You are on page 1of 20

‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية ‪Humanitarian & Natural‬‬

‫‪HNSJ‬‬ ‫‪Sciences Journal‬‬


‫‪ISSN: (e) 2709-0833‬‬
‫‪www.hnjournal.net‬‬
‫مجلة علمية محكمة (التصنيف‪)NSP :‬‬
‫معامل التأثير العربي للعام ‪2400 = 0202‬‬

‫عنوان البحث‬

‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫‪1‬‬
‫إيمان الحبيب‬

‫جامعة محمد الخامس بالرباط ‪ -‬المملكة المغربية‬ ‫‪1‬‬

‫بريد الكتروني‪imane.dirassat@gmail.com :‬‬

‫تاريخ القبول‪2120/12/22 :‬م‬ ‫تاريخ النشر‪2120/10/10 :‬م‬

‫المستخلص‬

‫تناولت في هذا المقال موضوع علم غريب الحديث‪ ،‬من حيث داللته االصطالحية‪ ،‬وأين تكمن الغرابة في الكلمة‬
‫النبوية‪ ،‬مع بيان منزلته وأهميته في فهم وفقه النص الحديثي‪ ،‬ثم ذكرت لمحة موجزة عن نشأته وأهم مؤلفاته‪ ،‬واخترت‬
‫نماذج تطبيقية ألحاديث نبوية من متن "عمدة األحكام" لإلمام عبد الغني المقدسي (‪066‬ه) مع شرح جليل ومفيد‬
‫لإلمام شمس الدين بن مرزوق التلمساني (‪181‬ه) "تيسير المرام في شرح عمدة األحكام"‪ ،‬ثم ختمت بأهم النتائج التي‬
‫توصلت إليها‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬علم غريب الحديث – النص الحديثي‬


HNSJ Volume 2. Issue 7 ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

RESEARCH ARTICLE

THE IMPORTANCE OF STRANGE HADITH SCIENCE TO


UNDERSTANDING THE HADITH TEXT

Imane El habib1

1
Mohammed V University of Rabat - Morocco Kingdom
Email: imane.dirassat@gmail.com

Published at 01/07/2021 Accepted at 26/06/2021

Abstract

In this article, I talked about the science that studies the mysterious concepts in the Prophet's
Hadiths in terms of its definition, place of the mystery in the words, and showing the
science's position and significance in understanding the Hadith text. Then, I mentioned a
brief overview about the composition's emergence, evolution, and the most important works
of this science. I chose the models of Hadiths as an applied from two books. The first one is
" Omdat Al Ahkam" by Abdul Ghani Al Maqdisi (600AH), while the second one is "Tayseer
Al Maram fi Charh oumdat El Ahkam" by Shams al-Din Ibn Marzouk Talmsani (781AH).
However, the second book is an explanation to the first one .Finally, I concluded with the
most important results that I found it.

Key Words: Strange Hadith Science – The Hadith text

www.hnjournal.net )7( ‫) العدد‬0( ‫المجلد‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ 0201 ‫ يوليو‬،‫إيمان الحبيب‬ 395 | ‫صفحة‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫مقدمة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬حمدا يليق بجالله وسلطانه‪ ،‬والصالة والسالم على سيد األنبياء والمرسلين‪ ،‬وإمام‬
‫المتقين‪ ،‬والمبعوث رحمة للعالمين‪ ،‬سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه‪ ،‬وذريته أجمعين‪ ،‬ومن تأسى به واتبع سنته‬
‫وهديه إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد؛‬

‫فإن من حفظ الله تعالى لسنة نبيه ﷺ أن وفق علماء األمة لخدمتها رواية ودراية‪ ،‬فكان من العلماء من‬
‫أفنى عمره في روايتها وتبليغها‪ ،‬وكان منهم من ذب عنها الكذب والدخيل‪ ،‬وميز الصحيح من السقيم‪ ،‬وكان منهم‬
‫من برع في استنباط الفوائد واألحكام ‪ ...‬وذلك لخدمة السنة النبوية‪ .‬ومن جملة ما خدمت به السنة ضبط ألفاظها‪،‬‬
‫والكشف عن غريبها‪.‬‬

‫ومعلوم أن علم الغريب من أهم علوم الحديث؛ فبه يوقف على كثير من معاني ألفاظ حديث رسول الله ﷺ‬
‫التي لواله ألشكل فهمها‪ ،‬ولفسرت على غير المراد منها‪.‬‬

‫وألهمية هذا العلم في فهم النص الحديثي وفقهه‪ ،‬ارتأيت أن أسهم في البحث فيه‪ ،‬بهذا المقال العلمي‪ ،‬الذي‬
‫عنونته ب‪ " :‬أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي "‪ ،‬وقسمت مضامينه بعد المقدمة إلى ثالثة‬
‫مطالب وخاتمة‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬

‫مقدمة‪ :‬ضمنتها التعريف بالموضوع‪ ،‬وأهميته‪ ،‬وخطته‪ .‬أما المطلب األول‪ :‬فخصصته للتعريف بعلم غريب‬
‫الحديث‪ ،‬ومنزلته وأهميته‪ .‬والمطلب الثاني‪ :‬تحدثت فيه بإيجاز عن نشأة علم الغريب‪ ،‬وأهم مؤلفاته‪ .‬ألنتقل‬
‫للمطلب الثالث واألخير الخاص بالنماذج التطبيقية المختارة من كتاب "تسير المرام في شرح عمدة األحكام" لإلمام‬
‫شمس الدين بن مرزوق التلمساني‪ .‬وأختم بأهم النتائج التي توصلت إليها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف علم غريب الحديث‪ ،‬ومنزلته وأهميته‬

‫أ‪ .‬تعريف علم غريب الحديث‬

‫الغريب لغة‪ :‬يطلق على عدة معان منها‪ :‬الغياب‪ ،‬والغموض‪ ،‬والخفاء‪ ،‬والبعد‪ ... ،‬حسب ما يضاف‬
‫(‪)1‬‬
‫إليه‪.‬‬

‫أما في االصطالح‪ :‬فهو عند علماء المصطلح ينقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ .1‬الغريب من جهة السند‪.‬‬


‫‪ .2‬الغريب من جهة المتن‪ ،‬وهو المراد؛ ويطلق على ما وقع في متن الحديث من لفظة غامضة بعيدة‬
‫(‪)2‬‬
‫عن الفهم لقلة استعمالها‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين (ج‪ .)411-416/4‬ابن دريد‪ ،‬جمهرة اللغة (ج‪ .)121/1‬الزمخشري‪ ،‬أساس البالغة (ج‪)291/1‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪395‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫والغريب من الكالم يقال به على وجهين ذكرهما اإلمام الخطابي(‪:)3‬‬

‫‪ .1‬أن يراد به بعيد المعنى غامضة‪ ،‬ال يتناوله الفهم إال عن بعد ومعاناة فكر‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يراد به كالم من بعدت به الدار ونأى به المحلل من شواذ قبائل العرب‪ ،‬فإذا وقعت الكلمة من‬
‫لغاتهم استغربناها‪ ،‬وإنما هي كالم القوم وبيانهم‪.‬‬
‫ب‪ .‬منزلته وأهميته‬

‫علم غريب الحديث ذو منزلة وأهمية بالغة في فهم وفقه النص الحديثي‪ ،‬ومما يدل على ذلك أقوال أهل‬
‫االختصاص ممن ألف في علوم الحديث‪.‬‬

‫قال اإلمام ابن الصالح في بيان أهميته‪(( :‬هذا فن مهم‪ ،‬يقبح جهله بأهل الحديث خاصة‪ ،‬ثم بأهل العلم‬
‫عامة‪ ،‬والخوض فيه ليس بالهين‪ ،‬والخائض فيه حقيق بالتحري جدير بالتوقي‪)).‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫وقال اإلمام السخاوي‪(( :‬وهو من مهمات الفن؛ لتوقف التلفظ ببعض األلفاظ فضال عن فهمها عليه‪)).‬‬

‫ومما يدل على أهميته أيضا؛ امتناع األئمة من القول فيه بغير علم‪ ،‬فهذا اإلمام أحمد سئل عن حرف من‬
‫(‪)6‬‬
‫غريب الحديث‪ ،‬فقال‪(( :‬سلوا أصحاب الغريب‪ ،‬فإني أكره أن أتكلم في قول رسول الله ﷺ بالظن فأخطئ‪)).‬‬

‫ومما يعلي منزلة هذا الفن؛ كونه شارحا لحديث رسول الله ﷺ فهو بذلك تتوقف على معرفته كثير من‬
‫مقاصد الشريعة وهذا غير حاصل في معاجم اللغة؛ وذلك لعموم ما فيها وعدم تعيين المراد من لفظ الحديث‪ .‬قال‬
‫عام‪ .‬أما العام فهو ما يشترك في معرفته‬
‫خاص واآلخر ٌّ‬
‫ٌّ‬ ‫ابن األثير‪(( :‬واأللفاظ المفردة تنقسم قسمين‪ :‬أحدهما‬
‫جمهور أهل اللسان العربي مما يدور بينهم في الخطاب‪ ... ،‬وأما الخاص فهو ما ورد فيه من األلفاظ اللغوية‪،‬‬
‫والكلمات الغريبة الحوشية‪ ،‬التي ال يعرفها إال من ُعِني بها‪ ،‬وحافظ عليها واستخرجها من مظانها‪ -‬وقليل ما هم‪-‬‬
‫فكان االهتمام بمعرفة هذا النوع الخاص من األلفاظ أهم مما سواه‪ ،‬وأولى بالبيان مما عداه‪ ،‬ومقدما في الرتبة على‬
‫(‪)7‬‬
‫غيره‪ ،‬ومبدوا في التعريف بذكره؛ إذ الحاجة إليه ضرورية في البيان‪ ،‬الزمة في اإليضاح والعرفان‪)).‬‬

‫(‪ )2‬ابن الصالح‪ ،‬مقدمة ابن الصالح (ص‪ .)212‬النووي‪ ،‬التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير (ص‪ .)81‬السيوطي‪ ،‬تدريب‬
‫الراوي في شرح تقريب النووي (ج‪.)011/2‬‬
‫(‪ )3‬الخطابي‪ ،‬غريب الحديث (ج‪)11/1‬‬
‫(‪ )4‬ابن الصالح‪ ،‬مقدمة ابن الصالح (ص‪)212‬‬
‫(‪ )5‬السخاوي‪ ،‬فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ج‪)24/4‬‬
‫(‪ )6‬ابن الصالح‪ ،‬مقدمة ابن الصالح (ص‪)212‬‬
‫(‪ )7‬ابن األثير‪ ،‬النهاية في غريب الحديث واألثر (ص‪)16-9‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪393‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫(‪)8‬‬
‫معرفة غريب الحديث من‬ ‫ففهم الحديث إذا متوقف على فهم األلفاظ ومعانيها‪ ،‬ولهذا عد اإلمام أبو شامة‬
‫(‪)9‬‬
‫أشرف علوم الحديث حيث قال‪(( :‬علوم الحديث اآلن ثالثة‪ :‬أشرفها حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها‪))...‬‬

