Professional Documents
Culture Documents
اسم التفضيل
اسم التفضيل
-تعريفه
-أركانه
-بناؤه (صوغه)
-شروط صياغته
-حاالته (تجرده من أل واإلضافة -اقترانه بأل – أن يكون مضاف)
-حاالت حذف من الجارة واالسم المفضل بعد اسم التفضيل
-عمله
1
اسم التفضيل
تعريفه :يعرف اسم التفضيل بأنه اسم مصوغ من الفعل للداللة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد
أحدهما على اآلخر في تلك الصفة ،ويعرف كذلك بأنه اسم لكل ما یدل على الزيادة .ويعرف أيضا بأنه
وصف یدل على المشاركة والزيادة .وهي تعريفات متقاربة.
ليدل على تفضيلها فى ذاتها؛ ويكون على مثال (أفعل) فهو تفضيل ّ
ليدل على الزيادة فى الصفة ،ال ّ
المحببة ،كما يكون فى الصفات القبيحة المكروهة .فالمقصود بالمفاضلة
ّ ألنه قد يكون من الصفات الحسنة
يسمى اسم الزيادة؛ للزيادة
هنا الزيادة مطلقا .فتقول" :محمد أفضل منه" ،و"سمير أقبح منه" .لذلك فإنه قد ّ
الموجودة فى أحد الموصوفين عن اآلخر فى صفة يشتركان فيها ،مذكورة فى اسم التفضيل .قبحت أم
حسنت ،فيشمل نحو :أقبح ،وأجهل ،وأبخل ،وأغبى.
وقد يسمى أفعل التفصيل ،ألنه یلزم وزن (أفعل) غالبا ،ومن يميل إلى اختيار مصطلح اسم التفضيل
ولكنهما على وزن أفعل عن أفعل يميلون إلى ذلك ليشمل كال من :خيرّ ،
وشر ،فهما ليسا على زنة أفعلّ .
تقدیرا.
ملحوظة:
بين شيئين في صفتين مختلفتين ،فيرُاد بالتفضيل حينئذ أن أحد الشيئين قد زاد
فضيل ُ قد يكون التَّ
ُ
حره من ِ
أبلغ في ّ
أحر من الشتاء"؛ أي هو ُ "الصيف ُّ
ُ الشيء اآلخر في صفته ،كقولهم: في صفته على
ِ
الخل في ُح ُموضته .وقد ِ
ائد في حالوته على ّ الخل"؛ أي هو ز ٌ
"العسل أحلى من ّ
ُ الشتاء في برده ،وقولهم:
القوم أصغرهم وأكبرهم" ،تريد صغيرهم
"أكرمت َ
ُ ُيستعمل اسم التفضيل عارياً عن معنى التفضيل ،كقولك:
وكبيرهم.
شروط صياغة اسم التفضيل :ويصاغ اسم التفضيل من كل فعل توافرت فيه الشروط اآلتية:
.1أن يكون له فعل ،فال يصاغ من معنى لم يسمع له فعل ،وال يصاغ من مثل( :غير وسوى) .فال
ألص من
يقال :هو أكلب منه ،من الكلب .وال أحمر ،من الحمار .وقد ش ّذ من ذلك :قولهم( :هو ّ
شظاظ)( ،شظاظ) اسم رجل من ضبة ،أى :أعظم لصوصية منه .وليس أللص فعل ،ونحو قولهم:
(هو أ ْق َم ُن بكذا منه) أي أحق بكذا منه ،وليس ألقمن فعل.
