You are on page 1of 12

‫‪ .

5‬اسم التفضيل ‪ :‬ويتناول الموضوعات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تعريفه‬
‫‪ -‬أركانه‬
‫‪ -‬بناؤه (صوغه)‬
‫‪ -‬شروط صياغته‬
‫‪ -‬حاالته (تجرده من أل واإلضافة‪ -‬اقترانه بأل – أن يكون مضاف)‬
‫‪ -‬حاالت حذف من الجارة واالسم المفضل بعد اسم التفضيل‬
‫‪ -‬عمله‬

‫‪1‬‬
‫اسم التفضيل‬

‫تعريفه‪ :‬يعرف اسم التفضيل بأنه اسم مصوغ من الفعل للداللة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد‬

‫أحدهما على اآلخر في تلك الصفة‪ ،‬ويعرف كذلك بأنه اسم لكل ما یدل على الزيادة‪ .‬ويعرف أيضا بأنه‬
‫وصف یدل على المشاركة والزيادة‪ .‬وهي تعريفات متقاربة‪.‬‬
‫ليدل على تفضيلها فى ذاتها؛‬ ‫ويكون على مثال (أفعل) فهو تفضيل ّ‬
‫ليدل على الزيادة فى الصفة‪ ،‬ال ّ‬
‫المحببة‪ ،‬كما يكون فى الصفات القبيحة المكروهة‪ .‬فالمقصود بالمفاضلة‬
‫ّ‬ ‫ألنه قد يكون من الصفات الحسنة‬
‫يسمى اسم الزيادة؛ للزيادة‬
‫هنا الزيادة مطلقا‪ .‬فتقول‪" :‬محمد أفضل منه"‪ ،‬و"سمير أقبح منه"‪ .‬لذلك فإنه قد ّ‬
‫الموجودة فى أحد الموصوفين عن اآلخر فى صفة يشتركان فيها‪ ،‬مذكورة فى اسم التفضيل‪ .‬قبحت أم‬
‫حسنت‪ ،‬فيشمل نحو‪ :‬أقبح‪ ،‬وأجهل‪ ،‬وأبخل‪ ،‬وأغبى‪.‬‬
‫وقد يسمى أفعل التفصيل‪ ،‬ألنه یلزم وزن (أفعل) غالبا‪ ،‬ومن يميل إلى اختيار مصطلح اسم التفضيل‬
‫ولكنهما على وزن أفعل‬ ‫عن أفعل يميلون إلى ذلك ليشمل كال من‪ :‬خير‪ّ ،‬‬
‫وشر‪ ،‬فهما ليسا على زنة أفعل‪ّ .‬‬
‫تقدیرا‪.‬‬
‫ملحوظة‪:‬‬
‫بين شيئين في صفتين مختلفتين‪ ،‬فيرُاد بالتفضيل حينئذ أن أحد الشيئين قد زاد‬
‫فضيل ُ‬ ‫قد يكون التَّ‬
‫ُ‬
‫حره من‬ ‫ِ‬
‫أبلغ في ّ‬
‫أحر من الشتاء"؛ أي هو ُ‬ ‫"الصيف ُّ‬
‫ُ‬ ‫الشيء اآلخر في صفته‪ ،‬كقولهم‪:‬‬ ‫في صفته على‬
‫ِ‬
‫الخل في ُح ُموضته‪ .‬وقد‬ ‫ِ‬
‫ائد في حالوته على ّ‬ ‫الخل"؛ أي هو ز ٌ‬
‫"العسل أحلى من ّ‬
‫ُ‬ ‫الشتاء في برده‪ ،‬وقولهم‪:‬‬
‫القوم أصغرهم وأكبرهم"‪ ،‬تريد صغيرهم‬
‫"أكرمت َ‬
‫ُ‬ ‫ُيستعمل اسم التفضيل عارياً عن معنى التفضيل‪ ،‬كقولك‪:‬‬
‫وكبيرهم‪.‬‬

‫أركان التفضيل‪ :‬للتركيب التفضيلى ثالثة أركان‪ ،‬هى ‪:‬‬


‫المفضل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أـ‬
‫هو االسم الذى زاد فى الصفة عن اآلخر‪ ،‬ويكون موصوفا باسم التفضيل‪ ،‬ومذكو ار قبله‪ ،‬سواء أكانت‬
‫هذه الوصفية من طريق الخبر‪ ،‬أم النعت‪ ،‬أم الحال‪ .‬فتقول‪" :‬محمد أفضل‪ ..‬محمد األفضل محترم ‪ ..‬أقبل‬
‫علينا أوثق الخطى" فاسم التفضيل فى األول خبر‪ ،‬وفى الثانى نعت‪ ،‬وفى الثالث حال‪.‬‬
‫ب ـ المفضل عليه‪:‬‬
‫هو االسم الذى زيد عليه فى الصفة‪ ،‬ويكون مذكو ار بعد اسم التفضيل‪ .‬فتقول‪" :‬محمد أكرم من‬
‫محمود"‪" .‬فاطمة أجمل من هند"‪ .‬تلحظ أنه يكون مسبوقا بحرف الجر (من)‪ ،‬وذلك إذا كان موازنا فى‬
‫المفضل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القدر مع‬
‫المفضل عليه‪ ،‬فيضاف المفضل عليه وهو معرفة إلى اسم التفضيل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قد يكون المفضل جزءا من‬
‫فتقول ‪" :‬محمد أكرم الرجال"‪" .‬إنه أفضل أهل القرية"‪.‬‬
‫وقد يكون المفضل عليه نكرة‪ ،‬وهو مضاف إلى اسم التفضيل‪ ،‬فيكون مطابقا للمفضل فى العدد‬
‫والجنس‪ .‬فتقول‪" :‬محمد أكرم رجل"‪" .‬الهندان أكرم امرأتين"‪.‬‬
‫ج ـ اسم التفضيل ‪:‬‬
‫یدل على الصفة‬
‫یدل به على الصفة موضع التفضيل‪ ،‬الموجود فى التركيب‪ ،‬كما ّ‬ ‫هو االسم الذى ّ‬
‫موضع التفضيل‪ ،‬تقول فى تركيب التفضيل‪ :‬محمد أكرم الناس حسبا‪ .‬فاطمة كبرى بنات الرسول‪.‬‬