‫وقد نبه اإلمام األزهري على أهمية معرفة غريب الحديث في حماية الشريعة من التحريفات المضلة‪،‬‬
‫والتأويالت الباطلة‪ ،‬والخطأ الذي قد تفسـر به من الفهم الخاطئ‪ ،‬فقال‪(( :‬علينا أن نجتهد في تعلم ما يتوصل‬
‫بتعلمه إلى معرفة ضروب خطاب الكتاب‪ ،‬ثم السنن المبينة لجمل التنزيل‪ ،‬الموضحة للتأويل؛ لتنتفي عنا الشبهة‬
‫الداخلة على كثير من رؤساء أهل الزيغ واإللحاد‪ ،‬ثم على رؤوس ذوي األهواء والبدع‪ ،‬الذين تأولوا بآرائهم‬
‫المدخولة فأخطئوا‪ ،‬وتكلموا في كتاب الله جل وعز بلكنتهم العجمية دون معرفة ثاقبة‪ ،‬فضلوا وأضلوا‪)).‬‬
‫(‪)10‬‬

‫وبذلك يكون تفسير الحديث وتحديد مراد المصطفى ﷺ موقوف على معرفة علم الغريب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأته‪ ،‬وأهم مؤلفاته‬

‫كانت بداية بيان الكلمات الغريبة مع رسول الله ﷺ‪ ،‬فكان إذا سأله أصحابه عما استشكلوا من كالمه بينه‬
‫لهم ووضحه‪.‬‬

‫ثم جاء الصحابة ‪-‬رضي الله عنهم‪ -‬من بعده فبينوا للناس ما غمض عليهم من قوله ﷺ‪.‬‬

‫ثم أتى التابعون ومن بعدهم ففسروا غريب حديث رسول الله ﷺ وآثار الصحابة‪ ،‬وكانت هذه الفترة هي فترة‬
‫ازدهار التأليف؛ وذلك لما رأوه من جهل الناس بكالمه ﷺ‪ ،‬قال ابن األثير‪(( :‬فلما أعضل الداء وعز الدواء‪ ،‬ألهم‬
‫الله عز وجل جماعة من أولي المعارف والنهى‪ ،‬وذوي البصائر والحجى‪ ،‬أن صرفوا إلى هذا الشأن طرفا من‬
‫عنايتهم‪ ،‬وجانبا من رعايتهم‪ ،‬فشرعوا فيه للناس مواردا‪ ،‬ومهدوا فيه لهم معاهدا‪ ،‬حراسة لهذا العلم الشريف من‬
‫(‪)11‬‬
‫الضياع‪ ،‬وحفظا لهذا المهم العزيز من االختالل‪)).‬‬
‫وأما بدايات التأليف في هذا الفن؛ فقد تمثلت في وري ٍ‬
‫قات‪ ،‬مهدت لجعله فنا مستقال وعلما قائما بذاته‪.‬‬ ‫َُْ‬
‫ويمكن تقسيم الكتب المؤلفة في علم غريب الحديث إلى خمسة أقسام‪:‬‬

‫أ‪ .‬كتب الغريب المؤلفة على المسانيد‪ ،‬أهمها‪:‬‬


‫‪ .1‬غريب الحديث‪ ،‬ألبي عبيد القاسم بن سالم الهروي (‪224‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬غريب الحديث‪ ،‬البن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري (‪210‬ه)‪.‬‬
‫‪ .1‬غريب الحديث‪ ،‬ألبي إسحاق الحربي (‪282‬ه)‪.‬‬

‫(‪ )8‬هو‪ :‬عب د الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي أبو شامة‪ ،‬اإلمام الحافظ المحدث‪ ،‬الفقيه‪ ،‬المؤرخ المعروف بأبي‬
‫شامة‪ ،‬له من المصنفات‪ :‬اختصار تاريخ دمشق‪ ،‬الباعث على إنكار البدع والحوادث‪ ،‬توفي سنة ‪002‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته‪ :‬ابن كثير‪،‬‬
‫البداية والنهاية (ج‪ .)191-196/11‬الذهبي‪ ،‬تذكرة الحفاظ (ج‪)109-108/4‬‬
‫(‪ )9‬السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي في شرح تقريب النووي (ج‪)11/1‬‬
‫(‪ )10‬األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة (ج‪)0/1‬‬
‫(‪ )11‬ابن األثير‪ ،‬النهاية في غريب الحديث واألثر (ص‪)11‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪395‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫‪ .4‬غريب الحديث‪ ،‬ألبي سليمان الخطابي (‪188‬ه)‪.‬‬


‫ب‪ .‬كتب الغريب المؤلفة على حروف المعجم‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬الغريبين في القرآن والحديث‪ ،‬ألبي عبيد أحمد بن محمد الهروي (‪461‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .2‬الفائق في غريب الحديث‪ ،‬ألبي القاسم الزمخشري (‪218‬ه)‪.‬‬
‫‪ .1‬غريب الحديث‪ ،‬ألبي الفرج ابن الجوزي (‪291‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬ألبي السعادات مجد الدين ابن األثير (‪060‬هـ)‪.‬‬
‫ب‪ .‬كتب الغريب المؤلفة على أبواب الفقه‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬الحدود في التعاريف الفقهية‪ ،‬ألبي عبد الله محمد بن عرفة (‪861‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي‪ ،‬ألبي منصور محمد بن أحمد األزهري (‪116‬ه)‪.‬‬
‫‪ .1‬المغرب في ترتيب المعرب‪ ،‬ألبي الفتح ناصر الدين المطرزي (‪016‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬المطلع على أبواب المقنع‪ ،‬لمحمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي (‪169‬ه)‪.‬‬
‫ج‪ .‬كتب الغريب الخاصة بغريب بعض المصنفات‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬تفسير غريب ما في الصحيحين‪ ،‬للحميدي محمد بن فتوح (‪488‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .2‬كشف مشكالت الموطأ‪ ،‬البن السيد عبد الله بن محمد البطليوسي (‪221‬ه)‪.‬‬
‫‪ .1‬مشارق األنوار على صحاح اآلثار‪ ،‬للقاضي عياض (‪244‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .4‬شرح غريب جامع األصول‪ ،‬البن األثير (‪060‬ه)‪.‬‬
‫د‪ .‬كتب الغريب الخاصة بغريب بعض األحاديث‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬شرح خطبة عائشة أم المؤمنين في أبيها‪ ،‬ألبي بكر ابن األنباري (‪128‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .2‬بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد‪ ،‬للقاضي عياض (‪244‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .1‬منال الطالب في شرح طوال الغرائب‪ ،‬البن األثير (‪060‬ه)‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نماذج تطبيقية من كتاب "تسير المرام في شرح عمدة األحكام" لإلمام شمس الدين بن مرزوق‬
‫التلمساني‬

‫الحديث األول‪:‬‬

‫الل ِه ﷺ‪َ « :‬وْي ٌل‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َُ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬


‫الل ِه ْب ِن َعم ِرو ْب ِن اْل َع ِ‬
‫اص وأَِبي هريرة وع ِائ َش َة ‪-‬رضي الله عنهم‪َ -‬قاُلوا‪َ :‬قال رسول َّ‬
‫ْ‬
‫عن عبِد َّ‬
‫َ ْ َْ‬
‫(‪)12‬‬
‫اب ِم َن الن ِار»‬
‫َعَق ِ‬ ‫ِ‬
‫لأل ْ‬
‫فيه من األلفاظ الغريبة‪:‬‬

‫(‪ )12‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب العلم‪/‬باب من رفع صوته بالعلم‪ :11/1 ،‬رقم الحديث ‪/ ،06‬باب من أعاد الحديث ثالثا ليفهم‬
‫عنه‪ :21 /1 ،‬رقم الحديث ‪ .90‬كتاب الوضوء‪ /‬باب غسل الرجلين وال يمسح على القدمين‪ :14-11/1 ،‬رقم الحديث ‪/ ،101‬باب‬
‫غسل األعقاب‪ :14/1 ،‬رقم الحديث ‪ .102‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الطهارة ‪/‬باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما‪-211/1 ،‬‬
‫‪ :214‬رقم الحديث ‪.16-28-21-20-22‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪395‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫أ‪َ .‬وْي ٌل‬

‫وقال ابن عباس‪(( :‬إنه واد في جهنم يسيل‬ ‫(‪)13‬‬


‫قال اإلمام ابن مرزوق‪"(( :‬ويل"‪ ،‬أي شدة عذاب باآلخرة‪.‬‬
‫(‪)15‬‬
‫فيه صديد أهل النار)) (‪ ،)14‬وقيل‪ُ :‬ج ٌّب في جهنم‪ .‬وبالجملة فهو وعيد بعذاب في اآلخرة‪- ،‬أعاذنا الله منه‪)).-‬‬

‫ذكر ‪-‬رحمه الله‪ -‬ما جاء به اإلمام القرطبي في تفسيره للفظ "الويل"‪ ،‬في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وْي ‪ٞ‬ل‬
‫ين﴾(‪ ،)16‬ثم روى عن ابن عباس ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬قوله فيه‪ ،‬وحكى عن غيرهما‪ :‬أنه ُج ٌّب في جهنم‪.‬‬ ‫لِْلم َ ِ ِ‬
‫طفف َ‬ ‫ُ‬
‫ومن خالل هذه األقوال خلص إلى أنه وعيد بعذاب في اآلخرة‪.‬‬

‫وجاء في المعاجم اللغوية‪:‬‬

‫البلِّية‪ ،‬قال مالك بن جعدة الثغلبي(‪:)18‬‬


‫الش ّـر‪ .‬والويل ُة‪ :‬الفضيح ُة و َ‬
‫(‪)17‬‬
‫يل ‪ :‬حلول ّ‬ ‫الو ُ‬
‫َ‬
‫ِ (‪)19‬‬
‫يل َوَال َبع ُير‬ ‫ِ‬ ‫ُخ َرى‬ ‫ِ‬
‫َف َال شاةٌ تُن ُ‬ ‫ُمك َوْيَل ٌة‪َ ،‬و َعَل ْي َك أ ْ‬
‫أل ّ‬
‫الوْيالت‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وي ْج َمع على َ‬
‫ووْيلي‪ُ .‬‬
‫يع‪ ،‬يقال‪َ :‬وْيَل ُه َوَوْيَل َك َ‬
‫أو هو تَْفج ٌ‬
‫(‪)20‬‬
‫الويالت ماذا يستثير‬
‫ُ‬ ‫له‬ ‫مني‬
‫الغ ْيب ّ‬
‫ظ ْهر َ‬ ‫وم ٍ‬
‫نتقص ب َ‬ ‫ُ‬
‫وتقول‪ :‬وَّيْل ُت فالناً‪ ،‬إذا أكثرت له من ِذ ْكر الويل‪ ،‬وهما َيتَو َاي ِ‬
‫الن‪ .‬وتقول‪ :‬ويالً له وائالً‪ ،‬كقولك‪َ :‬ش ْغ ٌل‬ ‫َ‬
‫(‪)21‬‬ ‫ِ‬
‫شاعر من غير اشتقاق فعل‪ ،‬قال رؤبة ‪:‬‬ ‫شاغل‪ِ ،‬‬
‫وش ْعٌر‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)22‬‬
‫وم ويالً وائال‬
‫الب َ‬
‫الهام تدعو ُ‬
‫و ُ‬

