You are on page 1of 337

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬

‫جـامعـة أمحد دراية أدرار – اجلزائر –‬


‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيري‬

‫قسم علوم التسيري‬

‫أطروحة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة دكتوراه طور اثلث (ل‪ .‬م‪ .‬د)‬

‫شعبة علوم التسيري‬

‫ختصص ‪ :‬مقاوالتية‬

‫ب ـعنوان ‪:‬‬

‫المقاوالتية االجتماعية ودورها في التنمية المستدامة‬

‫‪ -‬دراسة حالة ‪-‬‬

‫إشراف ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب ‪:‬‬


‫د‪ .‬بدري عبد اجمليد‬ ‫بن حكوم علي‬
‫جلنة املناقشة‬
‫الصفة‬ ‫اجلامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسـا‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫د‪ .‬بلوايف حممد‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة سعيدة‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫د‪ .‬بدري عبد اجمليد‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬يوسفات علي‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫د‪ .‬عاليل فتيحة‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة بشار‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫د‪ .‬بن عبد العزيز سفيان‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة سعيدة‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬بلعريب عبد القادر‬

‫املوسم اجلامعي ‪2021-2020 :‬‬


‫اإله ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬

‫إىل الوالدة احلبيبة أطال هللا عمرها‪ ،‬وأمدها ابلصحة والعافية‪ ،‬ووفقنا لبﱢها‬
‫ونيل رضاها‬
‫إىل األستاذ القدير ‪ :‬جقاوة قادة‬
‫إىل كل اإلخوة و األخوات‬
‫زوجت و أبنائي‬
‫إىل ٰ‬
‫إىل كل الزمالء وطلبة العلم‬
‫شكــر و عرفـــان‬

‫الحمد هلل وحده‪ ،‬حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه‬

‫أتقدم ابلشكر اجلزيل واالمتنان الكبري إىل األستاذ القدير ‪ :‬الدكتور بدري عبد اجمليد على قبوله‬
‫اإلشراف على هذه األطروحة ‪ ،‬وعلى كل ما قدمه لنا من توجيهات قيمة وآراء سديدة ‪.‬‬

‫كما أتوجه ابلشكر إىل كل من ساعدين على إجناز هذا العمل وإخراجه بشكله هذا ‪ ،‬خاصة‬
‫الدكتور ‪ :‬عمر هارون ‪.‬‬

‫ومجيع أساتذتنا من أعضاء فريق التكوين وغريهم‪ ،‬وعلى رأسهم سيادة العميد ونوابه وكذا املنتسبني‬
‫إلدارة الكلية ‪.‬‬

‫الشكر موصول أيضا إىل األساتذة املناقشني األفاضل الذين سأانل شرف مناقشتهم وتقوميهم هلذه‬
‫األطروحة ‪.‬‬
‫امللخص‬

‫يتلخص موضوع هذه الدراسة يف إبراز العالقة وحتديد درجة األثر بي املنظمات واملشاريع اليت تكتسب‬
‫ من‬2030 ‫ وحتقيق أهداف التنمية املستدامة املتفق عليها دوليا آفاق سنة‬،‫صفة املقاوالت االجتماعية من جهة‬
،‫ حيث وبعد اإلشارة ملختلف املفاهيم النظرية املتعلقة مبتغريي الدراسة والتحدث عن واقعهما ابجلزائر‬،‫جهة أخرى‬
‫عمدان إىل إجراء دراسة ميدانية على عينة من منظمات قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي هبدف تقييم مدى‬
‫ معتمدين يف ذلك على املنهج الوصفي وعلى استبانة‬،‫مسامهتها يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة يف اجلزائر‬
‫ وقد خلصنا إىل جمموعة من النتائج أمهها أن املقاوالتية‬،‫صممت كأداة جلمع البياانت من عينة الدراسة‬
‫ مما جعلنا نوصي بدعم مشاريعها‬،‫االجتماعية تعد كأحد اآلليات املبتكرة واملسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة‬
. ‫ونشر ثقافتها بي كل الفئات والفاعلي يف اجملتمع ليتم االندماج يف أنشطتها وتطويرها‬
: ‫الكلمات املفتاحية‬
2030 ‫ برانمج التنمية املستدامة‬،‫ تنمية مستدامة‬،‫ مقاولة اجتماعية‬،‫ مقاولة مستدامة‬،‫ مسؤولية اجتماعية‬،‫مقاوالتية‬

Abstract :
The subject of this study is to highlight the relationship and determine the degree of
impact between organizations and projects that acquire the status of social enterprise on the
one hand and achieve the internationally agreed sustainable development goals 2030 horizons
on the other, after referring to the various theoretical concepts related to the variables of the
study and talking about their reality in Algeria, we conducted a field study on a sample of
organizations of the solidarity and social economy sector with the aim of assessing the extent
of their contribution to achieving the sustainable development goals in Algeria. We have also
used the descriptive approach and a questionnaire designed as a tool , to collect data from the
sample of the study. At the end, we have come to a set of results, the most important of which
is that social entrepreneurship is one of the innovative mechanisms that contribute to
achieving sustainable development, which led us to recommend supporting its projects and
spreading its culture among all groups and actors in society to integrate into its activities and
develop it .
Keywords :
Entrepreneurship, Social Responsibility, Sustainable entrepreneurship, Social
Entrepreneurship, Sustainable Development, Program for Sustainable Development 2030 .

III
‫قائمة احملتوايت‬

‫قائمة احملتوايت‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‬


‫‪I‬‬ ‫اإلهداء‬

‫‪II‬‬ ‫الشكر‬

‫‪III‬‬ ‫ملخص‬

‫‪IV‬‬ ‫قائمة احملتوايت‬

‫‪VIII‬‬ ‫قائمة اجلداول‬

‫‪X‬‬ ‫قائمة األشكال‬

‫‪XI‬‬ ‫قائمة املالحق‬

‫أ‪-‬ف‬ ‫املقدمة‬

‫‪1‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬ماهية املقاوالتية االجتماعية و القطاع الثالث‬

‫‪2‬‬ ‫متهيد‬

‫‪3‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للمقاوالتية‬

‫‪3‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم املقاوالتية‬

‫‪16‬‬ ‫املطلب الثان‪ :‬مفهوم املقاول‬

‫‪23‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬املشروع املقاواليت‬

‫‪51‬‬ ‫املبحث الثان‪ :‬ماهية املقاوالتية االجتماعية‬

‫‪51‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم املقاوالتية االجتماعية‬

‫‪61‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬موضوع املقاوالتية االجتماعية‬

‫‪63‬‬ ‫املطالب الثالث ‪ :‬مفاهيم قريبة من املقاوالتية االجتماعية‬

‫‪IV‬‬
‫قائمة احملتوايت‬

‫‪67‬‬ ‫املبحث الثالث ‪ :‬املقاولة االجتماعية ضمن قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي‬

‫‪67‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم االقتصاد التضامين واالجتماعي‬

‫‪72‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬دور املقاولة االجتماعية يف ظل االقتصاد االجتماعي والتضامين‬

‫‪74‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬دليل إنشاء مشروع املقاولة االجتماعية‬

‫‪87‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬

‫‪88‬‬ ‫الفصل الثان ‪ :‬التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬

‫‪89‬‬ ‫متهيد‬

‫‪90‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للتنمية املستدامة‬

‫‪90‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم التنمية املستدامة‬

‫‪99‬‬ ‫املطلب الثان‪ :‬عناصر وخصائص التنمية املستدامة‬

‫‪101‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬أهداف التنمية املستدامة‬

‫‪109‬‬ ‫املبحث الثان‪ :‬أبعاد التنمية املستدامة‬

‫‪109‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬البعد االقتصادي للتنمية املستدامة‬

‫‪113‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬البعد االجتماعي للتنمية املستدامة‬

‫‪117‬‬ ‫املطالب الثالث ‪ :‬البعد البيئي للتنمية املستدامة‬

‫‪122‬‬ ‫املطالب الرابع ‪ :‬البعد السياسي للتنمية املستدامة‬

‫‪124‬‬ ‫املبحث الثالث ‪ :‬مؤشرات التنمية املستدامة‬

‫‪125‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬املؤشرات االقتصادية‬

‫‪128‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬املؤشرات االجتماعية‬

‫‪132‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬املؤشرات البيئية‬

‫‪V‬‬
‫قائمة احملتوايت‬

‫‪136‬‬ ‫املطلب الرابع ‪ :‬املؤشرات املؤسساتية‬

‫‪139‬‬ ‫خالصة الفصل الثان‬

‫‪140‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬

‫‪141‬‬ ‫متهيد‬

‫‪142‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مناذج وتطبيقات للمقاوالتية االجتماعية‬

‫‪142‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬مناذج وجتارب حملية للمقاوالتية االجتماعية‬

‫‪150‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬جتارب ومناذج دولية للمقاوالتية االجتماعية‬

‫‪161‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬مالمح املقاوالتية االجتماعية يف االسالم‬

‫‪168‬‬ ‫املبحث الثان‪ :‬واقع وحتدايت حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬

‫‪168‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل الربامج التنموية‬

‫‪177‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل املؤشرات الدولية‬

‫‪186‬‬ ‫املطالب الثالث ‪ :‬حتدايت التنمية املستدامة يف اجلزائر‬

‫‪195‬‬ ‫املبحث الثالث ‪ :‬عالقة املقاوالتية االجتماعية ابلتنمية املستدامة‬

‫‪195‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬املسؤولية االجتماعية للمقاولة‬

‫‪205‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬املقاولة املستدامة‬

‫‪210‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬منوذج مقرتح لعالقة املقاوالتية االجتماعية ابلتنمية املستدامة‬

‫‪221‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬

‫‪222‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف‬
‫اجلزائر‬
‫‪223‬‬ ‫متهيد‬

‫‪224‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪VI‬‬
‫قائمة احملتوايت‬

‫‪224‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬منهج ‪ ،‬جمتمع و عينة الدراسة‬

‫‪227‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬منوذج الدراسة‪ ،‬متغرياهتا وأدوات قياسها‬

‫‪230‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬ثبات أداة الدراسة (االستبانة) و صدقها‬

‫‪232‬‬ ‫املبحث الثان ‪ :‬نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها‬

‫‪232‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬عرض وحتليل نتائج خصائص عينة الدراسة‬

‫‪237‬‬ ‫املطلب الثان ‪ :‬عرض وحتليل نتائج إجاابت أفراد عينة الدراسة‬

‫‪246‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬عرض وحتليل نتائج اختبار الفرضيات‬

‫‪257‬‬ ‫خالصة الفصل الرابع‬

‫‪259‬‬ ‫اخلامتة‬

‫‪265‬‬ ‫قائمة املراجع‬

‫‪281‬‬ ‫املالحق‬

‫‪VII‬‬
‫قائمة اجلداول و األشكال و املالحق‬

‫قائمة اجلداول‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان اجلدول‬ ‫رقم‬


‫اجلدول‬
‫‪45‬‬ ‫امليزانية االفتتاحية‬ ‫‪01‬‬
‫‪46‬‬ ‫جدول حساابت النتائج‬ ‫‪02‬‬
‫‪69‬‬ ‫مبادئ االقتصاد االجتماعي والتضامين‬ ‫‪03‬‬
‫‪75‬‬ ‫مراحل وخطوات املقاوالتية االجتماعية‬ ‫‪04‬‬
‫‪81‬‬ ‫جدول (أداة) حتديد املوارد الرئيسية‬ ‫‪05‬‬
‫‪83‬‬ ‫منوذج مولد القيمة للمشروع‬ ‫‪06‬‬
‫‪83‬‬ ‫منوذج األعمال االجتماعية‬ ‫‪07‬‬
‫‪85‬‬ ‫املهام الواجب القيام هبا لبدء املشروع‬ ‫‪08‬‬
‫‪96‬‬ ‫تطور مفهوم التنمية وحمتواها منذ هناية احلرب العاملية الثانية‬ ‫‪09‬‬
‫‪106‬‬ ‫أهداف التنمية املستدامة آفاق ‪ 2030‬تبعا ألبعادها‬ ‫‪10‬‬
‫‪108‬‬ ‫تصنيف أهداف التنمية املستدامة تبعا جملاالهتا (أركاهنا) الرئيسية‬ ‫‪11‬‬
‫‪143‬‬ ‫أمثلة عن بعض املشاريع احملتضنة على مستوى املركز اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية‬ ‫‪12‬‬
‫‪145‬‬ ‫تطور االستثمار يف صندوق الزكاة للفرتة ‪2012-2004‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪146‬‬ ‫أهم القطاعات اليت استفادت من أموال صندوق الزكاة للفرتة ‪2011- 2003‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪169‬‬ ‫التوزيع القطاعي لربانمج االنعاش االقتصادي للفرتة (‪)2004-2001‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪171‬‬ ‫قيم بعض املؤشرات االقتصادية الكلية لالقتصاد اجلزائري خالل الفرتة (‪)2004-2001‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪172‬‬ ‫التوزيع القطاعي للربانمج التكميلي لدعم النمو االقتصادي (‪)2009-2005‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪181‬‬ ‫واقع األداء ألهداف التنمية املستدامة الـ ‪ 17‬يف اجلزائر (عام ‪)2019‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪188‬‬ ‫تطور معدالت النمو االقتصادي يف اجلزائر للفرتة (‪)2018-2001‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪189‬‬ ‫تطور مؤشر مدركات الفساد يف اجلزائر للفرتة ‪2019-2003‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪189‬‬ ‫تطور معدالت التضخم يف اجلزائر للفرتة ‪2019-1995‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪190‬‬ ‫تطور معدالت الفقر يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2016-2000‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪191‬‬ ‫تطور معدالت البطالة يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2018-2001‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪226‬‬ ‫نتائج توزيع استمارة االستبيان‬ ‫‪24‬‬
‫‪VIII‬‬
‫قائمة اجلداول و األشكال و املالحق‬

‫‪228‬‬ ‫مقياس ليكرث اخلماسي‬ ‫‪25‬‬

‫‪229‬‬ ‫مقياس املوفقة النسبية‬ ‫‪26‬‬


‫‪230‬‬ ‫(‪)Cronbach' s Alpha‬‬ ‫قيمة معامل الثبات ألفا كرونباخ‬ ‫‪27‬‬
‫‪231‬‬ ‫الصدق والثبات (االتساق الداخلي)‬ ‫‪28‬‬
‫‪232‬‬ ‫الصدق البنائي حملاور الدراسة‬ ‫‪29‬‬
‫‪233‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب متغري وصف املنظمة‬ ‫‪30‬‬
‫‪235‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب متغري عمر املنظمة (اخلربة)‬ ‫‪31‬‬
‫‪236‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب متغري النطاق اجلغرايف للنشاط‬ ‫‪32‬‬
‫‪237‬‬ ‫املتوسط احلسايب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات احملور األول‬ ‫‪33‬‬
‫‪238‬‬ ‫املتوسط احلسايب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات حمور جمال‬ ‫‪34‬‬
‫ممارسة املقاوالتية االجتماعية‬
‫‪241‬‬ ‫املتوسط احلسايب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات حمور طريقة‬ ‫‪35‬‬
‫ممارسة املقاوالتية االجتماعية‬
‫‪243‬‬ ‫املتوسط احلسايب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات حمور التنمية املستدامة‬ ‫‪36‬‬
‫‪245‬‬ ‫املتوسط احلسايب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على متغريي الدراسة‬ ‫‪37‬‬
‫‪246‬‬ ‫اختبار التوزيع الطبيعي (اختبار كوجملروف – مسرينوف)‬ ‫‪38‬‬
‫‪247‬‬ ‫قيم اختبار ‪ T‬لعبارات احملور األول‬ ‫‪39‬‬
‫‪248‬‬ ‫نتائج التحليل اإلحصائي لعالقة اإلرتباط بني فروع احملور الثاين للمتغري املستقل‬ ‫‪40‬‬
‫واملتغري التابع (حمور ‪)3‬‬
‫‪249‬‬ ‫نتائج التحليل اإلحصائي لعالقة اإلرتباط بني احملور الثاين للمتغري املستقل واملتغري‬ ‫‪41‬‬
‫التابع (حمور‪)3‬‬

‫‪250‬‬ ‫نتائج التحليل عالقة التأثري بني متغريي الدراسة‬ ‫‪42‬‬

‫‪251‬‬ ‫حتليل تباين أتثري املتغري املستقل على املتغري التابع‬ ‫‪43‬‬

‫‪251‬‬ ‫معامالت أتثري املتغري املستقل على املتغري التابع‬ ‫‪44‬‬

‫‪IX‬‬
‫قائمة اجلداول و األشكال و املالحق‬

‫‪252‬‬ ‫حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري وصف املنظمة‬ ‫‪45‬‬

‫‪253‬‬ ‫حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري النطاق اجلغرايف للنشاط‬ ‫‪46‬‬

‫‪254‬‬ ‫حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري وصف املنظمة‬ ‫‪47‬‬

‫‪255‬‬ ‫حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري اخلربة‬ ‫‪48‬‬

‫‪256‬‬ ‫قيم املتوسط احلسايب ‪ ،‬االحنراف املعياري لتصنيفات متغري اخلربة‬ ‫‪49‬‬

‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم‬


‫الشكل‬
‫‪11‬‬ ‫(‪)J.B Sabourin et Y Gasse 1989‬‬ ‫الثقافة املقاوالتية حسب منوذج‬ ‫‪01‬‬
‫‪24‬‬ ‫منوذج جاين ليدكا للتفكري االسرتاتيجي‬ ‫‪02‬‬
‫‪25‬‬ ‫منوذج أوشاانسي للتفكري االسرتاتيجي‬ ‫‪03‬‬
‫‪30‬‬ ‫الوظيفة األساسية ملخطط األعمال‬ ‫‪04‬‬
‫‪36‬‬ ‫احملاور األساسية ملخطط األعمال‬ ‫‪05‬‬
‫‪41‬‬ ‫منوذج نظام إنتاج بسيط‬ ‫‪06‬‬
‫‪44‬‬ ‫أنواع وأدوات التخطيط املايل‬ ‫‪07‬‬
‫‪54‬‬ ‫آلية مقرتحة إلنشاء املقاولة االجتماعية‬ ‫‪08‬‬
‫‪67‬‬ ‫مستوى مفهوم االبتكار االجتماعي‬ ‫‪09‬‬
‫‪76‬‬ ‫شجرة حتليل املشكلة‬ ‫‪10‬‬
‫‪107‬‬ ‫اجملاالت الرئيسية ألهداف التنمية املستدامة‬ ‫‪11‬‬
‫‪109‬‬ ‫تداخل وترابط أبعاد التنمية املستدامة‬ ‫‪12‬‬
‫‪121‬‬ ‫األساليب املفضلة وغري املفضلة إلدارة النفاايت واملخلفات‬ ‫‪13‬‬
‫‪185‬‬ ‫متوسط األداء ألهداف التنمية املستدامة الـ ‪ 17‬يف اجلزائر لعام ‪2019‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪209‬‬ ‫ركائز وأبعاد املقاوالتية املستدامة‬ ‫‪15‬‬

‫‪X‬‬
‫قائمة اجلداول و األشكال و املالحق‬

‫‪212‬‬ ‫مقرتح لعالقة املقاولة االجتماعية ابلتنمية املستدامة‬ ‫‪16‬‬


‫‪227‬‬ ‫منوذج الدراسة‬ ‫‪17‬‬
‫‪235‬‬ ‫توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغري وصف املنظمة‬ ‫‪18‬‬
‫‪236‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب متغري عمر املنظمة (اخلربة)‬ ‫‪19‬‬
‫‪237‬‬ ‫توزيع أفراد العينة حسب متغري النطاق اجلغرايف للنشاط‬ ‫‪20‬‬

‫قائمة املالحق‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان امللحق‬ ‫رقم‬


‫امللحق‬
‫‪281‬‬ ‫مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت االقتصادية ‪2030‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪283‬‬ ‫مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت االجتماعية ‪2030‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪292‬‬ ‫مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت البيئية ‪2030‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪294‬‬ ‫مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت السياسية ‪2030‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪296‬‬ ‫استمارة االستبيان‬ ‫‪05‬‬
‫‪300‬‬ ‫قائمة أبمساء األساتذة احملكمني ألداة الدراسة (استمارة االستبيان)‬ ‫‪06‬‬
‫‪301‬‬ ‫خمرجات برانمج ‪spss‬‬ ‫‪07‬‬

‫‪XI‬‬
‫المقـــــــــدمــــــــــــــــــــة‬
‫مقدمـ ـة‬

‫متهيد ‪:‬‬

‫إن من بني أبرز القضااي اليت تواجه الدول اليوم السيما الدول النامية منها هو السعي لتحقيق التنمية‬
‫والتقدم يف شىت اجملاالت‪ ،‬خصوصا يف ظل ما يشهده عاملنا املعاصر من تغريات متالحقة وتطورات متسارعة‪،‬‬
‫واليت أدت إىل بروز العديد من التحدايت أمام هذه الدول‪ ،‬مما يستوجب ابلضرورة التكيف مع متطلبات‬
‫مسايرهتا‪ ،‬ولعل تشجيع التوجه املقاواليت وما يصاحبه من إنشاء للمؤسسات ابختالف أحجامها‪ ،‬ميثل أحد‬
‫أهم ركائز إحداث التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إذ تعترب املمارسة املقاوالتية احلل األمثل للعديد من املشاكل‬
‫االجتماعية وحىت البيئية‪ ،‬خصوصا تلك اليت تعاين منها الدول النامية كـ ‪ :‬الفقر‪ ،‬البطالة‪ ،‬التهميش‪ ،‬التدهور‬
‫البيئي ‪ ،...‬فضال عن ذلك األثر االقتصادي هلا واملتمثل أساسا يف الرفع من معدالت النمو وخلق الثروة‬
‫وإحداث التنويع االقتصادي ‪.‬‬

‫ويف ظل هذه الصورة ومتاشيا مع تبين اجلزائر التوجه املقاواليت كبديل اسرتاتيجي حنو إحداث التنمية‬
‫وخلق الثروة خارج قطاع احملروقات‪ ،‬دعا الكثري من املختصني واخلرباء إىل ضرورة اعتماد مقارابت جديدة‬
‫ضمن التوجه املقاواليت من أجل جماهبة التحدايت اليت تواجه اجملتمعات‪ ،‬ويف هذا السياق ظهر مفهوم حديث‬
‫نسبيا اصطلح عليه بـ "املقاوالتية االجتماعية" أو "رايدة األعمال االجتماعية"‪ ،‬وذلك اعتمادا على نوع آخر‬
‫من املقاوالت أصبحت توصف "مبقاوالت اجليل اجلديد" أو "املقاولة االجتماعية"‪ ،‬وهي تلك اليت اختارت‬
‫عدم استهداف مراكمة األرابح فحسب‪ ،‬بل أيضا االخنراط يف احلقل االجتماعي والرتكيز على الوسائل املتاحة‬
‫واعتبارها موارد قابلة خللق استثمار لصاحل اجملتمع ‪.‬‬

‫وألن التنمية املتحدث عنها آنفا قد أتيت بنتائج غري مرغوبة أو بعوائد ظرفية غري مستمرة ‪ ،‬ما مل‬
‫تسرتشد ابالعتبارات االجتماعية والبيئية والثقافية‪ ،‬فالتنمية احلقيقية املنشودة هي تلك اليت هتدف إىل حتقيق منو‬
‫اجملتمع اقتصاداي واجتماعيا‪ ،‬وكذا تلبية حاجات وطموحات أفراد اجملتمع من املوارد بصورة عادلة ومستمرة دون‬
‫اإلخالل ابلنظام البيئي على املستوى احمللي والعاملي‪ ،‬وهو ما اصطلح عليه يف األدبيات التنموية بـ "التنمية‬
‫املستدامة"‪ ،‬وذلك ابعتبارها تشري إىل أسلوب جديد يف العمل االقتصادي‪ -‬االجتماعي والبيئي حمليا‪ ،‬يعتمد‬
‫على أسس وقواعد ومناهج العلوم االقتصادية واالجتماعية وااليكولوجية هبدف إحداث تغيري يف أسلوب‬
‫التفكري وطريقة العمل انطالقا من املستوى احمللي مث الوطين ومنه إىل املستوى الدويل‪ ،‬إذ ال يزال موضوع التنمية‬
‫املستدامة حيضى ابهتمام متزايد من طرف اجملتمع الدويل‪ ،‬انعكس ذلك من خالل املؤمترات والندوات املنعقدة‬

‫أ‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫من حني آلخر خبصوص ذلك‪ ،‬أبرزها مؤمتر قمة األمم املتحدة للتنمية املستدامة املنعقد بنيويورك سنة ‪،2015‬‬
‫والذي تقرر من خالله االتفاق على ‪ 17‬هدفا و ‪ 169‬غاية ترمي كلها إىل إرساء وجتسيد أبعاد التنمية‬
‫املستدامة يف شكل خطة أو برانمج عمل ميتد إىل غاية ‪. 2030‬‬

‫وتبعا لذلك يواجه كل بلد حتدايت خاصة حنو سعيه يف حتقيق هذه األهداف والغاايت‪ ،‬واجلزائر كغريها‬
‫من الدول كان لزاما عليها البحث يف السبل الكفيلة لذلك‪ ،‬وهذا ابعتبار أن التنمية املستدامة قضية ال تتحقق‬
‫من فراغ‪ ،‬بل ابالستثمار األمثل للموارد البشرية واملادية والتنظيمية املتاحة مع ضرورة تعاون كافة اهليئات‬
‫واألجهزة احلكومية واملنظمات ابختالف أنواعها‪ ،‬وكذا املواطنني أنفسهم السيما إذا ما انطووا حتت غطاء‬
‫إحدى فعاليات اجملتمع املدين أو منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي اليت تشمل خمتلف املؤسسات‬
‫االجتماعية كاجلمعيات وال تعاونيات والتعاضدايت واملنظمات غري احلكومية وغريها‪ ،‬من اليت تعمل يف جمال‬
‫انتاج السلع واخلدمات واملعرفة‪ ،‬وهتدف إىل تفعيل روح التضامن االقتصادي بني أفراد اجملتمع السيما الفئات‬
‫الفقرية واملهمشة ومتكينهم من املشاركة االنتاجية النافعة هلم وجملتمعهم ‪.‬‬

‫ولكي تواكب هذه املنظمات حركة اجملتمعات من أجل االستجابة لتحدايت التنمية املستدامة‪ ،‬وذلك‬
‫ابعتبار أن كل تطور أو تغيري مرغوب يف أوضاع اجملتمع وظروفه ال بد أن يصاحبه تطورا أو تغيريا يف املهن اليت‬
‫تعمل معه ومن أجله‪ ،‬حيث أتخذ هذه التطورات ابجتاهات ومداخل حديثة ميكن االستفادة منها فيما خيص‬
‫أسلوب عمل هذه املنظمات‪ ،‬من ذلك توظيف مفاهيم املقاوالتية مبا خيدم حتقيق أهداف هذه املنظمات‬
‫بطريقة مستدامة ورايدية‪ ،‬ال سيما املسامهة يف اجياد احللول اإلبداعية للمشاكل االجتماعية والبيئة واحداث‬
‫التغيري املقصود لصاحل أفراد اجملتمع بغية حتسني مستواهم االجتماعي واالقتصادي وكذا سعيا منها لتحقيق‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬وتكون بذلك قد اكتسبت صفة "املقاولة االجتماعية" املتحدث عنها أعاله ‪.‬‬

‫وابلتايل فإننا نسعى من خالل حبثنا هذا إىل دراسة ظاهرة املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر‪ ،‬كمقاربة‬
‫حديثة جملاهبة التحدايت اليت يفرضها االلتزام الدويل أبهداف التنمية املستدامة وفق الربانمج اجلديد ‪،2030‬‬
‫وعلى هذا األساس نطرح إشكاليتنا الرئيسية على النحو اآليت ‪:‬‬

‫ما مدى مسامهة مشاريع املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر ؟ أو بعبارة أخرى ‪:‬‬
‫ما واقع املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر ‪ ،‬وهل ميكن أن يكون هلا دور يف حتقيق التنمية املستدامة ؟‬

‫ب‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫وسعيا منا لإلجابة على هذه اإلشكالية افرتضنا اآليت ‪:‬‬

‫✓ الفرضية األوىل ‪:‬‬

‫يوجد وعي وإدراك واسع مبفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها لدى أفراد عينة الدراسة ‪.‬‬

‫✓ الفرضية الثانية ‪:‬‬

‫توجد عالقة ذات داللة احصائية بني نشاط املنظمات اليت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية و‬
‫حتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬يف اجلزائر ‪.‬‬

‫✓ الفرضية الثالثة ‪:‬‬

‫يوجد أثر ذو داللة احصائية لنشاط املنظمات اليت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق‬
‫أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬ابجلزائر ‪.‬‬

‫✓ الفرضية الرابعة ‪:‬‬

‫توجد فروق ذات داللة إحصائية بني إجاابت أفراد عينة البحث حول مسامهة املقاوالتية االجتماعية‬
‫يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬ويعزى ذلك للسمات اخلاصة للمنظمات (وصف املنظمة – اخلربة – النطاق‬
‫اجلغرايف للنشاط)‪.‬‬

‫‪ -‬أمهية الدراسة ‪:‬‬

‫تتجلى أمهية هذه الدراسة يف كوهنا تتناول نوع جديد من املقاوالت‪ ،‬أضحت تسجل تزايدا عدداي يف‬
‫كثري من البلدان املتقدمة كدول مشال أمريكا والدول األوربية أو تلك السائرة يف طريق النمو‪ ،‬السيما بعد ما‬
‫احرز هذا املوضوع جائزة نوبل للسالم سنة ‪ 2006‬يف سابقة فريدة من نوعها وكتتويج للمشروع (بنك‬
‫اجلرامني) الذي يدخل ضمن هذا اإلطار وامل قدم من طرف الربوفيسور حممد يونس‪ ،‬زد على ذلك فهو يدرس‬
‫ويشخص عالقة اسرتاتيجية تفاعلية تربط املقاوالت االجتماعية مبحيطها الذي تعمل فيه‪ ،‬وذلك ابعتبارها‬
‫هتدف إىل اجياد احللول االبتكارية اليت من شأهنا معاجلة العديد من املشاكل االجتماعية كالفقر والبطالة‬
‫والتهميش وحنو ذلك من األمور اليت تتقاطع وتنسجم يف جمملها مع الكثري مما ترمي إليه أهداف التنمية‬

‫ج‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫املستدامة ‪-‬برانمج األمم املتحدة ‪ ،-2030‬وعليه أتيت هذه الدراسة لتسلط الضوء على واقع املقاوالتية‬
‫االجتماعية يف اجلزائر وكذا البحث يف امكانية أن يكون ملشاريعها دور ومسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة‪،‬‬
‫فضال عن قياس مستوى الوعي بثقافة املقاوالتية لدى أفراد عينة الدراسة‪ ،‬والذين ينتمون جملتمع يشكل قطاعا‬
‫اثلثا مستقال بذاته إىل جانب القطاعني العام واخلاص أال وهو قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي ‪ ،‬مما قد‬
‫ممي َكن من معرفة قابلية مسامهة هذا القطاع يف التنمية املستدامة السيما يف ظل املتغريات الدولية واحمللية الراهنة‬
‫اليت تقتضي تعبئة املوارد الداخلية وتفعيلها ‪.‬‬

‫‪ -‬أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫نسعى من خالل هذه الدراسة وبغرض اإلجابة على إشكاليتها إىل حتقيق جمموعة من األهداف أمهها ‪:‬‬

‫‪ -1‬املسامهة يف إثراء اإلطار النظري املتعلق ابملقاوالتية عموما واملقاوالتية االجتماعية على وجه اخلصوص‪ ،‬ال‬
‫سيما يف ظل النقص املوجود فيما خيص الدراسات العربية اليت تناولت موضوع املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬ابراز ومعاجلة املفاهيم احلديثة املرتبطة ابلتنمية املستدامة ‪ ،‬خصوصا أهدافها الـ ‪ 17‬املنبثقة عن اجلمعية‬
‫العامة لألمم املتحدة سنة ‪ ، 2015‬حتت مسمى خطة التنمية املستدامة ‪ -‬رؤية ‪. 2030‬‬

‫‪ -3‬استعراض واقع وآفاق التنمية املستدامة وكذا املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر ‪ ،‬ابإلضافة لعرض مناذج هلذه‬
‫األخرية حمليا ودوليا مع الرتكيز بشكل أكثر تفصيل على تطبيقاهتا يف الفكر اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪ -4‬ابراز دور املقاولة االجتماعية يف احداث التغيري االجتماعي املستدام‪ ،‬ومن مثة املسامهة يف حتقيق التنمية‬
‫املستدامة ‪.‬‬

‫‪ -5‬حماولة الوصول إىل نتائج نقدم على إثرها توصيات خبصوص بروز وانتشار مشاريع املقاوالت االجتماعية‬
‫ومسامهتها يف حتقيق التنمية املستدامة ابجلزائر ‪.‬‬

‫‪ -‬مربرات اختيار موضوع الدراسة ‪:‬‬

‫إن ما دفعنا الختيار هذا املوضوع للبحث فيه‪ ،‬أسباب ذاتية وأخرى موضوعية نلخصها فيما يلي ‪:‬‬

‫* مربرات ذاتية (شخصية) ‪:‬‬

‫د‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫‪ -‬تناسب موضوع الدراسة مع ختصص الطالب‪ ،‬ابإلضافة إىل حداثته النسبية ؛‬

‫‪ -‬الرغبة الشخصية للطالب يف زايدة معرفته العلمية والعملية (امليدانية) يف هذا اجملال املهم من جماالت‬
‫املقاوالتية (رايدة األعمال) ؛‬

‫‪ -‬قناعتنا الشخصية ابألمهية االسرتاتيجية اليت تكتسبها املقاوالت االجتماعية ومن خالهلا قطاع االقتصاد‬
‫التضامين واالجتماعي خصوصا يف ظل املستجدات احلديثة ؛‬

‫‪ -‬امياننا بضرورة االرتقاء ابلعمل االجتماعي التطوعي من العفو إىل االحرتافية ‪ ،‬وذلك من خالل مناذج‬
‫مقاوالتية ابتكارية ذات قيمة اجتماعية واقتصادية يف الوقت ذاته ‪.‬‬

‫* مربرات موضوعية ‪:‬‬

‫‪ -‬يشكل البحث يف موضوع املقاوالتية االجتماعية وعالقتها ابلتنمية املستدامة ‪ ،‬جماال خصبا للباحثني‬
‫خصوصا يف ظل نقص الدراسات العربية اليت تناولته مقارنة بنظريهتا األجنبية ‪.‬‬

‫‪ -‬جيمع موضوع املقاوالتية االجتماعية يف طيات مفهومه البعدين االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬مما يستدعي تناوله‬
‫ابلبحث والدراسة ال سيما وأن املتغري التابع املتعلق بدراستنا هو اآلخر ذو أبعاد اقتصادية واجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬افرتاضية أن تشكل مشاريع املقاوالتية االجتماعية منوذجا ابتكاراي داعما للتنمية الشاملة واملتوازنة يف اجلزائر‬
‫ال سيما يف املناطق املهمشة والنائية‪.‬‬

‫‪-‬االهتمام العاملي املتزايد مبوضوع املقاوالتية االجتماعية وتطبيقاته(رايدة األعمال االجتماعية)‪ ،‬خصوصا بعدما‬
‫أحرز –حممد يونس‪ -‬على جائزة نوبل سنة ‪ 2006‬نظري جمهوداته ومشروعه الذي يدخل ضمن هذا اجملال ‪.‬‬

‫‪ -‬حـدود الدراســة ‪:‬‬

‫قمنا إبعداد هذه الدراسة ضمن احلدود التالية ‪:‬‬

‫* احلد املوضوعي‪ :‬اقتصرت هذه الدراسة على تناول موضوع املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬ومدى مسامهته يف حتقيق‬
‫التنمية املستدامة تبعا ألهداف خطة األمم املتحدة ‪ ،2030‬وذلك من منظور منظمات قطاع االقتصاد‬
‫التضامين واالجتماعي ؛‬

‫ه‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫* احلد املكان ‪ :‬تركزت الدراسة على اجلزائر حتديدا‪ ،‬حيث عمدان إىل أن تشمل العينة مجيع جهات الوطن‬
‫نسبيا‪ ،‬مركزين يف ذلك على مشولية الدراسة بدال من احلجم العددي ؛‬

‫* احلد البشري ‪ :‬اقتصرت الدراسة على عينة من رواد منظمات قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬واملكون أساسا من ‪ :‬رؤساء اجلمعيات‪ ،‬والتعاونيات‪ ،‬والتعاضدايت‪ ،‬واملنظمات غري احلكومية‪،‬‬
‫واملقاوالت االجتماعية ‪ ، ...‬وذلك من خالل استطالع أرائهم ميدانيا ‪ ،‬حيث بلغ عددهم ‪ 181‬فردا ؛‬

‫*احلد الزمان ‪ :‬فيما خيص اجلانب النظري امتدت الدراسة منذ ظهور مفهومي متغريي الدراسة واكتساهبما‬
‫الشهرة على املستوى الدويل نقصد بذلك سنوات بداية األلفية ابلنسبة ملفهوم املقاولة االجتماعية‪ ،‬وقمة‬
‫األرض سنة ‪ 1992‬ابلنسبة للتنمية املستدامة مع تركيزان على منظور اخلطة اجلديدة لألمم املتحدة ‪2030‬‬
‫املتفق واملصادق عليها دوليا سنة ‪ ،2015‬وأما فيما خيص اجلانب التطبيقي فلقد متت عملية تصميم اإلستبانة‬
‫وحتكيمها‪ ،‬مث مجع البياانت وحتليلها وتفسريها واالنتهاء منها خالل الفرتة الزمنية املمتدة من ‪ :‬منتصف سنة‬
‫‪ 2019‬و إىل غاية ‪ :‬هناية شهر أوت من سنة ‪. 2020‬‬

‫‪ -‬هيكـل الدراسة ‪:‬‬

‫مت تقسيم هذه الدراسة إىل أربعة فصول على النحو التايل‪ :‬الفصل األول والثاين خصصنامها لألدبيات‬
‫النظرية اخلاصة مبوضوع دراستنا‪ ،‬من خالل مجع وإبراز خمتلف املفاهيم املتعلقة مبتغريي الدراسة‪ ،‬ومها املقاوالتية‬
‫االجتماعية والتنمية املستدامة‪ ،‬حيث تطرقنا يف املبحث األول من الفصل املتعلق ابملقاوالتية االجتماعية‪،‬‬
‫وكتمهيد هلذه األخرية إىل ماهية املقاوالتية عموما وذلك من خالل ثالث ركائز أساسية هلا ‪ :‬مفهوم املقاوالتية‬
‫يف حد ذاهتا واإلشارة إىل أمهيتها ابإلضافة إىل رصد الفروق والتعريفات اخلاصة ابملصطلحات ذات الصلة هبا‪،‬‬
‫مث مفهوم املقاول ابعتباره أهم عنصر يف العملية املقاوالتية من خالل التعريف به وتبيان خصائصه ووظائفه‬
‫وعوامل جناحه‪ ،‬والركيزة الثالثة هي املشروع املقاواليت انطالقا من الفكرة مرور مبخطط األعمال وإىل غاية‬
‫جتسيدها وتنفيذها يف الواقع؛ ويف املبحث الثاين تناولنا موضوعنا األساسي أال وهو املقاوالتية االجتماعية بدءا‬
‫من إبراز مفهومها وموضوعها ومن هو املقاول االجتماعي وما هي مميزاته ‪..‬؛ أما املبحث الثالث فقد‬
‫استعرضنا فيه قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي ابعتباره الوعاء التطبيقي الذي حيوي املقاوالت‬
‫االجتماعية‪ ،‬مشيدين ابلدور الذي تؤديه هذه املقاوالت ضمنه‪ ،‬ابإلضافة إىل وضع دليل اسرتشادي للمقاول‬

‫و‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫االجتماعي يستطيع من خالله تنظيم أفكاره وتصوراته هبدف حتقيق مشروعه ذو القيميتني االقتصادية‬
‫واالجتماعية يف آن واحد ‪.‬‬

‫أما يف الفصل الثاين فلقد تناولنا التنمية املستدامة تبعا ملنظور خطة األمم املتحدة ‪ ،2030‬بدءا من‬
‫وضع اإلطار املفاهيمي هلا‪ ،‬مكوان من ماهيتها عن طريق رصد أبرز التعريفات املتعلقة هبا قدميا وحديثا‪ ،‬وكذا‬
‫عناصرها وخصائصها ابإلضافة إىل أهم مستجد حديث يتعلق هبا وهو أهدافها الـ ‪ 17‬اليت كانت حمل اتقاف‬
‫الدول األعضاء يف منظمة األمم املتحدة سنة ‪ ،2015‬ويف املبحث الثاين تطرقنا ألبعاد التنمية املستدامة‬
‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية وكذا السياسية وذلك تبعا ألهدافها السابقة الذكر‪ ،‬مث أعقبنا ذلك وعلى نفس‬
‫املنوال ابملؤشرات اليت تقيس مدى التقدم يف حتقيق تلك األهداف املتفق من قبل اجملتمع الدويل‪ ،‬فضال عن‬
‫امكانية تقييم جهود احلكومات حنو املضي قدما يف سبيل حتقيق غاايهتا ‪.‬‬

‫ويف الفصل الثالث املعنون بواقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪،‬‬
‫أردان التحدث عن متغريي الدراسة يف اجلزائر من خالل املعطيات امليدانية واخلطط والسياسات املطبقة يف هذا‬
‫الشأن‪ ،‬حيث تناولنا يف املبحث األول واقع وحتدايت حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬وذلك ابستعراض‬
‫جهود اجلزائر وسعيها حنو حتقيق تنمية شاملة ومستدامة من خالل برامج االنعاش االقتصادي ابتداءا من‬
‫‪ 2001‬وإىل غاية ‪ 2019‬من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى من خالل املؤشرات الدولية مبا يف ذلك على مستوى‬
‫الوطن العريب‪ ،‬السيما فيما يتعلق ابألهداف الـ ‪ 17‬خلطة األمم املتحدة ‪ ،2030‬مث بعد ذلك تطرقنا ألبرز‬
‫التحدايت اليت تواجه اجلزائر وتقتضي منها أخذها بعني االعتبار عند وضعها لالسرتاتيجيات الكفيلة بتحقيق‬
‫التنمية املستدامة يف اجلزائر سواءا اقتصاداي أو اجتماعيا أو بيئيا أو حىت مؤسسيا؛ ومن أجل احلديث عن واقع‬
‫املقاوالتية االجتماعية قمنا ابستعراض وتقييم عدد من النماذج والتجارب احمللية للمقاوالتية االجتماعية يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬ابإلضافة إىل أخرى دولية بغرض االستفادة أو احملاكاة‪ ،‬ومن ابب أسلمة املعرفة أدرجنا مطلبا يتعلق‬
‫مبالمح املقاوالتية االجتماعية يف االسالم؛ أما يف املبحث الثالث فناقشنا عالقة املقاوالتية االجتماعية ابلتنمية‬
‫املستدامة ‪.‬‬

‫وأخريا مت ختصيص الفصل الرابع للدراسة امليدانية حول دور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬حماولني بذلك إسقاط الدراسة النظرية على الواقع العملي لعينة من منظمات االقتصاد التضامين‬
‫واالجتماعي يف اجلزائر‪ ،‬واملتكونة أساسا من‪ :‬اجلمعيات‪ ،‬التعاونيات‪ ،‬التعاضدايت‪ ،‬املنظمات غري احلكومية‬

‫ز‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫‪ ،...‬كنموذج عن املؤسسات واملشاريع اليت تكتسب صفة املقاولة االجتماعية‪ ،‬حيث مشل هذا الفصل‬
‫التعريف مبجتمع وعينة الدراسة إىل جانب األدوات اإلحصائية املستخدمة ملعاجلة وحتليل النتائج‪ ،‬مث عرض‬
‫وحتليل وتفسري النتائج اليت خلصت إليها الدراسة مع التحقق من صحة فرضياهتا‪ ،‬ويف األخري عرض جمموعة‬
‫من النتائج والتوصيات املتعلقة مبوضوع هذه الدراسة ‪.‬‬

‫‪ -‬صعـوابت الدراسة ‪:‬‬

‫تتلخص أهم الصعوابت اليت واجهتنا إلجناز هذه الدراسة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬حمدودية ثقافة البحث العلمي وغياب ثقافة االستبيان لدى الكثري من أفراد العينة حمل الدراسة ؛‬

‫‪ -‬التحفظ الالمربر يف اإلجابة على االستبيان ‪.‬‬

‫‪ -‬ظروف احلجر اليت حالت دون التنقل بغرض توزيع االستبيان واسرتداده ‪ ،‬الواقع الذي اضطران إىل االستبيان‬
‫االلكرتوين ‪ ،‬حيث على الرغم من سهولة توزيعه إال أن نسبة االستجابة حنوه قليلة جدا ‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة احلصول على االحصائيات املتعلقة مبتغريي الدراسة‪ ،‬لعدم وجود منظومة احصائية تدعم البحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫‪ -‬الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫فيما خيص الدراسات السابقة اخلاصة هبذا املوضوع‪ ،‬فبعد البحث تبني لنا ‪ -‬يف حدود علم واجتهاد‬
‫الطالب‪ -‬وحسب البوابة الوطنية لالشعار عن األطروحات عدم وجود دراسات مشاهبة له بشكل مطابق على‬
‫مستوى اجلزائر فيما خيص رسائل الدكتوراه‪ ،‬أما على املستوى الدويل فسجلنا حسب حمركات البحث‬
‫‪ )research‬قلة يف الدراسات العربية اليت عاجلت موضوع‬ ‫‪gate‬‬ ‫و‬ ‫‪google scholar‬‬ ‫املتخصصة (السيما‬
‫املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬فضال عن تلك اليت تدرس عالقة هذه األخرية ابلتنمية املستدامة‪ ،‬مع وجود فارق نسيب‬
‫شاسع مقارنة بعدد الدراسات األجنبية اليت تناولت مفهوم املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬وعالقته ابلكثري من املتغريات‬
‫على غرار اإلبداع التنظيمي‪ ،‬االبتكار االجتماعي‪ ،‬الفعالية التنظيمية ‪...‬إخل‪ ،‬وفيما يلي نقدم أبرز ما أتيح لنا‬
‫من الدراسات اليت مشلت أهم اجلوانب يف هذا املوضوع على النحو التايل ‪:‬‬

‫ح‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫‪ -1‬حممد جابر عباس ‪ :‬رايدة األعمال االجتماعية كأحد اآلليات املبتكرة لتحقيق التنمية املستدامة‬
‫ابجملتمعات احمللية ‪ -‬دراسة مطبقة على رواد األعمال االجتماعية مبدينة أسوان‪ ،‬جملة اخلدمة االجتماعية‪،‬‬
‫مصر‪2017 ،‬‬

‫سعت هذه الدراسة إىل وضع أتصيل أويل ملفهوم رايدة األعمال االجتماعية يف إطار طريقة تنظيم اجملتمع يف‬
‫اخلدمة االجتماعية وفقا للتطورات العاملية احلديثة‪ ،‬وكذا التعرف على دور رايدة األعمال االجتماعية كأحد‬
‫اآلليات املبتكرة لتحقيق التنمية املستدامة ابجملتمعات احمللية‪ ،‬حيث انطلق الباحث من تعريف رايدة األعمال‬
‫االجتماعية إجرائيا أبهنا اجلهود الرامية إىل اجياد مناذج جديدة لتوفري املنتجات واخلدمات االجتماعية‪ ،‬اليت من‬
‫شأهنا التخفيف من حدة املشكالت االجتماعية وحتفيز التحول االجتماعي احمللي‪ ،‬وذلك اعتمادا على مفاهيم‬
‫رايدة األعمال مع الرتكيز على النواحي االجتماعية‪ ،‬أما فيما خيص التنمية املستدامة فقد عرفها اجرائيا أبهنا‬
‫تلك التنمية اليت ترتبط ابستمرارية اجلوانب االقتصادية واالجتماعية واملؤسسية والبيئية للمجتمع‪ ،‬حبيث‬
‫تستهدف متكني اجلميع داخل اجملتمع من أفراد ومؤسسات عن طريق تلبية احتياجاهتم‪ ،‬وكذا تسعى الستمرارية‬
‫واستدامة العالقات االجيابية بني النظام البشري والنظم احليوية والبيئية‪ ،‬ومن هذا املنطلق استدل الباحث‬
‫معتمدا على املنهج الصفي يف اجلانب النظري عن امكانية مسامهة رايدة األعمال االجتماعية من خالل جهود‬
‫رواد األعمال يف حتقيق التنمية املستدامة على املستويني احمللي والعاملي‪ ،‬أما يف اجلانب التطبيقي اعتمد على‬
‫االستبيان كأداة جلمع بياانت دراسته واليت قام بتحليلها بواسطة جمموعة من األساليب واملعامالت االحصائية‪،‬‬
‫وخلمص للنتائج التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬مفهوم رايدة األعمال مفهوم حديث نسبيا يف جمتمع الدراسة (مدينة أسوان)‪ ،‬وأنه يقصد هبا لدى‬
‫املستجوبني العمل االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -‬متثل رايدة األعمال االجتماعية مدخال هاما للنهوض ابجملتمعات احمللية‪ ،‬إال أن اندماج املنظمات احمللية يف‬
‫أنشطة وبرامج رايدة األعمال االجتماعية ذو مستوى متوسط ‪.‬‬

‫‪ -‬االبتكار شرط ضروري لنجاح مشروعات رايدة األعمال االجتماعية‪ ،‬وتعد هذه األخرية مبثابة آلية مبتكرة‬
‫ألهنا ختلق العديد من الفرص اجملتمعية ‪.‬‬

‫ط‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫‪ -‬تستهدف مشروعات رايدة األعمال االجتماعية حتقيق التنمية املستدامة حمليا‪ ،‬وأن االستمرارية املالية‬
‫واالستدامة البيئية للمشروعات االجتماعية متطلبان أساسيان لتحقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪ -2‬أشرف السعيد أمحد حممد – دور اجلامعات املصرية يف تعزيز ثقافة رايدة األعمال االجتماعية لدى‬
‫طالهبا – دراسة حتليلية ‪ ،‬جامعة املنصورة‪ ،‬مصر ‪2019 ،‬‬

‫تضمنت هذه الدراسة سعي الباحث للتعرف على دور اجلامعات املصرية يف تعزيز ثقافة املقاوالتية االجتماعية‬
‫لدى طالهبا معتمدا يف ذلك على املنهج الوصفي‪ ،‬حيث اختار متغري "التعليم" كأحد املداخل األساسية اليت‬
‫مجت َس د االهتمام ابملورد البشري من خالل تزويده ابملعارف واملهارات اليت متكنه من املشاركة الفاعلة يف حتقيق‬
‫جهود التنمية اجملتمعية‪ ،‬ومن مثة بناء رأس مال بشري فاعل يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة (رؤية‬
‫‪ ،)2030‬ويتحقق ذلك عن طريق انشاء مشاريع مقاوالتية أتخذ ابالعتبار اآلاثر االجتماعية واالبتكارات‬
‫جنبا إىل جنب مع اآلاثر االقتصادية‪ ،‬ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو التأكيد على أمهية املقاوالتية‬
‫االجتماعية كأحد أدوات حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وكذا الدور اجلوهري للجامعات الذي مت حتديده يف أربعة‬
‫أبعاد هي ‪ :‬رؤية واسرتاتيجية اجلامعة‪ ،‬أنشطة التعليم والتعلم‪ ،‬البيئة اجلامعية‪ ،‬الشراكة مع اجملتمع اخلارجي‪ ،‬يف‬
‫ترسيخ تعليم وثقافة املقاوالتية االجتماعية يف اجملتمع اليت مت هي األخرى مت حتديدها يف ثالث أبعاد‪ :‬املعرفة‬
‫والوعي‪ ،‬قيم املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬معتقدات املقاوالتية االجتماعية؛ كما توصلت الدراسة إىل الوقوف على‬
‫العديد من املعوقات لدور اجلامعات يف تعزيز ثقافة املقاوالتية االجتماعية لدى طالهبا وانتهت بوضع مقرتح‬
‫لتفعيل ذلك ‪.‬‬

‫‪ -3‬دينا عبد العظيم‪ ،‬رايدة األعمال االجتماعية يف مصر‪ :‬التحدايت واآلفاق‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪2018‬‬

‫انقشت الباحثة من خالل هذه الدراسة مدى أمهية مشاريع املقاوالتية خصوصا تلك اليت هلا عائد‬
‫اجتماعي واقتصادي يف آن واحد (مشاريع املقاوالتية االجتماعية)‪ ،‬وذلك ابعتبارها تقدم حلوال للعديد من‬
‫املشاكل االجتماعية اليت تعاين منها الدولة املصرية‪ ،‬وعلى وجه التحديد مشاكل املناطق العشوائية من فقر‬
‫وبطالة وضعف للخدمات الصحية والتعليمية وغريها‪ ،‬كما استعرضت الدراسة أهم التحدايت اليت تواجه اقامة‬
‫مشاريع املقاوالتية االجتماعية يف مصر كالبريوقراطية احلكومية وطبيعة النظام التعليمي ابإلضافة إىل املعوقات‬
‫املالية‪ ،‬ويف مقابل ذلك استعرضت الباحثة كذلك ثالث مشروعات للمقاوالتية االجتماعية كمقرتحات ميكن‬

‫ي‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫أن يساهم جتسيدها يف اجياد بعض احللول للمشاكل االجتماعية اليت تعاين منها املناطق العشوائية يف مصر‪،‬‬
‫وهي‪ :‬مشروع حت ويل املخلفات العضوية إىل الوقود احليوي‪ ،‬ومشروع إعادة تدوير قش األرز‪ ،‬وأخريا مشروع‬
‫إعادة استخدام املياه الرمادية؛ مث اختتمت الدراسة بعدد من التوصيات واملقرتحات اليت من شأهنا توفري بيئة‬
‫مالئمة للمقاوالتية االجتماعية من مجيع النواحي‪ ،‬وكذا تشجيع وحتفيز املقاولني االجتماعيني على انشاء‬
‫مشاريع يكون هلا عائد اجتماعي واقتصادي على اجملتمع ككل ‪ ،‬نذكر من ذلك ‪ :‬وجوب تطوير منظومة‬
‫التخطيط الكلي واجياد التنسيق بني كافة املشروعات اليت تقام داخل الدولة واملؤسسات القائمة هبا‪ ،‬تعديل‬
‫القوانني وسن التشريعات املتعلقة إبقامة مشروعات املقاوالتية واملقاوالتية االجتماعية‪ ،‬مبا يف ذلك التسهيالت‬
‫الالزمة لذلك‪ ،‬توفري التمويل وتيسري سبل احلصول عليه‪ ،‬الرتكيز على متغري التعليم من أجل غرس ثقافة‬
‫املقاوالتية االجتماعية يف النشء الصاعد ‪.‬‬

‫(‪Social – )Sanchita Bensal & Isha Garg & Gagan Deep Sharma‬‬ ‫‪ -4‬دراسة‬
‫‪Entrepreneurship as a Path for Social Change and Driver of Sustainable‬‬
‫‪2019 ،Developement : A Systematic Review and Research Agenda‬‬

‫عاجلت هذه الدراسة دور املقاوالتية االجتماعية يف إحداث التغيري االجتماعي وحتقيق التنمية املستدامة‪،‬‬
‫وذلك ابالعتماد على املنهج الوصفي بطابعه التحليلي‪ ،‬حيث مت مراجعة وحتليل ‪ 173‬ورقة حبثية ذات صلة‬
‫هبذا اجملال بغرض مجع النتائج ومناقشتها ابإلضافة إىل وضع جدول أعمال للباحثني مستقبال يف هذا اجملال ‪،‬‬
‫ومن أبرز النتائج املتوصل إليها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬يعترب موضوع املقاوالتية االجتماعية حديث نسبيا‪ ،‬حيتاج للمزيد من البحوث والدراسات امليدانية قصد‬
‫اإلحاطة مبختلف جوانبه واعطاء صورة واضحة عن مفهومه ‪.‬‬

‫‪ -‬الدراسة سلطت الضوء على العديد من الثغرات البحثية ابلنظر للدراسات السابقة يف هذا اجملال ‪ ،‬واليت‬
‫ميكن أن تكون مبثابة إشكاليات حمتملة للباحثني يف هذا اجملال مستقبال ‪.‬‬

‫‪ -‬أي خذ البعد البيئي للتنمية املستدامة اهتماما ابلغا من قبل األكادمييني وحىت احلكومات‪ ،‬وذلك مقارنة‬
‫ابألبعاد األخرى ال سيما البعد االجتماعي ‪.‬‬

‫ك‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫‪ -‬ميكن للمقاولني االجتماعيني أن يكون هلم مسامهة فعالة يف قضية التنمية املستدامة‪ ،‬وذلك ابلنظر ملميزات‬
‫منهجية العمل اخلاصة هبم ‪.‬‬

‫‪ -‬تلعب احلكومات دورا قياداي ابرزا يف إزالة العوائق اليت حتول دون اقامة مشاريع املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬ويف‬
‫املقابل وضع التسهيالت وا لتحفيزات املشجعة على ذلك‪ ،‬السيما من خالل سن القوانني ووضع السياسات‬
‫املالئمة‪ ،‬إنشاء حاضنات األعمال االجتماعية‪ ،‬دعم وتعزيز التعليم وكذا البحث يف جمال املقاوالتية‬
‫االجتماعية‪ ،‬دعم مشاريع املقاوالتية االجتماعية اليت حتمل بوادر املسامهة يف التغيري االجتماعي والتنمية‬
‫املستدامة ‪...‬‬

‫‪How Social Entreprises Can‬‬ ‫(‪– )David Littlewood & Diane L Holt‬‬ ‫‪ -5‬دراسة‬
‫‪Contribute to the Sustainable Developement Goals (SDGs) – Aconceptual‬‬
‫‪2018 ،Framework‬‬

‫هدفت هذه الدراسة وكما هو ظاهر من عنواهنا إىل اإلجابة على االشكالية التالية‪ :‬كيف ميكن‬
‫للمؤسسات االجتماعية أن تساهم يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة؟‪ ،‬وذلك ضمن إطار مفاهيمي وتبعا‬
‫لتقرير منظمة األمم املتحدة لعام ‪ 2015‬فيما يتعلق ابألهداف (‪ )17‬للتنمية املستدامة‪ ،‬ولإلجابة على هذه‬
‫االشكالية تضمنت الدراسة عرض إطار مفاهيمي عن املؤسسات اإلجتماعية وكذا أهداف التنمية املستدامة‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل حتديد جماالت البحث املستقبلية بشأن ذلك‪ ،‬وأيضا وضع تصور مدعم أبمثلة عاملية لكيفية‬
‫مسامهة املؤسسات االجتماعية يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬وأخريا استخالص النتائج املتوصل إليها‬

‫‪ -‬املؤسسات االجتماعية ميكن أن تكون عوامل اجيابية يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪ -‬يتعني على صانعي السياسات االعرتاف بدور املؤسسات االجتماعية ومن خالهلا القطاع الذي تنتمي إليه‬
‫يف إحداث التنمية ‪ ،‬وعدم الرتكيز فقط على القطاعني العام واخلاص ‪.‬‬

‫‪ -‬مما يدل على مسامهة املفيدة واالجيا بية للمؤسسات االجتماعية يف أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬هو ذلك األثر‬
‫املتعدد األبعاد ألنشطتها وممارساهتا على اجملتمع ككل ‪ ،‬واليت كثريا ما تدخل ضمن إطار السياسة العامة للدولة‬

‫‪ -‬متثل املؤسسات االجتماعية و أهداف التنمية املستدامة موضوعا انضجا ملزيد من البحث األكادميي ‪.‬‬

‫ل‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫‪Is Social‬‬ ‫(‪– )Asad Javed & Muhammad Yasir & Abdul Majid‬‬ ‫‪ -6‬دراسة‬
‫?‪Journal of -Entrepreneurship a Panacea for Sustainable Enterprise Dévelopement‬‬
‫‪2019 ، Pakistan ، Commerce and Social Sciences‬‬

‫متثل الغرض من هذه الدراسة اليت محل عنواهنا صيغة االستفهام حول ما إذا كانت املقاوالتية‬
‫االجتماعية متثل السبيل األجنع لتحقيق التنمية املستدامة للمنظمات أو املشاريع‪ ،‬يف دراسة العالقة بني‬
‫املقاوالتية االجتماعية من خالل أربعة أبعاد هلا هي‪ :‬الرسالة (املهمة) االجتماعية‪ ،‬االبتكار االجتماعي‪،‬‬
‫الشبكات االجتماعية‪ ،‬العوائد املالية‪ ،‬هذا من جهة أوىل‪ ،‬ومن جهة اثنية التنمية املستدامة للمشاريع من‬
‫خالل أبعادها الثالثة‪ :‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والبيئية‪ ،‬كما مت اختبار التأثري بني طريف هذه العالقة بواسطة‬
‫استبيان مو َجه جملتمع الدراسة املتمثل يف فئة املقاولني االجتماعيني وكذا العاملني ابملقاوالت االجتماعية‪ ،‬حيث‬
‫مت مجع البياانت بواسطة االنرتنت عن عينة ضمت (‪ )434‬فردا يف (‪ )41‬بلدا‪ ،‬وأظهرت أبرز نتائج هذه‬
‫الدراسة أن تنظيم املشاريع اليت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية يؤدي إىل تنمية مستدامة للمقاولة‬
‫االجتماعية ذاهتا‪ ،‬يف إشارة إىل أن مشاريع املقاوالتية االجتماعية متثل يف أصلها مشاريع تنموية مستدامة‪،‬‬
‫وذلك ابعتبارها تراعي يف طريقة ادراهتا وتعامالهتا األبعاد الثالثة املشهورة للتنمية املستدامة‪ ،‬فضال عن خلقها‬
‫لذلك التأثري االجيايب يف اجملتمع ‪.‬‬

‫(‪Social Entrepreneurship in the Middle East : Toward – )Jane Nelson et al‬‬ ‫‪ -7‬دراسة‬
‫‪2010 ،Sustainable Dévelopement for the Next Génération‬‬

‫هدفت هذه الدراسة املوسومة بعنوان "املقاوالتية االجتماعية يف الشرق األوسط" إىل توليد املعرفة‬
‫إلنشاء املشاريع االجتماعية‪ ،‬ودعم أفضل املمارسات يف منطقة الشرق األوسط على املستوى احمللي واإلقليمي‪،‬‬
‫وكذا تعزيز الوعي والدعوة إىل امكانية دمج املشاريع االجتماعية بني خمتلف أصحاب املصلحة‪ ،‬وتقييم القدرة‬
‫على تنظيمها بغية إرساء وتعزيز التوجه حنو املقاوالتية االجتماعية وتطويره ‪ ،‬حيث أجريت هذه الدراسة على‬
‫عينة عمدية مكونة من (‪ ) 46‬فردا من رؤساء املنظمات وأصحاب األعمال االجتماعية الرائدة (املقاولون‬
‫االجتماعيون) من الذين شاركوا يف املوائد املستديرة ذات الشأن ابملقاوالتية االجتماعية واليت نظمت يف كل من‬
‫القاهرة وعمان وبريوت ‪ ،‬وقد خلصت الدراسة إىل نتائج عدة أبرزها أن "مصر" تعد مطنا ألكرب عدد من‬
‫أصحاب مشاريع املقاوالتية االجتماعية يف الوطن العريب‪،‬كما أشارت يف الوقت ذاته إىل وجود مستوى‬

‫م‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫منخفض من املعرفة ابملصطلحات واملفاهيم املتعلقة ابملقاوالتية االجتماعية بشكل عام‪ ،‬مما يستلزم ضرورة بذل‬
‫املزيد من اجلهد بغية بناء الوعي وتغيري املواقف جتاه املقاوالتية‪ ،‬وهذا نظرا ملا تتميز به مجيع دول الوطن العريب‬
‫من بنية قوية للعمل التطوعي‪ ،‬عمادها أولئك الشباب الذين يشاركون يف النشاط االجتماعي واجلمعيات‬
‫اخلريية والتضامنية‪ ،‬ما يشري اىل احتمال قوي ملواصلة تطوير املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬ال سيما إذا توفرت‬
‫التحفيزات والتسهيالت احلكومية املشجعة على ذلك ‪.‬‬

‫(‪Social Entrepreneurs : The Role of Entrepreneurial – )Craig L.Mayberry‬‬ ‫‪ -8‬دراسة‬


‫‪ ، Orientation and Leadership Style in Non-profit Organisations‬أطروحة دكتوراه يف الفلسفة‬
‫بكلية الدراسات العليا جامعة كولومبيا الربيطانية (فانكوفر)‪: 2011 ،‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إىل تقييم دور التوجه الرايدي وأسلوب القيادة ابلنسبة ألصحاب املشاريع‬
‫االجتماعية (املقاولون االجتماعيون) يف فعالية أداء املنظمات غري الرحبية‪ ،‬حيث مت استطالع وحتليل اجاابت‬
‫‪ 177‬منظمة غري رحبية يف كل من الوالايت املتحدة األمريكية وكندا‪ ،‬وخلص الباحث ختاما إىل أن أسلوب‬
‫القيادة التحويلية الذي يقوم يف أصله على ثالث مرتكزات أساسية (الكاريزما – التشجيع االبداعي –‬
‫االهتمام ابلفرد) ‪ ،‬له أتثري اجيايب اجتاه تبين املنظمة (املقاوالت االجتماعية) التوجه الرايدي وخلق املشاريع‬
‫االجتماعية‪ ،‬ذلك ألن منط القيادة التحويلية يؤكد على بناء رؤية واضحة للمنظمة‪ ،‬ومن مثَ تشجيع األفراد‬
‫املنتمني إليها على بلوغ وحتقيق تلك الرؤية‪ ،‬والعمل يف نفس الوقت على تغيري األنظمة القائمة لتتالءم معها‪،‬‬
‫كما أظهرت النتائج أن تبين املنظمات غري الرحبية للتوجه الرايدي يؤدي إىل حتقيق االستقرار املايل هلا وإىل‬
‫جناحها يف إجناز مهامها املتمثلة أساسا يف إحداث التغيري االجتماعي االجيايب واملستدام ‪.‬‬

‫‪Achieving‬‬ ‫( ‪– )Amir Rahdari & Sahar Sepasi & Mohammad Moradi‬‬ ‫‪ -9‬دراسة‬
‫‪Sustainability Through Chumpeterian Social Entrepreneurship : The Role of Social‬‬
‫‪2016 – Jounal of Cleaner Production‬‬ ‫‪– Entreprises‬‬

‫سعت هذه الدراسة لإلجابة على االشكالية املتعلقة إبمكانية حتقيق االستدامة اعتمادا على منظور‬
‫"شومبيرت" الذي يرى أبن املقاوالتية عموما هي مبثابة احملرك للتنمية‪ ،‬وذلك من خالل الرتكيز على دور‬
‫املقاوالت االجتماعية‪ ،‬حيث استعرضت الدراسة بداية العديد من املفاهيم ذات الصلة هبذه االشكالية‪،‬‬
‫كاملسؤولية االجتماعية‪ ،‬املواطنة املؤسسية‪ ،‬املشاريع االجتماعية‪ ،‬التنمية املستدامة‪ ،‬لتكوين نظرة معرفية أوسع‬

‫ن‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫حول جمال املقاوالتية االجتماعية وكذا إلبراز الدور الذي ميكن أن تؤديه املؤسسات االجتماعية يف سبيل‬
‫حتقيق أهداف التنمية املستدامة ملا بعد ‪ ، 2015‬وقد خلصت الدراسة إىل عدة نتائج أبرزها أن مشاريع‬
‫املقاوالتية االجتماعية تعترب مشاريع مستدامة تعمل على حتقيق قيم مشرتكة (اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬بيئية) ‪ ،‬يف‬
‫آن واحد وذلك عرب مستوايت خمتلفة‪ ،‬حيث هتدف على املستوى الفردي إىل حشد األفراد (املقاولون ‪ /‬الرواد‬
‫االجتماعيون) ملعاجلة التحدايت االجتماعية والبيئية ابستخدام االبتكار‪ ،‬أما على املستوى املؤسسي فتتجلى‬
‫لقدرة املؤسسية للمقاوالت االجتماعية على االستدامة يف حتقيق التوازن بني األداء االقتصادي واألداء‬
‫االجتماعي – البيئي‪ ،‬وأما على املستوى الكلي فتساهم املقاوالت االجتماعية يف حتقيق أهداف التنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬ووجه االستدالل على ذلك يف هذه الدراسة يتمثل يف تلك التأثريات الرئيسية النامجة عن نشاط‬
‫املقاولة االجتماعية‪ ،‬حيث تتيح من خالل طبيعة أنشطتها أن توافر األبعاد الرئيسية الثالثة للتنمية املستدامة يف‬
‫انسجام وتكامل فيما بينها ‪ ،‬كما تشكل فضاءا يتم فيه ربط املفاهيم ذات الصلة كاملسؤولية االجتماعية‬
‫واالبتكار االجتماعي والتنمية املستدامة‪ ،‬وذلك بطريقة عملية مما جيعل للمقاوالت االجتماعية دور ال ميكن‬
‫التغافل عنه يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪Social Entrpreneurship, The‬‬ ‫(‪– )Christian Seelos & Johanna Mair‬‬ ‫‪ -10‬دراسة‬
‫‪University ،Contribution of Individual Entrepreneurs to Sustainable Développement‬‬
‫‪2004 ، of Navarra‬‬

‫حاولت هذه الدراسة تسليط الضوء على دور أصحاب املشاريع (املقاولون االجتماعيون) الذين يسعون‬
‫إىل خلق قيمة اجتماعية من خالل اإلبتكار ويعملون على تلبية االحتياجات األساسية من خالل توفري بعض‬
‫السلع واخلدمات بطرق واسرتاتيجيات ابتكارية ألولئك الذين هم يف أمس احلاجة هلا‪ ،‬وكذا قياس األثر اإلجيايب‬
‫هلم يف املسامهة بكفاءة يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬أي أهداف التنمية اليت تليب احتياجات احلاضر‬
‫دون املساس بقدرة األجيال القادمة على تلبية احتياجاهتا اخلاصة‪ ،‬وقد خلصت الدراسة إىل نتيجة أساسية‬
‫مفادها أن مشاريع املقاوالتية االجتماعية توفر منتجات وخدمات تشمل ثالث مستوايت من االحتياجات‬
‫هي ‪:‬‬

‫‪ -‬احتياجات األفراد (أي احلاجات األساسية كالغذاء والدواء وكل ما يتعلق مبتطلبات العيش الكرمي ويساهم‬
‫يف احلد من نسبة الفقر يف اجملتمعات) ‪.‬‬

‫س‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫– احتياجات اجملتمع (تعزيز القدرات واهلياكل املساعدة على تلبية احتياجات األفراد وبناء جمتمعات مستدامة)‬

‫– احتياجات األجيال القادمة (من خالل املسامهة ولسعي حنو بلوغ مستوايت عالية من االستثمار النظيف‪،‬‬
‫وكذا العمل على توزيع املوارد داخل اجملتمع بشكل عادل واستخدامها بطريقة مسؤولة وفعالة‪ ،‬فضال عن‬
‫سن ما يكفل حتقيق ذلك من تشريعات وتدابري تنظيمية لصاحل اجملتمع واألجيال القادمة) ‪.‬‬
‫املساعدة يف َ‬

‫‪ -‬التعقيب على الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫استعرضنا أعاله عشرة دراسات سابقة ذات صلة مبوضوع دراستنا احلالية‪ ،‬منها ثالث دراسات عربية‬
‫واألخرى الباقية دراسات أجنبية‪ ،‬حيث جند فيها ما يتوافق مع دراستنا إىل حد ما أي يف نقاط معينة ال سيما‬
‫من حيث أن عناوين بعض الدراسات محلت نفس متغريي دراستنا‪ ،‬مع اإلشارة إىل وجود متايز يف احملتوى‬
‫واملضمون يعزى الختالف املكان والزمان خصوصا فيما يتعلق مبجتمع وعينة الدراسة‪ ،‬وكذا وجهات النظر‬
‫وطريقة املعاجلة اليت على أساسها مت البحث والتحليل‪ ،‬فالدراسة (‪ )1‬مثال هي عبارة عن مقالة حبثية خصت‬
‫عينة من جمتمع مكون من رواد األعمال االجتماعيني (املقاولون االجتماعيون) على مستوى مدينة أسوان‬
‫املصرية ‪ ،‬وكأين هبا تدرس ظاهرة أضحت معروفة وموجودة ابملستوى الذي أصبح فيه أفراد عينة الدراسة حيملون‬
‫صفة املتغري املستقل اخلاص ابلدراسة أي صفة "املقاول االجتماعي" أو "رائد األعمال االجتماعي"‪ ،‬ومما يؤكد‬
‫ذلك هو نتائج الدراسة (‪ )7‬اليت خلمصت إىل أن "مصر" تعد أكرب موطن لرواد األعمال االجتماعيني يف‬
‫الوطن العريب وهو أمر ينطبق كذلك على منطقة اخلليج العريب وحىت منطقة املغرب األقصى ‪ ،‬وهذا خبالف‬
‫اجلزائر اليت رمبا جند أن املفهوم من انحية التطبيق موجود بينما من انحية التسمية و املصطلح ال يزال يف بدايته‪،‬‬
‫األمر الذي يستدعي تكاتف اجلهود من قبل كل األطراف الفاعلة يف اجملتمع مبا يف ذلك اجلامعات واملعاهد‬
‫مبختلف أصنافها وذلك من أجل نشر وترسيخ ثقافة املقاوالتية اإلجتماعية‪ ،‬وهو الدور الذي سعت الدراسة‬
‫(‪ )2‬للبحث فيه وإثباته‪ ،‬أما الدراسة (‪ )3‬فجاءت من حيث العنوان ذات بعد شامل يف حني اقتصرت من‬
‫حيث املضمون على مشاكل املناطق العشوائية يف "مصر" وامكانية القضاء عليها بواسطة مشاريع املقاوالتية‬
‫االجتماعية ‪.‬‬

‫وابستثناء الدراسة (‪ )8‬اليت أكدت على ضرورة تبين املؤسسات االجتماعية للتوجه الرايدي مع منط‬
‫قيادة حتويلية إذا ما أرادت حتقيق الفعالية يف أدائها ‪ ،‬مجعت ابقي الدراسات (‪ 9 ، 6 ، 5، 4‬و‪ )10‬بني‬
‫املتغريين املقاوالتية االجتماعية والتنمية املستدامة‪ ،‬وأمجعت يف جمملها على امكانية أن يكون للمقاوالت‬

‫ع‌‬
‫مقدمـ ـة‬

‫االجتماعية دور اجيايب يف التنمية املستدامة وأن هذا املوضوع حيتاج مزيدا من البحوث األكادميية والدراسات‬
‫لعل أقرب هذه الدراسات طرحا لدراستنا هي الدراسة (‪ )5‬من حيث أهنا اعتمدت فيما خيص متغري‬
‫امليدانية‪ ،‬و َ‬
‫التنمية املستدامة على اخلطة اجلديدة لألمم املتحدة ال سيما فيما يتعلق ابألهداف الـ ‪ 17‬املتفق عليها دوليا‪،‬‬
‫إال أهنا اكتفت ابلطرح املفاهيمي دومنا تفصيل أو تعزيز ذلك ابلتطبيق الواقعي املعرب عنه ابلبياانت‬
‫واإلحصائيات امليدانية؛ كما الحظنا أن الدراسات أعاله قد اعتمدت على أساليب حبثية خمتلفة ‪ ،‬غري أن‬
‫املنهجني الوصفي والتحليلي كاان مها الغالبني عليها‪ ،‬ويرجع السبب يف ذلك رمبا إىل تناسب هذين املنهجني‬
‫مع األهداف املسطرة لتلك الدراسات من طرف الباحثني‪ ،‬والرامية أساسا إىل الوصف والربط مث حتديد نوعية‬
‫األثر وحدود العالقة بني متغريات دراساهتم ‪.‬‬

‫إذن جاءت هذه الدراسة لتكون امتدادا للدراسات السابقة يف هذا اجملال وحماولة إلضافة جديدة يف‬
‫اجلانبني النظري والتطبيقي؛ وبناءً على ذلك فقد اختلفت األهداف اليت سعت إليها كل دراسة من الدراسات‬
‫السابقة عن أهداف البحث احلايل‪ ،‬إما بسبب االختالف يف املوضوعات اليت تناولتها الدراسات السابقة عن‬
‫موضوع الدراسة احلالية أو بسبب االختالف يف جمتمع الدراسة‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إىل االختالف بنسب‬
‫متفاوتة بني نتائج الدراسات السابقة ونتائج البحث احلايل‪.‬‬

‫ومما أفادت فيه اجلهود البحثية السابقة حبثنا هذا ميكن إمجاهلا يف اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬أفادت اجلهود البحثية السابقة من خالل منهجياهتا يف رسم مالمح منهجية هذه الدراسة؛؛‬

‫‪ -‬ترصني و إثراء اجلانب النظري لبحثنا هذا ؛‬

‫‪ -‬املساعدة على معرفة و إتقان استعمال طرق وأدوات املعاجلات اإلحصائية وحتليلها؛‬

‫‪ -‬اعتمدت الدراسة احلالية على بعض وجهات النظر الواردة يف الدراسات السابقة وخاصة عند إعداد أداة‬
‫الدراسة املتمثلة يف استمارة االستبانة ‪.‬‬

‫ف‌‬
‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ماهية المقاوالتية االجتماعية‬


‫والقطاع الثالث‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫متهيد ‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن التوجه املقاواليت فكرا وممارسة أضحى من بني أهم السبل إلحداث التنمية املنشودة‬
‫من قبل الدول‪ ،‬نظرا ملا تتسم به املشاريع واملؤسسات املقاوالتية من خصائص جتعلها قادرة على املسامهة‬
‫الفعالة يف النمو االقتصادي‪ ،‬وزايدة حجم االستثمار‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬وإعادة هيكلة النسيج االقتصادي‪ ،‬إذ وعلى‬
‫الرغم من حتقق كل هذه املزااي جتد أن اجملتمع ال يزال يعاين من املشاكل االجتماعية ونقص يف اخلدمات‬
‫األساسية‪ ،‬وأن األسواق تعاين فشال (عدم اشباع) يف بعض أجزائها‪ ،‬والدولة ليس مبقدورها لوحدها أن تواجه‬
‫كل تلك التحدايت االجتماعية واالنسانية األساسية‪ ،‬األمر الذي يوحي ألفراد تلك اجملتمعات بضرورة األخذ‬
‫بزمام املبادرة حنو املسامهة يف معاجلة مشاكلهم وحتقيق مطالبهم وليكن ذلك أبسلوب إبداعي ومستدام‪ ،‬من‬
‫خالل التشجيع على اطالق املبادرات الفردية واجلماعية مبشاركات واسعة من األفراد وشراكات مع املهتمني‬
‫من القطاعني العام واخلاص‪ ،‬خللق مناذج مبتكرة (مقاوالت اجتماعية) يف املمارسات اجملتمعية ‪.‬‬

‫وعليه يستعرض هذا الفصل ماهية املقاوالتية االجتماعية عرب التقسيمات األساسية التالية ‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬االطار املفاهيمي للمقاوالتية (املقاوالتية‪ ،‬املقاول ‪ ،‬املشروع املقاواليت)‬

‫املبحث الثان ‪ :‬ماهية املقاوالتية االجتماعية‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬املقاولة االجتماعية ضمن قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي‬

‫‪2‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث األول ‪ :‬اإلطار املفاهيمي للمقاوالتية‬

‫يشهد موضوع املقاوالتية يف اآلونة األخرية اهتماما متزايدا من طرف احلكومات والباحثني واجملتمع‬
‫بشكل عام‪ ،‬ويرجع ذلك إىل قدرهتا (املقاوالتية) على الرفع يف مستوايت اإلنتاج واالستثمار‪ ،‬وكذا تشجيع‬
‫االبتكار عن طريق إنشاء مؤسسات مبتكرة أو تنظيم وإعادة تنظيم اآلليات االقتصادية واالجتماعية ابلشكل‬
‫الذي يتيح استغالل املوارد أحسن استغالل‪ ،‬وقد أصبح مفهوم املقاوالتية شائع االستعمال ومتداول بشكل‬
‫واسع‪ ،‬كما أنه ابت يعرف كمجال للبحث نظرا ألمهيتها املتزايدة وأتثرياهتا املتعددة األبعاد السيما اقتصاداي‬
‫واجتماعيا ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم املقاوالتية ‪:‬‬

‫تشري معظم البحوث إىل أن أول استخدام ملصطلح املقاوالتية يف األدبيات اإلقتصاية يعود إىل بداية‬
‫واملعنون ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫‪Richard Cantillon‬‬ ‫القرن الـ ‪ ، 18‬وابلضبط يف الكتاب الذي أصدره املصريف اإليرلندي‬
‫أين ميز الكاتب بني مالك األراضي‪ ،‬املقاولني ‪،‬‬ ‫‪، Essai sur la nature du commerce en general‬‬

‫والعمال داخل النظام اإلقتصادي‪ ،‬وأشار إىل أمهية املقاول يف التنمية االقتصادية‪ ،‬معربا عنه بنوع من الشخصية‬
‫اليت تبدي استعدادا إلنشاء مشروع أو مؤسسة جديدة‪ ،‬مع حتملها للمسؤولية الكاملة عن النتائج غري املؤكدة‪،‬‬
‫وبسبب االهتمام أكثر آنذاك ابملؤسسات الكبرية‪ ،‬فلم حتضى ظاهرة املقاوالتية ابهتمام كبري إال بعد احلرب‬
‫العاملية الثانية‪ ،‬لتأخذ ابلدراسة والتحليل من طرف ابحثني ذو ختصصات وجماالت خمتلفة كعلم النفس وعلم‬
‫االجتماع والعلوم اإلدارية وغريها ‪ ،‬نظرا للتشعب واالختالف الكبري الذي ميز الظاهرة‪ ،‬وهو ما نتج عنه عدم‬
‫اتفاق حول مفهوم موحد للمقاوالتية ‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف املقاوالتية ‪:‬‬

‫(‪)Entrpreneur‬‬ ‫املقاوالتية‪ )Entrpreneurship( 1‬كلمة اجنليزية يف أصلها مشتقة من الكلمة الفرنسية‬


‫وتعين ‪ :‬حاول‪ ،‬بدأ‪ ،‬ابدر‪ ،‬خاض‪ ،‬وتتضمن فكرة التجديد واملغامرة‪ ،2‬أما اصطالحا فلقد تعددت وجهات‬

‫‪ - 1‬يرادف مصطلح املقاوالتية مصطلحا آخر ‪ ،‬عادة ما يستعمل يف دول الشرق األوسط واخلليج العريب هو "رايدة األعمال" ‪ ،‬كما يطلق على‬
‫املقاول مصطلح "رائد أو رايدي"‬
‫‪ - 2‬محزة لفقري ‪ ،‬دور التكوين يف دعم الروح املقاوالتية لدى األفراد ‪ ،‬جملة االقتصاد اجلديد ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 1‬العدد ‪ ، 12‬برج بوعريريج ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2015‬ص ‪119‬‬

‫‪3‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫نظر الباحثني للمقاوالتية وبذلك تباينت تعريفاهتم هلا حبسب الزاوية اليت قام الباحث مبعاجلة الظاهرة من‬
‫خالهلا‪ ،‬حيث مل يسجل أي إمجاع عاملي على مفهوم حمدد للمقاوالتية‪ ،1‬وال عجب أو ضري يف ذلك‪ ،‬ابعتبار‬
‫أن فهم أي ظاهرة يتمحور أساسا حول جمموعة من التساؤالت و الفرضيات املختلفة‪ ،‬ومع ذلك فإن أغلب‬
‫التعريفات تكاد تتفق على كوهنا "نشاط انساين اقتصادي ابلدرجة األوىل جتتمع فيه امكانيات القدرة على‬
‫املبادرة يف إنشاء واستغالل املوارد املادية والبشرية املتاحة‪ ،‬وخلق فرص اإلبداع والعمل وتنظيمها من أجل‬
‫حتسني عمليات االنتاج وخلق قيمة مضافة‪ ،"2‬أو هي "نوع من السلوك يتمثل يف السعي حنو االبتكار ‪ ،‬تنظيم‬
‫وإعادة تنظيم اآلليات اإلقتصادية واالجتماعية من أجل استغالل موارد وحاالت معينة‪ ،‬حتمل املخاطرة وقبول‬
‫الفشل‪ ،‬إنه مسار يعمل على خلق شيء ما خمتلف واحلصول على قيمة بتخصيص الوقت والعمل الضروري‪،‬‬
‫مع حتمل األخطار املالية‪ ،‬النفسية واالجتماعية املصاحبة لذلك‪ ،‬واحلصول على نتائج يف شكل رضا مايل‬
‫وشخصي‪ ،"3‬إذ يتبني من ذلك أن املقاوالتية عبارة عن سلوك أو أسلوب حياة يشمل ويغطي العديد من‬
‫األنشطة (االبداع‪ ،‬االبتكار‪ ،‬املخاطرة‪ ،).. ،‬وميكن اعتبارها عملية (‪ )process‬كما جاء يف العديد من‬
‫التعريفات‪ ،‬واليت ختص إنشاء مؤسسات جديدة وبشكل أكثر حتديد املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬أو عملية‬
‫املغامرة يف البدء يف عمل جتاري‪ ،‬وتنظيم املوارد الالزمة لذلك‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار املخاطر والعوائد املرتتبة‬
‫عن ذلك ‪ ،‬وهنا جتدر اإلشارة ابلقول أن املقاوالتية ال تتمثل فقط يف قيام شخص معني إبنشاء مؤسسة‬
‫جديدة أو حىت ح صر نشاطها يف جمال معني كما هو متداول عند عامة الناس (نشاط البناء أو التجهيز) فهذا‬
‫هو املعىن الضيق للمقاوالتية‪ ،‬بل إهنا تتسع لتتخذ أشكاال عديدة‪ ،‬أمهها ما جاء يف أعمال كل من‬
‫)‪ ، Verstraete et Fayolle (2005‬واملتمثلة يف ‪ :‬فرص األعمال‪ ،‬إنشاء منظمة ‪ ،‬خلق القيمة ‪ ،‬واإلبتكار‪:4‬‬

‫أ‪ -‬فرص األعمال ‪:‬‬

‫وتعرف املقاوالتية حسب ذلك أبهنا ‪ :‬حركية إنشاء واستغالل الفرص ‪ ،‬اليت قد تتخذ شكل معلومات‬
‫عن حاالت سوقية‪ ،‬سلع وخدمات جديدة‪ ،‬أو طرق تنظيمية‪ ،‬يتم استغالهلا وبيعها أبمثان أعلى من تكلفتها‬

‫‪1 - Robert Hisrich, Michael Peters and Dean , ENTREPRENEURSHIP,7th edition, McGraw-Hill Education,‬‬
‫‪New York , p 06‬‬
‫‪ - 2‬سامية ابريعم و زينب قريوة ‪ ،‬املقاوالتية ومشاريع االستثمار السياحي يف الصحراء وفق معايري احلوكمة االجتماعية ‪ ،‬جملة اقتصادايت املال‬
‫واألعمال ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬املركز اجلامعي ميلة‪ ،‬اجلزائر‪ ، 2017 ،‬ص ‪237‬‬
‫‪ - 3‬حممد قوجيل ‪ ،‬دراسة وحتليل سياسات دعم املقاوالتية يف اجلزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح ورقلة‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪ ، 2016/2015‬ص ‪15‬‬
‫‪4 - Thierry Verstraete et alain Fayolle, Paradigmes et l entrepreneuriat, revue de l entrepreneuriat , vol 4 , n 1,‬‬
‫‪2005 , p 34-41‬‬

‫‪4‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلنتاجية‪ ،‬وذلك من طرف فرد أو عدة أفراد ميتلكون على سبيل احلصر خاصيتني ‪ :‬األوىل هي امتالكهم‬
‫معارف داخلية مكملة هلذه املعلومات واليت تسمح هلم ابستغالهلا‪ ،‬والثانية أهنم ميتلكون بعض املميزات من‬
‫أجل تقييمها‪ ،‬كامتالك الرؤية حول استغالل تلك الفرص من خالل مشروع ما‪. 1‬‬

‫ب‪ -‬انشاء منظمة ‪:‬‬

‫ومن خالل هذه املقاربة‪ ،‬فاملقاوالتية تعرف على أهنا جمموعة املراحل اليت تقود إلنشاء منظمة جديدة‪،‬‬
‫أي النشاطات اليت من خالهلا يقوم املنشىء جبمع وتركيب موارد (مادية‪ ،‬بشرية‪ ،‬معلوماتية ‪ )..‬الستغالل‬
‫الفرصة وجتسيدها على شكل مشروع مهيكل‪ ،‬مبعىن أن املقاوالتية ترتبط حسب هذا النموذج مبفهوم الربوز‬
‫املنظمايت (‪ ،)l émergence organisationnelle‬الذي يتعلق إمجاال ابلفعل التنظيمي واإلشكاالت التنظيمية‬
‫اليت قد تتولد عن نشاطات‪ :‬املشروع‪ ،‬الفريق‪ ،‬التنظيم ‪ ،...‬وحسب هذا املنظور فاملقاول هو قائد اسرتاتيجي‬
‫قادر على أتسيس رؤية مقاوالتية‪ ،‬وابستطاعته قيادة التغيري عن طريق النشاطات املقاوالتية‪ ،2‬إال أن هذا‬
‫املقاربة بوصفها السابق الذكر قد يفهم أنه يندرج ضمنها كل إنشاء ملؤسسة جديدة مبا يف ذلك املؤسسات‬
‫النمطية‪ ،‬فضال عن مراحل إنشاء املشروع املقاواليت‪ ،‬وذلك على أساس أن العمليتني متماثلتان وهذا ليس‬
‫بصحيح‪ ،‬ف على الرغم من وجود تشابه بينهما إال أهنما خيتلفان يف كون أن املشروع املقاواليت يتسم أبنه إنشاء‬
‫ملؤسسة غري منطية‪ ،‬فهو يتميز ابإلبداع ‪ ،‬وكذا ارتفاع نسبة املخاطرة فيه ألنه أييت ابجلديد‪ ،‬إذ يف حالة قبول‬
‫املنتج يف السوق فإن ذلك ينجر عنه عوائد مبعدالت مرتفعة وأرابح احتكارية انجتة عن حقوق االبتكار قبل‬
‫تقليدها مقارنة ابملؤسسة النمطية اليت تطرح منتجات عادية‪ ،‬كما يتميز املشروع املقاواليت عادة ابلفردية‪ ،‬مقارنة‬
‫إبنشاء املؤسسات هذه األخرية اليت ميكن إنشاؤها مع جمموعة الشركاء‪ ،‬حيث ميكن هذا املقاول من ممارسة‬
‫التسيري بشكل مباشر ومستقل بدل االعتماد على جملس لإلدارة‪ ،‬وهو ما يسمح له بتجسيد أفكاره على أرض‬
‫الواقع وجينبه املشاكل اليت تنتج من جراء فصل امللكية عن اإلدارة أو التسيري (نظرية الوكالة)‪ ،‬فليس كل من‬
‫ينشئ مؤسسة هو مقاول ابلضرورة والعكس غري صحيح‪ ،‬فاملؤسسات التقليدية النمطية هي املؤسسات اليت‬
‫تنشأ وتبقى على حاهلا بدون تطور طوال حياهتا‪ ،‬ألن أصحاهبا يفتقدون للرؤية االسرتاتيجية‪ ،‬املهارات والتسيري‬

‫‪1 - Eric Michael laviolette et Christophe loue , Les compétences entrepreuriales ; définition et construction d‬‬
‫‪un référentiel , le 8eme congres international francophone et PME : l internationalisation des PME et ses‬‬
‫‪conséquences sur les stratégies entrepreneuriales , , Haute ecole de gestion (HEC) Fribourg , Suisse , 25 , 26 ,‬‬
‫‪27 octobre 2006, p 3-4‬‬
‫‪2 - Michel Coster, Entrepreneur et entrepreneuriat, Actes de la Journée du 06 Juin 2002 , Organisées par E M‬‬
‫‪Lyon, Eclly Cadres et Entrepreneuriat, Mythes et Réalités, Les Cahier de Cadres 2003, p3‬‬

‫‪5‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املقاواليت الضروري لنمو وتطور املؤسسة‪ ،‬أما املقاول فهو من أييت بفكرة إبداعية أو يقيم عمال صغريا مث حيول‬
‫ذلك إىل عمل كبري من خالل التفكري االسرتاتيجي واالبداع واالبتكار املستمر‪ ،‬مما جيعلها مؤسسات مقاوالتية‬
‫داعمة للتنمية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬خلق القيمة ‪:‬‬

‫ويتعلق ذلك ابلثنائية (فرد‪/‬مشروع)‪ ،‬حيث أن الفرد هو من يقوم خبلق القيمة بواسطة مشروع حيدده‬
‫ويستثمر فيه‪ ،‬فاملقاوالتية حسب هذا حالة تربط بصفة متالزمة شخص مبميزات معينة و مشروع أو منظمة‬
‫جديدة أو قائمة يف شكل مقاولة ‪ ،‬والقيمة اليت يتم خلقها تعود ألسباب تقنية‪،‬مالية‪ ،‬وشخصية حتصل عليها‬
‫املنظمة ومتنح الرضا للمقاول و العمالء داخليني كانوا أم خارجيني‪ ،‬ابلنسبة للمقاول مثال حيصل على فوائد‬
‫مادية مالية ابإلضافة ألخرى معنوية كحصوله على استقاللية السلطة أو زايدة يف إثبات لذاته بني اآلخرين‪،‬‬
‫وأما ابلنسبة للزابئن فينتفعون وحيصلون على الرضا من خالل استهالك السلعة أو اخلدمة ‪ ،‬وابلنسبة للمولني‬
‫فيحصلون على أرابح مالية فعلية ومستقبلية وهكذا ‪.‬‬

‫ومما أيخذ على هذه املقاربة أن اخللق الفعلي للقيمة ال يكون غالبا إال يف املرحلة األخرية من العملية اإلنتاجية‬
‫أو اخلدمية اليت تقوم هبا املنظمة املقاوالتية ويتم تقييم ذلك عن طريق معايري النشاط‪ ،‬األداء والنتائج‪ ،‬يف حني‬
‫أن الفعل املقاواليت يتسع ليشمل كل عملية تنظيمية عن طريق املبدأ األساسي الذي جاء به ‪،1 Schumpeter‬‬
‫وهو درجة اإلبتكار أو القيمة اجلديدة اليت أنشأت عن طريق املنظمة وبدفع من الفرد‪ ،2‬واستناد لذلك نقول‬
‫عن الوضع أنه مقاواليت مادام هناك حرية يف التغيري املتالزمة بني الفرد ووسائل خلق القيمة‪.‬‬

‫د‪ -‬االبتكار ‪:‬‬

‫نتجت هذه املقاربة بشكل أساسي من أعمال ‪ Schumpeter‬وما جاء به من نظرية "التدمري اخلالق"‪،‬‬
‫اليت تنص يف جمملها على إزاحة القدمي وإحالل اجلديد بطريقة هادئة ومستمرة أو كما عرفها صاحبها أبهنا‬
‫تنفيذ جمموعة جديدة من العناصر واملنتجات اليت تتحدى أمناط التنظيم واإلنتاج القدمية‪ ،3‬وهي ال تعين البتة‬

‫‪ –Joseph schumpeter - 1‬جوزيف شومبيرت (‪ : -)1950-1883‬اقتصادي وعامل اجتماع أمريكي ‪ ،‬كرس من خالل نظرية الشهرية‬
‫"التدمري اخلالق" لدور االبتكار يف العملية املقاوالتية ‪ ،‬يلقب ابألب الروحي للمقاوالتية ‪.‬‬
‫‪2 - Eric Michael et Christophe , op cit , p 3-4‬‬
‫‪ - 3‬زكراي مطلك الدوري ‪ ،‬اهلدم اخلالق وإمكانية اعتماده كنموذج إبداعي يف املنظمات العربية ‪ ،‬جملة العلوم اإلقتصادية اإلدارية ‪ ،‬اجمللد ‪، 14‬‬
‫العدد ‪ ، 51‬جامعة بغداد ‪ ، 2008 ،‬ص ‪67‬‬

‫‪6‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫التدمري السليب لذلك مساه ابخلالق ‪ ،‬ابعتباره يتجسد يف عملية هدم يعقبه بناء أكثر متانة وصالبة وحداثة‬
‫يتالءم مع املستجدات حماكيا طبيعة احلياة البشرية‪ ،1‬ومن خالل ذلك يتم دفع األمناط التقليدية للزوال من‬
‫خالل اإلبداع يف خلق صناعات جديدة تعمل على حتسني وتطوير قدرة املنظمات لتجديد نشاطاهتا وأعماهلا‬
‫ومناخها ال سيما الثقافة السائدة فيها مع الرتكيز على كل ما هو جديد وخالق ومبتكرا‪ ،2‬كما تطرق‬
‫‪ Schumpeter‬للدور اجلوهري لالبتكار يف حتقيق النمو االقتصادي ‪ ،‬معتربا هذا األخري كتغيري ديناميكي ينتج‬
‫من جمهودات املقاولني الذين يقومون بدورهم إبقامة تشكيلة جديدة من عوامل اإلنتاج أي اإلبتكارات ‪.‬‬

‫وترتبط املقاوالتية ابالبتكار حسب مفهومه الواسع‪ ،‬والذي قد يتجسد يف كل شيء أو جزء من سلسلة‬
‫القيمة‪ ،‬من حيث أنه يرجع إىل قدرة املقاولني على التغيري ضمن مساحة واسعة‪ ،‬إما إبنشاء مؤسسة خمتلفة عن‬
‫تلك اليت نعرفها من قبل‪ ،‬أو إبقرتاح أفكار ختص إنتاج سلع‪/‬خدمات جديدة‪ ،‬أو حىت اقرتاح طريقة جديدة‬
‫للعمل‪ ،‬التوزيع أو البيع‪ ،‬إذ متثل املقاوالتية حسب ذلك احللقة املفقودة بني الفكرة وتسيريها ‪ ،‬وأما ابلنظر‬
‫للمفهوم الضيق لإلبتكار الذي يعرفه أبنه يرتبط حصرا ابجلوانب التكنولوجية‪ ،‬فنجد أن القليل من املقاولني‬
‫الذين ميكن ربطهم هبذا التصور الضيق‪3‬؛ وعلى ضوء ما سبق ميكننا صياغة التعريف التايل‪" :‬متثل املقاوالتية‬
‫السريورة العملية اليت تربط بني الفكرة وجتسيدها سواءا على مستوى املنتوج املادي (سلعة‪/‬خدمة)‪ ،‬أو على‬
‫مستوى الطرق واملناهج املتعلقة ابلعمل‪ ،‬فضال عن إنشاء مؤسسة جديدة أو تطوير مؤسسة قائمة وذلك وفق‬
‫أساس إبداعي عادة ما يرتتب عنه حتمل خماطرة"‪ ،‬حيث ومن تعريفنا هذا نستطيع أن منيز بني شكلني‬
‫للمقاوالتية‪ ،‬أحدمها خارجي يتمثل يف النشاط الذي ينشأ ويدير منظمة جديدة من أجل استثمار فرصة‬
‫إبداعية‪ ،‬واآلخر داخلي عندما تكون املقاوالتية ضمن املنظمة القائمة ومتثل عندها مغامرة جديدة من خالل‬
‫إجياد أعمال جديدة أو إعادة التجديد االسرتاتيجي فيها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مسر سليمان الطراونة‪ ،‬أكثم عبد اجمليد الصرايرة ‪ ،‬واقع اهلدم اخلالق يف املنظمات العربية ‪ ،‬الرؤية للقياس والتطوير االستكشايف كمدخل‬
‫عمليايت ‪ ،‬حبث مقدم للمؤمتر العلمي الدويل ‪ :‬عوملة اإلدارة يف عصر املعرفة ‪ ،‬جامعة اجلنان ‪ ،‬طربلس لبنان‪ 17-15 ،‬ديسمرب ‪ ، 2012‬ص ‪6‬‬
‫‪2 - Anderson , Sloth, The process of creative destruction : from bision to measurement , department of‬‬
‫‪business studies , 2004‬‬
‫‪ - 3‬حممد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪ ، 19-18‬بتصرف‬

‫‪7‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬مصطلحات ذات الصلة ابملقاوالتية ‪:‬‬

‫‪ 1-2‬النية املقاوالتية‪: 1‬‬

‫تعرف النية أبهنا "حالة ذهنية توجه انتباه الشخص وخربته وسلوكه حنو شيء أو طريق أو تصرف‬
‫معني"‪ ،‬فالنية تعمل على استقطاب العوامل التحفيزية اليت تؤثر على السلوك‪ ،‬وماهي اجملهودات املخططة هلا‬
‫للقيام ابلسلوك ‪ ،‬وبذلك فهي تشري إىل مداى استعداد الفرد للمحاولة‪ ،‬أي أن قوة النية لفعل سلوك ما تزيد‬
‫من احتمالية أداء الفرد لذلك السلوك ‪ ،‬وتعترب النية املقاوالتية متثيل إدراكي لإلجراءات اليت سيتم تنفيذها من‬
‫قبل األفراد إما إلقامة مشاريع مستقلة جديدة أو خللق قيمة جديدة داخل الشركات القائمة‪ ،‬وهلذا يعرب عنها‬
‫على أهنا الوعي والعزم املخطط الذي يؤدي لإلجراءات الضرورية إلنشاء مؤسسة‪ ،‬كما تستخدم للتنبؤ ابلسلوك‬
‫املقاواليت ابعتبار أن املقاوالتية عملية مقصودة خيطط األفراد هلا إدراكيا لتنفيذ سلوكيات التعرف على الفرص‪،‬‬
‫وخلق املشاريع وتطويرها‪ ،‬وقد طرح الباحثون يف هذا الشأن عدة مناذج منها‪:‬‬

‫)‪(EEM‬‬ ‫‪ -‬منوذج احلدث املقاواليت‬

‫‪ -‬منوذج النية املقاوالتية )‪ ، 1988 (EIM‬والنموذج املعدل )‪1994 (EIMR‬‬

‫)‪(TPB‬‬ ‫‪ -‬منوذج نظرية السلوك املخطط‬

‫)‪(E-PM‬‬ ‫‪ -‬منوذج االقتصاد‪ -‬النفسي‬

‫‪ 2-2‬الروح املقاوالتية ‪:2The Entrepreneurship Spirit‬‬

‫هي جمموعة من املواقف العامة واالجيابية اجتاه املؤسسة واملقاول‪ ،‬والرغبة يف جتريب األشياء اجلديدة أو‬
‫القيام ابألعمال بطريقة خمتلفة‪ ،‬مما ينعكس يف شكل النشاط واملبادرة للتكيف مع التغريات‪ ،‬عن طريق عرض‬
‫األفكار والتصرف بكثري من االنفتاح واملرونة‪ ،‬وتقاس الروح املقاوالتية عن طريق جمموعة من السمات‬
‫املقاوالتية اليت يتمتع هبا األفراد واليت توجههم إلنشاء مؤسساهتم أمهها‪:‬‬

‫‪ - 1‬بوسيف سيد أمحد‪ ،‬أتثري املهارات املقاوالتية على النية املقاوالتية لدى الطلبة اجلامعيني – دراسة ابستعمال منذجة املعادالت اهليكلية ‪SEM‬‬
‫أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري ختصص املالية واملؤسسة ‪ ،‬جامعة أبو بكر ابلقايد تلمسان ‪ ، 2018/2017 ،‬ص ‪25-23‬‬
‫‪ -2‬لفقري محزة ‪ ،‬روح املقاولة وإنشاء املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر‪ -‬دراسة حالة ‪ :‬مقاويل والية برج بوعريريج‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف‬
‫علوم التسيري ‪ ،‬جامعة احممد بوقرة –بومرداس ‪ ، 2017/2016 ،‬ص ‪8-7‬‬

‫‪8‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬احلاجة لالجناز ‪ : Need for achievement‬هي استعداد اثبت نسبيا يف الشخصية حيدد مدى سعي الفرد‬
‫ومثابرته يف سبيل حتقيق جناح أو بلوغ هدف‪ ،‬يرتتب عليه درجة معينة من اإلشباع ‪.‬‬

‫‪ :‬هي إدراك الفرد لكفاءته ومهارته وقدرته على التعامل بفاعلية مع‬ ‫‪Self-Confidence‬‬ ‫‪ -‬الثقة ابلنفس‬
‫املواقف املختلفة ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلبداع ‪ :Innovation‬عرفه ‪ Schumpter‬أبنه النتيجة النامجة عن إشاء طريقة أو أسلوب جديد يف االنتاج‪،‬‬
‫وكذا التغيري يف مجيع مكوانت املنتج أو كيفية تصميمه‪ ،‬وقد حدد مخس أشكال لإلبداع هي‪ :‬إنتاج منتجات‬
‫جديدة استجابة لطلبات مستقبلية‪ ،‬الكشف عن طرائق جديدة يف االنتاج مل تكن معروفة من قبل تسهم يف‬
‫ختفيض التكاليف‪ ،‬إجياد منفذ جديد لتصريف املنتجات‪ ،‬اكتشاف مصدر جديد للمواد األولية‪ ،‬اجياد تنظيم‬
‫جديد ‪.‬‬

‫‪ :‬االستقاللية هي‬ ‫‪Independency (autonomy) and Responsibility‬‬ ‫‪ -‬االستقاللية وحتمل املسؤولية‬


‫الرغبة يف أن تكون املتحكم يف نفسك أما حتمل املسؤولية فهو القدرة على حتمل األعباء والتكاليف دون أن‬
‫يعزو النجاح أو الفشل لآلخرين أو الظروف أو احلظ ‪.‬‬

‫‪ -‬امليل للمخاطرة ‪ :Risk Taking Propensity‬هو نزوع املقاول إىل اختاذ قرارات يف ظل بيئة تتسم ابلاليقني‪،‬‬
‫وابلتايل فالنتائج ال تكون مضمونة ‪.‬‬

‫‪ :‬هي السريورة اليت تضم عمليات تعريف وتقييم الفرص ‪ ،‬مث تطوير‬ ‫‪Entreprise Creation‬‬ ‫‪ -‬روح املبادرة‬
‫خطة املشروع املناسبة ‪ ،‬ومن مث حتديد املوارد الالزمة لبناء وتسيري املشروع املنبثق ‪.‬‬

‫‪ -‬جناح املؤسسة ‪ : Entreprise Success‬املفهوم العام للنجاح هو حتقيق األهداف املسطرة‪ ،‬ونظرا للتداخل‬
‫الكبري بني األهداف الشخصية للمقاول وأهداف املشروع فإن هناك نوعني من املؤشرات اعتمدها الباحثون‬
‫لقياس جناح املشاريع وهي‪ :‬املؤشرات املوضوعية (الكفاءة‪ ،‬الفعالية‪ ،‬مالية)‪ ،‬واملؤشرات الذاتية (التصور‬
‫الشخصي) ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 3-2‬الثقافة املقاوالتية ‪:‬‬

‫الثقافة عموما عبارة عن نظام مفتوح ومركب‪ ،‬خيضع لتأثري احمليط وبعض العوامل اخلارجية‪ ،‬يتكون من‬
‫عناصر تتفاعل فيما بينها‪ ،‬تشمل اجلانب املعنوي (نسق متكامل من القيم واألخالق واملعتقدات واألفكار‪،)..‬‬
‫وجانب سلوكي (املمارسات العملية‪ ،‬العادات والتقاليد واملراسيم ‪ ،)..‬ابإلضافة إىل امكانية ضمها جلانب‬
‫مادي (يشمل املباين واألدوات املعدات‪. )..‬‬

‫والثقافة املقاوالتية هي جمموعة من املبادئ والقيم التنظيمية اليت تصبغ املسار املقاواليت من الفكرة إىل التجسيد‪،‬‬
‫ومن أمثلة القيم اخلاصة ابملقاول نذكر ‪ :‬االستقاللية‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬املسؤولية والرغبة واألخذ ابملخاطر ‪..‬‬

‫ويلخص منوذج (‪ 1)J-P SABOURIN et Y.GASSE‬مفهوم الثقافة املقاوالتية حيث يربز املراحل اليت تقود‬
‫لربوز وظهور املقاولني بني فئة املتعلمني وابألخص الذين اتبعوا تكوين يف جمال املقاوالتية حيث ومن خالل‬
‫حتليل مثانية برامج تكوينية الحظ الباحثان أنه توجد عالقة بني التوجهات املقاوالتية واالمكانيات املقاوالتية ‪،‬‬
‫أم عن العوامل اليت تؤثر على هذا النموذج فتنقسم إىل ثالث جمموعات ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬املسبقات‪ :‬ومتثل جمموع العوامل الشخصية واحمليطية اليت تشجع على ظهور االستعدادات عند الفرد‪،‬‬
‫حيث الحظ الباحثان أبن الطلبة الذين لديهم آابء يعملون حلساهبم اخلاص لديهم إمكانيات مقاوالتية أكرب‬
‫ابملقارنة مع اآلخرين ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬االستعدادات‪ :‬وهي جمموع اخلصائص النفسية اليت تظهر عند املقاول‪ ،‬وهي احملفزات‪ ،‬املواقف‪ ،‬األهلية‬
‫والفائدة املرجوة‪ ،‬واليت تتفاعل يف ظل ظروف مالئمة إىل سلوك ‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬جتسيد االمكانيات والقدرات املقاوالتية يف مشروع‪ :‬وهذا يكون حتت أتثري الدوافع احملركة واليت تشمل‬
‫العوامل االجيابية وعوامل عدم االستمرارية (انقطاع)‪ ،‬فكلما زادت كثافة الدوافع احملركة فهي تشجع األفراد‬
‫أكثر على خلق املشاريع‪ ،‬واألفراد الذين ميلكون إمكانيات وقدرات مقاوالتية أكرب فهم حيتاجون لدوافع حمركة‬
‫أخف ‪ .‬والشكل املوايل يوضح كل ذلك ‪:‬‬

‫‪1 - Azzedine Tounès:" L'intention entrepreneuriales ; une recherche comparative entre des étudiants suivant‬‬
‫‪des des formations en entrepreneuriat (bac+5) et des étudiants en DESS CAAE", Thèse pour le Doctorat ès‬‬
‫‪sciences de gestion (France : université de Rouen, 2003), Op.Cit., p.45‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم (‪ : )01‬الثقافة املقاوالتية حسب منوذج (‪)J.B Sabourin et Y Gasse 1989‬‬

‫املسبقات‬

‫الدوافع‬ ‫االستعدادات‬ ‫املهارات‬

‫العائلة ‪ ،‬النشاطات التعليمية‪،‬‬


‫‪ -‬االجناز‬ ‫اخلربة املهنية‪ ،‬البيئة‪ ،‬النماذج‬ ‫‪ -‬الثقة ابلنفس‬

‫‪ -‬القوة ‪ ،‬التحدي‬ ‫الدوافع‬ ‫‪ -‬القدرات البدنية والطاقة‬

‫املواقف‬ ‫املهارات‬

‫الفوائد‬
‫املواقف‬ ‫الفوائد‬

‫‪ -‬املال‬ ‫‪ -‬االبتكار ومبادرات األعمال‬

‫‪ -‬اخلطر ‪ ،‬التغيري‬ ‫‪ -‬التزامات ومسؤولية طويلة األمد‬


‫السلوك‬

‫التعاطف‪ ،‬القيادة‪ ،‬املوارد البشرية‪ ،‬التعليم‪،‬‬


‫متوسط العمل‪ ،‬التكيف‪ ،‬التغذية العكسية‪ ،‬القرار‬

‫النتيجة‬
‫مؤسسة جديدة‬

‫‪Source : Azzedine tounes, op cit , p 45‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 4-2‬التعليم املقاوالت‪:‬‬

‫يعود اتريخ تدريس املقاوالتية على مستوى اجلامعات يف العامل إىل سنة ‪ 1947‬جبامعة هارفارد‬
‫األمريكية‪ ،1‬من خالل مقرر دراسي جاء كاستجابة الحتياجات الطالب الذين عادوا بعد أداء اخلدمة‬
‫العسكرية يف احلرب العاملية الثانية لينضمو إىل اقتصاد مير مبرحلة انتقالية نظرا لالهنيار الذي حدث للصناعات‬
‫احلربية بعد انتهاء احلرب‪ ،‬ويعرف التعليم املقاواليت أبنه "تلك العملية اليت هتدف إىل تزويد الطالب ابملعرفة‬
‫واملهارات الالزمة وإاثرة دافعيتهم وتعزيزها‪ ،‬من أجل حتفيزهم وتشجيعهم على العمل املقاواليت والنجاح فيه على‬
‫نطاق واسع ومستوايت عديدة"‪ ،2‬واملالحظ من هذا التعريف أنه قرن التعليم املقاواليت بفئة الطالب وهو شيء‬
‫مطلوب‪ ،‬بل جيب أن يقرتن جبميع مستوايت واألطوار التعليمية وأال يقتصر تدريسه يف فقط يف كليات‬
‫االقتصاد‪ ،‬التجارة والتسيري‪ ،‬وإمنا كذلك يف العلوم التقنية واهلندسة‪ ،‬الفن‪ ،‬الطب والعلوم البيئية واالجتماعية‪،‬‬
‫نظرا حلاجات هذه التخصصات هي األخرى للمعارف واملهارات الالزمة إلنشاء مشاريع خاصة هبم‪ ،‬وكذ ملا‬
‫أثبته العديد من الدراسات ذلك التأثري اإلجيايب للتعليم والتكوين املقاواليت على الروح املقاوالتية‪ ،‬لكن ما جيب‬
‫التنويه إليه خبصوص هذا الشأن هو ضرورة مشول التعليم املقاواليت حىت لغري الطلبة‪ ،‬ابعتبار أن االستفادة من‬
‫برامج التعليم املقاواليت ال تقتصر فقط على فئة الطلبة‪ ،‬بل تتسع لتشمل كل فرد ميتلك حد أدىن من املميزات‬
‫اليت متكن الفرد من النجاح كمقاول‪ ،‬وهذا مالحظ من الواقع املعاش حيث جند يف سوق األعمال احلايل عدد‬
‫معترب من املقاولني وأصحاب املؤسسات ليسوا من خرجيي اجلامعات أو أصحاب شهادات عليا ومع ذلك‬
‫مؤسساهتم قائمة ونشاطها مستمر‪ ،‬لكننا ابملقابل نقول أيضا أن عدد هائل من املشاريع املقاوالتية خصوصا‬
‫تلك اليت أنشأت يف إطار عمل ما يسمى أبجهزة الدعم واملرافقة املقاوالتية‪ ،‬قد فشلت ووئدت يف بداية دورة‬
‫حياهتا نتيجة عدة أسباب من بينها غياب الثقافة املقاوالتية عند أصحاهبا ومسريي هذه املشاريع‪ ،‬واليت‬
‫تكتسب من خالل تلقي املعرفة واكتساب املهارات ذات الصلة ابلتعليم املقاواليت‪ ،‬كما أن االستفادة من ذلك‬
‫ابلنسبة للمقاولني الناجحني من شأنه أن يوسع معارفهم ومداركهم ويصقل مواهبهم وينميها ‪.‬‬

‫كما يعرف التعليم املقاواليت حسب اليونسكو أبنه "جمموعة من أساليب التعليم النظامي الذي يقوم على‬
‫إعالم‪ ،‬وتدريب أي فرد يرغب ابملشاركة يف التنمية االقتصادية االجتماعية من خالل مشروع‪ ،‬ويهدف إىل‬

‫‪1 - Aziz Bouslikhhane, Enseignement de l entrepreneuriat : pour un regard paradigmatique autour du‬‬
‫‪processus entrepreneurial, Thèse de doctorat en science de gestion , Université de Nancy 2, 2011 , p 129‬‬
‫‪ -2‬اجلودي حممد علي ‪ ،‬حنو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاواليت ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم يف علوم التسيري ‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة ‪،‬‬
‫‪ ، 2015/2014‬ص ‪143‬‬

‫‪12‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫تعزيز الوعي املقاواليت‪ ،‬وأتسيس مشاريع األعمال أو تطوير مشاريع األعمال الصغرية"‪ ،1‬ويوافق هذا التعريف‬
‫ما أخذانه على التعريف السابق‪ ،‬من حيث أنه يستهدف أي فرد لديه رغبة واستعداد أي نية مقاوالتية القامة‬
‫مشروع جديد أو تطوير آخر ‪ ،‬وابلتايل تزويدهم ابملعارف و املهارات الالزمة و املساعدة على حتقيق ذلك ‪.‬‬

‫‪ 5-2‬املهارات املقاوالتية ‪:‬‬

‫تعرف املهارة عموما على أهنا "املعرفة اليت تتضح من خالل العمل"‪ ،2‬فهي القدرة على األداء بطريقة‬
‫معينة‪ ،‬فاملقاول هو من لديه فكرة عمل جيدة (إبداع) وابستطاعته حتويلها إىل واقع مملوس (إبتكار)‪ ،‬مبعىن‬
‫جيب على الفرد وحىت يكون مقاوال انجحا أال يكتفي مبعرفة الفرصة وحتديدها فحسب‪ ،‬وإمنا يسعى إىل‬
‫استغالهلا‪ ،‬وذلك ما يتطلب توفر نوعني من املهارات لديه‪ ،3‬األوىل هي مهارات اإلدارة العامة للمشروع ‪ :‬وهي‬
‫مهارات مطلوبة لتنظيم وإدارة املوارد املوارد املادية واملالية الالزمة إلدارة املشروع كـ مهارات إعداد خطط العمل‬
‫وصياغة اهليكل التنظيمي‪ ،‬والنظام احملاسيب ‪ ،...‬والثانية هي مهارات إدارة األفراد وبناء شبكات العالقات‬
‫اخلارجية والشراكات املتميزة (خصوصا مع األطراف أصحاب املصاحل)‪ ،‬أو ما يصطلح عليه برأس املال‬
‫االجتماعي‪ ،‬ويدخل ضمن ذلك‪ :‬مهارات القيادة‪ ،‬التحفيز‪ ،‬االتصال والتفاوض‪ ،‬وكله هذه املهارات ميكن‬
‫تعلمها واكتساهبا عن طريق التعليم والتدريب املقاواليت ‪.‬‬

‫‪ -3‬أمهية املقاوالتية ‪:‬‬

‫تستمد املقاوالتية أمهيتها من كوهنا متثل يف جوهرها مسار ديناميكي يهدف خللق الثروة واملعرفة والفرص‪،‬‬
‫وميكن إبراز هذه األمهية من خالل الدور الذي تؤديه ال سيما اقتصاداي واجتماعيا‪ ،‬وكذا أتثريها على‬
‫ميكانزمات االقتصاد الكلي والتوازانت املرتبطة به مرورا ابلبيئة االجتماعية اليت هلا عالقة قوية ابحلالة‬

‫‪ - 1‬اليونسكو ومنظمة العمل الدولية‪ ،‬حنو ثقافة للرايدة يف القرن الواحد و العشرين‪ :‬حتفيز الروح الرايدية من خالل التعليم للرايدة يف املدارس‬
‫الثانوية‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪2 - Wickham P.A , Strategic entrepreurship : Pearson Education , factors influencing entrepreneurial‬‬
‫‪intention of Chinese secondary school students : an empirical study , Asia pacific education review , 17(4) ,‬‬
‫‪2006 , p100‬‬
‫‪ -3‬علي بن حكوم و عبد اجمليد بدري ‪ ،‬املقاوالتية االجتماعية كآل ية للتنمية والتغيري االجتماعي ‪ ،‬ورقة حبثية مقدمة للمؤمتر الدويل حول ‪:‬‬
‫اجملتمعات العربية من فلسفة التغيري إىل واقع التنمية – مقارابت عابرة للتخصصات يف متغري التعليم ‪ ،-‬املنستري تونس ‪ ،‬من ‪ 26‬إىل ‪ 29‬أوت‬
‫‪ ،2019‬ص ‪5‬‬

‫‪13‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫االقتصادية ‪ ،‬حيث خلصت العديد من الدراسات إىل إثبات املسامهة االجيابية للمقاوالتية يف رفع معدالت منو‬
‫االقتصاد الوطين وحتسني املستوى املعيشي ألفراد اجملتمع‪ ،‬عن طريق ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬رفع مستوى االنتاجية يف مجيع األعمال واألنشطة ‪ :‬ويتحقق ذلك من خالل الكفاءة يف استخدام املوارد‬
‫من قبل املقاولني أنفسهم يف اجملتمع‪ ،‬وخلق التوافقات اجلديدة من خالل القدرة على حتويل املوارد من مستوى‬
‫أقل انتاجية إىل مستوى أعلى ‪.‬‬

‫‪ -‬خلق فرص عمل جديدة ‪ :‬يعمل املقاولون الذين ينتمون للقطاع اخلاص يف جماالت نشاط خمتلفة صناعية‪،‬‬
‫جتارية وخدمية وغريها وأبحجام مؤسسات كبرية ومتوسطة وصغرية يف اجملتمع الذي يعيشون فيه‪ ،‬حبيث يتيحون‬
‫الفرصة لتوظيف العاملني وخلق فرص عمل حقيقية هلم ‪.‬‬

‫‪ -‬االسهام يف تنويع االنتاج ‪ :‬نظرا لتباين وتعدد إبداعات املقاولني من خالل تنوع نشاطاهتم من السلع أو‬
‫املنتجات واخلدمات الكاملة إىل العناصر و اخلدمات أو املنتجات الوسيطية واليت تؤدي إىل إضافة قيمة‬
‫جديدة للمجتمع‪ ،‬وقد يكون هذا االبداع يف التكنولوجيا أو يف الصناعة أو يف اخلدمات‪ ،‬أو يف األنشطة‬
‫والوظائف املختلفة يف املؤسسة مثل التسويق أو التوزيع أو الرتويج أو التنظيم أو التسيري أو من خالل مدخل‬
‫جديد لألعمال‪ ،‬أو طريقة جديدة يف أداء العمل ‪.‬‬

‫‪ -‬زايدة القدرة على املنافسة‪ :‬وذلك من خالل املعرفة الدقيقة الواعية للبيئة احمللية و البيئة اخلارجية وتطوير‬
‫أساليب العمل من خالهلا والتفاعل معها ابجيابية‪ ،‬كما أن املبادرات احلديثة يف املقاوالتية‪ ،‬إطالق مؤسسات‬
‫جديدة أو إعادة بعث مؤسسات قائمة‪ ،‬حتفز االنتاجية وتنمي التنافسية من خالل أهنا جترب املؤسسات‬
‫األخرى على العمل أبحسن أداء وابتكار‪ ،‬وهذا مايستفيد منه املستهلكون من خالل تنوع اخليارات واألسعار‪.‬‬

‫‪ -‬نقل التكنولوجيا‪ :‬إذ يقوم املقاولون بنقل أدوات ووسائل التكنولوجيا من الدول املتقدمة إىل الدول النامية‪،‬‬
‫أو القيام اببتكارات تكنولوجية جديدة‪ ،‬من أجل حتقيق التنمية االقتصادية املستدامة وخلق فرص جديدة هلم‬
‫ولغريهم من األفراد يف اجملتمع تكون مطابقة الحتياجاهتم ويف مستوى تطلعاهتم من حيث ابتكار منتجات‬
‫وخدمات جديدة‪ ،‬مداخل جديدة لألعمال‪ ،‬مصادر توريد جديدة للمواد اخلام‪ ،‬أساليب عمل جديدة وغريها‬

‫‪ - 1‬حممد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪23-22‬‬

‫‪14‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬التجديد وإعادة اهليكلة يف املشاريع االقتصادية وتنميتها وتطويرها‪ :‬أي إحداث تغيريات هامة يف املؤسسات‬
‫االقتصادية القائمة‪ ،‬وإعادة تعريف املشاريع االقتصادية القائمة‪ ،‬ويشمل ذلك حتويل هذه املشاريع واملنظمات‬
‫جيعلها أكثر ابتكارا من خالل التغيري يف جمال األداء وأنظمة املوارد واملصادر‪ ،‬وأنظمة احلوافز واملكافآت‬
‫ابالضافة إىل ثقافة املنظمة‪ ،‬وإعادة صياغة االجراءات واملعايري املؤسسية فيها ‪.‬‬

‫‪ -‬اجياد أسواق جديدة‪ :‬ويتحقق ذلك من خالل إجراء توافقات جديدة يف املوارد والكفاءة يف استخدامها‬
‫لدى املقاول‪ ،‬واستغالل الفرص يف السوق من أجل إجياد عمالء جدد وخلق طلب وعرض جديدين على‬
‫املنتج يف السوق ‪.‬‬

‫‪ -‬املسامهة يف تنمية املواهب واالبتكارات‪ :‬يعترب التشجيع على انشاء املؤسسات خصوصا الصغرية منها‬
‫واملصغرة‪ ،‬حافزا مهما لتنمية روح املقاوالتية الفردية أو اجلماعية ابستحداث أنشطة اقتصادية أو خدمية مل تكن‬
‫موجودة من قبل‪ ،‬وكذا إحياء أنشطة أخرى مت التخلي عنها ألسباب معينة‪ ،‬مثل الصناعات التقليدية‪ ،‬املناولة‬
‫يف قطاع الصناعة والبناء واألشغال العمومية ‪ ...‬إخل‪ ،1‬لذلك ينبغي إطالق العنان للمبادرات الذاتية يف إقامة‬
‫األعمال اجلديدة والسعي حنو تنمية املهارات املرتبطة هبا ‪.‬‬

‫‪ -‬عدالة التنمية االجتماعية وتوزيع الثروة ‪ :‬تعمل املقاوالتية على حتقيق التوازن االقليمي يف ربوع اجملتمع لعملية‬
‫التنمية االقتصادية (صناعة‪ ،‬جتارة‪ ،‬خدمات‪ ،‬مقاوالت) ويف االنتشار اجلغرايف وحتقيق النمط املتوازن جلميع‬
‫أقاليم الدولة‪ ،‬وزايدة فرص العمل والتخفيف من الفقر والبطالة وإزالة الفوارق االقليمية الناجتة عن تركيز‬
‫األنشطة االقتصادية يف إقليم معني‪ ،2‬وكذا الفوارق االجتماعية السيما بني اجلنسني‪ ،‬إذ تلعب املقاولة‬
‫واألعمال الصغرية دورا كبريا يف االهتمام ابملرأة العاملة من خالل املسامهة يف تشغيلها خصوصا ابألشغال اليت‬
‫تتناسب مع فطرهتا وخصوصيتها ‪ ،‬وكذا تشجيعها ومساعدهتا على البدء أبعمال رايدية تقودها بنفسها لتسهم‬
‫بذلك مسامهة فاعلة يف بناء االقتصاد الوطين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬حممد اهلادي مباركي ‪ ،‬املؤسسة املصغرة ودورها يف التنمية‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الوطين األول حول ‪ :‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة ودورها‬
‫يف التنمية ‪ ،‬جامعة عمار ثليجي األغواط ‪ 8 ،‬و‪ 9‬أفريل ‪ ، 2002‬ص ‪ ، 85‬بتصرف‬
‫‪ - 2‬بالل خلف السكارنه‪ ،‬الرايدة وإدارة منظمات األعمال‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان األردن ‪ ، 2008 ،‬ص ‪93‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثان ‪ :‬مفهوم املقاول ‪:‬‬

