**يرًا أبابي**ل ‪‬‬
‫ترميهم بحجارة من سجّيل ‪ ‬فجعلهم كعصف مأكول‪.﴾1‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬إليالف قريش ‪ ‬إيالفهم رحلة ّ‬
‫الش**تاء‬
‫والصّيف ‪ ‬فليعبدوا ربّ ه**ذا ال**بيت ‪ ‬الّ**ذي أطعمهم من ج**وع‬
‫وءامنهم من خوف‪.﴾2‬‬
‫وقال س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬إنّم**ا أم**رت أن أعب**د ربّ ه**ذه البل**دة‬
‫الّذي حرّمها وله ك ّل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين‪.﴾3‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ال تحلّ**وا ش**عائر هللا‬
‫وال ال ّشهر الحرام* وال الهدي وال القالئ**د وال ءا ّمين ال**بيت الح**رام‬
‫يبتغون فضالً من ربّهم ورضوانًا وإذا حللتم فاصطادوا‪.﴾4‬‬
‫ق**ال البخ*اري رحم**ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)41‬ب*اب ال يعض*د ش**جر‬
‫الحرم‪.‬‬
‫وقال ابن عبّاس رضي هللا عنهم**ا عن ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪(( :-‬ال يعضد شوكه))‪.‬‬
‫ح ّدثنا قتيب**ة‪ ،‬ح * ّدثنا اللّيث‪ ،‬عن س**عيد بن أبي س**عيد المق**بريّ‪،‬‬
‫ي أنّه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث‬ ‫عن أبي شريح العدو ّ‬
‫إلى م ّكة‪ :‬ائذن لي أيّها األمير أح ّدثك قوالً* قام به رسول هللا ‪-‬صلى‬
‫هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬للغ**د من ي**وم الفتح‪ ،‬فس**معته أذن**اي‪،‬‬
‫‪ ‬سورة التين‪ ،‬اآلية‪.3-1:‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ ‬سورة الفيل‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة قريش‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النمل‪ ،‬اآلية‪.91:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.2:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪72‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ووعاه قلبي‪ ،‬وأبص*رته عين*اي حين تكلّم ب*ه‪ ،‬إنّ*ه حم*د هللا وأث*نى‬
‫إن م ّك**ة حرّمه**ا هللا ولم يحرّمه**ا النّ**اس‪ ،‬فال يح * ّل‬ ‫عليه ث ّم قال‪ّ (( :‬‬
‫المرئ يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن يسفك بها د ًم**ا‪ ،‬وال يعض**د به**ا‬
‫شجرةً‪ ،‬فإن أحد تر ّخص لقت*ال رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي*ه وعلى‬
‫إن هللا أذن لرسوله ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬ ‫آله وسلم‪ -‬فقولوا له‪ّ :‬‬
‫وسلم‪ -‬ولم ي**أذن لكم‪ ،‬وإنّم**ا أذن لي س**اعةً من نه**ار‪ ،‬وق**د ع**ادت‬
‫الش*اهد الغ**ائب))‪ ،‬فقي**ل‬‫حرمتها اليوم كحرمته**ا ب**األمس‪ ،‬وليبلّ**غ ّ‬
‫ألبي شريح‪ :‬ما ق**ال ل**ك عم**رو؟ ق**ال‪ :‬أن**ا أعلم ب**ذلك من**ك ي*ا أب**ا‬
‫إن الحرم ال يعيذ عاصيًا‪ ،‬وال فا ًّرا ب**دم‪ ،‬وال ف**ا ًّرا بخرب**ة‪،‬‬ ‫شريح‪ّ ،‬‬
‫خربة بليّة‪.‬‬
‫ثم قال رحمه هللا ص (‪:)46‬باب ال ينفّر صيد الحرم‪.‬‬
‫ح ّدثنا مح ّم**د بن المثنّى‪ ،‬ح* ّدثنا عب**دالوهّاب‪ ،‬ح* ّدثنا خال**د‪ ،‬عن‬
‫أن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي هللا عنهما ّ‬
‫إن هللا حرّم م ّكة فلم تح * ّل ألح**د قبلي‪ ،‬وال‬ ‫وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪ّ (( :‬‬
‫تح ّل ألحد بعدي‪ ،‬وإنّما أحلّت لي ساعةً من نهار ال يختلى خاله**ا‪،‬‬
‫وال يعض***د ش***جرها‪ ،‬وال ينفّ***ر ص***يدها‪ ،‬وال تلتق***ط لقطته***ا إال‬
‫لمع**رّف))‪ .‬وق**ال العبّ**اس‪ :‬ي**ا رس**ول هللا إالّ اإلذخ**ر لص**اغتنا‬
‫وقبورنا؟ فقال‪(( :‬إالّ اإلذخر*))‪.‬‬
‫ثم ق**ال رحم**ه هللا‪:‬ب**اب ال يح* ّل القت**ال بم ّك**ة‪ .‬وق**ال أبوش**ريح‬
‫رضي هللا عنه عن النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ال‬
‫يسفك بها د ًما))‪.‬‬
‫ح ّدثنا عثم**ان بن أبي ش**يبة‪ ،‬ح* ّدثنا جري**ر‪ ،‬عن منص**ور‪ ،‬عن‬
‫مجاهد‪ ،‬عن طاوس‪ ،‬عن ابن عبّ**اس رض**ي هللا عنهم**ا ق**ال‪ :‬ق**ال‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يوم افتتح م ّكة‪(( :‬ال هج**رة‬
‫فإن هذا بلد ح*رّم هللا ي**وم‬‫ولكن جهاد ونيّة‪ ،‬وإذا استنفرتم فانفروا‪ّ ،‬‬
‫خلق السّموات* واألرض‪ ،‬وهو حرام بحرم**ة هللا إلى ي**وم القيام**ة‪،‬‬
‫‪73‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وإنّه لم يح ّل القتال فيه ألحد قبلي‪ ،‬ولم يح ّل لي إال ساعةً من نهار‪،‬‬


‫فهو حرام بحرمة هللا إلى يوم القيام**ة‪ ،‬ال يعض**د ش**وكه‪ ،‬وال ينفّ**ر‬
‫صيده‪ ،‬وال يلتقط لقطت**ه‪ ،‬إال من عرّفه**ا‪ *،‬وال يختلى خالها)) ق**ال‬
‫العبّاس‪ :‬يا رسول هللا إال اإلذخر‪ ،‬فإنّه لقينهم ولبيوتهم؟ ق**ال‪ :‬ق**ال‪:‬‬
‫((إال اإلذخر))‪.‬‬
‫ق*ال البخ*اري رحم*ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)20‬ب*اب ق*ول هللا تع*الى‪:‬‬
‫(فال رفث)‪.‬‬
‫ح ّدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬ح * ّدثنا ش**عبة‪ ،‬عن منص**ور‪ ،‬عن أبي‬
‫حازم‪ ،‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا علي**ه وعلى* آل**ه وس**لم‪(( :-‬من ح ّج ه**ذا ال**بيت فلم ي**رفث ولم‬
‫يفسق‪ ،‬رجع كما ولدته أ ّمه))‪.‬‬
‫باب قول هللا ع ّز وجلّ‪﴿ :‬وال فسوق وال جدال في الح ّج﴾‪.‬‬
‫ح ّدثنا مح ّمد بن يوسف‪ ،‬ح* ّدثنا س**فيان‪ ،‬عن منص**ور‪ ،‬عن أبي‬
‫حازم‪ ،‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه ق**ال‪ :‬ق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من ح ّج هذا البيت فلم ي**رفث ولم يفس**ق‪،‬‬
‫رجع كيوم ولدته أ ّمه))‪.‬‬
‫ق***ال اإلم***ام البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 12‬ص‪ :)210‬ح*** ّدثنا‬
‫أبواليمان‪ ،‬أخبرنا ش**عيب‪ ،‬عن عبدهللا بن أبي حس**ين‪ ،‬ح* ّدثنا ن**افع‬
‫أن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬ ‫بن جب**ير‪ ،‬عن ابن عبّ**اس ّ‬
‫وسلم‪ -‬قال‪(( :‬أبغض النّاس إلى هللا ثالثة‪ :‬ملحد في الحرم‪ ،‬ومبت**غ‬
‫ق ليهري**ق‬ ‫في اإلسالم س*نّة الجاهليّ**ة‪ ،‬ومطّلب دم ام**رئ بغ**ير ح* ّ‬
‫دمه))‪.‬‬
‫وأنت إذا نظرت إلى ه**ذه الثالث الخص**ال‪ ،‬وإلى أعم**ال إم**ام‬
‫الضاللة الخميني وجدتها تتناوله‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام أحم**د بن حنب**ل رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)136‬ح* ّدثنا‬
‫مح ّم**د بن كناس**ة‪ ،‬ح * ّدثنا إس**حاق بن س**عيد‪ ،‬عن أبي**ه‪ .‬ق**ال‪ :‬أتى‬
‫‪74‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عبدهللا بن عم***ر عبدهللا ابن ال ّزب***ير فق***ال‪ :‬ي***ا ابن ال ّزب***ير إيّ***اك‬
‫واإللح**اد* في ح**رم هللا تب**ارك وتع**الى‪ ،‬ف**إنّي س**معت رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬إنّه سيلحد فيه رج**ل من‬
‫قريش لو وزنت ذنوب**ه ب**ذنوب الثّقلين ل**رجحت)) ق**ال‪ :‬ف**انظر ال‬
‫تكونه‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله رج**ال الص**حيح‪ ،‬إال محم**د بن كناس**ة وه**و‬
‫محمد بن عبدهللا بن عبداألعلى المعروف بابن كناسة‪ ،‬وق**د وثق**ه ابن معين‬
‫وأبوداود والعجلي كما في ((تهذيب التهذيب))‪.‬‬
‫وقال اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)196‬ح ّدثنا أبوالنّض**ر‪،‬‬
‫ح ّدثني إس**حاق بن س**عيد‪ ،‬ح* ّدثنا س**عيد بن عم**رو‪ ،‬عن عبدهللا بن‬
‫عمرو قال‪ :‬أشهد باهلل لس**معت رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬يق*ول‪(( :‬يحلّه*ا ويح* ّل ب*ه رج*ل من ق*ريش‪ ،‬ل*و وزنت‬
‫ذنوبه بذنوب الثّقلين لوزنتها))‪.‬‬
‫وقال رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)219‬ح* ّدثنا هاش**م‪ ،‬ح* ّدثنا إس**حاق‬
‫يعني ابن سعيد‪ ،‬ح ّدثنا سعيد بن عمرو ق**ال‪ :‬أتى عبدهللا بن عم**رو‬
‫ابن ال ّزب**ير وه**و ج**الس في الحج**ر فق**ال‪ :‬ي**ا ابن ال ّزب**ير إيّ**اك‬
‫واإللح*اد في ح*رم هللا ف**إنّي أش**هد لس**معت رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬يحلّها ويح* ّل ب**ه رج**ل من ق**ريش‪،‬‬
‫ل**و وزنت ذنوب**ه ب**ذنوب الثّقلين لوزنتها)) ق**ال‪(( :‬ف**انظر أن ال‬
‫تكون هو يا ابن عمرو فإنّ**ك ق**د ق**رأت الكتب وص**حبت الرّس**ول‬
‫))‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪ :‬ف**إنّي أش**هدك ّ‬
‫أن ه**ذا‬
‫وجهي إلى ال ّشام مجاهدًا‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله* رجال الصحيح‪ ،‬قد اختلف فيه على سعيد بن‬
‫عم**رو‪ ،‬فت**ارة يروي**ه عن عبدهللا بن عم**ر وت**ارة‪ ،‬عن عبدهللا بن عم**رو‪،‬‬
‫ولعله سمعه منهما‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)573‬ح*** ّدثنا عل ّي بن‬
‫عبدهللا‪ ،‬ح ّدثني يحيى بن س**عيد‪ ،‬ح* ّدثنا فض**يل بن غ**زوان‪ *،‬ح* ّدثنا‬
‫‪75‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬ ‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي هللا عنهما ّ‬
‫عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬خطب النّ**اس ي**وم النّح**ر فق**ال‪(( :‬ي**ا أيّه**ا‬
‫ي بل**د ه**ذا))؟‬ ‫النّاس أ ّ‬
‫ي يوم هذا))؟ ق**الوا‪ *:‬ي**وم ح**رام‪ .‬ق**ال‪(( :‬ف**أ ّ‬
‫ي شهر هذا))؟ قالوا‪ :‬ش**هر ح**رام‪ .‬ق**ال‪:‬‬ ‫قالوا‪ :‬بلد حرام‪ .‬قال‪(( :‬فأ ّ‬
‫ف**إن دم**اءكم‪ ،‬وأم**والكم‪ *،‬وأعراض**كم‪ ،‬عليكم ح**رام‪ ،‬كحرم**ة‬ ‫(( ّ‬
‫يومكم هذا‪ ،‬في بلدكم ه**ذا‪ ،‬في ش**هركم ه**ذا))‪ ،‬فأعاده**ا م**رارًا ث ّم‬
‫رف**ع رأس**ه فق**ال‪(( :‬اللّه ّم ه**ل بلّغت‪ ،‬اللّه ّم ه**ل بلّغت)) ق**ال ابن‬
‫عبّاس رضي هللا عنهما فوالّذي نفسي بيده إنّها لوصيّته إلى أ ّمت**ه‪،‬‬
‫((فليبلغ ال ّشاهد الغائب‪ ،‬ال ترجعوا بعدي كفّارًا‪ ،‬يض**رب بعض**كم‬
‫رقاب بعض))‪.‬‬
‫ح ّدثنا حفص بن عمر‪ ،‬ح ّدثنا شعبة‪ .‬قال‪ :‬أخبرني عمرو‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫سمعت جابر بن زي**د‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت ابن عبّ**اس رض**ي هللا عنهم**ا‬
‫ق**ال‪ :‬س**معت النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬يخطب‬
‫بعرفات‪ .‬تابعه ابن عيينة عن عمرو‪.‬‬
‫ثم قال رحم**ه هللا‪ :‬ح* ّدثني عبدهللا بن مح ّم**د‪ ،‬ح* ّدثنا أبوع**امر‪،‬‬
‫ح ّدثنا ق*رّة‪ ،‬عن مح ّم*د بن س*يرين‪ .‬ق*ال‪ :‬أخ*برني عب*دالرّحمن* بن‬
‫أبي بكرة‪ ،‬عن أبي بكرة ورجل أفضل في نفسي من عب**دالرّحمن‪،‬‬
‫حميد بن عبدالرّحمن‪ ،‬عن أبي بكرة رض**ي هللا عن**ه ق**ال‪ :‬خطبن**ا‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يوم النّح**ر ق**ال‪(( :‬أت**درون*‬
‫ي ي**وم ه**ذا))؟ قلن**ا‪ :‬هللا ورس**وله أعلم‪ .‬فس**كت حتّى ظننّ**ا أنّ**ه‬ ‫أ ّ‬
‫سيس* ّميه بغ**ير اس**مه ق**ال‪(( :‬أليس ي**وم النّحر))؟ قلن**ا‪ :‬بلى‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫ي شهر هذا))؟ قلن**ا‪ :‬هللا ورس**وله أعلم‪ .‬فس**كت حتّى ظننّ**ا أنّ**ه‬ ‫((أ ّ‬
‫سيس ّميه بغ**ير اس**مه‪ .‬فق**ال‪(( :‬أليس ذو الحجّة))؟ قلن**ا‪ :‬بلى‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫ي بل**د ه**ذا))؟ قلن**ا‪ :‬هللا ورس**وله أعلم‪ .‬فس**كت حتّى ظننّ**ا أنّ**ه‬ ‫((أ ّ‬
‫سيس ّميه بغ*ير اس*مه‪ .‬ق*ال‪(( :‬أليس*ت بالبل*دة الح*رام))؟ قلن*ا‪ :‬بلى‪.‬‬
‫فإن دماءكم‪ ،‬وأموالكم‪ ،‬عليكم حرام‪ ،‬كحرم**ة ي**ومكم ه**ذا‪،‬‬ ‫قال‪ّ (( :‬‬
‫‪76‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫في ش**هركم ه**ذا‪ ،‬في بل**دكم ه**ذا‪ ،‬إلى ي**وم تلق**ون ربّكم‪ ،‬أال ه**ل‬
‫الش *اهد الغ**ائب‪،‬‬‫بلّغت))؟ ق**الوا‪ *:‬نعم‪ .‬ق**ال‪(( :‬اللّه ّم اش**هد‪ ،‬فليبلّ**غ ّ‬
‫فربّ مبلّ**غ أوعى من س**امع‪ ،‬فال ترجع**وا بع**دي كفّ**ارًا‪ ،‬يض**رب‬
‫بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫ح ّدثنا مح ّمد بن المثنّى‪ ،‬ح ّدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا عاص**م‬
‫بن مح ّمد ابن زيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عمر رضي هللا عنهم**ا ق**ال‪:‬‬
‫ي‬ ‫قال النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬بمنًى‪(( :‬أت**درون أ ّ‬
‫*إن ه**ذا ي**وم ح**رام‪،‬‬ ‫يوم هذا))؟ قالوا‪ :‬هللا ورسوله* أعلم‪ .‬فقال‪(( :‬ف* ّ‬
‫ي بلد هذا))؟ قالوا‪ *:‬هللا ورسوله أعلم‪ .‬قال‪(( :‬بلد ح**رام‪،‬‬ ‫أفتدرون أ ّ‬
‫ي شهر ه**ذا))؟ ق**الوا‪ :‬هللا ورس**وله* أعلم‪ .‬ق**ال‪(( :‬ش**هر‬ ‫أفتدرون أ ّ‬
‫فإن هللا ح*رّم عليكم دم**اءكم‪ ،‬وأم**والكم‪ *،‬وأعراض**كم‪،‬‬ ‫حرام‪ ،‬قال‪ّ :‬‬
‫كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في شهركم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا))‪.‬‬
‫وقال هشام بن الغاز‪ :‬أخ*برني ن*افع‪ ،‬عن ابن عم*ر رض*ي هللا‬
‫عنهما وقف النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يوم النّح**ر بين‬
‫الجمرات في الحجّة الّتي ح ّج بهذا وقال‪(( :‬هذا يوم الح ّج األكبر))‬
‫فطف**ق النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬يق**ول‪(( :‬اللّه ّم‬
‫اشهد))‪ ،‬وو ّدع النّاس‪ .‬فقالوا‪ :‬هذه حجّة الوداع‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 5‬ص‪ :)329‬ح** ّدثني عبدهللا بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬ح ّدثنا عبدال ّر ّزاق‪ ،‬أخبرنا معم**ر‪ .‬ق**ال‪ :‬أخ**برني ال ّزه**ريّ‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخبرني عروة بن ال ّزبير‪ ،‬عن المسور* بن مخرم**ة‪ ،‬وم*روان*‬
‫يص* ّدق ك* ّل واح**د منهم**ا ح**ديث ص**احبه ق**اال‪ :‬خ**رج رس**ول هللا‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬زمن الحديبي**ة حتّى إذا ك**انوا‬
‫إن‬ ‫ببعض الطّريق قال النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ّ (( :-‬‬
‫خال**د بن الولي**د ب**الغميم في خي**ل لق**ريش طليع**ة‪ ،‬فخ**ذوا* ذات‬
‫اليمين))‪ ،‬فوهللا م***ا ش***عر بهم خال***د حتّى إذا هم بق***ترة الجيش‪،‬‬
‫فانطلق يركض نذيرًا لقريش‪ ،‬وسار النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫‪77‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫آله وسلم‪ -‬حتّى إذا ك*ان بالثّنيّ*ة الّ*تي يهب*ط عليهم منه*ا ب*ركت ب*ه‬
‫راحلته‪ ،‬فقال النّاس‪ :‬حل‪ ،‬ح**ل‪ ،‬ف**ألحّت‪ .‬فق**الوا‪ *:‬خألت القص**واء‪.‬‬
‫فق***ال النّ***ب ّي ‪-‬ص***لى هللا علي***ه وعلى آل***ه وس***لم‪(( :-‬م***ا خألت‬
‫القصواء‪ ،‬وما ذاك لها بخلق‪ ،‬ولكن حبسها ح**ابس الفي**ل‪ ،‬ث ّم ق**ال‪:‬‬
‫والّذي نفسي بيده ال يسألوني خطّ*ةً يعظّم**ون فيه**ا حرم**ات هللا إال‬
‫أعطيتهم إيّاها))‪ ،‬ث ّم زجره**ا ف**وثبت‪ .‬ق**ال‪ :‬فع**دل عنهم حتّى ن**زل‬
‫ّض*ا‪ ،‬فلم‬‫بأقصى الحديبية على ثمد قليل الم**اء يتبرّض**ه النّ**اس تبر ً‬
‫يلبّثه النّاس حتّى نزحوه‪ ،‬وش**كي إلى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وس**لم‪ -‬العطش‪ ،‬ف**انتزع س**ه ًما من كنانت**ه ث ّم أم**رهم أن‬
‫ي حتّى ص**دروا عن**ه‪،‬‬ ‫يجعل**وه في**ه فوهللا م**ا زال يجيش لهم ب**ال ّر ّ‬
‫فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاع ّي في نف*ر من قوم**ه‬
‫من خزاعة‪ ،‬وكانوا عيبة نصح رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫ي وع**امر‬ ‫آله وسلم‪ -‬من أهل تهامة فق**ال‪ :‬إنّي ت**ركت كعب بن ل**ؤ ّ*‬
‫ي نزل**وا أع**داد مي**اه الحديبي**ة‪ ،‬ومعهم الع**وذ المطافي**ل وهم‬ ‫بن لؤ ّ‬
‫مق*اتلوك وص*ا ّدوك* عن ال*بيت‪ .‬فق*ال رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي*ه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬إنّا لم نجئ لقتال أح**د‪ ،‬ولكنّ**ا جئن**ا معتم**رين‪،‬‬
‫وإن قري ًشا قد نهكتهم الحرب وأض *رّت بهم‪ ،‬ف**إن ش**اءوا م**اددتهم‬ ‫ّ‬
‫م ّدةً‪ ،‬ويخلّوا بيني وبين النّاس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما‬
‫دخل فيه النّاس فعلوا‪ ،‬وإال فقد ج ّموا‪ ،‬وإن هم أب**وا فوالّ**ذي نفس**ي‬
‫بي**ده ألق**اتلنّهم على أم**ري ه**ذا حتّى تنف**رد س**الفتي‪ ،‬ولينف* ّ‬
‫*ذن هللا‬
‫ً‬
‫قريش**ا‬ ‫أمره)) فقال بديل‪ :‬سأبلّغهم ما تقول‪ .‬قال‪ :‬فانطلق حتّى أتى‬
‫قال‪ :‬إنّا جئناكم من هذا الرّجل وس**معناه يق**ول ق**والً* ف**إن ش**ئتم أن‬
‫نعرضه عليكم فعلنا‪ .‬فقال سفهاؤهم‪ :‬ال حاجة لنا أن تخبرون**ا عن**ه‬
‫بشيء‪ .‬وقال ذوو* ال ّرأي منهم‪ :‬هات ما سمعته يقول‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معته‬
‫يقول كذا وكذا‪ ،‬فح ّدثهم بما ق**ال النّ*ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬فقام عروة بن مسعود فق**ال‪ :‬أي ق**وم ألس**تم بالوال**د؟ ق**الوا‪*:‬‬
‫بلى‪ .‬قال‪ :‬أولست بالولد؟ قالوا‪ *:‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فهل تتّهموني؟ قالوا‪ *:‬ال‪.‬‬
‫‪78‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال‪ :‬ألستم تعلمون أنّي استنفرت أهل عكاظ فل ّما بلّحوا عل ّي جئتكم‬
‫فإن ه**ذا ق**د ع**رض‬ ‫بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا‪ *:‬بلى‪ .‬قال‪ّ :‬‬
‫عليكم خطّة رشد اقبلوها ودعوني آته‪ .‬قالوا‪ *:‬ائته‪ ،‬فأتاه فجعل يكلّم‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقال النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬نح ًوا من قوله لب**ديل‪ .‬فق**ال ع**روة عن**د ذل**ك‪ :‬أي‬
‫مح ّمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من الع**رب‬
‫اجتاح أهله قبلك‪ ،‬وإن تكن األخرى فإنّي وهللا ألرى وجوهً**ا وإنّي‬
‫ألرى أوشابًا من النّاس خليقًا أن يفرّوا ويدعوك‪ .‬فق**ال ل**ه أب**وبكر‬
‫ص ّديق‪ :‬امصص بظر الالت‪ ،‬أنحن نف* ّر عن**ه وندع**ه‪ .‬فق**ال‪ :‬من‬ ‫ال ّ‬
‫ذا؟ قالوا‪ *:‬أبوبكر‪ .‬قال‪ :‬أم*ا والّ*ذي* نفس*ي بي*ده ل*وال ي*د ك*انت ل*ك‬
‫عندي لم أج**زك به**ا ألجبت**ك‪ .‬ق**ال‪ :‬وجع**ل يكلّم النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فكلّم**ا تكلّم كلم*ةً أخ**ذ بلحيت**ه والمغ**يرة ابن‬
‫شعبة قائم على رأس النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ومع**ه‬
‫السّيف وعلي**ه المغف**ر‪ ،‬فكلّم**ا أه**وى ع**روة بي**ده إلى لحي**ة النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ضرب يده بنعل السّيف وقال له‪:‬‬
‫أ ّخر يدك عن لحية رسول‪ ‬هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪.-‬‬
‫فرفع عروة رأسه فقال‪ :‬من هذا؟ ق**الوا‪ *:‬المغ**يرة بن ش**عبة‪ .‬فق**ال‪:‬‬
‫أي غدر ألست أسعى في غدرتك؟! وكان المغيرة صحب قو ًما في‬
‫الجاهليّة فقتلهم وأخذ أموالهم‪ *،‬ث ّم جاء فأسلم‪ .‬فقال النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬أ ّما اإلسالم فأقبل‪ ،‬وأ ّما المال فلس*ت من*ه‬
‫إن ع**روة جع**ل يرم**ق أص**حاب النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬ ‫في ش**يء)) ث ّم ّ‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بعينيه‪ .‬قال‪ :‬فوهللا ما تن ّخم رسول هللا ‪-‬صلى‬
‫*ف رج**ل منهم‬ ‫هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬نخام *ةً إال وقعت* في ك* ّ‬
‫ّ‬
‫توض*أ‬ ‫ف**دلك به**ا وجه**ه وجل**ده‪ *،‬وإذا أم**رهم ابت**دروا أم**ره‪ ،‬وإذا‬
‫كادوا يقتتلون على وضوئه‪ ،‬وإذا تكلّموا خفضوا أص**واتهم عن**ده‪،‬‬
‫وما يح ّدون* إليه النّظر تعظي ًما له‪ ،‬فرجع عروة إلى أصحابه فقال‪:‬‬
‫أي قوم وهللا لقد وفدت* على الملوك ووف**دت* على قيص**ر وكس**رى‬
‫‪79‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫والنّجاش** ّي‪ ،‬وهللا إن رأيت مل ًك**ا ق**طّ يعظّم**ه أص**حابه م**ا يعظّم‬
‫أصحاب مح ّمد ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬مح ّم* دًا‪ ،‬وهللا إن‬
‫كف رجل منهم فدلك بها وجه**ه وجل**ده‪،‬‬ ‫تن ّخم نخامةً إال وقعت في ّ‬
‫ضأ كادوا يقتتلون على وضوئه‪،‬‬ ‫وإذا أمرهم ابتدروا أمره‪ ،‬وإذا تو ّ‬
‫وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده وما يح ّدون* إليه النّظر تعظي ًم**ا‬
‫له‪ ،‬وإنّه قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها‪ .‬فقال رج**ل من ب**ني‬
‫كنانة‪ :‬دعوني آتيه؟ فقالوا‪ :‬ائته‪ ،‬فل ّما أشرف على النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وأص*حابه ق*ال رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي*ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ه**ذا فالن‪ ،‬وه**و من ق**وم* يعظّم**ون الب**دن‬
‫فابعثوها له)) فبعثت له واستقبله النّاس يلبّون‪ ،‬فل ّما رأى ذلك ق**ال‪:‬‬
‫سبحان هللا ما ينبغي لهؤالء* أن يص ّدوا عن ال**بيت‪ ،‬فل ّم**ا رج**ع إلى‬
‫أصحابه قال‪ :‬رأيت البدن قد قلّدت وأشعرت‪ ،‬فما أرى أن يص** ّدوا‬
‫عن البيت‪ ،‬فقام رجل منهم يقال له‪ :‬مكرز بن حفص فقال‪ :‬دعوني‬
‫آتيه‪ .‬فقالوا‪ :‬ائت*ه‪ ،‬فل ّم**ا أش**رف عليهم ق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬هذا مك**رز وه**و رج**ل ف**اجر‪ ،‬فجع**ل يكلّم النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فبينما هو يكلّمه إذ جاء س**هيل بن‬
‫عمرو ‪-‬قال معمر‪ :‬فأخبرني أيّوب عن عكرمة أنّه ل ّما ج**اء س**هيل‬
‫بن عمرو قال النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪(( :-‬ق**د س**هل‬
‫ي في حديثه‪ :‬فج**اء س**هيل‬ ‫لكم من أمركم)) ‪-‬قال معمر‪ :‬قال ال ّزهر ّ‬
‫بن عمرو فقال‪ :‬هات اكتب بيننا وبينكم كتابًا‪ ،‬ف**دعا النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬الكاتب فقال النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ .(()): -‬قال س**هيل‪ :‬أ ّما ال *رّحمن فوهللا ما أدري ما ه**و‪،‬‬
‫ولكن اكتب‪ :‬باسمك اللّه ّم‪ ،‬كما كنت تكتب‪ .‬فقال المسلمون‪ *:‬وهللا ال‬
‫نكتبها إال‪ . :‬ق***ال النّ***ب ّي ‪-‬ص***لى هللا علي***ه وعلى آل***ه وس***لم‪:-‬‬
‫((اكتب‪ :‬باس**مك اللّه ّم)) ث ّم ق**ال‪(( :‬ه**ذا م**ا قاض**ى علي**ه مح ّم**د‬
‫رس**ول هللا))‪ .‬فق**ال س**هيل‪ :‬وهللا ل**و كنّ**ا نعلم أنّ**ك رس**ول هللا م**ا‬
‫ص**ددناك عن ال**بيت وال قاتلن**اك‪ ،‬ولكن اكتب‪ :‬مح ّم**د بن عبدهللا‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فقال النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬وهللا إنّي لرس**ول‬
‫كذبتموني‪ ،‬اكتب‪ :‬مح ّمد بن عبدهللا)) قال ال ّزه**ريّ‪ :‬وذل**ك‬ ‫هللا وإن ّ‬
‫لقوله‪(( :‬ال يسألوني خطّةً يعظّم**ون فيه**ا حرم**ات هللا إال أعطيتهم‬
‫إيّاها))‪ .‬فقال له النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬على أن‬
‫تخلّوا بيننا وبين البيت فنطوف به)) فقال سهيل‪(( :‬وهللا ال تتح** ّدث‬
‫العرب أنّا أخذنا ضغطةً‪ ،‬ولكن ذلك من العام المقبل)) فكتب‪ .‬فقال‬
‫سهيل‪ :‬وعلى أنّه ال يأتيك منّا رجل وإن كان على دينك‪ ،‬إال رددته‬
‫إلينا‪ .‬قال المسلمون‪ :‬سبحان هللا كيف ير ّد إلى المشركين‪ ،‬وقد* جاء‬
‫مس**ل ًما‪ ،‬فبينم**ا هم ك**ذلك إذ دخ**ل أبوجن**دل بن س**هيل بن عم**رو‬
‫يرسف في قيوده‪ ،‬وقد خرج من أسفل م ّك**ة‪ ،‬حتّى رمى بنفس**ه بين‬
‫أظهر المسلمين‪ .‬فقال سهيل‪ :‬هذا يا مح ّمد أ ّول منا أقاض**يك علي**ه‪،‬‬
‫أن تر ّده إل ّي‪ .‬فقال النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إنّ**ا لم‬
‫نقض الكتاب بعد)) قال‪ :‬فوهللا إ ًذا لم أصالحك على شيء أبدًا‪ .‬ق**ال‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬فأجزه لي)) قال‪ :‬م**ا أن**ا‬
‫بمجيزه لك‪ .‬قال‪(( :‬بلى فافعل*)) قال‪ :‬ما أنا بفاعل‪ .‬قال مكرز‪ :‬ب**ل‬
‫ق**د أجزن**اه ل**ك‪ .‬ق**ال أبوجن**دل‪ :‬أي معش**ر المس**لمين‪ ،‬أر ّد إلى‬
‫المشركين وقد جئت مسل ًما‪ ،‬أال ترون ما قد لقيت‪ ،‬وكان ق**د ع* ّ*ذب‬
‫عذابًا شديدًا في هللا‪ .‬قال‪ :‬فق**ال عم**ر بن الخطّ**اب‪ :‬ف**أتيت ن**ب ّي هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقلت‪ :‬ألس**ت ن*ب ّي هللا حقًّ**ا؟ ق**ال‪:‬‬
‫ق‪ ،‬وع***د ّونا على الباط***ل؟ ق***ال‪:‬‬ ‫((بلى)) قلت‪ :‬ألس***نا على الح*** ّ‬
‫((بلى)) قلت‪ :‬فلم* نعطي ال ّدنيّة في ديننا إ ًذا؟ قال‪(( :‬إنّي رسول هللا‬
‫ولس**ت أعص**يه‪ ،‬وه**و ناص**ري)) قلت‪ :‬أوليس كنت تح** ّدثنا أنّ**ا‬
‫سنأتي البيت فنطوف به؟ قال‪(( :‬بلى فأخبرت**ك أنّ**ا نأتي**ه الع**ام))؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬ال‪ .‬قال‪(( :‬فإنّك آتيه ومطّ ّوف به)) قال‪ :‬ف**أتيت أب**ا بك**ر‬
‫فقلت‪ :‬يا أبا بكر أليس هذا نب ّي هللا حقًّا؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قلت‪ *:‬ألس**نا على‬
‫ق‪ ،‬وعد ّونا على الباط**ل؟ ق**ال‪ :‬بلى‪ .‬قلت‪ *:‬فلم نعطي ال ّدنيّ**ة في‬ ‫الح ّ‬
‫ديننا إ ًذا؟ قال‪ :‬أيّها الرّجل إنّ**ه لرس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫‪81‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫آله وس*لم‪ -‬وليس يعص*ي ربّ*ه‪ ،‬وه*و ناص*ره‪ ،‬فاستمس*ك بغ*رزه‪،‬‬


‫ق‪ .‬قلت‪ *:‬أليس ك**ان يح * ّدثنا أنّ**ا س**نأتي ال**بيت‬ ‫فوهللا إنّ**ه على الح * ّ‬
‫ونطوف به؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬أف**أخبرك أنّ**ك تأتي**ه الع**ام؟ قلت‪ :‬ال‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫فإنّك آتيه ومطّ ّوف به‪.‬‬
‫قال ال ّزهريّ‪ :‬قال عمر‪ :‬فعملت لذلك أعم**االً‪ .‬ق**ال‪ :‬فل ّم**ا ف**رغ‬
‫من قضيّة الكتاب قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪-‬‬
‫ألصحابه‪(( :‬قوموا* فانحروا‪ ،‬ث ّم احلق**وا)) ق**ال‪ :‬فوهللا م**ا ق**ام منهم‬
‫رجل حتّى قال ذلك ثالث مرّات‪ ،‬فل ّم**ا لم يقم منهم أح**د دخ**ل على‬
‫أ ّم سلمة فذكر له**ا م**ا لقي من النّ**اس‪ .‬فق**الت أ ّم س**لمة‪ :‬ي*ا ن*ب ّي هللا‬
‫أتحبّ ذل**ك‪ ،‬اخ**رج ث ّم ال تكلّم أح*دًا منهم كلم*ةً حتّى تنح**ر ب**دنك‪،‬‬
‫وتدعو حالقك فيحلقك‪ ،‬فخرج فلم يكلّم أح *دًا منهم حتّى فع**ل ذل**ك‪،‬‬
‫نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه‪ ،‬فل ّما رأوا ذلك قاموا فنح**روا‪ ،‬وجع**ل‬
‫بعض*ا غ ًّم**ا‪ ،‬ث ّم ج**اءه‬
‫ً‬ ‫بعضهم يحلق بعضًا‪ ،‬حتّى كاد بعضهم يقتل‬
‫نسوة مؤمنات ف**أنزل هللا تع**الى‪﴿ :‬ي**ا أيّه**ا الّ**ذين آمن**وا إذا ج**اءكم‬
‫*امتحنوهن﴾ حتّى بل**غ‪﴿ :‬بعص**م الك**وافر‪﴾1‬‬
‫ّ‬ ‫المؤمن**ات مه**اجرات ف*‬
‫الش*رك‪ ،‬ف**تز ّوج إح**داهما‬ ‫فطلّق عمر يومئذ ام**رأتين كانت**ا ل**ه في ّ‬
‫معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬واألخرى* صفوان بن أميّة‪ ،‬ث ّم رج**ع النّ**ب ّي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬إلى المدين**ة‪ ،‬فج**اءه أبوبص**ير‬
‫رجل من قريش وهو مسلم‪ ،‬فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا‪ *:‬العهد‬
‫الّذي جعلت لنا‪ ،‬فدفعه إلى ال ّرجلين فخرجا به حتّى بلغا ذا الحليف**ة‬
‫فنزلوا يأكلون من تمر لهم‪ .‬فقال أبوبصير ألحد ال ّرجلين‪ :‬وهللا إنّي‬
‫ألرى سيفك هذا يا فالن جيّدًا‪ ،‬فاستلّه اآلخر‪ ،‬فق**ال‪ :‬أج**ل وهللا إنّ**ه‬
‫لجيّد‪ ،‬لقد جرّبت به ث ّم جرّبت‪ .‬فق**ال أبوبص**ير‪ :‬أرني أنظ**ر إلي**ه‪،‬‬
‫فأمكن**ه من**ه‪ ،‬فض**ربه حتّى ب**رد‪ ،‬وف * ّر اآلخ**ر حتّى أتى المدين**ة‪،‬‬
‫فدخل المسجد يع**دو‪ .‬فق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫‪ ‬سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪82‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وس**لم‪ -‬حين رآه‪(( :‬لق**د رأى ه**ذا ذع *رًا)) فل ّم**ا انتهى إلى النّ**ب ّي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪ :‬قت**ل وهللا ص**احبي وإنّي‬
‫لمقتول‪ ،‬فجاء أبوبصير‪ ،‬فقال‪ :‬يا نب ّي هللا ق**د وهللا أوفى* هللا ذ ّمت**ك‪،‬‬
‫قد رددت**ني إليهم ث ّم أنج**اني هللا منهم‪ .‬ق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬ويل أ ّمه مسعر ح*رب ل*و ك*ان ل*ه أحد)) فل ّم*ا‬
‫سمع ذلك عرف أنّه س**ير ّده إليهم‪ ،‬فخ**رج حتّى أتى س**يف البح**ر‪،‬‬
‫قال‪ :‬وينفلت منهم أبوجندل بن سهيل فلحق بأبي بص**ير‪ ،‬فجع**ل ال‬
‫يخرج من قريش رجل قد أسلم إال لحق بأبي بص**ير حتّى اجتمعت‬
‫منهم عصابة‪ ،‬فوهللا ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى ال ّشأم إال‬
‫اعترضوا لها فقتلوهم‪ ،‬وأخذوا أموالهم‪ ،‬فأرسلت قريش إلى النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬تناشده هللا والرّحم ل ّما أرسل فمن‬
‫أتاه فهو آمن‪ ،‬فأرسل النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬إليهم‬
‫كف أيديهم عنكم وأي**ديكم عنهم ببطن‬ ‫فأنزل هللا تعالى‪﴿ :‬وهو الّذي ّ‬
‫م ّكة من بعد أن أظفركم عليهم﴾ حتّى بلغ‪﴿ :‬الحميّة حميّة الجاهليّة‪﴾1‬‬
‫وك**انت حميّتهم أنّهم لم يق**رّوا أنّ**ه ن**ب ّي هللا‪ ،‬ولم يق**رّوا ببس**م هللا‬
‫الرّحمن الرّحيم‪ ،‬وح*الوا* بينهم وبين ال*بيت‪ ،‬ق*ال أبوعبدهللا‪ :‬مع*رّة‬
‫الع *رّ‪ :‬الج**رب‪ ،‬تزيّل**وا‪ *:‬اتم**ازوا‪ ،‬وحميت الق**وم‪ :‬منعتهم حماي *ةً‬
‫وأحميت الحمى جعلت**ه ح ًمى ال ي**دخل وأحميت الحدي**د وأحميت‬
‫ال ّرجل إذا أغضبته إحما ًء‪.‬‬
‫أن‬‫وق**ال عقي**ل عن ال ّزه**ريّ‪ :‬ق**ال ع**روة‪ :‬ف**أخبرتني عائش**ة ّ‬
‫ّ‬
‫يمتحنهن‪ ،‬وبلغن**ا‬ ‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ك**ان‬
‫أنّه ل ّما أنزل هللا تعالى أن ير ّدوا إلى المشركين م**ا أنفق**وا على من‬
‫يمس**كوا بعص**م‬ ‫ه**اجر من أزواجهم* وحكم على المس**لمين أن ال ّ‬
‫أن عمر طلّق امرأتين قريبة بنت أبي أميّ*ة‪ ،‬وابن*ة ج**رول‬ ‫الكوافر ّ‬
‫الخزاع ّي‪ ،‬فتز ّوج قريبة معاوي**ة‪ ،‬وت**ز ّوج األخ**رى* أب**وجهم‪ ،‬فل ّم**ا‬

‫‪ ‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.26-25:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪83‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أبى الكفّار أن يقرّوا بأداء ما أنف**ق المس**لمون* على أزواجهم* أن**زل‬


‫هللا تع**الى‪﴿ :‬وإن ف**اتكم ش**يء من أزواجكم إلى الكفّ**ار فع**اقبتم‪﴾1‬‬
‫والعقب ما ي**ؤ ّدي المس**لمون* إلى من ه**اجرت امرأت**ه من الكفّ**ار‪،‬‬
‫فأمر أن يعطى من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق‬
‫نساء الكفّار الالئي هاجرن‪ ،‬وما نعلم أحدًا من المهاجرات ارت** ّدت‬
‫أن أب**ا بص**ير بن أس**يد الثّقف ّي ق**دم على النّ**ب ّي‬
‫بعد إيمانها‪ ،‬وبلغن**ا ّ‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬مؤمنً**ا مه**اجرًا في الم* ّدة فكتب‬
‫األخنس بن ش**ريق إلى النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫يسأله أبا بصير فذكر الحديث‪ .‬اهـ‬
‫قال اإلمام أحمد رحمه هللا (‪ 15‬ص‪ :)35‬ح* ّدثنا يزي**د‪ ،‬أخبرن*ا‬
‫ابن أبي ذئب‪ ،‬عن سعيد بن سمعان‪ .‬قال‪ :‬سمعت أبا هري**رة يخ**بر‬
‫أن رس**ول‪ ‬هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪:‬‬ ‫أب**ا قت**ادة ّ‬
‫((يبايع لرجل ما بين الرّكن والمقام‪ ،‬ولن يس**تح ّل ال**بيت إال أهل**ه‪،‬‬
‫فإذا استحلّوه فال يسأل عن هلكة العرب‪ ،‬ث ّم تأتي الحبشة فيخرّبونه‬
‫خرابًا ال يعمر بعده أبدًا‪ ،‬وهم الّذين يستخرجون ك ْنزه))‪.‬‬
‫وقال اإلمام أحمد رحمه هللا (‪ :)245‬ح ّدثنا زيد بن الحب**اب‪ ،‬ح * ّدثنا ابن‬
‫أبي ذئب‪ ،‬ح ّدثني سعيد بن سمعان‪ ،‬وسعيد ق**د وثق**ه النس**ائي وال**دارقطني‪.‬‬
‫وضعفه األزدي ولكن األزدي يسرف في التج**ريح‪ ،‬ثم ه**و متكلم في**ه كم**ا‬
‫في ترجمته من ((الميزان))‪ ،‬وهو أبوالفتح محمد بن الحسين األزدي‪.‬‬
‫وأخرجه* الطيالسي ص (‪.)78‬‬
‫قال اإلم**ام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 11‬ص‪ :)36‬ح* ّدثنا أبوكام**ل‪،‬‬
‫ح ّدثنا ح ّماد يعني ابن سلمة‪ ،‬أخبرني حبيب المعلّم‪ ،‬عن عم**رو بن‬
‫شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ج ّده‪ ،‬قال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫إن أعتى النّاس على هللا ع ّز وج ّل من قت**ل في‬ ‫وعلى آله وسلم‪ّ (( :-‬‬
‫حرم هللا‪ ،‬أو قتل غير قاتله‪ ،‬أو قتل بذحول الجاهليّة))‪.‬‬

‫‪ ‬سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪84‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وقال اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 10‬ص‪ )158‬ح ّدثنا يحيى‪ ،‬عن‬
‫حسين‪ ،‬عن عمرو بن شعيب به‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الذكر في الحج‬

‫قال هللا سبحانه وتع**الى ‪﴿ :‬ليس عليكم جن**اح أن تبتغ**وا فض*الً‬


‫من ربّكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا* هللا عند المش**عر الح**رام‬
‫الض***الّين‪ ‬ث ّم‬‫واذك***روه* كم***ا ه***داكم وإن كنتم من قبل***ه لمن ّ‬
‫إن هللا غف**ور رحيم‬ ‫أفيضوا من حيث أفاض النّاس واس**تغفروا هللا ّ‬
‫‪ ‬فإذا قض**يتم مناس*ككم ف**اذكروا هللا ك**ذكركم ءاب*اءكم أو أش* ّد‬
‫ذكرًا فمن النّاس من يقول ربّنا ءاتنا في ال* ّدنيا وم**ا ل**ه في اآلخ**رة‬
‫من خالق ومنهم من يقول ربّنا ءاتنا في ال ّدنيا حس**نةً وفي اآلخ**رة‬
‫حسنةً وقن*ا ع**ذاب النّ**ار‪ ‬أولئ*ك لهم نص*يب م ّم**ا كس**بوا وهللا‬
‫سريع الحس**اب‪ ‬واذك**روا* هللا في أيّ**ام مع**دودات* فمن تع ّج**ل في‬
‫ي**ومين فال إثم علي**ه ومن ت**أ ّخر فال إثم علي**ه لمن اتّقى واتّق**وا هللا‬
‫واعلموا* أنّكم إليه تحشرون*‪.﴾1‬‬
‫وأذن* في النّاس ب**الح ّج ي**أتوك رج**االً وعلى ك* ّل‬ ‫وقال تعالى‪ّ ﴿ :‬‬
‫ضامر يأتين من ك ّل ف ّج عميق ‪ ‬ليشهدوا* منافع لهم ويذكروا اسم‬
‫هللا في أيّام معلومات على ما رزقهم من بهيمة األنعام فكل**وا منه**ا‬
‫وأطعموا البائس الفقير‪.﴾2‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ولك ّل أ ّمة جعلنا منس ًكا لي*ذكروا اس*م هللا على م*ا‬
‫وبش**ر‬‫رزقهم من بهيم**ة األنع**ام ف**إلهكم إل**ه واح**د فل**ه أس**لموا ّ‬
‫صابرين على ما‬ ‫المخبتين‪ ‬الّذين إذا ذكر هللا وجلت قلوبهم وال ّ‬
‫الص**الة وم ّم**ا رزقن**اهم ينفق**ون‪ ‬والب**دن‬ ‫أص**ابهم والمقيمي ّ‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.203-198:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.28-27:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪86‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫جعلناها لكم من ش**عائر هللا لكم فيه**ا خ*ير ف**اذكروا* اس**م هللا عليه**ا‬
‫صواف فإذا وجبت جنوبه**ا فكل**وا* منه**ا وأطعم**وا الق**انع والمع**ت ّر‬ ‫ّ‬
‫ك**ذلك س * ّخرناها لكم لعلّكم تش**كرون‪ ‬لن ين**ال هللا لحومه**ا وال‬
‫دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم كذلك س ّخرها لكم لتكبّروا هللا على‬
‫ما هداكم وب ّشر المحسنين‪.﴾1‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)408‬ح** ّدثنا س**ليمان بن‬
‫حرب‪ ،‬ح ّدثنا ح ّماد بن زي**د‪ ،‬عن أيّ**وب‪ ،‬عن أبي قالب**ة‪ ،‬عن أنس‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬صلّى النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫بالمدينة الظّهر أرب ًع**ا والعص**ر ب**ذي الحليف**ة ركع**تين‪ ،‬وس**معتهم‬
‫يصرخون بهما جميعًا‪.‬‬
‫ثم قال رحمه هللا‪ :‬باب التلبية‪.‬‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن يوسف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن ن**افع‪ ،‬عن عبدهللا‬
‫أن تلبي**ة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫بن عم**ر رض**ي هللا عنهم**ا ّ‬
‫إن‬‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬لبّيك اللّه ّم لبّيك‪ ،‬لبّيك ال ش**ريك ل**ك لبّي**ك‪ّ ،‬‬
‫الحمد والنّعمة لك والملك‪ *،‬ال شريك لك))‪.‬‬
‫ح** ّدثنا مح ّم**د بن يوس**ف‪ ،‬ح** ّدثنا س**فيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن‬
‫عم**ارة‪ ،‬عن أبي عطيّ**ة‪ ،‬عن عائش**ة رض**ي هللا عنه**ا ق**الت‪ :‬إنّي‬
‫ألعلم كي**ف ك**ان النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬يلبّي‪:‬‬
‫إن الحم**د والنّعم**ة‬ ‫((لبّي**ك اللّه ّم لبّي**ك‪ ،‬لبّي**ك ال ش**ريك ل**ك لبّي**ك‪ّ ،‬‬
‫لك))‪.‬‬
‫تابعه أبومعاوية‪ ،‬عن األعمش‪ .‬وق**ال ش**عبة‪ :‬أخبرن**ا س**ليمان‪،‬‬
‫سمعت خيثمة‪ ،‬عن أبي عطيّة‪ ،‬سمعت عائشة رضي هللا عنها‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)411‬باب التّحميد والتّسبيح‬
‫والتّكبير قبل اإلهالل عند الرّكوب على ال ّدابّة‪.‬‬

‫‪ ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.37-34:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪87‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ح ّدثنا موسى بن إسماعيل‪ ،‬ح ّدثنا وهيب‪ ،‬ح ّدثنا أيّوب‪ ،‬عن أبي‬
‫قالبة‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه ق*ال‪ :‬ص*لّى رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ونحن معه بالمدينة الظّهر أرب ًع**ا‪ ،‬والعص**ر‬
‫ب**ذي الحليف**ة ركع**تين‪ ،‬ث ّم ب**ات به**ا حتّى أص**بح‪ ،‬ث ّم ركب حتّى‬
‫استوت به على البيداء حمد هللا وسبّح وكبّر‪ ،‬ث ّم أه * ّل بح ّج وعم**رة‬
‫وأه* ّل النّ*اس بهم*ا‪ ،‬فل ّم**ا ق*دمنا أم**ر النّ**اس فحلّ*وا* حتّى ك**ان ي*وم‬
‫التّروية أهلّوا بالحجّ‪ ،‬قال‪ :‬ونحر النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي*ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬بدنات بيده قيا ًما‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)414‬باب التّلبية إذا انح**در‬
‫في الوادي‪.‬‬
‫ي‪ *،‬عن ابن‬ ‫ح* ّدثنا مح ّم**د بن المثنّى‪ .‬ق**ال‪ :‬ح* ّدثني ابن أبي ع**د ّ‬
‫ع**ون‪ *،‬عن مجاه**د‪ .‬ق**ال‪ :‬كنّ**ا عن**د ابن عبّ**اس رض**ي هللا عنهم**ا‬
‫فذكروا ال ّدجّال أنّه ق**ال‪(( :‬مكت**وب بين عيني**ه‪ :‬ك**افر))‪ .‬فق**ال ابن‬
‫عبّاس‪ :‬لم أس**معه‪ ،‬ولكنّ**ه ق**ال‪(( :‬أ ّم**ا موس**ى ك**أنّي أنظ**ر إلي**ه إذ‬
‫انحدر في الوادي يلبّي))‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)510‬ب**اب التّلبي**ة والتّكب**ير‬
‫إذا غدا من منًى إلى عرفة‪.‬‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن يوسف‪ ،‬أخبرنا مالك‪ ،‬عن مح ّم**د بن أبي بك**ر‬
‫الثّقف ّي أنّ*ه س*أل أنس بن مال*ك وهم*ا غادي*ان من منًى إلى عرف*ة‪:‬‬
‫كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم م**ع رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪-‬؟ فقال‪ :‬كان يه ّل منّا المه ّل فال ينكر عليه‪ ،‬ويكبّ**ر‬
‫منّا المكبّر فال ينكر عليه‪.‬‬
‫قال اإلمام مسلم (ج‪ 2‬ص‪ :)933‬ح ّدثنا أحمد بن حنبل‪ ،‬ومح ّمد‬
‫بن المثنّى‪ .‬قاال‪ :‬ح ّدثنا عبدهللا بن نمير (ح) وح ّدثنا سعيد بن يح**يى‬
‫ي‪ ،‬ح * ّدثني أبي‪ .‬ق**اال جمي ًع**ا‪ :‬ح * ّدثنا يح**يى ابن س**عيد‪ ،‬عن‬ ‫األم**و ّ‬
‫عبدهللا بن أبي س**لمة‪ ،‬عن عبدهللا بن عبدهللا بن عم**ر‪ ،‬عن أبي**ه‪،‬‬
‫‪88‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال‪ :‬غدونا مع رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬من‬
‫منًى إلى عرفات‪ ،‬منّا الملبّي ومنّا المكبّر‪.‬‬
‫وح*** ّدثني مح ّم***د بن ح***اتم‪ ،‬وه***ارون بن عبدهللا‪ ،‬ويعق***وب‬
‫ال ّدورق ّي‪ .‬قالوا‪ :‬أخبرنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا عبدالعزيز بن أبي‬
‫سلمة‪ ،‬عن عمر بن حس**ين‪ ،‬عن عبدهللا بن أبي س**لمة‪ ،‬عن عبدهللا‬
‫بن عبدهللا بن عمر‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬كنّ**ا م**ع رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬في غداة عرفة‪ ،‬فمنّ**ا المكبّ**ر ومنّ**ا المهلّ**ل‪،‬‬
‫فأ ّما نحن فنكبّ**ر‪ ،‬ق**ال‪ :‬قلت‪ :‬وهللا لعجبً**ا منكم كي**ف لم تقول**وا ل**ه‪:‬‬
‫ماذا رأيت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يصنع؟‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)532‬ب**اب التّلبي**ة والتّكب**ير‬
‫غداة النّحر حين يرمي الجمرة واالرتداف* في السّير‪.‬‬
‫الض*حّاك بن مخل**د‪ ،‬أخبرن**ا ابن ج**ريج‪ ،‬عن‬ ‫ح ّدثنا أبوعاص**م ّ‬
‫أن النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫عطاء‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي هللا عنهما ّ‬
‫وعلى آله وس**لم‪ -‬أردف الفض**ل‪ ،‬ف**أخبر الفض**ل أنّ**ه لم ي**زل يلبّي‬
‫حتّى رمى الجمرة‪.‬‬
‫ح ّدثنا زهير بن حرب‪ ،‬ح ّدثنا وهب بن جرير‪ ،‬ح * ّدثنا أبي‪ ،‬عن‬
‫ي‪ ،‬عن عبيدهللا بن عبدهللا‪ ،‬عن ابن‬ ‫ي*****ونس األيل ّي‪ ،‬عن ال ّزه*****ر ّ‬
‫أن أسامة بن زي**د رض**ي هللا عنهم**ا ك**ان‬ ‫عبّاس رضي هللا عنهما ّ‬
‫ردف النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬من عرف**ة إلى‬
‫المزدلف*ة‪ ،‬ث ّم أردف الفض*ل من المزدلف*ة إلى منًى‪ .‬ق*ال‪ :‬فكالهم*ا‬
‫ق**اال‪ *:‬لم ي**زل النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬يلبّي حتّى‬
‫رمى جمرة العقبة‪.‬‬
‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)457‬ح*** ّدثنا مح ّم***د بن‬
‫عرعرة‪ .‬ق**ال‪ :‬ح* ّدثنا ش**عبة‪ ،‬عن س**ليمان‪ ،‬عن مس**لم البطين‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عبّ**اس عن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬أنّه قال‪(( :‬ما العمل في أيّام العشر أفضل من العم**ل في‬
‫‪89‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ه**ذه))‪ .‬ق**الوا‪ :‬وال الجه**اد؟ ق**ال‪(( :‬وال الجه**اد‪ ،‬إال رج**ل خ**رج‬
‫يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء))‪.‬‬
‫قال اإلمام مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)800‬وح* ّدثنا س**ريج بن‬
‫ي**ونس‪ ،‬ح * ّدثنا هش**يم‪ ،‬أخبرن**ا خال**د‪ ،‬عن أبي المليح‪ ،‬عن نبيش**ة‬
‫الهذل ّي‪ .‬ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول‪ ‬هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((أيّام التّشريق أيّام أكل وشرب))‪.‬‬
‫ح * ّدثنا مح ّم**د بن عبدهللا بن نم**ير‪ ،‬ح * ّدثنا إس**ماعيل يع**ني ابن‬
‫ّ‬
‫الح**ذاء‪ ،‬ح** ّدثني أبوقالب**ة‪ ،‬عن أبي المليح‪ ،‬عن‬ ‫عليّ**ة‪ ،‬عن خال**د‬
‫نبيشة‪ .‬قال خال**د‪ :‬فلقيت أب**ا المليح فس**ألته فح* ّدثني ب**ه‪ ،‬ف**ذكر عن‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬بمث**ل ح**ديث هش*يم وزاد‬
‫فيه‪(( :‬وذكر هلل))‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حجة النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬

‫قال اإلمام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)886‬ح* ّدثنا أب**وبكر بن‬
‫أبي ش**يبة‪ ،‬وإس**حق بن إب**راهيم‪ ،‬جمي ًع**ا عن ح**اتم‪ .‬ق**ال أب**وبكر‪:‬‬
‫ح ّدثنا حاتم بن إس*ماعيل الم*دن ّي‪ ،‬عن جعف*ر بن مح ّم*د‪ ،‬عن أبي*ه‪.‬‬
‫قال‪ :‬دخلن**ا على ج**ابر بن عبدهللا فس**أل عن الق**وم حتّى انتهى إل ّي‬
‫فقلت‪ :‬أنا مح ّمد بن عل ّي بن حسين ف**أهوى بي**ده إلى رأس**ي ف**نزع‬
‫زرّي األعلى ث ّم نزع زرّي األس**فل ث ّم وض**ع كفّ**ه بين ث**دي ّي وأن**ا‬
‫يومئذ غالم شابّ ‪ .‬فقال‪ :‬مرحبً**ا ب**ك ي**ا ابن أخي س**ل ع ّم**ا ش**ئت‪،‬‬
‫الص *الة فق**ام في نس**اجة ملتحفً**ا‬‫فسألته وهو أعمى‪ ،‬وحضر وقت ّ‬
‫به**ا كلّم**ا وض**عها على منكب**ه رج**ع طرفاه**ا إلي**ه من ص**غرها‪،‬‬
‫ورداؤه إلى جنب**ه على المش**جب‪ ،‬فص**لّى بن**ا فقلت‪ :‬أخ**برني عن‬
‫حجّة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬فق**ال بي**ده فعق**د‬
‫إن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬مكث‬ ‫تسعًا‪ .‬فقال‪ّ :‬‬
‫أن رس**ول هللا‬ ‫تس**ع س**نين لم يحجّ‪ ،‬ث ّم ّأذن في النّ**اس في العاش**رة ّ‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ح**اجّ‪ ،‬فق**دم المدين**ة بش**ر كث**ير‪،‬‬
‫كلّهم يلتمس أن يأت ّم برسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫ويعمل مثل عمله‪ ،‬فخرجنا معه حتّى أتينا ذا الحليفة فولدت أس**ماء‬
‫بنت عميس مح ّمد بن أبي بكر‪ ،‬فأرسلت* إلى رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬كي*ف أص*نع؟ ق*ال‪(( :‬اغتس*لي واس*تثفري‬
‫بث**وب وأح**رمي)) فص**لّى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬في المس**جد‪ ،‬ث ّم ركب القص**واء حتّى إذا اس**توت ب**ه ناقت**ه‬
‫على البي**داء نظ**رت إلى م * ّد بص**ري بين يدي**ه من راكب وم**اش‬
‫‪91‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وعن يمينه مثل ذلك‪ ،‬وعن يساره مثل ذلك‪ ،‬ومن خلفه مث**ل ذل**ك‪،‬‬
‫ورسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬بين أظهرن**ا وعلي**ه‬
‫ي ْنزل القرآن وهو يعرف تأويله‪ ،‬وما عمل به من شيء عملن**ا ب**ه‪،‬‬
‫إن‬‫فأه ّل بالتّوحي**د‪(( :‬لبّي**ك اللّه ّم لبّي**ك‪ ،‬لبّي**ك ال ش**ريك ل**ك لبّي**ك‪ّ ،‬‬
‫الحمد والنّعمة لك والملك‪ *،‬ال شريك لك)) وأه ّل النّ**اس به**ذا الّ**ذي‬
‫يهلّون به‪ ،‬فلم ي**ر ّد رس**ول‪ ‬هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫عليهم شيئًا منه‪ ،‬ولزم* رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪-‬‬
‫تلبيته‪.‬‬
‫قال ج**ابر رض**ي هللا عن**ه‪ :‬لس**نا نن**وي إال الح ّج لس**نا نع**رف‬
‫العمرة‪ ،‬حتّى إذا أتينا البيت معه استلم ال*رّكن فرم**ل ثالثً**ا ومش**ى‬
‫الس*الم فق**رأ‪﴿ :‬واتّخ**ذوا من‬ ‫أربعًا‪ ،‬ث ّم نفذ إلى مق**ام إب**راهيم علي**ه ّ‬
‫مقام إبراهيم مص**لًّى‪ ﴾1‬فجع**ل المق**ام بين**ه وبين ال**بيت‪ ،‬فك**ان أبي‬
‫يقول‪ :‬وال أعلم**ه ذك**ره إال عن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬ك**ان يق**رأ في الرّكع**تين‪﴿ :‬ق**ل ه**و هللا أحد﴾ و﴿ق**ل ي**ا أيّه**ا‬
‫الك**افرون*﴾ ث ّم رج**ع إلى ال*رّكن فاس**تلمه‪ ،‬ث ّم خ**رج من الب**اب إلى‬
‫الص *فا والم**روة* من ش**عائر‬ ‫إن ّ‬ ‫الصّفا فل ّما دنا من الصّفا ق**رأ‪ّ ﴿ (( :‬‬
‫هللا‪ ﴾2‬أبدأ بما بدأ هللا به)) فبدأ بالصّفا فرقي عليه حتّى رأى ال**بيت‪،‬‬
‫فاس**تقبل القبل**ة فو ّح**د هللا وكبّ**ره وق**ال‪(( :‬ال إل**ه إال هللا وح**ده ال‬
‫شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على ك ّل شيء قدير‪ ،‬ال إل**ه إال‬
‫هللا وحده‪ ،‬أنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم األح**زاب وح**ده))‪ ،‬ث ّم‬
‫دعا بين ذلك قال مثل هذا ثالث م *رّات‪ ،‬ث ّم ن**زل إلى الم**روة حتّى‬
‫إذا انص*بّت ق**دماه في بطن ال**وادي* س**عى‪ ،‬حتّى إذا ص*عدتا مش**ى‬
‫الص**فا‪ ،‬حتّى إذا‬ ‫حتّى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على ّ‬
‫كان آخر طوافه على المروة فقال‪(( :‬لو أنّي استقبلت من أمري ما‬

‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.125:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.158:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪92‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرةً‪ ،‬فمن ك**ان منكم ليس مع**ه‬
‫هدي فليح ّل وليجعلها عمرةً)) فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال‪:‬‬
‫يا رسول هللا ألعامنا هذا أم ألبد؟ فشبّك رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬أص**ابعه واح**دةً في األخ**رى‪ ،‬وق**ال‪(( :‬دخلت‬
‫العمرة في الح ّج)) مرّتين ((ال‪ ،‬بل ألبد أبد)) وق**دم* عل ّي من اليمن‬
‫ببدن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس*لم‪ -‬فوج*د* فاطم*ة رض*ي‬
‫هللا عنها م ّمن ح ّل ولبست ثيابًا صبي ًغا واكتحلت فأنكر ذلك عليه**ا‪.‬‬
‫إن أبي أمرني بهذا‪ .‬قال‪ :‬فكان عل ّي يقول بالعراق‪ :‬ف**ذهبت‬ ‫فقالت‪ّ :‬‬
‫ّش *ا على‬ ‫إلى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬محر ً‬
‫فاطمة للّذي* صنعت مستفتيًا لرسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬فيما ذكرت عن**ه‪ ،‬فأخبرت**ه أنّي أنك**رت ذل**ك عليه**ا‪ .‬فق**ال‪:‬‬
‫((ص**دقت ص**دقت‪ ،‬م**اذا قلت حين فرض**ت الح ّج))؟ ق**ال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫فإن معي الهدي‪ ،‬فال تحلّ‪.‬‬ ‫اللّه ّم إنّي أه ّل بما أه ّل به رسولك‪ ،‬قال‪ّ :‬‬
‫قال‪ :‬فكان جماعة الهدي الّذي قدم به عل ّي من اليمن والّذي* أتى ب**ه‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬مائةً‪.‬‬
‫وقص *روا إال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫ّ‬ ‫ق**ال‪ :‬فح * ّل النّ**اس كلّهم‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ومن ك**ان مع**ه ه**دي‪ ،‬فل ّم**ا ك**ان ي**وم التّروي**ة‬
‫توجّه**وا إلى منًى‪ ،‬ف**أهلّوا ب**الحجّ‪ ،‬وركب رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فص**لّى به**ا الظّه**ر والعص**ر والمغ**رب‬
‫والعش**اء والفج**ر‪ ،‬ث ّم مكث قليالً حتّى طلعت ّ‬
‫الش*مس‪ ،‬وأم**ر بقبّ**ة‬
‫من ش**عر تض**رب ل**ه بنم**رة‪ ،‬فس**ار رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫ك ق**ريش إال أنّ**ه واق *ف* عن**د المش**عر‬ ‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬وال تش * ّ‬
‫الحرام‪ ،‬كما كانت ق**ريش تص**نع في الجاهليّ**ة‪ ،‬فأج**از رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬حتّى أتى عرف*ة فوج*د القبّ*ة ق*د‬
‫ضربت له بنمرة‪ ،‬فنزل بها حتّى إذا زاغت ال ّشمس أمر بالقصواء‬
‫إن دم**اءكم‪،‬‬ ‫فرحلت له‪ ،‬فأتى بطن الوادي* فخطب النّاس وق**ال‪ّ (( :‬‬
‫وأموالكم‪ *،‬حرام عليكم‪ ،‬كحرمة يومكم ه**ذا‪ ،‬في ش**هركم ه**ذا‪ ،‬في‬
‫‪93‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بلدكم هذا‪ ،‬أال ك ّل شيء من أم**ر الجاهليّ**ة تحت ق**دم ّي موض**وع‪*،‬‬


‫وإن أ ّول دم أض**ع من دمائن**ا دم ابن‬ ‫ودم**اء الجاهليّ**ة موض**وعة‪ّ ،‬‬
‫ربيعة بن الح**ارث‪ ،‬ك**ان مسترض*عًا في ب**ني س**عد فقتلت**ه ه**ذيل‪،‬‬
‫ورب**ا الجاهليّ**ة موض**وع‪ ،‬وأ ّول ربً**ا أض**ع ربان**ا رب**ا عبّ**اس بن‬
‫عب**دالمطّلب‪ ،‬فإنّ**ه موض**وع كلّ**ه‪ ،‬ف**اتّقوا هللا في النّس**اء‪ ،‬ف**إنّكم‬
‫ّ‬
‫عليهن‬ ‫ّ‬
‫*روجهن بكلم**ة هللا‪ ،‬ولكم*‬ ‫ّ‬
‫أخذتموهن بأمان هللا‪ ،‬واستحللتم ف*‬
‫ّ‬
‫*ربوهن‬ ‫أن ال يوطئن فرشكم أح*دًا تكرهون**ه‪ ،‬ف**إن فعلن ذل**ك فاض*‬
‫وكسوتهن بالمعروف‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫رزقهن‬ ‫ّ‬
‫ولهن عليكم‬ ‫ضربًا غير مبرّح‪،‬‬
‫تركت فيكم م**ا لن تض**لّوا بع**ده إن اعتص**متم ب**ه كت**اب هللا‪ ،‬وأنتم‬
‫تسألون عنّي‪ ،‬فما أنتم قائلون))؟ قالوا‪ :‬نشهد أنّ**ك ق**د بلّغت وأ ّديت‬
‫الس*ماء‪ ،‬وينكته**ا إلى‬ ‫الس*بّابة يرفعه**ا إلى ّ‬
‫ونصحت‪ .‬فقال بإصبعه ّ‬
‫النّاس‪(( :‬اللّه ّم اشهد‪ ،‬اللّه ّم اش**هد)) ثالث م*رّات‪ ،‬ث ّم ّأذن‪ ،‬ث ّم أق**ام‪،‬‬
‫فصلّى الظّهر‪ ،‬ث ّم أقام فصلّى العص**ر‪ ،‬ولم يص* ّل بينهم**ا ش**يئًا‪ ،‬ث ّم‬
‫ركب رس***ول هللا ‪-‬ص***لى هللا علي***ه وعلى آل***ه وس***لم‪ -‬حتّى أتى‬
‫الص *خرات‪ ،‬وجع**ل حب**ل‬ ‫الموقف‪ ،‬فجعل بطن ناقته القصواء إلى ّ‬
‫المش**اة بين يدي**ه‪ ،‬واس**تقبل القبل**ة‪ ،‬فلم ي**زل واقفً**ا حتّى غ**ربت‬
‫ال ّشمس وذهبت الصّفرة قليالً حتّى غ**اب الق**رص‪ ،‬وأردف أس**امة‬
‫خلفه‪ ،‬ودفع رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وق**د ش**نق‬
‫إن رأس**ها ليص**يب م**ورك رحل**ه‪ ،‬ويق**ول‬ ‫للقصواء ال ّزم**ام‪ ،‬حتّى ّ‬
‫الس*كينة)) كلّم**ا أتى حبال من‬ ‫الس*كينة ّ‬ ‫بيده اليم**نى‪(( :‬أيّه**ا النّ**اس ّ‬
‫الحبال أرخى لها قليال حتّى تصعد حتّى أتى المزدلفة‪ ،‬فص**لّى به**ا‬
‫المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين‪ ،‬ولم* يسبّح بينهم**ا ش**يئًا‪ ،‬ث ّم‬
‫اضطجع رسول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي**ه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬حتّى طل*ع‬
‫الص*بح‪ ،‬ب*أذان وإقام*ة‪ ،‬ث ّم ركب‬ ‫الفجر وصلّى الفجر حين تبيّن له ّ‬
‫القص**واء حتّى أتى المش**عر الح**رام فاس**تقبل القبل**ة ف**دعاه وكبّ**ره‬
‫وهلّله ووحّده‪ *،‬فلم* يزل واقفًا حتّى أسفر ج * ًّدا‪ ،‬ف**دفع قب**ل أن تطل**ع‬
‫ال ّشمس‪ ،‬وأردف الفضل بن عبّاس وكان رجالً حسن ال ّشعر أبيض‬
‫‪94‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وسي ًما‪ ،‬فل ّما دفع رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬مرّت‬
‫إليهن‪ ،‬فوض**ع رس**ول هللا‬ ‫ّ‬ ‫به ظعن يج**رين‪ ،‬فطف**ق الفض**ل ينظ**ر‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ي**ده على وج**ه الفض**ل فح* ّول*‬
‫ق اآلخر ينظر‪ ،‬فح ّول رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬ ‫الفضل وجهه إلى ال ّش ّ‬
‫ق اآلخ**ر على وج**ه الفض**ل‬ ‫علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ي**ده من ّ‬
‫الش * ّ‬
‫ّ‬
‫محس *ر‪،‬‬ ‫ق اآلخ**ر‪ ،‬ينظ**ر حتّى أتى بطن‬ ‫يص**رف وجه**ه من ّ‬
‫الش * ّ‬
‫فحرّك قليالً ث ّم س**لك الطّري**ق الوس**طى الّ**تي تخ**رج على الجم**رة‬
‫الش**جرة‪ ،‬فرماه**ا بس**بع‬ ‫الك**برى حتّى أتى الجم**رة الّ**تي عن**د ّ‬
‫حصيات‪ ،‬يكبّر مع ك ّل حصاة منها مثل حص**ى الخ**ذف‪ ،‬رمى من‬
‫بطن الوادي‪ ،‬ث ّم انصرف إلى المنحر فنحر ثالثً**ا وس *تّين بي**ده‪ ،‬ث ّم‬
‫أعطى عليًّا فنحر ما غبر‪ ،‬وأشركه في هديه ث ّم أم**ر من ك * ّل بدن**ة‬
‫ببض**عة فجعلت في ق**در فطبخت ف**أكال من لحمه**ا‪ ،‬وش**ربا من‬
‫مرقه**ا‪ ،‬ث ّم ركب رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫فأف**اض إلى ال**بيت فص**لّى بم ّك**ة الظّه**ر‪ ،‬ف**أتى ب**ني عب**دالمطّلب‬
‫يسقون على زم**زم‪ .‬فق**ال‪(( :‬انزع**وا* ب**ني عب**دالمطّلب‪ ،‬فل**وال أن‬
‫يغلبكم النّاس على سقايتكم ل**نزعت معكم))‪ ،‬فن**اولوه دل* ًوا فش**رب‬
‫منه‪.‬‬
‫وح ّدثنا عمر بن حفص بن غياث‪ ،‬ح ّدثنا أبي‪ ،‬ح * ّدثنا جعف**ر بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬ح* ّدثني أبي‪ .‬ق**ال‪ :‬أتيت ج**ابر بن عبدهللا فس**ألته عن ح ّج**ة‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬وساق الح**ديث بنح**و‬
‫حديث حاتم بن إسماعيل‪ ،‬وزاد* في الحديث‪ :‬وك**انت الع**رب ي**دفع‬
‫بهم أبوسيّارة على حمار عري‪ *،‬فل ّم**ا أج**از رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫ك قريش‬ ‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬من المزدلفة بالمشعر الحرام لم تش ّ‬
‫أنّه سيقتصر عليه ويك**ون م ْنزل**ه ث ّم‪ ،‬فأج**از ولم يع**رض ل**ه حتّى‬
‫أتى عرفات فنزل‪ .‬اهـ‬
‫وأولئك الحمقى يشغلون أنفسهم بالهتافات الفارغ**ة‪ ،‬ويش**غلون‬
‫‪95‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫غ***يرهم من الحج***اج ب***النظر إليهم‪ ،‬وبص***دهم عن الم***رور من‬


‫الطرقات‪.‬‬
‫وإنه ليجب على علماء السنة وفقهم هللا لك**ل خ**ير وك**ثرهم هللا‬
‫أن يكشفوا للمسلمين ع**وار ه**ذه الم**ؤامرات* الخبيث**ة المس*يّرة من‬
‫قبل أعداء* اإلسالم* إلثارة الفتن‪ ،‬وإني أذكر علماء الس**نة بق**ول هللا‬
‫إن الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بع**د‬ ‫عز وجل‪ّ ﴿ :‬‬
‫ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب أولئ**ك يلعنهم هللا ويلعنهم الالعن**ون‪‬‬
‫إال الّذين تابوا وأصلحوا* وبيّن**وا فأولئ**ك أت**وب عليهم وأن**ا التّ* ّواب‬
‫الرّحيم‪.﴾1‬‬
‫ويقول تعالى‪﴿ :‬وإذ أخذ هللا ميث**اق الّ**ذين أوت**وا الكت**اب لتبيّننّ**ه‬
‫للنّاس وال تكتمونه فنب**ذوه وراء ظه**ورهم واش**تروا ب**ه ثمنً**ا قليالً‬
‫فبئس ما يشترون‪.﴾2‬‬
‫وأنتم تعلم**ون أيه**ا العلم**اء أن أغلب المجتم**ع المس**لم جاه**ل‬
‫ومتبرم من سوء أوضاع المسلمين‪ ،‬فإذا سمعوا هذا الهت**اف وتلكم‬
‫التوجع**ات من أوض**اع المس**لمين من إذاع**ة الرافض**ة تج**اوبوا‬
‫معها‪ ،‬وال يبعد هذا‪ ،‬فقد تج**اوب كث**ير من الن**اس للمخت**ار بن أبي‬
‫عبيد الثقفي‪ ،‬ومع الباطنية‪ ،‬وأقاموا دولة بالمغرب وهكذا تج**اوبوا‬
‫م**ع الملح**دين العبي**ديين بمص**ر‪ ،‬وم**ع علي بن الفض**ل الب**اطني‬
‫باليمن‪ ،‬وكم من كاذب يدعي النبوة فيستجيب ل**ه أن**اس ويجال**دون*‬
‫مع**ه بالس**يوف‪ ،‬فالعام**ة هم أتب**اع ك**ل ن**اعق‪ ،‬وإذا لم يقم العلم**اء‬
‫بحراسة العقي**دة وال**ذب* عنه**ا وبي**ان م**ا الرافض**ة علي**ه من خبث‬
‫العقي***دة‪ ،‬ف***إن العام***ة ال يعرف***ون إال اإلس***الم* وال يفرق***ون بين‬
‫رافض**ي وس**ني‪ ،‬ب**ل ق**د بل**غ ببعض**هم أن**ه ال يف**رق بين الع**الم‬
‫والمنجم‪ ،‬وال بين الشيوعي والمسلم‪.‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.160-159:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.187:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪96‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وأنتم تعلم****ون أن الرافض****ة في جمي****ع الع****الم اإلس****المي‬


‫متربص**ون بكم ال**دوائر‪ ،‬وتعلم**ون م**ا حص**ل من الص**راع بين‬
‫الرافضة وأهل السنة‪ ،‬ولقد ك**انت ق**راءة البخ**اري ومس**لم وس**ائر‬
‫كتب الس**نة عن**دنا ب**اليمن ممنوع**ة ب**ل جريم**ة ك**برى‪ ،‬فإي**اكم أن‬
‫تخلدوا* إلى الدنيا‪ ،‬وتظنوا أن المس**ألة سياس**ية أو أن**ه ص**راع بين‬
‫إمام الضاللة الخميني والبعثي صدام حسين الملحد‪.‬‬
‫ولست أطالب**ك ب**أن تحم**ل س**الحك وت**ذهب تقات**ل تحت ل**واء‬
‫ص**دام حس**ين البع*ثي ولكن أطالب**ك ببي*ان م**ا الرافض**ة علي*ه من‬
‫الخبث والكيد لإلسالم والمسلمين‪ .‬وأما نحن معشر اليمن**يين فلع**ل‬
‫هللا دافع عن بلدنا بإقامة الفتن**ة بين الرافض**ة والبعث**يين‪ ،‬فق**د ك**ان‬
‫ح***زب البعث في اليمن قويًّ***ا ح***تى ابتلى هللا أس***ياده ب***العراق‬
‫بالرافضة‪ ،‬وهكذا الرافضة عندنا باليمن فقد كانوا رفعوا رءوس**هم‬
‫حتى شغل عنهم إمام الضاللة دجال العصر‪ ،‬فالحمد هلل الذى داف**ع‬
‫عن بل**دنا‪ ،‬ونس**أل هللا أن يف**رج عن إخوانن**ا أه**ل الس**نة ب**العراق‬
‫وإخواننا أهل السنة الذين هم تحت السلطات الرافضية‪.‬‬
‫علم**اء الس**نة المعاص**رون* محت**اجون أن يكتب**وا عن عقائ**د‬
‫الرافضة وعن مواقف الرافض**ة من الس**نة‪ ،‬ووق**وفهم م**ع اليه**ود‬
‫والنصارى‪ ،‬وقد* ق**ام أخون**ا في هللا عبدهللا محم**د الغ**ريب‪ 1‬بكتاب**ة‬
‫طيب**ة في كتاب**ه ((وج**اء دور المج**وس)) فمث**ل ه**ذا الك**اتب ل**و‬
‫صرف من الوقت* في ق**راءة الجرائ**د والمجالت واس**تمع الرادي**و‬
‫فإنه حفظه هللا يقرأ ويكتب ما يحت**اج إلي**ه المجتم**ع‪ ،‬بخالف كث**ير‬

‫‪ ‬والثناء على صاحب كتاب ‪‬وجاء دور المجوس‪ ‬باعتبار حاله قبل قضية‬ ‫‪1‬‬
‫الخليج أما بعدها فإنه انتكس وتخبط وأص*بح حزبيً*ا‪ ،‬ب*ل ص*ار أتباع*ه أض*ر على‬
‫أه**ل الس**نة من اإلخ**وان المس**لمين كم**ا ح**دث منهم م**ع أه**ل الس**نة األندنوس**يين‬
‫الق**ائمين بجه**اد النص**ارى‪ ،‬فأتباع**ه يح**ذرون التج**ار ومن مس**اعدة أه**ل الس**نة‬
‫المجاهدين فحسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫من جهل***ة اإلخ***وان المس***لمين‪ ،‬ف***إنّهم ع***اكفون على الجرائ***د‬