‫(‪ )13‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن (ج‪)226/19‬‬


‫(‪ )14‬البيهقي‪ ،‬البعث والنشور ‪/‬باب ما جاء في أودية جهنم (ص‪)211‬‬
‫(‪ )15‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)149/1‬‬
‫(‪ )16‬سورة المطففين‪ ،‬اآلية‪1 :‬‬
‫(‪ )17‬الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين (ج‪ .)101-100/8‬الجوهري‪ ،‬الصحاح (ص‪ .)1214‬الفيروزآبادى‪ ،‬القاموس المحيط (ص‪)1609‬‬
‫المرُزباني‪" :‬التعلبي"‪ ،‬من شعراء القرن األول‬ ‫(‪ )18‬هو‪ :‬مالك بن جعدة الثغلبي هجا المختار بن أبي عبيد الثقفي‪ ،‬وفي معجم‬
‫ْ ّ‬
‫المرُزباني‪ ،‬معجم الشعراء (ص‪)114‬‬ ‫الهجري‪ ،‬المقتول سنة ‪01‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته‪:‬‬
‫ْ ّ‬
‫(‪ )19‬ابن أوس الطائي‪ ،‬ديوان الحماسة (وقفت على المجلد األول منه فقط‪ ،‬باب المديح واألضياف) (ص‪)110‬‬
‫(‪ )20‬الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين (ج‪)100/8‬‬
‫(‪ )21‬هو‪ :‬رؤبة بن العجاج‪ ،‬واسمه‪ :‬عبد الله بن روبة بن أسد ابن صخر بن كنيف بن عميرة بن حني ابن ربيعة بن مالك سعد بن‬
‫مالك بن زيد بن مناة بن تميم أب و الجحاف ويقال أبو العجاج التميمي‪ ،‬الراجز المشهور من الفصحاء المشهورين‪ ،‬من مخضرمي‬
‫الدولتين األموية والعباسية‪ .‬كان أكثر مقامه في البصرة‪ ،‬وأخذ عنه أعيان أهل اللغة‪ ،‬وكانوا يحتجون بشعره ويقولون بإمامته في اللغة‪.‬‬
‫ينظر ترجمته‪ :‬ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق (ج‪)212/18‬‬
‫(‪ )22‬رؤبة بن العجاج‪ ،‬مجموع أشعار العرب وهو مشتمل على ديوان رؤبة بن العجاج‪ ،‬وعلى أبيات مفردات منسوبة إليه‬
‫(ص‪)124‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪395‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫الص ْوت‪ ،‬فولوت أقوى الحرفين في‬ ‫ِ‬


‫حكاية َّ‬ ‫حو ُل إلى‬ ‫وتقول‪َ :‬و َلوَل ِت‬
‫ألن ذلك َيتَ ّ‬
‫المرأةُ‪ ،‬إذا قالت‪ :‬واويلها‪ّ ،‬‬
‫تضاعفهما‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ثم‬
‫ص ُعهما ّ‬
‫الحكاية وأ َْن َ‬
‫َق (أي‪ :‬بعد البكاء)‬
‫المأ ْ‬
‫َع ْوَل ُة ثَ ْكَلى َوْل َوَل ْت َب ْع َد َ‬ ‫كأنما َع ْوَلتُها من التَّأ ْ‬
‫َق‬ ‫ّ‬
‫الندب ِة‪َ :‬وْيالهُ! قال األعشى‪:‬‬
‫وفي َ‬
‫منك يا َرُج ُل‬
‫وويلي َ‬
‫عليك ْ‬
‫َ‬ ‫ويلي‬
‫(‪)23‬‬
‫جهنم‪ ،‬نعوذ بالله منها‪.‬‬
‫باب من أبواب ّ‬ ‫ويقال‪ :‬الويل‪ٌ :‬‬
‫الهالك‬ ‫ِ ُّ‬ ‫وقال األزهري‪(( :‬واْل َوْيل‪ :‬كلم ٌة تقال لكل من َوقع ِفي‬
‫"الويل" في الل َغة‪َ :‬‬
‫َع َذاب أَو َهلكة‪ ،‬وأصل َ‬
‫جهنم َلو أرسلت ِف ِ‬ ‫((الويل‪ :‬و ٍاد ِفي‬
‫حره قبل أَن‬
‫لماع ْت من ّ‬
‫الجبال َ‬
‫ُ‬ ‫يه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫وروي َعن َعطاء بن َ‬
‫يسار أَنه َق َ‬ ‫َواْل َع َذاب‪ُ .‬‬
‫(‪)25‬‬
‫تبلغ َق ْعره)) (‪)))24‬‬

‫وذكر في كتب الغريب‪:‬‬


‫المشَّقة ِم َن اْلع َذ ِ‬
‫الح ْزُن و َ‬
‫(‪)26‬‬
‫اب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الهالك‪ ،‬و َ‬ ‫اْل َوْي ُل ‪ُ :‬‬
‫اب‪ ،‬تقال عند الهلكة‪ .‬وقيل‪َ :‬و ٍاد في َج َهنَّ َم‪ )27( .‬كما جاء في المعاجم اللغوية‪.‬‬ ‫اب و ِعَق ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وقيل‪َ :‬كل َم ُة َع َذ َ‬
‫وقال اإلمام ابن الجوزي‪(( :‬قد ترد كلمة الويل ال في مستقبح قاله رسول الله ﷺ في حق رجل‪ ،‬ويل إنه‬
‫(‪)28‬‬
‫مسعر حرب يصفه باإلقدام ويتعجب منه‪)).‬‬

‫وفي كالم فقهاء الحديث‪:‬‬


‫(‪)30‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫وقيل‪ :‬كلمة عذاب لمن يستحقها‪.‬‬ ‫اْل َوْي ُل‪ :‬كلمة تقال لمن وقع في هلكة‪.‬‬

‫ومما تقدم‪ ،‬فلفظة "ويل" فيها ستة أقوال(‪:)31‬‬

‫(‪ )23‬الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين (ج‪)101/8‬‬


‫(‪ )24‬ابن حبان‪ :‬صحيح ابن حبان‪ ،‬كتاب إخباره ﷺ عن مناقب الصحابة‪ ،‬رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم ‪-‬رضوان الله عليهم‬
‫أجمعين‪/ -‬باب صفة النار وأهلها‪ ،‬ذكر اإلخبار عن وصف الويل الذي أعده الله عز وجل لمن حاد عنه‪ ،‬وتكبر عليه في الدنيا‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ِي بلفظ‪َ « :‬وْي ٌل َواد في َج َهَّن َم َي ْه ِوي ِبه اْل َكاف ُر أ َْرَبع َ‬
‫ين َخ ِر ًيفا َقْب َل أ ْ‬
‫َن َيْبُل َغ َق ْع َرَها»‪ :209/12 ،‬رقم الحديث‬ ‫طريق أَِبي َسعيد اْل ُخ ْدرِّ‬
‫‪ .1401‬البيهقي‪ ،‬البعث والنشور ‪/‬باب ما جاء في أودية جهنم‪ ،‬من طريق عطاء بن يسار ‪-‬رضي الله عنه‪( -‬ص‪)212‬‬
‫(‪ )25‬األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة (ج‪)121-120/12‬‬
‫(‪ )26‬الهروي‪ ،‬الغريبين في القرآن والحديث (ج‪ .)2642/0‬ابن األثير‪ ،‬النهاية في غريب الحديث واألثر (ص‪)991‬‬
‫(‪ )27‬السجستاني‪ ،‬غريب القرآن (ص‪)418‬‬
‫(‪ )28‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث (ج‪)480/2‬‬
‫(‪ )29‬النووي‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (ج‪)81/12‬‬
‫(‪ )30‬القسطالني‪ ،‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (ج‪)441/1‬‬
‫(‪ )31‬القاضي عياض‪ ،‬إكمال المعلم بفوائد مسلم (ج‪)12/2‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪399‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫‪ .1‬تقال لمن وقع في الهالك‬


‫‪ .2‬لمن استحقه‬
‫‪ .1‬الهالك نفسه‬
‫‪ .4‬مشتقة من العذاب‬
‫‪ .2‬الحزن‬
‫‪ .0‬واد في جهنم‬

‫وكلها متقاربة تميل إلى وعيد بالعذاب كما خلص إليه اإلمام ابن مرزوق‪.‬‬

‫الع ِقب‬
‫ب‪َ .‬‬
‫وعقب كل شيء آخره‪،‬‬ ‫قال اإلمام ابن مرزوق‪"(( :‬الع ِقب والعْقب"‪ ،‬مؤخر القدم‪ ،‬وعَقبته‪ :‬ضربت ِ‬
‫عقبه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وكذلك عاقبته وعاقبه‪ ،‬وكل شيء جاء بعد شيء فهو عقبه‪ .‬والمعقب‪ :‬الذي يتبع عقب اإلنسان في حق‪ .‬والعْقب‪:‬‬
‫(‪)32‬‬
‫ولد الرجل‪ .‬ومن أسماءه ﷺ‪ :‬العاقب‪)).‬‬

‫"الع ِقب والعْقب"‪:‬‬


‫ونقل في معنى َ‬
‫قول اإلمام األصمعي‪(( :‬ما أصاب األرض من مؤخر الرجل إلى موضع الشراك يقال له‪ :‬عْقب‬ ‫‪‬‬

‫(‪)33‬‬ ‫ِ‬
‫وعقب‪)).‬‬
‫‪ ‬وقول ابن فارس‪(( :‬عقب القدم‪ :‬مؤخرها‪ ،‬يقال بكسر القاف وبجزمها‪ .‬وفرس ذو عقب‪ ،‬أي‪ :‬جري‬
‫(‪)34‬‬
‫بعد جري‪)).‬‬
‫(‪)35‬‬
‫فقال‪(( :‬وهو جمع عرقوب‪ :‬وهو العظم الشاقص في جانب القدم‪ ،‬وهما‬ ‫ثم أتى برواية «العراقيب»‬
‫(‪)36‬‬
‫العرقوبان‪)).‬‬

