Professional Documents
Culture Documents
لمسات من الإعجاز اللغوي
لمسات من الإعجاز اللغوي
عمر عتيق
Abstract
The research tackles the image of water in the holy Quran hinging upon the
stylistic approach through a horizontal axis that closely examines the semantic harmony
among contiguous vocabulary which forms the linguistic texture of water's image, on
one hand, and the relationship between such texture and the whole context on the other
hand; in addition to the vertical axis that rationalizes any preference of any lexical
choice over other choices at hand within the appropriate context of that image.
مقدمة.
يش كل النص الق رآني تح ديا لمه ارة الب احثين وطاق ات الدارس ين وأدواتهم البحثية من حيث التحليل واالس تنتاج
أن البنية العميقة للنص الق رآني تس تنهض من اهج البحث ب اختالف مس اراتها .وكل ما في الق رآن
والربط والتعلي ل ،كما ّ
الك ريم يقتضي التأمل والت دبر الش تماله على أس رار ال تت أتى إال لمن ش رح اهلل ص دره له ا ،وأط ال التأمل والت دبر به ا،
وأعمل فك ره بالربط والتحليل واالس تنتاج ،وما وقف عليه الق دماء والمح دثون ليس نهاية المط اف ،إذ إن إع ادة النظر في
فتحا جديداً.
بعض اآلراء والتوجيهات في أسرار لغة القرآن ،قد تعد ً
البحث األبع اد الداللية للص ورة المائية مستأنسا ب المنهج األس لوبي من حيث المح ور األفقي والمح ور
ُ ويع اين
أمال في البنية المعجمية من أجل الكشف
العم ودي؛ إذ يقتضي التج اذب ال داللي بين األلف اظ المتج اورة والس ياق ال داللي ت ً
أن اختي ار لفظ دون غ يره من األلف اظ المن اظرة في
عن الخاليا الداللية لأللف اظ المتج اورة وتناس بها مع الس ياق .كما ّ
الصورة المائية يقتضي رصد االنسجام بين اللفظ المختار والسياق وتعليل غياب البدائل المناظرة للفظ المختار.
أن االقتص ار على الداللة الس طحية لمكون ات الص ورة المائية يفضي إلى قص ور في الكشف عن
وينبه البحث على ّ
جمالي ات الص ورة المائي ة؛ ألنّ االكتف اء بالمع اني الجزئية وع دم االس تئناس بالبنية المعجمية العميقة لمف ردات الص ورة
*
أستاذ مشارك ،جامعة آل البيت ،كلية اآلداب.
*
أستاذ مشارك ،جامعة النجاح ،فلسطين.
195 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المائية ،وغي اب الربط بين السياق الجزئي والسياق الكلي يؤدي إلى ع زل الصورة المائية عن روافدها الداللية وظاللها
الفنية.
مشكلة البحث.
يعالج البحث تأثير السياق الداللي على المكونات اللغوية للصورة المائية في القرآن الكريم .ويعلل اختيار لفظ
دون غ يره من الب دائل اللغوي ة المن اظرة وف ق مقتض يات المح ور العم ودي في الدراس ة األس لوبية .ويرص د التق اطع
ال داللي بين األلف اظ المج اورة ال تي تش كل النس يج اللغ وي للص ورة المائي ة وف ق المح و األفقي في الدراس ة األس لوبية.
ويؤك د البحث أن الدالل ة الكلي ة للص ورة المائي ة في القرآن الك ريم تقتضي ربطاً بين الس ياق األص غر والسياق األكبر
بوساطة الكشف عن الخاليا الداللية التي تربط بين السياقين .وينبه البحث على التعالق الداللي بين الدالالت المعجمية
للفظ المختار والدالالت الجزئية التي تتوزع على السياق األكبر للصورة المائية.
أسئلة البحث.
ما هي مقومات الصورة المائية في القرآن الكريم؟ -1
ما الفرق بين لفظ "الفلك" ولفظ "السفينة" في سياق الصورة المائية البحرية؟ -2
كيف يؤثر السياق الداللي على اختيار لفظ دون غيره من األلفاظ المناظرة؟ -3
هل توجد عالقة بين البنية المعجمية العميقة للفظ المختار والسياق الداللي؟ -4
لم اذا يتك رر قول ه تع الى (تج ري من تحتها األنه ار خال دين فيها) به ذه الكلم ات دون غيره ا من الكلم ات -5
المناظرة لها في سياق الجنة؟
لماذا غابت البدائل اللغوية للفعل (تجري) وهي (تمر وتسيل) ،والبديل اللغوي للظرف (تحتها) وهو -6
(أسفلها) في تركيب (تجري من تحتها األنهار خالدين فيها) في سياق الجنة؟
لماذا ال يسوغ التقارب الداللي لأللفاظ المتناظرة في داللتها تبادالً في مواقعها في القرآن الكريم؟ -7
من يحدد صفة الماء في الصورة المائية السياق األصغر لآلية أم السياق األكبر لآليات المجاورة؟ -8
هل توجد عالقة داللية بين صفة الماء واأللفاظ المجاورة في سياق النعيم و العذاب؟ -9
-10ما عالقة السياق األكبر بالبدائل اللغوية لصفات الماء؟
-11لماذا تتغير صفات الماء في سياق العذاب (الماء الصديد والماء المهل والماء الحميم)؟
منهج البحث.
يتوس ل البحث ب المنهج األس لوبي ،ويتخ ذ من المح ور األفقي منطلقاً لمعاين ة التج اذب ال داللي بين األلف اظ
المتج اورة ال تي تش كل الص ورة المائي ة ،ويهتم برص د التواص ل ال داللي بين األلف اظ المتج اورة من خالل االس تعانة
بالبنية المعجمية العميقة التي تكشف عن أواصر القربى بين األلفاظ المتجاورة ،وقد تبدو عالقات القرابة الداللية في
البني ة المعجمي ة لأللف اظ المتج اورة بعي دة عن الفض اء ال داللي للص ورة المائي ة للوهل ة األولى ،لكن تجمي ع ال دالالت
الجزئي ة المبثوث ة في البني ة المعجمي ة يفض ي إلى تش كيل منظوم ة داللي ة معجمي ة تتق اطع م ع دالل ة الص ورة المائي ة.
ويتخذ البحث من المحور العم ودي في الدراسات األسلوبية منطلقاً آخر فيحرص على تعليل غياب البدائل المناظرة
للنسيج اللغوي للصورة المائية.