‫بناء اسم التفضيل‪:‬‬

‫اسم التفضيل يصاغ على وزن (أفعل) مطلقا‪ّ ،‬‬


‫داال على اإلفراد والتذكير‪ ،‬فإن جاز فى التركيب‬
‫یثنى ويجمع‪.‬‬ ‫استخدامه لألنثى؛ فإنه يكون على مثال (فعلى)‪ .‬وإن جاز مطابقته لموصوفه فإن ّ‬
‫كال منهما ّ‬
‫نحو‪ :‬إنه أشعر من صديقه‪.‬‬
‫إنهما األشعران‪..‬‬
‫هم أشعر قومهم أو أشاعرهم‪.‬‬
‫هى الفضلى‪.‬‬
‫هما الفضليان‪.‬‬
‫إنهن الفضليات‪.‬‬

‫شروط صياغة اسم التفضيل‪ :‬ويصاغ اسم التفضيل من كل فعل توافرت فيه الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون له فعل‪ ،‬فال يصاغ من معنى لم يسمع له فعل‪ ،‬وال يصاغ من مثل‪( :‬غير وسوى)‪ .‬فال‬
‫ألص من‬
‫يقال‪ :‬هو أكلب منه‪ ،‬من الكلب‪ .‬وال أحمر‪ ،‬من الحمار‪ .‬وقد ش ّذ من ذلك‪ :‬قولهم‪( :‬هو ّ‬
‫شظاظ)‪( ،‬شظاظ) اسم رجل من ضبة‪ ،‬أى ‪ :‬أعظم لصوصية منه‪ .‬وليس أللص فعل‪ ،‬ونحو قولهم‪:‬‬
‫(هو أ ْق َم ُن بكذا منه) أي أحق بكذا منه‪ ،‬وليس ألقمن فعل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون فعله ثالثيا‪ ،‬كى يصاغ منه اسم التفضيل مباشرة‪ .‬وشذ من ذلك قولهم‪( :‬هذا الكالم‬
‫أخصر من غيره)‪ :‬إذ إنه من اختصر‪ .‬و ُسمع‪( :‬هو أعطاهم للدراهم‪ ،‬وأوالهم للمعروف)؛ من‪:‬‬
‫أعطى‪ ،‬وأولى‪ .‬كما سمع استعمال‪( :‬هذا المكان أقفر من غيره)‪ ،‬من ‪ :‬أقفر‪ .‬وسمع ‪( :‬أحنك‬
‫الشاتين والبعيرين)‪ ،‬أى ‪ :‬آكلهما ‪ ،‬و(آبل الناس)‪ ،‬أى ‪ :‬أرعاهم لإلبل‪ .‬و(هذا المكان أشجر من‬
‫هذا)‪ ،‬فهى من ‪ :‬أحنك‪ ،‬آبل‪ ،‬أشجر‪ .‬ويرىابن مالك أنه ال شذوذ فيها؛ «ألن أفعل عندهم يساوى‪:‬‬
‫وفعل ‪-‬بفتح العين‪ ،‬وكسرها‪ ،‬وضمها‪ -‬فى بناء أفعل التفضيل» ويذكر ابن مالك فى‬ ‫ِ‬
‫فعل‪ ،‬وفعل‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫أهم أموركم عندى الصالة ‪ ،‬فمن حفظها وحافظ عليها‬
‫هذا الشذوذ قول عمر رضى هللا عنه‪« :‬إن ّ‬
‫ضيعها فهو لما سواها أضيع»‪.‬‬
‫حفظ دینه ‪ ،‬ومن ّ‬
‫وكان بعضهم يجيز بناء اسم التفضيل من (أفعل) مطلقا وال يجعلون فيه شذوذا‪ ،‬استنادا إلى أن‬
‫ِ‬
‫وفعل فى بناء اسم التفضيل‪ ،‬وكذا‬ ‫هذا مذهب سيبويه‪ ،‬حيث إن أفعل عنده يساوى َ‬
‫فعل وفعل ُ‬
‫أفعل التعجب‪.‬‬
‫حب‪ ،‬هب‪ ،‬تعّلم‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يكون فعله متصرفا‪ ،‬فال يأتى من فعل جامد‪ ،‬نحو‪ :‬عسى نعم‪ ،‬بئس‪ ،‬ليس‪ّ ،‬‬
‫وظن وأخواتها‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن يكون ّ‬
‫تاما‪ ،‬فال يأتى من فعل ناقص‪ ،‬نحو‪ :‬كان وأخواتها‪ ،‬وكاد وأخواتها‪ّ ،‬‬
‫‪ .5‬أن يكون مثبتا‪ ،‬فال يصاغ من منفى بالسلب‪ ،‬أى‪ :‬بوجود أداة نفى‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .6‬أن يكون مبنيا للمعلوم‪ ،‬أو للمفعول فال يصاغ من مبنى للمجهول‪ .‬وقد شذ من ذلك‪( :‬هذا الكتاب‬
‫صر)‪ ،‬زائدا على ثالثة ومبنيا للمجهول‪ .‬ونحو‪( :‬هو أزهى‬‫أخصر من ذاك) حيث إنه من‪( :‬اُ ْختُ ِ‬