‫وأورد قول اإلمام األصمعي في العرقوب بأنه الكعب‪ ،‬فقال‪(( :‬وأنكر قول الناس في أنه في ظهور القدم‪)).‬‬
‫(‪)37‬‬

‫وجاء في العقب والعراقيب‪ ،‬قول القاضي عياض‪(( :‬قال ثابت‪ :‬اْلعقب َما فضل من ُمؤخر اْل َقدم على‬
‫(‪)39‬‬
‫الساق)) (‪(( .)38‬والعراقيب‪ :‬العصب َّالِتي ِفي ُمؤخر الرجل َفوق اْلعقب َوأَعالهُ‪)).‬‬
‫َّ‬

‫(‪ )32‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)149/1‬‬


‫(‪ )33‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث (ج‪)111/2‬‬
‫(‪ )34‬ابن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة (ج‪)81/4‬‬
‫(‪ )35‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الطهارة ‪/‬باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما‪ :214/1 ،‬رقم الحديث ‪242‬‬
‫(‪ )36‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)419/1‬‬
‫(‪ )37‬المصدر السابق‪( ،‬ج‪ .)419/1‬الجوهري‪ ،‬الصحاح (ص‪)101‬‬
‫(‪ )38‬القاضي عياض‪ ،‬مشارق األنوار على صحاح اآلثار (ج‪)99/2‬‬
‫(‪ )39‬المصدر السابق‪( ،‬ج‪)10/2‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪566‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫ومما يلخص النصوص السابقة في تحديد لفظ العقب والعرقوب‪ :‬قوله ‪-‬رحمه الله‪ -‬في موضع آخر‪:‬‬
‫(‪)40‬‬
‫((والعقب هو مؤخر الرجل تحت العرقوب‪)).‬‬

‫الحديث الثاني‪:‬‬

‫ول الل ِه ﷺ ُي ْع ِجُب ُه التَي ُّم ُن ِفي َتَن ُّعلِ ِه‪َ ،‬وَتَرجُّلِ ِه‪َ ،‬وطُ ُه ِ‬
‫ورِه‪َ ،‬وِفي‬ ‫ان َر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫َع ْن َعائ َش َة ‪-‬رضي الله عنها‪َ -‬قاَل ْت‪َ « :‬ك َ‬
‫ِ ِ ِ ِ (‪)41‬‬
‫َشأْنه ُكله‪».‬‬

‫فيه من األلفاظ الغريبة‪:‬‬

‫أ‪ .‬التَي ُّم ُن‪:‬‬


‫و"التََّي ُّم ُن" من المشترك اللفظي‪ ،‬نبه إليه اإلمام ابن مرزوق(‪ ،)42‬ثم بين المراد منه في حديث َع ِائ َش َة ‪-‬رضي‬
‫الله عنها‪.-‬‬
‫(‪)43‬‬
‫‪:‬‬ ‫وهو على أوجه‬

‫‪ .1‬االبتداء باليمين قبل الشمال‪،‬‬


‫اليمن بضم الياء؛ وهو البركة‪،‬‬‫تيمن بالشيء إذا تبرك به‪ ،‬فهو مأخوذ من ُ‬‫‪ .2‬أنه مصدر َّ‬
‫الي َمن بفتح الياء‪.‬‬
‫تيمن إذا انتسب إلى بالد َ‬
‫‪ .1‬النسب إلى اليمن‪ .‬ويقال‪َّ :‬‬
‫الل ِه ﷺ يحب االبتداء باليمين قبل الشمال‪.‬‬
‫ومعنى التَّيمن في الحديث على الوجه األول؛ فكان رسول َّ‬
‫َُ ُ‬
‫ب‪ .‬التَن ُّعل‪:‬‬
‫نقل اإلمام ابن مرزوق في معنى لفظ " التََّن ُّعل" ما جاء في المعاجم اللغوية‪ ،‬من ذلك قول اإلمام الجوهري‪:‬‬
‫(‪)44‬‬
‫((نعلت وانتعلت‪ :‬إذا احتديت‪)).‬‬
‫(‪)45‬‬
‫والنعل‪ :‬ما جعلته وقاية من األرض‪ .‬ويقال‪َ :‬ن ِعل َي ْن َعل وانتعل إذا لبس النعل‪ ،‬وهي الحداء‪.‬‬

‫طهَر‪َ ،‬وِفي َتَرجُّلِ ِه‪ِ ،‬إ َذا َتَرج َل‪،‬‬


‫ورِه ِإ َذا َت َ‬ ‫ول الل ِه ﷺ ُي ِح ُّب التَي ُّم َن ِفي ُ‬
‫ط ُه ِ‬ ‫ان َر ُس ُ‬
‫ثم استدل برواية مسلم‪َ « :‬ك َ‬
‫َوِفي اْن ِت َعالِ ِه ِإ َذا اْن َت َع َل‪ )46(».‬لبيان معنى التيمن في النعل‪ :‬وهو البداية بالرجل اليمنى‪.‬‬

‫(‪ )40‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)291/1‬‬


‫(‪ )41‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الوضوء ‪/‬باب التيمن في الوضوء والغسل (وهذا لفظه)‪ :12/1 ،‬رقم الحديث ‪ .108‬كتاب‬
‫الصالة ‪/‬باب التيمن في دخول المسجد وغيره‪ :122-124/1 ،‬رقم الحديث ‪ .420‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الطهارة ‪/‬باب التيمن‬
‫في الطهور وغيره‪ :220/1 ،‬رقم الحديث ‪.208‬‬
‫(‪ )42‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)290/1‬‬
‫(‪ )43‬األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة (ج‪)118/12‬‬
‫(‪ )44‬الجوهري‪ ،‬الصحاح (ص‪)1121‬‬
‫(‪ )45‬األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة (ج‪)242/2‬‬
‫(‪ )46‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الطهارة ‪/‬باب التيمن في الطهور وغيره‪ :220/1 ،‬رقم الحديث ‪.208‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪566‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫ج‪ .‬التَرجُّل‪:‬‬
‫واستدل لذلك بقول اإلمام الهروي‪(( :‬شعر مرجل‪،‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫قال اإلمام ابن مرزوق‪(( :‬الترجل‪ :‬تسريح الشعر‪)).‬‬
‫(‪)48‬‬
‫ور ْج ٌل‪ ،‬وقد رجله صاحبه إذا سرحه ودهنه‪)).‬‬ ‫ِ‬
‫أي‪ :‬مسرح‪ .‬ويقال‪ :‬شعر َرج ٌل َ‬
‫ثم بين معنى التيمن في الترجل والطهور والغسل؛ وهو في الترجل‪ :‬البداية بالشق األيمن من الرأس‬
‫(‪)49‬‬
‫وتسريحه وذهنه‪ .‬وفي الطهور‪ :‬البداية باليد اليمنى‪ ،‬والرجل اليمنى‪ .‬وفي الغسل‪ :‬البداية بالشق األيمن‪.‬‬

‫وقول َع ِائ َش َة ‪-‬رضي الله عنها‪َ « ،-‬وِفي َشأ ِْن ِه ُكلِ ِه»‪ :‬معناه أنه ﷺ كان يحب االبتداء باليمين قبل الشمال‪،‬‬
‫في كل أموره‪.‬‬

‫إال أن اإلمام ابن مرزوق أشار إلى أنه ﷺ كان يحب ذلك فيما كان من باب التكريم والتشريف(‪:)50‬‬

‫كلبس التوب والسراويل‪ ،‬والخف ودخول المسجد‪ ،‬والسواك‪ ،‬واالنتعال‪ ،‬وتقليم األظافر‪ ،‬وقص الشارب‪،‬‬
‫وترجيل الشعر‪ ،‬ونتف اإلبط‪ ،‬وحلق الرأس والسالم من الصالة‪ ،‬وغسل أعضاء الطهارة‪ ،‬والخروج من الخالء‪،‬‬
‫واألكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والمصافحة‪ ،‬واستالم الحجر األسود‪ ،‬وغير ذلك مما هو في معناه يستحب التيامن فيه‪.‬‬

‫وأما ما كان بضده كدخول الخالء‪ ،‬والخروج من المسجد‪ ،‬واالمتخاط(‪ ،)51‬واالستنجاء‪ ،‬وخلع الثوب‪،‬‬
‫والسراويل‪ ،‬والخف‪ ،‬وما أشبهه فيستحب التياسر فيه وذلك كله لكرامة اليمين وشرفها‪.‬‬
‫(‪)52‬‬
‫وهذه قاعدة مستمرة في الشرع‪ ،‬كما ذكر اإلمام النووي رحمة الله عليه‪.‬‬

‫ثم نبه ‪-‬رحمه الله‪ -‬على فائدة عظيمة فيما ذكره اإلمام النووي في الخروج من المسجد‪ ،‬فقال‪(( :‬تنبيه‪:‬‬
‫الخروج من المسجد يستحب فيه تقديم اليسرى‪ ،‬والتنعل يستحب فيه تقديم اليمنى‪ ،‬قالوا فإذا خرج من المسجد‬
‫ينبغي أن يضع قدمه على اليسرى التي يخرج بها أوال على نعاله من غير لبس‪ ،‬ثم ينبغي أن يبتدئ في لبس نعله‬
‫(‪)53‬‬
‫وصرح أنه سمعه من شيخه قاضي القضاة تقي الدين المالكي ابن‬ ‫باليمنى‪ ،‬وليجمع بين المطلبين‪)).‬‬
‫(‪)55‬‬
‫األخنائي(‪ ،)54‬ورآه لغيره‪.‬‬

‫(‪ )47‬المصدر السابق‪( ،‬ج‪)291/1‬‬


‫(‪ )48‬الهروي‪ ،‬الغريبين في القرآن والحديث (ج‪)126/1‬‬
‫(‪ )49‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)291/1‬‬
‫(‪ )50‬المصدر السابق‪( ،‬ج‪)298-291/1‬‬
‫ط ُه من أنفه أي‪َ :‬رَمى ِب ِه‪ .‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‬
‫ط ما يسيل من األنف‪ .‬وقد َم َخ َ‬
‫استَْنثَ َر‪ .‬واْل ُم َخا ُ‬ ‫ط وتَ َم َّخ َ‬
‫ط‪ :‬أي ْ‬ ‫امتَ َخ َ‬
‫(‪ )51‬من ْ‬
‫(ص‪)291‬‬
‫(‪ )52‬النووي‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (ج‪)106/1‬‬
‫(‪ )53‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)298/1‬‬
‫(‪ )54‬هو‪ :‬عبد الله محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران المصري‪ ،‬تقي الدين األخنائي‪ ،‬قاضي قضاة المالكية بالديار المصرية‪،‬‬
‫الفقيه الفاضل‪ .‬له تآليف انتقد فيها ابن تيمية‪ ،‬أحدها‪ ،‬كتاب‪ :‬الرد على األخنائي في زيارة القبور‪ ،‬توفي سنة ‪ 826‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته‪:‬‬
‫ابن فرحون‪ ،‬الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (ج‪)121/1‬‬
‫(‪ )55‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)298/1‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪566‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫فظهر في كالمه ‪-‬رحمه الله‪ -‬فيما سبق اختياره الفقهي إذا ُج ِمع بين الخروج من المسجد والتنعل‪.‬‬