.2أن يكون فعله ثالثيا ،كى يصاغ منه اسم التفضيل مباشرة .وشذ من ذلك قولهم( :هذا الكالم
أخصر من غيره) :إذ إنه من اختصر .و ُسمع( :هو أعطاهم للدراهم ،وأوالهم للمعروف)؛ من:
أعطى ،وأولى .كما سمع استعمال( :هذا المكان أقفر من غيره) ،من :أقفر .وسمع ( :أحنك
الشاتين والبعيرين) ،أى :آكلهما ،و(آبل الناس) ،أى :أرعاهم لإلبل .و(هذا المكان أشجر من
هذا) ،فهى من :أحنك ،آبل ،أشجر .ويرىابن مالك أنه ال شذوذ فيها؛ «ألن أفعل عندهم يساوى:
وفعل -بفتح العين ،وكسرها ،وضمها -فى بناء أفعل التفضيل» ويذكر ابن مالك فى ِ
فعل ،وفعلُ ،
َ
أهم أموركم عندى الصالة ،فمن حفظها وحافظ عليها
هذا الشذوذ قول عمر رضى هللا عنه« :إن ّ
ضيعها فهو لما سواها أضيع».
حفظ دینه ،ومن ّ
وكان بعضهم يجيز بناء اسم التفضيل من (أفعل) مطلقا وال يجعلون فيه شذوذا ،استنادا إلى أن
ِ
وفعل فى بناء اسم التفضيل ،وكذا هذا مذهب سيبويه ،حيث إن أفعل عنده يساوى َ
فعل وفعل ُ
أفعل التعجب.
حب ،هب ،تعّلم. .3أن يكون فعله متصرفا ،فال يأتى من فعل جامد ،نحو :عسى نعم ،بئس ،ليسّ ،
وظن وأخواتها. .4أن يكون ّ
تاما ،فال يأتى من فعل ناقص ،نحو :كان وأخواتها ،وكاد وأخواتهاّ ،
.5أن يكون مثبتا ،فال يصاغ من منفى بالسلب ،أى :بوجود أداة نفى.
ّ
.6أن يكون مبنيا للمعلوم ،أو للمفعول فال يصاغ من مبنى للمجهول .وقد شذ من ذلك( :هذا الكتاب
صر) ،زائدا على ثالثة ومبنيا للمجهول .ونحو( :هو أزهىأخصر من ذاك) حيث إنه من( :اُ ْختُ ِ
من ديك) من ُزِهى ،وهو ال يستعمل إال مبنيا للمجهول .و(هو أعنى بحاجتك) من ُعِنى ،ذكر ابن
مالك أنه قد یبنى أفعل التفضيل من فعل مبنى للمجهول ،إن أمن اللبس بما بنى للمعلوم ،نحو:
جن وشغف ،وبخت ...وكّلها مبنية للمجهول،
أجن ، ...أو :أشغف ،أو :أبخت ...من ّ :
هو ّ
يعد شذوذا على هذا االتجاه.
فال ّ
ّ .7أال تكون الصفة المشبهة منه على وزن "أفعل مؤنثه فعالء"؛ ويكون ذلك فى األلوان :أحمر حمراء،
أصفر صفراء .أو العيوب الظاهرة :أعور عوراء ،أعمى عمياء ،أعرج عرجاء ،أبرص برصاء،
أخرس خرساء .أو العيوب الباطنة :أبله بلهاء ،أحمق حمقاء .ويكون في الحلية :ألمى لمياء ،أكحل
من ُّ
الظَل ِم أسوُد في َعيني َ
َنت َ
له ...أل َ ِإْب َع ْدَ ،ب ِع ْد َتَ ،بياضاً ،ال َب َ
ياض ُ
.8أن يكون قابال للتفاوت .أى :يكون معناه قابال للزيادة والنقصان ،فيقبل الكثرة ،ولذلك فإنه ال یبنى
من مثل :مات ،وفنى ،وغرق.