‫ابلرغم من تعدد تعريفات املقاوالتية كما أسلفنا وعدم وجود اتفاق حول تعريف موحد هلا‪ ،‬لكن الشيء‬
‫الوحيد املتفق عليه هو ارتباطها بشكل كبري ابملقاول ابعتباره أهم عنصر فيها‪ ،‬ولذلك من املهم جدا أن نطرح‬
‫جمموعة من األسئلة ملعرفة من هو املقاول ؟‪ ،‬وماهي مميزاته ودوره ؟‪ ،‬وهل الروح املقاوالتية لديه فطرية أم‬
‫مكتسبة ؟ ‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف املقاول ‪:‬‬

‫ترتكز املقاوالتية ابلدرجة األوىل على الفرد ابعتباره ميثل الشخصية احملورية يف املؤسسة املقاولة‪ ،‬نظرا‬
‫لكونه هو املنشئ واملالك واملسري فيها ‪ ،‬ولقد اعتمدت أغلب الدراسات اليت عاجلت موضوع املقاول على‬
‫جانبني أساسيني لتعريفه مها ‪:‬‬

‫‪ -‬اجلانب الوظيفي ‪ :‬وهو الذي يعرف املقاول تبعا ألعماله وسلوكه ووظائفه‪ ،‬وذلك من خالل حصر‬
‫ووصف وظائف املقاول اليت على أساسها يتم حتديد املقاول من غريه ‪.‬‬

‫‪ -‬اجلانب الوصفي ‪ :‬يركز هذا اجلانب على صفات املقاول يف حد ذاته وخصائصه ‪.‬‬

‫ومها يف احلقيقة جانبني متممني لبعضهما البعض يفرتض توافرمها معا يف شخص املقاول الناجح‪ ،‬أي أن‬
‫الشخص الذي يتحلى بصفات وخصائص املقاول وال يباشر وظائف وأعمال مقاوالتية لسبب ما‪ ،‬كـ استغناءه‬
‫ابلتوظيف يف القطاع العمومي عن اختيار املسار املقاواليت‪ ،‬أو بسبب غياب الدوافع احملركة واملشجعة على‬
‫األعمال والسلوكات املقاوالتية أو لغري ذلك من األسباب‪ ،‬يعد ذلك كمن يتمتع بقدرة وال ينتفع هبا أو جيد هلا‬
‫أثرا يف سلوكه ‪ ،‬أي يفرتض أن يؤثر توافر اخلصائص النفسية والشخصية املتعلقة ابملقاوالتية يف البيئة املشجعة‬
‫على تنمية التوجه املقاواليت‪ ،‬مبا يؤثر يف قرار الشخص (املقاول) صوب إنشاء مؤسسته‪ ،‬وعكس ذلك أيضا‬
‫شخصا يقوم أبعمال مقاوالتية ويفتقر لسمات ومهارات املقاول الناجح‪ ،‬فهذا ميكن اعتباره مسريا منطيا ال‬
‫يرقى لدرجة املقاول املبدع واملبتكر ‪.‬‬

‫وقد متحورت التعريفات املتعلقة ابملقاول بداية حول املفهوم الكالسيكي التقليدي للمقاوالتية‪ ،‬واملتمثل يف قيام‬
‫شخص إبنشاء مؤسسة أو حتمل مسؤولية عمل أو مشروع ما يف ظل حالة الاليقني للبيئة (عدم التأكد) وما‬

‫‪16‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ينجر عنها من خماطر (خماطر مالية‪ ،‬جسدية‪ ،‬عائلية‪ ،‬نفسية)‪ ،‬ويرجع ذلك رمبا ملقتضيات تلك املرحلة اليت‬
‫‪Richard Cantillon‬‬ ‫كان الرهان والرتكيز فيها منصبني على ظاهرة الربوز املنظمايت‪ ،‬حيث يعترب االقتصادي‬
‫(‪ )1730‬أول من وضع مفهوما للمقاول وكان حسب التصور املذكور آنفا‪ ،‬مث جاء بعده جمموعة من‬
‫الباحثني الذين ينتمون للمدرسة الفرنسية‪ ،‬نذكر منهم على سبيل املثال ‪ )1829-1803( J.B.Say‬الذي‬
‫عرف املقاول ابلفرد الذي ميلك ويسري مؤسسته‪ ،1‬حيث يشرتط هذا التعريف يف املقاول أن يكون مالكا‬
‫ومسريا للمؤسسة يف نفس الوقت‪ ،‬وبطبيعة احلال متحمال للمخاطر ‪ ،‬ويتجلى هذا بوضوح يف املؤسسات‬
‫الصغرية أو املؤسسات العائلية ذات النشاط احملدود‪ ،‬وهذا ما يوفر على صاحب املؤسسة (املقاول) تكاليف‬
‫‪ ، Johnson et‬أما حسب ‪ )1934( Shumpter‬املقاول هو الشخص املبدع‬ ‫‪Meckling‬‬ ‫الوكالة حسب‬
‫الذي يقوم إبكتشاف واستغالل الفرص إبجياد توليفات جديدة لوسائل اإلنتاج (االبتكار) ‪ ،‬أتخذ األشكال‬
‫التالية ‪ :‬إنتاج سلع أو خدمات جديدة‪ ،‬إدخال طرق إنتاج جديدة‪ ،‬فتح أسواق جديدة ‪،‬إجياد مصادر متوين‬
‫جديدة‪ ،‬وصف طريقة تنظيمية جديدة‪ ،‬كما أطلق على فئة املقاولني املبدعني وصف وكالء التدمري االبداعي‬
‫"‪ "Creative destruction‬ابعتبار أهنم يقومون بتعطيل وضع التوازن ابلنسبة للعرض والطلب يف األسواق عن‬
‫طريق طرح منتجات ابتكارية جديدة حيصدون من ورائها أرابحا كبرية وحيتكرون األسواق لفرتة من الزمن ولو‬
‫بصفة مؤقتة ‪.‬‬

‫تغريت ثالث مرات منذ استعماله من طرف‬ ‫(‪)Entrepreneur‬‬ ‫ويذكر أن الرتمجة العربية ملصطلح املقاول‬
‫العرب‪ ،‬فرتجم بداية إىل "منظم" لكوهنم ركزوا على مهارته يف التنظيم ويف إنشاء املؤسسة‪ ،‬مث إىل "مقاول"‬
‫ابعتبار فئة املقاولني ظهرت يف تلك الفرتة الـ (‪ )70‬من القرن املاضي على أهنا الفئة اليت هلا استعدادات خاصة‬
‫يف إنشاء وإقامة املؤسسات‪ ،‬مث أصبح يف التسعينيات "رائد أو رايدي" بعدما أدرك العلماء املختصني أن‬
‫االستعدادات (مؤهالت ومهارات‪ ،‬قدرات ابداعية‪ ،‬نزعة لالستقاللية‪ )..‬غري حمصورة يف املقاولني فقط‬
‫(حسب املفهوم الضيق أو الكالسيكي)‪ ،‬إمنا هم جزء من عامل أمشل أقره املفهوم املعاصر للمقاوالتية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل وجود أفراد ميتلكون ثقافة مقاوالتية تقودهم إىل وضع ابتكاراهتم وكفاءاهتم املقاوالتية يف خدمة‬

‫‪1 - Drucker Peter, Les entrepreneur, traduit de l américain par Hoffman patrice , édition jean , Claude lattes,‬‬
‫‪1985, p53‬‬

‫‪17‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫جمتمعاهتم‪ ،‬وبدل السعي على احلصول على الربح املايل بدرجة أوىل‪ ،‬فهم يهتمون ويعملون أكثر على تنشيط‬
‫جمتمعاهتم ويسامهون يف حل مشاكلها ‪ ،‬هؤالء هم "املقاولون االجتماعيون"‪. 1‬‬

‫ومن خالل التعاريف املذكورة أعاله وكذا املطلع عليها‪ ،‬نضع تعريفنا للمقاول كالتايل‪" :‬املقاول هو ذلك‬
‫الشخص الذي ميلك القدرة واإلرادة على حتويل فكرة إبداعية إىل شيء (ابتكار) ذو قيمة‪ ،‬والذي قد يتخذ‬
‫شكل‪ :‬إنشاء مؤسسة جديدة أو تطوير مؤسسة قائمة‪ ،‬أو طرح منتج جديد أو حىت طريقة عمل وتنظيم‬
‫جديد"‪ ،‬وتقرتن الفكرة اإلبداعية عادة ابملخاطرة كون أهنا جديدة أو غري مألوفة مما قد يالقي تطبيقها قبوال‬
‫وجناحا من عدمه‪ ،‬أما القدرة فتشري إىل تلك املعارف واملهارات املكتسبة لدى الشخص من خالل التعليم‬
‫والتدريب وكذا اخلربات املرتاكمة واليت حيتاجها يف حتقيق ذلك مبا يف ذلك احلصول على التمويل الالزم‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل مميزات ومسات ذاتية يفرتض أن تتوافر وتنمو يف شخص املقاول ابستمرار‪ ،‬وهو ما سنتطرق له يف‬
‫العنصر املوايل ‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص املقاول‪:‬‬

‫اجتهد العديد من املفكرين والباحثني املختصني لوضع صفات حمددة للمقاول‪ ،‬وجاءت اجتهاداهتم‬
‫لتنطوي على قدر من التباين‪ ،‬حيث جند منهم من اهتم ابخلصائص الفردية واملؤهالت املرتبطة بشخص املقاول‬
‫(مقاربة السمات) ابعتبار أن املقاولني يتميزون عن بقية األفراد مبميزات خاصة واليت قد تستعمل كمؤشرات‬
‫للتنبؤ بسلوك األفراد حنو التوجه املقاواليت‪ ،‬ومن أهم هذه السمات نذكر‪ :‬احلاجة لالجناز‪ ،‬احلاجة لالستقاللية‬
‫الذاتية‪ ،‬االبداع‪ ،‬التحمل‪ ،‬الثقة ابلنفس‪ ،‬اإلصرار‪ ،‬الشغف‪ ،‬القرة على االقناع‪ ،‬القدرة على حتمل املسؤولية‪،‬‬
‫وكذا‪ :‬الرتكيز‪ ،‬الرباعة‪ ،‬سعة احليلة‪ ،‬قوة اإلرادة ‪ ،...‬وهي كلها مسات من شأهنا أن تساعد املقاول على جتسيد‬
‫فكرته وتنفيذ خمطط أعماله وكذا بناء وإدارة فريق عمل ‪.‬‬

‫كما جند منهم من اهتم ابخلصائص السلوكية اليت تشتمل على جمموعة من املهارات اليت يوظفها الفرد‬
‫(املقاول) لصاحل تطوير األعمال وتعزيز انتاجيتها وحتسني ادائها بشكل متميز‪ ،‬وذلك من خالل امتالكه‬
‫لنوعني من املهارات اليت تتجسد سلوكيا يف تصرفاته ومواقفه‪ ،‬وهي‪:2‬‬

‫‪1 - Mory Siomy , developement des competences des leaders en promotion de la culture entrepreneuriale et‬‬
‫‪de lentrepreneurship : le cas de rendezvous entrepreneuriat de la francophone,‬‬
‫‪ - 2‬اجلودي حممد علي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫‪18‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ -‬مهارات تفاعلية ‪ :‬متثل جمموعة املهارات من حيث بناء وتكوين عالقات إنسانية بني العاملني واإلدارة‬
‫واملشرفني على األنشطة والعملية االنتاجية‪ ،‬والسعي خللق بيئة عمل تفاعلية تستند إىل التقدير واالحرتام‬
‫واملشاركة يف حل املشكالت ورعاية وتنمية االبتكارات‪ ،‬فضال عن حتقيق العدالة يف توزيع األعمال وتقسيم‬
‫األنشطة وإقامة قنوات اتصال متفاعلة تضمن سري العمل بروح الفريق الواحد‪ ،‬وهذه املهارات توفر األجواء‬
‫لتحسني االنتاجية وتطوير العمل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مهارات تكاملية ‪ :‬وهي اليت من شأهنا أن جتعل املؤسسة أو املشروع املقاواليت وكأنه خلية عمل متكاملة‬
‫وتضمن إنسانية األعمال والفعاليات بني الوحدات واألقسام‪ ،‬حيث يفرتض أن يسعى املقاولون ابستمرار إىل‬
‫تنمية مهاراهتم التكاملية بني العاملني ‪.‬‬

‫يف حني جند أعمال حبثية أخرى قامت على نقذ مقاربة السمات‪ ،‬اليت ٌحصر اهتمامها ابخلصائص النفسية‬
‫للمقاول ومدى ارتباطها ابختاذ الفرد قراره حنو التوجه املقاواليت من جهة‪ ،‬وكذا خصائص املؤسسة كالنمو‬
‫والنجاح من جهة أخرى‪ ،‬لتلقي الضوء على اخلصائص االجتماعية والثقافية للمقاولني ‪ ،‬ابفرتاض أنه ال ميكن‬
‫أخذ نظرة شاملة عن حقيقة املقاولني وشخصياهتم دون دراسة وحتليل حميطهم االجتماعي ومسارهم املهين‬
‫(منظور احمليط)‪ ،‬وقد خلصت هذه األعمال إىل رصد بعض اخلصائص اليت قد يكون هلا أتثري على التوجه‬
‫املقاواليت لدى الفرد‪ ،‬نذكر من ذلك ‪ :‬احمليط العائلي والقيم املكتسبة منه‪ ،‬حيث أشارت العديد من األحباث‬
‫إىل أن املقاولني غالبا ما ينتمون لعائالت فيها من سبقهم للممارسة النشاط املقاواليت‪ ،‬ابإلضافة ملختلف‬
‫األحداث أو املواقف اليت قد يواجهها الفرد وتكون دافعة أو حمفزة له حنو توجهاته املهنية ‪ ،‬إما أحدااث اجيابية‬
‫(مثل اكتشاف أو حتديد فرص أعمال) أو سلبية (مثل فقدان عمل)‪ ،‬فضال عن ذلك التأثر الذي قد حيدث‬
‫نتيجة اكتساب خربة مهنية جراء العمل كمستخدم أو مسري لدى مقاولني‪ ،‬أو حىت جمالستهم واألخذ من‬
‫أفكارهم وجتارهبم‪ ،‬ويف هذا السياق ننوه ملتغري آخر له من األمهية مبكان ويدخل ضمن أتثري الوسط الثقايف أال‬
‫وهو متغري التعليم‪ ،‬وما مين أن حيدثه لدى الفرد من خصائص تتمثل يف تشبعه أبفكار وقيم تبعث فيه روح‬
‫املقاوالتية‪ ،‬حيث ينظر للتعليم املقاواليت بشكل عام كمقاربة تربوية هتدف إىل تعزيز التقدير الذايت والثقة‬
‫ابلنفس من خالل تنمية املواهب واإلبداعات الفردية‪ ،‬وبناء القيم واملهارات ذات العالقة‪ ،‬ويكون ذلك من‬

‫‪19‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫خالل الربامج واملقررات التعليمية يف األطوار النظامية (األساسي‪ ،‬الثانوي‪ ،‬التعليم العايل)‪ ،‬أو غري ذلك‬
‫كـالدورات التكوينية‪ ،‬النشاط اجلمعوي‪ ،‬النشاط االعالمي‪. 1..‬‬

‫وعموما نستطيع القول بضرورة توافر جمموعة من اخلصائص يف شخص املقاول‪ ،‬منها ما هو ذايت (نفسي)‬
‫ومنها ما هو موضوعي يتجلى يف السلوك وأتثريات احمليط‪ ،‬غري أن هذا التوافر يعترب نسيب خيتلف من شخص‬
‫آلخر وال يشرتط يف ذلك بلوغ درجة املثالية‪ ،‬وإمنا الرتكيز على ما يعترب حد أدىن وأساسي‪ ،‬مث السعي ابستمرار‬
‫للتعلم وتطوير الذات من خالل اكتساب املعارف واملهارات واخلربات اليت تتيح ذلك‪ ،‬وقد اتفق العديد من‬
‫املفكرين على جمموعة من السمات اليت تعترب أساسية يف املقاول ‪ ،‬مع األخذ ابالعتبار الفروق الفردية ‪:2‬‬

‫‪ -‬هادف وطموح وهذه هي القوة اليت تدفعه لتجسيد أفكاره وبناء مشروعه ‪.‬‬

‫‪ -‬له رؤية مدعومة ابلعديد من األفكار احملددة والفريدة واجلديدة يف السوق‪ ،‬وأيضا رؤية شاملة واضحة لكيفية‬
‫حتقيق اهلدف حىت وإن مل تكتمل التفاصيل ‪.‬‬

‫‪ -‬يتسم ابملرونة والقابلية للتطوير ‪ ،‬وكذا االجيابية وصناعة القرار‪.‬‬

‫‪ -‬تقوية النفس ودعمها أبمل كبري وعاطفة جياشة حنو حتقيق اهلدف ‪.‬‬

‫‪ -‬وضع اسرتاتيجية لتحويل حلمه إىل واقع ملموس وتنفيذها ابالصرار والتصميم ‪.‬‬

‫‪ -‬املبادرة للوصول لنجاح فكرته ‪ ،‬واملخاطرة حمسوبة التكاليف والكيفية من حيث الوصول إىل السوق أو‬
‫إنشائه ‪ ،‬وكيفية تلبية احتياجات العمالء‬

‫‪ -‬القدرة على اقناع اآلخرين لالنضمام إليه ومساعدته ‪.‬‬

‫وإىل جانب اخلصائص النفسية والسلوكية للمقاول‪ ،‬جند كذلك من قدم خصائص إدارية متثل جمموعة املهارات‬
‫اليت ميتلكها أو يكتسبها املقاول واليت تضمن قدرته على اختاذ القرارات وممارسة األنشطة اإلدارية املتعلقة‬
‫ابلتخطيط والتنظيم والرقابة و التحفيز ‪ ،‬نذكر منها مايلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬علي بن حكوم و عبد اجمليد بدري‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫‪ - 2‬راشد بن حممد احلمايل و هشام يوسف مصطفى العريب ‪ ،‬واقع ثقافة رايدة األعمال جبامعة حائل وآليات تفعيلها من وجهة نظر اهليئة‬
‫التدريسية‪ ،‬جملة دراسات عربية يف الرتبية وعلم النفس ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أغسطس ‪ ، 2016‬ص ‪400‬‬

‫‪20‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬مهارات انسانية‪ :‬وهي تلك اخلاصة ابلتعامل االنساين اجتاه العاملني وهتيئة األجواء اخلاصة بتقدير واحرتام‬
‫الذات والكيفية اليت يتم فيها استثمار الطاقات خالل بناء بيئة عمل ترتكز على اجلانب السلوكي واإلنساين ‪.‬‬

‫‪ -‬مهارات فكرية‪ :‬من خالل امتالك املعارف اليت متكن من ختطيط وادارة املشروع وفق رؤية اسرتاتيجية‪،‬‬
‫والقدرة على صياغة األهداف بعقالنية ورشد ‪.‬‬

‫‪ -‬مهارات حتليلية‪ :‬وهتتم بتفسري العالقات بني العوامل واملتغريات الداخلية واخلارجية ذات التأثري على أداء‬
‫املشروع يف احلاضر واملستقبل ‪.‬‬

‫‪ -‬مهارات فنية (تقنية)‪ :‬وهي مهارات تتطلب معرفة بكيفية أداء األعمال الفنية خاصة فيما يتعلق بتصميم‬
‫املنتج‪ ،‬إذ عادة ما ينظر العاملني إىل املقاولني وخصوصا يف بعض األنشطة الفنية واخلدمية وكأهنم املرجع‬
‫األساسي هلم ‪.‬‬

‫‪ -3‬وظائف املقاول وعوامل جناحه ‪:‬‬

‫إن للمقاول مكانة ابلغة األمهية يف املنظومة اإلقتصادية واجملتمعية‪ ،‬ملا له من مسامهات متعددة ومتنوعة‬
‫متتد من اكتشافه واستغالله للفرص إىل غاية املسامهة يف حتقيق التنمية‪ ،‬ولبلوغ ذلك بنجاح يناط ابملقاول قبل‬
‫وبعد انطالق مشروعه املقاواليت القيام بوظائف من شأهنا أن تضمن ملشروعه انطالقة قوية هادفة إىل‬
‫االستمرارية والتطور ‪ ،‬ومن ذلك نذكر ‪:1‬‬

‫✓ االختيار املوفق لفكرة املشروع ‪ :‬إذ أن املشروع يف بدايته هو جمرد فكرة سيتمحور حوهلا النشاط مستقبال‪،‬‬
‫لذا جيب على املقاول اختيار فكرة متميزة هلا من اإلبداع نصيب‪ ،‬وذات امكانية لتطويرها إىل نشاط‬
‫مقاواليت ‪.‬‬
‫✓ دراسة اجلدوى االقتصادية للمشروع‪ :‬حيث يعترب هذا مبثابة حجر األساس الذي يبىن عليه املشروع‬
‫وإحدى العوامل اليت تساهم يف جناحه‪ ،‬وتشمل دراسة اجلدوى االقتصادية ما يلي ‪ :‬دراسات اجلدوى ‪:‬‬
‫التسويقية‪ ،‬الفنية أو اإلنتاجية‪ ،‬املالية والتنظيمية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ابالعتماد على ‪ :‬معمر قرية ‪ ،‬رشا بن حلبيب ‪ ،‬العوامل املسامهة يف حتقيق االستدامة للمشاريع الصغرية ‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الوطين حول‬
‫اشكالية استدامة املؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪ ،‬جامعة الشهيد محه خلضر – الوادي ‪ ،‬يومي ‪ 06‬و‪ 07‬ديسمرب ‪2017‬‬

‫‪21‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫✓ اعداد خمطط األعمال‪ :‬وهو أداة توضح قدرة املشروع على تقدمي القيمة (حتقيق اهلدف) وكيفية بلوغ‬
‫ذلك مع حتديد املوارد الالزمة‪ ،‬ابإلضافة لكونه وسيلة لالتصال واالقناع مع خمتلف األطراف أصحاب‬
‫املصاحل ‪.‬‬
‫✓ جعل املشروع موضع التنفيذ‪ :‬فبعدما ينتهي املقاول من مجع خمتلف املوارد الضرورية ملشروعه واليت قام‬
‫بتحديدها وفقا للدراسة املشار إليها أعاله وكذا وفقا ملخطط العمل الذي أعده ‪ ،‬ميكنه أن ينطلق يف‬
‫مشروعه مع اإلشارة إىل عدم اإلعتماد على ذلك فقط‪ ،‬بل جيب مراعاة ابستمرار التغريات احلاصلة يف‬
‫بيئة املشروع وحماولة التأقلم والتكيف معها أو التأثري فيها مبا يتماشى ورؤية املشروع ‪.‬‬
‫✓ االحتفاظ ابالحتياطات املالية ‪ :‬وذلك وفق ما تقتضيه القواعد احملاسبية واملالية ‪ ،‬وذلك حتسبا حلدوث‬
‫أي أزمة مستقبال وامكانية ختطيها بنجاح ‪.‬‬
‫✓ رفع مستوى التكنولوجيا املستخدمة‪ :‬وهذا كإشارة جملهودات التحسني املستمر على مستوى العمليات‬
‫اإلنتاجية واألنشطة اإلدارية للمشروع هبدف رفع جودة املنتج أو اخلدمة ‪.‬‬
‫✓ السيطرة على النمو‪ :‬ويعكس هذا قدرة املقاول على التخطيط للنمو واحلفاظ على دميومة املشروع‬
‫واستمراره‪.‬‬
‫✓ بناء رأس مال اجتماعي ‪ :‬من خالل شبكة العالقات اليت ينشئها املقاول مع األطراف أصحاب املصاحل‪.‬‬
‫✓ املخاطرة ‪ :‬واملقصود هبا هنا تلك املخاطرة احملسوبة اليت يدخل فيها املقاول بنية التوسيع للمشروع ‪،‬‬
‫وذلك لدعم املقاولة وحتقيق استدامتها إىل أبعد حد ممكن ‪.‬‬
‫✓ التسيري الفعال للمشروع‪ :‬عادة ما تتميز املشاريع املقاوالتية اليت حتقق جناحا بتنظيم غري مركزي وتشاركي‪،‬‬
‫وتعرف تغريات تنظيمية متعددة وهيكلة وظيفية وهي يف اتصال مباشر ومستمر مع التكنولوجيا اجلديدة‪،‬‬
‫معتمدة يف ذلك على التقنيات والتكنولوجيات احلديثة واالتصاالت‪ ،‬حيث أن أغلبها هلا موقع انرتنت‬
‫وتستعمل الربيد االلكرتوين يف االتصال الداخلي واخلارجي‪ ،‬وابلتايل جيب على املقاول أن يستغل ذلك يف‬
‫تفعيل العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬اجياد نظم ولوائح داخلية تنظم سري العمل ابملشروع ‪ ،‬فضال عن آليات إدارة متكيفة مع التطور ‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام ابلكفاءة والتدريب ورفع الكفاءة االنتاجية‪ ،‬وخلق روح الفريق الواحد يف العمل واالهتمام‬
‫ابلعاملني‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬اجياد نظام اتصال فعال وتفويض السلطة للمرؤوسني ‪.‬‬

‫‪ -‬جتنب اخلالفات بني الشركاء وتفعيل املهارات التفاوضية ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلدارة اجليدة للوقت واملعرفة املمتازة ابلسوق ‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على االبداع والتجديد مع املواصلة واالستمرار يف ذلك ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬املشروع املقاوالت ‪:‬‬

‫يعترب املشروع املقاواليت الوعاء التطبيقي لظاهرة املقاوالتية وسر وجودها‪ ،‬ينتج عن التقاء تلك السمات‬
‫الشخصية وكذا املعارف واملهارات واخلربات املكتسبة لدى الفرد (املقاول)‪ ،‬مع ظروف بيئية حمفزة وشبكة‬
‫اجتماعية مساعدة‪ ،‬وألن عملية إنشاء مشروع وتنميته واحملافظة على استدامته ليس أمرا سهال أو تتم بطريقة‬
‫عفوية‪ ،‬إذ تستدعي دراسة جيدة تغطي خمتلف اجلوانب املتعلقة بفكرة املشروع وتقييم جدواها‪ ،‬ومن مث اعطاء‬
‫صورة واضحة ومفصلة عن العمل واحتماالت جناحه وماقد يظهر من مشاكل واقرتاح احللول املناسبة هلا مسبقا‬

‫‪ -1‬فكرة املشروع ‪:‬‬

‫متثل فكرة املشروع نقطة اإلنطالق حنو النشاط املقاواليت مبختلف مراحله ‪ ،‬والتفكري عموما عملية ذهنية‬
‫ينظم العقل من خالهلا اخلربات واملهارات ويدرس البيئة احمليطة متهيدا الستقراء املستقبل ووضع رؤية مستقبلية‬
‫ملوضوع حمدد‪ ،‬ويتخذ التفكري أشكاال خمتلفة قد يشكل إحداها مدخال إلجياد فكرة مشروع‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬االستقراء ‪ :‬ويعين االنطالق من املعطيات احلالية واملتوفرة لتوقع ما سيحدث مستقبال وهذا يدخل ضمن ما‬
‫اصطلح عليه بعض الباحثني ابليقظة املقاوالتية‪ ،‬حيث ومن تعريف التفكري املذكور سلفا نستنتج أن كلما‬
‫زادت اخلربة كان اإلستقراء أقرب للحقيقة ‪.‬‬

‫‪ -‬القياس ‪ :‬من خالل استخدام التشابه بني مشكلتني كأساس حلل املشاكل‪ ،‬وابلتايل قد يعطي حل املشكلة‬
‫فكرة عن مشروع ما ‪.‬‬

‫‪ -‬التسبب ‪ :‬لكل سبب نتيجة و أثر‪ ،‬ميكن الوصول إليهما والتنبؤ هبما ‪.‬‬

‫‪ -‬االبداع ‪ :‬وهو اإلتيان بفكرة جديدة أو غري مألوفة ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أن التفكري ميكن تعلمه‪ ،‬وقد جاء يف أثره عدة مناذج ميكن اتباعها يف ذلك‪ ،‬نكتفي منها بذكر ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ /‬منوذج جاين ليدكا‪ :)1998( 1‬يركز هذا النموذج على الغاايت من عملية التفكري وفق إطارها الزمين‪ ،‬مع‬
‫اقتناص الفرص والبناء على املعطيات‪ ،‬كل ذلك استنادا على مقاربة منظمة‪ ،‬كما يوضحه الشكل املوايل‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )02‬منوذج جاين ليدكا للتفكري االسرتاتيجي‬


‫مقاربة منظمة‬ ‫الرتكيز على الغاايت‬

‫التفكري االسرتاتيجي‬

‫اقتناص الفرص‬ ‫التفكري ضمن اإلطار الزمين‬

‫البناء على املعطيات‬

‫املصدر ‪ :‬خالد رجم ‪ ،‬حماضرات مقياس اسرتاتيجية املؤسسة ‪ ،‬مستوى سنة اثنية منامجنت ‪ ،‬معهد العلوم والتقنيات التطبيقية‪،‬‬
‫جامعة ورقلة ‪ ، 2017/2016‬ص ‪5‬‬

‫ب‪ /‬منوذج أوشاانسي (‪ : )2005‬يتميز هذا النموذج عن سابقه إبضافة مدخالت أخرى من شأهنا أن حتفز‬
‫عملية التفكري كالتحلي بروح املبادرة اليت تعترب من السمات األساسية للمقاول‪ ،‬وكذا مشاركة اآلخرين مع توفر‬
‫عنصر املرونة يف استخدام املوارد‪ ،‬كما يوضح أن نتاج ذلك (خمرجات التفكري) يتجسد يف عملية التخطيط‬
‫اليت توفر أنشطتها يف الوقت ذاته تغذية عكسية لعملية التفكري ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جاين ليدكا ‪ :‬أستاذة بكلية داردن إلدارة األعمال جبامعة فريجينيا‬

‫‪24‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم (‪ : )03‬منوذج أوشاانسي للتفكري االسرتاتيجي‬


‫مرونة يف استخدام املوارد‬

‫روح املبادرة‬ ‫الرتكيز على الغاايت‬

‫التفكري االسرتاتيجي‬

‫مشاركة اآلخرين‬ ‫التفكري ضمن اإلطار الزمين‬

‫التخطيط االسرتاتيجي‬
‫صياغة‬
‫توثيق‬
‫تشغيل‬
‫خطط العمل‬

‫املصدر ‪ :‬خالد رجم ‪ ،‬نفس املرجع السابق‬

‫ج‪ /‬منوذج دي بونو (قبعات التفكري الست)‪ :1‬وهو أداة تفكري فعالة تشجع التفكري املتوازي‪ ،‬تتكون من‬
‫ست قبعات ترمز وتصف احلاالت اليت ميكن أن تطغى على دماغ الشخص وتؤثر يف تفكريه وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬القبعة البيضاء ‪ :‬تشري إىل التفكري ابملعلومات احلقيقية والواقعية ‪.‬‬

‫‪ -‬القبعة الصفراء ‪ :‬التفكري الذي يركز على الفوائد واملردود‬

‫‪ -‬القبعة احلمراء ‪ :‬التفكري الذي تؤثر فيه املشاعر واألحاسيس بشكل كبري ‪.‬‬

‫‪ -‬القبعة السوداء ‪ :‬وتوصف أبهنا قبعة التشاؤم أو احلذر ‪ ،‬النشغاهلا ابلسلبيات واملخاطر املمكنة وكذا‬
‫املعوقات واملشاكل املتوقعة ‪.‬‬

‫‪ -‬القبعة اخلضراء ‪ :‬أو القبعة اإلبداعية‪ ،‬وهي اليت تركز على تطوير األفكار وتشجيع اإلبداع ‪ ،‬وطرح بدائل‬
‫خمتلفة للتنفيذ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬إدوارد دي بونو ‪ ،‬قبعات التفكري الست‪ ،‬ترمجة خليل اجليوسي ‪ ،‬اجملمع الثقايف أبو ظيب – اإلمارات ‪ ، 2001 ،‬ص ‪50-49‬‬

‫‪25‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬القبعة الزرقاء ‪ :‬تنظم عمل ابقي القبعات ابعتبارها ذات ميول وتركيز على اخلطوات العملية ‪ ،‬املتطلبات‪،‬‬
‫االستنتاجات املنطقية والقرارات ‪.‬‬

‫ولألفكار اجلديدة حول فرص األعمال (املشاريع) مصادر عدة شكلت اهتمام الكثري من الباحثني‪ ،‬نذكر‬
‫منها‪:1‬‬

‫‪ -‬التغيريات البيئية سواء فيما تعلق ببيئة األعمال أو البيئة اإلقتصادية أو خمتلف البيئات األخرى سياسية أو‬
‫اجتماعية أو قانونية ‪ ...‬إخل ‪.‬‬

‫‪ -‬التباين يف املعلومات‪ ،‬واليت قد تكون نتاجا ملعرفة جديدة‪ ،‬أو بسبب االختالفات الزمانية واملكانية بني‬
‫األسواق‪ ،‬ابعتبار أن املعارف السابقة لدى املقاول متكنه من حتديد قيمة املعلومات اجلديدة وابلتايل توافر‬
‫مقرتحات األفكار لديه مقارنة ابآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -‬احلاجات واملشاكل ‪ :‬فهي مادة خام لألفكار ‪ ،‬والفرص املبنية على اجياد حلول ملشاكل أو سد حاجات‬
‫معينة هي أكثر الفرص امثارا وجناحا‪ ،‬ويشكل هذا احملور الرئيس ملتغري دراستنا املقاوالتية االجتماعية أال وهو‬
‫اجياد احللول االبتكارية للمشاكل االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬االبداع واالبتكار مبختلف أشكاله‪ ،‬وهو من أهم املصادر حيث ميكن أن حيدث تغيريات يف خمتلف البيئات‬
‫أو تباين يف املعلومات أو إجياد حلول ملشاكل أو سد حاجات معينة ‪.‬‬

‫‪ -‬املقاولون أنفسهم من خالل حبثهم املنهجي على الفرص‪ ،‬واستغالهلم لقدراهتم وصفاهتم اليت متكنهم من‬
‫االبداع واملخاطرة‪ ،‬وكذا شبكة عالقاهتم الواسعة (رأس املال االجتماعي) اليت متكنهم من رصد البيئة والوصول‬
‫للمعلومة واكتشاف التغريات اليت ميكن أن تكون مصدرا للفرص‪ ،‬مبا يف ذلك فئة الزابئن أو املستهلكني من‬
‫خالل االستماع الدائم هلم واملعرفة حباجاهتم ومشاكلهم‪ ،‬فاملعرفة اجليدة ابلسوق ومتغرياته عامل حاسم يف إجياد‬
‫أفكار جمدية ‪ ،‬كما قد تسهم احلكومات من خالل هيئات الدعم وقواعد البياانت يف توفري املعلومات اليت‬
‫تساعد على اجياد األفكار‪ ،‬ابإلضافة هلذا فإن مراكز البحث والتطوير من خالل الدراسات اليت تقوم هبا أو‬
‫ابتكاراهتا يف خمتلف اجملاالت تعد أحد مصادر األفكار ‪.‬‬

‫ص ‪74‬‬ ‫‪ - 1‬لفقري محزة ‪ ،‬روح املقاولة وإنشاء املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد ورد يف شأن اجياد واختيار وتطوير األفكار املقاوالتية اجلديدة عدة طرق ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫✓ حلقات النقاش (جمموعات التقارب) ‪ :‬وتتم مناقشة األفكار من خالهلا بني عدد من األفراد بكل حرية‬
‫وانفتاح ‪ ،‬هبدف الوصول اىل القرارات اليت تتعلق ابملنتجات واخلدمات اجلديدة ‪ ،‬أو املفاهيم اجلديدة من‬
‫خالل حتليل النتائج ابستخدام األساليب والطرق الكمية وغري الكمية ‪.‬‬
‫✓ العصف الذهين (‪ : )Brainstorming‬يساعد على تقدمي األفكار اجلديدة يف صورة مجاعية‪ ،‬للوصول إىل‬
‫حلول جديدة أو أمناط جديدة من املنتجات أو اخلدمات ‪ ،‬ويتم ذلك من خالل جلسة مفتوحة يشارك‬
‫فيها جمموعة من االفراد يف طرح األفكار بكل حرية وجترد ‪.‬‬
‫✓ أسلوب حتليل املشاكل ‪ :‬يعترب من األساليب الناجحة للحصول على األفكار واحللول اجلديدة من خالل‬
‫الرتكيز على املشاكل القائمة‪ ،‬خاصة عندما حتلل املشاكل اليت تتعلق مبنتج أو خدمة معروفني مما يسهل‬
‫حماولة الوصول إىل األفكار اجلديدة ‪.‬‬
‫✓ أسلوب احلل اإلبداعي للمشاكل‪ :‬يركز على تطوير املعايري املعتمدة من أجل الوصول إىل األفكار اجلدية‪،‬‬
‫إذ أن اإلبداع واالبتكار يعتربان من أهم صفات املقاول الناجح‪. 1‬‬

‫وابقرتان الفكرة (ابداع) مع امكانية استغالهلا وجتسيدها هبدف خلق قيمة معينة نصبح أمام فرصة (ابتكار)‪،‬‬
‫أي أن الفكرة اجملردة عبارة عن مصطلح عام ونظري غري ملموس ‪ ،‬بينما متتاز الفرصة بكوهنا ملموسة وممكنة‬
‫التحقيق يف أرض الواقع‪ ،2‬فالفرصة تستند أساسا للتفكري سواءا يف اكتشافها أو صناعتها وليست كل األفكار‬
‫ابلضرورة فرصا متاحة وجمدية ومناسبة للجميع‪ ،‬أي وحىت تتناسب الفكرة مع الفرصة يف شكل مشروع قابل‬
‫للتنفيذ فإهنا تتطلب دراسة وتقييم من كافة اجلوانب‪ ،‬خصوصا إذا تعلق األمر ابملفهوم الضيق للمقاوالتية وهو‬
‫إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬حبيث ميكن من خالل ذلك رصد مدى قدرة املشروع على النجاح يف حتقيق أهدافه‬
‫ويكون هذا يف شكل ما اصطلح عليه بـ "خمطط األعمال" والذي سنتطرق إليه يف العنصر املوايل ‪.‬‬

‫أما املشروع فلقد تعددت هو اآلخر تعاريفه بتعدد واختالف وجهات النظر‪ ،‬إال أننا نستطيع القول أبن‬
‫املشروع يف أبسط معانيه عبارة عن تنفيذ جمموعة من األنشطة املنظمة واملتناسقة الرامية لتحقيق هدف معني‬
‫ابستخدام موارد حمددة يف فرتة زمنية معينة‪ ،‬كما يعرف املشروع على أنه‪ :‬ائتالف عناصر اقتصادية واجتماعية‬

‫‪ - 1‬فايز النجار و عبد الستار حممد العلي ‪" ،‬الرايدة وإدارة األعمال الصغرية" ‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ، 2006 ،‬ص ‪18-17‬‬
‫‪2- Vapo Magloire Nguessan, L entrepreneuriat et la recherche d opportunité le processus de développement d‬‬
‫‪une idée d affaires , mémoire de magistère , QUEBEC , 2006 , p21‬‬

‫‪27‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫وبيئية لبناء كيان اقتصادي يستطيع القيام إبجراء عمليات حتويل معينة جملموعة من املوارد االقتصادية اىل‬
‫اشكال مالئمة الحتياجات األطراف ذات املصاحل يف املشروع‪ ،1‬ويعرف أيضا أبنه‪ :‬جمموعة من األعمال‬
‫املرتابطة اليت يتم تنفيذها بطريقة منظمة‪ ،‬له نقطة بداية ونقطة هناية حمدداتن بوضوح‪ ،‬وذلك لتحقيق النتائج‬
‫احملددة واملطلوبة لتحقيق أهداف املشروع بكفاءة وفعالية ‪.2‬‬

‫ومتتاز املشاريع املقاوالتية بكوهنا حاضنة لألفكار واملهارات واإلبداعات اجديدة‪ ،‬وبقدرهتا على التكيف‬
‫واستغالل املدخرات البسيطة‪ ،‬فضال عن اعتبارها مصدرا مهم خللق الثروة وفرص العمل اجلديدة وإحداث‬
‫التنويع االقتصادي‪ ،‬كما أن أهدافها يف الغالب متعددة األبعاد ميكن تصنيفها ضمن جمموعات هي‪:3‬‬

‫أ‪/‬جمموعة من األهداف السياسية ‪:‬‬

‫• اجياد قاعدة اقتصادية تعمق االستقالل الوطين اقتصاداي ‪.‬‬


‫• زايدة القدرات األمنية ‪ ،‬كاألمن الغذائي ‪.‬‬
‫• تغيري منط وسلوكيات البشر وانتظامهم يف كياانت ومشروعات جتعل منهم قوة فاعلة ‪.‬‬
‫• تعزيز القدرات التفاوضية للدولة ‪.‬‬

‫ب‪ /‬جمموعة من األهداف االقتصادية ‪:‬‬

‫• تعظيم الربح و زايدة االنتاج السلعي واخلدمي ‪.‬‬


‫• زايدة قدرة االقتصاد الوطين على تشغيل عوامل االنتاج ‪.‬‬
‫• رفع القيمة االقتصادية للموارد الطبيعية الوطنية (وخاصة تلك اليت مل متتد اليها ايدي االستخدام)‪.‬‬
‫• زايدة قدرة املشروعات على االستخدام االكفأ لعوامل االنتاج ‪.‬‬
‫• زايدة قدرة جهاز االنتاج الوطين على ااتحة مزيد من السلع واخلدمات ‪.‬‬
‫• تعميق التصنيع احمللي للخامات احمللية والسلع الوسيطية املنتجة حمليا لزايدة قيمتها املضافة ‪.‬‬
‫• حتقيق قدر مناسب من عالقات التشابك والرتابط واالعتمادية املتبادلة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نبيل عبد السالم شاكر‪ ،‬إعداد دراسة اجلدوى وتقييم املشروعات ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة عني الشمس ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،1998 ،‬ص ‪14‬‬
‫‪ - 2‬عثمان فريد رشدي ‪ ،‬الرايدة والعمل التطوعي ‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن ‪ ، 2012 ،‬ص ‪53‬‬
‫‪ - 3‬حممد حممود العجلوين‪ ،‬سعيد سامي احلالق‪ ،‬دراسة اجلدوى االقتصادية وتقييم املشروعات‪ ،‬دار اليازوري ‪ ،‬عمان األردن ‪، 2010 ،‬‬
‫ص‪23-20‬‬

‫‪28‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫• توفري ما حتتاجه الصناعات وأوجه النشاط االقتصادي احلالية‪.‬‬


‫ج‪ /‬حمموعة من األهداف االجتماعية ‪:‬‬
‫• القضاء على كافة أشكال البطالة‬
‫• تطوير هيكل القيم ونسق العادات والتقاليد (ابلشكل الذي يتوافق مع احتياجات التنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية والقضاء على كافة السلوكيات الضارة املدمرة للفرد واجملتمع)‬
‫• حتقيق التنمية االجتماعية املتوازنة بني خمتلف مناطق الدولة (استخدام املشروع املقاواليت كأداة لإلسراع‬
‫بتنمية وتطوير بعض أقاليم الدولة ال سيما اجلنوب واملناطق احلدودية أو النائية ورفع معدل التحضر فيها) ‪.‬‬
‫• حتقيق االستقرار االجتماعي (ابالقالل من حاالت القلق االجتماعي عن طريق توفري احتياجات أفراد‬
‫اجملتمع) ‪.‬‬
‫• حتقيق العدالة يف توزيع الثروة ‪.‬‬
‫• اذكاء روح التعاون (بني املتعاملني يف املشروع واملؤسسات وبقية أفراد اجملتمع) ‪.‬‬
‫د‪ /‬جمموعة من األهداف التكنولوجية ‪:‬‬
‫• املساعدة يف إحداث التقدم التكنولوجي بتقدمي النموذج األمثل الذي يقتدى به من جانب املشروعات‬
‫املماثلة واملنافسة ‪.‬‬
‫• تطوير التكنولوجيا وأساليب االنتاج احمللية لتصبح أقدر على الوفاء ابحتياجات الدولة و األفراد ‪.‬‬
‫• تطويع واستيعاب التكنولوجيا املستوردة لتصبح مناسبة للظروف احمللية ‪.‬‬
‫• توفري األمناط واألساليب التكنولوجية اجلديدة املناسبة الحتياجات النمو والتنمية ابلدولة ‪.‬‬

‫‪ -2‬خمطط األعمال (‪: )Business Plan‬‬

‫يشكل خمطط األعمال مرحلة مهمة ضمن سريورة إنشاء املشروع املقاواليت‪ ،‬ابعتباره وثيقة عمل تعطي‬
‫صورة واضحة عن خمتلف اجلوانب املتعلقة به‪ ،‬وكذا وسيلة اتصال اجتاه األطراف ذات العالقة وأصحاب‬
‫املصاحل‪ ،‬يقوم صاحب املشروع (املقاول) ابعداده هبدف معرفة كيفية تنفيذ املشروع ‪ ،‬وهذا ابفرتاض أنه قد‬
‫اليت‬ ‫(‪)Feasibility Study‬‬ ‫جتاوز مرحلة التفكري ابملشروع وتوصل إىل فكرته‪ ،‬وكذا مرحلة دراسة جدوى‬
‫تساعد املقاول على التحقق من جدوى البدء يف هذه املغامرة (املشروع) أو ال؟‪ ،‬أو بدال عن ذلك صياغة‬
‫على أساس أنه يشتمل على دراسة جدوى كل عناصر املشروع ويوضح‬ ‫(‪)Business Model‬‬ ‫منوذج األعمال‬

‫‪29‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫زايدة عن ذلك آليات خلق القيمة‪ ،‬ويبقى كيف سينفذ منوذج العمل ابإلضافة لتفاصيل أكثر عن فريق العمل‪،‬‬
‫مراحل اجناز املشروع والتوقعات املالية املستقبلية للمشروع وغريها ‪ ،‬وذلك ما يتضمنه خمطط األعمال ‪.‬‬

‫‪ 1-2‬تعريفه ‪ :‬هناك العديد من التعاريف له ‪ ،‬سنكتفي بعرض بعضها ‪:‬‬

‫‪ -‬خمطط األعمال‪ :‬هو وثيقة تصف العمل وتستخدم لفحص جدوى فكرة العمل‪ ،‬واحلصول على رأس املال‬
‫وكذلك تستخدم كخارطة طريق للعمليات املستقبلية‪ ،1‬ويتبني من هذا التعريف أن ملخطط األعمال وظيفتني‬
‫أساسيتني‪ :‬األوىل داخلية من خالل املخططات التفصيلية لكل وظائف املشروع واليت تساعد املقاول على بناء‬
‫مشروعه وتشغيله‪ ،‬وابلتايل أداة للتسيري الداخلي والقيادة االسرتاتيجية للمشروع ‪ ،‬والثانية خارجية ابعتباره أداة‬
‫اتصال واقناع بني املقاول وخمتلف األطراف ذات العالقة (شركاء‪ ،‬موردون‪ ،‬دائنون‪ ،‬زابئن ‪ ،)..‬يساعد على‬
‫توضيح فرص جناح املشروع قصد احلصول على املوارد اخلارجية السيما املالية منها‪،‬والشكل املوايل يوضح ذلك‬
‫الشكل رقم (‪ : )04‬الوظيفة األساسية ملخطط األعمال‬

‫وظيفة داخلية ‪ :‬وسيلة القيادة االسرتاتيجية للمشروع‬


‫خمطط األعمال‬
‫وظيفة خارجية ‪ :‬وسيلة البحث عن املوارد اخلارجية‬

‫‪Source : Michel Coster , Entrepreneuriat , Pearson éducation , paris , France , 2009 , p 134‬‬

‫‪ -‬خمطط األعمال هو اسرتاتيجية البحث والتنفيذ‪ ،‬لتحديد املوارد وحتقيق األهداف املخططة مع األخذ بعني‬
‫االعتبار السياق والظروف اخلارجية واالحتياجات من املوارد وادارهتا‬

‫‪ -‬هو وثيقة شاملة ومتكاملة تعطي صورة واضحة حول املشروع واألفراد وخمتلف االسرتاتيجيات ‪ ،‬كما تتضمن‬
‫عناصر تقديرية مرتبطة ابلزمن والتمويل وحيدد العوامل األساسية للنجاح وعوامل اخلطر‪ ،‬كما أنه يوضح ملالكي‬
‫املوارد القيمة اليت ميكنهم احلصول عليها‪ ،2‬ويتضح من خالل التعريفني األخريين أن خمطط األعمال ميثل أداة‬
‫للتنبؤ ابلشكل الذي سيكون عليه املشروع يف املستقبل ومبا سيحققه يف حدود جمموعة من البياانت واألساليب‬

‫‪ - 1‬طاهر حمسن الغاليب ‪" ،‬إدارة واسرتاتيجية منظمات األعمال املتوسطة والصغرية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ، 2009 ،‬ص ‪210‬‬
‫‪ - 2‬براهيمي نوال‪ ،‬السريورة املقاوالتية ‪ :‬من توليد األفكار إىل خمطط األعمال ‪ ،‬األايم العلمية الدولية الثالثة حول املقاوالتية‪ ،‬فرص وحدود خمطط‬
‫األعمال ‪ :‬الفكرة اإلعداد والتنفيذ ‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة ‪ ،‬أايم ‪ 19/18/17‬أفريل ‪ ، 2012‬ص ‪08‬‬

‫‪30‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫اليت تتبع يف إعداده استنادا إىل حتليل بيئة املشروع‪ ،‬حيث جند فيه دراسة تسويقية‪ ،‬فنية (انتاجية)‪ ،‬مالية‬
‫وتنظيمية‪ ،‬يتم من خالهلا حتديد األهداف املراد حتقيقها بدقها مع ربطها آبجال زمنية حمددة ‪.‬‬

‫‪ -‬يعرف أيضا أبنه‪ :‬وثيقة مكتوبة بشكل ملخص ودقيق‪ ،‬يتم من خالهلا عرض خمطط تطور املؤسسة بطريقة‬
‫عقالنية ومقنعة‪ ،‬سواء كانت املؤسسة خالل مرحلة اإلنشاء أوغري ذلك‪ ،‬فهو يصف املشروع من صيغته األولية‬
‫حىت جتسيده‪ ،1‬وهذا ما يدل على أن ملخطط األعمال خصائص يستوجب مراعاهتا سنأيت على ذكرها الحقا‪،‬‬
‫كما أن له حاالت استعمال عديدة منها ‪ :‬إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬اطالق عمل ابداعي حباجة للتمويل‪،‬‬
‫اكتساب سوق جديدة‪ ،‬ابرام اتفاقية تعاون صناعية أو جتارية‪ ،‬البحث عن شركاء‪ ،‬طلب قرض أو متويل‬
‫للمشروع ‪.‬‬

‫‪ -‬يتم يف خمطط األعمال حتديد أو توضيح جوانب متعلقة ابملشروع من اجلانب التسويقي واملايل و اإلنتاجي‬
‫وكذا املوارد البشرية‪ ،‬كما تسعى اخلطة اىل االجابة على األسئلة التالية‪:2‬‬

‫‪ -‬أين حنن اآلن ؟‪ ،‬كإشارة لتشخيص الوضع من حولنا (البيئة اخلارجية والداخلية)‬
‫‪ -‬أين سنذهب ؟‪ ،‬أي األهداف املراد بلوغها واليت يفرتض أن تكون كمية ‪ ،‬واضحة ودقيقة‬
‫‪ -‬كيف سنصل اىل نقطة ما ؟‪ ،‬مبعىن الطريقة واإلجراءات املتبعة الجناز املشروع وعمله وبلوغ رؤيته املستقبلية‪،‬‬
‫ابإلضافة لتحديد‪ :‬نوعية وحجم املوارد أبنواعها (مادية‪ ،‬بشرية‪ ،‬مالية)‪ ،‬ويكون ذلك وفق مراحل واطار زمين‬
‫حمدد ‪.‬‬

‫وعليه ميكن القول أن خمطط األعمال هو الشكل الكتايب للمشروع الذي يعكس رسالته‪ 3‬وحيدد أهدافه‬
‫واملوارد الالزمة لتحقيقها وكذا الطرق املتبعة لبلوغها‪ ،‬ويكون ذلك استنادا على حتليل للبيئة ودراسات تفصيلية‬
‫للجوانب االساسية املتعلقة ابلنشاط (التسويق‪ ،‬االنتاج ‪ ،‬املالية واجلانب التنظيمي) ‪.‬‬

‫‪1 - Sammut S , Messeghem K, L entrepreneuriat , edition EMS, Paris , 2011 , p 179‬‬


‫‪ -2‬بالل خلف السكارنة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ - 3‬الرسالة ‪ :‬مجلة مقتضبة عادة ما تتضمن اإلجابة على األسئلة التالية ‪ :‬ماذا؟ (حتديد اخلدمة) ‪ -‬من؟ (حتديد املستهدفني) ‪ -‬كيف؟ (مسار‬
‫اخلدمة)‪ -‬ملاذا؟ (األسباب الرئيسية لقيام املشروع)‬

‫‪31‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 2-2‬أمهيته وخصائصه ‪:‬‬

‫يعترب التخطيط اجليد ألي عمل من بني أجنع السبل املساعدة على حتقيق غايته والفائدة منه‪ ،‬وبه‬
‫يتحقق االنتقال من الفكرة اجملردة إىل اخلطة اليت تدرس جدواها وتوضح األنشطة والعمليات املستقبلية كتمهيد‬
‫ملرحلة االنطالق والتنفيذ الفعلي لفكرة املشروع‪ ،‬كما يتيح خمطط األعمال للمقاول املعلومات اليت حيتاجها هو‬
‫أو غريه من األطراف أصحاب املصاحل‪ ،‬واليت من شأهنا مساعدهتم على تقييم فرص النجاح واختاذ القرارات‪،‬‬
‫السيما إذا تعلق األمر إبعطاء قرض أو املشاركة يف عملية االستثمار أو تقييم املخاطر وحماولة جتاوزها أو‬
‫التقليل منها قبل الوقوع فيها‪ ،‬وحىت بعد بداية النشاط يساعد يف إجراء عملية تقييم األداء والنتائج احملققة تبعا‬
‫لألهداف احملددة واملدونة فيه‪ ،‬ابإلضافة لذلك فإن ملخطط األعمال أمهية أخرى بوصفه كأداة حتليل واختاذ‬
‫قرارات صائبة‪ ،‬يسمح ابمتالك رؤية واضحة عن بيئة املشروع الداخلية واخلارجية ابلشكل الذي يقدر نقاط‬
‫القوة ونقاط الضعف‪ ،‬وكذا الفرص واملخاطر املرتبطة ابملشروع‪ ،‬وابلتايل املساعدة يف اختاذ القرارات‬
‫االسرتاتيجية وصياغة األهداف والقيام ابإلجراءات واخلطوات الالزمة لتحقيقها‪ ،‬ومن خالل هذا كله تتجلى‬
‫تلك األمهية البالغة ملخطط األعمال يف املشاريع املقاوالتية ‪.‬‬

‫ولبلوغ الغاية من هذه األمهية ‪ ،‬فإنه يتوجب على املقاول عند اعداده ملخطط األعمال أن يراعي يف‬
‫ذلك الشروط واخلصائص اليت جتعل منه خطة عمل انجحة على املستوى الداخلي واخلارجي ابلنسبة‬
‫للمشروع‪ ،‬ومن تلك اخلصائص ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬االجياز والتلخيص ‪ :‬يسمح االجياز والتلخيص بعرض األمور األساسية وجينب اخلوض يف عرض‬
‫القضااي الفرعية ابلرغم من أمهيتها املفرتضة ابلنسبة للمشروع ‪ ،‬فتميز خمطط األعمال بصفة االجياز على عرض‬
‫األمور املهمة واملسارات الرئيسية للمشروع إشارة إجيابية لألطراف املوجه إليهم جتنبهم امللل وتعكس لديهم قدرة‬
‫املؤسسني على التحكم يف هيكلية املشروع ‪.‬‬

‫‪ -1‬لطرش الطاهر ‪ ،‬خمطط األعمال – عناصره األساسية وحدود أمهيته يف مسار انشاء املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬مداخلة ضمن‬
‫األايم العلمية الدولية الثالثة حول املقاوالتية فرص وحدود خمطط األعمال‪ ،‬الفكرة االعداد و التنفيذ ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬أايم ‪ 19/18/17‬أفريل‬
‫‪ ،2012‬ص ‪ ، 5‬بتصرف‬

‫‪32‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬الصياغة املناسبة للمرسل إليهم ‪ :‬تتعدد املقاصد من استعمال خمطط األعمال حسب األطراف اليت هلا‬
‫عالقة ابملشروع‪ ،‬لذا يتوجب على املقاول توظيفه بشكل أكرب يف حتقيق مقصد معني تبعا للجهة املرسل إليها‪،‬‬
‫وذلك من خالل صياغته ابلشكل الذي يتناسب مع تلك اجلهة ‪.‬‬

‫‪ -3‬الوضوح والدقة وسهولة الفهم ‪ :‬من خالل استعمال املفردات البسيطة والواضحة للمعىن وكذا القادرة‬
‫على التعبري عن الفكرة بشكل دقيق من خالل الرتكيز على جوهر املشروع واألهداف الرئيسية‪ ،‬كما ميكن‬
‫كذلك حتقيق الوضوح وسهولة الفهم ابستعمال خمتلف طرق العرض اليت إبمكاهنا تقدمي صورة واضحة للمتلقي‬
‫ابلشكل الذي ال يشرتط ختصص أو مستوى معني لديه ‪.‬‬

‫‪ -4‬الواقعية ‪ :‬متثل الواقعية جانبا مهما ابلنسبة ملخطط األعمال اجليد‪ ،‬تقتضي االعتماد على معطيات‬
‫موجودة يف الواقع وجتنب اخليال الزائد‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بتحديد األهداف والوسائل املسخرة لتحقيقها‪،1‬‬
‫إذ ال معىن للتعبري عن الطموحات الكبرية اليت ال توجد هلا مربرات عملية يف الواقع تؤيد حتقيقها ‪ ،‬ولذلك على‬
‫املقاول أن حيدد أهداف واضحة من أتسيس مشروعه‪ ،‬جيب أن تكون واقعية ميكن حتقيقها واجنازها يف فرتة‬
‫زمنية حمددة وميكن قياسها أيضا ‪.‬‬

‫‪ -5‬املصداقية ‪ :‬حيث تقتضي املصداقية مجع واستعمال معطيات ذات مصادر معروفة و موثوقة ‪ ،‬ملا‬
‫لذلك من أمهية ابلغة ابلنسبة لألطراف املعنية ابملشروع ال سيما من أجل حتديد اخليارات احلامسة و كذا التقدير‬
‫الصحيح للمخاطر احملتملة ‪.‬‬

‫‪ -6‬اهليكلة اجليدة‪ :‬يتعني أن يكون املخطط معروضا بشكل متسلسل ومنطقي وفق هيكلة جيدة على‬
‫مستوى تبويب عناصره كالتمييز بني مكوانته إىل عناصر رئيسية وأخرى فرعية ابلشكل الذي خيدم العرض‬
‫والتحليل ‪.‬‬

‫‪ -7‬التجانس يف العرض والتحليل‪ :‬يعترب التجانس يف عرض البياانت وحتليلها من العناصر اهلامة املميزة‬
‫ملخطط األعمال‪ ،‬ابعتباره يعكس وضوح الرؤية لدى صاحب املشروع وعدم وجود تناقض أو تضارب يف‬
‫أفكاره‪ ،‬ويقتضي التجانس أن تكون املعطيات املستعملة يف خمطط األعمال منسجمة فيما بينها بشكل يتيح‬

‫‪1 - Thierry verstraete et Bertrand saporta , création d entreprise et entrepreneuriat , les édition de l ADREG ,‬‬
‫‪janvier 2006 , p 380‬‬

‫‪33‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫التحقق من مدى التوافق بني الوسائل املستعملة واخلطوات املرغوب يف تنفيذها‪ 1‬أو النتائج املراد حتقيقها‪،‬‬
‫ويتعني التذكري أن نتيجة التقييم الذي يلقاه خمطط األعمال من طرف األطراف ذات الصلة به تتوقف بدرجة‬
‫كبرية على جودة انسجامه ‪.‬‬

‫‪ 3-2‬مراحل إعداد خمطط األعمال ‪:‬‬

‫إن النجاح يف تطوير وحتسني األعمال القائمة أو إنشاء مشروع من فكرة جديدة يفرض على صاحب‬
‫املشروع (املقاول) أن يكون خمططه مرشدا واضحا ملا سيكون عليه العمل يف املستقبل من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى مقنعا هليئات الدعم وأصحاب التمويل‪ ،‬وابلرغم من عدم وجود منوذج حمدد ميكن اعتماده يف كل‬
‫احلاالت‪ ،‬حبيث خيتلف حمتوى املخطط وشكله وحجمه من مشروع إىل آخر إال أننا جند أن كل املخططات يف‬
‫الغالب تشرتك عند اعدادها يف إتباع اخلطوات التالية ‪:2‬‬

‫أ‪ /‬حتديد الزابئن املستهدفني ‪ :‬وذلك بتوفري أهم املعلومات والبياانت اخلاصة هبم من خالل اإلجابة على‬
‫األسئلة التالية ‪ :‬هل هم مؤسسات أم أفراد مستهلكني أو من الصنفني‪ ،‬فإن كانوا مؤسسات فما هو جمال‬
‫نشاطهم ‪ ،‬أماكن تواجدهم ‪ ،...‬وإن كانوا أفرادا مستهلكون فما خصوصياهتم من حيث ‪ :‬العمر ‪ -‬اجلنس –‬
‫مستوى الدخل – املستوى التعليمي والثقايف – احلالة االجتماعية ‪ ،...‬وتعد هذه اخلطوة جد مهمة ذلك ألنه‬
‫ال ميكن أن تكون هناك مؤسسة حمتملة بدون زابئن ‪.‬‬

‫ب‪ /‬التعرف على املنافسني‪ :‬تعترب كل مؤسسة منافسة إذا ما كانت تقدم نفس املنتج أو منتجا بديال له ‪،‬‬
‫فمعرفة املنافس تعد ضرورية لتقدير وحتديد التموقع اخلاص مبشروعك ‪.‬‬

‫ج‪ /‬ضبط قائمة املوردين‪ :‬وتتضمن هذه القائمة معلومات املورد والتوريدات اليت يوفرها وصيغ التسديد اليت‬
‫يعتمدها حىت يتسىن لصاحب املشروع (املقاول) املفاضلة بينهم ‪.‬‬

‫د‪ /‬دراسة السوق واعداد خطة التسويق‪ :‬دراسة السوق ببساطة هي عبارة عن عملية مجع ‪ ،‬حتليل وتفسري‬
‫املعلومات حول السوق واالستفادة منها خصوصا فيما يتعلق خبصائص الزبون وحاجاته ورغباته وطريقة‬
‫تفكريه‪ ،‬وذلك هبدف التحقق من وجود طلب على منتجاتك وكذلك لتقدير حجم أعمالك وحصتك من‬

‫‪ - 1‬طاهر حمسن منصور الغاليب‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪215‬‬


‫‪ -2‬علي فالح الزعيب ‪ ،‬األسس واألصول العلمية يف رايدة أعمال املنظمات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي ‪ ،‬دولة االمارات العربية‬
‫املتحدة‪ -‬اجلمهورية اللبنانية ‪ ، 2018 ،‬ص ‪ ، 207 -204‬بتصرف‬

‫‪34‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫السوق‪ ،‬ومن مثة ضبط خطة التسويق من خالل اختاذ قرارات رشيدة خبصوص مواصفات منتجاتك سلعا‬
‫كانت أم خدمات ‪ ،‬ومثن بيعها ومكان تركيز نشاطك ‪ ،‬وطريقة الرتويج والتوزيع اليت ستعتمدها ‪.‬‬

‫ه‪ /‬اعداد املوازنة التقديرية ‪ :‬تتطلب هذه اخلطوة ترمجة مجيع العناصر اجملتمعة وكذا األهداف املخطط هلا إىل‬
‫مصطلحات كمية ومالية كتنبؤ ملا سيحدث يف املستقبل‪ ،‬ويكون ذلك يف شكل إيرادات وتكاليف تعرب عن‬
‫املركز املايل املتوقع للمشروع‪ ،‬وهتدف هذه العملية إىل التحقق من قدرة املؤسسة على البقاء على املدى‬
‫املتوسط وكذلك إىل طمأنة اهلياكل املقرضة خبصوص الزامية اسرتجاع أمواهلا‪ ،‬وحتتوي تقديرات املوازنة وجواب‬
‫على ‪:‬‬

‫‪ -‬موازنة اخلزينة ‪ ،‬األموال الضرورية لتسديد كل املصاريف ‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع املبيعات واملشرتايت ملدة ‪ 30‬أو ‪ 60‬يوما ‪.‬‬

‫‪ -‬بيان الربح و اخلسائر‪ ،‬عن طريق طرح كل املصاريف من إمجايل حجم املبيعات ‪.‬‬

‫ه‪ /‬اجياد التمويل والدعم‪ :‬يعترب متويل املشروع أحد الشروط اهلامة النطالق واستمرارية املشروع ‪ ،‬حيث جيب‬
‫البحث عن مصادر متويل لسد االحتياج من املال بعد جرد لالحتياجات واملوارد املالية املتاحة‪ ،‬وللتمويل‬
‫مصادر وصيغ متعددة منها‪ :1‬البحث الذايت عن مسامهني (التمويل عن طريق رأس املال املخاطر‪ ،)2‬االستفادة‬
‫من نظام حاضنات األعمال بصناديقه وهيئاته الداعمة‪ ،‬التمويل عن طريق البنوك االسالمية‪ ،‬التمويل عن‬
‫طريق البنوك التجارية ‪.‬‬

‫و‪ /‬اختيار اهليكلة (الشكل) القانونية للمشروع‪ :‬كيفما كانت أمهية وطبيعة األنشطة‪ ،‬جيب اختيار و حتديد‬
‫طبيعة اإلطار القانوين الذي ستمارس ضمنه تلك األنشطة‪ ،‬واليت يفرتض أن تكون متوافقة ومتطلبات املشروع‬
‫إذا ما ارتبط ذلك إبنشاء مؤسسة جديدة بني شخص طبيعي (فردي) أو شخص معنوي (شركة)‪ ،‬هذا‬
‫االختيار جيب أن يدرس بدقة وموضوعية ملا له من انعكاسات قد تكون إجيابية على مستوى الذمة املالية‬
‫وعلى مستوى األداء املؤسسايت يف حال حسن اإلختيار أو سلبية يف حال العكس ‪ ،‬ويدخل يف هذا السياق‬

‫‪ - 1‬عبد املؤمن بن علي و رحيمة بوصبيع صاحل‪ ،‬آليات دعم ومتويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الوطين‬
‫حول اشكالية استدامة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬يومي ‪ 06‬و‪ 07‬ديسمرب ‪ ، 2017‬ص ‪5-2‬‬
‫‪ -2‬تقوم فكرة هذا التمويل على قيام طرف رأس املال املخاطر ابملسامهة بنسبة معينة من قيمة االستثمار دون جلوء صاحب املشروع (املقاول) إىل‬
‫القروض البنكية أو مصادر أخرى ‪ ،‬على أن يتشارك الطرفان يف األرابح واخلسائر ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫كذلك خمتلف التسجيالت القانونية األخرى لدى اإلدارات واهليئات املؤطرة واملنظمة للعمل التجاري‬
‫واالقتصادي على العموم ‪.‬‬

‫ز‪ /‬حتليل وإدارة املخاطر والتخفيف من حدهتا ‪ :‬غالبا ما تكون قدرة املشاريع املقاوالتية على جتاوز املخاطر يف‬
‫بدايتها أي عند اإلنشاء ضعيفة‪ ،‬األمر الذي يستوجب التعرف على تلك املخاطر قبل بداية النشاط وحتليلها‬
‫وإدارهتا بشكل سليم ومدروس‪ ،‬فضال عن املراقبة واملتابعة الدورية الستكشاف ومواجهة أي خطر جديد ‪،‬‬
‫وبذلك تكون إدارة املخاطر عملية وقائية و استكشافية و تصحيحية كذلك‪. 1‬‬

‫ح‪ /‬جتسيد املشروع وبداية النشاط ‪ :‬بعد املرور على اخلطوات السابقة أتيت مرحلة التنفيذ والتجسيد الفعلي‬
‫للمشروع املخطط له على أرض الواقع ‪ ،‬ومن أولوايت أهداف هذه املرحلة هو بناء عالقة مع الزابئن والسعي‬
‫للحصول يف أقرب فرصة على الطلبيات األولية مث تنظيم أسلوب االنتاج ومزاولة النشاط ‪ ،‬مع ضرورة وجود‬
‫دراية لدى املسري ابملبادئ األساسية للمالية وادارة املشاريع ‪.‬‬

‫‪ 4-2‬احملاور األساسية ملخطط األعمال ‪:‬‬

‫يتضح مما سبق أن خمطط األعمال يتضمن أجزاء وتفاصيل كثرية ومتداخلة‪ ،‬تتمحور أساسا حول أربع‬
‫أعمدة يبىن عليها خمطط األعمال هي‪ :‬املخطط التسويقي‪ ،‬املخطط االنتاجي‪ ،‬املخطط املايل واملخطط‬
‫التنظيمي‪ ،‬كما يوضحه الشكل املوايل ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )05‬احملاور األساسية ملخطط األعمال‬

‫خمطط األعمال‬

‫املخطط‬ ‫املخطط‬ ‫املخطط‬ ‫املخطط‬


‫التنظيمي‬ ‫املال‬ ‫االنتاجي‬ ‫التسويقي‬

‫املصدر ‪ :‬من اعداد الطالب‬

‫‪ -1‬غسان حممد خليل النجار‪ ،‬أثر إدارة املخاطر لدى أصحاب املشاريع الرايدية يف حتقيق امليزة التنافسية ملشاريعهم‪ ،‬دراسة حالة مشاريع حاضنة‬
‫األعم ال والتكنولوجية يف اجلامعة االسالمية‪ ،‬رسالة ماجستري ادارة أعمال كلية التجارة اجلامعة االسالمية غزة فلسطني‪ ، 2017 ،‬ص ‪20‬‬

‫‪36‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 1-3-2‬املخطط التسويقي ‪:‬‬

‫يعترب املخطط التسويقي أو اخلطة التسويقية من أهم حماور خمطط األعمال ‪ ،‬إذ غالبا ما يتوقف جناح أو‬
‫فشل املشروع على مدى الدقة يف دراسة السوق املستهدف‪ ،‬ابتداءا من تشخيص وحتليل البيئة التسويقية وإىل‬
‫غاية وضع االسرتاتيجية التسويقية واملزيج التسويقي املناسبني‪ ،‬واللذان يفرتض أن يراعيا تغريات وحاجات‬
‫السوق من جهة وحيققان األهداف التسويقية للمشروع من جهة أخرى ‪.‬‬

‫وعليه ميكن تعريف اخلطة التسويقية أبهنا االختيار املرتبط حبقائق السوق‪ ،‬ووضع واستخدام الفروض املتعلقة‬
‫ابملستقبل عند تصور األنشطة التسويقية املقرتحة‪ ،‬واليت يعتقد بضرورهتا لتحقيق النتائج املنشودة ‪ ،1‬لذلك البد‬
‫من إجراء عملية حتليل للبيئة التسويقية للتنبؤ ابملبيعات أو حجم الطلب احملتمل على منتجات املشروع‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل حتديد املزيج التسويقي املالئم تبعا لنتائج التحليل‪ ،‬ومن مثً اختيار االسرتاتيجية التسويقية املناسبة‪.‬‬
‫ويدل هذا على أن إعداد اخلطة التسويقية يتم وفق مرحلتني أساسيتني مها‪ :2‬مرحلة التحليل ومرحلة التصميم ‪.‬‬

‫أ‪ -‬مرحلة التحليل ‪ :‬تشتمل هذه املرحلة على تشخيص وحتليل للبيئة الكلية والبيئة اخلاصة للمشروع‬
‫املقاواليت‪ ،‬واليت ميكن تقسيمها لعدة أجزاء (حتليل السوق‪ ،‬حتليل املنافسني‪ ،‬وحتليل العوائق)‪ ،‬حيث ميكن‬
‫استخدام عدة أساليب وأدوات يف التحليل مثل ‪... Benchmarking ، G E Matrix، Swot :‬‬
‫• حتليل السوق ‪ :‬ويتضمن حتليل احلجم احلايل اإلمجايل للسوق من خالل عدد الوحدات اليت يتطلبها‬
‫وحجم امل بيعات ابلقيمة النقدية ومنو السوق‪ ،‬احلدود اجلغرافية للسوق وتقسيماته‪ ،‬رحبية السوق‪ ،‬الطلب‪،‬‬
‫العرض‪ ،‬بنية السوق‪ ،‬األسعار وأسعار املنتجات البديلة‪،‬العوامل املؤثرة على السعر‪ ،‬حجم الواردات ‪...‬إخل‬
‫• حتليل املنافسة ‪ :‬حيث جيب العمل على احلصول على املعلومات التالية ‪ :‬كمية وقيمة مبيعات املنافسني‬
‫أو تقديرها يف حال صعوبة احلصول على معلومات دقيقة ‪ ،‬احلصة السوقية للمنافسني وتغرياهتا عرب الزمن‪،‬‬
‫التكلفة والرحبية لكل منافس‪ ،‬حيث يهدف احلصول على هذه املعلومات إىل تقييم نقاط قوة وضعف املنافني‬
‫مقارنة ابملؤة ‪ ،‬وحماولة التعرف على توجهاهتم املتقبلية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مراد امساعيل وشلغاف بن عمر ‪ ،‬أمهية خمطط األعمال التسويقي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬األايم العلمية الدولية الثالثة حول‬
‫املقاوالتية فرص وحدود خمطط األعمال‪ ،‬الفكرة االعداد و التنفيذ ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬أايم ‪ 19/18/17‬أفريل ‪ ، 2012‬ص ‪4‬‬
‫‪ - 2‬لفقري محزة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪95‬‬

‫‪37‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫• تقييم العوائق ‪ :‬وتشمل العوائق اخلارجية كالتقلبات يف سعر الصرف‪ ،‬والسياسات احلكومية كالضرائب‬
‫وغريها ‪...‬إخل‪ ،‬وكذا العوائق الداخلية واملتمثلة يف الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬العجز يف التدفقات النقدية‪ ،‬احلاجة‬
‫ملهارات وكفاءات خاصة ‪ ..‬إخل ‪ ،‬وذلك ملعرفة أتثريات هذه املعوقات واجياد البدائل هلا‪.‬‬

‫ب‪ /‬مرحلة التصميم ‪ :‬انطالقا من نتائج املرحلة السابقة ‪ ،‬يتم تصميم واعطاء تفاصيل كاملة عن سياسات‬
‫ونشاطات وميزانيات التسويق يف املؤسسة ‪ ،‬وتتضمن ‪:‬‬

‫• املزيج التسويقي ‪ :‬والذي يشري لذلك اخلليط من األنشطة الرئيسية الذي يرمز له اختصارا بـ (‪ ،)4P‬واليت‬
‫أضيف هلا مؤخرا أنشطة لتصبح (‪:)7P‬‬
‫‪ -‬املنتج ‪ :Product‬أي يتم حتديد كل مواصفات املنتج ابلتفصيل املمكن عن ‪ :‬النوعية واجلودة‪،‬‬
‫احملتوايت واملقاسات والتغليف ‪ ،...‬توصيف خط االنتاج ‪ ،‬حتديد حجم املبيعات حسب النوعية‬
‫الصناعية ودرجة التعقيد يف خطوط االنتاج‬
‫‪ -‬السعر ‪ : Price‬حتديد سعر املنتج ابلتفاصيل املمكنة‪ ،‬شرح سياسة التسعري وعلى أي أساس مت‬
‫وضعها (بناءا على الكلفة واجلودة‪ ،‬املواد األولية‪ ،‬التكنولوجيا ‪ ،)...‬حتديد سياسات التخفيضات‬
‫ودراسة أثرها على حجم املبيعات ‪.‬‬
‫‪ -‬املكان (التوزيع) ‪ :Place‬حتديد وسائل التوزيع املختارة وكيفية الوصول إليها ومربرات اختيارها‪،‬‬
‫حتديد أسلوب البيع ( مباشر‪ ،‬وكاالت ‪ ،‬وسطاء‪ ).. ،‬وحتديد املناطق اليت سيتم توزيع املنتجات فيها‬
‫ورجال البيع وعددهم يف كل نقطة ‪ ،‬وتوضيح كيفية االتصال ابلعمالء ‪.‬‬
‫‪ -‬الرتويج ‪ :Promotion‬حتديد أسلوب الرتويج (االعالانت‪ ،‬املعارض‪ ،‬االتصال الشخصي)‪ ،‬حتديد‬
‫ميزانية الرتويج وكيفية توزيعها على خمتلف النشاطات التسويقية‪ ،‬حتديد نقاط التشابه واالختالف مع‬
‫خطط ترويج املنافسني ‪.‬‬
‫وأما ابلنسبة للعناصر الثالثة األخرى‪ ،‬فعادة ما ترتبط وتستخدم يف قطاع اخلدمات وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬األفراد ‪ :People‬إن تقدمي املنتجات أو حىت إنتاجها إذا كانت خدمات‪ ،‬يتطلب أفرادا هلم القدرة‬
‫على التأثري يف العميل واقناعه ابقتناء تلك املنتجات‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل ما يكتسبه هؤالء‬
‫األفراد من كفاءة ومهارات شخصية تساعدهم على اجياد التفاعل اإلجيايب بينهم وبني العميل‪. 1‬‬

‫‪ - 1‬رجم نور الدين ‪ ،‬دور سياسة الرتويج يف تسويق اخلدمات املصرفية ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستري ‪ ،‬مدرسة الدكتوراه اقتصاد –‬
‫منامجنت‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت سكيكدة ‪ ، 2009/2008 ،‬ص ‪49‬‬

‫‪38‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬العمليات ‪ :Process‬وتشري للكيفية اليت من خالهلا يتم تقدمي املنتج للعميل‪ ،‬حيث تضم أمورا يف‬
‫غاية األمهية مثل اإلجراءات الفعلية والسياسات املتبعة لضمان تقدمي املنتج إىل العميل‪ ،‬ومنها مستوى‬
‫املساعدات واملعلومات املقدمة للعمالء اليت تساعدهم على اختاذ القرارات املناسبة‪ ،‬كياسة القائمني‬
‫على تقدمي املنتج وقدرهتم على استلهام الثقة واألمان‪ ،‬درجة العناية ابلعمالء ‪...‬‬
‫‪ -‬الدليل املادي ‪ :Physical evidence‬ويتضمن كافة اجلوانب امللموسة اليت تؤثر على البيئة اليت يقدم‬
‫فيها املنتج‪ ،‬مبا يف ذلك األدوات املستخدمة يف ذلك‪ ،‬أي أن الدليل املادي جيمع بني مكونني‪ ،‬األول‬
‫هو املكان الذي يقدم فيه املنتج من حيث حمتوايته وديكوره‪ ،‬والثاين يتعلق ابألدوات املتمثلة ابآلالت‬
‫واملعدات املستخدمة ألغراض وظيفية سواءا من قبل العمال أو الزابئن‪.1‬‬
‫• حتديد اسرتاتيجية التسويق‪ :‬وقد وضع مايكل بورتر ثالث اسرتاتيجيات أساسية للتنافس هي ‪ :‬قيادة‬
‫التكلفة‪ ،‬التمييز‪ ،‬الرتكيز‪ ،2‬وجتدر اإلشارة هنا ابلقول إىل أننا منيل إىل اسرتاتيجية أخرى ظهرت وانتشرت‬
‫حديثا‪ ،‬ابعتباران نرى أهنا تتوافق مع احملورين األساسيني للمقاوالتية االبتكار واملخاطرة‪ ،‬أال وهي‬
‫اسرتاتيجية احمليط األزرق واليت ترمي إىل االبتعاد عن التنافس الشديد إبنشاء سوق جديدة اعتمادا على‬
‫االبداع واالبتكار ‪.‬‬
‫• حتديد عالقة املنتج ابلسوق‪ :‬وهي كيفية تعامل املنتج مع السوق ودخوله إليها‪ ،‬وهناك ثالث‬
‫اسرتاتيجيات أساسية هي‪ :‬اسرتاتيجية االخرتاق ‪ ،‬اسرتاتيجية تطوير السوق ‪ ،‬اسرتاتيجية تطوير املنتج‪.‬‬
‫• املوقع التنافسي للمشروع ‪ :‬وفيها يتم حتديد أهم املنافسني يف السوق وحصتهم السوقية وكيفية التعامل‬
‫معهم ‪ ،‬وهناك اسرتاتيجيتني أساسيتني مها ‪ :‬اسرتاتيجية املنافسة ‪ ،‬واسرتاتيجية توسيع السوق ‪.‬‬
‫‪ 2-3-2‬املخطط االنتاجي (الفين) ‪:‬‬
‫يعرف املخطط االنتاجي على أنه إعداد طريقة أو أسلوب لتحقيق متطلبات االنتاج‪ ،‬أي أنه يعىن‬
‫ابلتحديد الكامل خلطوات العمليات االنتاجية من الناحية الفنية وتتابع هذه العمليات حىت ميكن للنظام‬
‫االنتاجي أن يقدم منتجا مبستوى اجلودة املطلوبة‪ ،‬والكمية املطلوبة ‪ ،‬والتكلفة املطلوبة‪ ،‬والوقت املناسب‪،3‬‬
‫فاملخطط االنتاجي اذن هو عبارة عن عملية قائمة على التنبؤ ملستقبلي ابلطلب من أجل االحتياجات من‬

‫‪ -1‬بن عمروش فائزة ‪ ،‬دراسة أثر تسويق خدمات التأمني على سلوك املستهلك – حالة عينة من مؤسسات التأمني يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة احممد بوقرة بومرداس ‪ ، 2017/2016 ،‬ص ‪65‬‬
‫‪2- Frederic Lery, Les Stratégies de L entreprise , 2 ed, Ed Dunod, France, 2004 , p 45‬‬
‫‪ - 3‬سونيا حممد البكري‪ ،‬ادارة االنتاج والعمليات ‪ -‬مدخل النظم ‪ ، -‬الدار اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية مصر‪ ، 2000 ،‬ص ‪203‬‬

‫‪39‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املواد (مدخالت) والعمليات الالزمة يف حدود الطاقة املتاحة للوفاء ابلطلب بكفاءة وفعالية ويف الوقت احملدد‬
‫ابلتعاون مع ابقي وظائف املؤسسة ‪.‬‬
‫والتخطيط لالنتاج يتبع خطوات رئيسية ‪ ،‬وإن كانت تفاصيل أدائها ختتلف ابختالف نوع الصناعة ‪ ،‬وبشكل‬
‫عام أيخذ املراحل التالية‪: 1‬‬
‫‪ -1‬التنبؤ حبجم مبيعات املنتج املعين (ابفرتاض أنه مقبوال وعليه الطلب) وذلك من خالل جهود ادارة التسويق‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬تصدر التوجيهات لألقسام الفنية (اهلندسية) املختصة إلعداد كل من التصميمات والرسومات‪ ،‬وقوائم‬
‫املواد والطاقات املطلوبة للعملية االنتاجية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقدير التكلفة الكلية إلنتاج الوحدة واليت على ضوئها تقدر حتديد الكمية الكلية املمكن توفريها وذلك‬
‫مبساعدة وتنسيق مع األجهزة اإلدارية ابملنظمة كاالدارة املالية وإدارة املوارد البشرية ‪ ،‬وإدارة املشرتايت ابإلضافة‬
‫إىل إدارة االنتاج ‪.‬‬
‫‪ -4‬حصر حجم املخزون املتاح من االنتاج التام عن هذا املنتج لتقدير حجم االنتاج النهائي املطلوب تصنيعه‬
‫فعال خالل الفرتة ‪.‬‬
‫‪ -5‬يف ضوء تقدير حجم االنتاج املطلوب يتوىل قسم ختطيط االنتاج وضع كل من خطة االنتاج األساسية‪،‬‬
‫وملحقاهتا من اجلداول التفصيلية بشأن امتام العملية االنتاجية بكافة عناصرها املتمثلة يف كل من أنواع وأحجام‬
‫املنتجات وأنواع وخطوات العملية التصنيعية وأنواع وأحجام املتطلبات من القوى العاملة ‪ ،‬واملواد واألدوات ‪.‬‬
‫‪ -6‬يقوم قسم الرقابة على االنتاج بتوجيه موافقته لقسم االنتاج على املواد واملستلزمات البشرية واملادية الواجب‬
‫استخدامها من خالل قرارته التفصيلية اليت تصبح مبثابة املعايري الرقابية اليت يستند عليها فيما بعد يف متابعة‬
‫األداء الفعلي تبعا ملا جاء ابخلطة املعتمدة للتصنيع ‪.‬‬
‫‪ -7‬وختاما يُرسل االنتاج التام الصنع إىل املخازن متهيدا لتسويقه حنو السوق ‪.‬‬
‫وعموما نستطيع القول وابختصار أن التخطيط لعملية االنتاج للحصول على منتج معني يشمل املكوانت‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬بالل خلف السكارنه ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪181-180‬‬

‫‪40‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ /‬املدخالت ‪ :‬تتمثل املدخالت يف نظام االنتاج يف كافة املوارد املادية وغري املادية اليت حتصل عليها املؤسسة ‪،‬‬
‫وكذلك املوارد البشرية واملعلومات واخلربات املرتاكمة واملهارات‪ ،‬وبصفة عامة كل ما تتحصل عليه املؤسسة من‬
‫عناصر سواءا كان مصدر هذه العناصر البيئة الداخلية للمؤسسة أو البيئة اخلارجية‪.‬‬
‫ب‪ /‬عملية املعاجلة (التحويل) ‪ :‬تعترب عملية التحويل العنصر األكثر أمهية يف هذا النظام‪ ،‬حيث من خالهلا يتم‬
‫ادخال خمتلف التحويالت على املدخالت املتعددة‪ ،‬ويتم نوع من التفاعل غري العشوائي بينها وهذا ابتباع‬
‫أساليب وخطوات معينة للتحكم يف تلك التفاعالت بغية احلصول على املخرجات املرغوب فيها ‪.‬‬

‫ج‪ /‬املخرجات‪ :‬وهي كل ما يتم احلصول عليه بعد اجراء عملية التحويل أو املعاجلة للمدخالت‪ ،‬وكل ما ينتج‬
‫عن النظام جراء تلك العمليات‪ ،‬حيث قد أتخذ شكل معلومات‪،‬أو سلع اتمة الصنع أوشبه مصنعة أوخدمات‬

‫د‪ /‬التغذية العكسية ‪ :‬هي عبارة عن عملية رقابية هتدف إىل حتقيق التكامل بني املدخالت واملخرجات وكذلك‬
‫التأكد من مدى فعالية النظام وكفاءته يف حتقيق األهداف‪ ،‬وذلك إلختاذ االجراءات التصحيحية ضمن عملية‬
‫االنتاج‪،‬وذلك إما على مستوى املنتج (سلعة أم خدمة) أو على مستوى خطوط اإلنتاج أو طريقة تقدمي اخلدمة‬

‫والشكل املوايل يوضح مكوانت النظام االنتاجي ‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ : )06‬منوذج نظام إنتاج بسيط‬

‫نظام فرعي للعمليات‬


‫منتجات هنائية‬ ‫‪ -‬رأس مال‬
‫التحويلية‬ ‫‪ -‬مواد أولية‬
‫سلع‬
‫‪ -‬يد عاملة‬
‫خدمات‬ ‫‪ -‬معرفة‬

‫نظام فرعي‬
‫للرقابة‬

‫املصدر ‪ :‬سونيا حممد البكري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪37‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن االهتمامات اليت جيب مراعاهتا أيضا عند إعداد املخطط االنتاجي (الفين) للمشروع هي دراسة واختيار‬
‫موقع املشروع وحتديد احتياجاته من املوارد املادية والبشرية‪ ،‬خصوصا إذا توفرت لدى املقاول بدائل للمفاضلة‬
‫عندئذ يفرتض أن يراعي يف حتديده للمنطقة املناسبة معايري أمهها‪:1‬‬

‫‪ -‬السياسة العامة للدولة ‪ :‬ويقصد بذلك جمموعة اللوائح والقوانني والقواعد اليت قد حتد أو تسمح وحتفز‬
‫إبقامة املشروع يف املنطقة املعينة ‪.‬‬

‫‪ -‬تكاليف النقل ‪ :‬وهذا املتغري له وزن جوهري عند املفاضلة بني املناطق اجلغرافية املختلفة والرتكيز فيه يكون‬
‫بتكلفة النقل اإلمجالية‪ ،‬من تكلفة نقل املواد واخلامات و املنتجات النهائية‬

‫‪ -‬سوق املنتج النهائي‪ :‬ويتعلق بدرجة البعد أو القرب عن سوق املنتج وهو املكان الذي يتوافر فيه الطلب‬
‫على خمرجات املشروع االستثماري ‪.‬‬

‫‪ -‬املناطق ال صناعية املتخصصة ‪ :‬يف حالة تواجد مناطق صناعية تتخصص يف صناعة ما ومتثل اجملال الصناعي‬
‫للمشروع حتت الدراسة فيفضل األخذ يف االعتبار هذه املناطق الصناعية عند اختيار موقع املشروع ‪.‬‬

‫‪ -‬درجة توافر املواد األولية ‪ :‬ابلنسبة للمشروعات اليت حتتاج إىل كميات ضخمة وثقيلة الوزن من املواد األولية‪،‬‬
‫واليت قد تتمركز يف مناطق معينة فيفض اختيار املوقع يف هذه املنطقة ‪.‬‬

‫درجة التوطن ‪ :‬تقارن درجة التوطن بني نصيب االقليم النسيب من صناعة معينة‪ ،‬إىل نصيبه النسيب من النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬إال أننا نشري يف هذا إىل أمر مهم وهو إذا اعتربان أن املشروع هو مشروع مقاواليت حمض‪ ،‬أي أن‬
‫أصل نشأته منبثق عن فكرة ابداعية أو ابتكارية‪ ،‬أو أن سريورة نشاطه وطريقة أداء وظائفه تتم وفق طرق‬
‫ابداعية اجيابية ‪ ،‬فحينئذ ميكننا االستغناء عن حساب معامل التوطن ‪ ،‬والذي يعطى ابلعالقة التالية ‪:2‬‬

‫عدد العمال يف صناعة معينة يف االقليم عدد العمال يف كل الصناعات يف االقليم‬


‫معامل التوطن = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪ /‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫عدد العمال االمجايل يف االقتصاد الكلي‬ ‫جمموع عدد العمال يف هذه الصناعة‬

‫‪ - 1‬محد فوزي ملوخية‪ ،‬أسس دراسات اجلدوى للمشروعات االقتصادية‪ ،‬دار اهلناء االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪180‬‬
‫‪ - 2‬عبد املطلب عبد احلميد ‪ ،‬دراسات اجلدوى االختاذ القرارات االستثمارية‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪196‬‬

‫‪42‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن خالل هذه العالقة جند احلاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان الناتج > من ‪ ، 1‬فذلك يعين أن االقليم يتوفر على الصناعة املراد القيام هبا بكميات كبرية‪ ،‬أي أن‬
‫تلك الصناعة متوطنة بشكل كبري يف هذا االقليم ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان الناتج < من ‪ ، 1‬فذلك يعين أن هذه الصناعة غري متوطنة بشكل كاف ف هذا االقليم ‪ ،‬وعليه‬
‫ينصح املقاول إبنشاء مشروعات جديدة من هذه الصناعة يف هذا االقليم ‪.‬‬

‫‪ 3-3-2‬املخطط املال‪:‬‬

‫يلجأ صاحب املشروع (املقاول) إىل هذا النوع من التخطيط لوضع توقعاته املستقبلية حول كيفية‬
‫احلصول على األموال الالزمة للمشروع من مصادرها املختلفة أبقل التكاليف وأحسن الشروط‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫كيفية استثمار هذه األموال حبيث حتقق أفضل العوائد للمشروع وأبقل األخطار‪ ،‬وحيتاج هذا إىل معرفة وخربة‬
‫وكذا القدرة على التنبؤ وحتليل املاضي ابعتبار أنه يدخل ضمن علم له نظرايته وقواعده وأصوله ؛ ومناهج‬
‫التخطيط عديدة‪ ،‬إال أنه ميكن التمييز بني نوعني أساسيني منها لشيوع استخدامها ومها ‪ :‬التخطيط املايل‬
‫قصري األجل واآلخر طويل األجل ‪ ،‬والشكل التايل يوضح ذلك ابإلضافة إىل أهم أدوات كل منهما ‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم (‪ : )07‬أنواع وأدوات التخطيط املال‬

‫املصدر ‪ :‬علي حممد خضر ‪ ،‬أسس دراسة اجلدوى للمشروعات االستثمارية الزراعية ‪ ،‬منشورات جامعة عمر املختار طرابلس‬
‫‪ ،‬ليبيا ‪ ،1996 ،‬ص ‪189‬‬

‫ويتضمن املخطط املايل جمموعة من اجلداول املالية واحملاسبية إلاتحة صورة عن التطورات املتوقعة يف مؤشرات‬
‫املردودية وتبني رأس املال العامل واحتياجاته‪ ،‬واليت تعترب جد هامة لصاحب املشروع وكذلك اهليآت اخلارجية‬
‫كالبنوك أو أجهزة الدعم واملرافقة وغريها ‪ ،‬ومن ذلك جند ‪:‬‬

‫‪ -‬امليزانية االفتتاحية ‪ :‬توضح هذه امليزانية الوضعية املالية للمشروع من حيث قائمة املوجودات (األصول)‬
‫اليت متلكها املؤسسة وكذا مصادر التمويل (اخلصوم) يف حلظة زمنية معينة (بداية النشاط) ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ : )01‬امليزانية االفتتاحية‬

‫املبلغ‬ ‫اخلصوم‬ ‫املبلغ‬ ‫األصول‬


‫أموال خاصة ‪:‬‬ ‫االستثمارات‪:‬‬
‫مصاريف اعدادية‬
‫جتهيزات االنتاج‬

‫القروض‪:‬‬ ‫املخزوانت‪:‬‬
‫قروض بنكية‬ ‫بضاعة‬

‫النقدايت‪:‬‬
‫الصندوق‬

‫اجملموع‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬حممد فركوس‪ ،‬املوازاانت التقديرية – أداة فعالة للتسيري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2001 ،‬ص ‪242‬‬

‫‪ -‬جدول حساابت النتائج التقديري ‪ :‬وهو وثيقة تبني النتيجة املتوقعة يف مرحلة التقديرات كما توفر لنا‬
‫الفرصة ألخذ نظرة شاملة عن احنرافات االستغالل يف مرحلة الرقابة ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ : )02‬جدول حساابت النتائج‬

‫اسم احلساب‬ ‫رقم احلساب‬


‫املبيعات من املنتجات‬ ‫‪70‬‬
‫بضاعة (مشرتايت) مستهلكة‬ ‫‪60‬‬
‫اهلامش االمجايل‬ ‫‪80‬‬
‫اهلامش االمجايل‬ ‫‪80‬‬
‫إنتاج مباع‬ ‫‪71‬‬
‫إنتاج خمزون‬ ‫‪72‬‬
‫انتاج املؤسسة لذاهتا‬ ‫‪73‬‬
‫أداء خدمات‬ ‫‪74‬‬
‫حتويل تكاليف االنتاج‬ ‫‪75‬‬
‫مواد ولوازم مستهلكة‬ ‫‪61‬‬
‫خدمات‬ ‫‪62‬‬
‫القيمة الضافة‬ ‫‪81‬‬
‫القيمة املضافة‬ ‫‪81‬‬
‫نواتج خمتلفة‬ ‫‪78‬‬
‫حتويل تكاليف االستغالل‬ ‫‪75‬‬
‫مصاريف العاملني‬ ‫‪63‬‬
‫ضرائب ورسوم‬ ‫‪64‬‬
‫مصاريف مالية‬ ‫‪65‬‬
‫مصاريف متنوعة‬ ‫‪66‬‬
‫خمصصات االهتالكات واملؤوانت‬ ‫‪68‬‬
‫نتيجة االستغالل‬ ‫‪83‬‬
‫نواتج خارج االستغالل‬ ‫‪79‬‬
‫تكاليف خارج االستغالل‬ ‫‪69‬‬
‫نتيجة خارج االستغالل‬ ‫‪84‬‬
‫نتيجة االستغالل‬ ‫‪83‬‬
‫نتيجة خارج االستغالل‬ ‫‪84‬‬
‫نتيجة الدورة االمجالية‬ ‫‪880‬‬
‫نتيجة الدورة االمجالية‬ ‫‪880‬‬
‫ضرائب على األرابح‬ ‫‪889‬‬
‫النتيجة الصافية‬ ‫‪88‬‬
‫‪Source : P.Vernimmen , Finance d entreprise , 5 eme edition , Dalloz, Paris , 2002 , p165‬‬

‫‪46‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬املوازنة التقديرية ‪ :‬وهي خطة كمية تفصيلية حتدد مقدما لألعمال املرغوب تنفيذها وتوزع على مجيع‬
‫املسؤولني حىت تكون مرشدا هلم يف تصرفاهتم وحىت ميكن استخدامها كأساس لتقييم األداء يف املشروع‪ ،1‬وهلا‬
‫أنواع لكل منها غرض ‪ ،‬وتتمثل هذه األنواع يف‪: 2‬‬

‫أ‪ -‬املوازنة التقديرية للمبيعات ‪ :‬تعترب من أكثر املوازانت الفرعية ذات أمهية فهي تشري للمصدر الرئيسي‬
‫لإليرادات الذاتية للمشروع ‪ ،‬وجناح نظام املوازانت التقديرية يتوقف إىل حد كبري على مدى الدقة يف التنبؤ‬
‫ابملبيعات ‪ ،‬وهلذا جيب أن يتم ذلك إبتباع األساليب العلمية ‪.‬‬

‫ب‪ /‬املوازنة التقديرية لالنتاج‪ :‬تعتمد هذه املوازنة بدرجة كبرية على املوازنة السابقة‪ ،‬وهتدف إىل تقدير الكميات‬
‫اليت ترغب املؤسسة يف انتاجها يف فرتة زمنية مستقبلية ‪.‬‬

‫ج‪ /‬املوازنة التقديرية للمشرتايت ‪ :‬تبني هذه املوازنة ‪ :‬الكميات الواجب شراؤها من كل نوع من املواد األولية ‪،‬‬
‫اتريخ الشراء ‪ ،‬التكلفة املقدرة للمشرتايت ‪.‬‬

‫د‪ /‬املوازنة التقديرية لألجور املباشرة ‪ :‬هتدف هذه املوازنة إىل حتديد العمل املباشر الالزم لالنتاج معربعنه‬
‫بساعات العمل‪ ،‬تقدير تكلفة االجور املباشرة الالزمة لالنتاج ‪ ،‬امداد ادارة املوارد البشرية ابلبياانت اخلاصة‬
‫ابلعال حىت تعمل على استقطاهبم ‪.‬‬

‫ه‪ /‬املوازنة التقديرية ملصاريف البيع والتوزيع ‪ :‬ان اعداد املوازنة التقديرية هلذه املصاريف يكفل للمؤسسة حتقيق‬
‫األهداف العامة اليت هتدف إليها ‪ ،‬وتتمثل يف ‪ :‬اختيار أفضل جمموعة من طرف التوزيع ‪ ،‬توجيه اجلهود البيعية‬
‫توجيها سليما لغرض زايدة املبيعات والسيطرة على أكرب حصة يف السوق ‪ ،‬مراقبة نفقات التوزيع‬

‫و‪ /‬املوازنة التقديرية النقدية‪ :‬تعترب هذه املوازنة إحدى أدوات التنبؤ املايل املستقبلي حيث توضح املركز النقدي‬
‫للمؤسسة وتساعد صاحب املشروع (املقاول) يف اختاذ القرار املناسب من خالل توضيحها حلاليت العجز أو‬
‫الفائض‪ ،‬ومن مث اللجوء لالقرتاض مثال أو غري ذلك يف حالة العجز أو التصرف يف الفائض يف حال العكس ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أمحد حممد نور وآخرون ‪ ،‬احملاسبة اإلدارية ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية مصر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪206‬‬
‫‪ - 2‬حممد فركوس ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪04‬‬

‫‪47‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 4-3-2‬املخطط التنظيمي‪:‬‬

‫حتدد اخلطة التنظيمية املهارات الفردية للعاملني والكفاءات االدارية الضرورية واالحتياج إليها يف إطار‬
‫املشروع وتطوره ومنوه‪ ،‬وكذا اجياد الصيغة املناسبة للمشروع وحتضري اخلارطة التنظيمية وتوزيع األدوار‬
‫والصالحيات واملسؤوليات‪ ،1‬ومن هذا يتضح أن للخطة التنظيمية مكونني أساسيني مها ‪ :‬اهليكل التنظيمي‬
‫واهليكل الوظيفي ‪.‬‬

‫أ‪ /‬اهليكل التنظيمي‪:‬‬

‫يعترب اهليكل التنظيمي أداة تنظيمية مساعدة على حتقيق أهداف املشروع بكفاءة وفاعلية‪ ،‬من خالل‬
‫املساعدة يف تنفيذ اخلطط واختاذ القرارات وحتديد أدوار األفراد وحتقيق االنسجام بني خمتلف الواحدات‬
‫واألنشطة وتفادي التداخل واالزدواجية‪ ،‬وهو عبارة عن متثيل بياين لكافة الوحدات واألقسام اإلدارية‬
‫والعالقات اليت تربط بينها‪ ،‬ويوضح خطوط السلطة و نطاق االشراف واملسؤولية ‪.‬‬

‫وتربز أمهية اهليكل التنظيمي من خالل املزااي اليت حيققها للمشروع‪ ،‬ابعتباره وسيلة ضرورية مساعدة على حتقيق‬
‫األهداف بكفاءة وفعالية‪ ،‬كما أنه يرمي اىل تقليل االختالف بني األفراد من خالل حتديده لنطاق االشراف‬
‫واملسؤولية‪ ،‬وأيضا يقرر وحيدد طبيعة الوظائف اليت متتلك السلطة يف املنظمة‪ ،‬حيث يتم يف ضوء هذه الوظائف‬
‫اختاذ القرارات بناء على مسار تدفق املعلومات الذي حيدده اهليكل التنظيمي ‪ ،‬أي أن هذا األخري يشكل‬
‫ضابطا ملساحة أعمال وأنشطة املنظمة‪ .‬ويستلزم بلوغ هذه األمهية مراعاة اخلصائص الواجب توفرها فيه وهي ‪:‬‬

‫✓ التوازن ‪ :‬مبعىن أن تكون السلطات املمنوحة متالئمة مع املسؤوليات املطلوبة ‪.‬‬


‫✓ املرونة ومراعاة الظروف البيئية‪ :‬وتشري هذه اخلاصية اىل قابلية اهلياكل التنظيمية املراد تصميمها على‬
‫استيعاب التعديالت التنظيمية املستمرة تبعا للمتغريات الداخلية واخلارجية اليت يتطلبها البناء التنظيمي‬
‫الفعال ‪.‬‬
‫✓ االستمرارية ‪ :‬ويستدعي هذا ضرورة اعتماد القواعد العلمية يف بناء اهلياكل التنظيمية وتوخي الدقة يف‬
‫تشخيص الواقع إىل جانب استشراف التغريات املستقبلية ‪ ،‬دون أن يتعرض تغريات جوهرية متكررة من‬
‫شأهنا إحداث اخللل فيه ‪.‬‬

‫‪1 - Richaed Daft, Organization , Theory and Design, 8 th ED , Thomson South-Western, USA, 2004, p 87‬‬

‫‪48‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫✓ التخصص وعدم اإلسراف ‪ :‬وهو املستوى الذي مبوجبه يتم تقسيم العمل إىل وظائف ومهام حمددة‬
‫بشكل ضيق أو واسع (حتديد نطاق املسؤوليات ودرجة التخصص املرتبطة هبا)‪ ،1‬ويفرتض يف ذلك تقدير‬
‫التكاليف وااليرادات املتوقعة النشاء الوحدات التنظيمية ‪ ،‬ومن مث اقرار التقسيمات اليت يتوقع أن تكون‬
‫فوائدها أكرب مما ستكلفه من جهود ونفقات ‪.‬‬

‫وعن اخلطوات املتبعة يف إعداد وتصميم اهليكل التنظيمي‪ ،‬فغالبا ما تكون وفق اآليت ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حتديد اسرتاتيجيات املنظمة أو املشروع املقاواليت‪ :‬ويكون ذلك ابالستناد على حتليل للبيئة الداخلية‬
‫واخلارجية للمشروع ‪ ،‬ومن مث حتديد الرؤية وصياغة الرسالة وكذا األهداف العامة ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬حتديد ادارات املشروع أو فرق العمل له ‪ :‬أي انشاء وحدات تنظيمية أو فرق عمل خاصة ابألعمال‬
‫واألنشطة اليت حتقق اسرتاتيجية املشروع ‪.‬‬

‫اثلثا ‪ :‬حتديد ال وظائف والسلطات اإلدارية ‪ :‬وهذا ما يوضحه اهليكل الوظيفي املكون الثاين للخطة التنظيمية‬
‫الذي سنتطرق إليه يف العنصر املوايل ‪.‬‬

‫ب‪ /‬اهليكل الوظيفي ‪:‬‬

‫يتمثل اهليكل الوظيفي يف إعداد دليل حيدد الوظائف اليت حتقق أهداف اإلدارات أو فرق العمل ‪،‬‬
‫وذلك من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد أمساء الوظائف أو فرق العمل املطلوبة ‪ ،‬ووصف كل منها وعدد ومواصفات شاغليها من حيث‬
‫املؤهالت واخلربات واملهارات والقدرات املطلوبة ‪.‬‬

‫‪ -‬حتديد سلطات اإلدارات والوظائف ‪ :‬ويعين ذلك حتديد االختصاصات واملهام اليت ختص كل إدارة أو قسم‬
‫أو فرقة عمل‪ ،‬وكذا الصالحيات التنظيمية وحدود تفويضها‪ ،‬ابإلضافة إىل حتديد العالقات التنظيمية الداخلية‬
‫منها (داخل اإلدارة أو فرقة العمل)‪ ،‬واخلارجية (بني الوحدات التنظيمية أو فرق العمل املختلفة) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نعمة عباس اخلفاجي وطاهر حمسن الغاليب‪ ،‬نظرية املنظمة مدخل التصميم‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪108‬‬

‫‪49‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬مؤشرات جناح املشروع املقاوالت ‪:‬‬

‫على ضوء ما سبق وتتبعا ملراحل إعداد خمطط األعمال‪ ،‬وحتديدا عند آخر مرحلة وهي جتسيد املشروع‬
‫وبداية النشاط‪ ،‬يُطرح تساؤل قيَم هو من األمهية مبكان حول العالمات اليت تصاحب بداية أي مشروع‬
‫مقاواليت انشئ وتكون مؤشرا على مستقبله‪ ،‬وإجابة على ذلك ميكن رصد أهم املؤشرات الدالة على جناح أي‬
‫مشروع جديد فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون نقطة انطالق املشروع منبثقة عن فكرة ابداعية عظيمة ‪ ،‬أي أن يتمتع بشيء من التفرد‬
‫واخلصوصية والتميز‪ ،‬وأن حيل مشكالت تعاين منها نسبة معتربة ممن سيشكلون الفئة املستهدفة للمشروع‪ ،‬مث‬
‫يتلو ذلك ابلتخطيط ابعتبار أن جناحات املشروعات ال ميكن أن يُنظر له أو نقيَمه يف النهاية فحسب‪ ،‬بل يف‬
‫البداية وأثناء عمليات التخطيط واالنتاج والتسويق ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتمتع املشروع بشيء من املرونة من خالل قابليته للتعديل والتطوير ابستمرار أو حىت التغيري يف حال‬
‫اقتضى الظرف ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬جناح املشروع مرهون إىل حد كبري بقيادة إبداعية مدركة وواعية برسالة املشروع ‪ ،‬ابإلضافة لفريق عمل‬
‫متحمس ومتجانس ‪.‬‬

‫‪ -‬املثابرة واإلصرار على النجاح وعدم الفشل‪ ،‬من خالل مواصلة التعلم واالستفادة من األخطاء وتقومي مسار‬
‫املشروع والتحديث املستمر له‪ ،‬والنماذج على ذلك كثرية إذ توجد العديد من املشروعات املقاوالتية اليت تعثرت‬
‫يف بداايهتا مث عادت لتحقق جناحات فاقت كل التصورات‪ ،‬ومن أمثلة ذلك شركات‪ :‬أمازون‪ ،‬جوجل‪ ،‬فايس‬
‫بوك‪ ،‬والت ديزين‪ ،‬مشروع ‪ Traf-O-Data‬لصاحبه بيل غيتس رائد شركة الربجميات الشهرية مايكروسوفت‪.. ،‬‬

‫‪50‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث الثان ‪ :‬ماهية املقاوالتية االجتماعية ‪:‬‬

‫تعترب املقاوالتية االجتماعية من املفاهيم والظواهر اليت جتلت ممارسة وتطبيقا قبل أن تنال االهتمام‬
‫األكادميي الذي أواخر مثانينات القرن املاضي‪ ،‬ولعل ما زاده شهرة عرب العامل هو حصول الربوفيسور – حممد‬
‫يونس‪ -‬على جائزة نوبل للسالم سنة ‪ 2006‬ضمن هذا اجملال أو ابألحرى من خالل أتسيسه ملشروع جتاري‬
‫ذو طابع اجتماعي وهذا على سبيل االنصاف حسب ما أورده يف كتاابته ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم املقاوالتية االجتماعية ‪: Social Entrepreneurship‬‬

‫على الرغم من انتشار مصطلح املقاوالتية االجتماعية يف اآلونة األخرية ووجود العديد من املنظمات‬
‫اليت تبنته كنهج اسرتاتيجي هلا‪ ،‬إال أنه ال وجود التفاق موحد حول مفهومه‪ ،‬لكن نستطيع القول أبن احملور‬
‫الرئيسي الذي يدور حوله هو إجياد احللول املبتكرة مبنظور مستدام للتحدايت االجتماعية واملسامهة يف تطوير‬
‫اجملتمع‪ ،‬وقد اُستخدم للداللة على هذا املفهوم من قبل الباحثني إىل جانب مصطلح املقاوالتية االجتماعية‬
‫(رايدة األعمال االجتماعية)‪ ،‬مصطلح آخر شبيه هو املقاوالتية اجملتمعية (الرايدة اجملتمعية)‪ ،‬إال أننا اعتمدان يف‬
‫دراستنا املصطلح األول على أساس أن ال فرق بينهما وكذا للتقيد ابلرتمجة الصحيحة ‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف املقاوالتية االجتماعية‪:‬‬

‫تعددت تعريفات املقاوالتية االجتماعية من طرف الباحثني وكذا بعض املنظمات واهليئات الدولية‬
‫املختصة ‪ ،‬نورد أبرزها فيما يلي ‪:‬‬

‫حيث عرفت املقاوالتية االجتماعية أبهنا‪ :‬احللول االبتكارية (أي التطبيقات الناجحة لألفكار االبداعية)‬
‫للتحدايت االجتماعية ابإلضافة للخدمات واملنتجات اليت حتدث تغيرياً اجتماعياً وتؤثر اجياابً يف اجملتمع‪،‬‬
‫وتعرف أيضا على أهنا ‪ :‬نوع من األعمال اليت هتدف إىل تعريف وتشخيص املشاكل واحلاجات االجتماعية‬
‫واستعمال مبادئ رايدة األعمال إلنشاء وتنظيم وإدارة مشروع (مغامرة) اجتماعي حيقق تغيري اجتماعي‬
‫مطلوب‪ ،1‬كما يقصد هبا العملية اليت ميكن من خالهلا مواجهة التحدايت االجتماعية والبيئية بطريقة تتسم‬
‫ابلكفاءة واإلبداع وتتضمن حلوال مستدامة وغري تقليدية‪ ،2‬يف حني وصفها آخرون أبهنا بناء متعدد األبعاد‬

‫‪1 - Samer Abu-Saifan، Social Entrepreneurship:Définition and Boundaries، Technology Innovation‬‬


‫‪Management Review .February 2012 ، p 22‬‬
‫‪2 - Teresa chahine ، Introduction to Social Entrepreneurship ، CRC Press (May 2016) ،p7‬‬

‫‪51‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫يتضمن قيما وسلوكيات مقاوالتية لتحقيق أهداف اجتماعية‪ ،‬وهي القدرة على اقتناص الفرص خللق قيم‬
‫اجتماعية‪ ،1‬وتعين املقاوالتية االجتماعية أو اجملتمعية كذلك‪ :‬املبادرة بتطبيق فكرة ابداعية تساهم يف تطوير‬
‫اجملتمع‪ ،‬أو بعض فئاته يف أي جمال من جماالت احلياة‪ ،‬تعاجل قضية أو مشكلة أو تليب حاجة‪ ،‬هتم اجملتمع‪ ،‬من‬
‫خالل اجياد الفرصة واغتنامها وتوظيف املوارد املتاحة وحشد القدرات والطاقات املتوفرة وحتقيق أقصى استفادة‬
‫منها ‪2‬؛ وهناك من يرى أن مفهوم املقاوالتية االجتماعية ميكن النظر إليه من منظورين‪ ،‬أحدمها تعريف ضيق‪،‬‬
‫يعرفها أبهنا ‪ :‬عملية تطبيق خربات األعمال واملهارات القائمة على السوق يف القطاع غري الرحبي‪ ،‬أما التعريف‬
‫الواسع فيشري إليها أبهنا ‪ :‬نشاط إبداعي له هدف اجتماعي سواءا كان ذلك يف املشروعات التجارية ذات‬
‫األغراض االجتماعية أو الرايدة االجتماعية للشركات‪ ،‬أو يف القطاع غري الرحبي أو عرب القطاعات‪ ،‬مثل‬
‫املنظمات اهلجينة اليت متزج بني املداخل غري الرحبية والرحبية‪ ،‬كما ميكن القول أبن املقاوالتية االجتماعية تتضمن‬
‫املظاهر التالية ‪:3‬‬

‫‪ -‬احداث التغيري االجتماعي ابالعتماد على مداخل ومبادرات غري تقليدية ‪.‬‬

‫‪ -‬الدافع اجلوهري الذي تنطلق منه هو خلق قيمة اجتماعية‪ ،‬بعيد عن األغراض أو املنافع الشخصية ‪.‬‬

‫‪ -‬ميكن ان تتحقق يف القطاعات الرحبية‪ ،‬وغري الرحبية ‪ ،‬أو املختلطة أو احلكومية ‪.‬‬

‫‪ -‬تسعى إىل اجياد حلول للمشكالت االجتماعية العاجلة ‪.‬‬

‫‪ -‬توازن بني اجلهود التطوعية اخلالصة‪ ،‬والنوااي الرحبية احملضة‪ ،‬لضمان استدامة املشروع املقاواليت ‪.‬‬

‫‪ -‬تعزز الرفاهية االجتماعية من خالل توسيع خيارات وقدرات البشر على تلبية احتياجاهتم ‪.‬‬

‫وفيما يلي نقدم بعض التعاريف اليت قدمتها املنظمات الناشطة يف هذا امليدان على املستوى الدويل‪:4‬‬

‫‪1 - Johanna Mair and Ignasi Marti, Social Entrepreneurship Research : A source of explanation, prediction‬‬
‫‪and delight , IESE Business School Universidad de Navarra, Barcelona, working paper n° 546 March 2004 ,‬‬
‫‪p 04‬‬
‫‪ - 2‬يوسف سعادة و حممد اجليوسي‪ ،‬املبادرات واملشاريع الشبابية‪ :‬طريقك للرايدة اجملتمعية‪ ،‬سلسة أدلة منظومة العمل الشبايب العريب ‪ ،‬دون ذكر‬
‫سنة النشر ‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ - 3‬أشرف السعيد أمحد حممد ‪ ،‬دور اجلامعات املصرية يف تعزيز ثقافة رايدة األعمال االجتماعية لدى طالهبا – دراسة حتليلية‪ ،‬جامعة املنصورة ‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ديسمرب ‪ ، 2019‬ص ‪19-18‬‬
‫‪ - 4‬امساعيل شعوف ‪ ،‬دراسة آاثر زرع فكر املقاولة االجتماعية ابملؤسسات التعليمية من خالل مشروع "التلميذ املبدع االجتماعي" ‪ ،‬حبث‬
‫تطبيقي‪ ،‬املركز اجلهوي ملهن الرتبية والتكوين – مراكش املغرب ‪ ، 2012/2011‬ص ‪11-10‬‬

‫‪52‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫"مبادرة خاصة يف خدمة الصاحل العام‪ ،‬ومقاولة هلا غاية اجتماعية تتجاوز أو تضاهي الغاية االقتصادية" –‬
‫‪ESSEC‬‬ ‫تعريف املدرسة العليا للعلوم االقتصادية والتجارية بفرنسا‬

‫"منظمات تسعى إىل إجياد حلول تتوافق مع منظور األعمال التجارية للمشاكل اإلجتماعية" تعريف منظمة‬
‫‪ILO‬‬ ‫العمل الدولية‬

‫"كل نشاط خاص وله هدف عام ينطلق من منطلق مقاواليت وال يهدف بشكل أساسي ملراكمة األرابح وإمنا‬
‫تلبية أهداف اقتصادية واجتماعية‪ ،‬اضافة لقدرته على خلق الفائدة واخلدمة ببلورة حلول جمددة ملشاكل‬
‫‪OCDE‬‬ ‫االقصاء االجتماعي والعطالة" ‪ - ،‬تعريف منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬

‫"فن حتقيق عوائد مالية واجتماعية من مشروعات استثمارية" ‪ -،‬تعريف معهد الرايدة االجتماعية ‪.‬‬

‫"املقاولون االجتماعيون هم أفراد يقرتحون حلوال مبدعة للمشاكل االجتماعية املهمة يف جمتمعنا"‪ -.‬تعريف‬
‫أشوكا ‪ ASHOKA‬املنظمة الدولية لنشر املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬

‫من خالل التعريفات أعاله نستطيع القول كتعريف إجرائي للمقاوالتية االجتماعية أبهنا‪ :‬أنشطة تعمل ابملقاربة‬
‫االقتصادية ولكنها ال هتدف لتحقيق ربح اقتصادي فحسب‪ ،‬وإمنا كذلك لتقدمي حلول مبدعة ومستدامة‬
‫ملشاكل ذات طابع اجتماعي وعام مثل الفقر‪ ،‬البطالة‪ ،‬واملرض‪ ،‬األمية والتدمري البيئي‪ ،‬وانتهاكات حقوق‬
‫االنسان والفساد وغريها‪ ،‬أي أن املقاوالتية االجتماعية تقوم على تقدمي احللول املثلى ومعاجلة املشاكل اليت‬
‫تفرضها التحدايت االجتماعية والبيئية فضال عن االقتصادية دون التفريط يف أي منها‪ ،‬وذلك ابالعتماد على‬
‫خلق مناذج إلحداث التغيري اإلجتماعي من خالل تنفيذ مبادرات ومشروعات جديدة أو تطوير أخرى قائمة‪،‬‬
‫أو أتسيس مؤسسات اجتماعية أو تنموية جديدة لتوفري املنتجات واخلدمات اليت تليب مباشرة االحتياجات‬
‫االجتماعية األساسية اليت تقوم عليها التنمية املستدامة مثل أهداف التنمية املستدامة – خطة ‪. -2030‬‬

‫وعن بروز وانتشار مثل هذه املقاوالت اليت يرجى منها إحداث تغيري اجيايب يف اجملتمع فضال عن حتقيق عوائد‬
‫لرائديها ‪ ،‬جند أن من بني أهم وأبسط اآلليات املساعدة على ذلك تتم من خالل التوأمة بني مؤسسات القطاع‬
‫الثالث ذات الطبيعة اخلدمية (االقتصاد التضامين أو اخلريي) الرامية إلحداث التغيري االجتماعي‪ ،‬وهي‬
‫مؤسسات عادة ما تتخذ الشكل التطوعي اخلريي كـ‪ :‬اجلمعيات اخلريية‪ ،‬املنظمات غري الرحبية أو غري‬
‫احلكومية‪ ،‬املؤسسات املاحنة‪ ،‬فعاليات اجملتمع احمللي ‪ ،...‬وبني مؤسسات القطاع اخلاص قطاع األعمال‬

‫‪53‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫والتجارة اهلادف ابلدرجة األوىل لتحقيق الربح‪ ،‬أي وكأين ابملقاولة االجتماعية تقوم حني يُدرج البعد‬
‫االجتماعي ضمن األنشطة الرحبية للقطاع اخلاص (قطاع األعمال والتجارة) من جهة‪ ،‬ونكون بذلك قد‬
‫المسنا وتقاطعنا مبفهوم آخر‪ ،‬ال يفصل بينه وبني املقاوالتية االجتماعية سوى خط رفيع أال وهو "املسؤولية‬
‫االجتماعية"‪ ،‬ومن جهة أخرى عن طريق إضفاء اللمسة املقاوالتية على اخلدمات االجتماعية التطوعية‪ ،‬كما‬
‫قد تستطيع حىت الدولة ضمن ما يسمى بسياسة الدعم أن تعدل يف صيغتها من إعاانت استهالكية مباشرة‬
‫وجه للفئات املعنية ابلدعم‬
‫ابحتمالية استفادة مستحقيها من عدمه‪ ،‬إىل مساعدات استثمارية ولو بسيطة تُ َ‬
‫(بطالني‪ ،‬نساء ماكثات ابلبيت‪ ،‬معوزين‪ ،‬معاقني ‪ ،)..‬قصد خلق أنشطة ومشاريع مقاوالتية هلم‪ ،‬واليت من‬
‫شأهنا أن تعود ابالكتفاء والنفع ألصحاهبا ومن خالهلم جملتمعهم والدولة عموما‪ ،‬أي نستطيع القول أن الدولة‬
‫بذلك ستواجه التحدايت وتعاجل املشاكل االجتماعية مبنطق مقاواليت يُفضي إىل التوصل حللول مستدامة وغري‬
‫لخص ما سبق وهو منطلق ملقرتح حول نظرية للمقاولة االجتماعية‬
‫وضح ويُ ً‬‫تقليدية هلا‪ .‬والشكل املوايل يُ ً‬
‫سنعمل على تطويره وضبطه مستقبال ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )08‬آلية مقرتحة إلنشاء املقاولة االجتماعية‬

‫العمل االقتصادي الرحبي‬ ‫العمل اخلريي التطوعي‬

‫‪ -‬القطاع اخلاص ‪-‬‬ ‫‪ -‬القطاع الثالث ‪-‬‬

‫‪ -‬سياسات الدعم‪-‬‬
‫فئات جمتمعية هشة‬
‫الدولة (قطاع عمومي)‬

‫املقاولة االجتماعية‬

‫املصدر ‪ :‬من اعداد الطالب‬

‫ويتضح من الشكل أعاله أن املقاوالتية االجتماعية تقع يف منطقة وسط بني العمل التطوعي اخلريي ‪ ،‬والعمل‬
‫التجاري الرحبي‪ ،‬حيث تكون موجهة ابملهمة أو الغاية االجتماعية‪ ،‬ويف الوقت ذاته منضبطة مبعايري العمل‬

‫‪54‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املنظم‪ ،‬وجتدر اإلشارة يف هذا السياق ابلقول أنه يتوجب على القطاع الثالث املذكور أعاله واجلمعيات‬
‫الناشطة يف اجملال االجتماعي حتديدا‪ ،‬أن يرتقوا مبهامهم النبيلة من درجة العفوية يف العمل وهي تلك القائمة‬
‫على مجع التربعات وتلقي االعاانت مث توزيعها‪ ،‬إىل درجة االحرتافية ابتداءا من تشخيص وتقييم التحدايت‬
‫املعوزة اليت يُفرتض أن‬
‫االجتماعية وإىل غاية اجياد وجتسيد احللول املستدامة هلا‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ :‬العائلة َ‬
‫تستفيد من التربعات املوزعة دوراي‪ ،‬واليت رمبا قد متتلك (فكرة‪ ،‬مهارة معينة‪ ،‬حرفة‪ ،)...،‬أليس من األفضل أن‬
‫يوفر هلا الدعم واملرافقة الالزمني لتفعيل ذلك مبا جيعلها مستقبال يف وضع املنتج واملتربع ال املتربع له كما يف‬
‫احلالة األوىل ‪.‬‬

‫كما أنه ميكن للقطاع اخلاص واملؤسسات املتوسطة والكبرية حتديدا أن تساعد على إنشاء مقاولني جدد‬
‫(مؤسسات انشئة) السيما من خرجيي اجلامعات ذوو الروح املقاوالتية واألفكار االبداعية خصوصا يف اجملال‬
‫التكنولوجي‪ ،‬وذلك يف إطار تعامالهتا واألنشطة (الثانوية) ذات العالقة بنشاطها األساسي (املقاولة من‬
‫الباطن) ‪ ،‬فليس شرطا أن يكون املقاول صاحب مؤسسة مستقلة بذاهتا‪ ،‬بل قد جتد مقاوال ما حيتاج أن يعمل‬
‫معه أشخاص هلم توجهات مقاوالتية ‪.‬‬

‫‪ -2‬من هو املقاول االجتماعي ‪ Social Entrpreneur‬؟‪:‬‬

‫يقصد ابملقاول االجتماعي ذلك الشخص الذي يستطيع أن ينتج (يبتكر) ويسوق سلعة أو خدمة‬
‫تساعد على حتسني الظروف املعيشية للفقراء واملهمشني من أفراد اجملتمع‪ ،1‬أو هو الذي يقود االبتكار‬
‫والتحول يف جماالت خمتلفة تشمل التعليم والصحة والبيئة وتنمية املشروعات‪ ،‬فهو بذلك يسعى للتخفيف من‬
‫حدة الفقر حبماس رجال األعمال وأساليب العمل املختلفة وميتلك الشجاعة املطلوبة لالبتكار والتغلب على‬
‫‪3‬‬
‫املقاول االجتماعي (رائد أو رايدي أعمال اجتماعي)‬ ‫‪Greg Dees‬‬ ‫املمارسات التقليدية‪ ،2‬ويعترب الباحث‬
‫أبنه ذلك الفرد الذي يعمل على اجياد توليفات جديدة من األفراد واملوارد اليت ُحت َسن بصورة كبرية قدرة اجملتمع‬
‫على التصدي للمشكالت‪ ،‬موضحا أهنم خيلقون قيمة عامة ويسعون وراء خلق فرص جديدة ويبتكرون‬