‫والمجالت والرادي**و‪ *،‬وم**ا رأين**ا منهم م**ا ينف**ع المجتم**ع‪ .‬ض**يعوا‬
‫أوقاتهم في هذا بدون طائل‪ .‬وهللا المستعان‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫السكينة في الحج‬

‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)522‬باب أمر النّب ّي ‪-‬صلى‬
‫بالس*كينة عن**د اإلفاض**ة وإش**ارته إليهم‬‫هللا عليه وعلى* آل**ه وس**لم‪ّ -‬‬
‫بالسّوط‪.‬‬
‫ح* ّدثنا س**عيد بن أبي م**ريم‪ ،‬ح* ّدثنا إب**راهيم بن س**ويد‪ ،‬ح* ّدثني‬
‫عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب‪ ،‬أخبرني سعيد بن جبير مولى‬
‫والبة الك*وف ّي‪ *،‬ح* ّدثني ابن عبّ*اس رض*ي هللا عنهم*ا أنّ*ه دف*ع م*ع‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ي**وم عرف**ة‪ ،‬فس**مع النّ**ب ّي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬وراءه زج *رًا ش**ديدًا وض**ربًا‬
‫وص**وتًا لإلب**ل‪ ،‬فأش**ار بس**وطه إليهم وق**ال‪(( :‬أيّه**ا النّ**اس عليكم‬
‫بالسّكينة‪ّ ،‬‬
‫فإن الب ّر ليس باإليضاع))‪.‬‬
‫قال اإلمام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)412‬ح* ّدثنا موس**ى بن‬
‫ط**ارق أب**وقرّة ال ّزبي**ديّ‪ ،‬من أه**ل الحص**يب وإلى جانبه**ا رمع‪،1‬‬
‫ي‪ .‬قال أبي‪ :‬وكان أبوقرّة قاضيًا لهم‬ ‫وهي قرية أبي موسى األشعر ّ‬
‫باليمن‪ ،‬قال‪ :‬ح* ّدثنا أيمن بن ناب**ل أب**وعمران‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت رجال‬
‫من أصحاب النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقال له‪ :‬قدامة‬
‫يعني ابن عبدهللا يقول‪ :‬رأيت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬رمى جمرة العقبة يوم النّح*ر‪ .‬ق*ال أب*وقرّة‪ :‬وزادني س*فيان‬
‫ي في ح**ديث أيمن ه**ذا‪ :‬على ناق**ة ص**هباء‪ ،‬بال زج**ر‪ ،‬وال‬ ‫الثّ**ور ّ‬
‫طرد‪ ،‬وال إليك إليك‪.‬‬
‫ح ّدثنا وكيع‪ ،‬ح ّدثنا أيمن بن نابل‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت ش**ي ًخا من ب**ني‬
‫‪ ‬رمع واد طويل معروف باليمن‪ ،‬يمتد من آنس‪ ،‬ويصب في البحر األحمر‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪99‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫كالب يقال له‪ :‬قدام**ة بن عبدهللا بن ع ّم**ار‪ .‬ق**ال‪ :‬رأيت رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ي**وم النّح**ر ي**رمي الجم**رة على‬
‫ناقة له صهباء‪ ،‬ال ضرب وال طرد‪ ،‬وال إليك إليك‪.‬‬
‫ح ّدثنا أبوأحمد مح ّمد بن عبدهللا ال ّزبيريّ‪ ،‬ح ّدثنا أيمن بن ناب**ل‪،‬‬
‫ح * ّدثنا قدام**ة بن عبدهللا الكالب ّي‪ ،‬أنّ**ه رأى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬رمى الجمرة جمرة العقب**ة من بطن ال**وادي*‬
‫يوم النّح**ر على ناق**ة ل**ه ص**هباء‪ ،‬ال ض**رب وال ط**رد‪ ،‬وال إلي**ك‬
‫إليك‪ .‬ح ّدثنا ق ّران في الحديث قال‪ :‬يرمي الجمار على ناقة له‪.‬‬
‫ح*** ّدثنا س***ريج بن ي***ونس ومح***رز بن ع***ون بن أبي ع***ون‬
‫أبوالفض**ل ق**اال‪ *:‬ح* ّدثنا ق*رّان بن ت ّم**ام األس**ديّ‪ ،‬ح* ّدثنا أيمن‪ ،‬عن‬
‫قدامة بن عبدهللا‪ .‬قال‪ :‬رأيت رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي*ه وعلى آل*ه‬
‫وسلم‪ -‬على ناقة يستلم الحجر بمحجنه‪.‬‬
‫ق**ال أبوعب**د ال**رّحمن‪ :1‬ح** ّدثني مح**رز بن ع**ون وعبّ**اد بن‬
‫موسى‪ .‬قاال‪ :‬ح ّدثنا ق *رّان بن ت ّم**ام‪ ،‬عن أيمن بن ناب**ل‪ ،‬عن قدام**ة‬
‫بن عبدهللا‪ ،‬أنّه رأى النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ي**رمي‬
‫الجمار على ناقة ال ضرب‪ ،‬وال طرد‪ ،‬وال إليك إلي**ك‪ .‬وزاد عبّ**اد‬
‫في حديثه قال‪ :‬رأيت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫على ناقة صهباء يرمي الجمرة‪.‬‬
‫ح * ّدثنا معتم**ر‪ ،‬عن أيمن بن ناب**ل‪ ،‬عن قدام**ة بن عبدهللا ق**ال‪:‬‬
‫رأيت رس**ول‪ ‬هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ي**وم النّح**ر‬
‫يرمي الجمرة على ناقة له صهباء‪ ،‬ال ضرب‪ ،‬وال طرد‪ ،‬وال إليك‬
‫إليك‪ .‬اهـ‬
‫هذا حديث حسن ألنه يدور على أيمن بن نابل وهو حسن الحديث‪.‬‬

‫‪ ‬هو عبدهللا بن أحمد رحمه هللا‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪100‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫باب قول هللا عز وجل‪﴿ :‬ومن أظلم م ّمن منع مساجد هللا أن‬
‫يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها‬
‫‪2 1‬‬
‫إال خائفين لهم في الدّنيا خزي ولهم في اآلخرة عذاب عظيم ﴾‪.‬‬

‫وال شك أن التظاهر الخميني في الح**رمين يك**ون م**دعاة للفتن‬


‫التي تكون س**ببًا لتعطي**ل الح**رمين من العب**ادة‪ ،‬ول**وال األمن وم**ا‬
‫يتمت**ع ب**ه الحجيج من متطلب**ات الحي**اة لم**ا حج الرب**ع من ال**ذين‬
‫يحج**ون‪ .‬وأن ه**ذه اآلي**ة الكريم**ة لت**ؤذن أن هللا س**يخزي ه**ذا‬
‫التظ**اهر الخمي**ني‪ ،‬وق**د أخ**برت أن جمي**ع الحج**اج يمقت**ونهم‬
‫ويكره**ونهم‪ ،‬حيث يعطل**ون الس**يارات ويش**غلون الن**اس عن أداء‬
‫المناس**ك‪ ،‬ويقطع**ون الط**رق‪ ،‬وص**دق هللا إذ يق**ول‪﴿ :‬م**ا ك**ان‬
‫للمش**ركين أن يعم**روا مس**اجد هللا ش**اهدين على أنفس**هم ب**الكفر‬
‫أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون ‪ ‬إنّما يعمر مس**اجد‬
‫الص *الة وءاتى ال ّزك**اة ولم‬
‫هللا من ءامن باهلل والي**وم اآلخ**ر وأق**ام ّ‬
‫‪3‬‬
‫يخش إال هللا فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ﴾‪.‬‬
‫وعمارة المساجد تشمل عمارتها بالبنيان‪ ،‬وعمارته**ا بالعب**ادة‪،‬‬
‫إذ قد وجد من يعمر المساجد بالبناء وليس بمسلم كم**ا ه**و معل**وم‪.‬‬
‫وأظن الخمينيين م**ا يجس**رون أن يقوم**وا بتظ**اهرات بع**د ع**امهم‬
‫الماضي‪ 4‬ألن**ه ق**د انكش**ف أم**رهم أنّهم عمالء ألمريك**ا وروس**يا‬
‫وإلس**رائيل‪ ،‬فهم يس**تمدون األس**لحة من ه**ذه وتل**ك ويقص**فون‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.114:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬وقد حالوا التفجير في الحرم فخيبهم هللا‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.18-17:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬أخطأ ظني في هذا‪ ،‬وكنت أظن أنّهم يستحيون من تكرار الفضائخ ولكن الن**بي‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ :-‬يقول إذا لم تستحي فاصنع ما شئت‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المخيمات الفلسطينية‪.‬‬
‫﴿ياأيّها الّذين ءامنوا لم تقولون ما ال تفعلون‪ ‬كبر مقتًا عن**د‬
‫هللا أن تقولوا ما ال تفعلون‪.﴾1‬‬
‫﴿أتأمرون النّاس بالب ّر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكت**اب أفال‬
‫تعقلون‪.﴾2‬‬
‫أتحس**بون أن الن**اس ال يعلم**ون أن هت**افكم بس**قوط أمريك**ا‬
‫وروس**يا دج**ل وتل**بيس‪ .‬إن هللا س**بحانه وتع**الى يفض**ح ال**دجالين‬
‫الملبسين وإن* طال الزمن‪ .‬ولقد أحسن من قال‪:‬‬
‫ومهم**ا تكن عن**د ام**رئ من خليق**ة وإن خاله**ا تخفى على‬
‫الناس تعلم‬

‫‪ ‬سورة الصف‪ ،‬اآلية‪.3-2:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.44:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪102‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫باب قول هللا عز وجل‪﴿ :‬في بيوت أذن هللا أن ترفع ويذكر‬
‫فيها اسمه يسبّح له فيها بالغد ّو واآلصال‪ ‬رجال ال تلهيهم‬
‫صالة وإيتاء ال ّزكاة يخافون‬
‫تجارة وال بيع عن ذكر هللا وإقام ال ّ‬
‫يو ًما تتقلّب فيه القلوب واألبصار ‪ ‬ليجزيهم هللا أحسن ما‬
‫عملوا ويزيدهم من فضله وهللا يرزق من يشاء بغير حساب‪.﴾1‬‬

‫ق**ال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا (‪ 1‬ص‪ :)397‬ح* ّدثنا أبوالطّ**اهر‬


‫أحم***د بن عم***رو‪ ،‬ح*** ّدثنا ابن وهب‪ ،‬عن حي***وة‪ ،‬عن مح ّم***د بن‬
‫عب**دالرّحمن‪ *،‬عن أبي عبدهللا م**ولى ش* ّداد بن اله**اد أنّ**ه س**مع أب**ا‬
‫هريرة يقوال‪ :‬ق**ال رس*ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي*ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((من سمع رجالً ينشد ضالّةً في المسجد فليقل‪ :‬ال ر ّده**ا هللا علي**ك‬
‫ّ‬
‫فإن المساجد لم تبن لهذا))‪.‬‬
‫وح ّدثنيه زهير بن ح*رب‪ ،‬ح* ّدثنا المق*رئ‪ ،‬ح* ّدثنا حي*وة‪ .‬ق*ال‪:‬‬
‫سمعت أبا األسود* يقول‪ :‬ح ّدثني أبوعبدهللا مولى ش ّداد أنّه سمع أب**ا‬
‫هريرة يقول‪ :‬سمعت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫يقول بمثله‪.‬‬
‫وح*** ّدثني حجّ***اج بن ّ‬
‫الش***اعر‪ ،‬ح*** ّدثنا عب***دال ّر ّزاق‪ ،‬أخبرن***ا‬
‫أن‬‫ي‪ ،‬عن علقمة بن مرثد‪ ،‬عن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أبي**ه‪ّ ،‬‬ ‫الثّور ّ‬
‫رجالً نشد في المسجد فقال‪ :‬من دعا إلى الجمل األحمر فقال النّب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ال وجدت إنّما ب**نيت المس**اجد‬
‫لما بنيت له))‪.‬‬
‫ح ّدثنا أبوبكر بن أبي شيبة‪ ،‬ح * ّدثنا وكي**ع‪ ،‬عن أبي س**نان‪ ،‬عن‬
‫أن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى‬‫علقمة بن مرثد‪ ،‬عن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ّ ،‬‬

‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.38-36:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪103‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬ل ّما ص**لّى ق**ام رج**ل فق**ال‪ :‬من دع**ا إلى‬
‫الجمل األحمر‪ ،‬فقال النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ال‬
‫وجدت‪ ،‬إنّما بنيت المساجد لما بنيت له))‪.‬‬
‫ح ّدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬ح* ّدثنا جري**ر‪ ،‬عن مح ّم**د بن ش**يبة‪ ،‬عن‬
‫علقمة بن مرثد‪ ،‬عن ابن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬جاء أعراب ّي بعد ما‬
‫صلّى النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬صالة الفج**ر فأدخ**ل‬
‫رأسه من باب المسجد فذكر بمثل حديثهما‪.‬‬
‫ق**ال مس**لم‪ :‬ه**و ش**يبة بن نعام**ة أبونعام**ة‪ ،‬روى عن**ه مس**عر‬
‫وهشيم وجرير وغيرهم من الكوفيّين‪.‬‬
‫قال اإلمام أبوعبدهللا بن ماجة رحمه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)262‬ح ّدثنا‬
‫أب**وبكر ابن أبي ش**يبة‪ ،‬ح** ّدثنا ش**بابة‪ ،‬ح** ّدثنا ابن أبي ذئب‪ ،‬عن‬
‫ي‪ ،‬عن سعيد بن يسار‪ ،‬عن أبي هري**رة‪ ،‬عن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى‬ ‫المقبر ّ‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬م**ا ت**وطّن رج**ل مس**لم المس**اجد‬
‫للص *الة وال* ّ*ذكر‪ ،‬إال تبش**بش هللا ل**ه‪ ،‬كم**ا يتبش**بش أه**ل الغ**ائب‬
‫ّ‬
‫بغائبهم إذا قدم* عليهم))‪ .‬اهـ‬
‫هذا حديث صحيح على شرط الشيخين‪.‬‬
‫‪104‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫باب قول هللا عز وجل‪﴿ :‬وما كان صالتهم عند البيت إال مكا ًء‬
‫وتصديةً فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون‪.﴾1‬‬

‫ق**ال اإلم**ام أب**وجعفر بن جري**ر رحم**ه هللا (ج‪ 13‬ص‪:)521‬‬


‫يق**ول تع**الى ذك**ره‪ :‬وم**ا له**ؤالء المش**ركين أال يع**ذبهم هللا وهم‬
‫يصدون عن المسجد الح**رام ال**ذي يص**لون هلل في**ه ويعبدون**ه‪ ,‬ولم‬
‫يكونوا هلل أولياء‪ ,‬بل أولياؤه ال*ذين يص*دونهم عن المس*جد الح*رام‬
‫وهم ال يصلون في المسجد الحرام‪﴿ .‬وما كان صالتهم عند ال**بيت﴾‬
‫يعني‪ :‬بيت هللا الع*تيق‪﴿ ,‬إال مك*ا ًء﴾ وه*و الص*فير‪ ,‬يق*ال من*ه‪ :‬مك*ا‬
‫يمكو مكوا ومكاء‪ ,‬وقد قي**ل‪ :‬إن المك**و‪ :‬أن يجم**ع الرج**ل يدي**ه ثم‬
‫يدخلهما في فيه ثم يصيح‪ ,‬ويقال منه‪ :‬مكت است الداب**ة مك**اء‪ :‬إذا‬
‫نفخت بالريح‪ ,‬ويقال‪ :‬إنه ال يمك**و إال اس**ت مكش**وفة‪ ,‬ول**ذلك قي**ل‬
‫لالست المكوة‪ ,‬سميت بذلك; ومن ذلك قول عنترة‪:‬‬
‫وحليل غانية تركت مجدالً تمكو فريصته كشدق األعلم‬
‫وقول* الطرماح‪:‬‬
‫فنحا ألوالها بطعنة محفظ تمكو جوانبها من اإل ْنهار‬
‫بمعنى‪ :‬تصوت‪.‬‬
‫وأما التصدية فإنّها التصفيق‪ ,‬يقال منه‪ :‬صدى يصدي تصدية‪,‬‬
‫وصفق وصفح بمعنى واحد‪.‬‬
‫وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ح**دثنا ابن وكيع‪ ,2‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا أبي‪ ,‬عن موس**ى بن قيس‪ ،‬عن‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.35:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬هو سفيان بن وكيع ضعيف‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪105‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حج**ر بن عنبس‪﴿ :‬إال مك**ا ًء وتص**ديةً﴾ ق**ال‪ :‬المك**اء‪ :‬التص**فير‪,‬‬


‫والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫ح**دثني المث**نى‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا عبدهللا بن ص**الح‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثني‬
‫معاوية‪ ,‬عن علي‪ ,1‬عن ابن عباس‪ :‬قوله‪﴿ *:‬وما كان ص**التهم عن**د‬
‫البيت إال مكا ًء وتصديةً﴾ المكاء‪ :‬التصفير‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدثني محمد بن سعد‪ ,2‬ق**ال‪ :‬ح**دثني أبي‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثني عمي‪,‬‬
‫ق**ال‪ :‬ح**دثني أبي‪ ,‬عن أبي**ه‪ ,‬عن ابن عب**اس‪ ,‬قول**ه‪﴿ *:‬وم**ا ك**ان‬
‫ص**التهم عن**د ال**بيت إال مك**ا ًء وتص**ديةً﴾ يق**ول‪ :‬ك**انت ص**الة‬
‫المش**ركين عن**د ال**بيت مك**اء‪ ,‬يع**ني‪ :‬التص**فير‪ ,‬وتص**دية يق**ول‪:‬‬
‫التصفيق‪.‬‬
‫ح**دثني محم**د بن عم**ارة األس**دي‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا عبيدهللا بن‬
‫موسى‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا فضيل‪ ,‬عن عطية‪﴿ :3‬وما ك**ان ص**التهم عن**د‬
‫البيت إال مكا ًء وتصديةً﴾ قال‪ :‬التصفيق والصفير‪.‬‬
‫حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬عن قرة بن خالد‪ ,‬عن عطية‪,‬‬
‫عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬المك**اء‪ :‬التص**فيق‪ ,‬والتص**دية‪ :‬الص**فير‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫وأمال ابن عمر خده إلى جانب‪.‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين‪ ,4‬قال‪ :‬حدثنا وكي**ع‪ ,‬عن ق**رة‬
‫بن خالد‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن ابن عمر‪﴿ :‬وما كان صالتهم عن**د ال**بيت‬
‫إال مكا ًء وتصديةً﴾ قال‪ :‬المكاء والتصدية‪ :‬الصفير والتصفيق‪.‬‬
‫ح**دثني الح**ارث‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا القاس**م‪ ,‬ق**ال س**معت محم**د بن‬
‫الحس**ين يح**دث عن ق**رة بن خال**د‪ ,‬عن عطي**ة الع**وفي‪ ,‬عن ابن‬
‫عمر‪ ,‬قال‪ :‬المكاء‪ :‬الصفير‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫هو علي بن أبي طلحة ولم يسمع من ابن عباس‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫هذا السند مسلسل بالعوفيين وهم ضعفاء‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫ضعيف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫الحسين هو ابن داود الملقب بسنيد‪ ،‬ضعيف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪106‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حدثنا ابن بش*ار‪ ,‬ق*ال‪ :‬ح*دثنا أبوع*امر‪ ,‬ق*ال‪ :‬ح*دثنا ق*رة‪ ,‬عن‬
‫عطية‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬في قوله‪﴿ :‬وما كان ص**التهم عن**د ال**بيت إال‬
‫مكا ًء وتصديةً﴾ قال‪ :‬المكاء‪ :‬الصفير‪ ,‬والتص**دية‪ :‬التص**فيق‪ .‬وق**ال‬
‫قرة‪ :‬وحكى لنا عطية فعل ابن عم**ر‪ ,‬فص**فر وأم**ال خ**ده وص**فق‬
‫بيديه‪.‬‬
‫حدثني يونس‪ ,‬ق**ال‪ :‬أخبرن**ا ابن وهب‪ ,‬ق**ال‪ :‬أخ**برني بك**ر بن‬
‫مضر‪ ,‬عن جعفر بن ربيعة‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا سلمة بن عب**دالرحمن‬
‫بن عوف يقول في قول هللا‪﴿ :‬وما كان صالتهم عند البيت إال مكا ًء‬
‫وتصديةً﴾ قال بكر‪ :‬فجم**ع لي جعف**ر كفي**ه‪ ,‬ثم نفخ فيهم**ا ص**فيرًا‪,‬‬
‫كما قال له أبوسلمة‪.‬‬
‫ح**دثنا أحم**د بن إس**حاق‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا أبوأحم**د‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا‬
‫إس**رائيل‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,1‬عن مجاه**د‪ ,‬عن ابن عب**اس‪ ,‬ق**ال‪:‬‬
‫المكاء‪ :‬الصفير‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبوأحمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا س**لمة بن س**ابور‪ ,‬عن عطي**ة‪,‬‬
‫عن ابن عمر‪﴿ :‬وما كان ص**التهم عن**د ال**بيت إال مك**ا ًء وتص**ديةً﴾‬
‫قال‪ :‬تصفير وتصفيق‪.‬‬
‫ق**ال‪ :‬ح**دثنا أبوأحم**د‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا فض**يل بن م**رزوق‪ ,‬عن‬
‫عطية‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حبوي**ة أبويزي**د‪ ,‬عن يعق**وب‪ ,‬عن‬
‫جعف**ر‪ ,‬عن س**عيد بن جب**ير‪ ,‬عن ابن عب**اس‪ ,‬ق**ال‪ :‬ك**انت ق**ريش‬
‫يطوفون بالبيت وهم عراة يص**فرون ويص**فقون‪ ,‬ف**أنزل هللا‪﴿ :‬ق**ل‬
‫من ح ّرم زينة هللا التي أخرج لعباده﴾ فأمروا بالثياب‪.‬‬
‫حدثني المثنى‪ ,2‬قال‪ :‬حدثنا الحم**اني‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا ش**ريك‪ ,‬عن‬

‫‪ ‬ابن أبي نجيح لم يسمع التفسير من مجاهد‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬المثنى هو ابن إبراهيم اآلملي ولم نجد له ترجمة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪107‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫سالم‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬ق**ال‪ :‬ك**انت ق**ريش يعارض**ون الن**بي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬في الط**واف يس**تهزئون ب**ه‪ ,‬يص**فرون ب**ه‬
‫ويص**فقون‪ ,‬ف**نزلت‪﴿ :‬وم**ا ك**ان ص**التهم عن**د ال**بيت إال مك**ا ًء‬
‫وتصديةً﴾ ‪.‬‬
‫حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن‬
‫مجاه**د‪﴿ :‬إال مك**اء﴾ ق**ال‪ :‬ك**انوا ينفخ**ون في أي**ديهم‪ ,‬والتص**دية‪:‬‬
‫التصفيق‪.‬‬
‫حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثنا أبوعاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى‪,‬‬
‫عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪﴿ :‬إال مكا ًء وتص**ديةً﴾ ق**ال‪ :‬المك**اء‪:‬‬
‫إدخال أصابعهم في أفواههم‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪ ,‬يخلط**ون ب**ذلك‬
‫على محمد ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫ح**دثنا المث**نى‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا إس**حاق‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا عبدهللا‪ ,‬عن‬
‫ورق***اء‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاه***د‪ ,‬مثل***ه‪ ,‬إال أن***ه لم يق***ل‬
‫صالته‪.‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين‪ ,‬قال‪ :‬حدثني حج**اج‪ ,‬عن ابن‬
‫ج**ريج‪ ,‬عن مجاه**د‪ ,‬ق**ال‪ :‬المك**اء‪ ,‬إدخ**ال أص**ابعهم في أف**واههم‪,‬‬
‫والتصدية‪ :‬التصفيق‪ .‬ق**ال نف**ر من ب**ني عبدال**دار ك**انوا يخلط**ون‬
‫بذلك كله على محمد صالته‪.‬‬
‫حدثنا أحمد بن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبوأحمد‪ ,‬قال‪ :‬ح**دثنا طلح*ة‬
‫بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪﴿ :‬وما ك**ان ص**التهم عن**د ال**بيت إال‬
‫مكا ًء وتصديةً﴾ قال‪ :‬من بين األصابع‪ .‬قال أحمد‪ :‬سقط عل ّي حرف‬
‫وما أراه إال الخذف والنفخ والصفير منها; وأراني سعيد بن جب**ير‬
‫حيث كانوا يمكون من ناحية أبي قبيس‪.‬‬
‫حدثني المث*نى‪ ,‬ق*ال‪ :‬ح*دثنا إس*حاق بن س*ليمان‪ ,‬ق*ال‪ :‬أخبرن*ا‬
‫طلحة بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬في قوله‪﴿ :‬وما كان ص**التهم‬
‫عن**د ال**بيت إال مك**ا ًء وتص**ديةً﴾ ق**ال‪ :‬المك**اء‪ :‬ك**انوا يش**بكون بين‬
‫‪108‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أصابعهم ويصفرون بها‪ ,‬فذلك المكاء‪ .‬قال‪ :‬وأراني سعيد بن جبير‬


‫المكان الذي كانوا يمكون فيه نحو أبي قبيس‪.‬‬
‫حدثني المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن حرب‪,‬‬
‫ق**ال‪ :‬ح**دثنا ابن لهيعة‪ ,1‬عن جعف**ر بن ربيع**ة‪ ,‬عن أبي س**لمة بن‬
‫عبدالرحمن‪ ,‬في قوله‪﴿ :‬مكا ًء وتصديةً﴾ قال‪ :‬المكاء‪ :‬النفخ‪ ,‬وأش**ار‬
‫بكفه قبل فيه‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫ح**دثنا ابن وكي**ع‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا المح**اربي‪ ,‬عن جوي**بر‪ ,‬عن‬
‫الضحاك‪ ,‬قال‪ :‬المكاء‪ :‬الصفير‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدثني المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو بن عون‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا هش**يم‪,‬‬
‫عن جويبر‪ ,2‬عن الضحاك‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا بشر‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح*دثنا يزي**د‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا س**عيد‪ ,3‬عن قت*ادة‪,‬‬
‫قوله‪﴿ :‬وما كان صالتهم عند ال**بيت إال مك**ا ًء وتص**ديةً﴾ ق**ال‪ :‬كن**ا‬
‫نح**دث أن المك**اء‪ :‬التص**فيق باألي**دي‪ ,‬والتص**دية‪ :‬ص**ياح ك**انوا‬
‫يعارضون به القرآن‪.‬‬
‫حدثنا محم**د بن عب**داألعلى‪ ,‬ق**ال‪ :‬ح**دثنا محم**د بن ث**ور‪ ,‬عن‬
‫معم***ر‪ ,‬عن قت***ادة‪﴿ :‬مك***ا ًء وتص***ديةً﴾ ق***ال‪ :‬المك***اء‪ :‬التص***فير‪,‬‬
‫والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدثني محمد بن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أحم**د بن المفض**ل‪ ,‬ق**ال‪:‬‬
‫حدثنا أسباط‪ ,‬عن السدي‪﴿ :‬وما كان صالتهم عن**د ال**بيت إال مك**ا ًء‬
‫وتصديةً﴾ والمكاء‪ :‬الصفير‪ ,‬على نحو طير أبيض يقال ل**ه المك**اء‬
‫يكون بأرض الحجاز‪ ،‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫‪ ‬ابن لهيعة هو عبدهللا‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬جويبر هو ابن سعيد‪ ،‬متروك‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سعيد بن أبي عروب**ة لم يس**مع التفس**ير من قت**ادة‪ ،‬قال**ه يح**يى القط**ان كم**ا في‬ ‫‪3‬‬
‫مقدم*****************************************************************************************************************ة‬
‫‪‬الجرح والتعديل‪ ‬البن أبي حاتم‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حدثني يونس‪ ,‬ق**ال‪ :‬أخبرن**ا ابن وهب‪ ,‬ق**ال‪ :‬ق**ال ابن زي**د في‬
‫قول**ه‪﴿ :‬وم**ا ك**ان ص**التهم عن**د ال**بيت إال مك**ا ًء وتص**ديةً﴾ ق**ال‪:‬‬
‫المكاء‪ :‬صفير كان أهل الجاهلية يعلنون به‪ .‬قال‪ :‬وق**ال في المك**اء‬
‫أيضا‪ :‬صفير في أيديهم ولعب‪.‬‬
‫وقد* قيل في التص**دية‪ :‬إنّه**ا الص**د عن بيت هللا الح**رام‪ .‬وذل**ك‬
‫ق**ول ال وج**ه ل**ه‪ ،‬ألن التص**دية مص**در من ق**ول القائ**ل‪ :‬ص**ديت‬
‫تصدية‪ .‬وأما الصد فال يقال منه‪ :‬صديت‪ ,‬إنما يق**ال من**ه ص**ددت‪,‬‬
‫ف**إن ش**ددت منه**ا ال**دال على مع**نى تكري**ر الفع**ل‪ ,‬قي**ل‪ :‬ص**ددت‬
‫تصديدًا‪ ,‬إال أن يكون صاحب هذا القول وجه التصدية إلى أن**ه من‬
‫صددت‪ ,‬ثم قلبت إح**دى دالي**ه ي*اء‪ ,‬كم**ا يق*ال‪ :‬تظ*نيت من ظننت‪,‬‬
‫وكما قال الراجز‪:‬‬
‫تقضي البازي إذا البازي كسر‬
‫يعني‪ :‬تقضض البازي‪ ,‬فقلب إح*دى ض*اديه ي*اء‪ ,‬فيك**ون ذل**ك‬
‫وجهًا يوجه إليه‪.‬‬
‫ذكر من قال ما ذكرنا في تأويل التصدية‪:‬‬
‫حدثنا أحمد بن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا طلحة‬
‫بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪﴿ :‬وما ك**ان ص**التهم عن**د ال**بيت إال‬
‫مكا ًء وتصديةً﴾ صدهم عن بيت هللا الحرام‪.‬‬
‫حدثني المث*نى‪ ,‬ق*ال‪ :‬ح*دثنا إس*حاق بن س*ليمان‪ ,‬ق*ال‪ :‬أخبرن*ا‬
‫طلحة بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جب**ير‪﴿ :‬وتص**ديةً﴾ ق**ال‪ :‬التص**دية‪:‬‬
‫صدهم الناس عن البيت الحرام‪ .‬حدثني ي**ونس‪ ,‬ق**ال‪ :‬أخبرن**ا ابن‬
‫وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,1‬في قوله‪﴿ :‬وتصديةً﴾ ق**ال‪ :‬التص**ديد عن‬
‫سبيل هللا‪ ,‬وصدهم عن الصالة وعن دين هللا‪.‬‬

‫‪ ‬ابن زيد هو عبدالرحمن بن زيد بن أسلم‪ ،‬ضعيف‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪110‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حدثنا ابن حميد‪ ,2‬قال‪ :‬حدثنا سلمة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪﴿ :‬وما كان‬
‫صالتهم عند البيت إال مكا ًء وتصديةً﴾ قال‪ :‬ما ك**ان ص**التهم ال**تي‬
‫يزعمون* أنّها يدرأ بها عنهم إال مكاء وتصدية‪ ,‬وذلك ما ال يرضى‬
‫هللا وال يحب‪ ,‬وال ما افترض عليهم وال ما أمرهم به‪.‬‬
‫وأما قوله‪﴿ :‬فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون﴾ فإنه يعني العذاب‬
‫الذي وعدهم* به بالس**يف ي**وم ب**در‪ ,‬يق**ول للمش**ركين ال**ذين ق**الوا‪:‬‬
‫ق من عن**دك ف**أمطر علين**ا حج**ارةً من‬ ‫﴿اللّه ّم إن كان هذا ه**و الح* ّ‬
‫السّماء﴾‪ ...‬اآلية‪ ,2‬حين أتاهم بما استعجلوه من العذاب‪ :‬ذوق**وا‪ :‬أي‬
‫اطعموا‪ ,‬وليس بذوق بفم‪ ,‬ولكن**ه ذوق ب**الحس‪ ,‬ووج**ود طعم ألم**ه‬
‫ب**القلوب‪ .‬يق**ول لهم‪ :‬ف**ذوقوا الع**ذاب بم**ا كنتم تجح**دون أن هللا‬
‫معذبكم ب**ه على جح**ودكم* توحي**د ربكم ورس**الة ن**بيكم ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬ح**دثنا س**لمة‪ ,‬عن ابن إس**حاق‪﴿ :‬ف**ذوقوا*‬
‫العذاب بما كنتم تكفرون﴾ أي ما أوقع هللا بهم يوم بدر من القتل‪.‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين‪ ,‬قال‪ :‬حدثني حج**اج‪ ,‬عن ابن‬
‫جريج‪﴿ :‬فذوقوا العذاب بم*ا كنتم تكف*رون﴾ ق**ال‪ :‬ه**ؤالء أه**ل ب*در‬
‫يوم عذبهم هللا‪.‬‬
‫ح ّدثت عن الحسين بن الفرج‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ قال‪ :‬ح**دثنا‬
‫عبيد بن سليمان‪ ,‬قال‪ :‬س**معت الض**حاك يق**ول في قول**ه‪﴿ :‬ف**ذوقوا‬
‫العذاب بما كنتم تكفرون﴾ يعني أهل بدر عذبهم هللا يوم بدر بالقت**ل‬
‫واألسر‪.‬اهـ‪‬‬
‫‪ ‬ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي‪ ،‬حافظ ولكنه ضعيف بل اتّهم بالكذب‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.32:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪111‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫باب قول هللا عز وجل‪﴿ :‬والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات‬


‫بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإث ًما مبينًا‪.﴾1‬‬

‫قال اإلمام مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)1947‬ح * ّدثنا مح ّم**د بن‬
‫حاتم‪ ،‬ح ّدثنا بهز‪ ،‬ح ّدثنا ح ّماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن معاوي**ة بن‬
‫أن أبا سفيان أتى على سلمان وص**هيب‬ ‫قرّة‪ ،‬عن عائذ ابن عمرو‪ّ ،‬‬
‫وبالل في نفر فقالوا‪ :‬وهللا ما أخذت س**يوف هللا من عن**ق ع**د ّو هللا‬
‫مأخذها! قال‪ :‬فقال أب**وبكر‪ :‬أتقول**ون ه**ذا لش**يخ ق**ريش وس*يّدهم‪،‬‬
‫فأتى النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فأخبره‪ .‬فقال‪(( :‬يا أب**ا‬
‫بك**ر لعلّ**ك أغض**بتهم‪ ،‬لئن كنت أغض**بتهم لق**د أغض**بت ربّك))‬
‫فأتاهم أبوبكر فقال‪ :‬يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا‪ *:‬ال‪ ،‬يغفر هللا ل**ك ي**ا‬
‫أخ ّي‪.‬‬
‫قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)1878‬ح ّدثنا أب**وبكر بن‬
‫أبي ش**يبة‪ ،‬ح** ّدثنا مح ّم**د بن عبدهللا األس**ديّ‪ ،‬عن إس**رائيل‪ ،‬عن‬
‫المقدام بن شريح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد قال‪ :‬كنّا مع النّب ّي ‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ستّة نفر‪ .‬فقال المش**ركون* للنّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ :-‬اطرد هؤالء ال يجترئون علينا‪ .‬قال‪ :‬وكنت‬
‫أنا وابن مسعود ورجل من ه**ذيل وبالل ورجالن لس**ت أس* ّميهما‪،‬‬
‫فوقع في نفس رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ما ش**اء‬
‫هللا أن يقع‪ ،‬فح* ّدث نفس*ه ف*أنزل هللا ع* ّز وج*لّ‪﴿ :‬وال تط*رد الّ*ذين‬
‫يدعون ربّهم بالغداة والعش ّي يريدون* وجهه﴾‪.‬‬
‫اللهم إن**ه ق**د اش**تد بالء المس**لمين من ه**ؤالء الغوغ**اء‪ *،‬ف**آذوا*‬
‫المسلمين بأيديهم وألسنتهم‪ ،‬فإنا نسألك ياهللا أن تعقر إمام الض**اللة‬

‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.58:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪112‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الخميني‪ 1‬حتى يستريح منه البالد والعباد‪ ،‬إنك على شيء قدير‪.‬‬

‫‪ ‬وقد أبعده هللا وأراح البالد والعباد منه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪113‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫باب حرمة المدينة‬

‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)81‬ح ّدثنا أبوالنّعمان‪ ،‬ح ّدثنا‬
‫ث**ابت بن يزي**د‪ ،‬ح * ّدثنا عاص**م أبوعب**دالرّحمن األح**ول‪ ،‬عن أنس‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪:‬‬
‫((المدينة حرم من كذا إلى كذا‪ ،‬ال يقطع شجرها‪ ،‬وال يح**دث فيه**ا‬
‫حدث‪ ،‬من أحدث حدثًا فعليه لعنة هللا والمالئكة والنّاس أجمعين))‪.‬‬
‫ثم قال البخ**اري رحم**ه هللا‪ :‬ح* ّدثنا إس**ماعيل بن عبدهللا‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫ح ّدثني أخي‪ ،‬عن س**ليمان‪ ،‬عن عبيدهللا‪ ،‬عن س**عيد المق**بريّ‪ ،‬عن‬
‫أن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫أبي هري**رة رض**ي هللا عن**ه ّ‬
‫وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ح ّرم ما بين البتي المدينة على لس**اني)) ق**ال‪ :‬وأتى‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بني حارثة فقال‪(( :‬أراكم يا‬
‫بني حارثة قد خرجتم من الحرم)) ث ّم التفت فقال‪(( :‬بل أنتم فيه))‪.‬‬
‫وقال ص (‪ :)89‬ح ّدثنا عبدهللا بن يوس**ف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن‬
‫ابن شهاب‪ ،‬عن سعيد بن المسيّب‪ ،‬عن أبي هريرة رضي هللا عن**ه‬
‫أنّه كان يق**ول‪ :‬ل**و رأيت الظّب**اء بالمدين**ة ترت**ع م**ا ذعرته**ا‪ .‬ق**ال‬
‫رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬م**ا بين البتيه**ا‬
‫حرام))‪.‬‬
‫وقال البخاري رحمه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)81‬ح ّدثنا مح ّمد بن ب ّشار‪،‬‬
‫ح*** ّدثنا عب***دالرّحمن‪ ،‬ح*** ّدثنا س***فيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن إب***راهيم‬
‫التّيم ّي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عل ّي رضي هللا عنه قال‪ :‬ما عندنا ش**يء إال‬
‫الص*حيفة عن النّ*ب ّي ‪-‬ص*لى هللا علي*ه وعلى آل*ه‬ ‫كت*اب هللا‪ ،‬وه*ذه ّ‬
‫وسلم‪(( :-‬المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا‪ ،‬من أحدث فيها ح**دثًا‪،‬‬
‫‪114‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أو آوى محدثًا‪ ،‬فعليه لعنة هللا والمالئك*ة والنّ**اس أجمعين‪ ،‬ال يقب*ل‬
‫منه صرف وال عدل))‪ ،‬وقال‪(( :‬ذ ّمة المسلمين واحدة‪ ،‬فمن أخف**ر‬
‫مس**ل ًما فعلي**ه لعن**ة هللا والمالئك**ة والنّ**اس أجمعين‪ ،‬ال يقب**ل من**ه‬
‫صرف وال عدل‪ ،‬ومن تولّى قو ًما بغير إذن مواليه فعلي**ه لعن**ة هللا‬
‫والمالئك**ة والنّ**اس أجمعين ال يقب**ل من**ه ص**رف وال ع**دل)) ق**ال‬
‫أبوعبدهللا‪ :‬عدل‪ :‬فداء‪ .‬اهـ‬
‫وقال اإلمام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)1007‬ح* ّدثني مح ّم**د‬
‫بن ح**اتم وإب**راهيم بن دين**ار‪ .‬ق**اال‪ :‬ح * ّدثنا ح ّج**اج بن مح ّم**د (ح)‬
‫وح** ّدثني مح ّم**د بن راف**ع‪ ،‬ح** ّدثنا عب**دال ّر ّزاق‪ ،‬كالهم**ا عن ابن‬
‫جريج‪ ،‬أخبرني عبدهللا بن عبدالرّحمن* ابن يحنّس‪ ،‬عن أبي عبدهللا‬
‫القرّاظ‪ ،‬أنّه ق**ال‪ :‬أش**هد على أبي هري**رة أنّ**ه ق**ال‪ :‬ق**ال أبوالقاس**م‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من أراد أهل هذه البلدة بس**وء‬
‫‪-‬يعني المدينة‪ -‬أذابه هللا كما يذوب الملح في الماء))‪.‬‬
‫وح ّدثني مح ّمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار‪ .‬قاال‪ :‬ح * ّدثنا ح ّج**اج‬
‫(ح) وح ّدثنيه مح ّمد بن راف**ع‪ ،‬ح* ّدثنا عب**دال ّر ّزاق‪ ،‬جمي ًع**ا عن ابن‬
‫جريج‪ .‬قال‪ :‬أخبرني عمرو بن يحيى بن عم*ارة أنّ*ه س*مع الق*رّاظ‬
‫‪-‬وكان من أصحاب أبي هريرة‪ -‬يزعم أنّه سمع أب**ا هري**رة يق**ول‪:‬‬
‫قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس*لم‪(( :-‬من أراد أهله*ا‬
‫بسوء ‪-‬يريد المدينة‪ -‬أذابه هللا كما يذوب الملح في الماء))‪.‬‬
‫قال ابن حاتم في حديث ابن يحنّس بدل قوله‪ :‬بسوء‪ ،‬ش ًّرا‪.‬‬
‫ح ّدثنا ابن أبي عمر‪ ،‬ح ّدثنا سفيان‪ ،‬عن أبي هارون موس**ى بن‬
‫أبي عيس**ى (ح) وح** ّدثنا ابن أبي عم**ر‪ ،‬ح** ّدثنا ال** ّدراورديّ‪ ،‬عن‬
‫مح ّمد بن عمرو‪ ،‬جميعًا سمعا أب**ا عبدهللا الق*رّاظ س*مع أب**ا هري**رة‬
‫عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بمثله‪ .‬اهـ‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)346‬ح* ّدثنا موس**ى‪ ،‬ح* ّدثنا‬
‫وهيب‪ ،‬ح ّدثنا عمرو بن يحيى‪ ،‬عن عبّاد بن تميم األنص**اريّ‪ ،‬عن‬
‫‪115‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عبدهللا بن زيد رضي هللا عن**ه‪ ،‬عن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫أن إبراهيم حرّم م ّكة ودعا لها‪ ،‬وحرّمت المدينة كم**ا‬ ‫آله وسلم‪ّ (( :-‬‬
‫حرّم إبراهيم م ّك**ة ودع**وت* له**ا في م* ّدها وص**اعها مث**ل م**ا دع**ا‬
‫إبراهيم عليه السّالم لم ّكة))‪.‬‬
‫قال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)991‬وح* ّدثنا قتيب*ة بن‬
‫سعيد‪ ،‬ح ّدثنا بكر يعني ابن مضر‪ ،‬عن ابن الهاد‪ ،‬عن أبي بك**ر بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬عن عبدهللا ابن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن رافع بن خديج ق**ال‪:‬‬
‫إن إب**راهيم‬‫قال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ّ (( :-‬‬
‫حرّم م ّكة‪ ،‬وإنّي أحرّم ما بين البتيها)) ‪-‬يريد المدينة‪.-‬‬
‫وح * ّدثنا عبدهللا بن مس**لمة بن قعنب‪ ،‬ح * ّدثنا س**ليمان بن بالل‪،‬‬
‫أن مروان بن الحكم خطب‬ ‫عن عتبة بن مسلم‪ ،‬عن نافع بن جبير‪ّ ،‬‬
‫النّ**اس ف**ذكر م ّك**ة وأهله**ا وحرمته**ا ولم ي**ذكر المدين**ة وأهله**ا‬
‫وحرمتها‪ ،‬فناداه رافع بن خديج فقال‪ :‬م**ا لي أس**معك ذك**رت م ّك**ة‬
‫وأهلها وحرمته**ا ولم ت**ذكر المدين**ة وأهله**ا وحرمته**ا؟ وق*د* ح*رّم‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ما بين البتيه**ا‪ ،‬وذل *ك*‬
‫عندنا في أديم خوالن ّي إن شئت أقرأتكه؟ ق**ال‪ :‬فس**كت م**روان‪ *،‬ث ّم‬
‫قال‪ :‬قد سمعت بعض ذلك‪.‬‬
‫وقال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)992‬ح* ّدثنا أب**وبكر بن‬
‫أبي شيبة وعمرو* النّاقد‪ ،‬كالهما عن أبي أحمد قال أب**وبكر‪ :‬ح * ّدثنا‬
‫ي‪ *،‬ح ّدثنا سفيان‪ ،‬عن أبي ال ّزبير‪ ،‬عن جابر‬ ‫مح ّمد بن عبدهللا األسد ّ‬
‫إن إب**راهيم‬‫قال‪ :‬قال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ّ (( :-‬‬
‫حرّم م ّكة‪ ،‬وإنّي ح ّرمت المدينة ما بين البتيها‪ ،‬ال يقطع عضاهها‪،‬‬
‫وال يصاد صيدها))‪.‬‬
‫ثم ق**ال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا‪ :‬ح* ّدثنا أب**وبكر بن أبي ش**يبة‪،‬‬
‫ح* ّدثنا عبدهللا ابن نم*ير (ح) وح* ّدثنا ابن نم*ير‪ ،‬ح* ّدثنا أبي‪ ،‬ح* ّدثنا‬
‫عثمان بن حكيم‪ ،‬ح ّدثني عامر بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫‪116‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬إنّي أح*رّم م**ا بين الب**تي‬
‫المدينة أن يقط**ع عض**اهها‪ ،‬أو يقت**ل ص**يدها))‪ ،‬وق**ال‪(( :‬المدين**ة‬
‫خير لهم لو كانوا يعلمون‪ *،‬ال يدعها أح**د رغب*ةً عنه**ا إال أب**دل هللا‬
‫فيها من هو خير منه‪ ،‬وال يثبت أحد على الوائها وجهدها إال كنت‬
‫له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة))‪.‬‬
‫وح ّدثنا ابن أبي عمر‪ ،‬ح ّدثنا مروان بن معاوية‪ ،‬ح * ّدثنا عثم**ان‬
‫بن حكيم األنصاريّ‪ ،‬أخبرني عامر بن س**عد بن أبي وقّ**اص‪ ،‬عن‬
‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ق**ال‪ :‬ث ّم ذك**ر‬ ‫أبيه‪ّ ،‬‬
‫مث**ل ح**ديث ابن نم**ير وزاد في الح**ديث‪(( :‬وال يري**د أح**د أه**ل‬
‫المدينة بسوء إال أذابه هللا في النّار ذوب الرّص**اص أو ذوب الملح‬
‫في الماء))‪.‬‬
‫وح ّدثنا إسحق بن إبراهيم وعب**دبن حمي**د جمي ًع**ا عن العق**ديّ‪،‬‬
‫قال عبد‪ :‬أخبرنا عبدالملك بن عمرو‪ ،‬ح ّدثنا عبدهللا بن جعف**ر‪ ،‬عن‬
‫أن سعدًا ركب إلى قصره‬ ‫إسماعيل بن مح ّمد‪ ،‬عن عامر بن سعد‪ّ ،‬‬
‫بالعقيق فوجد عبدًا يقطع شج ًرا أو يخبطه فسلبه‪ ،‬فل ّم**ا رج**ع س**عد‬
‫جاءه أهل العبد فكلّموه* أن ي**ر ّد على غالمهم أو عليهم م**ا أخ**ذ من‬
‫غالمهم‪ .‬فقال‪ :‬معاذ هللا أن أر ّد ش**يئًا نفّلني**ه رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ ،-‬وأبى أن ير ّد عليهم‪.‬‬
‫ق*ال مس*لم رحم*ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)1003‬ح* ّدثنا أب*وبكر بن أبي‬
‫ش**يبة‪ ،‬ومح ّم**د بن عبدهللا بن نم**ير‪ ،‬وأب**وكريب‪ ،‬جمي ًع**ا عن أبي‬
‫أسامة‪ ،‬واللّف**ظ ألبي بك**ر وابن نم**ير‪ .‬ق**اال‪ *:‬ح* ّدثنا أبوأس**امة‪ ،‬عن‬
‫الولي***د بن كث***ير‪ ،‬ح*** ّدثني س***عيد بن عب***دالرّحمن بن أبي س***عيد‬
‫أن عبدالرّحمن ح ّدثه عن أبيه أبي سعيد أنّه سمع رس**ول‬ ‫الخدريّ‪ّ ،‬‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يق**ول‪(( :‬إنّي ح *رّمت م**ا بين‬
‫البتي المدينة كما حرّم إبراهيم م ّكة))‪ .‬قال‪ :‬ث ّم كان أبوسعيد يأخذ‪،‬‬
‫وقال أبوبكر‪ :‬يجد أحدنا في يده الطّير فيف ّكه من يده ث ّم يرسله‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وح*** ّدثنا أب***وبكر بن أبي ش***يبة‪ ،‬ح*** ّدثنا عل ّي بن مس***هر‪ ،‬عن‬


‫ال ّشيبان ّي‪ ،‬عن يسير بن عمرو‪ ،‬عن س*هل بن ح*نيف‪ ،‬ق*ال‪ :‬أه*وى‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بيده إلى المدينة فق**ال‪:‬‬
‫((إنّها حرم آمن))‪.‬‬
‫قال اإلمام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)1001‬ح* ّدثنا ح ّم**اد بن‬
‫إس**ماعيل ابن عليّ**ة‪ ،‬ح** ّدثنا أبي‪ ،‬عن وهيب‪ ،‬عن يح**يى بن أبي‬
‫ي أنّه أصابهم بالمدين**ة‬ ‫إسحق أنّه ح ّدث عن أبي سعيد مولى المهر ّ‬
‫ي فقال له‪ :‬إنّي كث**ير العي**ال‪،‬‬ ‫جهد وش ّدة‪ ،‬وأنّه أتى أبا سعيد الخدر ّ‬
‫وقد أصابتنا ش ّدة ف**أردت أن أنق**ل عي**الي إلى بعض الرّي**ف‪ .‬فق**ال‬
‫أبوسعيد‪ :‬ال تفعل‪ ،‬الزم المدينة فإنّا خرجنا مع ن**ب ّي هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫أظن أنّه قال‪ :‬حتّى ق**دمنا عس**فان فأق**ام* به**ا‬ ‫عليه وعلى آله وسلم‪ّ -‬‬
‫وإن عيالنا لخلوف‬ ‫ليالي‪ ،‬فقال النّاس‪ :‬وهللا ما نحن ههنا في شيء‪ّ ،‬‬
‫ما نأمن عليهم‪ ،‬فبلغ ذلك النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫فقال‪(( :‬ما ه**ذا الّ**ذي بلغ**ني من ح**ديثكم)) ‪-‬م**ا أدري كي**ف ق**ال‪-‬‬
‫والّذي أحلف ب*ه أو والّ**ذي* نفس**ي بي**ده لق**د هممت أو إن ش**ئتم ‪-‬ال‬
‫آلمرن بن*اقتي ترح*ل ث ّم ال أح* ّل له*ا عق*دةً حتّى‬ ‫ّ‬ ‫أدري أيّتهما قال‪-‬‬
‫إن إبراهيم حرّم م ّك**ة فجعله**ا حر ًم**ا‪،‬‬ ‫أقدم المدينة)) وقال‪(( :‬اللّه ّم ّ‬
‫وإنّي ح ّرمت المدينة حرا ًما ما بين مأزميها‪ ،‬أن ال يهراق فيها دم‪،‬‬
‫وال يحمل فيها سالح لقتال‪ ،‬وال تخبط فيها شجرة‪ ،‬إال لعلف‪ ،‬اللّه ّم‬
‫بارك لنا في مدينتنا‪ ،‬اللّه ّم بارك لنا في صاعنا‪ ،‬اللّه ّم بارك لن**ا في‬
‫م* ّدنا‪ ،‬اللّه ّم ب**ارك لن**ا في ص**اعنا‪ ،‬اللّه ّم ب**ارك لن**ا في م* ّدنا‪ ،‬اللّه ّم‬
‫بارك لنا في مدينتنا‪ ،‬اللّه ّم اجعل مع البركة بركتين‪ ،‬والّ**ذي نفس**ي‬
‫بيده ما من المدينة شعب وال نقب إال عليه ملكان يحرس**انها‪ ،‬حتّى‬
‫تق**دموا إليها)) ث ّم ق**ال للنّ**اس‪(( :‬ارتحل**وا)) فارتحلن**ا‪ ،‬فأقبلن**ا إلى‬
‫ك من ح ّماد‪ -‬ما وض**عنا‬ ‫المدينة فوالّذي* نحلف به أو يحلف به ‪-‬ال ّش ّ‬
‫رحالنا حين دخلنا المدينة حتّى أغار علين**ا بن**و عبدهللا بن غطف**ان‬
‫وما يهيجهم قبل ذلك شيء‪ .‬اهـ‬
‫‪118‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال اإلمام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)55‬ح* ّدثنا عفّ**ان‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫ح ّدثنا ح ّماد يعني ابن سلمة‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن مسلم بن أبي‬
‫أن رس**ول هللا‬ ‫الس*ائب بن خالد‪ّ ،‬‬ ‫مريم‪ ،‬عن عط**اء بن يس**ار‪ ،‬عن ّ‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ق**ال‪(( :‬من أخ**اف أه**ل المدين**ة‬
‫أخافه هللا ع ّز وج ّل‪ ،‬وعليه لعنة هللا والمالئكة والنّ**اس أجمعين‪ ،‬ال‬
‫يقبل هللا منه يوم القيامة صرفًا وال عدالً))‪.‬‬
‫عبدالص*مد‪ .‬ق**ال‪ :‬ح* ّدثني‬
‫ّ‬ ‫وق**ال رحم**ه هللا ص (‪ :)56‬ح* ّدثنا‬
‫أبي‪ .‬ق**ال‪ :‬ح * ّدثنا يح**يى بن س**عيد‪ ،‬عن مس**لم بن أبي م**ريم‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن يسار‪ ،‬عن السّائب بن خالد‪ .‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا علي**ه وعلى* آل**ه وس**لم‪(( :-‬من أخ**اف المدين**ة أخاف**ه هللا ع * ّز‬
‫وج ّل‪ ،‬وعليه لعنة هللا والمالئكة والنّ**اس أجمعين‪ ،‬ال يقب**ل هللا من**ه‬
‫صرفًا وال عدالً))‪.‬‬
‫وق**ال اإلم**ام أحم**د‪ :‬ح * ّدثنا س**ليمان بن داود الهاش**م ّي‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫أخبرنا إسماعيل ابن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬أخ**برني يزيد‪ ،1‬عن عب**دالرّحمن‬
‫أن ّ‬
‫الس *ائب‬ ‫أن عطاء بن يسار أخبره ّ‬ ‫ي ّ‬
‫بن أبي صعصعة األنصار ّ‬
‫أن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬‫بن خالد أخا بني الحارث بن الخزرج أخبره ّ‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬من أخاف أهل المدين**ة ظال ًم**ا أخاف**ه‬
‫هللا‪ ،‬وكانت عليه لعنة هللا والمالئكة والنّاس أجمعين‪ ،‬ال يقب**ل من**ه‬
‫عدل وال صرف))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قال اإلمام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 5‬ص‪ :)309‬ح* ّدثنا عثم**ان بن‬
‫عم**ر‪ ،‬أخبرن**ا ابن أبي ذئب‪ ،‬عن س**عيد المق**بريّ‪ ،‬عن عبدهللا بن‬
‫أبي قتادة‪ ،‬عن أبي قتادة‪ّ ،‬‬
‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬توضّأ ث ّم صلّى بأرض سعد بأصل الح ّرة عند بيوت السّقيا‪،‬‬
‫ث ّم قال‪(( :‬اللّه ّم ّ‬
‫إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيّك دعاك ألهل م ّك**ة‪،‬‬
‫‪ ‬هو ابن عبدهللا بن خصيفة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪119‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وأنا مح ّمد عبدك ونبيّ*ك ورس*ولك* أدع*وك* أله*ل المدين*ة مث*ل م*ا‬
‫دعاك به إبراهيم أله**ل م ّك**ة‪ ،‬ن**دعوك أن تب**ارك لهم في ص**اعهم‬
‫وم* ّدهم وثم**ارهم‪ ،‬اللّه ّم حبّب إلين**ا المدين**ة كم**ا حبّبت إلين**ا م ّك**ة‪،‬‬
‫واجعل ما بها من وب**اء بخ ّم‪ ،‬اللّه ّم إنّي ق**د ح*رّمت م**ا بين البتيه**ا‬
‫كما ح ّرمت على لسان إبراهيم الحرم))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح‪.‬‬
‫‪120‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫زنادقة تحت ستار التشيع‬

‫المغيرة بن سعيد‬

‫ق**ال الحاف**ظ ال**ذهبي في ((الم**يزان)) والحاف *ظ* ابن حج**ر في‬


‫((لس****ان الم****يزان)) (ج‪ 6‬ص‪ :)75‬المغ****يرة بن س****عيد البجلي‬
‫أبوعبدهللا الكوفي الرافضي الكذاب‪ .‬قال حماد بن عيسى الجه**ني‪:‬‬
‫حدثني أبويعقوب الكوفي* سمعت المغيرة بن سعيد يقول‪ :‬سألت أبا‬
‫جعفر‪ :‬كيف أصبحت؟ قال‪ :‬أص*بحت برس**ول هللا خائفً**ا‪ ،‬وأص**بح‬
‫الناس كلهم برسول هللا آمنين‪.‬‬
‫حماد بن زيد‪ ،‬عن عون‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إبراهيم‪ :‬إي**اكم والمغ**يرة بن‬
‫سعيد وأبا عبدالرحيم فإنّهم*ا ك*ذابان‪ .‬وروي* عن الش*عبي أن*ه ق*ال‬
‫للمغيرة‪ :‬ما فعل حب عل ّي؟ قال‪ :‬في العظم والعصب والعروق‪.‬‬
‫شبابة حدثنا عب*داألعلى بن أبي المس*اور‪ *،‬س*معت المغ*يرة بن‬
‫إن هللا ي**أمر بالع**دل﴾ علي‪﴿ ،‬واإلحس**ان﴾‬ ‫س**عيد الك**ذاب يق**ول‪ّ ﴿ :‬‬
‫فاطم***ة‪﴿ ،‬وإيت***اء ذي الق***ربى﴾ الحس***ن والحس***ين‪﴿ *،‬وينهى عن‬
‫الفحشاء والمنكر‪ ﴾1‬قال‪ :‬فالن أفحش الناس‪ ،‬والمنكر فالن‪.‬‬
‫وقال جرير بن عبدالحميد‪ :‬كان المغيرة بن سعيد كذابًا ساحرًا‪.‬‬
‫وق**ال الجوزج**اني‪ :‬قت**ل المغ**يرة على ادع**اء النب**وة‪ ،‬ك**ان أس**عر‬
‫النيران بالكوفة على التمويه والشعبذة حتى أجابه ْ‬
‫خلق‪.‬‬
‫أبومعاوية عن األعمش قال‪ :‬ج**اءني المغ**يرة فلم**ا ص**ار على‬
‫‪ ‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.90:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪121‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عتبة الباب وثب إلى ال*بيت‪ ،‬فقلت‪ :‬م*ا ش*أنك؟ فق**ال‪ :‬إن حيط**انكم‬
‫هذه لخبيثة‪ .‬ثم قال‪ :‬طوبى لمن يروى من ماء الفرات‪ .‬فقلت‪ :‬ولن**ا‬
‫شراب غيره؟ قال‪ :‬إنه يلقى فيه المح**ايض والجي**ف‪ .‬قلت‪ :‬من أين‬
‫تش**رب؟ ق**ال‪ :‬من ب**ئر‪ .‬ق**ال األعمش‪ :‬فقلت‪ :‬وهللا ألس**ألنه‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫كان عل ّي يحيي الموتى؟ قال‪ :‬أي والذي* نفسي بيده‪ ،‬ل**و ش**اء أحي**ا‬
‫ع**ادًا وثم**ود‪ .‬قلت‪ :‬من أين علمت ذل**ك؟ ق**ال‪ :‬أتيت بعض أه**ل‬
‫البيت فسقاني شربة من ماء فم*ا بقي ش**يء إال وق*د* علمت*ه‪ .‬وك**ان‬
‫من أحسن‪ 1‬الناس فخرج وهو يقول‪ :‬كيف الطريق إلى بني حرام‪.‬‬
‫(أبومعاوية)‪ :‬أول من سمعته يتنقص أب**ا بك**ر وعم**ر المغ**يرة‬
‫المصلوب‪.‬‬
‫(كثير النواء)‪ :‬سمعت أبا جعف**ر يق**ول‪ :‬ب**رئ هللا ورس**وله* من‬
‫المغيرة بن سعيد‪ ،‬وبيان بن سمعان فإنّهما كذبا علينا أهل البيت‪.‬‬
‫(عبدهللا) بن ص***الح العجلي‪ ،‬ثن***ا فض***ل بن م***رزوق‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن الحسن‪ .‬قال‪ :‬دخلت على المغ**يرة بن س**عيد وأن**ا ش**اب‬
‫وكنت أشبه برسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ف**ذكر من‬
‫قرابتي وشبهي وأمله ف ّي‪ ،‬ثم ذكر أبا بكر وعمر فلعنهما‪ .‬فقلت‪ :‬ي*ا‬
‫عدو هللا أعندي؟! قال‪ :‬فخنقته خنقًا حتى أدلع لسانه‪.‬‬
‫(أبوعوانة) عن األعمش قال‪ :‬أت**اني المغ**يرة ابن س**عيد ف**ذكر‬
‫ففض*له عليهم ثم ق**ال‪:‬‬‫ّ‬ ‫عليًّا وذك**ر األنبي**اء ص**لى هللا عليهم وس**لم*‬
‫كان علي بالبصرة فأت**اه أعمى فمس**ح عل ّي على عيني**ه فأبص**ر ثم‬
‫قال‪ :‬أتحب أن ترى الكوف**ة؟ ق**ال‪ :‬نعم‪ ،‬فحملت الكوف**ة إلي**ه ح**تى‬
‫نظر إليها‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬ارجعي فرجعت‪ .‬فقلت‪ :‬س*بحان هللا س*بحان‬
‫هللا‪ ،‬فتركني وقام‪.‬‬
‫‪ ‬كذا في ‪‬لس**ان الم**يزان‪ ‬وأم**ا في ‪‬الم**يزان‪ ‬وك**ان من ألحن الن**اس‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫فخ**رج وه**و يق**ول‪ :‬كي**ف الطري**ق إلى بن**و ح**رام‪ .‬وم**ا في ‪‬الم**يزان‪ ‬ه**و‬
‫الصواب‪.‬‬
‫‪122‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫(ق**ال) ابن ع**دي‪ *:‬لم يكن بالكوف**ة ألعن من المغ**يرة بن س**عيد‬


‫فيما ي**روى عن**ه من ال**زور عن علي وه**و دائم الك**ذب على أه**ل‬
‫البيت‪ ،‬وال أعرف ل**ه ح**ديثًا مس**ندًا‪ .‬وق**ال ابن ح**زم‪ :‬ق**الت فرق**ة‬
‫غاوية بنبوة المغيرة بن سعيد مولى بجيل**ة‪ ،‬وك**ان لعن**ه هللا يق**ول‪:‬‬
‫إن معبوده على صورة رجل على رأسه ت**اج‪ ،‬وإن أعض**اءه على‬
‫عدد حروف الهج**اء‪ ،‬وإن**ه لم**ا أراد أن يخل**ق تكلم باس**مه فط**ار‪،‬‬
‫فوقع على تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد‪ ،‬فلما رأى المعاصي‬
‫أرفض عرقًا فاجتمع من عرقه بحران ملح وعذب‪ *،‬وخل**ق الكف**ار‬
‫من البحر الملح تعالى هللا عم**ا يق**ول‪ .‬وح**اكي الكف**ر ليس بك**افر‪،‬‬
‫فإن هللا تبارك وتعالى قص علينا في كتابه صريح كف**ر النص**ارى‬
‫واليهود وفرعون* وثمود وغيرهم‪.‬‬
‫قال أبوبكر بن عياش‪ :‬رأيت خالد بن عبدهللا القسري حين أتى‬
‫بالمغيرة ابن سعيد وأتباعه فقتل منهم رجالً ثم قال للمغ**يرة‪ :‬أحي**ه‬
‫وكان يريهم أنه يحيي الموتى‪ .‬فقال‪ :‬وهللا ما أح**يي الم**وتى‪ .‬ف**أمر‬
‫خالد بطن قصب فأضرم نارًا ثم قال للمغ**يرة‪ :‬اعتنق**ه‪ .‬ف**أبى فع**دا‬
‫رجل من أصحابه فاعتنقه والنار تأكله‪ .‬فقال خالد‪ :‬ه**ذا وهللا أح**ق‬
‫منك بالرياسة‪ .‬ثم قتله وقتل أصحابه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقتل في حدود العشرين ومائة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫قال ابن جرير في حوادث* سنة تسع عشرة ومائة‪ :‬وفيها خ**رج‬
‫المغيرة بن سعيد وسار في نفر فأخ**ذهم خال**د القس**ري‪ .‬ح**دثنا ابن‬
‫حميد‪ 1‬ثنا جرير‪ ،‬عن األعمش سمعت المغيرة بن سعيد يق**ول‪ :‬ل**و‬
‫أردت أن أحيي عادًا وثمودًا وقرونًا بين ذلك كثيرًا ألح**ييتهم‪ .‬ق**ال‬
‫األعمش‪ :‬وك**ان المغ**يرة يخ**رج إلى المق**برة فيتكلم ف**يرى مث**ل‬
‫الح**ري على القب**ور أو نح**و ه**ذا من الكالم‪ ،‬وذك**ر أب**ونعيم عن‬
‫النضر ابن محمد‪ ،‬عن ابن أبي ليلى قال‪ :‬قدم* علينا رج**ل بص**ري‬
‫ّ‬
‫حميدكذب‪.‬‬ ‫‪ ‬ابن حميد هو محمد بن‬ ‫‪1‬‬
‫‪123‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫لطلب العلم فك**ان عن**دنا‪ ،‬ف**أمرت خ**ادمي أن يش**تري لن**ا س**م ًكا‬
‫بدرهمين‪ ،‬ثم انطلقت أنا والبصري إلى المغيرة بن سعيد فقال لي‪:‬‬
‫يا محم**د أتحب أن أخ**برك لم انص**رف ص**احبك؟! قلت‪ :‬ال‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫أفتحب أن أخبرك لم سماك أهلك محمدًا؟ قلت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬أما إنك ق**د‬
‫بعثت خادم**ك ليش**تري ل**ك س**م ًكا ب**درهمين‪ .‬ق**ال أب**ونعيم‪ :‬وك**ان‬
‫المغ**يرة ق**د نظ**ر في س**حر‪ .‬وروى الش**يخ المفي**د الرافض**ي من‬
‫طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي‪ ،‬عن المغيرة بن سعيد‪ ،‬عن أبي‬
‫ليلى النخعي‪ ،‬عن أبي األس**ود ال**دؤلي‪ *،‬س**معت أب**ا بك**ر الص**ديق‬
‫رضي هللا عنه يقول‪ :‬أيه**ا الن**اس عليكم بعلي بن أبي ط**الب ف**إني‬
‫سمعت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬يق**ول‪(( :‬علي‬
‫خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي))‪ .‬اهـ‬
‫‪124‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إسحاق بن محمد النخعي األحمر‬

‫ق**ال الحاف**ظ ال**ذهبي في ((الم**يزان)) والحاف *ظ* ابن حج**ر في‬


‫((لسان الميزان)) (ج‪ 1‬ص‪ :)370‬إسحاق بن محمد النخعي األحم**ر‬
‫ك****ذاب م****ارق من الغالة روى عن عبيدهللا بن محم****د العيش****ي‪،‬‬
‫وإبراهيم بن بشار الرمادي‪ ،‬وعنه ابن المرزبان وأبوسهل القط**ان‬
‫وجماعة‪ .‬قال الخطيب‪ :‬سمعت عبدالواحد بن علي األسدي* يق**ول‪:‬‬
‫إسحاق بن محمد النخعي كان خبيث المذهب‪ ،‬يق**ول‪ :‬إن عليًّ**ا ه**و‬
‫هللا‪.‬‬
‫وكان يطلي برصه بما يغيره فس**مي األحم**ر‪ .‬ق**ال‪ :‬وبالم**دائن‬
‫جماعة ينسبون إليه يعرف**ون باإلس**حاقية‪ .‬ق**ال الخطيب‪ :‬ثم س**ألت‬
‫بعض الشيعة عن إسحاق فقال لي مثل م**ا ق**ال عبدالواح *د* س**واء‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ولم* يذكره في الضعفاء أئمة الجرح في كتبهم وأحسنوا‪ *،‬ف**إن‬
‫هذا زنديق‪ .‬وذك**ره ابن الج**وزى وق**ال‪ :‬ك**ان ك**ذابًا من الغالة في‬
‫الرفض‪ .‬قلت‪ *:‬حاشا عتاة ال**روافض من أن يقول**وا‪ :‬علي ه**و هللا‪،‬‬
‫فمن وصل إلى هذا فه**و ك**افر لعين من إخ**وان النص**ارى‪ ،‬وه**ذه‬
‫هي نحلة النصيرية‪.‬‬
‫قرأت‪ 1‬على إسماعيل بن الف**راء‪ ،‬وابن العم**اد‪ ،‬أخبرن**ا الش**يخ‬
‫موفق الدين سنة سبع عشرة وس**تمائة‪ ،‬أن*ا أب**وبكر بن النق**ور‪ ،‬أن*ا‬
‫أبوالحسن بن العالف‪ ،‬أن**ا أبوالحس *ن* الحم**امي‪ ،‬ثن**ا أب**وعمرو بن‬
‫الس**ماك‪ ،‬ثن**ا محم**د بن أحم**د بن يح**يى بن بك**ار‪ ،‬ثن**ا إس**حاق بن‬
‫محمد النخعي‪ ،‬ثنا أحمد بن عبيدهللا الغ**داني‪ ،‬ثن*ا منص**ور ابن أبي‬

‫‪ ‬القائل‪ :‬قرأت هو الحافظ الذهبي رحمه هللا‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪125‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫األس**ود‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أبي وائ**ل عن عبدهللا ق**ال‪ :‬ق**ال علي‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬رأيت النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬عن**د‬
‫الصفا وهو مقبل على شخص في سورة الفي**ل وه**و يلعن**ه‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫من هذا الذي تلعنه يا رسول هللا؟ قال‪(( :‬ه**ذا الش**يطان ال**رجيم))‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬وهللا يا عدو هللا ألقتلن**ك وألريحن األم**ة من**ك‪ .‬ق**ال‪ :‬ماه**ذا‬
‫جزائي من*ك‪ .‬قلت‪ :‬وم*ا ج*زاؤك م*ني ي*ا ع*دو هللا؟ ق*ال‪ :‬وهللا م*ا‬
‫أبغضك أحد قط إال شركت أباه في رحم أمه‪.‬‬
‫وه**ذا لعل**ه من وض**ع إس**حاق األحم**ر فراويت**ه إثم مك**رر‪،‬‬
‫فأستغفر هللا العظيم‪ ،‬بل روايتي له لهتك حاله‪ .‬وقد* سرقه منه لص‬
‫ووضع له إسنادًا‪ ،‬فقال الخطيب فيما أنبأنا المسلم بن عالن وغيره‬
‫أن أبا اليمن الكندي أخبرهم أنا أبومنص**ور الش**يباني‪ ،‬أن**ا أب**وبكر‬
‫الخطيب‪ ،‬أخ**برني عبيدهللا بن أحم**د الص**يرفي‪ ،‬وأحم**د بن عم**ر‬
‫النهرواني‪ ،‬قاال‪ :‬ثنا المعافى بن زكريا‪ ،‬ثنا محمد بن مزي**د بن أبي‬
‫األزهر‪ ،‬ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل‪ ،‬ثنا حجاج بن محمد‪ ،‬عن ابن‬
‫جريج‪ ،‬عن مجاه*د‪ ،‬عن ابن عب*اس‪ .‬ق*ال‪ :‬بين*ا نحن بفن*اء الكعب*ة‬
‫ورسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يحدثنا إذ خرج علينا‬
‫مم**ا يلي ال**ركن اليم**اني ش**يء ك**أعظم م**ا يك**ون من الفيل**ة فتف**ل‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وقال‪(( *:‬لعنت)) فق**ال‬
‫علي‪ :‬ما هذا يارس**ول هللا؟ ق**ال‪(( :‬ه**ذا إبليس)) ق**ال‪ :‬ف**وثب إلي**ه‬
‫فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه وقال‪ :‬يا رسول هللا‬
‫أقتله؟ قال‪(( :‬أو ما علمت أنه ق**د أنظر)) فترك**ه‪ ،‬فوق**ف ناحي**ة ثم‬
‫قال‪ :‬ومالك يا ابن أبي طالب وهللا ما أبغضك أح**د إال ق**د ش**اركت‬
‫أباه فيه‪ .‬وذكر الحديث‪.‬‬
‫رواته ثق**ات س**وى ابن أبي األزه**ر فالحم**ل في**ه علي**ه‪ .‬وق**ال‬
‫الخطيب في ((تاريخه))‪ :‬حدثنا ابن مرزوق‪ ،‬ثنا أبوبكر الش**افعي‪،‬‬
‫ثن**ا بش**ر بن موس**ى‪ ،‬ثن**ا عبي**د بن الهيثم‪ ،‬ثن**ا إس**حاق بن محم**د‬
‫‪126‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أبويعق****وب النخعي‪ ،‬ثن****ا عبدهللا بن الفض****ل ابن عبدهللا بن أبي‬


‫الهياج‪ ،‬ثنا هشام بن الكلبي‪ ،‬عن أبي مخنف‪ ،‬عن فضيل بن خ**ديج‬
‫عن كميل بن زياد‪ .‬قال‪ :‬أخ**ذ بي**دي أم**ير المؤم**نين علي فخرجن**ا‬
‫إلى الجبّانة الح**ديث‪ .‬وق**ال الحس**ن بن يح**يى النوبخ**تي في كت**اب‬
‫((الرد على الغالة)) وهو ممن جرد الجنون في الغلو في عصرنا‪:‬‬
‫إس**حاق بن محم**د األحم**ر زعم أن عليًّ**ا ه**و هللا وأن**ه ظه**ر في‬
‫الحسن ثم في الحسين وأنه هو الذي بعث محم*دًا‪ .‬وق**ال في كت**اب‬
‫ل**ه‪( :‬ل**و ك**انوا ألفً**ا لك**انوا واح*دًا)‪ .‬إلى أن ق**ال‪ :‬وعم**ل كتابً**ا في‬
‫التوحيد جاء فيه بجن*ون وتخلي*ط‪ .‬قلت‪ :‬ب*ل أتى بزندق*ة وقرمط*ة‪.‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫وسمى الكتاب المذكور ((الصراط)) ونقضه عليه الفي**اض بن‬
‫علي بن محمد ابن الفياض بكتاب سماه ((القس**طاس))‪ .‬وذك**ر ابن‬
‫أيض *ا وأن**ه ك**ان ي**زعم أن‬
‫ح**زم أن الفي**اض ه**ذا ك**ان من الغالة ً‬
‫محم**دًا ه**و هللا‪ ،‬ق**ال‪ :‬وص**رح ب**ذلك في كتاب**ه ((القس**طاس))‬
‫الم**ذكور وك**ان أب**وه ك**اتب إس**حاق بن كن**داج‪ ،‬وقي**ل‪ :‬القاس**م بن‬
‫عبيدهللا ال**وزير الفي**اض الم**ذكور من أج**ل أن**ه س**عى ب**ه إلى‬
‫المعتض**د‪ .‬واعت**ذار المص**نف عن أئم**ة الج**رح عن ت**رك ذك**ره‬
‫لكونه زنديقًا ليس بعذر ألن له روايات كث**يرة موقوف**ة ومرفرع**ة‬
‫وفي ((كت*اب األغ**اني)) ألبي الف**رج منه*ا جمل*ة كب*يرة فكي*ف ال‬
‫ي**ذكر ليح**ذر‪ .‬وقول**ه‪ :‬إن رواي**ة حديث**ه إثم مك**رر ليس ك**ذلك في‬
‫ذكره بعد من أنه لبيان حاله‪ ،‬نعم كان ينبغي له أالّ يس**ند عن**ه‪ ،‬ب**ل‬
‫يذكره ويذكر في أي كتاب هو‪ ،‬فهذا كاف في التحذير‪.‬‬
‫وإسحاق بن محمد هذا اسم جده أبان وه*و ال*ذي ي*روي محم*د‬
‫بن المرزب**ان عن**ه عن حس**ين بن دحم**ان األش**قر‪ ،‬ق**ال‪ :‬كنت‬
‫بالمدين**ة فخال لي الطري**ق نص**ف النه**ار فجعلت أتغ**نى‪ :‬م**ا ب**ال‬
‫أهلك يارباب‪ .‬األبيات وفيه قصة مالك معه وإخباره عن مالك أن**ه‬
‫‪127‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫كان يجيد الغن**اء في حكاي**ة أظنه**ا مختلق**ة رواه**ا ص**احب كت**اب‬


‫((األغاني)) عن المرزب**اني‪ ،‬وال يغ**تر به**ا فإنّه**ا من رواي**ة ه**ذا‬
‫الكذاب‪.‬‬
‫وق***ال عبيدهللا بن أحم***د بن أبي ط***اهر في كت***اب ((أخب***ار‬
‫المعتضد))‪ :‬ح*دثني أبوالحس*ن* أحم**د بن يح*يى بن علي بن يح*يى‬
‫حدثنى أب**وبكر محم**د بن خل**ف المع**روف بوكي**ع‪ .‬ق**ال‪ :‬كنت أن**ا‬
‫ومحمد بن داود ابن الج**راح نس**ير إلى إس**حاق بن محم**د النخعي‬
‫بباب الكوفة نكتب عنه‪ ،‬وكان شديد التشيع‪ ،‬فكنا في يوم من األيام‬
‫عنده إذ دخل عليه رجل ال نعرفه فنهض إلي**ه النخعي وس**لم علي**ه‬
‫وأقعده مكانه‪ ،‬واحتفل به غاية االحتفال‪ ،‬واشتغل عنا فلم يزل معه‬
‫كذلك مدة ثم تسارا أسرا ًرا طويال ثم خرج الرجل من عن**ده فأقب**ل‬
‫علينا النخعي لما خرج فقال‪ :‬أتعرفان هذا؟ قلنا‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬هذا رجل‬
‫من أهل الكوفة يعرف بابن أبي الفوارس‪ ،‬وله م**ذهب في التش**يع‪،‬‬
‫وهو رئيس فيه وله تب**ع كث**ير‪ ،‬وإن**ه أخ**برني الس**اعة أن**ه يخ**رج‬
‫بنواحي الكوفة وأنه سيؤسر ويحمل فيدخل بغ**داد على جم**ل وأن**ه‬
‫يقت**ل في الحبس‪ ،‬ق**ال وكي**ع‪ :‬وك**ان ه**ذا الخ**بر في س**نة س**بعين‬
‫ومائتين فلما كان الوقت ال**ذي أس**ر في**ه ابن أبي الف**وارس وجيء‬
‫يدخل إلى بغداد وصفته لبعض أصحابنا فذهب حين أدخ**ل فعرف**ه‬
‫بالصفة نفسها‪ ،‬وذلك في سنة سبع وثمانين‪.‬‬
‫وذكره الطوسي في ((رجال الشيعة)) وق**ال‪ :‬ك**ان ي**روي عن‬
‫ابن هاش**م الجعف**ري وإس**ماعيل بن محم**د بن علي بن عبدهللا بن‬
‫عباس‪ ،‬وجعفر بن محم**د الفالس‪ ،‬والحس**ن بن طري**ف‪ ،‬والحس*ن*‬
‫بن بالل‪ ،‬ومحمد بن الربيع بن س**ويد وس*رد جماع*ة‪ .‬وم*ات س**نه‬
‫ست وثمانين ومائتين‪.‬اهـ‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫‪1‬‬
‫عباد بن يعقوب الرواجني‬