‫من ديك) من ُزِهى‪ ،‬وهو ال يستعمل إال مبنيا للمجهول‪ .‬و(هو أعنى بحاجتك) من ُعِنى‪ ،‬ذكر ابن‬
‫مالك أنه قد یبنى أفعل التفضيل من فعل مبنى للمجهول‪ ،‬إن أمن اللبس بما بنى للمعلوم ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫جن وشغف ‪ ،‬وبخت ‪ ...‬وكّلها مبنية للمجهول‪،‬‬
‫أجن ‪ ، ...‬أو ‪ :‬أشغف ‪ ،‬أو ‪ :‬أبخت ‪ ...‬من ‪ّ :‬‬
‫هو ّ‬
‫يعد شذوذا على هذا االتجاه‪.‬‬
‫فال ّ‬
‫‪ّ .7‬أال تكون الصفة المشبهة منه على وزن "أفعل مؤنثه فعالء"؛ ويكون ذلك فى األلوان‪ :‬أحمر حمراء‪،‬‬
‫أصفر صفراء‪ .‬أو العيوب الظاهرة‪ :‬أعور عوراء‪ ،‬أعمى عمياء‪ ،‬أعرج عرجاء‪ ،‬أبرص برصاء‪،‬‬
‫أخرس خرساء‪ .‬أو العيوب الباطنة‪ :‬أبله بلهاء‪ ،‬أحمق حمقاء‪ .‬ويكون في الحلية‪ :‬ألمى لمياء‪ ،‬أكحل‬

‫كحالء‪ ،‬أشهل شهالء‪ .‬ومنهم من یرى ّ‬


‫أن هذا ليس شرطا فى العيوب الباطنة‪ ،‬فأجازوا‪( :‬فالن أبله‬
‫من فالن ‪ ،‬وأحمق من ‪ ، ...‬وأرعن من ‪ ،)...‬فال ُيصاغ "من "سود"‪ ،‬ألنه دال على لون‪ ،‬وال من‬
‫"عور" لداللته على عيب‪ ،‬وال من "كحل"‪ ،‬لداللته على حلية‪ ،‬فال يقال‪" :‬هذا أسود من هذا‪ ،‬وال‬
‫أعور منه‪ ،‬وال أكحل منه"‪ .‬وهناك من النحاة (الكوفيين) َم ْن يجيز صياغة اسم التفضيل من أفعل‬
‫فعالء‪ ،‬وذلك إذا كانت المفاضلة معنوية‪ ،‬نحو قولهم‪" :‬هو أسود من حلك الغراب‪ ،‬وأبيض من‬
‫اللبن"‪ ،‬فبنوه مما یدل على لون‪ .‬وعليه قول المتنبي‪:‬‬

‫من ُّ‬
‫الظَل ِم‬ ‫أسوُد في َعيني َ‬
‫َنت َ‬
‫له ‪ ...‬أل َ‬ ‫ِإْب َع ْد‪َ ،‬ب ِع ْد َت‪َ ،‬بياضاً‪ ،‬ال َب َ‬
‫ياض ُ‬

‫‪ .8‬أن يكون قابال للتفاوت‪ .‬أى ‪ :‬يكون معناه قابال للزيادة والنقصان‪ ،‬فيقبل الكثرة‪ ،‬ولذلك فإنه ال یبنى‬
‫من مثل ‪ :‬مات‪ ،‬وفنى‪ ،‬وغرق‪.‬‬

‫كيفية التفضيل فيما ال تتوافر فيه الشروط ‪:‬‬


‫بدءا يجب أن نعرف أن التفضيل ال يصاغ من معنى ليس له فعل‪ ،‬أو كان فعله ناقصا‪ ،‬أو كان‬
‫جامدا‪ ،‬أوال يقبل التفاوت والكثرة‪ .‬لكن ما كان غير ذلك فإنه يصاغ منه أفعل التفضيل بالطرق اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬إن كان المصوغ منه اسم التفضيل زائدا على ثالثة أحرف‪ ،‬أو كان الوصف منه على مثال أفعل‬
‫فعالء؛ فإنه يستعان بفعل مناسب فى المعنى‪ ،‬تتوافر فيه الشروط‪ ،‬فيؤتى منه باسم التفضيل‪ ،‬ثم‬
‫يميز بالمصدر الصريح من المعنى أو الصفة المراد فيها التفاضل‪ .‬فيقال‪" :‬هو أقوى استنتاجا" من‬
‫ّ‬
‫أقل‬
‫(استنتج) وهو زائد على الثالثة‪ .‬فأتينا باسم التفضيل المساعد (أقوى) من (قوى)‪ .‬وتقول ‪" :‬إنه ّ‬
‫أقل استعانة بغيره" من (استعان)‪ .‬و"إنه‬
‫إهماال" من (أهمل)‪ .‬و"أحكم إجابة" من (أجاب)‪ .‬و"كان ّ‬
‫أشد تأويال"‪ ،‬و"أجدر محافظة على التفوق"‪ .‬ويقال‪" :‬هو أشد دحرجة"‪ ،‬و" ّ‬
‫أصح تعليما"‪ ،‬و"أكثر‬ ‫ّ‬
‫اقترابا"‪.‬‬
‫ويقال‪" :‬هذه الوردة أقنى حمرة من تلك"‪ .‬و"لقد كان أنصع بياضا وأصبح أكثر شهبة"‪ .‬وتقول‪" :‬هى‬
‫أشد عرجا"‪ .‬و"هو أقبح عو ار"‪ .‬و"إنها أحسن كحال"‪.‬‬
‫أجمل لمى ولكنها أبين حوال"‪ .‬و"لقد كان ّ‬
‫ب‪ .‬إن كان المصوغ منه اسم التفضيل مبنيا للمجهول‪ ،‬أو منفيا ؛ الفعل المنفي والفعل المبني للمجهول‬
‫يمكن إیراد التفضيل من معناه باإلتيان باسم تفضيل من فعل مستوف للشروط ومناسب للمعنى‪،‬‬
‫واإلتيان بعده بالمصدر المؤول (أن والفعل) لكل من هذین الفعلين ومثال ذلك ما یلي‪:‬‬
‫عند اقتر ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫الطالب وأسوأُ من ذلك أال‬ ‫‪ -‬الفعل المنفي‪ :‬مثل (ال يجتهد) ِ‬
‫يجتهد أحدهم َ‬
‫َ‬ ‫بعض‬
‫ص ُر ُ‬‫(يَق ّ‬
‫ُ‬
‫هللا على رسوله) ونحو‬
‫َنزل ُ‬
‫حدود ما أ َ‬
‫َ‬ ‫أجدر ّأال يعلموا‬ ‫ِ‬
‫االمتحان)‪ ،‬وقد جاء في القرآن الكريم‪( :‬و ُ‬
‫قولنا‪( :‬هم أولى ّأال یهملوا‪ ،‬وأسمى ّأال یتفاخروا )‪،‬‬
‫طى ما َي ُسُّد حاجته) ومنه في القرآن الكريم‬
‫أحق أن ُيع َ‬
‫(الفقير ُّ‬
‫ُ‬ ‫طى)‬
‫(يع َ‬
‫‪ -‬الفعل المبني للمجهول‪ :‬مثل ُ‬
‫یهِّدي إال أن ُی ْه َدى)‪.‬‬
‫أحق أن ُیتَّبع أمن ال ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫الحق ُّ‬ ‫یهِدي إلى‬
‫(أفمن ْ‬