‫‪1‬‬
‫‪- Teresa chahine ،Op Cit ، p7‬‬
‫‪ - 2‬حممد جابر عباس حممد ‪ ،‬رايدة األعمال االجتماعية كاحد اآلليات املبتكرة لتحقيق التنمية املستدامة ابجملتمعات احمللية‪ ،‬دراسة مطبقة على‬
‫رواد األعمال االجتماعية مبدينة "أسوان"‪ ،‬جملة اخلدمة االجتماعية ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 6‬العدد ‪ ،2017 ، 57‬ص ‪350‬‬
‫‪ - 3‬جاي غريغوري ديس ‪ ،‬ابحث أمريكي (‪ ، ) 2013/1950‬كثريا ما يطلق عليه أبو تعليم املقاوالتية االجتماعية ‪ ،‬له عدد من الكتب فيها ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ويتكيفون ويتصرفون جبرأة‪ ،‬وحيشدون موارد ال يسيطرون عليها ويظهرون إحساسا قواي ابملسؤولية‪ ،1‬فهو بذلك‬
‫صانع للتغيري يف القطاع اجملتمعي عن طريق ‪:‬‬

‫• حتديد رسالة (مهمة) إلجياد قيمة اجتماعية‪ ،‬أو احلفاظ على قيمة موجودة‪.‬‬
‫• خلق فرص جديدة خلدمة هذه الرسالة ‪.‬‬
‫• االخنراط يف عملية مستمرة من اإلبداع والتكيف والتعلم ‪.‬‬
‫• التصرف حبزم دون تقيد ابملوارد املتاحة ‪.‬‬
‫• الشعور حبس مسؤولية قوي جتاه خدمة اجملتمع ‪.‬‬

‫وهناك العديد من السمات اليت يتصف هبا املقاولني االجتماعيني ‪ ،‬من أمهها‪:2‬‬

‫✓ الوعي واملعرفة ‪ :‬ف أول خطوات املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬أن أتيت من شخص واع‪ ،‬على دراية بواقع جمتمه‬
‫ومشكالته‪ ،‬وموارده وإمكاانته ‪.‬‬
‫✓ الثقة ابلنفس ‪ :‬فاملقاول االجتماعي جيب أن يكون على ثقة بذاته وبقدراته على إحداث التغيري‪ ،‬وينبغي‬
‫أال يشكك يف قدراته‪ ،‬أو يقلل من أمهيته وقدر نفسه ‪.‬‬
‫✓ اإلبداع ‪ :‬املقاول عموما شخص مبدع واالجتماعي كذلك‪ ،‬يفكر خارج الصندوق ال حتد أفكاره حدود‪،‬‬
‫يستطيع االستفادة من املوارد غري املستغلة لتلبية احتياجات غري ملباة ‪.‬‬
‫✓ املبادرة ‪ :‬فاملقاول االجتماعي شخص نشط ذو مهة عالية‪ ،‬مبادر يهتم مبجتمعه‪ ،‬على استعداد للتضحية‬
‫والعطاء من أجله ‪.‬‬
‫✓ اإلجيابية ‪ :‬مبعىن أن لديه لكل مشكلة حل‪،‬يتسم ابحليوية واملثابرة‪ ،‬يشعر ابملسؤولية جتاه قضية معينة‬
‫ولديه رسالة يعمل من أجلها ‪.‬‬
‫✓ اإلهلام ‪ :‬فاملقاول االجتماعي لديه قدرة على إهلام اآلخرين‪ ،‬فقد ينجح يف إقناع جمتمعات أبكملها إلختاذ‬
‫خطوات تغيري حقيقية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ديفيد بورنستاين و سوزان ديفيس‪ ،‬ترمجة عال أمحد صالح ‪ ،‬رايدة العمل االجتماعي – ما حيتاج اجلميع ملعرفته ‪ ،‬الدار الدولية لالستثمارات‬
‫الثقافية القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ، 2014 ،‬ص ‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Roger L , Martin and Sally Osberg, Social Entrepreneurship : The case for definition , Stanford Social‬‬
‫‪Innovation Review , Leland Stanford Jr, Uniiversity Spring , 2007 , p 30‬‬

‫‪56‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫وأما املهارات األساسية اليت جيب أن تتوافر يف العاملني يف جمال املقاوالتية االجتماعية فنجد صنفان‪:1‬‬

‫أ‪ /‬مهارات اإلدارة العامة للمشروع‪ :‬كـ مهارات إعداد منوذج األعمال أو خمطط األعمال مبكوانته املختلفة‪،‬‬
‫ومهارات إدارة املوارد البشرية‪ ،‬ومهارات االتصال والتواصل‪.‬‬

‫ب‪ /‬مهارات ختص بناء شبكات العالقات اخلارجية والشراكات املتميزة‪ ،‬أو ما يصطلح عليه برأس املال‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهذه كلها مهارات تتماثل مع املهارات املطلوبة للعمل يف جمال األعمال التجارية ‪.‬‬

‫ويقيس املقاولون االجتماعيون أداءهم ابلربح املادي وأيضاً ابلقيمة االجتماعية اليت قدمها املشروع للمجتمع‪،‬‬
‫فهم يعتربون أن الربح املادي ال يتناقض مع املنفعة العامة‪ ،‬وعليه فالنجاح لديهم يقاس مبا حققه العمل من‬
‫فائدة للمجتمع إضافة إىل الربح املادي‪ ،‬كما يسعون لتحقيق أهداف متنوعة تشمل البعد االجتماعي والثقايف‬
‫والبيئي‪ ،‬حيث ترتبط هذه األعمال يف كثري من األحيان بقطاع التطوع واملنظمات غري الرحبية ‪.‬‬

‫‪ -3‬أمهية املقاوالتية االجتماعية ‪:‬‬

‫تكتسي املمارسة املقاوالتية االجتماعية أمهية كبرية ‪ ،‬بعدما أضحى ينظر هلا على أهنا املخرج األقوى‬
‫للعديد من األزمات واملشاكل اليت تعاين منها اجملتمعات‪ ،‬فإىل جانب كوهنا وسيلة لتحقيق األرابح ألصحاهبا‪،‬‬
‫تعترب كذلك وسيلة تساهم يف ارتقاء اجملتمعات بصورة كبرية‪ ،‬وذلك نظرا ملسامهتها يف الرفع من معدالت النمو‬
‫واخلفض من نسب البطالة والفقر واجياد احللول املثلى للعديد من املشاكل‪ ،‬وابلتايل إحداث هنضة على‬
‫الصعيدين االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬إذن فهي متثل ضرورةً حتمية أمام الدول خصوصا الدول املتخلفة منها‪،‬‬
‫بعد أن ابت معظمها يعج مبشكالت مرتاكمة‪،‬ويعاين من تردي األوضاع االجتماعية واالقتصادية والثقافية‬
‫والتعليمية والصحية والبيئية وغريها‪.‬‬

‫هذا وتعترب سنوات ما بعد التسعينيات الفرتة اليت فاز فيها مفهوم املقاولة االجتماعية بشعبية عاملية بعد‬
‫تداوله من قبل دول مشال أمريكا والدول األوربية‪ ،‬ففي سنة ‪ 2002‬قامت احلكومة الربيطانية ابطالق‬
‫االسرتاتيجية الوطنية للمقاولة االجتماعية وإصدار كتاب سنة ‪ 2006‬بعنوان املقاولة االجتماعية‪ :‬اسرتاتيجية‬
‫لتنطلق الدامنارك كذلك يف العمل على اسرتاتيجية‬ ‫‪Social Entreprise Strategy for Success‬‬ ‫للنجاح‬
‫وطنية للتجديد االجتماعي‪ ،‬حيث مت االعرتاف هبا كأداة مفيدة يف السياسة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ويف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Teresa chahine ،Op Cit ، p 8‬‬

‫‪57‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫حتقيق التغيري االجتماعي السيما عند التعامل مع قضااي البطالة واالستبعاد االجتماعي‪ ،‬والتنمية االقتصادية‬
‫احمللية واالقليمية‪.‬‬

‫وقد أدت اجلهود املبذولة يف هذا السياق إىل حتقيق تقدم كبري وإىل إزدايد عدد املقاوالت االجتماعية‬
‫ووضع قوانني تشريعية تؤطر كيفية خلقها مما مسح بتطور املفهوم وانتشاره يف عدة جماالت كالبيئة والرتبية‬
‫واالعالم واخلدمات ‪ ،..‬وكذا استقطابه للفاعلني الوطنيني والدوليني ووسائل اإلعالم والنشر واملؤسسات‬
‫اجلامعية للبحث ‪ ..‬إخل‪ ،‬أما ابلنسبة للدول السايرة يف طريق النمو‪ ،‬فقد متيز هذا املفهوم بتحقيق جناح مبهر‬
‫جتسد خاصة يف حصول "حممد يونس" على جائزة نوبل للسالم سنة ‪( 2006‬وهي سابقة) تتوجيا ملشروعه‬
‫التجاري ذو الطابع االجتماعي واملتمثل يف بنك الغرامني "‪ 1"Grameen Bank‬والذي مول من خالله‬
‫املشاريع البسيطة بقرى البنغالديش الفقرية‪ ،‬الشيء الذي مكنه من إحداث تنمية جمتمعية مل يسبق هلا مثيل إثر‬
‫مشروعه الذي يهدف للقضاء على الفقر‪ ،‬وابلنسبة لعاملنا العريب وتبعا ملا أحدثته ظاهرة العوملة من طفرات‬
‫كربى يف خمتلف اجملاالت‪ ،‬مث السعي يف عديد من البلدان خللق بيئة أكثر مالئمة وأكثر ديناميكية مهدت‬
‫إلنشاء العديد من املقاوالت بغرض جماهبة التحدايت اليت أفرزهتا التحوالت االقتصادية العاملية‪ ،‬وكنتيجة لذلك‬
‫ظهرت املقاوالت االجتماعية ابلعامل العريب وأخذ االهتمام هبا أيخذ مكانته يف النقاش حول التنمية‪ ،2‬إال أننا‬
‫نستطيع القول وعلى مستوى بلدان اجلزائر حتديدا لزلنا حباجة لتطوير ثقافة املقاولة االجتماعية‪ ،‬ولعل ما يؤكد‬
‫ذلك ما ميكن افرتاضه (بسبب غياب االحصائيات الرمسية) حول عدد املؤسسات أو املقاوالت االجتماعية‬
‫ونسبة ذلك من جمموع املؤسسات الصغرية واملتوسطة ابجلزائر‪ ،‬وهذا على الرغم من وجود جيوب فقر وهتميش‬
‫واسعة النطاق على املستوى الوطين وخاصة يف مناطق اهلضاب العليا واجلنوب وداخل التجمعات احلضرية‬
‫الكربى يف الشمال فضال عن مشاكل اجتماعية عديدة‪ ،‬وهو ما يسمح هلذا النوع من املقاوالت ابلنشوء‬
‫والربوز واملسامهة يف مكافحة الفقر وخلق تنمية وثروة مستدامة‪ ،‬مع حفاظها على األصل يف املقاولة الذي هو‬

‫‪ -1‬جتدر اإلشار هنا ابلقول إىل أنه عندان يف مرجعيتنا ومقوماتنا ما هو أفضل بكثري من جتربة بنك الفقراء لو أحسنا تفعيله وتسيريه‪ ،‬أال وهو‬
‫"صندوق الزكاة"‪.‬‬
‫‪ - 2‬امساعيل شعوف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪6‬‬

‫‪58‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫الربح والدميومة‪ ،‬وبشكل يسمح أيضا بتخفيف العبء على الدولة اليت تعجز يف الكثري من احلاالت عن القيام‬
‫بكل الوظائف االجتماعية بكفاية وكفاءة عاليتني‪.1‬‬

‫وتسعى املقاوالتية االجتماعية إىل خلق القيمة االجتماعية مع القيمة االقتصادية‪ ،‬وكذا تعزيز التغيري‬
‫االجتماعي املستدام عرب تقدمي حلول ابتكارية للمشكالت االجتماعية‪ ،‬وتقدمي اخلدمات الداعمة يف جماالت‬
‫عديدة منها‪:2‬‬

‫‪ -‬توفري السلع واخلدمات‪ ،‬اليت ال يرغب القطاع العام أو اخلاص يف تقدميها‪ ،‬أو غري قاد على تقدميها ‪.‬‬

‫‪ -‬التخفيف من حدة الفقر‪ ،‬من خالل متكني الفئات احملرومة والفقرية واملهمشة من وسائل العمل والعيش‬
‫الكرمي ‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي الرعاية الصحية يف جماالهتا املختلفة‪ ،‬بدءا من نشر الوعي وتقدمي الدعم النفسي‪ ،‬وحىت املسامهة يف‬
‫مواجهة األوبئة الطارئة أو املستوطنة ‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي فرص التعليم والتدريب‪ ،‬وخدمات نقل املعرفة‪ ،‬لتطوير معارف ومهارات أفراد اجملتمع ومتكنيهم من‬
‫املشاركة االجتماعية الفعالة ‪.‬‬

‫‪ -‬احلفاظ على البيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬واملشاركة يف مشاريع الطاقة البديلة واخلضراء ‪.‬‬

‫‪ -‬مشاريع الرعاية االجتماعية‪ ،‬مثل ‪ :‬خلق الوظائف للعاطلني عن العمل أو املشردين ‪ ،‬وتعزيز مسارات دمج‬
‫األشخاص املستبعدين اجتماعيا‪ ،‬وتقدمي اخلدمات املساندة لألسر املعرضة للخطر ‪.‬‬

‫‪ -‬الدفاع عن ومواجهة حاالت االضطها االجتماعي‪ ،‬وتعزيز حقوق االنسان ‪.‬‬

‫‪ -4‬السمات األساسية للمقاوالتية اإلجتماعية ‪:‬‬

‫تتصف املقاوالتية االجتماعية ابلعديد من السمات اليت جتعلها خمتلفة عن املقاولة التقليدية وتؤدي هبا‬
‫الفعال‪ ،‬حيث ترتكز هذه السمات يف أربع عناصر أساسية هي‪:1‬‬
‫للتأثري ّ‬

‫‪ - 1‬عبد الوهاب بوكروح‪" ،‬التويزة لتخليص اجلزائريني من الفقر وانشطون يطالبون برتقية املقاولة االجتماعية" ‪ ،‬مقال منشور على الرابط ‪:‬‬
‫‪ ،www.echoroukonline.com/ara/articles/133601‬اتريخ االطالع‪2018/01/25 :‬‬
‫‪2 - NichollsAlex , Social Entrepreneurship , New Models of Sustainable Social Change , Oxford University‬‬
‫‪Press , USA , 2006 , p 14‬‬

‫‪59‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫• تفكري إبداعي (غري تقليدي) ‪ :‬من خالل ما تعرب عنه من حماولة إلحداث حتول ثوري ملواجهة التحدايت‬
‫االجتماعية ‪ ،‬وهذا قياسا على ما أمساه االقتصادي "شومبيرت" بـ "التدمري اخلالق" ‪.‬‬
‫• تقدمي حلول مستدامة‪ :‬ينبغي أن تنطوي املقاوالتية االجتماعية على اسرتاتيجية لتحقيق التنمية املستدامة‪،‬‬
‫وتقدمي حلول دائمة ملشكالت متأصلة يف اجملتمع‪ ،‬وال تكون جمرد حلول وقتية أو ذات أثر هامشي حمدود‪.‬‬
‫• حتقيق األثر االجتماعي اإلجياب‪ :‬تستلزم املقاوالتية االجتماعية إحداث أثر اجتماعي ملحوظ‬
‫للمجتمعات‪ ،‬وميكن قياس هذا األثر مبقارنة حال هذا اجملتمع قبل وبعد ظهور احللول املبدعة ملشكالته‬
‫املستعصية‪( ،‬وهذا ما يؤكد على افرتاض وجود عالقة أتثري نظرية بني متغريي دراستنا هذه) ‪.‬‬
‫وميكن قياس ذلك األثر على الدولة واجملتمع وفق املستوايت التالية ‪:‬‬

‫– املدى القصري‪ :‬فتظهر آاثر املقاوالتية االجتماعية يف تغيريات ملموسة يف اقتصاد اجملتمع (كخلق فرص‬
‫عمل– توليد الناتج والقيمة – زايدة االدخار عن اإلنفاق العام أي ترشيد اإلنفاق العام)‪.‬‬

‫حمتمال يعمل على رفاهية اجملتمع‬


‫منوذجا ً‬
‫ً‬ ‫– املدى املتوسط‪ :‬تتجلى قيمة املقاوالتية االجتماعية يف كوهنا‬
‫وحتسني أوضاعه‪ ،‬ومن َمث يقاس جناحها بقدرهتا على زايدة اإلنتاجية‪ ،‬وقيام مشروعات تنموية‪.‬‬

‫– املدى الطويل‪ :‬ومن خالله حتدث املسامهة األكثر أمهية للمقاوالتية االجتماعية‪ ،‬وتقاس بقدرهتا على خلق‬
‫واستثمار رأس املال االجتماعي ‪.‬‬

‫• أفكارها صاحلة لالنتشار ‪ :‬عادة ما تقدم املقاوالتية االجتماعية ابتكارا غري مقيد ابلسياق احمللي‪ ،‬ومن مث‬
‫يصلح هذا االبتكار للتطبيق يف أي جمتمع‪ ،‬وعلى األقل ميكن تكييفه ومواءمته حسب ما يتناسب مع‬
‫اجملتمع (ومثال ذلك بنك جرامني وبديله عندان صندوق الزكاة مثال)‪ ،‬وذلك ابعتبار املقاوالتية االجتماعية‬
‫قادرة على املسامهة يف إحداث تغيريات إبداعية منظمة‪ ،‬وابلتايل يقاس جناحها بقابليتها للتصميم وإمكانية‬
‫نقلها جملتمعات أخرى‪.2‬‬

‫‪ - 1‬خالد فاروق‪ ،‬رايدة األعمال اجملتمعية بني نظرية احللول و إمكانية التطبيق‪ ،‬مقال منشور على املوقع‪،www.khaledfarouk.com :‬‬
‫اتريخ االطالع ‪2018/01/25 :‬‬
‫‪ - 2‬أمل خريي أمني ‪ ،‬جتارب يف الرايدة االجتماعية – فنون اإلبداع اجملتمعي ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬منشورات جامعة كاي ‪ ، 2019 ،‬ص ‪32‬‬

‫‪60‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثان ‪ :‬موضوع املقاوالتية االجتماعية ‪:‬‬

‫جاءت املقاولة االجتماعية للمسامهة يف القضاء والتغلب على املشكالت والتحدايت االجتماعية‪ ،‬وألن‬
‫ذلك لن يتأتى إال بعد تشخيص ومعرفة أوال تلك التحدايت االجتماعية‪ ،‬مث بعد ذلك التفكري يف احللول اليت‬
‫من شأهنا معاجلتها و التغلب عليها‪ ،‬ومن مث العمل على جتسيدها ميدانيا ‪:‬‬

‫أ‪ /‬تشخيص ومعرفة التحدايت اإلجتماعية ‪:‬‬

‫ويتم ذلك من خالل طرح جمموعة من التساؤالت أمهها ‪ :‬ماهي هذه التحدايت اإلجتماعية اليت نسعى‬
‫للتغلب عنها‪ ،‬وما هي املعلومات والبياانت واالحصائيات املتوافرة عن هذا التحدي‪ ،‬وماهي األسباب الرئيسة‬
‫هلذا التحدي‪ ،‬ومن هي أكثر الفئات أتثرا يف اجملتمع هبذا التحدي‪ ،‬وما هي اجلهود املبذولة سابقا هلذا للتغلب‬
‫على هذا التحدي‪ ،‬وملاذا مل تنجح هذه اجلهود يف التغلب على هذا التحدي ‪ ..‬إخل؛ وعليه فإننا نستطيع القول‬
‫أن اإلجابة على كل هذه التساؤالت تتم من خالل منوذج يضم جمموعة من اخلطوات ‪ ،‬يتم الرتكيز فيه على‬
‫جمموعة من النقاط األساسية منها‪:1‬‬

‫‪ -‬حتديد املشكلة بكل دقة‪ ،‬والتعرف على أسباهبا من أولئك الذين يتأثرون بتداعياهتا السلبية‪ ،‬ويعترب ذلك‬
‫اخلطوة األوىل يف بناء حلول مستدامة للتغلب على املشكالت االجتماعية ؛‬

‫‪ -‬جيب عند حتديد املشكلة أو التحدي االجتماعية أن أنخذ يف اإلعتبار وجهات النظر األخرى حول هذه‬
‫املشكلة اليت قد ترى يف هذه املشكلة أو هذا التحدي فرصة ؛‬

‫‪ -‬ال ميكن التغلب على التحدي أو املشكلة االجتماعية إال من خالل بناء رؤية تستند إىل فهم عميق هلذا‬
‫التحدي و املعوقات املرتبطة به ‪ ،‬وكذلك توفري املوارد الالزمة ملواجهته ‪.‬‬

‫‪ -‬ال بد من توفر كافة املعلومات اليت تساعد على حتديد كافة أبعاد التحدي (مكانه‪ ،‬أتثرياته‪ ،‬الفئات املتأثرة‬
‫به)‪ ،‬وذلك ابالعتماد على عدة مصادر كـ‪ :‬شبكة املعلومات الدولية‪ ،‬التقارير والتحقيقات الصحفية‪،‬‬
‫الدراسات األكادميية‪ ،‬املقابالت الشخصية مع اخلرباء واملتخصصني ‪ ..‬؛‬

‫‪1 - Teresa chahine ،Op Cit ، p9‬‬

‫‪61‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ال بد أن يستند اإلطار العام لتحليل التحدايت االجتماعية إىل منهجية التساؤالت البحثية التالية ‪ :‬ما‪،‬‬
‫من‪ ،‬أين‪ ،‬ملاذا وكيف؟‪ ،‬أي‪ :‬ما هو هذا التحدي‪ ،‬ما هي أسبابه‪ ،‬من يتأثر به ومساهتم‪ ،1‬مكانه‪ ،‬سبب انتشاره‬
‫وتداعياته‪ ،‬كيف ميكن التغلب عليه ومواجهته ؟‪ ،‬وتعد أساليب حتليل البياانت‪ ،‬واجلداول واألشكال‪ ،‬والنماذج‬
‫التحليلية (مثل أسلوب شجرة املشكالت‪ )2‬هي من األدوات املهمة اليت ميكن االعتماد عليها للتعرف على‬
‫التحدايت االجتماعية و تداعياهتا ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تصميم احللول املستدامة للتغلب على التحدايت االجتماعية‪:‬‬

‫بعد تشخيص ومعرفة التحدايت واملشكالت االجتماعية‪ ،‬أتيت مرحلة طرح احللول املناسبة هلا بناءا على‬
‫جمموعة من االعتبارت أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬اختيار فريق عمل حمرتف البتكار حلول مناسبة وغري تقليدية واعتماد األساليب احلديثة لتوليد األفكار‬
‫اجلديدة و املبتكرة كـ ‪ :‬آلية العصف الذهين‪ ،3‬التفكري خارج الصندوق ‪ ..‬؛‬

‫‪ -‬التعريف الدقيق للحلول املقرتحة اليت يتم تقدميها وتوضيح كيفية استخدامها واالستفادة منها ؛‬

‫‪ -‬ضرورة اختبار احللول املقرتحة قبل البدء يف جتسيدها‪ ،‬والتعرف لردود األفعال للمستخدمني واملستفيدين‬
‫منها ومقرتحاهتم بشأن تطويرها‪ ،‬وحىت تساهم ابلفعل يف حتقيق التغيري االجتماعي املطلوب؛ ومن جهة أخرى‬
‫يعترب التفكري بشكل اسرتاتيجي مبنظور كلي يركز على اخلربات العاملية‪ ،‬مث النزول تدرجييا بطريقة التفكري إىل‬
‫النطاق اإلقليمي والوطين يعد الطريقة املثلى للتغلب على التحدايت االجتماعية وحتقيق التغيري االجيايب‬
‫املطلوب يف اجملتمع‪.‬‬

‫‪ - 1‬مساهتم ‪ :‬العمر– اجلنس – مستوى الدخل – مستوى التعليم – املستوى الوظيفي و غري ذلك ‪ ،‬كما أنه هناك ضرورة للتعرف إىل مكاهنم أين‬
‫يعيشون ؟ وما هي طبيعة البيئة اليت يعيشون فيها ؟ ابإلضافة إىل التعرف على مساهتم الثقافية والعادات والتقاليد اليت تؤثر على طريقة تفكريهم‪،‬‬
‫وكذلك أمهية التعرف إىل طموحاهتم و تطلعاهتم املستقبلية ‪ ،‬وما هي املشاكل األخرى اليت يواجهوهنا؟‬
‫‪ - 2‬هو أسلوب يساعد يف تشخيص املشاكل عن طريق حتليل وربط العالقة بني كل من‪ :‬أسباب وجذور املشكل – املشكل – نتائجه وأاثره‬
‫‪ - 3‬العصف الذهين ‪ :‬طريقة رائدة ابداعية يف حل املشكالت ‪ ،‬و تعترب وسيلة للحصول على أكرب عدد من األفكار العفوية جملموعة من‬
‫األشخاص و يكون ذلك بشروط ‪ :‬ال وجود لفكرة فاشلة أو غري جمدية أي كل األفكار مقبولة و جيب احرتامها – ال انتقاد للفكرة عند مساعها –‬
‫عدم شغل العقل بكيفية تنفيذ الفكرة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ج‪ -‬تطبيق احللول وقياس األثر‪:‬‬

‫إن البداية الصحيحة لتنفيذ اسرتاتيجية العمل بطريقة مهنية دقيقة تتطلب تعريف النجاح الذي تنشده‬
‫وحتديده‪ ،‬كما تتطلب حتديد مؤشرات تضمن قياسه‪ ،‬أي قياس األثر اإلجتماعي للحلول اليت مت اقرتاحها‪،‬‬
‫حيث أن عملية القياس هذه ال تتم يف هناية العمل‪ ،‬بل ال بد أن تتم ابستمرار أثناء التنفيذ وذلك ابلنظر‬
‫ملؤشرات األداء وهل العمل يتم بطريقة صحيحة أو يواجه معوقات وحتدايت ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬مفاهيم قريبة من املقاوالتية االجتماعية ‪:‬‬

‫يعترب ضبط املفهوم خطوة أساسية ذات أولوية قبل البحث فيه ويف أتثرياته‪ ،‬وعليه سنتطرق يف هذا‬
‫املطلب ألهم املفاهيم القريبة من املقاوالتية االجتماعية واليت قد جتدها أحياان كثرية ترتادف وأحياان أخرى‬
‫تتقاطع وتشرتك يف جل غاايهتا معها‪ ،‬ونقصد بذلك املفاهيم التالية‪ :‬املسؤولية االجتماعية ملنظمات األعمال ‪،‬‬
‫االبتكار االجتماعي ‪ ،‬املشروعات التجارية ذات الطابع االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -1‬املسؤولية االجتماعية ملنظمات األعمال‪:‬‬

‫وردت عدة تعريفات للمسؤولية االجتماعية وال يوجد تعريفا هلا متفق عليه عامليا‪ ،‬فقد عرفها دروكر‬
‫)‪ (Drucker 1977‬أبهنا‪ ":‬إلتزام منظمات األعمال اجتاه اجملتمع الذي تعمل فيه"‪ ،1‬وكأننا هبذا التعريف‬
‫نستشف أبن املسؤولية االجتماعية كان ينظر هلا يف بداية األمر على أهنا عبء تتحمله املنظمة ومن مصلحتها‬
‫التخفيف منه‪ ،‬وأما كارول (‪ )Caroll‬وهو الذي يكىن ابألب الروحي هلذا املفهوم‪ ،2‬فريى أبن املسؤولية‬
‫االجتماعية ‪":‬هي مسؤولية املنظمة اقتصاداي وأخالقيا وقانونيا وخرياي"‪ ،‬أي أنه جزئها إىل جوانب أربع وهو‬
‫ماال جند له انعكاسا يف الواقع‪ ،‬إال بتفاعل هذه اجلوانب دون جتزئتها‪3‬؛ كما عرفت أيضا أبهنا متثل ذلك‬
‫االلتزام األخالقي والتصرف املسؤول اجتاه جمموعة من األطراف وهم أصحاب املصلحة‪ ،‬ومن أهم األطراف‬
‫املستفيدة من برامج املسؤولية االجتماعية جند كال من اجملتمع والبيئة‪ ،‬وهذا يعكس أن مفهوم املسؤولية‬

‫‪ - 1‬صاحل السحيباين ‪" ،‬املسؤولية االجتماعية ودورها يف مشاركة القطاع اخلاص يف التنمية"‪ ،‬حالة تطبيقية على اململكة العربية السعودية‪ ،‬املؤمتر‬
‫الدويل حول"القطاع اخلاص يف التنمية‪ :‬تقييم واستشراف‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ 25-23 ،‬مارس‪2009‬‬
‫‪ - 2‬نسجل حتفظنا عن مصطلح "األب الروحي" ‪ ،‬وهذا ألننا نرى أن املسؤولية االجتماعية هلا ركن أصيل يف ديننا االسالمي‪ ،‬حيث وردت يف‬
‫شأهنا العديد من اآلايت واألحاديث النبوية الدالة على معناها‪ ،‬ويف نفس الوقت نقر أبن التطبيق والتطوير هلا احتضنته اجملتمعات الغربية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬حممد فالق ‪ ،‬املسؤولية االجتماعية ملنظمات األعمال‪ ،‬حماضرة ألقيت ابجلامعة العاملية‪ -‬ماليزاي ‪ ،‬بتاريخ ‪2016/03/11 :‬‬

‫‪63‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫االجتماعية جاء ليعزز دور ومكانة املنظمات يف اجملتمع ليس فقط ككيان اقتصادي إمنا ككيان اجتماعي‬
‫يسهم يف حل مشكالت اجملتمع واحلفاظ على البيئة اليت يعمل يف إطارها‪ ،1‬وجتدر اإلشارة إىل ذلك التشابه‬
‫احلاصل بني مصطلحي"املسؤولية االجتماعية" و"املسؤولية اجملتمعية"‪ ،‬إذ عادة ما يتم استعمال أحدمها مكان‬
‫اآلخر‪ ،‬بل وينظر هلما يف الكثري من األحيان على أهنما مرتادفان‪ ،‬إال أنه يف اعتقادان األمر ليس كذلك‪،‬‬
‫واملعيار الرئيسي الذي يفرق بينهما يرجع ابألساس إىل بيئة املؤسسة سواءا كانت داخلية أم خارجية‪ ،‬فنقول‬
‫مسؤولية اجتماعية اشارة ملسؤولية املؤسسة اجتماعيا اجتاه عمالئها الداخليني من عمال وموظفني ومالكي‬
‫األسهم ‪ ،..‬ونقول مسؤولية جمتمعية إذا كانت اجتاه جمتمعها وأصحاب املصاحل اخلارجيني‪ ،‬غري أننا جتوزا يف‬
‫دراستنا هذه فإننا نقصد ابملصطلح األول املعنيني معا‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم ميكننا القول أن املقاولة االجتماعية هي مقاولة أنشأت العتبارات اجتماعية ابملوازاة‬
‫مع اهلدف االقتصادي الذي تقوم عليه املؤسسات عموما‪ ،‬أو هي مقاولة مسؤولة اجتماعيا يف أصلها أو‬
‫نشأهتا‪ ،‬ونشري أن نتيجتنا هذه جاءت متوافقة إىل حد ما مع نتائج دراسة "نتايل فريرا و بالندين البرش‬
‫‪ ")Nqthalie‬سنة ‪ ،22007‬بعنوان "املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫(‪Ferreira & Blandine Laperche‬‬

‫املسؤولة اجتماعيا" ‪ ،‬حيث توصلت إىل وجود نوعني من املؤسسات يف جمال املسؤولية اجملتمعية‪ :‬املؤسسات‬
‫املبادرة واليت جتعل من املسؤولية اجملتمعية جمال نشاط هلا منذ البداية ‪ ،‬واملؤسسات التفاعلية اليت وضعت‬
‫اسرتاتيجية للنشاط بعد عدة سنوات من وجودها ‪.‬‬
‫‪ -2‬املشروعات التجارية ذات الطابع االجتماعي ‪:‬‬

‫حتدث الربوفيسور– حممد يونس‪ -‬يف كتابه املوسوم بـ "التأسيس ملشروعات جتارية ذات طابع اجتماعي"‬
‫عن اخللط احلاصل واملسوق له من قبل بعض املنظمات‪ ،‬أبن ما قام به مع مصرف غرامني يدخل ضمن عمل‬
‫الرواد (املقاولون) االجتماعيون‪ ،3‬واصفا ما يقوم به أبنه يدخل يف صميم املشاريع التجارية ذات الطابع‬
‫االجتماعي‪ ،‬واليت تقوم حسب ما ذكر حتت مظلة عدد من املبادئ هي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬قامسي السعيد‪ ،‬عربية سلوى‪ ،‬بلعيد وريدة‪ ،‬املسؤولية االجتماعية كخيار فعال الستدامة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر ‪ ،‬جملة‬
‫اقتصادايت املال و األعمال ‪ ، 2017 ،‬ص ‪72‬‬
‫‪2 - Nathalie Ferreira & Blandine Laperche ، PME Socialement Responsables , Etude de cas , Cahiers du lab ,‬‬
‫‪N° 162 , Laboratoire de recherche sur l industrie et Innovation , Universite du Littoral Cote d Opale , 2007‬‬
‫‪ - 3‬انظر ‪ :‬حممد يونس‪ ،‬التأسيس ملشروعات جتارية ذات طابع اجتماعي – حنو منط جديد من الرأمسالية يليب احلاجات االنسانية األكثر احلاحا‪،‬‬
‫نقله اىل العربية منذر حممود حممد ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪ ،‬اململكة العربية السعودية الرايض ‪ ، 2018 ،‬ص‪37 -35‬‬

‫‪64‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يهدف املشروع التجاري إىل مكافحة الفقر‪ ،‬أو وضع حلول ملشكل أو عدة مشكالت (مثل التعليم‬
‫والصحة واالفادة من التكنولوجيا والبيئة) هتدد السكان واجملتمع وليس إىل حتقيق األرابح‪.‬‬

‫‪ -‬سوف حتقق الشركة االكتفاء الذايت من الناحيتني االقتصادية واملالية ‪.‬‬

‫‪ -‬يستعيد املستثمرون فقط املبلغ األصلي الذي وضعوه يف االستثمار‪ ،‬ولن تقدم هلم أي عائدات زايدة على‬
‫املبلغ األصلي الذي استثمروه يف املشروع ‪.‬‬

‫‪ -‬عندما تتم إعادة املبلغ املستثمر‪ ،‬تبقى األرابح يف الشركة بغية توسيع أعماهلا وحتسني خدماهتا ‪.‬‬

‫‪ -‬سوف تلحظ الشركة ابهتمام مسألة احملافظة على البيئة يف أعماهلا ‪.‬‬

‫‪ -‬حتصل القوى العاملة يف الشركة على رواتب ال تقل عما حيصل عليه نظراء أفرادها يف السوق ‪ ،‬مع التمتع‬
‫بشروط عمل أفضل مما يتمتع به نظراؤهم ‪.‬‬

‫‪ -‬جيب أن تُغلًف هذه األعمال كلها بكثري من املتعة ‪.‬‬

‫‪ -3‬االبتكار االجتماعي ‪:‬‬

‫وهو مفهوم حديث هو اآلخر نسبيا وردت يف شأنه عدة تعاريف‪ ،‬يتضح من خالل اإلطالع على‬
‫معظمها أن مفهوم االبتكار االجتماعي يشمل العناصر التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬عملية شاملة تتكامل فيها املفاهيم واملمارسات اجلديدة حلل التحدايت االجتماعية والثقافية واالقتصادية‬
‫والبيئية القائمة ‪.‬‬

‫‪ -‬انتاج املعرفة وتقدمي احللول املبتكرة واألفكار اجلديدة جلميع القطاعات اجملتمعية احمللية والعاملية ويف كل‬
‫جوانب احلياة ‪.‬‬

‫‪ -‬عملية يتم مبوجبها حتويل األفكار البحثية إىل ممارسات تطبيقية من شأهنا حتسني نتائج الواقع يف اجملتمع ‪.‬‬

‫‪ - 1‬خالد حسني سعيد العسريي‪ ،‬مقومات االبتكار االجتماعي كمدخل لتطوير االدارة اجلامعية من وجهة نظر اهليئة االدارية واألكادميية يف‬
‫اجلامعات السعودية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه الفلسفة يف اإلدارة الرتبوية والتخطيط‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،2015 ،‬ص ‪55‬‬

‫‪65‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬مدخل تطويري للمنظمات من خالل تطوير اإلدارة الديناميكية‪ ،‬وتطبيق تنظيمات ذات أشكال مرنة‪،‬‬
‫وحتقيق كفاءة التعيني واالستقطاب‪،‬وحتقيق اجلودة العالية يف العمليات اإلدارية وابلتايل حتقيق كفاءة املخرجات‪.‬‬

‫وعن الفرق أو العالقة بني اإلبتكار اإلجتماعي واملقاوالتية اإلجتماعية‪ ،‬جند أنه يف كثري من األحيان يتم‬
‫استخدام املصطلحني كمرادفني لبعضهما خاصة فيما يتعلق ابملشاريع اإلجتماعية‪ ،‬إال أن االبتكار االجتماعي‬
‫يف حقيقة األمر أعم وأمشل من املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬ابعتباره الفضاء واجملال الذي حيقق فيه التغيري‬
‫االجتماعي املنشود عن طريق تلبية االحتياجات االجتماعية واجياد حلول مستدامة لتحدايت اجملتمع وتطوير‬
‫القطاعات احليوية مثل التعليم والعمل والصحة وغريها‪ ،‬ويكون ذلك من خالل اسرتاتيجيات وأفكار وأنظمة‬
‫جديدة تسعى إىل تعزيز طرق وأساليب عمل املؤسسات احلكومية وغري احلكومية‪ ،‬أي أنه ظاهرة عامة ومظلة‬
‫جملموعة من املصطلحات كـ‪ :‬رايدة األعمال‪ ،‬املشاريع اإلجتماعية‪ ،1‬السياسات احلكومية‪ ،‬العمل اجلمعوي‪،‬‬
‫رايدة األعمال االجتماعية‪،‬املشاريع التجارية ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬املسؤولية االجتماعية ملنظمات األعمال‪،‬‬
‫إذن فاالختالف اجلوهري بني هذين املفهومني‪ ،‬ينطلق من كون أن االبتكار االجتماعي ظاهرة متعددة املداخل‬
‫ترمي للتحسني أو التغيري اإلجتماعي االجيايب‪ ،‬من خالل حتويل األفكار إىل ممارسات من شأهنا حتسني الواقع‬
‫اجملتمعي (النتائج)‪ ،‬بغض النظر عن اجلهة واجملال الذي حيقق فيه ذلك سواءا كانوا أفرادا ‪ ،‬مجاعات‪ ،‬مؤسسات‬
‫حكومية أو غري حكومية أي أهنا عمليه تستهدف النظام أبكمله يف إطار أكرب من االجتاهات الواسعة يف‬
‫الفكر واملمارسة لتغيري الطرق واألساليب واالجراءات التنظيمية يف العمل‪ ،‬بينما املقاوالتية عموما واملقاوالتية‬
‫االجتماعية على وجه اخلصوص تنطوي عملياهتا يف الغالب على األفراد‪ ،‬وابلتايل فهي أداة من أدوات اإلبتكار‬
‫االجتماعي أي أن املقاولني االجتماعني ميثلون أحد َقواد االبتكار االجتماعي الذي ميثل نتيجة ملا يقومون به ‪.‬‬
‫والشكل املوايل يوضح ذلك ‪:‬‬

‫‪1 - Kathrin L ، Susan M ، Dominik R ، Social Innovation :Expert Opinion on the Status Quo and Future‬‬
‫‪Directions ،Editor (World Vision Center for Social Innovation) Institute for Tranfomation in Business and‬‬
‫‪Sociiety . EBS University of Business AND Law . Germany April 2013 .p 11‬‬

‫‪66‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم (‪ : )09‬مستوى مفهوم االبتكار االجتماعي‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬املقاولة االجتماعية ضمن مكوانت االقتصاد االجتماعي والتضامين‬

‫تشكل منظمات االقتصاد االجتماعي والتضامين واليت من بينها املقاوالت االجتماعية قطاع اثلثا إىل‬
‫جانب القطاعني العام واخلاص‪ ،‬قد تساهم إذا ما فٌـ َعل نشاطها يف إحداث التوازانت االقتصادية‪ -‬االجتماعية‪،‬‬
‫من خالل عملها يف جماالت حتسني التعليم والصحة والبيئة والتنمية اجملتمعية احمللية والتمويل األصغر ملشروعات‬
‫األهايل وغريها من اخلدمات االجتماعية اليت حيتاجها اجملتمع احمللي‪ ،‬حيث أولت هلا العديد من الدول وكذا‬
‫املنظمات الدولية اهتماما متزايدا ابعتبارها مسارا تكميليا ومدعما للتنمية املستدامة ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم االقتصاد االجتماعي والتضامين ‪:‬‬

‫بدأ هذا املفهوم ينتشر يف تسعينيات القرن املاضي وأخذ حيضى بتأييد واسع ومتزايد ابعتباره بديال‬
‫مبتكرا عن منوذج التنمية التقليدي القائم على دعم النمو‪ ،‬وهذا بعدما أخذت املشكالت االجتماعية كالفقر‬
‫والبطالة وغريها يف التفاقم وذلك على الرغم من تسجيل معدالت منو مرتفعة يف كثري من األحيان ‪.‬‬

‫ولقد تعددت التسميات اليت اطلقت على هذا املفهوم كـ اقتصاد‪ :‬القطاع التطوعي‪ ،‬القطاع غري‬
‫احلكومي‪ ،‬القطاع غري اهلادف للربح‪ ،‬االقتصاد االجتماعي‪ ،‬االقتصاد التضامين‪ ،..‬ويعىن االقتصاد االجتماعي‬
‫والتضامين بقطاع اثلث يف مقابل القطاع العام والقطاع اخلاص‪ ،‬والذي يشمل التعاونيات واملنظمات غري‬
‫اهلادفة للربح واملشروعات (املقاوالت) االجتماعية واجلمعيات اخلريية‪ ،‬اليت تتميز ابنتاج السلع واخلدمات‬
‫واملعارف والسعي يف الوقت ذاته إىل حتقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية وتعزيز التضامن؛ أما اجمللس‬

‫‪67‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي املغريب فيعرف هذا االقتصاد بكونه‪ :‬يعرب عن جمموع األنشطة االقتصادية‬
‫واالجتماعية اليت تنتظم يف شكل بنيات مهيكلة أو جتمعات ألشخاص ذاتيني أو معنويني‪ ،‬هبدف حتقيق‬
‫املصلحة اجلماعية واجملتمعية‪ ،‬وهي أنشطة مستقلة ختضع لتدبري مستقل دميقراطي وتشاركي‪ ،‬يكون االخنراط فيه‬
‫حر‪ ،‬حيث ينتمي إىل االقتصاد االجتماعي والتضامين مجيع املؤسسات اليت ترتكز أهدافها األساسية ابلدرجة‬
‫األوىل على ما هو اجتماعي أي تلبية احلاجيات االجتماعية ومواجهة األوضاع االجتماعية الصعبة مع الرتكيز‬
‫يف الوقت ذاته على العنصر البشري‪ ،‬من خالل تقدميها لنماذج مستدامة من الناحية االقتصادية (مقاوالت)‬
‫وحتقق منو مدجما‪1‬؛ كما يدرس هذا الفرع من االقتصاد العالقة بني هذا األخري والسلوك االجتماعي‪ ،‬فيحلل‬
‫سلوك املستهلك وأتثره ابجلوانب االجتماعية واألخالقيات واالعتبارات االنسانية األخرى‪ ،‬ويفحص األنشطة‬
‫املرتبطة ابالقتصاد يف اجملتمع لدى املنظمات الفاعلة فيه‪ .2‬ويهدف إىل معاجلة املشاكل االجتماعية واالقتصادية‬
‫الرئيسية كالفقر وقلة فرص العمل املستقر (وهو ما يتسق مع أهداف التنمية املستدامة ‪ ،)32030‬من خالل‬
‫تيسري الوصول إىل التمويل ومعلومات السوق‪ ،‬وعناصر االنتاج والتكنولوجيا وخدمات الدعم‪ ،‬واألسواق‪ ،‬للحد‬
‫من عدم املساواة يف سوق العمل وسوق املنتجات وحتسني مستوى الدخل وضمان استمراره‪.‬‬

‫وتشرتك أنشطة االقتصاد االجتماعي والتضامين يف جمموعة من القيم و املبادئ األساسية‪ ،‬نوضحها يف‬
‫اجلدول التايل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تقرير اجمل لس االقتصادي واالجتماعي والبيئي للملكة املغربية حول موضوع " االقتصاد االجتماعي والتضامين رافعة لنمو مدمج"‪،2015 ،‬‬
‫ص ‪ - ، 42‬النمو املدمج ‪ :‬هو الذي يتحقق عن اإلدماج االجتماعي (األشخاص) واإلدماج االقتصادي (املقاوالت) واإلدماج اجملايل (جغرايف) ‪،‬‬
‫أي الذي يسعى إىل حتقيق أداء اقتصادي قوي وإىل حتسني مستوى ونوعية حياة األفراد من خالل األخذ يف االعتبار الشرائج االجتماعية املهمشة‬
‫وعدد من التحدايت االجتماعية وقطاعات جتارية مهجورة أو غري مستثمرة ‪ ،‬وعدد من املناطق اجلغرافية اليت يتعني اكتشافها‬
‫‪ - 2‬منظمة العمل العربية ‪ ،‬دور االقتصاد االجتماعي والتضامين "التعاونيات" يف زايدة فرص التشغيل ‪ ،‬البند التاسع ‪ ،‬مؤمتر العمل العريب الدورة‬
‫‪ 43‬القاهرة ‪ 17-10 ،‬أبريل ‪. 2016‬‬
‫‪ -3‬انظر اهلدف الثامن الذي ينص على ‪ :‬تعزيز النمو االقتصادي املطرد والشامل للجميع واملستدام ‪ ،‬والعمالة الكاملة واملنتجة ‪ ،‬وتوفري العمل‬
‫الالئق للجميع ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ : )03‬مبادئ االقتصاد االجتماعي والتضامين‬

‫‪ -‬احلكم الدميقراطي من القيم األساسية لالقتصاد االجتماعي والتضامين ‪.‬‬ ‫‪ -1‬املشاركة ‪ /‬التشاركية‬
‫‪ -‬مشاركة املعنيني هبذا االقتصاد من مستخدمني ومستفيدين يف صنع القرار ‪.‬‬
‫‪ -‬املسؤولية املشرتكة ‪.‬‬
‫‪ -‬متكني املستفيدين من خالل طرق العمل القائمة على املشاركة ‪.‬‬
‫‪ -‬املساواة بني الناس يف إبداء الرأي والتصويت ‪.‬‬
‫‪ -‬بديل "ابتكاري" عن النماذج االقتصادية التقليدية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التضامن واالبتكار‬
‫‪ -‬من االقتصادات الشاملة اليت تعود ابلفائدة على اجملموعات األكثر حرماان وهتميشا‬
‫وفقرا‪ ،‬ما يصعب حتقيقه يف إطار اخلطط االقتصادية العادية والنيوليربالية أو برامج املساعدة‬
‫والتنمية التقليدية ‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة إىل املرونة واالبتكار لتوجيه املوارد والفوائد إىل املستفيدين واملسامهني ‪.‬‬
‫الطوعية ‪ -‬املشاركة طوعا يف مؤسسات االقتصاد االجتماعي والتضامين ‪.‬‬ ‫املشاركة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -‬هنج االنطالق من القاعدة‪ ،‬إنشاء املؤسسات بناءا على االحتياجات االجتماعية ‪.‬‬ ‫واالستقاللية‬
‫‪ -‬اقتصاد مستقل بطبيعته ‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء فرص للمجتمعات إلنشاء املشاريع واحلصول على مهارات وموارد وفرص عمل‬
‫وفوائد يتعذر حتقيقها من خالل اقتصادات السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز ثقافة جمتمعية قائمة على التعاون والدعم املتبادل ‪.‬‬ ‫‪ -4‬املصلحة العامة‬
‫‪ -‬املشاركة يف املسؤوليات ‪.‬‬
‫‪ -‬اهلدف الرئيسي هو النمو والرفاه للجميع‪ ،‬دون االنتقاص من رفاه األفراد ضمن اجملموعة‬
‫املصدر ‪ :‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا‪ ،‬االقتصاد االجتماعي التضامين أداة لتحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬جملة‬
‫العدد ‪ ،4‬سلسلة السياسات العامة األمم املتحدة‪ ،2014 ،‬ص ‪2‬‬

‫وعموما ختتلف منظمات القطاع الثالث (االقتصاد االجتماعي والتضامين) عن القطاعني العام و اخلاص يف‬
‫شكل امللكية ويف اهلدف من قيامها ويف إدارهتا‪ ،‬وتعترب وجواب املؤسسات املصنفة ضمن ذلك تلك اليت تتخذ‬
‫كال من األشكال التالية‪:1‬‬

‫‪ - 1‬معاذ مجايعي ‪ ،‬االقتصاد التضامين واالجتماعي ‪ :‬احلدود واآلفاق ‪ ،‬مركز الدراسات االسرتاتيجية والديبلوماسية ‪ ،‬تونس ‪ ،‬مارس ‪، 2019‬‬
‫مقال منشور على الرابط ‪ ، https://www.csds-center.com :‬اتريخ االطالع ‪2019/12/14 :‬‬

‫‪69‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬التعاونيات ‪:‬‬

‫تستحدث عن طريق جمموعة من األشخاص الطبيعيني هبدف تغطية املخاطر املالزمة بطبيعتها لإلنسان‬
‫بصفة تكميلية لألنظمة القانونية للضمان االجتماعي والتغطية الصحية وإسداء خدمات املساعدة يف إطار‬
‫التضامن والتعاون لفائدة املنخرطني وأويل احلق منهم مقابل دفع حقوق االشرتاك‪ ،‬كما عرفت األمم املتحدة‬
‫اجلمعيات التعاونية أبهنا "مجاعة مستقلة من األشخاص يتحدون اختياراي لتلبية احتياجاهتم االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية وتطلعاهتم املشرتكة‪ ،‬من خالل امللكية اجلماعية ملشروع تتوافر فيه دميقراطية اإلدارة‬
‫والرقابة"‪ ،1‬ويشكل انشاء هذا الصنف والتوسع فيه مطلبا ضروراي ضمن سياق تشجيع التوجه املقاواليت‬
‫االجتماعي‪ ،‬نظرا للمزااي االقتصادية واالجتماعية اليت يوفرها فضال عن امكانية جتسيده يف خمتلف القطاعات‬
‫املهنية كالفالحة بشعبها املختلفة‪ ،‬والسياحة ابرتباطاهتا املتعددة ‪.‬‬

‫‪ -2‬التعاضدايت ‪:‬‬

‫وهي شركات ذات رأس مال ومنخرطني قابلني للتغيري يقع تكوينها بني أشخاص هلم مصاحل مشرتكة‬
‫يتحدون قصد إرضاء حاجياهتم وحتسني أحواهلم املادية‪ ،‬وتعرف التعاضدية االجتماعية يف التشريع اجلزائري‬
‫أبهنا شخص معنوي خيضع للقانون اخلاص‪ ،‬ذات غرض غري مربح‪ ،‬تسري مبوجب أحكام القانون رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪-15‬‬
‫‪ 02‬املتعلق ابلتعاضدايت وقانوهنا األساسي‪ ،‬يكون االنضمام إليها بصفة طوعية واختيارية ‪ ،‬أما أتسيسها فيتم‬
‫من طرف الفئات التالية وذلك وفق التنظيم احملدد واملعمول به ‪:2‬‬

‫‪ -‬العمال األجراء يف املؤسسات واملقاوالت العمومية أو اخلاصة ‪.‬‬

‫‪ -‬األشخاص الذين ميارسون نشاطا حلساهبم اخلاص‬

‫‪ -‬األشخاص املتقاعدون‪ ،‬أو أصحاب املعاشات أو الريوع بعنوان الضمان االجتماعي‬

‫‪ -‬اجملاهدون أو أرامل الشهداء الذين هلم معاشات من الدولة ‪ ،‬ذوو حقوق املتعاضدين املتوفني ‪.‬‬

‫‪ - 1‬موقع األمم املتحدة‪ ،‬أنظر الرابط‪ ،https://www.un.org/ar/events/coopsyear/about.shtml :‬اتريخ اإلطالع‪2020/07/10 :‬‬


‫‪ - 2‬موقع وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي اجلزائرية‪ ،‬متوفر على الرابط‪ ،/https://www.mtess.gov.dz/ar :‬اتريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2020/07/10‬‬

‫‪70‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫وتتمث ل موارد التعاضدايت االجتماعية عالوة على موردها الرئيسي املتمثل يف اشرتاكات منخرطيها‪ ،‬يف اهلبات‬
‫والوصااي والعائدات املتأتية من األداءات اليت تقدمها‪ ،‬ومن عائدات األموال اليت توظفها أو تستثمرها ومن‬
‫عائدات الدعاوي التعويضية‪ ،‬حيث ختصص هذه املوارد لتمويل وتغطية ما يلي‪ :‬االداءات الفردية واجلماعية‪،‬‬
‫برانمج االستثمار وهذا الذي يهمنا تبعا ملوضوع دراستنا‪ ،‬أتسيس صندوق اإلحتياط‪ ،‬ومصاريف سري‬
‫التعاضدية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -3‬التجمعات والشركات التعاونية للخدمات الفالحية‪:‬‬

‫وهي شركات ذات رأس مال متغري ومسامهني متغريين‪ ،‬تنشط يف قطاع اخلدمات املتصلة ابلفالحة‬
‫والصيد البحري‪ ،‬وهتدف إىل تقدمي خدمات للشركاء فيها بغرض أتهيل املستغالت الفالحية وحتسني التصرف‬
‫يف اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪ – 4‬شركات التأمني ذات الصبغة التعاونية ‪:‬‬

‫وهي شركات مدنية تضمن للمنتسبني هلا دفع تعهداهتا كليا يف صورة حتقق اخلطر الذي تكفلت بتغطيته‬
‫مقابل معلوم االشرتاك وأن تتوىل توزيع فائض مقابيضها على منتسيبيها ابلشروط املضبوطة بنظامها األساسي‬
‫أو متويل املشاريع املندرجة يف االقتصاد التضامين واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ -5‬مؤسسات التمويل الصغرى املكونة يف شكل مجعيات‪:‬‬

‫وهي كل شخص معنوي ميارس اعتياداي العمليات املرخص هبا يف إطار التمويل الصغري ‪.‬‬

‫‪ -6‬مؤسسات العمل االجتماعي‪:‬‬

‫وهي املؤسسات اليت ينحصر موضوعها يف العمل االجتماعي لفائدة الفئات االجتماعية ذات‬
‫االجتياجات اخلصوصية‪ ،‬كما ينشط داخل هذه املنظومة عدة فاعلني لعل أبرزهم ‪ :‬مؤسسات القطاع‬
‫العمومي‪ ،‬املؤسسات الناشطة يف السوق الرأمسالية‪ ،‬منظمات اجملتمع املدين احمللية‪ ،‬املمولون ال َدوليَون‪ ،‬نقاابت‬
‫العمال واملنظمات املمثلة للعاطلني عن العمل ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثان ‪ :‬دور املقاولة االجتماعية يف ظل االقتصاد االجتماعي والتضامين ‪:‬‬

‫ابملوازاة مع تطور االقتصاد التضامين واالجتماعي يف أجزاء كثرية من العامل‪ ،‬ففي الربازيل مثال توجد أكثر‬
‫من ‪ 22.000‬مؤسسة من منظمات االقتصاد التضامين أغلبها تعاونيات عمالية ومؤسسات إنتاجية يعمل‬
‫فيها أكثر ‪ 1.7‬مليون شخص‪ ،‬ويف االحتاد األوريب يقدر معدل ما يندرج ضمن هذا اإلقتصاد ما نسبته ‪10‬‬
‫‪ %‬من إمجايل عدد الشركات‪ ،1‬إذ ميثل ما بني ‪ % 9‬و‪ % 11.5‬من الساكنة النشيطة يف بلدان كالسويد‬
‫وبلجيكا وإيطاليا وفرنسا وهولندا‪ ،‬كما يساهم هذا القطاع بنسبة ‪ % 10‬من الناتج الداخلي اخلام يف كل من‬
‫فرنسا وبلجيكا و ‪ % 10.2‬يف هولندا‪ ،2‬أرقام توضح أبن األمر يتعلق بواقع ال ميكن جتاهله من طرف الدولة‬
‫وكذا اجملتمع‪ ،‬ومن مث أتيت املقاولة االجتماعية لتشكل جزءا مهما منه ومنوذجا صاعدا من هذا التنظيم‬
‫االقتصادي يقوم على استخدام األساليب االبداعية واملبتكرة إلنشاء وتنمية املشروعات واملؤسسات اليت حتقق‬
‫أتثريا اجتماعيا واسع النطاق يقاس جناحه ابلقيمة (املنفعة أو الفائدة) االجتماعية وكذا ابلربح املادي احملققني‬
‫معا‪ ،‬وذلك من خالل العمل على إدماج الفئات الضعيفة والعاطلة يف احلياة العملية ليصبحوا قيمة مضافة‬
‫لذواهتم وجملتمعهم ال عبئا مستهلكا للمنح والتربعات فقط ‪.‬‬

‫إذن فاملقاولة االجتماعية تشكل أوال أحد ضماانت التنمية املدجمة والعدالة االجتماعية‪ ،‬ميكن من خالهلا‬
‫معاجلة التحدايت الدائمة اليت تواجه املسار اإلمنائي ابعتبارها وسيلة حتد من فرص العمل غري املستقرة ومت َكن‬
‫درة للدخل ‪.‬‬
‫األفراد خصوصا ذوو الكفاءات واملهارات املختلفة من إنشاء مشاريعهم وتطوير أنشطة ُم َ‬
‫اثنيا ‪ :‬تساهم املقاولة االجتماعية ومن خالهلا االقتصاد االجتماعي والتضامين يف أتمني وصول عادل للموارد‬
‫الطبيعية واالستثمار فيها من خالل التجمعات والشركات التعاونية الناشطة يف قطاع الزراعة أو الصيد البحري‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬ويف بعض األحيان تقدم املقاولة االجتماعية حلوال بديلة للمشاكل البيئية من خالل مشاريع‬
‫إعادة التدوير والرسكلة‪ ،‬االبتكار يف استخدام املوارد املتجددة‪ ،‬اإلنتاج العضوي للسلع ‪ ،...‬أو حلوال ملشاكل‬
‫تعليمية كضعف املناهج الدراسية والتسرب املدرسي عن طريق املدارس اخلاصة واملراكز أو املعاهد ذات‬
‫االختصاصات املتعددة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نسب مقدمة من طرف منظمة العمل الدولية ‪ ،‬أنظر الرابط ‪ ، https://www.ilo.org :‬اتريخ االطالع ‪2019/12/15 :‬‬
‫‪ - 2‬تقرير اجمللس االقتصادي واالجتماعي والبيئي للملكة املغربية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪79‬‬

‫‪72‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫اثلثا ‪ :‬الوصول عن طريق املقاولة االجتماعية إىل متكني اجلهات غري التقليدية ذات الفاعلية االقتصادية ‪،‬‬
‫وعلى رأسها فئة النساء املاكثات ابلبيوت ال سيما يف اجملتمعات الريفية وكذا فئة ذوي االحتياجات اخلاصة‪ ،‬مما‬
‫يساعد على هيكلة األنشطة غري النظامية وتشجيع اإلدماج املهين ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬تشجع املقاوالت االجتماعية يف ظل االقتصاد االجتماعي والتضامين على انشاء أدوات متويل جديدة‬
‫من جهة وتفعيل نشاط أدوات أخرى قائمة من جهة اثنية‪ ،‬من شأهنا متويل املبادرات املقاوالتية اليت يفتقد‬
‫أصحاهبا للتمويل الالزم هلا أو اليت ترغب بعض اجلهات كاجلمعيات االحرتافية يف اطالقها ورعايتها ‪ ،‬ومن‬
‫األمثلة ‪ :‬الصندوق الوطين للتأمني على البطالة‪ ،‬الوكالة الوطنية لتسيري القرض املصغر ‪ ،‬وكذلك صندوق الزكاة‬
‫وما أدراك ما الزكاة‪ ،‬وعاء واسع ومتنوع يُش َكل مصدرا مهما لتمويل مشاريع املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التشجيع على االبداع واالبتكار من خالل البحث عن حلول غري تقليدية للتحدايت واملشاكل‬
‫االجتماعية والبيئية والعمل على جتسيدها‪ ،‬وكذا تعزيز القيم واملبادئ اليت من شأهنا تعميق روح املواطنة‬
‫والتكافل االجتماعي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تعزيز شبكة العالقات االجتماعية أو ما يصطلح عليه يف أدبيات إدارة األعمال بـ ٍ"رأس املال‬
‫االجتماعي"‪ ،‬حيث ميثل انتشار مشاريع املقاوالتية االجتماعية أحد املظاهر اإلجيابية العالية املستوى لرأس املال‬
‫اإلجتماعي اليت من شأهنا إحداث تفاعالت اجتماعية قائمة على املشاركة يف اجياد احللول للمشاكل‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية يف اجملتمع‪ ،‬وقد أشار املفكر –مالك بن نيب‪ -‬لشبكة العالقات اإلجتماعية‬
‫مسميا إايها بـ "البذرة الدينية"‪ ،‬أي العنصر الديين الذي يقوم بعملية الربط والتفاعل بني عناصر إحداث التغيري‬
‫اإلجتماعي (عامل األشخاص‪ ،‬عامل األفكار‪ ،‬عامل األشياء) ومن أجل أن تؤدي وظيفتها على أحسن وجه‪. 1‬‬

‫سابعا‪ :‬يقوم منطق املقاولة االجتماعية على خلق القيمة عن طريق معاجلة احلاالت واملشكالت اليت قد تنشأ‬
‫جراء فشل أو عدم قدرة السوق واحلكومة معا يف اهليمنة عليها‪ ،‬وامتدادا هلذا الدور اهلام واالسرتاتيجي اقرتح‬
‫َ‬
‫الباحث الفرنسي (‪ )Filipe M Santos‬سنة ‪ 2009‬يف مقال له معنون بـ "النظرية االجيابية للمقاوالتية‬
‫االجتماعية ‪ 2")A Positive Theory of Social Entrepreneurship‬نظرية هتدف إىل تطوير البحث العلمي‬
‫يف املقاوالتية االجتماعية من خالل تسليط الضوء على املفاضلة الرئيسية بني خلق القيمة والتقاط القيمة وشرح‬

‫‪ - 1‬مالك بن نيب‪ ،‬ميالد جمتمع – شبكة العالقات االجتماعية ‪ ،‬ترمجة عبد الصبور شاهني ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق سوراي ‪ ، 1962 ،‬ص ‪20‬‬
‫‪2 - Filipe M , Santos , A Positive Theory Of Social Entrepreneurship , Faculty & Research Working Paper ,‬‬
‫‪Social Innovation Centre , INSEAD, Fontainebleau France, 2009‬‬

‫‪73‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫مىت قد تنشأ حاالت فشل السوق واحلكومة يف وقت واحد‪ ،‬مؤكدا يف الوقت ذاته على الدور احليوي واملتنامي‬
‫للمقاوالتية االجتماعية يف اجملتمع احلديث وذلك من خالل السعي إلجياد حلول مستدامة للمشاكل املهملة ‪،‬‬
‫وأضاف أن نظرية املقاولة االجتماعية تتسق متاما مع املنطق االقتصادي السائد إال يف جانب واحد‪ ،‬وهو الذي‬
‫أشار له "آدم مسيث" قدميا يف كتابه املشهور "ثروة األمم" ما مسَاه "اليد اخلفية" إبقراره أن السلوك البشري حيرك‬
‫العمل اإل قتصادي ابملصلحة الذاتية أي أن املنفعة العامة تتحقق عندما يسعى الفرد إىل تعظيم منفعته الذاتية‪،‬‬
‫وحىت حديثا جند كل من "‪ "Jhonson & Meklin‬ونظرية الوكالة اليت أتسست حول اشكالية فصل امللكية عن‬
‫اإلدارة يف املنظمات ابفرتاض وجود طرف يلجأ لطرف آخر ليقوم مقامه ابمسه وحلسابه بعمل ما‪ ،‬كل طرف‬
‫يسعى لتحقيق أو تعظيم مصاحله‪ ،‬مما قد يؤدي إىل تضارب أو تعارض مصاحل الطرفني يف كثري من األحيان‬
‫وابلتايل ضرورة وجود ضماانت بينهما وهي ما اصطلح عليها بـ "احلوكمة"‪ ،‬حيث وعلى الرغم من أن "آدم‬
‫مسيث" الحظ قبل ذلك أن التعاطف اجتاه اآلخرين ميكن أن يكون حمددا آخرا للسلوك البشري (نظرية‬
‫املشاعر األخالقية)‪ ،1‬لكن مل يُعطى تصورا (كما هو احلال ابلنسبة للمقاولة االجتماعية) ميزج بني العمل‬
‫اإلقتصادي القائم على تعظيم املصاحل الذاتية والعمل االجتماعي القائم على االهتمام ابآلخرين ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬دليل إنشاء مشروع املقاولة اإلجتماعية ‪:‬‬

‫يفرتض أن يتبع املقاول االجتماعي (رائد العمل االجتماعي) منهجية ينظم من خالهلا أفكاره‬
‫وتصوراته قصد حتويلها خلطة عمل قادرة على حتقيق نتائج فعلية يف امليدان‪ ،‬وعموما ميكن أن يتم ذلك وفق‬
‫ثالثة مراحل كما هو مبني يف اجلدول التايل ‪:‬‬

‫‪1 - Frank Robert , A theory of moral sentiments ,In J.J. Mansbridge (ED), Beyond self-interest, University of‬‬
‫‪Chicago Press, 1990, pp 71-96‬‬

‫‪74‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ : )04‬مراحل وخطوات املقاوالتية االجتماعية‬

‫‪ -1‬املقاول االجتماعي‬ ‫مرحلة التصور‬


‫‪ -2‬املشكلة اجملتمعية‬
‫‪ -3‬القيمة املقرتحة‬
‫‪ -1‬هندسة احللول‬ ‫مرحلة التصميم‬
‫‪ -2‬النموذج املستدام‬
‫‪ -3‬اطار التأثري‬
‫‪ -4‬مولد القيمة‬
‫‪ -1‬التصميم التجرييب‬ ‫مرحلة العمل‬
‫‪ -2‬تعبئة املوارد‬
‫‪Source : Filipe Santos and other , The social Entrepreneur s Guide To Changing The World from‬‬
‫‪inspirational vision to successful impact venture , Social Business School , Portugal , p 6 , See link :‬‬

‫‪www.animaweb.org/sites/default/files/emi-social-entrepreneurship-guide.pdf , date of perusal : 23/12/2019‬‬

‫‪ -1‬مرحلة التصور‪ :‬يتم يف هذه املرحلة اكتشاف واكتساب وعيا وادراكا مبفهوم املقاوالتية االجتماعية‬
‫واملقاول االجتماعي على وجه التحديد‪ ،‬وكذا القدرة على تفسري وتصنيف املشاكل االجتماعية‪ ،‬فضال عن‬
‫معرفة الدوافع اليت تسند املقاولون االجتماعيون الختيار املشاريع املنتمية هلذا النسق من املقاوالتية ‪ .‬وذلك وفق‬
‫اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪ 1-1‬املقاول االجتماعي‪ :‬وقد أشران فيما سبق ملاهية املقاول االجتماعي وأهم صفاته‪ ،‬فاملقاولون‬
‫االجتماعيون هم أشخاص هلم رغبة عميقة يف مساعدة اآلخرين تدفعهم يف ذلك إرادة حلل التحدايت‬
‫االجتماعية أو ابألحرى اجملتمعية بطريقة فعالة عن طريق إجياد حلول مبتكرة ومستدامة للمشاكل االجتماعية‬
‫اهلامة واملهملة أو اليت غالبا ال تستطيع احلكومات لوحدها أن تتحمل عبئ معاجلتها والقضاء عليها كلية‪ ،‬ومن‬
‫مث السعي لتنفيذها يف شكل مبادرات أو مشاريع ذات أتثري وقيمة اجتماعيتني ‪.‬‬
‫‪ 2-1‬املشكلة اجملتمعية‪ :‬يتم يف هذه اخلطوة حتديد ومعرفة املشكلة األساسية املراد استهدافها وذلك من‬
‫خالل وصفها كميا ونوعيا وكذا حتليل أسباهبا وآاثرها‪ ،‬وميكن االعتماد يف ذلك على أسلوب الشجرة كأحد‬
‫األساليب التحليلية والفعالة حلل املشكالت‪ ،‬وذلك ابعتبار أن ساق الشجرة يرمز للمشكل يف حد ذاته‪،‬‬
‫واجلذور هم األسباب غري الظاهرة واملؤدية حلدوث املشكل‪ ،‬حيث يتيح هذا األسلوب لدى املقاول‬

‫‪75‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫االجتماعي معرفة أسباب املشكلة كخطوة أوىل لتحليلها وجتزئتها‪ ،‬وابلتايل اعتمادها كمدخل لتشخيص‬
‫املشكل الذي قد يبدوا يف البداية أبنه معقد وصعب املعاجلة (كحال عمل الطبيب الذي يشخص مرضا يف‬
‫جسم ما)‪ ،‬أما األوراق أو الثمار فهي األعراض واآلاثر النامجة عن املشكلة‪ ،‬واهلدف من ذلك هو تعزيز احلوار‬
‫واملناقشة بشأن املشكلة األساسية بغية الوصول إىل حلول ابداعية وفعالة هلا ليس فقط مع أعضاء فريق املقاولة‬
‫االجتماعية وإمنا كذلك أصحاب املصلحة اآلخرين إذ ينبغي أن يستند التحليل إىل امليدان ‪ ،‬والشكل التايل‬
‫يوضح ذلك ‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )10‬شجرة حتليل املشكلة‬

‫اآلثـ ــار‬

‫املشكل‬
‫األساسي‬

‫األسب ــاب‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد علىة عدة مراجع‬

‫ويتم تصميم هذه الشجرة ابتباع اخلطوات التالية ‪:‬‬

‫أ‪ /‬اختيار املشكلة األساسية‪ :‬أي حتديد بدقة املشكلة الرئيسية اليت يتعني حتليلها ومعاجلتها‪ ،‬وجتنب املفاهيم‬
‫العامة أو املبهمة كأن يقال املشكلة املختارة مثال هي‪ :‬البطالة‪ ،‬فهذه مشكلة واسعة جدا وأسباهبا وآاثرها‬
‫وحلوهلا خيتلفون تبعا للنوع املراد استهدافه‪ ،‬كـ بطالة الشباب املهاجرين (احلراقة)‪ ،‬بطالة النساء املاكثات‬

‫‪76‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ابلبيوت ‪...‬؛ ومن املهم يف هذه اخلطوة التأكد من فهم املشكلة من طرف مجيع أعضاء الفريق املشاركني يف‬
‫إجياد احللول هلا‪ ،‬وقبل ذلك أن املشكلة تتسم ابلعناصر الثالثة التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬أهنا مهملة ‪ :‬تتحقق هذه اخلاصة عند عدم وجود حل مهيمن وفعال للمشكلة لسبب أو آخر‪ ،‬كنقص‬
‫الوعي هبا‪ ،‬أو عدم قدرة احلكومة واألسواق اهليمنة عليها ‪ ،‬أو عدم فعالية احللول السابقة ‪..‬‬

‫‪ -‬أهنا ذات تداعيات‪ :‬أي هلا آاثر على اجملتمع وليس فقط على األفراد‪ ،‬وابلتايل يتولد من معاجلتها قيمة‬
‫جمتمعية‪.‬‬

‫‪ -‬أهنا ذات أمهية‪ :‬وذلك من حيث ‪ :‬نسبة انتشارها يف اجملتمع و كذا شدة السلبية فيها ابلنظر لعواقبها ‪.‬‬

‫ب‪ /‬ضبط كافة األسباب (النقائص) املسببة للمشكلة الرئيسية‪ :‬يتم يف هذه اخلطوة التعرف على األسباب‬
‫الكامنة (اجلذور) وراء املشكلة الرئيسية‪ ،‬وذلك من خالل توجيه السؤال بصيغة (ملاذا وكم وكيف ؟) مرة ومرتني‬
‫إىل غاية معرفة األسباب الرئيسية (املباشرة) والثانوية (غري املباشرة) ‪.‬‬

‫ج‪ /‬سرد مجيع اآلاثر النامجة عن املشكلة األساسية‪ :‬ويتم ذلك من خالل النظر يف أعراض املشكلة يف اجملتمع‪،‬‬
‫أي النتائج الظاهرة واملتولدة عنها‪ ،‬وجتدر اإلشارة أن يف بعض األحيان قد يكون األثر والسبب واحد‪ ،‬كأن‬
‫نقول مثال‪ :‬من أسباب البطالة قلة فرص اإلستثمار‪ ،‬وهذا األخري قد يكون نتيجة الرتفاع نسب البطالة ‪.‬‬

‫د‪ /‬تنظيم األسباب والتأثريات يف شكل شجرة‪ :‬بعد اخلطوات السابقة يتم رصد أساس املشكلة وأسباهبا وآاثرها‬
‫وتنظيمها يف شكل شجرة كما هو موضح يف الشكل أعاله ‪.‬‬

‫‪ 3-1‬القيمة املقرتحة‪ :‬بعد حتديد املشكلة األساسية وأسباهبا وآاثرها‪،‬أتيت هذه اخلطوة لتحديد العناصر‬
‫الرئيسية إلقرتاح القيمة اخلاصة بك بعد حتليل بدائل التصميم املتاحة للحلول‪ ،‬ويكون االنتقال من شجرة‬
‫املشكلة إىل اقرتاح القيمة ابتباع ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ /‬كيفية تطوير القيمة املقرتحة ‪ :‬يتحقق ذلك من خالل‪:‬‬

‫أ‪ -1/‬املقارنة ابحللول املهيمنة أو التقليدية‪ :‬وهذا كسبيل للبحث عن حلول أخرى‪ ،‬ابدخال التحسينات اليت‬
‫من شأهنا خلق قيمة ‪ ،‬أو اقرتاح حلول جديدة بناءا على حماولة فهم أسباب استمرار املشكلة وتضييق نطاق‬

‫‪1 - Filipe M , Santos , A Positive Theory Of Social Entrepreneurship , Journal Of Business Ethics ,voulume‬‬
‫‪111, Issue 3, 2012 , pp 335-351‬‬

‫‪77‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫الرتكيز على جمموعة األسباب اليت مل يتم معاجلتها‪ ،‬وميكن االستعانة يف ذلك خبرباء أو االستفادة من التجارب‬
‫السابقة للمنظمات األخرى اليت تقوم بعمل مماثل يف اجملتمع احمللي ‪ ...‬إخل ‪.‬‬

‫أ‪ -2/‬متايز القيمة ‪ :‬عن طريق معاجلة وبناء حل متمايز عن طريق اختيار أفضل سبب أو جمموعة من األسباب‬
‫احملددة سلفا بطرح األسئلة التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو السبب (أو جمموعة األسباب) اليت من املرجح أن معاجلتها تنتج احلل احملتمل للنجاح وخلق قيمة‬
‫جمتمعية؟‬

‫‪ -‬ما هي الفئة املستهدفة واليت ينبغيب أن حتضى ابألولوية‪ ،‬أي من سيستفيد ؟ فمن املهم معرفة الفئة األكثر‬
‫أتثرا ابملشكلة املراد اجياد حلوال هلا ‪.‬‬

‫‪ -‬ما هي اخلربات واملهارات املتوفرة لدى فريق العمل‪ ،‬وكيف ابمكاهنا أن تؤثر يف معاجلة أسباب املشكلة‬
‫املختارة؟‬

‫‪ -‬ما هو جمال اهتمام املقاول االجتماعي أو فريق العمل واجتاه عواطفهم فيما خيص األسباب املختارة املعاجلة‬
‫؟ مبعىن ماهي األسباب اليت تثري حافزية األفراد ملعاجلتها وتساعدهم على التعبري أبعلى مستوى عن مواهبهم ‪.‬‬

‫أ‪ 3/‬حتديد العناصر األساسية للقيمة‪ :‬من العناصر اليت قد تساهم يف خلق القيمة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اجلدة ‪ :‬ابالعتماد على االبداع من خالل تلبية حاجات الفئة املستهدفة أبفكار وطرق جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬األداء ‪ :‬عن طريق حتسني أداء منتجات أو خدمات موجودة يف الواقع ‪.‬‬

‫‪ -‬التخصيص‪ :‬الرتكيز على تكييف املنتجات أو اخلدمات على حسب احتياجات كل طرف من الفئة‬
‫املستهدفة‪.‬‬

‫‪ -‬التصميم ‪ :‬أي متييز شكل املنتج أو اخلدمة ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬العالمة التجارية‪ :‬من خالل استغالل العالمة التجارية خلدمة الفئات امستهدفة‪ ،1‬أي احلصول على قيمة يف‬
‫عمل بسيط من استخدام وعرض منتج معني لشركة ذات عالمة جتارية مشهورة ‪.‬‬

‫‪ -‬االتصال العاطفي ‪ :‬وذلك خبلق مشاعر إجيابية تقرتن ابستخدام منتجات أو خدمات املشروع ‪.‬‬

‫‪ -‬ختفيض التكاليف‪/‬السعر ‪ :‬من خالل اجياد احللول للمشاكل االجتماعية بواسطة منتجات أو خدمات ذات‬
‫أسعار منخفضة‪ ،‬مما قد يضمن للمشروع الذي هو اجتماعي بدرجة أوىل استدامته املالية‪. 2‬‬

‫‪ -‬امكانية الوصول ‪ :‬أي ايصال املنتجات أو اخلدمات لفئة (العمالء) مل تصل إليها من قبل ‪.‬‬

‫‪ -‬الراحة‪ /‬سهولة االستخدام‪ :‬مبعىن جعل املنتجات أو اخلدمات مرحية وسهلة االستخدام مبا يتناسب والفئة‬
‫املستهدفة‪.‬‬

‫ب‪ /‬اإلفصاح عن القيمة املقرتحة‪ :‬فبعد حتديد العناصر األساسية لعرض القيمة من املقاولني االجتماعيني يبقى‬
‫من املهم االعالن عنها للفئة املستهدفة وغريهم من أصحاب املصاحل ‪ ،‬وذلك بطريقة واضحة وموجزة ابلرتكيز‬
‫على اخلصائص الفريدة واملميَزة للمبادرة املقاوالتية اليت من شأهنا خلق قيمة للجمهور املستهدف ‪ ،‬ولتكن يف‬
‫شكل رسالة للمشروع جتيب على األسئلة التالية ‪ :‬ماذا‪ ،‬من‪ ،‬كيف وملاذا‪ ،‬أي مجلة خمتصرة توضح نوع املنتج‬
‫أو اخلدمة والفئة املستهدفة مث مسار وطريقة العمل وكذا األسباب الرئيسية لقيام املشروع ‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة التصميم‪ :‬بعد امتام مرحلة التصور أتيت مرحلة التصميم أي تصميم حل مستدام يعاجل األسباب‬
‫اجلذرية للمشكلة االجتماعية‪ ،‬وذلك ابتباع اخلطوات التالية ‪:‬‬

‫‪ 1-2‬هندسة احللول ‪ :‬ويتأتى ذلك من خالل فهم الروابط بني العناصر األساسية للقيمة املقرتحة وحتديد‬
‫األنشطة اليت يتعني تطويرها لتحقيق تلك القيمة‪ ،‬وذلك ابتباع مايلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬مثال ذلك ‪ :‬مشروع املنتج األمحر (‪ : 2006 )RED‬حيث قامت مؤسسة اجتماعية تعىن ابلوقاية وعالج املصابني بفريوس فقدان املناعة‬
‫(ايدز) وبدال عن اكتفائها جبمع التربعات فقط‪ ،‬أطلقت هذا املشروع لتوليد تدفق مايل مستدام ابلتعاون مع الشركات الرائدة مثل ‪Apple :‬‬
‫و‪ Starbuks‬وغريها ‪ ،‬وهو عبارة عن منتجات بلون أمحر مميز توجه جزء من عائدات بيعها ملكافحة مرض (االيدز) ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مثال ذلك ‪ :‬مشروع تكلم (‪ )PRO‬يف الربتغال الذي يهدف إىل حل مشكلة االقصاء االجتماعي والثقايف للمهاجرين بسبب جهلهم ابللغة‬
‫ونق فهمهم هلا ‪ ،‬وذلك من خالل عروض سريعة ومنخفضة التكلفة لتعليم اللغة وخدمات الرتمجة ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ /‬تطوير نظام النشاط ‪ :‬نظام النشاط هو أداة توضح (ترسم) األنشطة اهلامة وعالقاهتا مع بعضها البعض ومع‬
‫العناصر األساسية للقيمة املقرتحة ‪ ،‬وميكن القيام هبذه العملية يف ثالثة خطوات هي ‪:‬‬

‫أ‪ 1/‬اعادة النظر يف العناصر األساسية للقيمة املقرتحة ‪ :‬أي النظر مرة أخرى يف العناصر األساسية للقيمة‬
‫املقرتحة ابعتبارها متثل خيارات التصميم الرئيسية اليت تساهم يف خلق القيمة ومتييز احلل اخلاص بك عن احللول‬
‫البديلة‪ ،‬وذلك من خالل تقييم اتساقها مع املشكلة املراد معاجلتها ومع القيمة االمجالية املراد انشاؤها‪.‬‬

‫أ‪ 2/‬حتديد األنشطة الرئيسية ‪ :‬وجتنبا لتعقد العملية يتم الرتكيز فقط على األنشطة الرئيسية فقط ‪ ،‬واليت ختلق‬
‫قيمة جلمهورك املستهدف ‪.‬‬

‫أ‪ 3/‬ختطيط نظام النشاط‪ :‬ال توجد طريقة واحدة أو مثالية لتمثيل نظام النشاط‪ ،‬بل يعتمد ذلك على عناصر‬
‫القيمة املقرتحة والروابط املوجودة بينها وبني األنشطة الرئيسية‪ ،‬ومع ذلك من املهم تصوير ذلك ابإلضافة لنقطة‬
‫االتصال ابلعمالء أو املستفيدين وكذا أصحاب املصاحل ‪.‬‬

‫‪ 2-2‬النموذج املستدام‪ :‬والقصد من هذه اخلطوة هو أن يكون مشروع املقاولة االجتماعية مستداما من‬
‫خالل حتديد املوارد ومصادر اإليرادات له‪ ،‬حيث جيب أن تقرتن األنشطة الرئيسية ابملوارد والشراكات الفعالة‬
‫ابعتبارها عامال رئيسيا لنجاح أصحاب املقاوالت االجتماعية‪ ،‬األمر الذي يستلزم تصميم منوذج األعمال‬
‫بطريقة ميكن أن تولد إيرادات كافية لتغطية النفقات‪ ،‬بل السماح كذلك إلعادة‬ ‫‪1‬‬
‫(‪)Business Model‬‬

‫االستثمار وتوسيع نطاق املشروع ‪ ،‬وألجل القيام بذلك يتعني على املقاولني االجتماعيني حتديد املوارد الالزمة‬
‫لتطوير األنشطة الرئيسية (املوارد البشرية‪ ،‬املعدات‪ ،‬اإلجيارات‪ ،)...‬واملوارد اليت قد يولدها مشروع املقاولة‬
‫(إيرادات العميل‪ ،‬خدمات التعاقد‪ ،‬التمويل اخلارجي ‪ ،)...‬فإذا كانت املوارد اليت يولدها املشروع أعلى أو‬
‫مساوية للموارد اليت يستهلكها نقول عن النموذج أنه مستداما‪ ،‬وإال وجب إعادة التفكري يف منوذج األعمال‬
‫واجياد طرق لزايدة اإليرادات أو تقليل التكاليف التشغيلية (حتسني الكفاءة) ‪ ،‬وميكن االستعانة مبا يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬يضم منوذج األعمال (‪ )Business Mode‬خطوات توضح األسلوب الذي يتبعه املشروع (املقاول) خللق قيمة ما وحتقيقها واالستفادة منها‬
‫‪ .‬انظر ‪ :‬الكسندر أوسرتوالدر و ايف بينور (‪ ، )Alexander Osterwalder & Yves Pigneur‬ابتكار منوذج العمل التجاري ‪ ،‬ترمجة‬
‫امساعيل صاحل‪ ،‬الطبعة العربية األوىل‪ ،‬جبل عمان انشرون‪ ،‬األردن ‪. 2013 ،‬ص ‪9‬‬

‫‪80‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ /‬ربط نظام النشاط ابملوارد األساسية املطلوبة‪ :‬حيث تعترب املوارد ابلنسبة للمقاول االجتماعي مبثابة الوقود‬
‫لتجسيد احللول للمشاكل االجتماعية‪ ،‬وقد تتخذ الشكل املادي‪ ،‬البشري‪ ،‬الفكري أو العالئقي ‪ ،‬ولتحديدها‬
‫ابعتماد نظام النشاط كقاعدة يتم استخدام أداة تعبئة املوارد كما يوضحها اجلدول التايل ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )05‬جدول (أداة) حتديد املوارد الرئيسية‬

‫املوارد احملتملة و مصادرها‬ ‫املوارد املتوفرة‬ ‫املوارد املطلوبة‬

‫‪Source : Filipe Santos and other, op cit , p 58‬‬

‫ب‪ /‬حتديد اسرتاتيجية للحصول واحلفاظ على املوارد الرئيسية ‪ :‬ألجل ذلك ميكن اتباع اخليارات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬استخدام املوارد الوفرية و احلرة وامليسورة و احمللية ‪ ،‬قصد جتسيد احللول بطريقة مستدامة‬

‫‪ -‬اشراك املستفيدين والشركاء ومتكينهم‪ ،‬مما جيعلهم جزءا من احلل ‪.‬‬

‫‪ -‬امكانية االستعانة مبصادر خارجية فيما خيص األنشطة ذات التأثري احلاسم يف احلل ‪.‬‬

‫ج‪ /‬حتديد اسرتاتيجية لتوليد االيرادات ‪ :‬من خالل وضع آليات مكملة لتوليد الدخل ‪ ،‬وميكن االستعانة‬
‫ابخليارات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬مسامهة املستفيدين من املشروع الذين هلم القدرة على الدفع ‪ ،‬كحال صندوق الزكاة مثال واملستفيدين منه ‪،‬‬
‫وفق شعار ‪ :‬ال نعطيه ليبقى حمتاجا بل ليصبح ُمزكيَا ‪.‬‬

‫‪ -‬التعاقد مع طرف اثلث ممن لدهبم مصلحة خاصة يف املزااي املقدمة من املؤسسات احلكومية أو الشركات‬
‫حتت ميدأ "التكافل االجتماعي" أو "املسؤولية اجملتمعية" ‪" ،‬العالمة التجارية" ‪...‬‬

‫‪ -‬استخدام النماذج اهلجينة القائمة على دفع املستفيدين ملسامهات واشرتاكات صغرية تكملة ملسامهات‬
‫الطرف الثالث‪ ،‬كما هو احلال ابلنسبة للمشاريع املمولة من طرف بعض أجهزة الدعم واملرافقة املقاوالتية أو‬
‫منظمات أخرى ‪ ،‬واليت متزج يف هناية املطاف بني خلق القيمة االجتماعية وااليرادات التجارية ‪.‬‬

‫‪ 3-2‬اطار التأثري ‪ :‬وهتدف هذه اخلطوة لفهم وقياس عملية التأثري ملشروع املقاولة االجتماعية ‪ ،‬مبعىن هل‬
‫اجملسدة للمشاكل االجتماعية حققت التأثريات املرغوبة وما امكانية حتسني ذلك ؟‪ ،‬ويقصد ابلتأثري هنا‬
‫احللول َ‬

‫‪81‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ذلك التغيري امللحوظ يف حياة الناس أو اجملتمعات أو النظم االيكولوجية‪ 1‬النامجة عن عمل معني أو سلسلة من‬
‫اإلجراءات ‪ ،‬أما قياس التأثري فيشري إىل عملية تقييم التغيريات (االجيابية أو السلبية) اليت تنتج عن تدخل معني‬
‫(مشروع املقاولة االجتماعية) ‪ ،‬ويعد القيام هبذا ضروراي ملعرفة ما إذا كان املشروع خيلق قيمة للمجتمع أ م ال‬
‫وهو مبثابة التغذية العكسية من حيث املسامهة يف احلفاظ على ما حققه املشروع وكذا القدرة على التخطيط‬
‫لزايدة أتثريه ‪ ،‬ولتحديد اطار التأثري نتبع اخلطوات التالية ‪:‬‬

‫أ‪ /‬حتديد أهداف التأثري‪ ،‬أي ماهو التغيري طويل املدى املراد حتقيقه‬

‫ب‪ /‬حتديد التغيريات املسامهة يف حتقيق هدف التأثري ‪ ،‬أي النتائج اليت جيب حتقيقها حىت يتحقق هدف التأثري‬
‫مث ربط النتائج ابألنشطة واإلجراءات الواجب اختاذها ‪.‬‬

‫ج‪ /‬التأكد من أن اإلجراءات ستؤدي إىل التغيريات املطلوبة ‪.‬‬

‫‪ 4-2‬مولد القيمة ‪ :‬تعىن هذه اخلطوة بصياغة الرؤية امللهمة للمشروع و كذا بناء صورة واضحة واتمة لنموذج‬
‫األعمال اخلاص ابملشروع وتقييم ما إذا كانت مجيع أجزائه متوافقة مع بعضها البعض‪ ،‬ولتسهيل هذه املهمة‬
‫اُقرتحت أداة ُمسيَت بـ "مولد القيمة ‪. " value generator‬‬

‫أ‪/‬حتديد الرؤية ‪ :‬تعرف الرؤية أبهنا التغيري أو الصورة النهائية للحل املراد الوصول إليه عن طريق مشروع املقاولة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وينبغي أن تكون الرؤية‪ :‬واضحة‪ ،‬واقعية‪ ،‬مفهومة لدى فريق العمل‪ ،‬ملهمة وحتمل حتدي هلم ‪،‬‬
‫كما يندرج كذلك يف جمال حتديد الرؤية وهذا ابعتبارها تعرب عن جمموعة األهداف الطوية املدى للمشروع‬
‫االجابة عن األسئلة التالية‪ - :2‬ما أهم املنتجات واألنشطة بعد ‪ 10‬سنوات‪- ،‬الوضع بعد ‪ 10‬سنوات فيما‬
‫خيص املوارد البشرية (اهليكل‪ ،‬الفروع‪ - ..،‬الوضع املايل بعد ‪ 10‬سنوات (ايرادات ‪ ،‬تكاليف ‪ - ، ...‬الوضع‬
‫بعد ‪ 10‬سنوات يف جمال التقنية ‪.‬‬

‫ب‪ /‬بناء مولد القيمة ‪ :‬وهو اطار جيمع العناصر السالفة الذكر ‪ ،‬حبيث ميكن اعادة النظر فيها وتعديلها‬

‫‪ - 1‬يقصد ابلنظم االيكولوجية (حسب منظمة األمم املتحدة) أبهنا العناصر احلية اليت تتفاعل مع بعضها البعض وع البيئات غي احلية احمليطة هبا‬
‫وتوفر املنافع أو اخلدمات لألفراد واجملتمع واالقتصاد ككل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬سليمان بلعور ‪ ،‬التخطيط االسرتاتيجي ‪ ،‬حماضرات ملقاة على طلبة السن ة أوىل ماسرت إدارة أعمل اسرتاتيجية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة غرداية ‪2016/2015 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ : )06‬منوذج مولد القيمة للمشروع‬

‫املشكلة االجتماعية‬ ‫هندسة احللول‬ ‫اطار التأثري‬

‫منودج مستدام‬
‫القيمة املقرتحة‬ ‫املوارد والتكاليف‬ ‫اإليرادات‬

‫‪Source : Filipe Santos and other, op cit , p 83‬‬

‫أما منوذج األعمال االجتماعي فيمكن توضيح معامله فيما يلي ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )07‬منوذج األعمال االجتماعية‬

‫القيمة املقرتحة‬ ‫القطاع‬ ‫نوع التدخل‬ ‫األنشطة الرئيسية‬ ‫املوارد الرئيسية‬

‫قنوات‬ ‫أصحاب‬ ‫الشركاء‪+‬‬


‫املصاحل‬

‫االيرادات‬ ‫الفائض‬ ‫هيكل التكاليف‬

‫‪Source : Young Social Entrepreneurship Manual , social SME Academy, Business with purpose, Project n‬‬
‫‪2017-2-uk01-ka205-037097 , p 38‬‬

‫‪ -‬القطاع ‪ :‬نشري يف هذا الفرع إىل فئتني من األفراد مها ‪:‬‬

‫✓ املستفيدين احملتملني ‪ :‬أي من هو املستفيد من مشروعنا االجتماعي ‪ ،‬أو بعبارة أخرى من هم‬
‫الذين خنلق قيمة هلم ‪.‬‬
‫✓ العمالء احملتملني ‪ :‬أهم العمالء الذين سيتم توجيه السلع أو اخلدمات إليهم بغرض بيعها ‪.‬‬

‫‪ -‬نوع التدخل ‪ :‬أي شكل التدخل‪ ،‬ويكون من خالل منتج معني أو خدمة أو شيء آخر ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬القيمة املقرتحة ‪ :‬منيز ضمن هذا العنصر جزأين منفصلني ‪:‬‬

‫✓ اقرتاح قيمة املستخدم (املستفيد) ‪ :‬وذلك ابإلجابة على التساؤل التايل‪ :‬ما نوع التأثري االجتماعي‬
‫الذي سنقوم إبنشائه له‪.‬‬
‫أي من احتياجاهتم سوف نلبيها ‪.‬‬
‫أي من مشكالت العميل سوف حنلها ‪ ،‬و ٌ‬
‫✓ اقرتاح قيمة العميل ‪ٌ :‬‬
‫✓ ‪ -‬املوارد الرئيسية ‪ :‬املوارد الرئيسية اليت تتطلبها القيمة املقرتحة اخلاصة مبشروعنا ‪ ،‬وأتخذ األشكال‬
‫التالية ‪ :‬املوارد املادية‪ ،‬املوارد الفكرية‪ ،‬املوارد البشرية‪ ،‬املوارد املالية ‪.‬‬

‫‪ -‬الشركاء وأصحاب املصاحل الرئيسيون‪ :‬من هم األفراد أو املنظمات األساسيني الذين ستحتاج إىل‬
‫اشراكهم من أجل تسهيل وجناح مشروعك ‪.‬‬

‫‪ -‬األنشطة الرئيسية ‪ :‬ماهي األنشطة الرئيسية اليت تطلبها القيمة املقرتحة ‪ ،‬ابإلضافة إىل القرارات الرئيسية‬
‫املتعلقة ابلعوامل املهمة ‪ ،‬مثل قنوات التوزيع وعالقتنا ابلعمالء احملتملني وغريهم ‪.‬‬

‫‪ -‬هيكل التكاليف ‪ :‬ويضم خمتلف التكاليف الثابتة للمشروع ابإلضافة للتكاليف املتغرية احملتملة ‪.‬‬

‫‪ -‬اإليرادات ‪ :‬توضيح قيمة اإليرادات احملتملة للمشروع وطرق تدفقها ‪.‬‬

‫‪ -‬الفائض ‪ :‬يتم التعامل معه على حسب االجابة عن التساؤل التايل ‪ :‬أين ختطط الستثمار أرابحك من‬
‫أجل احلفاظ على القيمة االجتماعية املطلوبة ‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحلة العمل (التحقيق)‪ :‬بعد امتام تصميم منوذج األعمال ملشروع املقاولة االجتماعية تنتهي مرحلة‬
‫التصميم وندخل مرحلة العمل من خالل التحقق من صحة ما صممناه وذلك ابلرتكيز على تصميم وتنفيذ‬
‫املشروع التجرييب وحشد املوارد الالزمة لذلك ‪.‬‬

‫‪ 1-3‬التصميم التجرييب‪ :‬يعترب التصميم التجرييب خطوة أساسية تسبق التجسيد النهائي والواسع للمشروع‪،‬‬
‫وذلك للتأكد على نطاق أصغر ودرجة خماطرة منخفضة أبن املشروع ذو أتثري‪ ،‬أي يتضمن حلوال فعالة‬
‫ومستدامة للمشكلة اإلجتماعية املستهدفة‪ ،‬ويتم هذا ابتباع ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ /‬حتديد نطاق األنشطة اليت سيتم اختبارها‪ :‬وهي األنشطة األساسية املرتبطة ابحلل املقرتح واليت من شأهنا‬
‫إحداث تغيري اجتماعي (جمتمعي) ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ /‬حتديد املقياس ‪ :‬ويشمل ذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد البعد ‪ :‬أي بعد النموذج التجرييب على أساس املعايري اجلغرافية (منطقة‪ ،‬أو مكان حمدد)‬
‫‪ -‬حتديد احلجم ‪ :‬أي الكمية فيما خيص عدد املنتجات أو اخلدمات املقدمة‬
‫‪ -‬مدة االختبار‪ :‬واليت يفرتض أن تكون كافية الختبار االفرتاضات الرئيسية اليت من شأهنا إحداث‬
‫التغيري‪.‬‬

‫ج‪ /‬حتديد العمالء أو الفئة املستهدفة ‪ :‬خيتار املقاول االجتماعي الفئة اليت يريد استهدافها من خالل مشروعه‬
‫حبيث ميكنه اختبار وحتليل النتائج عليهم ومن مثة تعظيم املمعرفة املكتسبة لديه ‪.‬‬

‫د‪ /‬حتديد االجراءات ‪ :‬أي املهام الرئيسية اليت يتعني االضطالع هبا‪ ،‬ولالنتهاء من عملية التصميم التجرييب‬
‫ميكن االستعانة ابجلدول املوايل من أجل التنفيذ ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )08‬املهام الواجب القيام هبا لبدء املشروع‬

‫الشخص املسؤول‬ ‫املوارد‬ ‫املدة‬ ‫وصف املهام‬


‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫‪Source : Filipe Santos and other, op cit , p 89‬‬

‫‪ 2-3‬تعبئة املوارد ‪ :‬بعد هيكلة منوذج األعمال املتعلق ابملشروع وحتديد كيفية تنفيذه بشكل جترييب ‪ ،‬نقرتح‬
‫اختاذ اخلطوات التالية ‪:‬‬

‫أ‪ /‬بناء ميزانية ذات مصداقية ‪ :‬عن طريق الفهم اجليد للتكاليف اليت يستلزمها املشروع خالل املرحلة التجريبية‪،‬‬
‫وجيب أن تكون امليزانية سهلة القراءة وواضحة من حيث احلساابت اليت مت إجراؤها ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ /‬حتليل اسرتاتيجيات توليد اإليرادات ‪ :‬فعلى الرغم من أن االيرادات يف هذه املرحلة التجريبية قد تكون‬
‫قليلة‪ ،‬إال أنه يبقى من املهم حتليل ما إذا كان إبمكان هذا املشروع حتقيق إيرادات ابعتباره يفرتض اجلمع بني‬
‫حتقيق القيمة االجتماعية والعوائد املالية ‪.‬‬

‫ج‪ /‬حتليل امكانية الوصول إىل مصادر أخرى‪ :‬إذ جيب على املقاولني االجتماعيني دراسة وتقييم امكانية‬
‫االستفادة من أقرب األفراد الذين تربطهم شبكة تواصل معهم (األسرة‪ ،‬األصدقاء والزمالء ‪ )...‬هبدف‬
‫مساعدهتم يف أتمني املوارد الالزمة‪ ،‬فضال عن البحث على مستثمرين حمتملني قد يقتنعون بفكرة املشروع‬
‫(منظمات حكومية‪ ،‬مؤسسات‪ ،‬رجال أعمال‪ ،‬املشاركة يف مسابقات ‪. )..‬‬

‫‪86‬‬
‫ماهية املقاوالتية االجتماعية والقطاع الثالث‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫يتضح جليا من خالل ما مت التطرق إليه يف هذا الفصل أن املقاوالتية عموما متثل حقال علميا وجماال‬
‫خصبا للبحث تستدعي اهتمام الباحثني واحلكومات واجملتمع بشكل عام على حد سواء‪ ،‬نظرا للديناميكية‬
‫اليت متتاز هبا من جهة وكذا التأثريات املتعددة هلا‪،‬وميكن امجال ما خلصنا إليه من خالل هذا الفصل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬املقاوالتية مفهوم واسع ال ينغيب اختزاله يف قيام شخص إبنشاء مؤسسة حلسابه ‪ ،‬بل نستطيع القول عنها‬
‫أهنا متثل منهج حياة ‪ ،‬وأسلوب عمل يقوم على التفكري االبداعي واالبتكار خللق القيمة مث القدرة على حتمل‬
‫املخاطرة أثناء وبعد التنفيذ ‪.‬‬

‫‪ -‬املقاول هو الشخصية احملورية يف العملية املقاوالتية‪ ،‬وهو الذي ميلك القدرة واإلرادة على حتويل فكرة‬
‫إبداعية إىل شيء (ابتكار) ذو قيمة‪ ،‬والذي قد يتخذ شكل‪ :‬إنشاء مؤسسة جديدة أو تطوير مؤسسة قائمة‪،‬‬
‫أو طرح منتج جديد أو حىت طريقة عمل وتنظيم جديد ‪.‬‬

‫‪ -‬املشروع املقاواليت ميثل سريورة نشاط تبدأ من اإلتيان بفكرة إبداعية مث إخضاعها للدراسة والتخطيط ‪،‬‬
‫وصوال إىل جتسيدها وتسيريها يف أرض الواقع من خالل تنفيذ جمموعة من األنشطة املنظمة واملتناسقة الرامية‬
‫لتحقيق هدف معني ابستخدام موارد حمددة يف فرتة زمنية معينة مع حتمل املخاطر النامجة عن كل ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬متثل املقاوالتية االجتماعية مهزة وصل بني منوذجي العمل التجاري الرحبي و العمل التطوعي اخلريي ‪.‬‬

‫‪ -‬تكتسب كل منظمة أو مشروع صفة "املقاولة االجتماعية" إذا قاما على تقدمي احللول االبداعية وتنفيذها‬
‫بغرض معاجلة املشاكل اليت تفرضها التحدايت االجتماعية والبيئية‪ ،‬فضال عن االقتصادية دون التفريط يف أي‬
‫منها‪.‬‬

‫‪ -‬االقتصاد التضامين واالجتماعي قطاع اثلث مستقل بذاته إىل جانب القطاعني العام واخلاص ‪ ،‬يفرتض أن‬
‫يكون له هو اآلخر مسامهة يف التنمية املنشوذة من طرف الدولة‪ ،‬إذ ميكن أن يتحقق ذلك ابالعتماد على‬
‫املقاوالت االجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل سعي هذه األخرية إىل إدماج الفئات الضعيفة والعاطلة يف احلياة‬
‫العملية ليصبحوا قيمة مضافة لذواهتم وجملتمعهم ال عبئا مستهلكا للمنح والتربعات فقط ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫التنمية المستدامة وفق‬


‫البرنامج العالمي الجديد‬
‫‪2030‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫متهيد ‪:‬‬

‫شكل وعي اجملتمع الدويل بضرورة وجود الرابط بني السياسات التنموية املتبعة من جهة والسياسات‬
‫اإلجتماعية والبيئية من جهة أخرى‪ ،‬دافعا قواي حنو توافق الدول حول رؤية جديدة ميتد مداها إىل غاية سنة‬
‫‪ 2030‬ترمي إىل إحداث التوافق بني خمتلف األبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية للتنمية‪ ،‬وذلك حتقيقا‬
‫وإرساءا ملا اصطلح عليه توافقا بـ "التنمية املستدامة"؛ ونظرا لوجود العديد من الدراسات اليت تناولت موضوع‬
‫التنمية املستدامة سابقا‪ ،‬فإننا من خالل هذا الفصل سنركز أكثر على منظور اخلطة اجلديدة للتنمية املستدامة‬
‫وأهدافها الـ ‪ 17‬اليت أقرهتا مجيع الدول األعضاء هبيئة األمم املتحدة يف سبتمرب ‪ ،2015‬وألجل ذلك قسمنا‬
‫هذا الفصل إىل املباحث الثالثة التالية ‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬اإلطار املفاهيمي للتنمية املستدامة‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬أبعاد التنمية املستدامة‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬مؤشرات التنمية املستدامة‬

‫‪89‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املبحث األول ‪ :‬االطار املفاهيمي للتنمية املستدامة ‪:‬‬

‫تعترب التنمية املستدامة من أهم التطورات احلاصلة خالل العقود األخرية يف الفكر واألدبيات التنموية‬
‫احلديثة‪ ،‬وهذا بعدما عرفت على غرار العديد من املفاهيم االقتصادية حتوال وتطورا يف املفهوم واملضمون‪ ،‬نتيجة‬
‫تزايد حدة التحدايت واتساع الفجوة بني االحتياجات االقتصادية واملتطلبات االجتماعية والبيئية‪ ،‬وأيضا ازدايد‬
‫الوعي أبمهية السعي حنو حتقيق التنمية املتوازنة ذات األبعاد املتكاملة واملرتابطة ومدى انعكاسها على احلياة‬
‫عموما يف احلاضر وكذا املستقبل‪ ،‬األمر الذي جعل من التنمية املستدامة قضية مصريية مستقبلية تستدعي‬
‫اهتمام احلاضر أفرادا ومؤسسات وحكومات ‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التنمية املستدامة ‪:‬‬

‫قبل التطرق ألبرز التعاريف اليت وردت يف شأن التنمية املستدامة ‪ ،‬نستعرض أهم املفاهيم اليت سادت‬
‫قبل ظهورها واليت ارتبطت بداية ابألبعاد االقتصادية مث اإلجتماعية فالبيئية ‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف النمو االقتصادي‪:‬‬


‫يعرف النمو االقتصادي على أنه‪":‬حدوث زايدة مستمرة يف متوسط الدخل الفردي احلقيقي مع مرور‬
‫الزمن‪ ،"1‬ويكون ذلك من جراء الزايدة يف الناتج احمللي اإلمجايل أو الدخل الوطين االمجايل‪ ،‬ومتوسط الدخل‪:‬‬
‫هو الدخل الكلي نسبة إىل عدد السكان‪ ،‬واحلقيقي‪ :‬أي الدخل الناتج عن الزايدة يف االنتاج وليس األسعار‪،‬‬
‫مبعىن أن النمو االقتصادي يشري لنصيب الفرد يف املتوسط من الدخل الكلي للمجتمع بشروط أساسية ثالث‬
‫هي ‪ :‬أوال ‪ :‬معدل منو الدخل الوطين أو الناتج احمللي اإلمجاليني جيب أن يفوق معدل النمو السكاين ؛‬
‫اثنيا ‪ :‬جيب أن تكون الزايدة يف دخل الفرد حقيقية (حتسني القدرة الشرائية‪ )2‬و ليست نقدية فقط ‪ ،‬مبعىن أن‬
‫تفوق الزايدة النقدية يف الدخل الفردي الزايدة يف املؤشر العام لألسعار (التضخم) ؛‬
‫اثلثا ‪ :‬جيب أن تكون الزايدة احملققة يف الدخل احلقيقي الفردي أو يف متوسط نصيب الفرد من الدخل الوطين‬
‫االمجايل مستمرة إىل املدى الطويل وليست آنية أو مؤقتة ‪.‬‬
‫وقد استمر مفهوم النمو االقتصادي ابعتباره يعكس ذلك التغري الكمي يف الدخل الوطين لفرتة زمنية طويلة إىل‬
‫ما بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬حيث ونتيجة الستمرار وجود جمموعة من املشاكل االقتصادية واالجتماعية يف‬

‫‪ - 1‬عبد القادر حممد ‪ ،‬عبد القادر عطية ‪" ،‬اجتاهات حديثة يف التنمية " ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬القاهرة مصر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ - 2‬بريبش السعيد ‪ ،‬االقتصاد الكلي (نظرايت ‪ ،‬مناذج ‪ ،‬متارين حملولة ) ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪21‬‬

‫‪90‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫اجملتمعات اليت حققت زايدة سريعة يف الدخل‪ ،‬لعدم ارتباط ذلك ابشباع احلاجات األساسية لألفراد وحتقيق‬
‫العدالة يف توزيع الدخل واحلد من الفقر واألمية وتوفري مناصب عمل‪ ،‬أصبح مفهوم التنمية ال يقتصر فقط‬
‫على رفع معدالت الدخل الوطين االمجايل بل يتعداها إىل حتقيق جمموعة من األهداف االقتصادية واالجتماعية‬
‫ضمن ما تتبناه الدولة ضمن أهداف السياسة العامة‪. 1‬‬
‫‪ -2‬تعريف التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫تعرف التنمية االقتصادية على أهنا " حتقيق زايدة مستمرة يف الدخل القومي احلقيقي وزايدة متوسط‬
‫نصيب الفرد منه‪ ،‬فضال عن إجراء العديد من التغريات يف كل من هيكل اإلنتاج ونوعية السلع واخلدمات‬
‫املنتجة‪ ،‬اضافة اىل حتقيق عدالة أكرب يف توزيع الدخل القومي أي إحداث تغيري يف هيكل توزيع الدخل لصاحل‬
‫الفقراء‪ ،2‬فبالنظر هلذا التعريف جند أنه تضمن النمو االقتصادي إال أنه أضاف عليه ضرورة االهتمام ابجلانب‬
‫النوعي (الكيفي) لالنتاج بدل االقتصار على اجلانب الكمي فقط (زايدة دخل الفرد) ‪ ،‬وكذا إدراجه للبعد‬
‫االجتماعي من خالل التنوية أبمهية التوزيع للدخل القومي الذي يفرتض أن يشمل مجيع أو ابألحرى غالبية‬
‫أفراد اجملتمع‪ ،‬ويكون ذلك إما بطريقة مباشرة أو غري مباشرة ‪ ،‬ويف هذا السياق ميثل توجيه املبادرات املقاوالتية‬
‫حنو بعض شرائح وفئات اجملتمع كالذين يعانون من البطالة أو النساء املاكثات يف البيوت أو العائالت الفقرية‬
‫وغريها‪ ،‬اسرتاتيجية تضمن استفادة واسعة من عوائد التنمية وتساعد يف حتقيقها وجناحها‪ ،‬وهو األمر ذاته‬
‫الذي نستشفه من التعريف الذي يكاد يتفق عليه مجيع املهتمني مبوضوع التنمية ‪ ،‬واملقدم من طرف هيئة األمم‬
‫املتحدة والذي ينص على أن املقصود ابلتنمية "تلك العملية اليت ميكن هبا توحيد اجلهود لكل من املواطنني‬
‫واحلكومة لتحسني الظروف االجتماعية واالقتصادية يف اجملتمعات احمللية‪ ،‬ملساعدهتا على االندماج يف حياة‬
‫‪3‬‬
‫األمة وتقدمها أبقصى ما ميكن "‬
‫كما تعرف التنمية االقتصادية أيضا أبهنا " ذلك التطور أو التغري البنياين للمجتمع أببعاده االقتصادية‬
‫واالجتماعية والفكرية والتنظيمية من أجل توفري احلياة الكرمية جلميع أفراد اجملتمع"‪ ، 4‬وهذا ما يؤكد أبن الفرد‬
‫(املورد البشري) كان و ال يزال ميثل اهلدف الرئيسي للعملية التنموية ووسيلتها األساسية يف ذلك ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اميان حيولة‪ ،‬سبل حتقيق التنمية املستدامة اعتمادا على املنظمة – دراسة حالة قطاع التعليم العايل والبحث العلمي يف اجلزائر ‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه يف علوم التسيري ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ، 2017/2016‬ص ‪6‬‬
‫‪ - 2‬حممد عبد العزيز عجمية ‪ ،‬التنمية االقتصادية ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية مصر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪78-77‬‬
‫‪ - 3‬كمال عبد املالك‪ ،‬ثقافة التنمية‪،‬دراسة أثر الرواسب الثقافية على التنمية املستدامة‪،‬سلسلة العلوم االجتماعية‪ ،‬اهليئة املصرية‪ ،2008،‬ص‪24‬‬
‫‪ - 4‬مدحت القريشي ‪ ،‬التنمية االقتصادية (نظرايت‪ ،‬سياسات‪ ،‬موضوعات)‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عمان األردن‪ ،2007 ،‬ص ‪20‬‬

‫‪91‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ومن خالل ما سبق ميكن التمييز بني مفهومي النمو االقتصادي و التنمية االقتصادية ‪ ،‬اللذان كان يعتقد أهنما‬
‫مرادفني لبعضهما خاصة يف األدبيات االقتصادية األوىل‪ ،‬فكالمها يشري اىل البعد االقتصادي املتمثل يف معدل‬
‫الزايدة يف الدخل القومي احلقيقي وزايدة نصيب الفرد منه‪ ،‬إال أن مفهوم التنمية االقتصادية مشل أيضا البعد‬
‫االجتماعي من حيث أنه يركز على توسيع نطاق االستفادة من عوائد النمو ويدعو اىل حتسني الظروف‬
‫االجتماعية ألفراد اجملتمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬أساسيات التنمية االقتصادية ‪:‬‬
‫من املتعارف عليه أنه إلحداث التنمية االقتصادية ال بد من توفر عناصر أمهها ‪:‬‬
‫أ‪ /‬املوارد الطبيعية ‪:‬‬
‫وتعرف أبهنا تلك املوجودات اليت ليس لإلنسان دور يف إجيادها أو قدرة يف زايدة إمجايل املتاح منها‪،‬‬
‫واليت تستخدم أو ميكن استخدامها يف عملية االنتاج‪ ،‬حيث تستمد هذه املوارد أمهيتها االقتصادية من كوهنا‬
‫تعترب موضوع النشاط االنتاجي وقاعدته األولية سواءا كانت يف شكلها الطبيعي أو يف شكل من أشكاهلا‬
‫املعدلة أو املشتقة‪. 1‬‬
‫ب‪ /‬البيئة املالئمة ‪:‬‬
‫تشكل البيئة الوعاء الذي حيتضن التنمية أببعادها املختلفة‪ ،‬لذا وجب هتيئة الظروف املساعدة‬
‫وإحداث التغيريات الالزمة يف عديد اجملاالت إلحداث مستوى مقبول من التنمية االقتصادية‪ ،‬ففي اجملال‬
‫السياسي والتشريعي مثال‪ ،‬ال بد من هتيئة ووضع األطر والقوانني والسياسات العامة وتكييفها مع ما من شأنه‬
‫دعم اإلستثمار وجلب التمويل‪ ،‬استنادا للقول االقتصادي املأثور "ال تنمية من دون استثمار وال استثمار من‬
‫دون متويل"‪ ،‬ويف اجملال االجتماعي والثقايف يشكل نظام التعليم القائم مبناهجه ومقرراته وأطواره املختلفة‪،‬‬
‫دعامة أساسية لغرس القيم و روح املبادرة اليت من شأهنا أن جتعل الفرد مسامها يف التنمية ال عبئا عليها ‪.‬‬
‫ج‪ /‬التكنولوجيا ‪:‬‬
‫تعترب التكنولوجيا من أكثر العوامل أتثريا ابجتاه اإلمناء نظرا لعالقتها املباشرة والوطيدة بذلك‪ ،‬سواءا كان‬
‫ذلك يف شكل وسائل مادية تتيحها كتجهيزات ومعدات االنتاج‪ ،‬أو غري مادية كنظم وأساليب اإلدارة والتسيري‬
‫‪ ..‬إخل ‪.‬‬

‫‪ - 1‬دبيش أمحد ‪ ،‬أسس وحمددات التنمية وحمددات القدرة على االمناء ابلدول النامية ‪ ،‬جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪،03‬‬
‫اجمللد ‪ ،1‬العدد ‪ ، 2010 ، 22‬ص ‪75‬‬

‫‪92‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫د‪ /‬االهتمام ابملورد البشري‪:‬‬

‫بغض النظر عن أمهية ومسامهة توفر رأس املال املادي واملوارد الطبيعية يف االسراع حنو حتقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬إال أن ذلك لن يكون له قيمة يف غياب املورد البشري الكفء واملؤهل على استخدام هذه املوارد‬
‫وتسخريها يف العمليات االنتاجية املختلفة بكفاءة وفعالية‪ ،‬أي أن جناح االستثمارات يف اجملاالت املختلفة‬
‫يرتبط أساسا مبدى الرعاية واالهتمام ابملوارد البشرية وتنميتها واالستثمار فيها الكتشاف وتعظيم قدراهتا وزايدة‬
‫مهارهتا وتفجري طاقاهتا االبداعية‪1‬؛ فاإلستثمار يف اجلانب املادي إذا مل يتبعه ابلتوازي اإلهتمام ابملورد البشري‬
‫ال ميكن أن حيقق النتائج املنتظرة ولن تكون له اإلستمرارية والفعالية على املدى الطويل‪ ،‬أي أن ال جمال لتنمية‬
‫أي قطاع إذا مل تكن تنمية األفراد العاملني به هي البداية‪ ،‬وقد أثبت الواقع أن هناك دول متتلك موارد بسيطة‬
‫واستطاعت بسبب اهتمامها ابملورد البشري أن حتقق التنمية والعكس صحيح‪ ،‬فالياابن وسويسرا قدميا‪ ،‬وماليزاي‬
‫وسنغافورة حديثا‪ ،‬كل هذه الدول وغريها اعتمدت على املوارد البشرية كأساس حنو إنطالقة إقتصادية عمالقة‬
‫فاقت كل التصورات ‪.‬‬

‫ويف هذا السياق فإننا نستطيع القول أن املفاهيم املرتبطة ابلتنمية شهدت تغريا‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بضرورة‬
‫توفر املوارد الطبيعية واملالية والبشرية كشرط ملزم لتحقق التنمية وجناحها‪ ،‬األمر الذي يستدعي البحث عن‬
‫األسباب املوضوعية اليت من شأهنا أن جتعل من املشروع التنموي مشروعا انجحا‪ ،‬ومن مجلة ذلك طرحت‬
‫األسباب الثالثة اآلتية‪: 2‬‬

‫أ‪ -‬أن يرتكز املشروع التنموي على خلفية علمية‪ ،‬مبعىن أن يتم التخطيط له ووضع تصوره ومراحله من طرف‬
‫ابحثني خمتصني وخرباء تبعا جملال وقطاع املشروع ؛‬

‫ب‪ -‬أن يكون حتت وصاية الدولة و إشرافها ؛‬

‫ج‪ -‬أن حيضى ابلقبول الشعيب ‪.‬‬

‫‪ -1‬علي بن حكوم‪ ،‬تنمية املوارد البشرية يف املنظمة‪ ،‬مفهومها وأبعادها‪ ،‬جملة تنمية املوارد البشرية للدراسات واألحباث ‪ ،‬املركز الدميقراطي العريب‪-‬‬
‫برلني أملانيا ‪ ،‬العدد األول‪ ، 2018 ،‬ص ‪175‬‬
‫‪ - 2‬نور الدين جوادي ‪ ،‬التنمية االقتصادية يف اجلزائر ‪ -‬مكامن العجز وآليات االقالع ‪ ،‬حماضرة ملقاة يف يوم دراسي حول ‪ :‬التنمية االقتصادية‬
‫يف اجلزائر ‪ ،‬جامعة الشهيد محة خلضر الوادي ‪ ،‬يوم ‪2017/04/25 :‬‬

‫‪93‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -4‬التنمية املستدامة ‪:‬‬

‫‪ 1-4‬مراحل تطور املفهوم ‪:‬‬

‫بعدما كان ينظر للتنمية على أهنا عملية يزداد فيها الدخل الوطين ومتوسط دخل الفرد وهذا خالل‬
‫عقدي األربعينات واخلمسينات من القرن املاضي‪ ،‬بدأ مفهوم التنمية مع هناية الستينات وحىت منتصف‬
‫السبعينات يشمل كذلك جوانب اجتماعية كضرورة حماربة الفقر والتقليل من البطالة والالمساواة يف التوزيع‪،‬‬
‫وهذا بعدما اقتصر يف املرحلة السابقة على األبعاد االقتصادية فقط‪ ،‬إذ وعلى الرغم من جناح هذا النموذج‬
‫التنموي القائم على الدمج بني املتطلبات االقتصادية واالجتماعية يف حتقيق األهداف املنشودة‪ ،‬ونظرا لتزايد‬
‫حدة العديد من املشكالت البيئية اخلطرية جراء امهال التنمية للجوانب البيئية طوال العقود املاضية‪ ،‬ظهر متغري‬
‫آخر أجرب الباحثني واالقتصاديني واجملتمع الدويل عموما على ضرورة دجمه ضمن االسرتاتيجيات واخلطط‬
‫التنموية أال وهو املتغري البيئي‪ ،‬وابلتايل وجوب اجياد فلسفة تنموية جديدة تساعد على التقليل من التدهور‬
‫البيئي وتسعى حنو حتقيق عدالة اجتماعية يف ظل تنمية اقتصادية شاملة ومتوازنة‪ ،‬حيث متخض عن اجلهود‬
‫الدولية مفهوم جديد للتنمية عرف ابسم "التنمية املستدامة" ‪.‬‬
‫وقد كان أول ظهور له بشكل رمسي سنة ‪ 1987‬عندما قدمت اللجنة الدولية للبيئة والتنمية التابعة لألمم‬
‫املتحدة تقريرا عرف بـ "تقرير برونتالند‪ ،"1‬طرحت فيه فكرة التنمية املستدامة ابعتبارها منوذج تنموي بديل يليب‬
‫حاجات األجيال احلالية (احلاضرة) دون االضرار بقدرة األجيال املستقبلية على ذلك‪ ،‬ويسعى لتحقيق‬
‫االنسجام ما بني التنمية االقتصادية ومحاية البيئة‪ ،‬وكذا األخذ ابالهتمام املتطلبات االجتماعية البشرية ‪2‬؛ ومنذ‬
‫ذلك التاريخ عقدت العديد من املؤمترات الدولية حول االشكالية الرئيسية للتنمية املستدامة الرامية اىل البحث‬
‫يف امكانية حتقيق تنمية اقتصادية واجتماعية دون االضرار ابلبيئة‪ ،‬أبرزها مؤمتر األمم املتحدة (مؤمتر قمة‬
‫األرض) املنعقد بـ"ري ودي جانريو الربازيل" سنة ‪ ،1992‬والذي أسفر عن وضع خطة عمل حمددة األهداف‬
‫تتعلق ابلبيئة والتنمية يف القرن ‪ ،21‬وكذا إنشاء مجعية عامة للجنة التنمية املستدامة تعمل على ضمان املتابعة‬
‫الفعالة لنتائج هذا املؤمتر‪ ،‬مث يف سنة ‪ 1997‬عقد مؤمتر اثن يف نيويورك (مؤمتر قمة األرض ‪ )5+‬يهدف لتقييم‬
‫ومتابعة عملية التقدم يف تنفيذ ما مت االتفاق عليه يف مؤمتر ‪ ،1992‬كما مت يف شهر ديسمرب من نفس السنة‬
‫إقرار بروتوكول كيوتو (الياابن) الذي يهدف إىل احلد من انبعاث الغازات السيما غاز اثين اكسيد الكربون‬

‫‪ - 1‬تقرير برونتالند ‪ ،‬محل هذا التقرير اسم السيدة ‪ :‬غرو هارمل برونتالند ‪ ،Gro Harlem Bruntland‬رئيسة اللجنة الدولية للبيئة والتنمية‬
‫التابعة لألمم املتحدة و رئيسة وزراء النرويج أنذاك‬
‫‪2 - Lavoisur , revue française de gestion , le dévelopement durable , n : 152 , hermès , 2004 , p 118‬‬

‫‪94‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫(‪ )CO2‬والتحكم يف كفاءة استخدام الطاقة من خالل استخدام نظم الطاقة اجلديدة واملتجددة وجتدر هنا‬
‫اإلشارة ابلذكر إىل أن أكرب الدول اصدار لالنبعااثت الغازية املؤدية للمشاكل البيئية‪ ،‬أنذاك الوالايت املتحدة‬
‫األمريكية رفضت التوقيع على االتفاق ملا حيمل صناعاهتا من أعباء ضريبية بيئية‪ ،‬ويف سنة ‪ 2002‬عقد مؤمتر‬
‫القمة العاملي للتنمية املستدامة يف جوهانسبورغ (جنوب افريقيا) حبضور أكثر من ‪ 100‬رئيس دولة وعدد هائل‬
‫من الباحثني واملتخصصني يف جماالت البيئة والتنمية‪ ،‬حيث مت دراسة وتقييم العقبات اليت تعرتض سبيل التقدم‬
‫يف حتقيق األهداف وكذا النتائج احملرزة منذ انعقاد مؤمتر قمة األرض لعام ‪ ،1992‬واستعراض التحدايت‬
‫والفرض اليت ميكن أن تؤثر يف امكانيات حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬فضال عن اقرتاح االجراءات املطلوب اختاذها‬
‫والرتتيبات املؤسسية واملالية الالزمة لتنفيذها وكذا حتديد سبل دعم البناء املؤسسي الالزم على املستوايت‬
‫الوطنية واالقليمية والدولية‪ ،1‬كما أنه يف سنة ‪ 2012‬عقد مؤمتر لألمم املتحدة معين هو اآلخر ابلتنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬مسي بـ ريو‪ ،20+‬أي بعد مرور ‪ 20‬عاما من مؤمتر قمة األرض‪ ،‬حيث شكل هذا املؤمتر حمطة ابرزة‬
‫يف جمال التنمية املستدامة من خالل تركيزه على موضوعني مها‪ :‬االقتصاد األخضر‪ 2‬يف سياق التنمية املستدامة‬
‫للقضاء على الفقر‪ ،‬واإلطار املؤسسي للتنمية املستدامة‪ ،‬وقد أبرزت أشغال املؤمتر سبعة جماالت ذات أولوية‬
‫تشمل وظائف الئقة‪ ،‬والطاقة‪ ،‬املدن املستدامة‪ ،‬واألمن الغذائي والزراعة املستدامة‪ ،‬احمليطات واملياه‪ ،‬وخماطر‬
‫الكوارث‪ ،‬حيث متخض عنه يف اخلتام وثيقة سياسية مسيت "املستقبل الذي نصبو إليه"‪ ،3‬جدد فيها التزام‬
‫اجملتمع الدويل ابلعمل على بناء مستقبل مستدام (نسبيا) اقتصاداي واجتماعيا وبيئيا‪ ،‬وكذا وضع اسرتاتيجيات‬
‫للحد من الفقر والنهوض ابلعدالة االجتماعية وضمان محاية البيئة ‪.‬‬
‫ويف سنة ‪ 2015‬توصلت الدول الـ ‪ 193‬األعضاء يف األمم املتحدة اىل التوافق حول اعتماد أهداف وغاايت‬
‫عاملية جديدة للتنمية املستدامة‪ ،‬يعود تنفيذها ابلنفع على اجلميع‪ ،‬لصاحل اجليل احلاضر واألجيال املقبلة على‬
‫مدى السنوات اخلمس عشرة املقبلة أي آفاق سنة ‪ ،2030‬وهي أهداف وغاايت متكاملة وغري قابلة للتجزئة‬

