Professional Documents
Culture Documents
1
5102 5102
30 المقدمة.
2
5102 5102
املقدمة:
بتزايد االهتمام بالمناهج تربوية ركز كثير من المفكرين عبر التاريخ جهودهم على تحقيق مناهج
تؤمن الخير والسعادة لناشئي وطنهم ،ولذالك كثرت االجتهادات وتشبعت أراهم وتباينت نظارتهم
في صياغة المناهج وهذا يعني أن التربية ومناهجها لها سيماتها الخطيرة والفعالة في االرتفاع
بقيمة الفرد والنهوض بحضارات األمم ،وفي هذا المجال يقول (اليبتر) « أعطوين الرتبية أغري وجه
أرويا قبل انقضاء قرن » سليمان قورة ( ،)5891ولقد سئل أحد السياسيين عن رأيهم في مستقبل
األمة فقال « ضعوا أمامي منهجها يف الدراسة انبئكم مبستقبلها»
1
1-0
وردت كلمة" منهج" في القران الكريم في سورة المائدة اآلية 89في قوله تعالى « لكل جعلنا منكم
شرعة ومنهاجا » فكلمة منهج تعني الطريق الواضح ،وأصل الكلمة هي الفعل نهج نهجا الطريق
سلكه والطريق النهج أي البين الواضح ،وجاء في الصحاح للجوهري ( :مادة نهج)النهج الطريق
الواضح ،وكذالك المنهج والمناهج .ونهجت الطريق أيضا إذا سلكته ،وفالن يستنهج سبيل فالن أي
:يسلك مسلكه .
و ترجمة كلمة مناهج في اللغة االنجليزية والفرنسية هي " " Curriculumمع اختال ف في
النطق وهي ترجع إلى أصل يوناني من لفظة " ،"Courseومعناها مضمار سباق الخيل ،والمعنى
االشتقاقي لها يدل على الطريقة والمنهج الذي يؤدي إلى الغرض المطلـــــوب زيان عمر(.)5891
وقد وظف اليونانيون المنهج في التربية مرتبطا بالفنون السبعة التي قسموها إلى ثالثيات وتضم
النحو البالغة والمنطق ورباعيات وتضم الحساب والهندسة والفلك والموسيقى ،وبتتابع العصور
أضيفت إلى هذه المواد السبعة مواد أخرى واستمر هذا االتجاه نحو زيادة المواد الدراسية حتى انه
لو أحصيت المواد الدراسية التي تدرس حاليا في مراحل التعليم ونوعيته لبلغت المئات .
2-0
5-2-1
كان أول ظهور لكلمة " " Curriculumأي منهج في قاموس ويستر Weisterعام 5911
وعرفها على أنها مقرر دراسي ،واشترطت طبعة سنة 5829من هذا القاموس إن يكون المقرر
معينا ومحددا ،أما طبعة سنة 5811فتقول بان المقر ينبغي إن يؤدي إلى الحصول على درجة
علمية ،كما أضيف تعريف أخر للمنهج في هذه الطبعة يقول بان المنهج هو« مجموع المقررات
التي يقدمها معهد تربوي» بسيوني ( ،)5891أما قاموس كارتر جود فيقدم في طبعته الثالثة ثالث
تعريفات للمنهج هي :
3
5102 5102
« مجموعة من المقررات أو المواد الدراسية التي تلزم للتخرج والحصول على درجة
علمية في ميدان رئيس من ميدان الدراسة ».
« خطة عامة شاملة للمواد التي ينبغي إن يدرسها التلميذ ليحصل على درجة علمية
(شهادة) تؤهله للعمل بمهنة أو حرفة ».
« مجموعة من المقررات والخبرات التي يكتسبها التلميذ تحت توجيه المدرســة أو
الكلية .» .
« أما معجم التربية فيعرف المنهج بأنه :قائمة من محتويات المواد الدراسية لالكتساب
تم بنائها بطريقة أخذت بعين العتبار البنية المنطقية للمعارف الموضوعة للتعليـــم
ولسيرورات التعلم والتقييــــــــم ».
وهكذا نرى أن التعريفات التي توردها القواميس والمعاجم للمنهج تتعدد ،فهو تارة مقرر دراسي
وتارة مجموعة من المقررات أو المواد الدراسية ،وتارة أخرى خطة شاملة لألعداد الدراسيين
للحصول على شهادة ،وهو أحيانا قائمة من محتويات المواد ،وتتسع بعض التعارف لتشمل مجموع
الخبرات التي يكتسبها المتعلم تحت توجيه المدرسة.