‫قال الحافظ الذهبي في ((الميزان)) (ج ‪ 2‬ص‪:)379‬‬


‫عباد بن يعق**وب األس**دي* الرواج**ني الك**وفي* من غالة الش**يعة‬
‫ورءوس البدع لكنه صادق في الحديث‪ .‬عن شريك والوليد بن أبي‬
‫ث**ور وخل**ق‪ .‬وعن**ه البخ**اري ح**ديثًا في الص**حيح مقرونً**ا ب**آخر‪،‬‬
‫والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن أبي داود‪.‬‬
‫وقال أبوح**اتم ‪ :‬ش**يخ ثق**ة‪ .‬وق**ال ابن خزيم**ة‪ :‬ح**دثنا الثق**ة في‬
‫روايته المتهم في دينه عباد‪.‬‬
‫وروى* عب**دان األه**وازي عن الثق**ة أن عب**اد بن يعق**وب ك**ان‬
‫يشتم السلف‪ .‬وقال ابن عدي‪ :‬روى أح**اديث في الفض**ائل أنك**رت‬
‫علي**ه‪ ،‬وق**ال ص**الح ج**زرة‪ :‬ك**ان عب**اد بن يعق**وب يش**تم عثم**ان‬
‫وسمعته يقول‪ :‬هللا أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجن**ة‪ ،‬ق**اتال‬
‫عليًّا بعد أن بايعاه‪.‬‬
‫وقال القاسم بن زكري**ا المط**رز‪ :‬دخلت على عب**اد بن يعق**وب‬
‫وكان يمتحن من سمع منه‪ ،‬فقال‪ :‬من حفر البح**ر؟ قلت‪ :‬هللا‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫وهو كذلك‪ ،‬ولكن من حفره؟ قلت‪ :‬يذكر الشيخ‪ .‬فقال‪ :‬حف**ره علي‪.‬‬
‫قال‪ :‬فمن أجراه؟ قلت‪ :‬هللا‪ .‬قال‪ :‬هو كذلك‪ ،‬ولكن من أجراه؟ قلت‪*:‬‬
‫يفيدني الشيخ‪ .‬ق**ال‪ :‬أج**راه الحس**ين‪ .‬وك**ان مكفوفً**ا ف**رأيت س**يفًا‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬لمن هذا؟ قال‪ :‬أعددته ألقاتل به مع المهدي‪ .‬فلما فرغت من‬
‫سماع ما أردت منه دخلت فق**ال‪ :‬من حف**ر البح**ر؟ قلت‪ :‬معاوي**ة‪،‬‬
‫وأج**راه عم**رو بن الع**اص‪ ،‬ثم وثبت وع**دوت* فجع**ل يص**يح‪:‬‬
‫أدركوا الفاسق عدو هللا فاقتلوه‪.‬‬
‫‪ ‬قال أبوعبدالرحمن‪ :‬في النفس شيء من إدخال هذا بين الزنادقة‪ ،‬والظ**اهر أن**ه‬ ‫‪1‬‬
‫مغفل أحمق‪ ،‬وال يبلغ حد الزندقة‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫رواها الخطيب عن أبي نعيم عن ابن المظفر الحافظ عنه‪.‬اهـ‬


‫‪ ‬وهذه القصة سندها صحيح‪ ،‬أبونعيم ه**و أحم**د بن عبدهللا‬
‫أبونعيم األص**بهاني ص**احب ((الحلية)) حاف**ظ كب**ير الش**أن‪ .‬وابن‬
‫المظفر هو محمد بن المظفر وترجمت*ه في ((ت*اريخ بغ*داد)) (ج‪3‬‬
‫ص‪ )262‬وهو حافظ كبير ثقة‪ .‬وقاسم* بن زكريا ترجمته أيضًا في‬
‫((تاريخ بغداد)) وفيه‪ :‬كان من أهل الحديث والص**دق والمك**ثرين‬
‫أيض *ا أن**ه مص**نف‬
‫في تصنيف المسند واألبواب والرج**ال‪ ،‬وفي**ه ً‬
‫مقرئ نبيل‪ .‬اهـ المراد منه‪.‬‬
‫وهذه القصة أيضًا في ((الكفاية)) ص (‪.)209‬‬

‫ه ؤالء ثالث ة ورابعهم كلبهم بي ان بن س معان زن**ديق ادعى‬


‫إلهي**ة علي‪ .‬وق**ال‪ *:‬إن في**ه ج**ز ًءا إلهيً**ا متح *دًا بناس**وته إلى آخ**ر‬
‫هذيانه‪ ،‬راجعه من ((ميزان االعتدال*))‪.‬‬
‫فهذه بعض خرافات الش**يعة وتره**اتهم‪ ،‬وال يعص**مك من ه**ذه‬
‫األباطيل إال هللا ثم التمسك بكتاب هللا وس**نة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وهللا يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫وال تظن أن هذه الخرافات* قد مضت وانقضت‪ ،‬فهذه الرافضة‬
‫بإيران ال يزالون منتظرين لخرافتهم صاحب الس**رداب* محم**د بن‬
‫الحسن العسكري‪.‬‬
‫ولقد أحسن بعض أهل السنة إذ يقول‪:‬‬
‫كلفتموه بجهلكم ما آنا‬ ‫أما آن للسرداب أن يلد الذي‬
‫ثلثتم العنقاء والغيالنا‬ ‫فعلى عقولكم* العفاء فإنّكم‬
‫‪130‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫السبأية التي تتستر باإلسالم‬

‫قال الشهرستاني في ((الملل والنحل)) (ج‪ 2‬ص‪ 11‬من هامش‬


‫الفص**ل البن ح**زم)‪ :‬الس بأية أص**حاب عبدهللا بن س**بأ ال**ذي ق**ال‬
‫لعلي عليه السالم‪ :‬أنت أنت‪ .‬يعني‪ :‬أنت اإلل**ه‪ ،‬فنف**اه إلى الم**داين‪،‬‬
‫وزعموا أنه كان يهوديًا فأسلم‪ *،‬وكان في اليهودية يق**ول في يوش**ع‬
‫بن نون‪ :‬موسى موسى‪ .‬مثال ما ق*ال في علي علي*ه الس*الم‪ *،‬وه*و‬
‫أول من أظهر القول بالغرص بإمامة علي ومن**ه تش**عبت أص**ناف‬
‫الغالة‪ ،‬وزعم**وا* أن عليًّ**ا ح ّي لم يقت**ل وفي**ه الج**زء اإللهي‪ ،‬وال‬
‫يج**وز أن يس*تولي علي*ه وه*و ال**ذي يجيء في الس*حاب‪ ،‬والرع*د*‬
‫صوته‪ ،‬والبرق سوطه‪ ،‬وأن**ه س**ي ْنزل بع**د ذل**ك إلى األرض فيمأل‬
‫األرض عدالً‪ ،‬كما ملئت جورًا‪ ،‬وإنما أظهر ابن س**بأ ه**ذه المقال**ة‬
‫بع**د انتق**ال عل ّي علي**ه الس**الم‪ ،‬واجتمعت علي**ه جماع**ة وهم أول‬
‫فرقة قالت بالتوقف والغيبة والرجعة‪ ،‬وقالت* بتناسخ الجزء اإللهي‬
‫في األئمة بعد عل ّي‪ ،‬وهذا المع**نى مم**ا ك**ان يعرف**ه الص**حابة وإن‬
‫كانوا على خالف مراده‪ .‬هذا عمر رضي هللا عنه ك**ان يق**ول في**ه‬
‫حين فقأ عين واحد في الحرم ورفعت إليه القصة‪ :‬ماذا أقول في يد‬
‫هللا فق**أت عينً**ا في ح**رم هللا‪ ،‬ف**أطلق عم**ر اس**م اإللهي**ة علي**ه لم**ا‬
‫عرف منه ذلك‪ .‬اهـ‬
‫وإليك ترجمة عبدهللا بن سبأ من ((الميزان)) و((لس**انه)) ق**ال‬
‫الحافظ الذهبي رحمه هللا‪ :‬عبدهللا بن سبأ من غالة الزنادقة‪ ،‬ض**ال‬
‫مضل‪ ،‬أحسب أن عليًّا حرقه بالنار‪ ،‬وقد قال الجوزجاني‪ :‬زعم أن‬
‫القرآن جزء من تسعة أجزاء‪ ،‬وعلمه عند عل ّي‪ ،‬فنفاه علي بع**د م**ا‬
‫‪131‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ه ّم به‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫قال ابن عس**اكر في ((تاريخه))‪ :‬ك**ان أص**له من اليمن وك**ان‬
‫يهوديًّا ف**أظهر اإلس*الم‪ *،‬وط**اف بالد المس*لمين ليلفتهم عن طاع*ة‬
‫األئمة‪ ،‬ويدخل بينهم الشر ودخل دمشق لذلك‪ .‬ثم أخرج من طريق‬
‫س**يف بن عم**ر التميمي في الفت**وح‪ ،‬ل**ه قص**ة طويل**ة ال يص**ح‬
‫إس**نادها‪ ،‬ومن طري**ق ابن أبي خيثم**ة ح**دثنا محم**د بن عب**اد‪ ،‬ثن**ا‬
‫سفيان‪ ،‬عن عمار الدهني‪ ،‬سمعت أبا الطفيل يقول‪ :‬رأيت المس**يب‬
‫بن نجبة أتي به‪ 1‬دخ**ل على المن**بر فق**ال‪ :‬م**ا ش**أنه؟ فق**ال‪ :‬يك**ذب‬
‫على هللا وعلى رسوله‪.‬‬
‫حدثنا عمرو بن م**رزوق‪ ،‬ح**دثنا ش**عبة‪ ،‬عن س**لمة بن كهي**ل‪،‬‬
‫عن زي**د بن وهب ق**ال‪ :‬ق**ال علي رض**ي هللا عن**ه‪ :‬م**الي وله**ذا‬
‫الخبيث األسود‪ .‬يعني عبدهللا ابن سبأ‪ ،‬كان يقع في أبي بكر وعمر‬
‫رضي هللا عنهما‪ .‬ومن طريق محمد بن عثم**ان بن أبي ش**يبة‪ ،‬ثن**ا‬
‫محمد بن العالء‪ ،‬ثنا أبوبكر بن عي**اش‪ ،‬عن مجال**د‪ ،‬عن الش**عبي‪،‬‬
‫قال‪ :‬أول من كذب عبدهللا بن سبأ‪.‬‬
‫وق**ال أب**ويعلى الموص**لي في ((مس**نده))‪ :‬ثن**ا أب**وكريب‪ ،‬ثن**ا‬
‫محمد بن الحسن األسدي‪ *،‬ثنا هارون بن ص**الح‪ ،‬عن الح**ارث بن‬
‫عبدالرحمن‪ ،‬عن أبي الجالس سمعت عليًّ**ا يق**ول لعبدهللا بن س**بأ‪:‬‬
‫وهللا ما أفضى لي بشيء كتمه أحد من الناس‪ ،‬ولقد س**معته يق**ول‪:‬‬
‫كذابًا)) وإنك ألحدهم‪.‬‬‫((إن بين يدي السّاعة ثالثين ّ‬
‫وقال أبوإسحاق الفزاري‪ :‬عن شعبة‪ ،‬عن سلمة بن كهي**ل‪ ،‬عن‬
‫أبي الزع**راء‪ ،‬عن زي**د بن وهب‪ ،‬أن س**ويد بن غفل**ة دخ**ل على‬
‫عل ّي في إمارته‪ ،‬فقال‪ :‬إني مررت بنف**ر ي**ذكرون أب**ا بك**ر وعم**ر‬
‫ي**رون أن**ك تض**مر لهم**ا مث**ل ذل**ك‪ ،‬منهم عبدهللا بن س**بأ‪ ،‬وك**ان‬
‫‪ ‬هنا بياض في ‪‬لسان الميزان‪ ،‬وهو في ‪‬تاريخ ابن عس**اكر‪( :‬ملبب**ة‬ ‫‪1‬‬
‫وعلي على المنبر)‪.‬‬
‫‪132‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عبدهللا أول من أظه**ر ذل**ك‪ .‬فق**ال عل ّي‪ :‬م**ا لي وله**ذا الخ**بيث‬


‫األسود‪ .‬ثم قال‪ :‬معاذ هللا أن أض**مر لهم**ا إال الحس*ن* والجمي**ل‪ .‬ثم‬
‫أرسل إلى عبدهللا بن سبأ فسيره إلى المدائن‪ ،‬وقال‪ :‬ال يساكنني في‬
‫بلدة أبدًا‪ .‬ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الن**اس ف**ذكر القص**ة في‬
‫ّ‬
‫يفض *لني‬ ‫ثنائه عليهما بطوله‪ ،‬وفي آخره‪ :‬أال وال يبلغ**ني عن أح**د‬
‫عليهما إال جلدته حد المفتري‪.‬‬
‫وأخبار عبدهللا بن سبأ شهيرة في الت**واريخ وليس**ت ل**ه رواي**ة‬
‫وهلل الحمد‪ ،‬وله أتباع يقال لهم‪ :‬الس**بائية يعتق**دون اإللهي**ة في علي‬
‫بن أبي طالب‪ ،‬وقد* أحرقهم علي بالنار في خالفته‪.‬اهـ من ((لس**ان‬
‫الميزان))‪.‬‬
‫وتراجع ترجمته في ((تاريخ دمشق))‪.‬‬
‫وال تظن أن أتباعه قد انقرضوا‪ ،‬فه**ذا إم**ام الض**اللة الخمي**ني‬
‫يتظاهر بالغيرة على اإلسالم وهو يهدم أركانه‪ ،‬وقد* كان اغ**تر ب**ه‬
‫بعض جهلة اإلخوان* المسلمين وأصبحوا يدعون ل**ه على المن**ابر‪،‬‬
‫فلم**ا خ**رج كت**اب ((وج**اء دور المج**وس)) ألخين**ا في هللا عبدهللا‬
‫محمد الغريب‪ ،‬سقط في أيديهم وخجلوا* فأمسكوا* عن الثن**اء علي**ه‪،‬‬
‫والحمد هلل باألمس الخمي**ني ال**دجال يس**ب أمريك**ا وروس**يا واآلن‬
‫يمد ي**ده لهم**ا من أج**ل أن يعطي**اه ق**وات يض**رب به**ا المس**لمين‪،‬‬
‫فالحمد هلل الذي فضحه وهو حي ح**تى ال يغ**تر ب**ه‪ ،‬ولس**ت أحم**ل‬
‫على الخميني من أج**ل البع**ثي الملح**د ص**دام حس**ين ف**إني أق**ول‪:‬‬
‫أراح هللا اإلسالم والمسلمين من شرهما‪.‬‬
‫فعسى أن يعتبر المس**لمون* من قص**ة عبدهللا بن س**بأ فيح**ذروا‬
‫من دسائس الرافضة وخبثهم‪ ،‬فإن دعوتهم مبنية على الخداع‪ ،‬وما‬
‫أش**به الليل**ة بالبارح**ة الرافض**ة اآلن يقت**دون بعبدهللا بن س**بأ‪ ،‬إن‬
‫دخل**وا المس**اجد ال يص**لون م**ع المس**لمين‪ ،‬وإن حاض**روا فهم‬
‫ينفّرون عن السنة وأهلها‪ ،‬وإن كتبوا فهم يحاربون الس**نة وأهله**ا‪،‬‬
‫‪133‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فرب كتاب من كتب السنة قد دنسوه بتعليقاتهم األثيمة فالحافظ* ابن‬


‫عساكر رحمه هللا يترجم لعلي بن أبي طالب في ((ت**اريخ دمشق))‬
‫كما أن**ه ت**رجم لغ**ير علي رض**ي هللا عن**ه من أه**ل دمش**ق أو من‬
‫نزلها وذكر في ترجمة علي رض**ي هللا عن**ه الص**حيح‪ ،‬والحس**ن‪*،‬‬
‫والض**عيف‪ ،‬والموض**وع‪ ،‬في**أتي الرافض**ي األثيم محم**د ب**اقر‬
‫المحمودي* ويتعسف تعس**ف الرافض**ة األحم**ق ويح**اول تص**حيح‬
‫الموضوع والباطل‪ ،‬وإنه لواجب على إخواننا المشتغلين ب**التحقيق‬
‫من أهل السنة أن يطهروا ه*ذا الج*زء من ت*دنيس الرافض*ي‪ *،‬وأن‬
‫يخرجوه نقيًّا من حماقات الرافضة وسخافاتهم‪ *،‬وهللا المستعان‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫علي بن الفضل الباطني القرمطي‬

‫قبل أن نتكلم على هذا الملح*د‪ ،‬نتكلم عن الطائف**ة ال**تي ينتس*ب‬


‫إليها مختصرًا لذلك من ((الفرق بين الفرق)) للبغدادي قال رحم**ه‬
‫هللا ص(‪ :)265‬الفصل السابع عشر من فصول هذا الباب في ذكر‬
‫الباطنية وبيان خروجهم عن جميع فرق اإلسالم‪.‬‬
‫اعلم**وا* أس**عدكم هللا أن ض**رر الباطني**ة على ف**رق المس**لمين‬
‫أعظم من ض*رر اليه*ود والنص*ارى والمج**وس عليهم‪ ،‬ب*ل أعظم‬
‫من مض ّرة الدهرية‪ ،‬وسائر أصناف الكف**رة عليهم‪ ،‬ب**ل أعظم‪ 1‬من‬
‫ضرر الدجال الذي يظه**ر في آخ**ر الزم**ان ألن ال**ذين ض**لوا عن‬
‫الدين بدعوة الباطنية من وقت ظهور دعوتهم الى يومن**ا أك**ثر من‬
‫الذين يضلون بالدجال في وقت* ظهوره‪ ،‬ألن فتنة ال**دجال ال تزي**د‬
‫مدتها على أربعين يو ًما‪ ،‬وفضائح الباطني**ة أك**ثر من ع**دد الرم**ل‬
‫والقطر‪.‬‬
‫إلى أن ق**ال رحم**ه هللا‪ :‬وذك**ر أص**حاب الت**واريخ أن ال**ذين‬
‫وض**عوا أس**اس دين الباطني**ة ك**انوا من أوالد* المج**وس وك**انوا‬
‫م**ائلين إلى دين أس**الفهم‪ ،‬ولم يجس**روا على إظه**اره خوفً**ا من‬
‫أساس *ا من قبله**ا‪ ،‬منهم‬
‫ً‬ ‫س**يوف المس**لمين‪ ،‬فوض**ع األغم**ار منهم‬
‫صار في الباطن إلى تفصيل أديان المجوس‪ ،‬وتأولوا آيات الق**رآن‬
‫وسنن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬على موافقة أساسهم‪.‬‬
‫وبي**ان ذل**ك أن الثنوي**ة زعمت أن الن**ور والظلم**ة ص**انعان‬
‫‪ ‬كال فالرسول ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬يق**ول‪ :‬م**ا بين خل**ق آدم إلى‬ ‫‪1‬‬
‫قيام السّاعة أمر أكبر من ال ّدجّال‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قديمان‪ ،‬والنور منهما فاعل الخير والمن**افع‪ ،‬والظالم فاع**ل الش**ر‬


‫والمضار‪ ،‬وأن األجسام ممتزجة من الن**ور والظلم**ة‪ ،‬وك**ل واح**د‬
‫منهما مشتمل على أربع طبائع وهي الحرارة والبرودة‪ ،‬والرطوبة‬
‫واليبوس**ة‪ ،‬واألص**الن األوالن* م**ع الطب**ائع األرب**ع م**دبرات ه**ذا‬
‫العالم‪ ،‬وشاركهم المجوس في اعتقاد صانعين غير أنّهم زعموا أن‬
‫أحد الصانعين قديم وهو اإلل*ه الفاع*ل للخ*يرات‪ ،‬واآلخ*ر* ش*يطان‬
‫محدث فاعل للشرور‪ *،‬وذك**ر زعم**اء الباطني**ة في كتبهم أن اإلل**ه‬
‫خلق النفس‪ ،‬فاإلله هو األول‪ ،‬والنفس ه**و الث*اني‪ ،‬وربم*ا س*موهم‬
‫العقل والنفس‪ ،‬ثم قالوا‪ *:‬إنّهما ي**دبران ه**ذا الع**الم بت*دبير الك*واكب‬
‫السبعة‪ ،‬والطبائع األول‪.‬‬
‫وق**ولهم (إن األول والث**اني ي**دبران الع**الم) ه**و بعين**ه ق**ول‬
‫المجوس بإضافة الحوادث* لصانعين أحدهما قديم واآلخر مح**دث‪،‬‬
‫إال أن الباطني**ة ع**برت عن الص**انعين بـ(األول* والث**اني)‪ ،‬وع**بر‬
‫المجوس عنهما بـ(يزدان ويهرمن)‪ ،‬فهذا هو الذي يدور في قل**وب‬
‫الباطنية‪ ،‬ووضعوا أساسًا يؤدي إليهم‪.‬‬
‫إلى أن ق**ال‪ :‬ثم إن الباطني**ة لم**ا ت**أولت أص**ول ال**دين على‬
‫ضا لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدي إلى‬ ‫الشرك؛ احتالت أي ً‬
‫رفع الشريعة أو إلى مثل أحكام المجوس‪ ،‬والذي* يدل على أن ه**ذا‬
‫م**رادهم بتأوي**ل الش**ريعة أنّهم ق**د أب**احوا ألتب**اعهم نك**اح البن**ات‬
‫واألخوات‪ ،‬وأباحوا شرب الخمر وجميع اللذات‪.‬‬
‫ويؤكد ذلك أن الغالم الذي ظهر منهم بالبحرين واألحساء بع**د‬
‫*ن ألتباع**ه الل**واط‪ ،‬وأوجب قت**ل‬ ‫سليمان ابن الحسين الق**رمطي س* ّ‬
‫الغالم الذي يمتنع على من يري**د الفج**ور ب**ه‪ ،‬وأم**ر بقط**ع ي**د من‬
‫يريد إطفاء نار بيده‪ ،‬أو بقطع لسان من أطفأها بنفخه‪ ،‬وهذا الغالم‬
‫هو المعروف بابن أبي زكري**اء الط**امي‪ ،‬وك**ان ظه**وره في س**نة‬
‫‪136‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫تس**ع عش**رة وثالثمائ**ة‪ ،‬وط**الت فتنت**ه إلى أن س**لط هللا علي**ه من‬
‫ذبحه على فراشه‪.‬‬
‫ويؤكد ما قلناه من ميل الباطني**ة إلى دين المج**وس أنّ**ا ال نج**د‬
‫على ظهر األرض مجوسيًّا إال وهو م**وا ّد لهم‪ ،‬منتظ**ر لظه**ورهم‬
‫على ال**ديار‪ ،‬يظن**ون أن المل**ك يع**ود إليهم ب**ذلك‪ ،‬وربم**ا اس**تدل‬
‫أغمارهم على ذلك بما يروي**ه المج**وس عن (زرادش**ت) أن**ه ق**ال‬
‫لـ(كتتاسب)‪( :‬إن الملك يزول عن الفرس إلى الروم* واليوناني**ة‪ ،‬ثم‬
‫يعود إلى الفرس‪ ،‬ثم ي**زول عن الف**رس إلى الع**رب‪ ،‬ثم يع**ود إلى‬
‫الف**رس) وس**اعده (جاماس**ب) المنجم على ذل**ك وزعم أن المل**ك‬
‫يع***ود إلى العجم لتم***ام أل***ف وخمس***مائة س***نة من وقت ظه***ور‬
‫(زرادشت)‪.‬‬
‫وكان في الباطنية رجل يعرف بأبي عبدهللا العردي يدعي علم‬
‫النجوم‪ 1‬ويتعصب للمج**وس‪ ،‬وص**نف كتابً**ا وذك**ر في**ه أن الق**رن‬
‫الث**امن عش**ر من مول**د محم**د ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫يوافق األلف العاشر‪ ،‬وهو نوبة المشتري والقوس‪ .‬وقال‪ :‬عند ذلك‬
‫يخرج إنسان يعيد الدولة المجوس**ية ويس**تولي على األرض كله**ا‪،‬‬
‫وزعم أنه يملك مدة سبع قرانات‪ .‬وقالوا‪ :‬قد تحقق حكم (زرادشت‬
‫وجاماس**ب) في زوال مل**ك العجم إلى ال**روم* واليوناني**ة في أي**ام‬
‫اإلسكندر‪ ،‬ثم عاد إلى العجم بع**د ثالثمائ**ة س**نة‪ ،‬ثم زال بع**د ذل**ك‬
‫ملك العجم إلى العرب‪ ،‬وسيعود إلى العجم لتمام المدة التي ذكره**ا‬
‫جاماسب‪ .‬وق*د* واف**ق ال**وقت ال**ذي ذك**روه أي**ام المكتفي والمقت**در‬
‫وأخلف موعودهم‪ ،‬وما رجع الملك فيه إلى المجوس‪.‬‬
‫وكانت القرامطة قبل هذا الميقات يتواعدون فيما بينهم ظه**ور‬
‫المنتظر في القرن السابع في المثلثة النارية‪ .‬وخ**رج منهم س**ليمان‬
‫بن حس***ين من األحس***اء على ه**ذه ال***دعوى‪ ،‬وتع**رض للحجيج‬
‫‪ ‬سيأتي الكالم إن شاء هللا‪ ،‬على علم النجوم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪137‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وأسرف في القتل منهم‪ ،‬ثم دخل مكة وقتل من ك**ان في الط**واف‪،‬‬


‫وأغار على أستار الكعب**ة‪ ،‬وط**رح القتلى في ب**ئر زم**زم‪ ،‬وكس**ر‬
‫عساكر كثيرة من عساكر المسلمين وا ْنهزم في بعض حروب**ه إلى‬
‫هجر‪.‬‬
‫إلى أن قال عبدالقاهر رحمه هللا‪ :‬ثم خرج منهم المعروف بأبي‬
‫سعيد الحس**ين بن به**رام على أه**ل األحس**اء والقطي**ف والبح**رين‬
‫ف**أتى بأتباع**ه على أعدائ**ه‪ ،‬وس**بى نس**اءهم وذراريهم‪ ،‬وأح**رق‬
‫المص**احف والمس**اجد‪ ،‬ثم اس**تولى على هج**ر‪ ،‬وقت**ل رجاله**ا‪،‬‬
‫واستعبد ذراريهم ونساءهم‪.‬‬
‫ثم ظه*ر المع*روف ب*ابن الص*ناديقي ب*اليمن وقت*ل الكث*ير من‬
‫أهلها‪ ،‬حتى قتل األطفال والنساء‪ ،‬وانضم إليه المعروف منهم بابن‬
‫الفضل في أتباع**ه‪ ،‬ثم إن هللا تع**الى س**لط عليهم**ا وعلى أتباعهم**ا‬
‫األكلة والطاعون* فماتوا بها‪.‬‬
‫ثم ذك**ر عب**دالقاهر رحم**ه هللا اختالف المتكلمين في الباطني**ة‬
‫وأن**ه ي**رى أنّهم دهري**ة زنادق***ة‪ ،‬وذك**ر أن عبيدهللا بن الحس***ن‬
‫القيرواني أرسل إلى سليمان بن الحس**ن بن س**عيد الجن**ابي رس**الة‬
‫وفيها‪ :‬وذكر في هذا الكتاب إبطال القول بالمعاد والعق**اب‪ ،‬وذك**ر‬
‫فيها أن الجنة نعيم في الدنيا‪ ،‬وأن العذاب إنما هو اشتغال أصحاب‬
‫أيض*ا في ه**ذه‬ ‫الشرائع بالص**الة والص**يام والحج* والجه**اد‪ .‬وق**ال ً‬
‫الرسالة‪ :‬إن أهل الش**رائع يعب**دون إلهً*ا ال يعرفون**ه وال يحص*لون‬
‫أيض*ا‪ :‬أك**رم الدهري**ة ف**إنّهم من**ا‬
‫منه إال على اسم بال جسم‪ .‬وق**ال* ً‬
‫ونحن منهم‪ .‬وفي هذا تحقيق نسبة الباطنية إلى الدهرية‪.‬‬
‫إلى أن ق***ال عب***دالقاهر رحم***ه هللا‪ :‬والباطني***ة يرفض***ون‬
‫المعجزات وينكرون ن**زول المالئك**ة من الس**ماء ب**الوحي واألم**ر‬
‫والنهي‪ ،‬ب**ل ينك**رون أن يك**ون في الس**ماء مل**ك‪ ،‬وإنم**ا يت**أولون*‬
‫المالئك***ة على دع***اتهم إلى ب***دعتهم‪ ،‬ويت***أولون* الش***ياطين على‬
‫‪138‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مخالفيهم‪ ،‬ويزعمون* أن األنبياء قوم* أحبوا الزعامة فساسوا* العامة‬


‫بالنواميس والحيل‪ ،‬طلبًا للزعامة بدعوى* النبوة واإلمامة‪.‬‬
‫إلى أن ق**ال عب**دالقاهر رحم**ه هللا‪ :‬ثم ت**أولوا لك**ل ركن من‬
‫أركان الشريعة تأويالً يورث تضليالً‪ ،‬فزعم**وا أن مع**نى الص**الة‬
‫مواالة إمامهم‪ ،‬والحج زيارته‪ ،‬وإدم**ان* خدمت**ه‪ ،‬والم**راد* بالص**وم‬
‫اإلمساك عن إفشاء سر اإلمام دون اإلمساك* عن الطع**ام‪ ،‬وال**زنى‬
‫عندهم إفشاء* س**رهم بغ**ير عه**د وميث**اق‪ ،‬وزعم**وا* أن من ع**رف‬
‫معنى العب**ادة س**قط عن**ه فرض**ها‪ ،‬وت**أولوا* في ذل**ك قول**ه تع**الى‪:‬‬
‫﴿واعب**د ربّ**ك ح**ت ّى يأتي**ك اليقين‪ ،﴾1‬وحمل**وا* اليقين على معرف**ة‬
‫التأويل‪.‬‬
‫وق *د* ق**ال الق**يرواني في رس**الته إلى س**ليمان بن الحس**ن‪ :‬إني‬
‫أوصيك بتشكيك الناس في القرآن‪ ،‬والتوراة‪ ،‬والزبور‪ ،‬واإلنجي**ل‪،‬‬
‫وب**دعوتهم إلى إبط**ال الش**رائع وإلى إبط**ال المع**اد والنش**ور من‬
‫القب**ور‪ ،‬وإبط**ال المالئك**ة في الس**ماء وإبط**ال الجن في األرض‪،‬‬
‫وأوصيك بأن تدعوهم إلى القول بأنه ق**د ك**ان قب**ل آدم بش**ر كث**ير‬
‫فإن ذلك عون* لك على القول بقدم العالم‪.‬‬
‫قال عبدالقادر رحمه هللا‪ :‬وفي هذا تحقيق دعوانا على الباطنية‬
‫أنّهم دهري**ة يقول**ون بق**دم الع**الم ويجح**دون الص**انع‪ 2‬وي**دل على‬
‫أيض*ا في‬
‫دعوانا عليهم القول بإبط**ال الش**رائع أن الق**يرواني ق**ال ً‬
‫رسالته إلى سليمان بن الحس**ن‪ :‬وينبغي أن تحي**ط عل ًم**ا بمخ**اريق‬
‫األنبياء ومناقضاتهم في أقوالهم كعيسى بن م**ريم ق**ال لليه**ود‪( :‬ال‬
‫أرف**ع ش**ريعة موس**ى) ثم رفعه**ا بتح**ريم األح**د ب**دالً من الس**بت‪،‬‬
‫وأباح العمل في السبت‪ ،‬وأبدل قبلة موس**ى بخالف جهته**ا‪ ،‬وله**ذا‬
‫قتلته البالد لما اختلفت كلمته‪.‬‬
‫‪ ‬سورة الحجر‪ ،‬اآلية‪.99:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سيأتي إن شاء هللا أنه ال يطلق على هللا اسم الصانع إذ أسماء هللا توقيفية‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪139‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ثم قال له‪ :‬وال تكن كصاحب األم**ة المنكوس**ة حين س**ألوه عن‬
‫الروح فقال‪ :‬الروح من أمر ربي‪ ،‬لما لم يحضره جواب المس**ألة‪،‬‬
‫وال تكن كموس*ى في دع**واه ال*تي لم يكن ل**ه عليه**ا بره**ان س*وى‬
‫المخرقة بحسن الحيل**ة والش**عبذة‪ ،‬ولم**ا لم يج**د المح**ق في زمان**ه‬
‫عنده برهانًا قال له‪ :‬لئن اتخذت إلهًا غيري‪ ،‬وقال لقومه‪ :‬أن**ا ربكم‬
‫األعلى‪ ،‬ألنه كان صاحب الزمان في وقته‪.‬‬
‫ثم ق**ال في آخ**ر رس**الته‪ :‬وم**ا العجب من ش**يء ك**العجب من‬
‫رج**ل ي**دعي العق**ل ثم يك**ون ل**ه أخت أو بنت حس**ناء وليس**ت ل**ه‬
‫زوجة في حسنها فيحرّمها على نفس**ه‪ ،‬وينكحه**ا من أجن**بي‪ ،‬ول**و‬
‫عقل الجاهل لعلم أنه أحق بأخته وبنته من األجنبي‪ ،‬وما وجه ذل**ك‬
‫إال أن ص**احبهم ح*رّم عليهم الطيب**ات‪ ،‬وخ* ّوفهم* بغ**ائب ال يعق**ل‪،‬‬
‫وهو اإلله الذي يزعمون**ه‪ ،‬وأخ**برهم بك**ون م**ا ال يرون**ه أب*دًا من‬
‫البعث من القبور والحساب‪ ،‬والجنة والنار‪ ،‬ح**تى اس**تعبدهم ب**ذلك‬
‫عاجالً‪ ،‬وجعلهم له في حياته ولذريت**ه بع**د وفات**ه خ**والً‪ ،‬واس**تباح‬
‫بذلك أموالهم* بقوله‪﴿ :‬ال أسألكم عليه أجرًا إالّ الم**و ّدة في الق**ربى‪﴾1‬‬
‫فكان أمره معهم نقدًا‪ ،‬وأمرهم معه نسيئة‪ ،‬وقد اس**تعجل منهم ب**ذل‬
‫أرواحهم وأموالهم* على انتظار موع**ود ال يك**ون‪ ،‬وه**ل الجن**ة إال‬
‫هذه الدنيا ونعيمها؟ وهل النار وعذابها إال ما فيه أصحاب الشرائع‬
‫من التعب والنصب في الصالة والصيام والجهاد والحج‪.‬‬
‫ثم قال لسليمان بن الحسن في هذه الرسالة‪ :‬وأنت وإخوانك هم‬
‫الوارثون ال*ذين يرث**ون الف**ردوس‪ ،‬وفي ه*ذه ال**دنيا ورثتم نعيمه*ا‬
‫ول**ذاتها المحرم**ة على الج**اهلين المتمس**كين بش**رائع أص**حاب‬
‫النواميس‪ ،‬فهنيئًا لكم ما نلتم من الراحة من أمرهم‪.‬‬
‫ثم قال عبدالقادر رحمه هللا‪ :‬وفي ه**ذا ال**ذي ذكرن**ا دالل**ة على‬
‫أن غرض الباطنية القول بم**ذاهب الدهري**ة واس**تباحة المحرم**ات‬
‫‪ ‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪.23:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪140‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وترك العبادات‪.‬‬
‫ثم ذكر عبد القادر رحمه هللا أس*اليب دع*ائهم‪ :‬ومنه*ا ومن رآه من‬
‫غالة الرافض***ة كالس***بأية والبياني***ة والمغيري***ة والمنص***ورية‬
‫والخطابي***ة لم يحتج مع***ه إلى تأوي***ل اآلي***ات واألخب***ار‪ ،‬ألنّهم‬
‫يتأولونها معهم على وفق ض**اللتهم‪ ،‬ومن رآه من الرافض**ة زي**ديًّا‬
‫أو إماميًّا مائالً إلى الطعن في أخبار الصحابة دخل عليه من جه**ة‬
‫شتم الصحابة‪ ،‬وزيّن له بغض بني تيم ألن أب**ا بك**ر منهم‪ ،‬وبغض‬
‫بني عدي* ألن عمر بن الخطاب كان منهم‪ ،‬وحثّ**ه على بغض ب*ني‬
‫أمية ألنه كان منهم عثمان ومعاوية‪ ،‬وربم**ا اس**تروح الب**اطني في‬
‫‪1‬‬
‫عصرنا هذا إلى قول* إسماعيل بن عباد‪:‬‬
‫وفي تفضيل أوالد* النب ّي‬ ‫دخول النار في حب الوص ّي‬
‫ي‬‫أخلدها بتيم أو عد ّ‬ ‫أحب إل ّي من جنات عدن*‬
‫اهـ المراد من ((الفرق بين الفرق))‪.‬‬
‫وقد* أطلت الكالم على الباطنية‪ ،‬ألنه قد نبغ أق**وام في عص**رنا‬
‫ال خالق لهم يهابون أن ي**دعو الن**اس إلى أفك**ار م**اركس ولي**نين‪،‬‬
‫فيتسترون بإث**ارة العص**بيات الجاهلي**ة‪ ،‬وي**دعونهم إلى من يماث**ل‬
‫ماركس ولينين‪ ،‬فتارةً يقولون‪ *:‬إن األس**ود العنس**ي المتن**بي ث**ائر‪،‬‬
‫وأخرى يقولون‪ *:‬إن علي بن الفض**ل ث**ائر‪ ،‬وعلي بن الفض**ل ه**و‬
‫قرمطي باطني من أولئك‪ ،‬وأخ**رى يرفع**ون من ش**أن أروى بنت‬
‫أحم**د وهي ص**ليحية تنتس**ب إلى الم**ذهب اإلس**ماعيلي الب**اطني‬
‫الملحد‪ ،‬فنعوذ باهلل من الضالل والجهل‪.‬‬
‫وق *د* ذك**ر القاض**ي حس**ين بن أحم**د العرش**ي في أول كتاب**ه‬
‫((بلوغ المرام)) أن الحامل له على تأليف كتابه ((بل*وغ الم*رام))‬
‫أناس*ا ي**ترحمون على الص**ليحيين لم**ا ق**اموا ب**ه من‬‫أن**ه بلغ**ه أن ً‬
‫‪ ‬هو المشهور بالصاحب بن عباد‪ ،‬مبتدع غ**وي جم**ع بين ال**رفض واالع**تزال‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫وستأتي ترجمته إن شاء هللا‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المساجد والصدقات‪ ،‬جهالً أنّهم دعاة الباطني**ة وأص**حاب الطائف**ة‬


‫العبيدية‪ .‬اهـ بالمعنى‪.‬‬
‫وإني ألتعجب من أناس أعمى هللا بصائرهم‪ ،‬يرفعون من شأن‬
‫علي بن الفض**ل‪ ،‬وق**د أظه**ر م**ا أظه**ر من الكف**ر الب**واح‪ ،‬وقت**ل‬
‫اليمن***يين قتالً ذريعً***ا‪ ،‬وإني ذاك***ر ل***ك بعض م***ا ذك***ره بعض‬
‫الم**ؤرخين اليمن**يين‪ ،‬ق**ال القاض**ي حس**ين بن أحم**د العرش**ي في‬
‫كتاب**ه ((بل**وغ الم**رام)) ص(‪ :)21‬اعلم أن الباطني**ة أخ**زاهم هللا‬
‫تع**الى أض**ر على اإلس**الم من عب**دة األوث**ان‪ ،‬وس**موا به**ا ألنّهم‬
‫يبطنون الكفر ويتظاهرون باإلسالم‪ ،‬ويختفون حتى تمكنهم الوثب**ة‬
‫وإظهار الكفر وهم مالحدة باإلجماع ويس**مون باإلس**ماعيلية ألنّهم‬
‫ينسبون أئمتهم المستورين فيم**ا يزعم**ون* إلى إس**ماعيل بن جعف**ر‬
‫الصادق‪ ،‬وبالعبيدية ل**دعائهم إلى عبيدهللا بن ميم**ون الق**داح ال**ذي‬
‫نسبته الباطنية إلى ما يزعمون من األئمة المستورين‪ ،‬والعبي**ديون‬
‫من أوالد عبيدهللا والة مص**ر ذل**ك ال**زمن‪ ،‬واآلن يس**مون ش**يعة‬
‫لكونهم مظه**رين أن أئمتهم من أوالد* الرس**ول* حين عرف**وا أن**ه ال‬
‫يس**تقيم لهم إمال**ة الح**ق وال**دخول إلى دهل**يز الكف**ر إال بإظه**ار‬
‫المحبة والتشيع‪.‬‬
‫ولهم قضايا شنيعة‪ ،‬وأعمال فظيعة‪ ،‬كاإلباحي**ة وغيره**ا‪ ،‬وق**د‬
‫تابعهم على ذلك من ذهب عنه النور اإليماني‪ ،‬واستولى على قلب**ه‬
‫الهوى الشيطاني‪ ،‬وهم مع ذل**ك ينك**رون الق**رآن والنب**وة‪ ،‬والجن**ة‬
‫والنار‪ ،‬ولوال أن حي**اتهم معلوم**ة عن**دهم مرتب**ة بينهم ألنكروه**ا‪،‬‬
‫وعلى الجملة فدينهم بالنجوم‪ ،‬وظواهرهم التخوم‪ ،‬وال يك**اد يظه**ر‬
‫مذهبهم ألتباعهم إال لمن رسخ دينهم في قلب**ه‪ ،‬وت**راهم إذا وج**دوا‬
‫ألنفس**هم ق**وة أظه**روا أم**رهم‪ ،‬وأعلن**وا* كف**رهم‪ ،‬ف**إن غلب**وا ولم‬
‫تساعدهم األيمان كمنوا كما تكمن الحية في جحرها‪ ،‬وهم مع ذل**ك‬
‫يؤملون الهجوم* والوثبة‪ ،‬وأن ينهشوا عب**اد هللا‪ ،‬وق*د* أفص**ح الس**يد‬
‫‪142‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الدامغاني عن أطراف من أح**والهم* في رس**الته بع**د اختالط**ه بهم‬


‫وتردده عليهم‪ ،‬وال ينبغي لذي معرف**ة وق**وة* أن يع**رف منهم أح*دًا‬
‫يقتدر عليه فيتركه وشأنه‪ ،‬فإنّهم أهلكهم هللا شياطين األرض‪.‬‬
‫وابتدأ أمرهم في سنة (‪ )277‬وذلك* بأن علي بن الفضل رج**ل‬
‫من خنف**ر ابن س**بأ بن ص**يفي بن زرع**ة‪ ،‬وه**و حم**ير بن س**بأ‬
‫األص**غر‪ ،‬حج وزار ق**بر الحس**ين ابن علي فوج**د عن**ده ميم**ون‬
‫القداح وكان مجوسيًّا ادعى أنه من ولد إسماعيل ابن جعف**ر‪ ،‬وأن**ه‬
‫أحد األئم**ة المس**تورين على الص**يغة ال**تي ق**د دبره**ا فتبطن أم**ر‬
‫علي بن الفضل فوجده رجال شه ًما ذا فهم ودراية‪ ،‬وبه إلى مذهب**ه‬
‫اقتراب‪ ،‬فاستماله فم**ال‪ ،‬ف**أخبره أن ابن**ه عبي**د ه**و المه**دي وأن**ه‬
‫الذي يملك البالد‪ ،‬وأما ميمون فال حظّ ل**ه في المل**ك‪ ،‬وع**رف من‬
‫جه**ة النج**وم تمل**ك ال**ذكور‪ ،‬ثم اس**تدعى ل**ه رجالً آخ**ر يس**مى‬
‫منص**ور بن حس**ن بن جيوش**ب (ب**الجيم) بن ب**اذان قي**ل‪ :‬من ول**د‬
‫عقيل بن أبي طالب وكان ذا مكر ودهاء‪ ،‬وأمرهما أن يخرج**ا إلى‬
‫اليمن‪ ،‬وقال لهما‪ :‬إن لليمانية نصيبًا في هذا‪.‬‬
‫فأما منصور بن حسن فقصد ع**دن الع**ة‪ ،‬وك**ان ‪-‬كم**ا ق* ّدمت‬
‫داهيةً‪ -‬فملك نواحي مس**ور‪ ،‬ثم ملك**ه وحبس عام**ل أس**عد بن أبي‬
‫يعفر وأطبق مذهبه‪.‬‬
‫وأما علي بن الفضل فقصد (يافع) فوجدهم* رعاعًا فأق**ام يتعب**د‬
‫بينهم ح**تى اعتق**دوه ديّنً**ا‪ ،‬ثم قص**د بهم ابن أبي العال األض**ايحي‬
‫وه**و يومئ**ذ س**لطان (لحج) فهزم**ه ابن أبي العال فلم**ا رج**ع من‬
‫هزيمته تلك قال ألصحابه‪ :‬قد وج**دت ش**يئًا في**ه النج**اح فتع**اودوا‬
‫إلي**ه ح**االً فأخ**ذ (لحج) وص**احبها وك**ان ص**احب (لحج) ذا م**ال‬
‫فاستقوى به علي بن الفضل‪ ،‬واستفحل أمره فقصد جعفر بن أحمد‬
‫المناخي إلى (المذيخرة)‪ ،‬فه**زم المن**اخي ثم ع**اوده فأخ**ذها وقت**ل‬
‫جعف**ر بن أحم**د‪ ،‬وجع**ل (الم**ذيخرة) محط**ة ملك**ه‪ ،‬وفتح البالد‬
‫‪143‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وقص**د ص**نعاء وأخ**رب (منكث) ومل**ك ص**نعاء في س**نة (‪)299‬‬


‫ف**أظهر مذهب**ه ثم لم يكف**ه ح**تى ادعى النب**وة‪ ،‬وأح**ل البن**ات م**ع‬
‫األمهات وفي ذلك يقول القائل‪:‬‬
‫نقيم شرائع ه**ذا الن**بي‬ ‫خ***ذي الع***ود ي***ا ه***ذه‬
‫وهذا نبيّ ب**ني يع**رب‬ ‫واض**ربي تقض**ى ن**ب ّي‬
‫وح*****ط الص*****يام ولم‬ ‫ب**********************ني هاشم‬
‫يتعب‬ ‫فح***ط الص***الة وح***ط‬
‫ومن فض***له زاد ح***ل‬ ‫الزك***************************اة‬
‫الصبي‬ ‫وح****ل البن****ات م****ع‬
‫األمهات‬
‫وقصد زبيد وبها أبوالحس *ن* إس**حاق بن إب**راهيم بن محم**د بن‬
‫عبدهللا بن زياد‪ ،‬فكان ما ق**دمناه من س**بي النس**اء‪ ،‬وقت**ل الرج**ال‪،‬‬
‫وقويت شوكته‪ ،‬فدعا إلى نفسه‪ ،‬وترك الدعوى لعبيدهللا بن المهدي‬
‫وخالفه منص**ور بن حس**ن فتحص**ن من**ه بمس**ور‪ .‬فلم* ي**زل حاطً**ا‬
‫عليه حتى اصطلحا وع**اد إلى الم**ذيخرة‪ ،‬واس**تعمل أس**عد بن أبي‬
‫يعفر على صنعاء‪.‬‬
‫وكان أسعد ينفر منه ومن مذهبه ويخاف من وثبت**ه علي**ه‪ ،‬ولم‬
‫يزل علي بن الفضل يعل**و أم**ره ح*تى قتل*ه الش*ريف الواص**ل من‬
‫العراق‪ ،‬وأنه بلغ إلى أسعد بن أبي يعفر فأسر إليه بما يري**د‪ ،‬وأن**ه‬
‫خرج من العراق واهبًا نفسه‪ ،‬فزاده أسعد بن أبي يعفر إن هو قتله‬
‫وعاد إليه شاطره ماله‪ ،‬فتوجه إلى المذيخرة ولم يزل ي**تردد ح**تى‬
‫استدعاه ابن الفضل ليفصد له عرقًا‪ *،‬وقد عرف بالطب فجعل على‬
‫مبضعه س ًّما وفصده‪ ،‬وخرج من تلك البلدة في سرعة ف**التهب ابن‬
‫الفضل وم**ات‪ ،‬وطلب الش**ريف فأدرك**ه في أعلى الطري**ق فقت**ل‪،‬‬
‫فبلغ أسعد بن أبي يعفر فقصد المذيخرة فلم يزل حاطً**ا عليه**ا س**نة‬
‫كاملة حتى قت**ل ابن علي بن الفض**ل وأخ**ذ بن**ات ابن فض**ل س**بيًا‬
‫‪144‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وكن ثالثً**ا ومل**ك الم**ذيخرة عن**وة‪ ،‬وزالت الباطني**ة عن مخالف‬ ‫ّ‬


‫يعفر‪.‬‬
‫وق**ال عم**ر بن علي بن س**مرة الجع**دي في ((طبق**ات فقه**اء‬
‫اليمن)) ص(‪ :)75‬ثم لحق اليمن كله في آخر المائة الثالث**ة وأك**ثر‬
‫المائة الرابعة فتنتان عظيمتان‪:‬‬
‫فتنة القرامطة‪ :‬وقد عمت العراق والشام والحجاز وإن اختل**ف‬
‫تأثيرها في البلدان فملك هذا المخالف اليمني علي بن الفضل لعنه‬
‫هللا‪ ،‬وأظهر فيه ما هو منسوب إليه ومشهور عنه على منبر جامع‬
‫الجند بقوله‪:‬‬
‫وغ****ني هزاري****ك ثم‬ ‫خ***ذي ال***دف ي***ا ه***ذه‬
‫اط***********************ربي‬ ‫والع**بي ت**ولى ن**ب ّي ب**ني‬
‫وهذا نبيّ ب**ني يع**رب‬ ‫هاشم‬
‫وه***ذي ش***رائع ه***ذا‬ ‫لكل ن*بي مض**ى ش**رعة‬
‫الن**************************بي‬ ‫فق**د ح**ط عن**ا ف**روض‬
‫وح*****طّ الص*****يام ولم‬ ‫الص**************************الة‬
‫يتعب‬ ‫وحط ال**ذنوب على قاتل‬
‫ولو كان من قبل قات**ل‬ ‫أحل البنات مع األمهات‬
‫ن****************************بي‬ ‫إذا الن****اس ص****لوا فال‬
‫ومن فض***له زاد ح***ل‬ ‫تنهضي‬
‫الص***********************بي‬ ‫وال تطل**بي الس**عي عن**د‬
‫وإن ص******* ّوموا فكلي‬ ‫الص***************************فا‬
‫واش*********************ربي‬ ‫وال تمنعي نفس************ك‬
‫وال زورة الق******بر في‬ ‫المعرس*********************ين‬
‫ي*************************ثرب‬ ‫فكي******ف تحلي له******ذا‬
‫من األق********ربين ومن‬ ‫الغ*************************ريب‬
‫‪145‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أجن*************************بي‬ ‫أليس الغ***راس لمن ربّه‬


‫وصرت محرمةً لألب‬ ‫وم**ا الخم***ر إال كم***اء‬
‫وس*****قّاه في ال*****زمن‬ ‫السماء‬
‫المج**********************دب‬
‫حالالً فق ّدس*********ت من‬
‫مذهب‬
‫والشعر طويل وكله تحلي**ل محرم**ات الش**رع واالس**تهانة ب**ه‪،‬‬
‫فقت**ل أه**ل اليمن قتالً ذري ًع**ا قب**ل ه**ذا ومل**ك الحص**ون واألم**وال‬
‫العظيمة‪ ،‬وكانت المذيخرة هي أنفس مدائن اليمن في ذلك ال**وقت‪،‬‬
‫وسلطانها جعفر بن إبراهيم المناخي ج**د الس**لطان س**بأ بن حس**ين‬
‫بن بكي***ل بن قيس األش***عري‪ *،‬فقتل***ه الق***رمطي علي بن الفض***ل‬
‫الجدني وملكها وملك ه*و وحلي*ف ل*ه يس*مى الحس*ن بن س*عيد بن‬
‫زاذان النجار صنعاء على بني الحوالي‪ ،‬وهربوا منهم إلى الجوف‬
‫ومنهم ذري**ة الح**والي أس**عد بن عبدالص**مد‪ ،‬وعلي بن أس**عد بن‬
‫يعف**ر الش**ريف الح**والي* وأص**حابهما ممن س**كن ظب**ا وبع**دان‬
‫والعرافة‪ .‬وحضر في هذا الزم**ان وط**رد الناص**ر بن اله**ادي من‬
‫صعدة‪ ،‬وملكت القرامطة زبيد وعدن* مع أن الحج لم ينقطع إال في‬
‫عامين أو ثالثة بعد دخول أبي سعيد الجن**ابي‪ 1‬من القرامط**ة مك**ة‬
‫سنة س*بع عش**رة وثالث مائ*ة فقت*ل الحج*اج قتالً ذري ًع**ا قي**ل قت**ل‬
‫ثالث عشر ألفًا واقتلع الركن الش**ريف وراح ب**ه إلى الحس**ا وق**ال*‬
‫في ذلك شعرًا‪:‬‬
‫لصبّ علينا النار من فوقنا‬ ‫فل**و ك**ان ه**ذا ال**بيت هلل‬
‫ص*********************************بًّا‬ ‫ربن*ا ألن*ا حججن*ا حج*ة‬
‫مجلل**ة لم تب**ق ش**رقا وال‬ ‫جاهلية‬
‫غربًا‬ ‫وإن***ا تركن***ا بين زم***زم‬
‫‪ ‬الذي فعل هذا كله هو أبوطاهر ولد أبي سعيد‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪146‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫جن****ائز لم تبغي س****وى‬ ‫والصفا‬


‫ربّها ربًّا‬
‫وشعره مشهور في كتب التواريخ لعنه هللا‪ ،‬وفي رسالة محم**د‬
‫بن مال**ك الحم**ادي من ذل**ك جمل**ة وفي كش**ف األس**رار للقاض**ي‬
‫األجل أبي بكر الباقالني طرف منه‪ .‬اهـ‬
‫وال تظنن أن هذه العقيدة الخبيثة قد انقرضت‪ ،‬ذل**ك ظن ال**ذين‬
‫ال يعلم****ون‪ *،‬فه****ؤالء* المكارم****ة ال****ذين هم أخبث من اليه****ود‬
‫والنص***ارى بنج***ران‪ ،‬والنخاول***ة بالمدين***ة وال ت***زال األحس***اء‬
‫والقطيف والبحرين مملوءة من هذا الجنس الخبيث وهاهم بحراز‬
‫وع**راس‪ ،‬ب**ل ق**د ع ّم**ر بعض**هم بيوتً**ا بج**وار نقم بص**نعاء‪ ،‬ول**و‬
‫تمكن**وا ال مكنهم هللا لفعل**وا بالمس**لمين م**ا فعل**ه علي بن الفض**ل‬
‫الملحد‪.‬‬
‫وه**ذه األبي**ات ال*تي ذكره**ا الجع**دي وغ*يره ليس ل*دينا الس**ند‬
‫المتصل الصحيح أنه قالها‪ ،‬واليضرنا أقالها هو أم بعض أصحابه‬
‫أم قالها بعض خصومه أم قال بعض**ها ونس**ج على منواله**ا بعض‬
‫خصومه فهي تحكي الواقع الذي ال محيص عنه وال يدافع عنه إال‬
‫ملح**د يتس**تر بالوطني**ة‪ ،‬وه**و يبطن الكف**ر والحق**د على اإلس**الم‬
‫والمسلمين‪.‬‬
‫وال تظنن أن فتنة عبدهللا بن سبأ وعلي بن الفض**ل ق**د انقطعت**ا‬
‫فهذه الرافضة بإيران آلة ألعداء* اإلسالم* أزعج**وا المس**لمين ح**تى‬
‫في تل**ك األي*ام المبارك*ة والمش*اعر* المحترم**ة في أي*ام الحج وفي‬
‫مكة ومنى وعرفة‪ ،‬الناس يتقربون إلى هللا ب**ذكره وأولئ**ك الحمقى‬
‫أش**باه األنع**ام يدن**دنون ب**ذكر إم**ام الض**اللة الخمي**ني ويهتف**ون‬
‫بهتافات كاذب**ة (تس**قط أمريك**ا وروس**يا) نعم تس**قطان ولكنهم**ا ال‬
‫يسقطان على أيدي من يحارب اإلسالم* والمس**لمين ال يس**قطان إال‬
‫على أيدي أمة موحدة تجاهد هلل‪ .‬وأما الرافضة في اليمن فق**د ع**بر‬
‫‪147‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫على لس**انهم الش**اعر أنّهم ال يري**دون إال الكرس**ي ليس إال فلق**د‬
‫أحسن إذ يقول‪:‬‬
‫إنن******ا س******ادة أب******اة‬ ‫قل لفهد وللقص**ور الع**وانس‬
‫أش**اوس بث**وب الن**بي وإم**ا‬ ‫سنعيد الحكم لإلم**ام إم**ا‬
‫بأثواب ماركس فلنا إخوة‬ ‫وإذا خ****ابت الحج****از‬
‫كرام بفارس‬ ‫ونجد‬
‫وق**ال ابن كث**ير رحم**ه هللا في ح**وادث س**نة ثم**ان وس**بعين‬
‫وم**************************************ائتين (ج‪11‬‬
‫ص‪ )61‬نقالً عن ابن الجوزي‪ *:‬وفيها تحركت القرامطة وهم فرقة‬
‫من الزنادقة المالح**دة أتب**اع الفالس**فة من الف**رس ال**ذين يعتق**دون*‬
‫نبوة زاردشت ومزدك‪ *،‬وكانا يبيح**ان المحرم**ات ثم هم بع**د ذل**ك‬
‫أتباع كل ناعق إلى باطل‪ ،‬وأك**ثر م**ا يفس**دون من جه**ة الرافض**ة‬
‫وي**دخلون* إلى الباط**ل من جهتهم ألنّهم أق**ل الن**اس عق**والً‪ ،‬ويق**ال‬
‫لهم‪ :‬اإلس***ماعيلية النتس***ابهم إلى إس***ماعيل األع***رج بن جعف***ر‬
‫الصادق‪ ،‬ويقال لهم‪ :‬القرامطة قي*ل‪ :‬نس*بة إلى قرم*ط بن األش*عث‬
‫البقار‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن رئيسهم‪ ،‬كان في أول دعوته يأمر من اتبعه بخمسين‬
‫ص**الة في ك**ل ي**وم وليل**ة‪ ،‬ليش**غلهم ب**ذلك عم**ا يري**د ت**دبيره من‬
‫المكيدة‪ ،‬ثم اتخذ نقباء اث**ني عش**ر وأس**س ألتباع**ه دع**وة ومس**ل ًكا‬
‫يسلكونه ودعا إلى إمام أهل البيت‪.‬‬
‫ويقال لهم‪ :‬الباطني**ة ألنّهم يظه**رون ال**رفض ويبطن**ون الكف**ر‬
‫المحض‪ ،‬والخرمية والبابكية نسبة إلى باب*ك الخ*رمي ال*ذي ظه*ر‬
‫في أيام المعتصم وقت**ل كم**ا تق**دم‪ .‬ويق**ال لهم‪ :‬المحم**رة نس**بة إلى‬
‫صبغ الحمرة شعارًا مضاهاة لب**ني العب**اس ومخالف**ة لهم ألن ب**ني‬
‫العباس يلبسون الس**واد‪ .‬ويق**ال لهم‪ :‬التعليمي**ة نس**بة إلى التعلم من‬
‫اإلمام المعصوم وترك الرأي ومقتضى العقل‪ .‬ويقال لهم‪ :‬الس**بعية‬
‫‪148‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫نسبة إلى القول بأن الكواكب السبعة المتحيزة السائرة م**دبرة له**ذا‬
‫العالم فيم**ا يزعم**ون‪ *،‬لعنهم هللا وهي القم**ر في األولى‪ *،‬وعط**ارد‬
‫في الثانية‪ ،‬والزهرة في الثالثة‪ ،‬والشمس في الرابعة‪ ،‬والمريخ في‬
‫الخامسة‪ ،‬والمشتري في السادسة‪ ،‬وزحل في السابعة‪.‬‬
‫ق**ال ابن الج**وزي‪ *:‬وق *د* بقي من البابكي**ة جماع**ة‪ ،‬يق**ال إنّهم‬
‫يجتمع**ون في ك**ل س**نة ليل**ة هم ونس**اؤهم ثم يطفئ**ون المص**باح‬
‫وينتهبون النساء‪ ،‬فمن وقعت يده في امرأة حلت له‪ ،‬ويقولون‪ *:‬هذا‬
‫اصطياد مباح‪ ،‬لعنهم هللا‪.‬‬
‫وقد* ذكر ابن الجوزي* تفصيل قولهم* وبسطه وقد سبقه إلى ذلك‬
‫أبوبكر الباقالني المتكلم المشهور في كتابه ((هتك األستار وكشف‬
‫األسرار)) في ال**رد على الباطني**ة‪ ،‬ورد على كت**ابهم ال**ذي جمع**ه‬
‫بعض قضاتهم بديار مصر في أيام الفاطميين الذي س**ماه ((البالغ‬
‫األعظم والناموس األكبر)) وجعله ست عشرة درج**ة‪ :‬أول درج ة‬
‫أن ي**دعو من يجتم**ع ب**ه أوالً* إن ك**ان من أه**ل الس**نة إلى الق**ول‬
‫بتفضيل عل ّي على عثمان بن عفان‪ ،‬ثم ينتقل به إذا وافقه على ذلك‬
‫إلى تفضيله على الشيخين أبي بكر وعمر‪ *،‬ثم يترقي به إلى سبهما‬
‫ألنّهم**ا ظلم**ا عليًّ**ا وأه**ل ال**بيت‪ ،‬ثم ي**ترقي ب**ه إلى تجهي**ل األم**ة‬
‫وتخطئته*ا في موافق*ة أك*ثرهم على ذل*ك‪ ،‬ثم يش*رع في الق*دح في‬
‫دين اإلس**الم من حيث ه**و‪ ،‬وق**د* ذك**ر لمخاطبت**ه لمن يري**د أن‬
‫يخاطبه بذلك شبهًا وض**الالت ال ت*روج إال على ك**ل غ**بي جاه**ل‬
‫شقي كما قال تعالى‪﴿ :‬والسّماء* ذات الحب**ك إنّكم لفي ق**ول مختل**ف‬
‫يؤفك عنه من أفك‪ ﴾1‬أي‪ :‬يضل به من هو ضال‪ .‬وقال‪﴿ *:‬فإنّك ْم وما‬
‫من هو صال ْالجحيم‪ ﴾2‬وقال‬ ‫تعْبدون ‪ ‬ما أ ْنت ْم عليْه بفاتنين ‪ ‬إالّ ْ‬
‫جن ي**وحي‬ ‫جعلن**ا لك * ّل ن**ب ّي ع**د ًّوا ش**ياطين اإْل ْنس ْ‬
‫وال ّ‬ ‫‪﴿ :‬وك**ذلك ْ‬
‫‪ ‬سورة الذاريات‪ ،‬اآلية‪.9-7 :‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الصافات‪ ،‬اآلية‪.163-161:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪149‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ولو شاء ربّ**ك م**ا فعل**وه‬


‫قول غرو ًرا* ْ‬ ‫زخرف ْال ْ‬
‫بعْضه ْم إلى بعْض ْ‬
‫يؤمن**ون‬‫ولتص *غى إل ْي**ه أ ْفئ**دة الّ**ذين ال ْ‬
‫ْ‬ ‫ف**ذرْ ه ْم وم**ا ي ْف**ترون ‪‬‬
‫ضوه ولي ْقترفوا ما ه ْم م ْق**ترفون‪ ﴾1‬إلى غ**ير ذل**ك من‬ ‫باآْل خرة وليرْ ْ‬
‫األيات التي تتضمن أن الباط**ل والجه**ل والض**الل والمعاص**ي ال‬
‫ينقاد لها إال شرار الناس كما قال بعض الشعراء ‪:‬‬
‫إال على أض****عف‬ ‫إن ه****و مس****تحوذ على أح****د‬
‫المجانين‬
‫ثم بعد هذا كله لهم مقامات في الكفر والزندقة والس**خافة‪ ،‬مم**ا‬
‫ينبغي لضعيف العقل والدين* أن ين ّزه نفسه عنه إذا تص**وره‪ ،‬وه**و‬
‫مما فتحه إبليس عليهم من أنواع الكفر وأن**واع* الجه**االت‪ ،‬وربم**ا‬
‫أفاد إبليس بعضهم أشياء لم يكن يعرفها كما قال بعض الشعراء‪:‬‬
‫وكنت ام**رأً من جن**د إبليس بره**ةً من ال**دهر ح**تى ص**ار‬
‫إبليس من جندي‬
‫والمقصود أن هذه الطائفة تح**ركت في ه**ذه الس**نة ثم اس**تفحل‬
‫أمرهم وتفاقم الحال بهم كم**ا س**نذكره‪ ،‬ح**تى آل بهم الح**ال إلى أن‬
‫دخلوا المسجد الحرام فسفكوا دم الحجيج في وس**ط المس**جد ح**ول‬
‫الكعبة وكسروا الحجر األسود* واقتلع*وه* من موض*عه‪ ،‬وذهب*وا ب*ه‬
‫إلى بالدهم في سنة سبع عش**رة وثالثمائ**ة‪ ،‬ثم لم ي**زل عن**دهم إلى‬
‫سنة تسع وثالثين وثالثمائة‪ ،‬فمكث غائبً**ا عن موض**عه من ال**بيت‬
‫ثنتين وعشرين سنة‪ ،‬فإنا هلل وإنا إليه راجعون‪ .‬اهـ‬
‫وق***ال الحاف***ظ ابن كث***ير في ((البداي***ة والنهاية)) (ج‪ 11‬ص‬
‫‪ )149‬في حوادث سنة ‪ :312‬في المحرم منها اعترض الق**رمطي‬
‫أبوطاهر الحسين بن أبي سعيد الجنابي لعنه هللا ولعن أباه للحجيج‬
‫وهم راجعون من بيت هللا الحرام* قد أدوا* ف**رض هللا عليهم‪ ،‬فقط**ع‬
‫عليهم الطريق فقاتلوه دفعًا عن أموالهم* وأنفس**هم وح**ريمهم‪ ،‬فقت**ل‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.113-112:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪150‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫منهم خلقًا ك**ثيًرا ال يعلمهم إال هللا‪ ،‬وأس**ر من نس**ائهم وأبن**ائهم م**ا‬
‫اختاره‪ ،‬واصطفى من أم**والهم* م**ا أراد‪ ،‬فك**ان مبل**غ م**ا أخ**ذه من‬
‫األموال ما يق**اوم أل**ف أل**ف دين**ار‪ ،‬ومن األمتع**ة والمت**اجر نح**و‬
‫ذل**ك‪ ،‬وت**رك بقي**ة الن**اس بع**د م**ا أخ**ذ جم**الهم وزادهم وأم**والهم‬
‫ونساءهم وأبناءهم على بعد الديار في تلك الفيافي والبرية بال م**اء‬
‫وال زاد وال محمل‪.‬‬
‫وقال الحافظ ابن كثير في حوادث* سنة س**بع عش**رة وثالثمائ**ة‬
‫(ج‪ 11‬ص‪ :)160‬ذكر أخذ القرامطة الحجر األسود* إلى بالدهم‪.‬‬
‫فيها خرج ركب العراق وأم*يرهم منص**ور ال*ديلمي‪ ،‬فوص**لوا*‬
‫إلى مك*ة س**المين وت*وافت* الرك**وب هن*اك من ك**ل مك**ان وج*انب‬
‫وفج‪ ،‬فما شعروا إال ب**القرمطي ق**د خ**رج عليهم في جماعت**ه ي**وم‬
‫التروية‪ ،‬ف**انتهب أم**والهم* واس**تباح قت**الهم‪ ،‬فقت**ل في رح**اب مك**ة‬
‫وشعابها وفي المسجد الحرام في الشهر الحرام وفي جوف الكعب**ة‬
‫من الحجاج خلقًا كثي ًرا وجلس أميرهم أبوطاهر لعنه هللا على ب**اب‬
‫الكعب**ة والرج**ال تص**رع حول**ه‪ ،‬والس**يوف تعم**ل في الن**اس في‬
‫المسجد الحرام في يوم التروية الذي ه**و من أش**رف األي**ام‪ ،‬وه**و‬
‫يقول‪:‬‬
‫أنا وهللا وباهلل أنا أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا‬
‫فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأس**تار الكعب**ة‪ ،‬فال يج**دي ذل**ك‬
‫عنهم شيئًا‪ ،‬بل يقتلون وهم كذلك ويطوفون* فيقتل**ون في الط**واف‪،‬‬
‫وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف فلما قضى طوافه أخذته‬
‫السيوف فلما وجب أنشد وهو كذلك‪:‬‬
‫ترى المحبين صرعى في ديارهم كفتية الكهف ال ي**درون‬
‫‪151‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫كم لبثوا‬
‫فلما قضى القرمطي لعنه هللا أمره‪ ،‬وفعل ما فعل ب**الحجيج من‬
‫األفاعيل القبيح**ة أم**ر أن ت**دفن القتلى في ب**ئر زم**زم ودفن* كث**يرًا‬
‫منهم في أم**اكنهم من الح**رم وفي المس**جد الح**رام وي**ا حب**ذا تل**ك‬
‫القتلة وتلك الضجعة وذلك الم**دفن* والمك**ان‪ ،‬وم**ع ه**ذا لم يغس**لوا‬
‫ولم يكفنوا ولم يصل عليهم ألنّهم محرمون ش**هداء في نفس األم**ر‬
‫وهدم قب**ة زم**زم‪ ،‬وأم**ر بقل**ع ب**اب الكعب**ة‪ ،‬ون**زع كس**وتها عنه**ا‬
‫وش**ققها بين أص**حابه‪ ،‬وأم**ر رجالً أن يص**عد إلى م**يزاب الكعب**ة‬
‫فيقتلع**ه فس**قط على أم رأس**ه فم**ات إلى الن**ار‪ ،‬فعن**د ذل**ك انك* ّ‬
‫*ف‬
‫الخبيث عن الميزاب‪.‬‬
‫ثم أمر بأن يقلع الحجر األسود فجاءه رجل فض**ربه بمثق**ل في‬
‫يده وقال‪ :‬أين الطير األبابيل؟؟! أين الحجارة من سجيل؟؟! ثم قل**ع‬
‫الحج***ر األس***ود* وأخ***ذوه حين راح***وا معهم إلى بالدهم‪ ،‬فمكث‬
‫عندهم ثنتين وعشرين* سنة حتى ردوه كما س**نذكره في س**نة تس**ع‬
‫وثالثين وثالثمائة‪ ،‬فإنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫ولما رجع القرمطي إلى بالده ومعه الحجر األسود وتبعه أمير‬
‫مكة هو وأهل بيته وجنده وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر األسود‬
‫ليوضع في مكانه وبذل ل**ه جمي**ع م**ا عن**ده من األم**وال* فلم يلتفت‬
‫إليه فقاتله أمير مكة‪ ،‬فقتله القرمطي وقتل أك**ثر أه**ل بيت**ه‪ ،‬وأه**ل‬
‫مكة وجنده واستمر ذاهبًا إلى بالده ومعه الحجر وأموال الحجيج‪.‬‬
‫وقد* ألحد ه**ذا اللعين في المس**جد الح**رام إلح**ادًا لم يس*بقه إلي*ه‬
‫أحد وال يلحقه فيه‪ ،‬وسيجازيه على ذلك الذي ال يعذب عذاب**ه أح**د‬
‫وال يوثق وثاق**ه أح**د‪ ،‬وإنم**ا حم**ل ه**ؤالء على ه**ذا الص**نيع أنّهم‬
‫كفار زنادقة‪ ،‬وق**د ك**انوا مم**الئين للف**اطميين ال**ذين نبغ**وا في ه**ذه‬
‫الس**نة ببالد إفريقي**ة من أرض المغ**رب‪ ،‬ويلقب أم**يرهم بالمه**دي‬
‫وهو أبومحمد عبيدهللا بن ميمون القداح وقد ك**ان ص*بّا ًغا بس**لمية‪،‬‬
‫‪152‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وك**ان يهوديًّ**ا ف**ادعى أن**ه أس**لم‪ ،‬ثم س**افر من س**لمية ف**دخل بالد‬
‫إفريقية‪ ،‬فادعى أنه شريف فاطمي فصدقه على ذلك طائف**ة كث**يرة‬
‫من البربر وغ**يرهم من الجهل**ة‪ ،‬وص**ارت ل**ه دول**ة فمل**ك مدني**ة‬
‫سجلماسة‪ ،‬ثم ابتنى مدينة وسماها المهدية وك**ان ق**رار ملك**ه به**ا‪،‬‬
‫وكان هؤالء القرامطة يراس**لونه وي**دعون* إلي**ه وي**ترامون علي**ه‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬إنّهم إنما كانوا يفعلون ذلك سياسة ودولة ال حقيقة له‪.‬‬
‫وذك**ر ابن األث**ير أن المه**دي ه**ذا كتب إلى أبي ط**اهر يلوم**ه‬
‫على ما فعل بمكة‪ ،‬حيث س**لط الن**اس على الكالم فيهم‪ ،‬وانكش**فت‬
‫أسرارهم التي كانوا يبطنونها بما ظه**ر من ص**نيعهم ه**ذا الق**بيح‪،‬‬
‫وأمره برد ما أخذه منها وعوده* إليها‪ ،‬فكتب إليه بالسمع والطاعة‪،‬‬
‫وأنه قد قبل ما أشار إليه من ذلك‪.‬‬
‫وق *د* أس**ر بعض أه**ل الح**ديث في أي**دي القرامط**ة فمكث في‬
‫أي**ديهم م*دة ثم ف**رج هللا عن*ه‪ ،‬وك*ان يحكي عنهم عج*ائب من قل*ة‬
‫عق**ولهم‪ ،‬وع**دم دينهم‪ ،‬وأن ال**ذي أس**ره ك**ان يس**تخدمه في أش**ق‬
‫الخدمة وأشدها‪ ،‬وكان يعربد عليه إذا سكر فقال لي ذات ليلة وه**و‬
‫سائس *ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫سكران‪ :‬ما تقول في محمدكم؟ فقلت‪ :‬ال أدري‪ .‬فقال‪ :‬ك**ان‬
‫ثم قال‪ :‬ما تقول في أبي بك*ر؟ فقلت‪ :‬ال أدري‪ .‬فق**ال‪ :‬ك*ان ض*عيفًا‬
‫مهينًا‪ ،‬وكان عمر فظًّا غليظًا‪ ،‬وكان عثم*ان ج**اهالً أحم*ق‪ ،‬وك*ان‬
‫علي ممخرقًا ليس كان عنده أحد يعلمه ما ادعى أنه في صدره من‬
‫العلم‪ ،‬أما كان يمكنه أن يعلّم هذا كلم**ة‪ ،‬وه**ذا كلم**ة‪ ،‬ثم ق**ال‪ :‬ه**ذا‬
‫كله مخرقة‪ ،‬فلما ك*ان من الغ*د ق*ال‪ :‬ال تخ*بر به*ذا ال*ذي قلت ل*ك‬
‫أحدًا‪ ،‬ذكره ابن الجوزي في ((منتظمه))‪.‬‬
‫وروى* عن بعض**هم أن**ه ق**ال‪ :‬كنت في المس**جد الح**رام* ي**وم‬
‫التروية في مكان الطواف فحمل على رجل كان إلى ج**انبي فقتل**ه‬
‫الق**رمطي‪ ،‬ثم ق**ال‪ :‬ي**ا حم**ير ‪-‬ورف**ع ص**وته ب**ذلك‪ -‬أليس قلتم في‬
‫‪153‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ومن دخل*ه ك*ان ءامنًا‪ ،﴾1‬ف*أين األمن؟ ق*ال‪ :‬فقلت ل*ه‪:‬‬ ‫بيتكم ه*ذا ﴿ ْ‬
‫اسمع جوابك‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬إنما أراد هللا فأ ّمنوه‪ .‬قال‪ :‬فثنى رأس‬
‫فرسه وانصرف‪.‬‬
‫وق *د* س**أل بعض**هم ههن**ا س**ؤاالً فق**ال‪ :‬ق**د أح**ل هللا س**بحانه‬
‫بأصحاب الفيل وكانوا نصارى ما ذكره في كتابه ولم يفعلوا بمك**ة‬
‫ش**يئًا مم**ا فعل**ه ه**ؤالء ومعل**وم أن القرامط**ة ش**ر من اليه**ود‬
‫والنصارى والمجوس‪ ،‬بل ومن عبدة األص*نام‪ ،‬وأنّهم فعل*وا بمك**ة‬
‫م**ا لم يفعل**ه أح**د‪ ،‬فهال عوجل**وا بالع**ذاب والعقوب**ة‪ ،‬كم**ا عوج**ل‬
‫أصحاب الفيل؟‬
‫وقد* أجيب عن ذلك ب**أن أص**حاب الفي**ل إنم**ا عوقب**وا إظه**ارًا‬
‫لشرف البيت‪ ،‬ولم**ا ي**راد ب**ه من التش**ريف العظيم بإرس**ال الن**بي‬
‫الكريم من البل**د ال**ذي* في**ه ال**بيت الح**رام‪ ،‬فلم**ا أرادوا* إهان**ة ه**ذه‬
‫البقعة ال**تي ي**راد تش**ريفها وإرس**ال الرس**ول منه**ا أهلكهم س**ريعًا‬
‫ع**اجالً‪ ،‬ولم يكن ش**رائع مق**ررة ت**دل على فض**له فل**و دخل**وه‬
‫وأخربوه ألنكرت القلوب فضله‪ ،‬وأما هؤالء القرامطة فإنما فعل**وا‬
‫ما فعلوا* بعد تقرير الشرائع وتمهيد القواع*د* والعلم* بالض**رورة من‬
‫دين هللا بشرف مكة والكعبة‪ ،‬وكل مؤمن يعلم أن هؤالء قد ألح**دوا‬
‫في الحرم إلحادًا بال ًغا عظي ًما‪ ،‬وأنّهم من أعظم الملح*دين الك**افرين‬
‫بم**ا ت**بين من كت**اب هللا وس**نة رس**وله‪ ،‬فله**ذا لم يحتج الح**ال إلى‬
‫مع**اجلتهم بالعقوب**ة‪ ،‬ب**ل أخ**رهم ال**رب تع**الى لي**وم تش**خص في**ه‬
‫األبصار‪ ،‬وهللا سبحانه يمهل ويملي ويستدرج‪ ،‬ثم يأخذ أخذ عزيز‬
‫مقتدر‪ ،‬كما قال النبي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ّ (( :-‬‬
‫إن هللا‬
‫ليملي للظّ**الم حتّى إذا أخ**ذه لم يفل ْت**ه‪ ،‬ث ّم ق**رأ قول**ه تع**الى‪﴿ :‬وال‬
‫تحسبن هللا غافالً ع ّما يعمل الظّالمون إنّما ي*ؤ ّخرهم لي*وم تش*خص‬ ‫ّ‬

‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.97:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪154‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فيه األبصار))‪ ،﴾1‬وقال‪﴿ *:‬ال يغ ّرنّك تقلّب الّذين كف**روا في البالد‪‬‬


‫‪ ‬متاع قليل ث ّم مأواهم جهنّم وبئس المهاد‪ ،﴾2‬وقال‪﴿ *:‬نمتّعهم قليالً‬
‫ث ّم نضطرّهم إلى ع**ذاب غليظ‪ ،﴾3‬وق**ال‪﴿ *:‬مت**اع في ال * ّدنيا ث ّم إلين**ا‬
‫مرجعهم ث ّم نذيقهم العذاب ال ّشديد بما كانوا يكفرون‪.﴾4‬‬
‫وذك***ر الحاف***ظ ابن كث***ير في ح***وادث س***نة تس***ع وثالثين‬
‫وثالثمائة‪ ،‬أن القرامطة ردت الحجر األسود‪.‬‬

‫‪ ‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية‪.42:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.197-196:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة لقمان‪ ،‬اآلية‪.24:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.70:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪155‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الحاكم الفاطمي‬