‫‪ - 1‬بوزاهر نسرين ‪ ،‬ترقية العرض السياحي الوطين يف ظل مشاريع التنمية املستدامة للسياحة –منطقة الزيبان‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم يف العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ، 2017/2016 ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ -2‬االقتصاد األخضر هو نقيض لالقتصاد البين ذو اآلاثر الكربونية الضارة جراء اعتماده على مصادر الطاقة غري املتجددة كالفحم والبرتول ‪،..‬‬
‫وقد برانمج األمم املتحدة للبيئة االقتصاد األخضر أبنه ذلك االقتصاد الذي ينتج عنه حتسن يف رفاهية االنسان واملساواة االجتماعية ‪ ،‬يف حني‬
‫يقلل بصورة ملحوظة من املخاطر البيئية وندرة املوارد االيكولوجية ‪ ،‬وميكن أن ننظر لالقتصاد االخضر يف ابسط صورة كاقتصاد يقل فيه انبعاث‬
‫الكربون و تزداد كفاءة استخدام املوارد كما يستوعب مجيع الفئات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬خمرجات مؤمتر األمم املتحدة للتنمية املستدامة ‪ – UNCSD‬ريو ‪ ، 20+‬أنظر الرابط ‪:‬‬
‫‪ ، http://www.sesric.org/event-detail-ar.php?id=691‬اتريخ االطالع ‪2019/05/11 :‬‬

‫‪95‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫يف شكل خطة جديدة تضمنتها الوثيقة اخلتامية للمؤمتر بعنوان "حتويل عاملنا ‪ :‬خطة التنمية املستدامة لعام‬
‫‪"2030‬؛ واجلدول التايل يبني ذلك ويلخص التطور التارخيي ملفهوم التنمية املستدامة ‪:‬‬
‫اجلدول (‪ : )09‬تطور مفهوم التنمية وحمتواها منذ هناية احلرب العاملية الثانية‬
‫املبدأ العام للتنمية‬ ‫الزمنية حمتوى التنمية ودرجة أسلوب املعاجلة‬ ‫الفرتة‬ ‫مفهوم التنمية‬ ‫املرحلة‬
‫ابلنسبة لإلنسان‬ ‫الرتكيز‬ ‫بصورة تقريبية‬
‫التنمية = النمو هناية احلرب ع ‪ 2‬اهتمام كبري و رئيس معاجلة كل جانب من االنسان هدف التنمية‬ ‫‪1‬‬
‫اجلوانب معاجلة مستقلة (تنمية من أجل‬ ‫منتصف ابجلوانب االقتصادية‬ ‫–‬ ‫االقتصادي‬
‫‪ -‬اهتمام ضعيف ابجلوانب عن اجلوانب األخرى االنسان)‬ ‫الستينات‬
‫(افرتاض عدم وجود‬ ‫االجتماعية‬
‫أتثريات متبادلة بني‬ ‫‪ -‬امهال اجلوانب البيئية‬
‫اجلوانب جمتمعة)‬
‫اهتمام كبري و رئيس معاجلة كل جانب من االنسان هدف التنمية ‪/‬‬ ‫التنمية = النمو منتصف‬ ‫‪2‬‬
‫اجلوانب معاجلة مستقلة تنمية من أجل االنسان‬ ‫– ابجلوانب االقتصادية‬ ‫االقتصادي ‪ +‬الستينات‬
‫‪ -‬اهتمام متوسط ابجلوانب عن اجلوانب األخرى ‪ -‬االنسان وسيلة‬ ‫منتصف‬ ‫التوزيع العادي‬
‫(افرتاض عدم وجود التنمية‪ /‬تنمية االنسان‬ ‫االجتماعية‬ ‫السبعينات‬
‫‪ -‬اهتمام ضعيف ابجلوانب أتثريات متبادلة بني‬
‫اجلوانب جمتمعة)‬ ‫البيئية‬
‫االنسان هدف التنمية ‪/‬‬ ‫اهتمام كبري و رئيس معاجلة كل جانب من‬ ‫التنمية الشاملة منتصف‬ ‫‪3‬‬
‫تنمية من أجل االنسان‬ ‫اجلوانب معاجلة مستقلة‬ ‫– ابجلوانب االقتصادية‬ ‫= االهتمام السبعينات‬
‫‪ -‬االنسان وسيلة التنمية‬ ‫‪ -‬اهتمام كبري ابجلوانب عن اجلوانب األخرى‬ ‫جبميع اجلوانب منتصف‬
‫‪ /‬تنمية االنسان‬ ‫(افرتاض عدم وجود‬ ‫االجتماعية‬ ‫الثمانينات‬ ‫االقتصادية‬
‫‪ -‬االنسان صانع التنمية‬ ‫‪ -‬اهتمام متوسط ابجلوانب أتثريات متبادلة بني‬ ‫واالجتماعية‬
‫‪ /‬تنمية بواسطة االنسان‬ ‫اجلوانب جمتمعة)‬ ‫البيئية‬ ‫ابملستوى نفسه‬
‫اهتمام كبري ورئيس معاجلة كل جانب من االنسان هدف التنمية‬ ‫منتصف‬ ‫التنمية‬ ‫‪4‬‬
‫معاجلة ‪/‬تنمية من أجل االنسان‬ ‫اجلوانب‬ ‫الثمانينات – ابجلوانب االقتصادية‬ ‫املستدامة=‬
‫االهتمام جبميع حىت وقتنا احلاضر ‪ -‬اهتمام كبري ابجلوانب متكاملة مع اجلوانب ‪ -‬االنسان وسيلة التنمية‬
‫األخرى (افرتاض وجود ‪ /‬تنمية االنسان‬ ‫االجتماعية‬ ‫اجلوانب‬
‫‪ -‬اهتمام كبري ابجلوانب أتثريات متبادلة بني ‪ -‬االنسان صانع التنمية‬ ‫االقتصادية‬
‫‪ /‬تنمية بواسطة االنسان‬ ‫اجلوانب جمتمعة)‬ ‫البيئية‬ ‫واالجتماعية‬
‫‪ -‬اهتمام كبري ابجلوانب‬ ‫والبيئية بنفس‬
‫الروحية والثقافية‬ ‫املستوى‬
‫املصدر ‪ :‬عثمان حممد غنيم وماجدة أمحد أبو زنط ‪ ،‬التنمية املستدمية ‪ :‬فلسفتها وأساليب ختطيطها وأدوات قياسها ‪ ،‬دار‬
‫صفاء ‪ ،‬عمان األردن ‪ ، 2006 ،‬ص ‪34‬‬

‫‪96‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ 2-4‬تعريف التنمية املستدامة ‪:‬‬


‫يشري مفهوم التنمية املستدامة إىل تلك التنمية اليت تراعي يف جتسيدها حتقيق التكامل والرتابط بني‬
‫أبعادها االقتصادية واالجتماعية والبيئية يف آن واحد دون التفريط يف أي منها‪ ،‬مع القدرة على االستمرار‬
‫والتواصل من منظور استغالهلا للموارد الطبيعية‪ ،‬وابلرجوع إىل املعىن اللغوي هلذا املفهوم ابعتباره يساعد يف‬
‫حتديد املعىن االصطالحي الدقيق له‪ ،‬جند أن التنمية هي من الفعل (منى) من النماء أي ‪ :‬الزايدة والكثرة ‪،‬‬
‫وجند كذلك أن الفعل "استدام" جاء مبعاين متعددة منها ‪ :‬التأين يف الشيء‪ ،‬واملواظبة عليه‪ ،‬كما أنه يف أصل‬
‫‪ ،)sustainable‬إىل التنمية املستدامة أو التنمية‬ ‫(‪dévelopment‬‬ ‫ظهوره مرتجم من املصطلح اإلجنليزي‬
‫املستدمية ‪ ،‬فاألول يعكس مبدأ استمرارية التنمية واآلخر يشري زايدة على ذلك إىل قوى الدفع الذايت اليت تضمن‬
‫االستمرارية‪ ،‬ومع ذلك فاألول أكثر استعماال وهو ما سنعتمده يف دراستنا هذه‪ ،‬ويف ما يلي نورد أبرز‬
‫التعاريف للتنمية املستدامة ‪:‬‬
‫‪ -‬حيث عرفتها اللجنة العاملية للبيئة والتنمية أبهنا "التنمية اليت تقضي بتلبية احلاجات األساسية للجميع‬
‫وتوسيع الفرصة أمام اجملتمع إلرضاء طموحاهتم إىل حياة أفضل ونشر القيم اليت تشجع أمناطا استهالكية ضمن‬
‫حدود االمكاانت البيئية اليت يتطلع اجملتمع إىل حتقيقها بشكل معقول‪ ،" 1‬حيث ركز هذا التعريف على تلبية‬
‫احلاجات األساسية كاألمن والصحة والغذاء ‪ ،..‬للجميع دومنا إقصاء أو هتميش‪ ،‬كما أنه تضمن فكرة‬
‫االستغالل العقالين للموارد املتاحة وما يتطلبه ذلك من انتشار للقيم اليت تشجع مستوايت االستهالك اليت ال‬
‫تتخطى حدود املمكن بيئيا‪ ،‬إال أننا أنخذ عليه أنه كاد حيصر التنمية املستدامة يف منط واحد من أمناط التنمية‬
‫اليت درج الباحثني واملختصني على إبرازها أال وهو التنمية االجتماعية أو البشرية‪ ،‬واملعلوم أن التنمية املستدامة‬
‫تشمل أمناط التنمية كافة‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬فضال عن أهنا تنمية أتخذ ابالعتبار البعد‬
‫الزمين وحق األجيال القادمة يف الوفاء ابحتياجاهتا ‪.‬‬
‫‪ -‬كما تعرف أبهنا تلك التنمية املتوازنة اليت تشمل خمتلف أنشطة اجملتمع‪ ،‬ابعتماد أفضل الوسائل لتحقيق‬
‫االستثمار األمثل للموارد املادية والبشرية يف العمالت التنموية‪ ،‬واعتماد مبادئ العدالة يف االنتاج واالستهالك‬
‫وعند توزيع العوائد‪ ،‬لتحقيق الرفاهية جلميع أفراد اجملتمع‪ ،‬دون احلاق الضرر ابلبيئة أو مبصاحل األجيال‬
‫القادمة‪ ،2‬وي تضمن هذا التعريف مفهوم برز بني سبعينات ومثانينات القرن املاضي وهو التنمية الشاملة‪ ،‬والذي‬

‫‪1- Marie Claude Smouts, Le developement durable , editions armand colin , France , 2005 , p 4‬‬
‫‪ -2‬كرابيل بغداد ومحداين حممد ‪ ،‬اسرتاتيجيات وسياسات التنمية املستدامة يف ظل التحوالت االقتصادية والتكنولوجية يف اجلزائر ‪ ،‬جملة علوم‬
‫انسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 45‬جانفي ‪ ، 2010‬ص ‪12‬‬

‫‪97‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫اهتم هو كذلك جبوانب التنمية الثالثة (االقتصادية واالجتماعية والبيئية) لكن بدرجة متفاوتة وأبسلوب معاجلة‬
‫مستقل أي ابفرتاض عدم وجود أتثريات متبادلة بني اجلوانب جمتمعة ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن بني التعاريف كذلك للتنمية املستدامة‪ ،‬واليت حضيت ابمجاع معظم دول العامل يف مؤمتر األمم املتحدة‬
‫للبيئة والتنمية (قمة األرض) هو وصفها أبهنا "ضرورة اجناز احلق يف التنمية حبيث تتحقق على حنو متساو‬
‫احلاجات التنموية والبيئية ألجيال احلاضر واملستقبل‪ ،"1‬حيث كان الرهان حينها وال يزال منصبا على ضرورة‬
‫التكافل توكيد الصلة بني احملافظة على البيئة وبني التنمية والقضاء على املشاكل االجتماعية ال سيما الفقر‬
‫والبطالة ‪ ...‬إخل ‪.‬‬
‫‪ -‬أو هي "التنمية اليت تفي ابحتياجات احلاضر دون التقليل من قدرة أجيال املستقبل على الوفاء ابحتياجاهتا‪،‬‬
‫وهي هتدف إىل التوافق والتكامل بني البيئة والتنمية من خالل ثالثة أمناط هي‪ :‬نظام حيوي للموارد‪ ،‬نظام‬
‫اقتصادي ونظام اجتماعي"‪ ،‬مبعىن أن التنمية املستدامة عملية جمتمعية جيب أن تساهم فيها كل الفئات‬
‫والقطاعات بشكل متناسق‪.2‬‬
‫وتعرف كذلك أبهنا "عملية جمتمعية واعية ودائمة موجهة وفق إرادة وطنية مستقلة من أجل إجياد حتوالت‬
‫هيكلية وإحداث تغريات سياسية واجتماعية واقتصادية تسمح بتحقيق منو مطرد لقدرات اجملتمع املعين وحتسني‬
‫مستمر لنوعية احلياة فيه‪ ،"3‬ويعترب هذا التعريف أقرب تعريف إجرائي لدراستنا من حيث أنه وصف التنمية‬
‫املستدامة ابلعملية اجملتمعية الواعية أي اليت يشارك فيها اجلميع مع حتليهم بقيم تزيد من إدراكهم أبمهيتها ‪،‬‬
‫والبد أن يكون ذلك وفق رؤية طويلة األمد‪ ،‬واضحة املعامل ومتعددة األبعاد ‪ ،‬وابستخدام آليات وطرق من‬
‫شأهنا أن تنقل احلياة اجملتمعية من وضع إىل وضع أفضل منه (جودة احلياة)‪ ،‬ومن ذلك جند املمارسة املقاوالتية‬
‫السيما االجتماعية منها‪ ،‬ابعتبارها تركز على الفئات العاطلة والفقرية وحنو ذلك وابلتايل توسيع نطاق املشاركة‬
‫وختفيف العبء وتعزيز التكافل االجتماعي‪،‬وكذا اجياد احللول ومعاجلة العديد من املشاكل اإلجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫وانطالقا من التعاريف أعاله وكذا املطلع عليها للتنمية املستدامة ميكن وضع تعريفنا اإلجرائي هلا ‪ ،‬أبهنا "عملية‬
‫مدروسة وفق رؤية اسرتاتيجية متعددة األبعاد‪ ،‬إبشراف رمسي ومشاركة واسعة تضم كل من القطاعني العام‬

‫‪ -1‬ماجدة أمحد أبو زنط و عثمان حممد غنيم ‪ ،‬التنمية املستدامة من منظور الثقافة العربية االسالمية ‪ ،‬جملة دراسات العلوم االدارية ‪ ،‬اجلامعة‬
‫األردنية عمان ‪ ،‬اجمللد ‪ ،36‬العدد ‪ ،2009 ، 1‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ -2‬حرفوش سهام ‪ ،‬صحراوي اميان و بوابية ذهبية رمية ‪ ،‬اإلطار النظ ري للتنمية املستدامة ومؤشرات استخدامها ‪ ،‬مداخلة مقدمة للمؤمتر املوسوم‬
‫بـ التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة ‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪ ،‬يومي ‪ 07‬و‪2008/04/08‬‬
‫‪ -3‬سحر قدوري الرفاعي ‪ ،‬التنمية املستدامة مع تركيز خاص على اإلدارة البيئية – حالة العراق‪ -‬أوراق عمل املؤمتر العريب اخلامس لإلدارة البيئية‬
‫املنعقد يف سبتمرب ‪ 2006‬بتونس ‪ ،‬املنظمة العربية لإلدارة – جامعة الدول العربية ‪ ، 2007 ،‬ص ‪24‬‬

‫‪98‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫واخلاص ومنظمات اجملتمع املدين وكذلك السكان بكافة فئاهتم ومستوايهتم‪ ،‬تستلزم العمل على تنظيم وإعادة‬
‫تنظيم اهليئات السياسية واإلدارية واآلليات االقتصادية واالجتماعية ابلشكل الذي يتيح االستغالل األمثل‬
‫للموارد اجملتمعية حاضرا ومستقبال وحيقق التحسني املستمر جلودة احلياة أببعادها الثالثة – االقتصادية‬
‫واالجتماعية و البيئية‪ -‬على حنو متوازن و متكامل" ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬عناصر وخصائص التنمية املستدامة ‪:‬‬


‫‪ -1‬عناصر التنمية املستدامة ‪:‬‬

‫أرست نتائج مجيع املؤمترات الرئيسية ومؤمترات القمة اليت عقدهتا األمم املتحدة أساسا متينا للتنمية‬
‫املستدامة وأسهمت يف تشكيل اخلطة اجلديدة آفاق ‪ 2030‬اليت جاءت كنهج جديد يعرتف أبن القضاء على‬
‫الفقر جبميع صوره وأبعاده‪ ،‬ومكافحة انعدام املساواة داخل البلدان وفيما بينها‪ ،‬وحفظ كوكب األرض ‪،‬‬
‫وحتقيق النمو االقتصادي املطرد والشامل واملستدام‪ ،‬وتعزيز االدماج االجتماعي‪ ،‬أمور مرتابطة يتصل بعضها‬
‫ببعض وتتطلب حلوال متكاملة‪ ،‬لذلك جاء إطار اخلطة اجلديدة يتجاوز نطاقه بكثري نطاق األهداف اإلمنائية‬
‫لأللفية (‪ )2015-2000‬بعدما شكلت منطلقا هلا حنو امتام ما مل يتحقق يف إطارها‪ ،‬فإىل جانب األولوايت‬
‫اإلمنائية القائمة كالقضاء على الفقر واالهتمام ابلصحة والتعليم واألمن الغذائي‪ ،‬حيدد هذا اإلطار طائفة واسعة‬
‫من األهداف االقتصادية واالجتماعية والبيئية كانت حمل اتفاق الدول األعضاء يف منظمة األمم املتحدة اليت‬
‫اجتمعت يف قمة اترخيية عقدت بني ‪ 25‬و‪ 27‬سبتمرب ‪ 2015‬بنيويورك‪ ،‬متثلت يف سبعة عشر (‪ )17‬هدفا‬
‫امنائيا و‪ 169‬غاية مرتبطة هبا يسرتشد هبا يف اختاذ القرارات على مدى السنوات اخلمس عشرة املقبلة إبتداءا‬
‫من ‪ 01‬يناير ‪ ،2016‬وهي تقوم على جمموعة من العناصر (أركان) يف جماالت ذات أمهية حامسة هي ‪:‬‬
‫الناس‪ ،‬كوكب األرض‪ ،‬االزدهار‪ ،‬السالم والشراكة كما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬الناس‪ :‬من خالل العزم على اهناء الفقر واجلوع‪ ،‬جبميع صورمها وأبعادمها‪ ،‬وكفالة امكانية تفعيل الطاقات‬
‫الكامنة جلميع البشر يف إطار من الكرامة واملساواة ويف ظل مناخ صحي‬

‫‪ - 1‬قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪ A/RES/70/1‬املؤرخ يف‪ 25 :‬سبتمرب ‪ ،2015‬الوثيقة اخلتامية ملؤمتر قمة األمم املتحدة العتماد خطة‬
‫التنمية ملا بعد عام ‪ ،2015‬ص ‪2‬‬

‫‪99‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -2‬الكوكب ‪ :‬عن طريق محاية كوكب األرض من التدهور‪ ،‬بطرق من شأهنا حتقيق االستدامة يف االستهالك‬
‫واالنتاج‪ ،‬وادارة موارد الكوكب الطبيعية بصورة مستدامة‪ ،‬واختاذ اجراءات عاجلة بشأن تغري املناخ‪ ،‬حىت ميكن‬
‫له دعم احتياجات األجيال احلالية واملقبلة ‪.‬‬

‫‪ -3‬االزدهار ‪ :‬بعقد العزم على كفالة أن يتمتع مجيع الناس حبياة يظلها الرخاء وتليب طموحاهتم‪ ،‬وأن يتحقق‬
‫التقدم االقتصادي واالجتماعي والتكنولوجي يف انسجام مع الطبيعة ‪.‬‬

‫‪ -4‬السالم ‪ :‬من خالل التشجيع على قيام جمتمعات يسودها السالم والعدل وجيد فيها اجلميع متسعا هلم‪،‬‬
‫جمتمعات ختلو من اخلوف والعنف‪ ،‬إذ ال سبيل لتحقيق التنمية املستدامة دون سالم وأمان واستقرار ‪.‬‬

‫‪ -5‬الشراكة ‪ :‬بواسطة حشد الوسائل الالزمة لتنفيذ هذه اخلطة من خالل تنشيط الشراكة العاملية من أجل‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬على أساس روح من التضامن العاملي املعزز‪ ،‬مع الرتكيز بوجه خاص على احتياجات الفئات‬
‫األشد فقرا واألكثر ضعفا‪ ،‬و مبشاركة من مجيع البلدان ومجيع أصحاب املصلحة و مجيع الشعوب ‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص التنمية املستدامة ‪:‬‬


‫تتصف التنمية املستدامة بسمات ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬التنمية املستدامة ختتلف عن التنمية يف كوهنا اشد تداخال وأكثر تعقيدا وخاصة فيما يتعلق مبا هو طبيعي‬
‫وما هو اجتماعي يف التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر التنمية املستدامة ال ميكن فصل بعضها عن بعض لشدة تداخل االبعاد والعناصر الكمية والنوعية هلا‬
‫‪ -‬التنمية املستدامة عملية جمتمعية جيب ان تساهم فيها كل الفئات والقطاعات واجلماعات وال جيوز اعتمادها‬
‫على فئة قليلة أو مورد واحد ‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية املستدامة عملية واعية‪ ،‬أي أهنا ليست عملية عشوائية‪ ،‬وإمنا عملية حمددة الغاايت‪ ،‬ذات اسرتاتيجية‬
‫طويلة املدى وأهداف مرحلية وخمططات وبرامج‪.1‬‬
‫‪ -‬التنمية املستدامة ذات بعد زمين طويل ابلضرورة‪ ،‬فهي تنمية تعتمد على تقدير إمكاانت احلاضر‪ ،‬ويتم‬
‫التخطيط هلا ألطول فرتة زمنية مستقبلية (عادة ما تقدر بـ ‪ 15‬سنة كما هو الشأن يف األهداف االمنائية‬
‫لأللفية وكذا أهداف الربانمج اجلديد ‪. )2030‬‬

‫‪ -1‬زرمان كرمي ‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل برانمج اإلنعاش االقتصادي ‪ ، 2009-2001‬جملة أحباث اقتصادية و ادارية ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادي والتجارية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬جوان ‪ ، 2010‬ص ‪195‬‬

‫‪100‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -‬التنمية املستدامة متكاملة تقوم على التنسيق بني سلبيات استخدام املوارد‪ ،‬واجتاهات االستثمارات واالختيار‬
‫التكنولوجي‪،‬وجيعلها تعمل مجيعها ابنسجام داخل املنظومة البيئية مبا حيافظ عليها وحيقق التنمية املتواصلة‬
‫املنشودة‪. 1‬‬

‫‪ -‬التنمية املستدامة تراعي حتقيق العدالة بني األجيال احلاضرة والالحقة ‪ ،‬من خالل احملافظة على البيئة واملوارد‬
‫الطبيعية املتاحة أو بني املناطق كذلك (بني الشمال واجلنوب)‪.‬‬

‫‪ -‬بناء قاعدة واجياد طاقة انتاجية ذاتية‪ ،‬على أن تكون متطلبات هذا البناء حملية ذاتية‪ ،‬متنوعة ‪ ،‬متشابكة‬
‫ومتكاملة‪ ،‬قادرة على التكيف مع التغريات‪ ،‬كما يتوفر هلذه القاعدة التنظيم االجتماعي السليم ‪ ،‬املوارد البشرية‬
‫املدربة‪ ،‬القدرة التقنية والرتاكم الرأمسايل الكايف ‪.‬‬

‫‪ -‬التنمية املستدامة مشروع يرتكز على البعد العاملي‪ ،‬من خالل الدعوة إىل احرتام املواثيق الدولية املتعلقة‬
‫حبماية البيئة‪ ،‬وإجراء تغريات هيكلية يف أمناط اإلنتاج واالستهالك‪ ،2‬وحتقيق أهداف التنمية املستدامة وفق‬
‫الربانمج اجلديد لألمم املتحدة ‪. 2030‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬أهداف التنمية املستدامة ‪:‬‬

‫إن أهداف التنمية املستدامة جاءت وغاايهتا متكاملة وغري قابلة للتجزئة‪ ،‬وهي عاملية بطبيعتها وشاملة من‬
‫حيث تطبيقها‪ ،‬تراعي اختالف الواقع املعيش يف كل بلد وقدراته ومستوى تنميته وحترتم السياسات واألولوايت‬
‫الوطنية ‪ ،‬ذلك ألن كل بلد يواجه حتدايت حمددة يف سعيه إىل حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مما يستلزم ابلضرورة‬
‫اختالف االسرتاتيجيات والنماذج واألدوات املتاحة لكل بلد وفق ظروفه وأولوايته الوطنية يف السعي حنو ذلك‪.‬‬

‫وتسعى أهداف التنمية املستدامة اليت مت اعتمادها يف ‪ 2015‬كجزء من خطة التنمية املستدامة للعام ‪2030‬‬
‫إىل ضمان إحراز التحسني يف األبعاد الثالثة للتنمية املستدامة‪ :‬االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬مدعومة‬
‫ابحلوكمة الرشيدة والشراكات‪ ،‬وهي تستند إىل األهداف االمنائية لأللفية (‪ )2015-2000‬ولكنها تطرح‬
‫عدة جماالت جديدة للعمل السياسي السيما فيما يتعلق ابالستدامة البيئية‪ ،‬كما تؤكد على ضرورة دعم أكثر‬
‫الناس فقرا وضعفا‪ ،‬وكذا أمهية إشراك مجيع أصحاب املصاحل على خمتلف املستوايت‪ ،‬من املستوى العاملي إىل‬

‫‪ - 1‬خلضر بن علية‪ ،‬دور االستثمار السياحي يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم يف علوم التسيري ختصص اإلدارة البيئية‬
‫والسياحية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ، 2018/2017 ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ - 2‬أمحد أبو اليزيد الرسول ‪ ،‬التنمية املتواصلة ‪ :‬األبعاد واملنهج ‪ ،‬مكتبة بستان املعرفة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪86‬‬

‫‪101‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املستوى االقل يمي مرورا ابملستوايت الوطنية واحمللية وحىت املستوى الفردي يف تنفيذ جدول األعمال‪ ،‬وفيما يلي‬
‫أهداف التنمية املستدامة الـسبعة عشر وفق خطة عام ‪:1 2030‬‬

‫اهلدف ‪ : 1‬القضاء على الفقر جبميع أشكاله يف كل مكان ‪ :‬إذ ال يزال العديد من سكان املعمورة يعيشون‬
‫حتت خط الفقر على الرغم من خفض معدالته إىل أكثر من النصف منذ عام ‪ ،22000‬وهو يقاس حاليا‬
‫بعدد األشخاص الذين يعيشون أبقل من ‪ 1.25‬دوالر يف اليوم‪ ،3‬ويف هذا الصدد رصدت العديد من‬
‫املؤشرات (واليت سنأيت على ذكرها الحقا) بغية حتقيق هذا اهلدف الذي يعد أكرب حتد عاملي يواجه العامل حاليا‬
‫وشرطا ال غىن عنه لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬إذ ال بد أن يتمتع اجلميع مبستوايت املعيشة األساسية عن طريق‬
‫وسائل منها نظم احلماية االجتماعية ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :2‬القضاء على اجلوع وتوفري األمن الغذائي والتغذية احملسنة وتعزيز الزراعة املستدامة ‪ :‬من خالل‬
‫إعادة التفكري يف كيفية تنمية الغذاء ومشاطرته واستهالكه بطرق صحيحة‪ ،‬حيث يقدم قطاع األغذية والزراعة‬
‫حلوال رئيسية للتنمية ويعد قطاعا اسرتاتيجيا هاما من شأنه القضاء على اجلوع والفقر ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :3‬ضمان متتع اجلميع أبمناط عيش صحية وابلرفاهية يف مجيع األعمار ‪ :‬فضمان احلياة الصحية‬
‫وتشجيع الرفاهية للجميع من كل األعمار مقصد ال بد منه يف التنمية املستدامة‪ ،‬وذلك من خالل املعاجلة‬
‫الوقائية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬ومحالت التحصني والتلقيح‪ ،‬والرعاية اجلنسية واالجنابية ‪ ،‬وإجراء البحوث الداعمة لتوفري‬
‫األدوية والوصول إليها من طرف اجلميع ‪ ....‬إخل‬

‫اهلدف ‪ :4‬ضمان التعليم اجليد املنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى احلياة للجميع ‪ :‬إذ‬
‫يشكل توفري التعليم اجليد وتوسيع نطاقه حىت يشمل اجلميع األساس الذي يرتكز عليه حتسني حياة الناس‬
‫وحتقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬األثر األكادميي ألهداف التنمية املستدامة‪ ،‬أنظر الرابط ‪ ،https://academicimpact.un.org/ar/content :‬اتريخ ‪2019/05/25 :‬‬
‫‪،https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/poverty/index.html‬اتريخ‪:‬‬ ‫الرابط‪:‬‬ ‫أنظر‬ ‫املتحدة‪،‬‬
‫‪-2‬موقع األمم‬
‫‪2019/05/25‬‬
‫‪ - 3‬قرار رقم ‪ ، A/RES/71/313 :‬اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪ ،‬أنظر الرابط السابق ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫اهلدف ‪ :5‬حتقيق املساواة بني اجلنسني ومتكني كل النساء والفتيات ‪ :‬عن طريق توفري التكافؤ أمام النساء‬
‫والفتيات يف احلصول على التعليم‪ ،‬والرعاية الصحية‪ ،‬والعمل الالئق‪ ،‬والتمثيل يف العمليات السياسية‬
‫واالقتصادية واختاذ القرارات‪ ،‬ابعتبار ذلك دعما لالقتصاد املستدام وفائدة للمجتمعات واإلنسانية مجعاء ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :6‬ضمان توافر املياه وخدمات الصرف الصحي للجميع و إدارهتا إدارة مستدامة ‪ :‬وهذه ضرورة‬
‫من الضرورات األساسية نتجت عن سوء الربامج االقتصادية أو ضعف البىن التحتية ابلرغم من وجود ما يكفي‬
‫من مياه على كوكب األرض‪ ،‬حيث يرى كل من (جاست دي بروكس)‪ 1‬و (كيالن سي كاري)‪ ، 2‬أن هذا‬
‫اهلدف ميكن حتقيقه من خالل تطبيق أربعة مبادئ هي ‪:‬‬

‫‪ -‬فصل مياه الشرب عن املياه املستعملة ‪.‬‬

‫‪ -‬الوصول إىل مياه الشرب ومعاجلتها إبزالة امللواثت الكيميائية والبيولوجية‪.‬‬

‫‪ -‬محاية النظم اإليكولوجية للمياه العذبة واستصالحها‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان امكانية احلصول على املياه وحقوق املياه‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :7‬ضمان حصول اجلميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة احلديثة املوثوقة واملستدامة‪:‬‬
‫فإمكانية حصول اجلميع على الطاقة احلديثة وحتسني فاعلية وزايدة استخدام املوارد املتجددة‪ ،‬مسألة ضرورية‬
‫وجوهرية سواء من أجل فرص العمل أو األمن أو تغري املناخ أو إنتاج األغذية أو زايدة الدخل ‪...‬‬

‫اهلدف ‪ :8‬تعزيز النمو االقتصادي املطرد والشامل للجميع واملستدام‪ ،‬العمالة الكاملة واملنتجة‪ ،‬وتوفري‬
‫العمل الالئق للجميع ‪ :‬يقتضي حتقيق النمو االقتصادي املستدام مشاركة مجيع من هم يف سن العمل إباتحة‬
‫فرص عمل جيدة حت ًفز االقتصاد دون االضرار ابلبيئة‪ ،‬كما أن تشجيع قيام الشركات الناشئة واملؤسسات‬
‫الصغرية واملتوسطة واملقاوالتية عموما ابإلضافة إىل محاية حقوق العمل وتعزيز بيئات عمل توفر السالمة واألمن‬
‫املهنيني من شأنه املسامهة يف ذلك ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :9‬اقامة بىن حتتية قادرة على الصمود‪ ،‬وحتفيز التصنيع الشامل للجميع ‪ ،‬وتشجيع االبتكار‪ :‬إن‬
‫إقامة بىن حتتية صلبة تؤدي وظيفتها ومستدامة هلو مطلب العديد من أهداف التنمية املستدامة ‪ ،‬فالنقل والري‪،‬‬

‫‪ - 1‬مدير مركز حبوث املياه يف معهد البيئة بكلية العلوم البيئية يف جامعة أدياليد‪ ،‬أسرتاليا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أستاذة مساعدة يف شعبة العلوم البيولوجية‪ ،‬املعهد التقين واجلامعة احلكومية لفرجينيا ‪ ،‬الوالايت املتحدة األمرييكية‬

‫‪103‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫والطاقة وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت واخلدمات االجتماعية واالقتصادية وغريها‪ ،‬كلها عناصر حيوية‬
‫تساهم يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬كما أن التنمية يف جمال الصناعة تعترب مصدرا هاما للدخل‪ ،‬يساعدها يف‬
‫ذلك التطور التقين القائم على االبتكار الذي يعمل على اجياد احللول التقنية إلقامة الصناعات الصديقة للبيئة‪.‬‬

‫اهلدف ‪ : 10‬احلد من انعدام املساواة داخل البلدان وفيما بينها‪ :‬مثة شبه اتفاق كلي بني الدول على أن‬
‫النمو االقتصادي ليس كافيا خلفض حدة الفقر إذا كان ذلك النمو غري شامل للجميع وال يتضمن األبعاد‬
‫الثالثة للتنمية املستدامة وهي األبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬وسعيا إىل خفض التباين واحلد من‬
‫انعدام املساواة‪ ،‬مت التوصية ابتباع سياسات شاملة من حيث املبدأ‪ ،‬وأن توىل احتياجات الفئات السكانية‬
‫املستضعفة واملهمشة ابالهتمام ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :11‬جعل املدن واملستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة و قادرة على الصمود ومستدامة‪:‬‬
‫حيث تشمل التحدايت املشرتكة املتعلقة ابملدن االكتظاظ‪ ،‬ونقص يف تقدمي اخلدمات األساسية‪ ،‬إذ من‬
‫املمكن التغلب على ذلك بطرق تتيح االنتعاش والنمو للمدن‪ ،‬ويتاح فيها للجميع احلصول على اخلدمات‬
‫األساسية والطاقة واإلسكان والنقل وما هو أكثر من ذلك ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ : 12‬ضمان وجود أمناط استهالك وانتاج مستدامة ‪ :‬ترتبط أمناط االستهالك واالنتاج املستدامة‬
‫بتشجيع الكفاءة يف املوارد والطاقة‪ ،‬واستدامة البنية التحية‪ ،‬وتوفري امكانية احلصول على اخلدمات األساسية‬
‫وتوفري فرص العمل الالئق وغري املضر ابلبيئة‪ ،‬وعموما حتسني جودة احلياة لصاحل اجلميع‪ ،‬أي أهنا تستهدف‬
‫"انتاج املزيد بشكل أفضل وبتكلفة أقل"‪ ،‬ويشرتك يف ذلك مجيع األطراف ذات الصلة من أصحاب األعمال‬
‫واملستهلكني‪ ،‬واملسؤولني عن رسم السياسات‪ ،‬والباحثني‪ ،‬والتجار‪ ،‬وكذا وسائط اإلعالم من خالل التوعية‬
‫والتثقيف أبمناط االستهالك املستدامة ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :13‬اختاذ اجراءات عاجلة للتصدي لتغري املناخ وآاثره‪ :‬ابتت معاجلة ما حيدثه تغري املناخ من‬
‫أتثريات هامة واسعة النطاق يف النظم البشرية والطبيعية‪ ،‬ضرورة مستعجلة تتطلب حلوال وتعاوان على املستوى‬
‫الدويل‪ ،‬ابعتباره يؤثر على كل دولة يف أي قارة من القارات ويعطل االقتصادايت الوطنية ويؤثر على أنواع‬
‫احلياة‪ ،‬ويلقي ابأل عباء املالية على الناس واجملتمعات والدول‪ ،‬ومما يساعد على ذلك تفعيل التوجه حنو الطاقات‬
‫املتجددة واإلجراءات األخرى اليت من شأهنا خلق املرونة املناخية والتقليل من االنبعااثت الناشئة عن األنشطة‬
‫البشرية ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫اهلدف ‪ :14‬حفظ احمليطات والبحار واملوارد البحرية واستخدامها على حنو مستدام لتحقيق التنمية‬
‫املستدامة ‪ :‬تعترب احمليطات والبحار موردا عامليا ذو عالقة حمورية أببعاد التنمية املستدامة الثالث ‪ ،‬األمر الذي‬
‫جيعل إدارهتا بعناية مسة أساسية من مسات مستقبل مستدام ‪ ،‬فهي تغطي ما يقرب من ثالثة أرابع كوكب‬
‫األرض مشكلة بذلك قاعدة للنظم العاملية اليت تدعم احلياة البشرية على سطح هذا الكوكب‪ ،‬كما أهنا تساهم‬
‫يف االقتصاد العاملي وزايدة الرفاه االجتماعي بعدة أوجه هامة من قبيل ما يلي‪ :1‬التجارة العاملية والنقل البحري‪،‬‬
‫استخراج وانتاج النفط والغاز والطاقات املتجددة‪ ،‬االتصاالت السلكية والالسلكية العاملية‪ ،‬التنوع البيولوجي‬
‫البحري وعالقته ابلصناعات الغذائية والصناعات األخرى‪ ،‬السياحة الساحلية ونسب العمالة فيها‪..‬‬

‫اهلدف ‪ :15‬حاية النظم االيكولوجية الربية وترميمها وتعزيز استخدامها على حنو مستدام‪ ،‬وإدارة‬
‫الغاابت على حنو مستدام‪ ،‬ومكافحة التصحر‪ ،‬ووقف تدهور األراضي وعكس مساره‪ ،‬ووقف فقدان‬
‫التنوع البيولوجي‪ :‬ويكون ذلك من خالل إدماج قيم النظم اإليكولوجية والتنوع البيولوجي بغرض احملافظة‬
‫عليها واستخدامها استخداما مستداما يف اخلطط الوطنية واحمللية وكذا أخذها بعني االعتبار يف العمليات‬
‫اإلمنائية املختلفة‪ ،‬ابإلضافة إىل بذل اجلهود الرامية للمحافظة على الغاابت وما حتويه من تنوع بيولوجي وادارهتا‬
‫ابلعناية واالهتمام الالزمني وكذا مكافحة التصحر وما ينجر عنه من تدهور لألراضي وأتثريات على البيئة ‪.‬‬

‫همش فيها أحد من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪،‬‬


‫اهلدف ‪ :16‬التشجيع على اقامة جمتمعات مساملة ال يُ َ‬
‫وإاتحة إمكانية وصول اجلميع إىل العدالة‪ ،‬وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على‬
‫مجيع املستوايت‪ :‬يرمي هذا اهلدف إىل احلد من كافة أشكال العنف‪ ،‬وإجياد التنسيق العملي بني احلكومات‬
‫واجملتمعات للتوصل إىل احللول النهائية للصراعات وانعدام األمن‪ ،‬ذلك ألنه ال ميكن أن أنمل يف تنمية‬
‫مستدامة يف ظل غياب السالم واالستقرار‪ ،‬وحقوق اإلنسان واحلوكمة الفاعلة القائمة على حكم القانون‪ ،‬لذا‬
‫يتوجب على الدول إختاذ اإلجراءات الكفيلة اليت من شأهنا تعزيز حكم القانون وترسيخ حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫اهلدف ‪ :17‬تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العاملية من أجل حتقيق التنمية املستدامة ‪ :‬إن من أهم‬
‫ما يعزز فرص جناح حتقيق تنمية مستدامة هو عمل شراكات بني احلكومات والقطاع اخلاص واجملتمع املدين‪،‬‬
‫(واملقاولة االجتماعية ما هي إال واحدة من الصور اليت تتجسد فيها تلك الشراكة)‪ ،‬وهذه الشراكات تبىن على‬

‫‪ - 1‬بيلياان سيسني سني‪ ،‬رئيسة املنتدى العاملي للمحيطات وأستاذة ومديرة مركز جريارد جي ماجنوين للسياسات البحرية‪ ،‬كلية األرض واحمليطات‬
‫والبيئة‪ ،‬جامعة ديالوير الو م أ‪ ،‬مقال منشور على رابط األمم املتحدة‪ ،https://www.un.org/ar/chronicle/article/20291 :‬اتريخ‬
‫االطالع ‪2019/05/25 :‬‬

‫‪105‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫قواعد وقيم ورؤية وأهداف مشرتكة تضع الناس والكوكب يف قلب هذه اجلهود‪ ،‬كما يتطلب حتقيق األهداف‬
‫أعاله مستوى غري مسبوق من التعاون الالزم لالستفادة من التمويل املتاح واملوارد املعرفية وتوجيه ذلك للبلدان‬
‫النامية على وجه اخلصوص‪ ،‬فضال عن طرائق التنفيذ وهياكل التنظيم وتقوية آليات الرقابة الوطنية‬

‫وميكن تقسيم هذه األهداف أو تصنيفها تبعا لألبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية للتنمية املستدامة‪،‬‬
‫ابستثناء اهلدف األخري ابعتباره ذا بعد سياسي عام شامل جلميع األبعاد‪ ،‬كما هو مبني يف اجلدول التايل ‪:‬‬

‫جدول (‪ : )10‬أهداف التنمية املستدامة آفاق ‪ 2030‬تبعا ألبعادها‬

‫األه ـ ـ ـداف‬ ‫البعـ ـد‬


‫‪ -7‬ضمان حصول اجلميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة احلديثة املوثوقة و املستدامة‬ ‫االقتصادي‬
‫‪ -8‬تعزيز النمو االقتصادي املطرد والشامل للجميع واملستدام‪ ،‬العمالة الكاملة واملنتجة‪ ،‬وتوفري العمل‬
‫الالئق للجميع‬
‫‪ -9‬اقامة بىن حتتية قادرة على الصمود‪ ،‬وحتفيز التصنيع الشامل للجميع ‪ ،‬وتشجيع االبتكار‬
‫‪ – 12‬ضمان وجود أمناط استهالك وانتاج مستدامة‬
‫‪ -1‬القضاء على الفقر جبميع أشكاله يف كل مكان‬ ‫االجتماعي‬
‫‪ -2‬القضاء على اجلوع وتوفري األمن الغذائي والتغذية احملسنة وتعزيز الزراعة املستدامة‬
‫‪ -3‬ضمان متتع اجلميع أبمناط عيش صحية وابلرفاهية يف مجيع األعمار‬
‫‪ -4‬ضمان التعليم اجليد املنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى احلياة للجميع‬
‫‪ -5‬حتقيق املساواة بني اجلنسني ومتكني كل النساء والفتيات‬
‫‪ -6‬ضمان توافر املياه وخدمات الصرف الصحي للجميع و إدارهتا إدارة مستدامة‬
‫‪ – 10‬احلد من انعدام املساواة داخل البلدان وفيما بينها‬
‫‪ -11‬جعل املدن واملستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود و مستدامة‬
‫‪ -16‬التشجيع على اقامة جمتمعات مساملة ال يهمش فيها أحد من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وإاتحة‬
‫إمكانية وصول اجلميع إىل العدالة‪ ،‬وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على مجيع‬
‫املستوايت‬
‫‪ -13‬اختاذ اجراءات عاجلة للتصدي لتغري املناخ وآاثره‬ ‫البيئي‬
‫‪ -14‬حفظ احمليطات والبحار و املوارد البحرية و استخدامها على حنو مستدام لتحقيق التنمية املستدامة‬
‫‪ -15‬محاية النظم االيكولوجية الربية وترميمها وتعزيز استخدامها على حنو مستدام‪ ،‬وإدارة الغاابت على‬
‫حنو مستدام‪ ،‬ومكافحة التصحر‪ ،‬ووقف تدهور األراضي وعكس مساره ‪ ،‬ووقف فقدان التنوع البيولوجي‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫‪106‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫كما ميكن تصنيف ذات األهداف تبعا للمجاالت الرئيسية (األركان) اليت شكلت حماور قامت عليها‪ ،‬كما هو‬
‫مبني يف الشكل واجلدول املواليني ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )11‬اجملاالت الرئيسية ألهداف التنمية املستدامة‬

‫املصدر ‪ :‬منشورات منظمة األمم املتحدة‬

‫‪107‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫جدول (‪ : )11‬تصنيف أهداف التنمية املستدامة تبعا جملاالهتا (أركاهنا) الرئيسية‬

‫األهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداف‬ ‫اجملال‬


‫اهلدف ‪ :1‬القضاء على الفقر جبميع أشكاله يف كل مكان‬ ‫الناس‬
‫اهلدف ‪ :2‬القضاء على اجلوع وتوفري األمن الغذائي والتغذية احملسنة وتعزيز الزراعة املستدامة‬
‫اهلدف ‪ :3‬ضمان متتع اجلميع أبمناط عيش صحية وابلرفاهية يف مجيع األعمار‬
‫اهلدف ‪ :4‬ضمان التعليم اجليد املنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى احلياة للجميع‬
‫اهلدف ‪ :5‬حتقيق املساواة بني اجلنسني ومتكني كل النساء والفتيات‬
‫اهلدف ‪ :6‬ضمان توافر املياه وخدمات الصرف الصحي للجميع و إدارهتا إدارة مستدامة‬ ‫الكوكب‬
‫اهلدف ‪ :12‬ضمان وجود أمناط استهالك وانتاج مستدامة‬
‫اهلدف ‪ :13‬اختاذ اجراءات عاجلة للتصدي لتغري املناخ وآاثره‬
‫اهلدف ‪ :14‬حفظ احمليطات والبحار و املوارد البحرية و استخدامها على حنو مستدام لتحقيق التنمية‬
‫املستدامة‬
‫اهلدف ‪ :15‬محاية النظم االيكولوجية الربية وترميمها وتعزيز استخدامها على حنو مستدام‪ ،‬وإدارة الغاابت‬
‫على حنو مستدام‪ ،‬ومكافحة التصحر‪ ،‬ووقف تدهور األراضي وعكس مساره ‪ ،‬ووقف فقدان التنوع‬
‫البيولوجي‬
‫اهلدف ‪ :7‬ضمان حصول اجلميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة احلديثة املوثوقة و املستدامة‬ ‫االزدهار‬
‫اهلدف ‪ :8‬تعزيز النمو االقتصادي املطرد والشامل للجميع واملستدام‪ ،‬العمالة الكاملة واملنتجة‪ ،‬وتوفري‬
‫العمل الالئق للجميع‬
‫اهلدف ‪ :9‬اقامة بىن حتتية قادرة على الصمود‪ ،‬وحتفيز التصنيع الشامل للجميع ‪ ،‬وتشجيع االبتكار‬
‫اهلدف ‪ :10‬احلد من انعدام املساواة داخل البلدان وفيما بينها‬
‫اهلدف ‪ :11‬جعل املدن واملستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود و مستدامة‬
‫اهلدف ‪ :16‬التشجيع على اقامة جمتمعات مساملة ال يهمش فيها أحد من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪،‬‬ ‫السالم‬
‫وإاتحة إمكانية وصول اجلميع إىل العدالة‪ ،‬وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على‬
‫مجيع املستوايت‬
‫اهلدف ‪ :17‬تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العاملية من أجل حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الشراكة‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على منشورات منظمة األمم املتحدة‬

‫‪108‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬أبعاد التنمية املستدامة ‪:‬‬

‫انطالقا من كون التنمية املستدامة عملية إمنائية واحدة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية‪ ،‬وهي‬
‫أبعاد حمورية مرتابطة ومتكاملة يف إطار تفاعلي يتسم ابلضبط والتنظيم والرتشيد للموارد‪ ،‬وهذا لن يتحقق‬
‫بطريقة عفوية‪ ،‬بل البد أن يكون ابشراف من الدولة عن طريق سياسات رشيدة وقوانني واجراءات‪ ،‬وكذا‬
‫هيئات وصية على عملية التنفيذ والتقييم والتقومي‪ ،‬وميكن توضيح ذلك من خالل الشكل املوايل ‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ : )12‬تداخل وترابط أبعاد التنمية املستدامة‬


‫المشاركة الشعبية‬ ‫‪-‬‬ ‫النمو‬ ‫‪-‬‬
‫الحراك االجتماعي‬ ‫‪-‬‬ ‫المساواة‬ ‫‪-‬‬
‫الهوية الثقافية‬ ‫‪-‬‬ ‫الكفاءة‬ ‫‪-‬‬
‫التطوير المؤسسي‬ ‫‪-‬‬
‫البعد السياسي‬

‫البعد التكنولوجي‬

‫البعد‬ ‫البعد االقتصادي‬


‫االجتماعي‬
‫والثقافي‬
‫التنمية‬
‫المستدامة‬

‫البعد البيئي‬

‫النظم االيكولوجية‬ ‫‪-‬‬


‫الطاقة‬ ‫‪-‬‬
‫التنوع البيولوجي‬ ‫‪-‬‬
‫القضايا البيئية‬ ‫‪-‬‬
‫التنمية المستدامة‬

‫املصدر ‪ :‬من اعداد الطالب ابالعتماد‬


‫ال على عدة مراجع‬

‫املطلب األول ‪ :‬البعد االقتصادي للتنمية املستدامة‪:‬‬

‫يستند هذا البعد عموما إىل املبدأ الذي يقضي بزايدة الدخل القومي وابلتايل نصيب الفرد منه إىل‬
‫أقصى حدود القضاء على الفقر من خالل استغالل املوارد الطبيعية بكفاءة وفعالية‪ ،‬فضال عن مراعاة معدل‬
‫النمو يف الناتج احمللي ا المجايل‪ ،‬الفائض أو العجز يف امليزانية العامة‪ ،‬املعدل السنوي للتضخم‪ ،‬والتقدم التقين‬

‫‪109‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ووضعية القطاعات االقتصادية كالصناعة والفالحة ومدى تطورها ابإلضافة اىل استخدامات الطاقات واملياه‬
‫واملوارد األخرى ووضعية شبكة الطرق ووسائل النقل ووضعية الدين اخلارجي للدولة‪ ،1‬ويفرتض أن يندرج حتت‬
‫هذا البعد أيضا ابلنظر للمدى الطويل (رؤية ‪ )2030‬ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬النمو االقتصادي وتوفري فرص العمل ‪:‬‬

‫وهو ما يتوافق مع اهلدف ‪ 8‬من أهداف التنمية املستدامة ‪ ،2030‬حيث يعتمد حتقيق منو اقتصادي‬
‫مستدام على تعدد األنشطة االقتصادية يف خمتلف القطاعات‪ ،‬وتنوع مصادر اإلنتاج‪ ،‬وحتفيز االقتصاد وزايدة‬
‫درجة تنافسيته دوليا وكذا حجم االستثمارات الذي من شأنه املسامهة يف الناتج احمللي اإلمجايل ال سيما يف‬
‫قطاعي الصناعة واخلدمات ‪ ،‬وذلك اتساقا مع املمارسات العاملية يف هذا الشأن اليت تعترب كالمها حمركا مزدوجا‬
‫للنمو و زايدة مسامهة الصادرات يف معدل النمو االقتصادي‪ ،‬لكن بشرط أن يتسق هذا األخري مع أهداف‬
‫التنمية املستدامة وال ينتج عنه آاثر سلبية على اجملتمع والبيئة‪ ،‬بل ابلعكس جيب أن ينتج عن األنشطة‬
‫االقتصادية املستدامة فرص عمل جديدة لكافة الفئات العمرية خاصة الشباب‪ ،‬واملرأة‪ ،‬والفئات املهمشة وذوي‬
‫االحتياجات اخلاصة ‪.‬‬

‫ويف هذا السياق وضع إطار اسرتشا دي يرمي إىل اختاذ اخلطوات والتدابري التالية لتحقيق منوا اقتصاداي مستداما‬
‫ال سيما يف املنطقة العربية‪:2‬‬

‫• حتديد األنشطة االقتصادية اليت متثل ميزة نسبية للدولة مثل الزراعة والصناعات الداعمة للزراعة واملواد‬
‫البرتولية والتعدينية ‪.‬‬
‫• وضع اسرتاتيجيات وطنية وإقليمية لدعم خطط طويلة األمد للتنمية االقتصادية املستدامة‪.‬‬
‫• التوجه حنو األنشطة االقتصادية الكثيفة العمالة ملواجهة معدالت البطالة املتزايدة واليت تساهم يف تنوع‬
‫مصادر اإلنتاج على املستوى الوطين واإلقليمي‪.‬‬
‫• االستثمار يف البحث العلمي والتكنولوجيات احلديثة لدعم األنشطة االقتصادية اليت متثل ميزة نسبية للدولة‬
‫ودعم النمو االقتصادي يف خمتلف القطاعات‪.‬‬

‫‪ - 1‬األكادميية العربية للعلوم ‪ ،‬املوسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية املستدامة – مقدمة عامة ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬اجمللد الثاين ‪ ،‬الدار العربية للعلوم‬
‫انشرون ‪ ،‬بريوت لبنان ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 455‬‬
‫‪ - 2‬اإلطار اإلسرتشادي العريب لدعم تنفيذ خطة التنمية املستدامة ‪ ،2030‬إدارة التنمية املستدامة والتعاون الدويل‪ ،‬جامعة الدول العربية‪2017 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫• العمل على دمج القطاع غري الرمسي يف االقتصاد وخفض حجم املعامالت غري الرمسية‪ ،‬من خالل تطوير‬
‫آليات دمج هذا القطاع وتوفري احلوافز والقضاء على املعوقات ‪.‬‬
‫كآلية لتحقيق التنمية‬ ‫"‪"Inclusive Green Economy‬‬ ‫• تشجيع التحول القتصاد أخضر احتوائي‬
‫االقتصادية املستدامة ‪.‬‬
‫• دع م التعاون اإلقليمي يف جمال تنمية القدرات‪ ،‬وتبادل التقنيات‪ ،‬واخلربات‪ ،‬واملنتجات يف جماالت االقتصاد‬
‫املستدام يف القطاعات املختلفة (اهلدف ‪.)17‬‬

‫‪ -2‬االرتقاء مبستوى الصناعة واالبتكار ‪:‬‬

‫إىل جانب اإلجراءات والتدابري املشار إليها آنفا‪ ،‬وبغية حتقيق مستوايت أعلى من االنتاجية االقتصادية‬
‫من خالل التنويع واالرتقاء مبستوى التكنولوجيا واالبتكار ‪ ،‬وصوال للتقليص من التبعية للبلدان النامية‪ ،‬جيب‬
‫على هذه األخرية تبين برامج تنموية قائمة على القدرات الذاتية‪ ،1‬والعمل على اقامة بىن حتتية صلبة لدعم‬
‫األنشطة اإلقتصادية يراعى يف انشاءها مبادئ االستدامة‪ ،‬وكذلك من خالل تعزيز التصنيع الشامل واملستدام‬
‫(اهلدف ‪ )9‬وذلك ابلرتكيز على ‪:‬‬

‫• تشجيع األنشطة االقتصادية الصناعية الداعمة للقطاعات املرتبطة ابملوارد الطبيعية اليت تتميز هبا الدولة واليت‬
‫تساعد على زايدة القيمة املضافة للموارد الطبيعية مثل الصناعات املرتبطة ابلغاز والنفط‪ ،‬واملوارد التعدينية‪،‬‬
‫واملنتجات الزراعية و الثروة احليوانية ‪.‬‬
‫• دعم الصناعات اليت تساهم بشكل سريع يف زايدة الدخل القومي وتنويع مصادر االنتاج ‪.‬‬
‫• دعم وتطوير الصناعات التحويلية مثل صناعة املنسوجات واملالبس‪ ،‬والورق‪ ،‬واخلشب‪ ،‬واملواد النفطية‬
‫واملعدنية والصناعات االلكرتونية والكهرابئية ‪.‬‬
‫• االستثمار يف التكنولوجيات احلديثة واالبتكارات اليت تدعم الصناعات املستدامة‪ ،‬وحتديث قطاع الصناعة‬
‫مبا يسهم يف زايدة كفاءته وقدرته التنافسية يف األسواق اخلارجية ‪.‬‬
‫• تشجيع الصناعات النظيفة ذات الكفاءة العالية ال سيما تلك املرتبطة بتحقيق األمن الغذائي‪ ،‬واألمن يف‬
‫جمال الطاقة واملياه ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عثمان غنيم وماجدة أمحد أبو زنط‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪41‬‬

‫‪111‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫• تشجيع الصناعات احلرفية اليت تعطي ميزة نسبية والصناعات الزراعية املستقطبة الستثمارات الشركات‬
‫الصغرية واملتناهية الصغر واليت ينتج عنها فرص عمل الئقة لقاعدة عريضة من أفراد اجملتمع ‪.‬‬

‫‪ -3‬السياحة املستدامة‪:‬‬

‫ميثل قطاع السياحة وفق املنظور االقتصادي نشاط اقتصادي رئيسي أييت كثالث قطاع انتاجي بعد‬
‫الصناعة والفالحة‪ ،‬وهو يؤدي دورا اسرتاتيجيا مهما يف زايدة الدخل الوطين وحتسني وضعية ميزان املدفوعات‬
‫من خالل اإليرادات واملداخيل اليت حيقهها‪ ،1‬زايدة على جذب االستثمارات وتنشيط األنشطة الداعمة له مما‬
‫ينتج عن ذلك خلق فرص عمل‪ ،‬كما يساهم يف دعم التنمية خصوصا يف املناطق الريفية والصحراوية‬
‫والساحلية‪ ،‬األمر الذي يقتضي ا ختاذ التدابري الالزمة لتعظيم االستفادة من امليزة النسبية لقطاع السياحة يف‬
‫بالدان‪ ،‬كضمان حتقيق االستقرار والسالم واألمن القومي‪ ،‬وتوسيع قاعدة السياحة لتشمل خمتلف أمناطها‬
‫(السياحة الساحلية‪ ،‬والصحراوية‪ ،‬والبيئية والعالجية‪ ،‬والرتاثية‪ ،‬والدينية والثقافية‪ ،‬والرايضية‪ ،‬وسياحة املؤمترات)‪،‬‬
‫تعزيز تطبيقات االقتصاد األخضر يف قطاع السياحة والتأكيد على توفري بيئة نظيفة واحملافظة على النظم‬
‫االيكولوجية والتنوع البيولوجي كأساليب جذب سياحية ‪ ...‬إخل ‪.‬‬

‫‪ -4‬التجارة ‪:‬‬

‫تعترب التجارة خاصة التجارة الدولية قاطرة للنمو االقتصادي للدول بصفة عامة‪ ،‬لكن ابلنسبة للدول‬
‫النامية خصوصا يف املنطقة العربية فال زالت تعترب من أقل الكياانت اإلقليمية مسامهة يف التجارة العاملية‪ ،‬وإن‬
‫وجدت اقتصرت على تصدير النفط بنسب عالية أو مارد طبيعية وسلع أولية دون إدخال عمليات انتاجية‬
‫تضيف من قيمة للمنتجات النهائية تزيد من حجم ونوعية الصادرات والدخل القومي وما ينتج عنه من خلق‬
‫فرص عمل جديدة‪ ،‬وهذا على الرغم من وجود عدة اتفاقيات بني هذه الدول تشجع على حرية انتقال‬
‫األشخاص ورؤوس األموال وتبادل املنتجات وكذا إنشاء السوق العربية املشرتكة وزايدة التجارة البينية يف السلع‬
‫واملنتجات كمصدر لتمويل التنمية املستدامة ‪ ،‬ولتفعيل دور قطاع التجارة وحتفيز األنشطة االقتصادية وخلق‬
‫فرص عمل وجب العمل على‪:2‬‬

‫‪ - 1‬علي بن حكوم‪ ،‬السياحة الصحراوية يف اجلزائر بني املقومات واملعوقات – دراسة حالة ‪ ،‬ورقة حبثية مقدمة للملتقى الدويل األول حول ‪:‬‬
‫اإلستثمار يف السياحة الصحراوية ورهان تثمني املوارد االقتصادية للجماعات احمللية ‪ ،‬أايم ‪ 4 ،3 :‬و‪ 5‬ديسمرب ‪ ،2018‬جامعة أدرار ‪ ،‬ص ‪5‬‬
‫‪ -2‬اإلطار اإلسرتشادي العريب لدعم تنفيذ خطة التنمية املستدامة ‪ ، 2030‬مرجع سبق ذكره‬

‫‪112‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫• التأكيد على ضرورة حترير التجارة مبا يدعم مسار التنمية املستدامة على املستوى الوطين واالقليمي والدويل‪.‬‬
‫• املشاركة الفعالة يف برانمج منظمة التجارة العاملية واليت تعمل على رفع احلواجز لدى الدول املتقدمة‬
‫للمنتجات لتيسري وصول منتجات الدولة إىل األسواق العاملية ‪.‬‬
‫• القيام بدراسات مستفيضة للسوق الدويل لتحديد السلع اليت ميكن للدولة املنافسة فيها عامليا ‪.‬‬
‫• زايدة تنافسية املنتجات من خالل الكفاءة والرتشيد يف استخدمات املوارد الطبيعية ومدخالت االنتاج‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫• استخدام تكنولوجيات حديثة وصديقة للبيئة تساهم يف ختفيض تكاليف االنتاج واحلد من االنبعااثت‬
‫واملخلفات ‪.‬‬
‫• اتباع سياسات جتارية تركز على اعطاء قيمة مضافة للسلع املصدرة وتدعم املنتجات احمللية ‪.‬‬
‫• وضع حزمة من التشريعات واحلوافز اليت تشجع االستثمار يف انتاج وتصدير السلع ذات امليزة التنافسية يف‬
‫األسواق العاملية ‪.‬‬
‫• وضع سياسات مجركية تدعم القطاع العام واخلاص وكذا القطاع التضامين واالجتماعي النتاج وتصدير سلع‬
‫ذات قيمة مضافة وتشجيع خلق أو استرياد التكنولوجيات الداعمة للصناعات احمللية ‪.‬‬
‫• دعم اجلهود لتعزيز التجارة البينية بني الدول وتفعيل مناطق التجارة احلرة ‪.‬‬

‫وعليه فاالستدامة عموما حسب البعد االقتصادي هي محاية القدرات االنتاجية وتوفريها وضماهنا من جيل‬
‫آلخر ‪ ،‬ومن مت متكني اجملتمع من اكتساب التنمية بشكل مستمر ال متناهي سواءا من جانبه التقين أو‬
‫التكنولوجي أو من جانب القدرة على ضمان مستوايت دخل متنامية من جيل آلخر‪.1‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬البعد االجتماعي للتنمية املستدامة ‪:‬‬

‫يرتبط هذا البعد أساسا ابلعنصر البشري ابعتباره احملور الرئيسي للتنمية املستدامة فهو الوسيلة إليها‬
‫والغاية منها يف نفس الوقت‪ ،‬لذا جاء القضاء على الفقر من أهم أولوايت التنمية املستدامة‪ ،‬فالفقر يشمل‬
‫عدم كفاية احلصول على املوارد من احلاجات األساسية من مياه الشرب واملسكن والرعاية الصحية والتعليم‬
‫واحلقوق املدنية واحلرية السياسية يف التعبري عن آرائه وانشغاالته‪ ،‬وبذلك جند أن هناك عناصر أساسية يدور‬
‫حوهلا هذا البعد وهي‪:‬‬

‫‪1 - Olivier Godard , L entreprise economique du developement durable – enjeux et politiques de l‬‬
‫‪environnement – cahiers francais , n° 306 , France , p 54‬‬

‫‪113‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -1‬املساواة أو ابألحرى العدالة يف التوزيع‪:‬‬

‫أي استفادة وحصول كل إنسان وكل جهة على حصة عادلة من ثروات اجملتمع وطاقاته‪ ،1‬حيث نصت‬
‫الفقرة (‪ )3‬من اإلعالن املتفق عليه من قبل رؤساء الدول واحلكومات اجملتمعني يف مقر األمم املتحدة خالل‬
‫الفرتة املمتدة من ‪ 25‬إىل ‪ 27‬سبتمرب ‪ 2015‬أبنه عقد العزم من اآلن وحىت عام ‪ 2030‬ابلقضاء على الفقر‬
‫واجلوع يف كل مكان (اهلدف ‪ 1‬و‪ ،)2‬ومكافحة أشكال عدم املساواة داخل البلدان وفيما بينها (اهلدف‬
‫‪ ،)10‬وبناء جمتمعات مساملة وعادلة وشاملة للجميع ال يهمش فيها أحد (اهلدف ‪ )16‬وتوفري فرص العمل‬
‫الكرمي للكافة مع مراعاة خمتلف مستوايت التنمية والقدرات الوطنية‪ ،‬وإدراكا ألمهية البعد االجتماعي يف حتقيق‬
‫أهداف التنمية املستدامة خصوصا فيما يتعلق ابلقضاء على الفقر وحتقيق العدالة االجتماعية بني أفراد اجليل‬
‫احلايل من جهة مث بني أفراد اجليل احلايل واملستقبلي من جهة أخرى فقد قدمت عدة توصيات بضرورة بذل‬
‫املزيد من اجلهود ملكافحة الفقر واحلصول على احلقوق واحلرايت األساسية اليت متكن الفرد من املشاركة الفعالة‬
‫يف التنمية االقتصادية واجملتمعية‪ ،‬وتعزيز مبادئ العدالة االجتماعية ال سيما تعزيز دور املرأة والشباب يف‬
‫املسامهة الفعالة يف عملية التنمية املستدامة‪ ،‬واالستفادة من اخلربات املرتاكمة لكبار السن وإدماج ذوي اإلعاقة‬
‫يف اجملتمع ومن االستفادة من التقدم االقتصادي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬والتكنولوجي والتمتع حبياة الئقة ‪ .‬وللقضاء‬
‫على الفقر و حتقيق العدالة االجتماعية توجد هناك العديد من السياسات واإلجراءات اليت يسرتشد هبا لبلوغ‬
‫ذلك أمهها ‪:‬‬

‫• أن يتم صياغة خطط التنمية املستدامة يف إطار من املشاركة اجملتمعية وحتت مظلة اجتماعية تضمن‬
‫املساواة‪ ،‬والعدالة يف توزيع الثروة وتكافؤ الفرص‬
‫• ضمان مشاركة كافة فئات الشعب يف برامج التنمية مبا فيها الشباب‪ ،‬واملرأة‪ ،‬والفئات املهمشة‪ ،‬مشاركة‬
‫كاملة وفعالة وااتحة الفرص هلم مبا يناسبهم‪ ،‬للتعليم والعمل والقيادة على مجيع مستوايت صنع القرار يف‬
‫احلياة السياسية واالقتصادية والعامة‪.2‬‬
‫• توفري وتفعيل دور نظم احلماية والضمان االجتماعيني على الصعيد الوطين للجميع ووضع حدود دنيا هلا‬
‫• إشراك اجملتمع املدين بصورة فعالة يف كافة اجملاالت التنموية وتذليل العقبات حنو انشاء وأتسيس مجعيات‬
‫اجملتمع املدين خاصة اجلمعيات اليت تعمل يف جمال التنمية املستدامة (املقاوالت االجتماعية) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬خلضر بن علية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪24‬‬


‫‪ - 2‬قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪ A/RES/70/1‬املؤرخ يف ‪ 25 :‬سبتمرب ‪ ، 2015‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪ ،24‬بتصرف‬

‫‪114‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫• زايدة قدرة الفقراء والفئات الضعيفة على مباشرة األعمال احلرة (مقاوالتية اجتماعية) والعمل على اكساهبم‬
‫املعارف واملهارات والتمويل واملرافقة الالزمني لدعم التنمية املستدامة‬
‫• تطوير السياسات الوطنية يف جمال حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ووضع رؤية وطنية بناءا على أولوايت‬
‫التنمية املستدامة ال سيما القضاء التام على مظاهر التميز واالقصاء ‪ ،‬من خالل التشريعات والقوانني‬
‫اخلاصة لضمان احلقوق املتكاملة لكافة فئات الشعب وتعزيز دورهم يف اجملتمع مبا يف ذلك الصحة والتعليم‬
‫والتمكني االجتماعي واالقتصادي ‪.‬‬

‫‪ -2‬االستثمار يف رأس املال البشري (التنمية البشرية‪ )1‬وحتقيق رفاهيته ‪:‬‬

‫إن اهلدف األساسي من اسرتاتيجيات التنمية املستدامة هو حتقيق رفاهية اإلنسان‪ ،‬حيث يتوقف ذلك‬
‫على توفري جمموعة من اخلدمات األساسية وذلك ابحلد الذي يسمح ابستمرار التنمية واستدامتها‪ ،‬إذ يشكل‬
‫ضمان توفري اخلدمات الصحية ملختلف طبقات اجملتمع أحد العناصر األساسية اليت تتطلب ما يلي ‪:‬‬

‫• رصد التمويل الالزم مبيزانية الدولة لتوفري الرعاية الصحية ودعم نظمها لتشمل كافة فئات اجملتمع‬
‫• القيام بعمل الدراسات واألحباث الالزمة لتحديد األسباب اجلذرية لألمراض املزمنة وإعداد اخلطط‬
‫والسياسات ملواجهة تلك األسباب ‪.‬‬
‫• ضمان توفري املياه النظيفة ومنع مصادر تلوث املياه السطحية واجلوفية‪ ،‬وضمان توفري اهلواء النقي‪ ،‬والغذاء‬
‫اآلمن لكافة فئات اجملتمع من خالل احلد من امللواثت واستخدامات األمسدة واملبيدات الضارة ابلصحة‬
‫والبيئة ‪.‬‬
‫• صياغة السياسات لتحسني خدمات الرعاية الصحية‪ ،‬وتوفري املوارد البشرية الصحية املؤهلة لتطبيق‬
‫اإلجراءات املقرتحة ‪.‬‬

‫كما يعد التعليم حمورا أساسيا لرفع مستوى القدرات احمللية وإحداث تنمية متكاملة ومستدامة (اهلدف ‪،)4‬‬
‫وذلك ابإلعتماد على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬يستخدم مصطلح التنمية البشرية عادة على املستوى الكلي الذي يتمثل أساسا يف جهود الدولة القائمة على تعليم أفراد اجملتمع وتوفري الصحة‬
‫والغذاء‪ ،‬وتعرف أبهنا عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من التغريات اهليكلية والوظيفية يف اجملتمع‪ ،‬حتدث نتيجة للتدخل يف توجيه حجم ونوعية‬
‫املوارد املتاحة للمجتمع هبدف رفع مستوى رفاهية الغالبية من أفراد اجملتمع عن طريق زايدة فعالية أفراده يف استثمار طاقات اجملتمع إىل احلد األقصى‬
‫‪ ،‬أنظر ‪ :‬علي بن حكوم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪167‬‬

‫‪115‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫• إعادة أتهيل املعلم والكوادر الرتبوية يف خمتلف التخصصات‪ ،‬مبا ميكن من إعداد أجيال تستطيع مواكبة‬
‫املتطلبات املعاصرة وحتدايت التنمية املستدامة ومتشبعة ابلقيم السامية النابعة من ثقافتها وحضارهتا‬
‫االسالمية والعربية األصيلة ‪.‬‬
‫• مراجعة وصياغة مناهج التعليم وأساليب التدريس حبيث يتم دمج البعد البيئي واالجتماعي والتنموي فيها‪،‬‬
‫مع التأكيد على ضرورة اتباع منهجية يف التعليم تعتمد يف األساس على التفكري‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬وليس على‬
‫التلقني واحلفظ ‪.‬‬
‫• توفري منظومة تعليمية جبودة عالية ومتاحة للجميع يف إطار نظام مؤسسي كفؤ وعادل ‪ ،‬واالرتقاء بنوعية‬
‫خمرجاته وربطها مع سوق العمل ‪.‬‬
‫• دعم قدرات القطاع اخلاص واجملتمع املدين وحتفيزه على تنمية القدرات الوطنية لتوفري الكفاءات الالزمة‬
‫لدعم مسار التنمية املستدامة واحلد من هجرة العقول عن طريف توفري احلوافز واملناخ املناسب للعمل‬
‫والبحث العلمي ‪.‬‬
‫• رصد املوا رد املالية الكافية لدعم املنح الدراسية للطالب واملعلمني يف التخصصات الالزمة لدعم مسار‬
‫التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫وزايدة على خدمات الصحة والتعليم أتيت مجلة من اخلدمات األساسية األخرى من أمن‪ ،‬وإسكان‪ ،‬وكهرابء‪،‬‬
‫وشبكات مياه وصرف صحي‪ ،‬ومواصالت وإدارة خملفات‪ ،‬واليت تساهم كلها يف توفري البنية التحية وإقامة‬
‫مدن شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة‪ ،‬وهي كلها حتدايت يزداد وقعها على املدن الصغرية‬
‫ابلدول النامية اليت تفتقد إىل اهلياكل التنظيمية (جمالس حملية منتخبة‪ ،‬مصاحل إدارية خمتصة‪ ،‬مقاوالت‬
‫اجتماعية‪ )..‬القادرة على اطالق مبادرات لتنمية البنية التحتية‪ ،‬وهذا ما يتطلب مراعاة عدد من االعتبارات‬
‫أبرزها‪:‬‬

‫• وضع اسرتاتيجيات تشاركية تنموية للمدن حبيث يضمن توفري اخلدمات األساسية من مسكن ووسائل نقل‪،‬‬
‫وتعليم‪ ،‬وصحة‪ ،‬وثقافة تتفق ومتطلبات خمتلف فئات اجملتمع وخلق فرص عمل مناسبة ‪.‬‬
‫• تصميم املدن مبا يضمن الرتشيد يف استخدامات املياه‪ ،‬والطاقة‪ ،‬واملدخالت األخرى‪ ،‬وزايدة االعتماد على‬
‫استخدامات الطاقة املتجددة‪ ،‬وتدوير املياه وإعادة استخدامها إلنشاء وري الفضاءات اخلضراء ‪.‬‬
‫• التخطيط الرشيد واملستدام الستخدامات األراضي وحتديد أماكن األنشطة املختلفة‪ ،‬ووسائل املواصالت‬
‫داخل اجملتمعات ومنها وإليها ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫• تشجيع التخطيط للمناطق الطبيعية من خالل التوجه للبناء يف مواقع غري املناطق ذات القيمة الزراعية‬
‫العالية ‪.‬‬
‫• التعامل مع ظاهرة العشوائيات (البناء القصديري والفوضوي) لدمج تلك املناطق وسكاهنا يف النسيج‬
‫االجتماعي واالقتصادي للمجتمع ‪.‬‬
‫• ختطيط اجملتمعات اجلديدة حبيث خيفض من التنقل داخل اجملتمعات عن طريق تعميم فكر االستعمال‬
‫املختلط الذي يتيح للسكان احلصول عل اخلدمات املختلفة بصفة شاملة ‪.‬‬
‫• مراعاة أبعاد التنمية املستدامة يف التخطيط لشبكات الطرقات وتوفري مسارات للمشاة والدراجات اهلوائية‬
‫للحد من االكتظاظ وحوادث السري ‪.‬‬
‫• تصميم املدن ملواجهة الكوارث واملخاطر مع إيالء اهتمام خاص ابملدن الساحلية مبا ميكنها من التكيف مع‬
‫التغريات املناخية والكوارث الطبيعية ‪.‬‬

‫وأخريا ترسيخ ونشر ثقافة التنمية املستدامة‪ 1‬واملسؤولية االجتماعية بني األفراد واجلماعات كالتزام طوعي وليس‬
‫كقيد أو شرط جربي ‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا إىل ما دعى إليه بعض الباحثني إىل ضرورة إدماج البعد الثقايف كبعد‬
‫مستق آخر ضمن أبعاد التنمية املستدامة‪ ،‬وقد جاءت حتمية إدماج هذا البعد منذ سنة ‪ 2005‬بعد املصادقة‬
‫على االتفاقية الدولية حول التنوع الثقايف‪. 2‬‬

‫فاالستدامة وفق هذا البعد تشري إىل ذلك الوضع الذي يكون فيه األفراد قادرين على النمو و التطور عن طريق‬
‫حتقيق العدالة يف توزيع الدخل والثروة وبلوغ مستوى الئق من العمالة املنتجة ‪ ،‬من أجل االقالل ألقصى ما‬
‫ميكن من نسب البطالة وابلتايل احلد من الفقر ابعتباره أكرب املهددات لألمن االجتماعي واالقتصادي ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬البعد البيئي للتنمية املستدامة ‪:‬‬

‫يتعلق هذا البعد ابحلفاظ على املوارد الطبيعية والبيولوجية وعلى النظم اإليكولوجية والنهوض هبا‪،‬‬
‫ويعكس عالقة جد مهمة بني التنمية والبيئة‪ ،‬ذلك ألنه ال ميكن ايقاف التنمية من أجل حتقيق السالمة البيئية‪،‬‬

‫‪ - 1‬عدمان حممد‪ ،‬البعد الثقايف كمدخل العتماد مبادئ التنمية املستدامة واملسؤولية البيئية و االجتماعية ‪ ،‬جملة االصالحات االقتصادية‬
‫واالندماج يف االقتصاد العاملي‪ ،‬املدرسة العليا للتجارة اجلزائر‪ ،‬حجم ‪ 11‬العدد ‪ ، 2016 ، 21‬ص ‪205‬‬
‫‪2 - Haut conseil de la coopération internationale , développement durable et solidarité internationale enjeux,‬‬
‫‪bonnes pratiques, propositions pour un développement durable du sud et du nord, paris France , juin 2006, p‬‬
‫‪15‬‬

‫‪117‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ويف نفس الوقت ال ميكن االستمرار ابلتنمية دون مراعاة اآلاثر البيئية للمشاريع اإلقتصادية‪ ،‬وابلتايل ابت من‬
‫الضروري التوفيق بينهما‪ ،‬ويتمحور البعد البيئي حول جمموعة من العناصر نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة املتوازنة للموارد الطبيعية ‪:‬‬

‫يقصد ابلتوازن هنا احملافظة على املوارد الطبيعة أبعداد وكميات مناسبة على الرغم من نقائصها وجتددها‬
‫املستمرين‪ ،‬وتوجد ستة (‪ )6‬مظاهر تعمل على استمرار التوازن واستعادته إذا تعرضت املوارد الطبيعة أو التوازن‬
‫البيئي عموما إىل خلل وهي‪:1‬‬

‫أ‪ /‬البقاء ‪ :‬أن يكون استعمال املوارد الطبيعية يف حدود قدرة البيئة على إفراز بديل للموارد غري املتجددة مبا‬
‫يضمن استمرار تواجدها ابلنسق الذي وجدت عليه ‪.‬‬

‫ب‪ /‬االستقرار ‪ :‬ويعين عدم تغري معامل البيئة ألن خالف ذلك يعترب خلل جسيم يفوق قدراهتا على استعادة‬
‫توازهنا ‪.‬‬

‫ج‪ /‬النقاء ‪ :‬أن ال تتجاوز املخلفات القدرة االستيعابية للبيئة ‪ ،‬فإذا جتاوزت حيدث هنا التلوث بكل أضراره ‪.‬‬

‫د‪ /‬النمو ‪ :‬أبن يكون متوازن ومتناسق مع سائر حمددات توازن البيئة اليت سبق ذكرها ‪.‬‬

‫ه‪ /‬التعايش ‪ :‬ويعترب من أهم مظاهر هذا التوازن حيث تتفاعل الكائنات فيما بينها بشكل يضمن بقائها ‪.‬‬

‫و‪ /‬التجدد‪ :‬وهو استعمال املوارد املتجددة يف دود قدرهتا على التجدد‪ ،‬تى ال تتعرض لالستنزاف والذي‬
‫يناقض البقاء والتجدد كمظهرين للتوازن ‪.‬‬

‫‪ -2‬الرتكيز على الطاقة النظيفة واملستدامة‪:‬‬

‫وترمي التنمية املستدامة يف هذا اجملال إىل احلد من املعدل العاملي لزايدة انبعاث الغازات احلرارية‪ ،‬وذلك‬
‫عرب احلد من االستخدام املفرط للطاقات األحفورية (احملروقات) وما ينجر عنها من انبعااثت لثاين أكسيد‬
‫الكاربون املسبب بنسبة كبرية لظاهرة االحتباس احلراري وتدهور طبقة األزون‪ ،‬والتوجه حنو الطاقات البديلة‬
‫إلمداد اجملتمعات الصناعية ابإلحتياجات الطاقوية واحملافظة على البيئة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬حممد عبد البديع‪ ،‬اقتصاد محاية البيئة ‪ ،‬دار األمني للنشر ‪ ،‬القاهرة مصر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪38‬‬

‫‪118‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -3‬احملافظة على التنوع البيولوجي‪:‬‬

‫حيث حيتل التنوع البيولوجي والنظم االيكولوجية مكانة ابرزة يف العديد من أهداف التنمية املستدامة‬
‫والغاايت املرتبطة هبا‪ ،‬ومها يسهمان بشكل مباشر يف أولوايت الرفاه والتنمية البشرية ‪ ،‬ويرتبط التنوع البيولوجي‬
‫ابلعديد من األنشطة اإلقتصادية ‪ ،‬ال سيما تلك املتعلقة بزراعة احملاصيل والثروة احليوانية‪ ،‬واحلراجة‪ 1‬ومصايد‬
‫األمساك والسياحة‪ ،‬وعلى الصعيد العاملي يعتمد ما يقرب من نصف عدد السكان اعتمادا مباشرا على املوارد‬
‫الطبيعية لكسب عيشها‪ ،‬ويعتمد العديد من األشخاص األكثر ضعفا بشكل مباشر على التنوع البيولوجي‬
‫للوفاء ابحتياجاهتم املعيشية اليومية‪.2‬‬

‫‪ -4‬حاية املياه والغالف اجلوي ‪:‬‬

‫من املسلمات أن املياه تعترب من أهم املصادر الطبيعية اليت يعتمد عليها اإلنسان يف كافة جوانب حياته‪،‬‬
‫وتلوثها أييت من وجود مواد دخيله عليها كشوائب مما حيد من صالحيتها حبيث تصبح ضارة أو مؤذية عند‬
‫استخدامها‪ ،‬أو تفقد الكثري من قيمتها االقتصادية وبصفة خاصة مواردها السمكية وغريها من األحياء املائية‪،‬‬
‫وهذا التلوث من شأنه أن يصيب مصادر املياه املختلفة كاحمليطات ‪ ،‬البحار‪ ،‬البحريات واألهنار‪ ،‬املياه اجلوفية‬
‫نتيجة النشاط اإلنساين أو نتيجة بعض النواحي البيوفيزايئية‪ ،3‬مما حيدث ضررا مباشرا أو غري مباشر على‬
‫اإلنسان والكائنات احلية النباتية واحليوانية‪ .‬أما الغالف اجلوي الذي يعين غالف الغازات احمليط ابألرض فقد‬
‫أضحت محايته من التلوث والتدهور هي اآلخرى من الشواغل امللحة للمجتمع الدويل ككل ابعتبارها قضية‬
‫أساسية الستمرار احلياة على كوكب األرض ولصحة البشر ورفاههم‪ ،‬وللنظم اإليكولوجية املائية والربية‪ ،‬حيث‬
‫يقع على الدول من خالل أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬املتفق واملصادق عليها من قبلهم‪ ،‬اإللتزام حبماية‬
‫الغالف اجلوي عن طريق توخي العناية الواجبة يف اختاذ التدابري املالئمة وفقا للقواعد املنبثقة من القانون الدويل‬
‫بغرض درء التلوث والتدهور اجلويني أو خفضهما أو السيطرة عليهما مبا حيقق االستخدام املستدام للغالف‬
‫اجلوي والذي يتحقق من خالل التوفيق بني التنمية االقتصادية ومحاية الغالف اجلوي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬احلراجة أو التحريج ‪ :‬إنشاء الغاابت ابلغرس و‪/‬أو البذر املتعمد على أرض مل تكن حىت ذلك احلني مصنفة كغابة ‪.‬‬
‫‪ -2‬التنوع البيولوجي وخطة التنمية املستدامة لعام ‪ ، 2030‬مذكرة تقنية منشورة على الرابط ‪:‬‬
‫‪ ،https://www.cbd.int/development/doc/biodiversity-2030-agenda-technical-note-ar.pdf‬اتريخ االطالع‪2020/01/22 :‬‬
‫‪ - 3‬حسني عبد احلميد أمحد رشوان‪ ،‬البيئة واجملتمع‪ :‬دراسة يف علم اجتماع البيئة‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬االسكندرية مصر‪ ،2006،‬ص ‪43‬‬

‫‪119‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -5‬إدارة املخلفات اخلطرة والنفاايت الصلبة ‪:‬‬

‫واملقصود بذلك ليس جمرد جتميع النفاايت و املخلفات والتخلص منها بطرق تقليدية إما ابحلرق أو‬
‫الطمر يف أماكن خمصصة لذلك‪ ،‬بل اإلدارة املستدامة هلا بوضع االسرتاتيجيات وخطط التخلص منها بطرق‬
‫صحيحة وصحية آمنة‪ ،‬وإجراء الدراسات الالزمة الستكشاف امكانية االستفادة من هذه النفاايت واملخلفات‬
‫من خالل تقنيات إعادة االستخدام أو التدوير أو التخلص النهائي أو إنتاج الطاقة‪ ،‬وهذا ما يستلزم وجود‬
‫سلسلة من السياسات والتشريعات وتشجيع املبادرات (مشاريع املقاولة االجتماعية) وتطويرها وتنفيذها لتعزيز‬
‫هنج مهين متميز وعميق هلذه القضية اهلامة‪ ،‬ومن األساليب املفضلة إلدارة النفاايت واملخلفات من أجل حتقيق‬
‫اإلستدامة املطلوبة جند ثالثة أنواع‪:1‬‬

‫أ‪ /‬ترشيد االستهالك ‪ :‬أي استخدام املوارد املادية بكفاءة من أجل خفض كمية النفاايت واملخلفات املنتجة‬
‫والتعامل معها ابلطريقة الفعالة اليت تساهم يف حتقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية والبيئية للتنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬

‫ب‪ /‬إعادة االستخدام ‪ :‬أي إعادة استخدام ما تقادم زمنيا من آالت ومعدات مستهلكة‪ ،‬أو أجزاء منها‪،‬‬
‫بدال من شراء اجلديد أو احلديث املماثل هلا‪ ،‬كإجراء يعمل على احلد من امتالء مدافن النفاايت واملخلفات‬
‫ويساهم يف خفض نسبة التلوث يف املكان ‪.‬‬

‫ج‪ /‬صناعة التدوير ‪ :‬وهي من أهم الصناعات املطلوبة وامللحة يف عصران احلايل واليت ميكن أن تشكل أحد‬
‫احللول املثلى ألزمة تراكم املخلفات وأتثرياهتا السلبية على كل من البيئة واجملتمع والدولة ككل‪ ،‬فهي ال تسعى‬
‫فقط حلل مشكل الطاقة املهدرة والبطالة لعدد ليس ابلقليل من الشباب من كال اجلنسني‪ ،‬بل أيضا خللق‬
‫وإبداع عامل تكنولوجي ينعكس على هيئة صناعة منتجات أخرى آمنة تشكل املخلفات والنفاايت املواد األولية‬
‫هلا‪ .‬والشكل املوايل يلخص األساليب املفضلة وغري املفضلة لتحقيق االستدامة ‪:‬‬

‫‪ -1‬ابراهيم حسني حسين‪ ،‬اإلدارة املستدامة للنفاايت واملخلفات‪ ،‬مشاريع االستثمار يف أهداف التنمية املستدامة ‪ :‬بنك التدوير (اهليكلة‬
‫والت طبيق)‪ ،‬املركز العريب لتسوية املنازعات‪ ،‬اجلمعية العربية للعلوم القانونية‪ ،‬مصر‪ ، 2019 ،‬ص ‪2-1‬‬

‫‪120‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫الشكل رقم (‪ : )13‬األساليب املفضلة وغري املفضلة إلدارة النفاايت واملخلفات‬

‫ترشيد االستهالك‬

‫أساليب مفضلة‬
‫إعادة االستخدام‬
‫حتقق االستدامة‬
‫التدوير‬

‫خطرة‪ -‬مكلفة – نتائج غري مؤكدة‬ ‫املعاجلة‬


‫أساليب غري مفضلة‬
‫تلوث بيئي‪ -‬أتثريات صحية ضارة‬ ‫احلرق‬
‫ال حتقق االستدامة‬
‫زايدة مساحات االمتالء– تلوث بيئي‬ ‫الدفن‬

‫املصدر ‪ :‬ابراهيم حسني حسين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪11‬‬


‫‪ -6‬تعزيز استخدام تكنولوجيات نظيفة وسليمة بيئيا‪ ،‬والعمل على نقلها ونشرها وتعميمها ‪ :‬ويكون ذلك‬
‫من خالل دعم التحول العاملي حنو هذه التكنولوجيات ودجمها لتشمل أكثر التحدايت احلاحا مثل املياه‪،‬‬
‫واألمن الغذائي‪ ،‬والصحة‪ ،‬وأمن الطاقة‪ ،‬وتغري املناخ‪ ،‬عن طريق إعطاء األولوية للتنسيق اخلارجي والداخلي‬
‫وتوسيع املشاركة يف التعليم والتدريب يف اجملال البيئي‪ ،‬وبناء القدرات على نطاق واسع وتعزيز اجلهود الرامية إىل‬
‫تشغيل واعتماد التكنولوجيا املتوافقة مع املنظور البيئي النظامي الطويل األجل ‪.‬‬

‫هذا ويرتكز هنج برانمج األمم املتحدة للبيئة قصد املضي قدما بتحقيق البعد البيئي خلطة عام ‪2030‬‬
‫على أربعة مبادئ أساسية ‪:1‬‬

‫أ‪ /‬العاملية ‪ :‬إن خطة عام ‪ 2030‬عاملية ‪ ،‬وتنطبق على مجيع الناس يف مجيع البلدان‪ ،‬وهي خطة مشرتكة‬
‫تتطلب استجابة مجاعية من اجملتمع الدويل واحلكومات والشركات وجمموعات املواطنني ‪.‬‬

‫ب‪ /‬التكامل ‪ :‬خطة عام ‪ 2030‬كخطة كاملة متناسقة‪ ،‬تدمج األبعاد االجتماعية والبيئية و االقتصادية‬
‫للتنمية املستدامة وتوازن بينها ‪.‬‬

‫‪ -1‬تقرير مجعية األمم املتحدة للبيئة التابعة لربانمج األمم املتحدة للبيئة ‪ ،‬الدورة الثانية‪ ،‬نريويب ‪ 27-23‬ماي ‪ ،2016‬البند ‪ 7‬من جدول األعمال‬
‫املؤقت‪ ،‬ص ‪. 5‬‬

‫‪121‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ج‪ /‬حقوق اإلنسان واالنصاف‪ :‬تقدم خطة عام ‪ 2030‬مسارا إىل عامل أكثر عدال واستدامة للجميع‪ ،‬فهي‬
‫تشجع على توزيع أكثر تكافؤ للثروة واملوارد ‪ ،‬واملساواة يف احلصول على الفرص واملعلومات وسيادة القانون‪،‬‬
‫ووضع هنج جديدة تعمل على بناء القدرات على مجيع مستوايت اجملتمع ‪.‬‬

‫د‪ /‬االبتكار‪ :‬يعترب تسارع االبتكارات التكنولوجية ونقلها أساسيا للمضي قدما خبطة عام ‪ ، 2030‬وسيحتاج‬
‫العامل إىل مسارات جديدة لالبتكار تستند إىل العلوم الرمسية واملعارف التقليدية واحلس السليم للمواطنني ‪.‬‬

‫وعليه فتحقيق االستدامة وفق هذا البعد تستدعي معرفة احلدود البيئية اليت ينبغي مراعاهتا وعدم جتاوزها عند‬
‫كل استغالل أو استخدام للموارد الطبيعية املرتبطة حبياة األفراد كاملاء و اهلواء و األرض والتنوع البيولوجي ‪ ،‬أو‬
‫بعبارة أخرى حتقيق ما يسمى بـ "الكفاءة البيئية" اليت تؤدي إىل جودة احلياة وإىل جممل العناصر املذكورة آنفا ‪.‬‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬البعد السياسي للتنمية املستدامة ‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن السياسات السليمة اليت من خالهلا يتم إدارة املوارد االقتصادية واالجتماعية أو ما‬
‫يصطلح عليها بـ "احلكامة الرشيدة"‪ ،‬شرط أساسي من شروط التنمية املستدامة‪ ،‬وقد أدرج هذا يف برانمج‬
‫التنمية التابع لألمم املتحدة‪ ،‬ابعتبارها تعزز االستقرار السياسي والشفافية والفعالية وسيادة القانون يف‬
‫املؤسسات العامة على مجيع املستوايت‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك تسمح ابإلدارة الفعالة للموارد البشرية والطبيعية‬
‫واالقتصادية واملالية من أجل التنمية الشاملة و املستدامة‪ ،‬بل إن احلكامة الرشيدة والتنمية مفهومان مرتادفان ال‬
‫ميكن حتقيق أحدمها من دون اآلخر‪ ،1‬وعليه يعترب هذا البعد هو الضابط واإلطار العام الذي يشمل األبعاد‬
‫األخرى للتنمية املستدامة كما هو مبني يف الشكل رقم (‪ ،)12‬وذلك من خالل العمليات التالية املكملة‬
‫لبعضها البعض‪ :2‬بدءا من التوزيع الكفء للموارد املتاحة واملتمثلة يف مدخالت التنمية (بشرية‪ ،‬طبيعية‪ ،‬مالية‪،‬‬
‫تكنولوجية ‪ ،)...‬مث بلورة ورسم السياسات والربامج التنموية اليت ينبغي أن تبتعد عن كل أشكال الفساد وعدم‬
‫الكفاءة ‪ ،‬وألجل ذلك ينبغي أن تتصف املؤسسات املسؤولة عن ذلك ابلشفافية والوضوح‪ ،‬وأن يكون‬
‫املسؤولون فيها مستعدون للمساءلة يف حالة اإلخفاق‪ ،‬وأن ختضع للقوانني واللوائح يف تسيريها وأعماهلا وأن‬
‫تشرك كل أطراف احلكم (الدولة ومؤسساهتا‪ ،‬القطاع اخلاص واجملتمع املدين)‪ ،‬لتأيت العملية الثالثة واليت تعىن‬

‫‪ - 1‬سايح بوزيد‪ ،‬دور احلكم الراشد يف حتقيق التنمية املستدامة ابلدول العربية – حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان‪ ، 2013/2012 ،‬ص ‪161‬‬
‫‪ - 2‬أمحد زيطوط ‪ ،‬أمهية احلكامة الرشيدة يف جناعة متويل التنمية املستدامة يف البلدان النامية – دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم‬
‫التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ، 2018/2017 ،‬ص ‪94‬‬

‫‪122‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫بتطبيق تلك السياسات والربامج اليت مت وضعها‪ ،‬وصوال للعملية األخرية اليت هي عبارة عن نتيجة للعمليات‬
‫السابقة واملتمثلة يف التوزيع العادل ملخرجات التنمية على أفراد اجملتمع بطريقة تضمن حقوق كل األفراد وتليب‬
‫حاجاهتم ‪ .‬وامجاال يندرج حتت هذا البعد حمورين أساسيني مها ‪:‬‬

‫‪ -1‬احلوكمة ‪:‬‬

‫يتطلب حتقيق أهداف التنمية املستدامة وجود نظام مؤسسي قائم على مبدأ الشفافية‪ ،‬واحملاسبة‬
‫والتقييم‪ ،‬واملشاركة اجملتمعية الفعالة‪ ،‬وتوفري البيئة االقتصادية الكلية واملناخ املستقر واآلمن جلذب االستثمارات‬
‫وأصحاب األعمال احملليني واألجانب لالستثمار يف كافة القطاعات‪،‬‬

‫• سعي الدولة حنو وضع نظام حوكمة جيد يتسم ابلشفافية‪ ،‬واملساءلة‪ ،‬واملشاركة اجملتمعية‪.‬‬
‫• تعزيز إرساء نظام مايل وتشريعي مستقر وواضح‪ ،‬وتشريعات خاصة ابلتمويل واالستثمارات يف خمتلف‬
‫القطاعات وحتويل األموال ‪.‬‬
‫• تفعيل التوجه حنو االقتصاد الرقمي ‪.‬‬
‫• تشجيع وضع منظومة متكاملة آلليات السوق واألطر التشريعية لتحفيز وجذب االستثمارات احمللية‬
‫واألجنبية لدعم مسار التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫• النظر يف تطبيق نظام الالمركزية يف إعداد وتنفيذ املشاريع‪ ،‬واخلطط‪ ،‬والربامج التنموية‪ ،‬وإدارة اجملتمعات‬
‫السكنية احلضرية والريفية مبا يتفق مع األولوايت واالمكاانت احمللية ومبا يدعم توجه الدولة صوب حتقيق‬
‫أهداف التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪ -2‬املؤسسات ‪:‬‬

‫أي وجود املؤسسات اليت تعمل يف إطار من الشفافية‪ ،‬واحملاسبة‪ ،‬وتفعيل مبدأ املشاركة اجملتمعية‪ ،‬وكما‬
‫جاء يف إعالن األمم املتحدة أبنه جيب على الدول تكثيف اجلهود لوضع األطر املؤسسية للقيادة وحشد املوارد‬
‫لتنفيذ خطة ‪ ،12030‬حيث أن حتقيق أهداف التنمية املستدامة وكما أسلفنا يستوجب دمج البعد‬
‫االجتماعي والبيئي مع البعد االقتصادي‪ ،‬والتأكيد على الرتابط والتكامل بني خمتلف القطاعات‪ ،‬وابلتايل البد‬
‫من وجود آلية وطنية تضمن حتقيق ذلك‪ ،‬األمر الذي قد يتطلب تكليف أو تشكيل كيان مؤسسي يف صورة‬

‫‪ - 1‬قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪ A/RES/70/1‬املؤرخ يف ‪ 25 :‬سبتمرب ‪ ، 2015‬مرجع سبق ذكره‬

‫‪123‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫"جملس وطين للتنمية املستدامة"‪ ،‬يقوم ابلتخطيط‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬والتنفيذ‪ ،‬واملتابعة لالسرتاتيجيات والسياسات‬
‫املعنية ابلتنمية املستدامة ‪ .‬ولتعزيز كفاءة األطر املؤسسية يستحسن االسرتشاد ابإلجراءات التالية ‪:‬‬

‫• وضع هيكل إداري معاصر يواكب التحدايت واملتغريات املعاصرة مبا يدعم حتقيق أهداف التنمية املستدامة‪.‬‬
‫‪. Results-based Management‬‬ ‫• النظر يف اتباع نظام اداري يعتمد على منهجية االدارة ابلنتائج‬
‫• دعم نظام اداري حكومي يتسم ابلكفاءة يف األداء‪ ،‬والتوظيف يف أجهزة الدولة بناءا على الكفاءة واملؤهل‬
‫املناسب للوظيفة‪ ،‬والقدرة على األداء املتميز و االبتكار بناءا على توصيف وظيفي واضح ومتطور ‪.‬‬
‫• حماربة الفساد بكل أشكاله وكذا البريوقراطية يف إدارة شؤون الدولة وتسيري األعمال ‪.‬‬
‫• تشجيع ثقافة املصارحة من قبل أجهزة الدولة للسياسات‪ ،‬واخلطط‪ ،‬والربامج اليت تعتزم الدولة القيام هبا‬
‫ونتائج تنفيذها مبا فيها النجاحات واالخفاقات ‪.‬‬
‫• تشجيع تعميم استخدامات النظم االلكرتونية والرقمنة يف إدارة املؤسسات ومجع وختزين البياانت وحتليلها ‪.‬‬
‫• تعزيز نظم وقواعد البياانت وتوافر االحصائيات‪ ،‬والعمل على استمرار حتديثها وتوفريها لدعم عملية صياغة‬
‫السياسات واخلطط والربامج وإجراء البحوث والدراسات ‪.‬‬
‫• تطبيق مبدأ الثواب والعقاب يف تقييم األداء أبجهزة الدولة ‪.‬‬
‫• التأكيد على اتباع عملية تشاركية يف صياغة السياسات‪ ،‬اخلطط والربامج‪ ،‬وتوجيه مؤسسات الدولة حنو‬
‫الرتشيد يف استخدامات املوارد ‪.‬‬
‫• إعداد برانمج تدرييب حملي واقليمي يعمل على تدريب الكوادر على كافة املستوايت بصفة مستمرة مبا‬
‫يواكب املتغريات والتحدايت واألولوايت ‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬مؤشرات التنمية املستدامة ‪:‬‬

‫كثريا ما يتم اخللط بني املؤشرات واملتغريات واالحصاءات‪ ،‬فاملؤشر يعرف على أنه عبارة عن إحدى‬
‫البياانت أو املعطيات اليت مت اختيارها من بني جمموعة من البياانت أو املعلومات االحصائية املهمة نظرا‬
‫خلصوصيتها وأمهية ما متثله قيمتها‪ ،‬كما يعرف أيضا على أنه أداة تصف بصورة كمية وصفا أو حالة معينة‪،‬‬
‫وهو مقياس يلخص معلومة تع رب عن ظاهرة أو مشكلة معينة‪ ،‬كما أن جييب على أسئلة يستفسر عنها متخذ‬

‫‪124‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫القرار‪ ،1‬وتستخدم مؤشرات التنمية املستدامة ملعرفة مدى التقدم يف حتقيق األهداف‪ ،‬وللتأكد من أن‬
‫احلكومات تسري على الطريق الصحيح حنو الغاايت‪ ،‬عن طريق حتويل هذه األخرية إىل نتائج قابلة للقياس وهو‬
‫حتدي صعب ومعقد نوعا ما‪ ،‬ويتم ذلك من خالل مراقبة األنشطة والنتائج اجلارية مبا يسمح من اكتشاف‬
‫املشاكل والتحدايت اليت تعيق املضي قدما يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة احملددة‪ ،‬ولتتميز هذه املؤشرات‬
‫خبصائص ميكن حصرها فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ -‬أن يكون املؤشر وثيق الصلة ابلقضية أو املوضوع املراد دراسته ‪.‬‬

‫‪ -‬حساس للتغري عرب الزمن ‪ ،‬مبعىن أن املؤشر يشري اىل اجتاهات منوذجية إذا استخدم كل عام ‪.‬‬

‫‪ -‬حساس للتغري عرب املكان ‪.‬‬

‫‪ -‬حيوي وقادر على قياس التقدم احلاصل يف جمال معني ‪.‬‬

‫‪ -‬متكرر وقابل للمقارنة ومؤسس على بياانت جتمع بشكل منتظم ‪.‬‬

‫‪ -‬حقيقي يعكس الواقع ‪ ،‬ويقدم معلومات وقتية ‪.‬‬

‫وميكن تصنيف مؤشرات التنمية املستدامة تبعا للخطة اجلديدة ‪ ،2030‬إىل أربع جمموعات هي ‪ :‬مؤشرات‬
‫اقتصادية‪ ،‬مؤشرات اجتماعية ‪ ،‬مؤشرات بيئية‪ ،‬مؤشرات مؤسساتية ‪( .‬أنظر املالحق ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 3‬و‪)4‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬املؤشرات االقتصادية ‪:‬‬

‫وهي عبارة عن معطيات وإحصائيات نستطيع من خالهلا وصف احلالة االقتصادية لدولة ما يف فرتة‬
‫زمنية معينة‪ ،‬ترتكز أساسا يف مؤشرين أساسيني مها ‪ :‬البنية االقتصادية وأمناط االستهالك واالنتاج ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬البنية (اهليكلة) االقتصادية ‪:‬‬

‫وهي اليت من خالهلا يتم قياس معدل امنو االقتصادي وكيفية توزيع الثروات بني أفراد اجملتمع ‪ ،‬وأتثري‬
‫السياسات االقتصادية على استثمار املوارد الطبيعية ‪ ،‬وألجل ذلك يتم االستعانة مبؤشرات فرعية أمهها‪:‬‬

‫‪ - 1‬رزاي سعاد‪ ،‬واقع وآفاق التنمية املستدامة يف دول املغرب العريب‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم يف علوم التسيري‪ ،‬ختصص نقود ومالية‪ ،‬جامعة اجلزائر‬
‫‪ ،2017/2016 ،03‬ص ‪29‬‬
‫‪ - 2‬عثمان حممد غنيم‪ ،‬ماجدة أمحد أبو زنط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪262‬‬

‫‪125‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -‬نصيب الفرد من الناتج احمللي االمجايل ‪ ،‬وحيسب من خالل قسمة الناتج احمللي االمجايل أبسعار السوق‬
‫اجلارية يف سنة معينة على عدد السكان‪ ،‬حيث تكمن األمهية االقتصادية هلذا املؤشر يف عكسه ملعدالت النمو‬
‫االقتصادي وقياس مستوى االنتاج و حجمه ‪.‬‬

‫‪ -‬نسبة االستثمار الثابت االمجايل إىل الناتج احمللي االمجايل‪ :‬يعرف تكوين رأس املال الثابت االمجايل أبنه‬
‫ذلك اجلزء من القابلية االنتاجية اآلنية املوجهة إىل انتاج السلع الرأمسالية كالبىن واالنشاءات واآلالت و وسائل‬
‫النقل ‪ ،‬وينقسم تكوين رأس املال الصايف الذي يستخدم يف زايدة الطاقة االنتاجية وتكوين رأس املال التعويضي‬
‫الذي يستخدم للحفاظ على الطاقة االنتاجية القائمة أو تعويض االنداثر يف رأس املال الثابت القائم‪.1‬‬

‫‪ -‬امليزان التجاري للدولة ‪ ،‬نسبة إىل الصادرات والواردات من سلع وخدمات ‪.‬‬

‫‪ -‬نسبة املديونية اخلارجية إىل الناتج الوطين االمجايل ‪.‬‬

‫‪ -‬جمموع املساعدات اإلمنائية اخلارجية املمنوحة أو املستلمة كنسبة مئوية من الناتج الوطين االمجايل‪.2‬‬

‫ب‪ /‬أمناط االستهالك واالنتاج‪:‬‬

‫إن أمناط اإلنتاج واالستهالك غري املستدامة تستنزف املوارد الطبيعية‪ ،‬لذا ال بد من حدوث تغيري هلذه‬
‫األمناط هبدف احملافظة على تلك املوارد وجعلها متاحة أمام سكان العامل احلاليني بشكل متساو‪ ،‬وضمان‬
‫بقاءها لألجيال القادمة‪ ،‬وهذه مسؤولية والتزام يفرتض أن يقع اجلزء األكرب منهما على عاتق الدول املتقدمة‬
‫األكثر تصنيعا (من خالل اإلنتاج املكثف والعادات االستهالكية)‪ 3‬إذ ينبغي عليها أن تتوىل رايدة اجلهد‬
‫املبذول يف هذا اجملال إىل جانب املنظمات الدولية وقطاع األعمال وغري ذلك من اجلهات الفاعلة غري‬
‫احلكومية واألفراد يف تغيري أمناط االستهالك واالنتاج غري املستدامة‪ ،‬فضال عن تسخري مجيع املصادر يف حشد‬
‫املساعدات املالية والتقنية الالزمة لتعزيز قدرات البلدان العلمية والتكنولوجية واالبتكارية لالنتقال صوب أمناط‬

‫‪ - 1‬أمحد زيطوط ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪47‬‬


‫‪ - 2‬سايح بوزيد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪104‬‬
‫‪ - 3‬رزاي سعاد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪32‬‬

‫‪126‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫استهالكية وانتاجية أكثر استدامة‪ ،‬ومن أهم مؤشرات األمناط االنتاجية واالستهالكية يف التنمية املستدامة‬
‫جند‪:1‬‬

‫‪ -‬استهالك املادة‪ :‬وتقاس مبدى كثافة استخدام املادة (املوارد الطبيعية) يف االنتاج ‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام الطاقة‪ :‬يتم قياسها ابالستهالك السنوي للطاقة لكل فرد‪ ،‬نسبة الطاقة املتجددة من االستهالك‬
‫السنوي وكثافة استخدام الطاقة ‪.‬‬

‫‪ -‬انتاج وادارة النفاايت‪ :‬تقاس بكمية انتاج النفاايت الصناعية واملنزلية‪ ،‬إنتاج النفاايت اخلطرة‪ ،‬انتاج النفاايت‬
‫املشعة وإعادة تدوير النفاايت ‪.‬‬

‫‪ -‬النقل واملواصالت‪ :‬وتقاس ابملسافة اليت يتم قطعها سنواي لكل فرد مقارنة بنوع املواصالت املستعملة (سيارة‬
‫خاصة‪ ،‬طائرة‪ ،‬وسائل النقل العامة األخرى) ‪.‬‬

‫وقد عمدت اللجنة االحصائية لألمم املتحدة إىل وضع املؤشرات االقتصادية مقرونة بكل هدف من األهداف‬
‫االقتصادية للتنمية املستدامة ‪ 2030‬وما يتفرع عنها من غاايت (أنظر امللحق رقم ‪ ،)01‬فالنسبة للهدف رقم‬
‫‪ 07‬الرامي لضمان حصول اجلميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة احلديثة واملوثوقة واملستدامة‪ ،‬متحورت‬
‫مؤشراته حول نسبة السكان املستفيدين من خدمات الكهارابء وحصة الطاقة املتجددة من جمموع االستهالك‬
‫النهائي للطاقة‪ ،‬فضال عن حجم التدفقات املالية الدولية املوجهة للبلدان النامية لدعم أنشطة البحث والتطوير‬
‫يف جماالت الطاقة النظيفة وإنتاج الطاقة املتجددة؛ أما اهلدف رقم ‪ 08‬املتعلق بتعزيز النمو االقتصادي الشامل‬
‫واملستدام وتوفري العمل الالئق للجميع‪ ،‬جاءت مؤشرات قياسه متمثلة يف حساب معدالت النمو السنوي‬
‫للناتج احمللي االمجايل احلقيقي للفرد الواحد ولكل شخص عامل‪ ،‬إضافة ملعدالت البطالة يف أوساط الشباب‬
‫حبسب اجلنس والعمر واألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬ومدى امتثال الدول حلقوق العمل استنادا إىل نصوص منظمة‬
‫الع مل الدولية والتشريعات الوطنية وكذا سعيها يف تنفيذ االسرتاتيجيات املتعلقة بتشغيل الشباب؛ يف حني‬
‫جاءت مؤشرات اهلدف رقم ‪ 09‬الدال على اقامة بىن حتتية قادرة على الصمود وحتفيز التصنيع الشامل‬
‫وتشجيع االبتكار‪ ،‬مرتبطة إىل حد كبري ابجلانب الصناعي سواءا من حيث نسبة توافر ومشولية اهلياكل‬
‫األساسية القادرة على الصمود واليت من شأهنا تعزيز التصنيع املستدام مبا يدعم التنمية االقتصادية الشاملة‬

‫‪ - 1‬عمريات ليندة ‪ ،‬ترشيد استغالل املوارد الطاقوية ودوره يف حتقيق التنمية املستدامة – دراسة حالة اجلزائر‪ -‬أطروحة دكتوراه علوم يف العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬شعبة اقتصاد البيئة ‪ ،‬جامعة ابجي خمتار عنابة ‪ ، 2017/2016 ،‬ص ‪177‬‬

‫‪127‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫وحيقق الزايدة املعتربة يف حصة الصناعة من العمالة‪ ،‬أو من حيث حجم الدعم واالنفاق على أنشطة البحث‬
‫والتطوير لتعزيز القدرات التكنولوجية يف القطاعات الصناعية مبا يف ذلك تشجيع االبتكار؛ أما مؤشرات اهلدف‬
‫رقم ‪ 12‬الكفيل بوجود أمناط استهالك وانتاج مستدامة فارتبطت مبدى تنفيذ االسرتاتيجيات وخطط العمل‬
‫املتعلقة بذلك‪ ،‬وكذا حتقيق االدارة املستدامة واالستخدام الكفؤ للموارد الطبيعية من جهة‪ ،‬ودرجة احلد من‬
‫انتاج النفاايت اخلطرة وسبل معاجلتها من جهة أخرى‪ ،‬مع الرتكيز على جانب الوعي لدى الناس ابلتنمية‬
‫املستدامة من خالل مدى تعميم التعليم من أجل التنمية املستدامة وكذا كمية الدعم املقدم للبلدان النامية يف‬
‫جمايل البحث والتطوير من أجل إرساء أمناط االستهالك واالنتاج املستدامة والتكنولوجيا السليمة بيئيا ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬املؤشرات االجتماعية ‪:‬‬

‫هتتم املؤشرات االجتماعية اهتماما عميقا ابألفراد‪ ،‬من حيث درجة توفر احلاجات األساسية للعيش‬
‫والنمو والرفاه‪ ،‬ويندرج ضمن ذلك اآليت ‪:‬‬

‫أ‪ /‬العدالة االجتماعية ‪:‬‬

‫يوجد عدد معترب من املراجع استعملت مصطلح "املساواة االجتماعية"‪ ،‬إذ أننا نرى أن مصطلح‬
‫"العدالة االجتماعية" أبلغ وأصح كون أن املساواة ال تعين ابلضرورة إعطاء لكل ذي حالة معينة ما تستحقه‪،‬‬
‫وأحياان قد تكون إجحاف نظرا ألن حاالت واحتياجات األفراد وحىت متطلبات املناطق اجلغرافية ليست‬
‫متماثلة أي ال تقتضي نفس التعامل وال تستلزم نفس املتطلبات‪ ،‬وتعترب العدالة االجتماعية من أهم القضااي‬
‫االجتماعية يف التنمية املستدامة‪ ،‬إذ تعكس إىل حد كبري نوعية احلياة واملشاركة العامة فيها‪ ،‬وهي انعكاس‬
‫ملستوايت تطبيق االنصاف والشمول يف توزيع املوارد وإاتحة الفرص لكل فرد للحصول على اخلدمات الصحية‬
‫والتعليمية وتلك املتعلقة ابلعمل والتقاضي ‪ ،..‬واملساواة ميكن أن تكون جماال للمقارنة والتقييم داخل الدولة‬
‫نفسها أو مابني الدول املختلفة‪ ،‬ومن القضااي اهلامة املرتبطة بتحقيق العدالة االجتماعية تربز قضااي مكافحة‬
‫الفقر‪ ،‬العمل وتوزيع الدخل‪ ،‬النوع االجتماعي‪ ،‬متكني األقليات العرقية والدينية‪ ،‬الوصول إىل املوارد املالية‬
‫والطبيعية وعدالة الفرص مابني األجيال‪ ،‬وقد انلت قضية العدالة االجتماعية نصيبا واعدا ضمن خطة التنمية‬
‫املستدامة ‪ ،2030‬يظهر ذلك جليا من خالل األهداف الرامية إىل القضاء على الفقر واجلوع وتعميم‬
‫االستفادة من التعليم والرعاية الصحية والعمل الالئق للجميع‪ ،‬والدعوة الصرحية للحد من انعدام املساواة سواءا‬
‫داخليا وبكل أشكاهلا أو مابني الدول‪ ،‬إذ يكاد كل هدف إال ونستشف منه تصرحيا أو تلميحا ضرورة جتسيد‬

‫‪128‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫وحتقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬مما ميكننا بوصفها على أهنا عصب التنمية املستدامة ‪ .‬وقد اعتمدت جلنة األمم‬
‫املتحدة يف خطتها للتنمية املستدامة ‪ 2030‬جمموعة كبرية ومتنوعة من املؤشرات اخلاصة بقياس العدالة‬
‫االجتماعية (أنظر امللحق رقم ‪ ، )02‬نذكر منها على سبيل املثال ال احلصر ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة السكان الذين يعيشون دون خط الفقر الدويل حبسب اجلنس‪ ،‬والعمر‪ ،‬الوضع الوظيفي‪ ،‬املوقع‬
‫اجلغرايف (حضري‪ /‬ريفي) ؛‬

‫‪ -‬نسبة السكان الذين تشملهم حدود دنيا‪ /‬نظم للحماية االجتماعية حبسب اجلنس وحبسب الفئات‬
‫السكانية كاألطفال والعاطلني عن العمل واملسنني واألشخاص ذوي اإلعاقة واحلامل‪ ،‬واألطفال حديثي الوالدة‬
‫وضحااي اصاابت العمل والفقراء ؛‬

‫‪ -‬نسبة جمموع االنفاق احلكومي على اخلدمات األساسية (التعليم و اصحة و احلماية االجتماعية) ؛‬

‫‪( -‬معدل البطالة‪ ،‬متوسط الدخل يف الساعة) حبسب اجلنس والعمر واألشخاص ذوي االعاقة ؛‬

‫‪ -‬نسبة الوظائف (حبسب العمر واجلنس واألشخاص ذوي االعاقة والفئات السكانية) يف املؤسسات العامة‬
‫مقارنة مبستوايت التوزيع على الصعيد الوطين ؛‬

‫‪ -‬نسبة (الوفيات‪ ،‬االصابة ابألمراض اخلطرية وانتشارها‪ ،‬العنف) حبسب اجلنس والعمر والفئات الرئيسية من‬
‫السكان ‪.‬‬

‫ب‪ /‬الصحة العامة‪:‬‬

‫ال ميكن للتنمية أن تتحقق أو أن تستدام يف غياب الرعاية الصحية الكافية للسكان ‪ ،‬فاإلمداد بكل‬
‫من املياه املأمونة والصرف الصحي‪ ،‬والغذاء السليم‪ ،‬وبيئة املعيشة اخلالية من التلوث ومكافحة األمراض وتوفري‬
‫املرافق واخلدمات الصحية‪ ،‬من شأنه أن يسهم يف جتسيد منط عيش سليم وصحي‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك ‪،‬‬
‫فإن الفقر وسوء التغذية وانتشار التلوث و األمراض مع نقص املرافق الصحية‪ ،‬يشكل ال حمالة خطرا ليس على‬
‫حياة الفرد فحسب وأمنا على احلياة اجملتمعية ككل‪ ،‬وقد أولت خطة التنمية املستدامة ‪ 2030‬للصحة اهتماما‬
‫ابلغا‪ ،‬إذ تضمنت هدفا مستقال (اهلدف ‪ )3‬ينص صراحة على ضرورة ضمان متتع اجلميع أبمناط عيش صحية‬
‫وابلرفاهية يف مجيع األعمار‪ ،‬والصحة جزء ال يتجزأ من التنمية املستدامة ‪ ،‬كوهنا تؤثر يف األهداف والغاايت‬
‫األخرى وتتأثر هبا‪ ،‬فهي تعد مساهم رئيسي يف أهداف التنمية املستدامة األخرى ويف نفس الوقت تستفيد من‬

‫‪129‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫التقدم احملرز صوب حتقيق تلك األهداف‪ ،‬فنظافة البيئة وسالمتها مثال شرط مهم لصحة املواطنني ورفاهيتهم‬
‫كما ميكن للنمو االقتصادي اذا اقرتن بسالمة االنتاج واالستهالك أن يسهم يف حتسني الصحة واملرافق‬
‫الصحية‪ ،‬ومن املؤشرات الصحية الواردة يف خطة التنمية املستدامة ‪ 2030‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬معدل وفيات األطفال دون سن اخلامسة ‪.‬‬

‫‪ -‬معدل الوفيات املنسوبة إىل املياه غري املأمونة وخدمات الصرف الصحي غري املأمونة واالفتقار إىل املرافق‬
‫الصحية ‪.‬‬

‫‪ -‬نسبة السكان املستهدفني من مجيع اللقاحات املشمولة ابلربانمج الوطين لبلدهم‬

‫‪ -‬نسبة املرافق الصحية املتاحة فيها جمموعة أساسية من األدوية الضرورية اليت تفي ابلغرض بكلفة ميسورة على‬
‫الدوام ‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على تنفيذ اللوائح الصحية الدولية ‪ ،‬واجلاهزية ملواجهة حاالت الطوارئ الصحية ‪.‬‬

‫ج‪ /‬التعليم ‪:‬‬

‫ينظر للتعليم على أنه عملية مستمرة مدى احلياة ومسؤولية مشرتكة‪ ،‬إن كان على صعيد تنمية‬
‫مهارات العمل ذات الصلة أو بناء املواطن الواعي واالجيايب ‪ ،‬وحىت إذا سلمنا أبن اجلهات اليت توفر التعليم‬
‫بصورة مباشرة تعترب عادة الطرف الذي يتحمل القسط األوفر من املسؤولية ‪ ،‬فالبد أن نسلم أيضا أبن املدارس‬
‫واملدرسني ال يعملون مبعزل عن القرارات احلكومية أو األنشطة اجملتمعية فالبيئة املواتية تساعد األطراف الفاعلة‬
‫على الوفاء مبسؤولياهتا‪ ،1‬ويعد التعليم من أهم حقوق االنسان وشرطا أساسيا لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬نظرا‬
‫الرتباطه املباشر مبستوى التقدم االجتماعي واالقتصادي املتحقق يف أي جمتمع‪ ،‬ولكونه كذلك أساس التغيري‬
‫والتوجيه حنو اقامة جمتمع أكثر استدامة من الوعي األخالقي والقيم واملواقف واملهارات والسلوك‪ ،‬وقد تضمنت‬
‫خطة التنمية املستدامة ‪ 2030‬احدى عشر مؤشرا خيص اهلدف الرابع الذي يرمي إىل ضمان أن تتاح للجميع‬
‫سبل متكافئة للحصول على التعليم اجليد وتعزيز فرص التعلم مدى احلياة للجميع‪ ،‬حيث يضطلع معهد‬
‫اليونسكو لإلحصاء بدور الوكالة املؤمتنة الوحيدة فيما خيص مثان مؤشرات (مؤشرات التعليم)‪ ،‬وبدور الوكالة‬
‫العاملة ابلتعاون مع االحتاد الدويل لالتصاالت فيما خيص الغاية املعنية بتكنولوجية املعلومات واالتصاالت‬

‫‪ - 1‬للمزيد أنظر ‪ :‬التقرير العاملي لرصد التعليم‪ ،‬منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة (اليونسكو)‪ ،‬منشورات اليونسكو‪ ،2018 ،‬ص ‪13‬‬

‫‪130‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املقاسة مبؤشر نسبة الشباب والبالغني الذين تتوافر لديهم مهارات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت حبسب‬
‫نوع املهارة‪ ،‬ومتثل منظمة األمم املتحدة للطفولة ومنظمة التعاون والتنمية يف امليدان االقتصادي الوكالتني‬
‫املؤمتنتني على التوايل ابلغاية املعنية بتنمية الطفولة املبكرة والغاية املعنية ابملساعدة يف جمال املنح الدراسية‪.1‬‬

‫د‪ /‬اإلسكان ‪:‬‬

‫ويتمثل يف ضرورة توفري السكن الالئق للمواطنني يف ظل احلاجة و الطلب املتزايدان عليه ‪ ،‬بسبب‬
‫النمو السكاين السريع وكذا النزوح الريفي حنو املدن ‪ ،‬الوضع الذي قد ينتج عنه مشاكل اجتماعية وبيئية‬
‫متعددة تؤثر ال حمالة سلبا عن متطلبات التنمية املستدامة ‪ ،‬وهو ما يستلزم ابلضرورة وضع التخطيط اجليد‬
‫والتسيري الفعال جلعل املدن واملستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة (اهلدف‬
‫‪ ، )11‬ويقاس ذلك بعدة مؤشرات منها ‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة السكان احلضريني الذين يعيشون يف أحياء فقرية أو مستوطنات غري رمسية أو مساكن غري الئقة ؛‬

‫‪ -‬نسبة السكان الذين تتوافر هلم وسائل النقل العام املناسبة‪ ،‬حبسب العمر و اجلنس واألشخاص ذوي االعاقة‬

‫‪ -‬عدد األشخاص املتوفني واملفقودين ومن أتثروا مباشرة بسبب الكوارث من بني كل ‪ 100000‬شخص من‬
‫السكان ‪.‬‬

‫ه‪ /‬األمن ‪:‬‬

‫مثة هناك عالقة متبادلة بني التنمية واألمن ولن يتحقق أحدمها من دون اآلخر‪ ،‬فاألمن هو احملرك‬
‫احلقيقي للتنمية والداعم هلا واملؤكد على استقرارها وازدهارها ودميومتها‪ ،‬يف حني أن ضعف التنمية واخنفاض أو‬
‫انعدام الدخل الفردي يؤدي إىل ضعف األمن ابنتشار خمتلف اجلرائم واالعتداءات على األموال واألنفس‪،‬‬
‫وابلتايل فاالهتمام ابلتنمية االقتصادية واالجتماعية والعمل على وصول خمتلف متطلبات العيش الكرمي للمواطن‬
‫من خدمات ومرافق وأنشطة اقتصادية واجتماعية يف موقع اقامته سواءا يف املدن أو القرى‪ ،‬ابإلضافة إىل وجود‬
‫نظام متطور وعادل من اإلدارة األمنية والقضائية‪ ،‬والذي بدوره حيرتم وحيمي حقوق االنسان ويكرس مبدأ‬
‫املساءلة ألي كان يف حال وقوع التقصري دومنا اساءة منه يف استعمال السلطة أو إاثرة للقلق االجتماعي‪ ،‬كل‬
‫ذلك من شأنه أن يعزز األمن يف اجملتمعات ويزيد يف استبابه‪ ،‬وهو ما أقرته خطة التنمية املستدامة ‪ 2030‬من‬

‫‪ - 1‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪116‬‬

‫‪131‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫خالل اهلدف ‪ 16‬الذي دعى إىل التشجيع على اقامة جمتمعات مساملة ال يهمش فيها أحد من أجل حتقيق‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬وإاتحة إمكانية وصول اجلميع إىل العدالة‪ ،‬وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة‬
‫للجميع على مجيع املستوايت ‪.‬‬

‫و‪ /‬النمو السكاين ‪:‬‬

‫يؤدي النمو السكاين املتزايد غري املتحكم فيه إىل ضغوطات اقتصادية واجتماعية كبرية على املوارد من‬
‫حيث ارتفاع نسبة استهالكها‪ ،‬وإىل سوء توزيع الدخل وزايدة نسبة الفقر والبطالة وحنو ذلك من املشاكل‬
‫االجتماعية والبيئية وابلتايل تقليل فرص حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬لذا كان لزاما البحث عن سبل التوازن بني‬
‫النمو السكاين ومتطلبات التنمية املستدامة‪ ،‬واملؤشر الرئيسي الدال على التغري السكاين احلاصل هو معدل‬
‫النمو السكاين ‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬املؤشرات البيئية ‪:‬‬

‫تعمل املؤشرات البيئية على مراقبة الوضع القائم و رصد التغريات اليت حتدث على البيئة واملواد الطبيعية‬
‫سواءا اجيابية كانت أم سلبية‪ ،‬مبا يف ذلك قياس مدى أتثري النمو االقتصادي على ذلك ؛ وقد جاءت أكثر‬
‫من نصف أهداف التنمية املستدامة ‪ 12030‬تشتمل على تركيز بيئي و تناول الستدامة املوارد الطبيعية ‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل أكثر من ‪ 86‬غاية مرتبطة ابالستدامة البيئية‪ ،‬مبا يف ذلك غاية واحدة على األقل يف كل هدف‬
‫من األهداف السبعة عشر‪ ،2‬مما يدل على وجود عالقة قوية بني مؤشرات التنمية املستدامة و املؤشرات البيئية‬
‫واليت تعد جزءا منها‪ ،‬وهناك مخس (‪ )5‬مكوانت رئيسية لإلستدامة البيئية هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬األنظمة البيئية ‪ :‬يعد النظام القائم يف دولة ما ذا استادمة بيئية إذا كان قادر على احلفاظ على أنظمته‬
‫الطبيعية يف مستوايت صحية وإىل املدى الذي تكون فيه هذه املستوايت تتجه حنو التحسن ال التدهور‬
‫واالستنزاف‪.3‬‬