ملحوظة:
ذكرنا أن وزن اسم التفضيل هو (أفعل) ،لكن يخرج عن ذلك لفظان ،هما( :خير ّ
وشر) .حيث تحذف
شر من ،"...وقد جاء
الهمزة منهما لكثرة االستعمال فاختصروهما تخفيفا .فيقال" :هو خير من ،"...و"هو ّ
ِ
َم ٌة ُم ْؤ ِمَن ٌة َخْيٌر م ْن ُم ْش ِرَك ٍة َوَل ْو أ ْ
َع َجَب ْت ُك ْم) (البقرة ،)221 :وقوله: (خير) اسم تفضيل فى قوله تعالىَ ( :وَأل َ
(هنالِك اْلو ِ ِ
ق ُه َو َخْيٌر َثواباً َو َخْيٌر ُع ْقباً) (الكهف .)44 :وقد ورد (شر) اسم تفضيل فى قوله الي ُة هّلِل اْل َح ِّ
ُ َ َ َ
آب)
ين َل َشهر َم ٍ ِن لِل ه ِ تعالىَ ( :ف َسَي ْعَل ُمو َن َم ْن ُه َو َشٌّر َمكاناً َوأ ْ
طاغ َ ف ُجْنداً) (مريم .)75:وقوله( :هذا َوإ ه
َض َع ُ
(ص .)55 :وذكر الهمزة فيهما يعّد ندرة ،أو ضرورة كما ورد فى رجز رؤبة:
بالل خير الناس وابن األخير
حيث جمع بين أصل االسم (أخير) وما صار إليه فى االستعمال (خير) .وقد ُق ِأر قوله تعالى:
(األش ّر) بفتح الشين ،وتشدید الراء .وهى قراءة شاذة.
َ اب ْاأل َِشُر) (القمر)26 : ه
( َسَي ْعَل ُمو َن َغداً َم ِن اْل َكذ ُ
(حب) وجعله ابن مالك شذوذا،
(أحب) معاملتها ،حيث يحذف منه الهمزة ،ويبقى على ّ
ّ وقد يعامل
وعليه جاء قول األحوص :
نسان ما ُم ِنعا
اإل ِشيء إلى ِ
ٍ وح ُّب
الولو َع به َ ...
َكثرت َ
شيئاً فأ َ
ِ
ُمن ْع َت ْ
أحب شىء ...فحذف همزة اسم التفضيل ،وعامله معاملة (خير ،وشر) .ولكنهما فى التعجب تذكر أى :و ّ
أشره ،ويندر حذف الهمزة حينئذ.
الهمزة فيهما ،فيقال :ما أخيره ،ما ّ
السم التفضيل من حيث مطابقته لموصوفه في التعريف والتنكير ،والتذكير والتأنيث ،واإلفراد والتثنية
والجمع ثالث حاالت:
ِ
اإلضافة ،فال ُبَّد له من حكمين:
"أل" ،و
تجرد من ْ
الحالة األولى :تجرده من "أل واإلضافة" :إذا َّ
سعاد .والزيدان
أفضل من َ ُ أفضل من سعيد .وفاطمةٌ
ُ "خالد
تقولٌ :
إفراده وتذكيره في جميع أحوالهُ : -
أفضل من
ُ أنفع من هاتين .والمجاهدون أفضل من القاعدین .والمتعّل ُ
مات أفضل من غيرهما .والفاطمتان ُ ُ
أحب إلى أبينا منا" .أما قول الشاعر:
يوسف وأخوه ُّ
الجاهالت" .قال تعالى" :إ ْذ قالوا َل ُ
ض ِم َن ال هذ َه ِب ِ ِ ِ
َن ُص ْغَرى َوُكْبَرى م ْن َفَقاقيع َها َ ...ح ْصَب ُ
اء ُدٌّر َعَلى أَْر ٍ َكأ ه
فقوله" :صغرى وكبرى" جاء باسمي التفضيل مؤنثين مع كونهما مجردین من أل واإلضافة ،وكان حقه أن
يكون مذك اًر مفرداً( ،أصغر وأكبر) ،إال أن للنحاة في ذلك تأويلين :أنه لحن وخطأ ،أو أنه لم یرد التفضيل،
وإنما أراد معنى الوصف المجرد عن الزيادة؛ أي أنه صفة مشبهة ال أفعل التفضيل.