‫قال الحافظ ابن كث**ير رحم**ه هللا (ج‪ 12‬ص‪ :)9‬ثم دخلت س**نة‬
‫إحدى عشرة وأربعمائة‪.‬‬
‫فيها عدم الحاكم بمصر‪ ،‬وذلك أنه لما كان ليلة الثالثاء لليل**تين‬
‫بقيت*ا من ش*وال فق*د الح*اكم ابن المع*ز الف*اطمي ص*احب مص*ر‪،‬‬
‫فاستبشر المؤمنون* والمسلمون بذلك‪ ،‬وذلك ألنه كان جب**ارًا عني*دًا‬
‫وشيطانًا مريدًا‪.‬‬
‫ولنذكر شيئًا من صفاته القبيح**ة وس**يرته الملعون**ة أخ**زاه هللا‪:‬‬
‫كان كثير التلون في أفعاله‪ ،‬وأحكام*ه‪ ،‬وأقوال*ه‪ ،‬ج*ائرًا‪ ،‬وق*د ك*ان‬
‫يروم أن ي ّدعي األلوهية كما ادعاها فرعون‪ *،‬فكان قد أمر الرعي**ة‬
‫إذا ذك*ر الخطيب على المن*بر اس**مه أن يق**وم الن*اس على أق**دامهم‬
‫ص**فوفًا إعظا ًم**ا ل**ذكره‪ ،‬واحترا ًم**ا الس**مه‪ ،‬فع**ل ذل**ك في س**ائر‬
‫ممالكه حتى في الحرمين الشريفين‪ ،‬وكان قد أمر أهل مصر على‬
‫الخصوص إذا قاموا عند ذكره خروا س**جدًا ل**ه‪ ،‬ح**تى إن**ه ليس**جد‬
‫بس**جودهم من في األس**واق من الرع**اع وغ**يرهم ممن ك**ان ال‬
‫يصلي الجمعة‪ ،‬وكانوا يتركون السجود* هلل في يوم الجمعة وغ**يره‬
‫ويسجدون للحاكم‪ ،‬وأمر في وقت ألهل الكت**ابين بال**دخول في دين‬
‫اإلسالم كرهًا‪ ،‬ثم أذن لهم في العودة إلى دينهم‪ ،‬وخرب كنائس**هم‪،‬‬
‫ثم عمرها‪ ،‬وخرب القمامة ثم أعادها‪ ،‬وابتنى المدارس وجعل فيها‬
‫الفقهاء والمشايخ‪ ،‬ثم قتلهم وأخربها‪ ،‬وألزم* الن**اس بغل**ق األس**واق‬
‫نهارًا وفتحه**ا ليالً‪ ،‬ف**امتثلوا ذل**ك ده*رًا ط**ويالً ح**تى اجت**از م**رة‬
‫برجل يعمل النجارة في أثناء النهار‪ ،‬فوقف* عليه فق**ال‪ :‬ألم أ ْنهكم؟‬
‫‪156‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فقال‪ :‬يا سيدي لم**ا ك**ان الن**اس يتعيش**ون بالنه**ار ك**انوا يس**هرون‬
‫بالليل‪ ،‬ولما كانوا يتعيشون بالليل سهروا بالنه**ار‪ ،‬فه**ذا من جمل**ة‬
‫السهر‪ ،‬فتبسم وتركه‪ ،‬وأعاد* الناس إلى أمرهم األول‪.‬‬
‫وكل هذا تغيير للرسوم* واختب**ار لطاع**ة العام**ة ل**ه ل**يرقى في‬
‫ذلك إلى ما هو أشر وأعظم منه‪ ،‬وق**د ك**ان يعم**ل الحس**بة بنفس**ه‪،‬‬
‫فكان يدور بنفسه في األسواق* على حمار ل**ه‪ ،‬وك**ان ال ي**ركب إال‬
‫حما ًرا فمن وجده قد غش في معيشة أمر عبدًا أسود مع**ه يق**ال ل**ه‬
‫مسعود أن يفعل به الفاحش**ة العظمى‪ ،‬وه**ذا أم**ر منك**ر ملع**ون لم‬
‫يسبق إليه‪.‬‬
‫وكان قد منع النس**اء من الخ**روج من من**ازلهن‪ ،‬وقط**ع ش**جر‬
‫األعن***اب ح***تى ال يتخ***ذ الن***اس منه***ا خم***رًا‪ ،‬ومنعهم من طبخ‬
‫الملوخية وأشياء من الرعونات ال**تي من أحس**نها من**ع النس**اء من‬
‫الخروج‪ ،‬وكراهة الخمر‪.‬‬
‫وك**انت العام**ة تبغض**ه كث**يرًا ويكتب**ون ل**ه األوراق* بالش**تيمة‬
‫البالغة له وألس**الفه* في ص**ورة قص**ص‪ ،‬ف**إذا قرأه**ا ازداد غيظً**ا‬
‫وحنقًا عليهم‪ ،‬حتى إن أهل مصر عملوا له صورة امرأة من ورق‬
‫بخفيها وإزارها وفي يدها قص**ة فيه**ا من الش**تم واللعن* والمخالف**ة‬
‫شيء كثير‪ ،‬فلما رآها ظنها امرأة فذهب من ناحيتها وأخ**ذ القص**ة‬
‫من يدها فقرأها فرأى ما فيها فأغضبه ذلك جدًا ف**أمر بقت**ل الم**رأة‬
‫فلم**ا تحققه**ا من ورق ازداد غيظً**ا إلى غيظ**ه‪ ،‬ثم لم**ا وص**ل إلى‬
‫القاهرة أمر السودان* أن يذهبوا إلى مص**ر فيحرقوه**ا وينهب**وا م**ا‬
‫فيها من األموال* والمتاع والحريم‪ *،‬فذهبوا فامتثلوا م**ا أم**رهم ب**ه‪،‬‬
‫فقاتلهم أهل مصر قتاالً شديدًا ثالث**ة أي**ام‪ ،‬والن**ار تعم**ل في ال**دور*‬
‫والحريم‪ ،‬وهو في كل يوم قبحه هللا يخرج فيق**ف من بعي**د وينظ**ر‬
‫ويبكي ويق**ول‪ :‬من أم**ر ه**ؤالء العبي**د به**ذا؟ ثم اجتم*ع الن*اس في‬
‫الجوامع ورفعوا* المصاحف وصاروا إلى هللا عز وجل واس**تغاثوا‬
‫‪157‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫به فرّق لهم ال**ترك والمش**ارقة‪ *،‬وانح**ازوا إليهم وق**اتلوا* معهم عن‬
‫ح**ريمهم ودورهم‪ *،‬وتف**اقم الح**ال ج**دًا ثم ركب الح**اكم لعن**ه هللا‬
‫ففصل بين الفريقين‪ ،‬وكف العبيد عنهم‪ ،‬وكان يظهر التنص**ل مم**ا‬
‫فعله العبيد وأنّهم ارتكبوا ذل**ك من غ**ير علم**ه وإذن**ه‪ ،‬وك**ان ينف**ذ‬
‫إليهم السالح ويحثهم على ذلك في الباطن‪ ،‬وما انجلى األمر ح**تى‬
‫احترق من مص**ر نح**و ثلثه**ا‪ ،‬ونهب ق**ريب من نص**فها‪ ،‬وس**بيت‬
‫نساء وبن**ات كث**يرة وفع**ل معهن الف**واحش والمنك**رات‪ ،‬ح**تى أن‬
‫منهن من قتلت نفسها خوفًا من العار والفضيحة‪ ،‬واشترى الرجال‬
‫منهم من سبى لهم من النساء والحريم‪.‬‬
‫عن ل**ه أن ي * ّدعي‬
‫قال ابن الجوزي‪ *:‬ثم ازداد ظلم الحاكم ح**تى ّ‬
‫الربوبية‪ ،‬فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون‪ *:‬يا واحد يا أح**د‪،‬‬
‫يا محيي يا مميت‪ ،‬قبحهم هللا جميعًا‪.‬‬
‫صفة مقتله لعنه هللا‪:‬‬
‫ك**ان ق**د تع**دى ش**ره إلى الن**اس كلهم ح**تى إلى أخت**ه‪ ،‬وك**ان‬
‫يتهمها بالفاحشة‪ ،‬ويسمعها أغلظ الكالم‪ ،‬فتبرمت منه وعملت* على‬
‫قتله‪ ،‬فراسلت* أكبر األم**راء أم**يرًا يق**ال ل**ه‪ :‬ابن دواس‪ ،‬فت**وافقت‬
‫هي وه**و على قتل**ه ودم**اره وتواط**آ على ذل**ك‪ ،‬فجه**ز من عن**ده‬
‫عبدين أسودين* شهمين وقال لهم**ا‪ :‬إذا ك**انت الليل**ة الفالني**ة فكون**ا‬
‫في جبل المقطم‪ ،‬ففي تلك الليلة يكون الحاكم هناك في الليل لينظر‬
‫في النجوم وليس معه أح**د إال رك**ابي وص**بي‪ ،‬ف**اقتاله واقتالهم**ا‬
‫معه‪.‬‬
‫واتفق الحال على ذلك فلما كانت تلك الليلة ق**ال الح**اكم ألم**ه‪:‬‬
‫عل ّي في هذه الليلة قطع عظيم‪ ،‬فإن نج**وت من*ه ع ّم**رت نح* ًوا من‬
‫ثمانين سنة‪ ،‬ومع هذا فانقلي حواصلى إليك‪ ،‬فإن أخوف ما أخ**اف‬
‫علي**ك من أخ**تي‪ ،‬وأخ**وف* م**ا أخ**اف على نفس**ي منه**ا‪ ،‬فنق**ل‬
‫حواصله إلى أمه‪ ،‬وكان له في ص**ناديق ق**ريب من ثالثمائ**ة أل**ف‬
‫‪158‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫دينار وجواهر أخر‪ .‬فقالت له أم**ه‪ :‬ي**ا موالن**ا إذا ك**ان األم**ر كم**ا‬
‫تقول فارحمني وال تركب في ليلتك هذه إلى موضع‪ .‬وك**ان يحبه**ا‬
‫فقال‪ :‬أفعل‪.‬‬
‫وكان من عادته أن يدور حول القصر ك**ل ليل**ة‪ ،‬ف**دار ثم ع**اد‬
‫إلى القصر فنام إلى قريب من ثلث اللي**ل األخ**ير فاس**تيقظ‪ .‬وق**ال‪:‬‬
‫إن لم أركب الليلة فاضت نفسي‪ ،‬فثار فركب فرسًا وصحبه ص**بي‬
‫وركابي‪ ،‬وصعد الجبل المقطم فاستقبله ذان**ك العب**دان ف**أنزاله عن‬
‫مركوبه‪ ،‬وقطعا يديه ورجليه‪ ،‬وبقرا بطنه‪ ،‬فأتي**ا ب**ه موالهم**ا ابن‬
‫دواس‪ ،‬فحمل***ه إلى أخت***ه فدفنت***ه في مجلس داره***ا‪ ،‬واس***تدعت‬
‫األمراء واألكابر والوزير‪ ،‬وقد* أطلعته على الجلي**ة‪ ،‬فب**ايعوا لول**د‬
‫الح**اكم أبي الحس**ن علي ولقب بالظ**اهر إلع**زاز دين هللا‪ ،‬وك**ان‬
‫بدمشق فاستدعت به وجعلت تقول للناس‪ :‬إن الح**اكم ق**ال لي‪ :‬إن**ه‬
‫يغيب عنكم س**بعة أي**ام ثم يع**ود‪ ،‬فاطم**أن الن**اس وجعلت ترس**ل‬
‫ركابيين إلى الجب**ل فيص**عدونه ثم يرجع**ون فيقول**ون‪ :‬تركن**اه في‬
‫الموضع الفالني‪ ،‬ويقول الذين بعدهم ألمه‪ :‬تركناه في موضع ك**ذا‬
‫وكذا‪ ،‬حتى اطمأن الن**اس‪ ،‬وق**دم ابن أخيه**ا واستص**حب مع**ه من‬
‫دمشق ألف ألف دينار‪ ،‬وألفي ألف درهم‪ ،‬فحين وصل ألبسته ت**اج‬
‫ج**د أبي**ه المع**ز‪ ،‬وحل**ة عظيم**ة وأجلس**ته على الس**رير وبايع**ه‬
‫األم**راء والرؤس**اء‪ ،‬وأطل**ق لهم األم**وال وخلعت على ابن دواس‬
‫خلع**ة س**نية هائل**ة‪ ،‬وعملت ع**زاء أخيه**ا الح**اكم ثالث**ة أي**ام‪ ،‬ثم‬
‫أرسلت إلى ابن دواس طائفة من الجند ليكون**وا بين يدي*ه بس*يوفهم‬
‫وقوفًا* في خدمته‪ ،‬ثم يقولوا له في بعض األي*ام‪ :‬أنت قات*ل موالن*ا‪،‬‬
‫ثم يهبرونه بسيوفهم‪ ،‬ففعلوا ذلك وقتلت ك**ل من اطل**ع على س**رها‬
‫في قتل أخيها‪ ،‬فعظمت هيبته**ا‪ ،‬وق**ويت حرمته**ا‪ ،‬وثبتت دولته**ا‪،‬‬
‫وقد كان عمر الحاكم يوم قتل س**بعًا وثالثين س*نة‪ ،‬وم*دة ملك*ه من‬
‫ذلك خمسًا وعشرين سنة‪ .‬اهـ‬
‫‪159‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال ابن القيم رحمه هللا في ((إغاثة اللهف**ان)) (ج‪ 2‬ص‪:)262‬‬


‫وكان ابن سيناء كما أخبر عن نفسه قال‪ :‬أن**ا وأبي من أه**ل دع**وة‬
‫الح**اكم فك**ان من القرامط**ة الباطني**ة ال**ذين ال يؤمن**ون بمب**دأ وال‬
‫معاد‪ ،‬وال رب خالق‪ ،‬وال رسول مبعوث جاء من عن**د هللا‪ ،‬وك**ان‬
‫ه**ؤالء زنادق**ة يتس**ترون ب**الرفض ويبطن**ون اإللح**اد المحض‪،‬‬
‫وينتسبون إلى أهل بيت الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪-‬‬
‫وهو وأهل بيته براء منهم‪ ،‬نس*بًا ودينً*ا‪ ،‬وك*انوا يقتل*ون أه*ل العلم‬
‫واإليمان‪ ،‬ويدعون أهل اإللح**اد* والش**رك والكف**ران‪ ،‬ال يحرم**ون‬
‫حرا ًما وال يحلون حالالً‪ ،‬وفي زمنهم ولخواصهم وضعت رس**ائل‬
‫إخوان الصفا‪.‬اهـ‬
‫قال ابن كث**ير رحم**ه هللا (ج‪ 12‬ص‪ :)23‬ثم دخلت س**نة ثالث‬
‫عش**رة وأربعمائة‪ .‬فيه**ا ج**رت كائن**ة غريب**ة عظيم**ة‪ ،‬ومص**يبة‬
‫عامة‪ ،‬وهي أن رجالً من المصريين من أصحاب الحاكم اتفق م**ع‬
‫جماعة من الحجاج المصريين على أمر سوء‪ ،‬وذلك أن*ه لم*ا ك*ان‬
‫يوم النفر األول طاف هذا الرج**ل ب**البيت‪ ،‬فلم**ا انتهى إلى الحج**ر‬
‫األس**ود* ج**اء ليقبل**ه فض**ربه ب**دبوس ك**ان مع**ه ثالث ض**ربات‬
‫متواليات‪ .‬وقال‪ :‬إلى م**تى نعب**د ه**ذا الحج**ر‪ ،‬وال محم**د وال علي‬
‫يمنعني مما أفعله‪ ،‬فإني أهدم اليوم هذا البيت‪ ،‬وجعل يرتع**د فاتق**اه‬
‫أك**ثر الحاض**رين وت**أخروا عن**ه‪ ،‬وذل *ك* ألن**ه ك**ان رجالً ط**واالً‬
‫جسي ًما أحمر اللون أش**قر الش**عر‪ ،‬وعلى ب**اب الج**امع جماع**ة من‬
‫الفرس**ان وق**وف* ليمنع**وه ممن يري**د منع**ه من ه**ذا الفع**ل وأراده*‬
‫بس**وء‪ ،‬فتق**دم إلي**ه رج**ل من أه**ل اليمن مع**ه خنج**ر فوج**أه به**ا‪،‬‬
‫وتكاثر الناس عليه فقتلوه وقطعوه قطعًا‪ ،‬وحرقوه بالن**ار‪ ،‬وتتبع**وا‬
‫أصحابه فقتلوا منهم جماع**ة‪ ،‬ونهبت أه**ل مك**ة ال**ركب المص**ري‬
‫وتع**دى النهب إلى غ**يرهم‪ ،‬وج**رت خبط**ة عظيم**ة وفتن**ة كب**يرة‬
‫جدًا‪ ،‬ثم سكن الحال بعد أن تتب**ع أولئ**ك النف**ر ال**ذين تم**الؤوا* على‬
‫اإللحاد في أشرف البالد‪ ،‬غير أنه ق**د س**قط من الحج**ر ثالث فل**ق‬
‫‪160‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مثل األظفار‪ ،‬وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى ص**فرة محببً**ا مث**ل‬
‫الخش**خاش‪ ،‬فأخ**ذ بنوش**يبة تل**ك الفل**ق فعجنوه**ا بالمس**ك والل**ك‬
‫وحشوا بها تل**ك الش**قوق ال**تي ب**دت‪ ،‬فاستمس**ك الحج**ر‪ ،‬واس**تمر‬
‫على ما هو عليه اآلن‪ ،‬وهو ظاهر لمن تأمله‪.‬‬
‫‪161‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ابن العلقمي الخائن الذي كان سب ًبا فيسقوط‬


‫الخالفة العباسية‬

‫قال الحافظ ابن كثير رحم**ه هللا (ج‪ 13‬ص‪ :)212‬ال**وزير ابن‬
‫العلقمي الرافضي قبحه هللا‪ :‬محمد بن أحم**د بن محم**د بن علي بن‬
‫أبي ط**الب‪ ،‬ال**وزير مؤي**د ال**دين أبوط**الب ابن العلقمي وزي**ر‬
‫المستعص**م البغ**دادي‪ *،‬وخدم**ه في زم**ان المستنص**ر أس**تاذ دار‬
‫الخالفة مدة طويلة‪ ،‬ثم ص**ار وزي**ر المستعص**م وزي**ر س**وء على‬
‫نفس**ه وعلى* الخليف**ة وعلى المس**لمين‪ ،‬م**ع أن**ه من الفض**الء في‬
‫اإلنشاء واألدب‪ *،‬وكان رافضيًّا خبيثًا رديء الطوي**ة على اإلس**الم*‬
‫وأهله‪ ،‬وقد حصل له من التعظيم والوجاهة في أيام المستعصم م**ا‬
‫لم يحصل لغيره من الوزراء‪ *،‬ثم ماأل على اإلس**الم وأهل**ه الك**افر‬
‫(هوالكوخان) حتى فعل ما فعل باإلسالم وأهله مما تقدم ذك**ره‪ ،‬ثم‬
‫حصل له بعد ذلك من اإلهانة والذل على أيدي التتار الذين ماألهم‬
‫وزال عنه ستر هللا وذاق الخزي في الحياة ال**دنيا ولع**ذاب* االخ**رة‬
‫أشد وأبقى‪ ،‬وقد رأته امرأة وهو في الذل والهوان وه**و راكب في‬
‫أيام التتار برذونًا وه**و مرس**م علي**ه وس**ائق يس**وق ب**ه ويض**رب‬
‫فرس**ه‪ ،‬ف**وقفت إلى جانب**ه وق**الت* ل**ه‪ :‬ي**ا ابن العلقمي هك**ذا ك**ان‬
‫بنوالعباس يعاملونك؟ فوقعت* كلمتها في قلبه‪ ،‬وانقطع في داره إلى‬
‫أن مات كمدًا وغبينةً وضيقًا وقلةً وذلة في مستهل جمادى اآلخ**رة‬
‫من هذه السنة‪ ،‬وله من العمر ثالث وس**تون س**نة‪ ،‬ودفن في قب**ور‬
‫ال**روافض* وق**د س**مع بأذني**ه ورأى بعيني**ه من اإلهان**ة من التت**ار‬
‫والمس**لمين م**ا ال يح * ّد وال يوص**ف‪ ،‬وت**ولى بع**ده ول**ده الخ**بيث‬
‫الوزارة ثم أخ**ذه هللا أخ**ذ الق**رى وهي ظالم**ة س**ريعًا‪ ،‬وق**د هج**اه‬
‫‪162‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بعض الشعراء فقال فيه‪:‬‬


‫ي**ا فرق**ة االس**الم نوح**وا وان**دبوا أس *فًا على م**ا ح**ل‬
‫بالمستعصم‬
‫دست الوزارة كان قب**ل زمان**ه البن الف**رات فص**ار البن‬
‫العلقمي‬
‫‪163‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫نصير الدين الطوسي‬

‫قال ابن القيم رحمه هللا في ((إغاثة اللهف**ان)) (ج‪ 2‬ص‪:)263‬‬


‫ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير المالحدة‬
‫النصير الطوسي وزير هوالكو شفا نفسه من أتباع الرسول* وأه**ل‬
‫دينه‪ ،‬فعرضهم على السيف حتى شفا إخوانه من المالحدة واشتفى‬
‫هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمح**دثين‪ ،‬واس**تبقى الفالس**فة‬
‫والمنجمين‪ ،‬والطب***ائعيين والس***حرة‪ *،‬ونق***ل أوق***اف الم***دارس‬
‫والمساجد والربط إليهم وجعلهم خاصته وأولياءه‪ ،‬ونصر في كتبه‬
‫قدم العالم وبطالن المعاد‪ ،‬وإنكار صفة الرب جل جالله من علم**ه‬
‫وقدرته‪ ،‬وحياته وسمعه وبصره‪ ،‬وأنه ال داخل العالم وال خارجه‪،‬‬
‫وليس فوق العرش إله يعبد البتة‪.‬‬
‫واتخذ للمالحدة مدارس ورام* جعل إشارات إمام الملح**دين ابن‬
‫سينا مكان القرآن فلم يقدر على ذل*ك‪ ،‬فق*ال‪ :‬هي ق*رآن الخ*واص‪،‬‬
‫وذاك قرآن* العوام‪ *،‬ورام تغيير الصالة وجعلها صالتين فلم يتم ل**ه‬
‫األمر‪ ،‬وتعلم السحر في آخر األمر‪ ،‬فكان ساحرًا يعبد األصنام‪.‬‬
‫وص***ارع محم***د الشهرس***تاني ابن س***يناء في كت***اب س***ماه‬
‫((المصارعة)) أبطل فيه قوله بقدم العالم وإنكار المعاد‪ ،‬ونفي علم‬
‫الرب وقدرته وخلقه العالم‪ ،‬فقام له نص*ير اإللح*اد* وقع*د‪ *،‬ونقض*ه‬
‫بكت**اب س**ماه ((مص**ارعة المص**ارعة)) ‪-‬ووقفن**ا على الكت**ابين‪-‬‬
‫نصر فيه‪ :‬أن هللا تعالى لم يخلق السموات واألرض في س**تة أي*ام‪،‬‬
‫وأنه ال يعلم شيئًا‪ ،‬وأنه لم يفعل ش**يئًا بقدرت**ه واختي**اره‪ ،‬وال يبعث‬
‫من في القبور‪ .‬وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين‬
‫الكافرين باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‪.‬‬
‫‪164‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال الحافظ ابن كثير رحمه هللا (ج‪ 14‬ص‪ :)83‬ص**فة خ**روج‬
‫المهدي الضال بأرض جبلة‪.‬‬
‫وفي هذه السنة خرجت النصيرية عن الطاعة‪ ،‬وكان من بينهم‬
‫رجل سموه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر هللا‪ ،‬وت**ارة ي**دعى‬
‫علي بن أبي ط**الب ف**اطر الس**موات* واألرض‪ ،‬تع**الى هللا عم**ا‬
‫يقولون* عل ًوا كب**يرًا‪ ،‬وت**ارةً ي**دعي أن**ه محم**د ابن عبدهللا ص**احب‬
‫البالد وخرج يكفر المسلمين وأن النص*يرية على الح**ق‪ ،‬واحت**وى‬
‫هذا الرجل على عق**ول كث**ير من كب**ار النص**يرية الض**الل وعيّن‬
‫لكل إنسان منهم تقدم**ه أل**ف وبالدًا كث**يرة ونياب**ات‪ ،‬وحمل**وا على‬
‫مدينة جبلة فدخلوها وقتلوا خلقًا من أهلها‪ ،‬وخرجوا منها يقول**ون‪:‬‬
‫ال إله إال علي‪ ،‬وال حجاب إال محمد‪ ،‬وال ب*اب إال س*لمان‪ ،‬وس*بوا‬
‫الشيخين وصاح أهل البل**د‪ :‬واإس**الماه‪ *،‬واس**لطاناه‪ ،‬واأم**يراه‪ ،‬فلم‬
‫يكن لهم يومئذ ناصر وال منجد‪ ،‬وجعلوا يبك**ون ويتض**رعون* إلى‬
‫هللا عز وجل فجمع هذا الضال تلك األموال* فقس**مها على أص**حابه‬
‫وأتباعه قبحهم هللا أجمعين‪ ،‬وق**ال لهم‪ :‬لم يب**ق للمس**لمين ذك**ر وال‬
‫دولة‪ ،‬ولو لم يبق معي سوى عشرة نفر لملكنا البالد كله*ا‪ ،‬ون*ادى‬
‫في تل**ك البالد‪ :‬أن المقاس**مة بالعش**ر ال غ**ير‪ ،‬ل**يرغب في**ه وأم**ر‬
‫أصحابه بخراب المساجد واتخاذها خمارات‪ ،‬وك**انوا يقول**ون لمن‬
‫أسره من المسلمين‪ :‬قل ال إله إال علي واسجد إللهك المهدي ال**ذي‬
‫يح**يي ويميت ح**تى يحقن دم**ك ويكتب ل**ك فرم**ان‪ ،‬وتجه**زوا‬
‫‪165‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وعملوا* أمرًا عظي ًما جدًا فجردت* إليهم العساكر فهزم*وهم‪ *،‬وقتل**وا‬
‫منهم خلقًا كثيرًا وج ًّما غفي ًرا‪ ،‬وقتل المهدي أضلهم وهو يكون يوم‬
‫القيامة مقدمهم إلى عذاب السعير كم**ا ق**ال تع**الى‪﴿:‬ومن النّ**اس‬
‫من يجادل في هللا بغير علم ويتّبع ك ّل شيطان مريد‪ ‬كتب عليه‬
‫أنّه من توالّه فأنّه يضلّه ويهديه إلى عذاب السّعير‪ ﴾1‬اآلية‪ .‬اهـ‬
‫وهذه هي عقيدة النصيرية الذين غيروا نسبتهم في ه**ذا ال**زمن‬
‫وتلبيس*ا على الن**اس‪ ،‬ولق**د انتش**رت ه**ذه العقي**دة‬
‫ً‬ ‫إلى العلوية كذبًا‬
‫الخبيثة اإللحادية في دول**ة الملح**د حاف**ظ أس**د النص**يري المتس**تر‬
‫بالعلوية‪ ،‬نسأل هللا أن يوفق علماء المس**لمين لكش**ف أس**تار إلح**اد‬
‫هذه الطائفة‪ ،‬ونسأله سبحانه أن ي ْنزل بهذه الطائف**ة الملعون**ة بأس**ه‬
‫الذي ال يرد‪ ،‬إنه على كل شيء قدير‪.‬‬
‫ذكر الحافظ ابن كثير رحمه هللا في حوادث* سنة أربع وأربعين‬
‫وسبعمائة (ج‪ 14‬ص‪:)211‬‬
‫وفي صبيحة يوم اإلث**نين الح**ادي والعش**رين من**ه قت**ل بس**وق‬
‫الخيل حسن بن الشيخ الس**كاكيني على م**ا ظه**ر من**ه من ال**رفض‬
‫الدال على الكفر المحض‪ ،‬ش**هد علي**ه عن**د القاض**ي ش**رف ال**دين‬
‫المالكي بشهادات كثيرة ت**دل على كف**ره وأن**ه رافض**ي جل**د‪ ،‬فمن‬
‫ذلك تكفير الشيخين رضي هللا عنهم**ا‪ ،‬وقذف*ه* أم المؤم**نين عائش**ة‬
‫وحفص**ة رض**ي هللا عنهم**ا‪ ،‬وزعم* أن جبري**ل غل**ط ف**أوحى إلى‬
‫محمد وإنما كان مرسالً إلى علي وغ**ير ذل**ك من األق**وال الباطل**ة‬
‫القبيحة قبحه هللا‪ .‬وق*د* فع**ل وك**ان وال**ده الش**يخ محم**د الس**كاكيني‬
‫يع**رف م**ذهب الرافض**ة والش**يعة جي *دًا‪ ،‬وك**انت ل**ه أس**ئلة على‬
‫مذهب أهل الخير‪ ،‬ونظم في ذلك قصيدة أجابه فيه**ا ش**يخنا اإلم**ام‬
‫‪ ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.4-3:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪166‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫العالمة شيخ اإلسالم* ابن تيمي**ة رحم**ه هللا‪ ،‬وذك**ر غ**ير واح**د من‬
‫أص**حاب الش**يخ أن الس**كاكيني م**ا م**ات ح**تى رج**ع عن مذهب**ه‬
‫وصار إلى قول أهل السنة فاهلل أعلم‪ .‬وأخبرت أن ولده حس *نًا ه**ذا‬
‫القبيح كان قد أراد قتل أبيه لما أظهر السنة‪ .‬اهـ‬
‫‪167‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫سلف الخميني وأئمته‬

‫ق**ال أبومحم**د بن ح**زم رحم**ه هللا في ((الفصل)) (ج‪ 4‬ص‬


‫‪ :)179‬ذكر شنع الشيعة‪:‬‬
‫قال أبومحمد‪ :‬أهل الشنع من هذه الفرق*ة ثالث طوائ*ف‪ :‬أوله*ا‬
‫الجارودية من الزيدية‪ ،‬ثم اإلمامية من الرافضة‪ ،‬ثم الغالية‪.‬‬
‫فأما الجارودية فإن طائفة منهم ق**الت‪ *:‬إن محم**د بن عبدهللا بن‬
‫الحسن بن الحسن بن علي بن أبي ط**الب الق**ائم بالمدين**ة على أبي‬
‫جعفر المنصور فوجه إليه المنصور عيس**ى بن موس**ى بن محم**د‬
‫بن علي بن عبدهللا بن العب**اس فقت**ل محم**د ابن عبدهللا بن الحس**ن‬
‫رحمه هللا فقالت هذه الطائفة‪ :‬إن محمدًا المذكور حي لم يقت**ل‪ ،‬وال‬
‫مات‪ ،‬وال يموت حتى يمأل األرض عدالً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وق**الت* طائف**ة أخ**رى منهم‪ :‬إن**ه يح**يى بن عم**ر بن يح**يى بن‬
‫الحسين بن زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي ط**الب الق**ائم‬
‫بالكوفة أيام المستعين‪ ،‬فوج**ه إلي**ه محم**د بن عبدهللا بن ط**اهر بن‬
‫الحسين بأمر المستعين ابن عمه الحسن بن إسماعيل بن الحس**ين‪،‬‬
‫وهو ابن أخي طاهر بن الحسين فقت**ل يح**يى بن عم**ر رحم**ه هللا‪.‬‬
‫فقالت الطائفة الم**ذكورة‪ :‬إن يح*يى بن عم*ر ه*ذا حي لم يقت*ل وال‬
‫مات وال يموت حتى يمأل األرض عدالً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقالت* طائف**ة منهم‪ :‬إن محم**د بن القاس**م بن علي بن عم**ر بن‬
‫علي بن الحس***ين بن علي بن أبي ط***الب الق***ائم بالطالق***ان أي***ام‬
‫المعتصم حي لم يمت وال قتل وال يموت ح**تى يمأل األرض ع**دالً‬
‫كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫‪168‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وقالت* الكيسانية وهم أصحاب المختار بن أبي عبيد وهم عندنا‬


‫شعبة من الزيدية في سبيلهم‪ :‬إن محمد بن علي بن أبي طالب وهو‬
‫ابن الحنفية حي بجبال رض**وي عن يمين**ه أس**د وعن يس**اره نم**ر‬
‫تحدثه المالئكة يأتيه رزقه غ**د ًوا* وعش*يًّا لم يمت وال يم**وت ح**تى‬
‫يمأل األرض عدالً* كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وق ال بعض ال روافض اإلمامي ة وهي الفرق**ة ال**تي ت**دعى‬
‫الممطورة‪ :‬إن موسى بن جعفر بن محم**د بن علي بن الحس**ين بن‬
‫علي بن أبي طالب حي لم يمت وال يموت حتى يمأل األرض عدالً‬
‫كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقالت* طائف*ة منهم وهم الناووس*ية أص*حاب ن*اوس المص*ري‬
‫مثل ذلك في أبيه جعفر بن محمد‪ .‬وقالت طائفة منهم مثل ذل**ك في‬
‫أخيه إسماعيل بن جعفر‪ .‬وق**الت الس**بأية أص**حاب عبدهللا بن س**بأ‬
‫الحميري اليهودي مثل ذلك في علي ابن أبي طالب رضي هللا عنه‬
‫وزادوا‪ *:‬إن**ه في الس**حاب‪ ،‬فليت ش**عري في أي س**حابة ه**و من‬
‫الس**حاب‪ ،‬والس**حاب* كث**ير في أقط**ار اله**واء* مس**خر بين الس**ماء‬
‫واألرض كما قال هللا تعالى‪ .‬وقال عبدهللا بن سبأ إذ بلغه قت**ل علي‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬لو أتيتمونا بدماغه سبعين مرة ما صدقنا موته وال‬
‫يموت حتى يمأل األرض عدالً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وق**ال بعض الكيس**انية‪ :‬ب**أن أب**ا مس**لم الس**راج حي لم يمت‬
‫وسيظهر وال بد‪ .‬وقال بعض الكيس**انية ب**أن عبدهللا بن معاوي**ة بن‬
‫عبد هللا بن جعفر بن أبي طالب حي بجبال أصبهان إلى الي**وم وال‬
‫بد له من أن يظهر‪ ،‬وعبدهللا هذا هو القائم بفارس أي**ام م**روان بن‬
‫محمد وقتله أبومسلم* بعد أن سجنه دهرًا‪ ،‬وك**ان عبدهللا ه**ذا رديء‬
‫الدين معطالً مستصحبًا للدهرية‪.‬‬
‫ق**ال أبومحم**د‪ :‬فص**ار ه**ؤالء في س**بيل اليه**ود الق**ائلين ب**أن‬
‫ملكص**يدق بن ع**امر بن أرفخش**د بن س**ام بن ن**وح‪ ،‬والعب**د ال**ذي‬
‫‪169‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وجهه إبراهيم عليه السالم ليخطب ريقا بنت بن**ؤال بن ن**اخور بن‬
‫تارخ على إسحاق ابنه عليه السالم وإلياس علي**ه الس**الم وفنح**اس‬
‫بن العازار بن ه**ارون علي**ه الس**الم أحي**اء إلى الي**وم وس**لك ه**ذا‬
‫السبيل بعض تركي الصوفية فزعموا أن الخضر وإلي**اس عليهم**ا‬
‫السالم حيان إلى اليوم‪ ،‬وادعى* بعضهم أنه يلقى إلياس في الفلوات‬
‫والخضر في المروج والرياض وأنه متى ذكر حضر علي ذاكره‪.‬‬
‫قال أبومحم**د‪ :‬ف**إن ذك**ر في ش*رق األرض وغربه*ا وش**مالها‬
‫وجنوبها وفي ألف موضع في دقيقة واحدة كيف يص*نع ولق**د لقين*ا‬
‫من يذهب إلى هذا خلقًا وكلمناهم منهم المع**روف ب**ابن ش**ق اللي**ل‬
‫المحدث بطلبيرة وه**و م**ع ذل**ك من أه**ل العناي**ة وس**عة الرواي**ة‪،‬‬
‫ومنهم محمد بن عبدهللا الكاتب وأخبرني أنه جالس الخضر وكلم**ه‬
‫مرا ًرا وغيره كثير‪ ،‬هذا مع سماعهم قول هللا تعالى‪﴿ :‬ولكن رسول‬
‫هللا وخاتم النّبيّين‪ ،﴾1‬وق*ول رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي**ه وعلى آل*ه‬
‫وسلم‪(( :-‬ال نب ّي بعدي)) فكيف يستجيز مسلم أن يثبت بع**ده علي**ه‬
‫السالم نبيًّا في األرض حاشا ما استثناه رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وس**لم‪ -‬في اآلث**ار المس**ندة الثابت**ة في ن**زول عيس**ى بن‬
‫مريم عليه السالم في آخر الزمان‪.‬‬
‫وكفار برغواطة إلى اليوم ينتظ**رون ص**الح بن طري**ف ال**ذي‬
‫شرع لهم دينهم‪ ،‬وقالت القطيعية من اإلمامية الرافض**ة كلهم ‪-‬وهم‬
‫جمهور الشيعة ومنهم المتكلمون والنظ**ارون والع**دد* العظيم‪ -‬ب**أن‬
‫محمد بن الحسن بن علي بن محمد ابن علي بن موس**ى بن جعف**ر‬
‫بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حي لم يمت وال يم**وت‬
‫ح**تى يخ**رج فيمأل األرض ع**دالً كم**ا ملئت ج**ورًا‪ ،‬وه**و عن**دهم‬
‫المهدي المنتظر‪ ،‬ويقول طائفة منهم إن مولد هذا الذي لم يخلق قط‬
‫في سنة ستين ومائتين سنة موت أبيه‪ ،‬وقالت طائفة منهم‪ :‬بل بع**د‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.40:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪170‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫موت أبيه بمدة‪ ،‬وقالت طائفة منهم‪ :‬بل في حياة أبي**ه‪ ،‬ورووا ذل**ك‬
‫عن حكيم**ة بنت محم**د بن علي بن موس**ى وأنّه**ا ش**هدت والدت**ه‬
‫وس**معته يتكلم حين س**قط من بطن أم**ه ويق**رأ الق**رآن‪ ،‬وأن* أم**ه‬
‫نرجس وأنّه**ا ك**انت هي القابل**ة‪ .‬وق**ال جمه**ور‪ :‬ب*ل أم**ه ص**قيل‪،‬‬
‫وقالت طائفة منهم‪ :‬بل أمه سوسن‪.‬‬
‫وكل هذا هوس ولم يعقّب الحسن* الم**ذكور ال ذك *رًا وال أن**ثى‪،‬‬
‫فه**ذا أول ن**وك الش**يعة ومفت**اح عظيم**اتهم وأخفه**ا‪ ،‬وإن ك**انت‬
‫مهلكة‪ ،‬ثم قالوا كلهم ‪-‬إذ س**ئلوا عن الحج**ة فيم**ا يقول**ون*‪ :-‬حجتن**ا‬
‫اإلله**ام* وأن من خالفن**ا ليس لرش**دة‪ ،‬فك**ان ه**ذا طريفً**ا ج *دًا ليت‬
‫شعري ما الف**رق بينهم وبين عي**ار مثلهم ي**دعي في إبط**ال ق**ولهم‬
‫اإللهام وأن الشيعة ليس**وا لرش**دة أو أنّهم نوك**ة أو أنّهم جمل**ة ذوو‬
‫شعبة من جنون في رءوسهم‪ ،‬وما قولهم فيمن ك**ان منهم ثم ص**ار‬
‫في غ**يرهم أو من ك**ان في غ**يرهم فص**ار فيهم أت**راه ينتق**ل من‬
‫والدة الغيّة إلى والدة الرشدة‪ *،‬ومن والدة* الرشدة إلى والدة الغية‪،‬‬
‫فإن قالوا‪ *:‬حكمه لما يموت علي**ه‪ .‬قي**ل لهم‪ :‬فلعلكم أوالد غي**ة إذ ال‬
‫يؤمن رجوع الواحد* فالواحد منكم إلى خالف م**ا ه**و علي**ه الي**وم‪،‬‬
‫والقوم بالجملة ذوو أديان فاسدة‪ ،‬وعقول* مدخولة‪ ،‬وعديمو حي**اء‪،‬‬
‫ونعوذ باهلل من الضالل‪.‬‬
‫وذكر عمرو بن بحر الجاحظ وهو وإن كان أحد المجّ**ان ومن‬
‫غلب عليه الهزل وأحد* الضالل المضلين فإننا ما رأينا له في كتب**ه‬
‫تعمد كذبة يوردها مثبتًا لها‪ ،‬وإن* ك**ان كث*يرًا ال ي*رد ك*ذب غ**يره‪،‬‬
‫قال‪ :‬أخبرني أبوإسحاق إبراهيم النظام وبش**ر بن خال**د أنّهم**ا ق**اال‬
‫لمحمد بن جعفر الرافضي المعروف بش**يطان الط**اق‪ :‬ويح**ك أم**ا‬
‫استحييت من هللا أن تق*ول في كتاب*ك في اإلمام*ة‪ :‬إن هللا تع*الى لم‬
‫يقل قط في القرآن‪﴿ :‬ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يق**ول لص**احبه‬
‫‪171‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إن هللا معنا‪ ﴾1‬ق**اال‪ :‬فض**حك وهللا ش**يطان الط**اق ض**ح ًكا‬ ‫ال تحزن ّ‬
‫طويالً حتى كأنا نحن الذين أذنبنا‪ ،‬ق**ال النظ**ام‪ :‬وكن**ا نكلم علي بن‬
‫ميتم الصابوني وكان من شيوخ الرافضة ومتكلميهم فنس**أله‪ :‬أرأي‬
‫أم سماع عن األئمة؟! فينكر أن يقوله برأي فتخبره بقوله فيها قب**ل‬
‫ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فوهللا ما رأيته خجل من ذلك وال استحيا لفعله هذا ق**ط‪،‬‬
‫ومن قول اإلمامية كلها قدي ًما وحديثًا‪ :‬إن القرآن مبدل زي*د في*ه م*ا‬
‫ليس منه‪ ،‬ونقص منه كثير وبدل منه كثير‪ ،‬حاشا علي بن الحس**ن‬
‫بن موسى‪ ‬بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعف**ر بن محم**د بن‬
‫علي بن الحس***ين‪ ‬بن علي بن أبي ط***الب وك***ان إماميًّ***ا يظ***اهر‬
‫باالعتزال‪ ،‬مع ذل**ك فإن**ه ك**ان ينك**ر ه**ذا الق**ول ويكف**ر من قال**ه‪،‬‬
‫وكذلك صاحباه أبويعلى ميالد الطوسي وأبوالقاسم الرازي‪.‬‬
‫ق**ال أبومحم**د‪ :‬الق**ول ب**أن بين الل**وحين تب**ديالً كف**ر ص**حيح‬
‫وتكذيب لرسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫وقالت* طائفة من الكيسانية بتناسخ األرواح‪ *،‬وبهذا يقول الس**يد‬
‫الحميري الشاعر لعنه هللا ويبلغ األمر بمن ي**ذهب إلى ه**ذا إلى أن‬
‫يأخذ أحدهم البغ**ل أو الحم**ار فيعذب**ه ويض**ربه ويعطش**ه ويجيع**ه‬
‫على أن روح أبي بكر وعمر رضي هللا عنهما فيه‪ ،‬ف**اعجبوا له**ذا‬
‫الحم*ق ال**ذي ال نظ*ير ل**ه‪ ،‬وم**ا ال*ذي خص ه*ذا البغ*ل الش**قي أو‬
‫الحم**ار المس**كين بنقل**ه ال**روح إلي**ه دون س**ائر البغ**ال والحم**ير‪،‬‬
‫وكذلك يفعلون ب*الع ْنز على أن روح أم المؤم*نين رض*ي هللا عنه*ا‬
‫فيها‪.‬‬
‫وجمهور متكلميهم كهش**ام بن الحكم الك**وفي وتلمي**ذه أبي علي‬
‫إن علم هللا تع**الى مح**دث وإن**ه لم يكن‬ ‫الص**كاك وغيرهم**ا يق**ول‪ّ :‬‬
‫يعلم شيئًا حتى أحدث لنفسه عل ًما وهذا كفر صحيح‪ ،‬وقد* قال هشام‬
‫هذا في حين مناظرته ألبي اله**ذيل العالف‪ :‬إن رب**ه س**بعة أش**بار‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.4:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪172‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بشبر نفسه‪ ،‬وه**ذا كف**ر ص**حيح‪ ،‬وك**ان داود الج**وازي‪ 1‬من كب**ار‬
‫متكلميهم ي****زعم أن رب****ه لحم ودم على ص****ورة االنس****ان‪ .‬وال‬
‫يختلف***ون في أن الش***مس ردت على علي بن أبي ط***الب م***رتين‬
‫أفيكون في صفاقة الوجه وصالبة الخد وعدم* الحياء والجرأة على‬
‫الكذب أكثر من هذا‪ ،‬على قرب العهد وكثرة الخلق‪ ،‬وطائف**ة منهم‬
‫تقول‪ :‬إن هللا تعالى يريد الشيء ويعزم عليه ثم يبدو ل**ه فال يفعل**ه‪،‬‬
‫وهذا مشهور للكيسانية‪.‬‬
‫ومن اإلمامي**ة من يج**يز نك**اح تس**ع نس**وة‪ ،‬ومنهم من يح**رم‬
‫الكرنب ألنه إنما نبت على دم الحسين ولم يكن قبل ذلك‪ ،‬وهذا في‬
‫قلة الحياء قريب مما قبله وكما يزعم كثير منهم أن عليًّا لم يكن ل**ه‬
‫سمي قبله‪ ،‬وهذا جهل عظيم بل كان في العرب كثير يس**مون ه**ذا‬
‫االسم كعلي بن بكر بن وائل‪ ،‬إليه يرجع ك**ل بك**ري في الع**الم في‬
‫نس**به‪ ،‬وفي األزد* علي‪ ،‬وفي بجيل**ة علي وغيره**ا‪ ،‬ك**ل ذل**ك في‬
‫الجاهلية مشهور وأقرب من ذلك عامر بن الطفي**ل يك**نى أب**ا علي‬
‫ومج**اهراتهم أك**ثر مم**ا ذكرن**ا‪ ،‬ومنهم طائف**ة تق**ول بفن**اء الجن**ة‬
‫والنار‪ ،‬وفي الكيسانية من يقول‪ :‬إن الدنيا ال تفنى أبدًا‪.‬‬
‫ومنهم طائف**ة تس**مى النحلي**ة نس**بوا إلى الحس**ن بن علي بن‬
‫ورصند النحلي كان من أهل نفطة من عمل قفص**ة وقس**طيلية من‬
‫ك**ور إفريقي**ة ثم نهض ه**ذا الك**افر إلى الس**وس في أقاص**ي بالد‬
‫المصامدة فأضلهم وأضل أمير السوس أحمد بن إدريس بن يح**يى‬
‫بن عبدهللا بن الحس***ين بن الحس***ن بن علي بن أبي ط***الب‪ ،‬فهم‬
‫هنال**ك كث**ير س**كان في ربض مدين**ة الس**وس معلن**ون بكف**رهم‬
‫وصالتهم خالف صالة المسلمين‪ ،‬ال يأكلون شيئًا من الثم**ار زب**ل‬
‫أص**له ويقول**ون‪ *:‬إن األمام**ة في ول**د الحس**ن دون* ول**د الحس**ين‪،‬‬
‫ومنهم أصحاب أبي كامل ومن ق**ولهم إن جمي**ع الص**حابة رض**ي‬
‫‪ ‬كذا في األصل وصوابه‪ :‬الجواربي‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪173‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا عنهم كفروا بعد موت النبي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫إذ جحدوا إمامة علي وإن عليًّا كفر إذ س**لم األم**ر إلى أبي بك**ر ثم‬
‫عمر ثم عثمان‪ ،‬ثم قال جمهورهم‪ :‬إن عليًّا ومن اتبعه رجع**وا إلى‬
‫االسالم إذ دعا إلى نفسه بعد قتل عثم**ان‪ ،‬وإذ كش**ف وجه**ه وس**ل‬
‫س**يفه وإن**ه وإي**اهم ك**انوا قب**ل ذل**ك مرت**دين عن اإلس**الم كف**ارًا‬
‫مشركين‪ ،‬ومنهم من يرد الذنب في ذلك إلى النبي ‪-‬صلى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬إذ لم يبين األمر بيانًا رافعًا لالشكال‪.‬‬
‫قال أبومحمد‪ :‬وكل هذا كفر صريح ال خفاء ب**ه‪ ،‬فه**ذه م**ذاهب‬
‫اإلمامية وهي المتوسطة في الغلو من فرق الشيعة‪.‬‬
‫وأما الغالية من الشيعة فهم قس مان‪ :‬قس**م أوجبت النب**وة بع**د‬
‫النبي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬لغ**يره‪ ،‬والقس م الث اني‪:‬‬
‫أوجبوا اإللهي*ة لغ*ير هللا ع*ز وج*ل‪ ،‬فلحق*وا بالنص*ارى واليه*ود‪*،‬‬
‫وكفروا أشنع الكفر‪.‬‬
‫فالطائفة التي أوجبت النبوة بعد النبي ‪-‬صلى هللا علي ه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬فرق فمنهم الغرابية وقولهم‪ :‬إن محمدًا ‪-‬صلى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬كان أشبه بعلي من الغراب بالغراب‪ ،‬وإن هللا عز‬
‫وج**ل بعث جبري**ل علي**ه الس**الم ب**الوحي إلى علي فغل**ط جبري**ل‬
‫بمحم**د‪ ،‬وال ل**وم على جبري*ل في ذل*ك ألن**ه غل**ط‪ ،‬وق*الت* طائف*ة‬
‫منهم‪ :‬بل تعمد ذلك جبريل وكفروه ولعنوه لعنهم هللا‪.‬‬
‫قال أبومحمد‪ :‬فهل سمع بأض**عف عق**والً وأتم رقاع**ة من ق**وم‬
‫يقولون‪ *:‬إن محم*دًا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ك**ان يش*به‬
‫علي بن أبي ط**الب‪ ،‬فياللن**اس أين يق**ع ش**به ابن أربعين س**نة من‬
‫صبي ابن إحدى عشرة سنة‪ ،‬حتى يغلط به جبريل عليه السالم‪ ،‬ثم‬
‫محم**د علي**ه الس**الم ف**وق الربع**ة إلى الط**ول‪ ،‬ق**ويم القن**اة‪ ،‬كث‬
‫اللحية‪ ،‬أدعج* العينين‪ ،‬ممتلئ الس**اقين ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬قلي**ل ش**عر الجس**د أف**رع‪ *،‬وعلي دون الربع**ة إلى القص**ر‪،‬‬
‫‪174‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫منكب شديد االنكباب‪ ،‬كأنه كس**ر ثم ج**بر‪ ،‬عظيم اللحي**ة ق**د ملئت‬
‫ص****دره من منكب إلى منكب إذ التحى‪ ،‬ثقي****ل العي****نين‪ ،‬دقي****ق‬
‫الساقين‪ ،‬أصلع عظيم الصلع‪ ،‬ليس في رأسه ش**عر إال في م**ؤخره‬
‫يسير‪ ،‬كثير شعر اللحية‪ ،‬فاعجبوا لحمق ه**ذه الطبق**ة‪ ،‬ثم ل**و ج**از‬
‫أن يغلط جبريل وحاشا لل**روح الق**دس األمين كي**ف غف**ل هللا ع**ز‬
‫وجل عن تقويمه وتنبيهه وتركه على غلطه ثالثً**ا وعش**رين س**نة‪،‬‬
‫ثم أظرف من هذا كله من أخبرهم بهذا الخ**بر‪ ،‬ومن خ**رفهم* به**ذه‬
‫الخرافة‪ ،‬وهذا ال يعرفه إال من شاهد أمر هللا تعالى لجبري**ل علي**ه‬
‫الس**الم‪ ،‬ثم ش**اهد خالف**ه‪ ،‬فعلى ه**ؤالء لعن**ة هللا ولعن**ة الالع**نين‬
‫ولعنة الناس أجمعين ما دام هلل في عالمه خلق‪.‬‬
‫وفرقة* قالت بنبوة علي‪ ،‬وفرق*ة* ق**الت ب**أن علي بن أبي ط**الب‬
‫والحسن والحسين رضي هللا عنهم‪ ،‬وعلي بن الحسين‪ ،‬ومحمد بن‬
‫علي‪ ،‬وجعف**ر بن محم**د‪ ،‬وموس**ى بن جعف**ر‪ ،‬وعلي بن موس**ى‪،‬‬
‫ومحمد بن علي‪ ،‬والحسن بن محمد‪ ،‬والمنتظر ابن الحس*ن‪ *،‬أنبي*اء‬
‫كلهم‪ .‬وفرقة* قالت بنبوة محم**د بن إس**ماعيل ابن جعف**ر فق**ط‪ ،‬وهم‬
‫طائفة من القرامطة‪ ،‬وفرقة قالت بنبوة علي وبني**ه الثالث**ة الحس**ن‬
‫والحسين ومحمد بن الحنفية فق**ط‪ ،‬وهم طائف**ة من الكيس**انية‪ ،‬وق**د‬
‫حام المختار حول أن يدعي النبوة لنفس**ه‪ ،‬وس**جع أس**جاعًا وأن**ذر‬
‫بالغيوب عن هللا واتبع**ه على ذل**ك طوائ**ف من الش**يعة الملعون**ة‪،‬‬
‫وقال بإمامة محمد بن الحنفية‪.‬‬
‫وفرقة* قالت بنبوة المغيرة بن سعيد مولى بجيلة بالكوفة‪ ،‬وه**و‬
‫الذي أحرقه خالد ابن عبدهللا القسري بالنار‪ ،‬وكان لعن**ه هللا يق**ول‪:‬‬
‫إن معبوده صورة رجل على رأسه ت**اج‪ ،‬وإن أعض**اءه على ع**دد‬
‫حرف الهجاء‪ ،‬األلف للساقين‪ ...‬ونحو ذلك مما ال ينطق لس**ان ذي‬
‫شعبة من دين به تعالى هللا عما يقول الكافرون* عل ًوا كب*يرًا‪ ،‬وك**ان‬
‫لعن**ه هللا يق**ول‪ :‬إن معب**وده لم**ا أراد أن يخل**ق الخل**ق تكلم باس**مه‬
‫‪175‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫األك***بر‪ ،‬فوق***ع على تاج***ه ثم كتب بأص***بعه أعم***ال العب***اد من‬


‫المعاصي والطاعات‪ *،‬فلما رأى المعاصي ارفضّ به عرقًا فاجتمع‬
‫من عرقه بحران أحدهما ملح مظلم‪ ،‬والثاني ن**ير ع**ذب‪ *،‬ثم اطل**ع‬
‫في البحر فرأى* ظلمة‪ ،‬فذهب ليأخذه فطار‪ ،‬فأخذه فقلع عي**ني ذل**ك‬
‫وشمس*ا أخ**رى‪ ،‬وخل**ق‬
‫ً‬ ‫الظ**ل ومحق**ه‪ ،‬فخل**ق من عيني**ه الش**مس‬
‫الكف**ار من البح**ر الم**الح وخل**ق المؤم**نين من البح**ر الع**ذب‪ *،‬في‬
‫تخليط لهم كثير‪ ،‬وك**ان مم**ا يق**ول‪ :‬إن االنبي**اء لم يختلف**وا ق**ط في‬
‫شيء من الشرائع‪.‬‬
‫وقد* قيل‪ :‬إن ج**ابر بن يزي**د الجعفي ال**ذي ي**روي عن الش**عبي‬
‫كان خليفة المغيرة بن س**عيد إذ حرق**ه خال**د بن عب**د هللا القس**ري‪،‬‬
‫فلما مات ج**ابر خلف**ه بك**ر األع**ور* الهج**ري‪ ،‬فلم**ا م**ات فوض**وا‬
‫أم*رهم إلى عبدهللا بن المغ*يرة رئيس*هم الم**ذكور‪ ،‬وك*ان لهم ع*دد‬
‫ضخم بالكوفة‪ ،‬وآخر ما وقف عليه المغيرة بن سعيد القول بإمام**ة‬
‫محمد بن عبدهللا بن الحسن بن الحسين‪ ،‬وتحريم ماء الفرات‪ ،‬وكل‬
‫ماء نهر أو عين أو ب*ئر وقعت في*ه نجاس*ة ف*برئت من*ه عن*د ذل**ك‬
‫القائلون باإلمامة في ولد الحسين‪.‬‬
‫وفرق*ة* ق**الت بنب**وة بي*ان بن س**معان التميمي‪ ،‬ص**لبه وأحرق**ه‬
‫خالد بن عبدهللا القسري مع المغيرة بن سعيد في يوم واحد‪ ،‬وجبن‬
‫المغيرة بن سعيد عن اعتناق حزمة الحطب جبنًا شديدًا‪ ،‬حتى ض ّم‬
‫إليها قهرًا‪ ،‬وبادر بيان بن س**معان إلى الحزم**ة فاعتنقه**ا من غ**ير‬
‫إكراه ولم يظهر منه جزع‪ ،‬فقال خالد ألص**حابهما‪ :‬في ك**ل ش**يء‬
‫أنتم مج**انين‪ ،‬ه**ذا ك**ان ينبغي أن يك**ون رئيس**كم‪ ،‬ال ه**ذا الفس**ل‪.‬‬
‫وكان بيان لعنه هللا يقول‪ :‬إن هللا تعالى يفنى كله حاشا وجهه فق**ط‪.‬‬
‫وظن المجنون أنه تعلق في كفره هذا بقوله تعالى‪﴿ :‬ك* ّل من عليه**ا‬
‫فان ويبقى وجه ربّك‪ ﴾1‬ول**و ك**ان ل**ه أدنى عق**ل أو فهم لعلم أن هللا‬
‫‪ ‬سورة الرحمن‪ ،‬اآلية‪.27-26:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪176‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫تعالى إنما أخبر بالفناء عما على األرض فقط بنص قوله الصادق‪:‬‬
‫﴿ك ّل من عليه**ا ف**ان﴾ ولم يص**ف ع**ز وج**ل بالفن**اء غ**ير م**ا على‬
‫األرض ووجه هللا تعالى هو هللا وليس هو ش**يئًا غ**يره‪ ،‬وحاش**ا هلل‬
‫من أن يوص***ف ب***التبعيض والتج***زي ه***ذه ص***فة المخل***وقين*‬
‫المحدودين‪ ،‬ال صفة من ال يحد وال له مثل‪ .‬وكان لعن**ه هللا يق**ول‪:‬‬
‫إنه المعني بقول هللا تعالى‪﴿ :‬هذا بيان للنّاس‪ ﴾1‬وكان ي**ذهب إلى أن‬
‫اإلمام هو هاشم عبدهللا بن محمد ابن الحنفية ثم هي في س**ائر ول**د‬
‫علي كلهم‪.‬‬
‫وقالت* فرقة منهم بنبوة منصور المستير العجلي‪ ،‬وه**و الملقب‬
‫بالكسف‪ ،‬وكان يقال‪ :‬إن**ه الم**راد بق**ول هللا ع**ز وج**ل‪﴿ :‬وإن ي**رو‬
‫كسفًا من السّماء ساقطًا‪ ﴾2‬وصلبه يوسف بن عم**ر بالكوف**ة‪ ،‬وك**ان‬
‫لعنه هللا يقول‪ :‬إنه عرج به إلى السماء‪ ،‬وأن هللا تعالى مسح رأس**ه‬
‫بي**ده وق**ال ل**ه‪ :‬اب**ني اذهب فبل**غ ع**ني‪ .‬وك**ان يمين أص**حابه‪ :‬ال‬
‫والكلة‪ ،‬وكان لعنه هللا يقول‪ :‬بأن أول من خلق هللا تعالى عيسى بن‬
‫مريم‪ ،‬ثم علي بن أبي طالب‪ ،‬وك**ان يق**ول بت**واتر الرس**ل‪ ،‬وأب**اح‬
‫المحرمات من الزنا والخمر والميتة والخ ْنزير والدم وقال‪ :‬إنما هم‬
‫أسماء رجال‪ ،‬وجمهور الرافضة اليوم على هذا‪ ،‬وأسقط الص**الة‪،‬‬
‫رض*اخون‪،‬‬ ‫والزك**اة‪ ،‬والص**يام‪ ،‬والحج‪ ،‬وأص**حابه كلهم خنّ**اقون ّ‬
‫وك***ذلك أص***حاب المغ***يرة بن س***عيد ومعن***اهم في ذل***ك أنّهم ال‬
‫يستحلون حمل السالح ح**تى يخ**رج ال**ذي ينتظرون**ه‪ ،‬فهم يقتل**ون‬
‫الناس بالخنق وبالحجارة والخشبية بالخشب فقط‪.‬‬
‫وذك****ر هش****ام بن الحكم الرافض****ي في كتاب****ه المع****روف‬
‫بـ((الميزان)) وهو أعلم الناس به ألنه جارهم بالكوفة وجارهم في‬
‫الم*ذهب‪ :‬إن الكس*فية خاص*ة يقتل*ون من ك**ان منهم ومن خ*الفهم‪،‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.138:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الطور‪ ،‬اآلية‪.44:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪177‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ويقولون‪ :‬نعجل المؤمن إلى الجنة والكافر إلى الن**ار‪ ،‬وك**انوا بع**د‬
‫م*وت أبي منص**ور ي*ؤدون الخمس مم**ا يأخ*ذون* ممن خنق**وه إلى‬
‫الحسن بن أبي منصور‪ ،‬وأصحابه فرقتان فرقة قالت‪ :‬إن اإلمام**ة‬
‫بع**د محم**د بن علي بن الحس *ن* ص**ارت إلى محم**د بن عبدهللا بن‬
‫الحسن بن الحسين‪ ،‬وفرق**ة ق**الت‪ :‬ب**ل إلى أبي المنص**ور الكس**ف‬
‫وال تع**ود في ول**د علي أب**دًا‪ .‬وق**الت فرق**ة بنب**وة بزي**غ الحائ**ك‬
‫بالكوفة‪ ،‬وإن و ْقع هذه الدعوة لهم في حائك لظريفة‪ ،‬وفرق**ة ق**الت‬
‫بنبوة معمر بائع الحنطة بالكوفة‪ ،‬وق**الت* فرق**ة بنب**وة عم**ر التب**ان‬
‫بالكوفة‪ ،‬وكان لعنه هللا يقول ألصحابه‪ :‬لو شئت أن أعيد هذا التبن‬
‫تبرًا لفعلت‪ .‬وقدم* إلى خالد بن عبدهللا القسري بالكوفة فتجلد وسب‬
‫خالدًا فأمر خال**د بض**رب عنق**ه‪ ،‬فقت**ل إلى لعن**ة هللا‪ .‬وه**ذه الف**رق‬
‫الخمس كلها من فرق الخطابية‪ ،‬وقالت* فرقة من أولئك ش**يعة ب**ني‬
‫العباس بنبوة عمار الملقب بخ**داش فظف**ر ب*ه أس**د بن عبدهللا أخ**و‬
‫خالد بن عبدهللا القسري فقتله إلى لعنة هللا‪.‬‬
‫والقسم الثاني من فرق الغالي ة ال ذين يقول ون باإللهي ة لغ ير‬
‫هللا عز وجل فأولهم* قوم من أصحاب عبدهللا بن سبأ الحميري لعنه‬
‫هللا أتوا إلى علي بن أبي طالب فقالوا مشافهة‪ :‬أنت ه*و‪ .‬فق*ال لهم‪:‬‬
‫ومن ه**و؟ ق**الوا‪ *:‬أنت هللا‪ .‬فاس**تعظم األم**ر وأم**ر بن**ار ف**أججت‬
‫وأحرقهم* بالنار‪ ،‬فجعلوا يقولون* وهم يرمون في الن**ار‪ :‬اآلن ص**ح‬
‫عندنا أنه هللا ألنه ال يعذب بالنار إال هللا‪ .‬وفي ذلك يقول رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫لم**ا رأيت األم**ر أم*رًا منك*رًا أجّجت ن**ارًا ودع**وت‬
‫قنبرًا‬
‫يريد قنب ًرا مواله وهو الذي تولى ط**رحهم في الن**ار نع**وذ باهلل‬
‫من أن نفتتن بمخل**وق أو يفتتن بن**ا مخل**وق فيم**ا ج**ل أو دق‪ ،‬ف**إن‬
‫محنة أبي الحسن رضي هللا عنه من بين أصحابه رض**ي هللا عنهم‬
‫‪178‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫كمحنة عيسى صلى هللا عليه وسلم* بين أصحابه من الرس**ل عليهم‬
‫السالم‪ ،‬وهذه الفرقة باقية إلى الي**وم فاش**ية عظيم**ة الع**دد يس**مون‬
‫العليانية منهم كان إسحاق بن محمد النخعي األحمر الكوفي‪ *،‬وكان‬
‫من متكلميهم ول**ه في ذل**ك كت**اب س**ماه ((الص**راط)) نقض علي**ه‬
‫البهنكي والفياض لما ذكرنا ويقولون‪ :‬إن محمدًا رسول علي‪.‬‬
‫وقالت* طائفة من الشيعة يعرف**ون* بالمحمدي**ة‪ :‬إن محم*دًا علي**ه‬
‫الس**الم ه**و هللا‪ .‬تع**الى هللا عن كف**رهم‪ ،‬ومن ه**ؤالء ك**ان البهنكي‬
‫والفياض بن علي وله في هذا المعنى كتاب س**ماه ((القس**طاس))‪،‬‬
‫وأبوه الكاتب المشهور الذي كتب إلسحاق ابن كن**داج أي**ام واليت**ه‬
‫ثم ألم***ير المؤم***نين المعتض***د وفي***ه يق***ول البح***تري القص***يدة‬
‫المشهورة التي أولها‪:‬‬
‫وطوت**ه البالد وهللا‬ ‫ش**ط من مس**اكن الغري**ر م**رارة‬
‫حارة‬
‫والفي**اض ه**ذا لعن**ه هللا قتل**ه القاس**م بن عبدهللا بن س**ليمان بن‬
‫وهب لكون**ه من جمل**ة من س**عى ب**ه أي**ام المعتض**د‪ ،‬والقص**ة‬
‫مشهورة‪.‬‬
‫وفرقة* قالت بإالهية آدم عليه السالم والنبيين بعده نبيًّا نبيًّ**ا إلى‬
‫محم***د علي***ه الس***الم‪ ،‬ثم بإالهي***ة علي‪ ،‬ثم بإالهي***ة الحس***ن‪ *،‬ثم‬
‫الحس**ين‪ ،‬ثم محم**د بن علي‪ ،‬ثم جعف**ر بن محم**د‪ ،‬ووقف**وا ههن**ا‬
‫وأعلنت الخطابية بذلك نها ًرا بالكوفة‪ ،‬في والية عيسى بن موس**ى‬
‫بن محمد بن علي بن عبدهللا بن العباس‪ ،‬فخرجوا* صدر النهار في‬
‫جموع عظيمة في أزر وأردية محرمين ينادون ب**أعلى أص**واتهم‪:‬‬
‫لبيك جعفر لبيك جعفر‪ .‬قال ابن عي**اش وغ**يره‪ :‬ك**أني انظ**ر إليهم‬
‫يومئذ‪ ،‬فخرج إليهم عيسى بن موسى فقاتلوه فقتلهم واصطلمهم‪.‬‬
‫ثم زادت فرق***ة على م***ا ذكرن***ا‪ ،‬فق***الت بإالهي***ة محم***د بن‬
‫إس***ماعيل بن جعف***ر ابن محم***د وهم القرامط***ة‪ ،‬وفيهم من ق***ال‬
‫‪179‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بإالهية أبي سعيد الحس**ن بن به**رام الجب**ائي وأبنائ**ه بع**ده‪ ،‬ومنهم‬


‫من قال بإالهية أبي القاسم النجار ب**اليمن في بالد هم**دان المس**مى‬
‫بالمنصور‪ ،‬وقالت طائفة منهم بإالهي**ة عبيدهللا ثم ال**والة* من ول**ده‬
‫إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫وقالت* طائفة بإالهية أبي الخط**اب محم**د بن أبي زينب م**ولى‬
‫بني أسد بالكوفة‪ ،‬وكثر عددهم بها حتى تجاوزوا* األل**وف وق**الوا‪:‬‬
‫هو إله وجعفر بن محمد إله‪ ،‬إال أن أبا الخطاب أكبر من**ه‪ ،‬وك**انوا‬
‫يقولون‪ *:‬جمي**ع أوالد* الحس**ن ابن**اء هللا وأحب**اؤه‪ ،‬وك**انوا يقول**ون‪:‬‬
‫إنّهم ال يموتون ولكنهم يرفعون إلى السماء وأشبه على الناس بهذا‬
‫الشيخ الذي ترون‪ ،‬ثم قالت طائفة منهم بإالهية معمر بائع الحنط**ة‬
‫بالكوف***ة وعب***دوه‪ ،‬وك***ان من أص***حاب أبي الخط***اب لعنهم هللا‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫وق***الت طائف***ة بإالهي***ة الحس***ن بن منص***ور حالج القطن‬
‫المصلوب ببغ*داد بس*عي ال*وزير ابن حام*د بن العب*اس رحم*ه هللا‬
‫أي**ام المقت**در‪ .‬وق**الت* طائف**ة بإالهي**ة محم**د بن علي بن الس**لمان‬
‫الكاتب المقتول ببغداد أيام الراضي وكان أم**ر أص**حابه أن يفس**ق‬
‫إال رف*ع ق**درًا منهم ب*ه لي**ولج في*ه الن**ور‪ ،‬وك*ل ه**ذه الف**رق ت*رى‬
‫االشتراك في النساء‪.‬‬
‫وق**الت طائف**ة منهم بإالهي**ة ش**باش المغيم في وقتن**ا ه**ذا حيً**ا‬
‫بالبصرة‪ .‬وقالت طائفة منهم بإالهي**ة أبي مس**لم الس**راج‪ .‬ثم ق**الت‬
‫طائفة من هؤالء بإالهي**ة المقن**ع األع**ور القص**ار الق**ائم بث**ار أبي‬
‫مس**لم واس**م ه**ذا القص**ار هاش**م‪ ،‬وقت**ل لعن**ه هللا أي**ام المنص**ور‬
‫وأعلنوا بذلك فخرج المنصور فقتلهم وأفناهم إلى لعن**ة هللا‪ .‬وق**الت*‬
‫الرواندية بإالهية أبي جعفر المنصور‪.‬‬
‫وقالت* طائفة منهم بإالهي**ة عبدهللا بن الخ**رب الكن**دي الك**وفي‬
‫وعبدوه وكان يقول بتناس**خ األرواح‪ *،‬وف**رض عليهم تس**عة عش**ر‬
‫‪180‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫صالة في اليوم والليلة‪ ،‬في كل صالة خمس عش**رة ركع**ة إلى أن‬
‫ناظره رجل من متكلمي الصفرية وأوضح* له براهين الدين فأس**لم‬
‫وصح إسالمه‪ ،‬وتبرأ من كل م**ا ك**ان علي**ه وأعلم* أص**حابه ب**ذلك‬
‫وأظه**ر التوب**ة‪ ،‬فت**برأ من**ه جمي**ع أص**حابه ال**ذين ك**انوا يعبدون**ه‬
‫ويقولون بإالهيته ولعنوه وفارقوه‪ ،‬ورجعوا* كلهم إلى القول بإمامة‬
‫عبدهللا بن معاوية بن عبدهللا بن جعف**ر بن أبي ط**الب وبقي عبدهللا‬
‫بن الخ**رب على اإلس**الم وعلى* م**ذهب الص**فرية إلى أن م**ات‪،‬‬
‫وطائفت**ه إلى الي**وم تع**رف بالخربي**ة وهي من الس**بأية الق**ائلين‬
‫بإالهية علي‪.‬‬
‫وطائفة تدعى النصيرية غلبوا في وقتنا ه**ذا على جن**د األردن‬
‫بالشام‪ ،‬وعلى مدينة طبري**ة خاص**ة‪ ،‬ومن ق**ولهم لعن فاطم**ة بنت‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ولعن الحسن والحسين*‬
‫ابني علي رضي هللا عنهم‪ ،‬وسبهم بأقذع السب‪ ،‬وقذفهم* بكل بلي**ة‪،‬‬
‫والقطع بأنّها وابنيه**ا ‪-‬رض**ي هللا عنهم ولعن مبغض**يهم‪ -‬ش**ياطين‬
‫تص**وروا في ص**ورة اإلنس**ان‪ ،‬وق**ولهم في عب**دالرحمن* بن ملجم‬
‫المرادي قاتل علي رضي هللا عنه‪ :‬على علي لعنة هللا ورضي عن‬
‫ابن ملجم‪ .‬فيقول هؤالء‪ :‬إن عبدالرحمن ابن ملجم المرادي أفض**ل‬
‫أهل األرض وأكرمهم في اآلخرة‪ ،‬ألنه خلص روح الالهوت مم**ا‬
‫كان يتشبث في**ه من ظلم**ة الجس**د وك**دره ف**اعجبوا له**ذا الجن**ون‪،‬‬
‫واسألوا* هللا العافي**ة من بالء ال**دنيا واآلخ**رة فهي بي**ده ال بي**د أح**د‬
‫سواه‪ ،‬جعل هللا حظنا منها األوفى‪.‬‬
‫واعلموا أن كل من كفر هذه الكفرات الفاحش**ة ممن ينتمي إلى‬
‫اإلسالم فإنما عنصرهم الشيعة والص**وفية‪ ،‬ف**إن من الص**وفية من‬
‫يقول‪ :‬إن من عرف هللا تعالى سقطت عنه الشرائع‪ ،‬وزاد بعض**هم‬
‫واتصل باهلل تعالى وبلغنا أن بنيسابور اليوم في عصرنا هذا رج**ل‬
‫يك**نى أب**ا س**عيد أب**ا الخ**ير ‪-‬هك**ذا معًا‪ -‬من الص**وفية م**رة يلبس‬
‫‪181‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الصوف‪ ،‬ومرة يلبس الحرير المحرم على الرجال‪ ،‬وم**رة يص**لي‬


‫في اليوم ألف ركعة‪ ،‬ومرة ال يص**لى ال فريض**ة وال نافل**ة‪ ،‬وه**ذا‬
‫كفر محض ونعوذ باهلل من الضالل‪.‬اهـ‪‬‬
‫‪182‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فصول في مشابهة الرافضة للكفار‬

‫حول تقية الرافضة‬

‫ومم**ا ينبغي أن يعلم أن تقي**ة الرافض**ة داخل**ة في النف**اق‪ ،‬ألن‬


‫التقية المأخوذة من قوله تعالى‪﴿ :‬ال يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء‬
‫من دون المؤم**نين ومن يفع**ل ذل**ك فليس من هللا في ش**يء إال أن‬
‫ّ‬
‫ويحذركم هللا نفسه وإلى هللا المصير‪.﴾1‬‬ ‫تتّقوا منهم تقاةً‬
‫مبينة بقوله تعالى‪﴿ :‬من كف**ر باهلل من بع**د إيمان**ه إال من أك**ره‬
‫مطمئن باإليم***ان ولكن من ش***رح ب***الكفر ص***درًا فعليهم‬‫ّ‬ ‫وقلب***ه‬
‫غضب من هللا ولهم عذاب عظيم‪.﴾2‬‬
‫وحد اإلكراه‪ :‬أن تتأكد أن يحل بك أو مال**ك أو عرض**ك م**ا ال‬
‫تتحمله‪ .‬أما تلون الرافضة فليس من التقية في شيء‪ ،‬بل هو النفاق‬
‫أعاذنا هللا من النف**اق‪ ،‬فالمن**افقون يعمل**ون الفس**اد ويزعم**ون* أنّهم‬
‫مصلحون‪ ،‬ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬وإذا قي**ل لهم ال تفس**دوا في‬
‫األرض قالوا إنّما نحن مصلحون‪.﴾3‬‬
‫قال هللا تعالى‪﴿ :‬أال إنّهم هم المفسدون* ولكن* ال يشعرون‪.﴾4‬‬
‫وهكذا إمام الضاللة الخميني ي**زعم أن**ه يري**د اإلص**الح وه**و‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.28:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.106:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.12:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪183‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫يدعو إلى الضالل‪.‬‬


‫وق**ال س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬ألم ت**ر إلى الّ**ذين ن**افقوا يقول**ون*‬
‫ّ‬
‫لنخ**رجن معكم‬ ‫إلخوانهم الّذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم‬
‫وال نطي**ع فيكم أح *دًا أب *دًا وإن* ق**وتلتم لننص**رنّكم وهللا يش**هد إنّهم‬
‫لك****اذبون ‪ ‬لئن أخرج****وا ال يخرج****ون معهم ولئن قوتل****وا ال‬
‫ينصرونهم ولئن نصروهم ليولّ ّن األدبار ث ّم ال ينصرون‪.﴾1‬‬
‫وهك**ذا الخمي**ني وحاف**ظ أس**د النص**يري بع**د أن يع**دا أه**ل‬
‫فلس**طين ثم ال يفي**ان‪ ،‬ب**ل أقبح من ه**ذا أن رافض**ة لبن**ان فتكت‬
‫بالمخيمات الفلسطينية‪ ،‬وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ب ّشر المن**افقين ب* ّ‬
‫*أن‬
‫لهم عذابًا ألي ًما الّذين يتّخ**ذون الك**افرين أولي**اء من دون المؤم**نين‬
‫فإن الع ّزة هلل جميعًا‪.﴾2‬‬
‫أيبتغون عندهم الع ّزة ّ‬
‫وق***ال س***بحانه وتع***الى‪﴿ :‬ف***ترى الّ***ذين في قل***وبهم* م***رض‬
‫يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة‪.﴾3‬‬
‫فالرافضة من زمن ق*ديم يوال*ون الكف*ار‪ ،‬وه*ذا إم*ام الض*اللة‬
‫يس**تمد الق**وات من روس**يا ومن أمريك**ا‪ ،‬وفتكهم بأه**ل المخيم**ات‬
‫دليل على أنه مم**الئ م**ع إس**رائيل فه**و من**افق خط**ير‪ ،‬ورحم هللا‬
‫محم**د بن س**الم البيح**اني إذ يق**ول في وص**ف بعض الن**اس وه**و‬
‫يصدق على الخميني‪:‬‬
‫ويلبس للسياسة أل**ف لبس‬ ‫ي**دور م**ع الزجاج**ة حيث‬
‫ويطلب س****همه من ك****ل‬ ‫دارت‬
‫خمس‬ ‫فعن***د المس***لمين يع***د منهم‬
‫وعن م**اركس يحف**ظ ك**ل‬ ‫وعن**د الملح**دين يع**د منهم‬

‫‪ ‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية‪.12-11:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.139-138:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.52:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪184‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫درس‬ ‫ومث****ل اإلنجل****يز إذا‬


‫وفي ب***اريس محس***وب*‬ ‫رآهم‬
‫فرنسي‬
‫والرافضة ال ترضى بتحكيم كتاب هللا وسنة رسول هللا ‪-‬ص لى‬
‫هللا علي ه وعلى آل ه وس لم‪ -‬تق**ول لهم‪ :‬ق**ال هللا ق**ال رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬فيقول**ون‪ :‬ق**ال أئمتن**ا‪ .‬فبهم ش**به‬
‫من المن***افقين في ع***دم تحكيم الكت***اب والس***نة ق***ال هللا س**بحانه‬
‫وتعالى‪﴿ :‬ويقولون ءامنّ**ا باهلل وبالرّس**ول وأطعن**ا ث ّم يت**ولّى فري**ق‬
‫منهم من بع**د ذل**ك وم**ا أولئ**ك ب**المؤمنين ‪ ‬وإذا دع**وا إلى هللا‬
‫ورسوله ليحكم بينهم إذا فري**ق منهم معرض**ون‪ ‬وإن يكن لهم‬
‫ق ي**أتوا إلي**ه م**ذعنين‪ ‬أفي قل**وبهم* م**رض أم ارت**ابوا أم‬ ‫الح * ّ‬
‫يخافون* أن يحيف هللا عليهم ورس**وله ب**ل أولئ**ك هم الظّ**المون ‪‬‬
‫إنّما كان قول المؤم**نين إذا دع**وا* إلى هللا ورس**وله* ليحكم بينهم أن‬
‫يقول**وا س**معنا وأطعن**ا وأولئ**ك هم المفلح**ون*‪ ‬ومن يط**ع هللا‬
‫ورسوله ويخش هللا ويتّقه فأولئك هم الفائزون‪.﴾1‬‬
‫والرافضة يتعمدون مخالفة أهل الس نة وال يتقي دون بالكت اب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫ومن صفات الرافضة أنّهم يسخرون ويستهزئون بأهل الخ ير‬
‫والص الح‪ ،‬ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬يح**ذر المن**افقون أن ت**ن ّزل‬
‫إن هللا مخ**رج م**ا‬ ‫عليهم سورة تنبّئهم بما في قلوبهم ق**ل اس**تهزئوا ّ‬
‫ليقولن إنّما كنّا نخوض ونلعب قل أباهلل‬ ‫ّ‬ ‫تحذرون*‪ ‬ولئن سألتهم‬
‫وءاياته ورس**وله* كنتم تس**تهزئون‪ ‬ال تعت**ذروا ق**د كف**رتم بع**د‬
‫ّ‬
‫نع***ذب طائف***ةً ب***أنّهم ك***انوا‬ ‫إيم***انكم إن نع***ف عن طائف***ة منكم‬
‫مجرمين‪.﴾2‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.52-47:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.66-64:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪185‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وق**ال تع**الى‪﴿ :‬الّ**ذين يلم**زون المطّ** ّوعين من المؤم**نين في‬


‫الصّدقات والّذين ال يج**دون إال جه**دهم فيس**خرون منهم س**خر هللا‬
‫منهم ولهم عذاب أليم‪.﴾1‬‬
‫وإنك إذا قرأت في كتبهم واستمعت إلذاعتهم وجدتهم ينش**رون‬
‫ال**دعايات الكاذب**ة ال**تي تنف**ر عن الص**الحين وعن ال**دعاة إلى هللا‬
‫فت**ارة يص**فونهم ب**أنّهم عمالء وأخ**رى* ب**أنّهم متحج**روا العق**ول‬
‫وأخرى بأنّهم جامدوا الفطنة إلى غير ذلك من األكاذيب‪.‬‬
‫ومن صفات الرافض ة الذميم ة اإلرج اف على المؤم نين قال‬
‫هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬لئن لم ينت**ه المن**افقون والّ**ذين في قل**وبهم‬
‫مرض والمرجفون* في المدينة لنغرينّك بهم ث ّم ال يجاورون**ك فيه**ا‬
‫إال قليالً‪ ‬ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتّلوا* تقتيالً‪.﴾2‬‬
‫وال تس**أل عن إرج**اف الرافض**ة واس**تمع إلذاعتهم تس**معها‬
‫إذاعة فتنة‪ ،‬إذاعة إرهاب ﴿قاتلهم هللا أنّى يؤفكون*‪.﴾3‬‬
‫والباطنية يستعملون النفاق إذا كانت الدولة اإلسالمية قوي ة‪،‬‬
‫ومنهم اإلسماعيلية‪ ،‬فنهاية أمرهم إلى تعطي**ل ش**رع هللا‪ ،‬ويلتق**ون‬
‫مع الشيوعية في التعطيل‪ ،‬والطائفة اإلسماعيلية تتظاهر باإلس**الم‬
‫وبحب أهل بيت النبوة‪ ،‬وهم كاذبون مخادعون‪ ،‬ومن هؤالء الذين‬
‫يسمون أنفسهم بالمكارمة فهم رءوس الضالل‪ ،‬وهم ال**ذين أض**لوا‬
‫رجال (يام) الهمدانيين‪ ،‬وأضلوا طائفة بح**راز‪ ،‬وأخ**رى* بع**راس‪،‬‬
‫وأخرى بالعدين‪ ،‬وقد* سكن بعض**هم بج**وار نقم‪ ،‬وبعض**هم بمدين**ة‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ويس**مون بالنخاول**ة‪،‬‬
‫وبعض**هم باألحس**اء وب**القطيف‪ ،‬ومنهم طائف**ة كب**يرة ب**البحرين‪،‬‬
‫وطائف**ة بالهن**د‪ ،‬واإلس**ماعيلية رءوس**هم كف**ار واألتب**اع ض**الون‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.79:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.61-60:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.30:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪186‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫يحرف**ون كت**اب هللا على م**ا يه**وون‪ *،‬وق**د ذك**رت نب**ذة عنهم في‬
‫ّ‬
‫يح**ذروا‬ ‫((ه**ذه دعوتن**ا وعقي**دتنا‪ ))1‬وواجب* على أه**ل العلم أن‬
‫المسلمين من هذه الطائفة المارقة‪ ،‬فإن رج*ال (ي*ام) ل*و علم*وا أن‬
‫المكارمة كفار ما اتبعوهم على الضالل وهللا المستعان‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ذكرت الباطنية مع الرافض**ة ألن كلت**ا الط**ائفتين تتس *تّر بحب‬
‫أه**ل ال**بيت‪ ،‬وكلتاهم**ا تس**تعمل التقي**ة ال**تي هي في الواق**ع نف**اق‬
‫وحسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫حديثان لهما اتصال بما تقدم‪:‬‬
‫ق**ال اإلم**ام البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪1‬ص‪ :)89‬ح* ّدثنا س**ليمان‬
‫أبوال ّربيع‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثنا إسماعيل بن جعفر‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثنا نافع بن مالك‬
‫بن أبي ع**امر أبوس**هيل‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن أبي هري**رة‪ ،‬عن النّ**ب ّي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪(( :‬آي**ة المن**افق ثالث‪ :‬إذا‬
‫ح ّدث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اؤتمن خان))‪.‬‬
‫ح ّدثنا قبيصة بن عقبة‪ .‬ق**ال‪ :‬ح * ّدثنا س**فيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن‬
‫أن النّ**ب ّي‬
‫عبدهللا بن م**رّة‪ ،‬عن مس**روق‪ ،‬عن عبدهللا بن عم**رو‪ّ ،‬‬
‫كن في**ه ك**ان‬‫‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪(( :‬أرب**ع من ّ‬
‫منهن ك**انت في**ه خص**لة من‬‫ّ‬ ‫منافقًا خالصًا ومن كانت في**ه خص**لة‬
‫النّفاق حتّى يدعها‪ :‬إذا اؤتمن خ**ان‪ ،‬وإذا ح * ّدث ك**ذب‪ ،‬وإذا عاه**د‬
‫غدر‪ ،‬وإذا خاصم فجر))‪ .‬تابعه شعبة عن األعمش‪ .‬اهـ‬