5-2-5
يعرف جانبيه ،)1979( Gangeالمنهج بأنه« سلسلة من الوحدات موضوعة بكيفية تجعل
تعلم كل وحدة يمكن إن يتم انطالقا من فعل واحد شريطة أن يكون التلميذ قد تحكم في
المقررات الموضوعة في الوحدات المخصصة السابقة داخل المقطع».
يعرف ديكورت ،)1979( Decorteالمنهج بأنه« يتعلق بكل المكونات التي تتضمنها
السيرورة التعليمية ( أهداف ،محتويات ،أنشطة ،و تقييم) ».
ويمكن تصنيف تعريفات المختصين في التربية في ثالثة اتجاهات كما يلي:
4
5102 5102
يركز على وصف المحتوى الدراسي ويمثله كانساس ()5819حيث عرف المنهج على أنه:
« مايحدث لألطفال في المدرسة نتيجة لما يفعله المعلمون» ،وضمن نفس االتجاه تعريــف ماكيا
( )5811الذي يرى النهج بأنه« المحتوى التعليمي الذي يقدم للتالميذ ».
يستند هذا االتجاه إلى الفكر القائم بأنه على المدرسة إن تختار من المادة الدراسية قدرا معينا
لتدريسه للتالميذ وكأن المادة الدراسية هي الغاية والوسيلة في الوقت نفسه.
يركز على وصف الموقف التعليمي و يمثله بيوتشامب ( )5815تقول أنه « تشكيل الجماعة
للخبرات المربية داخل المدرسة» .وعرفه كير ( )5819أنه « كل تعلم تخططه وتوجهه المدرسة
سواء نفذ بصورة فردية أو جماعية ،وسواء كان داخل المدرسة أو خارجها » .يبدو هذا االتجاه
أكثر تحديدا في وصفه للموقف التعليمي كما يحدث داخل المدرسة .
يركز على وصف العملية التعليمية ويمثله أنلو ()5811عرفه بأنه « الجهد المركب الذي
تخططه المدرسة لتوجيه تعلم التالميذ نحو مخرجات محددة سلفا ».
كما عرفه نيجلي وايفانز( )5811بأنه « جميع الخبرات المخططة التي تتيحها المدرسة
لتساعد التالميذ على بلوغ المخرجات التعليمية المرغوبة تبعا لقدرتهم ».
وعرفه جونسون ( )5811بأنه « سلسلة من المخرجات التعليمية المطلوبة والمنظمة في بناء
معين .وهكذا يركز هذا االتجاه على ما يجب إن يصل إليه المتعلم في نهاية المنهج ،أي
المخرجات ».
مما سبق يتضح أ ن هناك قواسم مشتركة وعناصر متشابهة بين تلك التعريفات خاصة من حيث
أهمية المنهج ومكانته في العملية التعليمية إال إن نقاط االختالف تبدو أكثر عمقا وبروزا خاصة من
حيث مفهوم المنهج والوظيفة األساسية له وعناصره ومكوناته ،ويمكن تصنيف هذا االختالف فيما
يلي :
مفهوم المنهج على أنه المادة الدراسية أو المواد.
مفهوم المنهج على أنه المجاالت ت المعرفية المنظمة .
مفهوم المنهج على أنه محتوى مقرر .
مفهوم المنهج على أنه خبرة تعليمية .
مفهوم المنهج على أنه خطة تعليمية.
مفهوم المنهج علي أنه نشاط.
والشك أن االختالف بين وجوهري حيث يتم التركيز في كل مفهوم أو تعريف على عناصر ،أو
يحظى عنصر منها بصدارة الترتيب بينما ال تحظى العناصر األخرى بنفس األهمية وقد تختفي
تماما من بعض التعريفات .ومهما يكن من أمر هذا االختالف ،فإنه يمكن التمييز بين معنيين للمنهج
معنى قديم و معنى حديث.
5
5102 5102
ففي القديم عرف المنهج على أنه « مجموعة الموضوعات المختلفة المحددة للدراسة في كل مادة
من المواد الدراسية أو مجموعة المعلومات التي يجب أن يدرسها التالميذ في كل المادة» .وبهذا
الشكل يصبح اصطالح المنهج المدرسي مرادفا لمحتوى المقرر المادة الدراسية.