للمفض ِل عليه :كما في األمثلة السابقة ،ونحو قول الشاعر:
ه جارًة
الجارُة ه
صل به "من" ه
أن َت ّت َ -
وما ليل بأطول من نهار ...يظل بلحظ حسادي مشوبا
وال موت بأنقص من حياة ...أرى لهم معي فيها نصيبا
فقوله" :أطول من وأبغض من" :جاء الشاعر باسمي التفضيل "أطول ،وأبغض" مفردین مذكرين ،وذكر
بعدهما حرف الجر "من" ،وذلك كونهما مجردین من أل واإلضافة.
خير من الحياة الدنيا وأبقى منها،
قدرًة ،كقوله تعالى" :واآلخرةُ خير وأبقى"؛ أي ٌ وقد تكون "من" ُم َّ
أعز نف اًر"؛ أي و ُّ
أعز منك. وقد اجتمع إثباتُها وح ُذفها في قوله سبحانه" :أنا أكثر منك ماالً و ُ
مواضع حذف ِ
(م ْن) الجارة واالسم المفضل عليه بعد أفعل التفضيل:
إذا كان اسم التفضيل خب اًر :وهذا كثير ،نحو قوله تعالى" :واآلخرة خير وأبقى" ،ومنه قول الشاعر: أ.
َع ُّز َوأَ ْط َو ُل ِ
اء َبَنى َلَنا َ ...بْيتاً َد َعائ ُم ُه أ َ ِإ هن اهل ِذي َس َم َك ه
الس َم َ
فقوله" :دعائمه أعز وأطول" :جاء الشاعر باسمي التفضيل (أعز وأطول) وقد حذفت "من" الجارة بعدهما،
"أعز من كل عزيز وأطول من كل طويل".
كما ُحذف المفضل عليه ،وذلك لكونهما خب اًر ،والتقدیرّ :
إذا كان اسم التفضيل حاالً :وهو أقل من سابقه ،نحو قول الشاعر: ب.
ظ هل ُف َؤ ِادي ِفي هو ِ ِ ِ
اك ُمظهلالَ ََ َدَن ْوت َوَق ْد ِخْلَناك َكاْلَب ْد ِر أ ْ
َج َمالَ َ ...ف َ
"م ْن" الجارة واالسم المفضل عليه ،وتقدیر الكالم" :دنوت –وقد الشاهد قوله( :دنوت أجمال) :حذف الشاعر ِ
خلناك كالبدر -أجمل من البدر ،وقد جاء اسم التفضيل "أجمل" حاالً من تاء الفاعل في "دنوت" ،وجاءت
جملة "وقد خلناك كالبدر" اعتراضية.
إذا كان اسم التفضيل صفة :وهو أقل من سابقيه ،نحو قول الشاعر: ت.
ظلِيل َن َت ْقيلِي ً ...
غدا ِب َجْنَبي ِ
بارد َ َتَرهو ِحي أ ْ
َج َدُر أ ْ
الشاهد قوله" :أجدر أن تقيلي" ،حذف الشاعر " ِم ْن" الجارة ومجرورها المفضل عليه ،فأصل الكالم" :تروحي
وأتي مكانا أجدر من غيره بأن تقيلي فيه" ،وجاء اسم التفضيل صفة لموصوف محذوف ،وحكم هذا أنه
قليل.