‫ملحوظة‪:‬‬

‫ذكرنا أن وزن اسم التفضيل هو (أفعل)‪ ،‬لكن يخرج عن ذلك لفظان‪ ،‬هما‪( :‬خير ّ‬
‫وشر)‪ .‬حيث تحذف‬
‫شر من ‪ ،"...‬وقد جاء‬
‫الهمزة منهما لكثرة االستعمال فاختصروهما تخفيفا‪ .‬فيقال‪" :‬هو خير من ‪ ،"...‬و"هو ّ‬
‫ِ‬
‫َم ٌة ُم ْؤ ِمَن ٌة َخْيٌر م ْن ُم ْش ِرَك ٍة َوَل ْو أ ْ‬
‫َع َجَب ْت ُك ْم) (البقرة ‪ ،)221 :‬وقوله‪:‬‬ ‫(خير) اسم تفضيل فى قوله تعالى‪َ ( :‬وَأل َ‬
‫(هنالِك اْلو ِ ِ‬
‫ق ُه َو َخْيٌر َثواباً َو َخْيٌر ُع ْقباً) (الكهف‪ .)44 :‬وقد ورد (شر) اسم تفضيل فى قوله‬ ‫الي ُة هّلِل اْل َح ِّ‬
‫ُ َ َ َ‬
‫آب)‬
‫ين َل َشهر َم ٍ‬ ‫ِن لِل ه ِ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ف َسَي ْعَل ُمو َن َم ْن ُه َو َشٌّر َمكاناً َوأ ْ‬
‫طاغ َ‬ ‫ف ُجْنداً) (مريم‪ .)75:‬وقوله‪( :‬هذا َوإ ه‬
‫َض َع ُ‬
‫(ص‪ .)55 :‬وذكر الهمزة فيهما يعّد ندرة‪ ،‬أو ضرورة كما ورد فى رجز رؤبة‪:‬‬
‫بالل خير الناس وابن األخير‬
‫حيث جمع بين أصل االسم (أخير) وما صار إليه فى االستعمال (خير)‪ .‬وقد ُق ِأر قوله تعالى‪:‬‬
‫(األش ّر) بفتح الشين‪ ،‬وتشدید الراء‪ .‬وهى قراءة شاذة‪.‬‬
‫َ‬ ‫اب ْاأل َِشُر) (القمر‪)26 :‬‬ ‫ه‬
‫( َسَي ْعَل ُمو َن َغداً َم ِن اْل َكذ ُ‬
‫(حب) وجعله ابن مالك شذوذا‪،‬‬
‫(أحب) معاملتها‪ ،‬حيث يحذف منه الهمزة‪ ،‬ويبقى على ّ‬
‫ّ‬ ‫وقد يعامل‬
‫وعليه جاء قول األحوص ‪:‬‬
‫نسان ما ُم ِنعا‬
‫اإل ِ‬‫شيء إلى ِ‬
‫ٍ‬ ‫وح ُّب‬
‫الولو َع به ‪َ ...‬‬
‫َكثرت َ‬
‫شيئاً فأ َ‬
‫ِ‬
‫ُمن ْع َت ْ‬
‫أحب شىء ‪ ...‬فحذف همزة اسم التفضيل‪ ،‬وعامله معاملة (خير‪ ،‬وشر)‪ .‬ولكنهما فى التعجب تذكر‬ ‫أى ‪ :‬و ّ‬
‫أشره‪ ،‬ويندر حذف الهمزة حينئذ‪.‬‬
‫الهمزة فيهما‪ ،‬فيقال‪ :‬ما أخيره‪ ،‬ما ّ‬

‫حاالت اسم التفضيل‪:‬‬

‫السم التفضيل من حيث مطابقته لموصوفه في التعريف والتنكير‪ ،‬والتذكير والتأنيث‪ ،‬واإلفراد والتثنية‬
‫والجمع ثالث حاالت‪:‬‬
‫ِ‬
‫اإلضافة‪ ،‬فال ُبَّد له من حكمين‪:‬‬
‫"أل"‪ ،‬و‬
‫تجرد من ْ‬
‫الحالة األولى‪ :‬تجرده من "أل واإلضافة"‪ :‬إذا َّ‬