196
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .حسين كتانة ود .عمر عتيق
197 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(
المتر ّدد
المس تَدير َ ك هو َم ْو ُجه ْ ك هو الموج إذا ماج في البحر فاضطرب وجاء وذهب وال َفلَ ُ الفلَ ُ
قال بعض العربَ :
الماء الِّذي َح َّر َكتْه ِّ
()6 )5
وجاء و َذ َهب وقد تجلت العالقة الداللية بين الفلك والموج والغرق في قوله َ يح فتَ َم َّو َج
الر ُ ُ ك:والفلَ ُ
َ ،
يح َ ٍ س ِّ 6ي ُر ُك ْم ِفي ا ْل َب6ِّ 6ر َوا ْل َب ْحِ 6ر َحتَّى ِإ َذا ُك ْنتُ ْم ِفي ا ْل ُف ْل6ِ 6ك َو َجَ 6ر ْي َن ِب ِه ْم ِب6ِ 6ر ٍ ِ
اءتْ َها ِر ٌ
يح ط ِّي َب66ة َوفَ ِر ُح66وا ِب َها َج َ تع الىُ ﴿ :ه6َ 6و الَّذي ُي َ
ِّين لَِئ ْن َأْن َج ْيتََنا ِم ْن َه ِ6ذ ِه لَ َن ُك6و َن َّن
6ه ال6د َ ين لَ ُ صَ 6 ط ِب ِهم َدع6وا اللَّ َه م ْخِل ِ
ُ
ِ
ظ ُّنوا ََّأن ُه ْم ُأحيْ َ ْ َ 6 6ان َو َ 6ل َم َك ٍ اء ُه ْم ا ْل َم ْو ُج ِم ْن ُك ِّ
ف َو َج َ
ع ِ
اص ٌ َ
ين﴾ ( يونس.)22 : ِ ِم ْن َّ
الشاك ِر َ
وفي قوله تعالى:
ور (َ )31وِإ َذا شُ 6ك ٍ َّار َ ص6ب ٍ 6ل َ 6ات ِل ُكِّ 6
6ك آليٍ 6 6ة اللَّ ِه ِلي6ِ 6ري ُكم ِم ْن ِ ِ ِ ِ
آيات66ه ِإ َّن في َذلَ َ 6 َ ُ َ ْ
ح ِر ِب ِنعمِ 6
َْ َأن ا ْل ُف ْل َك تَ ْج ِري ِفي ا ْل َب ْ6 ﴿َألَ ْم تََرى َّ
6ل َختَّ ٍ
ار آي ِات َنا ِإالَّ ُكُّ 6
6د ِب َ
َّاهم ِإلَى ا ْلب6ِّ 6ر فَ ِم ْنهم م ْقتَ ِ
ص ٌ 6د َو َما َي ْج َحُ 6 ُْ ُ َ ِّين َفلَ َّما َنج ُ ْ
6ه ال66د َين لَُ 6صَ 6 َغ ِش 6يهم م66وج َكالظُّلَ6ِ 6ل َدع66وا اللَّ َه م ْخِل ِ
ُ َْ َ ُْ َ ْ ٌ
َّ َكفُ ٍ
ور﴾ (لقمان )32 -31 :وكثر مجيء الفلك في سياق الغرق بسبب اضطراب أمواج البحر نحو قوله تعالى﴿ :فَ َكذ ُبوهُ
6ان ع ِ آي ِات َنا فَ66ا ْنظُ ْر َك ْيَ 6 ف وَأ ْغر ْق َنا الَّ ِذ َ َّ ِئ َّي َناهُ َو َم ْن َم َع ُه ِفي ا ْل ُف ْل6ِ 6ك َو َج َع ْل َنُ 6
ين﴾ (ي ونس: اق َبُ 6ة ا ْل ُم ْنَ 6ذ ِر َ 6ف َكَ َ 6 ين َك66ذ ُبوا ِب َ 6اه ْم َخال َ َ َ َف َنج ْ
ين﴾ (الش عراء )120-119 :وغيرهما من 6اق َ ون ( )119ثُ َّم َأ ْغر ْق َنا بع6ُ 6د ا ْلبِ 6 شُ 6ح ِ 6ه ِفي ا ْل ُف ْل6ِ 6ك ا ْل َم ْ
َأنج ْي َناهُ َو َم ْن َم َعُ 6
َ َْ َ ﴿ )73فَ َ
المواضع (.)7
وقد تحققت ه ذه العالق ات الداللية بين لفظ الفلك والم وج والغ رق في حين لم تتحقق بين لفظ الس فينة والم وج
الزركشي السياق أم راً يعين على المعنى عند
عد ّوالغرق ،وقد وقف البالغيون على أهمية السياق في القرآن الكريم ،فقد ّ
أن داللة الس ياق (ترشد إلى ت بين المجمل والقطع بع دم احتم ال غ ير الم راد ،وتخص يص الع ام ،وتقييد
اإلش كال ،وذلك ّ
المطلق ،وتنوع الداللة ،وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظيره ،وغالط في مناظراته)
(.)8
والعناية بالمس احة الس ياقية من أب رز آلي ات الدراسة األس لوبية( ،وفي اللس انيات واألس لوبية يطلق لفظ "الس ياق
األكبر" مقابال للفظ "السياق األصغر" الذي يدل على الجوار المباشر للفظ قبله وبعده ،وأما السياق األكبر فهو الذي يتنزل
أن لمصطلح (السياق األكبر) في األسلوبية داللة
فيه اللفظ بعد الجوار المباشر كالجملة أو الفقرة أو الخطاب جملة ،على ّ
نوعية تتمثل في جملة المعطيات التي تحضر القارئ وهو يتلقى النص بموجب مخزونه الثقافي واالجتماعي) (.)9
6ك ِفي ا ْل َب ْحِ 6ر ِلتَ ْبتَ ُغ66وا ِم ْن ولنتأمل مجيء الفعل (ي زجي) مع الفلك في قوله تع الىَ﴿ :ر ُّب ُك ْم الَّ ِذي ُي6ْ 6ز ِجي لَ ُك ْم ا ْل ُف ْلَ 6
()10
ج ِر َ
ي ا ْل ُف ْلُ 6ك ات َوِل ُي6ِ 6ذيقَ ُك ْم ِم ْن َر ْح َم ِت ِ6ه َوِلتَ ْ6ش6ر ٍ
6اح ُم َب ِّ َ
الر َيَ 6َأن ُي ْر ِسَ 6ل ِّ
آي ِات6ِ 6ه ْ
ط ِّي َبة﴾ (ي ونس )22 :وقوله تع الىَ ﴿ :و ِم ْن َ
يح َ ٍ ِب ِر ٍ
َ6أم ِر ِه﴾ (ال روم )46 :ففي ه ذه اآلي ات وغيرها ارتبط الفعل (تج ري) بالفلك ال تي تج ري بالري اح ،والجارية في اللغة ِبْ 6
هي الرياح (.)12
198
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .حسين كتانة ود .عمر عتيق
199 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
200
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .حسين كتانة ود .عمر عتيق
بالخلَدة وهي ِ
الق َرطة ،وتوحي مادة خلد بالسكينة مسورون .و َخلَّد جاريته ِإذا حالها َ َّ
قال الزجاجي :محلون وقال َأبو عبيد ّ
الخلَد :البال والقلب والنفس وجمعه َأخالد يقال وقع ذلك في َخلَدي َأي في ُروعي وقلبي(.)28 والطمأنينة لدى أهل الجنة ،ف َ
ين ِفيهَا﴾ ال ذي ك ثر ِِ تجلى فيما تق دم التن اغم ال داللي بين عناصر ال تركيب الق رآني ﴿ت ْج ِري ِمن تَ ْحتِهَا ْ
اَألنهَ ُار َخال د َ
دورانه في س ياق الجنة ،وتبين مس وغ غي اب البدائل اللغوية المن اظرة للفعل (تج ري) وللفاعل (األنه ار) ولشبه الجملة
الظرفية (من تحتها) وللحال (خالدين).