يجوز تقديم ِ
"من" ومجرورها على اس ِم التفضيل ،كما ال يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف، ال ُ
اسم استفهامٍ ،أو قال" :من ٍ
المجرور بها َ
ُ أفضل" ،إال إذا كان
ُ خالد من بكر
خالد أفضل"" ،وال ٌ
بكر ٌ فال ُي ُ
مثل: ٍ
صدر الكالمُ ،ُ له
تقديم "من" ومجرورها؛ ألن اسم االستفهام ُ
يجب حينئذ ُُمضافاً إلى اس ِم استفهام ،فإنه ُ
التقديم ُشذوداً في ورد ِ ِ ِ
ُ أسب ُق؟ " .وقد َ
فرس َك َ
خير؟" ،و"م ْن أیهم أنت أَولى بهذا؟ ،وم ْن فرس َم ْن ُ
ممن أنت ٌ
" ّ
قول الشاعر [من الطويل]
غير اإلستفهام ،ومنه ُ
تلك الظ ِعيَنة أمَل ُح
فأسماء من َ
ُ
رت أَسماء يوماً ِ
ظعيَن ًة ... ُ ساي ْ
إذا َ
ظعينة)
أملح من تلك ال ّ
(فأسماء ُ
ُ األصل
ُ و
ِ
للكاثر ثر منهم حصى ...وِإهنما ِ
الع هزُة ولس َت باألَ ْك ِ
ً ْ
الحالة الثالثة :أن يكون مضافا ،واإلضافة قسمان إما أن تكون إلى نكرة أو إلى معرفة ولكل حكمھا ،ولذلك
عد بعضھم كل قسم من اإلضافة حالة مستقلة بنفسھا ،وعدد حاالت اسم التفضيل أربعا .وفيما یلي تفصيل
قسمي اإلضافة:
أ .إذا كان اسم التفضيل مضافا إلى نكرة فإنه یلزم حالة واحدة ھي اإلفراد والتذكير وذلك كالمجرد من
أشجع
ُ (خالد
ٌ أل واإلضافة ،ويكون المضاف إليه مطابقا للموصوف الذي قبل اسم التفضيل مثل:
قادة) و (ھند أفضل ٍ
فتاة) و(ھما ین) و(خالد وسعد وأبو عبيدة أشجع ٍ
قائد ِ
ُ ٌ ُ َ ٌ ٌ أشجع َُ وسعد
ٌ (خالد
قائد) و ٌ
رجال ،وھن أفضل ٍ
نساء). ٍ أفضل امرأتين ،وھم أفض ُل أفضل رجَلين ،وھما
ُ ُ ُ
ِ
الرجال) و (ھي ب .إذا كان اسم التفضيل مضافا إلى معرفة جازت المطابقة وعدمھا مثل (ھو أفضلُ
ِ
النساء) ،و(الزيدان أفضل الرجال وأفضال الرجال) ،و(الهندان أفضل ضَلى ِ
أفضل النساء أو ُف ْ
ُ
النساء وفضليا النساء) و(الزيدون أفضل الرجال وأفاضل الرجال أو أفضلو الرجال) و(الهندات
أفضل النساء وفضليات النساء) ،وقد جاء القرآن الكريم بالمطابقة وعدمھا ،فمن المطابقة (وكذلك
الناس على ٍ
حياة) ،وفي ِ أحرص تجدَّنھم جعلنا في ِ ٍ
َ أكابر مجرميھا) ومن عدم المطابقة (وَل َكل قرية َّ
ِ
القيامة ِ
أحاسُنكم یوم
منازل َ
َ الحدیث الشريف المطابقة وعدمھا (أال أخبركم بأحِّبكم َّ
إلي وأقربِكم مني
أخالقا).
ملحوظة:
يعمل اسم التفضيل عمل فعله في حالة الرفع فقط وذلك على النحو اآلتي:
ملحوظة:
أفضل منه أنت" إعراب آخر ،على اعتبار أن اسم التفضيل أجاز النحاة في التركيب السابق" :مررت ٍ
برجل
ُ
"أفضل" خبر مقدم ،والضمير البارز "أنت" مبتدأ مؤخر ،والجملة االسمية "أفضل منه أنت" في محل جر
نعت لكلمة "رجل".
وقد تحقق الضابط في المثال السالف؛ ومن ثَ َّم رفع أفعل التفضيل (أجمل) فاعال وهو االسم الظاهر
اق منه في وجه العابد) نالحظ
رجال أكمل في وجهه اإلشر ُ
(الحور) .ومن األمثلة :على ذلك قولنا( :ما رأیت ً
أن أفعل التفضيل "أكمل" جاء نعتاً .والمنعوت "رجالً" اسم جنس ُسِبق بنفي ،ونالحظ أن االسم الظاهر
اق" وهو فاعل ألفعل التفضيل جاء أجنبيا كونه ال يشتمل على ضمير يعود على الموضوف "رجل"،
"اإلشر ُ
معا؛ فهو َّ
مفضل باعتباره في وجه العابد ،ومفضول باعتباره في وجه غير مف َّ
ضل ومفضول ً وهذا الفاعل َ
وحه العابد .ونالحظ أن الضابط في المثال السابق قد تحقق ومن ثَ َّم رفع أفعل التفضيل االسم الظاهر
"اإلشراق".