‫سعاد‪ .‬والزيدان‬
‫أفضل من َ‬ ‫ُ‬ ‫أفضل من سعيد‪ .‬وفاطمةٌ‬
‫ُ‬ ‫"خالد‬
‫تقول‪ٌ :‬‬
‫إفراده وتذكيره في جميع أحواله‪ُ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫أفضل من‬
‫ُ‬ ‫أنفع من هاتين‪ .‬والمجاهدون أفضل من القاعدین‪ .‬والمتعّل ُ‬
‫مات‬ ‫أفضل من غيرهما‪ .‬والفاطمتان ُ‬ ‫ُ‬
‫أحب إلى أبينا منا"‪ .‬أما قول الشاعر‪:‬‬
‫يوسف وأخوه ُّ‬
‫الجاهالت"‪ .‬قال تعالى‪" :‬إ ْذ قالوا َل ُ‬
‫ض ِم َن ال هذ َه ِب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َن ُص ْغَرى َوُكْبَرى م ْن َفَقاقيع َها ‪َ ...‬ح ْصَب ُ‬
‫اء ُدٌّر َعَلى أَْر ٍ‬ ‫َكأ ه‬
‫فقوله‪" :‬صغرى وكبرى" جاء باسمي التفضيل مؤنثين مع كونهما مجردین من أل واإلضافة‪ ،‬وكان حقه أن‬
‫يكون مذك اًر مفرداً‪( ،‬أصغر وأكبر)‪ ،‬إال أن للنحاة في ذلك تأويلين‪ :‬أنه لحن وخطأ‪ ،‬أو أنه لم یرد التفضيل‪،‬‬
‫وإنما أراد معنى الوصف المجرد عن الزيادة؛ أي أنه صفة مشبهة ال أفعل التفضيل‪.‬‬
‫للمفض ِل عليه‪ :‬كما في األمثلة السابقة‪ ،‬ونحو قول الشاعر‪:‬‬
‫ه‬ ‫جارًة‬
‫الجارُة ه‬
‫صل به "من" ه‬
‫أن َت ّت َ‬ ‫‪-‬‬
‫وما ليل بأطول من نهار ‪ ...‬يظل بلحظ حسادي مشوبا‬
‫وال موت بأنقص من حياة ‪ ...‬أرى لهم معي فيها نصيبا‬
‫فقوله‪" :‬أطول من وأبغض من" ‪ :‬جاء الشاعر باسمي التفضيل "أطول‪ ،‬وأبغض" مفردین مذكرين‪ ،‬وذكر‬
‫بعدهما حرف الجر "من"‪ ،‬وذلك كونهما مجردین من أل واإلضافة‪.‬‬
‫خير من الحياة الدنيا وأبقى منها‪،‬‬
‫قدرًة‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬واآلخرةُ خير وأبقى"؛ أي ٌ‬ ‫وقد تكون "من" ُم َّ‬
‫أعز نف اًر"؛ أي و ُّ‬
‫أعز منك‪.‬‬ ‫وقد اجتمع إثباتُها وح ُذفها في قوله سبحانه‪" :‬أنا أكثر منك ماالً و ُ‬

‫مواضع حذف ِ‬
‫(م ْن) الجارة واالسم المفضل عليه بعد أفعل التفضيل‪:‬‬
‫إذا كان اسم التفضيل خب اًر‪ :‬وهذا كثير‪ ،‬نحو قوله تعالى‪" :‬واآلخرة خير وأبقى"‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫َع ُّز َوأَ ْط َو ُل‬ ‫ِ‬
‫اء َبَنى َلَنا ‪َ ...‬بْيتاً َد َعائ ُم ُه أ َ‬ ‫ِإ هن اهل ِذي َس َم َك ه‬
‫الس َم َ‬
‫فقوله‪" :‬دعائمه أعز وأطول"‪ :‬جاء الشاعر باسمي التفضيل (أعز وأطول) وقد حذفت "من" الجارة بعدهما‪،‬‬
‫"أعز من كل عزيز وأطول من كل طويل"‪.‬‬
‫كما ُحذف المفضل عليه‪ ،‬وذلك لكونهما خب اًر‪ ،‬والتقدیر‪ّ :‬‬
‫إذا كان اسم التفضيل حاالً‪ :‬وهو أقل من سابقه‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫ظ هل ُف َؤ ِادي ِفي هو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك ُمظهلالَ‬ ‫ََ‬ ‫َدَن ْوت َوَق ْد ِخْلَناك َكاْلَب ْد ِر أ ْ‬
‫َج َمالَ ‪َ ...‬ف َ‬
‫"م ْن" الجارة واالسم المفضل عليه‪ ،‬وتقدیر الكالم‪" :‬دنوت –وقد‬ ‫الشاهد قوله‪( :‬دنوت أجمال)‪ :‬حذف الشاعر ِ‬

‫خلناك كالبدر‪ -‬أجمل من البدر‪ ،‬وقد جاء اسم التفضيل "أجمل" حاالً من تاء الفاعل في "دنوت"‪ ،‬وجاءت‬
‫جملة "وقد خلناك كالبدر" اعتراضية‪.‬‬
‫إذا كان اسم التفضيل صفة‪ :‬وهو أقل من سابقيه‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬ ‫ت‪.‬‬
‫ظلِيل‬ ‫َن َت ْقيلِي ‪ً ...‬‬
‫غدا ِب َجْنَبي ِ‬
‫بارد َ‬ ‫َتَرهو ِحي أ ْ‬
‫َج َدُر أ ْ‬
‫الشاهد قوله‪" :‬أجدر أن تقيلي"‪ ،‬حذف الشاعر " ِم ْن" الجارة ومجرورها المفضل عليه‪ ،‬فأصل الكالم‪" :‬تروحي‬
‫وأتي مكانا أجدر من غيره بأن تقيلي فيه"‪ ،‬وجاء اسم التفضيل صفة لموصوف محذوف‪ ،‬وحكم هذا أنه‬
‫قليل‪.‬‬
‫يجوز تقديم ِ‬
‫"من" ومجرورها على اس ِم التفضيل ‪ ،‬كما ال يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف‪،‬‬ ‫ال ُ‬
‫اسم استفهامٍ‪ ،‬أو‬ ‫قال‪" :‬من ٍ‬
‫المجرور بها َ‬
‫ُ‬ ‫أفضل"‪ ،‬إال إذا كان‬
‫ُ‬ ‫خالد من بكر‬
‫خالد أفضل"‪" ،‬وال ٌ‬
‫بكر ٌ‬ ‫فال ُي ُ‬
‫مثل‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫صدر الكالم‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫له‬
‫تقديم "من" ومجرورها؛ ألن اسم االستفهام ُ‬
‫يجب حينئذ ُ‬‫ُمضافاً إلى اس ِم استفهام‪ ،‬فإنه ُ‬
‫التقديم ُشذوداً في‬ ‫ورد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أسب ُق؟ "‪ .‬وقد َ‬
‫فرس َك َ‬
‫خير؟"‪ ،‬و"م ْن أیهم أنت أَولى بهذا؟‪ ،‬وم ْن فرس َم ْن ُ‬
‫ممن أنت ٌ‬
‫" ّ‬
‫قول الشاعر [من الطويل]‬
‫غير اإلستفهام‪ ،‬ومنه ُ‬
‫تلك الظ ِعيَنة أمَل ُح‬
‫فأسماء من َ‬
‫ُ‬
‫رت أَسماء يوماً ِ‬
‫ظعيَن ًة ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ساي ْ‬
‫إذا َ‬
‫ظعينة)‬
‫أملح من تلك ال ّ‬
‫(فأسماء ُ‬
‫ُ‬ ‫األصل‬
‫ُ‬ ‫و‬