‫‪ - 1‬تشكل االستدامة البيئية جزءا من خطة عام ‪ ، 2030‬وجتري معاجلتها بصفة خاصة عن طريق األهداف‪- 13-12-11-9-7-6-2 :‬‬
‫‪15-14‬‬
‫‪ - 2‬تقرير مجعية األمم املتحدة للبيئة التابعة لربانمج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدورة الثانية‪ ،‬البند ‪ ،7‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪ - 3‬آمنة حسني صربي علي ‪ ،‬اإلطار العام ملؤشرات التنمية املستدامة – طرق القياس والتقييم ‪ ،‬جملة املخطط والتنمية ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 2015 ، 32‬ص ‪127‬‬

‫‪132‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -2‬تقليل الضغوطات البيئية ‪ :‬تكون الدولة ذات استدامة بيئية ابملدى الذي تكون فيه ضغوط األنشطة‬
‫البشرية على البيئة قليلة إىل درجة ضعف وجود أتثريات بيئية انجتة عن النمو على األنظمة الطبيعية أي األنظمة‬
‫البيئية‪.‬‬

‫‪ -3‬تقليل اهلشاشة االنسانية‪ :‬ابملدى الذي تكون فيه أنظمة الدولة االجتماعية وسكاهنا غري معرضني‬
‫بشكل مباشر للتدهور البيئي وكلما تراجع مستوى تعرض اجملتمع للتأثريات البيئية كلما كان النظام أكثر‬
‫استدامة ‪.‬‬

‫‪ -4‬القدرة االجتماعية واملؤسسية ‪ :‬ويقصد بذلك مدى قدرة الدولة على انشاء أنظمة اجتماعية مؤسسية‬
‫قادرة على االستجابة للتحدايت البيئية ‪.‬‬

‫‪ -5‬القيادة الدولية ‪ :‬يشري هذا املكون إىل مدى قدرة الدولة على التعاون الدويل واالقليمي يف حتقيق أهداف‬
‫املشرتكة والقائمة على محاية البيئة العاملية وختفيض التأثريات البيئية احمللية والدولية العابرة للحدود‪. 1‬‬

‫ومن أهم ما تشتمل عليه املؤشرات البيئية املتعلقة ابألهداف البيئية للتنمية املستدامة (‪ 13‬و‪ 14‬و‪ )15‬ما‬
‫يلي‪:2‬‬

‫أ‪ /‬حاية املناخ والغالف اجلوي ‪:‬‬

‫إن تغري املناخ واستنفاد طبقة األوزون وكذا نوعية اهلواء تعد من القضااي البيئية اهلامة اليت هلا أتثريات‬
‫مباشرة غري قابلة لالنعكاس أو الرتاجع على صحة اإلنسان واستقرار وتوازن النظام البيئي‪ ،‬فحماية املناخ‬
‫والغالف اجلوي تستدعي عدم املخاطرة ابستخدام كل ما من شأنه احداث تغريات كبرية يف املناخ العاملي‬
‫ك استخدام مصادر الطاقة امللوثة (الغاز الصخري) وانبعااثت اثين أكسيد الكربون والعديد من االشعاعات‬
‫املختلفة واملخلفات النووية والكيماوية (النفاايت الصلبة والسامة) واملواد امللوثة األخرى‪ ،‬وقد أولت خطة‬
‫التنمية املستدامة ‪ 2030‬على غرار املعاهدات واالتفاقيات الدولية واالقليمية‪ ،‬اهتماما ابلغا بذلك وقدمت‬
‫توصيات كثرية‪ ،‬أييت على رأسها اهلدف الـ ‪ 13‬من ضمن األهداف السبعة عشر للتنمية املستدامة‪ ،‬والذي‬
‫يرمي إىل اختاذ اجراءات عاجلة للتصدي لتغريات املناخ وآاثرها عن طريق ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬رزاي سعاد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪39-38‬‬


‫‪ - 2‬أنظر امللحق رقم ‪03‬‬

‫‪133‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -‬تعزيز القدرة على الصمود يف مواجهة املخاطر املرتبطة ابملناخ والكوارث الطبيعية يف مجيع البلدان ‪ ،‬وتعزيز‬
‫القدرة على التكيف مع تلك املخاطر‬

‫‪ -‬ادماج التدابري املتعلقة بتغري املناخ يف السياسات واالسرتاتيجيات واخلطط الوطنية‬

‫‪ -‬حتسني التعليم وإذكاء الوعي والقدرات البشرية واملؤسسية بشأن التخفيف من تغري املناخ والتكيف معه ‪،‬‬
‫واحلد من أثره واإلنذار املبكر به ‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ ما تعهدت به األطراف من البلدان املتقدمة النمو يف اتفاقية األمم املتحدة االطارية بشأن تغري املناخ‬
‫من التزام هبدف التعبئة املشرتكة ملبلغ قدره ‪ 100‬بليون دوالر سنواي حبلول عام ‪ 2020‬من مجيع املصادر‬
‫لتلبية احتياجات البلدان النامية ‪ ،‬يف سياق اجراءات ختفيفية جمدية وشفافية يف التنفيذ ‪ ،‬وجعل الصندوق‬
‫األخضر للمناخ يف حالة تشغيل كامل بتزويده برأس املال يف أقرب وقت ممكن ‪.‬‬

‫ومن أبرز املؤشرات املتعلقة حبماية املناخ والغالف اجلوي جند ‪:‬‬

‫‪ -‬التغري املناخي ‪ :‬ويتم قياسه من خالل حتديد انبعااثت الغزات الدفيئة ( اثين اكسيد الكربون ) ؛‬

‫‪ -‬ترقق طبقة األوزون ‪ :‬ويتم قياسه من خالل كمية استهالك املواد املستنفدة لألوزون ؛‬

‫‪ -‬نوعية اهلواء ‪ :‬ويتم قياسها من خالل درجة تركيز ملواثت اهلواء يف اجلو احمليط ابملناطق احلضرية ‪.‬‬

‫ب‪ /‬األراضي ‪:‬‬

‫ال تتكون األراضي من احليز املادي والتضاريس السطحية فحسب‪ ،‬وإمنا تشمل أيضا ما يرتبط بذلك‬
‫من املوارد الطبيعية ابلرتبة واملياه واجملموعة النباتية واحليوانية‪ ،‬وتركز املؤشرات املشمولة يف موضوع األراضي على‬
‫كل من الزراعة‪ ،‬والغاابت‪ ،‬والتصحر‪ ،‬واالنتشار احلضري‪ ،1‬وقد تضمنت خطة التنمية املستدامة هدفا يشمل‬
‫كل ذلك (اهلدف ‪ ،)15‬الذي يدعو إىل محاية النظم االيكولوجية الربية وترميمها وتعزيز استخدامها على حنو‬
‫مستدام‪ ،‬وادارة الغاابت على حنو مستدام‪ ،‬ومكافحة التصحر‪ ،‬ووقف تدهور األراضي وعكس مساره‪ ،‬ووقف‬
‫فقدان التنوع البيولوجي‪ ،‬ومن بني أهم املؤشرات الواردة يف شأن ذلك ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التصحر ‪ :‬نسبة األراضي املتدهورة إىل جمموع مساحة اليابسة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سايح بوزيد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪105‬‬

‫‪134‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -‬الغاابت‪ :‬مساحة الغاابت كنسبة من جمموع مساحة اليابسة ‪ ،‬والتقدم احملرز يف إرساء االدارة املستدامة‬
‫للغاابت‬

‫‪ -‬التنوع البيولوجي‪ :‬نسبة املواقع اهلامة اليت جتسد التنوع البيولوجي لليابسة واملياه العذبة واليت تشملها املناطق‬
‫احملمية‪ ،‬حبسب نوع النظام اإليكولوجي ابإلضافة إىل مؤشرات أخرى تعىن حبماية النبااتت و احليواانت من‬
‫االنقراض والتصرفات غري املشروعة ‪.‬‬

‫ج‪ /‬احمليطات والبحار ‪:‬‬

‫تغطي احمليطات والبحار أكثر من ثلثي سطح الكرة األرضية‪ ،‬وهي بذلك تشكل عنصرا متكامال‬
‫وأساسيا من عناصر النظام البيئي لألرض‪ ،‬وهلا أتثري كبري على حالة املناخ العاملي ابعتبارها متثل مستودعات‬
‫ضخمة من التنوع البيولوجي وحاوية هامة لغازات الدفيئة‪ ،‬فضال عن دورها األساسي يف إنتاج األكسجني‬
‫الذي نتنفسه ‪،‬كما تسهم احمليطات والبحار من خالل مواردها يف حتقيق األمن الغذائي وكذا صحة ورفاهية‬
‫البشر ‪ ،‬كل ذلك جيعل منها تكتسي أمهية ابلغة يف حتقيق التنمية املستدامة وأي تدهور يعرتيها سيؤدي حتما‬
‫إىل زايدة التكاليف البيئية واالجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬وهذا ما لقي اعرتافا واسعا من اجملتمع الدويل حيث جاء‬
‫من بني أهداف التنمية املستدامة الـ ‪ 17‬اليت مشلها برانمج التنمية املستدامة لعام ‪ ،2030‬هدفا مستقال‬
‫(اهلدف ‪ )14‬يسعى إىل االستخدام املستدام واحلفاظ على احلياة حتت املاء‪ ،‬واحليلولة دون حدوث التلوث‬
‫البحري واحلد منه‪ ،‬ودعم االدارة واحلماية املستدامة للنظم البيئية البحرية والساحلية‪ ،‬وتنظيم صيد األمساك واهناء‬
‫الصيد اجلائر والصيد غري القانوين‪ ،‬وزايدة املزااي االقتصادية للدول النامية من االستخدام املستدام للموارد‬
‫البحرية مبراعاة التنوع البيولوجي‪ ،‬وتعزيز وسائل التنفيذ‪ ،‬مبا يف ذلك زايدة وتطوير املعرفة العلمية‪ ،‬ونقل‬
‫التكنولوجيا البحرية واحرتام وتنفيذ القانون الدويل املتعلق هبذا الشأن‪ ،‬و من أهم ما يؤشر على ذلك ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مؤشر فرط املغذايت يف املناطق الساحلية وكثافة املخلفات البالستيكية الطافية ؛‬

‫‪ -‬قياس متوسط احلموضة البحرية و نسبة األرصدة السمكية املوجودة ضمن املستوايت املستدامة بيولوجيا ؛‬

‫‪ -‬نطاق املناطق احملمية مقابل املنطق البحرية ؛‬

‫‪ -‬نسبة جمموع امليزانية املخصصة للبحوث يف جمال التكنولوجيا البحرية ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫د‪ /‬املياه العذبة ‪:‬‬

‫تشكل املياه العذبة أحد أهم العناصر األساسية للحياة البشرية والنظم االيكولوجية والتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬فهي شرط مسبق للحياة وحق من حقوق االنسان ‪ ،‬وذات أمهية حيوية للتنمية املستدامة بل من‬
‫أولوايهتا‪ ،‬حيث دعى اهلدف الـ ‪ 6‬من ـأهداف التنمية املستدامة إىل "ضمان توفر اإلدارة املستدامة للمياه‬
‫والصرف الصحي للجميع"‪ ،‬وهو هدف شامل حللقة املياه أبكملها‪ ،‬ابتداءا من الوصول وحىت االستخدام‬
‫والكفاءة واالدارة املتكاملة للمصادر املائية والنظم البيئية املتعلقة ابملياه ‪ ،‬وقد وضعت مؤشرات ملعرفة مدى‬
‫التقدم يف حتقيق ذلك منها ‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة السكان الذين يستفيدون من خدمات مياه الشرب اليت تدار بطريقة مأمونة ‪ ،‬ونسبة الذين يستفيدون‬
‫من االدارة السليمة خلدمات الصرف الصحي ؛‬

‫‪ -‬نسبة مياه الصرف الصحي املعاجلة بطريقة آمنة ؛‬

‫‪ -‬نسبة التغري يف نطاق النظم االيكولوجية املتصلة ابملياه ‪ ،‬وكذا التغري يف كفاءة استخدام املياه على مدى فرتة‬
‫من الزمن ؛‬

‫‪ -‬حجم الضغط الذي تتعرض له املياه (سحب املياه العذبة كنسبة من موارد املياه العذبة املتاحة) ‪.‬‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬املؤشرات املؤسساتية ‪:‬‬

‫وهي عبارة عن معطيات رقمية تعكس مدى تطور اجلانب املؤسسايت يف ختطيط وتنفيذ ومتابعة األنشطة‬
‫املتعلقة ابلتنمية املستدامة‪ ،‬من خالل تعزيز االلتزم هبا والسعي حنو تكامل العناصر االقتصادية واالجتماعية‬
‫والبيئية للتنمية املستدامة بشكل متوازن وتوفري وتعبئة املوارد املالية والتكنولوجية‪ ،‬وكذا الربامج واألساليب وتعزيز‬
‫مشاركة وإشراك اجملتمع املدين إشراكا فعاال يف تنفيذ اخلطط والربامج‪ ،‬فضال عن تعزيز الشفافية واملشاركة العامة‬
‫على نطاق واسع لتحقيق التنمية املستدامة على مجيع املستوايت‪ ،‬ويراعى يف ذلك ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلطار املؤسسي‪:‬‬

‫أو اإلطار التشريعي والتنظيمي الستدامة املؤسسة‪ ،‬ويتمثل يف اخلطط والربامج واالسرتاتيجيات اليت‬
‫تضعها الدول من أجل حتقيق االستدامة واالطار التشريعي احمللي املساعد على ذلك‪ ،‬واالتفاقيات واملعاهدات‬

‫‪136‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫اليت تربمها الدولة مع العامل اخلارجي ضمن إطار من التعاون‪ ،1‬إذ يسهم االلتزام ابالتفاقات الدولية السيما‬
‫خطة التنمية املستدامة ‪ 2030‬يف حتسني الظروف االقتصادية واالجتماعية والبيئية (جودة احلياة)‪ ،‬ويساعد‬
‫أيضا على تقليل املصادر احملتملة للنزاعات بني الدول‪ ،‬وتشري املؤشرات األساسية التابعة هلذا اجملال إىل مدى‬
‫استعداد الدول والتزامها ابلتحول عن اتباع هنج جمزأ إىل عملية متكاملة للتنمية املستدامة‪ ،‬وختص هذه‬
‫املؤشرات مجيع أهداف التنمية املستدامة السبعة عشر من خالل رصدها لـ ‪ :‬االسرتاتيجية الوطنية املتبعة للتنمية‬
‫املستدامة من جهة ‪ ،‬ومدى االلتزام بتنفيذ االتفاقيات العاملية املصادق عليها من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪ -2‬القدرة املؤسسية وتنشيط الشراكة‪:‬‬

‫إن أكثر ما يعكس قدرة الدولة على التقدم حنو حتقيق التنمية املستدامة هو قدرة مؤسساهتا وقدرة‬
‫أفراد جمتمعها السيما إذا كانوا مهيكلني ضمن فعاليات معينة كـ مجعيات‪ ،‬مؤسسات‪ ،‬نوادي‪ ،...‬وميكن أن‬
‫يقاس ذلك من حيث املوارد مبجمل االمكاانت البشرية والعلمية والتكنولوجية والتنظيمية واملؤسسية ذات الصلة‬
‫بذلك واليت من شأهنا تعزيز أنشطة التخطيط والتنفيذ والشراكة املرتبطة ابلتنمية املستدامة‪ ،‬ويف هذا الصدد‬
‫أشار تقرير اجلمعية العامة لألمم املتحدة املعنون بـ "الطريق إىل العيش بكرامة" حبلول عام ‪ -22030‬إىل أن‬
‫جناح برانمج التنمية املستدامة يتوقف على مدى قدرته على حشد الفاعلون والشراكات اجلديدة بني‬
‫احلكومات والقطاع اخلاص واجملتمع املدين ومواطين العامل ككل‪ ،‬ويكون ذلك بناءا على قواعد وقيم ورؤية‬
‫وأهداف مشرتكة تضع الناس والكوكب يف القلب من هذه اجلهود ‪ ،‬وهذا كله يدخل ضمن ما دعى إليه‬
‫اهلدف األخري من األهداف الـ ‪ 17‬للتنمية املستدامة‪ ،‬والذي نص على تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة‬
‫العاملية‪ ،‬ومن بني املقاييس و املؤشرات الدالة على ذلك جند ‪:3‬‬

‫‪ -‬تنفيذ االتفاقات الدولية املربمة‪ :‬ويتم معرفة ذلك من خالل عدد الدول املصادقة على االتفاقيات الدولية‬
‫ذات الصلة أببعاد التنمية املستدامة‬

‫‪ - 1‬أمحد جابر بدران ‪ ،‬التنمية االقتصادية والتنمية املستدامة ‪ ،‬مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية ‪ ،‬القاهرة مصر ‪ ، 2014 ،‬ص ‪90‬‬
‫‪ - 2‬تقرير اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪ ،‬البندان ‪ 13‬أ و ‪ 115‬من جدول األعمال ‪ ،‬الدورة ‪ ، 69‬بتاريخ ‪ ، 2014/12/04:‬منشور على‬
‫الرابط ‪ ، https://undocs.org/ar/A/69/700 :‬اتريخ االطالع ‪2019/06/14 :‬‬
‫‪ - 3‬أنظر امللحق رقم ‪04‬‬

‫‪137‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -‬البحث والتطوير ‪ :‬من خالل معرفة مدى انفاق الدول على البحث والتطوير واستغالل هذه األحباث فيما‬
‫خيدم التنمية املستدامة ‪ ،‬ويتم قياس ذلك من خالل معرفة نسبة االنفاق على البحث والتطوير من الناتج‬
‫االمجايل ‪.‬‬

‫‪ -‬االستخدام التقين‪ :‬والذي يعرب عن مدى انتشار واستخدام األفراد للتقنيات العلمية‪ 1‬املساعدة على التواصل‬
‫وتعزيز تبادل املعارف‪ ،‬ومما يعكس ذلك‪:‬نسبة األفراد الذين يستخدمون االنرتنت‪ ،‬جمموع مبلغ التمويل املعتمد‬
‫للبلدان النامية من أجل تعزيز تطوير تكنولوجيات سليمة بيئيا ونقلها ونشرها وتعميمها يف البلدان النامية ‪.‬‬

‫‪ -‬املساعدات االمنائية وبناء القدرات‪ :‬وهي تلك املساعدات املالية والتقنية املوجهة خصيصا لدعم اخلطط‬
‫الوطنية الرامية إىل تنفيذ مجيع أهداف التنمية املستدامة لدى البلدان النامية‪ ،‬وأتخذ القيمة الدوالرية هلذه‬
‫املساعدات كمؤشر عن ذلك‪ ،‬ويدخل يف هذا اإلطار كذلك املساعدات اهلادفة لبناء القدرات االستثمارية‪،‬‬
‫التجارية والتكنولوجية‪ ،‬وكذا تلك املوجهة لزايدة توفر بياانت عالية اجلودة ووضع مقاييس احصائية من شأهنا‬
‫معرفة التقدم احملرز يف حتقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫يشار إىل أن اللجنة االحصائية لألمم املتحدة أقرت سنة ‪ 2016‬جمموعة أولية تتكون من ‪231‬‬
‫مؤشرا بناءا على عمل مكثف خلرباء من خمتلف الوكاالت املتخصصة أبهداف التنمية املستدامة ‪ ،‬إال أن هذه‬
‫املقاييس قد مت تصنيفها إىل ‪ 3‬درجات‪ ،‬وتشمل الدرجة األوىل مؤشرات مت االتفاق على منهجيتها يف‬
‫االحصاء وتتوافر حوهلا البياانت العاملية ابنتظام‪ ،‬وتشمل الدرجة الثانية مؤشرات تتضح منهجيتها يف اإلحصاء‬
‫وال تتوافر هلا بياانت على الدوام ‪ ،‬فيما تشمل الدرجة الثالثة مؤشرات مل يتم حتديد معايريها أو منهجيتها بعد‬
‫وتفتقر إىل البياانت ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عثمان حممد غنيم ‪ ،‬ماجدة أبو زنط ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪28‬‬

‫‪138‬‬
‫التنمية املستدامة وفق الربانمج العاملي اجلديد ‪2030‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫كرس مفهوم التنمية املستدامة تبعا للربانمج العاملي اجلديد املوسوم بعنوان "حتويل عاملنا ‪ :‬خطة التنمية‬
‫املستدامة لعام ‪ ، "2030‬إىل عهد جديد للتعاون الدويل املتعدد األطراف وللشراكة املتضامنة من أجل حترير‬
‫البشرية يف كل مكان من براثني الفقر واجلوع والعنف ضمن بيئة سليمة متوازنة مساعدة على حتقيق تنمية تليب‬
‫احتياجات احلاضر دون املساس بقدرة األجيال املستقبلية على تلبية احتياجاهتا ‪.‬‬

‫هذا وقد جاءت خطة التنمية املستدامة ‪ 2030-2016‬أمشل وأوسع نطاقا من سابقتها اليت‬
‫تضمنت مثانية (‪ )8‬أهداف إمنائية فقط استهدفت البلدان النامية وخاصة األكثر فقرا‪ ،‬حيث تضمنت اخلطة‬
‫اجلارية سبعة عشر (‪ )17‬هدف و‪ 169‬غاية وحوايل ‪ 230‬مؤشرا‪ ،‬متحورت يف جمملها حول مخس (‪)5‬‬
‫جماالت رئيسية هي‪ :‬الناس‪ ،‬والكوكب‪ ،‬واالزدهار‪ ،‬والسالم والشركة‪ ،‬فضال على أهنا تغطي األبعاد الثالثة‬
‫للتنمية املستدامة وهي النمو االقتصادي‪ ،‬واالندماج االجتماعي‪ ،‬ومحاية البيئة‪ ،‬ابإلضافة إىل جماالت جديدة‬
‫تتعلق ابلعدالة والسلم واحلوكمة الرشيدة‪ ،‬ويبقى رهان جتسيد ذلك قائما على مدى التزام الدول السيما الدول‬
‫املتقدمة (األكثر تصنيعا) هبذا الربانمج العاملي‪ ،‬وعلى التقدم احملرز فيما خيص حتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪،‬‬
‫ابالستناد إىل املؤشرات اليت من شأهنا املتابعة والرصد مث إعداد التقارير الوطنية واإلقليمة والدولية ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫واقع وآفاق المقاوالتية االجتماعية‬


‫في تحقيق التنمية المستدامة في‬
‫الجزائر‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫متهيد ‪:‬‬

‫إن ما يعكس جهود الدول والتزامها ابلربانمج احمللي أو العاملي للتنمية املستدامة‪ ،‬هو ذلك الواقع املعرب‬
‫عنه ابألرقام والبياانت واإلحصائيات املتعلقة ابملؤشرات املتعددة األبعاد للتنمية املستدامة‪ ،‬وكذلك أيضا اخلطط‬
‫والربامج املسطرة كآفاق واعدة من شأهنا جماهبة التحدايت والوفاء مبتطلبات حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك تفعيل وتنشيط الوسائل واآلليات الكفيلة إبحداث أثرا اجيايب ومساهم بشكل مباشر أو غري مباشر يف‬
‫حتسني جودة احلياة البشرية حاضرا ومستقبال‪ ،‬ويف نفس السياق يشكل البحث عن أجنع السبل والنماذج اليت‬
‫يفرتض أن يكون هلا القدرة على جتسيد وإحداث التوازن بني مقتضيات التنمية االقتصادية واالجتماعية ومحاية‬
‫البيئة‪ ،‬السيما إذا توافق ذلك مع التوجهات االسرتاتيجية للحكومات كالتوجه املقاواليت يف اجلزائر مثال‪،‬‬
‫وكذلك مع اإلمكاانت واملقومات اجملتمعية‪ ،‬رهاان ومطلبا ملحا جيب أن حيضى ابلبحث والتحليل من قبل‬
‫األكادمييني ‪ ،‬وكذا بعناية األطراف ذات العالقة مبوضوع حتقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫وبدوران حنن ومن خالل هذا الفصل سنحاول اجياد العالقة النظرية بني املقاوالتية االجتماعية والتنمية‬
‫املستدامة مرورا برصد واقعهما يف اجلزائر ‪ ،‬وذلك من خالل التقسيمات التالية ‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬مناذج و تطبيقات واقعية للمقاوالتية االجتماعية‬

‫املبحث الثان ‪ :‬واقع وحتدايت حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬عالقة املقاوالتية االجتماعية ابلتنمية املستدامة‬

‫‪141‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث األول ‪ :‬مناذج و تطبيقات واقعية للمقاوالتية االجتماعية‬

‫قبل أن تصبح املقاوالتية االجتماعية جماال أكادمييا وفنا تفرد له الكتاابت واألحباث‪ ،‬كانت والزالت‬
‫مناذجها وتطبيقاهتا حاضرة يف حياة اجملتمعات منذ األزل أي قبل ظهور هذا املفهوم هبذه التسمية منتصف‬
‫تسعينيات القرن املاضي‪ ،‬وذلك ما دامت لتلك اجملتمعات احتياجات متنوعة وتواجهها مشاكل متعددة‪،‬‬
‫وتتواجد هبا ثلة من أفرادها حيملون روح املبادرة واالبتكار مبا يسهم يف نفع ومصلحة اآلخرين؛ ونستعرض فيما‬
‫أي يت عددا من النماذج والتجارب احمللية والدولية يف هذا اجملال عسى أن نستفيد منها أو جتد من تستثري فيه روح‬
‫العمل واإلبداع لصاحل جمتمعاتنا ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مناذج وجتارب حملية للمقاوالتية االجتماعية ‪:‬‬

‫‪ /1‬املشاريع احملتضنة من طرف املركز اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية ‪:‬‬

‫كعادة أي ابحث أو طالب عمل عند البحث يف أي موضوع بعد الفراغ من البحث األويل (النظري)‬
‫فإنه يتحتم عليه بغرض توفري نظرة أمشل لديه عن املوضوع أن يبحث يف الواقع التطبيقي له ‪ ،‬وعنده يف ذلك‬
‫طرق عديدة لعل أول ما ابدر فكري منها هو ال تقرب من اهليئات الرمسية ذات الصلة املباشرة ابملتغري املستقل‬
‫لدراستنا (املقاوالتية االجتماعية) على أمل التزود ابملعلومات واالحصاءات الرمسية الدالة عن واقع هذا املوضوع‬
‫ابجلزائر حىت نستعني هبا على رسم خطة متعلقة ابجلانب التطبيقي لبحثنا هذا‪ ،‬حيث وبعد االستقصاء توصلنا‬
‫إىل معلومة بوجود هيئة رمسية ابلعاصمة تعىن ابحتضان مشاريع املقاوالتية االجتماعية حتمل التسمية ‪ :‬املركز‬
‫اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية‪ ،‬إذ وما كان علينا إال أن جتشمنا أعباء التنقل إليها (جانفي ‪)2020‬‬
‫لنجدها بعد وصولنا إليها على عكس املتوقع‪ ،‬فضاء غري مهيكل مييل طابعه ألسلوب العمل اجلمعوي‪ ،‬به‬
‫شباب من اجلنسني ذوي نزعة فرنكوفونية تلمسها من خالل التواصل والتحدث معهم؛ وتتمثل مهمة هذا املركز‬
‫حسب ما صرح لنا املشرفون عليه يف ‪ :‬تعزيز املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر ‪ ،‬أي كل نشاط اقتصادي يهدف‬
‫إىل حل مشكلة اجتماعية و‪/‬أو بيئية للقيام بذلك ‪ ،‬وهذا ابعتباره حاضنة ترافق كل عام قرابة عشرين من‬
‫حاملي املشاريع ذات التأثري االجتماعي أو البيئي يف إنشاء مؤسساهتم‪ ،‬ابإلضافة إىل أنه يف الوقت نفسه يعمل‬
‫على ثالثة جوانب أخرى ‪:‬‬

‫‪142‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬رفع مستوى الوعي لدى الشباب اجلزائريني حول هذا النمط من تنظيم املشاريع من خالل برامج وتظاهرات‬
‫خمصصة مثل املؤمترات ‪ ،‬اهلاكاثوانت‪ .. 1‬إخل‬
‫‪ -‬إدراج رواد األعمال االجتماعيني الذين يعملون يف اجلزائر يف براجمنا من أجل إهلام جيل جديد من رواد‬
‫األعمال امللتزمني ‪.‬‬
‫‪ -‬وأخريا العمل على هيكلة بيئة لرايدة األعمال (املقاوالتية) يف اجلزائر إبشراك مجيع األطراف اليت تستطيع‬
‫تقدمي اإلضافة هلذا اجملال ‪ .‬ويف اجلدول املوايل نرصد بعض األمثلة عن املشاريع اليت مت احتضاهنا على مستوى‬
‫هذا املركز ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )12‬أمثلة عن بعض املشاريع احملتضنة على مستوى املركز اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية‬

‫نوع النشاط‬ ‫جمال النشاط‬ ‫اسم املشروع‬


‫التدخل يف امليدان الدراسي وإعدادات الطلبة وكذلك‬ ‫املرافقة والدعم‬ ‫‪Qi progress‬‬
‫الدعم الشخصي‬
‫الرتويج والتسويق ملنتجات النساء احلرفيات بواحات‬ ‫احلرف النسائية‬ ‫‪Ziara‬‬
‫املقاطعة االدارية تيميمون‬
‫قاعدة ويب (الكرتونية) للمقايضة والبيع والتربع‬ ‫األسواق‬ ‫‪Shed-med‬‬
‫ابملنتجات املستعملة‬
‫وكالة اتصاالت مسؤولة‬ ‫اتصاالت‬ ‫‪Inyen‬‬

‫الرتويج للمواقع األثرية وكذا احلرفيني من خالل تفعيل‬ ‫الرتاث‬ ‫‪Echappatwar‬‬


‫نشاط االقامات السياحية والتجوال‬
‫األعمال التجارية الشاملة ملستحضرات التجميل‬ ‫مستحضرات التجميل‬ ‫‪Djamilat cosmetic‬‬
‫الطبيعية اخلالية من الشوائب‬ ‫الطبيعية‬
‫تدريب املزارعني على تقنيات الزراعة اخلاصة وتسويق‬ ‫زراعة األراضي القاحلة‬ ‫‪Agrsetif‬‬
‫احملاصيل العضوية‬
‫اقامة مطاعم متخصصة ابألكل الصحي‬ ‫األكل الصحي‬ ‫‪V project‬‬

‫اقامة التظاهرات بغرض التسويق التجاري إلنتاج املرأة‬ ‫املنتج احمللي‬ ‫‪Djerdi ludmila‬‬
‫الريفية يف والية جباية‬
‫الرتويج ملهنة التطريز بواسطة اجملالت‬ ‫النسيج‬ ‫‪Moufida sedkaoui‬‬

‫مؤسسة جلمع اخلبز اليابس وتوظيبه يف أكياس مث بيعه‬ ‫الرسكلة‪ /‬البيئة‬ ‫‪Ramy ahmed‬‬

‫املصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على االستقصاء و املعلومات املتحصل عليها من املركز‬

‫‪ - 1‬اهلاكاثون ‪ :‬اختصار لكلمتني ابالجنليزية مها (‪ )hack‬وتعين الربجمة االستكشافية ‪ ،‬و (‪ )marathon‬واليت تعين السباق ‪ ،‬ويقصد به جتمع‬
‫جمموعة من األشخاص املتخصصني يف برجمة الكمبيوتر لتصميم برجميات أو لتطويرها‬

‫‪143‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويتضح جليا من خالل اجلدول أعاله ذلك اجلانب االبداعي فيما خيص أفكار املشاريع احملتضنة على مستوى‬
‫هذا املركز (احلاضنة) وكذا التنوع يف جماالت النشاط ‪ ،‬فضال على أن هذه املشاريع يف حال تنفيذها وجتسيدها‬
‫يف الواقع يفرتض أن يكون العائد منها حيقق قيمتني األوىل اقتصادية واألخرى اجتماعية وكليهما يعودان ابلنفع‬
‫والفائدة على صاحب املشروع واجملتمع يف الوقت ذاته ‪.‬‬

‫ويف سؤالنا عن امكانية االنتساب هلذا املركز أو االنضمام إليه‪ ،‬فأجابوا أن ذلك غري متاح إال إذا كنت حامال‬
‫لفكرة مشروع مقاواليت اجتماعي وحتتاج احتضاهنا‪ ،‬أما فيما خيص توقعاتنا حول احلصول على معلومات‬
‫تعكس واقع هذا املوضوع يف بالدان‪ ،‬أو إذا ما فيه دراسات سابقة أعدت بشأنه أو أي شيء قد يفيد ويستعان‬
‫به فال وجود لذلك اطالقا ‪ .‬والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ‪ :‬كيف لنا أن نطور هذا اجملال يف اجلزائر بدون‬
‫هيئات رمسية وتنظيمية فاعلة‪ ،‬ال من حيث العدد والتوزيع وال من حيث الكيف والربامج ؟‪ ،‬فمن حيث العدد‬
‫نقرتح أن تلحق شعبة مستقلة ابملقاوالتية االجتماعية أبصلها أينما ابن وحيثما تعني ووجد‪ ،‬وفكرة تواجد دور‬
‫للمقاوالتية على مستوى اجلامعات فكرة رائدة ميكن أن جيسد فيها ذلك‪ ،‬أما من حيث الكيف والنوع فمن‬
‫خالل برامج مكثفة وشاملة تعىن ببناء ثقافة ووعي بدور االقتصاد التضامين واالجتماعي عموما واملقاوالت‬
‫االجتماعية على وجه اخلصوص ‪.‬‬

‫‪ /2‬صندوق الزكاة اجلزائري ‪:‬‬

‫مت إنشاءه سنة ‪ 2003‬كمؤسسة دينية اجتماعية تعمل حتت إشراف وزارة الشؤون الدينية واألوقاف‬
‫واليت تضمن له التغطية القانونية بناءا على القانون املنظم ملؤسسة املسجد‪ ،‬حيث يقوم بتحصيل الزكاة عرب‬
‫فروعه املتواجدة يف خمتلف والايت الوطن‪ ،‬مث يقوم أيضا بتوزيعها على مصارفها الشرعية عرب نفس الفروع‪ ،‬لكن‬
‫الذي يهمنا أكثر تبعا ملوضوع دراستنا هو ما متيز به هذا الصندوق من استحداث لصندوق فرعي منه مسى بـ‬
‫"صندوق استثمار أموال الزكاة" يهدف ملكافحة الفقر والبطالة‪ ،‬وذلك ابستغالل جزء من أموال الزكاة اليت تقدم‬
‫يف شكل قروض حسنة للشباب البطال‪ ،‬أصحاب احلرف واملشاريع املصغرة‪ ،‬وكذا األسر احلرفية واملنتجة وغريها‬
‫من الفئات القادرة فكراي أو مهنيا على العمل‪ ،1‬وقد انبثق انشاء "صندوق استثمار أموال الزكاة" سنة ‪2004‬‬
‫عن اتفاقية تعاون وقعتها الوزارة الوصية مع بنك الربكة اجلزائري أساسها أن يكون البنك وكيال تقنيا يف جمال‬
‫استثمار أموال الزكاة من أبرز مهامه دراسة ملفات التمويل املقدمة‪ ،‬حيث خصصت نسبة ‪ % 37.5‬من‬

‫‪ -1‬بلعيد حياة و دويل سعاد‪ ،‬صندوق الزكاة اجلزائري كأداة مكملة للصناعة املالية االسالمية – الصندوق القطري كنموذج للنجاح ‪ ،‬حبث مقدم‬
‫إىل املؤمتر الدويل حول ‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار واهلندسة املالية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 5‬و‪ 6‬ماي ‪ ، 2014‬ص ‪4‬‬

‫‪144‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حصيلة الزكاة لالستثمار بشرط أن تتجاوز هذه األخرية عتبة مخسة (‪ )5‬مليون دج‪ ،‬أما عن املشاريع اليت ميوهلا‬
‫الصندوق بدون فوائد أي يف شكل قروض حسنة فتتخذ األشكال التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬متويل مشاريع الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب ومشاريع الصندوق الوطين للتأمني عن ابطالة ‪.‬‬

‫‪ -‬متويل املشاريع املصغرة ‪ ،‬ابالضافة اىل دعم املشاريع املضمونة لدى صندوق ضمان القروض‬

‫‪ -‬مساعدة املؤسسات الغارمة القادرة على االنتعاش‪ ،‬وانشاء شراكات بني صندوق استثمار أموال الزكاة وبنك‬
‫الربكة اجلزائري ‪.‬‬

‫وجيب على املشاريع املمولة من القروض احلسنة أن تتميز ابخلصائص التالية ‪:2‬‬

‫املمول فقريا عند هناية العقد‪ ،‬بل يصبح مزكيا كما يشغل فقراء معه‬
‫‪ -‬مشاريع ذات آاثر اجيابية‪ ،‬حيث ال يبقى َ‬
‫‪ -‬مشاريع ذات آاثر اقتصادية حمفزة‪ ،‬حيث تساهم يف التخفيف من ضغط البطالة على ميزانية الدولة ‪.‬‬

‫‪ -‬اقامة مشاريع حترتم قواعد الشريعة االسالمية وغري مضرة ابجملتمع ‪.‬‬

‫وابلنظر لإلحصائيات املتوفرة واملقدمة من طرف الوزارة الوصية‪ ،‬فإننا نالحظ أن هناك عدد معترب من املشاريع‬
‫استفادت من هذا التمويل كما يوضح اجلدول املوايل ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )13‬تطور االستثمار يف صندوق الزكاة للفرتة ‪2012-2004‬‬

‫عدد املشاريع املمولة من طرف‬ ‫السنة‬ ‫عدد املشاريع املمولة من طرف‬ ‫السنة‬
‫الصندوق‬ ‫الصندوق‬
‫‪800‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1200‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪466‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪3000‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪857‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪4400‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪1147‬‬ ‫‪2007‬‬
‫املصدر ‪ :‬وزارة الشؤون الدينينة واألوقاف‬

‫‪ - 1‬املادة ‪ 6‬من اتفاقية التعاون املربمة بني وزارة الشؤون الدينية واألوقاف وبنك الربكة اجلزائري بتاريخ ‪ 22 :‬مارس ‪. 2004‬‬
‫‪ - 2‬عبد احلكيم بزاوية و عبد هللا بن منصور‪ ،‬جتربة صندوق الزكاة اجلزائري كآلية لبعث املشاريع املصغرة‪ ،‬جملة (‪،)Les Cahier du MECAS‬‬
‫العدد ‪ ، 8‬ديسمرب ‪ ، 2012‬ص ‪96‬‬

‫‪145‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما أن هذا التمويل قد مشل قطاعات نشاطات خمتلفة كما يظهره اجلدول املوايل ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )14‬أهم القطاعات اليت استفادت من أموال صندوق الزكاة للفرتة ‪2011- 2003‬‬

‫‪ %‬مقارنة ابملبلغ اإلمجايل‬ ‫املبلغ الكلي "دج"‬ ‫عدد املشاريع املمولة‬ ‫القطاعات‬
‫‪34.35‬‬ ‫‪261.861.981.26‬‬ ‫‪1331‬‬ ‫اخلدمات‬
‫‪15.65‬‬ ‫‪119.348.107.61‬‬ ‫‪506‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪15.33‬‬ ‫‪116.907.648.47‬‬ ‫‪570‬‬ ‫التجارة‬
‫‪15.02‬‬ ‫‪114.502.667.19‬‬ ‫‪712‬‬ ‫االنتاج‬
‫‪12.28‬‬ ‫‪93.655.850.38‬‬ ‫‪501‬‬ ‫الصناعة التقليدية‬
‫‪7.34‬‬ ‫‪55.954.098.89‬‬ ‫‪328‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪762.230.353.80‬‬ ‫‪4047‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬وزارة الشؤون الدينينة واألوقاف‬

‫حيث يتضح من اجلدولني أعاله تنامي حصيلة االستثمار املمولة من صندوق الزكاة سنة بعد سنة ‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك رمبا لإلقبال الكبري للراغبني يف إنشاء مشاريع خاصة هبم حنو اخلدمات التمويلية اليت يوفرها الصندوق ‪،‬‬
‫ابعتبارها بديال يتوافق مع املرجعية الدينية والذي يتمثل يف صيغة القروض احلسنة (قروض بدون فائدة) ‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل أن هناك تنويع فيما يتعلق بقطاعات النشاط اليت تنتمي هلا تلك املشاريع املمولة من طرف‬
‫الصندوق وذلك بتفاوت نسيب‪ ،‬يتقدمها قطاع اخلدمات وهذا لكونه رمبا أكثر تناسبا مع مؤهالت وامكانيات‬
‫طاليب التمويل من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يعترب قطاع مذر للدخل وللربح يف فرتة وجيزة ‪.‬‬

‫وإىل جانب جتربة "صندوق استثمار أموال الزكاة" عمدت وزارة الشؤون الدينية واألوقاف إىل فتح اجملال كذلك‬
‫لتنمية واستثمار األمالك الوقفية بغية احملافظة عليها من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى متكينها لتلعب دورا اجيابيا يف‬
‫احلياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل عدة صيغ تدعم االستثمار وتساهم يف احلد من البطالة وغريها‬
‫من املشاكل االجتماعية‪ ،‬وقد متثل هذا أساسا يف مشاريع استثمارية عبارة عن بناء ملراكز جتارية وإدارية على‬
‫أراضي وقفية بتمويل من طرف صندوق األوقاف أو مستثمرين خواص‪ ،‬هذا على مستوى كل من والايت‬
‫اجلزائر‪ ،‬وهران وتيارت وغريها‪ ،‬ابالضافة للمشروع االستثماري بـ ‪-‬حي الكرام (مكايسي) اجلزائر ‪ -‬الذي يعترب‬
‫منوذجا لالستثمار الوقفي ملا متيز به من مرافق اجتماعية وخدمات متثلت يف ‪ :‬مسجد‪ 150 ،‬سكن‪170 ،‬‬

‫‪146‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حمال جتاراي‪ ،‬عيادة متعددة التخصصات‪ ،‬فندق‪ ،‬بنك‪ ،‬دار االيتام‪ ،‬زايدة على املساحات اخلضراء؛ كما مت‬
‫اطالق مشروع وقفي آخر مسح هو اآلخر بتوفري عددا من مناصب الشغل وهو مشروع "شركة طاكسي وقف"‪.‬‬

‫ما ميكن أن يقال عن ما تقدم كتقييم ونقد نلخصه يف النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تعمل هذه التجربة حتت الوصاية القانونية لوزارة الشؤون الدينية واألوقاف‪ ،‬وكان األحرى حسب وجهة نظران‬
‫أن ينشأ هلا مبعية الوقف جهاز ونظام مستقل يضاهي نظام الضرائب‪ ،‬يكون على رأسه هيئة تضم خمتصني يف‬
‫خمتلف اجملاالت السيما العلوم الشرعية واالقتصاد‪ ،‬يتوىل هذا اجلهاز اجلمع والتحصيل من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى التنسيق مع املصاحل ذات العالقة كاجلماعات احمللية وأجهزة الدعم واملرافقة املقاوالتية وذلك بغرض التوزيع‬
‫واالستثمار ‪.‬‬

‫‪ -‬متتاز هذه التجربة أبن أساليب اجلمع فيها والتحصيل واالدارة ال تستند لعنصر احلداثة‪ ،‬كالرقمنة والتعامل‬
‫االلكرتوين و التخطيط االسرتاتيجي وغريها ‪.‬‬

‫‪ -‬اقتصار جتربة صندوق استثمار أموال الزكاة على صيغة واحدة للتمويل بغرض االستثمار وهي صيغة القرض‬
‫احلسن‪ ،‬ابلرغم من وجود عدة صيغ متنوعة ميكن من خالهلا استثمار أموال الزكاة (املشاركة‪ ،‬املضاربة‪،‬‬
‫االجارة)‪.‬‬

‫‪ -‬ابلرغم من أن هذه التجربة حققت نتائج إجيابية جتسدت يف بعث العديد من املشاريع املصغرة وتوفري‬
‫مناصب شغل دائمة مبا يساهم يف التخفيف من معاانة الكثري من الفقراء‪ ،‬إال أهنا ما زالت بعيدة عن األهداف‬
‫جراء استثمار أموال الزكاة على الصعيدين االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬وكذا عن‬
‫والنتائج اليت يفرتض أن حتقق من َ‬
‫ما حققته مثيالهتا يف الدول األخرى إذا ما متت املقارنة بينها ‪.‬‬

‫‪ -‬غياب االحصائيات السيما يف السنوات األخرية‪ ،‬وكان املفرتض يف مثل احلال السعي أكثر حنو ترسيخ‬
‫مبادئ احلوكمة يف املؤسسة كأن تكون احلساابت مكشوفة ودقيقة مبا يعزز الثقة لدى املؤدين للزكاة عن مصري‬
‫األموال اليت يدفعوهنا‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن بعض التقديرات تشري إىل أن حمصلة الزكاة لكل اجلزائريني أفرادا‬
‫ومؤسسات يوشك أن تقارب ‪ 4‬مليار دوالر سنواي (‪ % 2.5‬من الناتج الوطين االمجايل اخلام)‪. 1‬‬

‫‪ - 1‬تصريح رئيس اجمللس اإلسالمي األعلى اجلزائري لوكالة "األانضول بتاريخ ‪ 2017/11/17 :‬متوفر على موقع الوكالة ‪،www.aa.com :‬‬
‫اتريخ اإلطالع‪. 2020/05/28 :‬‬

‫‪147‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬ثقة املكلف أبداء الزكاة سواءا كان فردا أو مؤسسة مل ترقى بعد للمستوى املطلوب ‪ ،‬مما يستدعي البحث‬
‫عن سبل تعزيز هذه الثقة ابعتباها عنصرا حموراي ابلغ األمهية‪ ،‬ال سيما وأن هناك عدد كبري جدا من اجلزائريني‬
‫(أفرادا ومؤسسات) ال يؤدون الزكاة على الطريقة الصحيحة بل يتصدقون هبا مباشرة على الفقراء يف مناسبات‬
‫معتادة ‪ ،‬ولو َأدى كل مكلَف زكاته على النحو الصحيح ملا بقي فقريا يف اجلزائر ‪ ، ،‬ومن تلك السبل القيام‬
‫بنشاطات توعوية للتعريف ابلصندوق وأهدافه واجنازاته‪ ،‬تكثيف العمل الدعوي ال سيما يف املساجد وغريها‪،‬‬
‫البحث عن آليات أكثر فعالية للتواصل مع املزَكني‪ ،‬تعيني الكفاءات والنزهاء كمشرفني ‪...‬‬

‫‪ -‬جتربتا صندوقا الزكاة والوقف يف متويل املشاريع جتربتني واعدتني إال أهنما ال تزاال جتربتني فتيتني ‪ ،‬ولذلك ال‬
‫ضري يف االستفادة واالستعانة ابلكفاءات واخلربات الوطنية‪ ،‬وكذا االستفادة من التجارب الدولية الرائدة يف هذا‬
‫اجملال (ماليزاي – السودان ‪ ،‬الكويت ‪. )..‬‬

‫‪ -‬الظروف واملتغريات الراهنة‪ ،‬تقتضي ضرورة التفكري يف تطوير آلييت الزكاة والوقف وتفعيل أدوارمها يف إحداث‬
‫التنمية الشاملة واملستدامة‪ ،‬وملا ال الذهاب حنو أتسيس مصرفا مستقال بذاته حتت مسمى "مصرف الزكاة‬
‫والوقف"‪.‬‬

‫‪ /3‬مناذج من وحي واقعنا وتراثنا الثقايف ‪:‬‬

‫متتلك اجلزائر ترااث ثقافيا متجذرا يف مجيع أحناء الوطن‪ ،‬أنتج عدة مناذج وأشكال تنظيمية عمدت إىل‬
‫دمج اجلانب االجتماعي والديين (شبكة العالقات االجتماعية‪ 1‬وعملية التنشئة االجتماعية‪ )2‬ابجلانب‬
‫االقتصادي (حجم الفائدة اليت تعود على الفرد واجملتمع)‪ ،‬وهي بعني احلاضر أشبه ما تندرج ضمن سياق‬
‫رسخت ملمارسات التآزر والتعاضد بني أفراد التنظيم االجتماعي احمللي ولعبت‬
‫املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬إذ لطاملا َ‬
‫دورا هاما يف بعث ال تنمية يف نطاق االقليم اجلغرايف الذي حتكمه خصوصيات ثقافية توافقية وتشاركية بني أفراده‬
‫لعل أشهرها ما يصطلح عليه‬
‫ومجاعاته‪ ،‬وذلك حتت عدة مسمياة حبسب اختالف الظروف واحلاجة واملنطقة‪َ ،‬‬
‫عرب عن ظاهرة اجتماعية ضاربة جبذورها يف اتريخ اجملتمع اجلزائري‪ ،‬محلت‬
‫يف هلجتنا العامية بـ "التويزة"‪ ،‬واليت ت َ‬
‫أبعاد تعاونية واسعة ماضيا وحاضرا بلغت حد جتسيد مشاريع متميزة ذات منفعة عامة ابلعديد من املدن‬

‫‪ - 1‬مساها املفكر (مالك بن نيب) بـ "البذرة الدينية"‪ ،‬أي العنصر الديين الذي يقوم بعملية الربط والتفاعل بني عناصر التغيري االجتماعي (عامل‬
‫األشخاص‪ ،‬عامل األفكار ‪ ،‬عامل األشياء) ‪ ،‬أنظر ‪ :‬مالك بن نيب‪ ،‬ميالد جمتمع – شبكة العالقات االجتماعية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ - 2‬التنشئة االجتماعية ‪ :‬األسلوب أو الطريقة اليت يستعني هبا اجملتمع من اجل تكامل أعضائه ‪ ،‬أنظر ‪ :‬حممد عبده حمجوب وآخرون‪ ،‬التنشئة‬
‫االجتماعية ‪ -‬دراسات أنثربولوجية يف الثقافة والشخصية ‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ، 2005 ،‬ص ‪37‬‬

‫‪148‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والقرى‪ ،‬انهيك عن مساعدة الفقراء واملرضى واحملتاجني‪ ،‬بعدما كانت ابألمس القريب‪ ،‬مقتصرة على املشاركة‬
‫يف بعض النشاطات الفالحية والتطوعية‪ ،‬كجين الثمار‪ ،‬احلصاد‪ ،‬حفر اآلابر وبناء املساجد وغريها ‪ ،‬فنجد يف‬
‫منطقة توات الكربى مثال كيف سامهت هذه اآللية (التويزة) يف توفري أحد أهم أساسيات احلياة وهو "املاء" وما‬
‫أدراك ما املاء‪ ،‬عصب احلياة االجتماعية واالقتصادية وحافز ابرز لالستقرار يف خمتلف أحناء املنطقة السيما يف‬
‫العقود السابقة‪ ،‬وذلك عن طريق التعاون أثناء عمليات احلفر أو الصيانة من طرف مجيع الشركاء الذين‬
‫يستفيدون من ذلك وفق نظام إبداعي فريد من نوعه مسي بـ "الفقارة"؛ ويف منطقة وادي مزاب استخدمت‬
‫"التويزة" وال تزال يف إجناز العديد من املشروعات يف خمتلف اجملاالت اعتمادا على امكانياته الذاتية‪ ،‬لعل أبرزها‬
‫تلك املدارس واملعاهد الرتبوية والتعليمية املنتشرة يف أرجاء املنطقة‪ ،‬وكذا املدينة اإليكولوجية املسماة "قصر‬
‫تفياللت" واليت أضحت مقصدا سياحيا انل العديد من اجلوائز الدولية واالقليمية يف احرتامها للبيئة‪ ،‬أما على‬
‫مستوى منطقة القبائل فلقد متكنت سواعد السكان املتضامنة يف الكثري من بلدايهتا وقراها ومببادرات من‬
‫مجعيات حملية من جتسيد مشاريع متميزة‪ ،‬كإجناز مسرح على اهلواء الطلق‪ ،‬أصبح يشكل فضاءا مجيال الحتضان‬
‫خمتلف التظاهرات الفنية والثقافية‪ ،‬واقامة متنزه عمومي مبكان آخر مت فيه غرس العديد من األشجار وصار‬
‫مقصدا للسكان السيما يف العطل وفرتات الراحة‪ ،‬كما مت بناء جسر من شأنه فك العزلة عن العديد من احلقول‬
‫واألراضي الفالحية‪ ،‬ابالضافة إىل صور أخرى من عمليات التكافل ومحالت التهيئة والتنظيف اليت مشلت‬
‫العديد من املعامل التارخيية والسياحية ابملنطقة‪ ،‬كما أن هلذا الفعل التضامين حضور ابرز عند فئة النساء خصوصا‬
‫يف األرايف‪ ،‬يلجأن إليه عند القيام ببعض األشغال يف مناسبات ومواسم معينة من السنة ‪.‬‬

‫وكمقاربة لذلك ميكن اليوم أن تشكل هذه النماذج بدائل اقتصادية واجتماعية تضامنية تساهم يف االقتصاد‬
‫الوطين ويف التغيري االجتماعي االجيايب واملستدام‪ ،‬خصوصا إذا أخذ كل قطاع على املستوى املركزي مبسؤولياته‬
‫اجتاه بعث هذه التنظيمات التقليدية ودعمها وفق ما تقتضيه متطلبات العصر‪،‬نذكر من ذلك على سبيل املثال‪:‬‬

‫‪ -‬جتديد ودعم التعاونيات الفالحية أبنواعها (زراعة‪ ،‬مواشي‪ ،‬صيد حبري) من قبل وزارة الفالحة والتنمية الريفية‬
‫والصيد البحري ‪.‬‬

‫‪ -‬مرافقة وزارة السياحة والصناعات التقليدية للتعاونيات الناشطة يف جمال احلرف والصناعات التقليدية‬

‫‪149‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬قيام وزارة الداخلية واجلماعات احمللية إبعادة ضبط وتنظيم ذلك العدد اهلائل من املؤسسات واجلمعيات‬
‫الفاعلة يف اجملتمع مبا يؤهلها للعمل االحرتايف اهلادف إلجياد احللول للمشاكل االجتماعية أبسلوب إبداعي‬
‫مستدام ‪.‬‬

‫‪ -‬مواصلة تشجيع إنشاء املؤسسات املصغَرة ومرافقتها من طرف األجهزة التابعة لوزارة املؤسسات الناشئة‬
‫وحاضنات األعمال‪ ،‬كالصندوق الوطين للتأمني عن البطالة (‪ ،)CNAC‬والوكالة الوطنية لتسيري القرض املصغر‬
‫(‪ )ANGEM‬وغريها ‪.‬‬

‫‪ -‬دعم النشاطات االقتصادية واالجتماعية للفئات املهمشة ‪ ،‬ذوي االحتياجات اخلاصة والنساء من قبل وزارة‬
‫التضامن الوطين واألسرة وقضااي املرأة ‪.‬‬

‫ويكون ذلك كله يف ظل إطار برانمج حكومي موحد الرؤى بتصورات مشرتكة بغية خلق جسور للتعاون‬
‫والشراكة وترشيد اجلهود واإلمكانيات اليت تضعها خمتلف هذه اهليئات ‪.‬‬

‫املطلب الثان ‪ :‬جتارب ومناذج دولية للمقاوالتية االجتماعية ‪:‬‬

‫على املستوى الدويل توجد العديد من النماذج والتجارب يف جمال املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬اخرتان منها‬
‫الذي يتناسب إىل حد ما مع موضوع دراستنا هذه‪ ،‬وكذا األقرب من انحية حماكاته أو االستفادة منه ‪.‬‬

‫‪ /1‬بنك غرامني (بنك القرية) ‪ :‬دفع تفشي الفقر واجلوع يف أحناء كثرية من بالد البنغالديش ابلربوفيسور ‪-‬‬
‫حممد يونس – أستاذ االقتصاد يف جامعة شيتاجونج‪ ،‬للتفكري فيما قد خيفف عن الفقراء وطأة ذلك‪ ،‬بل‬
‫ومتكينهم من تنمية ذواهتم عن طريق االنتقال هبم من طاقات معطلة إىل قوى عاملة ومنتجة‪ ،‬وبعدما الحظ أن‬
‫من هؤالء الفقراء من يشتغل يف صنع منتجات حملية ويدوية الصنع ويقوم ببيعها بعد عمل جهيد هبامش ربح‬
‫زهيد‪ ،‬يف حني أن معظم الربح يذهب للتاجر الذي يقوم بتمويله ويفرض عليه سعر البيع الذي يراه‪ ،‬كما أن‬
‫هؤالء الفقراء املعدومني اليستطيعون االقرتاض من البنوك الشرتاطها يف ذلك تقدمي ضماانت من املقرتض‪،‬‬
‫حينها تقدم –حممد يونس– للسلطات املختصة ببالده مناشدا اايها منحه رخصة انشاء بنك تعتمد فكرته على‬
‫تقدمي قروض صغرية لتمويل مشروعات منزلية يقوم هبا يف الغالب فئة الفقراء خصوصا النساء منهم‪ ،‬ومت ذلك‬
‫فعال حيث مت افتتاح مشروع البنك رمسيا سنة ‪ ،1983‬وحددت أهدافه آنذاك كالتايل‪:1‬‬

‫‪1 - David Gibbon , The Grameen Reader , 2nd ed , Dhaka : Grameen Bank , 1994 , p 11-12‬‬

‫‪150‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ /1‬مد التسهيالت البنكية للفقراء من الرجال والنساء ‪.‬‬

‫‪ /2‬القضاء على استغالل املرابني للفقراء ‪.‬‬

‫‪ / 3‬خلق فرص للتوظيف الذايت للقطاع العريض غري املستخدم أو قليل االستخدام من مصادر الطاقة البشرية ‪.‬‬

‫‪ / 4‬دمج الفئات املهمشة من اجملتمع يف طيات منوذج مؤسسي يستطيعون استيعابه والتعامل معه ‪ ،‬وستمدون‬
‫منه القوة االجتماعية والسياسية‪ ،‬واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬من خالل تعاون ودعم متبادل ‪.‬‬

‫‪ / 5‬ادارة دفة احللقة املفرغة القدمية‪ :‬دخل قليل‪ ،‬مدخرات قليلة‪ ،‬استثمار قليل‪ ،‬فدخل قدمي مرة أخرى‪ ،‬لتصبح‬
‫نسقا متصاعدا من‪ :‬دخل منخفض‪ ،‬ائتمان‪ ،‬استثمار‪ ،‬دخل أكرب‪ ،‬ائتمان أكرب‪ ،‬مزيدا من االستثمار‪ ،‬فاملزيد‬
‫من الدخل ‪.‬‬

‫ورغم أن مؤسسه وصفه ابملشروع التجاري ذو الطابع االجتماعي كما أسلفنا‪ ،‬إال أنه يبقى كتجربة إبداعية‬
‫فريدة من نوعها (ابتكار اجتماعي يف ثوب اقتصادي) تسعى لتنمية االنسان وحتسني امكاانته وقدراته ونوعية‬
‫حياته إبخراجه من دائرة الفقر وأثبتت أن إقراض املال ألكثر الفئات االجتماعية فقرا ليس ممكنا فحسب بل‬
‫مرحبا كذلك‪ ،‬فاستحقت النجاح الذي منحها العديد من اجلوائز احمللية والعاملية قبل أن يتوج جبائزة نوبل للسالم‬
‫سنة ‪ ، 2006‬وكما هو شأن كل جتربة انجحة فقد كسرت جتربة بنك غرامني طوق احمللية اىل العاملية فشهدت‬
‫تكرارا ونسخا يف العشرات من بلدان العامل ‪.‬‬

‫ويتميز هذا النموذج ابلعديد من السمات حيث استطاع أن ميزج مزجا فريدا بني اهلدف االجتماعي والقالب‬
‫االقتصادي فهو مشروع اقتصادي يقوم على تدوير املال واستثماره‪ ،‬واجتماعي من حيث استهدافه وجترده‬
‫لقضية الفقر والفقراء‪ ،‬متخذا يف سبيل معاجلة هذه القضية سبيل التعامل مع الفقري كإنسان كامل األهلية له‬
‫احلق بل واألولوية يف االقرتاض واالئتمان‪ ،‬ابإلضافة ملسامهته يف حتقيق العديد من األهداف يف اجملال االجتماعي‬
‫فحول بذلك الفقري وحىت املتسول من اليد السفلى إىل يد‬
‫والتعليمي والصحي وهذا بعكس البنوك التقليدية‪َ ،‬‬
‫حيبها هللا ورسوله وذلك عن طريق املشاركة أي مشاركة الفقري يف حل مشكلته بنفسه‪ ،‬ال كما تفعل الكثري من‬
‫املؤسسات اخلريية واالجتماعية ابالكتفاء مبنح العطااي والصدقات والزكوات إىل الفقراء واملعوزين حىت سامهوا يف‬
‫إفسادهم ابلتعطل والتبطل‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع ما أشران له سابقا بضرورة ارتقاء هذه املؤسسات بعملها من‬
‫العفوية إىل االحرتافية وحىت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬وقبل هذا وذاك فقد لفت االنتباه هلذا األمر‬

‫‪151‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ودونه يف أحد بواكري كتبه السيما فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الزكاة‪ ،1‬ومن ذلك‬‫شيخنا "حممد الغزايل" َ‬
‫جاءت فكرة "صندوق الزكاة" وشعاره املشهور "ال نعطيه ليبقى حمتاجا فقريا وإمنا ليصبح مزكيا"؛ كذلك ركزت‬
‫جتربة بنك غرامني على النساء كقوة للعمل وكعنصر منتج ومفيد يف اجملتمع‪ ،‬وأهنا جتربة مؤسساتية قائمة على‬
‫املشاركة الكاملة (الشورى) يف صنع القرار بني العاملني فيها واملتعاملني معها‪ ،‬وهي قبل ذلك وفوقه جتربة تنموية‬
‫ذات مداخل عديدة لتنمية األفراد واجملتمع يف بنغالديش‪.2‬‬

‫وعلى الرغم من أن بنك الغرامني يصنف كبنك ربوي غري إسالمي‪ ،‬إال أنه ال يستهدف رحبا على حساب‬
‫الفقراء ومل خيصص مؤسسه لنفسه استفادة على املستوى املايل‪ ،‬حىت إن نسبة ما حيصله البنك من فائدة على‬
‫القروض يغطي هبا املصاريف اإلدارية الالزمة لسري نشاط البنك‪ ،‬ومع ذلك ميكن االستفادة من هذه التجربة‬
‫اإلبداعية الرائدة يف الكثري من جوانبها ومن ذلك نذكر ‪:‬‬

‫‪ -‬التفكري يف إجياد احللول امليدانية للمشاكل االجتماعية أفضل من االكتفاء ابلتنظري وتدريس ما جيب أن‬
‫يكون ‪.‬‬

‫‪ -‬معاجلة املشاكل تكون ابألسلوب االبداعي الصحيح القائم على احللول املستدامة وليس الظرفية املؤقتة ‪.‬‬

‫‪ -‬الكثري من املمارسات واألنشطة اليت تقدم من طرف املؤسسات املالية واالجتماعية التقليدية تكرس لبقاء‬
‫دائريت الفقر والغىن دائرتني مغلقتني تسري األوىل إىل األسفل (مزيد من الفقر) والعكس ابلنسبة للثانية ‪.‬‬

‫‪ -‬ازالة القيود أو تكيفيها مع طبيعة وامكانيات الفئة املستهدفة يؤدي إىل حتقيق نتائج ابهرة ‪.‬‬

‫‪ -‬العمل واملشاركة قيمتان جوهريتان يف معاجلة التحدايت االجتماعية خصوصا ذات االنتشار الواسع كالفقر‪،‬‬
‫البطالة ‪..‬‬

‫‪ -‬التدرج يف جتسيد احللول وعدم استعجال النتائج أمر حممود (ضرورة أن تكون فيه رؤية بعيدة املدى) ‪.‬‬

‫‪ -‬لدينا يف مرجعياتنا ما هو أفضل من هذه التجربة يف معاجلة التحدايت االجتماعية (الفقر والبطالة)‬
‫يفعالن أبساليب إدارة حديثة ذات أهداف متوافقة مع مقتضيات العصر‪،‬‬
‫ابألسلوب الصحيح والناجع لو أهنما َ‬
‫ويتعلق األمر هنا بنظامي " الزكاة" و" الوقف" ‪.‬‬

‫‪ - 1‬حممد الغزايل ‪ ،‬االسالم واألوضاع االقتصادية‪ ،‬ط ‪ ،7‬دار الصحوة ‪ ،‬القاهرة مصر ‪ ، 1987 ،‬ص ‪141‬‬
‫‪ - 2‬جمدي علي سعيد‪ ،‬جتربة بنك الفقراء‪ ،‬الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة‪ ،‬الدار العربية للعلوم– انشرون‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،2007 ،‬ص ‪ 27‬بتصرف‬

‫‪152‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ /2‬مشروع تفهنا األشراف (صالح عطية)‪:1‬‬

‫(تفهنا األشراف) اسم لبلدة صغرية كانت تعيش الفقر واجلهل واملرض‪ ،‬تقع مبركز ميت غمر التابع‬
‫حملافظة الدقهلية مبصر ‪ ،‬وصالح عطية (‪ )2016-1944‬هو مهندس زراعي ف َكر مع تسعة من زمالئه يف‬
‫إنشاء مشروع ضمن ختصصهم واتفقوا على فكرة (مشروع دواجن) ‪ ،‬حيث دفع كل واحد منهم مبلغ ‪200‬‬
‫جنيه مصري وكانوا يف حاجة إىل شريك عاشر حىت ينطلقوا يف أتسيس مشروعهم‪ ،‬حىت جاءهم املهندس‬
‫(صالح عطيه) مبشرا وقال هلم لقد وجدت الشريك العاشر‪ ،‬فردوا مجيعا من هو ؟ قال ‪ :‬هو هللا (سبحانه‬
‫وتعاىل) يدخل معنا شريك عاشر له عشر األرابح يف مقابل أن يتعهدان ابحلماية والرعاية واألمان من األوبئة‬
‫ووافق اجلميع ‪ ،‬فبدؤا املشروع وإذا هبم بعد مدة حققوا أرابحا مل يكونوا يتوقعوهنا ‪ ،‬فقرر الشركاء زايدة نصيب‬
‫الشريك العاشر إىل ‪ ،% 20‬وتوالت الزايدة عاما بعد عام حىت وصلت نسبتها إىل ‪ ،% 50‬مث اتفقوا أن‬
‫ختصص هذه النسبة من األرابح الستثمارها يف مشاريع خريية بقريتهم (تفهنا األشراف)‪ ،‬فقاموا ببناء حضانة‬
‫لتحفيظ األطفال القرآن الكرمي ابجملان‪ ،‬مث معهد ديين ابتدائي للبنني وآخر للبنات‪ ،‬مث معهد إعدادي للبنات مث‬
‫آخر للبنني‪ ،‬وبعهده معهد أزهري اثنوي للبنات مث آخر للبنني‪ ،‬ومبا أن أرابح املشروع ظلت يف إزدايد مستمر‬
‫ف َكر املهندس (صالح عطية) يف إنشاء كليات جامعية‪ ،‬ومع مسامهة أهايل القرية كل حسب استطاعته بعد‬
‫إنشاء بيت مال للمسلمني على مستوى القرية‪ ،‬قاموا إبنشاء كلية جامعية للشريعة والقانون‪ ،‬تلتها كلية للتجارة‬
‫مث كلية ألصول الدين وأخرى لعلوم الرتبية‪ ،‬ابإلضافة إلقامة جامعية للطالبات وأخرى للطالب‪ ،‬وإىل جانب‬
‫ذلك أنشئوا جبهودهم الذاتية حمطة قطار وأصبح أي طالب ابلكليات له تذكرة جمانية لركوب القطار‪ ،‬ومن انحية‬
‫أخرى قام إبنشاء جلان متخصصة بشأن التنمية داخل القرية كلجنة الزراعة املكونة من متقاعدي هذا اجملال‬
‫للبحث يف كيفية الزايدة االنتاجية للمحاصيل الزراعية‪ ،‬وجلنة التعليم املكونة هي األخرى من متقاعدي هذا‬
‫القطاع حبيث تدرس سبل رفع املستوى التعليمي ابلقرية‪ ،‬ومثل ذلك جلنة للشباب ختتص بشغل أوقات فراغهم‪،‬‬
‫وأخرى للمصاحلات تنظر يف اخلالفات وتسعى يف الصلح‪ ،‬كما عمل على حصر األرامل واملطلقات بغية اجياد‬
‫وسائل الكسب هلن‪ ،‬أو تدريبهن على مهن وحرف تكفل هلن العيش الكرمي‪ ،‬وكذا أصحاب احلرف لتزويدهم‬
‫أبدوات احلرفة وإمدادهم ابلسلع اليت حيتاجوهنا يف عملهم‪ ،‬والنتيجة بعد مدة مل يعد هناك عاطل أو فقري واحد‬
‫ابلقرية‪ ،‬مت تعميم التجربة على القرى اجملاورة ومل يزور املهندس (صالح عطية) قرية وغادرها اال وعمل هبا بيت‬
‫مال للمسلمني‪ ،‬والذي من خالله يتم مساعدة الفقراء واألرامل وغريهم من الشباب العاطل إلنشاء مشاريع‬

‫‪ - 1‬مت التجميع من عدة مصادر ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تغنيهم من فقرهم‪ ،‬وابلنهاية مت االتفاق بني املهندس وشركائه على أن جيعلوا املشروع كله هلل‪ ،‬وان يتحولوا اىل‬
‫حيوجهم إال له ‪.‬‬
‫موظفني عند الشريك العاشر يتقاضون مرتباهتم على شرط أن ال يفقرهم أو َ‬
‫وبناءا على ذكر يتضح جليا أن هذه التجربة جلديرة ابلتوثيق ‪ ،‬توثيقا يفي ابلغرض تعميما للفائدة وحتقيقا لرتاكم‬
‫اخلربات واملعارف ‪ ،‬ومما ميكن استنباطه واستخالصه من هذه التجربة مايلي ‪:‬‬

‫‪ -‬التجربة تعد منوذجا رائدا متعدد األوجه‪ ،‬فهي منوذج للمقاوالتية االجتماعية ابعتبارها أدرجت منذ أتسيسها‬
‫اهلدف االجتماعي إىل جانب اهلدف االقتصادي الذي يقوم عليه املشروع‪ ،‬وذلك من خالل ختصيص نسبة‬
‫‪ %10‬مث صارت تلك النسبة تزيد عاما بعد عام ‪ ،‬وهي منوذجا بديال للوقف غري املستثمر أو الذي ال ينموا‪،‬‬
‫ومنوذجا احرتايف لتحقيق االستدامة يف متويل العمل اخلريي وتنميته ‪.‬‬

‫‪ -‬التجربة ذاتية من حيث املنشأ مل تكن اتبعة ألي جهة عمومية أو غريها‪ ،‬انطلقت هبمة شباب أخذوا بزمام‬
‫املبادرة حنو تنمية ذواهتم وجمتمعهم ‪.‬‬

‫‪ -‬التجربة ركزت على متغريين هامني جدا هلما عالقة اسرتاتيجية مع التنمية البشرية ودور ابرز يف إحداث‬
‫التغيري االجتماعي املستدام ‪ ،‬أال ومها متغريا "التعليم" و "العمل"‪.‬‬

‫‪ -‬التجربة منوذج راقي يعكس حتول االهتمام من األان الفردية إىل حنن اجلماعية ‪ ،‬أي إحداث التنمية ابملشاركة‬
‫من خالل حتفيز اجملتمع للمشاركة يف تلبية احتياجاته وحل مشكالته ‪.‬‬

‫‪ -‬التجربة أعطت منوذجا عمل يا وواقعيا‪ ،‬يعكس دور االقتصاد التضامين واالجتماعي والذي منه "القاوالت‬
‫االجتماعية" يف حتريك القوى العاطلة ابجملتمع السيما تلك املوجودة ابملناطق املهمشة‪ ،‬ومن مثَ املسامهة يف‬
‫إحداث التنمية مبختلف أبعادها أو ما يصطلح عليه بـ "التنمية املستدامة"‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع الفرضية الثالثة‬
‫لدراستنا ‪.‬‬

‫‪ -‬التجربة فريدة من نوعها قائمة أساسا على بعد روحي وديين حمض‪ ،‬حت َقق من خالل أطوارها وعد هللا‬
‫للمنفقني يف سبيله سواءا من أمواهلم أو تفكريهم أو جهدهم ‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ /3‬مؤسسة أشوكا ‪:‬‬

‫وهي مؤسسة دولية غري حكومية مقرها بواشنطن أنشأت سنة ‪ 1980‬من قبل مؤسسها الذي يدعى‬
‫كرس حياته للرعاية االجتماعية والتنمية‬
‫أورخ عنه أنه َ‬
‫"بيل درايتون"‪ ،‬محلت اسم أشوكا نسبة لزعيم هندي َ‬
‫االقتصادية ونبذ العنف‪ ،‬تعمل (أشوكا) حاليا يف أكثر من ‪ 80‬دولة عرب العامل حيث استطاعت بناء ورعاية‬
‫أكرب شبكة من املقاولني االجتماعيني يف العامل ‪ ،‬وقد مت افتتاح مكتبا اقليميا هلا خاص ابلوطن العريب يف مصر‬
‫سنة ‪ ، 2003‬وهتدف املؤسسة أساسا إىل دفع وحتفيز التغيري االجتماعي االجيايب من خالل تبين وتشجيع‬
‫األفكار االبداعية للمقاولني االجتماعيني ونشرها على نطاق واسع‪ ،‬وكذا تقدمي الدعم ألصحاب املشاريع‬
‫االجتماعية ومساعدهتم على جتسيد أفكارهم اليت يرجى منها إحداث التغيري واملسامهة يف معاجلة املشاكل‬
‫االجتماعية اليت تعاين منها جمتمعاهتم احمللية‪ ،‬ويتم ذلك يف إطار برانمج يدعى "زمالة أشوكا" والذي يشرتط يف‬
‫قبوله توفر السمات اآلتية يف الشخص املتقدم لطلب زمالة أشوكا‪:1‬‬

‫‪ -‬املعيار األول ‪ :‬فكرة جديدة ‪ :‬مبعىن أن ميتلك املتقدم لطلب الزمالة فكرة إبداعية جديدة يساعد جتسيدها‬
‫يف أرض الواقع على حل مشكلة عامة وإحداث تغيري اجيايب يف اجملتمع‪.‬‬

‫‪ -‬املعيار الثان‪ :‬اإلبداع‪ :‬وذلك من خالل االجابة على التساؤالت التالية‪ - :‬هل املتقدم لطلب الزمالة‬
‫شخص مبدع يف رؤيته وأهدافه ويف حل املشكالت اليت تواجهه ؟‪ - ،‬هل يقتنص الفرص ويواجه العقبات‬
‫بشكل مبدع؟‪ -،‬هل قام اببتكار احلل بنفسه ؟‪.‬‬

‫‪ -‬املعيار الثالث‪ :‬مهارات إبداعية ورايدية ‪ :‬ويقصد هبذا املعيار معرفة مدى حرص وإصرار املتقدم لطلب‬
‫الزمالة على تنفيذ فكرته‪،‬وكذا اختبار استعدادته وامكانياته على مواجهة التحدايت والعقبات العملية يف سبيل‬
‫تنفيذ فكرته ‪.‬‬

‫‪ -‬املعيار الرابع‪ :‬األثر االجتماعي للفكرة‪ :‬أي هل تعمل الفكرة على حل مشكلة اجتماعية هتم اجلميع على‬
‫مستوى احمللي أو على نطاق أوسع من ذلك‪ ،‬وهل الفكرة عملية ومفيدة بدرجة كافية (أي ذات أثر اجيايب)‬
‫لكي يتشجع اآلخرون العاملون ابجملال على تبنيها بعد جناح تطبيقها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬املوقع االلكرتوين ملؤسسة أشوكا ‪ ،www.ashoka.org :‬اطلع عليه بتاريخ ‪. 2020/06/19 :‬‬

‫‪155‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬املعيار اخلامس ‪ :‬النسيج األخالقي للمتقدم ‪ :‬خيص هذا املعيار اجلانب الشخصي لصاحب املشروع من‬
‫حيث درجة متتعه ابألمانة والثقة داخل جمتمعه ‪.‬‬

‫وتتمثل مصادر التمويل ابلنسبة ملؤسسة أشوكا يف شركاءها من القطاع اخلاص‪ ،‬واملؤسسات الدولية املاحنة‪،‬‬
‫وأشخاص مستثمرون يف صناعة التغيري‪ ،‬حيث تقوم بتمويل براجمها واخلدمات اليت تقدمها ملن استطاعوا‬
‫اكتساب صفة "زمالة أشوكا"‪ ،‬نذكر من ذلك ‪:‬‬

‫✓ منحة التفرغ ‪ :‬وهي منحة مالية تقوم أشوكا بتوفريها للزميل قصد متكينه للتفرغ للعمل فقط على فكرته‬
‫بشرط أن ال يكون لديه عمل آخر ليس له صلة أو عالقة مباشرة مبجال املبادرة ‪.‬‬
‫✓ اهلوية‪ :‬تعطيك أشوكا هوية املقاول اجملتمعي البارز والذين يبلغ عددهم اليوم ابألالف حول العامل ‪.‬‬
‫✓ التشبيك والتوصل‪ :‬سواءا مع شبكة الزمالة العاملية من املقاولني االجتماعيني أو مع املمولني والشركاء‬
‫املاحنني ‪.‬‬
‫✓ التقييم واملتابعة ‪ :‬تقوم أشوكا مبتابعة عمل الزمالء مع مساعدهتم على التخطيط االسرتاتيجي لعملهم وتقييم‬
‫اتثريهم اجملتمعي وحتديد احتياجاهتم ‪.‬‬
‫✓ بناء القدرات املؤسسية ‪ ،‬املساعدة القانونية والتقنية‪ ،‬الرتشيح للجوائز ‪.‬‬

‫وعلى سبيل املثال ال احلصر نذكر جانبا من أثر زمالء أشوكا الوطن العريب يف جمال إجياد مصادر للدخل وتوفري‬
‫فرص العمل‪ ،‬وكذا دعم متطلبات التنمية البشرية ‪ ،‬حيث مت ‪:1‬‬

‫• استفادة أالف من الشباب من تدريب مهين وحصوهلم على فرص عمل يف دولة مصر ‪.‬‬
‫• الكثري من منظمات اجملتمع املدين العاملني يف توظيف الشباب مبصر مت إمدادهم أبدوات بناء الفريق والدعم‬
‫الفين الالزمة‪ ،‬وذلك لتنمية الشباب الذي يعاين من البطالة ‪.‬‬
‫• امداد أعداد معتربة من النساء الريفيات يف األردن ويف فلسطني بدورات زراعية ويف تربية النحل وكيفية إدارة‬
‫املخازن‪.‬‬
‫• منح القروض للكثريات من النساء الريفيات يف األردن مع استفادهتن من التدريبات الالزمة إلنشاء مشاريع‬
‫زراعية مستقرة ‪.‬‬
‫• أتهيل مئات األشخاص من الصم والبكم للدخول لسوق العمل من خالل تقدمي دعم متخصص هلم‪.‬‬

‫‪ - 1‬أمحد رسالن ‪ ،‬مؤسسة أشوكا الوطن العريب ‪ ،‬على املوقع االلكرتوين ‪ ، www.ashoka-arab.org :‬اتريخ اإلطالع ‪2020/06/19 :‬‬

‫‪156‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫• املسامهة يف بناء الكثري من الوحدات السكنية يف املناطق العشوائية مبصر ‪.‬‬


‫• توفري نظم للصرف الصحي واملياه النظيفة وغريها من اخلدمات األساسي للعديد من العائالت مبصر‬
‫واألردن ‪.‬‬
‫التربع ابلدم‪ ،‬الكشف املب َكر للنساء‪ ،‬نظافة‬ ‫• اقامة عدة محالت حتسيسية وميدانية ختص التغذية َ‬
‫احملسنة‪َ ،‬‬
‫البيئة ‪...‬‬

‫واملالحظ من هذه النتائج احملققة أهنا جاءت متوافقة كلها مع ما ترمي إليه أهداف التنمية املستدامة ‪،2030‬‬
‫وهذا دليل واقعي عن العالقة بني بروز وانتشار مناذج املقاوالتية االجتماعية والتنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪ /4‬أكادميية احلفاة ‪: Barefoot College‬‬

‫لطاملا اشتهر اهلند بذلك املستوى العايل من اإلبداع السيما يف جمال حل املشكالت االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬ومما ملع من جتارب يف جمال املقاوالتية االجتماعية هي تلك التجربة اليت بدأت بفكرة إبداعية‬
‫بسيطة لرائدها "ابنكر روي‪ "1‬ما لبثت أن حتولت إىل أكادميية علمية قائمة على هنج تعليمي جديد خارج‬
‫املهمشني والعاطلني عن العمل يف‬
‫التعليم النظامي مسيت بـ "أكادميية احلفاة"‪ ،‬كناية على جناحها يف استقطاب َ‬
‫املناطق الريفية الفقرية‪ ،‬والذين ال حيوزون على شهادات علمية معينة ومل حيضوا بفرص احلصول على املعرفة اليت‬
‫متكنهم من منفعة وتنمية ذواهتم وجمتمعاهتم‪ ،‬وهذا بعدما الحظ يف قريته الفقرية أن الشباب ينزحون إىل املدن‬
‫حبثا على فرص العمل‪ ،‬ويبقى الشيوخ والنساء وحىت األطفال بسبب ارتفاع نسب التسرب املدرسي يسريون يف‬
‫الطرقات حفاة والعوز ابدي على وجوههم‪ ،‬وهبدف حتسني حياة هؤالء الفقراء وأمثاهلم يف مقاطعة راجستان‬
‫ابهلند‪ ،‬واستنادا على أفكار "غاندي" حول منط احلياة واخالقيات العمل اليت تدور حول ضرورة استخدام‬
‫معارف ومهارات الفقراء لتطوير القرى اليت يسكنوهنا بدال من االعتماد على االيدي اخلارجية‪ ،‬قرر "ابنكر‬
‫روي" إنشاء فضاءا تعليميا مستعينا يف البداية خبرجيي اجلامعات وطلبة الدراسات العليا يف التخصصات‬
‫املختلفة‪ ،‬ومستهدفا الفقراء الذين ال ميلكون أية بدائل‪ ،‬سوى املعرفة املهارية اليت حتتاج لصقل وتطوير‪ ،‬ليعمل‬
‫على توفري التعليم والتدريب هلم ال سيما يف اجملاالت اليت حتتاجها قراهم الفقرية بدرجة أوىل‪ ،‬كتوفري املياه‬
‫الصاحلة للشرب وتوليد الطاقة وما يرتبط ابلعناية الصحية ؛ وابلتايل فالفلسفة اليت أنشأت عليها هذه األكادميية‬
‫تتمثل يف التلقني املباشر للمعرفة واملهارة املتخصصتني لألفراد‪ ،‬خصوصا الفقراء الذين ينتمون إىل جمتمعات ريفية‬

‫‪ - 1‬ابنكر روي ‪ :‬مهندس هندي متخرج من كلية سانت جيمس جبامعة دهلي سنة ‪1967‬‬

‫‪157‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حمرومة من اخلدمات ولديها نسبة مرتفعة من األمية‪ ،‬وهذا دومنا احلاجة إىل الزامهم بقضاء سنوات من األطوار‬
‫التعليمية قصد تلقي املعارف األساسية والعامة كما هو احلال يف التعليم النظامي‪ ،‬وحتتوي األكادمية على عدد‬
‫من الوحدات من بينها مكتبة وخمرب حتاليل‪ ،‬ووحدة تدريب‪ ،‬ومسرح مفتوح‪ ،‬ومكتب بريد‪ ،‬ومساكن وبيوت‬
‫ضيافة‪ ،‬وأخريا مقاهي لإلنرتنت‪ ،‬ك ما أن نشاطها ميتد اليوم يف مئات القرى عرب الكثري من دول العامل ويستفيد‬
‫من التدريب فيها أكثر من مليوين شخص حول العامل‪ ،‬ومما حققته من مشاريع على مدى أربعة عقود نذكر‬
‫مايلي‪: 1‬‬

‫‪ -‬مشروع املركز الطيب ‪ :‬والذي بدأ كمستوصف صغري يقدم خدمات جمانية للفقراء‪ ،‬واليوم أصبح هناك أكثر‬
‫من ‪ 200‬مركز صحي هبم مشرفيني صحيني مت تدريبهم على إجراء الفحوصات الطبية الروتينية ‪.‬‬

‫‪ -‬مشروع مأوى املشردين ‪ :‬يتمثل يف بناء العشرات من املنازل لفائدة املشردين بعد االستفادة من دعم مايل‬
‫حكومي‪ ،‬حيث توىل املعماريون احلفاة من خرجيي األكادميية بكل أعمال التشييد والبناء ‪.‬‬

‫‪ -‬مشروع العناية ابألم والطفل‪ :‬مت تدريب عدد من النساء على القيام بدور القابالت وعدة مهام منها إجراء‬
‫الكشف الدوري الشهري خالل احلمل‪ ،‬التوعية أبمهية التغذية اجليدة‪ ،‬التدريب على طريق الوالدة املناسبة ‪،‬‬
‫العناية الالزمة قبل وبعد الوالدة ‪.‬‬

‫‪ -‬مشروع تنمية البيئة القاحلة‪ :‬ملعاجلة آثر البيئة اجلرداء قامت األكادميية بزرع شتالت من األشجار املقاومة‬
‫للجفاف‪ ،‬من خالل اسرتاتيجية قائمة على استخدام الطرق التقليدية لتخزين مياه االمطار‪ ،‬بعد تدريب العديد‬
‫من األشخاص على تركيب وإصالح وصيانة املضخات اليدوية‪ ،‬ابإلضافة إىل تعبئة جهود األفراد للمحافظة‬
‫على الصحراء ‪.‬‬

‫‪ -‬مشروع استغالل الطاقة الشمسية ‪ :‬قامت األكادميية مبشروع رائد لتوليد الكهرابء من الطاقة الشمسية يف‬
‫القرى النائية‪ ،‬حبيث يقوم رجال ونساء أميني وشبه أميني بكل عمليات التصنيع والرتكيب والصيانة لوحدات‬
‫اإلضاءة الشمسية للحصول على طاقة نظيفة‪ ،‬وهذا دون االستعانة ابملهندسني واخلرباء املتخصصني ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أمل خريي أمني ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪ ، 123- 118‬بتصرف‬

‫‪158‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬مشروع تنمية املرأة ‪ :‬عمدت األكادميية إىل تدشني برانمج لتنمية املرأة تضمن حماور عدة ‪ ،‬من بينها توعية‬
‫اجملتمع أبمهية دور املرأة يف التنمية‪ ،‬التوعي ابحلقوق القانونية والصحية للنساء‪ ،‬توليد الدخل هلن‪ ،‬حيث وفرت‬
‫فرص عمل للسيدات داخل بيوهتن من خالل قيامهن ابحلرف كالتطريز واحلياكة و غريها ‪.‬‬

‫إن ما يقارب عمل هذه األكادميية ابلنسبة للجزائر‪ ،‬هي تلك األنشطة اليت تقوم هبا مراكز حمو األمية‬
‫ومراكز التكوين املهين والتمهني عرب الوطن‪ ،‬إال أن األوىل تقتصر براجمها ومقرراهتا على تلقني املستفيدين‬
‫املعارف النمطية واألساسية للتعلم‪ ،‬والثانية تشرتط يف الغالب مستوى دراسي معني للقبول ضمن التخصصات‬
‫املفتوحة لديها‪ ،‬واليت بدأت مؤخرا تتوافق نسبيا مع خصوصيات املناطق وحاجاهتا ‪ ،‬أي وكأن منوذج أكادميية‬
‫احلفاة جاء ليحقق الدمج بني عمل ونشاط مراكز حمو األمية من جهة ومراكز التكوين املهين والتمهني من جهة‬
‫أخرى ‪ ،‬ابإلضافة إىل مسامهته احلقيقية والفعالة يف حتسني نوعية احلياة ابلنسبة للفقراء‪ ،‬وذلك من خالل العديد‬
‫من املمشاريع امليدانية اليت تدخل ضمن نطاق املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ /5‬مشروع التلميذ املبدع االجتماعي ‪:‬‬

‫هبدف تطوير ثقافة املقاولة االجتماعية ابجملتمع املغريب ‪ ،‬اختار صاحب هذا املشروع‪ 1‬أن يكون مدخل‬
‫ذلك عرب قطاع الرتبية والتعليم ابعتباره ميداان يشتغل على تنمية قدرات األفراد إبتداءا من املدارس اإلبتدائية‬
‫وصوال للجامعات‪ ،‬ومن مثة فهو يعد املكان األكثر مالئمة لتطوير ثقافة املقاولة االجتماعية من خالل برامج‬
‫وأنشطة تربوية وتعليمية قادرة على حتفيز الفرد (التالميذ والطلبة) وتفجري كل قدراته وابداعاته لصاحل نفسه‬
‫واجملتمع‪ ،‬وقد مت تصميم هذا املشروع من أجل اجياد احللول لعدة اشكاليات رأى صاحب املشروع أهنا تطال‬
‫النظام التعليمي والرتبوي‪ ،‬واليت جعلته بعيدا عن متطلبات الواقع فيما خيص أتهيل األفراد منذ سنوات الدراسة‬
‫األوىل يف جمال املقاوالتية عموما واملقاوالتية االجتماعية على وجه التحديد ‪ ،‬كغياب املفاهيم املرتبطة ابملقاولة يف‬
‫احلس‬
‫وتنمي َ‬ ‫املقررات الدراسية اخلاصة ابألطوار األساسية للتعليم‪ ،‬وغياب األنشطة اليت حتاكي قدرات التالميذ َ‬
‫القيادي لديهم يف ظل اعتماد الط رق التقليدية للتلقني املعتمدة على احلفظ والذاكرة دون تطوير جانب التعلم‬
‫من املمارسة واخلربة؛ وقد متَ تطبيق هذا املشروع على تالميذ السنة األوىل اثنوي (حوايل ‪ 480‬تلميذ وتلميذة)‪،‬‬
‫ابستعمال أنشطة للتحسيس ودعم القدرات والتأطري هبدف اكساهبم صفات قيادية ومقاوالتية‪ ،‬تكون قادرة‬

‫‪ - 1‬املشروع مو مقرتح لألستاذ امساعيل شعوف ‪ ،‬أستاذ ابملركز اجلهوي ملهن الرتبية والتكوين – مراكش املغرب ‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫على بعث جيل جديد من الشباب حامال لقيم التجديد واالبداع‪ ،‬وقادرا على استعماهلا يف إعداد مشاريع‬
‫مقاوالتية حقيقية‪ ،‬هلا أثر إجيايب اجتماعي واقتصادي مباشر عليهم وعلى حميطهم ‪.‬‬

‫حققت هذه التجربة جناحا ابهرا دلَت عليه النتائج املتحصل عليها‪ ،‬وذلك من حيث مت َكنها وقدرهتا على‬
‫زرع قيم املقاولة االجتماعية داخل املؤسسات الرتبوية ويف أذهان التالميذ ابعتبارهم قادة املستقبل حنو التغيري‬
‫االجيايب ‪ ،‬وكذا تطوير املواقف والقدرات لديهم ابلشكل الذي جعل منهم أفرادا حاملني ملشاريع وذوي معارف‬
‫ومهارات قابلة للنقل واالس تعمال يف احلياة اليومية‪ ،‬مبا يعود عليهم وعلى جمتمعهم ابلنفع على حد سواء ‪ ،‬ويف‬
‫هذا الصدد يقودان ما سبق للحديث عن متغري ذو أمهية اسرتاتيجية يف جمال تفعيل التوجه املقاواليت‬
‫االجتماعي‪ ،‬أال وهو متغري "التعليم"‪ ،‬ذلك ألنه ال وجود ملقاولني اجتماعيني ابلفطرة كما أن حتويل األفراد إىل‬
‫مقاولني اجتماعيني انجحني ليس من السهولة مبكان‪ ،‬بل يكون ذلك نتاجا جلهد مسلح بقدر من العلم‬
‫واخلربة بعد توفر حد أدىن من املميزات اليت متكن األفراد من النجاح كمقاولني‪ ،‬إذ تؤكد العديد من الدراسات‬
‫أن تعليم املقاوالتية والتوجه ابالقتصاد املعريف ميثل ركيزة أساسية وذات أثر واضح يف جناح املؤسسات الناشئة‪،‬‬
‫وهنا جيب التنويه على أن تعليم املقاوالتية أمر خيتلف عن التعليم اآلخر‪ ،‬من حيث أنه يتم من خالل تغيري منط‬
‫التفكري‪ ،‬إذ ينظر للتعليم املقاواليت بشكل عام على أنه مقاربة تربوية هتدف إىل تعزيز التقدير الذايت والثقة‬
‫ابلنفس من خالل تنمية املواهب واإلبداعات الفردية ‪ ،‬وبناء القيم و املهارات ذات العالقة ‪ ،‬ويكون ذلك من‬
‫خالل الربامج واملقررات التعليمية النظامية منها (األطوار التعليمية النظامية يف املؤسسات الرتبوية ومراكز‬
‫التكوين)‪ ،‬وغري النظامية (الدورات التكوينية‪ ،‬النشاط اجلمعوي‪ ، )... ،‬فمثال على ‪:‬‬

‫‪ -‬على مستوى التعليم األساسي ‪ :‬ينبغي أن تغرس يف التالميذ جمموعة من القيم األساسية‪:‬‬
‫‪ -‬أن أفكارهم مهمة و ما يدور يف أذهاهنم له قيمة ؛‬
‫‪ -‬أمهية طرح األسئلة و القيام ابملبادرات ؛‬
‫‪ -‬أن التعاون مع اآلخرين قيمة عالية وممتعة؛‬
‫‪ -‬أن الوقوع يف األخطاء و التعلم منها خري من عدم التجربة مطلقا ‪.‬‬
‫‪ -‬على مستوى التعليم العايل (اجلامعات)‪ :‬فكثريا من اجلامعات الشهرية تربط عالقات جيدة مبشاريع‬
‫املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬بل وهلا مؤسسات خاصة هبذا النشاط كـ"هارفاد" و"أكسفورد"و"ييل" وغريها من‬
‫اجلامعات املرموقة‪ ،‬كما ينبغي عليها تنشيط الربامج والدورات التدريبية املتعلقة ابلرايدة االجتماعية يف اجلامعات‬
‫احمللية ومد عالقات العمل والتعاون بني مشاريع الرايدة االجتماعية وهذه اجلامعات ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬على املستوى احلكومي ‪:‬‬


‫‪ -‬استحداث هيئة هدفها استقطاب وتشجيع األفكار االبتكارية الرامية إلحداث التغيري االجتماعي املطلوب؛‬
‫‪ -‬منح االمتيازات واألولوية للمبادرات اليت تسعى ملعاجلة اإلشكاليات اجملتمعية ؛‬
‫‪ -‬دعم حاضنات األعمال ملشاريع املقاوالتية االجتماعية خصوصا الناشئة منها وإنشاء صندوق متويل فرعي‬
‫خاص بذلك ؛‬

‫‪ -‬عقد جلسات حوار يف جمال السياسات الوطنية بشأن أطر العمل القانونية وتعديل القوانني احملاصرة للعمل‬
‫االجتماعي و اخلريي؛‬

‫‪ -‬عقد مؤمترات دورية للمقاوالتية االجتماعية‪ ،‬وصناعة القرار والعمل اخلريي والبحوث االجتماعية وتنظيم‬
‫مسابقات بشأن ذلك؛ وكذا إ قامة منتدايت إقليمية لالستثمار اجملتمعي لدعم تعميم ونشر التجارب الناجحة‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬مالمح املقاوالتية االجتماعية يف االسالم ‪:‬‬

‫من ابب أسلمة املعرفة وامياان منا بشمولية هذا الدين احلنيف جملاالت احلياة كافة‪ ،‬وقصد التعرف ما إذا‬
‫كان هلذا املفهوم أتصيل وتطبيق يف الفكر االسالمي‪ ،‬آثران أن خنتم هذا املبحث ابحلديث عن املقاوالتية‬
‫االجتماعية يف االسالم ‪.‬‬

‫‪ /1‬من انحية املفهوم (التأصيل النظري) ‪:‬‬

‫تقدم خبصوص مفهوم املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬أ َن من ضمن التعاريف اليت رصدت‬
‫سبق وأن أشران فيما َ‬
‫يف شأهنا‪ ،‬أهنا تعين املبادرة ابجياد حلول ابتكارية وجتسيدها للحد من املشاكل االجتماعية أبسلوب ابداعي‬
‫ومستدام‪ ،‬وحىت أن من أقرب املرادفات وأبرز املميزات اليت أعطيت ملصطلح "املقاول" جند "املبادر"‬
‫و"املبادرة"‪ ،‬أي التطلع حنو الرايدة وحتقيق السبق يف فعل األشياء‪ ،‬وهذا ماجند له ذكرا يف القرآن و يف السنة‬
‫النبوية ‪ ،‬اترة ابملدح واترة أخرى ابلتحفيز والتشجيع حنو ذلك‪ ،‬فمن بني اآلايت قول ربنا سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫ات َوه ْم َهلَا َسابِقو َن﴾‪﴿ 2‬يـ ْؤِمنو َن‬
‫ك يسا ِرعو َن ِيف ا ْخلَري ِ‬ ‫﴿ولِك ٍّل ِوجهةٌ هو مولِيهاۖ فَاستَبِقوا ْ ِ ‪َِٰ 1‬‬
‫َْ‬ ‫اخلَْ َريات﴾ ‪﴿،‬أولَئ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ك ِمن ال ه ِِ‬ ‫ِ َِٰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ني﴾‪... 3‬‬ ‫صاحل َ‬ ‫اب هَّلل َوالْيَـ ْوم ْاآلخ ِر َو َأيْمرو َن ابلْ َم ْعروف َويـَْنـ َه ْو َن َع ِن الْمن َك ِر َوي َسا ِرعو َن ِيف ا ْخلَْ َريات َوأولَئ َ َ‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪148‬‬


‫‪ - 2‬سورة املؤمنون ‪ ،‬اآلية ‪61‬‬
‫‪ - 3‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪114‬‬

‫‪161‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ِ‬
‫اإلسالم سنهة‬ ‫أما يف السنة النبوية فقد قال صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬ابدروا ابألعمال ‪ ،"..‬وقال‪ ":‬من س هن يف‬
‫ِ‬
‫اإلسالم سنهة سيِئَة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم ْن س هن يف‬ ‫شئ َ‬‫ص من أجوِرهم ٌ‬ ‫حسنة فلَه أجرها وأجر َم ْن َعم َل هبا بـَ ْع َده م ْن غ ِري أ ْن يْنـق َ‬
‫شئ"‪ ،1‬كما قال‪":‬إِ هن ِم َن الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعدهِ من غ ِري أن يْنـق ِ‬ ‫عمل هبا ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫هاس‬ ‫ص م ْن أوزا ِرهم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫كان عليه وْزرها َووْزر َم ْن َ‬
‫يح اخلَِْري‬ ‫ِ‬ ‫هاس م َفاتِيح لِل هش ِر مغَالِيق لِلْخ ِري‪ ،‬فَط ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫م َفاتِيح لِلْخ ِري مغَالِ ِ‬
‫وَب ل َم ْن َج َع َل هللا َم َفات َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫يق لل هش ِر‪َ ،‬وإ هن م َن الن ِ َ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬
‫يح ال هش ِر َعلَى يَ َديِْه"‪ ،2‬واملفتاح هنا هو الذي يبادر ابلفعل ويبدأه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى يَ َديْه‪َ ،‬وَويْ ٌل ل َم ْن َج َع َل هللا َم َفات َ‬
‫كما أن اجياد احللول ملشاكل اجملتمع والسعي يف جتسيدها إمنا يدخل يف فعل اخلري الذي ينطوي حتته كل عمل‬
‫صاحل فيه إحسان للناس أو حىت للبيئة‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ..﴿ :‬وافْـ َعلوا ا ْخلَْ َري لَ َعلهك ْم تـ ْفلِحو َن﴾‪ 3‬وقال صلى هللا عليه‬
‫ف يف‬ ‫ِ‬
‫يل من أ ْن ْاعتَك َ‬ ‫حاج ٍّة ُّ‬
‫أحب إِ َه‬ ‫َخ يل يف َ‬ ‫هاس‪ ... ،‬وأل ْن أ َْم ِشي مع أ ٍّ‬‫الناس إىل هللاِ أنْـ َفعه ْم لِلن ِ‬
‫حب ِ‬ ‫وسلم ‪" :‬أ ُّ‬
‫املدينة شهرا ‪ ،4"...‬كما أن اإلسالم جاء ابتداءا ليحافظ على الكليات اخلمس اليت‬ ‫مسجد ِ‬ ‫َ‬ ‫هذا املسج ِد‪ ،‬يعين‬
‫هي‪ :‬الدين‪ ،‬النفس‪ ،‬العقل‪ ،‬النسب‪ ،‬املال‪،‬وابلتايل وجب فعل كل عمل يؤدي إىل احملافظة عليها وتنميتها‪،‬‬
‫وإزالة كل ما قد يتسبب يف الضرر هلا ويفسدها‪ ،‬وقبل ذلك السعي الدائم للتفكري االجيايب الذي ينتج عمال أو‬
‫موقفا يتصف ابلسبق والتفرد ويعود ابلنفع على الفرد واجلماعة معا‪ ،‬وال أظن أن هناك علما أو قانوان أو اتفاقا‬
‫حث عليه الدين االسالمي ورغَب فيه‪ ،‬وذلك عن طريق أوجه متعددة أشارت إليها‬
‫قد تضمن ذلك مبثل ما َ‬
‫الكثري من النصوص القرآنية واألحاديث النبوية‪ ،‬واليت لو تدبرت يف بعضها ومتعنت خللصت ابلقول واالستنتاج‬
‫أن املقاوالتية االجتماعية ولدت اسالمية‪ ،‬ويبقى أن الغرب اهتم هبا من انحية التدوين وأفرد هلا االحباث‬
‫األكادميية‪ ،‬إذ ال مانع يف األخذ من جتارهبم واالستفادة منها لكن مبا يتوافق مع عقيدتنا االسالمية وهويتنا ‪.‬‬

‫ويرجع املختصون املعاصرون أصل فلسفة االقتصاد االجتماعي االسالمي عموما واملقاوالتية االجتماعية يف‬
‫اإلنْ َسان انْـ َقطَ َع َعنْه‬ ‫ال‪":‬إِذَا َم َ‬
‫ات ِْ‬ ‫االسالم على وجه اخلصوص إىل حديث النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬حني قَ َ‬
‫صالِ ٍّح يَ ْدعو لَه "‪ ،5‬هذا احلديث الذي‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ ٍّ‬
‫ص َدقَة َجا ِريَة‪ ،‬أ َْو ع ْل ٍّم يـْنـتَـ َفع بِه‪ ،‬أ َْو َولَد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َمله إِهال م ْن ثََالثَة ‪ :‬إِهال م ْن َ‬
‫يفهم من ظاهره أن خيص حصرا ما بعد حياة اإلنسان الدنيوية وصار يستدل به فقط يف املآمت‪ ،‬مع أن داللته‬
‫مردها إىل رمحة هللا مث العمل يف‬
‫صاحلة لألحياء أكثر منها لألموات‪ ،‬ابعتباره ينبَه إىل أن االستفادة يف اآلخرة َ‬

‫‪ - 1‬حديث صحيح ‪ ،‬رواه مسلم يف صحيحه‬


‫‪ - 2‬رواه ابن ماجه‪ ،‬السلسلة الصحيحة‬
‫‪ - 3‬سورة احلج ‪ ،‬اآلية ‪77‬‬
‫‪ - 4‬حديث حسن ‪ ،‬رواه الطرباين‬
‫‪ - 5‬حديث صحيح ‪ ،‬رواه مسلم‬

‫‪162‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫هذه احلياة الدنيا واجلزاء من جنس العمل‪ ،‬وقد ورد يف احلديث ذكر لثالثة عناصر متثل األسس الرئيسية‬
‫للمقاوالتية االجتماعية يف االسالم وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬صدقة جارية‪ ،‬اشارة لـ (عامل األشياء)‪ ،‬ويؤخذ من ذلك املال املستخدم أو املستثمر يف مشاريع املقاوالتية‬
‫االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬علم ينتفع به‪ ،‬اشارة لـ (عامل األفكار)‪ ،‬ومنه املعرفة ليت تثري وحت َفز الروح املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬ولد صاحل يدعو له ‪ ،‬اشارة لـ (عامل األشخاص)‪ ،‬ومنه املوارد البشرية املؤهلة للعمل املقاواليت االجتماعي ‪.‬‬

‫وبناءا على ما سبق ميكن أن جنتهد يف وضع تعريف للمقاوالتية االجتماعية االسالمية أبهنا ‪ :‬املبادرة إبنشاء‬
‫مشاريع إبداعية أو املسامهة يف تطوير أخرى قائمة‪ ،‬من خالل توظيف األدوات املوجودة لدى املسلمني كالزكاة‬
‫والوقف‪ ،‬القرض احلسن‪ ،‬اهلبات‪ ،‬العمل اخلريي ‪ ،...‬بطريقة احرتافية وتنظيمها وتوجيهها وفق ضوابط شرعية‬
‫حنو حتقيق أهداف تنموية ذات أبعاد متعددة تساهم يف إحداث التغيري االجتماعي االجيايب واملستدام ‪.‬‬

‫‪ /2‬من انحية التطبيق (الواقع العملي)‪:‬‬

‫إن املتتبع للسرية النبوية الشريفة حىت قبل بعثته صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬يرى فيها كيف كان مبادرا‬
‫لألعمال الرايدية وهو يف سن مبكرة بعدما فقد أابه جنينا وأمه طفال صغريا‪ ،‬فاشتغل يف رعي الغنم مث يف التجارة‬
‫فكان يبلي بالءا مميزا‪ ،‬أكسبه ذلك منزلة رفيعة وذكرا مجيال لدى عامة الناس‪ ،‬مث كيف كان ينمي روح املبادرة‬
‫واالبداع يف نفوس أصحابه‪ ،‬مع أنه هو من هو؟! (صلوات ريب وسالمه عليه)‪ ،‬فهذا الصحايب (احلباب بن‬
‫املنذ ر) يشري عليه يف غزوة بدر وغزوة بين قريضة فيأخذ النيب مبشورته‪ ،‬وذاك (سلمان الفارسي) يشري عليه بفكرة‬
‫إبداعية مل تكن معروفة آنذاك لدى العرب وهي القيام حبفر اخلندق حلماية املدينة فوافق عليها‪ ،‬ولنا أن نتصور‬
‫إن مل يفعل ذلك‪ ،‬لكان قد أفل روح املبادرة واالبداع يف نفوس أصحابه وحلملهم على االتباع األعمى دون بذل‬
‫اجلهد يف التفكري (فيما عدا قضااي الدين طبعا)‪ ،‬ولكنه ندب إىل اجياد احللول االبتكارية للمشاكل اليت قد‬
‫تواجه اجملتمعات‪ ،‬وهو ما حصل كذلك مع (عثمان بن عفان) يف قصة البئر (بئر رومة أو بئر عثمان كما‬
‫تسمى اليوم) اليت ك انت تبيع املسلمني املاء وتثقل كاهلهم‪ ،‬فاشرتاها رضي هللا عنه وأقفها على املسلمني ولزالت‬
‫إىل يوم الناس هذا‪ ،‬بعدما أضحت معلما ومقصدا سياحيا ابملدينة املنورة؛ وملا كان الفقر والبطالة من أخطر‬
‫املشاكل اليت هتدد اجملتمعات قبل أن تش َكل التحدي األبرز خلطة التنمية املستدامة ‪ ،2030‬يعلَمنا نبينا صلى‬

‫‪163‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫هللا عله وسلم أن ديننا اإلسالمي ال يقبل بعاطل من أبنائه وهو قادر على الكسب‪ ،‬وأن العمل عبادة يؤجر‬
‫عليها‪ ،‬وهذا فيما رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رجال من األنصار جاء إىل النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫ضه َوقَ َد ٌح نَ ْشَرب فِ ِيه الْ َماءَ‪،‬‬ ‫ضه َونـَْبسط بـَ ْع َ‬ ‫س نـَلْبَس بـَ ْع َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬بـَلَى‪ ،‬حلْ ٌ‬ ‫ك َش ْيء"‪ ،‬قَ َ‬ ‫ك ِيف بـَْيتِ َ‬ ‫يسأله‪ ،‬فقال‪":‬لَ َ‬
‫"م ْن يَ ْش َِرتي َه َذيْ ِن؟"‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه َو َسله َم بِيَ ِدهِ‪ ،‬مثه قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ال‪:‬فَأ ََاته هبِِما‪ ،‬فَأَخ َذمها رسول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪":‬ائْتِِين هبِِ َما"‪ ،‬قَ َ‬
‫قَ َ‬
‫ال َرجل ‪:‬أَ َان آخذمهَا بِ ِد ْرَمهَ ْ ِ‬ ‫ِ ٍّ ِ‬ ‫ال َرج ٌل‪ :‬أ ََان آخذمهَا بِ ِد ْرَه ٍّم‪ ،‬قَ َ‬
‫ني‪،‬‬ ‫"م ْن يَِزيد َعلَى د ْرَهم َم هرتَ ْني أ َْو ثََالاث"‪ ،‬قَ َ ٌ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫فَـ َق َ‬
‫ِ‬ ‫ال‪" :‬اش ِرت ِأب ِ ِ‬ ‫فَأَعطَامها إِ هايه وأَخ َذ ِ‬
‫ك َوا ْش َِرت ِاب ْآل َخ ِر‬ ‫َحدمهَا طَ َعاما‪ ،‬فَانْبِ ْذه إِ َىل أ َْهل َ‬ ‫ي‪َ ،‬وقَ َ ْ َ َ‬ ‫صا ِر ه‬‫َعطَامهَا ْاألَنْ َ‬‫ني فَأ ْ‬‫الد ْرَمهَ ْ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ب‬ ‫ال‪" :‬ا ْذهب فَ ِ‬
‫احتَط ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه َو َسله َم فَ َش هد فِ ِيه عودا بِيَ ِدهِ‪َ ،‬وقَ َ‬‫صلهى ه‬ ‫قَدوما‪ ،‬فَأْتِِين بِِه"‪ ،‬فَـ َفعل‪ ،‬فَأَخ َذه رسول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ض َها طَ َعاما‬ ‫ال‪" :‬ا ْش َِرت بِبـع ِ‬
‫َْ‬ ‫اب َع ْشَرةَ َد َر ِاه َم‪ ،‬فَـ َق َ‬‫َص َ‬
‫ِ‬
‫َوَال أ ََرا َك مخَْ َسةَ َع َشَر يـَ ْوما"‪ ،‬فَ َج َع َل َْحيتَطب َويَبِيع فَ َجاءَ َوقَ ْد أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ك ِم ْن أَ ْن َِجتيئ َوالْ َم ْسأَلَة نكْتَةٌ ِيف َو ْج ِه َ‬ ‫وبِبـع ِ‬
‫صلح‬ ‫ك يـَ ْوَم الْقيَ َامة‪ ،‬إِ هن الْ َم ْسأَلَةَ َال تَ ْ‬ ‫‪":‬ه َذا َخ ْريٌ لَ َ‬‫ال َ‬ ‫ض َها ثـَ ْواب"‪ ،‬مثه قَ َ‬ ‫َ َْ‬
‫وج ٍّع"؛ ويف هذا احلديث الذي هو مبثابة توجيه نبوي حنو‬ ‫إِهال لِ ِذي فَـ ْق ٍّر م ْدقِ ٍّع أَو لِ ِذي غرٍّم م ْف ِظ ٍّع‪ ،‬أَو دٍّم م ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫املقاوالتية عموما واملقاوالتية االجتماعية على وجه اخلصوص العديد من القيم التعليمية‪ ،‬كأن جيب على الفرد أن‬
‫يبادر للعمل مبا هو متاح له من امكانيات ومؤهالت وليس شرطا أن يكون االنطالق مبوارد كبرية‪ ،‬وأن يستثمر‬
‫يف كسبه وينميه شيئا فشيئا‪ ،‬كما نستلهم من متابعته للرجل حىت استوى عمله وأمثر أمهية احتضان املشاريع‬
‫وتوجيه األعمال خصوصا الناشئة منها ‪.‬‬

‫واملتأمل يف السرية النبوية ومن بعدها التاريخ اإلسالمي جيد الكثري من املواقف والنماذج الدالة على ما‬
‫متيَز به األولني يف اإلسالم من إجيابية و روح مبادرة ومسارعة للخري على الدوام‪ ،‬ومما انفرد به عصران احلايل يف‬
‫هذا اجملال هو بروز آليات املالية االسالمية التضامنية ذات التوجه االستثماري بوصفها فضاءا مؤسسيا يكرس‬
‫لقيم التعاون والتكافل داخل اجملتمعات بعدما كانت يف السابق ذات طابعا عفواي غري مؤسسي‪ ،‬فأكتسبت‬
‫بذلك دورا ابلغ األمهية ومتعدد األبعاد يستدعي دعمه والرتويج له‪ ،‬ففضال عما يتوقع منها يف جمال مكافحة‬
‫الفقر وامتصاص البطالة‪ ،‬من شأهنا أن تساهم يف احلركية االقتصادية وتنشيط االستثمارات واطالق املبادرات‬
‫وترقية مستوى التكوين والتأهيل وحتقيق التوازن اإلقليمي‪ ،1‬ابإلضافة إىل اعتماد الكثري من املنظمات ذات‬
‫الطابع التطوعي اخلريي أو التضامين هنج االستثمار يف أعماهلا‪ ،‬سواءا كان استثمارا ذاتيا هلا‪ ،‬أو كان متويال‬
‫ملشاريع استثمارية ذات طابع اجتماعي موجه للفئات الضعيفة واملهمشة وهذا ما ميثل جوهر املقاوالتية‬

‫‪ - 1‬رحيم حسني ‪ ،‬تطوير آليات املالية االسالمية التضامنية الداعمة لالستثمار ‪ ،‬منوذج صناديق الوقف للمشروعات الصغرى ‪ ،‬جملة الشريعة‬
‫واالقتصاد ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 4‬العدد ‪ ، 8‬ص ‪18‬‬

‫‪164‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االجتماعية‪ ،‬بعد أن كان عملها متوقف على تلقي مث توزيع املساعدات على الفقراء واحملتاجني كما هو حال‬
‫ج َل اجلمعيات عندان أو تقدمي بعض اخلدمات البسيطة ذات الطبيعة التضامنية ألعضائها كحال الكثري من‬
‫التعاضدايت والتعاونيات؛ ومن أشهر مؤسسات املالية االسالمية التضامنية اليت من شأهنا أن تشجع على بروز‬
‫وانتشار املقاوالت االجتماعية وتدعم حتقيق التنمية املستدامة جند‪ :‬مؤسسات وصناديق الزكاة ‪ ،‬مؤسسات‬
‫وصناديق الوقف ‪ ،‬وبدرجة حمدودة جدا يف بعض البالد من العامل اإلسالمي مؤسسات التمويل اإلسالمي‬
‫األصغر ‪ ،‬لدى سنركز على األوليتني فيما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مؤسسات‪/‬صناديق الزكاة ‪ :‬لعبت الزكاة دورا رايداي على مر العصور اليت توالت على األمة االسالمية يف‬
‫دعم التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فأثبتت جناعتها يف معاجلة العديد من املشاكل االجتماعية على غرار‬
‫الفقر والبطالة وغريها‪ ،‬فقد كان يطاف هبا بغرض توزيعها يف زمن ‪-‬عمر بن اخلطاب‪ ،‬رضي هللا عنه‪ -‬فال‬
‫جيدون ذي احلاجة الذي يعطونه منها‪ ،‬والزكاة مورد مايل معترب يستدعي إعطائه أمهية ابلغة ال سيما يف طرائق‬
‫مجعها وتوزيعها‪ ،‬حيث يوجد من الدول من تركت احلرية لألشخاص يف دفع زكواهتم‪ ،‬ومنها من تقوم هي‬
‫ابقتطاعها مباشرة من حساابت مواطنيها‪ ،‬وبعض الدول األخرى كاجلزائر تقوم بتشجيع األفراد على تقدميها‬
‫للهيئات الرمسية املختصة بذلك‪ ،‬وقد أدرجت العديد من هذه الصناديق البعد االستثماري ضمن نشاطها من‬
‫خالل ختصيص نسبة من حتصيالهتا لتمويل املشاريع االستثمارية يف إطار مكافحة الفقر‪ ،‬كحال صندوق الزكاة‬
‫اجلزائري عندما استحدث صندوقا فرعيا يعىن بذلك حتت مسمى "صندوق استثمار أموال الزكاة" مثلما تق َدم‬
‫ذكره‪ ،‬إذ يعترب هذا أي استثمار أموال الزكاة بغرض حتقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية من القضااي‬
‫املستجدة يف االقتصاد االسالمي‪ ،‬حيث أجازته الكثري من اآلراء الفقهية املعاصرة بضوابط حمدودة وعارضته‬
‫أخرى؛ وعن الصيغ اليت ميكن عن طريقها استثمار أموال الزكاة يف مشاريع املقاوالتية االجتماعية نذكر‬
‫ابختصار ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬عن طريق املشاركة ‪ :‬هو أسلوب متويلي يشرتك مبوجبه صندوق الزكاة مع صاحب املشروع بتقدمي املال‬
‫الالزم ملشروعه على أن توزع نتيجة االستثمار بني الصندوق وصاحب املشروع إما رحبا حبسب ما مها متفقان‬
‫عليه وإما خسارة حبسب مسامهة كل طرف يف رأس املال‪ ،‬وأتخذ املشاركة شكلني أساسيني مها ‪ :‬املشاركة‬
‫الدائمة‪ ،‬واملشاركة املتناقصة املنتهية ابلتمليك؛ وميكن أن يشرتط الصندوق على صاحب املشروع أن يشغَل‬
‫عددا من الفقراء مقابل أن يتنازل هلم الصندوق عن نصيبه على أساس أن يكونوا شركاء يف املشروع وعاملني‬

‫‪165‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فيه يف نفس الوقت‪ ،1‬ومنه نستطيع القول أن صيغة املشاركة وما يتفرع عنها من صور تطبيقية ألصحاب‬
‫املقاوالت الذين يرغبون يف تطوير أنشطتهم وتنميتها نظرا ملا يوفره هذا األسلوب من قلة التكاليف ودعم‬
‫الصندوق‪ ،‬ابإلضافة ملراجعته للخطة االستثمارية وإعطاء مشورته‪.‬‬

‫‪ -2‬عن طريق املضاربة ‪ :‬تعرف املضاربة أبهنا عقد شركة يف الربح مبال من جانب (الصندوق)‪ ،‬وعمل من‬
‫جانب آخر (املقاول) على أن يقسم الربح الناتج حسب االتفاق‪ ،‬اما يف حالة اخلسارة فيتحمل كل طرف‬
‫حسب ما قدمه‪ ،‬أي يتحمل صاحب املال خسارة ماله ويتحمل صاحب العمل خسارة جهده‪ ،‬وابلتايل فهو‬
‫مناسب ملن لديهم روح مقاوالتية وميتلكون القدرة على العمل واالبتكار لكن تنقصهم األموال لتجسيد‬
‫أفكارهم االستثمارية‪ ،‬كخرجيي اجلامعات واملعاهد التكوينية‪ ،‬أصحاب احلرف ‪ ،...‬وأيخذ هذا النوع شكلني ‪:‬‬
‫املضاربة الدائمة واملضاربة التناقصة املنتهية ابلتمليك ‪.‬‬

‫‪ -3‬عن طريق االجارة ‪ :‬يقصد هبذا النوع متلَك الصندوق ألصول مادية كاآلالت‪ ،‬سيارات‪ ،‬عقارات ‪،..‬‬
‫ويقوم بتأجريها للمتمول الفقري على أن تكون احليازة للمتمول وامللكية للصندوق‪ ،‬وأيخذ هذا النوع شكلني ‪:‬‬
‫املمول من حيث أنه ال يدفع شيئا عند التعاقد‬
‫االجارة التشغيلية واالجارة املنتهية ابلتمليك‪ ،‬ويساعد هذا النوع َ‬
‫وإمنا على أقساط مناسبة من عائد التشغيل مما يساعد على إنشاء املشروعات االنتاجية ‪.‬‬

‫‪ -4‬عن طريق القرض احلسن ‪ :‬القرض احلسن هو الذي ال تكون فيه َ‬


‫أي زايدة أو نسبة من الفائدة ‪ ،‬يقتطع‬
‫من أموال صندوق الزكاة لفائدة الشباب العاطل عن العمل بغرض استحداث مؤسسات مصغرة انتاجية‬
‫وخدماتية ‪.‬‬

‫ب‪ /‬مؤسسات ‪ /‬صناديق الوقف ‪ :‬الوقف عموما هو حتبيس لألصل وتسبيل للمنفعة‪ ،2‬واألصول املوقوفة إما‬
‫أن تنتج منها الثمار كما هو احلال يف وقف األشجار والبساتني املثمرة‪ ،‬أو تنتج منفعة وأجرة كما هو احلال‬
‫ابلنسبة لألوقاف املستأجرة‪ ،‬أو ينتج منها ربح كما هو احلال ابلنسبة لوقف النقود‪ ،‬وابلتايل ال ميكن احلصول‬
‫على املنافع إال عن طريق االستثمار وبذل اجلهد فيه‪ 3‬لدى يقال أن الوقف يف حقيقته هو استثمار مع أننا جند‬

‫‪ - 1‬دغفل فاطمة وآخرون‪ ،‬الصيغ التمويلية الستثمار أموال صندوق الزكاة اجلزائري‪ ،‬جملة التنمية واالقتصاد التطبيقي – جامعة املسيلة ‪ ،‬العدد ‪،4‬‬
‫‪ ، 2018‬ص ‪237‬‬
‫‪ - 2‬عكرمة سعيد صربي‪ ،‬الوقف االسالمي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان األردن ‪ ، 2011 ،‬ص ‪42‬‬
‫‪ - 3‬فقيقي سعاد و صديقي أمحد‪ ،‬الصناديق االستثمارية الوقفية كآلية الستثمار أموال الوقف ‪ ،‬جملة االقتصاد وإدارة األعمال ‪ ،‬اجمللد ‪ 2‬العدد‬
‫‪ ، 2018 ،6‬ص ‪145‬‬

‫‪166‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يف الواقع الكثري من األصول الوقفية معطلة وغري مستثمرة؛ وتعد مؤسسات وصناديق الوقف من الصيغ احلديثة‬
‫واملبتكرة يف إدارة وتنظيم العمل الوقفي‪ ،‬ومن أبرز املؤسسات املالية االسالمية التضامنية اليت تتوافق أهدافها مع‬
‫مسعى انتشار املقاوالت االجتماعية وحتقيق التنمية املستدامة السيما وأن جمال تدخلها أوسع من صندوق‬
‫الزكاة‪ ،‬وهذا ابعتبارها وعاءا ماليا يتمتع ابالستقالل االداري واملايل ولديه حرية أوسع يف التصرف وختصيص‬
‫األموال‪ ،‬طبعا على شرط االلتزام بضوابط الشرع وشروط الواقفني ودون أن يكون هناك ضياع حلق املوقوف‬
‫عليهم‪ ،‬جتمع فيه األموال املوقوفة وتستثمر يف أصول متنوعة لتحقيق عوائد أببعاد متعددة (أخروية‪ ،‬اقتصادية‬
‫اجتماعية‪ ،‬مالية)‪ ،‬ويكون هذا التجميع بشكل مباشر إما نقدا أو عينا‪ ،‬أو عن طريق أسهم وصكوك وقفية يتم‬
‫استثمارها وتنمية ريعها وأرابحها وتوزيعها على املوقوف عليهم‪ ،‬إذ على الرغم من تنوع مداخل االسهام‬
‫االجتماعي واالقتصادي للوقف وأساليب حتقيقها‪ ،‬إال أن مدخل االستثمار الوقفي ميثل أمهها‪ ،‬ليس من‬
‫منظور محاية وتنمية األموال الوقفية فحسب‪ ،‬ولكن ابألساس من منظور الديناميكية املصاحبة لألنشطة‬
‫االستثمارية‪ ،‬مبا تتضمنه من استحداث ملناصب الشغل واطالق مشاريع استثمارية جديدة‪ ،‬ومن مث تقليص‬
‫لفجوة الفقر (أبرز حتدايت التنمية املستدامة)‪ ،‬وتتعدد صور االستثمار الوقفي حبسب طبيعة األصل الوقفي‬
‫الذي يتمثل يف الغالب يف شكل أراضي ومباين وبساتني (األصول الثابتة)‪ ،‬ويف أحيان أقل من ذلك يف شكل‬
‫منقوالت (األصول املنقولة)‪ ،‬وكذا نقود (األموال النقدية وما يف حكمها)‪ ،‬وعليه ميكن استثمار أموال‬
‫السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬املزارعة‬
‫الصناديق الوقفية ابستخدام الصيغ املعروفة يف الفقه االسالمي‪ ،‬كاملراحبة‪َ ،‬‬
‫واملساقاة‪ ،‬ابإلضافة إىل الصيغ الشرعية االستثمارية احلديثة كاملشاركة واملضاربة واملراحبة وصكوك املقارضة‪،1‬‬
‫كما ميكن للصناديق الوقفية أن تستثمر جزءا من أمواهلا يف املصارف االسالمية واملؤسسات اليت تلتزم أبحكام‬
‫‪2‬‬
‫تتجسد فيه هذه‬
‫البد يف االستثمار من التقيد بضوابط الشريعة االسالمية يف هذا اجملال ‪ ،‬ومما قد َ‬
‫الشريعة إذ َ‬
‫الصيغ من مشاريع تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية وتكون مسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬فضال عن‬
‫املسامهة يف احلفاظ على األصول الوقفية وتنميتها مايلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬طريقة صكوك املقارضة تتمثل يف أن يقوم انظر الوقف بدراسة اقتصادية للمشروع املزمع تنفيذه‪ ،‬ولتوفري التمويل يقوم إبصدار صكوكا قيمتها‬
‫االمجالية مساوية للتكلفة املتوقعة للمشروع‪ ،‬ويفرض على حاملي الصكوك اقتسام عائد االجيار بنسبة معينة على أن خيصص جزء من العائد الذي‬
‫ميلكه الوقف لشراء الصكوك من حامليها شيئا فشيئا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬جعفر مسية‪ ،‬دور الصناديق الوقفية يف حتقيق التنمية املستدامة – دراسة مقارنة بني الكويت وماليزاي‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل‬
‫شهادة املاجستري يف إطار مدرسة الدكتوراه يف العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪ ، 2014/2013 ، 1‬ص ‪79‬‬

‫‪167‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬االستثمار يف األنشطة الزراعية‪ ،‬من خالل القيام مثال بـ‪ :‬أتجري األراضي الزراعية املوقوفة‪ ،‬املشاركة واملساقاة‬
‫واملغارسة يف استغالل بعض األراضي الزراعية املوقوفة ‪...‬‬