‫الحديث الثالث‪:‬‬

‫يق ‪-‬رضي الله عنه‪َ -‬عَلى‬ ‫الصِّد ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْح َم ِن ْب ُن أَبي َب ْك ٍر ّ‬ ‫َع ْن َع ِائ َش َة ‪-‬رضي الله عنه‪َ -‬قاَل ْت‪َ « :‬د َخ َل َع ْبُد َّ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْد ِري‪َ ،‬و َم َع َع ْبِد َّ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َخ ْذ ُت‬
‫ص َرهُ‪َ ،‬فأ َ‬ ‫ول الله ﷺ َب َ‬ ‫ط ٌب َي ْستَ ُّن به َفأ ََبَّدهُ َرُس ُ‬
‫اك َر ْ‬‫الر ْح َم ِن س َو ٌ‬ ‫النب ِّي ﷺ َوأ ََنا ُم ْسن َدتُ ُه إَلى َ‬
‫َح َس َن ِم ْن ُه‪َ ،‬ف َما‬ ‫الل ِه ﷺ استَ َّن ِ‬ ‫النِب ِي ﷺ َفاستَ َّن ِب ِه‪َ ،‬فما أرَيت رسول َّ‬ ‫طي َّْبتُ ُه‪ ،‬ثُ َّم َدَف ْعتُ ُه إَلى َّ‬ ‫ِ‬
‫است َن ًانا أ ْ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُْ َُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ض ْمتُ ُه‪َ ،‬ف َ‬‫اك َفَق َ‬
‫الس َو َ‬
‫ّ‬
‫ضى‪َ ».‬وَك َان ْت‬ ‫ال‪ِ « :‬في الرِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َعَلى»‪ ،‬ثَالثاً‪ ،‬ثُ َّم َق َ‬‫يق األ ْ‬ ‫ُصُب َع ْيه ‪ -‬ثُ َّم َق َ‬
‫ول الله ﷺ‪َ ،‬رَف َع َي َدهُ ‪ -‬أ َْو أ ْ‬ ‫غ َرُس ُ‬ ‫َن َف َر َ‬
‫َع َدا أ ْ‬
‫(‪)56‬‬
‫اقَن ِتي َوَذ ِاقَن ِتي‪».‬‬ ‫ات بين ح ِ‬
‫ول‪َ « :‬م َ َ ْ َ َ‬ ‫تَُق ُ‬
‫فيه من األلفاظ الغريبة‪:‬‬

‫الق ْض ُم‪:‬‬
‫أ‪َ .‬‬
‫نقل اإلمام ابن مرزوق قول ابن هشام وابن جني في استعمال العرب للفظ "الَق ْ‬
‫ض ُم"‪:‬‬

‫قال ابن هشام‪(( :‬القضم لكل يابس كالبر والشعير‪ ،‬والخضم بالخاء المعجمة لكل شيء رطب كالقثاء‬
‫(‪)57‬‬
‫وذكر ابن جني‪(( :‬أن العرب اختصت اليابس بالقاف‪ ،‬والرطب بالخاء؛ ألن في القاف شدة‪ ،‬وفي‬ ‫وغيره‪)).‬‬
‫(‪)59‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫وقيل‪ :‬إن القضم بمقدم األسنان‪ ،‬والخضم بالفم كله‪.‬‬ ‫الخاء رخاوة‪)).‬‬

‫ض ْمتُ ُه" وما يحتمله من معاني‪ ،‬ثم رجح الصواب فيه‪ ،‬بقوله‪:‬‬
‫ففسر قولها ‪-‬رضي الله عنها‪َ" -‬فَق َ‬
‫ض ْمتُ ُه" يحتمل‪ :‬أن يريد‪ :‬أنعمته وأصلحته‪ ،‬ولينته‪ .‬ويحتمل أن يريد‪ :‬غسلته‪ .‬واألول‬
‫((وقولها‪َ" :‬فَق َ‬
‫(‪)60‬‬
‫أظهر‪)).‬‬

‫واستدل على ما ذهب إليه بقول اإلمام تاج الدين‪ ،‬وما جاء في صحيح البخاري‪:‬‬

‫قال اإلمام تاج الدين‪(( :‬لعطفها بالفاء السببية‪ ،‬إذ التليين والتنعيم مسبب عن القضم‪ ،‬وليس الغسل كذلك‪،‬‬
‫ولذلك لما لم يكن الدفع مسببا عن القضم أتت بـ‪" :‬ثم" التي ال سبب فيها‪ ،‬ولما بين األخذ والدفع من‬
‫(‪)61‬‬
‫التراخي‪)).‬‬
‫ِِ‬
‫ض ْمتُ ُه"‪ ،‬وفي حديث آخر للبخاري أيضا‪َ « :‬وِفي َيده َج ِر َ‬
‫(‪)62‬‬
‫يد ٌة‬ ‫وجاء في صحيح البخاري‪َ" :‬فَلي َّْنتُ ُه" بدل "َفَق َ‬
‫(‪)63‬‬
‫َخ ْذ ُت َها‪َ ،‬ف َم َض ْغ ُت َ ْأر َس َها‪َ ،‬وَن َف ْض ُت َها‪َ ،‬ف َد َف ْع ُت َها ِإَلْي ِه‪».‬‬
‫اجةً‪َ ،‬فأ َ‬ ‫ظَر ِإَلْي ِه الن ِب ُّي ﷺ‪َ ،‬ف َ‬
‫ظَنْن ُت أَن َل ُه ِب َها َح َ‬ ‫َر ْطَبةٌ‪َ ،‬فَن َ‬

‫(‪ )56‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب المغازي ‪/‬باب مرض النبي ﷺ ووفاته‪ :181-182/1 ،‬رقم الحديث ‪4418‬‬
‫(‪ )57‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)141-142/2‬‬
‫(‪ )58‬ابن جني‪ ،‬الخصائص (ج‪)128/1‬‬
‫(‪ )59‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)141/2‬‬
‫(‪ )60‬المصدر السابق‪( ،‬ج‪)141/2‬‬
‫(‪ )61‬الفاكهاني‪ ،‬رياض األفهام في شرح عمدة األحكام (ج‪.)202/1‬‬
‫(‪ )62‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب المغازي ‪/‬باب مرض النبي ﷺ ووفاته‪ :182/1 ،‬رقم الحديث ‪4449‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪565‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫(‪)64‬‬
‫فتعين بذلك أن لفظ‪" :‬القضم" في الحديث النبوي‪ ،‬يراد به التليين‬ ‫ثم قال‪ :‬وليس في ذلك إال التليين‪.‬‬
‫والتنعيم‪.‬‬

‫اقَن ُة والذ ِاقَنةُ‪:‬‬


‫ب‪ .‬الح ِ‬
‫َ‬
‫الذ ِاق َن ُة"‪،‬‬
‫نقل اإلمام ابن مرزوق أقوال العلماء في تفسير "الح ِاق َن ُة و َّ‬
‫َ‬
‫فجاء بما قيل في كتب الغريب‪:‬‬

‫النْقرة التي بين‬ ‫قال اإلمام أبو عبيد القاسم ابن سالم‪(( :‬اختلف في الحاقنة‪ ،‬فكان أبو عمرو يقول‪ :‬هي ُّ‬
‫الترقوة وحبل العاتق‪ .‬قال‪ :‬وهما الحاقنتان‪ .‬والذاقنة طرف الحلقوم‪ .‬قال أبو زيد‪ :‬يقال في مثل‪" :‬أل ْل ِحَقن َح َواِ َقنك‬
‫َب َذ ِواِقنك‪ ".‬قال أبو عبيد‪ :‬فذكرت لألصمعي فقال‪ :‬هي الحاقنة والذاقنة ولم أره وقف منهما على حد معلوم‪ .‬قال‪:‬‬
‫والقول عندي ما قال أبو عمرو‪ .‬وقال أبو عبيدة‪ :‬هو النحر‪ .‬قال أبو عبيد‪ :‬وأكثر قول العرب على ما قال أبو‬
‫(‪)65‬‬
‫عبيدة‪)).‬‬

‫ثم ذكر ما قيل في كتب المعاجم‪:‬‬

‫قال ابن دريد‪(( :‬الحواقن‪ :‬بأسفل من البطن‪ ،‬والذواقن‪ :‬أعاله))(‪ ،)66‬وقيل‪ :‬الحواقن‪ :‬ما دون الترقوتين من‬
‫الصدر‪ ،‬والعاتق‪ :‬موضع الرداء‪.‬‬

‫وبعد تعرضه لما جاء عند علماء الغريب وأصحاب المعاجم‪ ،‬ذكر أقوال فقهاء الحديث‪:‬‬

‫قال اإلمام تقي الدين‪(( :‬في قولهم‪ :‬الحواقن بأسفل من البطن‪ ،‬كأن المراد بالحقن‪ :‬ما يحقن الطعام‪ ،‬أي‪:‬‬
‫(‪)67‬‬ ‫يجمعه‪ ،‬ومنه ِ‬
‫الم ْحَق َنة التي يحتقن بها‪ .‬ومن كالم العرب‪ :‬ألجمعن بين حواقنك وذواقنك‪)).‬‬

‫ثم رجح في الختام بناء على لفظ روايات أخرى‪ ،‬حيث قال‪:‬‬

‫قال أبو عبيد‪(( :‬السحر‪ :‬ما‬ ‫(‪)69‬‬


‫ومسلم‬ ‫((وجاء في الروايات‪« :‬ما بين َس ْحرِي َوَن ْحرِي» في البخاري‬
‫(‪)68‬‬

‫تعلق بالحلقوم‪ ،‬ولهذا قيل للرجل إذا جبن‪ :‬قد انتفخ سحره كأنهم إنما أرادوا الرئة وما معها‪ )70()).‬والنحر‬
‫(‪)71‬‬
‫معلوم‪)).‬‬