وقد بني هذا المفهوم للمنهج على المعرفة ألن المدرسة القديمة لم تجد لديها خيرا من المعرفة
لتقديمها للتالميذ ،وكانت المعرفة في نظرها حصيلة خبرة األجيال السابقة أي أنها تمثل التراث
الثقافي واالجتماعي من مختلف جوانبه و تنحصر المهمة األساسية للمدرسة في نقل التراث.
وأنصب اهتمام المنهج بمفهوم القديم على المادة الدراسية من حيث طبيعتها وحجمها و وظيفتها
دون اهتمام بالتعلم إال من حيث اعتباره أداة لحفظ المعلومات مما يتنافى مع حاجات المتعلم وطبيعة
التعلم وهكذا كان التالميذ في معظم الحاالت يقومون بحفظ المواد دون رغبة ويعانون من صعوبة
استيعاب المعارف التي سكبت فيها وبعدها عن خبراتهم واهتماماتهم ومشكالتهم..
وانعكس أُثر هذا المفهوم على المدرس من حيث وظيفته وأهدافه وطريقته ونظرته إلى عمله
وعالقاته بتالميذه ،فقد اقتصرت وظيفته على نقل الملومات للتالميذ دون تغير في مضمون المادة
الدراسية وبغض النظر عن فائدتها .وتوجه المنهج القديم أيضا إلى ذاكرة التلميذ يحشوها
بالمعلومات التي تتراكم في الذهن تراكما كميا دون النظر إلى العمليات العقلية كالتفكير
واالبتكار والتمثل .كما ركز المنهج القديم على المعلومات النظرية مهمال النشاط العملي للتلميذ
منطلقا في ذلك من نظرة األقدمين إلى المهن وال سيما عند اإلغريق الذين جعلوا الحس في مرتبة
أدنى واعتبار العقل غير مدي ولذلك كانت الدراسات العملية وسائل لغاية أعلى منها قيمتها تتحدد
بغايتها في حيت كانت المواد العقلية أرفع شأنا ألنها ذات قيمة بحد ذاتها.
أما معنى الحديث للمنهج فيعرفه بأنه « :مجموعة الخبرات التربوية والثقافية واالجتماعية
والرياضية والفنية التي تهيئها المدرسة لتالميذها داخل المدرسة وخارجها بقصد تأمين نموهم ».
-2
يرى العاملون في الميدان المناهج أو المنهاج الحديث يتكون من أربعة عناصر أساسية على األقل
متراب طة مع بعضها البعض ترابطا عضويا وهذه العناصر األربعة هي ما تعرف مجتمعة بنموذج
( .)O.C.M.Eوسوف نتعرض باختصار لكل عنصر من هذه العناصر على أن نعود إليها
بالتفصيل في محاور الحقة.
6
5102 5102
Contentأو المضمون الذي يبني على األهداف والذي يشتمل على -1-1
المعلومات والمبادئ والقيم والمثل التي نرغب في إن يتعلمها التالميذ ،وهو المعرفة المنظمة
المتراكمة عبر التاريخ من الخبرات اإلنسانية ويتمثل المحتوى الدراسي في المعارف والمعلومات
التي يقع عليها االختيار والتي يتم تنظيمها على نحو معين ،وينقسم المحتوى إلى المجاالت وينقسم
كل مجال إلى مواد دراسية وتنقسم كل مادة إلى وحدات كبرى وكل وحدة إلى مواضيع وبهذا يكون
الموضوع أصغر وحدة نتعامل معها في الموقف التعليمي ويصنف المحتوى إلى :
الحقائق :وهي المعرفة الصادقة الناتجة عن المالحظة واإلحساس المباشر .
البيانات :وهي مجموع اإلحصائيات والبيانات العددية عن ظاهرة ما .
المفاهيم :وهي صور ذهنية ال حصر لها تجمعها سمات ميزة يطلق عليها كلمة أو عبارة
تحددها.
المبادئ و التعميمات :تتمثل في العالقة بين مفهومين أو أكثر.
الفرضيات و النظريات :وتتكون من العالقة بين مبدأين أو أكثر .
المهارات :وتتمثل فيما يقوم به المتعلم في المجال النفسي الحركي و األدائي.
االتجاهات والقيم :وهي ما يكون المتعلم من اتجاه وجداني نحو موضوع ما ،وما يتكون
لديه من سلم للقيم .