‫‪ -‬االستثمار يف املشروعات اخلدمية‪ :‬التعليمية والطبية واالجتماعية مثل املدارس واملعاهد الدينية‪ ،‬املراكز‬
‫الثقافية‪ ،‬العيادات الطبية‪ ،‬دور احلضانة والتعليم والتدريب‪ ،‬السكنات واملتاجر‪ ،‬مقرات للجمعيات الفاعلة ‪...‬‬

‫‪ -‬االستثمار يف إنشاء املشروعات االنتاجية‪ :‬املهنية واحلرفية الصغرية اليت تعمل يف جمال الضرورايت مبا حيقق‬
‫أكرب نفع ممكن للموقوف عليهم (مقاوالتية عائلية)‪.‬‬

‫‪ -‬االستثمار يف األوراق املالية أو يف املؤسسات املالية االسالمية (وقف النقود) ‪ ،‬مع مراعاة أن يكون‬
‫عد هذا من أفضل الوسائل التمويلية التجارية‬
‫االستثمار يف اجملاالت اليت تتمتع بدرجة خماطرة قليلة‪ ،‬حيث ي َ‬
‫ابلسلم‪،‬‬
‫ملشاريع املقاوالتية االجتماعية وذلك من خالل عدة صيغ متويلية أمهها‪ :‬التمويل ابملراحبة‪ ،‬التمويل َ‬
‫التمويل ابالستصناع ‪.‬‬

‫املبحث الثان ‪ :‬واقع وحتدايت حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬

‫أدركت اجلزائر على غرار ابقي دول العامل أمهية إحداث التوازن بني متطلبات التنمية وواجبات حتسني‬
‫الوضع االجتماعي ومحاية البيئة‪ ،‬ولتجسيد ذلك اختذت على مر العشريتني األخريتني إجراءات وسياسات من‬
‫شأهنا حتسني األوضاع االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬إال أهنا ما زالت تواجه عدة حتدايت متعلقة بذلك ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل الربامج التنموية‬

‫من خالل هذا املطلب سنقوم بتوضيح سعي اجلزائر حنو حتقيق تنمية شاملة ملختلف األبعاد‬
‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬من خالل برامج االنعاش االقتصادي ابتداءا من ‪ 2001‬إىل غاية ‪، 2019‬‬
‫حيث سطَرت هلا يف البداية األهداف التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬تنشيط الطلب الكلي ؛‬

‫‪ - 1‬نبيل بوفليح‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي يف اجلزائر يف الفرتة (‪ ،)2010-2000‬جملة األكادميية للدراسات االجتماعية‬
‫االنسانية‪ ،‬العدد ‪ ، 9‬جامعة الشلف ‪ ، 2013 ،‬ص ‪46‬‬

‫‪168‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬دعم النشاطات املنتجة للقيمة ومناصب الشغل‪ ،‬عن طريق رفع مستوى االستغالل يف القطاع الفالحي ويف‬
‫املؤسسات املنتجة احمللية الصغرية واملتوسطة ؛‬

‫‪ -‬هتيئة واجناز هياكل قاعدية تسمح إبعادة بعث النشاطات االقتصادية وتغطية االحتياجات الضرورية‬
‫للسكان فيما خيص تنمية املوارد البشرية ‪.‬‬

‫‪ -1‬برانمج االنعاش االقتصادي للفرتة ‪:2004-2001‬‬

‫حيث رصد هلذا الربانمج مبلغا قدر حبوايل ‪ 525‬مليار دج‪ ،‬والذي خصص للعمليات واملشاريع املتعلقة‬
‫بدعم املؤسسات والنشاطات االنتاجية الفالحية‪ ،‬تعزيز اخلدمات العمومية يف جماالت كربى مثل الري‪ ،‬النقل‪،‬‬
‫اهلياكل القاعدية‪ ،‬حتسني االطار املعيشي للسكان‪ ،‬دعم التنمية احمللية والتنمية البشرية‪ ،‬وقد تزامنت هذه‬
‫العمليات مع سلسلة االجراءات اخلاصة ابالصالحات املؤسساتية ودعم املؤسسات االنتاجية الوطنية‪ ،‬واجلدول‬
‫املوايل يوضح ذلك مع نسبة التوزيع املخصصة لكل قطاع ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)15‬التوزيع القطاعي لربانمج االنعاش االقتصادي للفرتة (‪ /)2004-2001‬الوحدة‪:‬مليار دج‬

‫النسبة‬ ‫اجملموع‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫سنوات‬


‫القطاع‬
‫‪% 40.1‬‬ ‫‪210.5‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪37.6‬‬ ‫‪70.2‬‬ ‫‪100.7‬‬ ‫أشغال كربى وهياكل قاعدية‬
‫‪% 38.8‬‬ ‫‪204.2‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪53.1‬‬ ‫‪72.8‬‬ ‫‪71.8‬‬ ‫تنمية حملية وبشرية‬
‫‪% 12.4‬‬ ‫‪65.4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22.5‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫قطاع الفالحة والصيد البحري‬
‫‪% 8.6‬‬ ‫‪44.9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪29.9‬‬ ‫دعم االصالحات‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪525.0‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪113.2‬‬ ‫‪178.3‬‬ ‫‪213‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬تقرير اجمللس الوطين واالجتماعي حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية للجزائر خالل السداسي الثاين من سنة ‪ ، 2001‬ص ‪87‬‬

‫ميكن استعراض حمتوى هذا الربانمج على خمتلف القطاعات على النحو اآليت‪:‬‬

‫‪ 1-1‬أشغال كربى وهياكل قاعدية ‪ :‬وهو القطاع الذي انل أكرب نسبة من إمجايل املبلغ املخصص للربانمج ‪،‬‬
‫حيث استفاد من مبلغ قدر بـ ‪ 210.5‬مليار دج على مدى أربع سنوات أي ما يعادل ‪ % 40.1‬من املبلغ‬
‫االمجايل‪ ،‬مما يدل على عزم احلكومة آنذاك على تدراك النقص والتأخر احلاصل يف هذا القطاع بغية تعزيز‬
‫اخلدمات العامة‪ ،‬وكذا لتأثريه املباشر على انعاش املؤسسات الوطنية العامة واخلاصة‪ ،‬وتوفري مناصب شغل‬

‫‪169‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جديدة مما يسمح من تقليص نسبة البطالة‪ ،‬كما يساهم االستثمار يف جمال اهلياكل القاعدية إىل توفري املناخ‬
‫املالئم لالستثمار وابلتايل الرفع من حجم االستثمارات احمللية واألجنبية ‪.‬‬

‫‪ 2-1‬تنمية حملية وبشرية‪ :‬لقد كان اهلدف من حتقيق تنمية حملية هو االستجابة حلاجيات املواطنني وحتسني‬
‫االطار املعيشي‪ ،‬حيث خصص هلذا الربانمج مبلغ قارب ‪ 115‬مليار دج‪ ،‬وقد تضمن على اخلصوص‪:‬‬

‫‪ -‬اجناز مشاريع البىن التحتية املرتبطة ابلطرق واملياه واالتصاالت ؛‬

‫‪ -‬اجناز مشاريع تنموية على صعيد اجملموعات االقليمية ‪.‬‬

‫أما فيما خيص التنمية البشرية من خالل قطاعات الرتبية الوطنية والتكوين املهين والتعليم العايل والبحث العلمي‬
‫والصحة والرايضة والثقافة ‪ ،‬فقد قدر الغالف املايل املخصص لذلك بـ ‪ 90‬مليار دج‪.1‬‬

‫‪ 3-1‬قطاع الفالحة والصيد البحري‪ :‬حيث مل ينل هذا القطاع سوى مبلغ ‪ 65.4‬مليار دج من امجايل املبلغ‬
‫املخصص للربانمج بنسبة ‪ ،%12.4‬ذلك ألن ذات القطاع استفاد آنذاك من برانمج خاص للتنمية الفالحية‪،‬‬
‫وهو برانمج مستقل عن برانمج االنعاش االقتصادي‪ ،‬وابلتايل اعترب هذا األخري مبثابة الدعم له‪ ،‬وقد متحور‬
‫برانمج الفالحة حول‪:‬‬

‫‪ -‬تكثيف االنتاج الفالحي خاصة املواد واسعة االستهالك وترقية الصادرات من املنتجات الزراعية ؛‬

‫‪ -‬اعادة حتويل أنظمة االنتاج للتكفل أحسن بظاهرة اجلفاف والتصحر؛‬

‫‪ -‬محاية النظام البيئي الرعوي وحتسني العرض من العلف ؛‬

‫‪ -‬مكافحة الفقر والتهميش ومعاجلة ديون الفالحني ‪.‬‬

‫أما هدف الربانمج اخلاص ابلصيد البحري واملوارد املائية فكان يرمي أساسا إىل ‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء مؤسسة للقرض من أجل الصيد البحري وتربية املائيات ؛‬

‫‪ -‬دعم نشاطات املتعاملني وادخال حتفيزات جبائية ومجركية تضمنها قانون املالية لسنة ‪ 2001‬؛‬

‫‪ -‬معاجلة ديون املهنيني املتعاقدين املستفيدين من مشاريع واليت قدرت بـ ‪ 0.2‬مليار دج‪.1‬‬

‫‪ - 1‬اجلودي صاطوري‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ :‬الواقع والتحدايت‪ ،‬جملة الباحث ‪ ،‬العدد ‪ ، 16‬جامعة ورقلة‪ ، 2016 ،‬ص ‪303‬‬

‫‪170‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 4-1‬دعم االصالحات ‪ :‬فقد وجه املبلغ املخصص لذلك واملقدر بـ حوايل ‪ 45‬مليار دج إىل متويل‬
‫االجراءات والسياسات املصاحبة هلذا الربانمج واليت هتدف إىل دعم وترقية القدرات التنافسية للمؤسسات‬
‫الوطنية العامة واخلاصة ‪ ،‬وتوفري الظروف املناسبة هلا من أجل تطوير قدرهتا على االستثمار واالنتاج واملنافسة‪،‬‬
‫ابالضافة إىل تطوير االدارة الضريبية من أجل رفع احلصيلة اجلبائية للدولة وحماربة الغش والتهرب الضرييب‪.2‬‬

‫واجلدول املوايل يظهر القيم احملققة لبعض املؤشرات االقتصادية الكلية لالقتصاد اجلزائري خالل هذه الفرتة ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)16‬قيم بعض املؤشرات االقتصادية الكلية لالقتصاد اجلزائري خالل الفرتة (‪)2004-2001‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات‬


‫املؤشر‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫معدل منو الناتج الداخلي اخلام احلقيقي (‪)%‬‬
‫‪6.9‬‬ ‫(‪)3.53‬‬ ‫(‪)0.1‬‬ ‫(‪)0.6‬‬ ‫عجز‪/‬فائض امليزانية العامة من الناتج احمللي االمجايل‬
‫‪13.1‬‬ ‫‪13.08‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫عجز‪/‬فائض احلساب التجاري من الناتج احمللي االمجايل‬
‫‪17.7‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪25.7‬‬ ‫‪27.30‬‬ ‫معدل البطالة (‪)%‬‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫التضخم (‪)%‬‬
‫‪38.66‬‬ ‫‪29.03‬‬ ‫‪25.24‬‬ ‫‪24.85‬‬ ‫سعر برميل البرتول (دوالر)‬
‫املصدر ‪ :‬الديوان الوطين لالحصائيات ‪ONS‬‬

‫‪ -2‬الربانمج التكميلي لدعم االنعاش االقتصادي يف الفرتة (‪: )2009-2005‬‬

‫من خالل هذا الربانمج حاولت احلكومة استدراك النقائص املسجلة يف الربانمج السابق ‪ ،‬فضال عن‬
‫مواصلة اجلهود الرامية إلعادة بناء االقتصاد الوطين‪ ،‬حيث خصص هلذا الربانمج مبلغ غري مسبوق يقدر بـ‬
‫‪ 4202.7‬مليار دج مت تقسيمه على مخسة برامج فرعية كما يوضحه اجلدول التايل ‪:‬‬

‫‪ -1‬ساملي رشيد‪ ،‬عزي هاجر‪ ،‬واقع وآفاق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة للمشاركة يف امللتقى العلمي اخلامس حول‪ :‬اسرتاتيجيات‬
‫الطاقة املتجددة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة‪-‬دراسة جتارب بعض الدول‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فريل ‪ ، 2018‬جامعة البليدة ‪ ، 2‬ص ‪12‬‬
‫‪ - 2‬بشيكر عابد ‪ ،‬دراسة حتليلية تقييمية لربامج التنمية االقتصادية يف اجلزائر للفرتة (‪ ،)2014-2001‬جملة االقتصاد واالحصائيات التطبيقية‪،‬‬
‫(‪ ،) Revue d'économie et de statistique appliquée‬اجمللد ‪ ،13‬العدد ‪ ، 2‬املدرسة الوطنية العليا لالحصاء واالقتصاد التطبيقي‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪19‬‬

‫‪171‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول رقم (‪ : )17‬التوزيع القطاعي للربانمج التكميلي لدعم النمو االقتصادي (‪)2009-2005‬‬

‫النسبة من املبلغ‬ ‫املبلغ املخصص‬ ‫الربامج الفرعية‬


‫االمجايل‬
‫‪% 45.5‬‬ ‫‪1908.5‬‬ ‫‪ -1‬برانمج حتسني ظروف معيشة السكان ‪:‬‬
‫‪555‬‬ ‫‪ -‬السكن‬
‫‪399.5‬‬ ‫‪ -‬الرتبية‪ ،‬التعليم العايل‪ ،‬التكوين املهين‬
‫‪200‬‬ ‫‪ -‬الربامج البلدية للتنمية‬
‫‪250‬‬ ‫‪ -‬تنمية مناطق اهلضاب العليا واملناطق اجلنوبية‬
‫‪192.5‬‬ ‫‪ -‬تزويد السكان ابملاء ‪ ،‬الكهرابء‪ ،‬الغاز‬
‫‪311.5‬‬ ‫‪ -‬ابقي القطاعات‬
‫‪% 40.5‬‬ ‫‪1703.1‬‬ ‫‪ -2‬برانمج تطوير اهلياكل القاعدية ‪:‬‬
‫‪1300‬‬ ‫‪ -‬قطاع األشغال العمومية والنقل‬
‫‪393‬‬ ‫‪ -‬قطاع املياه‬
‫‪10.15‬‬ ‫‪ -‬قطاع التهيئة العمرانية‬
‫‪%8‬‬ ‫‪337.2‬‬ ‫‪ -3‬برانمج دعم التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫‪312‬‬ ‫‪ -‬الفالحة والتنمية الريفية والصيد البحري‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -‬الصناعة وترقية االستثمار‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪ -‬السياحة واملؤسسات الصغرية واملتوسطة واحلرف‬
‫‪% 4.8‬‬ ‫‪203.9‬‬ ‫‪ -4‬برانمج تطوير اخلدمة العمومية‪:‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -‬العدالة والداخلية‬
‫‪88.6‬‬ ‫‪ -‬املالية والتجارة وابقي االدارات العمومية‬
‫‪16.3‬‬ ‫‪ -‬الربيد والتكنولوجيات احلديثة لالتصال‬
‫‪% 1.2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪ -5‬برانمج تطوير التكنولوجيات احلديثة‬
‫لالعالم واالتصال‬
‫الوحدة ‪ :‬مليار دينار جزائري‬ ‫املصدر ‪ :‬نبيل بوفليح ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪47‬‬

‫‪172‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويتضح من خالل هذا الربانمج املفصل يف اجلدول أعاله أن وازن إىل حد ما بني أبعاد التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية وحىت البيئية‪ ،‬وذلك من خالل الربامج الفرعية املدرجة فيه واليت حضيت ابهتمام كبري وهي‪:1‬‬

‫‪ 1-2‬حتسني ظروف معيشة السكان‪ :‬حيث استفاد من مبلغ قدر بـ ‪ 1908.5‬وهو مانسبته ‪ % 45.5‬من‬
‫القيمة االمجالية للربانمج ‪ ،‬وهو يعترب تكملة ملا جاء به الربانمج الذي سبقه (برانمج التنمية احمللية والبشرية) ‪،‬‬
‫ووزعت هذه احلصة على عدة قطاعات كان النصيب األكرب فيها لقطاع السكن بـ ‪ 555‬مليار دج‪ ،‬حيث مت‬
‫خالل هذه الفرتة برجمة بناء مليون وحدة سكنية بصيغ متعددة‪ 2‬بغية التخفيف من أزمة السكن اخلانقة‪ ،‬ويليه‬
‫قطاعات الرتبية والتعليم العايل والتكوين مببلغ قارب ‪ 400‬مليار دج هبدف جتهيز مدارس إضافية وحتسني‬
‫ظروف التمدرس وكذا البحث العلمي والتحصيل على مستوى اجلامعة اجلزائرية‪ ،‬كما استفاد قطاع الصحة من‬
‫‪ 58.5‬مليار دج‪ ،‬وقد خصص أيضا مبلغ امجايل بلغ ‪ 143‬مليار دج ملد شبكة املاء والغاز‪ ،‬ومبا أن أي‬
‫اسرتاتيجية البد وأن حتقق االنصاف من خالل تعزيز العدالة واملساواة وتقليص الفوارق بني األفراد يف خمتلف‬
‫املناطاق عن طريق ااتحة فرص متكافئة لكافة األفراد‪ ،‬فقد اهتمت السلطات العمومية ابملناطق الداخلية‬
‫والصحراوية اليت تعاين من ختلف كبري ابملناطق الشمالية‪ ،3‬وابلرغم من أن ذلك ساهم يف تقليص التأخر‬
‫االقتصادي واالجتماعي املرتاكم طوال األزمة اليت مرت هبا اجلزائر يف التسعينيات‪ ،‬إال أن ذلك يعد غري كاف‬
‫نظرا ألنه مل يتمكن من إرساء احللول املستدامة ملشاكل املواطنني ‪.‬‬

‫‪ 2-2‬تطوير اهلياكل القاعدية‪ :‬حيث تؤكد النسبة اليت انهلا وهي ‪ % 40.5‬من القيمة االمجالية للربانمج‪،‬‬
‫األمهية اليت أعطتها الدولة لقطاع البىن التحتية واملنشآت األساسية‪ ،‬ووزعت هذه النسبة على عدة قطاعات‬
‫فرعية كان النصيب األكرب فيها لقطاع النقل بـ ‪ 700‬مليار دج‪ ،‬ويليه قطاع األشغال العمومية بـ ‪ 600‬مليار‬
‫دج‪ ،‬مث أييت قطاع املياه من سدود وحتويالت بـ ‪ 393‬مليار دج‪ ،‬وقطاع التهيئة العمرانية بـ ‪ 10.15‬مليار دج‪.‬‬

‫‪ 3-2‬دعم التنمية االقتصادية‪ :‬من خالل القطاعات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬الفالحة والتنمية الريفية‪ :‬حيث خصص هلذا ما قيمته ‪ 300‬مليار دج لتنميته ابعتباره أكثر القطاعات‬
‫املسامهة يف الناتج احمللي خارج قطاع احملروقات ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بشيكر عابد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪23-22‬‬


‫‪ - 2‬اجلودي صاطوري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪305‬‬
‫‪ - 3‬سهيلة حسيب‪ ،‬مجال لطرش‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر بني الواقع والتحدايت‪ ،‬جملة مناء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اجمللد رقم ‪2‬‬
‫عدد خاص‪ ،‬أفريل ‪ ، 2018‬ص ‪305‬‬

‫‪173‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬الصناعة‪ :‬وقد خصص هلا ‪ 13.5‬مليار دج قصد حتسني وتطوير امللكية الصناعية ‪..‬‬

‫‪ -‬ترقية االستثمار ‪ :‬ألجل هتيئة املناخ االستثماري جللب االستثمارات سواءا كانت حملية أو أجنبية مت ختصيص‬
‫مبلغ ‪ 4.5‬مليار دج ‪.‬‬

‫‪ -‬الصيد البحري ‪ :‬خصص له ما قيمته ‪ 12‬مليار دج وذلك لدعم مشاريع الصيد البحري اليت مل تدمج يف‬
‫الربانمج السابق لتشجيع االستثمار يف هذا اجملال ‪.‬‬

‫‪ -‬السياحة‪ :‬حيث خصص هلا مبلغ ‪ 3.2‬مليار دج هبدف انشاء ‪ 42‬منطقة توسع سياحي ‪ ،‬والقيام بعدة‬
‫تدابري لتشجيع االستثمار يف الفندقة وحتسني جودة اخلدمات وإدارة احلضرية الفندقية ضمن الشبكات الدولية‬
‫للسياحة‪.1‬‬

‫‪ -‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة والصناعة التقليدية‪ :‬خصصت هلا الدولة ‪ 4‬مليار دج‪ ،‬وذلك إلعطاء دفعة‬
‫هلذا القطاع ملا له من دور يف استحداث مناصب شغل وتعزيز القاعدة املؤسساتية ‪.‬‬

‫‪ 4-2‬تطوير اخلدمة العمومية‪ :‬رصد هلذا الربانمج الفرعي مبلغ ‪ 203.9‬مليار دج وزع على القطاعات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬العدالة ‪ :‬ابعتباره قطاع جد حساس ميثل الضمان األمثل ملصاحل األفراد واملؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬الداخلية ‪ :‬والغرض منه تطوير مصاحل األمن الوطين واحلماية املدنية ‪.‬‬

‫‪ -‬التجارة ‪ :‬من أجل حتسني السوق التجارية إبجناز خمابر ملراقبة النوعية واقتناء جتهيزاهتا ‪.‬‬

‫‪ -‬املالية ‪ :‬وذلك من أجل عصرنة اإلدارة املالية يف قطاع اجلمارك والضرائب على وجه اخلصوص ‪.‬‬

‫‪ -3‬الربانمج اخلماسي (برانمج توطيد النمو االقتصادي) ‪: 2014-2010‬‬

‫مت استحداث هذا الربانمج من أجل تدارك التأخر واستكمال املشاريع اليت هي قيد االجناز وكامتداد‬
‫للربانمج السابق ارتكزت أساسا يف قطاعات السكة احلديدية والطرق واملياه وذلك مببلغ قدر بـ ‪ 9.680‬مليار‬
‫دج‪ ،‬ابإلضافة اىل برانمج جديد وطموحات وآفاق تدخل ضمن هذه الفرتة‪ ،‬خصص له مبلغ قدره ‪11.534‬‬
‫مليار دج‪ 2‬وهو مبلغ معترب سطرت له أهداف ترمي يف جمملها إىل حتسني أداء وتنافسية االقتصاد الوطين ورفع‬

‫‪ - 1‬اجلودي صاطوري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪305‬‬


‫‪ - 2‬بشيكر عابد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪26‬‬

‫‪174‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املستوى املعيشي للمواطن ومواجهة اجلبهة االجتماعية اليت عرفت زايدة معتربة يف أجور املوظفني‪ ،‬وعموما‬
‫ميكن حصر حمتوى هذا الربانمج فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ختصيص أكثر من ‪ % 40‬من موارد هذا الربانمج لتحسني التنمية البشرية‪ ،‬وذلك من خالل حتسني‬
‫التعليم وظروف السكن والتزويد ابملياه الصاحلة للشرب الكهرابء والغاز‪ ،‬إضافة إىل قطاعات أخرى املتمثلة‬
‫على اخلصوص يف قطاع الشبيبة والرايضة واالتصال والتضامن الوطين وقطاع اجملاهدين‪ ،‬واليت أتيت كلها كامتداد‬
‫للتحسني االجتماعي واالقتصادي ‪.‬‬

‫‪ -‬ختصيص أزيد من ‪ % 30‬من موارد الربانمج اخلماسي ملواصلة بناء املنشآت القاعدية األساسية وحتسني‬
‫اخلدمة العمومية واليت متثلت يف اآليت‪:‬‬

‫▪ مواصلة توسيع وحتديث شبكة الطرقات وزايدة قدرة املوانئ بتخصيص أكثر من ‪ 3100‬مليار دج‪.‬‬
‫▪ حتديث ومد شبكة السكك احلديدية وحتسني النقل احلضري وحتديث اهلياكل القاعدية ابملطارات‬
‫وهذا بتخصيص أزيد من ‪ 2800‬مليار دج ‪.‬‬
‫▪ ختصيص ما يعادل ‪ 500‬مليار دج لتهيئة االقليم‪ ،‬وما يقارب ‪ 1800‬مليار دج لتحسني امكانيات‬
‫وخدمات اجلماعات احمللية وقطاع العدالة وإدارات ضبط الضرائب والتجارة والعمل‪.‬‬

‫‪ -‬دعم وتنمية االقتصاد الوطين من خالل التنمية الفالحية والريفية‪ ،‬وكذا ترقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬
‫من خالل انشاء مناطق صناعية ودعم التنمية الصناعية مبنح القروض البنكية امليسرة من طرف الدولة‪ ،‬واجناز‬
‫حمطات لتوليد الكهرابء وتطوير الصناعات البرتوكيمائية وبناء السدود‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع املؤسسات االقتصادية السيما املنتجة على خلق مناصب شغل ومرافقة االدماج املهين خلرجيي‬
‫اجلامعات ومراكز التكوين املهين‪ ،‬ومن جهة أخرى دعم اقتصاد املعرفة من خالل تشجيع البحث العلمي‬
‫وتعميم التعليم واستعمال تكنولوجيات االعالم واالتصال ‪ ...‬إخل ‪.‬‬

‫‪ -4‬برانمج التنمية املستدامة للفرتة ‪: 2019-2015‬‬

‫متثلت احملاور األساسية هلذا الربانمج الذي رصد له حنو ‪ 262‬مليار دوالر يف اآليت‪:1‬‬

‫‪ - 1‬عقون شراف وآخرون‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل الربامج التنموية (‪ ،)2019-2001‬جملة مناء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬جامعة‬
‫جيجل ‪ ،‬اجمللد رقم ‪ ، 2‬عدد خاص‪ ،‬أفريل ‪ ، 2018‬ص ‪206‬‬

‫‪175‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫• تطوير االقتصاد الوطين‪ :‬وهذا ابنتهاج سياسة هتدف إىل ترقية االستثمار وتنويع االقتصاد وتوسيع النسيج‬
‫الصناعي وتطوير القطاع الفالحي وترقية قطاع السياحة‪ ،‬وقد وضع حتقيق معدل منو يساوي ‪ % 7‬مع‬
‫آفاق ‪ 2019‬كهدف هلذا الربانمج‪.‬‬
‫• ترقية وحتسني اخلدمة العمومية‪ :‬وذلك من خالل مواصلة جهود اجناز الربانمج السكين واحملافظة على‬
‫املكاسب االجتماعية وترقيتها‪ ،‬مبا يساهم يف حتسني مستوى معيشة السكان بشكل دائم وتثمني عملية‬
‫امتصاص الفوارق االقليمية وترقية مسعى التنمية املتوازنة بني مناطق البالد ‪.‬‬
‫• حتسني احلكامة وترقية الدميقراطية التشاركية ‪ :‬من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬ترسيخ دميقراطية تشاركية مبا يشجع على ترقية قنوات احلوار واالتصال والعمل على اشراك اجملتمع املدين يف‬
‫تسيري الشؤون احمللية وجتسيد مسار الالمركزية يف التسيري ‪.‬‬

‫‪ -‬حتسني نوعية احلكامة وحماربة البريوقراطية ‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز استقاللية العدالة ومكافحة كافة أشكال اآلفات االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬حتديث اخلدمة العمومية وحتسني نوعيتها استجابة لطلبات املواطنني املتزايدة ‪.‬‬

‫لكن مع استمرار اخنفاض سعر البرتول وألجل تدارك الوضع االقتصادي ابدرت (السلطات) يف اجلزائر إىل تبين‬
‫إجراءات اهلدف منها هو ترشيد النفقات العمومية‪ ،‬الوضع الذي نتج عنه توقيف هذا الربانمج وجتميد كل‬
‫العمليات اليت مل تنطلق وااللتزام فقط ابلعمليات الضرورية اليت تكتسي طابع األلوية القصوى وهذا خالل الفرتة‬
‫املتبقية (‪ ،1)2019-2017‬حيث اعتمد منوذج جديد للنمو االقتصادي أريد من خالله حتقيق جمموعة من‬
‫األهداف أمهها حتقيق معدل منو سنوي خارج احملروقات من خالل تنويع الصادرات بنسبة ‪ ،% 6.5‬ورفع‬
‫مسامهة الصناعات التحويلية يف الناتج الداخلي اخلام إىل ‪ % 10‬حبلول عام ‪ ، 2030‬وهذا ما يؤدي بنا إىل‬
‫استخالص نتيجة مهمة مفادها أن ضمان تنفيذ أي برانمج تنموي واستكماله مرهون مبدى توفر وتنويع‬
‫مصادر متويله‪ ،‬وهذا على عكس حاله يف اجلزائر أين ترتكز تلك املصادر بنسب عالية على عائدات وايرادات‬
‫اجلباية البرتولية‪ ،‬األمر الذي سيؤدي حتما إىل تعطيل أي برانمج تنموي يف حالة اهنيار أسعار النفط‪.‬‬

‫‪ - 1‬زكرايء مسعودي ‪ ،‬تقييم أداء برامج تعميق االصالحات االقتصادية ابجلزائر من خالل املربع السحري لكالدور دراسة للفرتة ‪،2016- 2001‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للتنمية االقتصادية ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬جوان ‪ ، 2017‬ص ‪221‬‬

‫‪176‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثان ‪ :‬واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل املؤشرات الدولية ‪:‬‬

‫منذ اقرار اخلطة اجلديدة للتنمية املستدامة ‪ 2030‬يف سبتمرب ‪ 2015‬مبقر األمم املتحدة‪ ،‬اخنرطت‬
‫اجلزائر على غرار ابقي الدول األخرى يف مسعى جتسيد تلك األهداف‪ ،‬ابتداءا من إعداد خارطة طريق قصد‬
‫حتسيس كل األطراف الفاعلة من هبذه األهداف وإدماجهم يف السياسة الوطنية للتنمية وتسخري موارد مالية‬
‫للمضي قدما يف حتقيقها‪ ،‬ويف هذا الصدد مت إنشاء جلنة قطاعية مشرتكة تشرف على تنسيقها وزارة الشؤون‬
‫اخلارجية ويقع مقرها ابجمللس الوطين االقتصادي واالجتماعي ابجلزائر العاصمة‪ ،1‬والذي أوكلت إليه مهمة‬
‫االعالم والتحسيس أبجندة التنمية املستدامة ‪ 2030‬هبدف خلق ديناميكية مواطنة ونظرة مشرتكة وعمل يف‬
‫شكل شراكات وحتالفات بني خمتلف القطاعات مع اشراك اجملتمع املدين‪ ،‬اضافة إىل عقد لقاءات تقييمية‬
‫دورية حول خمتلف جوانب هذا املسعى‪ ،‬ولقد أشاد املنسق املقيم ملنظمة األمم املتحدة ابجلزائر ابجلهود املبذولة‬
‫من طرف الدولة لتحقيق أهداف التنمية املستدامة خصوصا تلك الرامية لتحسني منط العيش للسكان والقضاء‬
‫على الفقر وحتقيق املساواة‪ ،‬من خالل جتسيدها للعديد من الربامج يف جمال العدالة االجتماعية وضمان‬
‫املساواة بني اجلنسني ال سيما يف جمال العمل والتمثيل السياسي‪ ،‬ودعم الدولة ألسعار السلع ذات االستهالك‬
‫الواسع ملكافحة الفقر‪ ،‬انهيك عن سنَها عدة قوانني يف جمال تعميم وإجبارية التعليم والصحة والسكن‪،‬‬
‫مستدال ابالرتفاع املسجل يف مؤشرات نسبة التعليم والتكوين واملمارسة الدميقراطية‪ ،2‬والنتائج احملققة خبصوص‬
‫القضاء على الفقر حتت عتبة ‪ % 0.8‬وتوفري التدريس االبتدائي لكل األطفال عالوة على التمثيل النسوي يف‬
‫الربملان واجملالس املنتخبة األخرى (‪ )% 31 +‬وخفض نسبة الوفيات ابلنسبة لألمهات واألطفال‪ ،‬وكذا تعزيز‬
‫دور املواطن على املستوايت االجتماعية واالقتصادية والثقافية‪ .‬وملعرفة وتقييم مدى فعالية اجلهود املبذولة من‬
‫طرف اجلزائر يف سبيل حتقيق االلتزام بتجسيد أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬نستعرض مكانتها وواقع ذلك‬
‫على املستوى الدويل والعريب ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تصريح املدير الفرعي للربامج واملؤسسات الدولية املتخصصة بوزارة الشؤون اخلارجية ‪ ،‬لوكالة األنباء اجلزائرية بتاريخ ‪، 2018/12/12 :‬‬
‫منشور على الرابط ‪ ،http://www.aps.dz/ar/algerie/63887-2030 :‬اطلع عليه بتاريخ ‪2020/02/03 :‬‬
‫‪ - 2‬تصريح املنسق املقيم ملنظمة األمم املتحدة ابجلزائر إيريك أوفرفاست ‪ ،‬خالل ندوة بوزارة اخلارجية اجلزائرية بتاريخ ‪ ، 2018/12/12 :‬جريدة‬
‫املساء ‪ ،‬العدد الصادر يف اليوم املوايل ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -1‬على املستوى الدويل ‪:‬‬

‫حسب التقرير اخلاص مبؤشر أهداف التنمية املستدامة لعام ‪ ،12016‬جاءت اجلزائر يف املرتبة ‪ 83‬عامليا‬
‫ضمن الـ ‪ 149‬دولة من أصل الـ ‪ 193‬األعضاء يف األمم املتحدة‪ ،‬بعدما تربعت الدول االسكندانفية على‬
‫املراكز األوىل‪ ،‬األمر الذي يعين أهنا األقرب إىل حتقيق أهداف التنمية املستدامة املنشودة لعام ‪ ،2030‬حيث‬
‫تصدرت السويد الرتتيب بدرجة قدرت بـ ‪ ،84.5‬تلتها الدمنارك والنرويج وفلندا‪ ،‬وارجع ذات التقرير سبب‬
‫الفارق بني الدرجة احملصل عليها من طرف هذه الدول والدرجة القصوى ‪ ،100‬إىل مدى سعي هذه الدول‬
‫لتحقيق املطلوب فيما خيص اهلدفني ‪ 7‬و‪ ،13‬إذ حتتاج إىل حتويل أنظمة الطاقة لديها من أنظمة مولدة للطاقة‬
‫األولية ترتفع فيها نسبة الكربون إىل أخرى تنخفض فيها تلك النسبة ‪ ،‬كما أظهر التقرير كذلك أتخر بعض‬
‫الدول املرتفعة الدخل عن مقدمة الرتتيب‪ ،‬وتفسري ذلك أن التنمية املستدامة عملية متكاملة ومرتابطة ال تقتصر‬
‫فقط على جانب النمو االقتصادي‪ ،‬بل تشمل كما سبق ذكره ثالث ركائز أساسية‪ :‬التنمية االقتصداية –‬
‫االندماج االجتماعي– االستدامة البيئية مدعومة ابحلكامة الرشيدة‪ ،‬وابلتايل فمن املمكن أن حتقق الدولة‬
‫معدالت منو مرتفعة مع ممارسات بيئية غري مستدامة وحجم المساواة كبري للغاية ‪ ،‬كذلك هو األمر من انحية‬
‫أخرى ابلنسبة للدول الفقرية يف العامل و اليت عادة ما تكون يف أسفل املؤشر‪ ،‬وهذا نظرا ألن أهداف التنمية‬
‫املستدامة جاءت تنص صراحة وتدعو إىل القضاء على الفقر املدقع واجلوع‪ ،‬وحتث على توفري البىن التحتية‬
‫املستدامة والرعاية الصحية واالجتماعية وفرص التعليم والعمل الالئق للجميع‪ ،‬وتدعم األنشطة االنتاجية‪،‬‬
‫وتشجع االبداع واالبتكار ومباشرة األعمال احلرة‪ ،‬وغري ذلك من التحدايت املهمة اليت يف حال غياهبا نكون‬
‫قد ابتعدان عن حتقيق أهداف التنمية املستدامة وأخلينا ابلتزامنا الدويل اجتاهها ‪.‬‬

‫وحسب ذات التقرير الصادر يف سنة ‪ 2017‬والذي اتسع ليشمل ‪ 157‬دولة‪ ،‬بعدما شهد مؤشر‬
‫أهداف التنمية املستدامة حتسينات إضافية من بينها إضافة مؤشرات وإستبدال مؤشرات أخرى وكذا حتديث‬
‫املعلومات اخلاصة ابلدول‪ ،‬فلقد أحرزت اجلزائر فيه تقدما للمرتبة ‪ 64‬عامليا واحتلت بذلك صدارة الدول‬

‫‪ - 1‬أول مؤشر (غري رمسي) قامت بتطويره مؤسسة برتلسمان ابلتعاون مع شبكة حلول التنمية املستدامة ‪ ،‬استند فيه بشكل كبري على املقاييس‬
‫اليت أقرهتا اللجنة االحصائية لألمم املتحدة سنة ‪ 2016‬وحضي ابملوافقة من طرف العديد من املعاهد الدولية املختصة ومراكز البحث وكذا‬
‫اجلامعات‪ ،‬وهو يهدف ملساعدة الدول يف تنفيذ األهداف اجلديدة للتنمية املستدامة اليت أقرهتا األمم املتحدة يف سبتمرب ‪. 2015‬‬
‫‪ -‬برتلسمان ‪ : Bertelsmann stitung‬مؤسسة مستقلة من أكرب شركات وسائل االعالم يف العامل ‪ ،‬مقرها يف غوترسلوه أملانيا ‪ ،‬رسالتها‬
‫تعزيز "عمليات االصالح" و "مبادئ النشاط الرايدي" لبناء جمتمع موجه حنو املستقبل‬
‫‪ -‬شبكة حلول التنمية املستدامة ‪ ،‬مت أتسيسها سنة ‪ 2012‬من قبل األمني العام لألمم املتحدة أنذاك (ابن كي مون) حلشد اخلربات العلمية‬
‫التكنولوجية العاملية لتطوير احللول العملية للتنمية املستدامة وحتقيق أهدافها‬

‫‪178‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫العربية‪ ،1‬تليها يف ذلك تونس يف املركز الثاين و ‪ 65‬عامليا‪ ،‬واملغرب يف املركز الثالث و ‪ 73‬عامليا‪ ،‬ويعكس‬
‫هذا التقدم الذي أحرزته اجلزائر إدراكها أبمهية اقامة توازن بني متطلبات التنمية وواجبات محاية البيئة من خالل‬
‫االستغالل األمثل للموارد ‪ ،‬فضال عن مجلة من االجراءات والسياسات املتخذة قصد حتسني األوضاع املعيشية‬
‫والصحية للمواطنني‪ ،‬إال أن ذلك يعد غري كايف ابلنظر لإلمكانيات والقدرات املتعددة اليت حتتويها اجلزائر‪ ،‬كما‬
‫أن األرقام يف الغالب ال تعكس فعليا الواقع ما مل تتوفر احصائيات دقيقة ومفصلة عن كل مقياس من املقاييس‬
‫املعتمدة من طرف األمم املتحدة عن كل هدف من أهداف التنمية املستدامة السبعة عشر ‪.‬‬

‫‪ -2‬حسب التقرير العريب ‪:‬‬

‫على غرار مؤشر أهداف التنمية املستدامة العاملي‪ ،‬جند نظريه على مستوى املنطقة العربية الذي يتميز‬
‫عنه إبدخال مؤشرات جديدة تعكس التحدايت واألولوايت اإلقليمية وابملقابل إزالة املؤشرات غري املفيدة أو‬
‫ابألحرى اليت ليس هلا صلة ابملنطقة أو صعب توفري بياانهتا يف الوقت احلايل‪ ،‬وقد ضم مؤشر أهداف التنمية‬
‫املستدامة ‪ 2019‬للمنطقة العربية ‪ 105‬مؤشر‪ ،‬لكل منها درجة معينة (‪ )100-0‬ولون من ألوان إشارة‬
‫املرور الضوئية (أخضر‪ ،‬أصفر‪ ،‬برتقايل أو أمحر) لإلشارة إىل األداء‪ ،‬ابإلضافة إىل أسهم تشري لالجتاهات يف‬
‫حتقيق األهداف لتلك املؤشرات اليت تتوفر عنها بياانت لعدة سنوات ‪.‬‬

‫ولالشارة يعترب مؤشر أهداف التنمية املستدامة للمنطقة العربية أداة تكميلية غري رمسية لصناع السياسات‬
‫(احلكومات) وأصحاب املصلحة على مجيع املستوايت من أجل اإلثراء واملساعدة يف تنفيذ خطة ‪2030‬‬
‫ابملنطقة‪ ،‬وقد صدر التقرير اخلاص هبذا املؤشر لعام ‪ 22019‬متكوان من مخسة أجزاء رئيسية ‪ ،‬خصص اجلزء‬
‫األول لتقدمي وحتليل نتائجه‪ ،‬واجلزء الثاين لعرض دراسات احلالة اليت أعدها ابحثون وممارسون اقليميون لتسليط‬
‫الضوء على األولوايت والتحدايت وقصص النجاح املتعلقة أبهداف التنمية املستدامة‪ ،‬املختصة ابجملاالت‬
‫املوضوعية (املياه‪ ،‬الغذاء‪ ،‬الطاقة‪ ،‬األمن) وصنع السياسات (دمج سياسات أهداف التنمية املستدامة والنمو‬
‫األخضر) والبياانت (االستفادة من البياانت الضخمة وحتسني القدرات االحصائية) ‪ ،‬وقدم اجلزء الثالث‬
‫ملفات تعريف تفصيلية لكل الدول العربية البالغ عددها ‪ 22‬دولة‪ ،‬واليت تضم معلومات على مستوى‬

‫‪ - 1‬عيسى جنيمي وآخرون‪ ،‬خدمة التنمية املستدامة يف اجلزائر ‪ :‬اجلهود واالسرتاتيجيات‪ ،‬جملة مناء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اجمللد رقم‬
‫‪ ،1‬عدد خاص‪ ،‬أفريل ‪ ، 2018‬ص ‪190‬‬
‫‪ - 2‬تقرير التنمية املستدامة العربية‪ ،‬هو من إعداد خرباء مستقلني من مركز التميز ألهداف التنمية املستدامة للمنطقة العربية التابع ألكادميية‬
‫االمارات الدبلوماسية بدعم من أمانة األمم املتحدة حللول التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املؤشرات وأهداف التنمية املستدامة‪ ،‬ابإلضافة إىل االجتاهات يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬أما اجلزء‬
‫الرابع فيستعرض النتائج حسب كل مؤشر‪ ،‬ويعرض اجلزء اخلامس منه شرحا تفصيليا ملنهجي مؤشرات‬
‫ولوحات منابعة أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬مبا يف ذلك التغيريات اليت مت إدخاهلا يف اإلصدار اخلاص ابملنطقة‬
‫العربية لعام ‪. 2019‬‬

‫وابلنسبة للنتائج احملققة يف عام ‪ 2019‬فلقد برزت مخس دول كقيادات اقليمية مبجموع يقدر لكل منها بـ‬
‫‪ 65‬درجة أو أكثر‪ ،‬احتلت اجلزائر صدارهتا بـ ‪ 66.69‬تليها االمارات العربية املتحدة مث املغرب وتونس‬
‫واألردن‪ ،1‬ويفسر هذا أبن األداء العايل يف أهداف التنمية املستدامة ال يرتبط ارتباطا اتما أبي من مقاييس‬
‫التنمية املستخدمة على نطاق واسع‪ ،‬فإذا أخذان مثال مؤشر نصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل لسنة‬
‫‪ 2018‬جند أن اجلزائر اليت احتلت الصدارة حسب مؤشر أهداف التنمية املستدامة العريب جاءت يف املرتبة ‪9‬‬
‫بني الدول العربية مبقدار ‪ 15.622‬دوالر أمريكي يف حني حققت صاحبة املرتبة األوىل وهي دولة قطر ما‬
‫مقداره ‪ 126.598‬دوالر أمريكي‪ ،‬وحلت اجلزائر أيضا يف املرتبة ‪ 8‬بدرجة ‪ 0.754‬ابلنسبة ملؤشر التنمية‬
‫البشرية لعام ‪ 2017‬الذي تصدرت ترتيبه اإلمارات العربية املتحدة بدرجة ‪ ،2 0.863‬إال أنه جتدر اإلشارة‬
‫هنا إىل ضرورة مراعاة الفروقات الكبرية يف التعداد السكين بني هذه الدول‪ ،‬وكذا الصراعات وعدم االستقرار‬
‫السياسي الذي عانت منه بعض الدول العربية يف اآلونة األخرية والذي ال شك أن له أتثري سليب على نتائج‬
‫التنمية يف تلك الدول عى وجه اخلصوص واملنطقة عموما‪ ،‬ابإلضافة إىل وجود ثغرات كبرية يف البياانت‬
‫املسجلة واملتاحة عن جماالت التنمية املستدامة‪ ،‬إذ لطاملا يرتبط ذلك ابلقدرة اإلحصائية للبلد ومدى االهتمام‬
‫الذي يوليه هذا األخري من أجل بناء نظام احصائي شامل ومرن ‪.‬‬

‫وعن واقع األداء فيما خيص حتقيق أهداف التنمية املستدامة الـ ‪ 17‬ابلنسبة للجزائر‪ ،‬رصد مؤشر أهداف‬
‫التنمية املستدامة العريب لعام ‪ 2019‬النتائج احملققة عن كل هدف‪ ،‬ابإلضافة إىل وضعه للتصنيفات اللونية‬
‫الدالة على حالة األداء‪ ،‬حيث يشري اللون األخضر إىل حتقيق هدف التنمية املستدامة‪ ،‬ويربز اللون األمحر‬

‫‪ - 1‬لومي ماري وآخرون‪ ،‬تقرير مؤشر ولوحات متابعة أهداف التنمية املستدامة للمنطقة العربية لعام ‪ ،2019‬أبو ضيب ونيويورك‪ ،‬مركز التميز‬
‫التابع ألهداف التنمية املستدامة يف املنطقة العربية‪ /‬أكادميية اإلمارات الدبلوماسية وشبكة األمم املتحدة حللول التنمية املستدامة‪ ،‬نوفمرب ‪،2019‬‬
‫ص‪4‬‬
‫‪ - 2‬بياانت نصيب الفرد من إمجايل الناتج احمللي من مؤشرات التنمية العاملية للبنك الدويل ‪ ،‬وبياانت مؤشر التنمية البشرية من برانمج األمم‬
‫املتحدة اإلمنائي‪ ،‬مت اسرتجاعها يف أكتوبر ‪2019‬‬

‫‪180‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التحدايت الكبرية‪ ،‬بينما يشري الوانن األصفر والربتقايل إىل وجود درجات متفاوتة من التحدايت املتبقية‪ ،‬وهذا‬
‫ما يوضحه اجلدول التايل ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )18‬واقع األداء ألهداف التنمية املستدامة الـ ‪ 17‬يف اجلزائر (عام ‪)2019‬‬

‫التصنيف‬ ‫القيمة‬ ‫اهلدف ومؤشراته‬


‫اللون‬
‫اهلدف ‪ : 1‬القضاء على الفقر‬
‫أخضر‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪ -‬نسبة الفقراء احلاليني بدخل ‪ 1.90‬دوالر يف اليوم (‪ %‬من السكان)‬
‫أصفر‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪ -‬نسبة الفقراء احلاليني بدخل ‪ 3.20‬دوالر يف اليوم (‪ %‬من السكان)‬
‫برتقايل‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪-‬الفقراء العاملون مقابل ‪ 3.10‬دوالرات يف اليوم حبسب تعادل القدرة الشرائية (‪ %‬من امجايل العمالة)‬
‫اهلدف ‪ : 2‬القضاء التام على اجلوع‬
‫أخضر‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪ -‬انتشار نقص التغذية (‪ %‬من السكان)‬
‫أخضر‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪-‬انتشار اهلزال لدى األطفال دون سن ‪)%( 5‬‬
‫أمحر‬ ‫‪27.4‬‬ ‫‪ -‬انتشار السمنة (‪ %‬من السكان البالغني)‬
‫برتقايل‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪ -‬حمصول احلبوب (طن‪/‬هكتار)‬
‫أمحر‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪ -‬مؤشر االدارة املستدامة للنيرتوجني‬
‫أصفر‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪-‬مستوى التغذية البشري (األفضل ‪ - 2‬األسوء ‪)3‬‬
‫اهلدف ‪ : 3‬الصحة اجليدة والرفاه‬
‫برتقايل‬ ‫‪140‬‬ ‫‪ -‬معدل وفيات االمهات (لكل ‪ 100‬ألف مولود حي)‬
‫أصفر‬ ‫‪14.9‬‬ ‫‪ -‬معدل وفيات حديثي الوالدة (لكل ألف مولود حي)‬
‫أخضر‬ ‫‪24.0‬‬ ‫‪ -‬معدل الوفيات دون سن اخلامسة (لكل ألف مولود حي)‬
‫برتقايل‬ ‫‪70.0‬‬ ‫‪-‬معدل االصابة ابلسل (لكل مائة ألف نسمة)‬
‫أخضر‬ ‫‪14.2‬‬ ‫‪ -‬معدل الوفيات املعياري حسب العمر بسبب مراض القلب واألوعية الدموية والسرطان والسكري وأمراض‬
‫اجلهاز التنفسي املزمنة بني ‪ 70-30‬عام (لكل مائة ألف نسمة)‬
‫أمحر‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪-‬معدل الوفيات املرورية (لكل مائة ألف نسمة)‬
‫أصفر‬ ‫‪76.4‬‬ ‫‪ -‬العمر املتوقع عند الوالدة (ابلسنوات)‬
‫أصفر‬ ‫‪72.3‬‬ ‫‪-‬مؤشر تتبع التغطية الصحية الشاملة(‪100-0‬‬
‫برتقايل‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪ -‬الرفاهية الذاتية (‪)5-0‬‬
‫أصفر‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪ -‬انتشار داء السكري (‪ %‬من السكان البالغني ‪ 79-20‬عام)‬
‫أخضر‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪ -‬معدالت االنتحار حسب العمر (لكل مائة ألف نسمة)‬
‫اهلدف ‪ : 4‬التعليم اجليد‬
‫أخضر‬ ‫‪97.5‬‬ ‫‪ -‬صايف معدل االلتحاق ابملدارس االبتدائية ‪%‬‬
‫أصفر‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪ -‬معدل امية األشخاص البالغني من العمر ‪ 24-15‬عام من كال اجلنسني (‪)%‬‬
‫أصفر‬ ‫‪79‬‬ ‫‪ -‬نسبة االلتحاق االمجالية ابلتعليم قبل االبتدائي (‪ %‬من االطفال )‬

‫‪181‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫برتقايل‬ ‫‪79.1‬‬ ‫‪ -‬معدل امتام املرحلة الثانوية (‪)%‬‬


‫أصفر‬ ‫‪47.7‬‬ ‫‪-‬نسبة االلتحاق ابلتعليم العايل(‪ %‬من االمجايل‬
‫اهلدف ‪ : 5‬املساواة بني اجلنسني‬
‫أصفر‬ ‫‪77.2‬‬ ‫‪ -‬املطالبة بتنظيم لألسرة مبين على الطرق احلديثة (‪ %‬النساء املتزوجات الالئي ترتاوح أعمارهن بني ‪)49-15‬‬
‫أصفر‬ ‫‪88.4‬‬ ‫‪ -‬نسبة متوسط سنوات الدراسة لالانث اىل الذكور يف الفئة العمرية ‪ 25‬فأكرب‬
‫أمحر‬ ‫‪22.8‬‬ ‫‪ -‬نسبة مشاركة االانث اىل الذكور يف العمل‬
‫برتقايل‬ ‫‪25.8‬‬ ‫‪ -‬املقاعد اليت تشغلها النساء يف الربملاانت الوطنية (‪)%‬‬
‫أمحر‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪-‬نسبة امجايل الدخل القومي املقدر للفرد االانث‪/‬الذكور‬
‫‪ -‬نسبة النساء يف املناصب الوزارية‬
‫أمحر‬ ‫‪13.3‬‬
‫‪ -‬اجازة األمومة االلزامية مدفوعة األجر (ابالايم‬
‫برتقايل‬ ‫‪98‬‬
‫اهلدف‪ :6‬املياه النظيفة والنظافة الصحية‬
‫أصفر‬ ‫‪93.5‬‬ ‫‪ -‬السكان الذين يستخدمون خدمات الشرب االساسية على األقل (‪)%‬‬
‫أصفر‬ ‫‪87.5‬‬ ‫‪ -‬السكان الذين يستخدمون خدمات الصرف الصحي االساسية على األقل (‪)%‬‬
‫أمحر‬ ‫‪88.0‬‬ ‫‪ -‬سحب املياه العذبة من امجايل املياه املتجددة‬
‫أصفر‬ ‫‪46.1‬‬ ‫‪-‬معاجلة املياه املستعملة يف االنشطة البشرية ‪%‬‬
‫‪ -‬درجة تنفيذ االدارة املتكاملة للموارد املائية ‪%‬‬
‫برتقايل‬ ‫‪48‬‬
‫‪ -‬معدل الوفيات املنسوبة اىل املياه والصرف الصحي غري اآلمنني وغياب النظافة (لكل ‪ 100.000‬نسمة)‬
‫أصفر‬ ‫‪1.9‬‬
‫اهلدف ‪ :7‬طاقة نظيفة وأبسعار معقولة‬
‫أخضر‬ ‫‪99.4‬‬ ‫‪ -‬احلصول على الكهرابء (‪ %‬من السكان)‬
‫أخضر‬ ‫‪92.6‬‬ ‫‪ -‬الوصول اىل مصادر الوقود النظيف والتكنولوجيا ألغراض الطهي (‪ %‬من السكان)‬
‫أمحر‬ ‫‪ -‬انبعااثت اثين اكسيد الكربون الناجتة عن احرتاق الوقود ‪ /‬انتاج الكهرابء (طن مرتي من مكافئ اثين اكسيد ‪2.0‬‬
‫الكربون‪/‬ترياواط‪/‬ساعة)‬
‫أمحر‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪ -‬انتاج كهرابء من مصادر متجددة (‪ %‬من امجايل انتاج الكهرابء)‬

‫اهلدف‪:8‬العمل الالئق ومنو االقتصاد‬


‫برتقايل‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪ -‬معدل النمو (‪)%‬‬
‫أمحر‬ ‫‪ -‬البالغون (‪ 15‬عام فأكرب) الذين ميتلكون حسااب يف بنك أو مؤسسة مالية اخرى او مع شركة خلدمات ‪42.8‬‬
‫االموال عرب هاتف النقال (‪)%‬‬
‫أمحر‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪ -‬معدل البطالة (‪ %‬من امجايل القوى العاملة)‬
‫أخضر‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪ -‬احلوادث القاتلة املرتبطة ابلعمل يف الواردات (الوفيات لكل ‪)100000‬‬
‫‪ -‬درجة حرية العمل‬
‫أمحر‬ ‫‪49.9‬‬
‫‪ -‬البطالة ‪ ،‬امجايل الشباب (‪ %‬من امجايل القوى العاملة من الفئة العمرية ‪ 24-15‬سنة)‬
‫أمحر‬ ‫‪30.0‬‬
‫‪ -‬درجة سهولة بدء عمل جديد‬
‫برتقايل‬ ‫‪78.1‬‬
‫‪ -‬مؤشر تركيز املنتج‪ ،‬الصادرات‬
‫برتقايل‬ ‫‪0.5‬‬

‫‪182‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اهلدف ‪ :9‬الصناعة واالبتكار واهلياكل‬


‫أمحر‬ ‫‪47.7‬‬ ‫‪ -‬السكان الذين يستخدمون االنرتنت (‪)%‬‬
‫أخضر‬ ‫‪78.4‬‬ ‫‪ -‬اشرتاكات النطاق العريض لألجهزة اجلوالة (لكل ‪ 100‬نسمة)‬
‫برتقايل‬ ‫‪ -‬مؤشر أداء اخلدمات اللوجستية‪ :‬جودة التجارة و البنية األساسية املتعلقة ابلنقل (من ‪=1‬متدنية ‪ ،‬إىل ‪2.4 =5‬‬
‫عالية)‬
‫برتقايل‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪ -‬عدد مقاالت الدورايت العلمية والتقنية (لكل ‪ 1000‬نسمة)‬
‫‪ -‬نفقات البحوث والتطوير (‪ %‬من امجايل الناتج احمللي)‬
‫أمحر‬ ‫‪0.1‬‬
‫‪ -‬انبعااثت اثين اكسيد الكربون لكل وحدة من القيمة املضافة التصنيعية ( كيلوغرام من اثين اكسيد الكربون‬
‫برتقايل‬ ‫‪0.8‬‬
‫لكل دوالر امريكي‬
‫اهلدف ‪ : 10‬احلد من أوجه عدم املساواة‬
‫أصفر‬ ‫‪31.5‬‬ ‫‪ -‬مت تعديل معامل جيين ألعلى دخل (‪)100-1‬‬
‫اهلدف ‪ : 11‬مدن وجمتمعات حملية ومستدامة‬
‫أمحر‬ ‫‪38.9‬‬ ‫‪ -‬املتوسط السنوي لرتكيز اجلسيمات اليت يقل قطرها عن ‪ 2.5‬ميكرون (ميكروغرام‪/‬م‪)³‬‬
‫أصفر‬ ‫‪57.7‬‬ ‫‪ -‬الرضا عن املواصالت العامة (‪)%‬‬
‫اهلدف ‪ : 12‬االستهالك و االنتاج املسؤوالن‬
‫أصفر‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪ -‬النفاايت االلكرتونية الناجتة (كجم‪/‬فرد)‬
‫أخضر‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪ -‬انبعااثت اثين اكسيد الكربون الناجتة عن االنتاج (كجم‪/‬فرد)‬
‫‪ 304.8‬أصفر‬ ‫‪ -‬امجايل النفاايت البلدية الصلبة الناجتة (كقيم‪/‬سنة‪/‬فرد)‬
‫‪ 10.8‬أصفر‬ ‫‪ -‬بصمة انتاج النيرتوجني (كجم‪/‬فرد)‬
‫‪ -‬الدعم قبل اقتطاع الضريبة على الوقود االحفوري (االستهالك واالنتاج) للفرد (ابالسعار احلالية للدوالر ‪ 222.6‬برتقايل‬
‫االمريكي)‬
‫برتقايل‬ ‫‪40‬‬
‫‪ -‬درجة حتقيق القيمة (مؤشر حوكمة املوارد)‬
‫برتقايل‬ ‫‪54.2‬‬
‫‪ -‬االمتثال لالتفاقات البيئية متعددة االطراف بشأن النفاايت اخلطرة وغريها من املواد الكيميائية (‪)%‬‬
‫اهلدف ‪ : 13‬العمل املناخي‬
‫برتقايل‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪ -‬نصيب الفرد من انبعااثت اثين اكسيد الكربون املرتبطة ابلطاقة (طن ‪/co²‬فرد)‬
‫أخضر‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪ -‬انبعااثت اثين اكسيد الكربون املستوردة واملعدلة حسب التكنولوجيا (طن ‪/co²‬فرد)‬
‫‪ 195.2‬أصفر‬ ‫‪ -‬االشخاص املتأثرون ابلكوارث املرتبطة ابملناخ (لكل ‪ 100.000‬نسمة)‬
‫‪ 3.194‬أصفر‬ ‫‪ -‬انبعااثت اثين اكسيد الكربون املتضمنة يف صادرات الوقود األحفوري (كجم‪/‬فرد)‬

‫اهلدف ‪ :14‬احلياة حتت املاء‬


‫أخضر‬ ‫‪54.9‬‬ ‫‪ -‬متوسط املساحة احملمية يف املواقع البحرية املهمة للتنوع البيولوجي (‪)%‬‬
‫أمحر‬ ‫‪40.5‬‬ ‫‪ -‬هدف مؤشر صحة احمليطات – املياه النظيفة (‪)100-0‬‬
‫برتقايل‬ ‫‪61.2‬‬ ‫‪ -‬هدف مؤشر سالمات احمليطات – مصايد األمساك (‪)100-0‬‬
‫أصفر‬ ‫‪29.6‬‬ ‫‪ -‬األمساك املصيدة بشباك اجلر (‪)%‬‬

‫اهلدف ‪ : 15‬احلياة يف الرب‬


‫‪ -‬متوسط املساحة احملمية يف املواقع الربية املهمة للتنوع البيولوجي (‪)%‬‬

‫‪183‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أصفر‬ ‫‪38.8‬‬ ‫‪ -‬مؤشر القائمة احلمراء لبقاء األنواع (‪)1-0‬‬


‫أخضر‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪ -‬هتديدات التنوع البيولوجي املستوردة (التهديدات لكل مليون نسمة)‬
‫أخضر‬ ‫‪0.7‬‬
‫اهلدف ‪ :16‬السالم والعدل واملؤسسات القوية‬
‫أخضر‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪ -‬جرائم القتل (لكل ‪ 100.000‬نسمة)‬
‫أخضر‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪ -‬نسبة احملتجزين بغري أحكام‬
‫‪ 64.3‬برتقايل‬ ‫‪ -‬نسبة السكان الذين يشعرون ابألمان عند املشي مبفردهم ليال يف املنطقة اليت يعيشون‪%‬‬
‫‪ 99.6‬أخضر‬ ‫‪ -‬تسجيل املواليد لدى السلطات املدنية‪ ،‬األطفال دون ‪ 5‬سنوات ‪%‬‬
‫أصفر‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪ -‬حقوق امللكية (‪)7-1‬‬
‫‪ -‬مؤشر مدركات الفساد (‪)100-0‬‬
‫أمحر‬ ‫‪35‬‬
‫‪ -‬األطفال بني ‪ 5‬و‪ 14‬عام املشاركون يف عمالة األطفال (‪)%‬‬
‫أصفر‬ ‫‪5.0‬‬
‫الوفيات املرتبطة ابملعارك (لكل ‪ 100.000‬نسمة ‪ ،‬متوسط ‪ 5‬سنوات)‬
‫أصفر‬ ‫‪0.2‬‬
‫‪ -‬مؤشر حرية الصحافة (‪)100-0‬‬
‫‪ 43.1‬برتقايل‬
‫‪-‬عدد السجناء (لكل ‪ 100.000‬شخص)‬
‫‪ -‬واردات األسلحة التقليدية الرئيسية (تقييم مؤشر االجتاه ابملليون دوالر أمريكي حبسب السعر الثابت للدوالر ‪ 145.2‬أصفر‬
‫أمحر‬ ‫‪2.6‬‬ ‫لعام ‪ 1990‬لكل ‪ 100.000‬نسمة ‪ ،‬متوسط ‪ 5‬سنوات)‬
‫أخضر‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪ -‬صادرات األسلحة التقليدية ‪....‬‬
‫أصفر‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ -‬وضع املعاهدات االساسية حلقوق االنسان‬
‫برتقايل‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪ -‬االستقرار السياسي وغياب العنف‪ /‬ارهاب‬
‫اهلدف ‪ : 17‬عقد الشركات لتحقيق األهداف‬
‫برتقايل‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪ -‬االنفاق احلكومي على الصحة والتعليم (‪ %‬من امجايل الناتج احمللي)‬
‫أخضر‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -‬درجة املالذ الضرييب (األفضل ‪ 5-0‬األسوأ)‬
‫برتقايل‬ ‫‪56.7‬‬ ‫‪ -‬درجة القدرة االحصائية‬
‫املصدر ‪ :‬لومي ماري وآخرون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪51‬‬

‫واستنادا على النتائج املبينة يف اجلدول أعاله وابلرغم من احتالل اجلزائر صدارة الرتتيب بني الدول العربية‪ ،‬إال‬
‫أن األداء العام ابلنسبة لتحقيق واجناز أهداف التنمية املستدامة يف اجلزائر ال يزال يواجهه عدة حتدايت‬
‫ملموسة وكبرية‪ ،‬حيث جاءت نتائج مؤشر أهداف التنمية املستدامة العريب لعام ‪ 2019‬تدل على وجود‬
‫تفاوت يف متوسط األداء املتعلق ابجناز أهداف التنمية املستدامة كما يوضحه الشكل املوايل ‪:‬‬

‫‪184‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم (‪ : )14‬متوسط األداء ألهداف التنمية املستدامة الـ ‪ 17‬يف اجلزائر لعام ‪2019‬‬

‫املصدر ‪ :‬لومي ماري وآخرون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪50‬‬

‫ويتضح من الشكل أعاله ومن تقرير لوحة متابعة أهداف التنمية املستدامة للمنطقة العربية لعام ‪ ،12019‬أن‬
‫اجلزائر خطت مراحل متقدمة فيما خيص حتقيق واجناز األهداف رقم ‪ 01‬و ‪ 10‬و‪ ، 13‬ويعود السبب يف‬
‫ذلك خصوصا فيما يتعلق ابهلدف رقم ‪( 01‬القضاء على الفقر) للسياسات املطبقة واملتبعة من طرف الدولة‬
‫يف شأن ذلك‪ ،‬السيما جمانية بعض اخلدمات األساسية كالصحة والتعليم‪ ،‬ابإلضافة لسياسة احلماية والضمان‬
‫االجتماعيني الشاملة‪ ،‬وكذا الدعم اجملسد يف تسقيف أسعار بعض السلع واملواد الضرورية وجعلها يف متناول‬
‫اجلميع‪ ،‬أما ابلنسبة للهدف رقم ‪( 10‬احلد من أوجه عدم املساواة) سواءا تعلق األمر بتحقيق العدالة‬
‫االجتماعية يف توزيع الثروة وفرص التنمية بني جهات البلد‪ ،‬أو ما تعلق بتمكني األفراد واحلد من أوجه عدم‬
‫املساواة بني اجلنسني‪ ،‬حيث ساهم اقتحام املرأة يف العقود األخرية جملاالت التعليم املختلفة وكذا الشغل‪،‬‬
‫السيما يف بعض االختصاصات اليت كانت يف زمن مجيل مضى حكرا على الرجال دون النساء‪ ،‬ابإلضافة‬
‫للقوانني املسنَة مؤخرا واليت كرست لتواجدهن خصوصا يف احلقل السياسي والنقايب من خالل نسب التمثيل‬
‫اإلجبارية يف اجملالس املنتخبة احمللية والوطنية‪ ،‬وفيما خيص السعي حنو حتقيق اهلدف ‪( 13‬العمل املناخي) وإىل‬

‫‪ - 1‬لوحة متابعة أهداف التنمية املستدامة‪ :‬هي أداة تستخدم بياانت مؤشر أهداف التنمية املستدامة العريب بعد الرقابة وإعادة التقييس لتعرض‬
‫حتليال عن الوضع احلايل يف الدول العربية فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬فضال عن االجتاهات اليت تسري عليها هذه البلدان يف سبيل‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جانبه اهلدف ‪( 15‬احلياة يف الرب) فمن خالل عدة برامج مت وضعها ودعمها للقضاء على مصادر التلوث‪،‬‬
‫وقوانني متت املصادقة عليها بغية محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،1‬كما ساهم يف تفعيل هذه العملية‬
‫إنشاء مجلة من اهليئات واملنظمات املعنية مباشرة ابلتنمية املستدامة‪ 2‬واليت تعىن إبدماج محاية البيئة ضمن‬
‫خمططات التنمية‪ ،‬وإعداد االسرتاتيجيات واملخططات الوطنية الرامية حلماية البيئة من كل أشكال الضرر‬
‫حاضرا ومستقبال‪ ،‬وابلنسبة لألهداف األخرى فتتفاوت حدة التحدايت اليت تواجهها من أجل اجنازها‬
‫وحتقيقها بني ما هو ملموس أي مقدور عليه كما هو احلال فيما خيص األهداف (‪ 3‬و‪،12 ،11 ،6 ،4‬‬
‫‪ 14‬و‪ ،)17‬وبني ما هو كبري حيتاج جلهود جبارة وتنسيق مشرتك بني خمتلف املستوايت والقطاعات والفاعلني‬
‫االجتماعيني لتعزيز القدرات وحشد اجلهود ملواجهة تلك التحدايت اليت سنربزها يف املطلب املوايل ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬حتدايت التنمية املستدامة يف اجلزائر ‪:‬‬

‫بعدما اتفق قادة العامل سنة ‪ 2015‬على الوفاء اباللتزام حنو املضي قدما يف حتقيق أهداف التنمية‬
‫املستدامة السبعة عشر حبلول سنة ‪ ،2030‬قامت العديد من الدول ومنها بعض الدول العربية يف إعداد‬
‫اسرتاتيجيات للتنمية املستدامة‪ ،‬مبا يتناسب مع األوضاع االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والبيئية لكل دولة‪،‬‬
‫واالمكانيات املتاحة من موارد بشرية‪ ،‬ومالية‪ ،‬وطبيعية‪ ،‬ونظام مؤسسي‪ ،‬على أن يتم ذلك يف ظل مقاربة كلية‬
‫وشاملة ألبعاد التنمية املستدامة يف مجيع القطاعات مع ضرورة وجود التكامل فيما بينها‪ ،‬وابالعتماد كذلك‬
‫على اشراك كافة فئات الشعب يف العملية التنموية ويف اختاذ القرار‪ ،‬على شرط ضمان التوزيع العادل للثروة‬
‫والدخل القومي‪ ،‬وحتقيق العدالة يف توفري اخلدمات األساسية من مسكن‪ ،‬ومياه وصرف صحي‪ ،‬وغذاء آمن‪،‬‬
‫ومواصالت‪ ،‬وكذا خدمات اجتماعية من صحة وتعليم‪ ،‬وثقافة‪ ،‬وخلق فرص عمل لكافة فئات اجملتمع‪،‬‬
‫وبشكل عام هناك عدد من التحدايت اليت تواجه الدول والدول العربية اليت من بينها اجلزائر على وجه‬
‫اخلصوص‪ ،‬واليت تستوجب أخذها بعني االعتبار عند تصميم وصياغة االسرتاتيجيات واخلطط والسياسات‬
‫لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وميكن تصنيف هذه التحدايت وفق اآليت ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مثال ذلك ‪ :‬القانون املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية التنمية املستدامة ‪ ، 2003‬القانون املتعلق ابلتسيري والرقابة و التخلص من النفاايت‪،‬‬
‫والقانون املتعلق جبودة اهلواء ومحاية اجلو ‪ ،‬القانون املتعلق حبماية الساحل وتنميته ‪ ...‬إخل ‪.‬‬
‫‪ -2‬تتمثل هذه اهليئات واملنظمات يف‪ :‬املركز الوطين لتكنولوجيات اإلنتاج النظيف‪ ،‬املرصد الوطين للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬الوكالة الوطنية‬
‫للفضالت‪ ،‬املركز الوطين للتكوين يف البيئة‪ ،‬املركز الوطين لتنمية املوارد البيولوجية‪ ،‬اجمللس األعلى للبيئة والتنمية‪ ،‬كما مت إنشاء سنة ‪ 2000‬وزارة‬
‫مستقلة هتتم بذلك حتت مسمى وزارة البيئة وهتيئة اإلقليم ‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -1‬حتدايت اقتصادية ‪ :‬تتمثل يف املشكالت االقتصادية اليت تستوجب طرق ووسائل وآليات فاعلة‬
‫تساعد على النمو والتطور االقتصادي والوفاء مبتطلبات التنمية املستدامة ‪ ،‬ومن أمهها نذكر‪:‬‬

‫• أتثري األزمة االقتصادية العاملية وانعكاساهتا على اقتصادايت الدول ‪.‬‬


‫• التذبذب واالخنفاض يف أسعار البرتول والغاز وأتثري ذلك على الدخل القومي للدول املصدرة هلما واملعتمدة‬
‫عليهما بدرجة أساسية وكبرية‪ ،‬الوضع الذي يتطلب ضرورة تنويع وختصيب البنية االقتصادية ودفع وترية‬
‫مسلسل النمو الصناعي والزراعي واخلدمايت قصد بناء اقتصاد منتج وحيوي والتخلص من العواقب السيئة‬
‫النامجة عن تقلبات اقتصاد الريع ‪.‬‬
‫• اخنفاض حجم االستثمارات بسبب النزاعات‪ ،‬االضطرابت‪ ،‬وعدم استقرار األوضاع السياسية يف عدد من‬
‫البلدان العربية ‪.‬‬
‫• االعتماد على املنتجات الغذائية املستوردة (التبعية الغذائية لألسواق اخلارجية) لتغطية نسب معتربة من‬
‫احلاجات الغذائية ألفراد اجملتمع‪ ،‬وابلتايل ضرورة تقليص حجم فاتورة الواردات الغذائية يف مقابل تشجيع‬
‫ودعم املنتج الوطين‬
‫• عدم جاهزية النظم املالية بتصميمها احلايل لدمج االقتصاد غري املنظم‪ ،‬وحتقيق التكامل بني القطاعات‬
‫االقتصادية ومشاريع الشراكة بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬واإلصالحات اجلبائية‪ ،‬وتعزيز الشفافية واملشاركة‬
‫اجملتمعية لدعم التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫• ضعف معدل النمو االقتصادي‪ ،‬والذي يعترب من أهم املؤشرات يف التحليل االقتصادي‪ ،‬حيث يعتمد‬
‫على الناتج الداخلي اخلام كأداة لقياسه‪ ،‬إال أنه جتدر اإلشارة يف حال االقتصادايت املعتمدة بدرجة كبرية‬
‫على النفط كمصدر متويل أساسي كحال اجلزائر‪ ،‬يكون التحسني يف معدالت النمو مرهون بزايدة عوائد‬
‫البرتول‪ ،‬وهذا ما ال يعترب حمصلة انتاج حقيقي للثروة‪ ،‬وهذا ابلرغم من االصالحات املتبعة من طرف‬
‫احلكومة يف إطار برامج التنمية االقتصادية‪ ،1‬ويتضح ذلك من خالل معدالت النمو االقتصادي للسنوات‬
‫املوضحة يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪ - 1‬سهيلة حلبيب ‪ ،‬مجال لطرش ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪310‬‬

‫‪187‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول رقم (‪ : )19‬تطور معدالت النمو االقتصادي يف اجلزائر للفرتة (‪)2018-2001‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫معدل النمو‬
‫االقتصادي‪%‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫معدل النمو‬
‫االقتصادي‪%‬‬
‫املصدر ‪ :‬أطلس بياانت العامل‪ ،‬اجلزائر على املوقع‪ :‬اجلزائر‪/‬منو‪-‬إمجايل‪-‬الناتج‪-‬احمللي‪-‬الفعلي‪ar.knoema.com/atlas/‬‬

‫• تفشي ظاهرة الفساد بنوعيها املايل واإلداري داخل خمتلف أجهزة ومؤسسات الدولة ‪ ،‬وهو حتدي ذو أمهية‬
‫ابلغة نظرا النعكاساته اخلطرية على اقتصاد الدولة ككل‪ ،‬ويزداد أتثريه السليب أكثر يف الدول اليت تسعى‬
‫جاهدة لتحسني التنمية االقتصادية واالجتماعية واالنتصار على الفقر والبطالة وغريها من حتدايت التنمية‬
‫‪1‬‬
‫املستدامة‪ ،‬وقد احتلت اجلزائر يف العشرينية األخرية على مراتب غري متقدمة ضمن سلم مؤشر الشفافية‬
‫برصيد ضعيف ومنخفض من النقاط‪ ،2‬على الرغم من مصادقة اجلزائر على االتفاقيات الدولية لألمم‬
‫املتحدة واصدارها مجلة من النصوص التشريعية‪ 3‬اليت من شأهنا معاجلة هذه الظاهرة‪ ،‬فضال عن وجود‬
‫واستحداث آليات قانونية ورقابية تعىن ابلكشف عن الفساد ومكافحته والوقاية منه ‪ ،‬واجلدول املوايل يربز‬
‫تطور مؤشر مدركات الفساد ابلنسبة للجزائر ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مؤشر الشفافية أو مؤشر قياس مدركات الفساد ‪ ، CPI‬تصدره منظمة الشفافية الدولية وهي هيئة غري حكومية مقرها مبيونخ (أملانيا) ‪،‬‬
‫يعكس مدى تفشي واستفحال جرائم الفساد يف الدول وهو مدرج من صفر (فاسد جدا) إىل مائة (نزيه جدا) ‪.‬‬
‫‪ - 2‬طارق قندوز ‪ ،‬ابراهيم بلحيمر ‪ ،‬السعيد قامسي‪ ،‬االقتصاد اجلزائري حتت رمحة اثلوث الفساد والتضخم والبطالة‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لالقتصاد‬
‫واملالية‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬سبتمرب ‪ ، 2015‬جامعة حيي فارس املدية اجلزائر ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ - 3‬من أهم هذه التشريعات ‪ :‬األمر رقم ‪ 22-96‬املتعلق بقمع خمالفة التشريع والتنظيم اخلاصني ابلصرف وحركة رؤوس األموال من وإىل اخلارج‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬األمر رقم ‪ 04-97‬املتعلق بتصريح املمتلكات ‪ ،‬األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض ‪ ،‬قانون رقم ‪ 01-05‬املتعلق بتبييض‬
‫األموال ومتويل االرهاب‪ ،‬وأهم قانون يتعلق بشكل مباشر ابلوقاية من الفساد ومكافحته هو الذي صدر يف ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬حتت رقم ‪-06‬‬
‫‪ 01‬والذي تضمنت املادة ‪ 17‬منه إنشاء هيئة وطنية للوقاية من الفساد ‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول رقم (‪ : )20‬تطور مؤشر مدركات الفساد يف اجلزائر للفرتة ‪2019-2003‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫السنوات‬
‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫النقاط‬
‫‪112‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪88‬‬ ‫املرتبة‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنوات‬
‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪34‬‬ ‫النقاط‬
‫‪106‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪105‬‬ ‫املرتبة‬
‫املصدر ‪ :‬التقارير السنوية ملنظمة الشفافية الدولية‬

‫يف حني احتلت الصدارة (حسب آخر تقرير للمنظمة يناير ‪ )2020‬دول الدمنارك‪،‬نيوزيلندا‪ ،‬فلندا‪ ،‬سنغافورة‪،‬‬
‫السويد وسويسرا برصيد نقاط قدر بـ ‪ 85‬أو يزيد‪ ،‬أما الدول اليت حصلت على أدىن املراتب فهي الصومال‪،‬‬
‫سوراي‪ ،‬جنوب السودان‪ ،‬اليمن وكوراي الشمالية برصيد من النقاط مل يتجاوز ‪ ،14‬وجاءت أعلى الدرجات‬
‫على مستوى املناطق من نصيب منطقة أوراب الغربية واالحتاد األوريب حيث بلغ املعدل فيها ‪ 66‬نقطة يف حني‬
‫ظهرت أدىن الدرجات يف منطقة أفريقيا مبعدل ‪ 32‬نقطة وأوراب الشرقية وآسيا الوسطى مبعدل ‪ 35‬نقطة ‪.‬‬

‫• التضخم يف االقتصاد اجلزائري‪ ،‬والذي من بني أبرز خصائصه عدم مرونة العرض اإلنتاجي مقارنة مع ارتفاع‬
‫وترية منو الطلب االستهالكي‪ ،‬مما يؤدي إىل اللجوء لالسترياد لسد هذه الفجوة (التضخم املستورد)‪ ،‬وهذا‬
‫رغم األموال الطائلة اليت رصدت لدعم املؤسسة االقتصادية وهتيئة البىن التحتية هبدف حتفيز االنتاج الوطين‪،‬‬
‫وعن تطور معدالت التضخم يف اجلزائر نستعني ابجلدول املوايل لتوضيح ذلك ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ : )21‬تطور معدالت التضخم يف اجلزائر للفرتة ‪2019 -1995‬‬

‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫السنوات‬
‫‪4.26‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪4.22‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫‪4.95‬‬ ‫‪5.73‬‬ ‫‪18.67 29.77‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنوات‬
‫‪8.89‬‬ ‫‪4.52‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫‪5.73‬‬ ‫‪4.86‬‬ ‫‪3.67‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫‪1.38‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنوات‬
‫‪4.0‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪4.78‬‬ ‫‪2.91‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫املصدر ‪ :‬التقارير السنوية للبنك الدويل‬

‫‪189‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬حتدايت اجتماعية ‪ :‬من أمهها ‪:‬‬

‫• تفاقم حدة الفقر ‪ :‬وألجل ذلك ال بد من مواصلة االصالحات والسياسات اهلادفة ملكافحة الفقر يف‬
‫اجلزائر قياسا على النتائج احملققة يف هذا اجملال كما هو مبني يف اجلدول أدانه‪ ،‬سواءا كانت هذه‬
‫السياسات على املستوى االقتصادي (برامج التنمية واالنعاش االقتصادي) أو االجتماعي (الشبكة‬
‫االجتماعية‪ ،‬الصندوق اخلاص ابلتضامن االجتماعي‪ ، )...‬ابالضافة إىل برامج أخرى تسعى إىل مكافحة‬
‫هذه الظاهرة على غرار املخطط الوطين للتنمية الريفية املستدامة ‪ ،...‬وابلرغم مما أاتحته هذه السياسات‬
‫من حتسن بعض املؤشرات واملتغريات اليت حتدد درجة تفشي الفقر داخل اجملتمع اجلزائري‪ ،‬إال أهنا ما‬
‫زالت قاصرة عن حتقيق تنمية اجتماعية شاملة واالرتقاء ابلغالبية من أفراد اجملتمع إىل ما هو عليه أمثاهلم‬
‫يف الدول املتقدمة ‪ ،‬واجلدول املوايل يوضح تطور معدالت الفقر يف اجلزائر ‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ : )22‬تطور معدالت الفقر يف اجلزائر خالل الفرتة (‪2016-2000‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنة‬
‫‪17.16 18.23 18.75‬‬ ‫‪16.6 18.15 19.76‬‬ ‫‪20.9 21.15 22.18‬‬ ‫معدل‬
‫الفقر‬
‫‪%‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنة‬
‫‪12.87 10.69‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪10.5‬‬ ‫‪10.8‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫معدل‬
‫الفقر‬
‫‪%‬‬
‫املصدر ‪ :‬التقارير السنوية للبنك الدويل‬
‫ويف هذا السياق ينبغي على احلكومة االرتقاء حنو تبين اسرتاتيجية واضحة وفعالة ملكافحة الفقر‪ ،‬وليس‬
‫جمرد سياسات استهالكية وظرفية تستنزف اخلزينة العمومية وليس العائد من ورائها إال شراء السلم‬
‫االجتماعي وتغطية اجلوانب السلبية يف األداء احلكومي وحنو ذلك‪ ،‬بل جيب أن هتدف يف جمملها إىل‬
‫تعزيز التغيري االجتماعي واالقتصادي املستدام‪ ،‬ولعل اختاذ السياسات وتطوير الربامج اليت من شأهنا‬
‫تشجيع بروز وانتشار مشاريع املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر أن يكون هلا أتثري متعدد األبعاد ويساهم يف‬
‫التقليل من حدة الفقر‪ ،‬وهذا ابعتبار أن هذا األخري (الفقر) ظاهرة مصطنعة يف اجلزائر إذا ما نظران‬
‫للقدرات واالمكاانت املتوفرة من جهة وللتعاليم والقيم الدينية االسالمية من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫• تفشي البطالة ‪ :‬اختلفت زوااي نظر الباحثني لظاهرة البطالة ما إذا كانت ظاهرة اجتماعية‪ ،‬أم اقتصادية‪،‬‬
‫أو سياسية‪ ،‬يف مقابل ذلك أمجعوا على أهنا تعترب من أخطر التحدايت اليت ابتت تواجه الدول‪ ،‬ذلك‬
‫ألهنا بلغت مستوايت ميكن أن ينجر عنها الكثري من االضطراابت واألزمات ال سيما وأهنا تعد السبب‬
‫األول لتفاقم ظاهرة الفقر اليت تشكل التحدي األبرز خلطة التنمية املستدامة ‪ ، 2030‬والشيء امللفت يف‬
‫ذلك مؤخرا أهنا مل تعد تقتصر على األفراد غري املتعلمني أو املؤهلني فحسب‪ ،‬بل امتدت حىت إىل ذوي‬
‫الشهادات العليا من خرجيي اجلامعات واملعاهد ‪ ،‬ويذكر أن اجلزائر اختذت العديد من االجراءات والصيغ‬
‫للحد من تفشي البطالة (سياسات دعم تشغيل الشباب‪ ،‬عقود ما قبل التشغيل‪ ،‬عقود االدماج ‪،)...‬‬
‫حيث وعلى الرغم من تسجيل اخنفاض حمسوس يف معدالهتا إال أهنا لزالت مرتفعة كما يوضحه اجلدول‬
‫املوايل ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ : )23‬تطور معدالت البطالة يف اجلزائر خالل الفرتة (‪)2018-2001‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنة‬
‫‪10 11.30 13.80 12.30 15.30 17.70 23.89 25.89 27.79‬‬ ‫معدل‬
‫البطالة‬
‫‪%‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنة‬
‫‪11.7 11.69 11.50 11.90 10.60‬‬ ‫‪9.80‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫معدل‬
‫البطالة‬
‫‪%‬‬
‫املصدر ‪ :‬التقارير السنوية للبنك الدويل‬
‫ما يالحظ على طبيعة املناصب اليت مت انشاؤها أن معظمها مؤقتة‪ ،‬متمركزة يف اإلدارات على حساب‬
‫القطاعات املنتجة للثروة (الصناعة والفالحة ‪ ،)..‬وحىت األعداد الكبرية من املشاريع اليت أنشأت يف إطار‬
‫أجهزة الدعم واملرافقة املقاوالتية جلها مل حيقق االستدامة والنتائج اليت سطرت ألجلها‪ ،‬األمر الذي يستدعي‬
‫إعادة النظر يف تلك السياسات املتخذة وإجراء الدراسات والبحوث امليدانية هبدف رسم اسرتاتيجية شاملة‬
‫تضم حلوال مبتكرة متكن من معاجلة ظاهرة البطالة بشكل جذري وهذا ما ترمي إليه املقاوالتية االجتماعية‬
‫كذلك ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫• النمو السكاين وضرورة حتقيق التوازن بينه وبني التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ :‬حيث يتوقع أن يتجاوز‬
‫التعداد السكاين يف اجلزائر عتبة الـ ‪ 50‬مليون نسمة آفاق ‪ ،12030‬وهذا ما يعين زايدة يف االحتياجات‬
‫املتعددة واملختلفة واليت تستوجب رصدها والتخطيط هلا مسبقا ضمن إطار أهداف التنمية املستدامة‬
‫‪ ،2030‬يف ظل مقاربة ديناميكية تشمل مجيع القطاعات والفاعلني مبا يف ذلك القطاع اخلاص والقطاع‬
‫الثالث (منظمات االقتصاد االجتماعي والتضامين) ومجيع الفاعلني يف اجملتمع املدين‪ ،‬قصد تطوير حلول‬
‫مبتكرة وانجعة سواءا على املستوى احمللي أو الوطين ‪.‬‬
‫• العدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص ودمج كافة فئات الشعب يف عملية اختاذ القرار ويف عملية التنمية‪،‬‬
‫وتشجيع االستثمارات يف كافة املناطق إلضفاء التوازن يف توزيع السكان وتوجيه االستثمارات حسب‬
‫خصوصية كل منطقة ‪.‬‬
‫• تعزيز دور األسرة‪ ،‬الشباب واملرأة‪ ،‬والطبقات املهمشة وذوي االحتياجات اخلاصة يف بناء اجملتمع والتنمية‬
‫املستدامة ‪.‬‬
‫• ضرورة ترقية مستوى التعليم وجودته ‪ ،‬ونشر الوعي والثقافة الداعمة لعملية التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫• مستوى اخلدمات الصحية والتأمني الصحي لكافة فئات الشعب خاصة للمرأة والفئات الفقرية واملهمشة‪،‬‬
‫وذوي االحتياجات اخلاصة وأصحاب املعاشات ‪.‬‬
‫• اخلدمات الالزمة ملتوسطي الدخل والطبقات الفقرية واملهمشة من سكن‪ ،‬ومواصالت‪ ،‬وفرص عمل الئقة‪،‬‬
‫وخدمات اجتماعية وثقافية ‪.‬‬
‫• ظاهرة االكتظاظ يف املدن الكربى وكذا األحياء العشوائية‪ ،‬وجيوب الفقر نتيجة اهلجرة الداخلية ابجتاه‬
‫املناطق احلضرية ‪.‬‬
‫• استقطاب وحتفيز القدرات والكفاءات الالزمة لدعم مسار التنمية املستدامة ‪ ،‬واحلد من ظاهرة هجرة‬
‫األدمغة واهلجرة السرية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تصريح وزير الصحة اجلزائري يف ذكرى إحياء اليوم العاملي للسكان ابجلزائر املصادف لـ ‪ 11‬جويلية من كل سنة‪ ،‬وكالة األنباء اجلزائرية‪ ،‬متوفر‬
‫على الرابط‪ http://www.aps.dz/ar/sante-science-technologie/45417-2017-07-11-11-13-06 :‬اتريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2020/02/27‬‬

‫‪192‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫• تعزيز التواصل بني اجملتمع العلمي وصانعي القرار ودعم البحث العلمي وروح التنافسية العلمية مبا يساعد‬
‫على ربط أبعاد التنمية املستدامة وتطوير السياسات واملناهج التنموية ورصد وتقييم آاثرها على االنسان‬
‫واجملتمعات واإلرث الثقايف‪. 1‬‬

‫‪ -3‬حتدايت بيئية ‪ :‬تتمثل أبرز التحدايت البيئية للجزائر تبعا اللتزامات التنمية املستدامة يف اآليت ‪:‬‬

‫• تفاقم حدة التلوث البيئي‪ :‬وأييت ذلك يف الغالب من جراء إمهال االعتبارات البيئية يف الربامج التنموية‪،‬‬
‫وألجل ذلك قامت اجلزائر بعدة مبادرات وتدابري قانونية وجبائية حلماية البيئة ومكافحة التلوث البيئي وفق‬
‫مقتضيات التنمية املستدامة‪ ،2‬ويبقى ذلك كله مسؤولية تقع على عاتق اجلميع‪.‬‬
‫• األضرار البيئية النامجة عن تدهور املوارد الطبيعية وسوء استخدامها‪ ،‬بسبب الطلب املتزايد عليها بفعل تغري‬
‫املناخ وشح املياه والتصحر‪ ،‬ابإلضافة إىل النمو السكاين وجممل الظروف املؤثرة على األمن الغذائي واملائي‬
‫وأمن الطاقة‪. 3‬‬
‫• مشكل النفاايت أبنواعها ‪ ،‬والذي يشكل حتدي كبري حنو اقامة مدن مستدامة كما دعت إلية أجندة‬
‫التنمية املستدامة ‪ ،2030‬خصوصا وأن األمر مل يعد يتعلق ابحللول الفنية فقط (الردم‪ ،‬حرق ‪ )..‬اليت تنتج‬
‫آاثر على املناخ والصحة والسالمة‪ ،‬بل ال بد من حلول ابتكارية إلعادة استخدامها وتدويرها ‪.‬‬
‫• زايدة معدالت انبعااثت غازات االحتباس احلراري نتيجة االستخدام املتزايد للطاقة االحفورية ‪ ،‬األمر الذي‬
‫يطرح ضرورة تقييم األثر البيئي للمشاريع التنموية وكذا حتدي اللجوء واالستثمار يف الطاقات النظيفة‬
‫واملتجددة‪.‬‬
‫• زايدة معدالت التصحر وتدهور األراضي وتراجع صفات الرتبة الزراعية وقدراهتا االنتاجية‪ ،‬وفقدان الغطاء‬
‫النبايت والتنوع البيوجلي ‪.‬‬
‫• تلوث البحار وانعكاسات ذلك على البيئة العامة والثروة السمكية‪،‬ومستوى التبادل االقتصادي بني الدول‪.‬‬
‫• التوسع العمراين غري املخطط له على حساب التدهور البيئي وفقدان التنوع البيولوجي‪ ،‬مما يؤثر على صحة‬
‫البشر ورفاههم وعلى التنمية االقتصادية والبيئية بشكل عام ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تقرير املنتدى العريب للتنمية املستدامة لعام ‪" ، 2018‬املوارد الطبيعية واألجيال املقبلة والصاحل العام"‪ ،‬بيت األمم املتحدة‪ ،‬بريوت ‪26-24 ،‬‬
‫أفريل ‪ ، 2018‬ص ‪5‬‬
‫‪ - 2‬اجلودي صاطوري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪307‬‬
‫‪ - 3‬تقرير املنتدى العريب للتنمية املستدامة لعام ‪ ، 2018‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪7‬‬

‫‪193‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫• نقص الوعي لدى أفراد اجملتمع أبمهية البعد البيئي وعالقته بتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية ودعم‬
‫مسار التنمية املستدامة وأثر ذلك على رفاهية االنسان ‪.‬‬

‫‪ -4‬حتدايت مؤسسية ‪:‬‬

‫• نظام حوكمة جيد يعمل من خالل مؤسسات تدار بكفاءة ويف ظل إطار من الشفافية‪ ،‬واحملاسبة‪ ،‬واملشاركة‬
‫اجملتمعية ‪.‬‬
‫• اسرتاتيجيات متكاملة ومرتابطة طويلة األمد واليت متل آليات التمويل والتنفيذ‪ ،‬املتابعة والتقييم ‪.‬‬
‫• منهجية واضحة إلعداد اخلطط والربامج ‪ ،‬ومتابعة تنفيذها ‪.‬‬
‫• ضعف النظام املايل احلايل على حتقيق االستدامة املالية للسياسات واخلطط والربامج لدعم تنفيذ التنمية‬
‫املستدامة ‪.‬‬
‫• منظومة األمن القومي والسلم واالستقرار ‪.‬‬
‫• عدم توافر املعلومات والبياانت الدقيقة ويف صورة مناسبة لدعم اختاذ القرار ‪.‬‬

‫‪ -5‬حتدايت اقليمية ودولية ‪ :‬هناك عدد من التحدايت اليت تواجه الدول العربية على وجه اخلصوص لتحقيق‬
‫التنمية املستدامة ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫• استمرار االحتالل الصهيوين لألراضي الفلسطينية والعربية ‪.‬‬


‫• االضطرابت وعدم استقرار األوضاع السياسية واألمنية يف بعض دول املنطقة العربية ‪.‬‬
‫• احلاجة إىل اسرتاتيجيات عربية تعمل على دعم التعاون والتكامل العريب ‪.‬‬
‫• تنفيذ االلتزامات الدولية واالقليمية اجتاه االتفاقيات املتعلقة ابلبيئة والتنمية املستدامة ووضع اآلليات الالزمة‬
‫لذلك مبا يضمن توافقها مع االمكاانت والسياسات احمللية ‪.‬‬
‫• مشكلة الالجئني وما تشكله من أعباء إضافية على اقتصادايت الدول املضيفة ‪.‬‬
‫• االنسجام السياسي بني الدول حول العديد من القضااي اجلوهرية واألزمات يف املنطقة العربية والعامل ‪ ،‬مما‬
‫حيد من آفاق وبرامج التكامل يف اجملاالت التنموية االقتصادي واالجتماعية‪.1‬‬

‫‪ - 1‬اإلطار اإلسرتشادي العريب لدعم تنفيذ خطة التنمية املستدامة ‪ ، 2030‬مرجع سبق ذكره‬

‫‪194‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬عالقة املقاوالتية االجتماعية ابلتنمية املستدامة‬

‫نتطرق يف هذا املبحث لعالقة املقاوالتية االجتماعية ابلتنمية املستدامة من خالل إبراز جانبني مهمني ذا‬
‫صلة بكل من متغريي العالقة‪ ،‬أال ومها ‪ :‬جانب املسؤولية االجتماعية للمقاولة ‪ ،‬وجانب االستدامة فيها ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬املسؤولية االجتماعية للمقاولة ‪:‬‬

‫سبق وأن طرحنا تعاريف للمسؤولية االجتماعية يف الفصل السابق وبينا نظرتنا فيما خيص الفرق‬
‫اجلوهري والدقيق بينها وبني املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬وألهنما يف األخري أي املقاولة املسؤولة اجتماعيا واملقاولة‬
‫االجتماعية يفرتض أن حيققان نفس النتائج اهلادفة يف جمملها إىل املسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وهو‬
‫اهلدف األساسي الذي نسعى إلثبات صحته أو نفيه من خالل دراستنا هذه‪ ،‬كما أهنما يشرتكان يف نفس‬
‫املنطق القائم على عدم تركيز كل اهتمامات املنظمة على حتقيق البعد االقتصادي للنشاط املتمثل أساسا يف‬
‫تعظيم األرابح دون االكرتاث ابألبعاد األخرى االجتماعية والبيئية‪ ،‬ويف مقابل ذلك عدم اقتصار نشاط‬
‫منظمات القطاع الثالث (االقتصاد التضامين) على القيام ابألنشطة ذات القيمة واألثر االجتماعيني دون‬
‫التفكري فيما حيقق االستدامة واالستقاللية املالية والذاتية لتلك األنشطة ‪.‬‬

‫إن النظرة التقليدية واملنطق الذي ساد قبل ظهور مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬املعرب عليه ابجلملة الشهرية اليت‬
‫أوردها "ميلتون فريدمان" يف كتابه الرأمسال واحلرية بقوله ‪" :‬إن املسؤولية االجتماعية الوحيدة للمقاولة هي‬
‫حتقيق الربح"‪ ،1‬أصبح متجاوزا يف عاملنا اليوم الذي أضحى يتسم بتداخل وترابط املصاحل بني املقاولة وأصحاب‬
‫املصاحل اآلخرين‪ ،‬بشكل ينفي أن تطبيق برامج املسؤولية االجتماعية من قبل املقاولة هو التزام وعبئ تتحمله‪،‬‬
‫بل ابلعكس التزام طوعي يزيد يف األداء االقتصادي هلا وحيسن من تنافسيتها وابلتايل استمراريتها ومنوها‬
‫واستدامتها ‪ ،‬ويف هذا الصدد يقول "هنري فورد"‪ :‬جيب على املقاولة أن حتقق الربح وإال ستزول‪ ،‬ولكن إذا‬
‫كان مشروعها التجاري قائم على حتقيق الربح فقط فإهنا سوف تزول كذلك"‪ ،2‬فهو يقصد أن ذلك سيكون‬
‫على حساب عماهلا وجمتمعها‪.‬‬

‫وتتجلى عالقة املقاولة املسؤولة اجتماعية ابلتنمية املستدامة من خالل مايلي ‪:‬‬

‫‪1 - J.GUY , L intégration de la RSE par les organisation d économie sociale du secteur des services‬‬
‫‪financiers, mémoire maitrise en administration des affaires , université du Québec Montréal , 2009 , p 22‬‬
‫‪2 - A. FUSTIK, La responsabilité sociale d entreprise est une richesse et de performance pour les PME,‬‬
‫‪Livre blanc, Edite par L agence Lucie et L IFEC, 2012 , p 22‬‬

‫‪195‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -1‬تعريف املقاولة املسؤولة اجتماعيا ‪:‬‬

‫تعرف املقاولة املسؤولة اجتماعيا أبهنا "عملية تتألف من اإلستخدام املبتكر‪ ،‬مزيج من املوارد‪ ،‬واستغالل‬
‫الفرص‪ ،‬اليت هتدف إىل التغيري االجتماعي لصاحل احتياجات االنسان األساسية بطريق مستدامة"‪ ،1‬أو هي‬
‫املقاولة اليت توازي بني الربح واحرتام جمموعة من املعايري غري مالية كاحملافظة على املوارد الطبيعية‪ ،‬املسامهة يف‬
‫برامج تنموية جمتمعية‪ ،‬تنمية مواردها البشرية‪ ،‬التشجيع على أتسيس ودعم املقاوالت الصغرى‪ ،‬املسامهة يف‬
‫توفري شروط العيش الكرمي للفئات األكثر تضررا يف اجملتمع ‪ ،...‬فاملقاولة املسؤولة اجتماعيا ال تكتفي فقط من‬
‫خالل أنشطتها ابالمتثال ملا تلزمها به القوانني ‪ ،‬بل جيب عليها أن تذهب أبعد من ذلك من خالل االستثمار‬
‫أكثر يف الرأمسال البشري ويف عالقتها مع أصحاب املصاحل (الرأمسال االجتماعي) وتقرير محاية البيئة واحمليط‬
‫الذي تعمل فيه‪ ،‬أي أن املقاولة املسؤولة اجتماعيا تسعى دوما ألداء واجباهتا االقتصادية واالجتماعية‬
‫اب العتماد على معايري مثالية تراعي حقوق كل أصحاب املصلحة من مستهلكني وعمال وموردين وحكومة‬
‫وجمتمع مدين ‪ .‬وهناك عدة طرق للجمع بني املسؤولية االجتماعية وحتقيق العوائد منها ‪:‬‬

‫‪ -‬تطوير نشاط املقاولة ابالعتماد على االبتكارات املسؤولة‪ ،‬وكذا الشراكات مع الفاعلني من منظمات‬
‫اجملتمع املدين (مقاوالتية اجتماعية) ؛‬
‫‪ -‬االستهالك العقالين والرشيد للطاقة واملواد اخلام وحتقيق نوع من االقتصاد فيها ؛‬
‫‪ -‬احلد من املخاطر بكل أشكاهلا (حوادث‪ ،‬نفاايت‪ )... ،‬؛‬
‫‪ -‬تنمية رأس املال الفكري ‪ 2‬والتعزيز النوعي لرأس املال االجتماعي ‪.‬‬

‫وعن العالقة بني مفهوما املسؤولية االجتماعية والتنمية املستدامة‪ ،‬فبالنظر جملال تطبيق املسؤولية االجتماعية‬
‫الذي يشمل العناصر التالية‪:3‬‬

‫‪ -‬احرتام البيئة‪ :‬مكافحة التلوث ‪ ،‬اإلدارة الرشيدة للفضالت‪ ،‬االستغالل العقالين للموارد ‪.‬‬
‫‪ -‬األمان عند عملية اإلنتاج وخصائص املنتجات‪. 4‬‬

‫‪1 - Mair. J & Marti , Social entrepreneurship : What are we talking about ? A framework for future research ,‬‬
‫‪Working Paper , IESE Business School , University of Navarra Spain , 2004 , p 06‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- A. FUSTIK , Op , cit , p 22‬‬
‫‪3 - Alain Chauveau & Jean Jacques Rose, L entreprise responsable , edition d organisation , paris , France ,‬‬
‫‪2003, p 49‬‬
‫‪ - 4‬يشري مصطلح األمان إىل مراعاة الشروط الصحية وسالم ة املنتجات مما ميكن أن يسبب ضررا للمستهلك والبيئة ‪ ،‬فنقول األمن الغذائي إشارة‬
‫للكم ‪ ،‬واألمان الغذائي إشارة للنوع واجلودة ‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬إثراء احلوار االجتماعي‪ ،‬تكافؤ الفرص‪ ،‬حتسني ظروف العمل‪ ،‬أنظمة األجور‪ ،‬تنمية املوارد البشرية‬
‫(تدريب‪ ،‬تعلم‪ ،‬تطوير)‪ ،‬حتسني اخلدمة للزابئن ‪....‬‬
‫‪ -‬احرتام حقوق االنسان‪ ،‬احرتام القوانني القوانني الدولية حلقوق العامل‪ ،‬مكافحة عمل األطفال ‪..‬‬
‫‪ -‬االلتزام أبخالقيات اإلدارة‪ :‬الشفافية ‪ ،‬االفصاح ‪ ،‬مكافحة الرشوة و تبييض األموال ‪.‬‬
‫‪ -‬االندماج يف اجملتمع من خالل التنمية احمللية واملسامهة يف التقليل من حدة العديد من املشاكل االجتماعية‬
‫‪ -‬التحاور والتشاور مع أصحاب املصاحل ‪.‬‬
‫‪ -‬االنضمام إىل املقاييس العاملية املتعلقة ابلبيئة واملسؤولية االجتماعية ‪.‬‬

‫جند ونالحظ أهنا نفس العناصر تقريبا اليت تشملها املفاهيم املتعلقة ابلتنمية املستدامة‪ ،‬مما يدل على أن العالقة‬
‫بني املفهومني عالقة تكاملية‪ ،‬وأن املسؤولية االجتماعية متثل شكال من أشكال املسامهة يف التنمية املستدامة‬
‫ومن أهم أدواهتا‪ ،‬ذلك أل ن الكثري من متطلبات التنمية املستدامة جتد تطبيقاهتا يف املسؤولية االجتماعية‪،1‬‬
‫واليت تتميز بوجهني رئيسيني‪ :‬حوار وتلبية لتطلعات األطراف ذات املصلحة من جهة‪ ،‬وتوسيع جمال االهتمام‬
‫ليشمل اجلانب البيئي واالجتماعي ضمن اطار مفهوم التنمية املستدامة من جهة أخرى ‪.‬‬

‫ونظرا للخصائص اليت تتميز هبا املقاوالت عن غريها من املنظمات وهذا بوصفها مؤسسات انشئة أو صغرية‬
‫ومتوسطة‪ ،‬فإن املسؤولية االجتماعية هبا كذلك هلا ما مييزها ‪ ،‬ومن ذلك نذكر ‪:2‬‬

‫‪ -‬مسري املؤسسة (املقاول) هو املسؤول األول عن إدماج املسؤولية االجتماعية ومتابعة تنفيذها‪ :‬حيث‬
‫يلعب مسري املؤسسة دورا حامسا يف تبين مفهوم املسؤولية االجتماعية وذلك بناءا على مدى إدراكه‬
‫وإحساسه مبسؤوليته اجتاه اجملتمع والبيئة‪ ،‬أين تنبع قرارته غالبا عن قناعات شخصية‪ ،‬وبشكل أعم من‬
‫فكرة أن مؤسسته جيب أن تستجيب ملطالب وضغوط األطراف ذات املصلحة‪ ،‬حيث أيخذ على عاتقه‬
‫االتصال ومتابعة األنشطة املتعلقة ابملسؤولية االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع اجملاالت اليت تشملها املسؤولية االجتماعية وبروز البعد القطاعي فيها‪ :‬تتنوع جماالت املسؤولية‬
‫االجتماعية يف املقاوالت (املؤسسات الصغرية واملتوسطة) حسب نوع الضغوط اليت أدت إىل تبين هذا‬
‫املفهوم‪ ،‬وهي ابلتايل منسقة وفق خصائص القطاع اليت تعمل فيه املؤسسة ‪ ،‬فاإلنتماء إىل قطاع معني‬

‫‪ - 1‬علي بن حكوم و عبد اجمليد بدري ‪ ،‬مسامهة املسؤولية االجتماعية للمنظمات يف التنمية املستدامة – دراسة حالة مؤسسة صناعة األانبيب‬
‫‪ ALFA PIPE‬غرداية ‪ ،‬جملة جماميع املعرفة‪ ،‬اجمللد ‪ 5‬عدد ‪ ، 2‬املركز اجلامعي تيندوف‪ ، 2019 ،‬ص ‪13-12‬‬
‫‪2 - Anne Peeters , La responsabilité sociale des entreprises dans les PME , Revue des document publics et‬‬
‫‪prives de nature non académique, Observation social européen (OSE), 2006 , p 55-60‬‬

‫‪197‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مهم جدا ألن ظهور فكرة ما يف أي مؤسسة ينتقل بسرعة إىل بقية املؤسسات‪ ،‬غري أن املبادر يستفيد من‬
‫آاثر إجيابية أكثر من املؤسسات األخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬إضفاء الطابع الرمسي للمسؤولية االجتماعية واللجوء إىل أدوات التقييس ضعيف‪ :‬حيث أن معايري التقييم‬
‫غري معروفة بشكل جيد لدى مسريي أغلب املؤسسات‬ ‫‪ISO 26000‬‬ ‫املتعلقة ابملسؤولية االجتماعية مثل‬
‫الصغرية واملتوسطة ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية االتصال يف املؤسسة املقاولة هي عملية شخصية أكثر منها اسرتاتيجية‪ :‬وذلك ابملقارنة مع‬
‫املؤسسات الكبرية‪ ،‬حيث يتطلب تطبيق املسؤولية االجتماعية تسويقا جيدا لتسيري احلوار مع األطراف‬
‫ذات املصاحل بشكل أفضل ‪.‬‬
‫‪ -‬املسؤولية االجتماعية قريبة من مفهوم اإلدارة ابلقيم ‪ :‬يسرتشد تطبيق املسؤولية االجتماعية يف املؤسسات‬
‫الصغرية واملتوسطة مببادئ اإلدارة ابلقيم‪ ،‬والسيما يف املؤسسات األكثر إبداعا وابتكارا (املؤسسات‬
‫الناشئة) ‪.‬‬
‫‪ -‬يلعب األطراف ذات املصلحة دورا رئيسيا ‪, :‬ذلك من انحية قوة التأثري على إدماج املسؤولية االجتماعية‬
‫إما اجيااب أو سلبا ‪ ،‬فمن جهة تشجع املقاوالت على تبنيها من خالل الضغط عليها ‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫تثبطها نتيجة كثرة مطالبها ‪.‬‬

‫‪ -2‬أمهية املسؤولية االجتماعية للمقاولة ‪:‬‬

‫إن سعي املقاولة حنو تبين برامج فعالة للمسؤولية االجتماعية يعد استثمارا طويل األمد من شأنه أن‬
‫حيقق هلا العديد من املكاسب‪ ،‬على رأسها حتسني صورهتا يف اجملتمع وحصوهلا على السمعة اجليدة مبا يؤثر‬
‫اجيااب على التزامات عمالئها معها ومردودية عماهلا اجتاهها‪ ،‬وهذا ما يفضي لزايدة قدراهتا التنافسية أمام‬
‫املقاوالت األخرى‪ ،‬اضافة إىل أن تبين املقاولة للتوجه البيئي ضمن اسرتاتيجيتها للمسؤولية االجتماعية سيؤدي‬
‫إىل حتسني مناخ العمل السائد فيها وجيعل منتجاهتا ذات جودة وحمافظة للبيئة ال مضرة هبا‪ ،‬كما يعد ذلك‬
‫عامال مهما لوقايتها من املخاطر وخفض التكاليف‪ ،‬ذلك ألن احلرص على اجلودة وحسن استغالل املوارد‬
‫ينعكس بشكل مباشر على مستوى األداء املايل نظرا لوجود ارتباط وثيق بني االهتمام ابلعاملني السيما من‬
‫اجلانب النفسي واألداء االقتصادي‪(1‬انتاجية عالية للعاملني)‪ ،‬كما أن األخذ بعني االعتبار لتطلعات اجملتمع‬

‫‪1 - A. Fercoq , contribution a la modélisation de l intégration Lean green appliquée au management des‬‬
‫‪déchets, pour une performance équilibre (économique, environnementale, sociale) , thèse de doctorat , Ecole‬‬
‫‪Nationale Supérieur Arts et Métiers Paris , 2014 , p 50‬‬

‫‪198‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والتحلي مبسؤولية أكرب اجتاهه من شأنه أن جينب املقاولة الدخول معه يف صراعات قد هتدد منوها وبقاءها ‪،‬‬
‫فاستدامة املقاوالت اليوم أضحت ترتكز ابإلضافة اىل اجلانب املايل على اتباع هنج شامل يراعي األبعاد‬
‫االجتماعية والبيئية‪.1‬‬

‫وللمقاولة املسؤولة اجتماعيا أثر إجيايب على الدولة واجملتمع‪ ،‬فبالنسبة للدولة يؤدي زايدة اهتمام‬
‫املقاوالت ابلدور االجتماعي إىل ختفيف األعباء اليت تتحملها الدولة يف سبيل أداء مهامها املختلفة يف إطار‬
‫السياسات العامة اجتاه جمتمعها واليت هتدف إلحداث تنمية شاملة ومستدامة‪ ،‬األمر الذي ينبغي أن يؤهلها‬
‫للحصول على صورة جيدة لدى السلطات العمومية وميكنها من احلصول على بعض االمتيازات كتحفيز‬
‫وتشجيع هلا على ذلك‪ ،‬وأما ابلنسبة للمجتمع فتؤدي اجلهود اليت تبذهلا املقاوالت يف سبيل االضطالع‬
‫مبسؤولياهتا االجتماعية إىل حتقيق مجلة من الفوائد أمهها ‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز احلقوق األساسية (الصحة ‪ ،‬التعليم‪ ،‬حقوق العاملني ‪. )...‬‬


‫‪ -‬املسامهة يف التنمية اجملتمعية واحملافظة على البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬زايدة التكافل االجتماعي بني خمتلف شرائح اجملتمع مع خلق شعور عايل ابالنتماء ال سيما من قبل‬
‫الفئات الفقرية واملهمشة وذوي االحتياجات اخلاصة‬
‫‪ -‬ازدايد الوعي أبمهية االندماج والتعاون بني املقاوالت من جهة ومنظمات اجملتمع املختلفة وخمتلف الفئات‬
‫ذات املصلحة من جهة أخرى للمسامهة يف التنمية اجملتمعية‪ ،‬واجياد احللول املستدامة للمشاكل‬
‫االجتماعية وامكانية حتويلها إىل فرص وأرابح‪.2‬‬
‫‪ -‬زايدة الرتابط االجتماعي وازدهار اجملتمع على خمتلف املستوايت‪ ،‬كون املسؤولية االجتماعية مرتبطة‬
‫مبفاهيم أساسية منها تقليل السرية يف العمل (االفصاح) وزايدة الشفافية والصدق يف التعامل ‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني نوعية اخلدمات املقدمة للمجتمع‪.3‬‬
‫‪ -‬املقاولة املسؤولة اجتماعيا رافعة أساسية للتنمية املستدامة يف بيئة األعمال ‪.‬‬

‫‪1 - F. Taoukif , Analyse perceptuelle des déterminants de l engagement sociétal des entreprises marocaines‬‬
‫‪labellisées RSE : de la performance au développement durable – cas du Maroc , Université Moulay Ismail /‬‬
‫‪sud Toulon van , Meknès , 2014 , p 88‬‬
‫‪2 - J.Ernult , A.Ashta , Développement durable , responsabilité sociétale de l entreprise , théorie des parties‬‬
‫‪prenantes : évolution et perspectives , groupe ESC Dijon Bourgogne , 2007, p 12‬‬
‫‪ - 3‬عبد الرزاق موالي خلضر و بوزيد سايح ‪ ،‬دور االقتصاد االسالمي يف تعزيز مبادئ املسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬جملة الواحات للبحوث‬
‫والدراسات ‪ ،‬العدد ‪ ، )2011( 12‬جامعة غرداية ‪ ،‬ص ‪56‬‬

‫‪199‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3‬أبعاد املسؤولية االجتماعية للمقاولة‪:‬‬

‫هناك ثالثة أبعاد أساسية للمسؤولية االجتماعية للمقاوالت هي ‪:‬‬

‫‪ 1-3‬البعد االقتصادي ‪ :‬ال يشري هذا البعد إىل الربح كجانب من جوانب األعمال التجارية‪ ،‬إمنا يشري إىل‬
‫االلتزام مبمارسات أخالقية داخل املقاوالت مثل احلوكمة املؤسسية‪ ،‬ومنع الرشوة والفساد‪ ،‬ومحاية حقوق‬
‫املستهلك‪ ،‬واالستثمار األخالقي‪ ،1‬أي أنه يشري إىل جمموعة العمليات األنشطة والربامج واإلجراءات‬
‫والسياسات ذات الطبيعة االقتصادية واليت أتخذ بنظر االعتبار التوجه االجتماعي أو االلتزام االجتماعي‬
‫املرتتب على املقاولة مبا حيقق األداء االقتصادي هلا واملتمثل يف زايدة املبيعات وحتسني االنتاجية وابلتايل ضمان‬
‫استمرارية نشاطها واستدامة العائد واألرابح‪ ،‬ومن أهم متغريات البعد االقتصادي ما يلي‪:‬‬

‫• القدرات الداخلية‪ :‬ويقصد هبا الربامج واألنشطة والسياسات اليت تعزز من القدرات الداخلية للمنظمة ذات‬
‫االطار االجتماعي‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك ‪ :‬تعزيز هيكل العالقات اخلارجية‪ ،‬وضع منظومة التشريع‬
‫والقوانني‪ ،‬نشر الثقافة التنظيمية‪ ،‬إنشاء قسم للمسؤولية االجتماعية ‪.‬‬
‫• املوارد البشرية‪ :‬ويقصد هبا صياغة اسرتاتيجية املوارد البشرية على ضوء مفاهيم املسؤولية االجتماعية‪،‬‬
‫وانعكاس ذلك يف إجراءات التعيني‪ ،‬والتطوير واالحتفاظ والقواعد القانونية ‪.‬‬
‫• بيئة العمل‪ :‬ويقصد هبا توفري الظروف الداخلية املالئمة ألداء العاملني وحتفيزهم حنو األداء األفضل ‪ ،‬من‬
‫خالل توفري الظروف اآلمنة يف موقع العمل‪ ،‬وتوفري اخلدمات االجتماعية املالئمة‪ ،‬ومتطللبات السالمة‬
‫والروح املعنوية ‪.‬‬
‫• اهليكل السائد‪ :‬ويقصد به إدراج األنشطة االجتماعية املساندة لعمليات املنظمة‪ ،‬من خالل فرص املشاركة‬
‫يف اختاذ القرار‪ ،‬حقوق أصحاب املصاحل‪ ،‬والنشاطات النقابية‪ ،‬واحلياة املهنية واالجتماعية‪.‬‬
‫• الزبون‪ :‬عن طريق حتديد النشاطات والربامج اليت تستجيب ملتطلبات الزبون وتوقعاته‪ ،‬واليت قد تكون على‬
‫شكل‪ ،‬تعديل املتطلبات القانونية‪ ،‬سرية معلومات الزابئن‪ ،‬أسعار خمفضة للفقراء واحملتاجني ‪..‬‬

‫‪ - 1‬حممد القواق‪ ،‬دور تفعيل املسؤولية االجتماعية للمقاوالت الصغرى واملتوسطة يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬امللتقى الدويل الثاين عشر حول ‪:‬‬
‫دور املسؤولية االجتماعية للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يف تدعيم اسرتاتيجية التنمية املستدامة‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪ 14‬و‪ 15‬نوفمرب ‪،2016‬‬
‫ص‪6‬‬

‫‪200‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 2-3‬البعد االجتماعي ‪ :‬يتمثل يف جمموعة من األنشطة والربامج والفعاليات والسياسات االجتماعية املوجهة‬
‫حنو االستجابة ملتطلبات ورغبات أصحاب املصاحل ذات العالقة بعمل املقاولة‪ ،‬وذلك من أجل تكوين أداء‬
‫اجتماعي يساند وينعكس اجيااب على األداء االقتصادي للمقاولة ‪ ،‬ومن أهم متغريات هذا البعد ما أييت ‪:‬‬

‫• األعمال اخلريية‪ :‬ويقصد هبا األنشطة واخلدمات االنسانية اليت تكسب املنظمة تعاطف اجملتمع‪،‬‬
‫وابالمكان القيام هبا من خالل اهلبات واملساعدات واملشاريع اخلريية ‪..‬‬
‫• مساندة منظمات اجملتمع احمللي‪ :‬من خالل أشكال متعددة من املساندة‪ ،‬سواءا ماليا وماداي ومعنواي ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬الرعاية‪ ،‬وقنوات االتصال‪ ،‬املشاركة واملشاريع ‪.‬‬
‫• خدمة اجملتمع‪ :‬ويقصد بذلك اخلدمات االجتماعية واملعنوية اليت حيتاجها اجملتمع‪ ،‬السيما يف الظروف‬
‫واملناسبات املعينة‪ ،‬وقد تكون على شكل توفري مناصب العمل واملسامهة يف البناء االجتماعي‪ ،‬الرعاية‬
‫االجتماعية والصحية‪ ،‬اخلدمات الثقافية والتعليمية والرتفيهية ‪.‬‬
‫• الشفافية ‪ :‬ويقصد به االلتزام ابلقوانني واالجراءات اليت متكن اجملتمع وأصحاب املصاحل من الوصول‬
‫بسهولة اىل معلوماهتا‪ ،‬واليت ميكن التعامل هبا من خالل‪ :‬االفصاح العام‪ ،‬مكافحة االستغالل الوظيفي‪،‬‬
‫ومكافحة الرشوة‪ ،1‬املساءلة‪ ،‬التناظر املعلومايت ‪.‬‬

‫‪ 3-3‬البعد البيئي ‪ :‬يتجلى هذا البعد يف سعي املقاولة حنو التوفيق بني أهدافها االقتصادية واحملافظة على‬
‫املوارد الطبيعية ومحاية البيئة‪ ،‬حيث توجد عالقة وطيدة بني املسؤولية االجتماعية للمقاولة واحلفاظ على البيئة‪،‬‬
‫وذلك عن طريق تقدمي منتجات تتوافق مع البيئة واملشاركة يف حل املشاكل البيئية والتقليل منها‪ ،2‬فااللتزام‬
‫البيئي من االل تزام االجتماعي للمقاوالت ككل وال يكتمل إال به ومن خالله ‪ ،‬وعلى هذا األساس أصبح على‬
‫عاتق املقاوالت من خالل البعد البيئي للمسؤولية االجتماعية أتمني األسس الطبيعية للحياة اإلنسانية‬
‫مبمارستها سلوكيات بيئية مسؤولة حتمي اجملتمع من أخطار التلوث الذي خيلفه نشاطها‪ ،‬حيث يكون ابمكاهنا‬
‫حتقيق هذا املسعى بتبنيها لسياسة بيئية مسؤولة‪ ،‬واليت ال تنحصر فقط يف عالة األضرار البيئية املوجودة أصال‪،‬‬
‫وإمنا تتعدى ذلك بتجنب املشاكل البيئية والتقليل من األخطار اليت تنجم عن نشاطها قدر اإلمكان ‪ ،‬أضف‬

‫‪ - 1‬سناء عبد الرحيم سعيد‪ ،‬عبد الرضا انصر الباوي‪ ،‬الدور االسرتاتيجي للمسؤولية االجتماعية الشاملة يف حتقيق امليزة التنافسية املستدامة –‬
‫دراسة حالة يف الشركة العامة لصناعة األمسدة اجلنوبية‪ ،‬جملة االدارة واالقتصاد ‪ ،‬العدد ‪ ، 83‬جامعة بغداد ‪ ، 2010‬ص ‪214 -213‬‬
‫‪ - 2‬عمر صخري‪ ،‬عبادي فاطمة الزهراء ‪ ،‬دور الدولة يف دعم تطبيق نظم إدارة البيئة لتحسني أداء املؤسسات االقتصادية – دراسة حالة اجلزائر‪،‬‬
‫جملة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬جامعة قاصدي مرابح ورقلة ‪ ، 2012 ،‬ص ‪159‬‬

‫‪201‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إىل ذلك سعيها الدائم إلجياد وتطوير الطرق الضرورية حلماية صحة اإلنسان وكل الكائنات احلية من كافة‬
‫أشكال التلوث البيئي‪. 1‬‬

‫وعليه نستطيع القول تبعا لألبعاد املذكورة أعاله أن جناح قيام املقاوالت واملنظمات عموما بدورها يف املسؤولية‬
‫االجتماعية يعتمد أساسا على دمج هذه األخرية يف رؤية ورسالة املقاولة وثقافتها‪ ،‬ومن مث التزامها بثالثة معايري‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -‬االحرتام واملسؤولية اجتاه العاملني وأفراد اجملتمع وبقية أصحاب املصاحل اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬دعم اجملتمع ومساندته من خالل املسامهة يف التنمية واحلد من املشاكل االجتماعية ابلشراكة مع الفاعلني‬
‫اجملتمعيني‪ ،‬على أال ينحصر ذلك يف شكل أعمال خريية غري تنموية فحسب‪ ،‬بل من خالل حلول‬
‫ابتكارية ومبادرات تنموية تكرس لتغيري اجتماعي واقتصادي مستدام ‪.‬‬
‫‪ -‬محاية البيئة احمليطة واحملافظة عليها سواءا من حيث االلتزام بتوافق املنتج املقدم للمجتمع مع البيئة‪ ،‬أو من‬
‫حيث املبادرة بتقدمي ما خيدم البيئة‪ ،‬وحيسن من الظروف البيئية يف اجملتمع ويعاجل املشاكل البيئية املختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬عوائق تبين املسؤولية االجتماعية من طرف املقاوالت ‪ :‬توجد العديد من القيود اليت حتول دون أن‬
‫يكون هناك إدماج وتطبيق واسع للمسؤولية االجتماعية من قبل املقاوالت ‪ ،‬ميكن تصنيفها إىل نوعني‪: 2‬‬

‫‪ 1-4‬عوائق مرتبطة خبصائص املقاوالت ‪ :‬للمقاوالت مميزات خاصة‪ ،‬يشكل بعضها عائق أمام تبين مفهوم‬
‫املسؤولية االجتماعية ويتعلق األمر هنا مبا يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬نقص املوارد املالية ‪ :‬فأغلب املؤسسات املقاولة ال متلك اإلمكاانت الالزمة لتحمل تكاليف مبادرات‬
‫املسؤولية االجتماعية مثل‪ :‬تكاليف وضع نظام رمسي إلدارهتا والتقرير عنها‪ ،‬أو ما يرتتب عن السعي‬
‫للحصول على شهادة اإليزو مثال من تكاليف غري قابلة لالسرتداد‪ ،‬يتمثل اجلزء الظاهري منها يف اللجوء‬

‫‪ -1‬العزوزي يوسف ‪ ،‬البعد البيئي للمسؤولية االجتماعية للمقاوالت ابملغرب‪ :‬رهان االنتقال حنو التنمية املستدامة ‪ ،‬جملة القانون واألعمال ‪،‬‬
‫جامعة احلسن األول املغرب ‪ ،‬نقال عن ‪ :‬عمر شريف‪ ،‬بومدين بروال ‪ ،‬املسؤولية االجتماعية كدافع لتبين سياسة بيئية مسؤولة من طرف منظمات‬
‫األعمال ‪ ،‬ورقة علمية مقدمة للملتقى الدويل الثالث حول ‪ :‬من ظمات األعمال واملسؤولية االجتماعية ‪ ،‬يومي ‪ 14‬و‪ 15‬فيفري ‪ ، 2012‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة بشار ‪ ،‬ص ‪8‬‬
‫‪ - 2‬زكية مقري و شوقي مانع ‪ ،‬أمهية املسؤولية اجملتمعية يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة (دراسة ميدانية لعينة‬
‫من م‪.‬ص‪.‬م بوالية ابتنة) ‪ ،‬جملة الباحث ‪ ،‬العدد ‪ ، 2015 ، 15‬جامعة ورقلة‬