‫(‪ )63‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب المغازي ‪/‬باب مرض النبي ﷺ ووفاته‪ :182/1 ،‬رقم الحديث ‪4421‬‬
‫(‪ )64‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)141/2‬‬
‫(‪ )65‬أبو ُعبيد‪ ،‬غريب الحديث (ج‪)122/4‬‬
‫(‪ )66‬ابن دريد‪ ،‬جمهرة اللغة (ج‪)201/1‬‬
‫(‪ )67‬ابن دقيق‪ ،‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام (ج‪)121/1‬‬
‫(‪ )68‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب المغازي ‪/‬باب مرض النبي ﷺ ووفاته‪ :182/1 ،‬رقم الحديث ‪4449-4421‬‬
‫(‪ )69‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪-‬رضي الله تعالى عنهم‪/ -‬باب في فضل عائشة ‪-‬رضي الله تعالى عنها‪،-‬‬
‫‪ :1889/4‬رقم الحديث ‪2441‬‬
‫(‪ )70‬أبو ُعبيد‪ ،‬غريب الحديث (ج‪)122/4‬‬
‫(‪ )71‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)149/2‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪565‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫السحر و َّ‬
‫النحر‪ ،‬فكان األول‪ :‬الرئة وما‬ ‫فيكون ‪-‬رحمه الله‪ -‬قد فسر الحواقن والدواقن بالرجوع إلى معنى َّ‬
‫تعلق بها‪ ،‬والثاني‪ :‬ما بين اللحيين‪.‬‬

‫الحديث الرابع‪:‬‬
‫ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍك ‪-‬رضي الله عنه‪َ -‬قال‪« :‬جاء أَع ارِبي َفبال ِفي َ ِ ِ‬
‫اه ُم الن ِب ُّي‬ ‫طائ َفة اْل َم ْس ِجد َف َز َجَرُه الن ُ‬
‫اس َفَن َه ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ٌّ َ َ‬ ‫ِ‬
‫َع ْن أ ََن ْ َ‬
‫ِ (‪)72‬‬
‫ُه ِر َ‬
‫يق َعَلْيه‪».‬‬ ‫وب ِم ْن َم ٍ‬
‫اء‪َ ،‬فأ ْ‬ ‫َمَر الن ِب ُّي ﷺ ِب َذُن ٍ‬
‫ﷺ‪َ ،‬فَلما َق َضى َب ْوَل ُه أ َ‬
‫فيه من األلفاظ الغريبة‪:‬‬

‫‪ ‬الذُنوب‪:‬‬
‫قال اإلمام ابن مرزوق في َّ‬
‫"الذُنوب"‪(( :‬بفتح الذال المعجمة من األلفاظ المشتركة‪ ،‬وهو في الحديث‪ :‬الدلو‬
‫(‪)74‬‬
‫المألى ماء‪ )73()).‬ثم قال‪(( :‬والذنوب أيضا‪ :‬الفرس الطويل الذنب‪ ،‬والنصيب‪ ،‬ولحم أسفل المتن‪)).‬‬
‫فنبه ‪-‬رحمه الله‪ -‬أن لفظة َّ‬
‫"الذُنوب" من األلفاظ المشتركة ثم وجه معناها في حديث أنس بن مالك ‪-‬رضي‬
‫الله عنه‪-‬؛ أنها الدلو المألى ماء‪ ،‬وذكر المعاني األخرى التي تحتملها اللفظة‪.‬‬

‫وجاء في المعاجم‪ ،‬وكتب الغريب‪:‬‬


‫(‪)75‬‬
‫الذال والنون والباء أصول ثالثة‪ :‬أحدها الجرم‪ ،‬واآلخر مؤخر الشيء‪ ،‬والثالث كالحظ والنصيب‪.‬‬

‫ويقال(‪:)76‬‬
‫‪َ .1‬فرس َذُنوب‪ :‬طويل َّ‬
‫الذ َنب‪.‬‬ ‫َ‬
‫الش ِّر ال ينقضي‪.‬‬
‫وي ْوٌم َذُنوب‪ :‬طويل ّ‬‫‪َ .2‬‬
‫ٗ‬ ‫ِِ‬
‫َص ََٰح ِب ِه ْم َف َال‬ ‫ظَلموْا َذُنوبا ِم ْثل َذُن ِ‬
‫وب أ ْ‬
‫الذنوب‪َ :‬قال أَبو عبيدة‪ :‬هو َّ ِ‬
‫النصيب‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬فِإن للذ َ‬ ‫‪ .1‬و َّ‬
‫َ‬ ‫ين َ ُ‬ ‫َ ُ ُ َْ َ َُ‬
‫َي ْس َت ْع ِجُلو ِن ﴾(‪ ، )77‬أي‪ :‬فإن للذين ظلموا (أشركوا) من عذاب اللـه نصـيبا وحظـا نـازال بهـم‪ ،‬كمـا نـزل‬
‫(‪)78‬‬
‫بالذين من قبلهم‪.‬‬

‫(‪ )72‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الوضوء ‪/‬باب يهريق الماء على البول (وهذا لفظه)‪ :91/1 ،‬رقم الحديث ‪/ ،221‬باب ترك‬
‫النبي ﷺ والناس األعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد (بألفاظ أخرى)‪ :96/1 ،‬رقم الحديث ‪/ ،219‬باب صب الماء على البول‬
‫في المسجد (بألفاظ أخرى)‪ :)91/1( ،‬رقم الحديث ‪ .226‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الطهارة ‪/‬باب وجوب غسل البول وغيره من‬
‫النجاسات إذا حصلت في المسجد‪ ،‬وأن األرض تطهر بالماء‪ ،‬من غير حاجة إلى حفرها‪ :210/1 ،‬رقم الحديث ‪.284‬‬
‫(‪ )73‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)814/2‬‬
‫(‪ )74‬المصدر السابق‪( ،‬ج‪)814/2‬‬
‫(‪ )75‬ابن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة (ج‪)101/2‬‬
‫المَن َّجد في اللغة (ص‪ .)261‬ابن دريد‪ ،‬جمهرة اللغة (ج‪ .)160/1‬األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة (ج‪-112/14‬‬
‫الهنائي‪ُ ،‬‬
‫(‪ )76‬أبو الحسن ُ‬
‫‪ .)110‬الجوهري‪ ،‬الصحاح (ج‪ .)129-128/1‬الخطابي‪ ،‬غريب الحديث (ج‪.)226-219/2‬‬
‫(‪ )77‬سورة الذاريات‪ ،‬اآلية‪29 :‬‬
‫(‪ )78‬الطبري‪ ،‬جامع البيان في تأويل القرآن (ج‪)221/21‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪563‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫(‪)79‬‬
‫ذنوب‬
‫َفحق لشأس من نداك ُ‬ ‫َوِفي كل َحي قد خبطت ِبِن ْع َمة‬
‫ّ‬
‫ِ (‪)80‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ .4‬و َّ‬
‫الم ْلء ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫يها قريب من َ‬ ‫الدْل ُو التي يكون الماء ف َ‬ ‫الذنوب‪َّ :‬‬
‫ِ (‪)81‬‬ ‫ِ‬
‫قبره ِب ُ‬
‫ذنوب‬ ‫وسَقى الغوادي َ‬
‫َ‬ ‫بن ُم َكَّد ٍم‬
‫ال َي ْب َع َد َّن ربيع ُة ُ‬
‫وقال الراجز‪:‬‬

‫نازِل َنا َش ِر ُ‬
‫َّإنا إذا َ‬
‫(‪)82‬‬
‫وب‬
‫وب وله َذُن ُ‬‫لنا َذُن ٌ‬ ‫يب‬

‫يب‬ ‫ِ‬
‫له الَقل ُ‬
‫كان ُ‬ ‫فإن َأبى َ‬ ‫ْ‬
‫الم ْتنان‪ ،‬قال أَُبو عبيد َعن أبـي َع ْمـرو‪ :‬ال َّـذنوب‪ :‬لحـم المـتن‪ ،‬ويقـال‪ :‬منقطعـه وأسـفله‪ ،‬ويقـال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫‪ .2‬والذُنوبان‪َ :‬‬
‫األع َشى‪:‬‬
‫األلية والمأكم؛ قال ْ‬
‫(‪)83‬‬
‫ف‬ ‫الم ْت ِن و َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الك َ‬ ‫وب َ‬‫إذا تُعال ُج ق ْرًنا ساع ًة َفتَ َر ْت و ْارتَ َّج م ْن َها َذُن ُ‬
‫(‪)84‬‬
‫وقيل‪ :‬ال يقال لِ َّلدْل ِو سجل إال ما دام فيها ماء قل أو كثر‪ ،‬كما ال يقال لها َذنوب إال إذا كانت مألى‪.‬‬

‫وه َو َه ِريُقوا َعَلى َب ْوِل ِه َس ْج ًال‬


‫والروايات األخرى التي وردت في صحيح البخاري دليل على ذلك؛ قال ﷺ‪َ « :‬د ُع ُ‬
‫ِ‬ ‫وبا ِم ْن َم ٍ‬ ‫ِم ْن َم ٍ‬
‫ين‪َ ،‬وَل ْم ُتْب َع ُثوا ُم َع ِس ِر َ‬
‫اء‪َ ،‬فِإن َما ُبع ْث ُت ْم ُمَي ِس ِر َ‬
‫(‪)85‬‬
‫ين»‬ ‫اء‪ ،‬أ َْو َذُن ً‬
‫وبذلك يكون معنى َّ‬
‫"الذُنوب" في الحديث النبوي الدلو المألى ماء‪ ،‬كما صرح اإلمام ابن مرزوق‪.‬‬

‫الحديث الخامس‪:‬‬

‫االس ِت ْح َد ُاد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬


‫س‪ :‬اْل ِخ َت ُ‬
‫ان‪َ ،‬و ْ‬ ‫ول‪« :‬اْلف ْطَرُة َخ ْم ٌ‬
‫ول الله ﷺ َيُق ُ‬ ‫َع ْن أَبي ُه َرْي َرَة ‪-‬رضي الله عنه‪َ -‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬سم ْع ُت َرُس َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ (‪)86‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ِ‬
‫يم األَ ْظ َف ِار‪َ ،‬وَن ْت ُ‬
‫اإلبط‪».‬‬ ‫ص الش ِارب‪َ ،‬وَتْقل ُ‬
‫َوَق ُّ‬

‫فيه من األ لفاظ الغريبة‪:‬‬

‫(‪ )79‬من الطويل‪ ،‬نسب إلى علقمة بن عبدة‪ .‬ابن دريد‪ ،‬جمهرة اللغة (ج‪)160/1‬‬
‫(‪ )80‬ابن السكيت‪ ،‬إصالح المنطق (ص‪)222‬‬
‫بقبر ربيع َة ْب ِن ُم َكَّدم‪ .‬الخطابي‪ ،‬غريب الحديث (ج‪)109/1‬‬
‫مر ْ‬‫حسان ْبن ثابت‪ ،‬أنشده لما ّ‬
‫(‪ )81‬من الكامل‪ ،‬نسب إلى ّ‬
‫(‪ )82‬من الرجز‪ .‬الخطابي‪ ،‬غريب الحديث (ج‪ .)121/1‬األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة (ج‪)110/14‬‬
‫المَن َّجد في اللغة (ص‪)261‬‬
‫الهنائي‪ُ ،‬‬
‫(‪ )83‬من البسيط‪ .‬أبو الحسن ُ‬
‫(‪ )84‬الثعالبي‪ ،‬فقه اللغة وسر العربية (ج‪)12/1‬‬
‫(‪ )85‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الوضوء ‪/‬باب صب الماء على البول في المسجد‪ :91/1 ،‬رقم الحديث ‪226‬‬
‫(‪ )86‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪/‬باب تقليم األظفار‪ :12/4 ،‬رقم الحديث ‪/ ،2891‬باب قص الشارب‪ :12/4 ،‬رقم‬
‫الحديث ‪ .2889‬كتاب االستئذان ‪/‬باب الختان بعد الكبر ونتف اإلبط‪ :121/4 ،‬رقم الحديث ‪ .0291‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب‬
‫الطهارة ‪/‬باب خصال الفطرة‪ :222-221/1 ،‬رقم الحديث ‪221‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪565‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫‪ ‬اْل ِف ْطَرُة‪:‬‬