()29
فإن وإ ذا كان الترادف يعني االتحاد في المفهوم أو توالي األلفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد
وحدة المعنى أو تماثله بعيدة عن ألفاظ القرآن الكريم المتناظرة ،فكل لفظ في القرآن الكريم ينفرد بمعنى عن غيره من
األلف اظ المتقاربة أو المتش ابهة أو المتن اظرة وذلك وفق الس ياق ال ذي يقع في ه ،فالتق ارب ال داللي بين األلف اظ ال يس وغ
التب ادل الم وقعي بينها ،وإ ذا ك ان (الن اس يس تعملونها بمع نى واحد غ ير مك ترثين بما بينها من ف روق دقيقة وال م راعين
()30
يسوغ قبول الترادف
التباين فيها بحسب أصولها في اللغة إهماالً لها أو جهالً بها) .فان مستوى تحصيلهم اللغوي ال ّ
في اللغ ة ،كما أن اإلعج از اللغ وي في الخط اب الق رآني من جهة وغي اب الف روق اللغوية بين األلف اظ المتقاربة أو
المتن اظرة في الخط اب الش فوي بين أهل اللغة وفي الخط اب الف ني ل دى أغلب الكت اب من جهة أخ رى ،يقتضي منا
االعتك اف على الخط اب الق رآني دون غ يره من النص وص لمعرفة الف روق الدقيقة بين األلف اظ المتقاربة وقد (أص اب
العربية في عص ور االنحط اط المنص رمة م رض العم وم والغم وض واإلبه ام ،كما أص ابت ه ذه اآلف ات التفك ير نفس ه،
فض اعت الف روق الدقيقة بين األلف اظ المتقاربة فغ دت مترادف ة)( .)31وال يخفى َّ
أن التفك ير ال دقيق يقتضي اختي اراً دقيق اً
أن آفة التعميم في
وموفق اً للمف ردات؛ فاألفك ار والمش اعر تبقى عائمة ض بابية ألنها تفتقر إلى وع اء لغ وي مناس ب ،كما ّ
التعبير وغياب الدقة في االختيار اللغوي دليل على غياب التفكير المنظم.
أن الطاقة الداللية ال
أن اللفظة المفردة تحوي قدراً من المعاني التي تتفاعل مع داللة السياق ،وهذا يعني ّ
وتبين لنا ّ
إن اللفظة المفردة تحوي من الدالالت ما يحويه تركيب أو قد تزيد المعاني على ما يفيده
تقتصر على التركيب أحيان اً إذ ّ
التركيب ،وهو ما يعزز دقة االختيار في الخطاب القرآني.
وإ ذا كان النموذج المتقدم قد اقتصر على االنسجام بين اللفظ والسياق األصغر ،فإن هذا االقتصار ال يعني إغفال
السياق الكلي وهو السورة القرآنية ،لكن حدود البحث جعلتنا نقتصر على السياق األصغر ،فالتالؤم بين األلفاظ والسياق
ألن (اآلية في النهاية -وهي وح دة مقطعية -تؤلف سلس لة كالمية تمتلك
الكلي (الس ورة) يبقى مج االً خص باً للبحث؛ ّ
المف اتيح المحورية ال تي تش كل ن واة في بنية المع نى الق رآني ،فتظل المف اهيم بهك ذا منهجية ت رتقي من النص األص غر
(اآلية) إلى مستويات أعلى :الثمن ،الحزب ،السورة ،لتتوزع على بقية النص األكبر (القرآن)) (.)32
ثالثا :صورة اآلبار:
6اء َم ِع ٍ
ين﴾ (المل ك )30 :تتض من اآلية تق ابال بين ْ6أتي ُكم ِبمٍ 6
ِ
ق ال تع الىُ ﴿ :ق6ْ 6ل ََأر َْأيتُ ْم ِإ ْن ْ
َأص َ 6ب َح َم66اُؤ ُك ْم َغ6ْ 6وراً فَ َم ْن َيَ ْ 6
ِ
الغائر وب ْع ده كالماء
نوعين من الماء (ماء غور وماء معين) وهو تقابل بين الصعوبة والسهولة؛ ف َغ ْو ُر كل شيء ُع ْمقه ُ
ين الم اء الس ائل وقيل الج اري على ِ
والمع ُ
والم ْع ُن َ
والم ْع ُن الس هل اليس ير َ
والم ْع ُن الش يء الس هل الهين َ
ال ذي ال ُي ْق َدر عليه َ
فس هُ َل
وم َع َن ال وادي ك ثر فيه الم اء َ
والم ْع ُن الم اء الظ اهر َ
الس هولة َ
وجه اَألرض وقيل الم اء الع ذب الغزير وكل ذلك من ُّ
وَأم َع َن َسهُ َل وسال (.)33
الماء َم َع َن َي ْم َع ُن ُمعوناً ْ
وم ُع َن ُ
ناولُه َ
ُمتَ َ
وليس بيان معاني األلفاظ مطلباً بعينه (أي أننا نبحث في بعض الكلمات من أجل أن نرى مدى نهوضها أو عجزها
عن تحمل األعباء الفكرية المنوطة بالسياق) (.)34
201 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والغرض من التقابل في صفتي الماء في الخطاب القرآني ال يقتصر على ثنائية الصعوبة والس هولة في الحصول
إن المقابلة المائية ترتبط بخطاب الرسول عليه السالم إلى كفار مكة وقد وردت في اآليتين السابقتين آلية على الماء ،إذ ّ
ابين ِم ْن َعَ 666ذ ٍ َأهلَ َك ِني اللَّ ُه وم ْن م ِعي َأو ر ِحم َنا فَم ْن ي ِج 666ير ا ْل َك ِ
666اف ِر َ 666ل ََأر َْأيتُ ْم ِإ ْن ْ
المقابلة المائية وذلك في قوله تع الىُ ﴿ :ق ْ
ْ َ َ َ ُ ُ ََ َ
َأهلَ َك ِني اللَّ ُه َو َم ْن َم ِعي﴾ ين اظر قوله تع الىُ ﴿ :ق6ْ 6ل ََأر َْأيتُ ْم ِإ ْن َِأل ٍيم﴾ (المل ك ،)28 :ف الجزء األول من اآلي ةُ :ق6ْ 6ل ََأر َْأيتُ ْم ِإ ْن ْ
اب َِأل ٍيم﴾ ين اظر الج زء الث اني ﴿فَ َم ْن ين ِم ْن َعَ 6ذ ٍ َأص 6بح م66اُؤ ُكم َغ66وراً﴾ والج زء الث اني من آية الملك ﴿فَم ْن ي ِج 6ير ا ْل َكِ 6