‫‪202‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إىل مكاتب استشارة لوضع نظام للتقييس‪ ،‬ويف بعض األحيان توظيف مسؤول للتنمية املستدامة‪ ،‬أما‬
‫اجلزء اآلخر فتكاليف خفية متعلقة إبشراك مجيع عمال املؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬نقص املوارد البشرية ‪ :‬واملقصود بذلك املوارد البشرية املتخصصة يف اجملال البيئي واالجتماعي‪ ،‬نظرا ألن‬
‫إدماج وتنفيذ مبادرات املسؤولية االجتماعية يتطلب معارف مسبقة‪.‬‬
‫‪ -‬اهليكل التنظيمي البسيط ‪ :‬تعتمد العملية اإلدارية يف مؤسسات األعمال الصغرية على اهليكل البسيط‬
‫الذي يتحدد من طرف مالك املؤسسة ومسريها (املقاول) والذي انذرا ما يفوض أعماله لغريه والقرارات‬
‫مرتبطة بشخصه (فردية)‪ ،‬الوضع الذي يستدعي توفر عدة عوامل للتأثري على قراره حنو تبين هنج املسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬من ذلك‪ :‬املعرفة الذاتية‪ ،‬القيم واملعتقدات‪ ،‬العوامل الشخصية‪ ،...1‬ويف حالة توفر ذلك‬
‫يضطر أن يكون املروج األساسي لعملية التغيري الثقايف يف املؤسسة‪ ،‬بشرح األسباب الدافعة حنو تبين هذا‬
‫النهج واحلرص على أن يفهم اجلميع االجتاهات اجلديدة الواجب اتباعها ‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت ‪ :‬حيث أن عملية إدماج املسؤولية االجتماعية وإجراءات التقييس املتعلقة هبا تتطلب وقتا‬
‫(بني ‪ 18‬إىل ‪ 24‬شهرا) ‪ ،‬يف حني جتد أن مسريي املقاوالت ليس لديهم الوقت عادة ملتابعة املسألة‬
‫وحتديد الدعائم واألدوات املناسبة هلا‪ ،‬نظرا ملا يكون عليهم من التزامات متابعة مجيع أنشطة املؤسسة ‪:‬‬
‫مشرتايت‪ ،‬التمويل‪ ،‬املوارد البشرية‪ ،‬العالقات العامة وغريها ‪.‬‬
‫‪ -‬نقص املعلومات املتعلقة ابملسؤولية االجتماعية يف املقاولة‪ :‬فرتكيز أغلب الدراسات األكادميية على‬
‫املؤسسات الكبرية جعل مسريي املؤسسات الصغرية واملتوسطة يشعرون أهنم غري معنيني هبذا األمر أو أن‬
‫ذلك مرادف لزايدة التكلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم فصل امللكية عن التسيري ‪ :‬فعادة ما تتميز املقاولة ابجتماع امللكية والتسيري يف شخص واحد‬
‫(املقاول)‪ ،‬األمر الذي جيعل منه بعيدا عن ضغوط املسامهني فيما يتعلق ابملسؤولية االجتماعية‪( 2‬غياب‬
‫لنظرية الوكالة)‪ ،‬عالوة على ذلك انعدام وجود النقاابت يف مؤسسات األعمال الصغرية ما يعين انعدام‬
‫أي أتثري على مالك املؤسسة ومسريها (املقاول) التباع منهج املسؤولية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ 2-4‬عوائق مرتبطة بتقييم املسؤولية اإلجتماعية للمقاولة ‪ :‬استنادا للكتاب األخضر املوضوع من طرف اللجنة‬
‫األوربية سنة ‪ 2001‬حول املسؤولية االجتماعية ‪ ،‬حتتاج املؤسسات الصغرية واملتوسطة إىل أدوات تتالءم مع‬

‫‪ - 1‬هند مجعوين ‪ ،‬دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف التنمية االقتصادية اجلزائرية وآفاقها املستقبلية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم ختصص اقتصاد‬
‫التنمية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر ابتنة ‪ ، 2018/2017 ،‬ص ‪184‬‬
‫‪2 - Alain Lapointe & Corinne Gendron , La responsabilité sociale d entreprise dans la PME : option‬‬
‫‪marginale ou enjeu vital ? , Les cahiers de la chaire – collection recherche , N° 6 , 2005 , p 18‬‬

‫‪203‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حجمها وامكاانهتا من أجل تقييم وتقومي نشاطاهتا اإلجتماعية والبيئية‪ ،‬ونظرا ألن هذه األدوات قليلة وغري‬
‫كاملة بسبب قلة جتربتها‪ ،‬فإن هذا النقص ال يشجع أصحاب املؤسسات على اعتمادها مما يؤثر سلبا على‬
‫تبين هذا املفهوم ‪ ،‬ومن هذه األدوات ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬دليل األداء العام (‪ : )Le guide performance global‬وضع سنة ‪ 2002‬من أجل املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة‪ ،‬يتكون هذا الدليل من ‪ 100‬سؤال مقسمة على ‪ 8‬فصول تعاجل مبادئ‪ :‬احلوكمة‪ ،‬العمالء‪،‬‬
‫العمال‪ ،‬املوردين‪ ،‬املسامهني‪ ،‬األداء االقتصادي‪ ،‬النشاطات اجتاه البيئة واجملتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬أداة آفنور (‪ : )Afnor‬مت اقرتاحها سنة ‪ ،2003‬وهي أداة موجهة لرؤساء املؤسسات مهما كان حجمها‬
‫أو جمال نشاطها‪ ،‬حيث تضم التحدايت الكربى للتنمية املستدامة‪ ،‬وهي مكونة من ثالثة أقسام ‪ :‬األول‬
‫يتعلق بتقييم املؤسسة‪ ،‬والثاين يعاجل مسألة تطبيق املسؤولية االجتماعية ويهدف إىل تسهيل خيارات‬
‫املؤسسة‪ ،‬أما الثالث فيقرت توصيات لوضع نظام إدارة مسؤول اجتماعيا ‪.‬‬
‫‪ : )Le‬يهدف إىل مساعدة الؤسسات‬ ‫(‪guide RSC europe alliances‬‬ ‫‪ -‬دليل املسؤولية االجتماعية‬
‫الصغرية واملتوسطة على وضع نظام إدارة مسؤول اجتماعيا‪ ،‬من خالل توضيح أن األنشطة املسؤولة‬
‫اجتماعيا تساهم يف حتسني أداء املؤسسة ‪.‬‬
‫‪ :)Codes‬تعترب القوانني التوجيهية األداة األكثر استخداما يف جمال‬ ‫(‪de conduit‬‬ ‫‪ -‬القوانني التوجيهية‬
‫املسؤولية االجتماعية‪ ،‬وهي جمموعة املبادئ‪ ،‬والسياسات أو املعايري اخلاصة اليت تبادر املؤسسة طواعية‬
‫التباعها ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات التقييس البيئية واالجتماعية ‪ :‬أتخذ هذه الشهادات شكل عالمة جتارية أو شعار أو نص‬
‫يهدف إىل متييز املنتج‪ ،‬اخلدمة أو املؤسسة املعنية‪ ،‬ويف الغالب تقوم هذه العالمة بتعريف خصائص املنتج‬
‫االجتماعية والبيئية للعمالء‪ ،‬وتنقسم هذه الشهادات إىل قسمني ‪ :‬األوىل تسعى إىل تقييس املؤسسة من‬
‫خالل التأكد من احرتامها للقوانني األساسية للعمل ‪ ،‬أما الثانية فتقوم بتقييس املنتجات مباشرة ‪.‬‬

‫وميكن إضافة صنف آخر للعوائق اليت حتول دون تفعيل املسؤولية االجتماعية على مستوى املقاوالت ‪ ،‬وهو‬
‫صنف العوائق اخلارجية املتمثلة أساسا يف ضعف جانب االلزام يف التشريعات املتعلقة مببادئ املسؤولية‬
‫االجتماعية األساسية من احرتام حلقوق االنسان والتحسني املستمر لظروف التشغيل والعمل والعالقات املهنية‪،‬‬
‫ومحاية البيئة‪ ،‬وتفادي الرشوة‪ ،‬واحرتام قواعد املنافسة الشريفة‪ ،‬وتعزيز حكامة وشفافية املقاولة‪ ،‬واحرتام حقوق‬
‫الزابئن واملستهلكني‪ ،‬وتنمية االلتزام اجملتمعي‪ ،‬كما تتمثل هذه العوائق كذلك يف ضعف ثقافة املقاوالت يف‬

‫‪204‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املسامهة يف القضااي االجتماعية والبيئية‪ ،‬حبيث ختتلف هذه الثقافة من مقاولة ألخرى ابلنظر إىل املوروث‬
‫الثقايف لدى مؤسسيها‪ ،1‬كما أن قلة االهتمام ابحملاسبة على املسؤولية االجتماعية من قبل املنظمات املهنية‬
‫(اجلمعيات ‪ ،‬النقاابت ‪ )..‬يعترب سببا حمورا يف ضعف التزام املقاولة هبذه املسؤولية الطوعية ‪ ،‬حبيث يبقى من‬
‫أدوارها دفع املقاوالت إىل القيام بذلك‪ ،‬بيدا أن الواقع يوضح أن اهتمام املنظمات املهنية هبذا املوضوع غري‬
‫فعال ابلشكل املطلوب مما يسبب تدين يف اهتمام املقاوالت مبسؤولياهتا االجتماعية وتطبيقها ‪.2‬‬

‫املطلب الثان ‪ :‬املقاولة املستدامة ‪:‬‬

‫يشكل موضوع املقاوالتية املستدامة االطار الذي تتحدد من خالله العالقة بني مفهوما التنمية املستدامة‬
‫واملقاوالتية‪ ،‬وذلك بوصفه جماال حبثيا يدرس امكانية جتسيد مقارابت املقاوالتية ابلشكل الذي يتولد عنه‬
‫منتجات (سلع أو خدمات) تتحقق من خالهلا حاضرا ومستقبال مكاسب اقتصادية‪ ،‬اجتماعية وبيئية‪،‬‬
‫وحلداثة هذا اجملال استعملت جمموعة املصطلحات املختلفة للداللة على املقاوالتية املستدامة‪ ،‬حيث يرى بعض‬
‫الباحثني أهنا تتجزأ من أو تتجسد يف املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬بينما يستخدم آخرون مصطلح املقاوالتية‬
‫املستدامة لالستدالل على املقاوالتية البيئية (اإليكو‪ -‬مقاوالتية)‪ ،‬يف حني يتبىن البعض اآلخر مفهوم املقاوالتية‬
‫املستدامة على اعتبار أهنا مهزة الوصل اليت جتمع بني خلق قيمة اقتصادية‪ ،‬اجتماعية وبيئية‪ ،‬وابلنسبة لنا‬
‫نستطيع القول أنه ابلرغم على اختالف املصطلحات املستخدمة للتعبري عن املقاوالتية املستدامة وذلك لتعدد‬
‫التخصصات والزاواي اليت ينظر منها إىل هذا املوضوع‪ ،‬إال أنه يبقى مصطلح املقاوالتية املستدامة األكثر‬
‫احتواءا‪ ،‬وكأنه املظلة اليت تنطوي حتتها كل مقاولة أتخذ بعني االعتبار وضمن أنشطتها أبعاد التنمية املستدامة‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف املقاوالتية املستدامة ‪:‬‬

‫يشري مفهوم املقاوالتية املستدامة يف أبسط معانيه إىل روح املبادرة املقاوالتية اليت تتصرف بطريقة جتعل من‬
‫املشاريع املقاوالتية مستدامة اقتصاداي واجتماعيا وكذا بيئيا يف الوقت ذاته‪ ،‬إذن فهو جيمع بني مفهومي‬
‫االستدامة واملقاوالتية من خالل الرتكيز على نوعية املبادرات واملهارات املقاوالتية اليت تعكس قدرة الفرد املقاول‬
‫أو منظمة األعمال على االبتكار املستدام بصفة مستمرة‪ ،3‬وقد عرف جملس األعمال العاملي للتنمية املستدامة‬

‫‪ - 1‬حممد القواق‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪18‬‬


‫‪ - 2‬أنس أمحد سعيد عوض‪ ،‬أسباب عجز الشركات عن القيام ابملسؤولية االجتماعية دراسة حالة على الشركات الصناعية املدرجة يف سوق‬
‫عمان لألوراق املالية‪ ،‬مذكرة ماجستري يف احملاسبة ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ،‬األردن ‪ ،2014 ،‬ص ‪31 -30‬‬
‫‪3 - Duncan Levinshon, Ethel Brundin, Opportunities for a renewed conceptualization of entrepreneurial‬‬
‫‪sustainability in SME , a literature review , Jonkoping International Business School , ICSB, 2011 , p8‬‬

‫‪205‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املقاوالتية املستدامة أبهنا‪ " :‬االلتزام املستمر ملؤسسات األعمال ابلتصرف بطريقة أخالقية واملسامهة يف التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬يف ظل حتسني نوعية احلياة لليد العاملة وكذا عائالهتم وللمجتمع احمللي والعاملي سواءا لألجيال‬
‫احلالية أو املستقبلية"‪ ،1‬مايالحظ عن هذا التعريف نه أقرب ما يكون ملفهوم املسؤولية االجتماعية ملنظمات‬
‫األعمال‪ ،‬والذي يربز ويشيد مبسامهات املقاول وواجباته اجتاه حميطه االجتماعي والبيئي‪ ،‬غري أنه أضاف على‬
‫ذلك البعد الزمين كشرط لتحقيق االستدامة‪ ،‬وكأن املقاوالتية املستدامة هي تلك املقاولة املسؤولة اجتماعيا‬
‫حاضرا ومستقبال‪ ،‬وأنخذ على هذا التعريف أن أمهل جانب مهم يقوم عليه هذا األمر أال وهو االبتكار ‪ ،‬لذا‬
‫جند آخرون يعرفون املقاوالتية املستدامة أبهنا‪" :‬تلك املقاوالتية اليت تؤكد على أهداف إضافية غري األهداف‬
‫الرحبية التقليدية‪ ،‬من تعزيز للمعيشة املستدامة وحتسني لنوعية البيئة‪ ،‬كون أن االستدامة املقاوالتية تنطوي على‬
‫البحث عن فرص ملنتجات جديدة‪ ،‬خدمات‪ ،‬تقنيات جديدة‪ ،‬أو عن العمليات اليت من شأهنا احلد‬
‫والتخفيف من املتطلبات البيئية واالجتماعية‪ ،‬واليت متكنها من االستخدام الكفء للطاقة واملوارد الطبيعية ومن‬
‫تسخري موارد جديدة أكثر وفرة وأرخص من حيث تكاليف االنتاج وأقل ضررا للمجتمع"‪ ،2‬كما عرفت‬
‫املقاوالتية املستدامة على أهنا السلوك اإلبداعي الذي يتعامل مع القضااي البيئية واالجتماعية كهدف أساسي‬
‫ومصدرا للميزة التنافسية وذلك من طرف اجلهات الفاعلة والناشطة يف قطاع األعمال سواءا كانوا أفرادا أو‬
‫منظمات ‪ ،‬ويف تعريف آخر هلا يربز كيفية نشوئها اعتربت املقاوالتية املستدامة أبهنا "عملية اكتشاف‪ ،‬تقييم‬
‫واستغالل الفرص االقتصادية اليت تنشأ وتتواجد وسط إخفاقات السوق يف غياب االستدامة‪ ،‬مبا يف ذلك تلك‬
‫اليت هلا صلة ابلبيئة"‪ ،3‬هذا وقد اعترب قاموس ‪ Imagine Oxford English‬االستدامة املقاوالتية أبهنا تتشكل‬
‫من‪:4‬‬

‫‪ -‬الرتكيز على مشكل واحد أو أكثر (ذو صلة ابلعامل‪ ،‬اجملتمع‪ ،‬االستدامة)‪ ،‬والعثور على و‪/‬أو ابتكار حل‬
‫له ال سيما يف املراحل األوىل إلنشاء املقاوالت ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي االبتكار إىل السوق بطريقة خالقة ومبتكرة من قبل مقاولة مبدعة هلا أتثرياهتا على اجملتمع والبيئة ‪.‬‬

‫‪1 - Surinder Batra , Sustainable Entrepreneurship and Knowledge based development , 11 th International‬‬
‫‪Entrepreneurship froum Kuala Lumpur, Malaysia , 2012 , p8‬‬
‫‪ - 2‬قحام وهيبة وجامعي سارة‪ ،‬املقاوالتية املستدامة يف تونس‪ -‬جهود وحتدايت‪ ،‬جملة اقتصادايت املال واألعمال ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬املركز اجلامعي عبد‬
‫احلفيظ بوالصوف ‪ -‬ميلة ‪ ، 2017 ،‬ص ‪67‬‬
‫‪ . 3‬جناة شاديل ‪ ،‬املقاوالتية املستدامة ‪ :‬آلية لتمكني الفرد املبادر املسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة ‪ ،‬جملة التنمية وادارة املوارد البشرية‪ ،،‬اجمللد ‪،4‬‬
‫العدد ‪ ، 8‬جامعة البليدة ‪ ،2017 ، 3‬ص ‪302-301‬‬
‫‪4 - Anders Abrahamsson, Researching Sustainopreneurship conditions, concept, approaches, arenas and‬‬
‫‪questions , International Sustainable Development Research Conference, Malardalens Hogskola , Vasteras ,‬‬
‫‪2007 p 10-11‬‬

‫‪206‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬تعزيز القيم املستدامة (االيكولوجية‪ -‬االقتصادية‪ -‬االجتماعية) الرامية للحفاظ على قدرة األجيال احلالية‬
‫واملستقبلية حنو تلبية حاجاهتم ‪.‬‬

‫‪ -2‬أمهية وأهداف املقاوالتية املستدامة ‪:‬‬

‫يكت سي انتشار مبادرات ومشاريع املقاوالتية املستدامة أمهية ابلغة متعددة املزااي واألبعاد‪ ،‬ميكن امجاهلا يف‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬متنح املقاوالتية املستدامة طرق جديدة للتحكم يف قيم التكاليف البيئية االجتماعية واملالية ‪ ،‬فمن‬
‫جانب التكاليف البيئية كوهنا تساهم يف حتسني صورهتا اخلارجية‪ ،‬وماليا كون أن االستخدام الرشيد‬
‫للموارد وتقليل التلوث حيقق يف حد ذاته مكتسبات مالية اضافية على املدى الطويل ‪.‬‬
‫‪ -‬ان عملية االبتكار املستدام ميكن من تطوير الفرص غري احملتملة كونه يقدم حلوال ملختلف الصعوابت‬
‫اليت ميكن أن تعرقل عملية االستدامة ملشروع املقاوالتية ‪ ،‬حيث أن االبتكار التكنولوجي واالجتماعي‬
‫يعترب عنصرا أساسيا يف عملية االبتكار املستدام ‪.‬‬
‫‪ -‬ان املقاوالتية املستدامة ال تعترب هدفا يف حد ذاهتا‪ ،‬أكثر من كوهنا رحلة طويلة هدفها هو حتسني‬
‫املنافسة املستمرة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة من خالل االستفادة من جتارب املؤسسة السابقة‬
‫والسعي حنو حتسني الوضع الراهن ‪.‬‬
‫‪ -‬متكن املقاوالتية املستدامة من الفهم احلقيقي للبيئة اخلارجية للمؤسسة‪ ،‬فالفرص أتيت من خالل الفهم‬
‫اجليد للسياق ومتغريات البيئة اخلارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬يعزز من االتصال الفعال بني األطراف الفاعلة يف املقاوالتية واألطراف أصحاب املصاحل مما يسمح‬
‫بزايدة انتاجية املؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪.‬‬
‫‪ -‬اعطاء أمهية وقيمة ألفراد اجملتمع احمليط ابلبيئة اخلارجية ملشروع املقاوالتية ‪.‬‬

‫وتسعى املقاوالتية املستدامة إىل حتقيق عدة أهداف ترمي إىل املسامهة يف حل املشاكل املتعلقة إبشكالية‬
‫االستدامة سواءا من الناحية االقتصادية أو االجتماعية والبيئية ‪ ،‬وذلك على مستوى املقاولة كضمان االستقرار‬
‫املايل هلا على املدى الطويل‪ ،‬من خالل احلفاظ على احلصة السوقية وضمان والء املستهلكني‪ 1‬عن طريق‬
‫اعتمادها على االبتكار املستدام يف املنتجات والعمليات‪ ،‬أو االستثمار يف رأس املال االجتماعي‪ ،‬فضال عن‬

‫‪1 - Bhushan Y.K , Sustainable Entrepreneurship –Case studies of Indian SME, 11 th International‬‬
‫‪Entrepreneurship froum Kuala Lumpur, Malaysia , 2012 , p 41‬‬

‫‪207‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حتسني بيئة عملها ابلشكل الذي يؤدي إىل خلق الدافعية لدى العمال وشعورهم بتقدير الذات‪ ،‬أو على‬
‫مستوى البيئة احمليطة هبا وأفراد جمتمعها كاملسامهة يف حتسني البيئة االجتماعية مبا يف ذلك التخفيف من وطأة‬
‫الفقر ( اهلدف ‪ 1‬من أهداف خطة التنمية املستدامة ‪ )2030‬وتوفري فرص عمل الئقة (اهلدف ‪ )8‬واحلد من‬
‫األضرار البيئية وغري ذلك من األهداف‪ ،‬وعموما نستطيع القول أن أهداف املقاوالتية املستدامة جاءت يف‬
‫جمملها حمتواة يف أهداف خطة التنمية املستدامة ‪ 2030‬اليت أقرهتا مجيع الدول يف االجتماع املنعقد مبقر‬
‫منظمة األمم املتحدة سنة ‪ 2015‬والتزمت ببذل اجلهود يف سبيل حتقيقها‪ ،‬وعليه فاملقاوالتية املستدامة متثل‬
‫أحد األدوات االسرتاتيجية املسامهة يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪ -3‬املقاول املستدام ‪:‬‬

‫إن اعتماد هنج االستدامة من قبل املقاولة يعتمد بصفة حمورية على شخصية املقاول‪ ،‬نظرا النعكاسها‬
‫وأتثريها القوي على أهداف املقاولة خصوصا يف مقاوالت األعمال الناشئة ‪ ،‬فامتالك املقاول لشخصية مبادرة‬
‫ترى احلياة املهنية على أهنا سلوك إبداعي مبتكر‪ ،‬يساهم إىل حد كبري يف اكتسابه صفة "املقاول املستدام"‬
‫الذي يعمل على توليد املنتجات واخلدمات اجلديدة املبتكرة‪ ،‬واعتماد النظم واألساليب التنظيمية اليت حتسن‬
‫نوعية احلياة وتقلل اآلاثر السلبية على البيئة‪ ،‬وهو ما أشار إليه "جوزيف شومبيرت" من خالل نظرية "التدمري‬
‫اخلالق"‪ ،‬وذلك حينما يقوم املقاول بتدمري ما هو غري مستدام من منتجات‪ ،‬أساليب انتاج قدمية‪ ،‬هياكل‬
‫السوق وأمناط االستهالك واالنتاج‪ ،‬واستبدال ذلك مبنتجات وخدمات مبتكرة ختدم البيئة واجملتمع‪ ،‬وتساهم يف‬
‫خلق ديناميكيات سوق تعمل على حتقيق التقدم املستدام ‪ ،‬وتوجد هناك عدد من املبادئ التوجيهية اليت ميكن‬
‫للمقاول من خالهلا اكتساب صفة االستدامة ‪ ،‬تتمثل يف اآليت‪:1‬‬

‫‪ -‬جيب أن تكون االنطالقة األوىل للمقاول املستدام يف مبادرته مبنية على مبدأ احلد من األضرار البيئية‪،‬‬
‫احرتام حقوق االنسان وحتقيق الرفاه والظروف االجتماعية املالئمة للعمال ؛‬
‫‪ -‬حيبذ أن يكون قرار تبين املبادرة املقاوالتية املستدامة انبع عن قناعة شخصية للمقاول ‪ ،‬وليس‬
‫كاستجابة ورد فعل على الضغوط اخلارجية من قبل املنظمات املهنية ‪ ،‬املنافسة ‪ ...‬؛‬

‫‪ - 1‬جناة شاديل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪9‬‬

‫‪208‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬ينبغي أن تكون األهداف املقاوالتية املستدامة حمددة بوضوح‪ ،‬وأن تعكس مبادئ مقاولة األعمال‬
‫وأنشطتها وترتبط ارتباطا وثيقا ابحتياجات املستهلك‪ ،‬ومع منو السوق يتم تبين هذه التدابري كمعيار‬
‫معتمد على املدى الطويل ؛‬
‫‪ -‬جيب أن تكون العالقة بني االستدامة‪ ،‬األنشطة املقاوالتية وعملية االنتاج ملموسة وواضحة للجميع ‪.‬‬
‫‪ -‬ال ينبغي أن يكون املستهلك ضحية ارتفاع األسعار نتيجة ممارسات ومساعي املنظمة يف جمال‬
‫املقاوالتية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ -‬جيب على املقاول املستدام التأكد من أن املمارسات املستدامة مت أتييدها من قبل مجيع مستوايت‬
‫اهليكل التنظيمي للمنظمة ‪ ،‬وهذا لضمان احلفاظ على مشولية املمارسات املستدامة فيها ‪.‬‬

‫‪ -4‬ركائز وأبعاد املقاوالتية املستدامة ‪:‬‬

‫من خالل تعريفات املقاوالتية املستدامة املذكورة أعاله يتضح أهنا تنطوي على سريورة أنشطة تعود ابلنفع‬
‫على كل من املقاولة‪ ،‬األفراد واجملتمع ككل‪ ،‬أي أهنا جتمع بني الغاايت االقتصادية واالجتماعية والبيئية يف آن‬
‫واحد‪ ،‬وذلك من خالل ثالث ركائز أساسية (‪ )3P‬متثل يف الوقت ذاته أبعادا للمقاوالتية املستدامة مثلما‬
‫يوضحه الشكل التايل ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )15‬ركائز وأبعاد املقاوالتية املستدامة‬

‫املقاوالتية املستدامة‬

‫الكوكب (البعد البيئي)‬ ‫األفراد (البعد االجتماعي)‬ ‫الربح (البعد االقتصادي)‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫أ‪ /‬الربح (‪ : )Profit‬يعترب الربح معيار أساسي يعكس ما إذا كانت املشاريع املقاوالتية ذات جدوى اقتصادية‬
‫أي قابلة للحياة واالستمرار اقتصاداي‪ ،‬وهو حتدي رئيسي يضمن للمقاولة استدامتها وابلتايل جيب العمل‬
‫على تطويره‪ ،‬لكن دون اعتباره اهلدف الوحيد للمقاول املستدام‪ ،‬أو بعبارة أخرى جيب إيالء هذه الركيزة اليت‬
‫متثل البعد االقتصادي الستدامة املقاولة اهتمام و وزن متساويني ابملقارنة مع األبعاد األخرى ‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ :‬وهذا نسبة للجوانب االجتماعية واألخالقية للمقاولة وكيف يتم التعامل معها‬ ‫(‪)People‬‬ ‫ب‪ /‬األفراد‬
‫وحتديد أولوايهتا‪ ،‬كتعاملها مع عماهلا واحرتام حقوق االنسان وتطبيقها‪ ،‬ابالضافة إىل املسامهة يف تعزيز‬
‫"التماسك االجتماعي" الذي يشري إىل الربط بني إرضاء الفرد نفسه وتلبية حاجات اجملتمع‪ ،1‬فاملقاوالتية‬
‫املستدامة هتتم ابجلانب االجتماعي (البعد االجتماعي) الذي يعكس اهتمامات املقاول ابجلانب االجتماعي‬
‫جتاه عماله من جهة (مسؤولية اجتماعية)‪ ،‬ومسامهاته والتزاماته اجتاه جمتمعه من جهة أخرى (مسؤولية‬
‫جمتمعية)‪.‬‬

‫‪ :‬والذي يشري إىل أتثري أنشطة منظمة األعمال على املعروض من املوارد الطبيعية‬ ‫(‪)Planet‬‬ ‫ج‪ /‬الكوكب‬
‫وآاثرها على البيئة واحللول الالزمة للمحافظة عليها ومعاجلة املشاكل اليت تواجهها‪ ،‬إذ من املهم اجياد التنسيق‬
‫بني تعظيم األرابح ومحاية البيئة لضمان جناح واستمرارية املشروع املقاواليت ‪.‬‬

‫عالوة على ذلك هنال ك من الباحثني من أشار إىل ضرورة إضافة "الثقافة"كركيزة رابعة لتعزيز روح املبادرة‬
‫املستدامة وضمان استمرار املشاريع املقاوالتية املستدامة‪ ،‬وكبعدا آخرا ضمن أبعاد املقاوالتية املستدامة متاما كما‬
‫هو احلال ابلنسبة ألبعاد التنمية املستدامة (أنظر الفصل السابق)‪ ،‬وهذا مما يعكس ذلك التقاطع الكبري بني‬
‫مفهومي املقاوالتية املستدامة والتنمية املستدامة الذي أساسه بلوغ اهلدف األمسى واملتمثل يف إحداث التوازن‬
‫والتكامل بني املفاهيم املتعلقة ابالستدامة وذلك من الناحية االقتصادية ‪ ،‬االجتماعية والبيئية‪ ،‬إال أن املقاوالتية‬
‫املستدامة ال ميكن اعتبارها هدفا يف حد ذاته‪ ،‬بل آلية تعىن بربط روح املبادرة املقاوالتية ابلقيم األخالقية‬
‫واملسئولة اجتاه األجيال احلالية واملستقبلية‪ ،‬ومن مثة املسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬منوذج مقرتح لعالقة املقاوالتية االجتماعية ابلتنمية املستدامة ‪:‬‬

‫شكل اعتماد التوجه املقاواليت أحد أولوايت االصالح االقتصادي واالجتماعي لتنويع مصادر خلق‬
‫الثروة‪ ،‬وذلك بغية الوصول إىل املعدالت االقتصادية واملستوايت املعيشية اليت تعكس حتقيق تنمية شاملة‬
‫ومستدامة‪ ،‬لكن ومع تعايل األصوات املنادية السيما على املستوى الدويل بضرورة وجود الرابط بني السياسات‬
‫التنموية املتبعة من جهة والسياسات اإلجتماعية والبيئية من جهة أخرى‪ ،‬عن طريق الدعوة إىل حتقيق التوافق‬
‫بني احملاور الثالثة وهي‪ :‬النمو االقتصادي‪ ،‬والتقدم االجتماعي‪ ،‬ومحاية البيئة‪ ،‬هبدف تعزيز فرص ما اصطلح‬

‫‪1 - Izaidin Abd elmadjid , Wei-loon Koe , Sustainable Entrepreneurship: A revised model based on triple‬‬
‫‪botton line (TBL) , International Journal of Academic Research in Business and Social Science , Vol 2 , N 6 ,‬‬
‫‪HRMARSExploring Intellectual Capital , 2012 , p 304‬‬

‫‪210‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عليه توافقا بـ "التنمية املستدامة"‪ ،‬أييت دور احلكومات ومن خالهلا منظمات القطاعني العام واخلاص وحىت‬
‫منظمات القطاع التضامين واالجتماعي يف إدراج االهتمامات االجتماعية والبيئية ضمن خمططاهتا ومسؤولياهتا‬
‫وذلك ابملوازاة مع النشاط األساسي هلا ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن موضوع التزام منظمات األعمال مبسؤولياهتا االجتماعية وكذا اعتما هنج االستدامة‬
‫يف العمل أصبح معروفا لدى منظمات القطاع العام والشركات الكربى ‪ ،‬إال أنه ال يزال هناك غموض وعدم‬
‫دراية كافية فيما يتعلق بذلك من لدن مؤسسات القطاع اخلاص خصوصا املقاوالت الصغرى واملتوسطة‪،‬‬
‫انهيك عن منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي اليت يفرتض أن تقوم هي األخرى بدورها كفاعل مهم يف‬
‫تعزيز فرص حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وذلك ابالنتقال من األسلوب التسيريي التقليدي هلا إىل املقاربة اجلديدة‬
‫للتسيري اليت متتاز إبدماج آليات التسيري املقاواليت وتبين النهج املستدام أببعاده الثالث ‪.‬‬

‫فبالنسبة ملؤسسات القطاع اخلاص وابألخص املقاوالت الصغرية واملتوسطة وحىت تكتسب صفيت املقاولة‬
‫املسؤولة اجتماعيا واملقاولة املستدامة‪ ،‬عليها أن تسعى إىل تبين برامج فعالة للمسؤولية االجتماعية وكذا‬
‫االبتكار املستدام الذي جيعل من مشاريعها املقاوالتية مستدامة اقتصاداي واجتماعيا وبيئيا يف الوقت ذاته‪ ،‬وهبذا‬
‫تكون أقرب ما يكون للمقاولة االجتماعية ابلنظر ملا أشران إليه سابقا وهو وجود نوعني من املؤسسات يف جمال‬
‫املسؤولية االجتماعية ‪ :‬املقاوالت اليت اختارت ابملوازاة مع نشاطها األساسي أو بعد عدة سنوات من وجودها‪،‬‬
‫أن تتبىن برامج ومبادرات وأنشطة تتعلق مبسؤولياهتا االجتماعية‪ ،‬أما النوع الثاين فيضم املؤسسات املبادرة‬
‫(املقاوالت) واليت جتعل من املسؤولية االجتماعية جمال نشاط هلا منذ البداية أي أهنا أنشأت أصال العتبارات‬
‫اجتماعية أو بيئية ابإلضافة إىل ادماجها للبعد االقتصادي يف أنشطتها مبا حيقق هلا االستقاللية املالية الذاتية‬
‫وهنا خنص ابلذكر منظمات العمل التطوعي أو اخلريي من مجعيات ومنظمات وغريها ‪ ،‬وقد اقرتحنا آلية‬
‫مساعدة تنشأ من خالهلا هذه املقاوالت االجتماعية وذلك عن طريق الشراكة بني منظمات القطاع اخلاص‬
‫والقطاع الثالث (منظمات االقتصاد االجتماعي والتضامين) ‪ ،‬وكال احلالتني أي املقاولة املسؤولة اجتماعيا أو‬
‫املقاولة االجتماعية ينتج عنهما مقاولة تراعي وأتخذ بعني االعتبار ضمن اسرتاتيجيتها وأنشطتها األبعاد‬
‫األساسية للمسؤولية االجتماعية ولالستدامة‪ ،‬متمثلة يف البعد اإلقتصادي ‪ ،‬اإلجتماعي‪ ،‬والبيئي ‪ ،‬واليت تشكل‬
‫متغرياهتا وتطبيقاهتا يف نفس الوقت متطلبات للتنمية املستدامة‪ ،‬مما يؤدي بنا الستخالص اآليت أنه إذا كانت‬
‫وآخرون‪ ،‬فإن " املقاوالتية‬ ‫‪Schumpeter‬‬ ‫املقاوالتية هي احملرك األساسي للنمو اإلقتصادي كما ذكر‬

‫‪211‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االجتماعية هي احملرك األساسي للتنمية أببعادها اإلقتصادية واالجتماعية والبيئية معا‪ ،‬وابلتايل هي أداة‬
‫اسرتاتيجية مهمة لتحقيق التنمية املستدامة ‪ .‬والشكل املوايل جيسد ويبسط هذه العالقة ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )16‬مقرتح لعالقة املقاولة االجتماعية ابلتنمية املستدامة‬

‫مؤسسات‬
‫البعد االقتصادي‬ ‫مسؤولية اجتماعية‬ ‫القطاع‬
‫اخلاص‪/‬‬
‫أبعاد التنمية املستدامة‬ ‫البعد االجتماعي‬ ‫أبعاد‬
‫منظمات‬
‫البعد البيئي‬ ‫االقتصاد‬
‫استدامة‬ ‫التضامين‬
‫واالجتماعي‬

‫مقاولة مسؤولة اجتماعيا ‪ +‬مستدامة = مقاولة اجتماعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ /‬تنمية مستدام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫ويتضح من خالل الشكل أعاله كذلك كيف ميكن جملموع املقاوالت االجتماعية أن تشكل نسيجا اقتصاداي‬
‫واجتماعيا يعمل على إرساء وجتسيد متطلبات التنمية املستدامة يف اجملتمع‪ ،‬حيث ميكن ابراز ذلك تبعا‬
‫للجوانب التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬من اجلانب اإلجتماعي‪ :‬يساعد بروز وانتشار مشاريع املقاوالتية االجتماعية من احتواء العديد من‬
‫مشاكل اجملتمع كالفقر والبطالة والتهميش والفراغ وما يرتتب عليها من آفات اجتماعية خطرية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل استحداثها لفرص عمل جديدة‪ ،‬إما بصورة مباشرة ابلنسبة ملنشئ هذه املقاوالت أو بصورة غري مباشرة‬
‫عن طريق استخدامهم ألشخاص آخرين‪ ،‬أو حىت إعادة إدماج أولئك الذين يفقدون بصفة غري إرادية مناصب‬
‫عملهم جراء إفالس املؤسسات املستخدمة هلم أو بفعل تقليص حجم العمالة فيها ‪ ،‬ويف هذا الصدد نشيد‬
‫ابالجراءات اليت وضعتها الدولة اجلزائرية واألجهزة اليت أنشأهتا هبدف خلق املداخيل وترقية التشغيل واإلدماج‬
‫املهين قصد املعاجلة الفعالة للبطالة والفقر (اهلدف ‪ 1‬من أهداف التنمية املستدامة ‪ ، )2030‬وهذا ابعتبار أن‬
‫فقدان مناصب الشغل وغياب املداخيل من االسباب الرئيسية لظهور الفقر‪ ،‬إذ ميكننا أن نعترب هذه األجهزة‬

‫‪212‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫استنادا ملوضوع دراستنا آليات عمومية تعمل وتساعد على بروز وانتشار هذا النوع من املقاوالت يف اجملتمع‬
‫(راجع الشكل رقم ‪ ، )08‬ومن أبرز هذه األجهزة نذكر ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬املركز اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية ‪ :‬وهو منظمة غري حكومية مقرها ابجلزائر العاصمة‪ ،‬رسالتها هي‬
‫اجياد حلول مبتكرة من خالل روح املبادرة (املقاولة) جملاهبة التحدايت االجتماعية والبيئية يف اجلزائر‪ ،‬عن طريق‬
‫خلق فرص عمل مستدامة‪ ،‬تنشيط املناطق احملرومة‪ ،‬متكني املرأة والشباب‪ ،‬ومحاية البيئة؛ تتلخص أهدافها يف‬
‫املصطلحات التالية ‪ :‬كشف‪ :‬أي التعرف على أصحاب املشاريع االجتماعية املوجودة‪ ،‬إهلام‪ :‬تشجيعها‬
‫السيما بني الشباب وتشجيعهم على العمل بشكل إجيايب‪ ،‬دعم‪ :‬أي مساعدة أصحاب املشاريع االجتماعية‬
‫احملتملة لبنائها واطالقها بنجاح مع التدريب والتوجيه وما إىل ذلك من برامج دعم‪ ،‬ربط‪ :‬بناء جسور تواصل‬
‫على شبكة االنرتنت لتطوير املشاريع االجتماعية يف اجلزائر وربطها مع احلركة الدولية للمشاريع االجتماعية‬
‫واالبتكار بغية االستفادة من املوارد واملعارف‪. 1‬‬

‫ب‪ /‬الصندوق الوطين للتأمني عن البطالة (‪ : )CNAC‬حيث دأب عمل هذا الصندوق وال يزال على مرافقة‬
‫العاطلني عن العمل الذين يرتاوح سنهم ما بني ‪ 50-30‬سنة‪ ،‬من أجل خلق مشاريع لفائدهتم ومتويلها أو‬
‫إعادة بعث أنشطتهم املتعثرة وتطويرها ‪.‬‬

‫ج‪ /‬الوكالة الوطنية لتسيري القرض املصغر (‪ : )ANJEM‬أنشأ هذا اجلهاز سنة ‪ 2004‬ويعمل على منح‬
‫القروض املصغرة ومتابعتها اليت ترتاوح قيمتها ما بني ‪ 50.000‬دج و ‪ 400.000‬دج ‪ ،‬وخيص هذا الشباب‬
‫العاطل عن العمل‪ ،‬واحلرفيني والنساء املاكثات ابلبيوت ‪.‬‬

‫د‪ /‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (‪ : )ANSEJ‬املنشأة منذ سنة ‪ 1996‬بغاية مساعدة الشباب البطال‬
‫احلامل ألفكار مشاريع والراغب يف إنشاء مؤسسات تقل تكلفتها عن ‪ 10‬ماليني دج ‪ ،‬واليت من شأهنا خلق‬
‫ثروة وتوفري فرص تشغيل ‪.‬‬

‫كما تساهم املقاوالت االجتماعية يف حتقيق االندماج االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬بتشجيع روح املبادرة سواءا‬
‫لدى األفراد السيما من فئة الشباب أو النساء وحىت األشخاص ذوو االحتياجات اخلاصة (اهلدف ‪ ،)5‬أو‬
‫لدى اجلماعات من مجعيات ومنظمات فاعلة وغريها خصوصا يف مناطق الريف والقرى (اهلدفني ‪ 11‬و‪، )16‬‬

‫‪https://www.facebook.com/AlgerianCenterForSocialEntrepreneurship‬‬ ‫‪ - 1‬رابط املنظمة ‪:‬‬

‫‪213‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والذين مل يسبق هلم أن استفادوا من فرص لتحقيق ذواهتم واالستقالل االقتصادي ألنشطتهم‪ ،‬فمن أهم مزااي‬
‫بروز وانتشار هذا النوع من املقاوالت يف اجملتمع هو الرتسيخ لفكر وثقافة العمل واالعتماد على النفس‬
‫واكتشاف وتنمية القدرات واملواهب الفردية واجلماعية‪ ،‬واملساعدة على التطور املهين االجيايب للمهن واحلرف‬
‫ابلشكل الذي حيفزها وينميها وجيعل منها أنشطة مستدامة تعمل على استثمار وتنظيم وتوجيه املوارد اجملتمعية‬
‫مبا يساهم اجيااب يف دفع عجلة التنمية وتواصلها ومشوهلا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى حتسني املستوى املعيشي‬
‫ألصحاهبا وضمان متتع اجلميع ابلرفاهية االجتماعية ومن مثة املسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة على مستوى‬
‫اجملتمعات احمللية واختاذ ذلك كمحطة انطالق حنو التنمية املستدامة املنشودة عامليا‪ ،‬فاملقاوالتية االجتماعية آلية‬
‫مبتكرة يف املمارسات اجملتمعية تشري لتلك املنظمات اليت أوجدت مناذج ذات كفاءة لتلبية االحتياجات‬
‫االنسانية األساسية‪ ،‬واليت فشلت املؤسسات واألسواق القائمة يف إشباعها‪ ،‬فهي متثل بذلك منهجا حلل‬
‫املشاكل اليت تواجه اجملتمع (فقر‪ ،‬بطالة‪ ،‬هتميش‪ ،‬سوء تغذية‪ ،‬أمراض‪ ،‬اسكان‪ ،‬مواصالت ‪ )...‬بطريقة‬
‫مستدامة ورايدية‪ ،‬ابعتمادها على أفكار جديدة ومبدعة أو تطوير أخرى موجودة مسبقا‪ ،‬حبيث هتدف إىل‬
‫تطوير املؤسسات واقامة مشروعات اقتصادية تنموية متكاملة ومستقلة ماليا‪ ،‬إال أهنا ختتلف عن املقاوالتية‬
‫التجارية اليت تركز جهودها على تطوير منتجات لتوسيع األرابح واألسواق‪ ،‬أبهنا منتجاهتا ختلق أتثريا جمتمعيا‬
‫واسع النطاق حبيث تركز على الفئات املهمشة والفقرية وتسعى إىل سد الفجوة بني أولئك الذين يتمتعون‬
‫خبدمات اجتماعية متميزة والذين يفتقدون تلك اخلدمات السيما اخلدمات األساسية والضرورية‪ ،‬أي السعي‬
‫حنو حتقيق مزيدا من العدالة للفئات األكثر حرماان أو املعرضة للخطر يف اجملتمع وحتسني نوعية احلياة هلم‪،‬‬
‫والعمل على متكني االنسان من كال اجلنسني وتدعيم املشاركة الفردية واجلماعية واجملتمعية مبا حيدث التغيري‬
‫املرغوب يف ذوات األفراد أو يف البيئة أو يف كليهما (األهداف ‪ 10 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2‬و‪ ،)16‬ويف هذا يقول‬
‫"جوزيف شومبيرت" أن "اإلبتكار هو عصا الفقر املدقع"‪ ،1‬أي أنه ميثل من خالل جهود املقاولون االجتماعيون‬
‫وكذا املنظمات اليت تتبناه وتسعى إىل تقدمي حلول ابتكارية ومستدامة للمشكالت االجتماعية السبيل األجنع‬
‫إلحداث التغيري االجتماعي االجيايب واملستدام كما دعت لذلك أهداف خطة التنمية املستدامة ‪. 2030‬‬

‫‪ -2‬من اجلانب االقتصادي‪ :‬إن األمهية االقتصادية اليت تكتسبها املقاوالت االجتماعية ال تقل أمهية عن‬
‫الدور الذي تلعبه يف االرتقاء مبعدالت التنمية االجتماعية‪ ،‬حيث تساهم املقاوالت االجتماعية كباقي‬

‫‪ - 1‬مارك دودجسون و ديفيد جان‪ ،‬االبتكار مقدمة صغرية جدا ‪ ،‬ترمجة زينب عاطف سيد‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة مصر‪،‬‬
‫‪ ، 2014‬ص ‪25‬‬

‫‪214‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املقاوالت األخرى يف زايدة الناتج احمللي اإلمجايل وحتقيق التوازن التنموي األفضل بني خمتلف املناطق‪ ،‬من‬
‫خالل قدرهتا على إحداث قيمة مضافة ابستغالل عناصر اإلنتاج وتقليل معدالت التفاوت االقتصادي بني‬
‫األقاليم ‪ ،‬وذلك راجع إىل اخلصائص وامليزات اليت تؤهلها الستثمار املزااي النسبية لكل منطقة واملساعدة على‬
‫سد فجوات التنمية بسهولة وتكلفة حمدودة يف زمن يسري‪ ،‬وابلتايل الوصول إىل التنمية املتوازنة والشاملة السيما‬
‫على مستوى املدن الصغرية واألرايف والتجمعات السكانية النائية أخذا ابالعتبار خصوصية كل منطقة‪ ،‬مبا‬
‫يعطيها فرصة أكرب الستخدام املوارد احمللية وتثمينها‪ ،‬سواءا املوارد الطبيعية أو البشرية‪ ،‬وحىت املالية ابعتبارها‬
‫تساعد على تشغيل املدخرات الشخصية ألصحاهبا من جهة ومصدرا للدخل ابلنسبة ملستحدثيها‬
‫ومستخدميهم من جهة أخرى‪ ،‬فضال على أن هذا يشكل دعما لالقتصاد الوطين كون املقاوالت االجتماعية‬
‫تعطي فرص أكرب لالستفادة من حتول االقتصاد غري الرمسي إىل اقتصاد رمسي يتعزز به النسيج اإلقتصادي‬
‫للدولة من خالل جممل العالقات اليت تربطها بباقي املؤسسات احمليطة واملتفاعلة معها‪ ،‬كما تعد مصدرا إضافيا‬
‫لتنمية العائد املايل للدولة من خالل االقتطاعات والضرائب املختلفة‪ ،‬وهبذا حنقق مسامهة معتربة يف سبيل‬
‫حتقيق اهلدف ذو البعد االقتصادي (اهلدف ‪ )8‬من أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬الذي يدعوا إىل تعزيز‬
‫النمو االقتصادي املطرد والشامل للجميع واملستدام‪ ،‬العمالة الكاملة واملنتجة‪ ،‬وتوفري العمل الالئق للجميع؛‬
‫ومبا أن املقاوالت االجتماعية تقوم على فكرة جوهرية أساسية إجياد احللول املبتكرة للتحدايت االجتماعية‬
‫والبيئية فهي تعد بذلك جماال لألفكار اجلديدة واالبتكارات احلديثة (ويف هذا تشجيع لالبتكار‪ -‬اهلدف ‪،)9‬‬
‫حيث مما تعىن به هو إنتاج السلع واخلدمات املبتكرة املسامهة يف التنمية والتطور االقتصادي وذات األثر‬
‫االجيايب على البيئة واجملتمع ‪.‬‬

‫‪ -3‬من اجلانب البيئي‪ :‬يف ظل استمرار الدعوات املوجهة للشركات واملؤسسات الصناعية خصوصا الضخمة‬
‫منها وذات االستثمارات العالية (املقاوالت الكربى) على ضرورة مراعاة مسؤولياهتا اجتاه البيئة اليت تعمل يف‬
‫إطارها‪ ،‬سواءا من حيث االنعكاس السليب ألنشطة االستغالل اليت تقوم هبا على البيئة وإىل غاية االلتزام بتوافق‬
‫املنتج املقدم للمجتمع مع البيئة‪ ،‬أو من حيث املبادرة بتقدمي ما خيدم وحيسن الظروف البيئية يف اجملتمع ويعاجل‬
‫املشاكل البيئية املختلفة‪ ،‬أتيت املقاوالت االجتماعية ذات النشأة األصلية‪ ،‬أو استثناءا املقاوالت األخرى اليت‬
‫تكتسب هذه الصفة من حيث حتقيقها لنهج االستدامة والتزامها مبسؤوليتها االجتماعية كما أشران سلفا‪،‬‬
‫لتشكل توافقا كبريا مع متطلبات حتقيق التنمية املستدامة الشاملة واملتوازنة‪ ،‬حيث جند وابإلضافة للعالقة‬
‫واألدوار املتحدث عنها أعاله وعن القيمة االجتماعية واالقتصادية اليت تضيفها هذه املقاوالت على سلم حتقيق‬

‫‪215‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التنمية املستدامة‪ ،‬عالقة أخرى ذات أمهية ابلغة جتمعها مع املتغري البيئي حيث أتخذ املقاوالت االجتماعية‬
‫على عاتقها أتمني األسس الطبيعية للحياة البشرية من خالل ممارستها لسلوكيات بيئية حتمي اجملتمع من‬
‫أخطار التلوث املوجود أو الذي خيلفه نشاطها‪ ،‬فضال عن سعيها الدائم إلجياد وتطوير (ابتكار) ما من شأنه‬
‫محاية صحة اإلنسان وكل الكائنات احلية (التنوع البيولوجي) من كافة أشكال التلوث والتدهور (األهداف ‪13‬‬
‫و‪ 14‬و‪ ، )15‬وهذا ما يشكل لديها منطلقا جديدا يف االستثمار والنمو وجيعل منها شريكا مهما يف التنمية‬
‫البيئية ‪ ،‬وذلك ابعتمادها األمناط والطرائق املسؤولة يف جماالت التموين واالستغالل والتسيري اليت تستجيب‬
‫ملتطلبات التنمية املستدامة‪ ،‬وكذا إجراء تقييم دوري لتأثري أنشطتها على البيئة ومن مثة السعي الدائم للحد من‬
‫التأثريات السلبية ألنشطتها على األوساط واألنظمة االيكولوجية‪ ،‬وتشجيع املبادرات واألعمال التطوعية لفائدة‬
‫البيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬ونشر الثقافة االجيابية واملمارسات اجليدة يف اجملال التطوعي وتقدمي دعمها لتطبيق‬
‫هذه املمارسات‪ ،‬كما أن توفر املقاوالت على إدارة بيئية أو على األقل خمتص يف هذا اجملال وذلك حسب‬
‫احلالة وتبعا حلجم املقاولة‪ ،‬يعد أمرا مساعدا لدمج االعتبارات البيئية يف اسرتاتيجيات أعماهلا وخططها الطويلة‬
‫األجل ‪.‬‬
‫وعموما نستطيع القول مبا أن املقاوالتية االجتماعية ترمي إلنشاء املشروعات اجلديدة أو تطوير القائمة منها يف‬
‫سبيل تطوير احللول املستدامة للمشكالت االجتماعية املتأصلة يف اجملتمعات وتلبية االحتياجات اإلنسانية‬
‫األساسية للفرد واجملتمع‪ ،‬وألن التنمية املستدامة من خالل خطتها اجلديدة ‪ 2030‬تسعى لتحقيق العديد من‬
‫األهداف بغية النهوض ابملستوى االقتصادي واالجتماعي والبيئي معا‪ ،‬وكذلك احلد من أوجه عدم املساواة‬
‫داخل اجملتمعات بتمكني االنسان وحتسني نوعية احلياة والعمل لديه‪ ،‬وتدعيم املشاركة الفردية واجلماعية وااتحة‬
‫الفرصة أمام اجلميع للمشاركة يف إحداث التغيري املنشود‪ ،‬فإن املقاوالتية االجتماعية متثل أحد اآلليات املبتكرة‬
‫ذات األمهية اال سرتاتيجية يف حتقيق التنمية املستدامة على الصعيدين احمللي والعاملي‪ ،‬ومشروعاهتا تعد عنصرا‬
‫فاعال يف ذلك‪ ،‬حبيث يسلتزم دعمها ونشر ثقافتها بني كل الفئات والفاعلني يف اجملتمع ليتم االندماج يف‬
‫أنشطتها وتطويرها لتحقيق أهداف التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫وجتدر االشارة يف هذا السياق إىل سعي عدة منظمات دولية إىل وضع مقاييس ومواصفات اسرتشادية لكيفية‬
‫تبين املنظمات واليت من بينها املقاوالت‪ ،‬هنجا متوافقا مع متطلبات التنمية املستدامة وما يندرج ضمن ذلك‬
‫من أنشطة ومبادرات اجتماعية وبيئية‪ ،‬وميكن تصنيف هذه املواصفات يف هذا اجملال إىل ‪:‬‬

‫‪216‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ /‬املواصفات القياسية الصادرة عن منظمة التقييس الدولية (‪ : 1)ISO‬أصدرت هذه املنظمة ترسانة كبرية‬
‫ومتنوعة من املواصفات منها ماهو متعلق ابالدارة ومنها ما هو متعلق ابلسلع واخلدمات‪ ،‬سنقتصر على ذكر‬
‫املواصفات اليت هلا عالقة ابلتنمية املستدامة ‪ ،‬واملتمثلة أساسا فيما يلي ‪:‬‬
‫• سلسلة وعائلة ‪( ISO 14000‬نظم اإلدارة البيئية)‪ :‬وهي مواصفات موجهة إىل املنظمات اليت ترغب يف‬
‫إدارة مسؤولياهتا البيئية بطريقة منظمة تدعم من خالهلا مسامهتها يف التنمية املستدامة ‪ ،‬وتغطي هذه‬
‫السلسلة املوضوعات التالية ‪:2‬‬
‫(‪)Environemetal Management System( )EMS‬‬ ‫✓ نظام اإلدارة البيئية‬
‫(‪)Environmental Auditing( )EA‬‬ ‫✓ التدقيق البيئي‬
‫(‪)Environmental Labeling( )EL‬‬ ‫✓ امللصق (العالمة) البيئي‬
‫(‪)Environmental Perfor mance Evalution( )EPE‬‬ ‫✓ تقومي األداء البيئي‬
‫(‪)Life Cycle Assessment( )LCA‬‬ ‫✓ تقدير دورة احلياة‬
‫(‪)Vocabulary‬‬ ‫✓ مصطلحات اإلدارة البيئية‬
‫(‪)Environmental Aspect Product Standard( )EAPS‬‬ ‫✓ اجلوانب البيئية يف مواصفات املنتج‬
‫حتقيق ما يلي‪: 3‬‬ ‫‪ISO 14000‬‬ ‫و قد كان اهلدف من وضع سلسلة‬
‫‪ -‬مساعدة املنظمات على اقامة نظام داخلي لإلدارة البيئية يضمن حسن التعامل مع القضااي البيئية‬
‫‪ -‬مساعدة املنظمات على وضع األهداف والسياسات اخلاصة هبا يف جمال البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬التزام املنظمات ابالعالن عن سياستها البيئية وبشروط السالمة البيئية أمام السلطات الرمسية والزابئن والرأي‬
‫العام‬
‫‪ -‬تشجيع املنظمات يف سعيها للحصول على شهادات املطابقة من اجلهات املختصة بشأن السالمة البيئية ‪.‬‬
‫• عائلة املواصفة الدولية االيزو ‪( 9000‬نظام ادارة اجلودة) ‪ :‬كانت أول اصدارهتا سنة ‪ 1987‬ومت‬
‫مراجعتها عدة مرات‪ ،‬وهي مواصفات ارشادية تتعلق بضبط جودة أداء األنشطة والعمليات املختلفة من‬

‫‪ - 1‬منظمة غري حكومية وغري هادفة للربح‪ ،‬أتسست سنة ‪ 1947‬مقرها جبنيف سويسرا‪ ،‬تضم ممثلني من معظم دول العامل وتعمل على اعداد‬
‫املواصفات القياسية الدولية ووضع املعايري واألسس واالختبارات ومنح الشهادات املتعلقة بذلك يف جماالت النشاط الفين واالقتصادي املتعددة‬
‫‪ - 2‬امساعيل ابراهيم القزاز‪ ،‬وعادل عبد املالك كوريل ‪ ،‬نظام االدارة البيئية مبوجب املواصفات الدولية‪ ،‬مكتبة الراتب العلمية ‪ ،‬عمان األردن ‪،‬‬
‫‪ ، 2010‬ص ‪32‬‬
‫‪ - 3‬منظمة األمم املتحدة ‪ ،‬تقرير عن بداايت تطبيق نظام اإلدارة البيئية ايزو ‪ ، 14000‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا ‪ ،‬نيويورك ‪،‬‬
‫‪ ، 1999‬ص ‪8-7‬‬

‫‪217‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالل إعطاء احلدود الدنيا للضوابط والقواعد الواجب االلتزام هبا لضمان التطوير املستمر واملستدام يف‬
‫مستوى جودة السلعة أو اخلدمة‪ ،‬مبا يتوافق أو يفوق حاجات أو رغبات وتوقعات الزابئن (اهلدف ‪12‬‬
‫من خطة التنمية املستدامة ‪ : 2030‬وجود أمناط إستهالك وانتاج مستدامة) ‪.‬‬
‫• مواصفة ‪( ISO 18000‬نظام إدارة السالمة والصحة املهنية)‪ :‬بعد اعتماد املعيارين السابقني بتأييد واسع‬
‫وانجح ‪ ،‬مت مناقشة إمكانية وضع معيار بشأن نظام السالمة والصحة املهنية يكون مبثابة اعرتاف دويل‬
‫ابلتزام املنظمة (املقاولة) بتطبيق كافة النظم املهنية‪ ،‬مبا يف ذلك اختاذ اإلجراءات املناسبة وسن التشريعات‬
‫الالزمة ابإلضافة إىل قياس أداء نظم اإلدارة الذي ميكن أن يؤدي عدم تطبيقه بشكل مباشر أو غري‬
‫مباشر إىل حوادث اإلصابة والتعرض لألمراض (ضمن اهلدف ‪ : 8‬توفري العمل الالئق للجميع)‪ ،‬أو‬
‫‪18000‬‬ ‫التسبب أبضرار مادية للمباين وبيئة العمل‪ ،‬وتتكون مواصفة إدارة الصحة والسالمة املهنية‬
‫‪ 1OHSAS‬وفقا لإليزو من معيارين مها‪:2‬‬

‫‪ : OHSAS 18001 -‬يوضح مواصفات نظام إدارة السالمة والصحة املهنية ‪.‬‬

‫‪ : OHSAS 18002 -‬دليل إرشادات لكيفية تطبيق مواصفات نظام إدارة السالمة والصحة املهنية ‪.‬‬

‫(إدارة أنظمة سالمة الغذاء‪ -‬اصدار ‪ : )2005‬هو نظام متكون من جمموعة‬ ‫‪ISO 22000‬‬ ‫• مواصفة‬
‫العناصر اليت تعمل على سالمة الغذاء يف مجيع املراحل اليت مير هبا منذ انتاجه وحىت استهالكه (ضمن‬
‫اهلدف ‪ : 2‬التغذية احملسنة وتعزيز الزراعة املستدامة‪ ،‬واهلدف ‪ : 12‬وجود أمناط انتاج واستهالك‬
‫مستدامة) ‪ .‬وحتقق هذه املواصفة العديد من املزااي السيما فيما يتعلق بنشاط املقاوالت االجتماعية يف‬
‫هذا اجملال أمهها ‪:‬‬
‫✓ جعل املؤسسة معنية ابلرقابة الغذائية الذاتية مما يسهل مهمة اجلهات الرقابية من التقييم واملتابعة ‪.‬‬
‫✓ جعل مصنعي الغذاء أكثر تفهما لسالمة الغذاء وابلتايل ضمان فاعليتهم يف انتاج غذاء مأمون ‪.‬‬
‫✓ توثيق كل ما ميس سالمة الغذاء بشكل مكتوب أو أبي طريقة ميكن الرجوع إليها عند احلاجة ‪.‬‬
‫✓ احلد من األخطار املمكنة واحملتملة املرتبطة ابلغذاء ‪.‬‬

‫‪ = )Occuptional Health & Safety Management System) : OHSAS - 1‬مبادئ توجيهية (معايري تقنية) خاصة بنظام إدارة‬
‫السالمة والصحة املهنية معدة من طرف املعهد الربيطاين للمعايري ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تومي حسينة قديرة ‪ ،‬املواصفة الدولية ‪ ISO 18000‬يف املؤسسة الصناعية كبعد اسرتاتيجي لتحقيق التنمية املستدامة ‪ ،‬جملة احلقوق‬
‫والعلوم االنسانية ‪ ،‬دراسات إقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 37‬أفريل ‪ ، 2019‬ص ‪93‬‬

‫‪218‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫✓ تقليل فرص سحب املنتج من السوق إذا أتكدت عدم سالمته ‪.‬‬
‫✓ فتح اجملال أما الشركات للتصدير لألسواق العاملية ‪.‬‬
‫✓ زايدة ثقة املستهلك يف املنتج‪. 1‬‬
‫• مواصفة ‪ : ISO 26000‬مت اصدراها سنة ‪ 2010‬هبدف إعطاء إرشادات حول املسؤولية االجتماعية‬
‫للمنظمات على اختالف أنواعها يف كال القطاعني العام واخلاص عند ممارستها ألنشطتها االقتصادية‬
‫ابلشكل الذي يساهم يف التنمية املستدامة‪ ،‬وقد جاءت هذه املواصفة شاملة لسبع حماور أساسية متثل‬
‫املوضوعات واجملاالت الرئيسية للمسؤولية االجتماعية وهي ‪ :‬احلوكمة املؤسسية‪ ،‬حقوق االنسان‪،‬‬
‫ممارسات العمال‪ ،‬البيئة‪ ،‬املمارسات التشغيلية العادلة مع األفراد واملنظمات‪ ،‬قضااي املستهلك‪ ،‬مشاركة‬
‫وتنمية اجملتمع ‪.‬‬
‫ب‪ /‬مواصفات صادرة عن منظمات وهيئات دولية أخرى ‪ :‬أبرزها ما يلي ‪:‬‬
‫• معيار املساءلة االجتماعية ‪ : SA 8000‬وضع من قبل معهد احملاسبة االجتماعية الذي هو امتداد للوكالة‬
‫(‪Council on Econmic Priorities Accreditation ( )CEPAA‬‬ ‫األمريكية لألولوايت االقتصادية‬
‫مث اعتمد وطور بعد ذلك من قبل املعهد الربيطاين للتقييس‪ ،‬وهو مواصفة دولية تشجع‬ ‫‪)Agency‬‬

‫املنظمات على تطوير وتطبيق املمارسات املقبولة اجتماعيا داخل بيئة العمل‪ ،‬حيث تستند إىل اتفاقيات‬
‫األمم املتحدة حلقوق اإلنسان وكذا منظمة العمل الدولية وهتدف إىل خلق معايري موحدة لقياس األداء‬
‫االجتماعي للمنظمات والتزامها اجتاه عماهلا‪ ،‬مبا يف ذلك عمالة األطفال والعمل القسري والصحة‬
‫والسالمة املهنية واحلرة النقابية وعدم التمييز واملمارسات التأديبية وساعات العمل واألجور وغريها‪،2‬‬
‫حيث يشكل هذا –أي األداء االجتماعي‪ -‬أحد احملاور األساسية لألداء الشامل واملستدام ذو العالقة‬
‫املباشرة ابلتنمية املستدامة‪.‬‬
‫• معيار ‪ : SD 21000‬على الرغم من أنه ال يوجد حلد الساعة معيار دويل موحد خيص كيفية إدارة التنمية‬
‫املستدامة وجتسيدها يف املنظمة‪ ،‬فما هو موجود من معايري ومواصفات قياسية نستطيع أن نقول عنه أنه‬
‫خيدم وجيسد أبعاد التنمية املستدامة كل على حدى‪ ،‬ليس فقط على الصعيد الدويل كما تقدم بل حىت‬
‫الصادر عن الوكالة الفرنسية للمواصفات‬ ‫‪SD 21000‬‬ ‫على الصعيد احمللي‪ ،‬كما هو احلال ابلنسبة ملعيار‬
‫‪ ،‬والذي يعترب كدليل تطبيقي للتنمية املستدامة يف املؤسسة اإلقتصادية وذلك‬ ‫(‪)AFNOR‬‬ ‫القياسية‬

‫‪ - 1‬العايب عبد الرمحان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪109‬‬


‫‪2 - Nathalie Costa , Gestion du développement durable en entreprise , Ellipses Edition Marketing S.A , Paris ,‬‬
‫‪2008 , p 62- 63‬‬

‫‪219‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ابالعتماد على مخسة ركائز متثل عناصر أساسية حيوي كل منها عدة جوانب وتفرعات لتقييم أداء املنظمة‬
‫حنو حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬هذه الركائز هي‪:1‬‬
‫‪ -‬احلوكمة واملمارسات اإلدارية ؛‬
‫‪ -‬الرهاانت والتحدايت املتعلقة ابلتنمية املستدامة ؛‬
‫‪ -‬األداء االقتصادي املستدام ؛‬
‫‪ -‬املسؤولية االجتماعية ؛‬
‫‪ -‬املسؤولية البيئية ‪.‬‬
‫‪ :‬وهو نظام تسيري يساعد كل أنواع املؤسسات على اشراك وانضمام‬ ‫‪AA 1000‬‬ ‫• املعيار الربيطاين‬
‫أصحاب املصاحل يف نشاط وحياة املؤسسة من خالل تطوير احلوار الفعال والتكامل معهم‪ ،‬ذلك ألن هذا‬
‫املعيار يقوم على أساس املساءلة والشفافية واملراجعة الدورية واملستمرة للتقارير‪ ،‬كما يتيح قياس األداء‬
‫االجتماعي واألخالقي للمؤسسة ومقارنته مع معايري حمددة يف شكل أهداف جيب بلوغها‪ ،‬وقد طور‬
‫ابلتعاون مع منظمات أعمال ومنظمات غري حكومية معيار‬ ‫‪BSI‬‬ ‫املعهد الربيطاين للمواصفات القياسية‬
‫أوسع وأمشل من ‪ AA 1000‬مسي مبعيار سيغما (‪ )SIGMA‬وهو الذي يسمح ابدماج التنمية املستدامة يف‬
‫ادارة املؤسسة ابالعتماد على األدوات اليت تتيح ذلك‪ ،‬حيث متر عملية تطبيق هذا املعيار عرب أربعة‬
‫مراحل هي‪:2‬‬
‫‪ -1‬التعرف على أصحاب املصاحل ابلنسبة املؤسسة وعلى متطلباهتم ‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع معايري للحوكمة (املساءلة‪ ،‬االفصاح‪ ،‬الشفافية‪ ، )..‬وهذا مع وجود تنظيم وقيادة فعالة‬
‫يسمحان بضمان التوافق بني غاايت االدارة املعتمدة ومتطلبات أصحاب املصاحل ‪.‬‬
‫‪ -3‬االعتماد على نظم ادارة تسمح بتحديد احتياجات أصحاب املصاحل الداخليني واخلارجيني ومواكبة‬
‫التغريات اليت قد متس هذه املتطلبات ‪.‬‬
‫‪ -4‬االعتماد على معلومات متتاز مبواصفات اجلودة املطلوبة مما يسمح لإلدارة ابلتحلي ابملسؤولية الالزمة‬
‫للتحكم يف األداء الشامل للمؤسسة ‪.‬‬

‫‪1 - Rosa Anthony et autre, Guide pratique du développement durable , AFNOR , 2005 , p 27‬‬
‫‪ - 2‬العايب عبد الرمحان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪134-133‬‬

‫‪220‬‬
‫واقع وآفاق املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫لقد قمنا من خالل هذا الفصل برصد أشهر النماذج الواقعية للمقاوالتية االجتماعية على املستوى‬
‫احمللي (اجلزائر) وكذا الدويل‪ ،‬بغية االستدالل على أدوار مشاريعها يف تنمية جمتمعاهتا وعالقة ذلك بتحقيق‬
‫أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬حيث وجدان العديد من صورها ضاربة يف جذور تراثنا االجتماعي و اترخينا‬
‫االسالمي السيما فيما يتعلق ابلزكاة والوقف وذلك حىت قبل ظهور مصطلح املقاوالتية االجتماعية وشيوعه‪،‬‬
‫نظرا للبعد االجتماعي والتضامين الذي تتميز به من جهة وقدرهتا على إحداث التغيري اجملتمعي أبسلوب‬
‫إبداعي ومستدام من جهة أخرى‪ ،‬مع التنويه بضرورة التفريق بينها وبني املصطلحات القريبة منها واملتداخلة‬
‫معها على غرار العمل التطوعي أو اخلريي أو االجتماعي‪ ،‬واليت حتتاج منظماهتا ‪-‬من وجهة نظران‪ -‬أن ترتقي‬
‫أبسلوب عملها من العفوية إىل االحرتافية حىت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية وحتقق لنا القيميتني‬
‫االجتماعية واالقتصادية معا ‪.‬‬

‫وعن واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر فلقد دأبت احلكومات املتعاقبة من خالل الربامج التنموية على‬
‫السعي حنو إحراز تقدما يف اجملاالت االقتصادية واالجتماعية والبيئية على حد متوازن‪ ،‬إدراكا منها أبمهية اقامة‬
‫توازن بني متطلبات التنمية وواجبات محاية البيئة‪ ،‬فضال عن مجلة االجراءات والسياسات املتخذة قصد حتسني‬
‫األوضاع االجتماعية للمواطنني‪ ،‬إال أن ذلك يعد غري كايف ابلنظر لإلمكانيات والقدرات املتعددة اليت حتتويها‬
‫اجلزائر وكذا حجم املسامهات اليت ميكن تفعيلها وتعظيمها يف سبيل ذلك من قبل األطراف ذات العالقة‬
‫كاملقاولني االجتماعيني حتديدا‪ ،‬حيث تبني لنا أن املقاوالت االجتماعية تعترب من اآلليات املبتكرة يف حتقيق‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬ذلك ألن أصلها التأسيسي يقوم على املسؤولية االجتماعية واالستدامة معا ويتوافق إىل حد‬
‫كبري مع أبعاد التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫دراسة ميدانية لدور المقاوالتية‬


‫االجتماعية في تحقيق التنمية‬
‫المستدامة في الجزائر‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫متهيد ‪:‬‬
‫بعدما تناولنا خمتلف املفاهيم النظرية املتعلقة مبتغريي الدراسة‪ ،‬واستكماال ملا استعرضناه يف الفصل‬
‫السابق حول واقع املقاوالتية االجتماعية وآفاقها يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬سنحاول يف هذا‬
‫الفصل من خالل اجراء دراسة ميدانية أن نسعى إىل دعم التحليالت النظرية السابقة‪ ،‬وكذا نفي أو اثبات‬
‫ما افرتضناه يف بداية هذا البحث ‪.‬‬
‫وانطالقا من تعريفنا االجرائي للمقاولة االجتماعية الدال على أهنا متثل مناذج إلحداث التغيري‬
‫االجتماعي تقوم من خالل تنفيذ مبادرات ومشروعات جديدة أو تطوير أخرى قائمة‪ ،‬أو أتسيس مؤسسات‬
‫اجتماعية أو تنموية جديدة لتوفري املنتجات واخلدمات اليت تليب مباشرة االحتياجات االجتماعية األساسية اليت‬
‫تقوم عليها التنمية املستدامة‪ ،‬وذلك تبعا ملا ترمي إليه أهداف التنمية املستدامة – خطة ‪ ،-2030‬ونظرا‬
‫للحداثة النسبية ملصطلح املقاوالتية االجتماعية من حيث التسمية ال من حيث املفهوم والتطبيق‪ ،‬وابعتبار‬
‫أن املقاوالت االجتماعية تنتمي من حيث التصنيف القطاعي لقطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي‬
‫الذي تتميز منظماته يف جمملها ابمكانية اكتساب صفة املقاولة االجتماعية‪ ،‬فإننا سنستهدف عينة منه‬
‫وذلك هبدف إثبات العالقة وحتديد األثر بني املتغري املستقل هلذه الدراسة (املقاوالتية االجتماعية) و املتغري التابع‬
‫(التنمية املستدامة)‪ ،‬ومن مث احلكم على دور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة ابجلزائر ‪.‬‬
‫وألجل ذلك مت تقسيم هذا الفصل إىل مبحثني‪ ،‬حيث تناولنا يف املبحث األول اإلطار املنهجي للدراسة‬
‫امليدانية‪ ،‬أما املبحث الثاين فخصصناه لغرض دراسة وحتليل االستبيان مث عرض النتائج ومناقشتها ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫املبحث األول ‪ :‬اإلطار املنهجي للدراسة‬


‫يتناول هذا املبحث وصفا ملنهج الدراسة وألفراد جمتمع الدراسة وعينته‪ ،‬وكذا األدوات املستخدمة يف‬
‫هذه الدراسة ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬منهج ‪ ،‬جمتمع و عينة الدراسة‬
‫‪ -1‬منهج الدراسة ومصادر مجع البياانت ‪:‬‬
‫‪ -1-1‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫انطالقا من طبيعة الدراسة واألهداف اليت تسعى لتحقيقها‪ ،‬السيما معرفة مدى مسامهة املقاوالتية‬
‫االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة ابجلزائر‪ ،‬استخدمنا املنهج الوصفي الذي يعرف أبنه استقصاء ينصب‬
‫على ظاهرة من الظواهر كما هي قائمة يف احلاضر بقصد تشخيصها وكشف جوانبها وحتديد العالقات بني‬
‫عناصرها‪ ،‬فاملنهج الوصفي ال يصف الظاهرة فقط‪ ،‬بل ميتد إىل حتليل وتفسري ومقارنة وتقييم الظاهرة للوصول‬
‫إىل تقييمات ذات معىن تزيد من درجة التبصر واإلحاطة بتلك الظاهرة ‪.‬‬
‫‪ 2-1‬مصادر مجع البياانت ‪:‬‬
‫مت االعتماد على عدة أساليب جلمع البياانت يف هذه الدراسة‪ ،‬فباإلضافة إىل مراجعة االدبيات النظرية‬
‫وخمتلف اإلحصائيات الكلية اخلاصة مبوضوع البحث‪ ،‬اعتمدان أساسا على أسلويب االستبيان واملالحظة يف‬
‫اجلانب امليداين ‪.‬‬
‫‪ 1-2-1‬املصادر األولية ‪:‬‬
‫حيث مت مجع البياانت األولية الالزمة لدراستنا ابالعتماد على أسلوب االستقصاء من خالل استبانة‬
‫صممت وحكمت هلذا الغرض (امللحق رقم ‪ ،)02‬إضافة إىل إجراء املقابالت واحلوار مع خمتلف األطراف ذات‬
‫العالقة للحصول على املعلومات اليت من شأهنا إفادتنا يف البحث والتحليل‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا ابلقول إىل أنه مت‬
‫اللجوء إىل استعمال أسلوب اإلستبانة ابملقابلة مع بعض رواد العمل االجتماعيني الذين أرادوا ملء اإلستبانة‬
‫حبضوران وابلتايل استالمها‪ ،‬هذا وقد مت االعتماد أيضا على املالحظة من خالل تنقالتنا ملعاينة بعض املشاريع‬
‫اليت تكتسب صفة املقاولة االجتماعية وكذا املنظمات اليت ترعى وتدعم هذا التوجه ‪.‬‬
‫‪ 2-2-1‬املصادر الثانوية ‪:‬‬
‫اعتمدان يف مجعنا للمعلومات وبغية إثراء ومعاجلة اجلانب النظري للدراسة على مصادر متنوعة منها‪:‬‬
‫الكتب العربية واألجنبية يف التخصصات املرتبطة مبوضوع دراستنا هذه‪ ،‬ابإلضافة إىل أطروحات الدكتوراه‬

‫‪224‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫والرسائل اجلامعية‪ ،‬اجملالت العلمية‪ ،‬امللتقيات واملؤمترات العلمية وبعض املواقع اإللكرتونية ‪ ،‬حيث نستطيع القول‬
‫أبن البحث يف هذا اجملال ال يزال يف مراحله األوىل‪ ،‬وهو ما يفسر نذرة الدراسات السابقة اليت تناولت موضوع‬
‫املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -2‬جمتمع و عينة الدراسة ‪:‬‬
‫‪ 1-2‬جمتمع الدراسة‪:‬‬
‫يتكون جمتمع الدراسة من منظمات قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي ابجلزائر الذي حيوي املقاوالت‬
‫االجتماعية ذات العدد الضئيل واحملدود جدا ابلنظر للمنظمات أو املشاريع اليت حتمل هذه التسمية‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إىل املنظمات اليت جتمعها مع املقاوالت االجتماعية الكثري الغاايت املشرتكة‪ ،‬بل وتتجسد يف الكثري من األحيان‬
‫ضمن أنشطتها مقاصد املقاوالتية االجتماعية من حيث خلق القيمة االجتماعية واالقتصادية معا ‪ ،‬وقد متثلت‬
‫هذه املنظمات حتديدا يف ‪:‬‬
‫‪ -‬اجلمعيات خصوصا ذات الطابع االجتماعي أو البيئي ؛‬
‫‪ -‬التعاونيات أبنواعها ال سيما الفالحية أو املهنية احلرفية ؛‬
‫‪ -‬املقاوالت اإلجتماعية ؛ (من حيث كينونتها هبذه التسمية)‬
‫‪ -‬التعاضدايت ؛‬
‫‪ -‬املنظمات غري احلكومية ؛‬
‫‪ -‬وأخرى‪ ،‬كصندوق استثمار أموال الزكاة واملشاريع الوقفية ‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة ابلقول أن قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي أضحى يشكل أحد البدائل احلديثة لتحقيق‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية ال سيما يف ظل األزمات املتعددة اليت يشهدها العامل من حني آلخر‪ ،‬وذلك‬
‫لكونه جيعل من املساعي التنموية مهمة تشاركية عن طريق سياسات رمسية ومبادرات فردية ومجاعية‪ ،‬هتدف إىل‬
‫حتقيق التوازن االقتصادي و تقليص الفوارق االجتماعية‪ ،‬حبيث يتم ختفيف العبئ على الدولة ضمن ما يدخل يف‬
‫إطار سياساهتا العامة اجتاه جمتمعها من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تسجيل عدة مسامهات اجيابية يف املعدالت‬
‫واملؤشرات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ويتوقف ذلك على شرط إعطاء االهتمام والعناية الالزمة بتنشيطه حىت حيقق‬
‫النتائج ذات األثر اإلجيايب واملتعدد كما يف الدول املتقدمة ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ 2-2‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫نظرا للعدد الكبري املكون جملتمع الدراسة يف اجلزائر من جهة ‪ ،‬وكذا عدم وضوح معامل املكون األساسي‬
‫للعينة الذي هو (املقاوالت االجتماعية أو املقاولون االجتماعيون) من جهة أخرى‪ ،‬انهيك عن عدم تركزه يف‬
‫منطقة بعينها‪ ،‬فلقد مت االعتماد على البعد الشمويل للدراسة من خالل سعينا إىل أن تشمل عملية توزيع‬
‫االستباانت خمتلف جهات الوطن (شرق‪ ،‬وسط‪ ،‬غرب‪ ،‬جنوب)‪ ،‬وذلك بواسطة التوزيع املباشر مبا يف ذلك‬
‫االستعانة ابلعالقات الشخصية من أجل بلوغ أكرب نسبة من التوزيع‪ ،‬ابإلضافة إىل التوزيع االلكرتوين الذي‬
‫اضطرران إليه متاشيا مع ظروف احلجر الصحي اليت ميزت اإلطار الزمين للدراسة امليدانية‪ ،‬ويف النهاية متكنا من‬
‫مجع ‪ 181‬استمارة استبيان قابلة للدراسة والتحليل من خمتلف مناطق اجملتمع االحصائي ‪.‬‬
‫وميكن توضيح نتائج توزيع استمارة االستبيان من خالل اجلدول التايل ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ : )24‬نتائج توزيع استمارة االستبيان‬
‫النسبة‬ ‫عدد االستمارات‬ ‫عدد االستمارات‬ ‫عدد االستمارات‬ ‫عدد االستمارات‬ ‫املنطقة‬
‫الصاحلة‬ ‫امللغاة‬ ‫املسرتجعة‬ ‫املوزعة‬
‫‪% 16.57‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الشرق‬
‫‪% 22.65‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الوسط‬
‫‪% 16.02‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الغرب‬
‫‪% 44.75‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪120‬‬ ‫اجلنوب‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪265‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب بناءا على نتائج توزيع اإلستبيان‬
‫يتضح من اجلدول أعاله سعي الطالب حنو حتقيق قدر ولو نسيب من الشمولية يف دراسته ‪ ،‬حيث عمد إىل‬
‫التوزيع يف خمتلف مناطق اجملتمع االحصائي مع الرتكيز أكثر نسبيا على منطقة اجلنوب‪ ،‬ابعتبارها متثل املنطقة‬
‫املتواجد هبا‪ ،‬وابلتايل سهولة توزيع االستمارات واسرتدادها مقارنة ابملناطق األخرى‪ ،‬انهيك عن الظروف‬
‫والصعوابت اليت حالت دون الوصول إىل أفراد العينة لعدم وضوح معامل جمتمع الدراسة ‪ ،‬ابإلضافة إىل عدم‬
‫استجابة الكثري منهم للمشاركة يف هذه الدراسة‪ ،‬ألسباب قد تعزى لغياب ثقافة االستبيان والبحث العلمي‬
‫لديهم أو إلعتقادهم أبن اإلستبيان ال يعنيهم ابلنظر لعنوانه‪ ،‬أو رمبا لطوله يف بعض األحيان؛ كما مت إلغاء ‪08‬‬
‫استمارات مسرتجعة بسبب ملئها من طرف املستجوب بطريقة عفوية وغري جدية‪ ،‬أو لتضمنها بعض البياانت‬
‫واالجاابت املفقودة وابلتايل ارأتينا استبعادها ‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫املطلب الثاين‪ :‬منوذج الدراسة‪ ،‬متغرياهتا وأدوات قياسها ‪:‬‬


‫‪ -1‬منوذج الدراسة‪ :‬انطالقا من الدراسة النظرية والدراسات السابقة ذات الصلة مبوضوعنا أو جزء‬
‫منه‪ ،‬وعلى ضوء إشكالية دراستنا وفرضياهتا وأهدافها وبعد استشارة أساتذة ذوي خربة‪ ،‬مت تشكيل منوذج‬
‫للدراسة والذي ينطلق من فكرة أساسية هي‪ :‬عالقة ودور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬
‫وذلك ابلنظر ألهداف وأبعاد هذه األخرية ‪ ،‬والشكل املوايل يوضح هذا النموذج ‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)17‬منوذج الدراسة‬
‫املتغري التابع‬ ‫املتغري املستقل‬

‫التنمية املستدامة‬ ‫املقاوالتية االجتماعية‬


‫‪ -‬الوعي مبفهومها‬
‫(أهداف برانمج‬
‫وطبيعة عملها‬
‫التنمية املستدامة‬
‫‪ -‬جمال املمارسة‬
‫‪)2030‬‬ ‫‪ -‬طريقة املمارسة‬

‫السمات الشخصية ‪:‬‬


‫‪ -‬وصف املنظمة‬
‫‪ -‬عمر املنظمة‬
‫‪ -‬النطاق اجلغرايف للنشاط‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬


‫‪ -2‬متغريات الدراسة ‪ :‬تتمثل متغريات الدراسة يف ‪:‬‬
‫‪ 1-2‬املتغري املستقل ‪ :‬املقاوالتية االجتماعية ‪ :‬وقد مت تناوله من خالل مفهومه وجماالت املمارسة‬
‫املتعلقة به واملتمثلة اجملاالت اإلقتصادية‪ ،‬االجتماعية والبيئية ‪ ،‬ابإلضافة إىل طريقة املمارسة ‪.‬‬
‫‪ 2-2‬املتغري التابع ‪ :‬التنمية املستدامة ‪ :‬وهو يعرب عن قياس مدى السعي يف حتقيق أهداف التنمية‬
‫املستدامة ذات األبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬وذلك تبعا خلطة منظمة األمم املتحدة آفاق سنة‬
‫‪. 2030‬‬

‫‪227‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -3‬أداة الدراسة‪:‬‬
‫إن األداة املستخدمة يف هذه الدراسة هي اإلستبانة املوضحة يف امللحق رقم ‪ 03 :‬واليت اشتملت على‬
‫جزئني رئيسيني‪ ،‬اجلزء األول يتعلق ابملعلومات العامة املتعلقة أبفراد عينة الدراسة (نوع املنظمة‪ ،‬عمر املنظمة‬
‫ابتداءا من التأسيس‪ ،‬النطاق اجلغرايف للنشاط)‪ ،‬أما اجلزء الثاين فشكل من ثالثة حماور متثلت يف اآليت ‪:‬‬
‫• احملور األول ‪ :‬يتكون من ‪ 10‬عبارات تقيس مستوى الوعي واإلدراك ابملتغري املستقل للدراسة‪ ،‬وكذا معرفة‬
‫ما إذا كانت العينة املستجوبة تتسم بصفات املقاولة االجتماعية من عدمها ‪ ،‬فضال عن حمفزاهتا اجتاه ذلك‬
‫من حيث توافر املعرفة وعدم وجود املوانع القانونية ‪.‬‬
‫• احملور الثاين ‪ :‬يتكون من حمورين فرعيني تضمن كل واحد منهما على ‪ 7‬عبارات‪ ،‬حيث هتدف عبارات‬
‫احملور الفرعي األول إىل حتديد جمال ممارسة املقاوالتية اإلجتماعية األكثر اختيارا من قبل أفراد عينة الدراسة‪،‬‬
‫حول ما إذا كان ذو طبيعة متعددة بني اجملال االجتماعي و اإلقتصادي و البيئي‪ ،‬أو ذو طبيعة موحدة من‬
‫خالل انفراده وتركزه يف جمال دون اجملاالت األخرى‪ ،‬وأما عبارات احملور الفرعي الثاين فرتمي إىل معرفة‬
‫طريقة ممارسة املقاوالتية االجتماعية من قبل أفراد عينة الدراسة‪ ،‬واليت من شأهنا أن تنتج قيمة و أثرا اجيابيا‬
‫يف اجملتمع‪.‬‬
‫• احملور الثالث ‪ :‬وهو احملور املتعلق ابملتغري التابع للدراسة أي التنمية املستدامة‪ ،‬اشتمل على ‪ 18‬عبارة تناولنا‬
‫يف كل عبارة منها هدفا من األهداف الـ ‪ 17‬خلطة التنمية املستدامة املتفق عليها دوليا إىل غاية سنة‬
‫‪ ،2030‬زائد عبارة واحدة افتتاحية هتدف إىل قياس مدى اطالع أفراد العينة ابألهداف السالفة الذكر‪،‬‬
‫وبصفة إمجالية امكانية احلكم من خالل هذا احملور على الدور الذي يساهم به أفراد عينة الدراسة يف حتقيق‬
‫التنمية املستدامة تبعا ألهدافها اليت غطت األبعاد االقتصادية االجتماعية والبيئية للتنمية ‪.‬‬
‫وقد مت استخدام مقياس ليكرت (‪ )Likert‬اخلماسي لقياس إجاابت املبحوثني لعبارات االستبانة‪ ،‬كما هو‬
‫موضح يف اجلدول املوايل ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)25‬يوضح مقياس ليكرث اخلماسي‬
‫غري موافق بشدة‬ ‫غري موافق‬ ‫حمايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق بشدة‬ ‫التصنيف‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الدرجة‬
‫‪1-1.79‬‬ ‫‪1.80-2.59‬‬ ‫‪2.60-3.39‬‬ ‫‪3.4-4.19‬‬ ‫‪4.20-5‬‬ ‫اجملال‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫‪228‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أما حتديد اجملال فكان وفق ما يلي ‪:‬‬


‫طول اجملال = احلد األعلى‪-‬احلد األدىن ‪/‬عدد املستوايت = ‪1.79 = 5/1-5‬‬
‫* مقياس حتديد املوافقة النسبية‪ :‬يفيدان هذا املقياس يف االنتقال من التعبري الكمي إىل الوصفي عن طريق‬
‫حساب ما يلي ‪:‬‬
‫مقدار املوافقة = احلد األعلى‪ -‬احلد األدىن ‪/‬عدد املستوايت = ‪1.33 = 3/1-5‬‬
‫جدول رقم (‪ :)26‬مقياس املوافقة النسبية‬
‫منخفضة‬ ‫متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫املوافقة‬
‫‪1-2.33‬‬ ‫‪2.34-3.66‬‬ ‫‪3.67-5‬‬ ‫جمال الدرجة‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬
‫‪ -4‬أدوات التحليل اإلحصائي‪:‬‬
‫(‪)SPSS‬‬ ‫بعد تبويب البياانت وإدخاهلا إىل احلاسوب ابستخدام برانمج احلزمة اإلحصائية للعلوم اإلجتماعية‬
‫إصدار ‪ ،22‬مت االعتماد على األساليب اإلحصائية التالية لتحليل البياانت ‪:‬‬
‫• اختبار ألفا كرونباخ ‪ :‬ملعرفة ثبات فقرات استمارة االستبيان ‪.‬‬
‫لتأكيد الصدق‬ ‫(‪)Pearson Correlation‬‬ ‫• معامل اإلرتباط‪ :‬مت استخدام معامل االرتباط بريسون‬
‫البنائي وصدق االتساق الداخلي‪،‬وكذلك لتحديد العالقة واالرتباط بني متغريي الدراسة املستقل والتابع‬
‫• معامل الثبات ‪ :‬الذي يعكس استقرار املقياس‪ ،‬أي إعطاء نفس النتائج يف حالة إعادة تطبيقه على‬
‫نفس العينة‪ ،‬واستخدمنا ألجل ذلك طريقة ألفا كرونباخ (‪. )Cronbach' s Alpha‬‬
‫• التكرارات والنسب املئوية ‪ :‬لوصف بياانت العينة من حيث خصائصها ؛‬
‫• املتوسط احلساب‪ :‬للحصول على متوسط إجاابت أفراد العينة‪ ،‬ومن مت احتساب القيمة اليت املعطاة‬
‫لكل عبارة أو جملموعة من عبارات اإلستبانة ؛‬
‫• اإلحنراف املعياري ‪ :‬الذي ميكن من معرفة مدى التشتت املطلق بني أوساطها احلسابية‬
‫• منوذج اإلحندار اخلطي البسيط ‪ :‬الذي حيدد نوع العالقة و قوهتا بني متغريي الدراسة ؛‬
‫• اختبار التوزيع الطبيعي ‪ :‬مت استخدام اختبار كوجملروف – مسرينوف ‪ Kolmejrof - Smirnov‬لتأكيد‬
‫أن البياانت تتبع التوزيع الطبيعي أو ال ‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫• اختبار حتليل التباين األحادي ‪ )One Way Anova( F‬إلختبار الفروق بني متوسطات ثالث عينات‬
‫فأكثر ‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬ثبات أداة الدراسة (اإلستبانة) وصدقها‬
‫‪ -1‬ثبات أداة الدراسة ‪:‬‬
‫يقصد بثبات أداة الدراسة ‪ ،‬إمكانية احلصول على نفس النتائج إذا ما متت إعادة الدراسة على نفس األفراد‬
‫ويف نفس الظروف يف وقت الحق‪ ،‬وللتأكد من ثبات أداة دراستنا مت استخدام معامل الثبات (ألفا كرونباخ) ‪،‬‬
‫واجلدول املوايل يبني ذلك ‪:‬‬
‫(‪)Cronbach' s Alpha‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)27‬قيمة معامل الثبات ألفا كرونباخ‬
‫ألفا كرونباخ‬ ‫عدد العبارات‬
‫‪0.924‬‬ ‫‪42‬‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫من اجلدول أعاله جند أن قيمة (ألفا كرونباخ) بلغت قيمة ‪ 0.924‬أي ما نسبته ‪ ، % 92.4‬وهذا يدل على‬
‫أن أداة الدراسة (االستبيان) تتمتع بدرجة ثبات عالية‪ ،‬مما جيعلنا على اطمئنان وثقة شبه اتمة بصحة االستبيان‬
‫وصالحيته لت حليل وتفسري نتائج الدراسة واختبار فرضياهتا‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن معامل الثبات (ألفا كرونباخ)‬
‫ترتاوح قيمه بني (‪ ، )1-0‬حيث كلما اقرتب من الواحد دل على وجود ثبات عال والعكس صحيح‪ ،‬مع أن‬
‫احلد املتفق عليه واملقبول ملعامل ألفا كرونباخ هو ‪. )% 60( 0.6 :‬‬
‫‪ -2‬صدق أداة الدراسة ‪:‬‬
‫ويقصد بذلك التأكد من أن أسئلة اإلستبانة تقيس ما وضعت لقياسه‪ ،‬وقمنا ابلتأكد من ذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ 1-2‬الصدق الظاهري ‪:‬‬
‫قمنا بعرض اإلستبانة على جمموعة من األساتذة املتخصصني يف موضوع الدراسة واإلحصاء (أنظر امللحق‬
‫رقم ‪ ،)06‬وقد استجاب الطالب ألراء احملكمني وقام إبجراء ما يلزم من حذف وتعديل وإضافة وفق تصويباهتم‬
‫ومقرتحاهتم‪ ،‬وهذا طبعا بعد مناقشة املشرف واألخذ برأيه‪ ،‬وبعد ذلك قمنا أبخذ عينة جتريبية مشلت (‪ )30‬فردا‬
‫من جمتمع الدراسة قصد اختبار مدى فهمهم لعبارات االستبيان‪ ،‬وكذا التأكد من مالئمة هذا األخري لتحقيق‬
‫أهداف الدراسة‪ ،‬وقد مكننا ذلك يف األخري الكتشاف بعض النقائص وابلتايل معاجلتها واستدراكها ‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ 2-2‬صدق اإلتساق الداخلي حملاور وعبارات اإلستبيان ‪:‬‬


‫يقصد بصدق االتساق الداخلي مدى اتساق مجيع فقرات (عبارات) االستبيان مع احملور الذي تنتمي‬
‫إليه‪ ،‬وبغية التحقق من ذلك قمنا مباشرة حبساب ذلك من العالقة التالية وكما هو موضح يف اجلدول املوايل ‪:‬‬
‫الصدق = اجلدر الرتبيعي املوجب ملعامل الثبات ألفا كرونباخ‬
‫جدول رقم (‪ :)28‬الصدق و الثبات‬
‫الصدق = اجلدر‬ ‫معامل الثبات‬ ‫عدد العبارات‬ ‫احملور‬ ‫الرقم‬
‫الرتبيعي للثبات‬ ‫ألفا كرونباخ‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪0.578‬‬ ‫‪10‬‬ ‫حمور ‪ : 1‬مفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة‬ ‫‪1‬‬
‫عملها‬
‫‪0.912‬‬ ‫‪0.832‬‬ ‫‪14‬‬ ‫حمور ‪ :2‬كيفية ممارسة املقاوالتية االجتماعية‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.911‬‬ ‫‪0.831‬‬ ‫‪07‬‬ ‫أ – جمال املمارسة‬
‫‪0.88‬‬ ‫‪0.776‬‬ ‫‪07‬‬ ‫ب – طريقة املمارسة‬
‫‪0.959‬‬ ‫‪0.920‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حمور ‪ : 3‬التنمية املستدامة‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.961‬‬ ‫‪0.924‬‬ ‫‪42‬‬ ‫كل حماور اإلستبيان‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول أن كل احملاور حققت الثبات ابعتبار ألفا كرونباخ فاق ‪ ،% 60‬ما عدا فيما خيص‬
‫احملور األول الذي قاربت قيمة ثباته ذلك بـ ‪ ،0.578‬حيث ميكن إرجاع تفسري ذلك إىل تعلق هذا احملور‬
‫ابجلانب املفاهيمي للمتغري املستقل لدراستنا و ورود معظم إجاابت أفراد العينة بصيغة (حمايد) خصوصا فيما‬
‫يتعلق ابلعبارتني األوىل والثانية‪ ،‬وهو ما أتكد لنا من خالل املقابالت اليت أجريناها أين سجلنا يف كثري من‬
‫األحيان عدم توافر معرفة لدى العديد من األطراف ذات العالقة فيما يتعلق مبفهوم املقاوالتية االجتماعية من‬
‫حيث املصطلح لعدم شيوع استعماله ابلشكل الواسع يف بيئة اجملتمع اإلحصائي‪ ،‬الوضع الذي يدفع‬
‫ابملستجوبني حنو اختيار إجابة (حمايد)؛ وأما ابلنسبة لقيم الصدق فجاءت مرتفعة حيث احنصرت فيما يتعلق‬
‫مبحاور االستبيان ما بني ‪ 0.76‬يف حدها األدىن و‪ 0.959‬يف حدها األعلى‪ ،‬وبلغت القيمة الكلية له‬
‫‪ 0.961‬وهذه نتائج كلها مطمئنة ‪.‬‬
‫‪ – 3-2‬الصدق البنائي‪ :‬للتحقق منه مت حساب معامالت اإلرتباط بني كل حمور والدرجة الكلية‬
‫لعبارات االستبانة ‪ ،‬كما هو موضح يف اجلدول التايل ‪:‬‬

‫‪231‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ :)29‬الصدق البنائي حملاور الدراسة‬


‫مستوى الداللة‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫عدد العبارات‬ ‫احملور‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪0.712‬‬ ‫‪10‬‬ ‫حمور مفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪0.875‬‬ ‫‪14‬‬ ‫حمور كيفية ممارسة املقاوالتية االجتماعية‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪0.794‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أ – جمال املمارسة‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪0.794‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ب – طريقة املمارسة‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪0.933‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حمور التنمية املستدامة‬
‫** االرتباط دال إحصائيا عند مستوى الداللة ‪0.05‬‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول رقم (‪ )29‬الذي يبني معامالت ارتباط كل حمور مع الدرجة الكلية للمقياس (مجيع فقرات‬
‫االستبيان)‪ ،‬أن قيم معامالت االرتباط الظاهرة يف اجلدول جاءت حمصورة بني القيمتني (‪)0.933 – 0.712‬‬
‫وهي دالة عند مستوى معنوية (‪ ،)0.05‬وهذا ما يعكس الصدق البنائي ألداة الدراسة ‪.‬‬
‫ومنه نستنتج إمجاال أن أداة الدراسة اليت أعددانها ملعاجلة اإلشكالية املطروحة تتميز ابلصدق والثبات يف مجيع‬
‫عباراهتا وهي جاهزة للتطبيق على عينة الدراسة ‪.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬نتائج الدراسة امليدانية و تفسريها‬
‫يتم يف هذا املبحث حتليل خصائص عينة الدراسة حسب كل متغري من خالل حساب كل من التكرارات‬
‫والنسب املئوية ومتثيلها بيانيا‪ ،‬أيضا حتليل عبارات كل حمور من حماور االستبيان من خالل حساب كل من‬
‫املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬عرض وحتليل نتائج خصائص عينة الدراسة‬
‫اشتملت خصائص عينة الدراسة على بعض املتغريات اخلاصة أبفراد عينة الدراسة‪ ،‬مت الرتكيز فيها على‬
‫ثالث متغريات رئيسية هي ‪ :‬وصف املنظمة‪ ،‬وعمر املنظمة‪ ،‬والنطاق اجلغرايف للنشاط‪ ،‬وذلك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬توزيع أفراد العينة حسب متغري وصف املنظمة‪ :‬ميكن توضيح ذلك من خالل اجلدول والشكل اآلتيني‪:‬‬

‫‪232‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ :)30‬توزيع أفراد العينة حسب متغري وصف املنظمة‬


‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫البيان‬ ‫املتغري‬

‫‪69.1‬‬ ‫‪125‬‬ ‫مجعية‬

‫‪5.0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫تعاونية‬

‫‪3.3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تعاضدية‬ ‫وصف املنظمة‬

‫‪10.5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫منظمة غري حكومية‬

‫‪2.8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مقاولة اجتماعية‬

‫‪9.4‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أخرى‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على نتائج االستبيان‬


‫الشكل رقم (‪ :)18‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغري وصف املنظمة‬

‫وصف المنظمة‬

‫‪2.8‬‬
‫‪9.4‬‬
‫جمعية‬

‫‪10.5‬‬ ‫تعاونية‬
‫تعاضدية‬
‫‪3.3‬‬
‫منظمة غير حكومية‬
‫‪5‬‬
‫مقاولة اجتماعية‬
‫‪69.1‬‬
‫أخرى (أذكرها)‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬


‫يتبني من اجلدول رقم (‪ )30‬وكذا الشكل رقم (‪ ،)18‬أن نسبة (‪ )% 69.1‬من عينة الدراسة متثلت يف‬
‫اجلمعيات وهي نتيجة منطقية ابلنظر للعدد الكبري والنسبة املرتفعة اليت حيوزها هذا الصنف من املنظمات داخل‬
‫اجملتمع االحصائي املتمثل يف منظمات قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي ابجلزائر ‪ ،‬يليها يف ذلك صنف‬
‫املنظمات غري احلكومية بنسبة (‪ ،)% 10.5‬وبلغت نسبة املنظمات األخرى ضمن عينة الدراسة قيمة‬

‫‪233‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫(‪ )%9.4‬مما يدل على وجود أشكاال أخرى للمنظمات اليت ميكن إحلاقها بقطاع اجملتمع اإلحصائي‪ ،‬على غرار‬
‫الودادايت والنوادي اإلجتماعية والبيئية‪ ،‬املنتدايت الشبانية‪ ،‬صناديق استثمار أموال الزكاة واملشاريع الوقفية‪ ،‬يف‬
‫حني بلغت نسبة التعاونيات و التعاضدايت على التوايل (‪ % 5.0‬و ‪ )% 3.3‬وهي نسبة منخفضة على الرغم‬
‫من أمهية هذا الصنف من املنظمات خصوصا التعاونيات ملا متتاز به من روح تشاركية وتضامنية‪ ،‬وكذا تناسب‬
‫كبري مع األنشطة الواجب تفعيلها وتنشيطها يف اجلزائر‪ ،‬كالفالحة بفروعها املتعددة من زراعة وتربية مواشي‬
‫وصيد حبري‪ ،‬والسياحة وما ترتبط به من صناعات تقليدية وحرف‪ ،‬وقد تبني لنا من خالل الزايرات اليت قمنا هبا‬
‫وجود العديد من املنظمات ضمن هذا الصنف كهياكل فارغة من حمتواها أي شبه جممدة وليست يف حالة‬
‫نشاط‪ ،‬وأما املقاوالت االجتماعية حتت غطاء هذا املسمى فاحتلت آخر التصنيف بنسبة (‪ ،)% 2.8‬وهو ما‬
‫يؤكد مرة أخرى على تلك احلداثة النسبية ملفهوم املقاوالتية االجتماعية يف بيئة جمتمع الدراسة‪ ،‬وذلك من حيث‬
‫املصطلح ال من حيث التطبيق‪ ،‬إذ جتد يف كثري من األحيان العديد من املنظمات واملشاريع اليت تكتسب صفة‬
‫املقاولة االجتماعية تكىن مبسميات أخرى كما سبق وأشران ‪ .‬وعليه ميكن القول أن العينة حققت تنوعا يف‬
‫أصناف أفرداها مبا يفيد يف امكانية تعميم النتائج على مجيع مكوانت اجملتمع االحصائي ‪.‬‬

‫‪ -2‬توزيع أفراد العينة حسب متغري عمر املنظمة (اخلربة) ‪:‬‬

‫ابلنسبة ملتغري عمر املنظمة الذي ميكن اإلستدالل من خالله على تصنيف التأسيس ما إذا كان حديثا أم‬
‫مر عليه حينا من الزمن‪ ،‬وكذا س نوات اخلربة وما قد يرتتب عليها من أثر وتراكم يف التجربة واملعرفة‪ ،‬وكما هو‬
‫موضح يف الشكل رقم (‪ )19‬سجلنا نسبة (‪ )% 40.3‬من أفراد عينة الدراسة بلغت اخلربة لديهم أقل من ‪6‬‬
‫سنوات وهم بذلك يندرجون حتت تصنيف املنظمات احلديثة النشأة أو التأسيس‪ ،‬و نسبة (‪ )% 37‬من عينة‬
‫الدراسة تراوحت سنوات اخلربة لديهم من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬أما الذين جتاوزت سنوات التواجد واخلربة لديهم‬
‫أكثر من ‪ 10‬سنوات فكانت نسبتهم (‪ ،)% 22.7‬وهذا مؤشر إجيايب مفيد للدراسة من حيث التنوع يف‬
‫استطالع آراء رواد األعمال االجتماعيني بني حديث وقدمي يف ميدان النشاط ‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ :)31‬توزيع أفراد العينة حسب متغري عمر املنظمة (اخلربة)‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫البيان‬ ‫املتغري‬

‫‪40.3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫من ‪ 5 -1‬سنوات‬

‫‪37.0‬‬ ‫‪67‬‬ ‫من ‪ 10 – 6‬سنة‬ ‫عمر املنظمة‬

‫‪22.7‬‬ ‫‪41‬‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنة‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على نتائج االستبيان‬

‫وجتدر االشارة إىل وجود عدد معترب من منتسيب قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي ال سيما ضمن صنف‬
‫اجلمعيات‪ ،‬يف حالة مجود عن النشاط وإن وجد فيقتصر على مبادرات حمدودة ومناسبات معينة ‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )19‬توزيع أفراد العينة حسب متغري عمر املنظمة‬

‫عمر المنظمة‬

‫‪22.7‬‬

‫‪40.3‬‬ ‫من ‪ 1-5‬سنوات‬


‫من ‪ 6-10‬سنوات‬
‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪37‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬


‫‪ – 3‬توزيع أفراد العينة حسب متغري النطاق اجلغرايف للنشاط ‪:‬‬
‫تعترب مستوايت النشاط تبعا للبعد اجلغرايف له‪ ،‬أمرا ابلغ األمهية يتوقف عليه امكانية مشولية النشاط مبا قد‬
‫يفعل تلك القدرات املعطلة وغري املستغلة وحيقق األثر االجيايب ذو األبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية بشكل‬
‫عادل ومتوازن بني خمتلف جهات وشرائح اجملتمع ‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ :)32‬توزيع أفراد العينة حسب متغري النطاق اجلغرايف للنشاط‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫البيان‬ ‫املتغري‬

‫‪40.9‬‬ ‫‪74‬‬ ‫حملي‬

‫‪36.5‬‬ ‫‪66‬‬ ‫والئي‬ ‫النطاق اجلغرايف للنشاط‬

‫‪22.7‬‬ ‫‪41‬‬ ‫وطن‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على نتائج االستبيان‬


‫وفيما يتعلق مبتغري النطاق اجلغرايف للنشاط ابلنسبة ألفردا عينة الدراسة يبني اجلدول أعاله والشكل أدانه ‪ ،‬أن‬
‫املنظمات اليت تزاول أنشطتها ضمن حيز اجملال احمللي جملتمعها بلغ عددها ‪ 74‬أي بنسبة (‪ )% 40.9‬من‬
‫امجايل عدد العينة‪ ،‬حيث قد ميثل هذا يف حد ذاته مؤشرا إجيابيا‪ ،‬ذلك ألنه ال ميكن التحدث عن التنمية‬
‫املستدامة والشاملة وعن حتقيق أهدافها ما مل تكن نقطة االنطالق من املستوى احمللي‪ ،‬يف حني قدر عدد‬
‫املنظمات اليت يتسع نشاطها ليشمل اقليم الوالية املتواجدة هبا ‪ 66‬بنسبة (‪ ،)% 36.5‬أما اليت ميتد نشاطها‬
‫عرب كافة مناطق اجملتمع االحصائي فقدر عددها بـ ‪ 41‬منظمة بنسبة (‪ ،)% 22.7‬حيث قد ميثل هؤالء‬
‫أصحاب املنظمات الوطنية واليت غالبا ما يكون لديها مقر رئيسي متواجد يف الشمال تتبعه فروع والئية وحملية ‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)20‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغري النطاق اجلغرايف للنشاط‬

‫النطاق اجلغرايف للنشاط‬

‫‪22.7‬‬

‫‪40.9‬‬
‫محلي‬
‫والئي‬
‫وطني‬

‫‪36.5‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫‪236‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫املطلب الثاين‪ :‬عرض وحتليل نتائج إجاابت أفراد عينة الدراسة‬


‫نتطرق يف هذا املطلب إىل عرض وحتليل إجاابت أفراد عينة الدراسة على عبارات كل متغري من متغريي‬
‫الدراسة وذلك من خالل حساب املتوسط احلسايب واإلحنراف املعياري لإلجاابت على كل عبارة ‪.‬‬
‫‪ -1‬عرض وحتليل نتائج إجاابت أفراد العينة على عبارات املتغري املستقل‪ :‬هندف من خالل ذلك إىل تبيان‬
‫ومعرفة واقع املقاوالتية االجتماعية ابلقطاع حمل الدراسة‪ ،‬وذلك اعتمادا على احملاورين الرئيسيني التاليني ‪ :‬أ‪/‬‬
‫حمور مفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪:)33‬املتوسط احلساب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات احملور األول‬
‫درجة املوافقة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫الرقم العب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬
‫متوسطة‬ ‫يعترب مصطلح "املقاولة االجتماعية" أو "رايدة األعمال االجتماعية"‬ ‫‪1‬‬
‫‪1,00813‬‬ ‫‪3,5414‬‬
‫مصطلحا شائعا ومتداول لديك‬
‫متوسطة‬ ‫‪1,19565‬‬ ‫‪3,1215‬‬ ‫يوجد لديك اطالع ومعرفة مبفهوم "املقاولة االجتماعية"‬ ‫‪2‬‬
‫تتوفر لديك معرفة بـإحدى هذه املؤسسات وطبيعة عملها ‪ :‬بنك‬ ‫‪3‬‬
‫عالية‬ ‫‪1,28372‬‬ ‫‪3,7182‬‬ ‫الفقراء (بنغالديش) أو مؤسسة أشوكا‪ ،‬مؤسسة اجناز‪ ،‬املركز اجلزائري‬
‫لرايدة األعمال االجتماعية‪..‬‬
‫يصنف طبيعة عمل ونشاط منظمتكم أبنه عمل تطوعي خريي ال‬ ‫‪4‬‬
‫‪1,50228‬‬ ‫‪3,1934‬‬
‫متوسطة‬ ‫يهدف أبي شكل لتحقيق ربح أو عائد مايل للمنظمة‬
‫متوسطة‬ ‫يصنف طبيعة عمل ونشاط منظمتكم أبنه عمل ذو فائدة اجتماعية‬ ‫‪5‬‬
‫‪1,25795‬‬ ‫‪3,1989‬‬
‫ويهدف لتحقيق ربح أو عائد مايل للمنظمة‬
‫متوسطة‬ ‫العوائد املالية احملصل عليها تكون بشكل عرضي (عفوي) دون‬ ‫‪6‬‬
‫‪1,28439‬‬ ‫‪3,5414‬‬
‫التخطيط هلا‬
‫متوسطة‬ ‫تعتمد مداخيل املنظمة على إعاانت الدولة و‪/‬أو مجع وتلقي التربعات‬ ‫‪7‬‬
‫‪1,29512‬‬ ‫‪3,5856‬‬
‫فقط‬
‫تعمل املنظمة على عقد اجتماعات و ورشات عمل ألفرادها قصد‬ ‫‪8‬‬
‫‪1,02961‬‬ ‫‪4,1326‬‬
‫عالية‬ ‫التفكري يف اجياد حلول ابداعية للمشكالت االجتماعية (فقر – بطالة‬
‫عالية‬ ‫حيضر ويشارك أفراد املنظمة يف برامج تكوينية وتدريبية تعىن بتحسني‬ ‫‪9‬‬
‫‪0,97258‬‬ ‫‪4,1436‬‬
‫األداء واالحرتافية يف العمل‬
‫وحتفز التشريعات والقوانني احلالية على قيام املنظمة أبنشطة‬
‫‪ 10‬تسمح ح‬
‫‪1,26697‬‬ ‫‪3,5414‬‬
‫متوسطة‬ ‫اقتصادية تعاجل مشاكل اجتماعية كالفقر والبطالة ‪ ...‬وغريها‬
‫عالية‬ ‫‪,41791‬‬ ‫‪4,7956‬‬ ‫احملور‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫‪237‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نالحظ من اجلدول أعاله أن املتوسط احلسايب العام إلجاابت أفراد العينة حول حمور مفهوم املقاوالتية‬
‫االجتماعية وطبيعة عملها يقدر بـ(‪ )4.79‬وابحنراف معياري مساو لـ (‪ ،)0.41‬وهذا يعين أن مستوى وعي‬
‫وإدراك أفراد العينة مبفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها ذو يتصف امجاال ابلدرجة العالية ‪.‬‬
‫أما على مستوى العبارات فنجد أن هناك تباين يف وزن متوسط كل عبارة مقارنة ابملتوسط العام للبعد‪،‬‬
‫فنجد أن العبارتني رقم (‪ 9‬و‪ )8‬حققتا على التوايل أعلى متوسط بقيمة (‪ 4.14‬و ‪ )4.13‬وبدرجة موافقة‬
‫عالية وهو األمر الذي أدى إىل رفع املتوسط العام للمحور‪ ،‬مما يوحي بوجود نشاط ذو وترية عالية داخليا‬
‫وخارجيا‪ ،‬داخليا ضمن هياكل املنظمات حمل الدراسة يتمثل يف عقد االجتماعات الدورية و ورشات العمل اليت‬
‫تعىن ابلتفكري وإجياد احللول للمشاكل االجتماعية وهذا ما تقوم عليه فلسفة املقاوالتية االجتماعية بشرط أن‬
‫يكون ذلك بطريقة إبداعية ومستدامة‪ ،‬وخارجيا من خالل اقامة الندوات املفتوحة أو املشاركة يف التظاهرات‬
‫العلمية والثقافية اليت تعىن بتحسني األداء واالحرتافية يف العمل‪ ،‬وهذا ما يساعد على تنمية املعارف واكتساب‬
‫املهارات اليت يندرج ضمنها ما يتعلق بتبين الفكر املقاواليت يف النشاط‪ ،‬وبنفس درجة املوافقة السابقة أحرزت‬
‫العبارة (‪ )3‬على متوسط حسايب قدرت قيمته بـ (‪ ،)3.71‬مما يدل على أن غالبية أفراد العينة تتوفر لديهم معرفة‬
‫مقبولة وإن كانت غري دقيقة ابملؤسسات الرائدة يف جمال املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬
‫يف حني حققت العبارة (‪ )2‬أقل قيمة ابلنسبة ملتوسط إجاابت أفراد العينة واملقدرة بـ (‪ )3.12‬إىل جانب‬
‫العبارتني (‪ 4‬و‪ )5‬بقيمة (‪ ، )3.19‬ما يعين أن مفهوم املقاوالتية االجتماعية يعترب حديثا نسبيا وأن املعرفة به ال‬
‫تزال فتية لدى أغلب أفراد العينة ‪ ،‬ويف أحيان قليلة وحسب املقابالت اليت أجريناها مع بعض األطراف ذات‬
‫العالقة يوجد تداخل بينه وبني عدة مفاهيم قريبة منه على غرار مفهوم العمل اخلريي‪ ،‬والعمل التطوعي‪ ،‬النشاط‬
‫االجتماعي ‪ ..‬إخل‪ ،‬وقد سجلنا بنسبة أقل من ذلك قليال فيما يتعلق بتداوله أو شيوع استعماله يف بيئة اجملتمع‬
‫االحصائي كما دل عليه املتوسط احلسايب إلجاابت أفراد العينة حول العبارة رقم (‪ )1‬بقيمة (‪ ،)3.54‬وهذا‬
‫مؤشر تفاؤيل ابعتبار أن تداول املصطلح هنا وهناك ميثل نقطة البداية النتشاره ومن مثة تبنيه من قبل هذه‬
‫املنظمات‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك نستخلص فيما خيص نتيجة متوسطا العبارتني (‪ 4‬و‪ )5‬أن اجاابت أفراد العينة مل‬
‫أتيت متوافقة فيما خيص طبيعة عمل منظماهتم‪ ،‬حيث جند فيها من تكتفي بتحقيق القيمة االجتماعية فقط وال‬
‫هتدف لتحقيق العائد املايل هلا أي القيمة االقتصادية‪ ،‬وابلتايل اقتصار مداخيلها على مجع التربعات أو منح‬
‫الدولة وهو ما أكدته نتيجة العبارتني (‪ 6‬و‪ )7‬مبتوسط حسايب متقارب متحور حول القيمة (‪ )3.5‬وابحنراف‬

‫‪238‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫معياري قدر بـ (‪ ،)1.2‬كما جند فيها ابملقابل من جيمع أساسا بني حتقيق القيمتني السالفتني الذكر وفق أسلوب‬
‫عمل احرتايف وتلك هي غاية املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬
‫أما العبارة رقم (‪ )10‬املتعلقة بنظرة أفراد العينة للجانب التشريعي ما إذا كان حمفزا أم مثبطا على قيام‬
‫منظماهتم أبنشطة اقتصادية هبدف معاجلة املشاكل االجتماعية كالفقر والبطالة وغريها‪ ،‬فجاءت اجابتهم بدرجة‬
‫موافقة متوسطة نسبة لقيمة املتوسط احلسايب املقدر بـقيمة (‪ )3.54‬وابحنراف معياري يقدر بـ (‪ ، )1.26‬حيث‬
‫قد يعزى ذلك للنظرة التشريعية القدمية والضيقة اليت لطاملا كانت تشرتط الرتاخيص للقيام بذلك‪ ،‬أو لغياب‬
‫تشريع خاص يوضح ابلتفصيل معامل نشاط منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي مبا حيفزها ويشجعها على‬
‫تبين توجه املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬
‫ب‪ /‬حمور كيفية ممارسة املقاوالتية االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬جمال املمارسة‬
‫جدول رقم (‪ :)34‬املتوسط احلساب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات حمور جمال‬
‫ممارسة املقاوالتية االجتماعية‬
‫درجة املوافقة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫العب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫الرقم‬
‫عالية‬ ‫توجد لدى منظمتكم رؤية واضحة ومقرتحات حقيقية هتدف إىل‬ ‫‪11‬‬
‫‪0,92675‬‬ ‫‪4,2155‬‬
‫دعم ومتكني الفئات الضعيفة واملهمشة يف اجملتمع‬
‫عالية‬ ‫هتتم منظمتكم إبجياد احللول واملقرتحات اليت هتدف إىل احلد من‬ ‫‪12‬‬
‫‪0,82230‬‬ ‫‪4,2265‬‬
‫املشاكل االجتماعية يف جمتمعها ‪ ،‬كالفقر والبطالة‪...‬‬
‫عالية‬ ‫هتتم منظمتكم إبجياد احللول واملقرتحات اليت هتدف إىل إنشاء‬ ‫‪13‬‬
‫‪1,04614‬‬ ‫‪3,9945‬‬
‫مشاريع وخلق فرص عمل‬
‫عالية‬ ‫يقع ضمن رؤية ورسالة منظمتكم املسامهة يف اجياد بدائل املالئمة‬ ‫‪14‬‬
‫‪1,01599‬‬ ‫‪3,9669‬‬
‫لتعزيز التعليم أبشكاله و حمو األمية‬
‫عالية‬ ‫تشغل قضية محاية البيئة وتغريات املناخ حيزا من اهتمامات‬ ‫‪15‬‬
‫‪0,98876‬‬ ‫‪3,9890‬‬
‫منظمتكم‬
‫عالية‬ ‫هتتم منظمتكم بكل ما من شأنه أن يؤدي إىل حتسني الصحة وتوفري‬ ‫‪16‬‬
‫‪0,83988‬‬ ‫‪4,1492‬‬
‫الرفاهية يف اجملتمع‬
‫عالية‬ ‫يشكل تعزيز التغيري اجملتمعي االجيايب واملستدام أحد احملاور األساسية‬ ‫‪17‬‬
‫‪0,79161‬‬ ‫‪4,2597‬‬
‫يف اهتمامات منظمتكم‬
‫عالية‬ ‫‪0, 57222‬‬ ‫‪4, 5414‬‬ ‫اجملمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫‪239‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يبني اجلدول السابق أن جمال نشاط أفراد العينة يتوافق إىل حد كبري مع جماالت ممارسة املقاوالتية االجتماعية‪،‬‬
‫حيث بلغت قيمة املتوسط احلسايب العام إلجاابت أفراد العينة حول ذلك ما قيمته (‪ )4.54‬ابحنراف معياري‬
‫(‪ ،)0.57‬وهذا يعين أن جمال ممارسة املقاوالتية االجتماعية يف قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي ابجلزائر ذو‬
‫مستوى عال ‪.‬‬
‫وقد جاءت قيم املتوسطات احلسابية للعبارات متقاربة إىل حد ما‪ ،‬حيث احنصرت ما بني (‪)4.25-3.96‬‬
‫وبدرجة موافقة عالية‪ ،‬مما يدل على أن جماالت نشاط أفراد العينة تغطي جماالت ممارسة املقاوالتية االجتماعية‪،‬‬
‫وذلك برتكيز متفاوت نسبيا من حيث طغيان جمال النشاط االجتماعي على اجملالني اآلخرين االقتصادي والبيئي‪،‬‬
‫وهو ما دلت عليه قيمة متوسطي العبارة (‪ 11‬و‪ ،)12‬إذ ال غرابة يف ذلك ابعتبار أن النشاط االجتماعي‬
‫وحتقيق القيمة االجتماعية هو األساس الذي يقوم عليه عمل أغلب أفراد العينة ومن خالهلا منظمات االقتصاد‬
‫التضامين واالجتماعي‪ ،‬وهذا ال يتعارض أبدا مع جوهر املقاوالتية االجتماعية اليت سبق وأن أشران إىل أهنا تقوم‬
‫أصال على اعتبارات اجتماعية‪ ،‬عدا أهنا تتميز زايدة على ذلك بتقدمي وجتسيد احللول اإلبداعية ملعاجلة املشاكل‬
‫االجتماعية أبسلوب مستدام‪ ،‬األمر الذي أشران إليه من خالل العبارة رقم (‪ )17‬اليت حققت أكرب قيمة ملتوسط‬
‫اجاابت أفراد العينة بـ (‪ )4.25‬وأدىن قيمة لالحنراف املعياري بـ (‪ ،)0.79‬واالستدامة هنا تقتضي جزما مراعاة‬
‫وإدماج البعدين االقتصادي والبيئي كما سيأيت بيانه يف احملور املوايل ‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة املمارسة ‪:‬‬

‫‪240‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ :)35‬املتوسط احلساب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات حمور طريقة‬
‫ممارسة املقاوالتية االجتماعية‬
‫درجة املوافقة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫العب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫الرقم‬
‫عالية‬ ‫لديكم رؤية يف أن يكون ملنظمتكم موردا ماليا جيعلها ذات‬ ‫‪18‬‬
‫‪0,98038‬‬ ‫‪4,1050‬‬
‫ذمة مالية مستقلة‬
‫متوسطة‬ ‫يوجد لدى منظمتكم مشروع عملي خاص هبا ذو قيمة‬ ‫‪19‬‬
‫‪1,13510‬‬ ‫‪3,4144‬‬
‫اجتماعية ويعود عليها بعوائد مالية‬
‫عالية ابلتقريب‬ ‫سبق ملنظمتكم وأن ساعدت وتساعد فئات من اجملتمع على‬ ‫‪20‬‬
‫‪1,08799‬‬ ‫‪3,6519‬‬
‫انشاء مشاريع هلم أو منوها وتوسعها‬
‫متوسطة‬ ‫توجد لدى منظمتكم مشاريع جتمعها مع خواص من قطاع‬ ‫‪21‬‬
‫‪1,18974‬‬ ‫‪3,2376‬‬
‫األعمال والتجارة‬
‫متوسطة‬ ‫تقوم منظمتكم إبنتاج سلع أو تقدمي خدمات من شأهنا أن‬ ‫‪22‬‬
‫‪1,28654‬‬ ‫‪3,3646‬‬
‫حتدث تغيريا اجيابيا يف اجملتمع‬
‫متوسطة‬ ‫تقيس املنظمة أداء أنشطتها من خالل الربح املادي احملقق‬ ‫‪23‬‬
‫‪1,16884‬‬ ‫‪2.9779‬‬
‫منها وكذا القيمة (الفائدة) االجتماعية املقدمة للمجتمع‬
‫عالية‬ ‫تقيس املنظمة فعالية أداء أنشطتها عن طريق قياس أثرها‬ ‫‪24‬‬
‫‪1,04156‬‬ ‫‪3,7348‬‬
‫اقتصاداي واجتماعيا وبيئيا‬
‫متوسطة‬ ‫‪,57222‬‬ ‫‪4.5414‬‬ ‫اجملم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫نالحظ من اجلدول رقم (‪ )35‬أن قيمة املتوسط احلسايب العام إلجاابت أفراد العينة حول طريقة ممارسة‬
‫املقاوالتية االجتماعية يقدر بـ(‪ ،)4.54‬وهذا يعين أن طريقة ممارسة املقاوالتية االجتماعية لدى أفراد العينة حمل‬
‫الدراسة ذات مستوى عال ‪.‬‬
‫أما على مستوى العبارات‪ ،‬فنجد أن قيم متوسطاهتا احلسابية قد جاءت متباينة إىل حد ما مقارنة بقيمة املتوسط‬
‫العام‪ ،‬حيث قدرت قيمة متوسط إجاابت أفراد العينة على العبارة (‪ )23‬بـ (‪ )2.97‬وعلى العبارة (‪ )21‬بـ‬
‫(‪ ،)3.23‬وابلتايل مها اللذين سامها يف خفض قيمة املتوسط العام للمحور‪ ،‬وهو ما يعين أن قياس أداء األنشطة‬
‫بناءا على الربح املادي خصوصا ال حيوز على موافقة كبرية من طرف املنظمات حمل الدراسة‪ ،‬حيث ال عجب يف‬
‫ذلك ألنه إذا كان القياس متوقف على الربح املادي الصرف ألصبحنا أمام مقاوالتية تقليدية‪ ،‬إال أننا أضفنا‬
‫وكما هو ظاهر يف صياغة العبارة إىل جانب الربح القيمة االجتماعية املقدمة للمجتمع كأساس آخر للقياس‪،‬‬
‫ولكن يبدو أننا مل حنسن الصياغة مثلما نصت عليه العبارة رقم (‪ ،)19‬حني قدمنا الربح على الفائدة‬