‫"اْل ِف ْ‬
‫ط َرةُ" من المشترك اللفظـي؛ وهـو اللفـظ الواحـد الـدال علـى معنيـين فـأكثر داللـة علـى السـواء عنـد أهـل تلـك‬
‫اللغة(‪،)87‬‬

‫وقد نقل اإلمام ابن مرزوق في تفسيرها قول‪:‬‬


‫(‪)88‬‬
‫في كتاب "تفسير غريب صحيح‬ ‫‪ .1‬اإلمام أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي‪ ،‬المعروف بالقزاز‬
‫البخاري" فيما نقله عنه اإلمام تقي الدين(‪ ،)89‬واإلمام تاج الدين(‪.)90‬‬
‫والنووي(‪.)92‬‬ ‫(‪)91‬‬
‫‪ .2‬واإلمامان الخطابي‬
‫أما "اْل ِف ْطَرُة" عند اإلمام القزاز فتتصرف في كالم العرب على وجوه‪:‬‬
‫ِ ِ۬‬
‫(‪)94‬‬
‫ض﴾(‪ :)93‬أي خالقهما‪.‬‬ ‫اط ِر ِالسم َََٰٰو ِت َو َاالْر ِ‬ ‫ط َرًة‪ :‬أنشأه‪ ،‬والله ﴿ َف‬ ‫الخْل َق ِف ْ‬
‫الله َ‬
‫ط َر ُ‬
‫‪ ‬أولها‪َ :‬ف َ‬
‫َ‬
‫ود ُيوَلُد َعَلى‬‫وهي الجبلة التي خلق الله الناس عليها‪ ،‬وجبلهم على فعلها‪ ،‬وفي الحديث « ُك ُّل َم ْوُل ٍ‬
‫ِ‬
‫الف ْطَرِة»(‪.)95‬‬
‫ِ۬‬ ‫ِ۬‬
‫(‪)97‬‬
‫اس َعَلْي َها﴾(‪ :)96‬أي َخْلُقه لهم‪.‬‬ ‫لن‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ے‬ ‫‪ ‬والثاني‪ :‬قول قوم من أهل اللغة‪ِ ﴿ :‬ف ْطرت اَلل ِه ِِ۬ا ِ‬
‫لت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ط َرة" أي على اإلقرار بالله عز وجل الذي كان أقر به لما أخرجه من‬ ‫‪ ‬والثالث‪ :‬معنى قوله "على اْل ِف ْ‬
‫ظهر آدم عليه السالم‪.‬‬
‫‪ ‬والرابع‪" :‬اْل ِف ْ‬
‫ط َرةُ" زكاة الفطر‪.‬‬

‫(‪ )87‬السيوطي‪ ،‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها (ج‪)109/1‬‬


‫النحوى القيروانى‪ ،‬المعروف بالقزاز‪ ،‬كان الغالب عليه علم النحو‬
‫ّ‬ ‫(‪ )88‬هو‪ :‬اإلمام العالمة محمد بن جعفر أبو عبد الله التميمى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المتأخرين‪ .‬له كتاب الجامع في اللغة‪ ،‬وهو من الكتب الكبار المختارة‬
‫ّ‬ ‫المتقدمين‪ ،‬وقطع ألسنة‬
‫ّ‬ ‫واللغة واالفتنان في التأليف الذي فضح‬
‫المشهورة‪ .‬توفي بالقيروان سنة ‪412‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته‪ :‬القفطي‪ ،‬إنباه الرواة على أنباه النحاة (ج‪ .)81-84/1‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات‬
‫األعيان وأنباء أبناء الزمان (ج‪)110-114/4‬‬
‫(‪ )89‬ينظر‪ :‬ابن دقيق‪ ،‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام (ج‪)121/1‬‬
‫(‪ )90‬ينظر‪ :‬الفاكهاني‪ ،‬رياض األفهام في شرح عمدة األحكام (ج‪)148-141/1‬‬
‫(‪ )91‬ينظر‪ :‬الخطابي‪ ،‬معالم السنن (ص‪)11‬‬
‫(‪ )92‬ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (ج‪)148/1‬‬
‫(‪ )93‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪12 :‬‬
‫(‪ )94‬الطبري‪ ،‬جامع البيان في تأويل القرآن (ج‪)126/1‬‬
‫(‪ )95‬البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الجنائز‪/‬باب إذا أسلم الصبي فمات‪ ،‬هل يصلى عليه‪ ،‬عليه‪ ،‬وهل يعرض على الصبي‬
‫اإلسالم‪ :411-410/1 ،‬رقم الحديث ‪/ ،1128‬باب ما قيل في أوالد المشركين ‪ :424/1‬رقم الحديث ‪ .1182‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪،‬‬
‫كتاب القدر ‪/‬باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين‪ :2641/4 ،‬رقم الحديث ‪.2028‬‬
‫(‪ )96‬سورة الروم‪ ،‬اآلية‪29 :‬‬
‫(‪ )97‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب (ج‪)28/2‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪565‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫ومذهب اإلمام القزاز في تفسير اللفظة على الوجه األول المذكور‪ ،‬وهو نفس ما ذهب إليه اإلمام تقي‬
‫الدين‪ ،‬حيث قال‪(( :‬وأولى الوجوه‪ :‬أن تكون الفطرة ما جبل الله الخلق عليه‪ ،‬وجبل طباعهم على فعله‪ ،‬وهي كراهة‬
‫(‪)98‬‬
‫ما في جسده مما هو ليس من زينته‪)).‬‬

‫وهي عند اإلمام الخطابي واإلمام النووي‪ :‬السنة‪.‬‬


‫(‪)99‬‬
‫قال اإلمام تاج الدين‪(( :‬قال الخطابي وجماعة غيره‪ :‬وأكثر العلماء إلى أنها‪ :‬السنة‪)).‬‬

‫ثم عقب اإلمام ابن مرزوق قول شيخه تاج الدين‪ ،‬بقوله‪(( :‬قاله النووي‪ ،‬أي‪ :‬أنها من سنن األنبياء ‪-‬عليهم‬
‫(‪)100‬‬
‫الصالة والسالم‪))-‬‬

‫وهذا ما ترجح عند اإلمام تاج الدين في تفسيره للفظة "اْل ِف ْ‬


‫(‪)101‬‬
‫ط َرةُ"‪ ،‬قال‪(( :‬وهذا هو الظاهر عندي‪)).‬‬

‫وبذلك يكون اإلمام ابن مرزوق قد ذكر ترجيح كل من اإلمامين الجليلين‪ ،‬للفظة "اْل ِف ْ‬
‫ط َرةُ" في الحديث النبوي‬
‫الشريف‪ ،‬دون الترجيح بينهما‪.‬‬

‫في معناها السنة في الحديث النبوي الشريف ‪-‬كما نقله اإلمام‬ ‫(‪)102‬‬
‫ومما احتج به اإلمام ابن الملقن‬
‫الخطابي عن كثيرين‪ ،‬وصوبه اإلمام النووي‪ ،‬أي‪ :‬أنها من سنن األنبياء الذين يقتدى بهم‪-‬؛ ما جاء في رواية‬
‫يم األَ ْظ َف ِار»(‪ )103‬ثم قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِِ‬
‫ص الش ِار ِب‪َ ،‬وَن ْت ُ‬
‫ف اإلبط‪َ ،‬وَتْقل ُ‬ ‫السن ِة‪َ :‬ق ُّ‬
‫اإلمام البخاري عن ابن عمر مرفوعا‪ِ « :‬م َن ُّ‬
‫(‪)104‬‬
‫((وأصح ما فسر به الحديث بما ثبت في رواية أخرى‪)).‬‬

‫وقد تعقب الحافظ ابن حجر ما ذهب إليه اإلمام ابن الملقن‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫((وتعقب النووي بأن الذي نقله الخطابي هو الصواب فإن في "صحيح البخاري" عن ابن عمر عن النبي ﷺ‬
‫يم األَ ْظ َف ِار»‪ ،‬قال وأصح ما فسر الحديث بما جاء في رواية‬ ‫ِ‬
‫ف اإلبط‪َ ،‬وَتْقل ُ‬
‫َ ُ‬ ‫السن ِة‪َ :‬ق ُّ‬
‫ص الش ِار ِب‪ ،‬وَن ْت ِ ِ ِ‬ ‫قال‪ِ « :‬م َن ُّ‬
‫أخرى ال سيما في البخاري‪ ،‬وقد تبعه شيخنا ابن الملقن على هذا‪ .‬ولم أر الذي قاله في شيء من نسخ البخاري بل‬
‫(‪)105‬‬
‫الذي فيه من حديث ابن عمر بلفظ الفطرة وكذا من حديث أبي هريرة ‪))...‬‬

‫(‪ )98‬ابن دقيق‪ ،‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام (ج‪)121/1‬‬


‫(‪ )99‬الفاكهاني‪ ،‬رياض األفهام في شرح عمدة األحكام (ج‪)149-148/1‬‬
‫(‪ )100‬ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام (ج‪)882/2‬‬
‫(‪ )101‬الفاكهاني‪ ،‬رياض األفهام في شرح عمدة األحكام (ج‪)149/1‬‬
‫(‪ )102‬ابن الملقن‪ ،‬اإلعالم بفوائد عمدة األحكام (ج‪)162/1‬‬
‫(‪ )103‬لم أقف عليه بهذا اللفظ‪ ،‬والوارد فيه‪ِ « :‬م َن اْلِف ْ‬
‫ط َرِة»‪ ،‬كما تقدم تخريجه‪.‬‬
‫(‪ )104‬ابن الملقن‪ ،‬اإلعالم بفوائد عمدة األحكام (ج‪)162/1‬‬
‫(‪ )105‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري (ج‪)119/16‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪565‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫خاتمة‬

‫في الختام‪ ،‬يمكن القول‪:‬‬

‫إن علم غريب الحديث من العلوم التي ال يستغني عن معرفته طالب العلوم الشرعية عامة‪ ،‬والباحثين في‬
‫علوم السنة خاصة‪ ،‬لما له من أهمية بالغة في فهم النص الحديثي‪ ،‬وكونه شارحا لحديث رسول الله ﷺ فهو بذلك‬
‫تتوقف على معرفته كثير من مقاصد الشريعة‪.‬‬