6اف ِر َ َ ُ ُ ََْ َ ْ ْ
ين﴾ وبه ذا تص بح المقابلة بين الم اء الغ ور والم اء المعين وس يلة فنية نفس ية لتق ريب أو ترس يخ مفه وم 6اء َم ِع ٍ
ْ6أتي ُكم ِبمٍ 6
َيَ ْ 6
ِ
عقائ دي تض منه خط اب الرس ول عليه الس الم إلى أهل مكة وال ن رى هنا ما يمنع من االس تئناس بالت ذوق اللغ وي وما
تقتضيه خصائص التركيب في اللغة العربية للكشف عن التناسب بين مفردات اآلية( ،وما على قارئ القرآن -لتستبين
أن يحتكم إلى ذوقه األدبي تارة ومنطقه الفكري تارة أخرى) (.)35
له وجوه التناسب بين اآليات -إال ْ
رابعاً :الماء في سياق الجنة:
حينما نتتبع م ادة لغوية في أحد المع اجم فإننا نجد دالالت ش تى ،وقد نت وهم َّ
أن كل مع نى مس تقل بذاته عن المع اني
أن بعض المع اني تجمعها عالئق داللية في حين تغيب ه ذه
األخ رى ال تي انبثقت عن ذات الم ادة اللغوي ة ،وقد يب دو لنا ّ
العالئق بين معان أخرى وغيرها من المعاني التي تبدو بعيدة عن السياق الداللي لآلية .ولكن التأمل في هذه المع اني وما
يقتضيه السياق يفضي إلى وجود عالئق داللية وفنية واجتماعية بين هذه المعاني والسياق ،وهو ما سنوضحه فيما بعد،
(وهذه االستعماالت أو المعاني المتعددة تتصل كلها بالمعنى األصلي اتصاالً قوي اً أو ضعيفاً ،قريب اً أو بعيداً ،وتفيد الكلمة
في ذاتها المعاني التي اكتسبتها كلها َّ
وكأنها مختزنة فيها كامنة في تضاعيف حروفها ويبرز أحدها حين استعمال الكلمة
في جملة معينة وسياق محدد من الكالم) (.)36
وتتب اين ص فات الم اء في الق ران الك ريم وفق الس ياق ال ذي تقع في ه ،فص فة الم اء تحمل ش حنة داللية تض يء س ياق
س ُك ٍ
وب﴾ (الواقعة،)31 : ٍ
اآلية التي وقعت فيها أو سياق اآليات المجاورة ،ولنتأمل صفة الماء في قوله تعالىَ ﴿ :و َماء َم ْ
يقودنا التأمل إلى تساؤل ،لماذا جاء الماء موصوفاً بالسكب في هذا الموضع دون غيره من المواضع؟ واإلجابة تقتضي
االس تئناس بس ياق اآلي ات المج اورة للكشف عن التج اذب ال داللي بين الم اء المس كوب ومف ردات الس ياق المج اور به دف
اب
َأص َح ُ
تسويغ غياب الصفات األخرى المناظرة لصفة سكب الماء ،فقد جاءت صفة السكب في سياق قوله تعالىَ ﴿ :و ْ
سُ 6ك ٍ ٍ ضو ٍد (َ )29و ِظ ٍّل َم ْمُ 6 ين (ِ )27في ِس ْد ٍر َم ْخ ُ اب ا ْل َي ِم ِ ا ْل َي ِم ِ
وب ()31 6دو ٍد(َ )30و َم66اء َم ْ ضو ٍد (َ )28و َ
ط ْل ٍح َم ْن ُ َأص َح ُ
ين َما ْ
وع ٍة﴾ (الواقعة ،)33 -27 :وقد تعدد ذكر األشجار والثمار في سياق اآليات اكه ٍة َك ِثير ٍة ( )32ال م ْقطُ ٍ
وعة َوال َم ْم ُن َ
َ َ َ
ِ
َوفَ َ
ريحه ِر ُ
يح َأن َ ِّب ال ريح ك َّ طي ُ ب َش َجٌر َ الس َك ُ
(السدر والطلح والفاكه ة) وداللة األشجار تتن اغم مع صفة الم اء المسكوب ،ف َّ
ِ
واَألودَية الق ِ
يعان ت في ِ ض رةً َي ْنُب َُأشد ُخ ْ الص ْعتَر ِإال َأنه ُّ
ق َّ ق مث ُل و َر ِ وو َر ٌ ٍ ت ُم ْس تَِقالًّ على ِع ْر ٍ الخلُ و ِ
َ ب َ واحد له َز َغ ٌ ق ق َي ْنُب ُ َ
َأغبر ش بيهٌ ب ورق ال ِه ْن ِ
دباء وله ب ِ الحج ِاز َنبيذاً ،و َّ وله جًنى ي َك ُل ويص َنعه َأهل ِ
ورق ْ َ
يرتف عُ قَ ْد َر ال ذراع وله ٌ ب ُع ْش ٌالس َك ُ َ ْ ُ َ ُْؤ
()37
ِ
البياض . شديد
َأبيض ُ َن ْوٌر ُ
إن التناسب ال ذي تجلى في اآلي ات الس ابقة من األدلة الس اطعة على عجز أولئك ال ذين س ولت لهم أنفس هم أن
أن غيرها أصلح هناك أو أشبه أو
يعارضوا القرآن (فلم يجدوا في الجميع كلمة ينبو بها مكانها ولفظة ينكر شأنها أو يرى َّ
أحرى وأخلق ،بل وجدوا اتساقا بهر العقول ،وأعجز الجمهور) (.)38
فسر الزمخشري الماء المسكوب بأنه يسكب لهم أين شاؤوا وكيف شاؤوا ال يتعنون فيه .وقيل :دائم الجرية ال وقد ّ
ينقطع .وقيل :مص بوب يج ري على األرض في غ ير أخ دود ،ويتفق ه ذا التفس ير مع قوله تع الى﴿ :ال م ْقطُوعٍ 6
6ة َوال )39 (
َ َ
وع ٍة﴾ وقد تكون النظرة األولى غير كافية الستخراج كنوز الداللة من مادة (سكب) ،ألن الكنوز ال تستبين بالنظرة
َم ْم ُن َ
202
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .حسين كتانة ود .عمر عتيق
203 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ين اتَّ َخُ 6 6ذوا ِدي َن ُه ْم لَ ِعب 6 6اً َولَ ْه66 6واً
وفي موضع آخر وصف ما يش ربه الك افرون ب الحميم في قوله تع الىَ ﴿ :و َذ ِر الَّ ِذ َ
6ل َع6ْ 6د ٍل الشِ 6فيعٌ َوِإ ْن تَ ْع6ِ 6د ْل ُكَّ 6 ون اللَّ ِه َوِل ٌّي َوال َ