7
5102 5102
-3
إن المناهج الدراسية ال تقوم في فراغ و إنما تتشكل وتتماثل مع الثقافة التي تعيش فيها ،والنظم
االجتماعية والدينية والسياسية التي تسود المجتمع ،فهي بذلك تقوم على مجموعة من األسس العامة
التي يتم االستناد إليها عند تخطيط المنهج و تنفيذه و تقويمه ،ويشار أحيانا لهذه األسس بأنها
مصادر المنهج و محدداته ،ويختلف الباحثون في تصنيف هذه األسس و منهم من يصنفها
في أربعة مصادر و منهم من يصنفها إلى ثالث و بعضهم يصنفها في فئتين و سنقتصر على
التصنيف األخير الذي يقسمها إلى فئتين كما يلي:
-0-0
يقوم كل منهج على فلسفة تربوية تنبثق عن فلسفة المجتمع وتتصل بها اتصاال وثيقا ،وتهتم
فلسفة التربية باألهداف التربوية واألسباب الداعية إلى استخدام أدوات التربية من مدارس
ومؤسسات ومناهج وكتب وغير ذلك وبالكشف عن األهداف التي تسعى التربية إلى تحقيقها للفرد
و المجتمع ،ويعد المنهج المدرسي أيضا تعبيرا عن مجموعة من العوامل ومن بين هذه العوامل
المجتمع ،لذلك فمن األمورالمستقرة أن تخضع كافة المستويات التعليمية لطبيعة المجتمع من حيث
فلسفته وثقافته وآماله التي يرجو تحقيقها في أبنائه ،ولذلك تختلف المناهج التعليمية من مجتمع
آلخر .
-1-0
تتمثل األسس النفسية و العقلية للمنهاج في المبادئ التي توصلت إليها دراسات وبحوث علم النفس
حول طبيعة المتعلم وخصائص نموه و احتياجاته وميوله وقدراته وإستتعداداته حول طبيعة التعلم
التي يجب مراعاتها عند وضع المنهاج و تنفيذه و تقويمه.
إن المعنيين ببناء المناهج الدراسية وكذا المعنيين بتنفيذها البد لهم من معرفة شاملة بأبعاد هذه
الناحية ،أي أنهم يجب أن يكونوا مدركين لطبيعة المتعلم وأفضل الظروف التي يمكن أن تؤدي
إلى تعلم ما نرجو تعلمه وأفضل السبل الالزمة لذالك ومعنى ذالك أن دراستنا لإلبعاد النفسية كعامل
مؤثر في بناء المنهاج تتعلق أساسا بكيفية التعليم والتعلم .
و قدلوحظ أن هناك العديد من نظريات التعلم و نظريات النمو المعرفي واألخالقي و الدافعية
تصب كلها في مجال بناء المناهج إال أننا سنقتصر على بعض النواحي منها بإيجاز كما يأتي :
0-1-0
تحتاج عملية المناهج إلى خلفية واسعة حول كيفية حدوث التعلم و الظروف التي يجب توفرها ليتم
التعلم على نحو أفضل ،ولذلك فإن دراسة نظريات التعلم يمكن أن توضح بعض األمور الغامضة
التي تشتملها ممارسات المعلم.
1-1-0
تعد الحاجة جوهر نظريات الدافعية التي تدفع الفرد و توجهه للبحث عن سبل خفض الحاجــة
واختزالها و من ثم تميل األفعال واألساليب التي يستخدمها الفرد في سعيه إلى خفض الحاجة
التكرار في مواقف أخرى ،أي أن الفرد تعلم شيئا جديدا وهو كيفية اختزال الحاجة التي يشعر بها،
وترتب عن هذا الفهم البحث في نظام للمعززات الثانوية التي يتعلمها الفرد من خالل تفاعالته
8
5102 5102
االجتماعية والتي تستخدم إلشباع الحاجات األساسية وهذا يوحي بأننا نعزز سلوك تالميذنا بصفة
مستمرة إضافة إلى أننا نتلقى تعزيز من اآلخرين لما يصدر منا من مظاهر سلوكية و لذالك فإن
المناهج الدراسية تعد محاوالت لتعديل سلوك التالميذ و من ثم يجب أن يبذل أقصى جهد لتعزيز
المرغوب من االستجابات وعدم تعزيز االستجابات غير المرغوب فيها.