‫‪ ‬ثم ألحقته بـ‪‬الترجمة‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪187‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فصل في مشابهة غالة الروافضاليهود‬


‫والنصارى في الغلو‬

‫إن هللا هو المسيح‬ ‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬لقد كفر الّذين قالوا ّ‬
‫ابن مريم وقال المسيح يابني إس**رائيل اعب**دوا هللا ربّي وربّكم إنّ**ه‬
‫من يشرك باهلل فقد حرّم هللا عليه الجنّة ومأواه النّار وم**ا للظّ**المين‬
‫إن هللا ثالث ثالثة وما من إله إال‬ ‫من أنصار ‪ ‬لقد كفر الّذين قالوا ّ‬
‫ليمس* ّن الّ**ذين كف**روا منهم‬
‫ّ‬ ‫إل**ه واح**د وإن لم ينته**وا ع ّم**ا يقول**ون‬
‫عذاب أليم ‪ ‬أفال يتوب**ون إلى هللا ويس**تغفرونه وهللا غف**ور رحيم‬
‫‪ ‬ما المسيح ابن مريم إال رسول ق**د خلت من قبل**ه الرّس**ل وأ ّم**ه‬
‫ص ّديقة كانا يأكالن الطّعام انظ**ر كي**ف ن**بيّن لهم اآلي**ات ث ّم انظ**ر‬
‫أنّى يؤفكون ‪ ‬قل أتعبدون من دون هللا ما ال يمل*ك لكم ض* ًّرا وال‬
‫نفعًا وهللا هو السّميع العليم ‪ ‬قل ياأهل الكت**اب ال تغل**وا في دينكم‬
‫ق وال تتّبعوا أهواء قوم* قد ض**لّوا من قب**ل وأض**لّوا كث**يرًا‬ ‫غير الح ّ‬
‫وضلّوا عن سواء السّبيل ﴾‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال تعالى‪﴿ :‬ياأهل الكتاب ال تغل**وا في دينكم وال تقول**وا على‬


‫ق إنّما المسيح عيسى ابن مريم رسول هللا وكلمته ألقاه**ا‬ ‫هللا إال الح ّ‬
‫إلى مريم وروح من*ه ف*آمنوا باهلل ورس**له وال تقول*وا ثالث*ة انته*وا‬
‫خ*يرًا لكم إنّم**ا هللا إل*ه واح*د س*بحانه أن يك*ون ل**ه ول**د ل**ه م**ا في‬
‫السّموات وما في األرض وكفى باهلل وكيالً‪.﴾2‬‬
‫وقال تعالى ‪﴿ :‬وقالت اليه**ود عزي**ر ابن هللا وق**الت النّص**ارى‬
‫المسيح ابن هللا ذلك قولهم ب*أفواههم يض*اهئون ق*ول الّ*ذين كف**روا‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.77-72:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.171:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪188‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫من قب**ل ق**اتلهم هللا أنّى يؤفك**ون‪ ‬اتّخ**ذوا أحب**ارهم ورهب**انهم‬


‫أربابًا من دون* هللا والمسيح ابن مريم وم**ا أم**روا إال ليعب**دوا إلهً**ا‬
‫واحدًا ال إله إال هو سبحانه ع ّما يشركون‪.﴾1‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ما كان لبشر أن يؤتيه هللا الكتاب والحكم والنّب ّوة‬
‫ث ّم يقول للنّاس كون**وا عب**ادًا لي من دون هللا ولكن كون**وا ربّ**انيّين‬
‫بما كنتم تعلّم**ون الكت**اب وبم**ا كنتم تدرس**ون‪ ‬وال ي*أمركم أن‬
‫تتّخ***ذوا المالئك***ة والنّ**بيّين أربابً***ا أي***أمركم ب**الكفر بع***د إذ أنتم‬
‫مسلمون‪.﴾2‬‬
‫وقد* تقدم لك شيء من غلوهم في أئمتهم‪ ،‬منهم من يقولون‪ :‬إنه‬
‫سيرجع بع**د الم**وت‪ ،‬ومنهم من ي**دعي لبعض**هم العص**مة‪ ،‬ومنهم‬
‫من يق**ول‪ :‬إن عليًّ**ا يح**يي الم**وتى‪ ،‬ومنهم من يق**ول‪ :‬إن**ه يج**ري‬
‫البحر‪ ،‬إلى آخر تلكم التراهات‪.‬‬
‫وعلي‪ *،‬والحس**ن‪ *،‬والحس**ين‪ *،‬ومحم**د بن الحنفي**ة‪ ،‬وعلي بن‬
‫الحس***ين‪ ،‬والحس***ن* ابن الحس***ن‪ ،‬ومحم***د بن علي بن الحس***ين‪،‬‬
‫وجعف**ر بن محم**د‪ ،‬وزي**د بن علي‪ ،‬ومن س**لك مس**لكهم من أه**ل‬
‫البيت رحمهم هللا بريئون من هذه األباطيل‪ ،‬ومن أهله**ا‪ .‬واعلم أن‬
‫الرافض**ة لم تس**م رافض**ة إال من**ذ رفض**ت زي**د بن علي‪ ،‬ولكن‬
‫طريق**ة الرافض**ة هي طريق**ة س**لفهم عبدهللا بن س**بأ ومن ج**رى‬
‫مجراه الصم البكم العمي الذين ال يعقلون‪.‬‬
‫ف***إن قلت‪ :‬ق***د ش***اركهم بعض غالة الص***وفية في الغل***و في‬
‫مشايخه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬شرع هللا ليس فيه محاباة ألحد‪ ،‬من شاركهم فهو مثلهم‪.‬‬

‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.30:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.80-79:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪189‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إنكار علي رضي هللا عنه غلو الرافضة‪:‬‬


‫قال اإلمام أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في كت**اب ((الس**نة))‬
‫(ج‪ 2‬ص‪ :)476‬ثنا أب**وبكر بن أبى ش**يبة‪ ،‬ثن**ا وكي**ع‪ ،‬عن ش**عبة‪،‬‬
‫عن أبي التّيّاح‪ ،‬عن أبي السّوار* العدو ّ*‬
‫ي قال‪ :‬ق**ال عل ّي رض**ي هللا‬
‫عن**ه‪ :‬ليحبّنّي ق**وم* حتّى ي**دخلوا النّ**ار ف ّي‪ ،‬وليبغض *نّي ق**وم حتّى‬
‫يدخلوا النّار في بغضي‪ .‬اهـ‬
‫هذا األثر صحيح‪ ،‬على شرط الشيخين‪.‬‬
‫‪190‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم لليهود في عدم قول آمين في‬


‫الصالة‬
‫قال اإلمام أبوعبدهللا بن ماجة رحمه هللا(ج‪ 1‬ص‪ :)278‬ح * ّدثنا‬
‫إسحق بن منصور‪ ،‬أخبرنا عبدالصّمد بن عبدالوارث‪ *،‬ح ّدثنا ح ّماد‬
‫بن سلمة‪ ،‬ح ّدثنا سهيل بن أبي ص**الح‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن عائش**ة‪ ،‬عن‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬م**ا حس**دتكم اليه**ود‬
‫على شيء‪ ،‬ما حسدتكم على السّالم والتّأمين))‪ .‬اهـ‬
‫هذا حديث حسن على شرط مسلم‪.‬‬
‫وعند أولئك المخذولين التأمين مبطل للصالة‪ ،‬وقد* ذكرن**ا ه**ذا‬
‫في ((رياض الجنة في الرد على أعداء السنة‪ ،))1‬والحمد هلل‪.‬‬
‫وقد* أصبحوا اآلن ال يجسرون أن يقول**وا‪ *:‬إن الت**أمين ووض**ع‬
‫الي**د اليم**نى على اليس**رى مبطالن للص**الة‪ ،‬لعلمهم أن الن**اس ق**د‬
‫تفقه**وا في دين هللا وعرف**وا الح**ق من الباط**ل‪ ،‬ولكن يقول**ون‪ :‬إن‬
‫هؤالء الوهابية يقولون بالرؤية‪ ،‬ويقول**ون إن هلل وجه**ا وي**دين إلى‬
‫غير ذلك مما يق**ول أه**ل الس**نة‪ ،‬ألدل**ة الكت**اب والس**نة المقتض**ية‬
‫ل**ذلك‪ ،‬فنحن نق**ول‪ :‬نعم نعم نحن نثبت م**ا أثبت**ه لنفس**ه‪ ،‬على ه**ذا‬
‫نحيا وعليه نموت إن شاء هللا‪ ،‬فموتوا* بغيظكم‪ ،‬وقد فندنا بحم**د هللا‬
‫أراءكم الزائغ****ة في كتابن****ا ((إرش****اد ذوي الفطن إلبع****اد غالة‬
‫الروافض من اليمن‪ ))2‬والحمد هلل‪.‬‬

‫‪ ‬وهو مطبوع‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬وهو مطبوع منشور والحمد هلل‪ ،‬ثم تكلمنا بأبس**ط من ه*ذا في كتابن*ا* ‪‬ص**عقة‬ ‫‪2‬‬
‫الزلزال لنسف أهل الرفض واالعتزال‪ ‬وهو يعتبر مرجعًا في العقيدة فيما يتعلق‬
‫برافضة اليمن‪ ،‬وتاري ًخا ألئمة الرفض واالعتزال في اليمن‪ .‬والحمد هلل‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ومن مشابهتهم اليهود خذالن أئمتهم‬

‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وإذ قال موسى لقوم**ه ي**اقوم* اذك**روا‬
‫نعمة هللا عليكم إذ جع**ل فيكم أنبي**اء وجعلكم ملو ًك**ا وءات**اكم م**ا لم‬
‫يؤت أحدًا من العالمين ‪ ‬ياقوم* ادخلوا األرض المق ّدسة الّتي كتب‬
‫هللا لكم وال ترت ّدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ‪ ‬قالوا* ياموسى‬
‫إن فيه**ا قو ًم**ا جبّ**ارين وإنّ**ا لن ن**دخلها حتّى يخرج**وا منه**ا ف**إن‬
‫ّ‬
‫يخرجوا منها فإنّا داخل*ون* ‪ ‬ق*ال رجالن من الّ*ذين يخ*افون* أنعم‬
‫هللا عليهما ادخلوا عليهم الباب ف**إذا دخلتم**وه ف**إنّكم غ**البون وعلى‬
‫هللا فتو ّكلوا إن كنتم مؤمنين ‪ ‬قالوا* ياموسى إنّا لن ندخلها أبدًا م**ا‬
‫داموا فيها فاذهب أنت وربّك فقاتال إنّا هاهنا قاع**دون ‪ ‬ق**ال ربّ‬
‫إنّي ال أملك إال نفسي وأخي ف**افرق بينن**ا وبين الق**وم الفاس**قين ‪‬‬
‫قال فإنّها مح ّرمة عليهم أربعين سنةً ي**تيهون في األرض فال ت**أس‬
‫على القوم الفاسقين‪.﴾1‬‬
‫والشيعة خ**ذلت علي بن أبي ط**الب‪ ،‬وطعن**وا الحس**ن بن علي‬
‫في عجزه‪ ،‬وخ**ذلوا* الحس**ين بن علي‪ ،‬وخ**ذلوا* زي**د بن علي‪ ،‬كم**ا‬
‫هو معروف في كتب السير‪.‬‬

‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.26-20:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪192‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود والنصارى في اتخاذ القبور‬


‫مساجد‬

‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)531‬ح ّدثنا مح ّمد بن سالم‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخبرنا عبدة‪ ،‬عن هشام بن ع**روة‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن عائش**ة ّ‬
‫أن‬
‫أ ّم سلمة ذكرت لرسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬كنيسةً‬
‫رأ ْتها بأرض الحبشة يقال لها‪ :‬مارية فذكرت له م**ا رأت فيه**ا من‬
‫الص**ور‪ .‬فق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬ ‫ّ‬
‫الص*الح‪ ،‬أو الرّج**ل ّ‬
‫الص*الح بن**وا‬ ‫((أولئك قوم إذا مات فيهم العبد ّ‬
‫على قبره مسجدًا‪ ،‬وص ّوروا* فيه تلك الصّور‪ ،‬أولئك ش**رار الخل**ق‬
‫عند هللا))‪.‬‬
‫وق**ال رحم**ه هللا ص (‪ :)532‬ح * ّدثنا أبواليم**ان‪ .‬ق**ال‪ :‬أخبرن**ا‬
‫ش**عيب‪ ،‬عن ال ّزه**ريّ‪ ،‬أخ**برني عبيدهللا بن عبدهللا بن عتب**ة‪ّ ،‬‬
‫أن‬
‫عائشة وعبدهللا بن عبّ**اس‪ .‬ق**اال‪ :‬ل ّم**ا ن*زل برس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬طف**ق يط**رح خميص*ةً ل**ه على وجه**ه ف**إذا‬
‫اغت ّم بها كشفها عن وجهه‪ .‬فقال وهو كذلك‪(( :‬لعنة هللا على اليهود‬
‫يحذر ما صنعوا‪.‬‬‫والنّصارى‪ ،‬اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ّ‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن مسلمة‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن س**عيد‬
‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى‬ ‫بن المسيّب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ّ ،‬‬
‫آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬قاتل هللا اليهود‪ ،‬اتّخذوا قبور أنبي**ائهم مس**اجد))‪.‬‬
‫اهـ‬
‫ف**إن قلت‪ :‬إن**ه ق**د ش**اركهم غ**يرهم من المس**لمين‪ ،‬قلت‪ :‬هم‬
‫المتعصبون لهذا األمر‪ ،‬ومن شاركهم فهو مثلهم‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ومن مشابهتهم لليهود والنصارى قولهم‪:‬ال‬


‫يدخل الجنة إال من كان على ملتهم‬

‫قال هللا سبحانه وتع**الى‪﴿ :‬وق**الوا لن ي**دخل الجنّ**ة إال من ك**ان‬


‫ه***ودًا أو نص***ارى تل***ك أم***انيّهم ق***ل ه***اتوا بره***انكم إن كنتم‬
‫صادقين‪.﴾1‬‬
‫وهك***ذا الرافض***ة يزعم***ون أن***ه ال ي***دخل الجن***ة إال أئمتهم‬
‫وشيعتهم‪ ،‬ومن ث ّم يحكم**ون ب**الكفر على س**ائر الف**رق اإلس**المية‪،‬‬
‫ومن حكم ب***الكفر على أبي بك***ر وعم***ر رض***ي هللا عنهم***ا فلن‬
‫يتحاشى من غيرهما‪ ،‬وما ر ّدهم س**نة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬وما رواه أئمة أهل الس**نة إال من ه**ذا الب**اب‪ ،‬فهم‬
‫يعتقدون* أن من عداهم كفار كفرًا صري ًحا أو كفر تأوي**ل‪ ،‬وناهي**ك‬
‫بقوم كفّروا صحابة رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫أال يجرءون على تكفير من عداهم من المسلمين‪ ،‬وأنت إذا نظرت‬
‫إلى م**ذاهب الرافض**ة وج**دتهم يأخ**ذون* من الم**ذاهب أرداه**ا‪،‬‬
‫فمذهبهم في التكفير أردى من الخ**وارج‪ ،‬وفي األس**ماء والص**فات‬
‫تابعون ألسيادهم المعتزلة‪ ،‬وفي الغلو في أهل البيت إليهم المنتهى‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫وجدير بمن حارب علم الكتاب والسنة أن يكون متخبطًا تائهًا‪،‬‬
‫أيض*ا دع**اة فتن وض**الل‪ ،‬وال يعص**مك من تراه**اتهم إال هللا‬ ‫وهم ً‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬ثم التمسك بكتاب هللا وسنة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ومعرفة عقائدهم الخبيث**ة‪ ،‬وحس**بنا هللا ونعم‬
‫الوكيل‪.‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.111:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪194‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في الحسد‬

‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ما يو ّد الّذين كف**روا من أه**ل الكت**اب‬


‫وال المش***ركين أن ي***ن ّزل عليكم من خ***ير من ربّكم وهللا يختصّ‬
‫برحمته من يشاء وهللا ذو الفضل العظيم‪.﴾1‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬و ّد كث**ير من أه**ل الكت**اب ل**و ي**ر ّدونكم من بع**د‬
‫إيمانكم كفّ**ارًا حس*دًا من عن**د أنفس**هم من بع**د م**ا ت**بيّن لهم الح* ّ‬
‫ق‬
‫إن هللا على ك** ّل ش**يء‬ ‫ف**اعفوا واص**فحوا حتّى ي**أتي هللا ب**أمره ّ‬
‫قدير‪.﴾2‬‬
‫وق**ال س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬ألم ت**ر إلى الّ**ذين أوت**وا نص**يبًا من‬
‫الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون* للّ**ذين كف**روا ه**ؤالء‬
‫أهدى من الّذين ءامنوا سبيالً‪ ‬أولئك الّذين لعنهم هللا ومن يلعن‬
‫هللا فلن تجد له نصيرًا‪ ‬أم لهم نصيب من الملك فإ ًذا ال يؤت**ون‬
‫النّاس نقيرًا‪ ‬أم يحسدون* النّاس على م**ا ءات**اهم هللا من فض**له‬
‫فقد ءاتينا ءال إبراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم مل ًكا عظي ًما‪.﴾3‬‬
‫وه**ؤالء المخ**ذولون إذا رأوا ط**الب علم ليس ش**يعيًّا ح**اربوه‬
‫وافتروا عليه الكذب‪ ،‬وسفهوا ما يدعو إليه‪ ،‬وقد* وجدنا ه**ذا عن**دنا‬
‫باليمن‪ ،‬ويا قاتلهم هللا م**ا أجل**دهم في ال**دفاع عن ب**اطلهم‪ ،‬ينكش**ف‬
‫كذبهم وينتقلون إلى طريق أخرى في الكذب‪.‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.105:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.109:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.54-51:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪195‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ولو أسرد لك أكاذيبهم المفضوحة لكانت مجلدًا‪.‬‬


‫‪196‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم لليهود في شدة عداوتهم ألهل‬


‫اإلسالم‬

‫لتجدن أش ّد النّاس عداوةً للّذين ءامنوا‬


‫ّ‬ ‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬‬
‫اليهود والّذين أشركوا‪.﴾1‬‬
‫والرافضة يعرف من خالطهم عداوتهم لإلس*الم‪ *،‬ولهم مواق*ف‬
‫يتعاونون فيها م**ع أع**داء اإلس**الم على المس**لمين‪ ،‬كم**ا ذك**ر ه**ذا‬
‫شيخ اإلسالم* ابن تيمية في ((منهاج السنة)) وم**ا قص**ة المخيم**ات‬
‫الفلس**طينية من**ك ببعي**د‪ .‬ونحن نس**مع روافض ص**عدة يقول**ون‪*:‬‬
‫الوهابي**ة أض**ر على اإلس**الم من الش**يوعية‪ ،‬ويعن**ون بالوهابي**ة‬
‫الدعاة إلى هللا‪.‬‬
‫ومن مشابهتهم لليهود أن اليهود يعطلون العمل ي**وم الس**بت‪،‬‬
‫وكذلك الرافضة تعطل العمل يوم عاشوراء‪ ،‬ألنه اليوم ال**ذي قت**ل‬
‫في**ه الحس**ين بن علي رض**ي هللا عن**ه‪ ،‬ويرتكب**ون ب**دعًا ش**تّى‬
‫ومخالفات شتّى‪ ،‬ومشابهتهم ألعداء* اإلسالم* أك**ثر من أن تحص**ر‪.‬‬
‫وكل هذا بسبب عداوتهم* لسنة رس**ول هللا وتنك**رهم ألهله**ا‪﴿ :‬فل ّم**ا‬
‫زاغوا أزاغ هللا قلوبهم وهللا ال يهدي القوم الفاسقين‪.﴾2‬‬

‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.82:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة الصف‪ ،‬اآلية‪.5:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪197‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم المشركين في الدفاع عن الشرك‬

‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وعجبوا أن ج*اءهم من*ذر منهم وق*ال‬


‫إن ه**ذا‬ ‫كذاب‪ ‬أجع**ل اآلله**ة إلهً**ا واح*دًا ّ‬ ‫الكافرون* هذا ساحر ّ‬
‫لشيء عج**اب‪ ‬وانطل**ق المال منهم أن امش**وا واص**بروا على‬
‫إن هذا لشيء يراد‪ ‬ما سمعنا بهذا في الملّة اآلخرة إن‬ ‫ءالهتكم ّ‬
‫ك من‬ ‫الذكر من بيننا بل هم في ش** ّ‬ ‫هذا إال اختالق‪ ‬أأنزل عليه ّ‬
‫ذكري بل ل ّما يذوقوا عذاب‪.﴾1‬‬
‫فأنت تقول للرافضة‪ :‬إن دعاء غير هللا لجلب نفع ال يقدر عليه‬
‫إال هللا‪ ،‬أو دفع ضر ال يقدر على دفعه إال هللا شرك‪ ،‬فال يج**وز أن‬
‫ت**دعو علي بن أبي ط**الب أو غ**يره من األم**وات* رحمهم هللا‪ ،‬ألن‬
‫هللا ع**ز وج**ل يق**ول‪﴿ :‬والّ**ذين ت**دعون من دون**ه م**ا يملك**ون من‬
‫قطم**ير‪ ‬إن ت**دعوهم ال يس**معوا دع**اءكم ول**و س**معوا م**ا‬
‫استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم وال ينبّئك مثل خبير‪.﴾2‬‬
‫ويقول‪﴿ :‬ومن أض ّل م ّمن يدعو من دون* هللا من ال يستجيب ل**ه‬
‫إلى ي**وم القيام**ة وهم عن دع**ائهم غ**افلون*‪ ‬وإذا حش**ر النّ**اس‬
‫كانوا لهم أعدا ًء وكانوا بعبادتهم كافرين‪.﴾3‬‬
‫ويقول‪﴿ :‬ومن ي**دع م**ع هللا إلهً**ا ءاخ**ر ال بره**ان ل**ه ب**ه فإنّم**ا‬
‫حسابه عند ربّه إنّه ال يفلح الكافرون‪.﴾4‬‬

‫‪ ‬سورة ص‪ ،‬اآلية‪.8-4:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة فاطر‪ ،‬اآلية‪.14-13:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.6-5:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة المؤمنون‪ ،‬اآلية‪.117:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪198‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فإن قلت‪ :‬إنه ق**د ش**اركهم في ه**ذا غ**يرهم‪ .‬قلت‪ :‬من ش**اركهم‬
‫فه**و مثلهم‪﴿ :‬وال ت**دع من دون هللا م**ا ال ينفع**ك وال يض *رّك ف**إن‬
‫فعلت فإنّك إ ًذا من الظّالمين‪ ‬وإن يمسسك هللا بض ّر فال كاشف‬
‫له إال هو وإن يردك بخير فال را ّد لفضله يصيب ب**ه من يش**اء من‬
‫عباده وهو الغفور الرّحيم‪.﴾5‬‬
‫إذا تلوت عليهم هؤالء اآلي**ات وم**ا أش**بههن من اآلي**ات وقلت*‬
‫لهم‪ :‬إن دعاء األموات واالستغاثة بهم ال تجوز؟ قالوا‪ *:‬أنت وهّابي‬
‫أنت تبغض أهل البيت‪ ،‬وهكذا غالة الصوفية إذا قلت‪ :‬إن األولي**اء‬
‫ال ينفعون وال يضرون‪ ،‬قالوا‪ *:‬أنت تبغض األولي**اء‪ ،‬ك**برت كلم*ةً‬
‫تخرج من أفواه الفريقين إن يقولون إال كذبًا‪.‬‬
‫وإذا أردت أن تتأكد أنّهم دعاة شرك وض**الل‪ ،‬وم**دافعون* عن‬
‫الشرك راجعت كتاب الرافضي األثيم محسن األمين الع*املي ذل*ك‬
‫الكت**اب الزائ**غ ه**و كت**اب ((كش**ف االرتي**اب في اتب**اع محم**د بن‬
‫عبدالوهاب)) ال ج**زى هللا خ**يرًا من اس**تورده إلى اليمن من ذوي‬
‫الجشع الذين ليس هم إال بيع الكت**اب والتج**ارة في المكتب**ات‪ ،‬وهللا‬
‫المستعان ‪.‬‬

‫‪ ‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.107-106:‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪199‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في االفتراء على هللا‬

‫وإن منهم لفريقً**ا يل**وون ألس**نتهم‬


‫ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪ّ ﴿ :‬‬
‫بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكت**اب ويقول**ون* ه**و من‬
‫عن***د هللا وم***ا ه***و من عن***د هللا ويقول***ون على هللا الك***ذب وهم‬
‫يعلمون‪.﴾1‬‬
‫وهكذا الرافضة يزعمون أن قرآننا ناقص‪ ،‬وأن لديهم آي**ات لم‬
‫تكتب في مص**حفنا‪ ،‬وك**ذبوا‪ ،‬ف**إن هللا ع**ز وج**ل يق**ول في كتاب**ه‬
‫الذكر وإنّا له لحافظون‪.﴾2‬‬ ‫الكريم‪﴿ :‬إنّا نحن ن ّزلنا ّ‬
‫فهم به**ذه الفري**ة يعت**برون من أظلم الن**اس‪ ،‬ق**ال هللا س**بحانه‬
‫وتعالى‪﴿ :‬ومن أظلم م ّمن اف**ترى على هللا الك**ذب وه**و ي**دعى إلى‬
‫اإلسالم وهللا ال يهدي القوم الظّالمين‪.﴾3‬‬
‫وق**ال س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬ومن أظلم م ّمن اف**ترى على هللا ك**ذبًا‬
‫أولئ**ك يعرض**ون على ربّهم ويق**ول األش**هاد ه**ؤالء الّ**ذين ك**ذبوا‬
‫على ربّهم أال لعنة هللا على الظّالمين‪.﴾4‬‬

‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.78:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة الحجر‪ ،‬اآلية‪.9:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة الصف‪ ،‬اآلية‪.7:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة هود‪ ،‬اآلية‪.18:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪200‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم لليهود والنصارىأن أحاديثهم ليس‬


‫لها أسانيد‬

‫وأنت إذا نظرت في كتب الرافضة وج**دتها تش**به كتب اليه**ود‬


‫والنصارى‪ ،‬ليس لها أسانيد‪ ،‬وإن أس**ندوا فعن الك**ذابين‪ ،‬فكن على‬
‫حذر من كتب الرافض**ة‪ ،‬وق *د* أغن**اك هللا بكتب الس**نة ال**تي نخلت‬
‫األحاديث نخالً‪ ،‬فجزى* هللا علماءنا خيرًا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪201‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ومن مشابهتهم اليهود أن اليهود رموا مريم‬


‫عليها السالم بالفاحشة والرافضة رمت‬
‫عائشة رضي هللا عنها بالفاحشة‬

‫وأيض*ا نقيص**ة للن**بي‬‫ً‬ ‫وهذا يعت**بر كف*رًا ألن**ه تك**ذيب للق**رآن‪،‬‬


‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ ،-‬وقد* نزهه هللا عنها‪.‬‬
‫أما براءة مريم فق*ال هللا س**بحانه وتع*الى‪﴿ :‬واذك*ر في الكت*اب‬
‫مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًّا ‪ ‬فاتّخذت من دونهم حجابًا‬
‫فأرس**لنا إليه**ا روحن**ا فتمثّ**ل له**ا بش*رًا س**ويًّا ‪ ‬ق**الت إنّي أع**وذ‬
‫بالرّحمن منك إن كنت تقيًّا ‪ ‬قال إنّما أنا رس**ول ربّ**ك ألهب ل**ك‬
‫غال ًما زكيًّا ‪ ‬قالت أنّى يكون لي غالم ولم يمسسني بش**ر ولم أك‬
‫بغيًّا ‪ ‬ق**ال ك**ذلك ق**ال ربّ**ك ه**و عل ّي هيّن ولنجعل**ه ءاي*ةً للنّ**اس‬
‫ورحمةً منّا وكان أمرًا مقضيًّا ‪ ‬فحملته فانتبذت ب**ه مكانً**ا قص *يًّا‬
‫مت قب**ل ه**ذا‬ ‫‪ ‬فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة قالت يا ليت**ني ّ‬
‫وكنت نسيًا منسيًّا ‪ ‬فناداها من تحته**ا أال تح**زني ق**د جع**ل ربّ**ك‬
‫تحتك سريًّا ‪ ‬وه ّزي إليك بجذع النّخلة تساقط علي**ك رطبً**ا جنيًّ**ا‬
‫ترين من البشر أحدًا فقولي إنّي‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬فكلي واشربي وق ّري عينًا فإ ّما‬
‫ن**ذرت لل*رّحمن ص**و ًما فلن أكلّم الي**وم إنس*يًّا ‪ ‬ف**أتت ب**ه قومه**ا‬
‫تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئًا فريًّا ‪ ‬يا أخت هارون ما ك**ان‬
‫أبوك امرأ سوء وما كانت أ ّمك بغيًّ**ا ‪ ‬فأش**ارت إلي**ه ق**الوا* كي**ف‬
‫نكلّم من ك**ان في المه**د ص**بيًّا ‪ ‬ق**ال إنّي عبدهللا ءات**اني الكت**اب‬
‫ّ‬
‫بالص*الة‬ ‫وجعلني نبيًّا ‪ ‬وجعلني مبار ًك**ا أين م**ا كنت وأوص**اني‬
‫وال ّزكاة ما دمت حيًّا ‪ ‬وب ًّرا بوالدتي ولم يجعلني جبّ**ارًا ش**قيًّا ‪‬‬
‫والس *الم* عل ّي ي**وم ول**دت* وي**وم أم**وت وي**وم أبعث حيًّ**ا ‪ ‬ذل**ك‬ ‫ّ‬
‫ق الّ*ذي في*ه يم*ترون ‪ ‬م*ا ك*ان هلل أن‬ ‫عيسى ابن مريم ق*ول الح* ّ‬
‫‪202‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫يتّخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون‪.﴾1‬‬


‫آمنا باهلل وبكتابه‪ ،‬وكذبنا اليهود المفترين‪.‬‬
‫إن الّ*ذين ج*اءوا‬ ‫وأما براءة عائشة فقال هللا س*بحانه وتع*الى‪ّ ﴿ :‬‬
‫باإلفك عصبة منكم ال تحسبوه ش ًّرا لكم بل هو خير لكم لك ّل امرئ‬
‫منهم ما اكتسب من اإلثم والّذي تولّى ك**بره منهم ل**ه ع**ذاب عظيم‬
‫ظن المؤمن**ون والمؤمن**ات بأنفس**هم خ**يرًا‬ ‫‪ ‬لوال إذ س**معتموه ّ‬
‫وقالوا* هذا إفك مبين‪ ‬لوال ج**اءوا علي**ه بأربع**ة ش**هداء ف**إذ لم‬
‫بالش*هداء* فأولئ**ك عن**د هللا هم الك**اذبون ‪ ‬ول**وال فض**ل هللا‬‫ي**أتوا ّ‬
‫عليكم ورحمته في ال ّدنيا واآلخرة* لمسّكم في ما أفض*تم في*ه ع*ذاب‬
‫عظيم‪ ‬إذ تلقّونه بألس**نتكم وتقول**ون ب**أفواهكم م**ا ليس لكم ب**ه‬
‫علم وتحسبونه هيّنً**ا وه**و عن**د هللا عظيم‪ ‬ول**وال إذ س**معتموه‬
‫قلتم م**ا يك**ون لن**ا أن نتكلّم به**ذا س**بحانك ه**ذا بهت**ان عظيم‪‬‬
‫يعظكم هللا أن تعودوا لمثله أبدًا إن كنتم مؤمنين‪ ‬ويبيّن هللا لكم‬
‫إن الّذين يحبّون أن تشيع الفاحش**ة في‬ ‫اآليات وهللا عليم حكيم‪ّ ‬‬
‫الّذين ءامن**وا لهم ع**ذاب أليم في ال* ّدنيا واآلخ**رة وهللا يعلم وأنتم ال‬
‫وأن هللا رءوف رحيم‬ ‫تعلمون‪ ‬ولوال فضل هللا عليكم ورحمته ّ‬
‫الش**يطان ومن يتّب**ع‬ ‫‪‬ياأيّه**ا الّ**ذين ءامن**وا ال تتّبع**وا خط**وات ّ‬
‫خطوات ّ‬
‫الش*يطان فإنّ**ه ي**أمر بالفحش**اء والمنك**ر ول**وال فض**ل هللا‬
‫ولكن هللا يز ّكي من يش**اء‬ ‫ّ‬ ‫عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدًا‬
‫ّ‬
‫والس *عة أن يؤت**وا‬ ‫وهللا سميع عليم‪ ‬وال يأتل أولو الفضل منكم‬
‫أولي الق***ربى والمس***اكين والمه***اجرين في س***بيل هللا وليعف***وا‬
‫وليص**فحوا أال تحبّ**ون أن يغف**ر هللا لكم وهللا غف**ور رحيم‪ّ ‬‬
‫إن‬
‫الّ**ذين يرم**ون المحص**نات الغ**افالت* المؤمن**ات لعن**وا في ال * ّدنيا‬
‫واآلخرة ولهم ع**ذاب عظيم ‪ ‬ي**وم تش**هد عليهم ألس**نتهم وأي**ديهم‬
‫وأرجلهم بم**ا ك**انوا يعمل**ون‪ ‬يومئ**ذ ي**وفّيهم هللا دينهم الح** ّ‬
‫ق‬
‫‪ ‬سورة مريم‪ ،‬اآلية‪.35-16:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪203‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ق الم***بين‪ ‬الخبيث***ات للخبي***ثين‬ ‫أن هللا ه***و الح*** ّ‬


‫ويعلم***ون ّ‬
‫والخبيثون للخبيثات والطّيّبات للطّيّبين والطّيّب**ون للطّيّب**ات أولئ**ك‬
‫مبرّءون م ّما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم‪.﴾1‬‬
‫وق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 8‬ص‪ :)452‬ح** ّدثنا يح**يى بن‬
‫بك**ير‪ ،‬ح * ّدثنا اللّيث‪ ،‬عن ي**ونس‪ ،‬عن ابن ش**هاب‪ ،‬ق**ال‪ :‬أخ**برني‬
‫ع**روة ابن ال ّزب**ير‪ ،‬وس**عيد بن المس**يّب‪ ،‬وعلقم**ة بن وقّ**اص‪،‬‬
‫وعبيدهللا بن عبدهللا بن عتبة بن مسعود‪ ،‬عن حديث عائشة رض**ي‬
‫هللا عنها زوج النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حين قال له**ا‬
‫أهل اإلفك ما قالوا‪ *،‬فبرّأها هللا م ّما ق**الوا‪ *،‬وك* ّل ح* ّدثني طائف*ةً من‬
‫ضا‪ ،‬وإن كان بعضهم أوعى ل**ه‬ ‫الحديث وبعض حديثهم يص ّدق بع ً‬
‫من بعض‪ ،‬الّ**ذي ح* ّدثني ع**روة‪ ،‬عن عائش**ة رض**ي هللا عنه**ا ّ‬
‫أن‬
‫عائش**ة رض**ي هللا عنه**ا زوج النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬قالت‪ :‬كان رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬إذا‬
‫ّتهن خرج س**همها خ**رج به**ا‬ ‫أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه‪ ،‬فأي ّ‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي*ه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬مع*ه‪ .‬ق*الت عائش*ة‪:‬‬
‫فأقرع بيننا في غزوة غزاها‪ ،‬فخرج س**همي فخ**رجت م**ع رس**ول‬
‫هللا ‪-‬ص*لى هللا علي**ه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬بع**دما ن*زل الحج**اب‪ ،‬فأن**ا‬
‫أحم**ل في ه**ودجي وأن**زل في**ه‪ ،‬فس**رنا حتّى إذا ف**رغ رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬من غزوته تلك وقف*ل ودنون*ا من‬
‫المدين**ة ق**افلين‪ ،‬آذن ليل**ةً بالرّحي**ل‪ ،‬فقمت حين آذن**وا بالرّحي**ل‬
‫فمشيت حتّى جاوزت الجيش‪ ،‬فل ّما قضيت ش**أني أقبلت إلى رحلي‬
‫فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع‪ ،‬فالتمس**ت عق**دي وحبس**ني‬
‫ابتغاؤه‪ ،‬وأقبل الرّهط الّذين ك**انوا يرحل**ون لي ف**احتملوا ه**ودجي‬
‫فرحل**وه* على بع**يري الّ**ذي كنت ركبت وهم يحس**بون أنّي في**ه‪،‬‬
‫يثقلهن اللّحم‪ ،‬إنّم**ا ي**أكلن العلق**ة من‬
‫ّ‬ ‫وكان النّس**اء إذ ذاك خفافً**ا لم‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.26-11:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪204‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الطّعام‪ ،‬فلم يستنكر القوم خفّة اله**ودج حين رفع*وه‪ ،‬وكنت جاري*ةً‬
‫حديثة الس ّّن‪ *،‬فبعثوا الجمل وساروا‪ ،‬فوجدت* عق**دي بع**دما اس**تم ّر‬
‫الجيش‪ ،‬فجئت منازلهم وليس به**ا داع وال مجيب‪ ،‬ف*أممت م ْن*زلي‬
‫الّ**ذي كنت ب**ه‪ ،‬وظننت أنّهم س**يفقدوني ف**يرجعون إل ّي‪ ،‬فبين**ا أن**ا‬
‫جالسة في م ْنزلي غلبتني عيني فنمت‪ ،‬وكان ص**فوان بن المعطّ**ل‬
‫الذكوان ّي من وراء الجيش‪ ،‬فأدلج* فأصبح عن**د م ْن**زلي‪،‬‬ ‫السّلم ّي ث ّم ّ‬
‫فرأى سواد إنسان نائم‪ ،‬فأت**اني فعرف**ني حين رآني‪ ،‬وك**ان ي**رآني‬
‫قب**ل الحج**اب‪ ،‬فاس**تيقظت باس**ترجاعه حين عرف**ني‪ ،‬فخ ّم**رت‬
‫وجهي بجلبابي‪ ،‬وهللا ما كلّمني كلمةً‪ ،‬وال س**معت من**ه كلم*ةً غ**ير‬
‫استرجاعه‪ ،‬حتّى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبته**ا‪ ،‬ف**انطلق‬
‫يقود بي الرّاحلة‪ ،‬حتّى أتينا الجيش بعدما نزلوا م**وغرين في نح*ر‬
‫الظّهيرة‪ ،‬فهلك من هلك‪ ،‬وكان الّذي تولّى اإلفك* عبدهللا بن أب ّي بن‬
‫سلول‪.‬‬
‫فقدمنا المدينة فاش**تكيت حين ق**دمت ش**هرًا‪ ،‬والنّ**اس يفيض**ون‬
‫في قول أصحاب اإلفك* ال أشعر بشيء من ذلك‪ ،‬وه**و يريب**ني في‬
‫وجعي أنّي ال أع**رف من رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬اللّطف الّذي كنت أرى من**ه حين أش**تكي‪ ،‬إنّم**ا ي**دخل عل ّي‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فيسلّم ث ّم يقول‪(( :‬كيف‬
‫تيكم)) ث ّم ينص**رف‪ ،‬ف**ذاك الّ**ذي يريب**ني وال أش**عر ّ‬
‫بالش *رّ‪ ،‬حتّى‬
‫خرجت بعدما نقهت فخرجت معي أ ّم مسطح قبل المناص**ع‪ ،‬وه**و‬
‫متبرّزنا‪ ،‬وكنّا ال نخرج إالّ ليالً إلى ليل‪ ،‬وذلك قبل أن نتّخذ الكنف‬
‫قريبًا من بيوتنا‪ ،‬وأ ْمرنا أ ْمر العرب األول في التّبرّز قب**ل الغائ**ط‪،‬‬
‫نتأذى بالكنف أن نتّخذها عند بيوتنا‪ ،‬فانطلقت أن**ا وأ ّم مس**طح‬ ‫فكنّا ّ‬
‫وهي ابنة أبي رهم بن عبدمناف وأ ّمها بنت صخر بن عامر‪ ،‬خالة‬
‫ص ّديق‪ ،‬وابنها مسطح بن أثاثة‪ ،‬ف**أقبلت أن**ا وأ ّم مس**طح‬ ‫أبي بكر ال ّ‬
‫قب**ل بي**تي وق *د* فرغن**ا من ش**أننا‪ ،‬فع**ثرت أ ّم مس**طح في مرطه**ا‬
‫فق*الت‪ :‬تعس مس**طح‪ .‬فقلت له**ا‪ :‬بئس م*ا قلت أتس*بّين رجالً ش**هد‬
‫‪205‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بد ًرا‪ .‬قالت‪ :‬أي هنتاه أولم تسمعي ما ق**ال؟ ق**الت‪ :‬قلت‪ :‬وم**ا ق**ال؟‬
‫مرض*ا على مرض**ي‪ ،‬فل ّم**ا‬‫ً‬ ‫فأخبرتني بق**ول أه**ل اإلف*ك* ف**ازددت‬
‫رجعت إلى بيتي ودخل عل ّي رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬تعني س*لّم ث ّم ق**ال‪(( :‬كي*ف تيكم؟)) فقلت‪ :‬أت**أذن لي أن آتي‬
‫أبويّ‪ .‬قالت‪ *:‬وأنا حينئذ أري*د أن أس*تيقن الخ*بر من قبلهم*ا‪ .‬ق*الت‪*:‬‬
‫فأذن لي رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬فجئت أب**و ّ‬
‫ي‬
‫فقلت أل ّمي‪ :‬يا أ ّمتاه ما يتح ّدث النّاس؟ قالت‪ *:‬يا بنيّة ه * ّوني علي**ك‪،‬‬
‫فوهللا لقلّما كانت امرأة قطّ وضيئة عند رجل يحبّه**ا وله**ا ض**رائر‬
‫إالّ كثّرن عليها‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬سبحان هللا أو لقد تح ّدث النّاس به**ذا‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فبكيت تلك اللّيلة حتّى أصبحت ال يرقأ لي دمع‪ ،‬وال أكتح**ل‬
‫بنوم‪ ،‬حتّى أصبحت أبكي‪.‬‬
‫فدعا* رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬عل ّي بن أبي‬
‫ط*الب‪ ،‬وأس**امة بن زي*د رض**ي هللا عنهم**ا حين اس*تلبث ال*وحي‪،‬‬
‫يستأمرهما في فراق أهله‪ .‬قالت‪ :‬فأ ّم**ا أس**امة بن زي**د فأش**ار على‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بالّ**ذي يعلم من ب**راءة‬
‫أهله وبالّذي يعلم لهم في نفسه من الو ّد‪ .‬فقال‪ :‬ي**ا رس**ول هللا أهل**ك‬
‫وال نعلم إالّ خيرًا‪ ،‬وأ ّما عل ّي بن أبي طالب فق**ال‪ :‬ي*ا رس**ول هللا لم‬
‫يضيّق هللا عليك والنّساء سواها كثير‪ ،‬وإن تسأل الجارية تصدقك‪.‬‬
‫قالت‪ :‬ف*دعا* رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي*ه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬بري*رة‬
‫فقال‪(( :‬أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك))؟ ق**الت بري**رة‪ :‬ال‪،‬‬
‫ق إن رأيت عليها أم*رًا أغمص**ه عليه**ا أك**ثر من‬ ‫والّذي بعثك بالح ّ‬
‫أنّها جارية حديثة الس ّّن تنام عن عجين أهلها‪ ،‬فتأتي ال ّداجن فتأكله‪.‬‬
‫فق**ام رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فاس**تعذر‬
‫يومئذ من عبدهللا بن أب ّي بن سلول ق**الت‪ :‬فق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬وهو على المنبر‪(( :‬ي*ا معش**ر المس*لمين‬
‫من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بي*تي‪ ،‬فوهللا م*ا علمت‬
‫‪206‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫على أهلي إالّ خيرًا‪ ،‬ولقد ذك**روا رجالً م**ا علمت علي**ه إالّ خ**يرًا‪،‬‬
‫وم***ا ك***ان ي***دخل على أهلي إالّ معي))‪ ،‬فق***ام س***عد بن مع***اذ‬
‫ي فقال‪ :‬يا رسول هللا أنا أعذرك منه‪ ،‬إن ك**ان من األوس‬ ‫األنصار ّ‬
‫ض**ربت عنق**ه‪ ،‬وإن ك**ان من إخوانن**ا من الخ**زرج أمرتن**ا ففعلن**ا‬
‫أمرك‪ .‬قالت‪ :‬فقام سعد بن عبادة وهو سيّد الخزرج وكان قبل ذل**ك‬
‫رجالً صال ًحا ولكن احتملته الحميّة‪ ،‬فقال لسعد‪ :‬كذبت لعم**ر هللا ال‬
‫تقتله وال تقدر على قتله‪ .‬فقام أس**يد بن حض**ير وه**و ابن ع ّم س**عد‬
‫بن معاذ فقال لسعد بن عبادة‪ :‬كذبت لعمر هللا لنقتلنّه‪ ،‬فإنّ**ك من**افق‬
‫تجادل عن المنافقين‪ .‬فتساور الحيّان األوس والخزرج حتّى ه ّم**وا‬
‫أن يقتتلوا ورسول* هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ق**ائم على‬
‫المن**بر فلم ي**زل رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫يخفّضهم حتّى سكتوا وسكت‪.‬‬
‫ق**الت‪ :‬فمكثت ي**ومي ذل**ك ال يرق**أ لي دم**ع وال أكتح**ل بن**وم‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويو ًما ال أكتح**ل بن**وم‬
‫وال يرقأ لي دمع يظنّان ّ‬
‫أن البك**اء ف**الق كب**دي‪ .‬ق**الت‪ :‬فبينم**ا هم**ا‬
‫جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت عل ّي امرأة من األنصار ف**أذنت‬
‫له**ا‪ ،‬فجلس**ت تبكي معي‪ .‬ق**الت‪ *:‬فبين**ا نحن على ذل**ك دخ**ل علين**ا‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬فس*لّم ث ّم جلس ق*الت‪*:‬‬
‫ولم يجلس عندي منذ قيل ما قي*ل قبله*ا‪ ،‬وق*د* لبث ش*هرًا ال ي*وحى‬
‫إليه في شأني‪ .‬قالت‪ :‬فتشهّد رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬حين جلس ث ّم قال‪(( :‬أ ّما بعد‪ :‬يا عائشة فإنّه قد بلغ**ني عن**ك‬
‫كذا وك**ذا‪ ،‬ف**إن كنت بريئ*ةً فس**يبرّئك هللا‪ ،‬وإن* كنت ألممت ب**ذنب‬
‫فإن العبد إذا اعترف بذنب**ه ث ّم ت**اب إلى‬ ‫فاستغفري هللا وتوبي إليه‪ّ ،‬‬
‫هللا تاب هللا عليه))‪ ،‬قالت‪ *:‬فل ّما قضى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬مقالته قلص دمعي حتّى ما أحسّ منه قطرةً‪ .‬فقلت‬
‫ألبي‪ :‬أجب رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فيم**ا ق**ال‪.‬‬
‫قال‪ :‬وهللا ما أدري* ما أقول لرسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫‪207‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وسلم‪ !-‬فقلت أل ّمي‪ :‬أجيبي رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ .-‬قالت‪ :‬ما أدري ما أقول لرسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬
‫الس* ّن ال أق**رأ كث*يرًا من‬‫آله وسلم‪ .-‬قالت‪ :‬فقلت وأنا جارية حديث**ة ّ‬
‫القرآن‪ :‬إنّي وهللا لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتّى اس**تق ّر في‬
‫أنفسكم وص ّدقتم به‪ ،‬فلئن قلت لكم إنّي بريئة وهللا يعلم أنّي بريئة ال‬
‫تص ّدقونني بذلك‪ ،‬ولئن اعترفت لكم بأمر وهللا يعلم أنّي منه بريئ**ة‬
‫لتص ّدقنّي‪ ،‬وهللا ما أجد لكم مثالً إالّ قول أبي يوس**ف ق**ال‪﴿ :‬فص**بر‬
‫جمي***ل وهللا المس***تعان على م***ا تص***فون‪ ﴾1‬ق***الت‪ :‬ث ّم تح*** ّولت‬
‫فاضطجعت على فراشي‪ ،‬قالت‪ :‬وأن**ا حينئ**ذ أعلم أنّي بريئ**ة‪ّ ،‬‬
‫وأن‬
‫أن هللا م ْن***زل في‬‫أظن ّ‬ ‫هللا م***برّئي ب**براءتي‪ ،‬ولكن وهللا م***ا كنت ّ‬
‫شأني وحيًا يتلى‪ ،‬ولشأني في نفسي كان أحق**ر من أن يتكلّم هللا ف ّي‬
‫بأمر يتلى‪ ،‬ولكن كنت أرجو أن يرى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬في النّوم رؤيا يب ّرئني هللا بها‪ .‬قالت‪ :‬فوهللا ما رام‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وال خرج أحد من أهل‬
‫البيت حتّى أنزل عليه‪ ،‬فأخذه ما كان يأخ**ذه من البرح**اء حتّى إنّ**ه‬
‫ليتح ّدر منه مث**ل الجم**ان من الع**رق وه**و في ي**وم ش**ات من ثق**ل‬
‫القول الّذي ي ْنزل عليه‪ .‬قالت‪ :‬فل ّما سرّي عن رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬سرّي عن**ه وه**و يض**حك فك**انت أ ّول كلم**ة‬
‫تكلّم بها‪(( :‬يا عائش**ة أ ّم**ا هللا ع* ّز وج* ّل فق**د ب*رّأك)) فق**الت أ ّمي‪:‬‬
‫قومي إليه‪ ،‬ق**الت‪ :‬فقلت‪ :‬وهللا ال أق**وم* إلي**ه‪ ،‬وال أحم**د إالّ هللا ع* ّز‬
‫إن الّذين ج**اءوا باإلف**ك عص**بة منكم‬ ‫وجلّ‪ ،‬وأنزل هللا ع ّز وجلّ‪ّ ﴿ :‬‬
‫ال تحسبوه‪ ﴾2‬العش*ر اآلي**ات كلّه*ا‪ .‬فل ّم*ا أن*زل هللا في ب*راءتي ق*ال‬
‫ص ّديق رضي هللا عنه وك**ان ينف**ق على مس**طح بن أثاث**ة‬ ‫أبوبكر ال ّ‬
‫لقرابته منه وفقره‪ :‬وهللا ال أنفق على مس**طح ش**يئًا أب*دًا بع**د الّ**ذي‬
‫‪ ‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.18:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪208‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال لعائشة ما قال‪ ،‬فأنزل هللا‪﴿ :‬وال يأتل أولو* الفضل منكم والسّعة‬
‫أن يؤت***وا أولي الق***ربى والمس***اكين والمه***اجرين في س***بيل هللا‬
‫وليعفوا وليصفحوا أال تحبّون أن يغف**ر هللا لكم وهللا غف**ور رحيم‪﴾1‬‬
‫قال أبوبكر‪ :‬بلى وهللا إنّي أحبّ أن يغف**ر هللا لي‪ ،‬فرج**ع إلى النّفق**ة‬
‫الّتي كان ينفق عليه‪ ،‬وقال‪ :‬وهللا ال أنزعها منه أبدًا‪ .‬ق**الت عائش**ة‪:‬‬
‫وكان رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يسأل زينب بنت‬
‫جحش عن أمري فقال‪(( :‬يا زينب ماذا علمت أو رأيت))؟ فقالت‪:‬‬
‫يا رسول هللا أحمي س**معي وبص**ري‪ ،‬م**ا علمت إالّ خ**يرًا‪ .‬ق**الت‪:‬‬
‫وهي الّتي ك*انت تس**اميني من أزواج رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي*ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فعص**مها هللا ب**الورع‪ *،‬وطفقت أخته**ا حمن**ة‬
‫تحارب لها‪ ،‬فهلكت فيمن هلك من أصحاب اإلفك‪ .‬اهـ‬
‫آمنا باهلل‪ ،‬وبكتاب هللا‪ ،‬وبسنة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ ،-‬وكفرنا بقول الرافضة الزائغين الضالين‪.‬‬

‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.22:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪209‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في تأخير اإلفطار في‬


‫الصوم‬

‫ق***ال اإلم***ام البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)196‬ح*** ّدثنا‬


‫الحميديّ‪ ،‬ح ّدثنا سفيان‪ ،‬ح ّدثنا هش**ام بن ع**روة‪ ،‬ق**ال‪ :‬س**معت أبي‬
‫يقول‪ :‬س*معت عاص*م بن عم*ر بن الخطّ*اب‪ ،‬عن أبي*ه رض*ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬إذا‬
‫أقبل اللّيل من ههنا‪ ،‬وأدبر النّهار من ههنا‪ ،‬وغربت ّ‬
‫الش *مس‪ ،‬فق**د‬
‫أفطر الصّائم))‪.‬‬
‫ح ّدثنا إسحاق الواسط ّي‪ ،‬ح ّدثنا خالد‪ ،‬عن ال ّشيبان ّي‪ ،‬عن عبدهللا‬
‫بن أبي أوفى* رضي هللا عن**ه ق**ال‪ :‬كنّ**ا م**ع رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫الش*مس‬ ‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬في سفر وه**و ص**ائم‪ ،‬فل ّم**ا غ**ربت ّ‬
‫قال لبعض القوم‪(( :‬يا فالن قم فاجدح لنا)) فقال‪ :‬يا رس**ول هللا ل**و‬
‫أمسيت‪ ،‬قال‪(( :‬انزل فاجدح لنا))‪ .‬قال‪ :‬يا رسول هللا فل*و* أمس**يت‪.‬‬
‫إن علي**ك نه**ارًا‪ .‬ق**ال‪(( :‬ان**زل‬‫ق**ال‪(( :‬ان**زل فاج**دح لنا))‪ .‬ق**ال‪ّ :‬‬
‫فاجدح لنا)) فنزل فجدح لهم‪ ،‬فشرب النّب ّي ‪-‬ص*لى هللا علي*ه وعلى‬
‫آله وس**لم‪ -‬ث ّم ق**ال‪(( :‬إذا رأيتم اللّي**ل ق**د أقب**ل من ههن**ا فق**د أفط**ر‬
‫الصّائم))‪.‬‬
‫وقال البخاري رحمه هللا ص(‪ :)198‬باب تعجيل اإلفطار‪.‬‬
‫ح * ّدثنا عبدهللا بن يوس**ف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن أبي ح**ازم‪ ،‬عن‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬ ‫س**هل بن س**عد‪ّ ،‬‬
‫قال‪(( :‬ال يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطر))‪.‬اهـ‬
‫قال الحافظ في ((الفتح))‪ :‬قال ابن دقيق العيد‪ :‬في هذا الح**ديث‬
‫ر ّد على الشيعة في تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم‪ ،‬ولع**ل ه**ذا‬
‫‪210‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هو السبب في وجود* الخير بتعجيل الفطر‪ ،‬ألن الذي يؤخره يدخل‬
‫في فعل خالف السنة‪.‬اهـ‬
‫وقال أبواود رحم**ه هللا (ج‪ 6‬ص‪ :)480‬ح* ّدثنا وهب بن بقيّ**ة‪،‬‬
‫عن خال**د‪ ،‬عن مح ّم**د يع**ني ابن عم**رو‪ ،‬عن أبي س**لمة‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ال يزال‬
‫ألن اليه**ود والنّص**ارى‬‫ال * ّدين ظ**اهرًا م**ا ع ّج**ل النّ**اس الفط**ر‪ّ ،‬‬
‫يؤ ّخرون))‪ .‬اهـ‬
‫هذا حديث حسن‪.‬‬
‫وكما أن التأخير تشبّه ب**اليهود‪ ،‬فه**و تنطّ**ع ً‬
‫أيض*ا‪ ،‬ق**ال اإلم**ام‬
‫مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)2055‬ح * ّدثنا أب**وبكر بن أبي ش**يبة‪،‬‬
‫ح * ّدثنا حفص بن غي**اث‪ ،‬ويح**يى بن س**عيد‪ ،‬عن ابن ج**ريج‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن عتيق‪ ،‬عن طلق بن حبيب‪ ،‬عن األحن**ف بن قيس‪ ،‬عن‬
‫عبدهللا ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((هلك المتنطّعون)) قالها ثالثًا‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في استحالل أموال غيرهم‬

‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار‬


‫يؤ ّده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار ال يؤ ّده إليك إال ما دمت علي*ه‬
‫قائ ًما ذلك بأنّهم قالوا ليس علينا في األ ّميّين سبيل ويقولون على هللا‬
‫الكذب وهم يعلمون‪ .﴾1‬قال الحاف**ظ ابن كث**ير‪ :‬وقول**ه‪﴿ :‬ذل**ك ب**أنّهم‬
‫ق**الوا* ليس علين**ا في األ ّميّين س**بيل﴾ أي‪ :‬إنم**ا حملهم على جح**ود‬
‫الح**ق أنّهم يقول**ون‪ :‬ليس علين**ا في دينن**ا ح**رج في أك**ل أم**وال‬
‫األميين وهم العرب‪ ،‬فإن هللا قد أحلها لنا‪ .‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬ويقولون*‬
‫على هللا الك***ذب وهم يعلم***ون﴾ أي‪ :‬وق***د* اختلق***وا ه***ذه المقال***ة‬
‫وائتفكوه**ا به**ذه الض**اللة‪ ،‬ف**إن هللا ح**رم عليهم أك**ل األم**وال* إال‬
‫بحقه**ا‪ ،‬وإنم**ا هم ق**وم* بهت‪.‬اهـ الم**راد من ((تفس**ير الحاف**ظ ابن‬
‫كثير))‪.‬‬
‫وأنت إذا نظرت في سيرة هؤالء المخذولين وجدتهم يستحلون*‬
‫مال القبيلي بالرشوة وفي الحروز والعزائم‪ ،‬وربما بكتابة ال**زور‪،‬‬
‫وقد كان المهدي ص**احب ((الم**واهب)) ي*رى أن اليمن إقط**اع ل**ه‬
‫فيما يزعم‪ ،‬ألنه طهّ**ره من األت**راك وهم كف**ار‪ ،‬وق*د* أخ**برت عن‬
‫هاشم ّي كان حاك ًما في (الص**فراء)‪ 2‬ه**و من بيت القاس**م أن**ه ك**ان‬
‫يقول‪ :‬مال القبيلي حالل‪ .‬هكذا ال ورع وال دين وال خلق‪ ،‬وس**يعلم‬
‫الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‪.‬‬

‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.75:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬إحدى مديريات محافظة صعدة باليمن‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪212‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في التحريف‬

‫قال هللا سبحانه وتع**الى‪﴿ :‬أفتطمع**ون أن يؤمن**وا لكم وق**د ك**ان‬


‫فريق منهم يس**معون كالم هللا ث ّم يحرّفون*ه من بع**د م*ا عقل*وه وهم‬
‫يعلمون‪.﴾1‬‬
‫وق**ال س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬ومن الّ**ذين ه**ادوا س * ّماعون للك**ذب‬
‫س*** ّماعون* لق***وم ءاخ***رين لم ي***أتوك يحرّف***ون* الكلم من بع***د‬
‫مواضعه‪.﴾2‬‬
‫وتحريف الرافضة للقرآن ليس له حصر‪ ،‬وأذكر ما تيسر‪ّ ﴿ :‬‬
‫إن‬
‫هللا يأمركم أن تذبحوا بقرةً﴾‪ .‬قالوا‪ :‬عائش**ة‪( .‬الجبت والط**اغوت)‪*:‬‬
‫أب**وبكر وعم**ر‪ .‬ق**رأت ه**ذا في كت**اب من كتب اإلس**ماعيلية‪ .‬ق**ال‬
‫الش**وكاني في ((الفوائ**د المجموعة))‪( :‬ص‪ )317‬وفي تفس**يرهم‪:‬‬
‫﴿مرج البحرين﴾ بعلي وفاطمة ﴿اللؤلؤ والمرجان﴾ الحسنان‪ .‬اهـ‬
‫وقد* ذكر الرافضي األثيم عبد الحسين في كتاب**ه ((المراجع**ات‬
‫المظلمة)) شيئًا من ه**ذه التحريف**ات‪ .‬فم**ا أك**ثر جناي**ات الرافض**ة‬
‫على شرع هللا‪ ،‬وما أكثر خ**زعبالتهم طه**ر هللا بالد المس**لمين من‬
‫تحريفاتهم الزائغة‪ .‬آمين‪.‬‬
‫ه**ذا‪ ،‬ومم**ا ينبغي أن يعلم أن المش**ابهة ال تقتض**ي أن حكمهم‬
‫حكم من شابهوه‪ ،‬ولكن تقتضي الذم إذا كانت مش**ابهة في الباط**ل‪،‬‬
‫وربما وصل المتش*به إلى درج**ة المش*تبه ب*ه‪ ،‬فق**د ثبت عن الن*بي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬أن**ه ق**ال‪(( :‬من تش*بّه بق**وم فه**و‬

‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.75:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.41:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪213‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫منهم))‪ .‬هذا إذا كان يرى أن التش*به أحس*ن من اإلس*الم* أو مماث*ل‬


‫له‪ .‬وإم*ا إذا ك*ان يتش*به بأع*داء* اإلس**الم وه**و جاه*ل فه*ذا الفع*ل‬
‫مح*رم‪ ،‬وهللا أعلم* وإني أنص**ح بق*راءة كت*اب ((اقتض*اء الص*راط‬
‫المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)) لشيخ اإلسالم ابن تيمية رحم**ه‬
‫هللا‪.‬‬

‫ي‬‫هذا‪ ،‬ومن ظن أننا تجاوزن ا الح د فليس**أل الخمي**ني‪ :‬أجعف**ر ّ‬


‫أنت؟ فإن ق**ال‪ :‬نعم‪ .‬رج**ع إلى كتب المل**ل والنح**ل ((ك**الفرق بين‬
‫الف**رق)) و((المل**ل والنحل)) للشهرس**تاني‪ ،‬ولينظ**ر في عقي**دة‬
‫الجعفري**ة‪ ،‬ويس**أله‪ :‬أإم**امي أنت؟ ف**إذا ق**ال‪ :‬نعم‪ .‬رج**ع إلى كتب‬
‫الملل والنحل ح**تى ينظ**ر عقي**دة اإلمامي**ة‪ .‬ويس**أله‪ :‬أاثن**ا عش**ري‬
‫أنت؟ فإن ق**ال‪ :‬نعم‪ ،‬فل*يرجع إلى عقي*دة االث*ني عش*رية‪ ،‬وليس**أله‬
‫عن زنادقة تحت ستار التشيع مثل عبدهللا بن س**بأ‪ ،‬ونص**ير ال**دين‬
‫الطوسي‪ ،‬بل يسأله عن أبي لؤل**ؤة المجوس**ي ال**ذي قت**ل عم**ر بن‬
‫الخطاب رضي هللا عنه ولعن قاتله‪ ،‬وليسأله عن كتبهم التي تق**ول‬
‫إن قرآننا ناقص‪ ،‬أيعتقد أنّها كتب إسالمية وليسأله ما ع**نى بقول**ه‪:‬‬
‫إن ألئمتنا م ْنزلة ال يبلغه**ا ن**ب ّي مرس**ل‪ ،‬وال مل**ك مق**رب‪ ،‬ويطلب‬
‫منه الجواب من إذاعة طه**ران باللغ**ة العربي**ة وباللغ**ة الفارس**ية‪،‬‬
‫فإن**ه س**يبقى في ح**يرة‪ ،‬إن ق**ال يس**تعمل تقيتهم ال**تي هي النف**اق‬
‫فسيغضب علي**ه ال**روافض‪ ،‬وإن ص**رح بم**ا عن**ده علمت عقيدت**ه‬
‫الخبيثة‪.‬‬
‫ولك حق أيها السني أن تسأل‪ ،‬فهذا األعرابي ي**أتي رس**ول هللا‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فيق**ول‪ :‬ي**ا محم**د إني س**ائلك‬
‫فمشدد عليك في المسألة فال تجد عل ّي في نفسك‪ ،‬فيقول له الرسول‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬س**ل ع ّم**ا ب**دا لك))‪ .‬رواه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫‪214‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ولما كان القوم يطعنون في صحابة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ب**ل يكف**رونهم إال الن**ادر منهم‪ ،‬رأيت أن أعق**د‬
‫فص**الً في فض**ل الص**حابة رض**وان هللا عليهم لبي**ان م ْن**زلتهم‬
‫الرفيع**ة عن**د هللا‪ ،‬وم**الهم من المواق**ف* الحس**نة‪ ،‬والص**بر على‬
‫الش**دائد‪ ،‬واالستس**الم لش**رع هللا رحمهم هللا‪ ،‬وق**د كنت كتبت في‬
‫((إرش**اد ذوي الفطن إلبع**اد غالة ال**روافض من اليمن)) كتاب**ة‬
‫أوس*ع من ه*ذا‪ ،‬ولك*ني رأيت أن ال أخلي ه*ذا الكت*اب عن ال*دفاع*‬
‫عن الصحابة الكرام رض**ي هللا عنهم‪ ،‬إذ هم نقل**ة ال**دين وحملت**ه‪،‬‬
‫والطعن فيهم طعن في الدين‪ ،‬ومما ينبغي أن يعلم أن أحسن كت**اب‬
‫أل**ف في فض**ائل الص**حابة رض**ي هللا عنهم ه**و ((اإلص**ابة في‬
‫معرف**ة الص**حابة)) للحاف**ظ ابن حج**ر‪ ،‬وأم**ا ((حي**اة الص**حابة))‬
‫و((ذخ***ائر العق***بى في فض***ائل ذوى* الق***ربى)) و((الص***واعق‬
‫المحرقة في ال**رد على أه**ل الب**دع والزندقة)) و((در الس**حابة في‬
‫فضل القرابة والصحابة)) و((رجال حول الرسول)) فإنّها جمعت‬
‫الص**حيح والض**عيف والموض**وع‪ ،‬واألح**اديث الموض**وعة* في‬
‫فضل الصحابة على العموم والتفصيل‪ ،‬وكذا في فضل أهل ال**بيت‬
‫ليس له***ا ح***د‪ ،‬ل***ذلك رأيت إن م***د هللا في العم***ر أن أكتب في‬
‫الصحيح المسند‪ ،1‬وهللا الموفق وإليه المرجع والمآب‪.‬‬

‫‪ ‬وبحمد هللا قد قام بهذا أخونا مصطفى بن العدوي‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪215‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فصل في فضائل الصحابة‬

‫‪ a‬قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وكذلك جعلناكم أ ّمةً وسطًا لتكونوا‬


‫شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا‪.﴾1‬‬
‫ومع**نى وس *طًا‪ :‬ع**دوالً‪ *،‬كم**ا في ح**ديث أبي س**عيد الخ**دري‬
‫رضي هللا عنه الذي في الصحيح‪.‬‬
‫‪ b‬وق**ال تع**الى‪﴿ :‬كنتم خ**ير أ ّم**ة أخ**رجت للنّ**اس ت**أمرون‬
‫بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل‪.﴾2‬‬
‫هات*ان اآليت*ان وإن كانت*ا تش*مالن األم*ة كله*ا‪ ،‬ف*إن الص*حابة‬
‫داخلون في هذا دخوالً* أوليًّا ألنّهم المخاطبون بهذا‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام أب**و بك**ر بن أبي ش**يبة (ج‪ 12‬ص‪ :)155‬ح** ّدثنا‬
‫عبدالرّحيم بن س**ليمان‪ ،‬عن إس**رائيل‪ ،‬عن س**ماك بن ح**رب‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عبّاس‪﴿ :‬كنتم خ**ير أ ّم**ة أخ**رجت للنّ**اس﴾‬
‫قال الّذين هاجروا مع مح ّمد ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬إلى‬
‫المدينة‪.‬‬
‫وسنده حسن‪.‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬والسّابقون األ ّولون* من المهاجرين واألنص**ار‬ ‫‪c‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.143:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.110:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪216‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫والّذين اتّبعوهم بإحس**ان رض**ي هللا عنهم ورض**وا عن**ه وأع* ّد لهم‬
‫جنّات تجري تحتها األ ْنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم‪.﴾1‬‬
‫‪ d‬وقال تعالى‪﴿ :‬لقد تاب هللا على النّب ّي والمهاجرين واألنصار‬
‫الّذين اتّبعوه في ساعة العسرة من بع**د م**ا ك**اد يزي**غ قل**وب فري**ق‬
‫منهم ث ّم تاب عليهم إنّه بهم رءوف رحيم‪.﴾2‬‬
‫‪ e‬وق**ال تع**الى‪﴿ :‬مح ّم**د رس**ول هللا والّ**ذين* مع**ه أش * ّداء على‬
‫الكفّ**ار رحم**اء بينهم ت**راهم ر ّكعً**ا س** ّجدًا يبتغ**ون فض**الً من هللا‬
‫الس *جود* ذل**ك مثلهم في‬‫ورض**وانًا س**يماهم في وج**وههم من أث**ر ّ‬
‫التّوراة ومثلهم في اإلنجي**ل ك**زرع أخ**رج ش**طأه ف**آزره فاس**تغلظ‬
‫فاستوى على سوقه يعجب ال ّزرّاع* ليغيظ بهم الكفّار وعد هللا الّ**ذين‬
‫ءامنوا وعملوا* الصّالحات منهم مغفرةً وأجرًا عظي ًما‪.﴾3‬‬
‫‪ f‬وقال تعالى‪﴿ :‬ال يستوي منكم من أنفق من قب**ل الفتح وقات**ل‬
‫أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بع**د وق**اتلوا* وكالًّ وع**د هللا‬
‫الحسنى وهللا بما تعملون خبير‪ .﴾4‬فقول*ه‪﴿ :‬وكالًّ وع*د هللا الحس*نى﴾‬
‫يشمل جميع صحابة رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫ورضي عنهم أجمعين‪.‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.100:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.117:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.29:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪217‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫‪ g‬وقال تعالى‪﴿ :‬والّذين ءامن**وا وه**اجروا وجاه**دوا في س**بيل‬


‫هللا والّ**ذين آووا ونص**روا أولئ**ك هم المؤمن**ون حقًّ**ا لهم مغف**رة‬
‫ورزق كريم‪.﴾1‬‬
‫‪ h‬وقال تع**الى‪﴿ :‬من المؤم**نين رج**ال ص**دقوا* م**ا عاه**دوا هللا‬
‫عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما ب ّدلوا تبديالً‪.﴾2‬‬
‫‪ i‬وقال سبحانه وتع*الى‪﴿ :‬للفق*راء المه*اجرين الّ*ذين أخرج*وا‬
‫من ديارهم وأموالهم* يبتغ**ون فض*الً من هللا ورض**وانًا وينص**رون‬
‫الص***ادقون‪ ‬والّ***ذين تب*** ّوءوا ال*** ّدار‬
‫هللا ورس***وله أولئ***ك هم ّ‬
‫واإليم****ان من قبلهم يحبّ****ون من ه****اجر إليهم وال يج****دون في‬
‫صدورهم حاج*ةً م ّم*ا أوت*وا وي*ؤثرون على أنفس**هم ول*و ك*ان بهم‬
‫خصاص**ة ومن ي**وق ش * ّح نفس**ه فأولئ**ك هم المفلح**ون ‪ ‬والّ**ذين‬
‫جاءوا من بعدهم يقول**ون ربّن**ا اغف**ر لن**ا وإلخوانن**ا الّ**ذين س**بقونا‬
‫باإليمان وال تجعل في قلوبن**ا غالًّ للّ**ذين ءامن**وا ربّن**ا إنّ**ك رءوف‬
‫رحيم‪.﴾3‬‬
‫قال اإلمام الشوكاني رحمه هللا في تفسيره ((فتح القدير)) (ج‪5‬‬
‫ص‪ )202‬في الكالم على قول**ه تع**الى‪﴿ :‬وال تجع**ل في قلوبن**ا غالًّ‬
‫وبغض*ا وحس*دًا‪ ،‬أم**رهم هللا س**بحانه بع**د‬
‫ً‬ ‫للّذين ءامنوا﴾‪ :‬أي ًّ‬
‫غش*ا‬
‫االس**تغفار للمه**اجرين واألنص**ار أن يطلب**وا من هللا س**بحانه أن‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.74:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.23:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية‪.10-8:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪218‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ي ْنزع من قلوبهم الغ**ل لل**ذين آمن**وا على اإلطالق في**دخل في ذل**ك‬


‫الصحابة دخوالً أوليًّا لكونهم أشرف المؤم*نين‪ ،‬ولكن الس*ياق فيهم‬
‫فمن لم يستغفر للصحابة على العموم* ويطلب رضوان هللا لهم‪ ،‬فقد‬
‫خالف ما أمره هللا به في هذه اآلية‪ ،‬فإن وجد في قلب**ه غالً لهم فق**د‬
‫أصابه نزغ من الشيطان‪ ،‬وحل ب**ه نص**يب واف**ر من عص**يان هللا‬
‫بعداوة أوليائه‪ ،‬وخير أمة نبي**ه ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫وانفتح له ب**اب من الخ**ذالن يف**د ب**ه على ن**ار جهنم إن لم يت**دارك‬
‫نفسه باللجوء إلى هللا سبحانه‪ ،‬واالستغاثة به بأن ي ْنزع عن قلبه م**ا‬
‫طرقه من الغل لخير القرون‪ ،‬وأشرف هذه األم**ة‪ ،‬ف**إن ج**اوز م**ا‬
‫يجده من الغل إلى شتم أحد منهم فقد انقاد للش**يطان بزم**ام‪ ،‬ووق**ع‬
‫في غضب هللا وسخطه‪ ،‬وهذا ال**داء العض**ال إنم**ا يص**اب ب**ه من‬
‫ابتلي بمعلم من الرافضة‪ ،‬أو صاحب من أعداء خ**ير األم**ة ال**ذين‬
‫تالعب بهم الش**يطان وزين لهم األك**اذيب المختلق**ة واألقاص**يص‬
‫المفتراه‪ ،‬والخرافات الموضوعة‪ ،‬وصرفهم عن كتاب هللا ال**ذي ال‬
‫يأتي**ه الباط**ل من بين يدي**ه وال من خلف**ه وعن س**نة رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬المنقول**ة إلين**ا برواي*ات األئم*ة‬
‫األك**ابر في ك**ل عص**ر من العص**ور‪ ،‬فاش**تروا الض**اللة باله**دى‬
‫واس**تبدلوا الخس**ران* العظيم ب**الربح ال**وافر‪ *،‬وم**ا زال الش**يطان‬
‫ال**رجيم ينقلهم من م ْنزل**ة إلى م ْنزل**ة‪ ،‬ومن رتب**ة إلى رتب**ة‪ ،‬ح**تى‬
‫صاروا أعداء* كتاب هللا‪ ،‬وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده‬
‫وسائر المؤم**نين‪ ،‬وأهمل**وا ف**رائض هللا‪ ،‬وهج**روا ش**عائر ال**دين‪،‬‬
‫وسعوا في كيد اإلسالم وأهل**ه بك**ل حج**ر وم**در‪ ،‬وهللا من ورائهم‬
‫محيط‪ .‬اهـ‬
‫وقال الحافظ ابن كث**ير رحم**ه هللا في ((تفس**يره)) بع**د ه**ؤالء‬
‫اآليات‪ :‬وما أحسن ما استنبط اإلمام مالك رحمه هللا من ه**ذه اآلي**ة‬
‫الكريمة أن الرافضي الذى* يسب الص*حابة ليس ل*ه في م*ال الفيء‬
‫نصيب لعدم اتصافه بما مدح هللا به هؤالء في قولهم‪﴿ *:‬ربّن**ا اغف**ر‬
‫‪219‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫لنا وإلخواننا الّذين سبقونا باإليمان وال تجعل في قلوبنا غالًّ للّ**ذين‬
‫ءامنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم﴾‪.‬‬
‫وأما األحاديث في فضائلهم‪:‬‬
‫‪ A‬قال اإلمام البخ**اري رحم*ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)3‬ح* ّدثنا عل ّي بن‬
‫عبدهللا‪ ،‬ح* ّدثنا س**فيان‪ ،‬عن عم**رو‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت ج**ابر بن عبدهللا‬
‫ي ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول‬ ‫رضي هللا عنهما يقول‪ :‬ح ّدثنا أبوسعيد الخ**در ّ‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ي**أتي على النّ**اس زم**ان‬
‫فيغزو فئام من النّاس فيقولون‪ :‬فيكم من صاحب رسول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آل**ه وس**لم‪ -‬فيقول**ون‪ :‬نعم‪ ،‬فيفتح لهم‪ ،‬ث ّم ي**أتي على‬
‫النّاس زم**ان فيغ**زو فئ**ام من النّ**اس فيق**ال‪ :‬ه**ل فيكم من ص**احب‬
‫أصحاب رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬؟ فيقول**ون‪*:‬‬
‫نعم‪ .‬فيفتح لهم‪ ،‬ث ّم يأتي على النّاس زم**ان فيغ**زو فئ**ام من النّ**اس‪.‬‬
‫فيق**ال‪ :‬ه**ل فيكم من ص**احب من ص**احب أص**حاب رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيفتح لهم))‪.‬‬
‫أخرجه* مسلم (ج‪ 16‬ص‪.)83‬‬
‫‪ B‬وقال اإلمام مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 16‬ص‪ :)84‬ح * ّدثني س**عيد‬
‫ي‪ *،‬ح ّدثنا أبي‪ ،‬ح ّدثنا ابن ج**ريج‪ ،‬عن أبي‬ ‫بن يحيى ابن سعيد األمو ّ‬
‫ي قال‪ :‬قال رسول هللا‬ ‫ال ّزبير‪ ،‬عن جابر‪ .‬قال‪ :‬زعم أبوسعيد الخدر ّ*‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬يأتي على النّ**اس زم**ان يبعث‬
‫منهم البعث فيقولون‪ :‬انظروا ه**ل تج**دون فيكم أح*دًا من أص**حاب‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فيوجد الرّجل فيفتح لهم ب*ه‪،‬‬
‫ث ّم يبعث البعث الثّاني فيقول**ون‪ :‬ه*ل فيهم من رأى أص*حاب النّ*ب ّي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬؟ فيفتح لهم ب**ه‪ ،‬ث ّم يبعث البعث‬
‫الثّالث فيقال‪ :‬انظ**روا ه**ل ت**رون فيهم من رأى من رأى أص**حاب‬
‫النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬؟ ث ّم يك**ون البعث الرّاب**ع‬
‫فيق**ال‪ :‬انظ**روا ه**ل ت**رون فيهم أح**دًا رأى من رأى أح**دًا رأى‬
‫‪220‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أصحاب النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬؟ فيوج**د الرّج**ل‪،‬‬
‫فيفتح لهم به))‪.‬‬
‫‪ C‬قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 8‬ص‪ :)3‬ح ّدثني إسحاق‪ ،‬ح** ّدثنا‬
‫النّضر‪ ،‬أخبرنا شعبة‪ ،‬عن أبي جمرة‪ ،‬سمعت زه**دم بن مض*رّب‪،‬‬
‫سمعت عمران بن حصين رضي هللا عنهما يقول‪ :‬ق**ال رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل*ه وس*لم‪(( :-‬خ*ير أ ّم*تي ق*رني‪ ،‬ث ّم الّ**ذين‬
‫يلونهم‪ ،‬ث ّم الّذين يلونهم)) ق**ال عم**ران‪ :‬فال أدري أذك**ر بع**د قرن**ه‬
‫إن بع**دكم قو ًم**ا يش**هدون* وال يستش**هدون‪،‬‬ ‫ق**رنين أو ثالثً**ا ((ث ّم ّ‬
‫ويخون***ون وال يؤتمن***ون‪ ،‬وين***ذرون* وال يف***ون‪ ،‬ويظه***ر فيهم‬
‫السّمن))‪ .‬اهـ‬
‫أخرجه* مسلم (ج‪ 16‬ص‪ .)87‬وأبوداود (ج‪ 12‬ص‪.)409‬‬
‫‪ D‬قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)3‬ح ّدثنا مح ّمد بن كث**ير‪،‬‬
‫أخبرنا سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن إب**راهيم‪ ،‬عن عبي**دة‪ ،‬عن عبدهللا‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪:‬‬
‫((خير النّاس ق**رني‪ ،‬ث ّم الّ**ذين يل**ونهم‪ ،‬ث ّم الّ**ذين يل**ونهم‪ ،‬ث ّم يجيء‬
‫قوم تسبق ش**هادة أح**دهم يمين**ه‪ ،‬ويمين**ه ش**هادته))‪ .‬ق**ال إب**راهيم‪:‬‬
‫وكانوا يضربوننا على ال ّشهادة والعهد* ونحن صغار‪ .‬اهـ‬
‫أخرجه* مسلم (ج‪ 16‬ص‪ 84‬و‪ )85‬والترمذي (ج‪ 10‬ص‪ ،)361‬وقال‪:‬‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ E‬قال اإلمام مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 16‬ص‪ :)86‬ح* ّدثني يعق**وب‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬ح ّدثنا هشيم‪ ،‬عن أبي بشر (ح) وح * ّدثني إس**ماعيل بن‬
‫سالم‪ ،‬أخبرنا هشيم‪ ،‬أخبرنا أبوبشر‪ ،‬عن عبدهللا بن شقيق‪ ،‬عن أبي‬
‫هري**رة ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((خير أ ّمتي القرن الّذين بعثت فيهم‪ ،‬ث ّم الّ**ذين يل**ونهم))‪ ،‬وهللا أعلم‬
‫أذكر الثّالث أم ال؟ قال‪(( :‬ث ّم يخلف قوم يحبّ**ون ّ‬
‫الس*مانة‪ ،‬يش**هدون‬
‫قبل أن يستشهدوا))‪.‬‬
‫‪221‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫‪ F‬قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 16‬ص‪ :)89‬ح ّدثنا أبوبكر بن‬
‫أبي شيبة‪ ،‬وشجاع بن مخلد‪ ،‬واللّفظ ألبي بكر‪ .‬ق**اال‪ :‬ح* ّدثنا حس**ين‬
‫ي‪ *،‬عن عبدهللا البه ّي‪،‬‬ ‫الس** ّد ّ‬
‫وهو ابن عل ّي الجعف ّي‪ ،‬عن زائدة‪ ،‬عن ّ‬
‫عن عائش**ة ق**الت‪ :‬س**أل رج**ل النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫ي النّاس خير؟ ق*ال‪(( :‬الق*رن الّ*ذي أن*ا في*ه‪ ،‬ث ّم الثّ*اني‪ ،‬ث ّم‬
‫وسلم‪ -‬أ ّ‬
‫الثّالث))‪ .‬اهـ‬
‫انتقد الدارقطني هذا الح**ديث على مس**لم وق**ال‪ :‬والبهي إنم**ا روى عن‬
‫عروة عن عائشة‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ولكن البخاري قد أثبت سماعه‪ ،‬والمثبت مقدم على النافي‪.‬‬
‫‪ G‬ق*ال اإلم*ام أحم*د رحم*ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)267‬ح* ّدثنا هاش*م‪.‬‬
‫ّ‬
‫والش *عب ّي‪ ،‬عن النّعم**ان‬ ‫قال‪ :‬ح ّدثنا شيبان‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن خيثمة‬
‫بن بشير قال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((خير النّاس ق**رني‪ ،‬ث ّم الّ**ذين يل**ونهم‪ ،‬ث ّم الّ**ذين يل**ونهم‪ ،‬ث ّم الّ**ذين‬
‫يلونهم‪ ،‬ث ّم يأتي قوم* تسبق أيمانهم شهادتهم‪ ،‬وشهادتهم أيمانهم))‪.‬‬
‫ح ّدثنا حسن ويونس‪ ،‬قاال‪ :‬ح* ّدثنا ح ّم**اد بن س**لمة‪ ،‬عن عاص**م‬
‫بن بهدلة‪ ،‬عن خيثم**ة بن عب**دالرّحمن‪ ،‬عن النّعم**ان بن بش**ير‪ّ ،‬‬
‫أن‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬خير هذه األ ّم**ة‬
‫القرن الّذين بعثت فيهم‪ ،‬ث ّم الّذين يلونهم‪ ،‬ث ّم الّذين يلونهم‪ ،‬ث ّم الّ**ذين‬
‫يل**ونهم))‪ .‬ق**ال حس**ن‪(( :‬ث ّم ينش**أ أق**وام* تس**بق أيم**انهم ش**هادتهم‪،‬‬
‫وشهادتهم أيمانهم))‪.‬‬
‫وأخرجه* ص(‪ )277‬من حديث أبي بكر بن عياش عن عاصم به‪.‬‬
‫هذا حديث حسن‪ ،‬وأخرجه* ابن أبي ش**يبة (ج‪ 12‬ص‪ )177‬من ح**ديث‬
‫حسين بن علي‪ ،‬عن زائدة‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن خيثمة به‪.‬‬
‫وقال البزار كما في ((كش**ف األس**تار)) (ج‪ 3‬ص‪ :)290‬ال نعلم أح *دًا‬
‫جمع بين الشعبي وخيثمة إال ش**يبان‪ .‬وق**د ذك**ره ال**بزار من ح**ديث زائ**دة‪،‬‬
‫ومن حديث ورقاء‪ ،‬كالهما عن عاصم‪ ،‬فعلى ه*ذا يك*ون ش*يبان ق*د خ*الف‬
‫حماد بن سلمة وأبا بكر بن عياش عند أحمد كما تقدم‪ ،‬وزائدة وورقاء عن**د‬
‫‪222‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫البزار‪ ،‬فيكون ذكر الشعبي شا ًذا‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬


‫‪ H‬قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 16‬ص‪ :)82‬ح ّدثنا أبوبكر بن‬
‫أبي ش**يبة‪ ،‬وإس**حق بن إب**راهيم‪ ،‬وعبدهللا بن عم**ر بن أب**ان‪ ،‬كلّهم‬
‫عن حسين‪ .‬قال أبوبكر‪ :‬ح ّدثنا حسين بن عل ّي الجعف ّي‪ ،‬عن مج ّم**ع‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن سعيد بن أبي ب**ردة‪ ،‬عن أبي ب**ردة‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬ق**ال‪:‬‬
‫صلّينا المغرب مع رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ث ّم‬
‫قلنا‪ :‬لو جلسنا حتّى نصلّي معه العشاء‪ .‬قال‪ :‬فجلسنا فخ**رج علين**ا‪،‬‬
‫فقال‪(( :‬ما زلتم ههنا))؟ قلنا‪ :‬يا رسول هللا صلّينا معك المغ**رب ث ّم‬
‫قلنا‪ :‬نجلس حتّى نصلّي معك العشاء‪ .‬قال‪(( :‬أحسنتم‪ ،‬أو أصبتم))‪.‬‬
‫ق**ال‪ :‬فرف**ع رأس**ه إلى ّ‬
‫الس*ماء وك**ان كث**يرًا م ّم**ا يرف**ع رأس**ه إلى‬
‫السّماء فقال‪(( :‬النّجوم أمنة للسّماء‪ ،‬فإذا ذهبت النّج**وم أتى ّ‬
‫الس*ماء‬
‫م**ا توع**د‪ ،‬وأن**ا أمن**ة ألص**حابي‪ ،‬ف**إذا ذهبت أتى أص**حابي م**ا‬
‫يوعدون‪ *،‬وأصحابي أمنة أل ّمتي‪ ،‬فإذا ذهب أصحابي أتى أ ّمتي م**ا‬
‫يوعدون))‪.‬‬
‫‪ I‬ق**ال اإلم**ام أب**و بك**ر بن أبي ش**يبة رحم**ه هللا (ج‪ 12‬ص‬
‫‪1‬‬
‫‪ :)178‬ح ّدثنا زيد بن الحباب‪ .‬ق**ال‪ :‬ثن**ا عبدهللا بن العالء أب**وزبر‬
‫ال ّدمشق ّي‪ .‬قال‪ :‬ثنا عبدهللا ابن ع**امر‪ ،‬عن واثل**ة بن األس**قع‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ (( :-‬ال تزال**ون‬
‫بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني‪ ،‬وهللا ال تزالون بخير ما دام‬
‫فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني))‪.‬‬
‫هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)379‬ح * ّدثنا أب**وبكر‪،‬‬
‫إن‬‫ح ّدثنا عاصم‪ ،‬عن ز ّر بن ح**بيش‪ ،‬عن عبدهللا بن مس**عود ق**ال‪ّ :‬‬
‫هللا نظر في قلوب العباد فوجد قلب مح ّم**د ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬خير قلوب العباد‪ ،‬فاصطفاه لنفس**ه فابتعث**ه برس**الته‪ ،‬ث ّم‬
‫‪ ‬في األصل‪ :‬أبوالزبير‪ ،‬والصواب ما أثبتناه‪ ،‬كما في ‪‬تهذيب التهذيب‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪223‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫نظر في قلوب العباد بعد قلب مح ّم**د‪ ،‬فوج*د* قل**وب أص**حابه خ**ير‬
‫قل**وب العب**اد‪ ،‬فجعلهم وزراء نبيّ**ه‪ ،‬يق**اتلون على دين**ه‪ ،‬فم**ا رآه‬
‫المسلمون حسنًا فهو عند هللا حس**ن‪ ،‬وم**ا رأوه س *يّئًا فه**و عن**د هللا‬
‫سيّئ‪.‬‬
‫وهذا موقوف على عبدهللا بن مسعود‪ ،‬وسنده حسن‪ ،‬وليس فيه‬
‫حجة للمبتدعة الذين يجعلون بعض الب**دع حس**نة ألم**رين‪ ،‬األول‪*:‬‬
‫أنه موقوف على عبدهللا والموقوف* ليس بحجة‪ ،‬األم**ر الث**اني‪ :‬أن‬
‫م**راد عبدهللا المس**لمون الك ّم**ل وهم ال يستحس**نون تش**ريعًا من‬
‫قبلهم‪ ،‬لعلمهم أن هللا قد أكمل الدين كما ق**ال تع**الى‪﴿ :‬الي**وم أكملت‬
‫لكم دينكم وأتممت عليكم نعم***تي ورض***يت لكم اإلس***الم دينًا‪.﴾1‬‬
‫وقوله تعالى‪﴿ :‬أم لهم شركاء شرعوا* لهم من ال ّدين م**ا لم ي**أذن ب**ه‬
‫هللا‪ .﴾2‬وفتح باب االستحسان أدى إلى التنافر واالختالف والفرق**ة‪،‬‬
‫فهذا يستحسن ما ينكره هذا‪ ،‬ولو كان االستحس**ان ش**رعًا ألتى ب**ه‬
‫كتاب أو سنة‪﴿:‬وما كان ربّك نسيًّا‪.﴾3‬‬

‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.3:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪.21:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة مريم‪ ،‬اآلية‪.64:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪224‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بدرا‬
‫فضل من شهد ً‬

‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬إذ تستغيثون ربّكم فاس**تجاب لكم أنّي‬
‫مم * ّدكم ب**ألف من المالئك**ة م**ردفين ‪ ‬وم**ا جعل**ه هللا إال بش**رى‬
‫إن هللا عزي**ز حكيم‬‫ولتطمئن به قلوبكم وما النّصر إال من عن**د هللا ّ‬
‫ّ‬
‫يغش *يكم النّع**اس أمن *ةً من**ه وي**ن ّزل عليكم من ّ‬
‫الس**ماء م**ا ًء‬ ‫‪ ‬إذ ّ‬
‫الش*يطان وليرب**ط على قل**وبكم‬ ‫ليطهّ**ركم ب**ه وي**ذهب عنكم رج**ز ّ‬
‫ويثبّت به األقدام ‪ ‬إذ يوحي ربّ**ك إلى المالئك**ة أنّي معكم فثبّت**وا‬
‫الّذين ءامنوا سألقي في قلوب* الّذين كفروا الرّعب فاض**ربوا ف**وق‬
‫األعناق واضربوا منهم ك ّل بنان ‪ ‬ذلك بأنّهم ش**اقّوا* هللا ورس**وله‬
‫ومن يشاقق هللا ورسوله ف* ّ‬
‫*إن هللا ش**ديد العق**اب﴾ إلى قول**ه تع**الى‪:‬‬
‫ّ‬
‫ولكن هللا رمى‬ ‫ّ‬
‫ولكن هللا قتلهم وم***ا رميت إذ رميت‬ ‫﴿فلم تقتل***وهم‬
‫وليبلي المؤمنين منه بال ًء حسنًا ّ‬
‫إن هللا سميع عليم ‪ ‬ذلكم ّ‬
‫وأن هللا‬
‫موهن كيد الكافرين‪.﴾1‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)304‬ح* ّدثني إس**حاق بن‬
‫إب***راهيم‪ ،‬أخبرن***ا عبدهللا بن إدريس‪ .‬ق***ال‪ :‬س***معت حص***ين بن‬
‫عب**دالرّحمن‪ *،‬عن س**عد بن عبي**دة‪ ،‬عن أبي عب**دالرّحمن* ّ‬
‫الس *لم ّي‪،‬‬
‫عن عل ّي رضي هللا عنه ق**ال‪ :‬بعث**ني رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.18-9:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪225‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وعلى آله وسلم‪ -‬وأبا مرث**د وال ّزب**ير‪ ،‬وكلّن**ا ف**ارس‪ ،‬ق**ال انطلق**وا‬
‫فإن بها امرأةً من المشركين‪ ،‬معها كت**اب‬ ‫حتّى تأتوا روضة خاخ‪ّ ،‬‬
‫من ح**اطب بن أبي بلتع**ة إلى المش**ركين‪ ،‬فأدركناه**ا تس**ير على‬
‫بعير لها حيث ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫فقلنا‪ :‬الكتاب؟ فقالت‪ :‬ما معنا كتاب‪ .‬فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابًا‪.‬‬
‫فقلن**ا‪ :‬م**ا ك**ذب رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫لتخرجن الكتاب أو لنجرّدنّك‪ ،‬فل ّما رأت الج* ّد أه**وت إلى حجزته*ا‬ ‫ّ‬
‫وهي محتج**زة بكس**اء‪ ،‬فأخرجت**ه‪ ،‬فانطلقن**ا به**ا إلى رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ . -‬فقال عمر‪ :‬يا رسول هللا قد خان‬
‫هللا ورسوله والمؤمنين‪ ،‬فدعني فألضرب عنقه‪ .‬فقال النّب ّي ‪-‬صلى‬
‫هللا عليه وعلى* آل**ه وس**لم‪(( :-‬م**ا حمل**ك على م**ا ص**نعت))؟ ق**ال‬
‫ح**اطب‪ :‬وهللا م**ا بي أن ال أك**ون مؤمنً**ا باهلل ورس**وله* ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أردت أن تكون لي عن**د الق**وم ي**د‪ ،‬ي**دفع هللا‬
‫به**ا عن أهلي وم**الي‪ ،‬وليس أح**د من أص**حابك إال ل**ه هن**اك من‬
‫عشيرته من ي**دفع هللا ب**ه عن أهل**ه ومال**ه‪ .‬فق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬صدق‪ ،‬وال تقول**وا ل**ه إال خ**يرًا))‪ .‬فق**ال‬
‫عمر‪ :‬إنّه قد خان هللا والمؤمنين‪ ،‬ف**دعني فألض**رب عنق**ه؟ فق**ال‪:‬‬
‫((أليس من أه**ل ب**در‪ ،‬فق**ال‪ :‬لع * ّل هللا اطّل**ع إلى أه**ل ب**در فق**ال‪:‬‬
‫اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنّة‪ ،‬أو فقد غف**رت لكم)) ف**دمعت‬
‫عينا عمر وقال‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام أب**وبكر بن أبي ش**يبة رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪:)155‬‬
‫ح ّدثنا يزي**د بن ه**ارون‪ ،‬عن ح ّم**اد بن س**لمة‪ ،‬عن عاص**م بن أبي‬
‫النّج**ود‪ ،‬عن أبي ص**الح‪ ،‬عن أبي هري**رة ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا‬
‫إن هللا تب**ارك وتع**الى اطّل**ع‬ ‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ّ (( :-‬‬
‫على أهل بدر فقال‪ :‬اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))‪.‬‬
‫هذا حديث حسن‪ ،‬وأخرجه* اإلمام أحمد (ج‪ 2‬ص‪ )295‬من حديث يزيد‬
‫بن هارون به‪ ،‬وأبوداود (ج‪ 5‬ص‪ )42‬طبعة حمص‪.‬‬
‫‪226‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)311‬ح * ّدثني إس**حاق بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬أخبرنا جرير‪ ،‬عن يحيى بن س**عيد‪ ،‬عن مع**اذ بن رفاع**ة‬
‫بن رافع ال* ّزرق ّي‪ ،‬عن أبي**ه وك**ان أب**وه من أه**ل ب**در‪ .‬ق**ال‪ :‬ج**اء‬
‫جبريل إلى النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقال‪ :‬ما تع ّدون*‬
‫أهل ب**در فيكم؟ ق**ال‪(( :‬من أفض**ل المس**لمين)) ‪-‬أو كلم*ةً نحوه**ا‪-‬‬
‫قال‪ :‬وكذلك من شهد بدرًا من المالئكة‪.‬‬
‫ح ّدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬ح ّدثنا ح ّماد‪ ،‬عن يحيى‪ ،‬عن مع**اذ بن‬
‫رفاعة ابن رافع‪ ،‬وكان رفاعة من أهل بدر‪ ،‬وك**ان راف**ع من أه**ل‬
‫العقبة‪ ،‬فكان يقول البنه‪ :‬ما يسرّني أنّي شهدت بدرًا بالعقب**ة‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫سأل جبريل النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بهذا‪.‬‬
‫ح ّدثنا إسحاق بن منصور‪ ،‬أخبرنا يزي**د‪ ،‬أخبرن**ا يح**يى‪ ،‬س**مع‬
‫أن مل ًك**ا س**أل النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫معاذ بن رفاع**ة‪ّ ،‬‬
‫وسلم‪ -‬نحوه‪.‬‬
‫أن يزيد بن الهاد أخ**بره أنّ**ه ك**ان مع**ه ي**وم ح ّدث**ه‬‫وعن* يحيى ّ‬
‫الس*ائل ه**و جبري**ل‬ ‫إن ّ‬ ‫معاذ هذا الحديث‪ .‬فقال يزي**د‪ :‬فق**ال مع**اذ‪ّ :‬‬
‫عليه السّالم‪.‬‬
‫هذا الحديث من األحاديث التي انتقدها الحاف**ظ ال**دارقطني وتم‬
‫االنتقاد كما في ((التتبع)) ص (‪ 267‬و‪ )268‬ولكن له ش**اهد‪ .‬ق**ال‬
‫اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 3‬ص ‪ :)465‬ح ّدثنا وكيع‪ ،‬ح ّدثنا سفيان‪،‬‬
‫عن يح**يى بن س**عيد‪ ،‬عن عباي**ة ابن رفاع**ة‪ ،‬عن ج * ّده راف**ع بن‬
‫إن جبري**ل أو مل ًك**ا ج**اء إلى النّ*ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫خ**ديج‪ .‬ق**ال‪ّ :‬‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فق**ال‪ :‬م**ا تع * ّدون* من ش**هد ب**درًا فيكم؟ ق**الوا‪:‬‬
‫((خيارنا)) قال‪ :‬كذلك هم عندنا خيارنا من المالئكة‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح على شرط الشيخين‪.‬‬
‫وأخرجه* ابن ماجة* (ج‪ 1‬ص‪.)56‬‬
‫‪227‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فضل أهل بيعة الشجرة‬

‫ق**ال هللا س**بحانه وتع**الى‪﴿ :‬لق**د رض**ي هللا عن المؤم**نين إذ‬


‫الس*كينة عليهم‬ ‫الش*جرة فعلم م**ا في قل**وبهم ف**أنزل ّ‬ ‫يبايعونك تحت ّ‬
‫وأثابهم فتحًا قريبًا‪ ‬ومغانم كث**يرةً يأخ**ذونها وك**ان هللا عزي * ًزا‬
‫حكي ًما‪.﴾1‬‬
‫قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 16‬ص‪ :)57‬ح ّدثني ه**ارون بن‬
‫عبدهللا‪ ،‬ح * ّدثنا ح ّج**اج بن مح ّم**د‪ .‬ق**ال‪ :‬ق**ال ابن ج**ريج‪ :‬أخ**برني‬
‫أبوال ّزبير‪ ،‬أنّه سمع جابر بن عبدهللا يقول‪ :‬أخبرتني أ ّم ّ‬
‫مبش *ر أنّه**ا‬
‫سمعت النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يق**ول عن**د حفص**ة‪:‬‬
‫((ال يدخل النّار إن شاء هللا من أصحاب ال ّشجرة أحد‪ ،‬الّذين بايعوا‬
‫تحتها)) قالت‪ :‬بلى يا رس**ول هللا‪ ،‬فانتهره**ا‪ .‬فق**الت حفص**ة‪﴿ :‬وإن‬
‫منكم إال واردها﴾ فقال النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**د‬
‫قال هللا ع ّز وجلّ‪﴿ :‬ث ّم ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا﴾‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 16‬ص‪ :)57‬ح * ّدثنا قتيب**ة بن‬
‫سعيد‪ ،‬ح ّدثنا ليث (ح) وح* ّدثنا مح ّم**د بن رمح‪ ،‬أخبرن**ا اللّيث‪ ،‬عن‬
‫أن عبدًا لحاطب جاء رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬ ‫أبي ال ّزبير‪ ،‬عن جابر‪ّ ،‬‬
‫عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬يش**كو حاطبً**ا فق**ال‪ :‬ي**ا رس**ول هللا لي* ّ‬
‫*دخلن‬
‫حاطب النّار‪ .‬فقال رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي*ه وعلى آل*ه وس*لم‪:-‬‬
‫((كذبت ال يدخلها‪ ،‬فإنّه شهد بدرًا والحديبية))‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)484‬ح* ّدثنا س**عيد بن‬

‫‪ ‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.19-18:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪228‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عمرو األشعث ّي‪ ،‬وسويد بن سعيد‪ ،‬وإسحق بن إبراهيم‪ ،‬وأحم**د بن‬


‫عبدة‪ ،‬واللّفظ لسعيد‪ .‬قال سعيد وإس**حق‪ :‬أخبرن**ا‪ .‬وق**ال اآلخ**ران‪*:‬‬
‫ح ّدثنا سفيان‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬عن ج**ابر‪ .‬ق**ال‪ :‬كنّ**ا ي**وم الحديبي**ة ألفً**ا‬
‫وأربع مائة فقال لنا النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪(( :-‬أنتم‬
‫اليوم خير أهل األرض))‪.‬‬
‫وقال جابر‪ :‬لو كنت أبصر ألريتكم موضع ال ّشجرة‪ .‬اهـ‬
‫‪229‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فضل المهاجرين رضي هللا عنهم‬

‫قد ذك**رت آي**ات قب**ل‪ ،‬وك**ان المه**اجرون رض**ي هللا عنهم هم‬
‫المقدمين‪ ،‬وهذا دليل على علو م ْنزلتهم رضي هللا عنهم‪ ،‬وق**ال هللا‬
‫إن ربّ**ك للّ**ذين ه**اجروا من بع**د م**ا فتن**وا ث ّم‬
‫سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ث ّم ّ‬
‫‪1‬‬
‫إن ربّك من بعدها لغفور رحيم ﴾‪.‬‬ ‫جاهدوا وصبروا ّ‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬أذن للّذين يقاتلون* بأنّهم ظلم**وا ّ‬
‫وإن هللا‬
‫ق إال‬ ‫على نصرهم لقدير‪ ‬الّذين أخرج*وا من دي*ارهم بغ*ير ح* ّ‬
‫أن يقول**وا ربّن**ا هللا ول**وال دف**ع هللا النّ**اس بعض**هم ببعض له* ّدمت‬
‫ص**وامع وبي**ع وص**لوات ومس**اجد ي**ذكر فيه**ا اس**م هللا كث**يرًا‬
‫ي عزيز‪.﴾2‬‬ ‫ولينصرن هللا من ينصره ّ‬
‫إن هللا لقو ّ‬ ‫ّ‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬والّذين هاجروا في سبيل هللا ث ّم قتلوا أو‬
‫وإن هللا له**و خ**ير ال*رّازقين‪‬‬ ‫ماتوا ل**يرزقنّهم هللا رزقً**ا حس*نًا ّ‬
‫وإن هللا لعليم حليم‪ ‬ذلك ومن ع**اقب‬ ‫ليدخلنّهم مدخالً يرضونه ّ‬
‫إن هللا لعف ّو غفور‪.﴾3‬‬ ‫بمثل ما عوقب* به ث ّم بغي عليه لينصرنّه هللا ّ‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬فاستجاب لهم ربّهم أنّي ال أض*يع عم*ل‬
‫عام**ل منكم من ذك**ر أو أن**ثى بعض**كم من بعض فالّ**ذين ه**اجروا‬
‫وأخرج**وا* من دي**ارهم وأوذوا في س**بيلي وق**اتلوا وقتل**وا ألكفّ* ّ‬
‫*رن‬
‫عنهم سيّئاتهم وألدخلنّهم* جنّات تجري من تحتها األ ْنه**ار ثوابً**ا من‬
‫‪ ‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.110:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.40-39:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.60-58:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪230‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عند هللا وهللا عنده حسن الثّواب‪.﴾1‬‬


‫إن الّ*ذين ءامن*وا والّ*ذين* ه*اجروا وجاه*دوا في‬ ‫وقال تع*الى‪ّ ﴿ :‬‬
‫‪2‬‬
‫سبيل هللا أولئك يرجون رحمة هللا وهللا غفور رحيم ﴾‪.‬‬
‫ويدخل في هذا الباب الحديث الذي* رواه مس**لم من ح**ديث أبي‬
‫مسعود عقبة بن عمرو‪(( :‬يؤ ّم القوم أقرؤهم لكتاب هللا‪ ،‬فإن ك**انوا‬
‫الس *نّة س**وا ًء‬
‫بالس *نّة‪ ،‬ف**إن ك**انوا في ّ‬
‫في الق**راءة س**وا ًء ف**أعلمهم* ّ‬
‫فأقدمهم* هجرةً)) الحديث‪.‬‬

‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.195:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.218:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪231‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فضل األنصار رضي هللا عنهم‬

‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)114‬ح** ّدثنا يعق**وب بن‬
‫إبراهيم بن كثير‪ ،‬ح ّدثنا بهز بن أس*د‪ ،‬ح* ّدثنا ش*عبة‪ .‬ق*ال‪ :‬أخ*برني‬
‫هش**ام بن زي**د‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت أنس بن مال**ك رض**ي هللا عن**ه ق**ال‪:‬‬
‫جاءت امرأة من األنص**ار إلى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وس**لم‪ -‬ومعه**ا ص**ب ّي له**ا فكلّمه**ا رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬فقال‪(( :‬والّذي* نفسي بيده إنّكم أحبّ النّ**اس إل ّي))‬
‫مرّتين‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)113‬ح ّدثنا أبومعمر‪ ،‬ح ّدثنا‬
‫عبدالوارث‪ *،‬ح ّدثنا عبدالعزيز‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه ق**ال‪ :‬رأى‬
‫والص*بيان مقبلين‬‫ّ‬ ‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬النّس**اء‬
‫قال‪- :‬حسبت أنّه قال من عرس‪ -‬فقام النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬
‫آل**ه وس**لم‪ -‬ممثالً فق**ال‪(( :‬اللّه ّم أنتم من أحبّ النّ**اس إل ّي)) قاله**ا‬
‫ثالث مرار‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)118‬ح** ّدثنا آدم‪ ،‬ح** ّدثنا‬
‫شعبة‪ ،‬ح ّدثنا أبوإي*اس معاوي*ة بن ق*رّة‪ ،‬عن أنس بن مال*ك رض*ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ال‬
‫عيش إال عيش اآلخرة‪ ،‬فأصلح األنصار والمهاجرة))‪.‬‬
‫وعن* قت**ادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬مثله‪ ،‬وقال‪(( *:‬فاغفر لألنصار))‪.‬‬
‫ح* ّدثنا آدم‪ ،‬ح* ّدثنا ش*عبة‪ ،‬عن حمي*د الطّوي*ل‪ ،‬س*معت أنس بن‬
‫مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬كانت األنصار يوم الخندق تقول‪:‬‬
‫‪232‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫على الجهاد ما حيينا أبدا‬ ‫نحن الّذين بايعوا مح ّمدا‬


‫فأجابهم‪:‬‬
‫ف*****أكرم األنص*****ار‬ ‫اللّه ّم ال عيش إال عيش اآلخ*****رة‬
‫والمهاجرة‬
‫ق***ال اإلم***ام البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)110‬ح*** ّدثنا‬
‫أنس *ا رض**ي‬ ‫أبوالوليد‪ *،‬ح ّدثنا شعبة‪ ،‬عن أبي التّيّاح‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت ً‬
‫ً‬
‫قريش**ا‪ :-‬وهللا‬ ‫هللا عنه يقول‪ :‬قالت األنصار يوم فتح م ّكة ‪-‬وأعطى‬
‫إن س**يوفنا تقط**ر من دم**اء ق**ريش‪ ،‬وغنائمن**ا‬ ‫إن هذا لهو العجب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تر ّد عليهم‪ .‬فبلغ ذلك النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ف**دعا*‬
‫األنصار قال‪ :‬فقال‪(( :‬ما الّذي بلغني عنكم))؟ وك**انوا ال يك**ذبون‪.‬‬
‫فق**الوا‪ *:‬ه**و الّ**ذي بلغ**ك‪ .‬ق**ال‪(( :‬أوال ترض**ون أن يرج**ع النّ**اس‬
‫بالغنائم إلى بيوتهم‪ ،‬وترجعون برسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬إلى بيوتكم‪ ،‬لو س**لكت األنص**ار واديً**ا أو ش**عبًا لس**لكت‬
‫وادي األنصار أو شعبهم))‪.‬‬
‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)113‬ح*** ّدثنا مس***لم بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬ح ّدثنا شعبة‪ ،‬عن عبدهللا بن عبدهللا بن ج**بر‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك رضي هللا عنه‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫قال‪(( :‬آية اإليمان حبّ األنصار‪ ،‬وآية النّفاق بغض األنصار))‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)70‬ح * ّدثنا حس**ن بن‬
‫موسى‪ ،‬ح ّدثنا ح ّماد بن سلمة‪ ،‬عن أفلح األنصاريّ‪ ،‬عن أبي س*عيد‬
‫ي قال‪ :‬ق**ال رس**ول‪ ‬هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬ ‫الخدر ّ‬
‫((حبّ األنصار إيمان‪ ،‬وبغضهم نفاق))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح ورجاله رجال* الصحيح‪ ،‬إال أفلح م**ولى أبي أي**وب‪،‬‬
‫وقد وثقه ابن سعد‪.‬‬
‫قال اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)309‬ح ّدثنا عبدالرّحمن‪*،‬‬
‫عن سفيان‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن س*عيد بن جب*ير‪ ،‬عن ابن عبّ*اس‪ ،‬عن‬
‫‪233‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ال يبغض األنص**ار‬
‫رجل يؤمن باهلل ورسوله‪ *،‬أو إال أبغضه هللا ورسوله))‪.‬‬
‫الح**ديث أخرج**ه الترم**ذي (ج‪ 10‬ص‪ )408‬وق**ال‪ :‬ه**ذا ح**ديث حس**ن‬
‫صحيح‪.‬‬
‫قال اإلمام مس**لم بن الحج**اج رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ : )86‬ح* ّدثنا‬
‫قتيبة بن سعيد‪ ،‬ح ّدثنا يعق**وب يع**ني ابن عب**دالرّحمن الق**اريّ‪ ،‬عن‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هري**رة‪ّ ،‬‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ال يبغض األنصار رجل يؤمن باهلل واليوم‬
‫اآلخر))‪.‬‬
‫وح** ّدثنا عثم**ان بن مح ّم**د بن أبي ش**يبة‪ ،‬ح** ّدثنا جري**ر (ح)‬
‫وح*** ّدثنا أب***وبكر ابن أبي ش***يبة‪ ،‬ح*** ّدثنا أبوأس***امة‪ ،‬كالهم***ا عن‬
‫األعمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ال يبغض األنص**ار رج**ل ي**ؤمن* باهلل والي**وم‬
‫اآلخر))‪.‬‬
‫قال اإلمام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)500‬ح* ّدثنا أبواليم**ان‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخبرنا شعيب‪ ،‬عن ال ّزه**ريّ‪ .‬ق**ال‪ :‬أخ**برني عبدهللا بن كعب‬
‫بن مال**ك وه**و أح**د الثّالث**ة الّ**ذين تيب عليهم أنّ**ه أخ**بره بعض‬
‫أن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى‬ ‫أصحاب النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ّ -‬‬
‫هللا علي**ه وعلى* آل**ه وس**لم‪ -‬خ**رج يو ًم**ا عاص *بًا رأس**ه فق**ال في‬
‫خطبته‪(( :‬أ ّما بعد‪ :‬يا معشر المهاجرين فإنّكم قد أصبحتم تزيدون‪،‬‬
‫وأصبحت األنصار ال تزيد على هيئتها الّتي هي عليها اليوم‪ّ *،‬‬
‫وإن‬
‫األنصار عيبتي الّتي أويت إليها‪ ،‬فأكرموا كريمهم‪ ،‬وتجاوزوا* عن‬
‫مسيئهم))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)96‬ح** ّدثنا يزي**د بن‬
‫أن سعد بن إبراهيم أخبره عن‬ ‫هارون‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثنا يحيى بن سعيد‪ّ ،‬‬
‫‪234‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ي أخ**بره أنّ**ه ك**ان‬ ‫الحكم بن مين**اء ّ‬


‫أن يزي**د ابن جاري**ة األنص**ار ّ‬
‫جالس**ا في نف**ر من األنص**ار فخ**رج عليهم معاوي**ة فس**ألهم عن‬ ‫ً‬
‫حديثهم فقالوا‪ :‬كنّا في حديث من حديث األنصار فقال معاوي**ة‪ :‬أال‬
‫أزي**دكم ح**ديثًا س**معته من رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪-‬؟ ق**الوا‪ :‬بلى ي**ا أم**ير المؤم**نين‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬من أحبّ األنصار‪ ،‬أحبّه‬
‫هللا ع ّز وج ّل‪ ،‬ومن أبغض األنصار أبغضه هللا ع ّز وج ّل))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله* رجال الصحيح‪ ،‬إال يزيد بن جارية‪ ،‬وقد قال‬
‫الدارقطني‪ :‬له صحبة‪ ،‬ووثقه النسائي بنا ًء على أنه تابعي‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)112‬ح** ّدثني مح ّم**د بن‬
‫بش*ار‪ ،‬ح* ّدثنا غن**در‪ ،‬ح* ّدثنا ش**عبة‪ ،‬عن مح ّم**د بن زي**اد‪ ،‬عن أبي‬ ‫ّ‬
‫هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬عن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫أو ق**ال أبوالقاس**م ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ل**و ّ‬
‫أن‬
‫األنصار سلكوا واديًا أو شعبًا‪ ،‬لسلكت في وادي األنص**ار‪ ،‬ول**وال‬
‫الهجرة لكنت امرأً من األنص**ار)) فق**ال أب**وهريرة‪ :‬م**ا ظلم ب**أبي‬
‫وأ ّمي‪ ،‬آووه ونصروه‪ ،‬أو كلمةً أخرى‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)113‬ح** ّدثنا حجّ**اج بن‬
‫ي بن ث*ابت‪ .‬ق*ال‪ :‬س*معت‬ ‫منهال‪ ،‬ح ّدثنا ش*عبة‪ .‬ق*ال‪ :‬أخ*برني ع*د ّ‬
‫البراء رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫وس**لم‪ .-‬أو ق**ال‪ :‬ق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((األنصار ال يحبّهم إال مؤمن‪ ،‬وال يبغضهم إال منافق‪ ،‬فمن أحبّهم‬
‫أحبّه هللا‪ ،‬ومن أبغضهم أبغضه هللا))‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)118‬ح** ّدثني مح ّم**د بن‬
‫عبيدهللا‪ ،‬ح * ّدثنا ابن أبي ح**ازم‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن س**هل‪ .‬ق**ال‪ :‬جاءن**ا‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ونحن نحف**ر الخن**دق‬
‫‪235‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وننقل التّراب على أكتادنا‪ .1‬فقال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى‬
‫آله وس**لم‪(( :-‬اللّه ّم ال عيش إال عيش اآلخ**رة‪ ،‬ف**اغفر للمه**اجرين‬
‫واألنصار))‪.‬‬
‫قال مسلم رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)738‬ح * ّدثنا س**ريج بن ي**ونس‪،‬‬
‫ح ّدثنا إس**ماعيل بن جعف**ر‪ ،‬عن عم**رو بن يح**يى بن عم**ارة‪ ،‬عن‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫عبّاد بن تميم‪ ،‬عن عبدهللا بن زيد‪ّ ،‬‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬ل ّما فتح حنينًا قسم الغنائم فأعطى المؤلّفة قل**وبهم‪،‬‬
‫أن األنصار يحبّون أن يصيبوا ما أصاب النّاس‪ ،‬فقام رسول‬ ‫فبلغه ّ‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فخطبهم فحمد هللا وأثنى علي**ه‬
‫ث ّم ق**ال‪(( :‬ي**ا معش**ر األنص**ار ألم أج**دكم ض**الالً فه**داكم* هللا بي؟‬
‫وعالةً فأغناكم هللا بي؟ ومتفرّقين فجمعكم هللا بي))؟ ويقول**ون‪ *:‬هللا‬
‫أمن‪ .‬فق**ال‪(( :‬أال تجيب**وني))؟ فق**الوا‪ :‬هللا ورس**وله* ّ‬
‫أمن‪.‬‬ ‫ورس**وله* ّ‬
‫فقال‪(( :‬أما إنّكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا‪ *،‬وكان من األم**ر ك**ذا‬
‫وك**ذا)) ألش**ياء ع * ّددها‪ ،‬زعم عم**رو أن ال يحفظه**ا‪ .‬فق**ال‪(( :‬أال‬
‫ترضون أن يذهب النّاس بال ّشاء واإلبل‪ ،‬وتذهبون برس**ول هللا إلى‬
‫رحالكم‪ ،‬األنصار شعار‪ ،‬والنّاس دثار‪ ،‬ول*وال الهج**رة لكنت ام**رأً‬
‫من األنصار‪ ،‬ولو* سلك النّاس واديًا وشعبًا لسلكت وادي* األنص**ار‬
‫وش**عبهم‪ ،‬إنّكم س**تلقون بع**دي أث**رةً فاص**بروا حتّى تلق**وني على‬
‫الحوض))‪.‬‬
‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)121‬ح*** ّدثنا أحم***د بن‬
‫يعق**وب‪ ،‬ح * ّدثنا ابن الغس**يل‪ ،‬س**معت عكرم**ة يق**ول‪ :‬س**معت ابن‬
‫عبّاس رضي هللا عنهما يقول‪ :‬خ**رج رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وس**لم‪ -‬وعلي**ه ملحف**ة متعطّفً**ا به**ا على منكبي**ه‪ ،‬وعلي**ه‬
‫عصابة دسماء‪ ،‬حتّى جلس على المنبر فحم**د هللا وأث**نى علي**ه‪ ،‬ث ّم‬
‫*إن النّ**اس يك**ثرون‪ ،‬وتق* ّل األنص**ار‬‫قال‪(( :‬أ ّما بعد‪ :‬أيّه**ا النّ**اس ف* ّ‬
‫‪ ‬قال الحافظ‪ :‬جمع كتد وهو ما بين الكاهل إلى الظهر‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪236‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حتّى يكونوا كالملح في الطّعام‪ ،‬فمن ولي منكم أمرًا يض ّر فيه أحدًا‬
‫أو ينفعه فليقبل من محسنهم‪ ،‬ويتجاوز عن مسيئهم))‪.‬‬
‫قال اإلم**ام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)527‬ح * ّدثنا مح ّم**د بن‬
‫عبيد‪ ،‬عن مح ّمد بن عمرو‪ ،‬عن أبي س**لمة‪ ،‬عن أبي هري**رة ق**ال‪:‬‬
‫ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬من أحبّ‬
‫األنصار أحبّه هللا‪ ،‬ومن أبغض األنصار أبغضه هللا))‪.‬‬
‫هذا حديث حسن‪.‬‬
‫‪237‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فصل في فضائل مشتركة وخاصة بين‬


‫‪1‬‬
‫الصحابة‬

‫تنافسهم في الخير‬

‫قال اإلمام البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 6‬ص‪ :)246‬ح* ّدثنا مس* ّدد‪،‬‬
‫ح**** ّدثنا يوس****ف بن الماجش****ون‪ *،‬عن ص****الح بن إب****راهيم بن‬
‫عبدال ّرحمن بن عوف‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ج ّده‪ .‬قال‪ :‬بينا أن**ا واق**ف في‬
‫ّف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي‪ ،‬ف**إذا أن**ا بغالمين من‬ ‫الص ّ‬
‫األنص**ار حديث**ة أس**نانهما‪ ،‬تمنّيت أن أك**ون* بين أض**لع منهم**ا‬
‫فغمزني أحدهما فق**ال‪ :‬ي**ا ع ّم ه**ل تع**رف أب**ا جه**ل‪ .‬قلت‪ :‬نعم م**ا‬
‫حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال‪ :‬أخبرت أنّه يسبّ رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وس**لم‪ -‬والّ**ذي* نفس**ي بي**ده لئن رأيت**ه ال يف**ارق‬
‫سوادي* س**واده حتّى يم**وت األعج**ل منّ**ا‪ ،‬فتعجّبت ل**ذلك فغم**زني‬
‫اآلخر‪ .‬فقال لي مثلها‪ ،‬فلم أنش**ب أن نظ**رت إلى أبي جه**ل يج**ول‬
‫إن ه**ذا ص**احبكما الّ**ذي س**ألتماني‪ ،‬فابت**دراه‬ ‫في النّاس‪ .‬فقلت‪ :‬أال ّ‬
‫بسيفيهما فضرباه حتّى قتاله‪ ،‬ث ّم انصرفا إلى رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪-‬فأخبراه‪ ،‬فقال‪(( :‬أيّكما قتله))؟ قال ك ّل واح**د‬
‫منهما‪ :‬أنا قتلته‪ .‬فقال‪(( :‬هل مس**حتما س**يفيكما))؟ ق**اال‪ *:‬ال‪ ،‬فنظ**ر‬
‫الس**يفين فق**ال‪(( :‬كالكم**ا قتل**ه‪ ،‬س**لبه لمع**اذ بن عم**رو بن‬ ‫في ّ‬
‫الجموح))‪ ،‬وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح‪.‬‬
‫قال اإلمام البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)70‬ح* ّدثنا قتيب**ة بن‬
‫‪ ‬والخاصة تدل على مكانة الجميع العالية‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪238‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫سعيد‪ ،‬ح ّدثنا عبدالعزيز‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد رض**ي‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬ق**ال‪:‬‬ ‫هللا عن**ه‪ّ ،‬‬
‫ألعطين الرّاية غدًا رجالً يفتح هللا على يديه)) قال‪ :‬فبات النّ**اس‬‫ّ‬ ‫((‬
‫يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها‪ ،‬فل ّما أصبح النّ**اس غ**دوا* على رس**ول‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬كلّهم يرجو أن يعطاه**ا‪ .‬فق**ال‪:‬‬
‫((أين عل ّي بن أبي طالب))؟ فقالوا‪ *:‬يش**تكي عيني**ه ي**ا رس**ول هللا‪.‬‬
‫قال‪(( :‬فأرسلوا* إليه فأتوني به)) فل ّما جاء بصق في عينيه ودعا له‬
‫ف**برأ‪ ،‬حتّى ك**أن لم يكن ب**ه وج**ع‪ ،‬فأعط**اه الرّاي**ة‪ .‬فق**ال عل ّي‪ :‬ي**ا‬
‫رسول هللا أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال‪(( :‬انفذ على رسلك حتّى‬
‫ت ْنزل بساحتهم‪ ،‬ث ّم ادعهم* إلى اإلس**الم‪ ،‬وأخ**برهم بم**ا يجب عليهم‬
‫ق هللا فيه‪ ،‬فوهللا ألن يهدي هللا بك رجالً واحدًا خ**ير ل**ك من‬ ‫من ح ّ‬
‫أن يكون لك حمر النّعم))‪.‬‬
‫قال أبوداود* رحمه هللا (ج‪ 5‬ص‪ :)94‬ح * ّدثنا أحم**د بن ص**الح‪،‬‬
‫وعثمان بن أبي شيبة‪ ،‬وهذا حديث**ه ق**اال‪ :‬ح* ّدثنا الفض**ل بن دكين‪،‬‬
‫ح ّدثنا هش**ام بن س**عد‪ ،‬عن زي**د بن أس**لم‪ ،‬عن أبي**ه‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت‬
‫عمر بن الخطّاب رضي هللا عنه يق**ول‪ :‬أمرن**ا رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬يو ًما أن نتص ّدق فوافق ذلك ماال عن**دي‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬اليوم أسبق أب*ا بك*ر إن س*بقته يو ًم*ا‪ ،‬فجئت*ه بنص*ف م*الي‪،‬‬
‫فق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬م**ا أبقيت‬
‫ألهلك))؟ فقلت‪ :‬مثله‪ .‬قال‪ :‬وأتى أب**وبكر رض**ي هللا عن**ه بك* ّل م**ا‬
‫عنده‪ ،‬فقال له رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬م**ا‬
‫أبقيت ألهلك))؟ قال‪ :‬أبقيت لهم هللا ورس**وله‪ .‬قلت‪ *:‬ال أس**ابقك إلى‬
‫شيء أبدًا‪.‬‬
‫‪239‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫صبرهم على مواجهة األعداء‬

‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)354‬ح*** ّدثنا عبدهللا بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬ح ّدثنا سفيان‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬سمع جابر بن عبدهللا رض**ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رجل للنّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ي**وم‬
‫أحد‪ :‬أرأيت إن قتلت‪ ،‬فأين أن**ا؟ ق**ال‪(( :‬في الجنّة)) ف**ألقى تم**رات‬
‫في يده‪ ،‬ث ّم قاتل حتّى قتل‪.‬‬
‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)417‬ح*** ّدثنا مح ّم***د بن‬
‫العالء‪ ،‬ح** ّدثنا أبوأس**امة‪ ،‬عن بري**د بن عبدهللا بن أبي ب**ردة‪ ،‬عن‬
‫أبي بردة‪ ،‬عن أبي موسى رضي هللا عنه ق**ال‪ :‬خرجن**ا م**ع النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬في غ**زاة ونحن س *تّة نف**ر‪ ،‬بينن**ا‬
‫بعير نعتقبه‪ ،‬فنقبت أقدامنا ونقبت قدماي وس**قطت أظف**اري‪ ،‬فكنّ**ا‬
‫*ف على أرجلن**ا الخ**رق‪ ،‬فس* ّميت غ**زوة ذات الرّق**اع‪ *،‬لم**ا كنّ**ا‬ ‫نل* ّ‬
‫نعصب من الخرق على أرجلنا‪ ،‬وح ّدث* أبوموسى بهذا الح**ديث ث ّم‬
‫كره ذاك قال‪ :‬ما كنت أصنع بأن أذكره كأنّه ك**ره أن يك**ون ش**يء‬
‫من عمله أفشاه‪.‬‬
‫ق*ال البخ*اري رحم*ه هللا (ج‪ 6‬ص‪ :)21‬ب*اب ق*ول هللا تع*الى‪:‬‬
‫﴿من المؤمنين رجال صدقوا* ما عاهدوا هللا علي**ه فمنهم من قض**ى‬
‫نحبه ومنهم من ينتظر وما ب ّدلوا تبديالً﴾‪.‬‬
‫ح ّدثنا مح ّمد بن سعيد الخزاع ّي‪ ،‬ح ّدثنا عبداألعلى‪ ،‬عن حمي**د‪.‬‬
‫قال‪ :‬سألت أنسًا‪ .‬قال‪( :‬ح) وح ّدثنا عمرو بن زرارة‪ ،‬ح * ّدثنا زي**اد‪.‬‬
‫قال‪ :‬ح ّدثني حمي**د الطّوي**ل‪ ،‬عن أنس رض**ي هللا عن**ه ق**ال‪ :‬غ**اب‬
‫ع ّمي أنس بن النّضر عن قتال بدر فق**ال‪ :‬ي**ا رس**ول هللا غبت عن‬
‫‪240‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أ ّول قتال قاتلت المشركين لئن هللا أشهدني قت**ال المش**ركين ل* ّ‬


‫*يرين‬
‫هللا ما أصنع‪ ،‬فل ّما كان يوم أحد وانكشف المسلمون ق**ال‪ :‬اللّه ّم إنّي‬
‫أعتذر إليك م ّما صنع هؤالء يعني أصحابه‪ ،‬وأبرأ إليك م ّم**ا ص**نع‬
‫هؤالء‪ ،‬يعني المشركين‪ ،‬ث ّم تق ّدم فاستقبله سعد بن مع**اذ‪ .‬فق**ال‪ :‬ي**ا‬
‫سعد بن معاذ الجنّة وربّ النّض*ر‪ ،‬إنّي أج*د ريحه*ا من دون* أح*د‪.‬‬
‫قال سعد‪ :‬فما استطعت يا رسول هللا ما صنع‪ .‬قال أنس‪ :‬فوجدنا به‬
‫بالس*يف‪ ،‬أو طعن*ةً ب*رمح‪ ،‬أو رمي*ةً بس*هم‪،‬‬ ‫بضعًا وثمانين ضربةً ّ‬
‫ووجدناه قد قتل وقد مثّل به المش**ركون‪ *،‬فم**ا عرف**ه أح**د إال أخت**ه‬
‫أن ه**ذه اآلي**ة ن**زلت في**ه وفي‬ ‫ببنانه‪ .‬قال أنس‪ :‬كنّ**ا ن**رى أو ّ‬
‫نظن ّ‬
‫أش**باهه‪﴿ :‬من المؤم**نين رج**ال ص**دقوا* م**ا عاه**دوا هللا عليه﴾ إلى‬
‫آخر اآلية‪.‬‬
‫إن أخته وهي تس ّمى الرّبيّ**ع كس**رت ثنيّ**ة ام**رأة‪ ،‬ف**أمر‬ ‫وقال‪ّ *:‬‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪-‬بالقصاص‪ .‬فق**ال أنس‪:‬‬
‫ق ال تكسر ثنيّتها‪ ،‬فرض**وا ب**األرش‬ ‫يا رسول هللا والّذي بعثك بالح ّ‬
‫وترك**وا القص**اص‪ .‬فق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫إن من عباد هللا من لو أقسم على هللا ألبرّه))‪.‬‬ ‫وسلم‪ّ (( :-‬‬
‫قال اإلمام البخاري رحم*ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)173‬ح* ّدثني عم*رو‬
‫بن عبّ**اس‪ ،‬ح* ّدثنا عب**دالرّحمن بن مه**ديّ‪ ،‬ح* ّدثنا المثنّى‪ ،‬عن أبي‬
‫جمرة‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي هللا عنهما‪ .‬قال‪ :‬ل ّما بلغ أبا ذ ّر مبعث‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال ألخي**ه‪ :‬اركب إلى ه**ذا‬
‫الوادي* فاعلم* لي علم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّ**ه ن**ب ّي يأتي**ه الخ**بر‬
‫من السّماء‪ ،‬واس**مع من قول**ه‪ ،‬ث ّم ائت**ني‪ ،‬ف**انطلق األخ حتّى قدم**ه‬
‫وسمع من قوله ث ّم رجع إلى أبي ذ ّر فقال ل**ه‪ :‬رأيت**ه ي**أمر بمك**ارم‬
‫األخالق وكال ًما ما هو بال ّشعر‪ .‬فقال‪ :‬ما شفيتني م ّما أردت‪ ،‬فتز ّود‬
‫وحمل شنّةً له فيها ماء حتّى قدم م ّكة ف*أتى المس*جد ف*التمس النّ*ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وال يعرفه‪ ،‬وك**ره أن يس**أل عن**ه‬
‫‪241‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫حتّى أدركه بعض اللّيل فاضطجع‪ ،‬ف**رآه عل ّي فع**رف أنّ**ه غ**ريب‬


‫فل ّما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن ش**يء حتّى أص**بح‬
‫ث ّم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظ ّل ذلك اليوم وال ي**راه النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس*لم‪ -‬حتّى أمس*ى‪ ،‬فع**اد إلى مض*جعه‬
‫فم ّر به عل ّي فقال‪ :‬أما نال للرّجل أن يعلم م ْنزله‪ ،‬فأقامه ف**ذهب ب**ه‬
‫معه ال يس*أل واح*د منهم**ا ص**احبه عن ش*يء‪ ،‬حتّى إذا ك*ان ي**وم‬
‫الثّالث فعاد عل ّي على مثل ذلك فأق**ام* مع**ه ث ّم ق**ال‪ :‬أال تح* ّدثني م**ا‬
‫الّذي أقدمك‪ .‬قال‪ :‬إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدنّي فعلت‪ ،‬ففعل‬
‫ق وهو رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬ ‫فأخبره قال‪ :‬فإنّه ح ّ‬
‫وسلم‪ -‬فإذا أصبحت فاتبعني فإنّي إن رأيت شيئًا أخاف علي**ك قمت‬
‫كأنّي أريق الماء‪ ،‬فإن مضيت فاتبعني حتّى ت**دخل م**دخلي‪ ،‬ففع**ل‬
‫ف**انطلق يقف**وه حتّى دخ**ل على النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬ودخل معه‪ ،‬فس**مع من قول**ه وأس**لم مكان**ه‪ .‬فق**ال ل**ه النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ارج**ع إلى قوم*ك* ف**أخبرهم‬
‫*رخن به**ا بين‬ ‫حتّى يأتي**ك أم**ري)) ق**ال‪ :‬والّ**ذي نفس**ي بي**ده ألص* ّ‬
‫ظهرانيهم‪ ،‬فخرج حتّى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته‪ :‬أش*هد أن‬
‫وأن مح ّم* دًا رس*ول هللا‪ ،‬ث ّم ق**ام الق**وم فض**ربوه حتّى‬‫ال إل*ه إال هللا ّ‬
‫أوجعوه‪ ،‬وأتى العبّاس فأكبّ عليه قال‪ :‬ويلكم ألستم تعلمون أنّه من‬
‫وأن طريق تجاركم إلى ال ّشأم‪ ،‬فأنقذه منهم‪ ،‬ث ّم ع**اد من الغ**د‬ ‫غفار ّ*‬
‫لمثلها فضربوه وثاروا إليه‪ ،‬فأكبّ العبّاس عليه‪.‬‬
‫‪242‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫صبرهم على االستضعاف بمكة‬

‫قال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬إال المستضعفين من الرّجال والنّس**اء‬


‫والولدان ال يستطيعون حيلةً وال يهتدون سبيالً‪ ‬فأولئك عس**ى‬
‫هللا أن يعفو عنهم وكان هللا عف ًّوا غفورًا‪.﴾1‬‬
‫وقال هللا سبحانه وتعالى‪﴿ :‬والمستضعفين من الرّجال والنّس**اء‬
‫والولدان الّذين يقولون* ربّنا أخرجن**ا من ه**ذه القري**ة الظّ**الم أهله**ا‬
‫واجعل لنا من لدنك وليًّا واجعل لنا من لدنك نصيرًا‪.﴾2‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 12‬ص‪ :)311‬ح** ّدثنا يح**يى بن‬
‫بك**ير‪ ،‬ح* ّدثنا اللّيث‪ ،‬عن خال**د بن يزي**د‪ ،‬عن س**عيد بن أبي هالل‪،‬‬
‫أن أب**ا س**لمة بن عب*دالرّحمن* أخ*بره عن أبي‬ ‫عن هالل بن أسامة‪ّ ،‬‬
‫أن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ك**ان ي**دعو في‬ ‫هريرة‪ّ ،‬‬
‫الص**الة‪(( :‬اللّه ّم أنج عيّ***اش بن أبي ربيع***ة‪ ،‬وس***لمة بن هش***ام‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والوليد بن الوليد‪ ،‬اللّه ّم أنج المستضعفين من المؤمنين‪ ،‬اللّه ّم اشدد‬
‫وطأتك على مضر‪ ،‬وابعث عليهم سنين كسني يوسف))‪.‬‬
‫وقال البخاري رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)492‬ح * ّدثنا قتيب**ة‪ ،‬ح * ّدثنا‬
‫مغ**يرة بن عب**دالرّحمن‪ *،‬عن أبي ال ّزن**اد‪ ،‬عن األع**رج‪ ،‬عن أبي‬
‫أن النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ك**ان إذا رف**ع‬ ‫هريرة‪ّ ،‬‬
‫رأسه من ال ّركعة اآلخرة يقول‪(( :‬اللّه ّم أنج عيّ**اش بن أبي ربيع**ة‪،‬‬
‫اللّه ّم أنج س***لمة بن هش***ام‪ ،‬اللّه ّم أنج الولي***د بن الولي***د‪ ،‬اللّه ّم أنج‬

‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.99-98:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.75:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪243‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المستضعفين من المؤمنين‪ ،‬اللّه ّم اش**دد وطأت**ك على مض**ر‪ ،‬اللّه ّم‬


‫وأن النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله‬ ‫اجعلها سنين كسني يوسف))‪ّ .‬‬
‫وسلم‪ -‬قال‪(( :‬غفار غفر هللا لها‪ ،‬وأسلم* سالمها هللا))‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 8‬ص‪ :)430‬ح ّدثنا مح ّمد بن كثير‪،‬‬
‫أخبرنا سفيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أبي الضّحى‪ ،‬عن مس*روق‪ ،‬عن‬
‫خبّاب‪ .‬قال‪ :‬كنت قينًا بم ّكة فعملت للعاص بن وائل السّهم ّي س**يفًا‪،‬‬
‫فجئت أتقاضاه فقال‪ :‬ال أعطيك حتّى تكفر بمح ّمد ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ .-‬قلت‪ :‬ال أكفر بمح ّمد ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬حتّى يميتك هللا‪ ،‬ث ّم يحييك‪ .‬قال‪ :‬إذا أماتني هللا ث ّم بعثني ولي‬
‫ألوتين م**االً‬
‫ّ‬ ‫مال وولد‪ ،‬فأنزل هللا‪﴿ :‬أفرأيت الّذي كفر بآياتنا وق**ال‬
‫وولدًا أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرّحمن عهدًا﴾ قال‪ :‬موثقً**ا‪ ،‬لم يق**ل‬
‫األشجع ّي عن سفيان‪ :‬سيفًا وال موثقًا‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)176‬ح ّدثنا قتيبة بن س**عيد‪،‬‬
‫ح ّدثنا سفيان‪ ،‬عن إسماعيل‪ ،‬عن قيس‪ .‬قال‪ :‬سمعت س**عيد بن زي**د‬
‫وإن‬‫بن عمرو بن نفيل في مس**جد الكوف**ة يق**ول‪ :‬وهللا لق**د رأيت**ني ّ‬
‫أن أح *دًا ارفضّ‬‫عمر لموثقي على اإلسالم* قبل أن يسلم عمر‪ ،‬ولو ّ‬
‫للّذي صنعتم بعثمان لكان محقوقًا أن يرفضّ ‪.‬‬
‫وق**ال ص (‪ :)178‬ح** ّدثني مح ّم**د بن المثنّى‪ ،‬ح** ّدثنا يح**يى‪،‬‬
‫ح * ّدثنا إس**ماعيل‪ ،‬ح * ّدثنا قيس‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت س**عيد بن زي**د يق**ول‬
‫للقوم‪ :‬لو رأيتني موثقي عمر على اإلسالم* أنا وأخت**ه‪ ،‬وم**ا أس**لم‪،‬‬
‫أن أحدًا انقضّ لما صنعتم بعثمان لكان محقوقًا أن ينقضّ ‪.‬‬ ‫ولو ّ‬
‫ق**ال اإلم*ام أحم*د رحم*ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)404‬ح* ّدثنا يح*يى بن‬
‫أبي بكير‪ ،‬ح ّدثنا زائدة‪ ،‬عن عاص**م بن أبي النّج**ود‪ ،‬عن زرّ‪ ،‬عن‬
‫عبدهللا‪ .‬قال‪ :‬أ ّول من أظهر إس**المه س**بعة‪ :‬رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وأبوبكر‪ ،‬وع ّم**ار‪ ،‬وأ ّم**ه س**ميّة‪ ،‬وص**هيب‪،‬‬
‫وبالل‪ ،‬والمقداد‪ ،‬فأ ّما رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪-‬‬
‫‪244‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فمنعه هللا بع ّم**ه أبي ط**الب‪ ،‬وأ ّم**ا أب**وبكر فمنع**ه هللا بقوم**ه‪ ،‬وأ ّم**ا‬
‫سائرهم فأخذهم المش**ركون* فألبس**وهم أدراع الحدي**د‪ ،‬وص**هروهم‬
‫الش*مس‪ ،‬فم**ا منهم إنس**ان إال وق**د وات**اهم على م**ا أرادوا‪ *،‬إال‬ ‫في ّ‬
‫بالل فإنّ**ه ه**انت علي**ه نفس**ه في هللا‪ ،‬وه**ان على قوم**ه‪ ،‬ف**أعطوه‬
‫الولدان* وأخذوا* يطوفون* به شعاب م ّكة‪ ،‬وهو يقول‪ :‬أحد أحد‪.‬‬
‫سنده حسن‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫استسالمهم لشرع هللا‬

‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 5‬ص‪ :)355‬ح*** ّدثنا عبدهللا بن‬
‫يوسف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن ن**افع‪ ،‬عن عبدهللا بن عم**ر رض**ي هللا‬
‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪(( :‬م**ا‬ ‫عنهما ّ‬
‫ق امرئ مسلم له ش**يء يوص**ي في**ه‪ ،‬ي**بيت ليل**تين إال ووص*يّته‬ ‫ح ّ‬
‫مكتوبة عنده))‪.‬‬
‫ورواه* مسلم من حديث الزهري عن س**الم عن أبي**ه وزاد في**ه‪:‬‬
‫قال عبدهللا ابن عمر‪ :‬م**ا م*رّت عل ّي ليل**ة من**ذ س**معت رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال ذلك إال وعندي وصيّتي‪.‬‬
‫قال اإلمام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)1280‬ح * ّدثنا أبوكام**ل‬
‫الجحدريّ‪ ،‬ح ّدثنا عبدالواحد يع*ني ابن زي**اد‪ ،‬ح* ّدثنا األعمش‪ ،‬عن‬
‫إب**راهيم التّيم ّي‪ ،‬عن أبي**ه‪ .‬ق**ال‪ :‬ق**ال أبومس**عود الب**دريّ‪ :‬كنت‬
‫بالس*وط‪ ،‬فس**معت ص**وتًا من خلفي‪(( :‬اعلم أب**ا‬ ‫أضرب غال ًما لي ّ‬
‫مسعود)) فلم أفهم الصّوت من الغضب‪ .‬قال‪ :‬فل ّما دن**ا منّي إذا ه**و‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فإذا ه*و يق**ول‪(( :‬اعلم‬
‫أبا مسعود‪ ،‬اعلم أبا مسعود))‪ .‬قال‪ :‬فألقيت السّوط من يدي‪ .‬فق**ال‪:‬‬
‫أن هللا أقدر علي**ك من**ك على ه**ذا الغالم)) ق**ال‪:‬‬ ‫((اعلم أبا مسعود ّ‬
‫فقلت‪ :‬ال أضرب مملو ًكا بعده أبدًا‪.‬‬
‫في رواي***ة عبدالواح***د عن األعمش كالم‪ ،‬ولكن***ه تابع***ه جري***ر بن‬
‫عبدالحميد‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وأبوعوانة‪ ،‬ثالثتهم عند مسلم‪.‬‬
‫وقال اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 5‬ص‪ :)130‬ثنا عب**دالرزاق‪ .‬ق**ال‪ :‬ثن**ا‬
‫سفيان‪ ،‬عن األعمش به مثله‪.‬‬
‫‪246‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 6‬ص‪ :)249‬ح*** ّدثنا مح ّم***د بن‬
‫يوسف‪ ،‬ح * ّدثنا األوزاع ّي‪ ،‬عن ال ّزه**ريّ‪ ،‬عن س**عيد بن المس *يّب‪،‬‬
‫أن حكيم بن حزام رضي هللا عن**ه ق**ال‪ :‬س**ألت‬ ‫وعروة بن ال ّزبير‪ّ ،‬‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فأعط**اني‪ ،‬ث ّم س**ألته‬
‫إن ه**ذا الم**ال خض**ر حل**و‪ ،‬فمن‬ ‫فأعطاني‪ ،‬ث ّم قال لي‪(( :‬ي**ا حكيم ّ‬
‫أخ**ذه بس**خاوة نفس ب**ورك ل**ه في**ه‪ ،‬ومن أخ**ذه بإش**راف نفس لم‬
‫يبارك له فيه‪ ،‬وكان كالّذي يأك*ل وال يش*بع‪ ،‬والي**د العلي*ا خ*ير من‬
‫ق ال‬ ‫اليد السّفلى)) قال حكيم‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا والّذي* بعثك ب**الح ّ‬
‫أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتّى أفارق ال ّدنيا‪ ،‬فكان أبوبكر يدعو حكي ًم**ا‬
‫إن عم**ر دع**اه ليعطي**ه‬ ‫ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه ش**يئًا‪ ،‬ث ّم ّ‬
‫فأبى أن يقبل منه‪ .‬فقال‪ :‬يا معشر المسلمين إنّي أعرض عليه حقّ**ه‬
‫الّ**ذي قس*م* هللا ل**ه من ه**ذا الفيء في**أبى أن يأخ**ذه‪ ،‬فلم ي**رزأ حكيم‬
‫أحدًا من النّاس شيئًا بعد النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫حتّى توفّي‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)318‬ح** ّدثنا عبدهللا بن‬
‫مس***لمة‪ ،‬عن مال***ك‪ ،‬عن عبدهللا بن دين***ار‪ ،‬عن عبدهللا بن عم***ر‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬كان رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬يلبس خات ًم**ا من ذهب فنب**ذه فق**ال‪(( :‬ال ألبس**ه أب*دًا)) فنب**ذ‬
‫النّاس خواتيمهم‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 9‬ص‪ :)506‬ح ّدثنا الحميديّ‪ ،‬ح ّدثنا‬
‫س***فيان‪ ،‬ح*** ّدثنا عبيدهللا بن أبي يزي***د‪ ،‬س***مع مجاه***دًا‪ ،‬س***معت‬
‫أن فاطمة‬ ‫عبدال ّرحمن بن أبي ليلى يح ّدث عن عل ّي بن أبي طالب‪ّ ،‬‬
‫عليها السّالم أتت النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬تس**أله‬
‫خاد ًما فقال‪(( :‬أال أخبرك ما ه**و خ**ير ل**ك من**ه‪ ،‬تس*بّحين هللا عن**د‬
‫منام**ك ثالثً**ا وثالثين‪ ،‬وتحم**دين هللا ثالثً**ا وثالثين‪ ،‬وتكبّ**رين هللا‬
‫إحداهن أربع وثالثون‪ ،‬فما تركته**ا‬ ‫ّ‬ ‫أربعًا وثالثين)) ث ّم قال سفيان‪:‬‬
‫‪247‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بعد‪ .‬قيل‪ :‬وال ليلة صفّين؟ قال‪ :‬وال ليلة صفّين‪.‬‬


‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 11‬ص‪ :)530‬ح** ّدثنا س**عيد بن‬
‫عف**ير‪ ،‬ح * ّدثنا ابن وهب‪ ،‬عن ي**ونس‪ ،‬عن ابن ش**هاب‪ .‬ق**ال‪ :‬ق**ال‬
‫سالم‪ :‬قال ابن عمر‪ :‬سمعت عمر يقول‪ :‬قال لي رسول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ّ (( :-‬‬
‫إن هللا ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)) ق**ال‬
‫عمر‪ :‬فوهللا ما حلفت بها منذ سمعت النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬ذاكرًا وال آثرًا‪.‬‬
‫قال الحافظ* رحمه هللا‪ :‬قوله‪ :‬ذاكرًا‪ ،‬أي‪ :‬عامدًا‪ .‬قوله‪ :‬آثرًا‪ ،‬أي‪ :‬حاكيً**ا‬
‫عن الغير‪ ،‬أي‪ :‬ما حلفت بها‪ ،‬وال حكيت ذلك عن غ**يري ‪ .‬اهـ الم**راد من‬
‫((الفتح))‪.‬‬
‫قال اإلمام البخاري رحمه هللا (ج‪ 8‬ص‪ :)489‬وق**ال أحم**د بن‬
‫ش**بيب‪ :‬ح* ّدثنا أبي‪ ،‬عن ي**ونس‪ ،‬عن ابن ش**هاب‪ ،‬عن ع**روة‪ ،‬عن‬
‫عائشة رضي هللا عنها ق**الت‪ :‬ي**رحم هللا نس**اء المه**اجرات األول‪،‬‬
‫جي***وبهن‪ ،﴾1‬ش***قّقن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بخم***رهن على‬ ‫ل ّم***ا أن***زل هللا‪﴿ :‬وليض***ربن‬
‫ّ‬
‫مروطهن فاختمرن بها‪.‬‬
‫ح ّدثنا أبونعيم‪ ،‬ح ّدثنا إب**راهيم بن ن**افع‪ ،‬عن الحس**ن بن مس**لم‪،‬‬
‫أن عائشة رضي هللا عنها ك**انت تق**ول‪ :‬ل ّم**ا‬‫عن صفيّة بنت شيبة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫جي**وبهن﴾ أخ**ذن‬ ‫ّ‬
‫بخم**رهن على‬ ‫ن**زلت ه**ذه اآلي**ة‪﴿ :‬وليض**ربن‬
‫أزرهن فشقّقنها من قبل الحواشي‪ *،‬فاختمرن بها‪.‬‬
‫ّ‬
‫قال الحاف**ظ رحم**ه هللا‪ :‬والبن أبي ح**اتم من طري**ق عبدهللا بن‬
‫عثمان بن خثيم عن ص**فية م**ا يوض**ح ذل**ك‪ ،‬ولفظ**ه‪ :‬ذكرن**ا عن**د‬
‫وفض*لهن فق**الت‪ :‬إن نس**اء ق**ريش لفض**الء‪،‬‬‫ّ‬ ‫عائشة نس**اء ق**ريش‬
‫ولكني وهللا ما رأيت أفضل من نساء األنصار أش ّد تصديقًا بكت**اب‬
‫هللا وال إيمانً**ا بالت ْنزي**ل‪ ،‬لق**د أن**زلت س**ورة الن**ور‪﴿ :‬وليض**ربن‬
‫*رهن على جي* ّ‬
‫*وبهن﴾ ف**انقلب رج**الهن إليهن يتل**ون عليهن م**ا‬ ‫بخم* ّ‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.31:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪248‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أنزل فيها ما منهن امرأة إال ق**امت إلى مرطه**ا فأص**بحن يص**لين‬
‫الصبح معتجرات‪ ،‬كأن على رءوسهن* الغربان‪.‬‬
‫ويمكن الجمع بين الرواي**تين ب**أن نس**اء األنص**ار ب**ادرن إلى‬
‫ذلك‪ .‬اهـ‬
‫قال اإلمام مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)1654‬وح * ّدثناه محم**د‬
‫بن المثنى‪ ،‬وابن بشار‪ ،‬قاال‪ :‬ح ّدثنا محم**د بن جعف**ر‪ ،‬ح**دثنا ش**عبة‬
‫بهذا اإلسناد‪ ،‬وفي حديث ابن المثنى قال س**معت النض**ر بن أنس‪،‬‬
‫ح * ّدثني مح ّم**د بن س**هل التّميم ّي‪ ،‬ح * ّدثنا ابن أبي م**ريم‪ ،‬أخ**برني‬
‫مح ّمد بن جعفر‪ ،‬أخبرني إبراهيم بن عقب**ة‪ ،‬عن ك*ريب م**ولى ابن‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫عبّ**اس‪ ،‬عن عبدهللا بن عبّ**اس‪ّ ،‬‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬رأى خات ًما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرح**ه‬
‫وقال‪(( :‬يعم*د أح*دكم إلى جم*رة من ن*ار فيجعله*ا في ي*ده)) فقي*ل‬
‫لل ّرجل بعد ما ذهب رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫خذ خاتمك انتفع به‪ .‬قال‪ :‬ال وهللا ال آخذه أب*دًا وق**د طرح**ه رس**ول‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 11‬ص‪ :)263‬ح * ّدثنا الحس**ن بن‬
‫ال ّربيع‪ ،‬ح ّدثنا أبواألحوص‪ *،‬عن األعمش‪ ،‬عن زيد بن وهب‪ .‬قال‪:‬‬
‫قال أبوذ ّر‪ :‬كنت أمشي مع النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪-‬‬
‫في ح ّرة المدينة فاستقبلنا أحد‪ .‬فقال‪(( :‬ي**ا أب**ا ذ ّر))‪ .‬قلت‪ :‬لبّي**ك ي**ا‬
‫أن عندي مثل أحد هذا ذهبً**ا تمض**ي‬ ‫رسول هللا‪ .‬قال‪(( :‬ما يسرّني ّ‬
‫عل ّي ثالثة وعندي* منه دينار‪ ،‬إال شيئًا أرصده لدين إال أن أقول ب**ه‬
‫في عب**اد هللا هك**ذا وهك**ذا وهك**ذا)) عن يمين**ه وعن ش**ماله ومن‬
‫إن األك**ثرين هم المقلّ**ون ي**وم القيام**ة‪ ،‬إال‬ ‫خلفه‪ ،‬ث ّم مشى فق**ال‪ّ (( :‬‬
‫من ق**ال هك**ذا وهك**ذا وهك**ذا ‪-‬عن يمين**ه وعن* ش**ماله ومن خلفه‪-‬‬
‫وقلي**ل م**ا هم))‪ ،‬ث ّم ق**ال لي‪(( :‬مكان**ك ال ت**برح حتّى آتيك)) ث ّم‬
‫انطل**ق في س**واد اللّي**ل حتّى ت**وارى‪ ،‬فس**معت ص**وتًا ق**د ارتف**ع‬
‫‪249‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فتخ ّوفت أن يكون أح**د ع**رض للنّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬فأردت أن آتيه ف**ذكرت قول**ه لي‪ :‬ال ت**برح حتّى آتيك)) فلم‬
‫أب*رح حتّى أت*اني قلت‪ *:‬ي*ا رس*ول هللا لق*د س*معت ص*وتًا تخ* ّوفت*‬
‫فذكرت له فقال‪(( :‬وهل س**معته))؟ قلت‪ *:‬نعم‪ .‬ق*ال‪(( :‬ذاك جبري**ل‬
‫أتاني فقال‪ :‬من مات من أ ّمت**ك ال يش**رك باهلل ش**يئًا دخ**ل الجنّة))‪،‬‬
‫قلت‪ :‬وإن* زنى وإن سرق؟ قال‪(( :‬وإن زنى وإن سرق))‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)36‬ح* ّدثنا إس**ماعيل بن‬
‫عبدهللا‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثني مال*ك بن أنس‪ ،‬عن إس*حاق بن عبدهللا بن أبي‬
‫طلحة‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬كنت أسقي أبا عبيدة‬
‫وأبا طلحة وأب ّي بن كعب من فضيخ زهو وتمر فجاءهم آت فق**ال‪:‬‬
‫إن الخمر قد ح ّرمت‪ .‬فقال أبوطلحة‪ :‬قم يا أنس فأهرقها‪ ،‬فأهرقتها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ح ّدثنا مس ّدد‪ ،‬ح ّدثنا معتمر‪ ،‬عن أبيه‪ .‬ق**ال‪ :‬س**معت ً‬
‫أنس*ا‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫كنت قائ ًم**ا على الح ّي أس**قيهم عموم**تي‪ ،‬وأن**ا أص**غرهم الفض**يخ‬
‫فقي**ل‪ :‬ح**رّمت الخم**ر‪ ،‬فق**الوا‪ *:‬أكفئه**ا‪ ،‬فكفأته**ا‪ .‬قلت ألنس‪ :‬م**ا‬
‫شرابهم؟ قال‪ :‬رطب وبسر‪ .‬فقال أبوبكر بن أنس‪ :‬وكانت خمرهم‪،‬‬
‫فلم ينكر أنس‪.‬‬
‫وح ّدثني بعض أصحابي أنّه س**مع أنس بن مال**ك يق**ول‪ :‬ك**انت‬
‫خمرهم يومئذ‪.‬‬
‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 9‬ص‪ :)551‬ح*** ّدثنا عبدهللا بن‬
‫منير‪ ،‬سمع أبا حاتم األشهل بن حاتم‪ ،‬ح ّدثنا ابن ع**ون‪ *،‬عن ثمام**ة‬
‫بن أنس‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬دخلت مع النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬على غالم له خيّاط‪ ،‬فق * ّدم إلي**ه قص**عةً فيه**ا‬
‫ثريد‪ .‬قال‪ :‬وأقب**ل على عمل**ه‪ .‬ق**ال فجع**ل النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬يتتبّع ال ّدبّاء‪ .‬قال‪ :‬فجعلت أتتبّعه فأضعه بين يديه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما زلت بعد أحبّ ال ّدبّاء‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 8‬ص‪ :)175‬ح** ّدثنا موس**ى بن‬
‫‪250‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إس*ماعيل‪ ،‬ح* ّدثنا عب*د العزي*ز بن مس**لم‪ ،‬ح* ّدثنا عبدهللا بن دين**ار‪.‬‬
‫ق**ال‪ :‬س**معت ابن عم**ر رض**ي هّللا عنهم**ا يق**ول‪ :‬بين**ا النّ**اس في‬
‫الصّبح بقب**اء إذ ج**اءهم رج**ل فق**ال‪ :‬أن**زل اللّيل**ة ق**رآن‪ ،‬ف**أمر أن‬
‫يستقبل الكعبة فاستقبلوها‪ ،‬واستداروا* كهيئتهم فتوجّهوا إلى الكعبة‪،‬‬
‫وكان وجه النّاس إلى ال ّشأم‪.‬‬
‫ق**ال مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)146‬ح** ّدثنا أب**وبكر بن أبي‬
‫ش**يبة‪ ،‬وأب**وكريب‪ ،‬وإس**حق بن إب**راهيم‪ ،‬واللّف**ظ ألبي بك**ر‪ .‬ق**ال‬
‫إسحق‪ :‬أخبرنا‪ .‬وقال اآلخران‪ :‬ح* ّدثنا وكي**ع‪ ،‬عن س**فيان‪ ،‬عن آدم‬
‫بن سليمان‪ ،‬مولى خالد قال‪ :‬سمعت سعيد بن جبير يح ّدث عن ابن‬
‫عبّاس ق*ال‪ :‬ل ّم*ا ن*زلت ه*ذه اآلي*ة‪ ﴿ :‬وإن تب*دوا م*ا في أنفس*كم أو‬
‫تخفوه يحاس**بكم ب**ه هللا‪ ﴾1‬ق**ال‪ :‬دخ**ل قل**وبهم منه**ا ش**يء لم ي**دخل‬
‫قلوبهم من شيء‪ .‬فق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((قولوا* سمعنا وأطعنا وسلّمنا)) قال‪ :‬فألقى هللا اإليمان في قلوبهم‪،‬‬
‫نفس *ا إال وس**عها له**ا م**ا كس**بت‬‫ف**أنزل هللا تع**الى‪﴿ :‬ال يكلّ**ف هللا ً‬
‫وعليها ما اكتسبت ربّنا ال تؤاخ**ذنا إن نس**ينا أو أخطأنا‪ ﴾2‬ق**ال‪ :‬ق**د‬
‫فعلت ﴿ربّنا وال تحمل علينا إصرًا كما حملته على الّ**ذين من قبلنا﴾‬
‫قال‪ :‬قد فعلت ﴿واغفر لنا وارحمنا أنت موالنا﴾ قال‪ :‬قد فعلت‪.‬‬
‫قال مسلم رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)144‬ح * ّدثني مح ّم**د بن منه**ال‬
‫الضّرير‪ ،‬وأميّة بن بسطام العيش ّي‪ ،‬واللّفظ ألميّة قاال‪ :‬ح* ّدثنا يزي**د‬
‫بن زريع‪ ،‬ح ّدثنا روح وهو ابن القاسم‪ ،‬عن العالء‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة‪ .‬قال‪ :‬ل ّما نزلت على رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪﴿ :-‬هلل ما في السّموات* وم**ا في األرض وإن تب**دوا م**ا في‬
‫ويعذب من يش**اء‬ ‫ّ‬ ‫أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به هللا فيغفر لمن يشاء‬

‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.284:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.286:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪251‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وهللا على ك ّل شيء قدير‪ ﴾1‬قال‪ :‬فاشت ّد ذل**ك على أص**حاب رس**ول‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ف**أتوا رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ث ّم بركوا على ال ّركب‪ .‬فقالوا‪ :‬أي رسول هللا‬
‫ّ‬
‫والص***يام‪ ،‬والجه***اد‪،‬‬ ‫كلّفن***ا من األعم***ال م***ا نطي***ق‪ّ :‬‬
‫الص***الة‪,‬‬
‫صدقة‪ ،‬وقد أنزلت عليك هذه اآلية وال نطيقه**ا‪ .‬ق**ال رس**ول هللا‬ ‫وال ّ‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس*لم‪(( :-‬أتري*دون أن تقول**وا كم**ا ق**ال‬
‫أهل الكتابين من قبلكم‪ :‬سمعنا وعصينا ب**ل قول**وا‪ *:‬س**معنا وأطعن**ا‬
‫غفرانك ربّنا وإليك المصير)) قالوا‪ *:‬سمعنا وأطعن**ا غفران**ك ربّن**ا‬
‫وإليك المصير‪ ،‬فل ّما اقترأها القوم ذلّت بها ألس**نتهم‪ ،‬ف**أنزل هللا في‬
‫إثرها‪﴿ :‬آمن الرّسول بما أن**زل إلي**ه من ربّ**ه والمؤمن**ون* ك* ّل آمن‬
‫باهلل ومالئكت**ه وكتب**ه ورس**له ال نف*رّق بين أح**د من رس**له وق**الوا*‬
‫س**معنا وأطعن**ا غفران**ك ربّن**ا وإلي**ك المص**ير‪ ﴾2‬فل ّم**ا فعل**وا ذل**ك‬
‫نسخها هللا تعالى فأنزل هللا ع ّز وجلّ‪﴿ :‬ال يكلّف هللا نفسًا إال وسعها‬
‫له**ا م**ا كس**بت وعليه**ا م**ا اكتس**بت ربّن**ا ال تؤاخ**ذنا إن نس**ينا أو‬
‫أخطأنا﴾ ق*ال‪ :‬نعم ﴿ربّن*ا وال تحم*ل علين*ا إص*رًا كم*ا حملت*ه على‬
‫الّذين من قبلنا﴾ قال‪ :‬نعم ﴿ربّنا وال تح ّملنا ما ال طاق**ة لن**ا به﴾ ق**ال‪:‬‬
‫نعم ﴿واع**ف عنّ**ا واغف**ر لن**ا وارحمن**ا أنت موالن**ا فانص**رنا على‬
‫القوم الكافرين﴾ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)20‬ح ّدثنا يزي**د‪ ،‬أخبرن**ا‬
‫ح ّم**اد بن س**لمة‪ ،‬عن أبي نعام**ة‪ ،‬عن أبي نض**رة‪ ،‬عن أبي س**عيد‬
‫أن رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ص**لّى‬ ‫الخدريّ‪ّ ،‬‬
‫فخلع نعليه‪ ،‬فخل**ع النّ**اس نع**الهم‪ ،‬فل ّم**ا انص**رف ق**ال‪(( :‬لم خلعتم‬
‫إن‬‫نعالكم))؟ ق**الوا‪ *:‬ي**ا رس**ول هللا رأين**اك خلعت فخلعن**ا‪ .‬ق**ال‪ّ (( :‬‬
‫أن بهم*ا خبثً*ا‪ ،‬ف*إذا ج*اء أح*دكم المس*جد‬ ‫جبري*ل أت*اني ف*أخبرني ّ‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.284:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.285:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪252‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فليقلب نعله فلينظر فيها‪ ،‬فإن رأى بها خبثًا فليمسحه ب**األرض‪ ،‬ث ّم‬
‫ليص ّل فيهما))‪.‬‬
‫قال الحاكم رحمه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)260‬صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫قال اإلمام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)403‬ح* ّدثنا أب**وبكر بن‬
‫أبي ش**يبة‪ ،‬ح * ّدثنا عفّ**ان‪ ،‬ح * ّدثنا ح ّم**اد بن س**لمة‪ ،‬عن ث**ابت‪ ،‬عن‬
‫أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ش**اور حين‬ ‫أنس‪ّ ،‬‬
‫بلغه إقب**ال أبي س**فيان ق**ال‪ :‬فتكلّم أب**وبكر ف**أعرض عن**ه‪ ،‬ث ّم تكلّم‬
‫عمر فأعرض عنه‪ ،‬فقام سعد بن عبادة فقال‪ :‬إيّانا تريد ي**ا رس**ول‬
‫هللا والّذي* نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر ألخضناها‪ ،‬ول**و‬
‫أمرتن**ا أن نض**رب أكباده**ا إلى ب**رك الغم**اد لفعلن**ا‪ .‬ق**ال‪ :‬فن**دب‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬النّ**اس ف**انطلقوا‪ ،‬حتّى‬
‫نزلوا ب**درًا‪ ،‬ووردت عليهم رواي**ا ق**ريش وفيهم غالم أس**ود* لب**ني‬
‫الح ّجاج‪ ،‬فأخذوه‪ ،‬فكان أصحاب رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وس**لم‪ -‬يس**ألونه عن أبي س**فيان وأص**حابه فيق**ول‪ :‬م**ا لي علم‬
‫بأبي سفيان‪ ،‬ولكن هذا أبوجهل‪ ،‬وعتبة‪ ،‬وشيبة‪ ،‬وأميّ**ة بن خل**ف‪،‬‬
‫فإذا قال ذلك ضربوه‪ .‬فق**ال‪ :‬نعم أن**ا أخ**بركم ه**ذا أبوس**فيان‪ ،‬ف**إذا‬
‫تركوه فسألوه* فقال‪ :‬م**ا لي ب**أبي س**فيان علم‪ ،‬ولكن* ه**ذا أبوجه**ل‪،‬‬
‫وعتبة‪ ،‬وش**يبة‪ ،‬وأميّ**ة بن خل**ف‪ ،‬في النّ**اس ف**إذا ق**ال ه**ذا ً‬
‫أيض*ا‬
‫ض**ربوه‪ ،‬ورس**ول* هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ائم‬
‫يص**لّي‪ ،‬فل ّم**ا رأى ذل**ك انص**رف ق**ال‪(( :‬والّ**ذي* نفس**ي بي**ده‬
‫لتضربوه‪ 1‬إذا صدقكم‪ *،‬وتتركوه إذا كذبكم)) قال‪ :‬فق**ال رس**ول هللا‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ه**ذا مص**رع فالن)) ق**ال‪:‬‬
‫ويضع يده على األرض ((ههنا ههنا)) قال‪ :‬فم**ا م**اط أح**دهم عن‬
‫‪ ‬حذفت النون في‪ :‬تضربوه وت**تركوه لغ*ير ناص**ب وال ج**ازم‪ ،‬على ح*د ق**ول‬ ‫‪1‬‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫وجهك بالعنبر والمسك الذكي‬ ‫أبيت أسري وتبيتي تدلكي‬
‫‪253‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫موضع يد رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬


‫قال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)43‬ح* ّدثني عم**رو بن‬
‫مح ّم**د بن بك*ير النّاق**د‪ ،‬ح* ّدثنا هاش**م بن القاس**م أبوالنّض**ر‪ ،‬ح* ّدثنا‬
‫سليمان بن المغ**يرة‪ ،‬عن ث**ابت‪ ،‬عن أنس بن مال**ك ق**ال‪ :‬نهين**ا أن‬
‫نسأل رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬عن شيء‪ ،‬فكان‬
‫يعجبن**ا أن يجيء الرّج**ل من أه**ل البادي**ة العاق**ل فيس**أله ونحن‬
‫نسمع‪ ،‬فجاء رجل من أه**ل البادي**ة فق**ال‪ :‬ي**ا مح ّم**د أتان**ا رس**ولك‬
‫أن هللا أرسلك‪ .‬قال‪(( :‬صدق))‪ .‬قال‪ :‬فمن خلق‬ ‫فزعم لنا أنّك تزعم ّ‬
‫السّماء؟ قال‪(( :‬هللا)) ق**ال‪ :‬فمن خل**ق األرض؟ ق**ال‪(( :‬هللا)) ق**ال‪:‬‬
‫فمن نصب هذه الجبال وجع**ل فيه**ا م**ا جع**ل؟ ق**ال‪(( :‬هللا)) ق**ال‪:‬‬
‫فبالّذي خلق السّماء واألرض‪ ،‬ونصب الجب**ال‪ ،‬آهلل أرس**لك؟ ق**ال‪:‬‬
‫أن علين**ا خمس ص**لوات في يومن**ا‬ ‫((نعم)) ق**ال‪ :‬وزعم* رس**ولك ّ‬
‫وليلتنا؟ قال‪(( :‬صدق)) قال‪ :‬فبالّذي أرسلك آهلل أم**رك به**ذا؟ ق**ال‪:‬‬
‫أن علين**ا زك**اةً في أموالن**ا؟ ق**ال‪:‬‬ ‫((نعم)) ق**ال‪ :‬وزعم* رس**ولك ّ‬
‫((صدق)) قال‪ :‬فبالّذي أرسلك آهلل أمرك بهذا؟ ق**ال‪(( :‬نعم)) ق**ال‪:‬‬
‫أن علين**ا ص**وم ش**هر رمض**ان في س**نتنا؟ ق**ال‪:‬‬ ‫وزعم رس**ولك ّ‬
‫((صدق)) قال‪ :‬فبالّذي أرسلك آهلل أمرك بهذا؟ ق**ال‪(( :‬نعم)) ق**ال‪:‬‬
‫أن علينا ح ّج ال*بيت من اس*تطاع إلي**ه س**بيالً؟ ق**ال‪:‬‬ ‫وزعم رسولك ّ‬
‫ّ‬
‫عليهن‬ ‫ق ال أزي**د‬‫((صدق)) قال‪ :‬ث ّم ولّى‪ .‬قال‪ :‬والّ**ذي بعث**ك ب**الح ّ‬
‫منهن‪ .‬فق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫ّ‬ ‫وال أنقص‬
‫ليدخلن الجنّة))‪.‬‬
‫ّ‬ ‫((لئن صدق‬
‫ح ّدثني عبدهللا بن هاشم العبديّ‪ ،‬ح ّدثنا بهز‪ ،‬ح * ّدثنا س**ليمان بن‬
‫المغيرة‪ ،‬عن ثابت‪ .‬قال‪ :‬قال أنس‪ :‬كنّ**ا نهين**ا في الق**رآن أن نس**أل‬
‫رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬عن ش**يء‪ ،‬وس**اق‬
‫الحديث بمثله‪.‬‬
‫‪254‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫صبرهم على الفقر والجوع والعري‬

‫قال اإلم**ام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 6‬ص‪ :)348‬ح* ّدثنا س**ريج بن‬
‫النّعمان‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثنا س**فيان بن عيين**ة‪ ،‬عن ال ّزه**ريّ‪ ،‬عن ع**روة‪،‬‬
‫عن أس**ماء بنت أبي بك**ر ق**الت‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫ّ‬
‫منكن ي**ؤمن باهلل‬ ‫وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ي**ا معش**ر النّس**اء من ك**ان‬
‫واليوم اآلخر فال ترفع رأسها‪ ،‬حتّى يرفع اإلمام رأسه)) من ضيق‬
‫ثياب الرّجال‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قال اإلمام البخاري رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)298‬ح ّدثنا مح ّمد بن‬
‫كثير‪ .‬قال‪ :‬أخبرنا سفيان‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫كان النّاس يصلّون مع النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وهم‬
‫الص*غر على رق**ابهم‪ .‬فقي**ل للنّس**اء‪ :‬ال ت**رفعن‬
‫عاق**دوا* أزرهم من ّ‬
‫رءوسكن حتّى يستوي الرّجال جلوسًا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ق***ال الحاف***ظ في ((الفتح)) (ج‪ 1‬ص‪ :)473‬وفي رواي***ة أبي‬
‫داود من طريق وكيع عن الثوري* (عاقدي أزرهم في أعن**اقهم من‬
‫ضيق األزر)‪ .‬اهـ المراد من ((الفتح))‪.‬‬
‫ق***ال اإلم***ام مس***لم بن الحج***اج رحم***ه هللا (ج‪ 3‬ص‪)1625‬‬
‫بتحقيق محمد فؤاد* عبدالباقي‪ :‬ح* ّدثنا أب**وبكر بن أبي ش**يبة‪ ،‬ح* ّدثنا‬
‫ش***بابة بن س*** ّوار‪ ،‬ح*** ّدثنا س***ليمان بن المغ**يرة‪ ،‬عن ث***ابت‪ ،‬عن‬
‫عب*دال ّرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬عن المق*داد‪ .‬ق*ال‪ :‬أقبلت أن*ا وص*احبان‬
‫لي وقد* ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد‪ ،‬فجعلنا نعرض أنفسنا‬
‫على أصحاب رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فليس‬
‫‪255‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أح**د منهم يقبلن**ا‪ ،‬فأتين**ا النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫فانطلق بنا إلى أهله‪ ،‬فإذا ثالثة أع*نز فق*ال النّ*ب ّي ‪-‬ص*لى هللا علي*ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬احتلب**وا ه**ذا اللّبن بيننا)) ق**ال‪ :‬فكنّ**ا نحتلب‬
‫فيشرب ك ّل إنسان منّا نصيبه‪ ،‬ونرفع للنّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وس**لم‪ -‬نص**يبه‪ .‬ق**ال‪ :‬فيجيء من اللّي**ل فيس**لّم تس**لي ًما ال يوق**ظ‬
‫نائ ًم**ا‪ ،‬ويس**مع اليقظ**ان‪ .‬ق**ال‪ :‬ث ّم ي**أتي المس**جد فيص**لّي‪ ،‬ث ّم ي**أتي‬
‫الش*يطان ذات ليل**ة وق**د ش**ربت نص**يبي‪.‬‬ ‫شرابه فيش**رب‪ ،‬فأت**اني ّ‬
‫فقال‪ :‬مح ّمد يأتي األنصار فيتحفونه‪ ،‬ويصيب عندهم ما ب**ه حاج**ة‬
‫إلى ه**ذه الجرع**ة‪ ،‬فأتيته**ا فش**ربتها‪ ،‬فل ّم**ا أن وغلت في بط**ني‬
‫وعلمت أنّه ليس إليها سبيل‪ .‬قال‪ :‬ن ّدمني ال ّشيطان فقال‪ :‬ويح**ك م**ا‬
‫صنعت أشربت شراب مح ّمد فيجيء فال يجده فيدعو عليك فتهل**ك‬
‫فتذهب دنياك وآخرتك‪ ،‬وعل ّي شملة إذا وضعتها على قدم ّي خ**رج‬
‫رأسي‪ ،‬وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي‪ *،‬وجع**ل ال يجيئ**ني‬
‫النّوم‪ ،‬وأ ّما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت‪ .‬قال‪ :‬فجاء النّ*ب ّي‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فس**لّم* كم**ا ك**ان يس**لّم‪ ،‬ث ّم أتى‬
‫المسجد فصلّى ث ّم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد في**ه ش**يئًا‪ ،‬فرف**ع‬
‫الس**ماء فقلت‪ :‬اآلن ي**دعو عل ّي فأهل**ك‪ .‬فق**ال‪(( :‬اللّه ّم‬ ‫رأس**ه إلى ّ‬
‫الش*ملة‬ ‫أطعم من أطعمني‪ ،‬وأسق من أس**قاني)) ق**ال‪ :‬فعم**دت إلى ّ‬
‫الش*فرة ف**انطلقت إلى األع**نز أيّه**ا أس**من‬ ‫فش**ددتها عل ّي‪ ،‬وأخ**ذت* ّ‬
‫فأذبحها لرس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ ،-‬ف**إذا هي‬
‫هن فعم**دت إلى إن**اء آلل مح ّم**د ‪-‬ص**لى هللا‬ ‫هن حفّل كلّ ّ‬
‫حافلة وإذا ّ‬
‫عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬م**ا ك**انوا يطمع**ون أن يحتلب**وا في**ه‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫فحلبت فيه حتّى علته رغوة‪ *،‬فجئت إلى رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬فق**ال‪(( :‬أش**ربتم ش**رابكم اللّيلة))؟ ق**ال‪ :‬قلت‪ :‬ي**ا‬
‫رسول هللا اشرب‪ ،‬فشرب ث ّم ناولني‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رس**ول هللا اش**رب‪،‬‬
‫أن النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬ ‫فشرب ث ّم ناولني‪ ،‬فل ّما عرفت* ّ‬
‫وسلم‪ -‬قد روي وأصبت دعوته‪ ،‬ضحكت حتّى ألقيت إلى األرض‪.‬‬
‫‪256‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫قال‪ :‬فقال النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إحدى س**وآتك‬
‫يا مقداد)) فقلت‪ :‬يا رس**ول هللا ك**ان من أم**ري ك**ذا وك**ذا‪ *،‬وفعلت*‬
‫كذا‪ .‬فقال النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬م**ا ه**ذه إال‬
‫رحمة من هللا‪ ،‬أفال كنت آذنتني فنوقظ ص**احبينا فيص**يبان منها))‪.‬‬
‫ق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها مع**ك‬ ‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬والّذي بعثك بالح ّ‬
‫من أصابها من النّاس))‪.‬‬
‫وح ّدثنا إس**حق بن إب**راهيم‪ ،‬أخبرن**ا النّض**ر بن ش**ميل‪ ،‬ح * ّدثنا‬
‫سليمان بن المغيرة بهذا اإلسناد‪ .‬اهـ‬
‫قال اإلمام البخاري رحمه هللا (ج‪ 13‬ص‪ :)303‬ح ّدثنا سليمان‬
‫بن حرب‪ ،‬ح ّدثنا ح ّماد‪ ،‬عن أيّوب‪ ،‬عن مح ّم*د‪ .‬ق*ال‪ :‬كنّ*ا عن*د أبي‬
‫ّ‬
‫ممش**قان من كتّ**ان فتم ّخ**ط‪ .‬فق**ال‪ :‬بخ بخ‬ ‫هري**رة وعلي**ه ثوب**ان‬
‫أبوهريرة يتم ّخط في الكتّان لقد رأيتني وإنّي ألخ* ّر فيم**ا بين من**بر‬
‫رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬إلى حج**رة عائش**ة‬
‫مغشيًّا عل ّي‪ ،‬فيجيء الجائي فيض**ع رجل**ه على عنقي‪ ،‬وي**رى أنّي‬
‫مجنون‪ ،‬وما بي من جنون ما بي إال الجوع‪.‬‬
‫وأخرج**ه الترم**ذي (ج‪ 7‬ص‪ )23‬وق**ال‪ :‬ه**ذا ح**ديث حس**ن ص**حيح‬
‫غريب‪.‬‬
‫قال مسلم رحمه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)2278‬ح ّدثنا شيبان بن ف*رّوخ‪،‬‬
‫ح * ّدثنا س**ليمان بن المغ**يرة‪ ،‬ح * ّدثنا حمي**د بن هالل‪ ،‬عن خال**د بن‬
‫ي‪ .‬قال‪ :‬خطبنا عتبة بن غزوان فحمد هللا وأث**نى علي**ه‬ ‫عمير العدو ّ‬
‫ح*ذاء ولم يب*ق‬ ‫ف*إن ال* ّدنيا ق*د آذنت بص*رم وولّت ّ‬ ‫ث ّم قال‪ :‬أ ّما بعد‪ّ :‬‬
‫منها إال صبابة كصبابة اإلن**اء يتص**ابّها ص**احبها‪ ،‬وإنّكم منتقل**ون‬
‫منها إلى دار ال زوال لها‪ ،‬ف**انتقلوا بخ**ير م**ا بحض**رتكم‪ ،‬فإنّ**ه ق**د‬
‫أن الحجر يلقى من شفة جهنّم فيهوي فيها س**بعين عا ًم**ا ال‬ ‫ذكر لنا ّ‬
‫أن م**ا بين‬ ‫لتمألن‪ ،‬أفعجبتم ولق**د ذك**ر لن**ا ّ‬
‫ّ‬ ‫يدرك له**ا قع*رًا‪ ،‬ووهللا‬
‫ّ‬
‫وليأتين عليه**ا‬ ‫مصراعين من مصاريع الجنّة مسيرة أربعين سنةً‪،‬‬
‫‪257‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫يوم وهو كظيظ من ال ّزحام‪ ،‬ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ما لنا طعام إال ورق ال ّشجر حتّى‬
‫قرحت أشداقنا‪.‬‬
‫قال اإلمام الترمذي رحمه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)33‬ح ّدثنا العبّ**اس بن‬
‫مح ّم**د‪ ،‬ح* ّدثنا عبدهللا بن يزي**د‪ ،‬ح* ّدثنا حي**وة بن ش**ريح‪ ،‬أخ**برني‬
‫أن أبا عل ّي عمرو بن مالك الجن**ب ّي أخ**بره عن‬ ‫أبوهانئ الخوالن ّي‪ّ *،‬‬
‫أن رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬ ‫فضالة بن عبيد‪ّ ،‬‬
‫ك**ان إذا ص**لّى بالنّ**اس يخ** ّر رج**ال من ق**امتهم في ّ‬
‫الص**الة من‬
‫الص*فّة‪ ،‬حتّى يق**ول األع**راب‪ :‬ه**ؤالء‬ ‫الخصاصة‪ ،‬وهم أص**حاب ّ‬
‫مجانين أو مجانون‪ ،‬فإذا صلّى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آل**ه وس**لم‪ -‬انص**رف إليهم‪ .‬فق**ال‪(( :‬ل**و تعلم**ون م**ا لكم عن**د هللا‬
‫ألحببتم أن ت**زدادوا* فاق *ةً وحاج *ةً))‪ .‬ق**ال فض**الة‪ :‬أن**ا يومئ**ذ م**ع‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 6‬ص‪ :)610‬ح** ّدثني مح ّم**د بن‬
‫الحكم‪ ،‬أخبرن**ا النّض**ر‪ ،‬أخبرن**ا إس**رائيل‪ ،‬أخبرن**ا س**عد الطّ**ائ ّي‪،‬‬
‫ي بن حاتم‪ .‬قال‪ :‬بينا أنا عن**د النّ**ب ّي‬ ‫أخبرنا مح ّل بن خليفة‪ ،‬عن عد ّ‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاق**ة‪ ،‬ث ّم‬
‫ي ه**ل رأيت‬ ‫الس *بيل‪ .‬فق**ال‪(( :‬ي**ا ع**د ّ*‬
‫أت**اه آخ**ر فش**كا إلي**ه قط**ع ّ‬
‫الحيرة))؟ قلت‪ :‬لم أرها‪ ،‬وقد أنبئت عنها‪ .‬ق**ال‪(( :‬ف**إن ط**الت ب**ك‬
‫ل*ترين الظّعين*ة ترتح*ل من الح*يرة حتّى تط**وف بالكعب*ة‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫حياة‬
‫تخاف أحدًا إال هللا)) قلت‪ :‬فيما بيني وبين نفسي‪ :‬ف**أين د ّع**ار طيّئ‬
‫ّ‬
‫لتفتحن كن**وز‬ ‫الّ**ذين ق**د س *عّروا البالد؟ ((ولئن ط**الت ب**ك حي**اة‬
‫كسرى)) قلت‪ :‬كسرى بن هرمز؟ قال‪(( :‬كسرى بن هرم**ز‪ ،‬ولئن‬
‫فض*ة‬‫ل*ترين الرّج*ل يخ*رج ملء كفّ*ه من ذهب أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫طالت بك حياة‬
‫ّ‬
‫وليلقين هللا أحدكم ي**وم‬ ‫يطلب من يقبله منه فال يجد أحدًا يقبله منه‪،‬‬
‫‪258‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فيقولن له‪ :‬ألم أبعث إليك‬ ‫ّ‬ ‫يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له‪،‬‬
‫رس**والً* فيبلّغ**ك؟ فيق**ول‪ :‬بلى‪ .‬فيق**ول‪ :‬ألم أعط**ك م**االً وأفض**ل‬
‫عليك؟‪ .‬فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فينظر عن يمين**ه فال ي**رى إال جهنّم‪ ،‬وينظ**ر‬
‫ي‪ *:‬س**معت النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى‬ ‫عن يساره فال يرى إال جهنّم))‪ .‬قال ع**د ّ‬
‫ق تم**رة‪ ،‬فمن‬ ‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬اتّقوا النّار ولو بش ّ‬
‫ي‪ *:‬ف**رأيت الظّعين**ة‬ ‫لم يج**د ش * ّ‬
‫ق تم**رة‪ ،‬فبكلم**ة طيّبة))‪ .‬ق**ال ع**د ّ‬
‫ترتح**ل من الح**يرة حتّى تط**وف بالكعب**ة ال تخ**اف إال هللا‪ ،‬وكنت‬
‫ّ‬
‫*ترون‬ ‫فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز‪ ،‬ولئن ط**الت بكم حي**اة ل*‬
‫ما قال النّب ّي أبوالقاسم ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪(( :-‬يخ**رج‬
‫ملء كفّه))‪.‬‬
‫قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)1609‬ح ّدثنا أب**وبكر بن‬
‫أبي شيبة‪ ،‬ح * ّدثنا خل**ف بن خليف**ة‪ ،‬عن يزي**د بن كيس**ان‪ ،‬عن أبي‬
‫ح**ازم‪ ،‬عن أبي هري**رة ق**ال‪ :‬خ**رج رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بك**ر وعم**ر‪ .‬فق**ال‪:‬‬
‫((ما أخرجكما من بيوتكما هذه السّاعة))؟ قاال‪ :‬الج**وع ي**ا رس**ول‬
‫هللا‪ .‬قال‪ :‬وأنا والّذي نفسي بيده ألخرجني الّ**ذي أخرجكم**ا قوم*وا‪،‬‬
‫فقاموا معه‪ ،‬فأتى رجالً من األنصار‪ ،‬فإذا ه**و ليس في بيت**ه‪ ،‬فل ّم**ا‬
‫رأته المرأة ق**الت‪ :‬مرحبً**ا وأهالً‪ .‬فق**ال له**ا رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬أين فالن))؟ قالت‪ :‬ذهب يستعذب لنا من‬
‫ي فنظ**ر إلى رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫الماء‪ ،‬إذ ج**اء األنص**ار ّ‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬وصاحبيه ث ّم ق**ال‪ :‬الحم**د هلل م**ا أح**د الي**وم أك**رم‬
‫أضيافًا منّي‪ .‬قال‪ :‬فانطلق فجاءهم بع**ذق في**ه بس**ر وتم**ر ورطب‪.‬‬
‫فقال‪ :‬كلوا من هذه‪ ،‬وأخ**ذ المدي**ة‪ .‬فق**ال ل**ه رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫علي*ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬إيّ**اك والحل*وب‪ ،‬ف*ذبح لهم‪ ،‬ف*أكلوا من‬
‫الش *اة‪ ،‬ومن ذل**ك الع**ذق‪ ،‬وش**ربوا‪ ،‬فل ّم**ا أن ش**بعوا ورووا‪ .‬ق**ال‬ ‫ّ‬
‫رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ألبي بك**ر وعم**ر‪:‬‬
‫لتسألن عن هذا النّعيم يوم القيامة‪ ،‬أخرجكم من‬ ‫ّ‬ ‫((والّذي نفسي بيده‬
‫‪259‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بيوتكم الجوع‪ ،‬ث ّم لم ترجعوا حتّى أصابكم هذا النّعيم))‪.‬‬


‫وح ّدثني إسحق بن منصور‪ ،‬أخبرنا أبوهشام يعني المغ**يرة بن‬
‫سلمة‪ ،‬ح ّدثنا عبدالواحد بن زياد‪ ،‬ح ّدثنا يزيد‪ ،‬ح ّدثنا أبوحازم‪ .‬قال‪:‬‬
‫سمعت أبا هريرة يق**ول‪ :‬بين**ا أب**وبكر قاع*د* وعم**ر مع*ه إذ أتاهم**ا‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فق**ال‪(( :‬م**ا أقع**دكما‬
‫ههنا))؟ قاال‪ :‬أخرجن**ا الج**وع من بيوتن**ا والّ**ذي* بعث**ك ب**الح ّ‬
‫ق‪ ،‬ث ّم‬
‫ذكر نحو حديث خلف بن خليفة‪ .‬اهـ‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)322‬ح** ّدثنا عبدهللا بن‬
‫مسلمة‪ ،‬ح ّدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أنّ**ه س**مع س**هالً‬
‫يقول‪ :‬جاءت ام**رأة إلى النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫فقالت‪ :‬جئت أهب نفسي‪ ،‬فقامت طويال فنظ**ر وص* ّوب فل ّم**ا ط**ال‬
‫مقامه**ا‪ ،‬فق**ال رج**ل‪ :‬ز ّوجنيه**ا إن لم يكن ل**ك به**ا حاج**ة؟ ق**ال‪:‬‬
‫((عن**دك ش**يء تص**دقها))؟ ق**ال‪ :‬ال‪ .‬ق**ال‪(( :‬انظر))‪ ،‬ف**ذهب ث ّم‬
‫رجع‪ ،‬فقال‪ :‬وهللا إن وجدت شيئًا‪ .‬قال‪(( :‬اذهب فالتمس ولو خات ًما‬
‫من حديد)) فذهب ث ّم رجع قال‪ :‬ال وهللا وال خات ًما من حديد‪ ،‬وعليه‬
‫إزار ما عليه رداء‪ .‬فقال‪ :‬أص*دقها إزاري‪ .‬فق*ال النّ*ب ّي ‪-‬ص*لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إزارك إن لبس ْته لم يكن عليك منه شيء‪،‬‬
‫وإن لبسْته لم يكن عليها من**ه ش**يء)) فتنحّى الرّج**ل فجلس‪ ،‬ف**رآه‬
‫النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬مولّيًا فأمر به فدعي‪ .‬فق**ال‪:‬‬
‫((ما معك من القرآن))؟ قال‪ :‬سورة كذا وكذا‪ ،‬لسور ع ّددها‪ ،‬ق**ال‪:‬‬
‫((قد ملّكتكها بما معك من القرآن))‪.‬‬
‫قال البخاري رحم**ه هللا (‪ 3‬ص‪ :)142‬ح * ّدثنا عم**ر بن حفص‬
‫بن غياث‪ ،‬ح ّدثنا أبي‪ ،‬ح ّدثنا األعمش‪ ،‬ح ّدثنا ش**قيق‪ ،‬ح * ّدثنا خبّ**اب‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬هاجرنا مع النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬نلتمس وج**ه هللا‪ ،‬فوق**ع أجرن**ا على هللا‪ ،‬فمنّ**ا من م**ات لم‬
‫يأكل من أجره شيئًا‪ ،‬منهم مص*عب بن عم*ير‪ ،‬ومنّ*ا من أينعت ل*ه‬
‫‪260‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ثمرته فه**و يه**دبها‪ ،‬قت**ل ي**وم أح**د فلم نج**د م**ا نكفّن**ه إال ب**ردةً إذا‬
‫غطّينا بها رأسه خرجت رجاله‪ ،‬وإذا غطّينا رجلي**ه خ**رج رأس**ه‪،‬‬
‫فأمرنا النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أن نغطّي رأسه وأن*‬
‫نجعل على رجليه من اإلذخر‪.‬‬
‫ق***ال البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)142‬ح*** ّدثنا مح ّم***د بن‬
‫مقاتل‪ ،‬أخبرن**ا عبدهللا‪ ،‬أخبرن**ا ش**عبة‪ ،‬عن س**عد بن إب**راهيم‪ ،‬عن‬
‫أن عبدال ّرحمن ابن عوف رضي هللا عنه أتي بطع**ام‬ ‫أبيه إبراهيم‪ّ ،‬‬
‫وكان صائ ًما‪ .‬فقال‪ :‬قتل مصعب بن عمير وهو خ**ير منّي كفّن في‬
‫ب**ردة إن غطّي رأس**ه ب**دت رجاله‪ ،‬وإن غطّي رجاله ب**دا رأس**ه‪،‬‬
‫وأراه قال‪ :‬وقتل حمزة وهو خ**ير منّي‪ ،‬ث ّم بس**ط لن**ا من ال * ّدنيا م**ا‬
‫بسط‪ ،‬أو قال‪ :‬أعطينا من ال ّدنيا م**ا أعطين**ا‪ ،‬وق**د خش**ينا أن تك**ون‬
‫حسناتنا عجّلت لنا‪ ،‬ث ّم جعل يبكي حتّى ترك الطّعام‪.‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)83‬ح ّدثنا عمرو بن ع**ون‪،‬‬
‫ح ّدثنا خالد بن عبدهللا‪ ،‬عن إسماعيل‪ ،‬عن قيس‪ .‬قال‪ :‬سمعت س**عدًا‬
‫رضي هللا عنه يقول‪ :‬إنّي أل ّول الع**رب رمى بس**هم في س**بيل هللا‪،‬‬
‫وكنّا نغزو مع النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وما لنا طعام‬
‫إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو ال ّشاة ما‬ ‫إال ورق ال ّشجر‪ ،‬حتّى ّ‬
‫له خلط‪ ،‬ث ّم أصبحت بنو أسد تع ّزرني على اإلس**الم‪ ،‬لق**د خبت إ ًذا‬
‫وض ّل عملي‪ .‬وكانوا وشوا* به إلى عمر قالوا‪ *:‬ال يحسن يصلّي‪.‬‬
‫قال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)427‬ح * ّدثنا س**عيد بن أبي‬
‫مريم‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثنا أبوغسّان‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثني أبوحازم‪ ،‬عن سهل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقًا‪ ،‬فكانت إذا‬
‫كان يوم جمعة ت ْنزع أصول السّلق فتجعله في قدر ث ّم تجع**ل علي**ه‬
‫الس**لق عرق**ه‪ ،‬وكنّ**ا‬ ‫قبض**ةً من ش**عير تطحنه**ا فتك**ون أص**ول ّ‬
‫ننصرف من صالة الجمعة فنسلّم عليها‪ ،‬فتقرّب ذل**ك الطّع**ام إلين**ا‬
‫فنلعقه‪ ،‬وكنّا نتمنّى يوم الجمعة لطعامها ذلك‪ .‬اهـ‬
‫‪261‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ّ‬
‫عبدالص*مد‪،‬‬ ‫قال اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 2‬ص‪ :)324‬ح* ّدثنا‬
‫ح * ّدثني أبي‪ ،‬ح * ّدثنا الجري**ريّ‪ ،‬عن عبدهللا بن ش**قيق‪ .‬ق**ال‪ :‬أقمت‬
‫بالمدينة مع أبي هريرة سنةً‪ .‬فقال لي ذات ي**وم ونحن عن**د حج**رة‬
‫عائشة‪ :‬لقد رأيتنا وما لنا ثياب إال البراد المفتّق**ة‪ ،‬وإنّ**ا لي**أتي على‬
‫أحدنا األيّام ما يجد طعا ًما يقيم به صلبه‪ ،‬حتّى إن كان أحدنا ليأخ**ذ‬
‫الحجر فيش ّده على أخمص بطن**ه‪ ،‬ث ّم يش* ّده بثوب**ه ليقيم ب**ه ص**لبه‪،‬‬
‫فقسّم رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ذات ي**وم تم*رًا‪،‬‬
‫أن لي‬‫فيهن حشفة‪ ،‬فم**ا س *رّني ّ‬ ‫ّ‬ ‫فأصاب ك ّل إنسان منّا سبع تمرات‬
‫مكانها تمرةً جيّدةً‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬لم؟ قال‪ :‬تش ّد لي من مضغي‪ .‬اهـ‬
‫هذا حديث صحيح على ش**رط مس**لم‪ ،‬والجري**ري ه*و س*عيد بن إي**اس‬
‫مختل**ط‪ ،‬ولكن عب**دالوارث بن س**عيد س**مع من**ه قب**ل االختالط‪ ،‬كم**ا في‬
‫((الكواكب النيرات))‪.‬‬
‫ق**ال اإلم**ام مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)55‬ح* ّدثنا أب**وبكر بن‬
‫النّضر بن أبي النّضر‪ .‬ق**ال‪ :‬ح * ّدثني أبوالنّض**ر هاش**م بن القاس**م‪،‬‬
‫ح*** ّدثنا عبيدهللا األش***جع ّي‪ ،‬عن مال***ك بن مغ***ول‪ ،‬عن طلح***ة بن‬
‫مص*رّف‪ ،‬عن أبي ص**الح‪ ،‬عن أبي هري**رة‪ .‬ق**ال‪ :‬كنّ**ا م**ع النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬في مسير قال‪ :‬فنفدت أزواد القوم‬
‫قال‪ :‬حتّى ه ّم بنحر بعض حمائلهم‪ .‬قال‪ :‬فقال عمر‪ :‬ي**ا رس**ول هللا‬
‫لو جمعت ما بقي من أزواد القوم ف**دعوت هللا عليه**ا؟ ق**ال‪ :‬ففع**ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬فجاء ذو الب ّر ببرّه‪ ،‬وذو التّمر بتمره‪ .‬قال‪ :‬وقال مجاه**د‪ :‬وذو‬
‫النّواة بنواه‪ .‬قلت‪ *:‬وما كانوا يصنعون بالنّوى؟ قال‪ :‬كانوا يمصّونه‬
‫ويشربون عليه الم**اء‪ .‬ق**ال‪ :‬ف**دعا عليه**ا حتّى مأل الق**وم أزودتهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال عند ذلك‪(( :‬أشهد أن ال إل**ه إال هللا‪ ،‬وأنّي رس**ول هللا‪ ،‬ال‬
‫ك فيهما‪ ،‬إال دخل الجنّة))‪.‬‬
‫يلقى هللا بهما عبد غير شا ّ‬
‫ق**ال مس**لم رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)56‬ح* ّدثنا س**هل بن عثم**ان‪،‬‬
‫وأب***وكريب مح ّم***د بن العالء‪ ،‬جميعً***ا عن أبي معاوي***ة‪ .‬ق***ال‬
‫أب**وكريب‪ :‬ح * ّدثنا أبومعاوي**ة‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أبي ص**الح‪ ،‬عن‬
‫‪262‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ك األعمش‪ -‬قال‪ :‬ل ّما ك**ان غ**زوة‬ ‫أبي هريرة‪ ،‬أو عن أبي سعيد ‪-‬ش ّ‬
‫تبوك أصاب النّاس مجاعة‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا لو أذنت لنا فنحرنا‬
‫نواضحنا فأكلنا وا ّدهنّا‪ .‬فقال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪(( :-‬افعلوا*)) قال‪ :‬فجاء عمر فقال‪ :‬يا رسول هللا إن فعلت ق ّل‬
‫الظّه*****ر‪ ،‬ولكن ادعهم بفض*****ل أزوادهم‪ ،‬ث ّم ادع هللا لهم عليه*****ا‬
‫بالبركة‪ ،‬لع* ّل هللا أن يجع**ل في ذل**ك‪ .‬فق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬نعم)) ق*ال‪ :‬ف*دعا بنط*ع فبس*طه‪ ،‬ث ّم دع*ا‬
‫بكف ذرة‪ .‬ق**ال‪ :‬ويجيء‬ ‫ّ‬ ‫بفضل أزوادهم‪ ,‬قال‪ :‬فجعل الرّجل يجيء‬
‫بكف تم**ر‪ .‬ق**ال‪ :‬ويجيء اآلخ**ر بكس**رة‪ ،‬حتّى اجتم**ع على‬ ‫ّ‬ ‫اآلخر‬
‫النّطع من ذلك شيء يسير‪ .‬قال‪ :‬فدعا رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬علي**ه بالبرك**ة‪ ،‬ث ّم ق**ال‪(( :‬خ**ذوا في أوعيتكم))‪.‬‬
‫ق**ال‪ :‬فأخ**ذوا* في أوعيتهم حتّى م**ا ترك**وا في العس**كر وع**ا ًء إال‬
‫ملئوه‪ ،‬قال‪ :‬ف*أكلوا* حتّى ش**بعوا وفض*لت* فض**لة‪ .‬فق*ال رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪(( :-‬أش**هد أن ال إل**ه إال هللا‪ ،‬وأنّي‬
‫ك فيحجب عن الجنّة‪.))1‬‬ ‫رسول هللا‪ ،‬ال يلقى هللا بهما عبد غير شا ّ‬
‫ق**ال اإلم**ام أحم**د رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)417‬ح** ّدثنا عل ّي بن‬
‫إسحاق‪ ،‬أخبرنا عبدهللا يعني ابن المبارك‪ .‬قال‪ :‬أخبرن**ا األوزاع ّي‪.‬‬
‫ق***ال‪ :‬ح*** ّدثني المطّلب ابن حنطب المخ***زوم ّي‪ .‬ق***ال‪ :‬ح*** ّدثني‬
‫عبدال ّرحمن بن أبي عمرة األنص**اريّ‪ ،‬ح* ّدثني أبي‪ .‬ق**ال‪ :‬كنّ**ا م**ع‬
‫رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬في غ**زاة‪ ،‬فأص**اب‬
‫النّاس مخمصة فاستأذن النّاس رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وس**لم‪ -‬في نح**ر بعض ظه**ورهم‪ ،‬وق**الوا‪ *:‬يبلّغن**ا هللا ب**ه‪ ،‬فل ّم**ا‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬ ‫رأى عمر بن الخطّ**اب ّ‬
‫وسلم‪ -‬قد ه ّم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم‪ .‬قال‪ :‬يا رس**ول‬
‫‪ ‬هذا الحديث والذي قبله من األحاديث التي انتقدها الدارقطني رحم**ه هللا ولم يتم‬ ‫‪1‬‬
‫االنتقاد‪.‬‬
‫‪263‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غدًا جيا ًع**ا رج**اال؟ ولكن إن رأيت‬
‫يا رسول هللا أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم فتجمعها‪ ،‬ث ّم تدعو هللا فيها‬
‫فإن هللا تبارك وتعالى سيبلّغنا بدعوتك‪ ،‬أو ق**ال‪ :‬س**يبارك‬ ‫بالبركة‪ّ ،‬‬
‫لنا في دعوتك‪ ،‬فدعا النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬ببقاي**ا‬
‫أزوادهم‪ ،‬فجعل النّاس يج**يئون بالحثي**ة من الطّع**ام‪ ،‬وف**وق ذل**ك‪،‬‬
‫وكان أعالهم من جاء بصاع من تمر‪ ،‬فجمعها رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬ث ّم قام فدعا ما شاء هللا أن يدعو‪ ،‬ث ّم دع**ا‬
‫الجيش ب**أوعيتهم ف**أمرهم أن يحث**وا فم**ا بقي في الجيش وع**اء إال‬
‫ملئوه‪ ،‬وبقي مثله فض**حك رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬حتّى ب**دت نواج**ذه فق**ال‪(( :‬أش**هد أن ال إل**ه إال هللا‪ ،‬وأنّي‬
‫رس**ول هللا‪ ،‬ال يلقى عب**د م**ؤمن بهم**ا إال حجبت عن**ه النّ**ار ي**وم‬
‫القيامة))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح ورجاله ثقات‪.‬‬
‫‪264‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إيثارهم ما عند هللا‬

‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)114‬ح ّدثنا مس * ّدد‪ ،‬ح * ّدثنا‬
‫يحيى‪ ،‬عن عم**ران أبي بك**ر‪ .‬ق**ال‪ :‬ح* ّدثني عط**اء بن أبي رب**اح‪.‬‬
‫قال‪ :‬قال لي ابن عبّاس‪ :‬أال أريك امرأةً من أهل الجنّ**ة؟ قلت‪ :‬بلى‪.‬‬
‫الس*وداء‪ ،‬أتت النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬‫قال‪ :‬هذه الم**رأة ّ‬
‫ّ‬
‫أتكش *ف ف**ادع* هللا لي‪ .‬ق**ال‪(( :‬إن‬ ‫وسلم‪ -‬فقالت‪ :‬إنّي أصرع‪ ،‬وإنّي‬
‫ش**ئت ص**برت ول**ك الجنّ**ة‪ ،‬وإن ش**ئت دع**وت* هللا أن يعافيك))‬
‫فقالت‪ :‬أصبر‪ .‬فقالت‪ :‬إنّي أتك ّشف فادع هللا لي أن ال أتك ّشف‪ ،‬فدعا*‬
‫لها‪.‬‬
‫ح ّدثنا مح ّمد‪ ،‬أخبرن*ا مخل*د‪ ،‬عن ابن ج**ريج‪ ،‬أخ*برني عط*اء‪،‬‬
‫أنّه رأى أ ّم زفر تلك المرأة الطويلة سوداء* على ستر الكعبة‪ .‬اهـ‬
‫قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 15‬ص‪ :)185‬ح ّدثنا أب**وبكر بن‬
‫أبي شيبة‪ ،‬وزهير بن حرب‪ .‬قاال‪ :‬ح ّدثنا الحسن بن موسى‪ ،‬ح** ّدثنا‬
‫زهير‪ ،‬ح ّدثنا سماك ابن حرب‪ ،‬ح ّدثني مصعب بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫أنّه نزلت فيه آيات من القرآن قال‪ :‬حلفت أ ّم سعد أن ال تكلّمه أبدًا‪،‬‬
‫أن هللا‬‫حتّى يكف***ر بدين***ه‪ ،‬وال تأك***ل وال تش***رب‪ ,‬ق***الت‪ :‬زعمت ّ‬
‫صاك بوالديك‪ ،‬وأنا أ ّمك وأنا آمرك بهذا‪ .‬ق**ال‪ :‬مكثت ثالثً**ا حتّى‬ ‫و ّ‬
‫غش**ي عليه**ا من الجه**د‪ ،‬فق**ام ابن له**ا يق**ال ل**ه‪ :‬عم**ارة فس**قاها‪،‬‬
‫فجعلت تدعو على سعد‪ ،‬فأنزل هللا ع ّز وج ّل في القرآن هذه اآلي**ة‪:‬‬
‫صينا اإلنسان بوالديه حسنًا وإن جاه**داك على أن تش**رك بي﴾‬ ‫﴿وو ّ‬
‫وفيه*ا‪﴿ :‬وص*احبهما في ال* ّدنيا معروفًا﴾ ق*ال‪ :‬وأص*اب رس*ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬غنيم*ةً عظيم*ةً ف**إذا فيه**ا س**يف‬
‫‪265‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فأخذته‪ ،‬فأتيت به الرّسول ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬فقلت‪:‬‬
‫نفّلني هذا السّيف؟ فأنا من ق**د علمت حال**ه‪ .‬فق**ال‪(( :‬ر ّده من حيث‬
‫أخذته)) ف***انطلقت حتّى إذا أردت أن ألقي***ه في القبض‪ ،‬المت***ني‬
‫نفسي‪ ،‬فرجعت إلي**ه فقلت‪ :‬أعطني**ه‪ .‬ق**ال‪ :‬فش* ّد لي ص**وته‪(( :‬ر ّده‬
‫من حيث أخذته)) قال‪ :‬فأنزل هللا ع ّز وجلّ‪﴿ :‬يسألونك عن األنفال﴾‬
‫ق**ال‪ :‬ومرض**ت‪ ،‬فأرس**لت* إلى النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬فأت**اني‪ .‬فقلت‪ :‬دع**ني أقس**م م**الي حيث ش*ئت؟ ق**ال‪ :‬ف**أبى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فالنّصف؟ قال‪ :‬فأبى‪ .‬قلت‪ :‬فالثّلث؟ ق**ال‪ :‬فس**كت‪ ،‬فك**ان بع**د‬
‫الثّلث ج**ائ ًزا‪ .‬ق**ال‪ :‬وأتيت على نف**ر من األنص**ار والمه**اجرين‬
‫فقالوا‪ :‬تعال نطعمك ونس**قك خم*رًا‪ ،‬وذل**ك قب**ل أن تح*رّم الخم**ر‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأتيتهم في حشّ ‪ ،‬والحشّ البستان‪ ،‬ف**إذا رأس ج**زور مش**و ّ‬
‫ي‬
‫ق من خمر‪ .‬قال‪ :‬فأكلت وش**ربت معهم‪ .‬ق**ال‪ :‬ف**ذكرت‬ ‫عندهم‪ ،‬وز ّ‬
‫األنص***ار والمه***اجرين عن***دهم فقلت‪ :‬المه***اجرون خ***ير من‬
‫األنصار‪ ،‬قال‪ :‬فأخذ رجل أحد لحيي ال *رّأس فض**ربني ب**ه فج**رح‬
‫ب**أنفي‪ ،‬ف***أتيت رس***ول هللا ‪-‬ص***لى هللا علي***ه وعلى آل***ه وس***لم‪-‬‬
‫فأخبرته‪ ،‬فأنزل هللا ع ّز وج* ّل ف ّي يع*ني نفس**ه ش**أن الخم**ر‪﴿ :‬إنّم**ا‬
‫الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل ال ّشيطان﴾‪.‬‬
‫ح ّدثنا مح ّمد بن المثنّى‪ ،‬ومح ّمد بن ب ّشار‪ .‬قاال‪ :‬ح ّدثنا مح ّمد بن‬
‫جعفر‪ ،‬ح ّدثنا شعبة‪ ،‬عن سماك بن ح**رب‪ ،‬عن مص**عب بن س**عد‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬أنّه قال‪ :‬أن**زلت ف ّي أرب**ع آي**ات‪ ،‬وس**اق الح**ديث بمع*نى‬
‫حديث زهير‪ ،‬عن س**ماك‪ ،‬وزاد في ح**ديث ش**عبة ق**ال‪ :‬فك**انوا إذا‬
‫أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصًا‪ ،‬ث ّم أوجروها‪ .‬وفي حديث**ه‬
‫ضا‪ :‬فضرب به أنف سعد ففزره‪ ،‬وكان أنف سعد مفزورًا‪.‬‬ ‫أي ً‬
‫قال مسلم رحمه هللا (ج‪ 16‬ص‪ :)26‬ح ّدثنا إسحق بن عم**ر بن‬
‫سليط‪ ،‬ح ّدثنا ح ّم**اد بن س**لمة‪ ،‬عن ث**ابت‪ ،‬عن كنان**ة بن نعيم‪ ،‬عن‬
‫أن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ك**ان في‬‫أبي ب**رزة‪ّ ،‬‬
‫‪266‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫مغ ًزى له فأفاء هللا عليه‪ .‬فقال ألصحابه‪(( :‬هل تفقدون من أحد؟))‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فالنًا‪ ،‬وفالنًا‪ ،‬وفالنًا‪ ،‬ث ّم قال‪(( :‬هل تفقدون من أحد))؟‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فالنًا‪ ،‬وفالنًا‪ ،‬وفالنًا‪ ،‬ث ّم قال‪(( :‬هل تفقدون من أحد؟))‬
‫ق**الوا‪ :‬ال‪ .‬ق**ال‪(( :‬لكنّي أفق**د جليبيبً**ا ف**اطلبوه))‪ ،‬فطلب في القتلى‬
‫فوجدوه* إلى جنب سبعة قد قتلهم ث ّم قتل**وه‪ ،‬ف**أتى النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فوقف عليه فقال‪(( :‬قتل س**بعةً ث ّم قتل**وه ه**ذا‬
‫منّي وأنا من**ه‪ ،‬ه**ذا منّي وأن**ا منه))‪ .‬ق**ال‪ :‬فوض**عه على س**اعديه‬
‫ليس له إال س**اعدا النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ق**ال‪:‬‬
‫فحفر له ووضع في قبره ولم* يذكر غسالً‪.‬‬
‫قال اإلمام أحمد رحمه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)422‬ح ّدثنا عفّان‪ ،‬ح ّدثنا‬
‫ح ّم**اد بن س**لمة‪ ،‬عن ث**ابت‪ ،‬عن كنان**ة بن نعيم الع**دويّ‪ ،‬عن أبي‬
‫أن جليبيبًا ك*ان ام*رأً ي*دخل على النّس*اء يم* ّر ّ‬
‫بهن‬ ‫برزة األسلم ّي‪ّ ،‬‬
‫يدخلن عليكم جليبيب‪ ،‬فإنّ**ه إن دخ**ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويالعبهن‪ ،‬فقلت المرأتي‪ :‬ال‬
‫وألفعلن‪ .‬قال‪ :‬وكانت األنص**ار إذا ك**ان ألح**دهم أيّم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ألفعلن‬ ‫عليكم‬
‫لم يز ّوجها حتّى يعلم هل للنّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫فيها حاجة أم ال‪ .‬فقال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪-‬‬
‫لرج**ل من األنص**ار‪(( :‬ز ّوج**ني ابنت**ك؟)) فق**ال‪ :‬نع ّم وكرام**ة ي**ا‬
‫رسول هللا ونعم عي**ني‪ .‬فق**ال‪(( :‬إنّي لس**ت أري**دها لنفسي))‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫فلمن يا رسول هللا؟ ق*ال‪(( :‬لجلي*بيب))‪ .‬ق*ال‪ :‬فق*ال‪ :‬ي*ا رس*ول هللا‬
‫أشاور أ ّمها‪ ،‬فأتى أ ّمها فقال‪ :‬رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬يخطب ابنت**ك‪ .‬فق**الت‪ :‬نع ّم ونعم**ة عي**ني‪ ،‬فق**ال‪ :‬إنّ**ه ليس‬
‫يخطبه**ا لنفس**ه‪ ،‬إنّم**ا يخطبه**ا لجلي**بيب‪ .‬فق**الت‪ :‬أجلي**بيب ابن**ه‪،‬‬
‫أجليبيب ابنه‪ ،‬أجليبيب ابن**ه‪ ،‬ال لعم**ر هللا ال تز ّوج**ه‪ ،‬فل ّم**ا أراد أن‬
‫يقوم ليأتي رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ليخبره بم**ا‬
‫ق**الت أ ّمه**ا‪ .‬ق**الت الجاري**ة‪ :‬من خطب**ني إليكم؟ فأخبر ْته**ا أ ّمه**ا‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬أتر ّدون على رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪-‬‬
‫أم**ره ادفع**وني فإنّ**ه لم يض *يّعني‪ ،‬ف**انطلق أبوه**ا إلى رس**ول هللا‬
‫‪267‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ف**أخبره‪ .‬ق**ال‪(( :‬ش**أنك به**ا‪،‬‬
‫فز ّوجها جليبيبًا))‪ .‬قال‪ :‬فخرج رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬في غزوة له‪ ،‬قال‪ :‬فل ّم**ا أف**اء هللا علي**ه‪ ،‬ق**ال ألص**حابه‪:‬‬
‫((ه**ل تفق**دون من أحد))؟ ق**الوا‪ *:‬نفق**د فالنً**ا‪ ،‬ونفق**د فالنً**ا‪ ،‬ق**ال‪:‬‬
‫((انظ**روا ه**ل تفق**دون من أحد))؟ ق**الوا‪ :‬ال‪ .‬ق**ال‪(( :‬لكنّي أفق**د‬
‫جليبيبًا))‪ .‬قال‪ :‬فاطلبوه في القتلى‪ .‬قال‪ :‬فطلب**وه فوج**دوه* إلى جنب‬
‫سبعة قد قتلهم‪ ،‬ث ّم قتلوه‪ ،‬فقالوا‪(( :‬يا رسول هللا ها هو ذا إلى جنب‬
‫سبعة ق**د قتلهم‪ ،‬ث ّم قتل**وه‪ ،‬فأت**اه النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬فقام عليه‪ .‬فقال‪ :‬قتل سبعةً وقتل**وه ه**ذا منّي وأن**ا من**ه‪ ،‬ه**ذا‬
‫منّي وأنا منه)) م ّرتين أو ثالثً**ا‪ ،‬ث ّم وض**عه رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا‬
‫علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬على س**اعديه وحف**ر ل**ه م**ا ل**ه س**رير إال‬
‫ساعدا رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ث ّم وض**عه في‬
‫قبره‪ ،‬ولم يذكر أنّه غسّله‪ .‬قال ثابت‪ :‬فما كان في األنصار أيّم أنفق‬
‫منها‪ .‬وح ّدث إسحاق بن عبدهللا بن أبي طلحة ثابتًا قال‪ :‬هل تعلم ما‬
‫دعا لها رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪-‬؟ ق**ال‪(( :‬اللّه ّم‬
‫صبّ عليها الخير صبًّا‪ ،‬وال تجعل عيشها ك ًّدا ك ًّدا)) قال‪ :‬فما ك**ان‬
‫في األنصار أيّم أنفق منها‪ .‬ق**ال أبوعب**دالرّحمن‪ *:‬م**ا ح * ّدث ب**ه في‬
‫ال ّدنيا أحد إال ح ّماد بن سلمة‪ ،‬ما أحسنه من حديث‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 12‬ص‪ :)120‬ح** ّدثنا يح**يى بن‬
‫بك**ير‪ ،‬ح * ّدثنا اللّيث‪ ،‬عن عقي**ل‪ ،‬عن ابن ش**هاب‪ ،‬عن أبي س**لمة‪،‬‬
‫وسعيد بن المسيّب‪ ،‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬أتى رجل‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وهو في المسجد فناداه‬
‫فقال‪ :‬يا رسول هللا إنّي زنيت‪ ،‬فأعرض عنه حتّى ر ّدد علي**ه أرب**ع‬
‫مرّات‪ ،‬فل ّما شهد على نفسه أربع ش**هادات دع**اه النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقال‪(( :‬أبك جنون))؟ قال‪ :‬ال‪ .‬ق**ال‪(( :‬فه**ل‬
‫أحص**نت))؟ ق**ال‪ :‬نعم‪ ،‬فق**ال النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪(( :-‬اذهبوا به فارجموه))‪.‬‬
‫‪268‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ّ‬
‫أبوغس**ان‬ ‫قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)1324‬ح ّدثني‬
‫مالك بن عبدالواحد* المسمع ّي‪ ،‬ح ّدثنا معاذ يعني ابن هشام‪ ،‬ح** ّدثني‬
‫أن أبا المهلّب ح ّدثه‬ ‫أبي‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬ح ّدثني أبوقالبة‪ّ ،‬‬
‫أن امرأةً من جهينة أتت نب ّي هللا ‪-‬صلى هللا‬ ‫عن عمران بن حصين ّ‬
‫عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬وهي حبلى من ال* ّزنى‪ .‬فق**الت‪ :‬ي**ا ن**ب ّي هللا‬
‫أصبت ح ًّدا فأقمه عل ّي‪ ،‬ف**دعا ن**ب ّي هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪ -‬وليّها‪ ،‬فقال‪(( :‬أحسن إليها‪ ،‬فإذا وضعت فأتني بها))‪ ،‬ففع**ل‬
‫فأمر بها نب ّي هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فش* ّكت عليه**ا‬
‫ثيابها‪ ،‬ث ّم أمر بها فرجمت‪ ،‬ث ّم صلّى عليها‪ .‬فقال له عم**ر‪ :‬تص**لّي‬
‫عليها يا نب ّي هللا وقد* زنت؟ فقال‪(( :‬لقد ت**ابت توب*ةً ل**و قس**مت بين‬
‫سبعين من أهل المدينة لوسعتهم‪ ،‬وهل وجدت توب*ةً أفض**ل من أن‬
‫جادت بنفسها هلل تعالى))‪.‬‬
‫وح ّدثناه أبوبكر بن أبي شيبة‪ ،‬ح ّدثنا عفّان بن مسلم‪ ،‬ح ّدثنا أبان‬
‫العطّار‪ ،‬ح ّدثنا يحيى بن أبي كثير‪ ،‬بهذا اإلسناد مثله‪ .‬اهـ‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 10‬ص‪ :)331‬ح * ّدثنا ح ّج**اج بن‬
‫منهال‪ ،‬ح ّدثنا شعبة‪ .‬قال‪ :‬أخبرني عديّ‪ .‬قال‪ :‬س**معت س**عيدًا‪ ،‬عن‬
‫أن النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬ ‫ابن عبّاس رضي هللا عنهما‪ّ ،‬‬
‫وسلم‪ -‬صلّى يوم العيد ركعتين لم يص ّل قبلهما وال بع**دهما‪ ،‬ث ّم أتى‬
‫صدقة‪ ،‬فجعلت المرأة تلقي قرطها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فأمرهن بال ّ‬ ‫النّساء ومعه بالل‪،‬‬
‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 8‬ص‪ :)223‬ح ّدثنا إسماعيل‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫ح ّدثني مالك‪ ،‬عن إسحاق بن عبدهللا بن أبي طلحة‪ ،‬أنّ**ه س**مع أنس‬
‫ي‬‫بن مال**ك رض**ي هللا عن**ه يق**ول‪ :‬ك**ان أبوطلح**ة أك**ثر أنص**ار ّ‬
‫بالمدينة نخالً‪ ،‬وك**ان أحبّ أموال**ه إلي**ه بيرح**اء‪ ،‬وك**انت مس**تقبلة‬
‫المسجد‪ ،‬وكان رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ي**دخلها‬
‫ويش**رب من م**اء فيه**ا طيّب‪ ،‬فل ّم**ا أن**زلت‪﴿ :‬لن تن**الوا ال**ب ّر حتّى‬
‫إن هللا يق**ول‪:‬‬ ‫تنفقوا م ّما تحبّون﴾ قام أبوطلحة فق**ال‪ :‬ي**ا رس**ول هللا ّ‬
‫‪269‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وإن أحبّ أم**والي إل ّي‬ ‫﴿لن تن**الوا ال**ب ّر حتّى تنفق**وا م ّم**ا تحبّ**ون﴾ ّ‬
‫بيرحاء‪ ،‬وإنّها صدقة هلل أرجو برّها وذخرها عن**د هللا‪ ،‬فض**عها ي**ا‬
‫رسول هللا حيث أراك هللا‪ .‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬
‫آله وسلم‪(( :-‬بخ ذلك مال رايح‪ ،‬ذل**ك م**ال رايح‪ ،‬وق*د* س**معت م**ا‬
‫قلت‪ ،‬وإنّي أرى أن تجعلها في األقربين))‪ .‬قال أبوطلحة‪ :‬أفع**ل ي**ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬فقسمها أبوطلحة في أقاربه وفي بني ع ّمه‪ .‬ق**ال عبدهللا‬
‫بن يوسف وروح بن عبادة‪(( :‬ذلك م**ال رابح)) ح * ّدثني يح**يى بن‬
‫يحيى‪ .‬قال‪ :‬قرأت على مالك‪(( :‬مال رايح))‪.‬‬
‫قال اإلمام البخاري رحمه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)112‬ح ّدثنا إسماعيل‬
‫بن عبدهللا‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثني إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ج* ّده‪ .‬ق*ال‪:‬‬
‫ل ّما قدموا* المدينة آخى رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس*لم‪-‬‬
‫بين عبدالرّحمن بن عوف‪ ،‬وسعد* بن ال ّربيع‪ .‬قال لعبدالرّحمن‪ *:‬إنّي‬
‫أك**ثر األنص**ار م**االً‪ ،‬فأقس**م م**الي نص**فين‪ ،‬ولي امرأت**ان ف**انظر‬
‫أعجبهما إليك فس ّمها لي أطلّقها‪ ،‬فإذا انقضت ع ّدتها فتز ّوجها‪ .‬قال‪:‬‬
‫بارك هللا لك في أهلك ومالك‪ ،‬أين س*وقكم؟ ف*دلّوه على س*وق ب*ني‬
‫قينقاع‪ ،‬فما انقلب إال ومعه فضل من أقط وسمن‪ ،‬ث ّم تابع الغ**د ّو ث ّم‬
‫جاء يو ًما وبه أثر ص*فرة‪ .‬فق*ال النّ*ب ّي ‪-‬ص*لى هللا علي**ه وعلى آل*ه‬
‫وسلم‪(( :-‬مهيم))؟ ق**ال‪ :‬ت**ز ّوجت‪ .‬ق**ال‪(( :‬كم س**قت إليها))؟ ق**ال‪:‬‬
‫ك إبراهيم‪.-‬‬ ‫نواةً من ذهب‪ ،‬أو وزن نواة من ذهب‪ -‬ش ّ‬
‫ح ّدثنا قتيب**ة‪ ،‬ح* ّدثنا إس**ماعيل بن جعف**ر‪ ،‬عن حمي**د‪ ،‬عن أنس‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬أنّه ق**ال‪ :‬ق**دم علين**ا عب**دالرّحمن بن ع**وف وآخى‬
‫النب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بينه وبين سعد ابن الرّبي**ع‪،‬‬
‫وكان كثير المال‪ .‬فقال س**عد‪ :‬ق**د علمت األنص**ار أنّي من أكثره**ا‬
‫م**االً‪ ،‬سأقس**م م**الي بي**ني وبين**ك ش**طرين‪ ،‬ولي امرأت**ان‪ ،‬ف**انظر‬
‫أعجبهما إليك فأطلّقها‪ ،‬حتّى إذا حلّت تز ّوجتها‪ .‬فقال عب**دالرّحمن‪:‬‬
‫بارك هللا لك في أهلك‪ ،‬فلم يرجع يومئذ حتّى أفضل شيئًا من س**من‬
‫‪270‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وأق**ط‪ ،‬فلم يلبث إال يس**يرًا حتّى ج**اء رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬وعلي**ه وض**ر من ص**فرة‪ .‬ق**ال ل**ه رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪(( :-‬مهيم)) ق**ال‪ :‬ت**ز ّوجت ام**رأةً‬
‫من األنصار‪ .‬فقال‪(( :‬ما سقت إليها))؟ ق**ال‪ :‬وزن ن**واة من‪ ،‬ذهب‬
‫أو نواةً من ذهب‪ ،‬فقال‪(( :‬أولم* ولو بشاة))‪.‬‬
‫قال البخاري رحم**ه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)119‬ح * ّدثنا مس * ّدد‪ ،‬ح * ّدثنا‬
‫عبدهللا بن داود‪ ،‬عن فض**يل بن غ**زوان‪ *،‬عن أبي ح**ازم‪ ،‬عن أبي‬
‫أن رجالً أتى النّب ّي ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى‬ ‫هريرة رضي هللا عنه‪ّ ،‬‬
‫آله وسلم‪ -‬فبعث إلى نسائه فقلن‪ :‬ما معنا إال الماء‪ .‬فقال رس**ول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪(( :-‬من يض* ّم أو يض**يف ه**ذا))؟‬
‫فقال رجل من األنصار‪ :‬أنا‪ ،‬فانطلق به إلى امرأته‪ .‬فق**ال‪ :‬أك**رمي‬
‫ضيف رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ .-‬فق**الت‪ :‬م**ا‬
‫عندنا إال قوت صبياني‪ .‬فقال‪ :‬هيّئي طعامك‪ ،‬وأص**بحي س**راجك‪،‬‬
‫ون* ّومي ص**بيانك‪ ،‬إذا أرادوا* عش**ا ًء‪ ،‬فهيّ**أت طعامه**ا‪ ،‬وأص**بحت‬
‫س**راجها‪ ،‬ون** ّومت ص**بيانها‪ ،‬ث ّم ق**امت كأنّه**ا تص**لح س**راجها‬
‫فأطفأته‪ ،‬فجعال يريانه أنّهما يأكالن فباتا طاويين‪ ،‬فل ّما أصبح غ**دا‬
‫إلى رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقال‪(( :‬ضحك هللا‬
‫اللّيل**ة أو عجب من فعالكما)) ف**أنزل هللا‪﴿ :‬وي**ؤثرون على أنفس**هم‬
‫ولو كان بهم خصاصة ومن يوق ش ّح نفسه فأولئك هم المفلحون﴾‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫على ماذا كانوا يبايعون رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬


‫عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬

‫قال البخاري رحمه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)64‬ح * ّدثنا أبواليم**ان‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫أخبرنا شعيب‪ ،‬عن ال ّزهريّ‪ .‬ق*ال‪ :‬أخ*برني أب*وإدريس عائذهللا بن‬
‫الص*امت رض**ي هللا عن**ه وك**ان ش**هد ب**درًا‪،‬‬ ‫أن عبادة بن ّ‬ ‫عبدهللا‪ّ ،‬‬
‫أن رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى‬ ‫وهو أحد النّقباء ليلة العقبة‪ّ ،‬‬
‫آله وسلم‪ -‬ق**ال وحول**ه عص**ابة من أص**حابه‪(( :‬ب**ايعوني على أالّ‬
‫تشركوا باهّلل شيئًا‪ ،‬وال تسرقوا‪ ،‬وال تزنوا‪ ،‬وال تقتلوا أوالدكم‪ ،‬وال‬
‫ت***أتوا ببهت***ان تفترون***ه بين أي***ديكم وأرجلكم‪ ،‬وال تعص***وا في‬
‫مع**روف‪ ،‬فمن وفى منكم ف**أجره على هللا‪ ،‬ومن أص**اب من ذل**ك‬
‫شيئًا فعوقب في ال ّدنيا فهو كفّارة له‪ ،‬ومن أصاب من ذل**ك ش**يئًا ث ّم‬
‫س**تره هللا فه**و إلى هللا‪ ،‬إن ش**اء عف**ا عن**ه‪ ،‬وإن ش**اء عاقبه))‪،‬‬
‫فبايعناه على ذلك‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 6‬ص‪ :)117‬ح** ّدثنا موس**ى بن‬
‫إسماعيل‪ ،‬ح ّدثنا جويرية‪ ،‬عن نافع‪ .‬قال‪ :‬قال ابن عم**ر رض**ي هللا‬
‫الش*جرة‬ ‫عنهما‪ :‬رجعنا من العام المقبل فما اجتم*ع منّ*ا اثن*ان على ّ‬
‫ي شيء‬ ‫الّتي بايعنا تحتها‪ ،‬كانت رحمةً من هللا‪ ،‬فسألنا نافعًا‪ :‬على أ ّ‬
‫بايعهم؟ على الموت؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬بل بايعهم على الصّبر‪.‬‬
‫ح * ّدثنا موس**ى بن إس**ماعيل‪ ،‬ح * ّدثنا وهيب‪ ،‬ح * ّدثنا عم**رو بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن عبّاد بن تميم‪ ،‬عن عبدهللا بن زيد رضي هللا عن**ه ق**ال‪:‬‬
‫إن ابن حنظل**ة يب**ايع النّ**اس‬ ‫ل ّما كان زمن الح ّرة أتاه آت‪ .‬فقال ل**ه‪ّ :‬‬
‫على الموت‪ .‬فقال‪ :‬ال أبايع على هذا أح *دًا بع**د رس**ول هللا ‪-‬ص**لى‬
‫‪272‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪.-‬‬


‫قال مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)1483‬ح* ّدثنا قتيب**ة بن س**عيد‪،‬‬
‫ح * ّدثنا ليث ابن س**عد (ح) وح * ّدثنا مح ّم**د بن رمح‪ ،‬أخبرن**ا اللّيث‪،‬‬
‫عن أبي ال ّزبير‪ ،‬عن جابر‪ .‬قال‪ :‬كنّا يوم الحديبية ألفً**ا وأرب**ع مائ*ةً‬
‫فبايعناه‪ ،‬وعمر آخذ بيده تحت ال ّشجرة وهي سمرة‪ ،‬وق**ال‪ *:‬بايعن**اه‬
‫على أالّ نف ّر‪ ،‬ولم نبايعه على الموت‪.‬‬
‫وح ّدثنا أبوبكر بن أبي شيبة‪ ،‬ح ّدثنا ابن عيينة (ح) وح** ّدثنا ابن‬
‫نم**ير‪ ،‬ح * ّدثنا س**فيان‪ ،‬عن أبي ال ّزب**ير‪ ،‬عن ج**ابر‪ .‬ق**ال‪ :‬لم نب**ايع‬
‫رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬على الم**وت‪ ،‬إنّم**ا‬
‫بايعناه على أالّ نفرّ‪ .‬اهـ‬
‫قال اإلمام مسلم رحمه هللا (ج‪ 3‬ص‪ :)1485‬وح ّدثنا يح**يى بن‬
‫يحيى‪ ،‬أخبرنا يزيد بن زري**ع‪ ،‬عن خال**د‪ ،‬عن الحكم بن عبدهللا بن‬
‫األعرج‪ ،‬عن معقل ابن يسار‪ ،‬قال‪ :‬لقد رأيتني يوم ال ّشجرة والنّب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يبايع النّاس وأنا رافع غص**نًا من‬
‫أغصانها عن رأسه ونحن أربع عش**رة مائ*ةً‪ .‬ق**ال‪ :‬لم نبايع**ه على‬
‫الموت‪ ،‬ولكن بايعناه على أالّ نفرّ‪.‬‬
‫ق**ال البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 13‬ص‪ :)192‬ح * ّدثنا إس**ماعيل‪،‬‬
‫ح ّدثني مالك‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ .‬قال‪ :‬أخ**برني عب**ادة بن الولي**د‪،‬‬
‫الص**امت‪ .‬ق**ال‪ :‬بايعن**ا رس**ول هللا‬ ‫أخ**برني أبي‪ ،‬عن عب**ادة بن ّ‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬على السّمع والطّاعة‪ ،‬في المنشط‬
‫ق حيثم**ا‬ ‫والمكره‪ ،‬وأالّ* ننازع األمر أهله‪ ،‬وأن نقوم أو نق**ول ب**الح ّ‬
‫كنّا ال نخاف في هللا لومة الئم‪.‬‬
‫ح ّدثنا عمرو بن عل ّي‪ ،‬ح ّدثنا خال**د بن الح**ارث‪ ،‬ح * ّدثنا حمي**د‪،‬‬
‫عن أنس رضي هللا عنه قال خرج النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬في غداة باردة‪ ،‬والمهاجرون واألنص**ار يحف**رون الخن**دق‪.‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫‪273‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إن الخير خير اآلخرة فاغفر لألنصار والمهاجرة))‬ ‫((اللّه ّم ّ‬


‫على الجه**اد م**ا بقين**ا‬ ‫فأجابوا‪ :‬نحن الّذين بايعوا مح ّمدا‬
‫أبدا‪.‬‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن يوسف‪ ،‬أخبرن**ا مال**ك‪ ،‬عن عبدهللا بن دين**ار‪،‬‬
‫عن عبدهللا ابن عمر رضي هللا عنهما ق**ال‪ :‬كنّ**ا إذا بايعن**ا رس**ول‬
‫الس*مع والطّاع**ة يق**ول‬‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬على ّ‬
‫لنا‪(( :‬فيما استطعتم))‪.‬‬
‫ح * ّدثنا يعق**وب بن إب**راهيم‪ ،‬ح* ّدثنا هش**يم‪ ،‬أخبرن**ا س*يّار‪ ،‬عن‬
‫ال ّشعب ّي‪ ،‬عن جرير بن عبدهللا‪ .‬قال‪ :‬بايعت النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬على السّمع والطّاعة‪ ،‬فلقّن**ني‪(( :‬فيم**ا اس**تطعت‪،‬‬
‫والنّصح لك ّل مسلم))‪.‬‬
‫ح ّدثنا عبدهللا بن مسلمة‪ ،‬ح* ّدثنا ح**اتم‪ ،‬عن يزي**د بن أبي عبي**د‪.‬‬
‫ي شيء بايعتم النّب ّي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى‬ ‫قال‪ :‬قلت لسلمة‪ :‬على أ ّ‬
‫آله وسلم‪ -‬يوم الحديبية؟ قال‪ :‬على الموت‪.‬‬
‫‪274‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫استطراد‪ :‬البيعة إلمام قرشي مسلم أو لغير‬


‫قرشي مسلم إذا تغلب حتى استتب له األمر‬
‫يجب الوفاء بها‬

‫إن الّذين يبايعونك إنّما يبايعون هللا يد‬ ‫قال هللا سبحانه وتعالى‪ّ ﴿ :‬‬
‫هللا ف**وق أي**ديهم فمن نكث فإنّم**ا ينكث على نفس**ه ومن أوفى بم**ا‬
‫عاهد عليه هللا فسيؤتيه أجرًا عظي ًما‪.﴾1‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا أوفوا* بالعقود‪.﴾2‬‬
‫وقال اإلمام البخ**اري رحم**ه هللا (ج‪ 1‬ص‪ :)89‬ح* ّدثنا قبيص**ة‬
‫بن عقب*ة‪ .‬ق*ال‪ :‬ح* ّدثنا س*فيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن عبدهللا بن م*رّة‪،‬‬
‫أن النّ**ب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫عن مس**روق‪ ،‬عن عبدهللا بن عم**رو‪ّ ،‬‬
‫خالص**ا‪ ،‬ومن‬‫ً‬ ‫كن فيه كان منافقًا‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬أربع من ّ‬
‫منهن كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها‪ ،‬إذا‬ ‫ّ‬ ‫كانت فيه خصلة‬
‫اؤتمن خ**ان‪ ،‬وإذا ح** ّدث ك**ذب‪ ،‬وإذا عاه**د غ**در‪ ،‬وإذا خاص**م‬
‫فجر))‪.‬‬
‫تابعه شعبة‪ ،‬عن األعمش‪.‬‬
‫وق***ال اإلم***ام البخ***اري رحم***ه هللا (ج‪ 13‬ص‪ :)201‬ح*** ّدثنا‬
‫عب***دان‪ ،‬عن أبي حم***زة‪ ،‬عن األعمش عن أبي ص***الح‪ ،‬عن أبي‬
‫هري**رة ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((ثالث**ة ال يكلّمهم هللا ي**وم القيام**ة وال ي**ز ّكيهم ولهم ع**ذاب أليم‪،‬‬
‫الس *بيل‪ ،‬ورج**ل ب**ايع‬ ‫رجل على فضل ماء بالطّريق يمنع منه ابن ّ‬
‫‪ ‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.1:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪275‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إما ًما ال يبايعه إال لدنياه‪ ،‬إن أعطاه م**ا يري**د وفى ل**ه‪ ،‬وإال لم ي**ف‬
‫له‪ ،‬ورجل يبايع رجال بسلعة بعد العصر فحلف باهلل لقد أعطي بها‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فص ّدقه فأخذها ولم يعط بها‪.‬‬
‫أما إذا كفر الحاكم فال يجب الوف**اء* بالبيع**ة‪ ،‬لح**ديث عب**ادة بن‬
‫الصامت المتقدم وفيه‪(( :‬إالّ أن تروا كفرًا بوا ًحا عندكم فيه من هللا‬
‫برهان))‪.‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلم**ات ف**أت ّم ّ‬
‫هن‬
‫قال إنّي جاعلك للنّاس إما ًما ق*ال ومن ذ ّريّ*تي ق*ال ال ين*ال عه*دي‬
‫الظّالمين‪.﴾1‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ولن يجع**ل هللا للك**افرين على المؤم**نين‬
‫سبيالً‪.﴾2‬‬
‫وكذا إذا كان المب**ايع مكرهً**ا على بيع**ة غ**ير ش**رعية‪ ،‬أي‪ :‬لم‬
‫يأذن بها هللا ورسوله‪ ،‬فإن هذا هو مرادن**ا بغ**ير ش**رعية فال يجب‬
‫إن هللا تجاوز عن أ ّمتي الخطأ والنّس**يان‬ ‫عليه الوفاء* بها لحديث‪ّ (( :‬‬
‫وما استكرهوا عليه))‪ .‬وهو حديث حسن‪.‬‬
‫وكذا إذا كانت غير شرعية كبيعة اإلخوان المس**لمين لمجه**ول‬
‫ال ي**درى م**ا حال**ه‪ ،‬فإن**ه ال يجب الوف**اء به**ا‪ ،‬ف**إن ص**حبتها يمين‬
‫كفّ**رت لح**ديث الص**حيحين‪((:‬من حل**ف على يمين ف**رأى غيره**ا‬
‫خيرًا منها فليأت الّذي هو خير‪ ،‬وليكفّر عن يمينه))‪.‬‬
‫وك**ذا بيع**ة مش**ايخ الص**وفية المبتدع**ة باطل**ة‪ ،‬وك**ذا بيع**ة‬
‫المكارمة الضالين الذين هم أكفر من اليهود والنص**ارى وق*د* تق**دم‬
‫شيء من أح**والهم‪ *،‬ال يج**وز الوف**اء به**ا‪ ،‬دليلن**ا على بطالن ه**ذه‬
‫البيعات مارواه البخاري في ((ص**حيحه)) (ج‪ 5‬ص‪ :)301‬ح * ّدثنا‬

‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.124:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.141:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪276‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫يعقوب‪ ،‬ح ّدثنا إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن أبي**ه‪ ،‬عن القاس**م ابن مح ّم**د‪،‬‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ ،‬قال رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬من أح**دث في أمرن**ا ه**ذا م**ا ليس في**ه فه**و‬
‫ر ّد))‪.‬‬
‫رواه عبدهللا بن جعف**ر المخ**رم ّي‪ ،‬وعبدالواح*د* بن أبي ع**ون‪*،‬‬
‫عن سعد بن إبراهيم‪ .‬اهـ‬
‫‪277‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫تحريم سب الصحابة رضوان هللا عليهم‬