س لَ َها ِم ْن ُد ِ س ِب َما َك َ
سَ 6ب ْت لَ ْي َ سَ 6ل َن ْف ٌ َو َغ6َّ 6رتْ ُه ْم ا ْل َح َي66اةُ ال6ُّ 6د ْن َيا َو َذ ِّك ْر ِب6ِ 6ه ْ
َأن تُْب َ
يم ِب َما َك66ا ُنوا َي ْكفُ6ُ 6ر َ ش 6راب ِم ْن ح ِم ٍيم وعَ 6ذ ِ يْؤ َخْ 6ذ ِم ْنها ُأولَِئ َك الَّ ِذ َ ِ
ون﴾ (األنع ام .)70 :إ َّ
ن اب َأل ٌ
َ َ َ ٌ س ُ 6بوا لَ ُه ْم َ َ ٌين ُْأبس 6لُوا ِب َما َك َ َ ْ ُ
داللة (حميم) ال تقتصر على ح رارة الم اء ال ذي يش ربه الك افرون ،وإ ذا ك ان ش راب الحميم ج زءا من ع ذاب ه ؤالء
فان الحياة الدنيا وما فيها من غرور وملذات تتناغم داللي اً مع الكافرين ألنهم اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا َّ
َأقل الناس في الدنيا َه ّم اً َأقلُّهم َح ّم اً َأي
عربي اً وكان يقول في ُخطبته ِإنَّ َّ
ّ لمةُ بن عبد الملك معاني مادة (حمم) فقد كان َم ْس َ
ت مثل اهتممت واحتَ َم ْم ُ
حام على هذا األمر أي ث ابت عليه ْ ماالً ومتاعاً ،وأمر ُم ِح ٌّم إذا أخذك منه َز َمعٌ واهتمام ،يقالَ :أنا ُم ٌّ
(
والحماِئم كرائم اِإل بل واحدتها َحميمة وهو من ح َّم ِة نفسي أي من حبَّتها ،والحمامة المرَأة الجميلة وساحة القصر َّ ِ
النقَّيةَُ ، َ ُ ُ
وكانت العرب تسمى المتعة التحميم ،والحمامة والحم المال والمتاع (.)52 )51
إن انط واء الب احث على جزئي ات النص ي ؤدي حتماً إلى تغ ييب التواصل بين الجزئي ات (أما التحليل الموض وعي
َّ
ألي عنصر دراسة مس تنيرة واعية على ال دوام بطريقة ارتباطه بالعناصر األخ رى ،بل َّ
إن أن تك ون دراس تنا ّ
فيحتم ْ
أي
أن تذكرنا بهذه العالقات العض وية المتعددة في مواضع متعددة بحيث ال نستطيع تحليل ّ
الدراسة التحليلية ذاتها ال ُب َّد ْ
تحليال له معناه وداللته إال إذا تذكرنا مكانه الكيان الكامل) (.)53 ً عنصر
يم ِب َما َك66ا ُنوا َي ْكفُ6ُ 6ر َ ش 6راب ِم ْن ح ِم ٍيم وعَ 6ذ ِ وفي اآلية ذكر للع ذاب ﴿ُأولَِئ َك الَّ ِذ َ ِ
ون﴾ اب َأل ٌ
َ َ َ ٌ ين ُْأبس 6لُوا ِب َما َك َ
س ُ 6بوا لَ ُه ْم َ َ ٌ ْ
()54 ِ
وذكر العذاب ينسجم مع معنى اليحموم وهو ُسرادق َأهل النار .
الزركشي الس ياق أم راً يعين على المع نى عند
وقد وقف البالغي ون على أهمية الس ياق في الق رآن الك ريم ،فقد ع ّد ّ
أن داللة الس ياق (( ترشد إلى ت بين المجمل والقطع بع دم احتم ال غ ير الم راد ،وتخص يص الع ام ،وتقييد
اإلش كال ،وذلك ّ
المطلق ،وتنوع الداللة ،وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظيره ،وغالط في مناظراته،
يم﴾ (الدخان )49 :كيف تجد سياقه يدل على َّأنه الذليل الحقير) (.)55 ق ِإ َّن َك َأ ْن َت ا ْل َع ِز ُ
يز ا ْل َك ِر ُ وانظر إلى قوله تعالىُ ﴿ :ذ ْ
سادساً :الماء في سياق الرحمة والعذاب:
من اإلشراقات الداللية في صورة الماء في القرآن الكريم مجيء لفظ الماء أو صفته في سياقين متناقضين (الجنة
والع ذاب) ،ويش ير االختي ار اللغ وي في الس ياقين إلى ال ثراء ال داللي لبعض ألف اظ الم اء أو ص فاته ،فكلمة (ش راب) على
ين َكفَ ُ6روا لَ ُه ْمس بيل المث ال تحمل ش حنات داللية متباينة تؤهلها لتص وير س ياقي الجنة والع ذاب ،ففي قوله تع الىَ ﴿ :والَّ ِذ َ
ون﴾ (ي ونس )4 :ج اء الش راب في س ياق الع ذاب ،وال ي أتي الش راب إال يم ِب َما َك66ا ُنوا َي ْكفُ6ُ 6ر َ ش 6راب ِم ْن ح ِم ٍيم وعَ 6ذ ِ
اب َأل ٌ
َ َ َ ٌ ََ ٌ
الش روب الذي فيه شيء من ع ٍ
ذوبة ب ،وقيل َّ متبوعاً بنعت يخصصه ويحدد داللته؛ َّ
ُ ضغُ يقال له ُي ْش َر ُ
كل شيء ال ُي ْم َ
ألن ّ
والش ِريب دونه في الع ِ
ذوبة وليس َي ْش َرُبه الناس ِإالّ عند ضرورة وقد تَ ْش َرُبه البهائم ،وقيل ُ وقد َي ْش َرُبه الناس على ما فيهُ َّ ،
الماء َأكثر (.)56 يب و َشروب فيه مرارةٌ وملُوحة ويوم ذو َشر ٍ َّ
ب فيه ُ الح ِّر ُي ْش َر ُ
شديد َ
بة ُ َ ٌ ُ َ ب ،وقيل :ماء َش ِر ٌ ُ الع ْذ ُ
يب َ الش ِر ُ
ق َو ُحلُّواس6تَ ْب َر ٌ ند ٍ ِ ِ
ضٌ6ر َوِإ ْ س ُخ ْ سُ اب ُ ومن المواضع ال تي ج اء فيها الش راب في س ياق الجنة قوله تع الىَ ﴿ :عال َي ُه ْم ث َي ُ
اور ِم ْن ِف َّ ٍ
أن لفظ الش راب بذاته ال يحمل داللة ط ُه66وراً﴾ (اإلنس ان .)21 :نالحظ مما تق دم َّ ش َ 6راباً َ ُّه ْم َ
اه ْم َرب ُ
س 6قَ ُ
ض 6ة َو َ َأس َ ِ 6
َ
مح ددة وال يختص بس ياق دون غ يره فهو بحاجة إلى ص فة تح دده وتخصص ه ،له ذا ج اءت ش به الجملة (من حميم)
لتخصص الشراب في سياق العذاب ،وجاء النعت (طهوراً) ليخصص الشراب في سياق الجنة.