0-1-0
كان لعديد من نظريات النمو المعرفي واالجتماعي واألخالقي انعكاسات واضحة على المناهج
الدراسية ،وقد لجأ المتخصصون في مجال المناهج إلى تلك النظريات من أجل التوصل إلى تحديد
ما يجب تقديمه إلى المتعلم وكذ ا كيفية تعليم ما يتم اختياره من مختلف المجاالت العرفية ولقد ازداد
إقبال المشتغلين بميدان المناهج على تلك النوعيات من النظريات بصفة خاصة عندما ظهرت
دراسات عديدة في مجال طبيعة المتعلم وإمكاناته وطبيعة عمليات التفكير ولعل من أهم تلك
النظريات نظرية جان بياجيه ( )J.Piagetونظرية جيروم برونر( )J.Brunerحيث اهتم األول
بدراسة المعرفة من حيث عالقتها بالنمو المعرفي لدى المتعلم مع التركيز على نمو الفكر الرياضي
المنطقي ،واهتم الثاني بدراسة مستوى النضج الذي يصل إليه المتعلم وشخصيته ونوع العمل الذي
يقوم به ونوعية التأثيرات الثقافية التي يتعرض لها..
4-1-0
وتهتم نظريات التعليم بتحديد الخبرات والظروف التي تجعل الفرد في حالة تهيؤ وتفتح واستعاد
للتعلم ،وتحديدا واضحا ألفعال نظم التتابع التي يجب إتباعها لتقديم ما يرجى تعلمه إضافة إلى
عملية التعزيز التي يحتاجها المتعلم.
إن ما أجري من بحوث ودراسات في مختلف الجوانب المتعلقة بالفرد سواء من حيث مراحل نموه
والعوامل المؤثرة فيها ،أو من حيث طبيعة العمليات العقلية التي يمارسها أو غير ذلك من الجوانب
تهدف أساسا إلى الوصول إلى قرارات علمية قائمة على البحث والتمحيص الدقيقين لكافة العوامل
والظروف واإلمكانات التي يمكن أن تيسر التعلم وفق االتجاه الذي يرضى عنه المجتمع ويقبله.
9
5102 5102
-1
توجد تقسيمات مختلفة للمناهج تختلف باختالف األساس الذي يتم االعتماد عليه في اختيار
محتوياتها وأشكال تنظيم هذا المحتوى ،اإل أن التقسيم األكثر شيوعا يصنفها في ثالثة أشكال
رئيسية هي:
الشكل األول :ويضم المناهج التي تدور حول المادة الدراسية من أمثلة هذا النوع منهج
المواد الدراسية المنفصلة والمنهج المواد المترابطة ومنهج المجاالت الواسعة..
الشكل الثاني :ويضم المناهج التي تدور حول حاجات التالميذ ومشكالتهم ومن أمثلة هذا
المناهج المنهج المحوري.
الشكل الثالث :ويضم المناهج التي تدور حول ميول التالميذ ونشاطهم ومن أمثلتها منهج
-0-1
يعتبر منهج المواد الدراسية من أقدم أنواع الناهج وأكثرها انتشارا ،وقد نظمت فيه الخيرات
التربوية في شكل مواد دراسية منفصلة مثل الجبر والهندسة والكيمياء ،والفيزياء والجغرافيا
والتاريخ والفلسفة....الخ وفي حاالته المتطرفة يتكون هذا المنهج من مقررات دراسية مجزأة
ومنفصلة عن بعضها البعض ويدرس الواحد منها بمعزل عن اآلخر ،فالتاريخ يدرس بمعزل عن
الجغرافيا واالقتصاد يدرس بمعزل عن االجتماع ،والفيزياء بمعزل عن الكيمياء وهكذا..
0-0-1
يتألف المنهج من عدد من المواد الدراسية المنفصلة..
تنظيم المعارف العلمية في كل مادة تنظيما منطقيا..
يخطط منهج المادة تخطيطا تفصيليا مقدما ..
1-0-1
oيرتكز هذا المنهج على نظريات لم يعد علم النفس المعاصر يؤمن بها مثل نظرية الملكات
والتدريب الشكلي التي كانت تقول بوجود ملكات في العقل تدرب بالمران كالعضالت
oال يعالج الحياة الواقعية إال قليال وال يتعرض كثير للمشكالت المعاصرة والملحة في الحياة،
و أن حاول المعلم الربط بين المنهج والحياة حال بينهم وبين ذلك وقيد حريتهم الترتيب
المنطقي للمادة والخطط الدراسية وتوزيع موضوعات المقرر على شهور السنة.