‫الحالة الثانية‪ :‬اقترانه "بأل"‪:‬‬


‫"أل" امتنع وصُل ُه ِبـ "من" الجارة‪ ،‬ووجبت ُمطابقتُ ُه لِما قبله إفراداً وتثني ًة‬
‫اسم التفضيل ِبـ ْ‬‫ُ‬
‫إذا اقترن‬
‫الفضلى علماً‪ ،‬والزيدان األفضالن خلقاً‪ ،‬والهندان‬ ‫هند ُ‬
‫األفضل خلقاً‪ ،‬و ُ‬
‫ُ‬ ‫تقول‪" :‬ز ٌيد‬
‫وجمعاً وتذكي اًر وتأنيثاً‪ُ ،‬‬
‫ضليات علماً"‪ .‬ومنه في القرآن الكريم قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الفضليان علماً‪ ،‬والزيدون األفضلون خلقاً‪ ،‬والهندات ُ‬
‫الف‬ ‫ُ‬
‫مقامھما من الذین استحق عليھم األوَل َيان)‪.‬‬
‫ص َوى) و(فآخران يقومان َ‬
‫بالعدوة الُق ْ‬
‫الدنيا وھم ُ‬
‫بالعدوة ُ‬
‫(إذ أنتم ُ‬
‫وقد َّ‬
‫شذ وصُل ُه ِبـ (من) في قول الشاعر‪:‬‬

‫ِ‬
‫للكاثر‬ ‫ثر منهم حصى ‪ ...‬وِإهنما ِ‬
‫الع هزُة‬ ‫ولس َت باألَ ْك ِ‬
‫ً‬ ‫ْ‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون مضافا‪ ،‬واإلضافة قسمان إما أن تكون إلى نكرة أو إلى معرفة ولكل حكمھا‪ ،‬ولذلك‬
‫عد بعضھم كل قسم من اإلضافة حالة مستقلة بنفسھا‪ ،‬وعدد حاالت اسم التفضيل أربعا‪ .‬وفيما یلي تفصيل‬
‫قسمي اإلضافة‪:‬‬

‫أ‪ .‬إذا كان اسم التفضيل مضافا إلى نكرة فإنه یلزم حالة واحدة ھي اإلفراد والتذكير وذلك كالمجرد من‬
‫أشجع‬
‫ُ‬ ‫(خالد‬
‫ٌ‬ ‫أل واإلضافة‪ ،‬ويكون المضاف إليه مطابقا للموصوف الذي قبل اسم التفضيل مثل‪:‬‬
‫قادة) و (ھند أفضل ٍ‬
‫فتاة) و(ھما‬ ‫ین) و(خالد وسعد وأبو عبيدة أشجع ٍ‬
‫قائد ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أشجع َ‬‫ُ‬ ‫وسعد‬
‫ٌ‬ ‫(خالد‬
‫قائد) و ٌ‬
‫رجال‪ ،‬وھن أفضل ٍ‬
‫نساء)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أفضل امرأتين‪ ،‬وھم أفض ُل‬ ‫أفضل رجَلين‪ ،‬وھما‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الرجال) و (ھي‬ ‫ب‪ .‬إذا كان اسم التفضيل مضافا إلى معرفة جازت المطابقة وعدمھا مثل (ھو أفضلُ‬
‫ِ‬
‫النساء)‪ ،‬و(الزيدان أفضل الرجال وأفضال الرجال)‪ ،‬و(الهندان أفضل‬ ‫ضَلى‬ ‫ِ‬
‫أفضل النساء أو ُف ْ‬
‫ُ‬
‫النساء وفضليا النساء) و(الزيدون أفضل الرجال وأفاضل الرجال أو أفضلو الرجال) و(الهندات‬
‫أفضل النساء وفضليات النساء)‪ ،‬وقد جاء القرآن الكريم بالمطابقة وعدمھا‪ ،‬فمن المطابقة (وكذلك‬
‫الناس على ٍ‬
‫حياة)‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫أحرص‬ ‫تجدَّنھم‬ ‫جعلنا في ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫أكابر مجرميھا) ومن عدم المطابقة (وَل َ‬‫كل قرية َ‬‫ّ‬
‫ِ‬
‫القيامة ِ‬
‫أحاسُنكم‬ ‫یوم‬
‫منازل َ‬
‫َ‬ ‫الحدیث الشريف المطابقة وعدمھا (أال أخبركم بأحِّبكم َّ‬
‫إلي وأقربِكم مني‬
‫أخالقا)‪.‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬

‫األش ُّج أعدال بني مروان)‬


‫(الناقص و َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬إذا لم يقصد بالمضاف إلى معرفة التفضيل وجبت المطابقة مثل‬
‫أي عادالھم‪ ،‬إذ يقال ال عادل في بني مروان غيرھم‪ ،‬والناقص ھو یزيد بن الوليد بن عبد الملك‪،‬‬
‫وسمي الناقص ألنه نقص مخصصات الجنود‪ ،‬واألشج ھو عمر بن عبد العزيز وسمي األشج ألنه‬
‫فش َّج‬
‫كان قد وقع عن دابة ُ‬