ألن البنية المعجمية له تختزل دالالت تتوزع وقد يأتي اللفظ الدال على الماء بال صفة في سياقي العذاب والجنةَّ ،
ص َ 6دقَ ِات ُك ْم ِب66ا ْل َم ِّن َواَأل َذى َكالَّ ِذي ِ
آم ُن66وا ال تُْبطلُ66وا َين َ ُّها الَّ ِذ َ
على الع ذاب والجن ة ،نحو لفظ (واب ل) في قوله تع الىَ ﴿ :يا َأي َ
ِ اس وال ي ْ6ؤ ِم ُن ِباللَّ ِه وا ْلي66وِم ِ يِ
ص ْ 6لداً ال َأص َ 6اب ُه َوا ِب ٌ 6ل َفتََر َكُ 6
6ه َ اب َف َ ان َعلَ ْي66ه تُ6َ 6ر ٌ 6ه َك َمثَ6ِ 6ل َ
ص ْ 6ف َو ٍ اآلخِ 6ر َف َمثَلُُ 6 َ َْ الن ِ َ ُاء َّ
6ه ِرَئ َ
6ق َمالَُ 6
نفُ 6 ُ
204
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .حسين كتانة ود .عمر عتيق
ش 6ي ٍء ِم َّما َكس 6بوا واللَّ ُه ال يه6ِ 6دي ا ْلقَ66وم ا ْل َكِ 6
6اف ِر َ
ين﴾ (البق رة )264 :فقد وقع لفظ (واب ل) في س ياق أعم ال َي ْق6ِ 6د ُر َ
َْ َْ َُ َ ون َعلَى َ ْ
أن مادة (وبل) تفيد الفساد والشدة والعذاب ،وهي معان تُختزل بلفظ الوبال( .)57وفي اآلية اآلتية وقع لفظ الكافرين ،وذلك َّ
اة اللَّ ِه َوتَثِْبيت6اً ِم ْن َأْنفُ ِسِ 6ه ْم
ضِ 6
6اء َم ْر َ ِ
َأم َوالَ ُه ْم ْابت َغَ 6
ون ْ
ين ي ِ
نفقُ َ ِ
(وابل) في سياق أعمال المؤمنين في قوله تعالىَ ﴿ :و َمثَ ُل الَّذ َ ُ
ط ٌّ6ل واللَّ ُه ِبما تَعملُ َ ِ ِ ِ ٍ
ير﴾ (البق رة،)265 : 6ون َبصٌ 6 َ َْ َك َمثَ ِل َج َّنة ِب َر ْب َو ٍة َ
َأص َاب َها َوا ِب ٌل فَآتَ ْت ُأ ُكلَ َها ض ْعفَ ْي ِن فَِ6إ ْن لَ ْم ُيصْ 6ب َها َوا ِبٌ 6ل فَ َ َ
أن الفعل أص اب قد الزم الفاعل (واب ل) في أن الوبل المطر الش ديد الض خم القطر( ،)58والالفت في ه ذين الس ياقين َّ وذلك َّ
أي في الموض عينَّ ،
ألن الفعل (أص اب) يتن اغم داللي اً مع مع اني (واب ل) في س ياقي أعم ال الك افرين وأعم ال المؤم نين ْ
سياقي العذاب والرحمة ،فأصابه بكذا :فجعه به ،والمصيبة ما أصابك من الدهر فالصوب نزول المطر (.)59
وقد اشتمل التركيب النحوي بين الفعل (أصاب) والفاعل (وابل) على التماثالت الداللية اآلتية:
()60
-1تماثل داللة الفعل والفاع ل ،فالص وب ن زول المط ر ،والوبل المطر الش ديد الض خم القطر َّ .
إن التق اطع
ال داللي بين الط رفين يصل إلى درجة االنص هار بين داللة الفعل وداللة الفاع ل ،فكل منهما يحمل ش حنات
داللية تضيء الطرف اآلخر ،وفي هذا يقول الجرجاني( :واعلم َّ
أن مثل واضع الكالم مثل من يأخذ قطع اً من
الذهب أو الفضة فيذيب بعضها في بعض حتى تصير قطعة واحدة)(.)61
ٍ
-2داللة الوبل على الخير والرحمة ،وهو يتقاطع مع داللة قوله تعالىَ ﴿ :ك َمثَ ِل َج َّنة ِبَر ْب َو ٍة َ
َأص َاب َها َوا ِب ٌل فَآتَ ْت
ُأ ُكلَها ِ
ض ْعفَ ْي ِن﴾. َ
-3الداللة السلبية للفعل والفاعل ؛ فالوبال هو الفساد والشدة والعذاب ،وأصابه بكذا :فجعه به ،والمصيبة ما
ان َعلَ ْي6ِ 6ه 6ه َك َمثَ6ِ 6ل َ
صْ 6ف َو ٍ ()62
أص ابك من ال دهر وهو يتق اطع مع داللة العق اب أو الج زاء في قوله تع الى﴿ :فَ َمثَلُُ 6
ص ْلداً﴾ .فقد تضمن الفاعل المالزم داللة الخير والرحمة وداللة العذاب. َأص َاب ُه َوا ِب ٌل فَتََر َك ُه َ
اب فَ َ
تَُر ٌ
َّ
إن ه ذا التواصل ال داللي بين الفعل والفاعل ال تتكشف إش راقاته إال من خالل الس ياق إذ (ال ن وجب الفص احة للفظة
()63
وال ندري مقطوعة مرفوعة من الكالم الذي هي فيه َّ
ولكنا نوجبها لها موصولة بغيرها ومعلقاً معناها بمعنى ما يليها)
من أين تنبع اإلث ارة ،هل تنبع من جاذبية المع اني لأللف اظ أم من اقتض اء األلف اظ للمع اني؟ وذلك َّ
(أنك تحسب ألفاظه هي
ال تي تنق اد لمعاني ه ،ثم تتع رف ذلك وتتغلغل فيه فتنتهي إلى َّ
أن معانيه منق ادة أللفاظ ه ،ثم تحسب العكس وتتعرفه متثبت اً
إن ت زال م تردداً على منازعة الجه تين كلتيهما ح تى ت رده إلى اهلل ال ذي خلق في
فتص ير منه إلى عكس ما حس بت وما ْ
العرب فطرة اللغة) (.)64
َّ
ولعل ما تقدم يفسر مالزمة الفاعل (وابل) للفعل (أصاب) وغياب األفعال المناظرة للفعل( ،فالجملة تركيب يحفل
بالتفاعل بين المعاني الجزئية وغاية هذا التفاعل تكوين معنى داللي واحد تفيده الجملة) (.)65
6اه ْم ِبُ 6ذ ُنو ِب ِه ْم َو َ