oداللة هذا المنهج بالنسبة الهتمامات المتعلم و احتياجاته و مطالب حياته الملحة محدودة
بسبب تركيزه على المواد الدراسية.
oال يكسب هذا المنهج التلميذ خبرة كبيرة في تحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات والعمل
التعاوني ،وتنمية التفكير الناقد ذلك أن المعلم يتحمل العبء األكبر في العملية التعليمة
ويحدد الكتاب المدرسي والمقرر ما يدرس و متى يدرس واألدلة والبراهين على النجاح في
الدراسة.
oاليعد هذا المنهج المتعلمين لعام سريع التغير ،فالقول أننا نتعلم من التراث كيف نحل
مشكالت الحاضر والمستقبل ال يصدق إال في عالم ساكن ال يتغير.
10
5102 5102
-1- 1
يقوم منهج النشاط على أساس حاجات األطفال واهتماماتهم وأغراضهم وخبراتهم والنشاطات التي
يقبلون عليها ويهدف هذا المنهج إلى تحقيق نمو الطفل من خالل الخبرة النشيطة التي تظهر للعين.
0-1-1
ميول التالميذ وأغراضهم هي التي تحدد محتوى المنهج..
يقوم منهج النشاط على ايجابية المتعلم في التخطيط المشترك والعمل الجماعي..
ال يخطط منهج النشاط مقدما..
وحدة المعرفة وتكاملها إحدى خصائص منهج النشاط..
1-1-1
oال يوفر الكثير نحو األعداد للحياة إذا تركت الحرية للتالميذ الختيار ما يدرسونه فإنهم
يغفلون كثيرا من المعارف والمفاهيم الحيوية للتعامل مع الحياة المعاصرة .
oافتقاره إلى تنظيم أفقي محدد ،حيث أن االعتماد على اهتمامات المتعلمين ال يكفي لتوفير
إطار لتشكيل نمط متكامل للمنهج.
oافتق ار المنهج إلى االستمرارية والتتابع فاهتمامات التالميذ متقلبة وتتغير بسرعة ال يمكن
التحكم فيها كما أن التالميذ قد يكررون نشاطا معنيا عاما بعد أخر دون تغير يذكر لثبات
اهتماماتهم في دائرة ضيقة.
oمفهوم حرية التعبير الذي قام عليه هذا المنهج مفهوم سلبي فلم يتوصل مؤيدوا هذا المنهج
إلى تصور لهذه الحرية بمفهوم أنواع الخبرات التي ينبغي أن يكتسبها التالميذ ليحيوا حياة
كاملة وإنما كان مدخلهم يتصف بقدرة من السلبية في تعريف الحرية تحرر من سيطرة
المعلم تحرر من ضعف المادة الدراسية ،تحرر من األهداف التي يفرضها الكبار.
oإضافة إلى أوجه النقد السابقة فإن هناك صعوبات عملية تواجه تطبيق منهج النشاط على
نطاق واسع ومنها أنه يتطلب معلما على درجة غير عادية وعالية جدا من الكفاية ،واسع
الثقافة متفقة مع نمط الطفل ومشكالته وفي العالقات المتشابكة بين األطفال
oوما يتطلب من وسائل تعلميه كثيرة جدا لدرجة أن المعلم قد ال يكون لديه معرفة كافية
باستخدامها بكفاية وفعالية أو تصبح تكلفتها عالية جدا لدرجة ألن الموارد المتاحة ال تكفي
لتوفيرها
-0- 1
ظهرت فكرة المحور( )Coreفي بداية القرن العشرين كمحاولة للتغلب على التعلم المجزأ
واستجابة لنمو مفهوم الوظيفة االجتماعية للتربية في ضوء حركة التربية التقدمية ويعرف المنهج
المحوري على أنه شكل من أشكال تنظيم الخبرات التعليمية يهدف إلى تزويد جميع التالميذ بقدر
مشترك من المعارف والمهارات التي يحتاجون إليها لمواجهة متطلبات الحياة مهما اختلفت
نشاطاتهم في المستقبل كما يؤمن في الوقت نفسه الخبرات التخصصية الالزمة لكل فرد كـــي
يحقق أقصى درجة من النمو بالقدرة الذي تمكنه قدراته واستعداداته وميوله الخاصة ويستند المنهج
المحوري إلى تقسيم مواد المنهج واليوم المدرسي إلى قسمين ،القسم األول (عام) ويتضمن دراسة
مهارات ومعارف يتابعها التالميذ كافة والقسم الثاني يشمل وحدات تعليمية تتصل بالميول
واالتجاهات والقدرات القائمة على الفروق الفردية بين التالميذ (قسم خاص).