‫عمل اسم التفضيل‪:‬‬

‫يعمل اسم التفضيل عمل فعله في حالة الرفع فقط وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫قصدا‪ ،‬وأكثر تعلًقا بجالئل‬


‫نفسا‪ ،‬وأشرف ً‬
‫‪ .1‬یرفع الضمير المستتر باتفاق النحاة‪ ،‬نحو‪( :‬العظيم أنبل ً‬
‫ضمير‬
‫اً‬ ‫األمور)‪ ،‬فنالحظ أن كالً من اسم التفضيل‪" :‬أنبل" و"أشرف"‪ ،‬و"أكثر" قد رفع فاعالَ‬
‫وجوبا تقدیره‪" :‬هو"‪ ،‬ويعود على‪ :‬العظيم‪.‬‬
‫ً‬ ‫مستتر‬
‫اً‬
‫أفضل منه أنت"‪،‬‬ ‫أحيانا –وهذا قياسي‪ -‬نحو‪" :‬مررت ب ٍ‬
‫رجل‬ ‫بارز‬
‫ضمير اً‬
‫اً‬ ‫فع اسم التفضيل فاعالً‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫‪ .2‬یر ُ‬
‫بجر كلمة‪" :‬أفضل"‪ ،‬على اعتبارها نعتًا لـ"رجل"‪ ،‬و "منه"‪ :‬الجار والمجرور متعلقان بـ"أفضل"‪.‬‬
‫و"أنت"‪ :‬فاعل السم التفضيل "أفضل"‪.‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫أفضل منه أنت" إعراب آخر‪ ،‬على اعتبار أن اسم التفضيل‬ ‫أجاز النحاة في التركيب السابق‪" :‬مررت ٍ‬
‫برجل‬
‫ُ‬
‫"أفضل" خبر مقدم‪ ،‬والضمير البارز "أنت" مبتدأ مؤخر‪ ،‬والجملة االسمية "أفضل منه أنت" في محل جر‬
‫نعت لكلمة "رجل"‪.‬‬

‫فع ٌل بمعناه من‬


‫‪ .3‬یرفع اسم التفضيل االسم الظاهر فاعالً إذا صح أن يحل محل "أفعل" التفضيل ْ‬
‫نادر ال يحسن‬
‫غير فساد في المعنى أو في تركيب األسلوب‪ .‬فإن لم يصح كان رفعه الظاهر ًا‬
‫القياس عليه‪.‬‬
‫وضابط هذه المسألة‪:‬‬
‫فعل بمعناه من غير أن یترتب على هذا فساد‬
‫يحل محل اسم التفضيل ٌ‬ ‫‪ -‬أن ّ‬
‫‪ -‬أن يكون "أ ْفعل التفضيل" نعتًا‬
‫‪ -‬أن يكون المنعوت اسم جنس‪ ،‬مسبوقاً بنفي أو شبه النفي‪.‬‬
‫أجنبيا منه (ال يحتوي على ضمير يعود على الموصوف "المفضل)‬
‫ً‬ ‫‪ -‬أن يكون االسم الظاهر المرفوع‬
‫‪ -‬أن يكون االسم المرفوع َّ‬
‫مفض ًال ومفضوًال باعتبارين مختلفين األول‪ :‬باعتباره موجوداً في المفضل‬
‫واآلخر باعتباره موجودا في المفضل عليه‬

‫الحور منه في عيون الظباء"‪،‬‬


‫ُ‬ ‫أجمل فيها‬
‫َ‬ ‫شاهدت عيوناً‬
‫ُ‬ ‫ومثال ذلك قولنا‪" :‬ما‬

‫نالحظ في المثال السابق أن‪:‬‬

‫‪ -‬أفعل تفضيل "أجمل" نعت‪.‬‬


‫‪ -‬المنعوت "عيونا" اسم جنس وقد ُسِبق بنفي "ما"‪.‬‬
‫‪ -‬االسم الظاهر (الفاعل) وهو قولنا‪" :‬الحور" جاء أجنبيا؛ كونه ال يشتمل على ضمير يعود على‬
‫الموصوف "عيونا"‬
‫مفضل باعتباره موجوداً في عيون الظباء‪ ،‬وهو‬
‫معا؛ فهو َّ‬
‫ضل ومفضول ً‬ ‫مف َّ‬
‫‪ -‬االسم الظاهر "الحور" َ‬
‫مفضول باعتباره موجوداً في عيون غير الظباء كاإلنسان والحيوان‪ .‬وهذا معنى قولهم‪ :‬مفضل على‬
‫نفسه ومفضول باعتبارين‪.‬‬

‫وقد تحقق الضابط في المثال السالف؛ ومن ثَ َّم رفع أفعل التفضيل (أجمل) فاعال وهو االسم الظاهر‬
‫اق منه في وجه العابد) نالحظ‬
‫رجال أكمل في وجهه اإلشر ُ‬
‫(الحور)‪ .‬ومن األمثلة‪ :‬على ذلك قولنا‪( :‬ما رأیت ً‬
‫أن أفعل التفضيل "أكمل" جاء نعتاً‪ .‬والمنعوت "رجالً" اسم جنس ُسِبق بنفي‪ ،‬ونالحظ أن االسم الظاهر‬
‫اق" وهو فاعل ألفعل التفضيل جاء أجنبيا كونه ال يشتمل على ضمير يعود على الموضوف "رجل"‪،‬‬
‫"اإلشر ُ‬
‫معا؛ فهو َّ‬
‫مفضل باعتباره في وجه العابد‪ ،‬ومفضول باعتباره في وجه غير‬ ‫مف َّ‬
‫ضل ومفضول ً‬ ‫وهذا الفاعل َ‬
‫وحه العابد‪ .‬ونالحظ أن الضابط في المثال السابق قد تحقق ومن ثَ َّم رفع أفعل التفضيل االسم الظاهر‬
‫"اإلشراق"‪.‬‬