َأنشْ6أ َنا ج ِري ِم ْن تَ ْح ِت ِه ْم فَ ْ
َأهلَ ْك َنُ 6 6ار تَ ْ6 ِ
اء َعلَ ْي ِه ْم م6ْ 6د َراراً َو َج َع ْل َنا اَأل ْن َهَ 6
السَ 6م َ
سْ 6ل َنا َّوفي قوله تع الىَ ﴿ :و َْأر َ
أن ال ُّد ْر ُدور َّ
بالض ّم ين﴾ (األنع ام )6 :وقع الم اء الغزير المتت ابع (م دراراً) في س ياق الع ذاب ،وذلك َّ ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم قَ ْرناً آ َخ ِر َ
الس ِف َينةُ ( )66وفي يش َم اُؤ ه ال تك اد تَ ْس لَم منه َّ الب ْحر َي ِج ُ ِ
ق وهو َم ْوض عٌ في َو َس ط َ
ِ الغ َر ُ
ويخ اف منه َ دور ُ
اء ال ذي َي ُ هو الم ُ
66د َراراً ()11 اء َعلَ ْي ُك ْم ِم ْ
السَ 66م َموضع آخر يقع الم اء الغزير المتت ابع في س ياق الرحمة والنعم في قوله تع الىُ ﴿ :ي ْر ِسْ 66ل َّ
ين وي ْجع ْل لَ ُكم ج َّن ٍ ِ ِ
ات َو َي ْج َع ْل لَ ُك ْم َأْن َه6اراً﴾ (ن وح )12 -11 :فقد تن وعت نعم اهلل س بحانه وتع الى في َأم َو ٍال َو َبن َ َ َ َ ْ َ َو ُي ْمد ْد ُك ْم ِب ْ
اآلية الثاني ة ،ومن اليس ير أن نقيم ش بكة من العالق ات الداللية بين أن واع النعم ومع اني م ادة درر (م دراراً) ،ف األموال في
الد َّرةُ وهي اللؤلؤة العظيمة ،والدرة من مادة (درر) ،وكلمة البنين في اآلية يناظرها َّ
الد ُّر َأم َو ٍال) تناظرها ُّ
قوله تعالى ( ِب ْ
البقُول( ،وه ذه
ض اً ك ُ
وفَ ،و َرقُه ُيؤ َكل َغ ّ ب من َّ
الش َج ِر َم ْع ُر ٌ الن ْف ُس ،والجن ات يناظرها ال َّد ْر َد ُار وهو َ
ض ْر ٌ ب الفَتْح وهو َّ
االس تعماالت أو المع اني المتع ددة تتصل كلها ب المعنى األص لي اتص االً قوي اً أو ض عيفاً ،قريب اً أو بعي داً ،وتفيد الكلمة في
205 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخاتمة.
ع الج البحث س تة مس ارات للص ورة المائي ة في الق رآن الك ريم مستأنساً ب المنهج األس لوبي من خالل المح ور
األفقي ،والمح ور العم ودي ،فالمس ار األول اقتص ر على الص ورة المائي ة البحري ة ال تي يتن اوب فيه ا لفظ ا (الفل ك
والسفينة) ،وقد حرص البحث على تعليل ورود لفظ "الفلك" في سياق مغاير للسياق الذي ورد فيه لفظ "السفينة" من
خالل االستعانة بالبنية المعجمية لمادتي (فلك وسفن) وتناسب داللتهما مع داللة السياق األصغر واألكبر.
واختص المس ار الث اني بص ورة األنه ار ،واعت نى برب ط دالالت األلف اظ المتج اورة في قول ه تع الى( :تج ري من
تحتها األنهار )...بحال الجنة .وحدد المسار الثاني المسوغات الداللية والسياقية لغياب البدائل المناظرة لأللفاظ التي
تش كل اآلي ة الس ابقة؛ فأس هب في تعلي ل مجيء الفع ل (تج ري) ب دالً من (تس يل أو تم ر) ،ومجيء (تحته ا) ب دالً من
(أسفلها) ،ومجيء (خالدين) بدالً من (مقيمين).
وعاين المسار الثالث صورة اآلبار؛ فوقف على داللة التقابل في صفتي الماء (ماء غور وماء معين) ،وبين أنَّ
التقابل بين صفتي الماء يتجاوز البنية السطحية للصورة المائية إلى داللة البنية العميقة التي تتمثل بخطاب الرسول
عليه السالم إلى كفار مكة من حيث معنى الصعوبة الذي يشتمل عليه الماء حينما يكون غائراً في األرض ،ومعنى
السهولة حينما يكون الماء معيناً.
ورص د المس ار الراب ع ماهي ة الم اء في س ياق الجن ة من خالل دالل ة الم اء المس كوب على ح ال الجن ة ،وتناس ب
الماء المسكوب مع ذكر األشجار والثمار في سياق اآليات (السدر والطلح والفاكهة).
واختص المس ار الخ امس بالم اء في س ياق جهنّم ،وف رق بين دالل ة الم اء الص ديد والم اء المه ل والم اء الحميم،
وعلل اختصاص كل ماء بسياق دون غيره.
َّ
وانتهى البحث في مساره السابع بصورة الماء في سياق الرحمة والعذاب ،فعرض لداللة (شراب) التي تحمل
شحنات داللية متباينة تؤهلها لتصوير سياقي الجنة والعذاب.
206
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .حسين كتانة ود .عمر عتيق
الهوامش.
ابن منظور ،أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم لسان العرب ،دار الفكر ،بيروت ،ط1997 ،6م (مادة فلك). ()1
الزبيدي ،محمد مرتضى الحسيني الواسطي :تاج العروس شرح القاموس ،منشورات مكتبة الحياة ،بيروت، ()2
1306هـ( ،مادة فلك).