11
5102 5102
0-0-1
إعطاء التالميذ القدر الالزم من الخبرات المشتركة و يلبي متطلبات الفروق الفردية..
تحدد جاحات التالميذ وميولهم المشتركة ومشكالت حياتهم محتوى المحور..
يعتبر التوجيه و اإلرشاد جزاء أساسيا من المنهج المحوري..
1-0-1
لعل أهم نقد يوجه إلى المنهج المحوري ليس باألمر السهل والميسور وهناك صعوبات كثيرة
تعترض تطبيقه وفيما يلي أهم الصعوبات التي تعترض بإختصار:
oإن ترتيب الخبرات وتسلسلها واتصالها بشكل منطقي يشكل واحدة من أهم الصعوبات التي
تعترض المنهج المحوري فهو مازال من وجهة النظر العملية التطبيقية عاجزا عن تقديم
الخبرات بصورة منظمة تحقق مبدأ االستمرار والتتابع.
oإن المعلمين الذين تعودوا أعدوا تربويا على أساس أنواع المناهج األخرى يجدون صعوبة
في تنسيق الخبرات التعليمية بصورة متكاملة حيث يتطلب األمر رؤية شمولية متكاملة
لمسألة المعرفة.
oيتطلب تطبيق المنهج المحوري توفير الوسائل و اإلمكانات الالزمة لقيام التالميذ بنشاطات
متعددة و متنوعة مثل مكتبة غنية توفر المراجع المتنوعة و المجالت المتخصصة و كذلك
الوسائل التعليمية بمختلف أنواعها و مستوياتها و بالشكل الذي يسهل استخدامها في الوقت
المناسب ،و توفر وسائل التواصل مع البيئة المحيطة من زيارات ميدانية وراحالت
وإطالع...الخ.
-1- 1
وردت مجموعة من التعاريف لتحدد معنى المنهج التكاملي و من بينها مـــــا أورده المحروقي
( ، )2112هو« محاولة للربط بين الموضوعات الدراسية المختلفة ،التي تقدم للطالب في شكل
مترابط و متكامل ،وتنظم تنظيما دقيقا ،يسهم في تخطي الحواجز بين المواد الدراسية المختلفة »
وكذلك هو« المناهج التي يتم فيها طرح المحتوى المراد تدريسه ومعالجته بطريقة تتكامل فيها
المعرفة ،من مواد أو حقول دراسية مختلفة سواء كان هذا المزج مخططا و مجدوال بشكل مواد أو
حقول دراسية مختلفة سواء كان هذا المزج مخططا و مجدوال بشكل متكامل حول أفكار وقضايا و
موضوعات متعددة الجوانب ،أم تم تنسيق زمني مؤقت بين المدرسين الذين يحتفظ كل منهم
بتخصصه المستقل أم بدرجات بين ذلك » .و ذكر النجدي( )2112عدة تعريفات و من بينها « أن
التكامل نظام يؤكد على دراسة المواد دراسة متصلة يبعضها البعض إلبراز عالقات و استغاللها
لزيادة الوضوح و الفهم ،وهو يعد خطوة وسطى بين إنفصال هذه المواد و إدماجها إدماجا تاما »
و من خالل ما سبق نالحظ أن التكامل هو عملية تناول مادة معينة من منظور تخصصات مختلفة،
ومما الحظناه أيضا في التعريفات السابقة أن المنهج المتكامل هو مضاد للمناهج المنفصلة ،مع
ضرورة مالحظة ورود مفهومين ينبغي تفصيلهما و هما الدمج و الربط و هل هما مرادفان للتكامل
أم أن لكل منها تعريف و خصائص مختلفة عن األخر؟.
12
5102 5102
0-1-1
يشير أبو حرب ( )2112أن فكرة تكامل المنهج ليست فكرة تربوية حديثة ،بل هي فكرة تعود إلى
البدايات األولى للقرن العشرين عندما دعا " ديوي و كلباتريك " إلى المنحنى التكاملي في
بناء المنهج .فهي ليست بمستحدثات القرن الجديد و إنما القت قبوال في اآلونة األخيرة و يفسر هذا
التقبل نتيجة لعدة دواعي من بينها ما جاء في مقال النجدي (: )2112
المنهج المتكامل أكثر واقعية وأكثر إرتباطا بمشكالت الحياة التي يواجهها الفرد في حياته.