‫ولقد تناول النحاة هذه المسألة وقد اشتهرت عندهم وهي ما تعرف بـ"مسألة الحكل"‪ ،‬وذلك الستشهادهم‬
‫الكحل منه فى‬
‫ُ‬ ‫أحسن فى عينه‬
‫َ‬ ‫بالمثال المشهور الذي ورد عند سيبويه وغيره من النحاة‪" :‬ما رأیت رجال‬
‫عين زيد"‪ .‬حيث إن اسم التفضيل (أحسن)‪ ،‬وهو نعت لرجل منصوب‪ ،‬رفع االسم الظاهر (الكحل)‪،‬‬
‫ِ‬
‫كحسنه فى عين زيد"‪( .‬فى عينه) شبه جملة متعلقة‬ ‫الكحل منه‬ ‫يحسن فى عينه‬ ‫فالتقدیر‪" :‬ما رأیت رجالً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بأحسن‪ ،‬ويجوز أن تكون حاال من الكحل ‪( ،‬منه) شبه جملة متعلقة بأحسن ‪( ،‬فى عين) شبه جملة حال‬
‫من الضمير فى (منه)‪ .‬ونلحظ أن الضابط السابق قد توافر في هذا المثال‪ ،‬لذا فقد رفع اسم التفضيل‬
‫"أحسن" فاعال ظاه ار وهو قوله‪" :‬الكحل"‪.‬‬

‫الصوم منه فى عشر ذى‬


‫ُ‬ ‫وجل فيها‬
‫عز ّ‬‫أحب إلى هللا ّ‬
‫ومثل ذلك ما جاء فى األثر‪" :‬ما من ّأيام َّ‬
‫الحجة"‪ .‬حيث إن الضابط السابق الذي ذكرناه قد توفر في المثال السابق لذا فاسم التفضيل (أحب) رفع‬
‫االسم الظاهر (الصوم)‪.‬‬
‫فعل بمعناه من غير‬
‫ونالحظ في جميع األمثلة التي ذكرناها أنه يمكن أن يحل محل اسم التفضيل ٌ‬
‫رجال يكمل‬
‫الحور ‪ ....‬وما رأیت ً‬
‫عيونا يجمل فيها َ‬
‫أن یترتب على هذا فساد في المعنى‪ ،‬نحو‪" :‬ما شهدت ً‬
‫في وجهه اإلشراق‪ ....‬وما رأیت رجال يحسن فيه الكحل ‪ ......‬وما من أيام يحبب فيها الصوم"‬

‫وجوبا؛ نحو‪:‬‬
‫ً‬ ‫مستتر‬
‫ًا‬ ‫ضمير‬
‫ًا‬ ‫ظاهرا‪ ،‬وإنما یرفع‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫فإن لم يصلح أن يحل هذا الفعل محله لم یرفع ً‬
‫وجوبا يعود على المشي‪ ،‬وال يجوز في الرأي ال ارجح‬
‫ً‬ ‫"المشي أنفع من السباحة"‪ ،‬ففي "أنفع" ضمير مستتر‬
‫ظاهرا؛ ألنه ال يصح أن يحل محله فعل بمعناه‪.‬‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫أن یرفع ً‬
‫واستشهد النحاة في هذه القضية بقول الشاعر‪:‬‬
‫اع ِحْي َن َي ْظلِ ُم َو ِاديا‬
‫سباع َوالَأَٰرى ‪َ ...‬ك َو ِادي ال ِسَب ِ‬
‫رر ُت َعلى َو ِادي اّلِ ِ‬
‫َم ْ‬
‫ف إاله َمـــا َوَقــــى ُ‬
‫هللا َس ِاريـــا‬ ‫أَ َقـــــــ هل ِب ِه َرْكــــــ ٌب أ ََتــــ ْوه َتِإهيـــــ ًة ‪َ ...‬وأ ْ‬
‫َخـــ َو َ ِ‬
‫‪1‬‬

‫الشاهد فيه قوله‪" :‬أقل به ركب" حيث رفع أفعل التفضيل الذي هو "أقل" االسم الظاهر الذي هو ركب‬

‫لكونه قد ولي النفي ومرفوعه أجنبي‪ ،‬وأصل التركيب‪ :‬وال أرى و ً‬


‫اديا أقل به ركب أتوه منه بوادي السباع‪.‬‬

‫للا عنه‪،‬‬
‫‪ 1‬معاني المفردات‪" :‬وادى السباع" اسم موضع بطريق البصرة‪ ،‬وهو الذى قتل فيه الزبير ابن العوام رضى ّ‬
‫"ركب" جماعة المسافرين‪" ،‬تئية" بفتح التاء‪ ،‬و كسر الهمزة بعدها‪ ،‬و تشديد الياء مصدر تأيا بالمكان‪ ،‬أى‪ :‬توقف و تمكث‬
‫و تأنى و تمهل‪" ،‬ساريا" اسم فاعل من سرى‪ :‬أى سار فى الليل‪.‬‬
‫معنى البيت‪ :‬يقول‪ :‬مررت على وادى السباع؛ فإذا هو واد قد أقبل ظالمه‪ ،‬واشتد فال تضاهيه أودية‪ ،‬وال تماثله فى تمهل‬
‫للا فيه السارين‬
‫من يرده من الركبان‪ ،‬و ال فى ذعر المسافرين أو خوف القادمين عليه‪ ،‬فى أى وقت‪ ،‬إال فى الوقت الذى يقى ّ‬
‫و يؤمن فزعهم‪ ،‬و يهدىء روعهم‪ .‬معنى آخر‪( :‬إن توقّف المسافرين "الركب" في وادي السباع أقل من توقفهم في سائر‬
‫الساري في وادي السباع)‪.‬‬
‫َ‬ ‫األودية وإن وادي السباع أخوف من كل واد في جميع األوقات إالّ في وقت وقاية هللا تعالى‬

You might also like