الرافعي ،مصطفى صادق ،إعجاز القرآن والبالغة النبوية ،دار الكتاب العربي ،ط ،9بيروت -لبنان1393 ،هـ= ()3
1973م ،ص .211
انظر على سبيل المثال :لقمان ،31البقرة.164 ()4
لسان العرب :مادة فلك. ()5
تاج العروس :مادة فلك. ()6
انظر :البقرة ،164األعراف .64 ()7
الزركشي ،بدر الدين ،البرهان في علوم القرآن .تحقيق :محمد أبو الفضل إبراهيم .دار الجيل ،بيروت1988 ،م ،ج ()8
،2ص .201-200
المسدي ،عبد السالم ،األسلوبية واألسلوب ،دار سعاد الصباح ،ط1993 ،4م ،ص .175 ()9
لسان العرب :مادة سخر. ()10
المصدر نفسه ،مادة زجا. ()11
المصدر نفسه ،مادة جرا. ()12
المصدر نفسه ،مادة جرى. ()13
المصدر نفسه ،مادة جرى. ()14
بحيري ،سعيد حسن ،علم لغة النص -المفاهيم واإلجراءات .الشركة المصرية العالمية للنشر ،لونجمان ،القاهرة ،ط ()15
1997 ،1م ،ص.139
ابن عباد ،الصاحب (سليمان بن عباد) ،المحيط في اللغة ،تحقيق :محمد حسن آل ياسين ،مطبعة المعارف ،ط ،1 ()16
بغداد1975 ،م (مادة سيل).
تاج العروس :مادة (سيل). ()17
انظر :الزمخشري ،جار اهلل ،الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل ،دار المعرفة ،بيروت ،ط2002 ،1م، ()18
ص.871
لسان العرب :مادة (سيل). ()19
التكون -القراءة ،مدخل لنظرية معرفية في نشوء الكون ونظام الكائنات،
عباس ،أمير :اإلعجاز القرآني -التبيانّ - ()20
دار أسامة ،عمان2002 ،م ،ص .89
تاج العروس :مادة نهر. ()21
المصدر نفسه :مادتا جرا ونهر. ()22
لسان العرب :مادة نهر. ()23
تاج العروس :مادة نهر. ()24
لسان العرب :مادة سفل. ()25
الزركشي ،بدر الدين ،البرهان في علوم القرآن،ج ،2ص ( .118مرجع سابق). ()26
207 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
208
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .حسين كتانة ود .عمر عتيق
الزركشي ،بدر الدين :البرهان في علوم القرآن .ج ،2ص( .201-200مرجع سابق). ()55
لسان العرب :مادة شرب. ()56
المصدر نفسه :مادة وبل. ()57
المصدر نفسه :مادة وبل. ()58
المصدر نفسه :مادة صوب. ()59
المصدر نفسه :مادتا صوب و وبل. ()60
الجرجاني ،عبد القاهر :دالئل اإلعجاز في علم المعاني ،ص(265مرجع سابق). ()61
لسان العرب :مادتا صوب و وبل. ()62
الجرجاني ،عبد القاهر :دالئل اإلعجاز ،ص( 259مرجع سابق). ()63
الرافعي ،مصطفى صادق ،إعجاز القرآن والبالغة النبوية ،دار الكتاب العربي ،ط ،9بيروت -لبنان1393 ،هـ= ()64
1973م ،ص .41-40
حميدة ،مصطفى :نظام االرتباط والربط في تركيب الجملة العربية .الشركة المصرية العالمية -لونجمان ،ط،1 ()65
1997م ،ص .157
لسان العرب :مادة درر. ()66
تاج العروس :مادة درر. ()67
المبارك ،محمد :فقه اللغة ،ص( 182مرجع سابق). ()68
الزمخشري :الكشاف ،ص ( 143مرجع سابق). ()69
لسان العرب :مادة برك. ()70
المصدر نفسه ،مادة برك. ()71
تاج العروس :مادة برك. ()72
المصادر والمراجع.
بحيري ،سعيد حسن :علم لغة النص -المفاهيم واإلجراءات ،الشركة المصرية العالمية للنشر ،لونجمان ،القاهرة ،ط .1
1997 ،1م.
الجرجاني ،عبد القاهر ،دالئل اإلعجاز في علم المعاني ،صحح أصله :محمد عبده ومحمد محمود الشنقيطي ،علق .2
عليه :محمد رشيد رضا ،دار المعرفة ،بيروت ،ط1994 ،1م.
الجرجاني ،علي بن محمد ،التعريفات ،تحقيق :عبد الرحمن عميرة ،عالم الكتب ،بيروت1987 ،م. .3
حميدة ،مصطفى ،نظام االرتباط والربط في تركيب الجملة العربية ،الشركة المصرية العالمية -لونجمان ،ط،1 .4
1997م.
الخضراوي ،محمد أحمد ،هندسة النص -سلطة القراءة -كتابات معاصرة ،م ،9ع1998 ،33م. .5
راغب ،نبيل :موسوعة اإلبداع األدبي .الشركة المصرية العالمية -لونجمان ،ط .1996 ، .6
الرافعي ،مصطفى صادق ،إعجاز القرآن والبالغة النبوية ،دار الكتاب العربي ،ط ،9بيروت -لبنان1393 ،هـ= .7
1973م.
209 المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمساتـ من اإلعجاز اللغوي في القرآن الكريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرضي ،الشريف ،تلخيص البيان في مجازات القرآن .تحقيق :مكي السيد جاسم ،عالم الكتب ،بيروت ،ط،1 .8
1986م.
الرومي ،فهد بن عبد الرحمن بن سليمان ،خصائص القرآن الكريم ،مكتبة العبيكان ،الطبعة التاسعة1997 ،م. .9
الزبيدي ،محمد مرتضى الحسيني الواسطي ،تاج العروس شرح القاموس ،منشورات مكتبة الحياة ،بيروت، .10
1306هـ.
الزركشي ،بدر الدين ،البرهان في علوم القرآن ،تحقيق :محمد أبو الفضل إبراهيم ،دار الجيل ،بيروت1988 ،م. .11
الزمخشري ،جار اهلل ،الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل ،دار المعرفة ،بيروت ،ط2002 ،1م. .12
الصالح ،صبحي ،مباحث في علوم القرآن ،دار العلم للماليين ،ط1970 ،21م. .13
التكون -القراءة ،مدخل لنظرية معرفية في نشوء الكون ونظام الكائنات،
عباس ،أمير ،اإلعجاز القرآني -التبيانّ - .14
دار أسامة ،عمان2002 ،م.
ابن عباد ،الصاحب (سليمان بن عباد) المحيط في اللغة :تحقيق :محمد حسن آل ياسين ،مطبعة المعارف ،ط ،1 .15
بغداد1975 ،م.
لعيبي ،حاكم مالك ،الترادف في اللغة ،وزارة الثقافة واإلعالم ،دار الرشيد ،بغداد1980 ،م. .16
المبارك ،محمد ،فقه اللغة وخصائص العربية دراسة تحليلية مقارنة للكلمة العربية وعرض لمنهج العربية األصيل .17
في التجديد والتوليد ،دار الفكر ،بيروت ،ط1975 ،6م.
المسدي ،عبد السالم ،األسلوبية واألسلوب ،دار سعاد الصباح ،ط1993 ،4م. .18
ابن منظور ،أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم لسان العرب ،دار الفكر ،بيروت ،ط1997 ،6م. .19
ناصف ،مصطفى :نظرية المعنى في النقد العربي ،دار األندلس ،ط1981 ،2م. .20
210
المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)3ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