يراعي المنهج المتكامل خصائص النمو السيكولوجي و التربوي للتالميذ ،من حيث مراعاة
ميولهم و اهتماماتهم و استعداداتهم في ما يقدم لهم من معارف و معلومات متكاملة ما
يخلق لهم الميل و الدافع لدراسة هذه المعلومات .
المنهج المتكامل يعمل على تنمية المدرس مهنيا وعلميا ،حيث يجد المعلم نفسه بحاجة
دائمة لتطوير نفسه و تنويع معلوماته ،و ذلك لتتناسب مع المعلومات المتشعبة و المتنوعة
التي يقدمها لطالبه .
شمولية المشكالت المجتمعية و الحياتية وطبيعتها المتكاملة و صعوبة تجزئتها .
وحدة المعرفة اإلنسانية وتكاملها.
تكامل الخبرة :يهتم المنهج المتكامل بالخبرة المتكاملة ذات األنشطة المتعددة و المنظمة
للمعارف و المهارات و االنفعاالت ،و التي تساعد المتعلم على النمو بطريقة متكاملة .
تكامل المعرفة :حيث أن المنهج المتكامل يقوم على إكساب التالميذ المعارف بصورة كلية
شاملة ،ألن الدراسة وفق اسس المنهج المتكامل تتخذ من موضوع واحد محورا لها وتحيطه بكل
المعارف والعلوم المرتبطة به ليتسنى للتالميذ اإللمام بهو متكامال ،وما ينطبق على تكامل
الخبرة ينطبق أيضا على تكامل المعرفة حيث أنها متكاملة ومترابطة
تكامل الشخصية :ان األهداف األساسية لهذا المنهج بناء شخصية متكاملة من خالل اكساب
التالميذ العلوم والمعارف والمهارات والقيم ليصلوا إلى التفكير اإلبداعي المفتوح ومساعدة على
التكيف مع البيئة والمجتمع المحيط بهم وهذا األساس يعتبر من الميزات البارزة في هذا المنهج .
مراعاة لميول الطالب ورغباتهم :يأخذ المنهج التكاملي رغبات التالميذ ميولهم عند بناء المنهج
واختيار المقررات الدراسية وكذلك عند تنفيذها.
مراعاة الفروق الفردية :يهتم المنهج التكاملي بتوفير الدراسات االختيارية المتنوعة بقصد
مواجهة الفروق الفردية عند التالميذ ومن خالل بناء المناهج واختيار المقرات يراعي الفروق
الفردية .
التعاون والعمل الجماعي :يركز المنهج على التعاون بين أفراد العملية التعليمية حيث يتيح
الفرصة لتعاون التالميذ مع معلميهم في اختيار موضوعات الدراسة وفي التخطيط لها وفي
تنفيذها و تقويمها المحروقي (.)2001
13
5102 5102
نال حظ مما تقدم أن أسس بناء المنهج راعت و إشتملت مجموعة من الجوانب و أبرزها الجانب
الفلسفي و يبدو ذلك من خالل نظرتها إلى الخبرة والمعرفة أنها متكاملة وال يفترض الفصل بينها
فاإلنسان أثبت من خالل بحوثه و اكتشافاته أنه متكامل وال ينبغي أن يعمل في النطاق المحلـي
وإنما ضرورة توافر النظرة الكوكبية وخاصة بعد ظهور العولمة التي تجعل من الجزء كل مترابط
اليمكن الفصل بينها .ويتضح في التنظير النظرة السيكولوجية لطبيعة البشرية ومراعاة الفروق
الفردية وميول واتجاهات التالميذ ألي يمكن أن تتوافر في المنهج التكاملي ،أما الجانب االجتماعي
فأ خذ باهتمام وافر في أسس بناء المنهج التكاملي حيث تعمل هذه المناهج على تدعيم المهارات
االجتماعية المختلفة ..
محمد زياد حمدان ّ ،تخطيط المناهج الدار العربية للكتاب تونس.
محمد زياد حمدان ّ ،تقييم المناهج دار التربية الحديثة.
فوزي طه ابراهيم و آخرون ّ ،المناهج المعاصرة منشأة المعارف األسكندرية.
محمد أمين المفتي و آخرون ّ ،أسس بناء المناهج .
حسين سليمان ّ ،األصول التربوية في بناء المناهج .
عبد المجيد سرحان ( ّ ،)1891المناهج المعاصرة .
14