ولقد تناول النحاة هذه المسألة وقد اشتهرت عندهم وهي ما تعرف بـ"مسألة الحكل" ،وذلك الستشهادهم
الكحل منه فى
ُ أحسن فى عينه
َ بالمثال المشهور الذي ورد عند سيبويه وغيره من النحاة" :ما رأیت رجال
عين زيد" .حيث إن اسم التفضيل (أحسن) ،وهو نعت لرجل منصوب ،رفع االسم الظاهر (الكحل)،
ِ
كحسنه فى عين زيد"( .فى عينه) شبه جملة متعلقة الكحل منه يحسن فى عينه فالتقدیر" :ما رأیت رجالً
ُ ُ
بأحسن ،ويجوز أن تكون حاال من الكحل ( ،منه) شبه جملة متعلقة بأحسن ( ،فى عين) شبه جملة حال
من الضمير فى (منه) .ونلحظ أن الضابط السابق قد توافر في هذا المثال ،لذا فقد رفع اسم التفضيل
"أحسن" فاعال ظاه ار وهو قوله" :الكحل".
وجوبا؛ نحو:
ً مستتر
ًا ضمير
ًا ظاهرا ،وإنما یرفع
ً اسما
فإن لم يصلح أن يحل هذا الفعل محله لم یرفع ً
وجوبا يعود على المشي ،وال يجوز في الرأي ال ارجح
ً "المشي أنفع من السباحة" ،ففي "أنفع" ضمير مستتر
ظاهرا؛ ألنه ال يصح أن يحل محله فعل بمعناه.
ً اسما
أن یرفع ً
واستشهد النحاة في هذه القضية بقول الشاعر:
اع ِحْي َن َي ْظلِ ُم َو ِاديا
سباع َوالَأَٰرى َ ...ك َو ِادي ال ِسَب ِ
رر ُت َعلى َو ِادي اّلِ ِ
َم ْ
ف إاله َمـــا َوَقــــى ُ
هللا َس ِاريـــا أَ َقـــــــ هل ِب ِه َرْكــــــ ٌب أ ََتــــ ْوه َتِإهيـــــ ًة َ ...وأ ْ
َخـــ َو َ ِ
1
الشاهد فيه قوله" :أقل به ركب" حيث رفع أفعل التفضيل الذي هو "أقل" االسم الظاهر الذي هو ركب
للا عنه،
1معاني المفردات" :وادى السباع" اسم موضع بطريق البصرة ،وهو الذى قتل فيه الزبير ابن العوام رضى ّ
"ركب" جماعة المسافرين" ،تئية" بفتح التاء ،و كسر الهمزة بعدها ،و تشديد الياء مصدر تأيا بالمكان ،أى :توقف و تمكث
و تأنى و تمهل" ،ساريا" اسم فاعل من سرى :أى سار فى الليل.
معنى البيت :يقول :مررت على وادى السباع؛ فإذا هو واد قد أقبل ظالمه ،واشتد فال تضاهيه أودية ،وال تماثله فى تمهل
للا فيه السارين
من يرده من الركبان ،و ال فى ذعر المسافرين أو خوف القادمين عليه ،فى أى وقت ،إال فى الوقت الذى يقى ّ
و يؤمن فزعهم ،و يهدىء روعهم .معنى آخر( :إن توقّف المسافرين "الركب" في وادي السباع أقل من توقفهم في سائر
الساري في وادي السباع).
َ األودية وإن وادي السباع أخوف من كل واد في جميع األوقات إالّ في وقت وقاية هللا تعالى