‫وكتاب " تيسير المرام في شرح عمدة األحكام" معلمة كبيرة فيما يتعلق بشروح "عمدة األحكام"‪ ،‬كما أنه من‬
‫أفضل الشروح عليها‪ ،‬حيث اعتمد اإلمام ابن مرزوق في شرحه على االختصار‪ ،‬فكانت عباراته سهلة واضحة‪،‬‬
‫ومعانيه محددة‪ ،‬وأفكاره دقيقة مترابطة ليس فيها استطراد‪ ،‬فكان أسلوبه بذلك أسلوب علمي واضح‪ ،‬حسن السبك‪،‬‬
‫واضح العبارة‪ ،‬سهل التركيب‪ ،‬خال من التكلف والتعقيد‪.‬‬

‫وقد اعتنى ‪-‬رحمه الله‪ -‬عناية كبيرة بشرح الغريب‪ ،‬ويظهر ذلك جليا من خالل مصادره التي اعتمدها فيه‪:‬‬
‫سالم‪ ،‬و"غريب الحديث" للخطابي‪ ،‬و"غريب الحديث"‬
‫كتب الغريب ‪-‬مثل‪" :‬غريب الحديث" ألبي عبيد القاسم بن ّ‬
‫البن قتيبة‪ ،‬و"الغريبين" للهروي‪ ،‬وغيرهم‪ -‬وكتب المعاجم‪ ،‬وكتب الشروح الحديثية‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫ابن األثير‪ ،‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪1421( .‬ه)‪ .‬أشرف عليه وقدم له‪ :‬علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي‬
‫األثري‪ .‬ط‪ .1‬المملكة العربية السعودية‪ :‬دار ابن الجوزي‪.‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‪1982( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ابن الصالح‪ ،‬معرفة أنواع علوم الحديث (مقدمة ابن الصالح)‪1980( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬نور الدين عتر‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الفكر المعاصر‪.‬‬
‫ابن الملقن‪ ،‬اإلعالم بفوائد عمدة األحكام‪1991( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز بن أحمد بن محمد المشيقح‪ .‬ط‪ .1‬الرياض‪ :‬دار‬
‫العاصمة‪.‬‬
‫ابن أوس الطائي‪ ،‬ديوان الحماسة‪1998( .‬م)‪ .‬برواية‪ :‬أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي‪ .‬تحقيق‪ :‬أحمد حسن بسج‪ .‬ط‪.1‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ابن جني‪ ،‬الخصائص‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬ط‪ .4‬مصر‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‪1988( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪1119( .‬ه)‪ .‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬قام بإخراجه‬
‫وصححه وأشرف على طبعه‪ :‬محب الدين الخطيب‪ ،‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد الله بن باز‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬بيروت‪ :‬دار‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪1911( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫ابن دريد‪ ،‬جمهرة اللغة‪1981( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬رمزي منير بعلبكي‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار العلم للماليين‪.‬‬
‫ابن دقيق‪ ،‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام‪1981( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ .‬ط‪ .2‬بيروت‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬
‫ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪1992( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬عمرو بن غرامة العمروي‪( .‬د‪.‬ط)‪( .‬د‪.‬م)‪ :‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪569‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫ابن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة‪1919( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪( .‬د‪.‬ط)‪( .‬د‪.‬م)‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫ابن فرحون‪ ،‬الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬تحقيق‪ :‬الدكتور محمد األحمدي أبو النور‪( .‬د‪.‬ط)‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار التراث‪.‬‬
‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪1988( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬علي شيري‪ .‬ط‪( .1‬د‪.‬م)‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫ابن مرزوق‪ ،‬تيسير المرام في شرح عمدة األحكام‪2611( .‬م)‪ .‬تحقيق ودراسة‪ :‬الدكتورة سعيدة بحوث‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار ابن‬
‫حزم‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪1414( .‬ه)‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫الهنائي‪ ،‬المُنَ َّجد في اللغة‪1988( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬دكتور أحمد مختار عمر‪ ،‬دكتور ضاحي عبد الباقي‪ .‬ط‪ .2‬القاهرة‪:‬‬
‫أبو الحسن ُ‬
‫عالم الكتب‪.‬‬
‫أبو ُعبيد القاسم بن سالّم‪ ،‬غريب الحديث (‪1904‬م)‪ .‬تحت مراقبة‪ :‬د‪ .‬محمد عبد المعيد خان‪ .‬ط‪ .1‬حيدر آباد‪ -‬الدكن الهند‪:‬‬
‫مطبعة دائرة المعارف العثمانية‪.‬‬
‫األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة‪2661( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد عوض مرعب‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬صحيح البخاري (الجامع الصحيح)‪1466( .‬ه)‪ .‬تحقيق‪ :‬محب الدين الخطيب‪ ،‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬نشره وراجعه‬
‫وأخرجه‪ ،‬وأشرف على طبعه‪ :‬قصي محب الدين الخطيب‪ .‬ط‪ .1‬القاهرة‪ :‬المطبعة السلفية ومكتبتها‪.‬‬
‫البيهقي‪ ،‬البعث والنشور‪1980( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬الشيخ عامر أحمد حيدر‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬مركز الخدمات واألبحاث الثقافية‪.‬‬
‫الثعالبي‪ ،‬فقه اللغة وسر العربية‪2662( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد الرزاق المهدي‪ .‬ط‪( .1‬د‪.‬م)‪ :‬إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫الجوهري‪ ،‬تاج اللغة وصحاح العربية‪2669( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد تامر‪ ،‬وأنس محمد الشامي‪ ،‬وزكريا جابر أحمد‪( .‬د‪.‬ط)‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الحديث‪.‬‬
‫الخطابي‪ ،‬غريب الحديث‪1982( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد الكريم إبراهيم العزباوي‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫الخطابي‪ ،‬معالم السنن‪1912( .‬م)‪ .‬ط‪ .1‬حلب‪ :‬المطبعة العلمية‪.‬‬
‫الذهبي‪ ،‬تذكرة الحفاظ‪1998( .‬م)‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الرازي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أبي بكر‪ .‬مختار الصحاح‪1999( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬يوسف الشيخ محمد‪ .‬ط‪ .2‬بيروت‪-‬صيدا‪ :‬المكتبة‬
‫العصرية‪-‬الدار النموذجية‪.‬‬
‫رؤبة بن العجاج‪ .‬مجموع أشعار العرب وهو مشتمل على ديوان رؤبة بن العجاج‪ ،‬وعلى أبيات مفردات منسوبة إليه‪( .‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫اعتنى بتصحيحه وترتيبه‪ :‬وليم بن الورد البروسي‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬الكويت‪ :‬دار ابن قتيبة‪.‬‬
‫الزمخشري‪ ،‬أساس البالغة‪1998( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫السجستاني‪ ،‬أبو بكر محمد بن ُعزير‪ .‬غريب القرآن المسمى بـ "نزهة القلوب"‪1992( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد أديب عبد الواحد‬
‫جمران‪ .‬ط‪ .1‬سوريا‪ :‬دار قتيبة‪.‬‬
‫السخاوي‪ ،‬فتح المغيث بشرح الفية الحديث‪2661( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬علي حسين علي‪ .‬ط‪ .1‬مصر‪ :‬مكتبة السنة‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها‪1980( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد جاد المولى‪ ،‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬علي محمد‬
‫البجاوي‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي في شرح تقريب النووي‪2660( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي‪ .‬ط‪ .1‬الرياض‪ :‬دار طيبة‪.‬‬
‫الطبري‪ ،‬جامع البيان في تأويل القرآن‪2666( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫الفاكهاني‪ ،‬رياض األفهام في شرح عمدة األحكام‪2616( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬نور الدين طالب‪ ،‬بالتعاون مع لجنة مختصة من‬
‫المحققين‪ .‬ط‪ .1‬دمشق‪-‬بيروت‪ :‬دار النوادر‪.‬‬
‫الفراهيدي‪ ،‬الخليل بن أحمد‪ .‬كتاب العين‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مهدي المخزومي‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم السامرائي‪( .‬د‪.‬ط)‪( .‬د‪.‬م)‪ :‬دار‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪566‬‬
‫‪HNSJ Volume 2. Issue 7‬‬ ‫أهمية علم غريب الحديث في فهم النص الحديثي‬

‫ومكتبة الهالل‪.‬‬

‫الفيروزآبادى‪ ،‬القاموس المحيط‪2662( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة‪ ،‬بإشراف‪ :‬محمد نعيم العر ُ‬
‫قسوسي‪.‬‬
‫ط‪ .8‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫القاضي عياض‪ ،‬إكمال المعلم بفوائد مسلم‪1998( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬الدكتور يحيى إسماعيل‪ .‬ط‪ .1‬المنصورة‪ :‬دار الوفاء‪.‬‬
‫القاضي عياض‪ ،‬مشارق األنوار على صحاح اآلثار‪( .‬د‪.‬ت)‪( .‬د‪.‬ط)‪( .‬د‪.‬م)‪ :‬المكتبة العتيقة ودار التراث‪.‬‬
‫القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪1904( .‬م)‪ .‬ط‪ .2‬تحقيق‪ :‬أحمد البردوني‪ ،‬وإبراهيم أطفيش‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتب المصرية‪.‬‬
‫القسطالني‪ ،‬أبو العباس شهاب الدين‪ .‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري‪1121( .‬م)‪ .‬ط‪ .1‬مصر‪ :‬المطبعة الكبرى األميرية‪.‬‬
‫القفطي‪ ،‬جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف‪ .‬إنباه الرواة على أنباه النحاة‪1980( .‬م)‪ .‬تحقق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪.‬‬
‫ط‪ .1‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪.‬‬
‫المرُزباني‪ ،‬أبو عبيد الله محمد بن عمران‪ .‬معجم الشعراء‪2662( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬فاروق اسليم‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫ْ ّ‬
‫مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪1991( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ .‬ط‪ .1‬القاهرة‪ :‬دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي‬
‫وشركاه)‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫النووي‪ ،‬التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث‪1982( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد عثمان الخشت‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪:‬‬
‫دار الكتاب العربي‪.‬‬
‫النووي‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪1192( .‬ه)‪ .‬ط‪ .2‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫الهروي‪ ،‬أبو عبيد أحمد بن محمد‪ .‬الغريبين في القرآن والحديث‪1999( .‬م)‪ .‬تحقيق‪ :‬أحمد فريد المزيدي‪ .‬ط‪ .1‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ :‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪.‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )0‬العدد (‪)7‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫إيمان الحبيب‪ ،‬يوليو ‪0201‬‬ ‫صفحة | ‪566‬‬

You might also like