‫قال اإلمام البخاري رحمه هللا (ج‪ 7‬ص‪ :)21‬ح ّدثنا آدم بن أبي‬
‫إياس‪ ،‬ح ّدثنا شعبة‪ ،‬عن األعمش‪ .‬قال‪ :‬سمعت ذك**وان* يح** ّدث عن‬
‫ي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال النّب ّي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬ ‫أبي سعيد الخدر ّ‬
‫أن أحدكم أنفق مثل أحد‬ ‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬ال تسبّوا أصحابي فلو ّ‬
‫ذهبًا‪ ،‬ما بلغ م ّد أحدهم وال نصيفه))‪.‬‬
‫تابعه جري**ر‪ ،‬وعبدهللا بن داود‪ ،‬وأبومعاوي**ة‪ ،‬ومحاض**ر‪ ،‬عن‬
‫األعمش‪.‬‬
‫الحديث أخرجه مس**لم (ج‪ 16‬ص‪ )92‬فق**ال‪ :‬ح* ّدثنا عثم**ان بن‬
‫أبي ش**يبة‪ ،‬ح* ّدثنا جري**ر‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أبي ص**الح‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد‪ .‬قال‪ :‬ك**ان بين خال**د بن الولي**د وبين عب**دالرّحمن بن ع**وف‬
‫شيء فسبّه خالد فقال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪:-‬‬
‫فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما‬ ‫((ال تسبّوا أحدًا من أصحابي‪ّ ،‬‬
‫أدرك م ّد أحدهم وال نصيفه))‪.‬‬
‫ح * ّدثنا أبوس**عيد األش * ّج‪ *،‬وأب**وكريب‪ .‬ق**اال‪ :‬ح * ّدثنا وكي**ع‪ ،‬عن‬
‫األعمش (ح) وح ّدثنا عبيدهللا بن معاذ‪ ،‬ح ّدثنا أبي (ح) وح** ّدثنا ابن‬
‫ي‪ *،‬جمي ًع**ا عن ش**عبة‪،‬‬‫المثنّى‪ ،‬وابن ب ّشار‪ .‬قاال‪ :‬ح ّدثنا ابن أبي ع**د ّ‬
‫عن األعمش‪ ،‬بإسناد جرير وأبي معاوية بمثل حديثهما‪ ،‬وليس في‬
‫حديث شعبة ووكيع ذكر عبدال ّرحمن بن عوف‪ ،‬وخالد بن الوليد‪.‬‬
‫وأخرجه* أبوداود (ج‪ 12‬ص‪ ،)413‬والترمذي (ج‪ 10‬ص‪ )263‬وق*ال‪:‬‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪278‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫بعض ما نقل عن السلف في التحذير منسب‬


‫الصحابة رضي هللا عنهم‬

‫قال اإلمام مسلم رحم**ه هللا (ج‪ 4‬ص‪ :)2327‬ح * ّدثنا يح**يى بن‬
‫يح**يى‪ ،‬أخبرن**ا أبومعاوي**ة‪ ،‬عن هش**ام بن ع**روة‪ ،‬عن أبي**ه‪ .‬ق**ال‪:‬‬
‫قالت لي عائشة‪ :‬يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا ألص**حاب النّ**ب ّي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فسبّوهم‪ .‬وح ّدثناه أب**وبكر بن أبي‬
‫شيبة‪ ،‬ح ّدثنا أبوأسامة‪ ،‬ح ّدثنا هشام بهذا اإلسناد مثله‪ .‬اهـ‬
‫ق**ال أبوعبدهللا بن ماج**ة رحم**ه هللا‪ :‬ح** ّدثنا عل ّي بن مح ّم**د‪،‬‬
‫وعمرو بن عبدهللا‪ .‬قاال‪ :‬ح ّدثنا وكيع‪ .‬قال‪ :‬ح ّدثنا سفيان‪ ،‬عن نسير‬
‫بن ذعلوق‪ .‬ق**ال‪ :‬ك**ان ابن عم**ر يق**ول‪ :‬ال تس*بّوا أص**حاب مح ّم**د‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه وس**لم‪ ،-‬فلمق**ام أح**دهم س**اعةً خ**ير من‬
‫عمل أحدكم عمره‪ .‬اهـ‬
‫هذا األثر صحيح‪.‬‬
‫قال اإلمام أحم**د في ((فض**ائل الص**حابة)) (ج‪ 1‬ص‪ :)60‬ثن**ا‬
‫وكي*ع‪ ،‬ثن*ا جعف*ر يع*ني ابن برق*ان‪ *،‬عن ميم*ون بن مه*ران ق*ال‪:‬‬
‫ارفضوهن‪ :‬سبّ أصحاب النّبي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫ّ‬ ‫ثالث‬
‫وسلم‪ ،-‬والنّظر في النّجوم‪ ،‬والنّظر في القدر‪ .‬اهـ‬
‫األثر صحيح‪.‬‬
‫‪279‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ثم رأيت الشيخ الفاضل أحمد بن عبدهللا المطري قد كتب كتابة‬


‫مفيدة لك أيها السني‪ ،‬فرأيت أن ألحقها بآخر ((اإللحاد* الخميني في‬
‫أرض الحرمين)) لتعلم أن الرافضة فتنت بإمام الض**اللة الخمي**ني‬
‫في حياته وبعد مماته ﴿ليهلك من هلك عن بيّن*ة ويحي*ا من ح ّي عن‬
‫بيّنة‪.﴾1‬‬
‫فجزى هللا أخانا الشيخ الفاض**ل أحم**د المط**ري خ**يرًا‪ ،‬وأثاب**ه‬
‫على ما قام به من بيان فضائح الرافضة‪ ،‬وهللا المستعان‪ .‬وإليك ما‬
‫كتبه حفظه هللا‪.‬‬

‫مشاهداتي في إيران‬

‫الحم**د هلل رب الع**المين‪ ،‬والص**الة والس**الم* على رس**ول هللا‬


‫الصادق األمين ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫وبع**د‪ :‬لق**د طلب م**ني فض**يلة ش**يخنا مح**دث العص**ر‪ ،‬ناش**ر‬
‫السنة‪ ،‬وقامع البدعة والمبتدعين بجميع أن**واعهم‪ *،‬ب**أن أكتب ش**يئًا‬
‫يسي ًرا مما رأيته وشاهدته وسمعته في إيران‪ ،‬حيث أن هللا ق**در لي‬
‫الوصول إلى تلك البالد‪ ،‬وذلك عندما كنت متوجهً**ا إلى أذربيج**ان‬
‫التي كانت من ضمن الجمهوريات التي كانت تحت سيطرة روسيا‬
‫الشيوعية‪ ،‬نسأل هللا أن يدمر جمي**ع الك**افرين‪ ،‬ولق**د ش**اء ربن**ا أن‬
‫بقيت في إي*ران تس**عة وعش**رين يو ًم**ا س*تة وعش*رون يو ًم*ا عن*د‬
‫الذهاب‪ ،‬وثالثة أيام عند الرج*وع* من أذربيج*ان‪ ،‬وخالل تواج*دي‬
‫في إيران رأيت ما تقشعر منه أبدان المؤم**نين‪ ،‬وذل*ك* في طه**ران‬
‫وقم‪ .‬وم*ا زرت غ*ير ه*اتين المنطق*تين‪ ،‬وقب*ل الش*روع في التكلم‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.42:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪280‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫عم**ا ش**اهدته ورأيت**ه‪ ،‬أنص**ح نفس**ي وجمي**ع المس**لمين ب**العلم‬


‫الشرعي‪ ،‬علم الكتاب والس**نة لكي يس**تطيع اإلنس**ان أن يم**يز بين‬
‫الحق والباطل‪ ،‬والتوحيد والشرك‪ ،‬والسنة والبدعة‪ ،‬فإن الناس في‬
‫هذا الزمن عند أن انشغلوا بالدنيا وترك كث**ير منهم العلم الش**رعي‬
‫حصل الخلل وجهل كث**ير من المس**لمين أش**ياء معلوم**ة من ال**دين‬
‫بالضرورة‪ ،‬وأصبحوا ال يفرق**ون في كث**ير من األحي**ان بين أه**ل‬
‫الحق وأه*ل الباط*ل‪ ،‬ف*إذا أردن*ا الف*وز والفالح فعلين*ا بطلب العلم‬
‫الشرعي‪ ،‬وقد جاءت آيات كثيرة‪ ،‬وأحاديث في الترغيب في طلب‬
‫العلم منها قوله تعالى‪﴿ :‬ق**ل ه**ل يس**توي الّ**ذين يعلم**ون والّ**ذين ال‬
‫يعلمون‪ ،﴾1‬وقوله تعالى‪﴿ :‬وق**ل ربّ زدني عل ًما‪ ،﴾2‬وقول**ه‪﴿ :‬ف**اعلم‬
‫أنّه ال إله إالّ هللا واس**تغفر ل**ذنبك وللمؤم**نين والمؤمن**ات‪ ،﴾3‬وق**ال*‬
‫تعالى‪﴿ :‬إنّما يخشى هللا من عباده العلماء‪.﴾4‬‬
‫وق**ال الن**بي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬طلب العلم‬
‫فريض*ة على ك* ّل مس*لم))‪ ،‬وق**ال الن**بي ‪-‬ص*لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪(( :-‬من يرد هللا به خ**يرًا يفقّه**ه في ال* ّدين))‪ .‬وغ**ير ذل**ك من‬
‫األدلة في هذه المسألة‪.‬‬
‫وعلى المس**لم أن يح**ذر من الك**ذب‪ ،‬ف**إن الك**ذب خل**ق ذميم‪،‬‬
‫وكبيرة من كبائر الذنوب‪ ،‬وال يجوز له أن يتكلم إال بم*ا يعلم‪ ،‬ق*ال‬
‫هللا تعالى‪﴿ :‬وال تقف ما ليس لك به علم‪ ،﴾5‬وقال تع**الى‪﴿ :‬م**ا يلف**ظ‬
‫من قول إالّ لديه رقيب عتيد‪.﴾6‬‬
‫‪ ‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.9:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة طه‪ ،‬اآلية‪.114:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة محمد‪ ،‬اآلية‪.19:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة فاطر‪ ،‬اآلية‪.28:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.36:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة ق‪ ،‬اآلية‪.18:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪281‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ويق**ول الرس**ول ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬آي**ة‬


‫المن***افق ثالث‪ :‬إذا ح*** ّدث ك***ذب‪ ،‬وإذا وع***د* أخل***ف‪ ،‬وإذا اؤتمن‬
‫خان))‪ ،7‬وقال* ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إيّاكم والك**ذب‪،‬‬
‫*إن الك**ذب يه**دي إلى الفج**ور‪ ،‬والفج**ور يه**دي إلى النّ**ار‪ّ ،‬‬
‫وإن‬ ‫ف* ّ‬
‫الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند هللا ك* ّ*ذابًا))‪ ،‬وق**ال* ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫إن من أف**رى الف**رى أن ي**ري عيني**ه م**ا لم‬ ‫وعلى آل**ه وس**لم‪ّ (( :-‬‬
‫تريا))‪ .‬واألدل*ة* كث**يرة في تح**ريم الك**ذب‪ ،‬وإنم**ا أحببت أن أذك**ر‬
‫نفس**ي وإخ**واني المس**لمين ببعض األدل**ة في تح**ريم الك**ذب لنعلم‬
‫خطر ذلك‪.‬‬
‫وإنني إذ أذكر إلخواني المس**لمين بعض مش**اهداتي في إي**ران‬
‫من أجل أن يكون**وا على بص*يرة ومعرف**ة به**ذه الدول*ة* الرافض**ية‬
‫حيث قد س**معت من بعض المس*اكين الس**طحيين من يم**دح إي**ران‬
‫ويقول‪ :‬إنّها الدولة الوحيدة التي تقوم ض**د أمريك**ا وإس**رائيل‪ ،‬ب**ل‬
‫وقد حصل المدح والثناء واإلط**راء* من بعض من ي * ّدعون معرف**ة‬
‫وفهم الواق**ع من جماع**ة اإلخ**وان* المس**لمين‪ ،‬وحص**ل الم**دح من‬
‫الرافضة والشيعة لهذه الدولة الخبيثة‪ ،‬فأقول لكم‪ :‬رويدًا رويدا أيها‬
‫المس**لمون‪ *،‬إن إي**ران له**ا سياس**ات وم**آرب ومقاص**د في إظه**ار‬
‫العداوة ألمريكا وإس*رائيل‪ ،‬وأق*ول* لكم‪ :‬أيه*ا المس*لمون* إن إي*ران‬
‫عميلة ألمريكا‪ ،‬وكاذبة في دعواها أنّه**ا ض**د أمريك**ا‪ ،‬ول**و س**لمنا‬
‫ج*دالً أنّه**ا ض**د أمريك**ا ألنّه**ا ك**افرة فلم*اذا* م**ا تق*وم ض**د فرنس**ا‬
‫وتع**ادي فرنس**ا‪ ،‬وأنتم تعرف**ون أن اإلم**ام الض**ال الخمي**ني ك**ان‬
‫يعيش في فرنس**ا‪ ،‬وال**رئيس محم**د خ**اتمي ذهب في ه**ذه األي**ام‬
‫ومكث أيا ًما‪ ،‬وإليران* عالق**ات م**ع دول ك**افرة كث**يرة‪ ،‬ب**ل ودول*‬
‫ش**يوعية فم**ا الف**رق بين كف**ر أمريك**ا وكف**ر فرنس**ا وكف**ر ال**دول‬
‫الكافرة األخرى؟ ال فرق‪ ،‬الكفر ملة واحدة ولكنه**ا السياس**ة‪ ،‬وق**د‬
‫‪ ‬متفق عليه‪ ،‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪282‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫نهانا هللا أن ن**والي جمي**ع الكف**ار ول**و ك**انوا من األق**ربين ق**ال هللا‬
‫تعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ال تتّخذوا ءاباءكم وإخ**وانكم أولي**اء إن‬
‫اس**تحبّوا الكف**ر على اإليم**ان‪ ،﴾1‬وق**ال* هللا تع**الى‪﴿ :‬ياأيّه**ا الّ**ذين‬
‫ءامنوا ال تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض‪،﴾2‬‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ال يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين‬
‫ومن يفعل ذلك فليس من هللا في شيء‪ ،﴾3‬وقال* تعالى‪﴿ :‬وال تركنوا‬
‫إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار‪ ،﴾4‬وقال تعالى‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامن**وا‬
‫ال تتّخذوا عد ّوي وعد ّوكم* أولي**اء تلق**ون إليهم ب**المو ّدة وق**د كف**روا‬
‫ق‪ ،﴾5‬وق**ال* تع**الى‪﴿ :‬ال تج**د قو ًم**ا يؤمن**ون باهلل‬ ‫بما جاءكم من الح* ّ‬
‫واليوم اآلخر يوا ّدون من حا ّد هللا ورس**وله ول**و ك**انوا ءاب**اءهم أو‬
‫أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم‪.﴾6‬‬
‫وهناك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة في تحريم مواالة* الكف**ار‪،‬‬
‫ولو كانوا من األقربين‪ ،‬فكي**ف ب*إيران وهي تص**ادق فرنس**ا وهي‬
‫معروفة بعداوتها لإلسالم والمسلمين في داخ**ل فرنس**ا وخارجه**ا‪،‬‬
‫فعندما تظهر العدوان ألمريكا هذا كذب وتمويه‪ ،‬من أجل أن يغتر‬
‫بها العوام والجهالء الذين ال يعرف**ون حقيق**ة الرافض**ة وعقي**دتها‪،‬‬
‫والذين ال يفهمون السياسة‪ ،‬فلو ك**انت إي**ران ص**ادقة في ع**داوتها‬
‫ألمريكا لعادت جميع دول الكفر‪ ،‬وتبذل كل ما تس**تطيع في س**بيل‬
‫ذلك‪ ،‬وتحارب تلك الدول* حربًا إعالميًّا‪.‬‬
‫وذلك ألن الكفر ملة واحدة‪ *،‬بل ومما يؤكد أن إيران كاذب**ة في‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.23:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.51:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.28:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة هود‪ ،‬اآلية‪.113:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية‪.1:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة المجادلة‪ ،‬اآلية‪.22:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪283‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫دعواها أنّها ضد أمريكا ما أخبرني به أحد العراقيين الذين هرب**وا‬


‫من جحيم صدام إلى نار إي**ران حيث التقيت ب**ه في طه**ران وه**و‬
‫م**تزوج بإيراني**ة ول**ه في إي**ران خمس**ة عش**ر عا ًم**ا فق**ال لي‪ :‬إن‬
‫اإليران**يين يحق**دون حق*دًا ش**ديدًا على الع**رب وعلى الباكس**تانيين‬
‫واألفغانيين‪ ،‬ويعظّمون األمريك**يين تعظي ًم**ا بال ًغ**ا‪ ،‬فقلت ل**ه‪ :‬نحن‬
‫نسمع أنّهم يذ ّمون أمريكا‪ ،‬فقال‪ :‬هذه مجرد دعاي**ات‪ .‬فه**ذا الرج**ل‬
‫يشهد بهذا الكالم وهو الذي يعيش داخل إيران‪.‬‬
‫ولعلي قد أطلت عليكم في المقدمة‪ ،‬وأما اآلن فسوف* أذك**ر لكم‬
‫بعض األشياء التي رأيتها وش**اهدتها وس**معتها أو س**معت به**ا في‬
‫إيران‪.‬‬
‫فما رأيته‪ :‬رأيت قبر إمام الضاللة الخمي**ني وه**و في طه**ران‬
‫وقد ذهبت إليه مرتين وما ذهبت إال ألرى ما القوم عليه‪ ،‬فقب**ل أن‬
‫أصل إلى المسجد الذي القبر بداخله رأيت لو ًح**ة كب**يرةً معترض**ة‬
‫في الش**ارع ومكت**وب عليه**ا إلى الح**رم وهنال**ك س**هم يش**ير إلى‬
‫المسجد الذي القبر بداخله‪ ،‬فنزلت من فوق الب**اص قب**ل الوص**ول‬
‫إلى المسجد‪ ،‬ثم تقدمت فرأيت مقبرة كبيرة ورأيت رجاالً وأطف**االً‬
‫ونسا ًء فوق القبور‪ ،‬وهم على القبور منهم الذين يضحكون‪ ،‬ومنهم‬
‫ال**ذين يبك**ون‪ ،‬ومنهم ال**ذين ي**أكلون ويش**ربون‪ ،‬وهم جماع**ات‬
‫جماعات وأفرادًا‪ *،‬والقبور التي رأيتها مجصصة وبعضها مرتفع‪،‬‬
‫ورأيت قب**ورًا كث**يرة عليه**ا ص**ور أص**حاب القب**ور وأس**مائهم‬
‫وتاريخ ال**والدة والم**وت‪ ،‬بعض**ها أي بعض ه**ذه الص**ور ص**ور‬
‫فوتوغرافي***ة وهي موض***وعة في زج***اج عن***د رأس الميت على‬
‫الق**بر‪ ،‬وبعض ه**ذه الص**ور مص**ورة بالي**د ف**وق رخ**ام‪ ،‬ورأيت‬
‫مجموعة كب**يرة وهم محتلق**ون ف**أحببت أن أرى ف**رأيتهم محتلقين‬
‫وعن**دهم زه**ور وورود* ف**وق الق**بر‪ ،‬وهنال**ك ش**خص بي**ده مك**بر‬
‫الص**وت وه**و ي**دعو وال**ذين* ف**وق الق**بر منهم ال**ذي* يبكي‪ ،‬ومنهم‬
‫‪284‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الذي يتباكى‪ ،‬ومنهم الحزين‪ ،‬وكان هنالك عجوز م**ر من عمره**ا‬


‫نحو ثمانين عا ًما تقريبًا فكانت تبكي بكاًء ح**ارًا ش**ديدًا وق*د* ك**ادت‬
‫أن تسقط‪ ،‬فقلت‪ :‬هذا الميت لعله ولدها‪ ،‬أما البقية فلم يكونوا كذلك‪.‬‬
‫ثم انطلقت نح**و المس**جد ف**رأيت عن يمين ب**اب المس**جد وعن‬
‫شمال ب*اب المس**جد مئ*ات الغ**رف ع*ددت إلى خمس مائ**ة وس**ت‬
‫وثمانين غرفة‪ ،‬ثم تعبت فتوقفت وفي هذه الغرف قبور وكث**ير من‬
‫أصحاب هذه القبور صورهم فوق قبورهم‪ ،‬ثم دخلت المسجد ف**إذا‬
‫بي أرى وسط المسجد بنا ًء كبيرًا‪ ،‬وأنظر يمينًا وش**ماالً* وأن**ا أتج**ه‬
‫إلى ذلك البناء الذي في وسط المسجد فإذا بي أرى رجاالً وأطف**االً‬
‫ونس**ا ًء وك**أني في مك**ة عن**د الح**رم‪ ،‬وأرى* الن**اس منهم الراك**ع‬
‫ومنهم الس***اجد‪ ،‬ومنهم الق***ائم‪ ،‬ومنهم الن***ائم‪ ،‬ومنهم ال***ذي يأك***ل‬
‫ويش**رب‪ ،‬والت**الي والق**ارئ‪ ،‬وأرى العس**كر وهم متفرق**ون ههن**ا‬
‫وههنا‪ ،‬وعندهم أجهزة ال سلكية ثم وصلت إلى ذلك البناء المرتفع‬
‫الذي وسط المسجد الذي شبه بناء الكعبة فإذا بالناس وهم يطوفون‬
‫حول ذلك البناء ويمرغون خدودهم على الجدران وبعضهم يبكي‪،‬‬
‫ولكنهم ال يطوفون طوافًا كامالً‪ ،‬وإنما يط**وف الرج**ال من ج**انب‬
‫من الط**ول وج**انب من الع**رض من البن**اء‪ ،‬والنس**اء يطفن من‬
‫جانب من الطول وجانب من العرض من البناء‪ ،‬وهنالك شباك من‬
‫الحديد يفصل بين الرجال والنساء هذا في أثناء الطواف فقط‪.‬‬
‫ثم تق**دمت إلى أن وص**لت إلى ع**رض الج**دار ف**إذا بي أرى‬
‫بالداخل قبر الخميني وعليه كساء كمث**ل كس**اء الكعب**ة وفي داخ**ل‬
‫ذلك البناء من ك**ل الج**وانب نق**ود كث**يرة ج*دًا مرتفع**ة نح**و ذراع‬
‫تقريبًا أو أكثر أو أقل‪ ،‬وه**ذه النق**ود ي**دخلونها من ثق**وب موج**ودة*‬
‫في البناء‪ ،‬المهم هذا البناء يشبه بناء الكعبة والمسجد يشبه المسجد‬
‫الحرام‪ ،‬ووجود الناس هنال**ك وص**دور تل**ك األعم**ال منهم يخي**ل‬
‫إلي**ك كأن**ك عن**د الكعب**ة ش**رفها هللا‪ ،‬ورأيت له**ذا المس**جد تقريبً**ا‬
‫‪285‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫خمس منارات مرتفعة وهي مطلية بشيء أصفر يش**به ال**ذهب وال‬
‫أدري أهو ذهب أم ال؟ ولكن قد أخبرني أح**د مش**ايخ اليمن الكب**ار‬
‫الذين ذهبوا إلى هنالك أنّها مطلية بالذهب‪.‬‬
‫ثم ذهبت إلى حي تج**ريش في ش**مال طه**ران ف**رأيت هنال**ك‬
‫قب ًرا وهو قبر اإلمام زاده صالح‪ ،‬وعن**ده زح**ام ش**ديد من الرج**ال‬
‫والنساء واألطفال‪ ،‬وهم ما بين مص ّل وطائف وداع وب**اك‪ ،‬وذل**ك*‬
‫القبر هو في غاية من الزخرفة والنقوش‪ ،‬وأهداني بعض الق**ائمين‬
‫على القبر صورًا للقبر‪ ،‬وكذلك كتاب ((مفاتيح الجنان)) فيه أدعيه‬
‫كفرية وشركية‪ ،‬وفيه إسناد علم الغيب لألئمة‪ ،‬وفيه أنّهم هم ال**ذين‬
‫سوف يحاسبون العالم يوم القيامة‪.‬‬
‫ثم ذهبت إلى قبر إمام شاه عبدالعظيم‪ ،‬ولعله جهة الجن**وب من‬
‫وسط العاصمة فرأيت عنده أشياء تتن*اقض م*ع دين اإلس**الم فمم**ا‬
‫رأيته عن**د ه**ذا الق**بر رأيت إنس**انًا ج**اء وس**جد إلى الق**بر ورأيت‬
‫رجالً آخر جاء وركع إلى القبر‪ ،‬ثم عند خروج**ه رج**ع القهق**رى‪،‬‬
‫أي‪ :‬رج**ع إلى الخل**ف ولم يع**ط الق**بر ظه**ره من أج**ل اح**ترام‬
‫صاحب القبر‪ ،‬ورأيت القبر وهو في غاي**ة من الزين**ة والزخرف**ة‪،‬‬
‫والن**اس هنال**ك يطوف**ون من ج**انبين والنس**اء يطفن من الج**انبين‬
‫اآلخرين‪ ،‬وهنالك زحام شديد والناس ما بين ط**ائف ومم**رغ خ**ده‬
‫حتى أنّهم يرفعون األطفال الصغار ويمرغ**ون* خ**دودهم* علىج**دار‬
‫القبر‪ ،‬وبعض الناس هنالك معه بعض الكتب الصغيرة يقرأ أدعية‬
‫منها‪ ،‬ومنهم المصلي ومنهم الخاشع الباكي‪.‬‬
‫ثم ذهبت إلى ق**بر إم**ام عبدهللا وليس هنال**ك زح**ام ش**ديد وهم‬
‫يطوفون طوافًا كامالً عن**د ذل**ك الق**بر أي ح**ول ذل**ك الق**بر ك**أنّهم‬
‫يطوف**ون ح**ول الكعب**ة‪ ،‬وال**ذي* يظه**ر لي أن ال**ذي يمنعهم من‬
‫الطواف كامالً عند القبور التي عندها زحام من أجل أن ال يختل**ط‬
‫الرج**ال بالنس**اء‪ ،‬وه**ؤالء إن ك**ان مقص**دهم ذل**ك مث**ل أص**حاب‬
‫‪286‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الع**راق ال**ذين قتل**وا الحس**ين رض**ي هللا عن**ه ثم س**ألوا عن دم‬


‫البعوض هل ينجس أم ال؟ فهؤالء* قد وقعوا في الشرك األك**بر من‬
‫الطواف والركوع والسجود* إلى القبر‪ ،‬ودعاء* صاحب القبر‪.‬‬
‫ورأيت في بعض شوارع طه**ران في بعض الج**والت ص**ور‬
‫تماثي**ل لبعض من يعظم**ونهم‪ ،‬ثم وص**لت إلى مك**ان في وس**ط‬
‫العاصمة‪ ،‬وهنالك دكان كبير فدخلت في*ه ف*إذا في*ه ص*ور تمتاثي*ل‬
‫ورأيت في ذلك المكان صورة الجنة وفيها التفاح والعنب والرمان‬
‫والبرتقال وغير ذلك من النعم‪ ،‬وبجانب صورة الجنة صورة للنار‬
‫وأهله**ا يع**ذبون فيه**ا حيث أن بعض**هم فوق**ه الحيّ**ات والعق**ارب‬
‫والثعابين ومقامع من حديد إلى غير ذلك من أهوال الن**ار‪ ،‬أجارن**ا‬
‫هللا من نار جهنم‪.‬‬
‫وفي ذات يوم ركبت من طهران إلى قم‪ ،‬وقم تبعد عن طهران‬
‫مائة وستين كيلوم**ترًا تقريبً**ا‪ ،‬وكنت راكبً**ا م**ع شخص**ين فعن**دما‬
‫تحركنا من وسط طهران مررنا من عن**د ق*بر الخمي*ني ف**إذا بأح*د‬
‫هذين ال**رجلين وه**و يتكلم العربي**ة يق**ول‪ :‬الس**الم علي**ك ي**ا إم**ام‪،‬‬
‫السالم عليك ي**ا روح هللا‪ ،‬الس**الم علي**ك ي**وم تبعث‪ .‬وق*د* س**بق أن‬
‫تعرفت على هذين الرجلين في المطعم‪ ،‬وقلت‪ *:‬سأركب معهما إلى‬
‫قم‪ .‬فق**اال‪ :‬ال ب**أس ب**ذلك حيث وواح**د منهم**ا ع**راقي‪ ،‬واآلخ**ر‬
‫بحري**ني ف**ر بدين**ه إلى أمريك**ا كم**ا ق**ال لي‪ :‬وإنم**ا ج**اء زائ *رًا‪،‬‬
‫وس**ألني ذل**ك الع**راقي‪ *:‬من أين أنت؟ فقلت‪ :‬من اليمن‪ .‬فق**ال‪ :‬م**ا‬
‫الم**ذهب عن**دكم؟ فقلت‪ :‬الم**ذهب عن**دنا الم**ذهب الزي**دي‪ .‬أقص**د‬
‫المذهب في اليمن وحصل بيني وبينهما تبادل كالم ومم**ا قال**ه لي‪:‬‬
‫ليس لن**ا ع**دو إال الوهابي**ة‪ .‬ونس**ي قاتل**ه هللا اليه**ود والنص**ارى‬
‫والمجوس والسيخ والهندوس والشيوعيين والوثن**يين وغ**ير ذل**ك‪،‬‬
‫وهم يقصدون كل من تمسك بالكتاب والس**نة فه**و في نظ**رهم أن**ه‬
‫وهابي‪ ،‬وإال فمن هو محمد بن عب**دالوهاب؟ ه**و ع**الم من علم**اء‬
‫‪287‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المسلمين‪ ،‬واألشياء الموجودة في كتبه موجودة* في الكتب األخرى‬


‫كالبخ**اري ومس**لم وأبي داود والنس**ائي والترم**ذي وابن ماج**ة‪،‬‬
‫وموجودة* عن**د أص**حاب الم**ذاهب كالش**افعية والحنابل**ة والمالكي**ة‬
‫واألحناف‪ ،‬وإنما هذه سياسة المبتدعين من أجل أن يح**افظوا على‬
‫ب**دعهم وأن* ال يفض**حوا أم**ام الن**اس‪ ،‬وأن ي**ردوا الكت**اب والس**نة‬
‫بمثل هذه األعذار‪.‬‬
‫ثم وصلت إلى قم وقفت السيارة بعيدًا عن القبر والمسجد فق**ال‬
‫أحد هذين الشخصين‪ :‬ذلك هو الحرم‪ ،‬فنزلت فاتجهت إلى الح**رم‪،‬‬
‫أناس *ا كث**يرين‪ ،‬ومنهم رج**ل ق**ال‪ :‬بأن**ه من‬
‫أي‪ :‬إلى القبر‪ ،‬فقابلت ً‬
‫الهن**د فق**ال لي‪ :‬مب**ارك على الزي**ارة أو زي**ارة مقبول**ة‪ ،‬ورأيت‬
‫أناس *ا علم**اء في‬
‫هنال**ك كم**ا رأيت عن**د القب**ور األخ**رى ورأيت ً‬
‫غرف هنال**ك يعلم**ون الطالب وه**ذه الغ**رف ممل**ؤة ب**القبور وهم‬
‫فوق القبور فقلت لهم‪ :‬هذا ال يصلح! فقال لي أحد العلم**اء‪ :‬ه**ذا ال‬
‫شيء فيه أو كلمة نحوها‪ .‬وأنا لم أناقشهم‪.‬‬
‫ثم ذهبت من عند القبر فوص**لت إلى بعض الش**وارع* فوج**دت‬
‫ف**وق دك**ان دف**تر حج وزي**ارة قم‪ .‬فقلت ألح**د الم**ارة وه**و يتكلم‬
‫العربية قلت له‪ :‬يع*ني أنّهم ي*زورون* ه**ذا المك**ان ويحج*ون* إلي*ه؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ .‬فأعدت كالمي مرة أخرى من أجل أن أتثبت‪ ،‬فقال‪ :‬هذا‬
‫يعني أن الذي* يريد مكة يسجل ههنا‪ ،‬ولعله أراد أن يغال*ط عن*د أن‬
‫رآني أتثبت من الكالم‪ .‬ثم إذا بي أمر فإذا بي أسمع صاحب سيارة‬
‫وهو يقول الحرم‪ ..‬الحرم‪ .‬فقلت له‪ :‬القبر تعني؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ومما سمعت من أحد اليمنيين وه**و ي**درس هنال**ك الطب ق**ال‪:‬‬
‫هنالك قبر أبي لؤلؤة* المجوس**ي قات**ل عم**ر في أص**فهان يطوف**ون*‬
‫حول**ه ويقول**ون‪ :‬أل**ف لعن**ة على عم**ر‪ .‬وأخ**برني أن هنال**ك من‬
‫اإليرانيين عند أن يبول يقول‪ :‬إنه يب**ول على رأس عم**ر‪ .‬ه**ذا م**ا‬
‫رأيته في إيران مم**ا يتعل**ق ب**القبور وأح**وال* الن**اس عن**د القب**ور‪،‬‬
‫‪288‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وكذلك ما رأيته من التماثيل‪.‬‬


‫وه**ؤالء الرافض**ة في إي**ران وغيره**ا يزعم**ون أنّهم يحب**ون‬
‫أم**ير المؤم**نين علي ابن أبي ط**الب ويتبعون**ه ب**ل يغ**الون في**ه‬
‫فبعض**هم يجعل**ه أعظم من األنبي**اء‪ ،‬ومنهم من يعطي ل**ه بعض‬
‫ص****فات هللا من علم الغيب وغ****ير ذل****ك‪ ،‬وهم في نفس ال****وقت‬
‫مخالفون له‪ ،‬فعقيدته غ**ير عقي**دتهم وعمل**ه غ**ير عملهم‪ ،‬ومنهج**ه‬
‫غ**ير منهجهم‪ ،‬فه**و يتب**ع الكت**اب والس**نة وهم يتبع**ون أه**واءهم‬
‫ويتبعون سنن اليهود والنصارى‪.‬‬
‫فعلى س**بيل المث**ال ال الحص**ر كم**ا قلت لكم آنفً**ا هم يبن**ون‬
‫البناي*ات العظيم*ة ف*وق القب*ور ويجصص*ونها وي*دعون أص*حاب‬
‫القب**ور ويص**لون إلى القب**ور ويس**جدون* إلى القب**ور ب**دون ص**الة‬
‫وغير ذلك! وانظروا إلى ما جاء عن أم**ير المؤم**نين علي بن أبي‬
‫ي‪ :‬قال لي عل ّي ابن أبي‬ ‫طالب رضي هللا عنه قال أبو الهيّاج األسد ّ‬
‫طالب‪ :‬أال أبعثك على ما بعثني علي**ه رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬أن ال تدع تمثاالً إالّ طمسته‪ ،‬وال ق**برًا مش**رفًا‬
‫إالّ س ّويته‪ ،‬وال صورةً إالّ طمستها))‪ ،‬وفي رواية‪(( :‬وال تمثاالً إالّ‬
‫طمسته‪ .))‬رواه اإلمام مسلم رحمه هللا‪.‬‬
‫وعن* علي بن الحسين عن أبيه عن ج**ده عن الن**بي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أن**ه ق**ال‪(( :‬ال تتّخ**ذوا ق**بري عي*دًا))‪ .‬رواه‬
‫البخاري‪ ،‬في ((التاريخ))‪.‬‬
‫وجاء في ((صحيح مس**لم))‪ :‬عن ج**ابر رض**ي هللا عن**ه ق**ال‪:‬‬
‫يجص*ص‬ ‫ّ‬ ‫نهى رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( -‬أن‬
‫القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه))‪ ،‬وجاء في ((الص**حيحين))‪:‬‬
‫عن عائش***ة وعبدهللا بن عبّ***اس رض***ي هللا عنهم***ا ق***اال‪ :‬ق***ال‬
‫رس**ول‪ ‬هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬لعن**ة هللا على‬
‫اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مس**اجد))‪ ،‬وفي ((ص**حيح‬
‫‪289‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫البخ**اري ومس**لم))‪ :‬عن أبي هري**رة رض**ي هللا عن**ه ق**ال‪ :‬ق**ال‬
‫رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي*ه وعلى آل*ه وس*لم‪(( :-‬قات*ل هللا اليه*ود‬
‫ي ق**ال‪:‬‬‫والنّصارى))‪ ،‬وفي ((صحيح مسلم))‪ :‬عن أبي مرثد الغنو ّ‬
‫قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ال تجلسوا على‬
‫القبور وال تصلّوا إليها))‪ ،‬وقال ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪:-‬‬
‫((األرض كلّها مسجد إالّ المقبرة والح ّمام))‪.‬‬
‫فهم يخالفون هذه األدلة وغيرها من األدلة‪ ،‬ويخالفون أئم**ة آل‬
‫البيت‪ ،‬وهنالك أدلة كثيرة في هذه المسألة‪ ،‬وكذلك* كما ذك**رت لكم‬
‫وأن المس**اجد هلل فال‬‫هم ي**دعون غ**ير هللا وهللا ع**ز وج**ل يق**ول‪ّ ﴿ :‬‬
‫ق والّ*ذين ي*دعون من‬ ‫تدعوا مع هللا أحدًا‪ ،﴾1‬ويقول‪﴿ :‬له دع*وة الح* ّ‬
‫دونه ال يستجيبون لهم بشيء إالّ كباس*ط كفّي*ه إلى الم*اء ليبل*غ ف*اه‬
‫وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إالّ في ضالل‪.﴾2‬‬
‫قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ :‬مثل من‬
‫يدعو غير هللا كمثل من يبسط كفيه على البئر‪ ،‬وقال هللا عز وجل‪:‬‬
‫﴿ومن أض * ّل م ّمن ي**دعو من دون هللا من ال يس**تجيب ل**ه إلى ي**وم‬
‫القيام**ة وهم عن دع**ائهم غ**افلون ‪ ‬وإذا حش**ر النّ**اس ك**انوا لهم‬
‫أعدا ًء وكانوا بعبادتهم كافرين‪ ،﴾3‬وقال تعالى ناهيًا نبيه ‪-‬ص**لى هللا‬
‫علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪﴿ :-‬وال ت**دع من دون هللا م**ا ال ينفع**ك وال‬
‫يضرّك فإن فعلت فإنّك إ ًذا من الظّ**المين‪ ،﴾4‬وق**ال هللا تع**الى آم *رًا‬
‫نبيه ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ب**أن يق**ول للن**اس‪﴿ :‬ق**ل ال‬
‫أملك لنفسي نفعًا وال ض ًّرا إالّ ما شاء هللا‪ ،﴾5‬وقال‪﴿ *:‬قل إنّم**ا أدع**و‬
‫‪ ‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.18:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية‪.14:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.6-5:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.106:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.188:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪290‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ربّي وال أشرك به أحدًا ‪ ‬قل إنّي ال أملك لكم ض ًّرا وال رشدًا‪.﴾1‬‬
‫إذا كان هذا سيد ولد آدم ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ال‬
‫ينفع وال يضر كما هو صريح القرآن فكيف بغ**يره! وق**ال تع**الى‪:‬‬
‫﴿وال ت**دع م**ع هللا إلهً**ا ءاخ**ر ال إل**ه إالّ هو‪ ،﴾2‬وق**ال تع**الى‪﴿ :‬ق**ل‬
‫أندعو* من دون هللا ما ال ينفعنا وال يضرّنا ون**ر ّد على أعقابن**ا بع**د‬
‫الش**ياطين في األرض ح**يران ل**ه‬ ‫إذ ه**دانا هللا كالّ**ذي اس**تهوته ّ‬
‫إن هدى هللا هو الهدى وأمرن**ا‬ ‫أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل ّ‬
‫لنسلم لربّ الع**المين‪ .﴾3‬واألدل**ة كث**يرة ولس**نا في ص**دد التكلم عن‬
‫ه**ذه المس**ألة‪ ،‬فهم يخ**الفون بأعم**الهم وأق**والهم* ص**ريح الكت**اب‬
‫والسنة‪ ،‬ويخالفون أئمة آل البيت رضي هللا عنهم‪.‬‬
‫ومما رأيت‪ :‬رأيت مسجدًا يسمى مسجد كاهي في حي تجريش‬
‫في شمال طهران ورأيت في هذا المسجد ورقة معلق**ة على ج**دار‬
‫المسجد ومكتوب عليها عن الحسن* بن مهدي العسكري قال‪ :‬إنا ال‬
‫يعزب عنا شيء من أخباركم ولسنا ناسين لذكركم‪ .‬وذكر المرج**ع‬
‫في تلك الورقة وأشار إلى ((بحار األنوار)) وأعطوني كتابًا هدي**ة‬
‫من س**دنة ق**بر إم**ام زاده ص**الح وه**ذا الكت**اب اس**مه ((مف**اتيح‬
‫الجنان)) قرأت فيه توسالت مبتدعة‪ ،‬وأدعية شركية‪ ،‬وفي**ه إس**ناد‬
‫علم الغيب لألئمة‪ ،‬وفيه أن أئمة الشيعة هم ال**ذي س**وف يحاس**بون‬
‫الناس يوم القيامة‪.‬‬
‫فانظروا رحمكم هللا أيه**ا المس**لمون* كي**ف يس**ندون* علم الغيب‬
‫لغير هللا‪ ،‬وهذا كفر وش*رك‪ ،‬ألن علم الغيب من ص*فات هللا وح*ده‬
‫قال هللا تعالى‪﴿ :‬وعنده مف**اتح الغيب ال يعلمه**ا إالّ هو‪ ،﴾4‬وق**ال هللا‬
‫‪ ‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.21-20:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.88:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.71:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.59:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪291‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الس***موات* واألرض الغيب إالّ هللا‪،﴾1‬‬ ‫تع***الى‪﴿ :‬ق***ل ال يعلم من في ّ‬


‫ويقول هللا تع**الى‪﴿ :‬ع**الم الغيب فال يظه**ر على غيب**ه أح*دًا ‪ ‬إالّ‬
‫من ارتض***ى من رس***ول فإنّ***ه يس***لك من بين يدي***ه ومن خلف***ه‬
‫رصدًا‪.﴾2‬‬
‫فاألنبياء والرسل* يوحي هللا إليهم بعض المغيبات لتك**ون حج**ة‬
‫وبرهانً**ا على أنّهم أنبي**اء‪ ،‬أم**ا أنّهم يعلم**ون الغيب فال‪ ،‬ق**ال هللا‬
‫تعالى‪﴿ :‬يوم يجمع هللا ال ّرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا* ال علم لنا إنّ**ك‬
‫أنت عالم الغيوب‪ ،﴾3‬فأسندوا* علم الغيب هلل وحده‪ .‬وقال* تع**الى في‬
‫شأن رسوله محمد ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪﴿ :-‬ول**و كنت‬
‫أعلم الغيب الستكثرت من الخير وما مسّني السّوء* إن أنا إالّ ن**ذير‬
‫وبشير لقوم يؤمنون‪ .﴾4‬واألدلة* كثيرة ج*دًا‪ ،‬ولس**نا في ص**دد التكلم‬
‫عن هذه المسألة‪ ،‬وإنما هذا من باب التنبيه لتروا ما القوم عليه من‬
‫مخالفات لصريح القرآن والسنة‪ ،‬ولألئمة‪ ،‬ولألم**ة اإلس**المية‪ ،‬ه**ا‬
‫هو النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬عن**دما ادعى المن**افقون‬
‫ومن وق***ع معهم من الص***حابة مث***ل مس***طح أن عائش***ة زنت لم‬
‫يعرف النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬أه**و ص**حيح أم ال؟‬
‫حتى برأها هللا من فوق سبع سموات‪ ،‬ونزل فيه**ا ق**رآن يتلى‪ ،‬فل**و‬
‫ك**ان يعلم الغيب ك**ان س**يعرف من أول م**رة أن**ه ك**ذب وزور‬
‫وبهتان‪.‬‬
‫وكذلك الرافض**ة والش**يعة ينس**بون إلى أبي موس**ى األش**عري*‬
‫وعبدهللا بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهم**ا أنّهم**ا خ**دعا علي‬
‫بن أبي طالب رضي هللا عنه فلو كان يعلم الغيب كما زعموا ك**ان‬
‫‪ ‬سورة النمل‪ ،‬اآلية‪.65:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.27-26:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.109:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.188:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪292‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫س**يعلم ذل**ك الموق**ف ولكن الق**وم ق**وم بهت كذب**ة‪ ،‬وك**ذلك الن**بي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وس**لم‪ -‬في بعض الغ**زوات ك**ان يرس**ل‬
‫من يستطلع أخبار المشركين‪ ،‬فلو كان يعلم الغيب ما كان سيرس**ل‬
‫أحدًا‪.‬‬
‫والرافضة والشيعة إسناد علم الغيب لألئمة عندهم شيء مس**لّم‬
‫به‪ ،‬وبوبوا على ذلك أبوابًا‪ ،‬وذكروا بعض المغيب**ات ال**تي ذكره**ا‬
‫األئمة‪ ،‬كما هو موجود* في بعض كتبهم منها كت**اب ((س**لوني قب**ل‬
‫أن تفق***دوني)) ومنه***ا كت***اب ((علي والوص***ية)) ومنه***ا كت***اب‬
‫((مفاتيح الجن**ان)) وغ**ير ذل**ك من كتبهم‪ ،‬وك**ذلك* ذك**ر في كت**اب‬
‫((مفاتيح الجنان)) المتقدم الذكر أن أئمة آل البيت هم ال**ذي س**وف‬
‫يحاسبون العالم يوم القيامة‪ ،‬وأن الذي* ليس بشيعي سوف يدخلون**ه‬
‫النار‪ ،‬والذي هو شيعي سوف يدخلونه الجنة‪ ،‬وهذا الكالم موج**ود‬
‫في كت*****اب ((علي والوص*****ية)) رقم الح*****ديث (‪،)103-100‬‬
‫ويفسرون* قول هللا عز وجل‪﴿ :‬وعلى األعراف رجال يعرفون* كالًّ‬
‫بس**يماهم‪ ،﴾1‬أن علي بن أبي ط**الب س**وف يق**ف على األع**راف‬
‫ويعرف من ناصره ويدخل**ه الجن**ة‪ ،‬ويع**رف من أبغض**ه ويدخل**ه‬
‫النار‪.‬‬
‫ويفسرون قول هللا عز وجل‪﴿ :‬ألقيا في جهنّم ك ّل كفّ**ار عنيد‪،﴾2‬‬
‫ويقولون قال رسول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬إذا‬
‫ك**ان ي**وم القيام**ة ق**ال هللا تع**الى لي ولعلي ابن أبي ط**الب أدخال‬
‫الجنة من أحبكما‪ ،‬وأدخال النار من أبغضكما)) وذلك قوله تع**الى‪:‬‬
‫﴿ألقيا في جهنّم ك ّل كفّار عنيد﴾‪.‬‬
‫ومعنى الكفار كما فسروه هو الذي كفر نبوة الن**بي ‪-‬ص**لى هللا‬
‫علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ ،-‬والعني**د‪ :‬ه**و الجاح**د ح**ق علي بن أبي‬
‫‪ ‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.46:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة ق‪ ،‬اآلية‪.24:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪293‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫طالب رضي هللا عنه‪ ،‬ومنها الخالفة‪ ،‬فمن لم يقر بأن الخليف*ة بع**د‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬ه**و علي رض**ي هللا‬
‫عنه فهو من أهل النار‪.‬‬
‫إ ًذا الص**حابة للن**ار‪ ،‬واألم**ة اإلس**المية بم**ا فيه**ا الش**افعية‬
‫والحنفية والمالكية والحنابلة مصيرهم إلى النار‪ ،‬ألنّهم أق**روا ب**أن‬
‫الخليفة بعد رسول هللا ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬أب**وبكر‪،‬‬
‫بل إن علي بن أبي طالب وأوالده وبني هاشم مص**يرهم إلى الن**ار‬
‫ألنّهم أق**روا* بالخالف**ة ألبي بك**ر بع**د رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ .-‬وهذا على تفسير هؤالء الرافضة والشيعة‪.‬‬
‫ويقولون* في نفس الكتاب‪ :‬إن علي بن أبي طالب يدخل أحب**اءه‬
‫الجنة بغير حساب‪ ،‬وي**روون أح**اديث في بعض كتبهم‪ ،‬وق*د* جئت‬
‫ببعض الملصقات من إيران ومكتوب عليه**ا‪ :‬أن الرس**ول ‪-‬ص**لى‬
‫هللا عليه وعلى* آله وسلم‪ -‬ق**ال‪(( :‬حب علي حس**نة ال يض**ر معه**ا‬
‫س**يئة))‪ .‬وفي ح**ديث آخ**ر‪(( :‬من أحب عليً**ا دخ**ل الجن**ة وإن‬
‫عصاني‪ ،‬ومن أبغض عليًا دخل النار وإن* أطاعني))‪ .‬وهو حديث‬
‫قدسي‪.‬‬
‫إ ًذا ال حاج**ة لإلنس**ان في اإلس**الم‪ *،‬ول**ه أن ي**زني ويش**رب‬
‫الخم**ر‪ ،‬ويعم**ل جمي**ع المنك**رات والف**واحش ويحب علي بن أبي‬
‫ط***الب وس***وف ي***دخل الجن***ة! نع***وذ باهلل من الجه***ل والزي***غ‬
‫والضالل‪.‬‬
‫ورأيت في أح**د ال**دكاكين في ش**ارع ناص**ر خس**رو كتاب**ة‪:‬‬
‫(والي**ة علي بن أبي ط**الب حص**ن فمن دخ**ل حص**ني أمن من‬
‫عذابي) وكما سبق أن ذك**رت أن في ذل**ك الكت**اب ال**ذي* أعط**وني‬
‫هدية أن حساب العالم يوم القيام**ة ومرج**ع الع**الم ي**وم القيام*ة إلى‬
‫أئم**ة الش**يعة‪ ،‬وأنت ي**ا مس**لم علي**ك أن تس**مع كالم هللا وأن تحكم‬
‫بنفس**ك على تره**ات وخ**زعبالت الش**يعة ق**ال هللا تع**الى‪﴿ :‬فإنّم**ا‬
‫‪294‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫إن إلين**ا إي**ابهم‬‫عليك البالغ وعلينا الحساب‪ ،﴾1‬وكما ق**ال تع**الى‪ّ ﴿ :‬‬
‫إن علينا حسابهم‪ ،﴾2‬وقال تعالى‪﴿ :‬ما علي**ك من حس**ابهم من‬ ‫‪ ‬ث ّم ّ‬
‫شيء وما من حس**ابك عليهم من ش**يء‪ .﴾3‬والن**بي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬يقول لفاطمة بنت محمد ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪(( :-‬يا فاطمة بنت مح ّمد سليني م**ا ش**ئت من م**الي ال أغ**ني‬
‫عنك من هللا شيئًا))‪.‬‬
‫وجئت بكتب من هنال**ك ومنه**ا كت**اب اس**مه ((ش**رح أص**ول‬
‫الكافي)) وفيه أشياء ليست من دين اإلس**الم‪ *،‬ومم**ا في**ه أن هنال**ك‬
‫مصحفًا يسمى مصحف فاطمة مثل القرآن ثالث م**رات‪ ،‬ق**ال‪ :‬م**ا‬
‫فيه حرف من قرآنكم‪ ،‬وفيه أخبار من قبلكم إلى غير ذلكم مم**ا في‬
‫هذا الكتاب من مخالفات لدين اإلسالم‪ *،‬وهو من المراجع المعتم**دة‬
‫عندهم‪.‬‬
‫وكذا في تلك البالد م**ا رأيت ام**رأة ق**ط وهي مغطي**ة لوجهه**ا‬
‫وإنما تلبس المرأة عباءة تغطي جسدها ويلبسن البنطلون**ات‪ ،‬ف**أين‬
‫ه**ذه الدول**ة المس**لمة ادع**ا ًء من قول**ه تع**الى‪﴿ :‬ياأيّه**ا النّ**ب ّي ق**ل‬
‫ّ‬
‫جالبيبهن‪،﴾4‬‬ ‫ّ‬
‫عليهن من‬ ‫ألزواجك وبنات**ك ونس**اء المؤم**نين ي**دنين‬
‫‪5‬‬
‫فاسألوهن من وراء حجاب ﴾‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سألتموهن متاعًا‬ ‫وقوله تعالى‪﴿ :‬وإذا‬
‫إلى غير ذلك من األدلة‪.‬‬
‫وكذلك رأيت في نهار رمضان رجاالً ونسا ًء بك**ثرة في بعض‬
‫الش**وارع وهم طواب**ير‪ ،‬فس**ألت عنهم‪ .‬فق**الوا‪ *:‬ه**ؤالء ي**دخلون‬
‫السينما‪ ،‬هذه دول**ة آل بيت رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫‪ ‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية‪.40:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الغاشية‪ ،‬اآلية‪.26-25:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.52:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.59:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.53:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪295‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫وس**لم‪ -‬به**ذا الش**كل! والس**ينما في دول**ة الرافض**ة يفتحونه**ا من‬


‫الصباح‪.‬‬
‫ومما رأيت*ه‪ :‬رأيت الرج**ال ال يغس**لون أرجلهم عن*د الوض**وء‬
‫وإنما يمسح على ظاهر قدمي**ه مباش**رة‪ ،‬وال يغس**ل رجلي**ه‪ ،‬وه**ذا‬
‫العمل يخالف الكت**اب والس**نة‪ ،‬ويخ**الف عم**ل الص**حابة ويخ**الف‬
‫علي بن أبي ط**الب رض**ي هللا عن**ه‪ ،‬فق**د ج**اء في أبي داود‪ *:‬عن‬
‫علي بن أبي طالب يصف وضوء النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل**ه‬
‫وس**لم‪ -‬ومم**ا عم**ل أن**ه غس**ل رجلي**ه‪ ،‬وك**ذلك ج**اء في البخ**اري‬
‫ومسلم‪ :‬من حديث عثمان رضي هللا عن**ه في ص**فة وض**وء الن**بي‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وفيه أنه غسل رجليه‪ ،‬وج**اء من‬
‫ح**ديث عبدهللا بن زي**د في ص**فة وض**وء الن**بي ‪-‬ص**لى هللا علي**ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬وفيه أنه غسل رجليه وهو في ((صحيح مسلم))‪.‬‬
‫فهؤالء* كما ذكرت لكم ال يغسلون أرجلهم‪ ،‬وإنما يمسح ظ**اهر‬
‫قدميه فقط‪ ،‬وينكرون السنة المتواترة وهي المسح على الج**وربين‬
‫والخفين‪ ،‬فبعض أهل العلم يق**ول‪ :‬إن أح**اديث المس**ح ج**اءت عن‬
‫خمس**ين ص**حابيًا في الص**حاح والس**نن والموط**آت* والمس**انيد‬
‫والمعاجم‪.‬‬
‫وك**ذلك رأين**اهم في إي**ران يص**لون ويض**عون تحت جب**اههم‬
‫طينة مص**لحة من طين**ة ك**ربالء وله**ا فض**ل عظيم عن**دهم‪ ،‬وق**د‬
‫رووا في فضلها أحاديث‪ ،‬وهذا الطين يوجد في جميع المساجد في‬
‫طهران‪ ،‬وكذلك يوجد في الفنادق وك**ذلك هنال**ك في إي**ران عن**دما‬
‫يصلون يقوم واحد بجانب اإلمام ال يصلي مع اإلم**ام والم**أمومين‬
‫وإنما ينقل للناس المأمومين صالة اإلمام‪ *،‬ويترك صالة الجماعة‪.‬‬
‫ورأيت بعض***هم ص***لى بع***د االنته***اء من الجماع***ة وح***ده‪،‬‬
‫وبعض**هم في مس**اجد أخ**رى خ**رج ولم يص**ل‪ ،‬ك**ذلك رأيت في‬
‫بعض المس**اجد يق**وم اإلم**ام ويق**وم الم**أمومون* لعل**ه إلى جه**ة‬
‫‪296‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫المشرق وجهة القبلة ويقولون‪ :‬السالم عليك يا رس*ول هللا‪ ،‬الس**الم‬


‫عليك يا أمير المؤمنين‪.‬‬
‫فه**ذه الخص**ال الم**ذكورة* ب**دع ومح**دثات ليس**ت من دين هللا‪،‬‬
‫والدين كامل قال هللا تعالى‪﴿ :‬وما كان ربّ**ك نس*يًّا‪ ،﴾1‬وق**ال* تع**الى‪:‬‬
‫﴿الي****وم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعم****تي ورض****يت لكم‬
‫ق إالّ الضّالل‪ .﴾3‬ويقول‬ ‫اإلسالم دينًا‪ ،﴾2‬وقال* تعالى‪﴿ :‬فماذا بعد الح ّ‬
‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من أحدث في أمرنا ه*ذا‬
‫ما ليس منه فهو ر ّد))‪ ،‬ويقول ‪-‬صلى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪:-‬‬
‫((من عم*ل عمالً ليس علي*ه أمرن*ا فه*و ر ّد))‪ ،‬ويق*ول ‪-‬ص*لى هللا‬
‫علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ك * ّل بدع**ة ض**اللة وك** ّل ض**اللة في‬
‫النّار))‪.‬‬
‫وك***ذلك في إي***ران ليس عن***دهم إال ثالث أذان***ات الظه***ر‪،‬‬
‫والمغرب‪ ،‬والفجر‪ .‬وهم في علمهم هذا مخ**الفون للكت**اب والس**نة‪،‬‬
‫ومخ**الفون* لجمي**ع المس**لمين بم**ا فيهم الم**ذاهب األربع**ة‪ ،‬وك**ذلك‬
‫رأيتهم يقنتون في الركعة الثانية من كل صالة‪.‬‬
‫أناس *ا كث**يرين وهم يقول**ون‪ *:‬ي**ا‬
‫ومم**ا رأيت**ه وس**معته‪ :‬رأيت ً‬
‫علي‪ ،‬ي***ا فاطم***ة‪ ،‬ي***ا ق***ائم الزم***ان أدرك***ني‪ .‬ورأيت في بعض‬
‫الشوارع* وفي بعض الدكاكين لوائح وخرقًا مكت**وب عليه**ا أدعي**ة‬
‫ش**ركية‪ .‬ودخلت فن**اء ح**وزة علمي**ة كنت أري**د منهم كتبً**ا فق**ابلت‬
‫طالبًا وكذلك قابلت البواب فحصل أن سألني أح**دهما‪ :‬أأنت س**ني؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬وجرى بيننا كالم ف**إذا بالط**الب يكف**ر أب**ا بك**ر وعم**ر‬
‫وعثمان وإذا بالبواب يرفع رجله إلى أعلى ثم يعي**دها إلى األرض‬
‫وهذا يعني أنه يضع رجله على عمر كما صرح بنفسه‪.‬‬
‫‪ ‬سورة مريم‪ ،‬اآلية‪.64:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.3:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.32:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪297‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫فإذا كان ه**ؤالء ي**دعون غ*ير هللا ويكف**رون ويس*بون ص**حابة‬


‫رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬فم**اذا بقي لهم من‬
‫وأن المس**اجد هلل فال ت**دعوا م**ع هللا أح *دًا‪،﴾1‬‬‫اإلسالم؟ وهللا يقول‪ّ ﴿ :‬‬
‫ويقول‪﴿ :‬قل إنّما أدعو ربّي وال أشرك به أحدًا ‪ ‬قل إنّي ال أمل**ك‬
‫لكم ض ًّرا وال رشدًا‪ ،﴾2‬ويقول‪﴿ :‬قل أفرأيتم ما ت**دعون من دون هللا‬
‫هن كاشفات ض ّره أو أرادني برحم**ة ه**ل‬ ‫إن أرادني هللا بض ّر هل ّ‬
‫هن ممس**كات رحمت**ه ق**ل حس**بي هللا علي**ه يتو ّك**ل المتو ّكل**ون* ﴾‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬
‫ويقول‪﴿ :‬وال تدع من دون هللا ما ال ينفع**ك وال يض *رّك ف**إن فعلت‬
‫فإنّك إ ًذا من الظّالمين‪ .﴾4‬واألدلة* كثيرة في هذه المسألة‪ .‬ويق**ول هللا‬
‫تع**الى في ش**أن ص**حابة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه‬
‫وسلم‪﴿ :-‬مح ّمد رسول هللا والّذين* مع**ه أش* ّداء على الكفّ**ار رحم**اء‬
‫بينهم تراهم ر ّكعًا س ّجدًا يبتغ**ون فض*الً من هللا ورض**وانًا س**يماهم‬
‫في وجوههم من أثر السّجود*‪.﴾5‬‬
‫وقد* استدل اإلمام مالك وعلم**اء آخ**رون به**ذه اآلي**ة على كف**ر‬
‫من س**ب ص**حابة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪،-‬‬
‫وقال أيضًا‪﴿ :‬كنتم خ**ير أ ّم**ة أخ**رجت للنّ**اس ت**أمرون ب**المعروف‬
‫وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل‪ .﴾6‬وقال أيضًا‪﴿ :‬ال يس**توي منكم‬
‫من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئ**ك أعظم درج*ةً من الّ**ذين أنفق**وا‬
‫من بعد وقاتلوا وكالًّ وعد هللا الحسنى‪ ،﴾7‬وقال* هللا تع**الى‪﴿ :‬رض**ي‬
‫‪ ‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.18:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.21-20:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.38:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.106:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.29:‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.110:‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪298‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا عنهم ورضوا عنه‪ ،﴾1‬وقال* تعالى‪﴿ :‬للفق**راء المه**اجرين الّ**ذين‬


‫أخرج**وا من دي**ارهم وأم**والهم يبتغ**ون فض *الً من هللا ورض**وانًا‬
‫الص*ادقون‪ .﴾2‬وق**ال رس**ول هللا‬ ‫وينصرون هللا ورسوله أولئك هم ّ‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪(( :-‬ال تس*بّوا أص**حابي فل**و ّ‬
‫أن‬
‫أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ م ّد أحدهم وال نص**يفه))‪ .‬واألدل**ة‬
‫كثيرة في هذه المسألة من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وأجمعت األمة على عدالة الصحابة فإذا به**ؤالء أتب**اع عبدهللا‬
‫بن س***بأ يطعن***ون فيمن ّ‬
‫بش***روا بالجن***ة‪ ،‬وليس ذل***ك إال انتقا ًم***ا‬
‫للمجوسية‪ .‬ومما رأيته رأيت أناسًا كثيرين في نه**ار رمض**ان وهم‬
‫مفطرون في الدكاكين وفي الشوارع وفي النفادق‪ ،‬وأخبرني أك**ثر‬
‫من واح**د أن نس**بة المفط**رين في نه**ار رمض**ان من اإليران**يين‬
‫تص****ل إلى ‪ %95‬ومنهم من ق****ال ‪ %70‬ومنهم من ق****ال ‪%80‬‬
‫ومنهم من ق**ال ‪ ،%50‬ه**ذه هي دول**ة الرافض**ة ته**دم ركنً**ا من‬
‫أرك**ان اإلس**الم‪ *،‬وق**د دخلت في بعض المس**اجد في رمض**ان فم**ا‬
‫وجدت إال ثالثة أناس أو أربعة وكل يصلي وحده‪ ،‬وه**ذا في وقت‬
‫المغرب‪ .‬وأخبرني األخ عبدالقادر مفضل أن بقية المساجد كذلك‪.‬‬
‫ومما شاهدته في إي**ران ش**اهدت مس**اجد ص**غيرة والمص**لون‬
‫قليلون على الرغم أن سكان طهران خمسة عشر مليونًا إلى س**بعة‬
‫عشر مليونًا ولم نر في طهران مسجدًا يصلون فيه الجمعة‪ ،‬وإنم**ا‬
‫يص**لون في س**احة الجامع**ة فكم عس**ى أن تتس*ع س**احة الجامع**ة‪،‬‬
‫فأكثرهم ال يصلون الجمعة‪.‬‬
‫وك**ذا مم**ا ش**اهدته ورأيت**ه ش**اهدت اإليران**يين وهم يلبس**ون‬
‫اللبس اإلف**رنجي ويحلق**ون لح**اهم‪ ،‬وهنال**ك اآلي**ات أي‪ :‬العلم**اء‬
‫يلبسون عباءات سوداء فوق البنطلون‪ ،‬وكذلك اآلي**ات رأيت منهم‬
‫‪ ‬سورة البينة‪ ،‬اآلية‪.8:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية‪.8:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪299‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫من يأخذ من لحيته‪.‬‬


‫ومما رأيته وسمعت به هو أن صاحب الفندق الذي* نزلنا عن**ده‬
‫قال لي‪ :‬هل تريد أن تتمتع؟ أي تأخ*ذ ام*رأة تتمت*ع به*ا ونفس ه*ذا‬
‫الكالم قاله رجل سائق سيارة‪ ،‬وزواج المتع**ة ق**د حرم**ه الرس**ول‬
‫‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ -‬كم**ا ج**اء ذل**ك عن أك**ثر من‬
‫ص***حابي منهم علي بن أبي ط****الب رض****ي هللا عن***ه كم****ا في‬
‫((الصحيحين)) وكذا جاء عن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه أن‬
‫الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آل*ه وس*لم‪ -‬نهى عن المتع*ة وق*ال‪:‬‬
‫((إنّه**ا ح**رام إلى ي**وم القيامة))‪ ،‬وق**د نق**ل اإلجم**اع الن**ووي على‬
‫تحريم نكاح المتعة‪.‬‬
‫وكذلك أخبرني أحد المتعالجين في المستشفى حيث وهو يم**ني‬
‫وجاء عيد رمضان وهو في المستشفى فعطلت الدولة لعي**د الفط**ر‬
‫يو ًما واح ًدا* وأكثر الموظفين لم يعطلوا ألنفسهم بل واص**لوا العم*ل‬
‫وفي عيد النيروز الذي هو عيد المج**وس عي**د عب**دة الن**ار الدول**ة‬
‫الرافضية تعطي عطلة رسمية أربع**ة أي**ام‪ ،‬والموظف**ون* يعطل**ون‬
‫ألنفسهم عشرة أيام إلى خمس عشرة يو ًما‪ .‬فيا مسلمون* بماذا يفسر‬
‫عمل هذه الدولة عندما تعطي عطلة لعيد عبدة النار أربعة أيام‪.‬‬
‫وكذلك رأيت كنائس النص*ارى واليه*ود ومعاب*د المج*وس ولم‬
‫أر مس**جدًا أله**ل الس**نة في طه**ران وال أله**ل الم**ذاهب األربع**ة‬
‫المعروفة‪ ،‬بل قد ح**اول البعض في إقام**ة مس**جد أله**ل الس**نة في‬
‫طهران فلم يسمح لهم‪ ،‬فهذا دليل واض**ح على حق**دهم ال**دفين على‬
‫أهل السنة‪ ،‬بل أخبرني بعض الن**اس أن**ه ك**ان هنال**ك مس**جد س**نة‬
‫للشيخ فيض في مدينة مشهد فخربته دولة الرافضة‪.‬‬
‫ومما رأيت**ه‪ :‬ق**ابلت رجالً إيرانيً**ا وعن**ده مكتب**ة فق**ال لي‪ :‬إن**ه‬
‫سني وهيئته ليست سنية هو حالق للحيت**ه والبس البنطل**ون* ولعل**ه‬
‫يقصد بالسنة التي يدعيها أنه ليس برافضي وال شيعي‪ ،‬ف**أردت أن‬
‫‪300‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫أتص**ل من عن**ده ذات م**رة‪ ،‬فخ**اف على نفس**ه وق**ال‪ *:‬أرج**وك‬


‫المعذرة أنا أع ّد مجر ًما في نظر الدولة النتسابي للسنة‪.‬‬
‫ومن النكت الظراف أنه ك*ان يس*كن في الفن*دق ال*ذي كن*ا في*ه‬
‫رجل إيراني في غرف**ة بجانبن**ا فع**رف أنن**ا س**نيون فتح**دث معن**ا‬
‫وقال لي بصوت منخفض‪ :‬هو سني‪ ،‬فقلت‪ :‬لماذا تخفض ص**وتك؟‬
‫فقال‪ :‬لكي ال يعرف صاحب الفندق أنني سني‪ ،‬ثم قام فإذا به يدعو‬
‫غير هللا ويقول‪ :‬يا علي‪ ،‬ولعل هذه اللفظة ص**درت من**ه من ك**ثرة‬
‫ما يسمع ذلك‪.‬‬
‫ورأيت رجالً أعمى يدور في الشوارع* وهو يسأل الن**اس م**االً‬
‫وصوته ال ينقطع وهو يقول‪ :‬يا علي‪ .‬وك**ذلك ق**ابلت رجالً إيرانيً**ا‬
‫يشتغل في السفارة اليمنية فحصل بيني وبين**ه كالم ومحادث**ة فق**ال‬
‫أشياء ومما ق**ال‪ :‬إن هللا أم*ر الرس*ول* ‪-‬ص*لى هللا علي**ه وعلى آل*ه‬
‫وسلم‪ -‬أن يبلغ أن الخليفة بع**ده علي بن أبي ط**الب واس**تدل بقول**ه‬
‫تعالى‪﴿ :‬ياأيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك‪.﴾1‬‬
‫وكذلك س*معت واح*دًا آخ*ر من رافض*ة اليمن يس*تدل على أن‬
‫الخليفة بعد الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ه**و علي بن‬
‫أبي طالب رضي هللا عنه بقوله تعالى‪﴿ :‬ع ّم يتساءلون* ‪ ‬عن النّبإ‬
‫العظيم‪ .﴾2‬وق***رأت ه***ذا االس***تدالل* في بعض كتبهم فالرافض***ة‬
‫يفسرون القرآن على ما يهوون‪.‬‬
‫وق**ابلت ام**رأة في الس**فارة اليمني**ة في طه**ران وهي إيراني**ة‬
‫فكنت أتكلم مع بعض اليمنيين في شأن القبور والطواف حولها في‬
‫إيران وأن هذا ليس بمشروع فقالت‪ :‬هذا ال شيء فيه‪ ،‬وعندكم في‬
‫السنة هذا موجود‪ ،‬هنالك في العراق عند ق**بر عب**دالقادر الجيالني‬
‫يعملون كذلك‪ .‬فقلت‪ :‬هذا ليس من السنة هؤالء مخ**الفون لإلس**الم‬
‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.67:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النبأ‪ ،‬اآلية‪.2-1:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪301‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫ولس**نة رس**ول هللا ‪-‬ص**لى هللا علي**ه وعلى آل**ه وس**لم‪ .-‬وك**ذلك‬
‫أخبرني األخ عبدالقادر مفضل هاشمي يشتغل في الس**فارة اليمني**ة‬
‫في طه*ران آن ذاك ب*أن اإليران*يين في بي*وتهم الت*برج واالختالط‬
‫وغير ذلك كمثل األوروبيين‪.‬‬
‫هذا بعض ما استحضرته في ه**ذه العجال**ة‪ ،‬وص**لى هللا وس**لم*‬
‫على نبينا محمد‪ ،‬وعلى* آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫كتب‬
‫أبوعبدالرحمن‪ *:‬أحمد بن عبدهللا بن علي المطري‬
‫‪302‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الخاتمة‬

‫قد عرض**ت علي**ك بعض فتن الرافض**ة م**ع المس**لمين وم**ا لم‬
‫أذك**ره أك**ثر وأك**ثر‪ ،‬وعرض**ت علي**ك ع**داء الرافض**ة لإلس**الم‬
‫والمس**لمين‪ *،‬ولم ي**زل المس**لمون* منهم في عن**اء إلى يومن**ا ه**ذا‪،‬‬
‫وخصوص *ا أن كث**يرًا من أه**ل الس**نة ق**د جه**ل عقي**دة الرافض**ة‬
‫ً‬
‫الزائغة‪ ،‬وجهل عقي**دة أه**ل الس**نة القويم**ة‪ ،‬ف**أ ْمرهم الي**وم أخط**ر‬
‫لجه**ل أه**ل الس**نة بعقي**دة أه**ل الس**نة‪ ،‬ولعل**ك ق**د س**معت ب**دعوة‬
‫الجاهلين دعاة التقريب بين أهل السنة والش**يعة‪ ،‬وأظنهم ل**و دع**وا‬
‫إلى التقريب بين اإلسالم* واليهودية والنصرانية لفعلوا‪ ،‬بل قد فع**ل‬
‫بعضهم قاتلهم هللا أنى يؤفكون‪.‬‬
‫بما أن المسلمين قد ابتلوا بالرافضة وغالب الرافضة مس**لمون‬
‫يشهدون أن ال إل*ه إال هللا وأن* محم*دًا رس*ول هللا ‪-‬ص*لى هللا علي*ه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬ويصلون وقد قال النبي ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( : -‬إني نهيت عن قتل المصلّين))‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫فال**ذي* يظه**ر لي أن**ه يك**ون موق**ف أه**ل الس**نة منهم موق**ف‬
‫المدافع ال يغ**زونهم‪ ،‬وإذا هجم**وا على أه**ل الس**نة فيج**وز لهم أن‬
‫يقاتلوهم من باب المدافعة‪﴿ :‬فمن اعتدى عليكم فاعتدوا علي**ه بمث**ل‬
‫ما اعتدى عليكم‪.﴾1‬‬
‫والرسول ‪-‬صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يق**ول‪(( :‬ومن قت**ل‬
‫دون دينه فهو شهيد))‪.‬‬
‫وال تظنن أني أه**ون من أم**رهم‪ ،‬ف**إنّهم آل**ة لك**ل ط**اعن في‬

‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.194:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪303‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫اإلسالم ومناو له‪ ،‬ورحم هللا القحطاني إذ يقول فيهم‪:‬‬


‫من ك**ل إنس ن**اطق أو‬ ‫إن ال**روافض* ش**ر من وطئ‬
‫جان‬ ‫الحصى‬
‫ورم*******وهم ب*******الظلم‬ ‫مدحوا النبي وخ ّونوا أصحابه‬
‫والع***********************دوان‬ ‫حبّ**وا قرابت**ه وس *بّوا ص**حبه‬
‫ج********دالن* عن********د هللا‬ ‫فكأنم***ا آل الن***بي وص***حبه‬
‫منتقض***********************ان‬ ‫فئت**ان عق**دهما ش**ريعة أحمد‬
‫روح يض*****م جميعه*****ا‬ ‫فئت***ان س***الكتان في س***بل‬
‫جس**************************دان‬ ‫الهدى‬
‫بأبي وأمي ذانك الفئت**ان‬
‫وهم******ا ب******دين هللا‬
‫قائمتان‬
‫هذا وأما إمام الضاللة الخميني فال شك عندي في كفره لثالث**ة‬
‫أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬قول**ه‪ *:‬إن ألئمتن**ا م ْنزل**ة ال يناله**ا ن**بي مرس**ل‪ ،‬وال مل**ك‬
‫مقرب‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله‪ *:‬إننا نهاب نصوص أئمتنا كما نهاب القرآن‪.‬‬
‫‪ -3‬قوله‪ *:‬إن األنبي**اء واألئم**ة لم يكمل**وا مهمتهم وال**ذي* يكم**ل‬
‫مهمته هو المهدي‪.‬‬
‫كذا قال هذا الخبيث‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى يقول‪﴿ :‬الي**وم أكملت‬
‫لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم* دينًا‪.﴾1‬‬
‫وبهذا ينتهي ما أردنا جمعه‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وص**لى‬
‫هللا على نبينا محمد وآله وصحبه‪.‬‬

‫‪ ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.3:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪304‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الفهرس‬

‫المقدمة ‪5....................................‬‬
‫كذب الرافضة ‪7............................‬‬
‫كالم حسن للش**اطبي في تهم**ة التمس**ك‬
‫بالدليل ‪13...................................‬‬
‫الس**بب ال**ذي حمل**ني على ت**أليف ه**ذا‬
‫الكتاب ‪15...................................‬‬
‫تعري***ف الرافض***ة وبي***ان ش***يء من‬
‫حماقاتهم ‪41.................................‬‬
‫التظاهر الخميني في أرض الحرمين‪...‬‬
‫‪47‬‬
‫األلفاظ التي يهتفون بها‪49..............:‬‬
‫مقاصد التظاهر في أرض الحرمين‪57.‬‬
‫حرمة مكة‪73..............................‬‬
‫الذكر في الحج‪90.........................‬‬
‫حجة النبي ‪95............................s‬‬
‫السكينة في الحج‪103.....................‬‬
‫باب قول هللا عز وجل‪} :‬في بي**وت أذن‬
‫‪305‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫هللا أن ترفع ويذكر فيها اسمه﴿ اآلية‪....‬‬


‫‪107‬‬
‫ب***اب ق***ول هللا عزوج***ل‪}:‬وم***ا ك***ان‬
‫ص*****التهم عن*****د ال*****بيت إال مك*****ا ًء‬
‫وتصديةً﴿ اآلية‪109......................‬‬
‫باب قول هللا عز وجل‪} :‬والّذين يؤذون‬
‫المؤم*****نين والمؤمن*****ات بغ*****ير م*****ا‬
‫اكتسبوا﴿ اآلية‪117.......................‬‬
‫باب حرمة المدينة‪119...................‬‬
‫زنادقة تحت ستار التشيع‪126...........‬‬
‫المغيرة بن سعيد‪126.....................‬‬
‫إسحاق بن محمد النخعي األحمر‪130. .‬‬
‫عباد بن يعقوب الرواجني‪134..........‬‬
‫السبأية التي تتستر باإلسالم‪137........‬‬
‫علي بن الفضل الباطني القرمطي ‪141.‬‬
‫الحاكم الفاطمي‪163.......................‬‬
‫صفة مقتله لعنه هللا‪165.................:‬‬
‫ابن العلقمي الخائن ال**ذي ك**ان س**ببًا في‬
‫سقوط الخالفة العباسية‪169..............‬‬
‫نصير الدين الطوسي‪171................‬‬
‫‪306‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫سلف الخميني وأئمته‪175................‬‬


‫فصول في مشابهة الرافضة للكفار‪.....‬‬
‫‪191‬‬
‫حول تقية الرافضة‪191..................‬‬
‫الرافض**ة ال ترض**ى بتحكيم كت**اب هللا‬
‫وسنة رسول هللا ‪193...................s‬‬
‫الرافض**ة يتعم**دون مخالف**ة أه**ل الس**نة‬
‫وال يتقيدون بالكتاب والسنة‪193........‬‬
‫الرافض**ة يس**خرون ويس**تهزئون بأه**ل‬
‫الخير والصالح‪193......................‬‬
‫من صفات الرافضة الذميم**ة اإلرج**اف‬
‫على المؤمنين‪194........................‬‬
‫حديثان لهما اتصال بما تقدم‪195........‬‬
‫فص****ل في مش****ابهة غالة ال****روافض‬
‫اليهود والنصارى في الغلو‪197.........‬‬
‫إنك****ار علي رض****ي هللا عن****ه غل****و‬
‫الرافضة‪199.............................. :‬‬
‫مشابهتهم لليهود في ع**دم ق**ول آمين في‬
‫الصالة ‪200................................‬‬
‫ومن مشابهتهم اليهود خذالن أئمتهم‪.....‬‬
‫‪307‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫‪201‬‬
‫مشابهتهم اليهود والنص**ارى في اتخ**اذ‬
‫القبور مساجد ‪202.........................‬‬
‫ومن مش****ابهتهم لليه****ود والنص****ارى‬
‫قولهم‪ *:‬ال يدخل الجن**ة إال من ك**ان على‬
‫ملتهم ‪203...................................‬‬
‫مشابهتهم اليهود في الحسد‪204.........‬‬
‫مش***ابهتهم لليه***ود في ش***دة ع***داوتهم*‬
‫ألهل اإلسالم*‪206.........................‬‬
‫مش***ابهتهم المش***ركين في ال***دفاع عن‬
‫الشرك ‪207.................................‬‬
‫مشابهتهم اليهود في االفتراء على هللا‪...‬‬
‫‪209‬‬
‫مش*****ابهتهم لليه*****ود والنص*****ارى أن‬
‫أحاديثهم ليس لها أسانيد‪210.............‬‬
‫ومن مشابهتهم اليه**ود أن اليه**ود رم**وا‬
‫مريم عليها السالم بالفاحش**ة والرافض*ة*‬
‫رمت عائشة رضي هللا عنها بالفاحشة‪..‬‬
‫‪211‬‬
‫مشابهتهم اليهود في تأخير اإلفط**ار في‬
‫‪308‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫الصوم ‪219.................................‬‬
‫مش**ابهتهم اليه**ود في اس**تحالل أم**وال‬
‫غيرهم ‪221.................................‬‬
‫مشابهتهم اليهود في التحريف‪222......‬‬
‫فصل في فضائل الصحابة‪225.........‬‬
‫فضل من شهد بدرًا‪234..................‬‬
‫فضل أهل بيعة الشجرة‪237.............‬‬
‫فضل المهاجرين رضي هللا عنهم ‪239.‬‬
‫فضل األنصار رضي هللا عنهم‪241....‬‬
‫فصل في فضائل مشتركة وخاص**ة بين‬
‫الصحابة ‪247..............................‬‬
‫تنافسهم في الخير‪247....................‬‬
‫صبرهم على مواجهة األعداء‪249.....‬‬
‫صبرهم على االستضعاف بمكة‪252...‬‬
‫استسالمهم لشرع هللا‪255................‬‬
‫صبرهم على الفقر والجوع* والعري*‪....‬‬
‫‪265‬‬
‫إيثارهم ما عند هللا‪275...................‬‬
‫على ماذا كانوا يبايعون رسول هللا ‪....s‬‬
‫‪282‬‬
‫‪309‬‬ ‫اإللحاد الخميني‬

‫استطراد‪ :‬البيعة إلم**ام قرش**ي مس**لم أو‬


‫لغير قرشي مسلم إذا تغلب حتى اس**تتب‬
‫له األمر يجب الوفاء بها‪285............‬‬
‫تحريم سب الصحابة رضوان هللا عليهم‬
‫‪288‬‬
‫بعض م**ا نق**ل عن الس**لف في التح**ذير‬
‫من سب الصحابة رضي هللا عنهم ‪289‬‬
‫مش*****اهداتي في إي*****ران لألخ أحم*****د‬
‫المطري ‪290...............................‬‬
‫الخاتمة ‪314................................‬‬
‫الفهرس ‪316................................‬‬

You might also like