‫‪241‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫االجتماعية‪ ،‬وذلك ابعتبار أن املقاوالت االجتماعية تنشأ أساسا وابتداءا إلعتبارات اجتماعية‪ ،‬أما الربح أو‬
‫ابألحرى العائد املايل الذي سبق وأن أشران لضرورة ادماجه من قبل منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي‬
‫السيما اجلمعيات ضمن ما تسعى لتحقيقه من خالل أنشطتها‪ ،‬إمنا يعود عليها ككيان وليس على أعضائها أو‬
‫منتسبيها مبا حيقق هلا االستقاللية املالية نوعا ما واالستدامة يف النشاط أو حىت امكانية النمو والتوسع بزايدة‬
‫حجم أتثريها الرامي إلحداث التغيري اجملتمعي االجيايب واملستدام عن طريق املسامهة يف إنتاج سلعا أو تقدمي‬
‫خدمات من شأهنا حتقيق ذلك مثلما أكدت عليه العبارة رقم (‪ )22‬اليت أحرزت على درجة موافقة متوسطة‬
‫بقيمة (‪ ،)3.36‬زايدة على ذلك فلقد ملسنا وجود حساسية نفور عند الوهلة األوىل لدى العديد من األفراد ذوو‬
‫العالقة ابملوضوع ممن تواصلنا معهم‪ ،‬من ذكر حتقيق العائد املايل من قبل منظماهتم‪ ،‬ولكن سرعان ما يزول ذلك‬
‫عند توضيح الغاية كما دلت عليه العبارة رقم (‪ )18‬اليت حققت أعلى قيمة متوسطية قدرت بـ (‪.)4.10‬‬
‫وأما فيما خيص العبارة رقم (‪ )21‬اليت جاءت صياغتها منبثقة عن اآللية اليت اقرتحناها يف اجلانب النظري‬
‫جراء الدمج والشراكة بني القطاع الثالث أي قطاع العمل التطوعي أو اخلريي‬
‫لنشوء املقاوالت االجتماعية‪ ،‬من َ‬
‫من جهة‪ ،‬والقطاع اخلاص أي قطاع العمل االقتصادي الرحبي من جهة أخرى‪ ،‬وليكن ذلك يف شكل مشاريع‬
‫عملية ذات قيمة اجتماعية واقتصادية (العبارة رقم ‪ ،)19‬أو يف شكل مسامهات مقدمة لبعض شرائح اجملتمع ال‬
‫سيما الفقرية واملهمشة تكون مساعدة هلم على انشاء مشاريع خاصة هبم (العبارة رقم ‪ ،)20‬وأقرب مثال أو‬
‫منوذج عن ذلك جتربة صندوق استثمار أموال الزكاة والوقف اليت أثبتت جناحها يف كثري من البلدان االسالمية‪ ،‬ملا‬
‫هلا من امليزات واملقومات اليت تؤهلها لكي تكون أحسن بكثري حىت من جتربة بنك الفقراء احلاصلة على جائزة‬
‫نوبل‪ ،‬وذلك ابعتبارها آلية تشجع على العمل وخلق الثروة وكذا املسامهة يف معاجلة الكثري من املشاكل‬
‫االجتماعية؛ هذا وقد جاءت اجاابت أفراد العينة على العبارات املتحدث عنها آنفا بدرجة موافقة متوسطة‪،‬‬
‫األمر الذي يوحي بضرورة بذل وتضافر اجلهود من قبل اجلهات الوصية وكل األطراف الفاعلة يف اجملتمع من‬
‫أجل تفعيل وتشجيع هذا التوجه ‪.‬‬
‫‪ -2‬عرض وحتليل نتائج إجاابت أفراد العينة على عبارات املتغري التابع ‪ :‬مت حساب قيم املتوسط احلسايب‬
‫واإلحنراف املعياري‪ ،‬ومن مت حتديد درجة املوافقة لكل عبارة من عبارات املتغري التابع كما يوضحه اجلدول رقم ‪،:‬‬
‫وذلك هبدف التعرف على واقع التنمية املستدامة ومدى السعي حنو حتقيق أهدافها من قبل أفراد عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ :)36‬املتوسط احلساب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على عبارات حمور التنمية املستدامة‬
‫درجة املوافقة‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫الرقم العب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬
‫متوسطة‬ ‫‪ 25‬لديك اطالع على األهداف الـ ‪ 17‬خلطة األمم املتحدة حول‬
‫‪1,19211‬‬ ‫‪3,0331‬‬
‫التنمية املستدامة آفاق ‪2030‬‬
‫عالية‬ ‫‪ 26‬تعمل منظمتكم وتسعى من خالل أنشطتها إىل احلد من نسبة‬
‫‪0,94810‬‬ ‫‪3,9669‬‬
‫الفقر يف جمتمعها‬
‫عالية‬ ‫‪ 27‬تساهم منظمتكم من خالل أنشطتها يف القضاء على اجلوع أو‬
‫‪1,03911‬‬ ‫‪3,8398‬‬
‫توفري األمن الغذائي والتغذية احملسنة وتعزيز الزراعة املستدامة‬
‫عالية‬ ‫‪ 28‬يقع ضمن أولوايت أهداف املنظمة العمل على ضمان متتع بعض‬
‫‪1,01163‬‬ ‫‪3,9006‬‬
‫فئات جمتمعها أبمناط عيش صحية وابلرفاهية‬
‫عالية‬ ‫‪ 29‬تقوم املنظمة من خالل أنشطتها ابملسامهة يف توفري التعليم اجليد‬
‫‪0,98260‬‬ ‫‪3,8895‬‬
‫وتعزيز فرص التعلم‬
‫عالية‬ ‫‪ 30‬هتتم منظمتكم وتسعى من خالل أنشطتها مبا قد يحساهم يف‬
‫‪0,89130‬‬ ‫‪3,9945‬‬
‫متكني املرأة‬
‫عالية‬ ‫‪ 31‬ميكن أن تساهم منظمتكم من خالل أنشطتها يف احلفاظ على‬
‫‪1,01683‬‬ ‫‪3,6685‬‬
‫املياه وإدارهتا ادارة مستدامة‬
‫متوسطة‬ ‫‪ 32‬تشارك وتدعم منظمتكم املساعي الرامية إىل متتع وحصول فئات‬
‫‪1,05050‬‬ ‫‪3,5580‬‬
‫جمتمعها على خدمات الطاقة احلديثة‬
‫عالية‬ ‫‪ 33‬ميكن أن تساهم منظمتكم من خالل أنشطتها يف تعزيز النمو‬
‫‪1,03544‬‬ ‫‪3,8177‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتوفري مناصب عمل‬
‫عالية‬ ‫‪ 34‬تقوم منظمتكم من خالل أنشطتها بتشجيع االبتكار والتحفيز‬
‫‪0,01596‬‬ ‫‪3,8895‬‬
‫على اقامة مشاريع انتاجية‬
‫عالية‬ ‫‪ 35‬يهدف نشاط وعمل منظمتكم إىل دعم الفئات الضعيفة‬
‫‪1,02761‬‬ ‫‪4,1271‬‬
‫واملهمشة وذوي االحتياجات اخلاصة‬
‫عالية‬ ‫‪ 36‬تعمل منظمتكم على املسامهة من خالل أنشطتها يف توفري شروط‬
‫‪0,95291‬‬ ‫‪4,0552‬‬
‫العيش الكرمي واخلدمات األساسية لبعض فئات جمتمعها‬
‫‪ 37‬ميكن أن تساهم منظمتكم أو تساعد أفرادا على انتاج سلعا أو‬
‫عالية‬ ‫تقدمي خدمات من شأهنا أن حتسن األمناط االستهالكية‬
‫‪0.97853‬‬ ‫‪3.8398‬‬
‫واالنتاجية ألفراد اجملتمع (االستهالك العقالين‪ ،‬استهالك منتجات‬
‫صحية‪ ،‬احلد من التبذير‪..‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪ 38‬تبدي املنظمة اهتماما من خالل بعض أنشطتها بقضااي تغري‬
‫‪1.08316‬‬ ‫‪3.5193‬‬
‫املناخ وآاثره‬

‫‪243‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫متوسطة‬ ‫‪ 39‬ميكن أن يكون للمنظمة دور يف احلفاظ على احمليطات و البحار‬


‫‪1.13605‬‬ ‫‪3.2541‬‬
‫و املوارد البحرية‬
‫عالية‬ ‫‪ 40‬تشارك منظمتكم وتشجع على اقامة محالت تطوعية وحتسيسية‬
‫‪1.00572‬‬ ‫‪4.0718‬‬
‫ترمي اىل احلفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي‬
‫‪ 41‬تدعم املنظمة من خالل بعض أنشطتها اجلهود الرامية إىل نبذ‬
‫عالية‬ ‫‪0.92257‬‬ ‫‪4.0663‬‬ ‫العنف واقامة جمتمعات مساملة ال يهمش فيها أحد وكذا بناء‬
‫مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع‬
‫‪ 42‬تتواصل املنظمة وتعمل على اجياد فرص للتعاون بينها وبني‬
‫عالية‬ ‫‪1.01556‬‬ ‫‪4.0442‬‬ ‫املنظمات احلكومية واملنظمات األخرى ومجيع الفاعلني يف اجملتمع‬
‫سواءا داخليا أو خارجيا من أجل خدمة قضااي التنمية املستدامة‬
‫عالية‬ ‫‪0.51539‬‬ ‫‪4.7514‬‬ ‫اجملم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫املالحظ من اجلدول أعاله أن املتوسط احلسايب العام إلجاابت أفراد العينة حول مدى سعيهم ومسامهتهم يف‬
‫حتقيق أهداف التنمية املستدامة يقدر بـ (‪ )4.75‬ابحنراف معياري قدر بـ (‪ ،)0.51‬وهذا يعين أن مستوى ذلك‬
‫يتصف على العموم ابلدرجة العالية‪ ،‬األمر الذي جنده متوافقا رغم التحفظات مع نتائج التقرير العريب حول‬
‫التنمية املستدامة لسنة ‪ 2019‬الذي سبق االشارة إليه يف الفصل الثالث من هذه الدراسة ‪.‬‬
‫أما على مستوى العبارات‪ ،‬فكانت كذلك اجتاهات أفراد العينة حنو املوافقة بدرجة عالية‪ ،‬ابستثناء العبارتني‬
‫(‪ 32‬و‪ ) 38‬اليت جاءت نتائج متوسطاهتا احلسابية بدرجة موافقة متوسطة قريبة من الدرجة األعلى‪ ،‬إضافة‬
‫للعبارتني رقم (‪ 25‬و‪ )39‬بدرجة أقل‪ ،‬ويعود السبب يف ذلك ابلنسبة هلذين األخريتني إىل وجود نسبة من أفراد‬
‫العينة ليس هلا اطالع على األهداف الـ ‪ 17‬خلطة األمم املتحدة حول التنمية املستدامة‪ ،‬وذلك على الرغم من‬
‫أهنا متثل اتفاقا والتزاما دوليا يستدعي جهود كل األطراف ذات العالقة فضال عن وعيهم هبا و ادراكهم هلا‪ ،‬إذ‬
‫أىن هلم ذلك إن مل تقام التظاهرات التثقيفية واحلمالت التحسيسية ابملوضوع‪ ،‬أما فيما خيص العبارة (‪ )39‬اليت‬
‫َ‬
‫تتحدث عن امكانية أن يكون ألفراد العينة دور يف احلفاظ على احمليطات والبحار واملوارد البحرية‪ ،‬فنرى ذلك‬
‫منطقيا ابلرجوع إىل نتائج توزيع االستبيان أين جند نسبة (‪ )% 44.75‬من استمارات االستبانة وزعت يف‬
‫منطقة اجلنوب إضافة إىل الوالايت الداخلية أي غري الساحلية يف املناطق األخرى‪ ،‬واليت قد ال ميثل عندها هذا‬
‫املوضوع حمور اهتمام ابعتباره ال يدخل ضمن جمال البيئة القريبة منها‪ ،‬ومن جهة أخرى قد يعزى ذلك مثلما هو‬
‫احلال ابلنسبة للعبارة (‪ )38‬لقضية االختصاص ابلنسبة ألفراد العينة حيث سجلنا طغيان االختصاص يف اجملال‬
‫االجتماعي على اجملاالت األخرى‪ ،‬وهو ما ينطبق أيضا على العبارتني (‪ 31‬و‪ )32‬اليت ال يشكل موضوعهما‬

‫‪244‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جل مناطق اجملتمع االحصائي‪ ،‬ابعتبار أن الدولة أخذت على عاتقها توفري ذلك ضمن ما يدخل يف‬
‫مشكال يف َ‬
‫إطار سياستها العامة ‪.‬‬
‫وعطفا على ما تقدم سجلت العبارة رقم (‪ )35‬اليت تندرج ضمن البعد االجتماعي للتنمية املستدامة واجملال‬
‫الرئيسي هلا الذي يعىن ابلناس‪ ،‬أعلى درجة موافقة من قبل أفراد العينة بقيمة (‪ )4.12‬للمتوسط احلسايب‪،‬‬
‫وكذلك هو الوضع بقيم متناقصة احنصرت ما بني (‪ )3.83-4.05‬ابلنسبة لباقي العبارات الداخلة ضمن البعد‬
‫واجملال املذكورين آنفا‪ ،‬ونقصد بذلك على التوايل العبارات ذات األرقام ‪،)27 ،29 ،28 ،26 ،30 ،36( :‬‬
‫أما فيما خيص جهود أفراد العينة من خالل ما يقومون به من أنشطة تندرج ضمن البعد االقتصادي للتنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬فدلت عليه إجابتهم حول العبارتني (‪ 33‬و‪ )34‬اليت قدر متوسطهما احلسايب على التوايل بـ (‪3.81‬‬
‫و‪ ،)3.88‬حيث بدأان نلمس يف اآلونة األخرية بروز بعض املنظمات اليت تعىن ابملواهب وحتفز على االبتكار‪،‬‬
‫وأخرى تشجع على العمل ضمن جتمعات السيما يف جمال الفالحة واحلرف والصناعات التقليدية ‪.‬‬
‫وقد تضمنت عبارات هذا احملور كذلك‪ ،‬على ما يتصل مبجايل السالم والشراكة ضمن اجملاالت الرئيسية‬
‫للتنمية املستدامة وكذا البعد السياسي هلا‪ ،‬وذلك بغية قياس توجهات ومساعي أفراد العينة اجتاه ذلك يف إطار‬
‫خدمة قضااي التنمية املستدامة سواءا داخليا أو خارجيا‪ ،‬مثلما نصت عليه العبارتني (‪ 41‬و‪ )42‬اللتني أحرزات‬
‫على درجة موافقة عالية من قبل أفراد العينة مبتوسط حسايب جتاوزت قدر على التوايل بـ (‪ 4.06‬و ‪. )4.04‬‬
‫وإلعطاء نظرة شاملة على ما تقدم‪ ،‬نضع اجلدول املوايل الذي يبني النتائج العامة اإلمجالية إلجاابت‬
‫أفراد العينة على كل من متغريي الدراسة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)37‬املتوسط احلساب‪ ،‬اإلحنراف املعياري إلجاابت أفراد العينة على متغريي الدراسة‬
‫الرتتيب‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫املتغري‬
‫‪ 1‬عالية‬ ‫‪0,42173‬‬ ‫‪4,7900‬‬ ‫املقاوالتية االجتماعية‬
‫‪ 2‬عالية‬ ‫‪0,51539‬‬ ‫‪4,7514‬‬ ‫التنمية املستدامة‬
‫‪0,27645‬‬ ‫‪4,9171‬‬ ‫جمموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫‪245‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬عرض وحتليل نتائج اختبار الفرضيات‬


‫وقبل ذلك نقوم أوال إبختبار ما إذا كانت البياانت تتبع التوزيع الطبيعي أم ال‪ ،‬ابعتبار ذلك شرطا ضروراي‬
‫الختبار الفرضيات ‪.‬‬
‫‪ -1‬اختبار التوزيع الطبيعي ‪:‬‬
‫للتأكد من ذلك قام الطالب ابستخدام إختبار كوجملروف– مسرينوف والذي يشرتط مستوى معنوية‬
‫(داللة) أكرب من ‪ 0.05‬أي (‪ )Sig>0.05‬وذلك ابلنسبة لكل حماور الدراسة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ : )38‬اختبار التوزيع الطبيعي (اختبار كوجملروف – مسرينوف)‬
‫مستوى الداللة ‪Sig‬‬ ‫قيمة االختبار ‪Z‬‬ ‫عدد العبارات‬ ‫احملور‬
‫‪0.100‬‬ ‫‪0.077‬‬ ‫‪10‬‬ ‫حمور ‪ : 1‬مفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها‬
‫‪0.200‬‬ ‫‪0.088‬‬ ‫‪14‬‬ ‫حمور ‪ :2‬كيفية ممارسة املقاوالتية االجتماعية‪:‬‬
‫‪0.100‬‬ ‫‪0.129‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حمور ‪ : 3‬التنمية املستدامة‬
‫‪0.104‬‬ ‫‪0.092‬‬ ‫‪42‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬
‫نالحظ من نتائج اجلدول (‪ )38‬أن مستوى الداللة لكل حمور من حماور الدراسة أكرب من ‪ ، 0.05‬مما يعين أن‬
‫البياانت تتبع التوزيع الطبيعي ‪.‬‬
‫‪ -2‬نتائج حتليل اختبار الفرضية األول ‪ :‬حيث تنص هذه الفرضية على أنه‪ " :‬يوجد وعي وإدراك واسع‬
‫مبفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها لدى أفراد عينة الدراسة" ‪.‬‬
‫ومن أجل اختبارها نلجأ إىل استخدام اختبار ‪ T‬للعينة الواحدة على العبارات اليت تعكس الوعي واملعرفة‬
‫مبفهوم املقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها‪ ،‬واملمثلة يف عبارات احملور األول‪ ،‬واجلدول املوايل يوضح النتائج‬
‫املتحصل عليها ‪:‬‬

‫‪246‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ : )39‬قيم اختبار ‪ T‬لعبارات احملور األول‬


‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة ‪T‬‬ ‫العبارة‬
‫‪,000‬‬ ‫‪7.226‬‬ ‫يعترب مصطلح "املقاولة االجتماعية" أو "رايدة األعمال االجتماعية"‬
‫مصطلحا شائعا ومتداول لديك‬
‫‪,173‬‬ ‫‪1.368‬‬ ‫يوجد لديك اطالع ومعرفة مبفهوم "املقاولة االجتماعية"‬
‫‪,000‬‬ ‫‪7.527‬‬ ‫تتوفر لديك معرفة بـإحدى هذه املؤسسات وطبيعة عملها‪ :‬بنك الفقراء أو‬
‫مؤسسة أشوكا‪ ،‬مؤسسة اجناز‪ ،‬املركز اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية‪..‬‬
‫‪,085‬‬ ‫‪1.732‬‬ ‫يصنف طبيعة عمل ونشاط منظمتكم أبنه عمل تطوعي خريي ال يهدف‬
‫أبي شكل لتحقيق ربح أو عائد مايل للمنظمة‬
‫‪,035‬‬ ‫‪2.127‬‬ ‫يصنف طبيعة عمل ونشاط منظمتكم أبنه عمل ذو فائدة اجتماعية ويهدف‬
‫لتحقيق ربح أو عائد مايل للمنظمة‬
‫‪,000‬‬ ‫‪5.671‬‬ ‫العوائد املالية احملصل عليها تكون بشكل عرضي (عفوي) دون التخطيط هلا‬
‫‪,000‬‬ ‫‪6.084‬‬ ‫تعتمد مداخيل املنظمة على إعاانت الدولة و‪/‬أو مجع وتلقي التربعات فقط‬
‫‪,000‬‬ ‫‪14.799‬‬ ‫تعمل املنظمة على عقد اجتماعات و ورشات عمل ألفرادها قصد التفكري‬
‫يف اجياد حلول ابداعية للمشكالت االجتماعية (فقر – بطالة‪...‬‬
‫‪,000‬‬ ‫‪15.820‬‬ ‫حيضر ويشارك أفراد املنظمة يف برامج تكوينية وتدريبية تعىن بتحسني األداء‬
‫واالحرتافية يف العمل‬
‫‪,000‬‬ ‫‪5.749‬‬ ‫وحتفز التشريعات والقوانني احلالية على قيام املنظمة أبنشطة اقتصادية‬
‫تسمح ح‬
‫تعاجل مشاكل اجتماعية كالفقر والبطالة ‪ ...‬وغريها‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬
‫تشري النتائج االحصائية الواردة يف اجلدول أعاله وتبعا ملا مت االشارة إليه كتعليق على عبارات احملور األول سابقا‪،‬‬
‫إىل وجود نقص يف مستوى الوعي واإلدراك فيما يتعلق مبفهوم املقاوالتية االجتماعية لدى أفراد عينة الدراسة‪،‬‬
‫حيث بلغت قيمة ‪ T‬احملسوبة ابلنسبة للعبارة (‪ )2‬ما قيمته (‪ )1.368‬وهي أقل من قيمة ‪ T‬اجلدولية املقدرة بـ‬
‫(‪ ،)1.646‬كما أن مستوى معنويتها (‪ )sig=0.173‬وهو أكرب من مستوى الداللة (‪ ،)0.05‬مما يعين عدم‬
‫وجود مستوى معرفة كاف لدى أفراد عينة الدراسة مبفهوم املقاوالتية االجتماعية‪ ،‬أما ابلنسبة لباقي العبارات فقد‬
‫جاءت قيمة ‪ T‬احملسوبة أكرب من قيمتها اجلدولية ومبستوى معنوية أقل من مستوى الداللة ابستثناء العبارة رقم‬
‫(‪ )4‬اليت سجلت مستوى معنوية أكرب‪ ،‬مما يؤكد على العموم ما مت تفسريه سابقا أبن مفهوم املقاوالتية‬
‫االجتماعية ال يزال يشوبه غموض من انحية املصطلح‪ ،‬أما من انحية التطبيق وطبيعة العمل فيمكن احلكم‬

‫‪247‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خبالف ذلك ‪ ،‬وابلتايل خنلحص إىل نفي الفرضية األوىل فيما يتعلق بوجد وعي وإدراك لدى أفراد عينة الدراسة‬
‫مبفهوم املقاوالتية االجتماعية ‪ ،‬وقبوهلا فيما يتعلق بوجود وعي وإدراك لدى أفراد العينة بطبيعة عملها ‪.‬‬
‫‪ -3‬نتائج التحليل لعالقة االرتباط بني احملور الثاين للمتغري املستقل واملتغري التابع ‪:‬‬
‫سيتم من خالل هذه الفقرة اختبار الفرضية الثانية ‪":‬توجد عالقة ذات داللة احصائية بني نشاط املنظمات‬
‫اليت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية و حتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬يف اجلزائر "‬
‫جدول رقم (‪ :)40‬نتائج التحليل اإلحصائي لعالقة اإلرتباط بني فروع احملور الثاين للمتغري املستقل واملتغري‬
‫التابع (حمور ‪)3‬‬

‫حمور ‪3‬‬ ‫حمور ‪ 1-2‬حمور ‪2-2‬‬


‫**‪,698** 1,000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫حمور‬
‫‪,000‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪ 1-2‬مستوى الداللة ‪Sig‬‬
‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫عدد أفراد عينة الدراسة‬
‫**‪,698‬‬ ‫**‪1 1,000‬‬ ‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫حمور‬
‫‪,000‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪ 2-2‬مستوى الداللة ‪Sig‬‬
‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫عدد أفراد عينة الدراسة‬
‫‪1‬‬ ‫**‪,698‬‬ ‫**‪,698‬‬ ‫حمور ‪ 3‬معامل ارتباط بريسون‬
‫‪,000‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫مستوى الداللة ‪Sig‬‬
‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫عدد أفراد عينة الدراسة‬
‫** االرتباط دال إحصائيا عند مستوى الداللة ‪0.05‬‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬
‫من خالل معطيات اجلدول (‪ )40‬تتضح نتائج التحليل اإلحصائي لعالقات اإلرتباط بني احملور الثاين‬
‫للمتغري مستقل وحمور التنمية املستدامة كمتغري اتبع‪ ،‬حيث يتشكل هذا احملور من حمورين فرعيني قدرت قيمة‬
‫معامل اإلرتباط بريسون لكل منهما مع حمور التنمية املستدامة بـ (‪ )0.698‬وهي قيمة معنوية موجبة عند‬
‫مستوى داللة ‪ 0.05‬وتعين وجود عالقة إرتباط ‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يف حني بلغت القيمة اإلمجالية ملعامل اإلرتباط بريسون ابلنسبة للمحور ككل وعالقته مبحور التنمية‬
‫املستدامة بـ (‪ )0.721‬كما هي موضحة يف اجلدول رقم ( ) ‪ ،‬وهي قيمة معنوية موجبة عند مستوى داللة‬
‫‪ 0.05‬وتعين كذلك وجود عالقة إرتباط ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)41‬نتائج التحليل اإلحصائي لعالقة اإلرتباط بني احملور الثاين للمتغري املستقل واملتغري‬
‫التابع (حمور‪)3‬‬

‫عالقة االرتباط‬
‫حمور ‪3‬‬ ‫حمور ‪2‬‬

‫**‪,721‬‬ ‫‪1‬‬ ‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫حمور ‪2‬‬

‫‪,000‬‬ ‫مستوى الداللة ‪Sig‬‬


‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫عدد أفراد عينة الدراسة‬
‫‪1‬‬ ‫**‪,721‬‬ ‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫حمور ‪3‬‬

‫‪,000‬‬ ‫مستوى الداللة ‪Sig‬‬


‫‪181‬‬ ‫‪181‬‬ ‫عدد أفراد عينة الدراسة‬
‫** االرتباط دال إحصائيا عند مستوى الداللة ‪0.05‬‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬
‫وألن نشاط أي منظمة تتضح معامله وتتحدد عالقاته بناءا على جمال النشاط والطريقة املتبعة يف ممارسة‬
‫األنشطة‪ ،‬فإن األمر كذلك ابلنسبة لعالقة نشاط املنظمات املشكلة لعينة الدراسة ابلتنمية املستدامة‪ ،‬حيث‬
‫واستنادا للنتائج املذكورة آنفا خنلص إىل وجود عالقة ارتباط ذو داللة احصائية بني نشاط املنظمات اليت‬
‫تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية وحتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬يف اجلزائر‪ ،‬وابلتايل أتكد الفرضية‬
‫الثانية وقبوهلا ‪.‬‬

‫‪ -4‬نتائج التحليل املتعلقة بوجود عالقة أتثري بني متغريي الدراسة‪ :‬ويكون ذلك من خالل اختبار‬
‫الفرضية الثالثة ‪ :‬يوجد أثر ذو داللة احصائية لنشاط املنظمات اليت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية‬
‫يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬ابجلزائر‪ .‬واجلدول املوايل يوضح النتائج‪:‬‬

‫‪249‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ :)42‬نتائج التحليل عالقة التأثري بني متغريي الدراسة‬


‫مستوى‬ ‫‪F‬‬ ‫درجة احلرية‬ ‫‪Beta‬‬ ‫‪B‬‬ ‫االحنراف‬ ‫‪R²‬معامل‬ ‫‪R‬معامل‬
‫الداللة‬ ‫التحديد‬ ‫االرتباط‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪27,908‬‬ ‫‪178-1‬‬ ‫‪0,571‬‬ ‫‪0,695‬‬ ‫‪0,239‬‬ ‫‪0,239‬‬ ‫‪0,489‬‬ ‫مستقل‬
‫** االرتباط دال إحصائيا عند مستوى الداللة ‪0.05‬‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫تشري نتائج االحندار املتعدد املوضحة يف اجلدول (‪ )42‬إىل أن هناك أتثريا للمتغري املستقل ومبحوريه األول والثاين‬
‫يف املتغري التابع واملتمثل يف حمور التنمية املستدامة‪ ،‬ولقد كانت عالقة التأثري ذات داللة حتت مستوى‬
‫(‪ ،)0.05‬وهو ما يقضي بتحقق الفرضية الثالثة و ابلتايل قبوهلا ‪.‬‬

‫كما يتضح من اجلدول (‪ )42‬واخلاص بتحليل التباين‪ ،‬أن النموذج ذو داللة إحصائية وفقا لقيمة (‪ )F‬احملسوبة‬
‫البالغة (‪ )27.908‬وعند مستوى الداللة (‪ ،)0.05‬وبدرجيت حرية (‪ )178-2‬وهي أكرب من القيمة اجلدولية‬
‫املقدرة بـ (‪ ،)1.26‬وكانت القدرة التفسريية هلذا النموذج منخفضة نسبيا وفقا لقيمة (‪ )R²‬البالغة (‪،)0.239‬‬
‫إذ يشري هذا إىل قدرة املتغري املستقل على تفسري حوايل (‪ )% 24‬من التغريات اليت تطرأ على املتغري التابع و أن‬
‫حنو (‪ )% 76‬من املتغريات مل يتضمنها النموذج احلايل‪ ،‬وهو ما يؤدي بنا للقول أبن املسامهة يف حتقيق التنمية‬
‫املستدامة ابجلزائر هلا عدة مداخل وآليات ‪ ،‬جيب اإلهتمام هبا والعمل على دعمها وحتفيزها حيث تعترب‬
‫املنظمات ال يت تكتسب صفة املقاوالتية االجتماعية من ضمن اآلليات املسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة وذلك‬
‫ابلنظر ملشاريعها اليت يفرتض أن جتمع بشكل متعدد ومتوازن بني جماالت النشاط االجتماعية واالقتصادية‬
‫والبيئية يف آن واحد مثلما نصت عليه فقرات احملور الثاين من استمارة االستبيان‪ ،‬وبذلك يصبح ملشاريع‬
‫املقاوالتية االجتماعية دور وأتثري فعال يف التنمية املستدامة‪ ،‬وذلك ابعتبار أن هذه األخرية تتحقق من خالل‬
‫جتسيد أبعاد هلا تشمل البعد االقتصادي‪ ،‬واالجتماعي ‪ ،‬والبيئي‪ ،‬ابإلضافة إىل البعد السياسي‪ ،‬وابلتايل قد‬
‫تكون القيمة املنخفضة النسبية ملعامل التحديد تعود لطغيان اجملال االجتماعي على نشاط أفراد عينة الدراسة‬
‫مقارنة ابجملاالت األخرى‪ ،‬انهيك عن غياب الوعي ونقص املعرفة املتعلقة مبفهوم املقاوالتية االجتماعية لدى‬
‫العديد منهم ‪ ،‬ومما يؤكد ذلك تلك النسبة الضئيلة لعدد املشاريع أو املنظمات اليت حتمل اسم "مقاولة اجتماعية"‬
‫يف اجلزائر‪ ،‬كما قد يرجع تفسري القيمة املنخفضة نسبيا ملعامل التحديد إىل متغريات أخرى مل تدخل ضمن حماور‬
‫املتغري املستقل هلذه الدراسة‪ ،‬نذكر منها على سبيل املثال ال احلصر مدى تبين توجه املقاوالتية االجتماعية من‬

‫‪250‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫قبل أفراد العينة‪ ،‬حيث يستدل على ذلك من خالل عدد املشاريع ومدى انتشارها ‪ ،‬السيما يف ظل العالقة‬
‫الطردية اليت نستخلصها من قيمة (‪ )Beta‬يف اجلدول أعاله واليت قدرة بقيمة (‪ ،)0.571‬مما يفيد أن كل تغري‬
‫يف املتغري املستقل (املقاوالتية االجتماعية) بوحدة واحدة يؤدي إىل تغري بـ (‪ )0.571‬يف املتغري التابع (التنمية‬
‫املستدامة)‪ ،‬وهذا مؤشر إجيايب ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)43‬حتليل تباين أتثري املتغري املستقل على املتغري التابع‬

‫‪ANOVAa‬‬
‫مستوى‬ ‫متوسطات‬
‫الداللة ‪Sig‬‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫املربعات‬ ‫جمموع املربعات درجة احلرية‬ ‫النموذج‬
‫‪0,000b 27,908‬‬ ‫‪5,707‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪11,414 Régression 1‬‬
‫‪0,204‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪36,399 Résidus‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪47,812 Total‬‬
‫املتغري التابع (‪ : )a‬التنمية املستدامة‬
‫املتغري املستقل (‪ : )b‬احملور ‪ ، 1‬احملور ‪2‬‬
‫االرتباط دال إحصائيا عند مستوى الداللة ‪0.05‬‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫وميكن التعبري رايضيا عن عالقة التأثري بني املتغري املستقل مبحوريه األول والثاين و املتغري التابع لدراستنا عن‬
‫طريقة معادلة اإلحندار البسيط اليت نستخرج قيمها من اجلدول املوايل ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)44‬معامالت أتثري املتغري املستقل على املتغري التابع‬

‫‪Coefficientsa‬‬
‫‪Coefficients‬‬ ‫‪Coefficients non‬‬
‫مستوى‬ ‫‪standardisés‬‬ ‫‪standardisés‬‬
‫الداللة ‪Sig‬‬ ‫قيمة ‪t‬‬ ‫‪Bêta‬‬ ‫الفجوة القياسية‬ ‫‪B‬‬ ‫النموذج‬
‫‪0,003‬‬ ‫‪3,036‬‬ ‫‪0,468‬‬ ‫‪1,422‬‬ ‫‪ 1‬الثابت‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪5,844‬‬ ‫‪0,407‬‬ ‫‪0,084‬‬ ‫متغري مستقل م‪0,493 2‬‬

‫‪0,020‬‬ ‫‪2,356‬‬ ‫‪0,164‬‬ ‫‪0,086‬‬ ‫متغري مستقل م‪0,202 1‬‬

‫املتغري التابع ‪ :‬التنمية املستدامة‬


‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫‪251‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬معادلة االحندار البسيط ‪ :‬هي من الشكل‪Y= a+bx :‬‬


‫حيث ‪ Y :‬املتغري التابع ‪ X ،‬املتغري املستقل‬
‫‪ ، ) b=b1+b2 = 0.202 +0.493= 0.695 ، a=1.422‬أي‪:‬‬

‫‪Y= 1.422 + 0.695 x‬‬

‫‪ -5‬نتائج التحليل املتعلقة بوجود الفروق (اختبار الفرضية الرابعة) ‪ :‬توجد فروق ذات داللة‬
‫إحصائية بني إجاابت أفراد عينة الدراسة حول مسامهة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‪،‬‬
‫ويعزى ذلك للسمات اخلاصة للمنظمات (وصف املنظمة ‪ -‬اخلربة – النطاق اجلغرايف للنشاط) ‪،‬‬
‫والختبارها مت استخدام اختبار حتليل التباين األحادي ‪ )One Way Anova( F‬حيث نقبل الفرضية العدمية ە‪H‬‬
‫(توجد فروق) إذا كانت قيمة ‪ F‬احملسوبة أكرب من قيمة ‪ F‬اجلدولية وكان مستوى املعنوية أقل من ‪ ،0.05‬أما‬
‫إذا كانت قيمة ‪ F‬احملسوبة أقل من قيمة ‪ F‬اجلدولية و كان مستوى املعنوية أكرب من ‪ ، 0.05‬فإننا نقبل‬
‫الفرضية البديلة ‪( H1‬ال توجد فروق)‪.‬‬
‫• الفرضية الفرعية األول‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية بني إجاابت أفراد عينة الدراسة حول‬
‫جماالت وطرق ممارسة املقاوالتية االجتماعية تعزى ملتغري وصف املنظمة ‪.‬‬
‫يوضح اجلدول املوايل نتائج اختبار وجود الفروق من عدمه ابلنسبة ملتغري وصف املنظمة ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)45‬حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري وصف املنظمة‬
‫‪ANOVA‬‬
‫جماالت و طرق ممارسة املقاوالتية االجتماعية‬
‫مستوى‬ ‫متوسطات‬
‫‪Sig‬‬ ‫الداللة‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫املربعات‬ ‫درجة احلرية‬ ‫جمموع املربعات‬
‫‪,007‬‬ ‫‪5,180‬‬ ‫‪14,409‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪28,819‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪2,782‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪495.159‬‬ ‫بني اجملموعات‬
‫‪180‬‬ ‫‪523,978‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫يتبني من اجلدول (‪ )45‬أن قيمة ‪ F‬احملسوبة حملوري الدراسة بلغت ما قيمته (‪ ،)5.180‬كما بلغت قيمة‬
‫مستوى الداللة (‪ )0.007‬وهي أقل من ‪ ،0.05‬مما يعين رفض الفرضية البديلة ‪ H1‬وقبول الفرضية العدمية‬

‫‪252‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ە‪ ،H‬واليت تقول بوجود فروق ذات داللة إحصائية حول جماالت وطرق ممارسة املقاوالتية االجتماعية تعود ملتغري‬
‫وصف املنظمة‪ ،‬وهذا يعين أن لدى أفراد عينة الدراسة رؤية غري متجانسة حول ذلك‪ ،‬إذ يعكس هذا تباين‬
‫جماالت وطرق ممارسة املقاوالتية االجتماعية من قبل منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي‪ ،‬وهو أمر واقعي‬
‫ابلنظر لطبيعة نشاطها السائد يف اجلزائر إذ انذرا ما يتحقق عندها اجلمع والتوازن بني جماالت وطرق املمارسة‬
‫املعروفة أي االجتماعية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬حيث جند ابلنسبة للجمعيات غالبا ما يرتكز حمور اهتمامها على‬
‫اجملاالت االجتماعية من خالل قيامها ابألنشطة ذات الطبيعة اخلريية والتطوعية اهلادفة إىل احلد من بعض‬
‫املشاكل االجتماعية كالفقر واألمية واملرض ‪ ،...‬وبنسبة أقل جند مجعيات ذات اهتمامات أخرى على غرار‬
‫اجملال الثقايف‪ ،‬والرايضي‪ ،‬وكذا السياحي والبيئي‪ ،‬مع التنويه إىل بروز عددا من اجلمعيات يف السنوات األخرية‬
‫ذات الطبيعة التضامنية وكذا االهتمام بقضااي التنمية املستدامة‪ ،‬وأما ابلنسبة للتعاضدايت فعادة ما يرتبط‬
‫أت سيسها يف اجلزائر ببعض قطاعات الوظيف العمومي كالرتبية والصحة واالتصاالت والنقل وكذا البناء وبعض‬
‫األسالك األخرى‪ ،‬حيث يقتصر نشاطها على توفري بعض اخلدمات االجتماعية ملنتسبيها‪ ،‬يف حني هتتم‬
‫املنظمات غري احلكومية ابلدفاع عن حقوق بعض الفئات يف اجملتمع كاجملاهدين وأبناء الشهداء والطلبة والبطالني‬
‫وغريهم مع انشغاهلا ابلقضااي السياسية يف أحيان أخرى‪ ،‬أما التعاونيات فتجمع من خالل أنشطتها وأسلوب‬
‫إنشاءها بني اجملالني االجتماعي واالقتصادي وهي األقرب الكتساب صفة املقاوالتية االجتماعية إىل جانب‬
‫منظمات ومشاريع أخرى كصناديق استثمار أموال الزكاة والوقف‪ ،‬إال أهنا ال تزال يف اجلزائر حتتاج إىل الكثري من‬
‫االهتمام والتطوير والتحفيز ‪.‬‬
‫• الفرضية الفرعية الثانية‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية بني إجاابت أفراد عينة الدراسة حول املسامهة يف‬
‫حتقيق التنمية املستدامة تعزى ملتغري النطاق اجلغرايف للنشاط ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)46‬حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري النطاق اجلغرايف للنشاط‬
‫‪ANOVA‬‬
‫املسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة‬
‫مستوى‬ ‫متوسطات‬
‫الداللة ‪sig‬‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫املربعات‬ ‫درجة احلرية‬ ‫جمموع املربعات‬
‫‪0,202‬‬ ‫‪1,555‬‬ ‫‪0,933‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2,798‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪0,600‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪106,185‬‬ ‫بني اجملموعات‬
‫‪180‬‬ ‫‪108,983‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫‪253‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يتبني من اجلدول (‪ )46‬أن قيمة ‪ F‬احملسوبة حملوري الدراسة أقل من قيمة ‪ F‬اجلدولية‪ ،‬كما بلغت قيمة‬
‫مستوى الداللة (‪ )0.202‬وهي أكرب من ‪ ،0.05‬مما يعين رفض الفرضية العدمية ە‪ H‬وقبول الفرضية البديلة‬
‫‪ ،H1‬واليت تقول بعدم وجود فروق ذات داللة إحصائية تعود ملتغري النطاق اجلغرايف للنشاط حول املسامهة يف‬
‫حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وهذا يعين أن لدى أفراد عينة الدراسة رؤية متشاهبة حول مسامهتهم يف حتقيق التنمية‬
‫املستدامة مهما اختلف نطاق نشاطهم اجلغرايف‪ ،‬وبناءا على ذلك ميكن استنتاج أبن النطاق اجلغرايف للنشاط ال‬
‫يؤثر على رؤية أفراد عينة جمتمع الدراسة حول مسامهتهم يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬ذلك ألن السعي اجتاه ذلك‬
‫على املستوى احمللي إمنا يشكل قاعدة اسرتاتيجية للمضي حنو حتقيق ذلك على املستوى الوطين فالدويل‪ ،‬إذ ال‬
‫جمال للحديث عن التنمية املستدامة والشاملة ما مل تشكل اجملتمعات احمللية نقطة البداية‪ ،‬كما ميكن تفسري عدم‬
‫وجود الفروق بني اجاابت أفراد العينة وابلنظر لنشاطهم اهلادف إىل احداث التغيري اجملتمعي‪ ،‬أن مشاريع‬
‫املقاوالتية االجتماعية وأهداف التنمية املستدامة وجهان لعملة واحدة أينما كانت وحيثما وجدت ‪.‬‬
‫• الفرضية الفرعية الثالثة‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية بني إجاابت أفراد عينة الدراسة حول‬
‫مسامهة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة تعزى ملتغريي وصف املنظمة واخلربة‪.‬‬
‫أ – ابلنسبة ملتغري وصف املنظمة ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)47‬حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري وصف املنظمة‬
‫‪ANOVA‬‬
‫مسامهة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬
‫مستوى‬ ‫درجة‬
‫‪Sig‬‬ ‫الداللة‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫متوسط املربعات‬ ‫احلرية‬ ‫جمموع املربعات‬
‫‪,281‬‬ ‫‪1,167‬‬ ‫‪3,395‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3,395‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪2,908‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪520,583‬‬ ‫بني اجملموعات‬
‫‪180‬‬ ‫‪523,978‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫يتبني من اجلدول (‪ )47‬أن قيمة ‪ F‬احملسوبة حملوري الدراسة أكرب من قيمة ‪ F‬اجلدولية‪ ،‬كما بلغت قيمة مستوى‬
‫الداللة (‪ )0.281‬وهـي أكرب من ‪ ،0.05‬مما يعين رفض الفرضية العدمية ە‪ H‬وقبول الفرضية البديلة ‪، H1‬‬
‫واليت تقول بعدم وجود فروق ذات داللة إحصائية تعود ملتغري وصف املنظمة حول مسامهة املقاوالتية االجتماعية‬
‫يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مما يعين أن لدى أفراد جمتمع الدراسة رؤية متجانسة حنو مسامهة املقاوالتية‬

‫‪254‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة بغض النظر على اختالف طبيعة منظماهتم‪ ،‬ذلك ألهنا تنتمي إىل قطاع‬
‫واحد هو قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي الذي تعترب منظماته هي األقرب من انحية املميزات إىل‬
‫اكتساب صفة املقاوالتية االجتماعية حىت وإن مل حتمل تسمية "املقاولة االجتماعية"‪ ،‬ويبقى الرهان هنا على‬
‫الوعي واملعرفة بفلسفة املقاوالتية االجتماعية ومدى تبين مفاهيم وأسس الفكر املقاواليت يف العمل ومن مث‬
‫انعكاس ذلك كله يف النتائج املرتبطة أبهداف التنمية املستدامة ذات األبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪،‬‬
‫حيث يتوقف ذلك على االبداع يف التفكري وأسلوب العمل االبتكاري واملستدام ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ابلنسبة ملتغري اخلربة (عمر املنظمة) ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)48‬حتليل التباين األحادي ‪ F‬يعود ملتغري اخلربة‬
‫‪ANOVA‬‬
‫مسامهة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬
‫مستوى‬ ‫درجة‬
‫‪Sig‬‬ ‫الداللة‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫متوسط املربعات‬ ‫احلرية‬ ‫جمموع املربعات‬
‫‪,049‬‬ ‫‪3,920‬‬ ‫‪2,322‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2,322‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪,592‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪106,020‬‬ ‫بني اجملموعات‬
‫‪180‬‬ ‫‪108,343‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫يتبني من اجلدول (‪ )48‬أن قيمة ‪ F‬احملسوبة حملوري الدراسة أكرب من قيمة ‪ F‬اجلدولية‪ ،‬كما بلغت قيمة مستوى‬
‫الداللة (‪ )0.049‬وهـي أقل من ‪ ،0.05‬مما يعين قبول الفرضية العدمية ە‪ H‬واليت تقول بوجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية تعود ملتغري اخلربة حول مسامهة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مما يعين أن لدى أفراد‬
‫جمتمع الدراسة رؤية خمتلفة حنو مسامهة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة تعزى لعمر املنظمة‪،‬‬
‫وتفسريا لذلك ميكن أن ينظر هلذا املتغري من زاويتني‪ ،‬األوىل من حيث التأسيس قدمي هو أم حديث‪ ،‬والثانية من‬
‫حيث أثر اخلربة املرتاكم عن النشاط ‪.‬‬
‫الذي استخرجنا منه قيم املتوسطات احلسابية‬ ‫‪)Descriptives‬‬ ‫حيث وابلرجوع إىل اجلدول التفسريي (‬
‫واالحنرافات املعيارية للفئات املوضحة يف اجلدول أدانه‪ ،‬تبني لنا أن قيم املتوسطات احلسابية للفئات قد جاءت‬
‫متقاربة إىل حد ما‪ ،‬وأن فئة املنظمات اليت تتمتع خبربة ترتاوح مابني (‪ 10-6‬سنوات) هي الفئة أكثر أتثريا يف‬
‫حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬يليها يف ذلك املنظمات احلديثة التأسيس أي ذات خربة حمصورة ما بني (‪5-1‬‬

‫‪255‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مر على وجودها أكثر من (‪ 10‬سنوات)‪ ،‬وكأننا بذلك جنسد منحىن نشاط وأتثري‬
‫سنوات)‪ ،‬مث املنظمات اليت َ‬
‫هلذه املنظمات يتكون من ثالثة مراحل ‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة االنطالق ‪ :‬ابلنسبة للفئة األوىل من (‪ 5-1‬سنوات)‪ ،‬حيث تتميز هذه املرحلة حبيوية وفكر متجدد‬
‫تنقصه بعض اخلربة ‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة النمو ‪ :‬ابلنسبة للفئة الثانية ذات اخلربة املتوسطة من (‪ 10-6‬سنوات) ‪ ،‬يبلغ عندها النشاط ذروته‬
‫جلمعها بني بني اخلربة املرتاكمة من جهة‪ ،‬والسعي حنو اإلبداع يف إحداث التغيري اجملتمعي من جهة أخرى ‪.‬‬
‫مر على إنشائها زمن وأصبح يغلب على‬ ‫‪ -‬مرحلة التدهور بعد النضج ‪ :‬وهي مرحلة متيز فئة املنظمات اليت َ‬
‫نشاطها الطابع الروتيين واملناسبايت‪ ،‬مع تشبعها بفكر تقليدي من خالل قيادة تسلطية غري حتويلية ال تستجيب‬
‫ملقتضيات العصر من ابداع يف العمل أو تشاركية يف القرار ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ : )49‬قيم املتوسط احلساب ‪ ،‬االحنراف املعياري لتصنيفات متغري اخلربة‬

‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلساب‬ ‫التكرارات‬ ‫الفئة‬


‫‪,25434‬‬ ‫‪4,9315‬‬ ‫‪73‬‬ ‫من ‪ 5-1‬سنوات‬
‫‪,17146‬‬ ‫‪4,9701‬‬ ‫‪67‬‬ ‫من ‪ 10-6‬سنوات‬
‫‪,40122‬‬ ‫‪4,8049‬‬ ‫‪41‬‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬
‫‪,27645‬‬ ‫‪4,9171‬‬ ‫‪181‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الطالب ابعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS‬‬

‫ويبقى الرهان هنا على السعي حنو إحداث التجديد يف الفكر لدى قيادات هذه املنظمات ومدى انعكاس ذلك‬
‫يف املمارسة مبا يساهم يف إحداث التغيري اجملتمعي بطريقة إبداعية ومستدامة‪ ،‬ألن العربة ليست يف حضور‬
‫الدورات التدريبية من عدمه أو يف زايدة الرصيد املعريف‪ ،‬بل يف انعكاس ذلك يف امليدان من خالل خلق مناذج‬
‫تقوم على اكتشاف واستغالل الفرص اجملتمعية (االحتياجات االجتماعية) وتفعيل الطاقات الكامنة واملعطلة‬
‫(املوارد البشرية‪،‬حىت تتضافر اجلهود من قبل كل األطراف وعلى مجيع املستوايت خدمة لقضااي التنمية املستدامة‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫دراسة ميدانية لدور املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬


‫مت من خالل هذا الفصل حتليل نتائج الدراسة امليدانية‪ ،‬بتحليل حماور اإلستبيان اخلاص هبا واختبار‬
‫فرضياهتا ابعتماد املعاجلة االحصائية وفق برانمج ‪ SPSS‬إلجاابت وأراء أفراد عينة الدراسة حول عبارات‬
‫االستبيان‪ ،‬وذلك هبدف اإلجابة على إشكالية الدراسة من خالل أتكيد فرضياهتا أو نفيها‪ ،‬وكذا الوقوف على‬
‫واقع املقاوالتية االجتماعية وأتثري ذلك ومدى مسامهته يف حتقيق التنمية املستدامة من أفراد العينة حمل الدراسة ‪.‬‬
‫حيث خلصنا إىل إثبات وجود عالقة إرتباط ذات داللة إحصائية بني نشاط املنظمات اليت تكتسب‬
‫صفة املقاوالتية االجتماعية و حتقيق التنمية املستدامة ابلنظر ألهداف خطة األمم املتحدة للتنمية املستدامة –‬
‫رؤية ‪ ، 2030‬ابإلضافة إىل تسجيل نسبة ‪ % 24‬كدرجة أتثري معنوية للمتغري املستقل يف املتغري التابع‪ ،‬يف‬
‫حني بينت اختبارات الفروق عدم وجود فروق بني إجاابت أفراد عينة الدراسة حول مسامهة املقاوالتية‬
‫االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة تعزى ملتغريي وصف املنظمة و النطاق اجلغرايف للنشاط‪ ،‬أما فيما خيص‬
‫متغري اخلربة (عمر املنظمة) فلقد بينت نتائج إختبارات الفروق وجود نظرة خمتلفة ألفراد عينة الدراسة حنو مسامهة‬
‫املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬ابإلضافة إىل وجودها كذلك بسبب متغري وصف املنظمة فيما‬
‫خيص جماالت وطرق ممارسة املقاوالتية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫الخــــاتمـــــــــــــــــــــــــــة‬
‫خامتـة‬

‫لقد ابت التوجه املقاواليت اليوم وأكثر من أي وقت مضى‪ ،‬ميثل السبيل األجنع لتحقيق التنمية يف شىت‬
‫اجملاالت‪ ،‬السيما يف ظل املقاربة اجلديدة اليت تناوهلا من خالل هذه الدراسة‪ ،‬والرامية جلعل االعتبارات‬
‫االجتماعية والبيئية كأساس لربوز وانتشار املبادرات املقاوالتية‪ ،‬مع احلفاظ على القيمة االقتصادية اليت تضمن‬
‫االستمرارية وتوسيع نطاق التأثري ألي مشروع اجتماعي حىت وإن كان اهلدف منه غري رحبي ابلدرجة االوىل‪،‬‬
‫وذلك مما يتيح حىت ملنظمات القطاع الثالث أي قطاع االقتصاد التضامين واالجتماعي ابالندماج واملسامهة يف‬
‫دفع عجلة التنمية أببعادها املتعددة جنبا إىل جنب مع القطاعني العام واخلاص‪ ،‬وكذا الوصول لتلك الطاقات‬
‫املعطلة يف اجملتمع واملكبلة ابلتحدايت اليت دفعت ابجملتمع الدوىل إىل االتفاق على التصدي هلا‪ ،‬يف إطار خطة‬
‫متوازنة طويلة املدى تضم أهدافا مشلت خمتلف أبعاد التنمية املستدامة حىت آفاق سنة ‪. 2030‬‬
‫وقد متثلت اإلشكالية الرئيسية هلذه الدراسة يف تشخيص مدى مسامهة املقاوالتية االجتماعية يف حتقيق‬
‫التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬حيث توصلنا من خالل الطرح النظري والدراسة امليدانية إىل جمموعة من النتائج‬
‫بشأن هذا املوضوع‪ ،‬نستعرض أمهها فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬نتائج الفصول النظرية ‪:‬‬
‫‪ -‬املقاوالتية مفهوم ذو معىن واسع‪ ،‬ال يقتصر فقط على قيام شخص إبنشاء منظمة جديدة ؛‬
‫‪ -‬املقاول ميثل الشخصية احملورية يف املؤسسة املقاولة وأهم عنصر يف السريورة املقاوالتية‪ ،‬غالبا ما يراعى فيه‬
‫جانبان يكمالن بعضهما البعض‪ ،‬أحدمها وصفي (مساته)‪ ،‬واآلخر وظيفي (سلوكه وأعماله) ؛‬
‫‪ -‬املشروع املقاواليت هو مبثابة الوعاء التطبيقي لظاهرة املقاوالتية‪ ،‬يفرتض أن ختضع عملية انشائه وتسيريه وتنميته‬
‫إىل دراسات وتقييمات مفصلة وواضحة‪،‬وهي أمور كلها قابلة لالكتساب عن طريق التعليم املقاواليت واملمارسة؛‬
‫‪ -‬املقاوالتية االجتماعية هي أنشطة تعمل ابملقاربة االقتصادية ولكنها ال هتدف لتحقيق ربح اقتصادي فحسب‪،‬‬
‫وإمنا كذلك لتقدمي حلول مبدعة ومستدامة ملشاكل ذات طابع اجتماعي وعام مثل الفقر‪ ،‬البطالة‪ ،‬واملرض‪،‬‬
‫األمية والتدمري البيئي‪ ،‬وانتهاكات حقوق االنسان والفساد وغريها؛‬
‫‪ -‬تقوم املقاوالتية االجتماعية على تقدمي احللول املثلى ومعاجلة املشاكل اليت تفرضها التحدايت االجتماعية‬
‫والبيئية فضال عن االقتصادية دون التفريط يف أي منها‪ ،‬وذلك من خالل تنفيذ مبادرات ومشروعات جديدة أو‬
‫تطوير أخرى قائمة‪ ،‬أو أتسيس مؤسسات اجتماعية أو تنموية جديدة لتوفري املنتجات واخلدمات اليت تليب‬
‫مباشرة االحتياجات االجتماعية األساسية اليت تقوم عليها التنمية املستدامة ؛‬

‫‪259‬‬
‫خامتـة‬

‫‪ -‬تشكل املقاولة االجتماعية جزءا مهما ومنوذجا صاعدا ضمن نظام االقتصاد التضامين واالجتماعي‪ ،‬وذلك‬
‫ابعتبارها ترمي إىل إدماج الفئات الضعيفة والعاطلة يف احلياة العملية ليصبحوا قيمة مضافة لذواهتم وجملتمعهم ؛‬
‫‪ -‬جتمع املقاولة االجتماعية بني هنجي املسؤولية االجتماعية واالستدامة من جهة‪ ،‬واالبداع والسعي حنو إحداث‬
‫التغيري اجملتمعي االجيايب أببعاده املتعددة من جهة أخرى ؛‬
‫‪ -‬يشكل االرتقاء ابلعمل التطوعي أو اخلريي من العفوية حنو االحرتافية إحدى غاايت املقاولة االجتماعية ؛‬
‫‪ -‬تتوافق فلسفة املقاوالتية االجتماعية يف أصلها مع تعاليم ديننا االسالمي‪ ،‬كما أهنا تشكل الوعاء التطبيقي‬
‫للكثري من صيغ التمويل اإلسالمية ؛‬
‫‪ -‬يستلزم السعي حنو حتقيق التنمية املستدامة توفر رؤية اسرتاتيجية متعددة األبعاد‪ ،‬إبشراف رمسي ومشاركة‬
‫واسعة تشمل اجلميع‪ ،‬قصد تنظيم وإعادة تنظيم اآلليات االقتصادية واالجتماعية السياسية ابلشكل الذي يتيح‬
‫االستغالل األمثل للموارد اجملتمعية حاضرا ومستقبال‪ ،‬وحيقق التحسني املستمر جلودة احلياة أببعادها الثالثة –‬
‫االقتصادية واالجتماعية و البيئية‪ -‬على حنو متوازن ومتكامل ؛‬
‫‪ -‬متثل خطة األمم املتحدة للتنمية املستدامة حىت آفاق ‪ ،2030‬مرجعا عامليا لتوحيد وتنسيق اجلهود حمليا‬
‫ودوليا‪ ،‬ويبقى الرهان قائما على مدى التزام الدول هبذا الربانمج العاملي وكذا سعيها لتحقيق أهدافه ؛‬
‫‪ -‬إذا كانت املقاوالتية هي احملرك األساسي للنمو اإلقتصادي كما ذكر ‪ Schumpeter‬وآخرون‪ ،‬فإن " املقاوالتية‬
‫االجتماعية هي احملرك األساسي للتنمية أببعادها اإلقتصادية واالجتماعية والبيئية معا‪ ،‬وابلتايل هي أداة‬
‫اسرتاتيجية مهمة لتحقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬نتائج الفصل التطبيقي ‪ :‬تبني لنا من خالل الدراسة التطبيقية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬حتوز اجلزائر على غرار ابقي الدول خصوصا اإلسالمية منها‪ ،‬على تطبيقات رائدة للمقاوالتية االجتماعية حىت‬
‫قبل شيوعها هبذه التسمية‪ ،‬السيما فيما يتعلق آبلييت الزكاة والوقف‪ ،‬ومناذج أخرى كثرية ضاربة جبذورها يف تراثنا‬
‫الضخم واملتنوع ؛‬
‫‪ -‬جتربة املركز اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية وما حيتضنه من مشاريع للمقاوالتية االجتماعية‪ ،‬جتربة فريدة‬
‫من نوعها جيب العمل على دعمها وتطويرها لتوسيع نطاق االستفادة ؛‬
‫‪ -‬مصطلح املقاوالتية االجتماعية حديث نسبيا‪ ،‬ومستوى املعرفة به ال يزال فتيا‪ ،‬وهذا ما يفسر العدد احملدود‬
‫جدا للمشاريع أو املنظمات اليت حتمل اسم "مقاولة اجتماعية" يف اجلزائر ؛‬

‫‪260‬‬
‫خامتـة‬

‫‪ -‬طغيان البعد االجتماعي على جماالت وطرق ممارسة نشاط منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬واليت تعد األقرب الكتساب صفات املقاوالتية االجتماعية ؛‬
‫‪ -‬متتاز بيئة اجملتمع االحصائي للدراسة وكما أتكد لنا من خالل املقابالت بدرجة تقبل عالية ملقومات الفكر‬
‫املقاواليت االجتماعي‪ ،‬مما يؤدي بنا إىل احلكم أبن اجلزائر متثل ميداان خصبا لربوز وانتشار مشاريع ومنظمات‬
‫املقاوالتية االجتماعية ؛‬
‫‪ -‬من أبرز معيقات تبين توجه املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر‪ ،‬عدم وجود تشريع قانوين خاص يوضح ابلتفصيل‬
‫معامل نشاط املنظمات اليت هلا امكانية اكتساب صفة املقاولة االجتماعية‪ ،‬وابلضبط منظمات االقتصاد التضامين‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وذلك مبا حيفزها ويشجعها على املسامهة يف إحداث التنمية أببعادها املتعددة ؛‬
‫‪ -‬يوجد قصور نسيب يف مستوى االطالع على األهداف الـ ‪ 17‬خلطة األمم املتحدة للتنمية املستدامة آفاق سنة‬
‫‪ 2030‬لدى أفراد اجملتمع االحصائي لدراستنا ؛‬
‫‪ -‬هناك سعي مقبول إىل حد كبري من قبل املنظمات أفراد عينة الدراسة اجتاه املسامهة يف حتقيق أهداف التنمية‬
‫املستدامة بشكل عام‪ ،‬بينما على مستوى األبعاد فسجلنا تفاوت يف مستوى االهتمام هبا‪ ،‬نستعرض ذلك فيما‬
‫يلي ابختصار ‪:‬‬
‫‪ -‬ففيما خيص األهداف املندرجة ضمن البعد االجتماعي للتنمية املستدامة‪ ،‬هناك اهتمام كبري وسعي حثيث من‬
‫املنظمات حمل الدراسة للمسامهة يف حتقيقها‪ ،‬وذلك ما يتيح التخفيف من حدة العديد من املشاكل االجتماعية‬
‫على غرار الفقر‪ ،‬اجلوع‪ ،‬املرض‪ ،‬األمية‪ ،‬حقوق االنسان ‪...‬؛‬
‫‪ -‬وفيما خيص أهداف البعد البيئي وجدان أن املنظمات حمل الدراسة تبدي انشغاال هبا من حيث التوعية‬
‫والتحسيس أبمناط االنتاج واالستهالك املستدامة‪ ،‬وكذا القيام ببعض احلمالت التطوعية الرامية للحفاظ على‬
‫البيئة والتنوع البيولوجي من حني آلخر ؛‬
‫‪ -‬أما فيما يتعلق ابألهداف املنطوية ضمن البعد االقتصادي للتنمية املستدامة فلمسنا وجود بوادر يف بيئة جمتمع‬
‫الدراسة حول قيام بعض املنظمات اليت هلا امكانية اكتساب صفة املقاولة االجتماعية بتشجيع املواهب وحتفيز‬
‫االبتكار‪ ،‬وكذا العمل ذو الطبيعة التضامنية السيما يف جمال الفالحة واحلرف والصناعات التقليدية ؛‬
‫‪ -‬وفيما يتصل مبجايل السالم والشراكة ضمن اجملاالت الرئيسية للتنمية املستدامة وكذا أهداف البعد السياسي‬
‫هلا‪ ،‬تبني لنا وجود درجة موافقة عالية لدى املنظمات حمل الدراسة ابلقضااي املتصلة بذلك‪ ،‬من اقرار حلق‬

‫‪261‬‬
‫خامتـة‬

‫املساءلة ونبذ جلميع أشكال العنف واإلقصاء والفساد‪ ،‬وهي تسعى ابلقدر املتاح قانوان على اقامة وتعزيز فرص‬
‫التعاون املتصلة هبذا اجملال ؛‬
‫ويف األخري نؤكد على عالقة االرتباط القوية والطردية لنشاط املنظمات واملشاريع اليت تكتسب صفة‬
‫املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر مع أهداف التنمية املستدامة تبعا خلطة منظمة األمم املتحدة حىت آفاق سنة‬
‫‪ ،2030‬ومنه نقول أن للمقاوالتية االجتماعية دور ومسامهة فعالة يف التنمية املستدامة‪ ،‬بل يشكالن يف كثري‬
‫من األحيان وجهان لعملة واحدة نظرا لتطابق أبعادمها وسعيهما للوصول لنفس النتائج ‪.‬‬
‫‪ -‬التوصيات ‪:‬‬
‫تبعا للنتائج أعاله‪ ،‬وهبدف التشجيع على بروز وانتشار مشاريع املقاوالتية االجتماعية مبا يساهم يف‬
‫حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬توصي الدراسة ابآليت ‪:‬‬
‫• العمل على زايدة االدراك واملعرفة مبفهوم املقاوالتية االجتماعية والتفريق بينه وبني املصطلحات القريبة منه‬
‫واملتداخلة معه كالعمل التطوعي والعمل اخلريي أو االجتماعي ‪...‬‬
‫• تشجيع بروز وانتشار مشاريع املقاوالتية االجتماعية يف اجملتمعات احمللية من خالل دعم جتسيد األفكار‬
‫واملبادرات املتعلقة بذلك والتوعية هبا وبفوائدها‪ ،‬مع احلرص على أن تستهدف هذه املشروعات حتقيق‬
‫التنمية املستدامة حمليا ‪.‬‬
‫• اطالق اسم "مقاول اجتماعي" أو "رائد عمل اجتماعي" على أصحاب املشاريع االجتماعية ذات التأثري‬
‫االجيايب يف اجملتمع‪ ،‬السيما أولئك القائمني على اجلمعيات وغريها من منظمات القطاع الثالث ‪.‬‬
‫• استحداث شعبة مستقلة للمقاوالتية االجتماعية على مستوى أجهزة الدعم واملرافقة املقاوالتية‪ ،‬وكذا على‬
‫مستوى دور املقاوالتية يف اجلامعات ‪.‬‬
‫• التصريح واالشادة بشكل رمسي بدور االقتصاد االجتماعي والتضامين (القطاع الثالث) ومن خالله‬
‫املقاوالت االجتماعية يف املسامهة يف االقتصاد الوطين ال سيما يف األزمات والظروف العصيبة ‪.‬‬
‫• استحداث هيئة وطنية هدفها استقطاب وتشجيع األفكار االبتكارية الرامية إلحداث التغيري االقتصادي‬
‫واالجتماعي املطلوب‪ ،‬أو تفعيل دور اجمللس الوطين االقتصادي واالجتماعي للنهوض ابالقتصاد التضامين‬
‫واالجتماعي ؛‬

‫‪262‬‬
‫خامتـة‬

‫• العمل على إصدار قوانني وتشريعات وحتفيزات جبائية‪ ،‬تشجع على بروز وانتشار املقاوالت االجتماعية‪ ،‬ال‬
‫سيما يف قطاعات النشاط التعاوين كالفالحة والصيد البحري واحلرف والصناعات التقليدية والتجارة‬
‫وغريها؛‬
‫• اضفاء الطابع االحرتايف املستدام على عمل منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي بدل العمل العفوي‬
‫التقليدي ؛‬
‫• دعم ومتويل اجلمعيات وخمتلف الفاعلني (القطاع الثالث) الذين لديهم برامج ومبادرات مقاوالتية (املقاوالتية‬
‫االجتماعية) ؛‬
‫• التغطية اإلعالمية وكذا تشجيع الربامج والتظاهرات واملسابقات اليت تعىن بربامج االبتكار االجتماعي‬
‫وحتدايت التغيري االقتصادي واالجتماعي االجيايب‪ ،‬وهذا قصد غرس ونشر ثقافة حتفز على ذلك ؛‬
‫• االستفادة من جتارب الدول الرائدة يف جمال رايدة األعمال عموما ورايدة األعمال االجتماعية على وجه‬
‫اخلصوص ؛‬
‫• تشجيع اجلامعات واملعاهد وخمابر البحث العلمي على اقامة ملتقيات وندوات دورية حيضرها الفاعلني يف‬
‫القطاعات الثالثة (القطاع العام‪ ،‬القطاع اخلاص‪ ،‬القطاع الثالث)‪ ،‬واجراء املزيد من الدراسات اليت تعىن‬
‫ابملقاولة االجتماعية والتغيري االقتصادي واالجتماعي االجيايب ‪ ،‬وتبحث يف العراقيل اليت حتول دون ذلك‬
‫و كنهاية مفتوحة هلذه الدراسة ‪ ،‬نقرتح املواضيع التالية ‪:‬‬
‫‪ o‬سبل دعم مشاريع املقاوالتية االجتماعية يف اجلزائر ؛‬
‫‪ o‬حنو إرساء مقومات الفكر املقاواليت يف منظمات االقتصاد التضامين واالجتماعي ابجلزائر ؛‬
‫‪ o‬صيغ التمويل االسالمية ملشاريع املقاوالتية االجتماعية ابالعتماد على الوقف والزكاة ؛‬
‫‪ o‬تقييم مدى مسامهة االقتصاد التضامين واالجتماعي يف حتقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫قائمـــــة المراجـــــــــــــــع‬
‫قائمة املراجع‬
‫* مراجع ابللغة العربية ‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن الكرمي‬
‫‪ -2‬صحيح مسلم‬
‫‪ -3‬السلسلة الصحيحة‬
‫‪ -4‬ابراهيم حسني حسين‪ ،‬اإلدارة املستدامة للنفاايت واملخلفات‪ ،‬مشاريع االستثمار يف أهداف التنمية‬
‫املستدامة‪ :‬بنك التدوير (اهليكلة والتطبيق)‪ ،‬املركز العريب لتسوية املنازعات‪ ،‬اجلمعية العربية للعلوم القانونية‪،‬‬
‫مصر‪2019 ،‬‬
‫‪ -5‬إدوارد دي بونو ‪ ،‬قبعات التفكري الست‪ ،‬ترمجة خليل اجليوسي‪ ،‬اجملمع الثقايف أبو ظيب اإلمارات‪2001 ،‬‬
‫‪ -6‬أمحد أبو اليزيد الرسول ‪ ،‬التنمية املتواصلة ‪ :‬األبعاد واملنهج ‪ ،‬مكتبة بستان املعرفة ‪ ،‬القاهرة ‪2007 ،‬‬
‫‪ -7‬أمحد جابر بدران‪ ،‬التنمية االقتصادية والتنمية املستدامة‪،‬مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية‪،‬مصر‪2014 ،‬‬
‫‪-8‬أمل خريي أمني‪،‬جتارب يف الرايدة االجتماعية‪،‬فنون اإلبداع اجملتمعي‪،‬ط ‪ ،2‬منشورات جامعة كاي‪2019 ،‬‬
‫‪ -9‬أمحد حممد نور وآخرون ‪ ،‬احملاسبة اإلدارية ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية مصر ‪2004 ،‬‬
‫‪ -10‬امساعيل ابراهيم القزاز‪ ،‬وعادل عبد املالك كوريل ‪ ،‬نظام االدارة البيئية مبوجب املواصفات الدولية‪ ،‬مكتبة‬
‫الراتب العلمية ‪ ،‬عمان األردن ‪2010 ،‬‬
‫‪ -11‬الكسندر أوسرتوالدر و ايف بينور (‪ ، )Alexander Osterwalder & Yves Pigneur‬ابتكار منوذج‬
‫العمل التجاري ‪ ،‬ترمجة امساعيل صاحل‪ ،‬الطبعة العربية األوىل‪ ،‬جبل عمان انشرون‪ ،‬األردن ‪2013 ،‬‬
‫‪ -12‬بريبش السعيد‪ ،‬االقتصاد الكلي(نظرايت‪ ،‬مناذج‪ ،‬متارين حملولة)‪،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪2007،‬‬
‫‪ -13‬بالل خلف السكارنه‪ ،‬الرايدة وإدارة منظمات األعمال‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‬
‫األردن ‪2008 ،‬‬
‫‪ -14‬حسني عبد احلميد أمحد رشوان‪ ،‬البيئة واجملتمع‪ :‬دراسة يف علم اجتماع البيئة‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪،‬‬
‫االسكندرية مصر‪2006 ،‬‬
‫‪ -15‬محد فوزي ملوخية‪،‬أسس دراسات اجلدوى للمشروعات االقتصادية‪،‬دار اهلناء االسكندرية‪،‬مصر‪2009 ،‬‬
‫‪ -16‬ديفيد بورنستاين و سوزان ديفيس‪ ،‬ترمجة عال أمحد صالح‪ ،‬رايدة العمل االجتماعي – ما حيتاج اجلميع‬
‫ملعرفته ‪ ،‬الدار الدولية لالستثمارات الثقافية القاهرة ‪ ،‬مصر ‪2014 ،‬‬

‫‪265‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -17‬سونيا حممد البكري‪،‬ادارة االنتاج والعمليات‪-‬مدخل النظم‪ ،-‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية مصر‪2000 ،‬‬
‫مارك دودجسون و ديفيد جان‪ ،‬االبتكار مقدمة صغرية جدا ‪ ،‬ترمجة زينب عاطف سيد‪ ،‬مؤسسة هنداوي‬
‫للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة مصر‪2014 ،‬‬
‫‪ -18‬طاهر حمسن الغاليب ‪" ،‬إدارة و اسرتاتيجية منظمات األعمال املتوسطة والصغرية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان األردن ‪2009 ،‬‬
‫‪ -19‬عب د القادر حممد‪ ،‬عبد القادر عطية‪" ،‬اجتاهات حديثة يف التنمية"‪،‬الدار اجلامعية‪ ،‬القاهرة مصر‪2003 ،‬‬
‫‪ -20‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬دراسات اجلدوى االختاذ القرارات االستثمارية‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬مصر ‪2003 ،‬‬
‫‪ -21‬عثمان فريد رشدي ‪ ،‬الرايدة والعمل التطوعي ‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن ‪2012 ،‬‬
‫‪ -22‬عثمان حممد غنيم وماجدة أمحد أبو زنط ‪ ،‬التنمية املستدمية ‪ :‬فلسفتها وأساليب ختطيطها وأدوات‬
‫قياسها‪ ،‬دار صفاء ‪ ،‬عمان األردن ‪2006 ،‬‬
‫‪ -23‬عكرمة سعيد صربي‪ ،‬الوقف االسالمي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪،‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪ -24‬علي فالح الزعيب ‪ ،‬األسس واألصول العلمية يف رايدة أعمال املنظمات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬دار الكتاب‬
‫اجلامعي ‪ ،‬دولة االمارات العربية املتحدة‪ -‬اجلمهورية اللبنانية ‪2018 ،‬‬
‫‪ -25‬فايز النجار و عبد الستار حممد العلي ‪" ،‬الرايدة وإدارة األعمال الصغرية" ‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان ‪2006 ،‬‬
‫‪-26‬كمال عبد املالك‪ ،‬ثقافة التنمية‪ ،‬دراسة أثر الرواسب الثقافية على التنمية املستدامة‪ ،‬سلسلة العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬اهليئة املصرية‪2008 ،‬‬
‫‪ -27‬مالك بن نيب‪ ،‬ميالد جمتمع – شبكة العالقات االجتماعية ‪ ،‬ترمجة عبد الصبور شاهني ‪ ،‬دار الفكر ‪،‬‬
‫دمشق سوراي ‪1962 ،‬‬
‫‪ - 28‬حممد الغزايل ‪ ،‬االسالم واألوضاع االقتصادية‪ ،‬ط ‪ ،7‬دار الصحوة ‪ ،‬القاهرة مصر ‪1987 ،‬‬
‫‪ -29‬حممد عبد البديع‪ ،‬اقتصاد محاية البيئة ‪ ،‬دار األمني للنشر ‪ ،‬القاهرة مصر ‪2003 ،‬‬
‫‪ -30‬حممد عبد العزيز عجمية ‪ ،‬التنمية االقتصادية ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪2007 ،‬‬
‫‪ -31‬حممد عبده حمجوب وآخرون‪ ،‬التنشئة االجتماعية ‪ -‬دراسات أنثربولوجية يف الثقافة والشخصية ‪ ،‬دار‬
‫املعرفة اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪2005 ،‬‬
‫‪ -32‬حممد فركوس‪ ،‬املوازاانت التقديرية – أداة فعالة للتسيري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪2001 ،‬‬

‫‪266‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -33‬حممد حممود العجلوين‪ ،‬سعيد سامي احلالق‪ ،‬دراسة اجلدوى االقتصادية وتقييم املشروعات‪ ،‬دار اليازوري‪،‬‬
‫عمان األردن ‪2010 ،‬‬
‫‪ - 34‬حممد يونس ‪ ،‬التأسيس ملشروعات جتارية ذات طابع اجتماعي – حنو منط جديد من الرأمسالية يليب‬
‫احلاجات االنسانية األكثر احلاحا ‪ ،‬نقله اىل العربية منذر حممود حممد ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية الرايض ‪2018 ،‬‬
‫‪ -35‬جمدي علي سعيد‪ ،‬جتربة بنك الفقراء‪ ،‬الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة‪ ،‬الدار العربية للعلوم– انشرون‪ ،‬بريوت‬
‫لبنان‪2007 ،‬‬
‫‪ -36‬مدحت القريشي ‪ ،‬التنمية االقتصادية (نظرايت‪ ،‬سياسات‪ ،‬موضوعات)‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط ‪ ،1‬عمان‬
‫األردن‪2007 ،‬‬
‫‪ -37‬نبيل عبد السالم شاكر‪ ،‬إعداد دراسة اجلدوى وتقييم املشروعات ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة عني الشمس ‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر ‪1998 ،‬‬
‫‪ -38‬نعمة عباس اخلفاجي ‪ ،‬طاهر حمسن الغاليب‪ ،‬نظرية املنظمة مدخل التصميم‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان األردن ‪2009 ،‬‬
‫‪ -‬األطروحات والرسائل اجلامعية ‪:‬‬
‫‪ -39‬أمحد زيطوط‪ ،‬أمهية احلكامة الرشيدة يف جناعة متويل التنمية املستدامة يف البلدان النامية – دراسة حالة‬
‫اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪2018/2017 ،‬‬
‫‪ -40‬اجلودي حممد علي ‪ ،‬حنو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاواليت ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم يف علوم‬
‫التسيري ‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة ‪2015/2014 ،‬‬
‫‪ -41‬أنس أمحد سعيد عوض‪ ،‬أسباب عجز الشركات عن القيام ابملسؤولية االجتماعية دراسة حالة على‬
‫الشركات الصناعية املدرجة يف سوق عمان لألوراق املالية‪ ،‬مذكرة ماجستري يف احملاسبة ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪،‬‬
‫األردن ‪2014 ،‬‬
‫‪ -42‬اميان حيولة ‪ ،‬سبل حتقيق التنمية املستدامة اعتمادا على املنظمة – دراسة حالة قطاع التعليم العايل‬
‫والبحث العلمي يف اجلزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪2017/2016‬‬
‫‪ -43‬بن عمروش فائزة ‪ ،‬دراسة أثر تسويق خدمات التأمني على سلوك املستهلك – حالة عينة من مؤسسات‬
‫التأمني يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة احممد بوقرة‬
‫بومرداس ‪2017/2016 ،‬‬

‫‪267‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -44‬بوزاهر نسرين ‪ ،‬ترقية العرض السياحي الوطين يف ظل مشاريع التنمية املستدامة للسياحة –منطقة الزيبان‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة ‪2017/2016 ،‬‬
‫‪ -45‬بوسيف سيد أمحد‪ ،‬أتثري املهارات املقاوالتية على النية املقاوالتية لدى الطلبة اجلامعيني – دراسة‬
‫ابستعمال منذجة املعادالت اهليكلية ‪ SEM‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري ختصص املالية واملؤسسة ‪ ،‬جامعة‬
‫أبو بكر ابلقايد تلمسان ‪2018/2017 ،‬‬
‫‪ -46‬جعفر مسية‪ ،‬دور الصناديق الوقفية يف حتقيق التنمية املستدامة – دراسة مقارنة بني الكويت وماليزاي‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة املاجستري يف إطار مدرسة الدكتوراه يف العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيري ‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪2014/2013 ، 1‬‬
‫‪ -47‬خالد حسني سعيد العسريي‪ ،‬مقومات االبتكار االجتماعي كمدخل لتطوير االدارة اجلامعية من وجهة‬
‫نظر اهليئة االدارية واألكادميية يف اجلامعات السعودية‪ ،‬أطروحة دكتوراه الفلسفة يف اإلدارة الرتبوية والتخطيط‪،‬‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2015 ،‬‬
‫‪ -48‬رجم نور الدين ‪ ،‬دور سياسة الرتويج يف تسويق اخلدمات املصرفية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستري‪،‬‬
‫مدرسة الدكتوراه اقتصاد – منامجنت‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت سكيكدة ‪،‬‬
‫‪2009/2008‬‬
‫‪ -49‬رزاي سعاد‪ ،‬واقع وآفاق التنمية املستدامة يف دول املغرب العريب‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم يف علوم التسيري‪،‬‬
‫ختصص نقود ومالية‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪2017/2016 ،03‬‬
‫‪ -50‬سايح بوزيد‪ ،‬دور احلكم الراشد يف حتقيق التنمية املستدامة ابلدول العربية – حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫علوم يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة تلمسان‪2013/2012 ،‬‬
‫‪ -51‬عمريات ليندة ‪ ،‬ترشيد استغالل املوارد الطاقوية ودوره يف حتقيق التنمية املستدامة – دراسة حالة اجلزائر‪-‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية ‪ ،‬شعبة اقتصاد البيئة ‪ ،‬جامعة ابجي خمتار عنابة ‪2017/2016 ،‬‬
‫‪ -52‬غسان حممد خليل ال نجار‪ ،‬أثر إدارة املخاطر لدى أصحاب املشاريع الرايدية يف حتقيق امليزة التنافسية‬
‫ملشاريعهم‪ ،‬دراسة حالة مشاريع حاضنة األعمال والتكنولوجية يف اجلامعة االسالمية‪ ،‬رسالة ماجستري ادارة‬
‫أعمال كلية التجارة اجلامعة االسالمية غزة فلسطني‪2017 ،‬‬
‫‪ -53‬خلضر بن علية‪ ،‬دور اال ستثمار السياحي يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم يف‬
‫علوم التسيري ختصص اإلدارة البيئية والسياحية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪2018/2017 ،‬‬

‫‪268‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -54‬لفقري محزة ‪ ،‬روح املقاولة وإنشاء املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر‪ -‬دراسة حالة ‪ :‬مقاويل والية‬
‫برج بوعريريج‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري ‪ ،‬جامعة احممد بوقرة –بومرداس ‪2017/2016 ،‬‬
‫‪ -55‬حممد قوجيل ‪ ،‬دراسة وحتليل سياسات دعم املقاوالتية يف اجلزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرابح ورقلة‪2016/2015 ،‬‬
‫‪ -56‬هند مجعوين ‪ ،‬دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف التنمية االقتصادية اجلزائرية وآفاقها املستقبلية ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم ختصص اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر ابتنة ‪2018/2017 ،‬‬
‫‪ -‬املقاالت ‪:‬‬
‫‪ -57‬أشرف السعيد أمحد حممد ‪ ،‬دور اجلامعات املصرية يف تعزيز ثقافة رايدة األعمال االجتماعية لدى طالهبا‬
‫– دراسة حتليلية‪ ،‬جامعة املنصورة ‪ ،‬مصر‪ ،‬ديسمرب ‪2019‬‬
‫‪ -58‬اجلودي صاطوري‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ :‬الواقع والتحدايت‪ ،‬جملة الباحث ‪ ،‬العدد ‪ ، 16‬جامعة‬
‫ورقلة‪2016 ،‬‬
‫‪-59‬امساعيل شعوف‪ ،‬دراسة آاثر زرع فكر املقاولة االجتماعية ابملؤسسات التعليمية من خالل مشروع "التلميذ‬
‫املبدع االجتماعي"‪ ،‬حبث تطبيقي‪ ،‬املركز اجلهوي ملهن الرتبية والتكوين– مراكش املغرب ‪2012/2011‬‬
‫‪ -60‬العزوزي يوسف ‪ ،‬البعد البيئي للمسؤولية االجتماعية للمقاوالت ابملغرب‪ :‬رهان االنتقال حنو التنمية‬
‫املستدامة ‪ ،‬جملة القانون واألعمال ‪ ،‬جامعة احلسن األول املغرب‬
‫‪ -61‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا‪ ،‬االقتصاد االجتماعي التضامين أداة لتحقيق العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬جملة العدد ‪ ،4‬سلسلة السياسات العامة األمم املتحدة‪ ،2014 ،‬ص ‪2‬‬
‫‪ -62‬آمنة حسني صربي علي ‪ ،‬اإلطار العام ملؤشرات التنمية املستدامة – طرق القياس والتقييم ‪ ،‬جملة املخطط‬
‫والتنمية ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬العدد ‪2015 ، 32‬‬
‫‪ -63‬اليونسكو ومنظمة العمل الدولية‪ ،‬حنو ثقافة للرايدة يف القرن الواحد و العشرين‪ :‬حتفيز الروح الرايدية من‬
‫خالل التعليم للرايدة يف املدارس الثانوية‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -64‬بشيكر عابد‪ ،‬دراسة حتليلية تقييمية لربامج التنمية االقتصادية يف اجلزائر للفرتة (‪ ،)2014-2001‬جملة‬
‫االقتصاد واالحصائيات التطبيقية‪ ،) Revue d'économie et de statistique appliquée( ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد‬
‫‪ ، 2‬املدرسة الوطنية العليا لالحصاء واالقتصاد التطبيقي‪2016 ،‬‬
‫‪ -65‬بيلياان سيسني سني‪ ،‬جامعة ديالوير الو م أ‪ ،‬مقال منشور على الرابط‪:‬‬
‫‪ www.un.org/ar/chronicle/article/20291‬اتريخ االطالع ‪2019/05/25 :‬‬

‫‪269‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -66‬تومي حسينة قديرة ‪ ،‬املواصفة الدولية ‪ ISO 18000‬يف املؤسسة الصناعية كبعد اسرتاتيجي لتحقيق‬
‫التنمية املستدامة ‪ ،‬جملة احلقوق والعلوم االنسانية ‪ ،‬دراسات إقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 37‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ -67‬محزة لفقري ‪ ،‬دور التكوين يف دعم الروح املقاوالتية لدى األفراد ‪ ،‬جملة االقتصاد اجلديد ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 1‬العدد‬
‫‪ ، 12‬برج بوعريريج ‪ ،‬اجلزائر ‪2015 ،‬‬
‫‪ -68‬خالد فاروق‪ ،‬رايدة األعمال اجملتمعية بني نظرية احللول و إمكانية التطبيق‪ ،‬مقال منشور على املوقع‪:‬‬
‫‪ ، www.khaledfarouk.com‬اتريخ االطالع ‪2018/01/25 :‬‬
‫‪ -69‬دبيش أمحد‪ ،‬أسس وحمددات التنمية وحمددات القدرة على االمناء ابلدول النامية ‪ ،‬جملة علوم االقتصاد‬
‫والتسيري والتجارة ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ، 03‬اجمللد ‪ 1‬العدد ‪2010 ، 22‬‬
‫‪ -70‬دغفل فاطمة وآخرون‪ ،‬الصيغ التمويلية الستثمار أموال صندوق الزكاة اجلزائري ‪ ،‬جملة التنمية واالقتصاد‬
‫التطبيقي – جامعة املسيلة ‪ ،‬العدد ‪2018 ، 4‬التنمية املستدامة ‪ ،‬جملة احلقوق والعلوم االنسانية ‪ ،‬دراسات‬
‫إقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 37‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ - 71‬راشد بن حممد احلمايل و هشام يوسف مصطفى العريب ‪ ،‬واقع ثقافة رايدة األعمال جبامعة حائل وآليات‬
‫تفعيلها من وجهة نظر اهليئة التدريسية‪ ،‬جملة دراسات عربية يف الرتبية وعلم النفس‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أغسطس‬
‫‪400 ، 2016‬‬
‫‪ -72‬رحيم حسني ‪ ،‬تطوير آليات املالية االسالمية التضامنية الداعمة لالستثمار ‪ ،‬منوذج صناديق الوقف‬
‫للمشروعات الصغرى ‪ ،‬جملة الشريعة واالقتصاد ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 4‬العدد ‪8‬‬
‫‪ -73‬زرمان كرمي‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل برانمج اإلنعاش االقتصادي ‪ ،2009-2001‬جملة‬
‫أحباث اقتصادية وادارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،7‬جوان ‪2010‬‬
‫‪ -74‬زكرايء مسعودي‪ ،‬تقييم أداء برامج تعميق االصالحات االقتصادية ابجلزائر من خالل املربع السحري‬
‫لكالدور دراسة للفرتة ‪ ،2016-2001‬اجمللة اجلزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد‪،6‬جوان ‪2017‬‬
‫‪ -75‬زكرايء مطلك الدوري ‪ ،‬اهلدم اخلالق وإمكانية اعتماده كنموذج إبداعي يف املنظمات العربية ‪ ،‬جملة العلوم‬
‫اإلقتصادية اإلدارية ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ ، 51‬جامعة بغداد ‪2008 ،‬‬
‫‪ -76‬زكية مقري وشوقي مانع‪ ،‬أمهية املسؤولية اجملتمعية يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة ودورها يف حتقيق‬
‫التنمية املستدامة (دراسة ميدانية لعينة من م‪.‬ص‪.‬م بوالية ابتنة)‪،‬جملة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،15‬جامعة ورقلة ‪2015‬‬
‫‪ -77‬سامية ابريعم و زينب قريوة ‪ ،‬املقاوالتية ومشاريع االستثمار السياحي يف الصحراء وفق معايري احلوكمة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬جملة اقتصادايت املال واألعمال ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬املركز اجلامعي ميلة‪ ،‬اجلزائر‪ ، 2017 ،‬ص ‪237‬‬

‫‪270‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -78‬سناء عبد الرحيم سعيد‪ ،‬عبد الرضا انصر الباوي‪ ،‬الدور االسرتاتيجي للمسؤولية االجتماعية الشاملة يف‬
‫حتقيق امليزة التنافسية املستدامة – دراسة حالة يف الشركة العامة لصناعة األمسدة اجلنوبية‪ ،‬جملة االدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 83‬جامعة بغداد ‪2010‬‬
‫‪ -79‬سهيلة حسيب‪ ،‬مجال لطرش‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر بني الواقع والتحدايت‪ ،‬جملة مناء لالقتصاد‬
‫والتجارة‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اجمللد رقم ‪ 2‬عدد خاص‪ ،‬أفريل ‪2018‬‬
‫‪ -80‬طارق قندوز ‪ ،‬ابراهيم بلحيمر ‪ ،‬السعيد قامسي‪ ،‬االقتصاد اجلزائري حتت رمحة اثلوث الفساد والتضخم‬
‫والبطالة‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لالقتصاد واملالية‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬سبتمرب ‪ ، 2015‬جامعة حيي فارس املدية اجلزائر‬
‫‪ -81‬عبد احلكيم بزاوية و عبد هللا بن منصور‪ ،‬جتربة صندوق الزكاة اجلزائري كآلية لبعث املشاريع املصغرة‪ ،‬جملة‬
‫(‪ ،)Les Cahier du MECAS‬العدد ‪ ، 8‬ديسمرب ‪2012‬‬
‫‪ -82‬عبد الرزاق موالي خلضر و بوزيد سايح‪ ،‬دور االقتصاد االسالمي يف تعزيز مبادئ املسؤولية االجتماعية‬
‫للشركات‪ ،‬جملة الواحات للبحوث والدراسات ‪ ،‬العدد ‪ ، )2011( 12‬جامعة غرداية‬
‫‪-83‬عبد الوهاب بوكروح‪ ،‬التويزة لتخليص اجلزائريني من الفقر وانشطون يطالبون برتقية املقاولة االجتماعية‪،‬‬
‫مقال منشور على الرابط‪،www.echoroukonline.com/ara/articles/133601 :‬اتريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2018/01/25‬‬
‫‪ -84‬عدمان حممد‪ ،‬البعد الثقايف كمدخل العتماد مبادئ التنمية املستدامة واملسؤولية البيئية واالجتماعية‪ ،‬جملة‬
‫االصالحات االقتصادية واالندماج يف االقتصاد العاملي‪ ،‬املدرسة العليا للتجارة اجلزائر‪ ،‬حجم ‪ 11‬العدد ‪، 21‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪ -85‬عقون شراف وآخرون‪ ،‬التنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل الربامج التنموية (‪ ،)2019-2001‬جملة‬
‫مناء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬جامعة جيجل ‪ ،‬اجمللد رقم ‪ ، 2‬عدد خاص‪ ،‬أفريل ‪2018‬‬
‫‪ -86‬علي بن حكوم‪ ،‬تنمية املوارد البشرية يف املنظمة‪ ،‬مفهومها وأبعادها‪ ،‬جملة تنمية املوارد البشرية للدراسات‬
‫واألحباث ‪ ،‬املركز الدميقراطي العريب‪ -‬برلني أملانيا ‪ ،‬العدد األول‪2018 ،‬‬
‫‪ - 87‬علي بن حكوم‪ ،‬عبد اجمليد بدري ‪ ،‬مسامهة املسؤولية االجتماعية للمنظمات يف التنمية املستدامة –‬
‫غرداية ‪ ،‬جملة جماميع املعرفة‪ ،‬اجمللد ‪ 5‬عدد ‪ ، 2‬املركز‬ ‫‪ALFA PIPE‬‬ ‫دراسة حالة مؤسسة صناعة األانبيب‬
‫اجلامعي تيندوف‪2019 ،‬‬
‫‪ -88‬عمر صخري‪ ،‬عبادي فاطمة الزهراء ‪ ،‬دور الدولة يف دعم تطبيق نظم إدارة البيئة لتحسني أداء املؤسسات‬
‫االقتصادية – دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬جامعة قاصدي مرابح ورقلة ‪2012 ،‬‬

‫‪271‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -89‬عيسى جنيمي وآخرون‪ ،‬خدمة التنمية املستدامة يف اجلزائر ‪ :‬اجلهود واالسرتاتيجيات‪ ،‬جملة مناء لالقتصاد‬
‫والتجارة‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬اجمللد رقم ‪ ،1‬عدد خاص‪ ،‬أفريل ‪2018‬‬
‫‪ -90‬فقيقي سعاد و صديقي أمحد‪ ،‬الصناديق االستثمارية الوقفية كآلية الستثمار أموال الوقف ‪ ،‬جملة االقتصاد‬
‫وإدارة األعمال ‪ ،‬اجمللد ‪ 2‬العدد ‪2018 ،6‬‬
‫‪ -91‬قامسي السعيد‪ ،‬عربية سلوى‪ ،‬بلعيد وريدة‪ ،‬املسؤولية االجتماعية كخيار فعال الستدامة املؤسسات‬
‫الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر ‪ ،‬جملة اقتصادايت املال و األعمال ‪2017 ،‬‬
‫‪ -92‬قحام وهيبة وجامعي سارة‪ ،‬املقاوالتية املستدامة يف تونس‪ -‬جهود وحتدايت‪ ،‬جملة اقتصادايت املال‬
‫واألعمال ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬املركز اجلامعي عبد احلفيظ بوالصوف ‪ -‬ميلة ‪2017 ،‬‬
‫‪-93‬كرابيل بغداد ومحداين حممد ‪ ،‬اسرتاتيجيات وسياسات التنمية املستدامة يف ظل التحوالت االقتصادية‬
‫والتكنولوجية يف اجلزائر ‪ ،‬جملة علوم انسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 45‬جانفي ‪2010‬‬
‫‪ -94‬ماجدة أمحد أبو زنط و عثمان حممد غنيم ‪ ،‬التنمية املستدامة من منظور الثقافة العربية االسالمية ‪ ،‬جملة‬
‫دراسات العلوم االدارية ‪ ،‬اجلامعة األردنية عمان ‪ ،‬اجمللد ‪ ،36‬العدد ‪2009 ، 1‬‬
‫‪ -95‬حممد جابر عباس حممد ‪ ،‬رايدة األعمال االجتماعية كاحد اآلليات املبتكرة لتحقيق التنمية املستدامة‬
‫ابجملتمعات احمللية‪ ،‬دراسة مطبقة على رواد األعمال االجتماعية مبدينة "أسوان"‪ ،‬جملة اخلدمة االجتماعية‪،‬‬
‫اجلمعية املصرية لألخصائيني االجتماعيني ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 6‬العدد ‪57‬‬
‫‪ -96‬معاذ مجايعي‪ ،‬االقتصاد التضامين واالجتماعي‪ :‬احلدود واآلفاق‪ ،‬مركز الدراسات االسرتاتيجية‬
‫والديبلوماسية ‪ ،‬تونس‪ ،‬مارس ‪ ،2019‬مقال منشور على الرابط ‪ ،www.csds-center.com :‬اتريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2019/12/14‬‬
‫‪ -97‬نبيل بوفليح‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي يف اجلزائر يف الفرتة (‪ ،)2010-2000‬جملة‬
‫األكادميية للدراسات االجتماعية االنسانية‪ ،‬العدد ‪ ، 9‬جامعة الشلف ‪2013 ،‬‬
‫‪ -98‬جناة شاديل ‪ ،‬املقاوالتية املستدامة ‪ :‬آلية لتمكني الفرد املبادر املسامهة يف حتقيق التنمية املستدامة ‪ ،‬جملة‬
‫التنمية وادارة املوارد البشرية‪ ،،‬اجمللد ‪ ،4‬العدد ‪ ،8‬جامعة البليدة ‪2017 ،3‬‬
‫‪ -‬املؤمترات وامللتقيات ‪:‬‬
‫‪ -99‬براهيمي نوال‪ ،‬السريورة املقاوالتية‪ :‬من توليد األفكار إىل خمطط األعمال‪ ،‬األايم العلمية الدولية الثالثة‬
‫حول املقاوالتية‪ ،‬فرص وحدود خمطط األعمال‪ :‬الفكرة اإلعداد والتنفيذ‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة ‪ ،‬أايم‬
‫‪ 19/18/17‬أفريل ‪2012‬‬

‫‪272‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -100‬بلعيد حياة و دويل سعاد‪ ،‬صندوق الزكاة اجلزائري كأداة مكملة للصناعة املالية االسالمية – الصندوق‬
‫القطري كنموذج للنجاح‪ ،‬حبث مقدم إىل املؤمتر الدويل حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار واهلندسة املالية‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 5‬و‪ 6‬ماي ‪2014‬‬
‫‪ -101‬حرفوش سهام‪ ،‬صحراوي اميان وبوابية ذهبية رمية‪ ،‬اإلطار النظري للتنمية املستدامة ومؤشرات‬
‫استخدامها‪ ،‬مداخلة مقدمة للمؤمتر املوسوم بـ‪ :‬التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس سطيف‪ ،‬يومي ‪ 07‬و‪2008/04/08‬‬
‫‪ -102‬ساملي رشيد‪ ،‬عزي هاجر‪ ،‬واقع وآفاق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة للمشاركة يف امللتقى‬
‫العلمي اخلامس حول‪ :‬اسرتاتيجيات الطاقة املتجددة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة‪-‬دراسة جتارب بعض‬
‫الدول‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فريل ‪ ، 2018‬جامعة البليدة ‪2‬‬
‫‪ -103‬سحر قدوري الرفاعي‪ ،‬التنمية املستدامة مع تركيز خاص على اإلدارة البيئية – حالة العراق‪ -‬أوراق‬
‫عمل املؤمتر العريب اخلامس لإلدارة البيئية املنعقد يف سبتمرب ‪ 2006‬بتونس‪ ،‬املنظمة العربية لإلدارة – جامعة‬
‫الدول العربية‪2007 ،‬‬
‫‪ -104‬مسر سليمان الطراونة‪ ،‬أكثم عبد اجمليد الصرايرة ‪ ،‬واقع اهلدم اخلالق يف املنظمات العربية‪ ،‬الرؤية للقياس‬
‫والتطوير االستكشايف كمدخل عمليايت‪ ،‬حبث مقدم للمؤمتر العلمي الدويل‪ :‬عوملة اإلدارة يف عصر املعرفة ‪،‬‬
‫‪ 17-15‬ديسمرب ‪ ، 2012‬جامعة اجلنان ‪ ،‬طربلس لبنان‬
‫‪ -105‬صاحل السحيباين‪" ،‬املسؤولية االجتماعية ودورها يف مشاركة القطاع اخلاص يف التنمية"‪ ،‬حالة تطبيقية‬
‫على اململكة العربية السعودية‪ ،‬املؤمتر الدويل حول"القطاع اخلاص يف التنمية‪ :‬تقييم واستشراف‪ ،‬بريوت لبنان‪،‬‬
‫‪ 25-23‬مارس‪2009‬‬
‫‪ -106‬عبد املؤمن بن علي و رحيمة بوصبيع صاحل‪ ،‬آليات دعم ومتويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الوطين حول اشكالية استدامة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬جامعة‬
‫الوادي‪ ،‬يومي ‪ 06‬و‪ 07‬ديسمرب ‪2017‬‬
‫‪ -107‬علي بن حكوم‪ ،‬السياحة الصحراوية يف اجلزائر بني املقومات واملعوقات – دراسة حالة‪ ،‬ورقة حبثية‬
‫مقدمة للملتقى الدويل األول حول‪ :‬اإلستثمار يف السياحة الصحراوية ورهان تثمني املوارد االقتصادية للجماعات‬
‫احمللية ‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬أايم ‪ 4 ،3 :‬و‪ 5‬ديسمرب ‪2018‬‬

‫‪273‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -108‬علي بن حكوم و عبد اجمليد بدري‪ ،‬املقاوالتية االجتماعية كآلية للتنمية والتغيري االجتماعي‪ ،‬ورقة حبثية‬
‫مقدمة للمؤمتر الدويل حول‪ :‬اجملتمعات العربية من فلسفة التغيري إىل واقع التنمية – مقارابت عابرة للتخصصات‬
‫يف متغري التعليم ‪ ،-‬املنستري تونس‪ ،‬من ‪ 26‬إىل ‪ 29‬أوت ‪2019‬‬
‫‪ -109‬عمر شريف وبومدين بروال‪ ،‬املسؤولية االجتماعية كدافع لتبين سياسة بيئية مسؤولة من طرف منظمات‬
‫األعمال‪ ،‬ورقة علمية مقدمة للملتقى الدويل الثالث حول ‪ :‬منظمات األعمال واملسؤولية االجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫بشار‪ ،‬يومي ‪ 14‬و‪ 15‬فيفري ‪2012‬‬
‫‪ -110‬حممد القواق‪ ،‬دور تفعيل املسؤولية االجتماعية للمقاوالت الصغرى واملتوسطة يف حتقيق التنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬امللتقى الدويل الثاين عشر حول ‪ :‬دور املسؤولية االجتماعية للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يف تدعيم‬
‫اسرتاتيجية التنمية املستدامة‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪ 14‬و‪ 15‬نوفمرب ‪2016‬‬
‫‪ -111‬حممد اهلادي مباركي ‪ ،‬املؤسسة املصغرة ودورها يف التنمية‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الوطين األول حول ‪:‬‬
‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة ودورها يف التنمية ‪ ،‬جامعة عمار ثليجي األغواط‪ 8 ،‬و‪ 9‬أفريل ‪2002‬‬
‫‪ -112‬مراد امساعيل وشلغاف بن عمر ‪ ،‬أمهية خمطط األعمال التسويقي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬األايم‬
‫العلمية الدولية الثالثة حول املقاوالتية فرص وحدود خمطط األعمال‪ ،‬الفكرة االعداد و التنفيذ ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪،‬‬
‫أايم ‪ 19/18/17‬أفريل ‪2012‬‬
‫‪ -113‬معمر قرية و رشا بن حلبيب‪ ،‬العوامل املسامهة يف حتقيق االستدامة للمشاريع الصغرية‪ ،‬مداخلة مقدمة‬
‫للملتقى الوطين حول اشكالية استدامة املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬جامعة الشهيد محه خلضر الوادي‪ ،‬يومي‬
‫‪ 06‬و‪ 07‬ديسمرب ‪2017‬‬
‫‪ -114‬لطرش الطاهر‪ ،‬خمطط األعمال – عناصره األساسية وحدود أمهيته يف مسار انشاء املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬مداخلة ضمن األايم العلمية الدولية الثالثة حول املقاوالتية فرص وحدود خمطط األعمال‪،‬‬
‫الفكرة االعداد و التنفيذ ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬أايم ‪ 19/18/17‬أفريل ‪2012‬‬
‫‪ -115‬منظمة العمل العربية ‪ ،‬دور االقتصاد االجتماعي والتضامين "التعاونيات" يف زايدة فرص التشغيل ‪ ،‬البند‬
‫التاسع ‪ ،‬مؤمتر العمل العريب الدورة ‪ 43‬القاهرة ‪ 17-10 ،‬أبريل ‪2016‬‬
‫‪ -‬حماضرات ومنشورات ‪:‬‬
‫‪ -116‬اإلطار اإلسرتشادي العريب لدعم تنفيذ خطة التنمية املستدامة ‪ ،2030‬إدارة التنمية املستدامة والتعاون‬
‫الدويل‪ ،‬جامعة الدول العربية‪2017 ،‬‬

‫‪274‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -117‬خالد رجم‪ ،‬حماضرات مقياس اسرتاتيجية املؤسسة‪ ،‬مستوى سنة اثنية منامجنت‪ ،‬معهد العلوم والتقنيات‬
‫التطبيقية‪ ،‬جامعة ورقلة ‪2017/2016‬‬
‫‪ -118‬سليمان بلعور‪ ،‬مقياس التخطيط االسرتاتيجي‪ ،‬حماضرات ملقاة على طلبة السنة أوىل ماسرت إدارة‬
‫أعمال اسرتاتيجية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة غرداية ‪2016/2015 ،‬‬
‫‪ -119‬علي حممد خضر‪ ،‬أسس دراسة اجلدوى للمشروعات االستثمارية الزراعية‪ ،‬منشورات جامعة عمر‬
‫املختار طرابلس ليبيا‪1996 ،‬‬
‫‪ -120‬حممد فالق‪ ،‬املسؤولية االجتماعية ملنظمات األعمال‪ ،‬حماضرة ألقيت ابجلامعة العاملية‪ -‬ماليزاي ‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪2016/03/11 :‬‬
‫‪ - 121‬نور الدين جوادي‪ ،‬التنمية االقتصادية يف اجلزائر ‪ -‬مكامن العجز وآليات االقالع ‪ ،‬حماضرة ملقاة يف‬
‫يوم دراسي حول ‪ :‬التنمية االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬جامعة الشهيد محة خلضر الوادي‪ ،‬يوم ‪2017/04/25 :‬‬
‫‪ -122‬يوسف سعادة وحممد اجليوسي‪ ،‬املبادرات واملشاريع الشبابية‪ :‬طريقك للرايدة اجملتمعية‪ ،‬سلسة أدلة‬
‫منظومة العمل الشبايب العريب ‪ ،‬دون ذكر سنة النشر‬
‫‪ -‬القرارات و التقارير ‪:‬‬
‫‪ -123‬التقرير العاملي لرصد التعليم‪ ،‬منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة (اليونسكو)‪ ،‬منشورات‬
‫اليونسكو‪2018 ،‬‬
‫‪ -124‬تقرير اجلمعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬البندان ‪ 13‬أ و‪ 115‬من جدول األعمال‪ ،‬الدورة ‪ ،69‬بتاريخ ‪:‬‬
‫‪ ،2014/12/04‬منشور على الرابط‪ ،https://undocs.org/ar/A/69/700 :‬اتريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2019/06/14‬‬
‫‪ -125‬تقرير اجمللس االقتصادي واالجتماعي والبيئي للملكة املغربية حول موضوع " االقتصاد االجتماعي‬
‫والتضامين رافعة لنمو مدمج"‪2015 ،‬‬
‫‪ -126‬تقرير اجمللس الوطين واالجتماعي حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية للجزائر خالل السداسي الثاين‬
‫من سنة ‪2001‬‬
‫‪ -127‬تقرير املنتدى العريب للتنمية املستدامة لعام ‪" ، 2018‬املوارد الطبيعية واألجيال املقبلة والصاحل العام"‪،‬‬
‫بيت األمم املتحدة‪ ،‬بريوت ‪ 26-24 ،‬أفريل ‪2018‬‬
‫‪ -128‬تقرير مجعية األمم املتحدة للبيئة التابعة لربانمج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدورة الثانية‪ ،‬نريويب ‪27-23‬‬
‫ماي ‪ ،2016‬البند ‪ 7‬من جدول األعمال املؤقت‬

‫‪275‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫ اللجنة االقتصادية‬،14000 ‫ عن بداايت تطبيق نظام اإلدارة البيئية ايزو‬،‫ تقرير منظمة األمم املتحدة‬-129
1999 ،‫ نيويورك‬،‫واالجتماعية لغريب آسيا‬
،‫ أبو ضيب ونيويورك‬،2019 ‫ تقرير مؤشر ولوحات متابعة أهداف التنمية املستدامة للمنطقة العربية لعام‬-130
‫ أكادميية اإلمارات الدبلوماسية وشبكة األمم‬/‫مركز التميز التابع ألهداف التنمية املستدامة يف املنطقة العربية‬
2019 ‫ نوفمرب‬،‫املتحدة حللول التنمية املستدامة‬
‫ الوثيقة اخلتامية‬،2015 ‫ سبتمرب‬25 :‫ املؤرخ يف‬A/RES/70/1 ‫ قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة‬-131
2015 ‫ملؤمتر قمة األمم املتحدة العتماد خطة التنمية ملا بعد عام‬
‫ اجلمعية العامة ملنظمة األمم املتحدة‬، A/RES/71/313 : ‫ قرار رقم‬-132
: ‫* مراجع ابللغة األجنبية‬
: ‫ الكتب‬-
133- A. FUSTIK, La responsabilité sociale d entreprise est une richesse et de performance
pour les PME, Livre blanc, Edite par L agence Lucie et L IFEC, 2012
134 - Alain Chauveau & Jean Jacques Rose, L entreprise responsable , edition d
organisation , paris , France , 2003
135- David Gibbon , The Grameen Reader , 2nd ed , Dhaka : Grameen Bank , 1994

136- Drucker Peter, Les entrepreneur, traduit de l américain par Hoffman patrice , édition
jean , Claude lattes, 1985
137- Frederic Lery, Les Stratégies de L entreprise , 2 ed, Ed Dunod, France, 2004
138- Filipe Santos and other , The social Entrepreneur s Guide To Changing The World
from inspirational vision to successful impact venture , Social Business School , Portugal
139- J.Ernult, A.Ashta, Développement durable, responsabilité sociétale de l entreprise ,
théorie des parties prenantes : évolution et perspectives, groupe ESC Dijon Bourgogne, 2007
140- Marie Claude Smouts, Le developement durable , editions armand colin , France , 2005
141- Michel Coster , Entrepreneuriat , Pearson éducation , paris , France , 2009
142- Nathalie Costa , Gestion du développement durable en entreprise , Ellipses Edition
Marketing S.A , Paris , 2008
143- Nicholls Alex , Social Entrepreneurship , New Models of Sustainable Social Change ,
Oxford University Press , USA , 2006
144- P.Vernimmen , Finance d entreprise , 5 eme edition , Dalloz, Paris , 2002
145- Richaed Daft, Organization , Theory and Design, 8 th ED , Thomson South-Western,
USA, 2004
146- Robert Hisrich, Michael Peters and Dean , ENTREPRENEURSHIP,7th edition,
McGraw-Hill Education, New York
147- Sammut S , Messeghem K, L entrepreneuriat , edition EMS, Paris , 2011
148- Thierry verstraete et Bertrand saporta , création d entreprise et entrepreneuriat , les
édition de l ADREG , janvier 2006

276
‫قائمة املراجع‬
149- Teresa chahine ، Introduction to Social Entrepreneurship ، CRC Press (May 2016)
: ‫ األطروحات والرسائل اجلامعية‬-
150- A. Fercoq , contribution a la modélisation de l intégration Lean green appliquée au
management des déchets, pour une performance équilibre (économique, environnementale,
sociale) , thèse de doctorat , Ecole Nationale Supérieur Arts et Métiers Paris , 2014
151- Aziz Bouslikhhane, Enseignement de l entrepreneuriat : pour un regard paradigmatique
autour du processus entrepreneurial, Thèse de doctorat en science de gestion , Université de
Nancy 2, 2011
152 - Azzedine Tounès:" L'intention entrepreneuriales ; une recherche comparative entre des
étudiants suivant des des formations en entrepreneuriat (bac+5) et des étudiants en DESS
CAAE", Thèse pour le Doctorat ès sciences de gestion (France : université de Rouen, 2003)
153- J.GUY , L intégration de la RSE par les organisation d économie sociale du secteur
des services financiers, mémoire maitrise en administration des affaires , université du
Québec Montréal , 2009
154- Mory Siomy , developement des compétences des leaders en promotion de la culture
entrepreneuriale et de l entrepreneurship : le cas de rendez vous entrepreneuriat de la
francophone, Thèse de doctorat en philosophie , Université Laval , Québec , 2007
155-Vapo Magloire Nguessan, L entrepreneuriat et la recherche d opportunité le processus
de développement d une idée d affaires , mémoire de magistère , Québec , 2006
: ‫ املقاالت والبحوث‬-
156- Alain Lapointe & Corinne Gendron , La responsabilité sociale d entreprise dans la
PME : option marginale ou enjeu vital ? , Les cahiers de la chaire – collection recherche , N°
6 , 2005
157- Anne Peeters, La responsabilité sociale des entreprises dans les PME, Revue des
document publics et prives de nature non académique, Observation social européen (OSE),
2006
157- Bhushan Y.K , Sustainable Entrepreneurship –Case studies of Indian SME, 11 th
International Entrepreneurship froum Kuala Lumpur, Malaysia , 2012
158- Duncan Levinshon, Ethel Brundin, Opportunities for a renewed conceptualization of
entrepreneurial sustainability in SME , a literature review , Jonkoping International Business
School , ICSB, 2011
159- Filipe M , Santos , A Positive Theory Of Social Entrepreneurship , Faculty & Research
Working Paper , Social Innovation Centre , INSEAD, Fontainebleau France, 2009
160- Filipe M , Santos , A Positive Theory Of Social Entrepreneurship , Journal Of Business
Ethics ,voulume 111, Issue 3, 2012
161- Frank Robert , A theory of moral sentiments ,In J.J. Mansbridge (ED), Beyond self-
interest, University of Chicago Press, 1990
162- F. Taoukif , Analyse perceptuelle des déterminants de l engagement sociétal des
entreprises marocaines labellisées RSE : de la performance au développement durable – cas
du Maroc , Université Moulay Ismail / sud Toulon van , Meknès , 2014
163- Izaidin Abd elmadjid , Wei-loon Koe , Sustainable Entrepreneurship: A revised model
based on triple botton line (TBL) , International Journal of Academic Research in Business
and Social Science , Vol 2 , N 6 , HRMARSExploring Intellectual Capital , 2012

277
‫قائمة املراجع‬
164 - Kathrin L ، Susan M ، Dominik R ، Social Innovation :Expert Opinion on the Status
Quo and Future Directions ،Editor (World Vision Center for Social Innovation) Institute for
Tranfomation in Business and Sociiety . EBS University of Business and Law . Germany
April 2013
165- Lavoisur , le dévelopement durable , revue française de gestion, n : 152 , hermès , 2004
166- Mair. J & Marti, Social entrepreneurship : What are we talking about? A framework for
future research, Working Paper, IESE Business School, University of Navarra Spain, 2004
167- Michel Coster, Entrepreneur et entrepreneuriat, Actes de la Journée du 06 Juin 2002 ,
Organisées par E M Lyon, Eclly Cadres et Entrepreneuriat, Mythes et Réalités, Les Cahier
de Cadres 2003
168- Nathalie Ferreira & Blandine Laperche, PME Socialement Responsables, Etude de cas,
Cahiers du lab, N° 162, Laboratoire de recherche sur l industrie et Innovation, Universite du
Littoral Cote d Opale , 2007
169- Olivier Godard , L entreprise economique du developement durable – enjeux et
politiques de l environnement – cahiers francais , n° 306 , France
170- Roger L , Martin and Sally Osberg, Social Entrepreneurship : The case for definition ,
Stanford Social Innovation Review , Leland Stanford Jr, Uniiversity Spring , 2007
171- Rosa Anthony et autre, Guide pratique du développement durable , AFNOR , 2005
172- Samer Abu-Saifan، Social Entrepreneurship: Definition and Boundaries، Technology
Innovation Management Review .February 2012
173- Surinder Batra , Sustainable Entrepreneurship and Knowledge based development , 11
th International Entrepreneurship froum Kuala Lumpur, Malaysia , 2012
174- Thierry Verstraete et alain Fayolle, Paradigmes et l entrepreneuriat, revue de l
entrepreneuriat , vol 4 , n 1, 2005
175- Westely F, Antadze N, Making a Difference : Strategies for Scaling Social Innovatin,
2010
176- Wickham P.A , Strategic entrepreurship : Pearson Education , factors influencing
entrepreneurial intention of Chinese secondary school students : an empirical study , Asia
pacific education review , 17(4) , 2006
177- Young Social Entrepreneurship Manual, social SME Academy, Business with purpose,
Project n 2017-2-uk01-ka205-037097
: ‫ املؤمترات وامللتقيات‬-
178- Anders Abrahamsson, Researching Sustainopreneurship conditions, concept,
approaches, arenas and questions , International Sustainable Development Research
Conference, Malardalens Hogskola , Vasteras , 2007
179- Eric Michael laviolette et Christophe loue , Les compétences entrepreuriales ;
définition et construction d un référentiel , le 8eme congres international francophone et
PME : l internationalisation des PME et ses conséquences sur les stratégies entrepreneuriales
25 , 26 , 27 octobre 2006 , Haute ecole de gestion (HEC) Fribourg , Suisse
180- Johanna Mair and Ignasi Marti, Social Entrepreneurship Research : A source of
explanation, prediction and delight , IESE Business School Universidad de Navarra,
Barcelona, working paper n° 546 March 2004
: ‫ التقارير‬-

278
‫قائمة املراجع‬
181- Haut conseil de la coopération internationale , développement durable et solidarité
internationale enjeux, bonnes pratiques, propositions pour un développement durable du sud
et du nord, paris France , juin 2006, p 15
: ‫ مواقع الكرتونية‬-
www.researchgate.net & https://scholar.google.com : ‫ موقع الباحث العلمي‬-182
www.el-massa.com : ‫ موقع جريدة املساء‬-183
www.transparency.org : ‫ موقع منظمة الشفافية الدولية‬-184
www.albankaldawli.org : ‫ موقع جمموعة البنك الدويل‬-185
http://www.ons.dz : ‫ موقع الديوان الوطين لإلحصائيات‬-186
www.ar.knoema.com/atlas : ‫ موقع أطلس بياانت العامل‬-187
: ‫ روابط متعلقة مبنظمة األمم املتحدة‬-188
www.un.org/ar/events/coopsyear/about.shtml
http://www.sesric.org/event-detail-ar.php?id=691
academicimpact.un.org/ar/content

www.ilo.org : ‫الدويل‬ ‫ موقع منظمة العمل‬-189


/https://www.mtess.gov.dz/ar : ‫اجلزائرية‬ ‫ موقع وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‬-190
www.aa.com :‫ موقع وكالة األانضول‬-191
www.ashoka.org : ‫ موقع مؤسسة أشوكا الوطن العريب‬-192
http://www.aps.dz : ‫اجلزائرية‬ ‫ موقع وكالة األنباء‬-193
: ‫ موقع املركز اجلزائري لرايدة األعمال االجتماعية‬-194
https://www.facebook.com/AlgerianCenterForSocialEntrepreneurship
: ‫ روابط أخرى‬-195
www.animaweb.org/sites/default/files/emi-social-entrepreneurship-guide.pdf
https://www.cbd.int/development/doc/biodiversity-2030-agenda-technical-note-ar.pdf
SPSS ‫ خمرجات برانمج‬-196

279
‫المالحــــــــــــــــــــــــق‬
‫املالحق‬

‫ملحق رقم ‪ : 01‬مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت االقتصادية ‪2030‬‬
‫املؤشرات االقتصادية‬ ‫األهداف والغاايت من خطة التنمية املستدامة لعام ‪2030‬‬
‫اهلدف ‪ : 7‬ضمان حصول اجلميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة ‪ 1-1-7‬نسبة السكان املستفيدين من خدمات الكهرابء‬
‫‪ 2-1-7‬نسبة السكان الذين يعتمدون أساسا على الوقود‬ ‫احلديثة املوثوقة و املستدامة‬
‫‪ 1-7‬كفالة حصول اجلميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة احلديثة والتكنولوجيا النظيفني‬
‫‪ 1-2-7‬حصة الطاقة املتجددة يف جمموع االستهالك النهائي‬ ‫املوثوقة‬
‫‪ 2-7‬حتقيق زايدة كبرية يف حصة الطاقات املتجددة يف مزيج الطاقة العاملي للطاقة‬
‫‪ 1-3-7‬كثافة الطاقة اليت تقاس من حيث الطاقة األولية والناتج‬ ‫‪ 3-7‬مضاعفة املعدل العاملي للتحسن يف كفاءة استخدام الطاقة‬
‫‪-7‬أ تعزيز التعاون الدويل من أجل تيسري الوصول إىل حبوث وتكنولوجيا احمللي االمجايل‬
‫‪-7‬أ‪ 1-‬التدفقات املالية الدولية املوجهة للبلدان النامية لدعم‬ ‫الطاقة النظيفة‬
‫‪-7‬ب توسيع نطاق اهلياكل األساسية وحتسني مستوى التكنولوجيا من أجل أنشطة البحث والتطوير يف جماالت الطاقة النظيفة وانتاج الطاقة‬
‫املتجددة‬ ‫تقدمي خدمات الطاقة احلديثة واملستدامة للجميع‬
‫‪-7‬ب‪ 1-‬االستثمار يف جمال كفاء الطاقة كنسبة من الناتج احمللي‬
‫االمجايل ومبلغ االستثمار املباشر األجنيب ‪.‬‬
‫اهلدف ‪ : 8‬تعزيز النمو االقتصادي املطرد والشامل للجميع واملستدام‪ 1-1-8 ،‬معدل النمو السنوي للناتج احمللي االمجايل احلقيقي‬
‫للفرد الواحد‬ ‫العمالة الكاملة واملنتجة‪ ،‬وتوفري العمل الالئق للجميع‬
‫‪ 1-8‬احلفاظ على النمو االقتصادي الفردي وفقا للظروف الوطنية‪ ،‬وخباصة ‪ 1-2-8‬معدل النمو السنوي يف الناتج احمللي االمجايل لكل‬
‫احلفاظ على منو الناتج احملي االمجايل بنسبة ‪ 7‬يف املائة على األقل سنواي يف شخص عامل‬
‫‪ 1-3-8‬نسبة العمالة غري الرمسية يف غري العمالة الزراعية‪ ،‬حبسب‬ ‫أقل البلدان منوا‬
‫‪ 2-8‬حتقيق مستوايت أعلى من االنتاجية االقتصادية من خالل التنويع‪ ،‬اجلنس‬
‫واالرتقاء مبستوى التكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬بطرق تشمل الرتكيز على القطاعات ‪ 1-4-8‬األثر املادي ونصيب الفرد منه ونصيب الناتج احمللي‬
‫االمجايل من األثر املادي‬ ‫املتسمة ابلقيمة املضافة العالية والقطاعات الكثيفة العمالة‬
‫‪ 3-8‬تعزيز السياسات املوجهة حنو التنمية واليت تدعم األنشطة االنتاجية‪ 2-4-8 ،‬االستهالك املادي احمللي ونصيب الفرد منه ونسبة‬
‫االستهالك املادي احمللي إىل الناتج احمللي االمجايل‬ ‫وفرص العمل الالئق‪،‬ومباشرة األعمال احلرة‪،‬والقدرة على االبداع واالبتكار‪،‬‬
‫‪ 1-5-8‬متوسط الدخل يف الساعة للنساء والرجال العاملني‪،‬‬ ‫وتشجع على اضفاء الطابع الرمسي على املشاريع املتناهية الصغر والصغرية‬
‫حبسب الوظيفة‪ ،‬العمر واالشخاص ذوي االعاقة‬ ‫واملتوسطة احلجم‪ ،‬ومنوها‪ ،‬بطرق منها احلصول على اخلدمات املالية‬
‫‪ 2-5-8‬معدل البطالة‪ ،‬حبسب اجلنس والعمر واألشخاص ذوي‬ ‫‪ 4-8‬حتسني الكفاءة يف استخدام املوارد العاملية يف جمال االستهالك‬
‫االعاقة‬ ‫واالنتاج‪ ،‬والسعي إىل فصل النمو االقتصادي عن التدهور البيئي‬
‫‪ 1-6-8‬نسبة الشباب بني ‪ 15‬و ‪ 24‬سنة خارج دائرة التعليم‬ ‫‪ 5-8‬حتقيق العمالة الكاملة واملنتجة وتوفري العمل الالئق جلميع النساء‬
‫والعمالة والتدريب‬ ‫والرجال‪ ،‬مبن فيهم الشباب واألشخاص ذوو االعاقة وتكافؤ األجر لقاء‬
‫‪ 1-7-8‬نسبة وعدد الشباب بني ‪ 5‬و‪ 17‬سنة املنخرطني يف‬ ‫العمل املتكافئ القيمة‬
‫سوق عمل األطفال حبسب اجلنس والعمر‬ ‫‪ 6-8‬احلد بقدر كبري من نسبة الشباب غري امللتحقني ابلعمالة أو التعليم أو‬
‫‪ 1-8-8‬التواتر يف معدالت اصاابت العمل املميتة وغري املميتة‬ ‫التدريب‬
‫‪ 2-8-8‬مستوى امتثال البلدان حلقوق العمل استنادا اىل نصوص‬ ‫‪ 7-8‬اختاذ تدابري فورية وفعالة للقضاء على السخرة‪ ،‬واهناء الرق املعاصر‬
‫منظمة العمل الدولية والتشريعات الوطنية‬ ‫واالجتار ابلبشر‪ ،‬وضمان حضر واستئصال أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬مبا‬
‫‪1-9-8‬الناتج اجمللي االمجايل للسياحة املباشرة كنسبة من جمموع‬ ‫يف ذلك جتنيدهم واستخدامهم كجنود واهناء عمل األطفال بكل أشكاله‬
‫الناتج احمللي االمجايل ومن معدل النمو‬ ‫حبلول عام ‪2025‬‬

‫‪281‬‬
‫املالحق‬

‫‪ 8-8‬محاية حقوق العمل واجياد بيئات عمل توفر السالمة واألمن جلميع ‪ 2-9-8‬نسبة الوظائف يف قطاعات السياحة املستدامة من‬
‫جمموع الوظائف يف قطاع السياحة‬ ‫العمال‬
‫‪ 9-8‬وضع وتنفيذ سياسات هتدف اىل تعزيز السياحة املستدامة اليت توفر ‪ 1-10-8‬عدد فروع املصارف التجارية‪ ،‬عدد أجهزة الصرف‬
‫اآليل لكل ‪ 100000‬شخص ابلغ‬ ‫فرص العمل وتعزز الثقافة واملنتجات احمللية‬
‫‪ 10-8‬تعزيز قدرة املؤسسات املالية احمللية على تشجيع امكانية احلصول على ‪ 2-10-8‬نسبة البالغني ‪ 15‬سنة فأكثر الذين هلم حساب‬
‫مصريف أو حساب يف مؤسسة مالية‬ ‫اخلدمات املالية واملصرفية والتأمني للجميع‬
‫‪-8‬أ‪ 1-‬املعونة املقدمة من أجل االلتزامات واملدفوعات املتصلة‬ ‫‪-8‬أ زايدة دعم املعونة املقدمة من أجل التجارة للبلدان النامية‬
‫‪-8‬ب وضع وتفعيل اسرتاتيجية عاملية لتشغيل الشباب وتنفيذ امليثاق العاملي ابلتجارة‬
‫‪-8‬ب‪ 1-‬وجود اسرتاتيجية وطنية مكتملة وموضوعة قيد التنفيذ‬ ‫لتوفري فرص العمل الصادر عن منظمة العمل الدولية‬
‫تتعلق بتشغيل الشباب‬
‫اهلدف ‪ : 9‬اقامة بىن حتتية قادرة على الصمود‪ ،‬وحتفيز التصنيع الشامل ‪ 1-1-9‬نسبة سكان الريف الذين يعيشون على بعد ‪ 2‬كلم من‬
‫طريق صاحلة لالستعمال يف مجيع الفصول‬ ‫للجميع ‪ ،‬وتشجيع االبتكار‬
‫‪ 1-9‬اقامة هياكل أساسية جيدة النوعية وموثوقة ومستدامة وقادرة على ‪ 2-1-9‬عدد الركاب وحجم الشحنات‪ ،‬حبسب وسيلة النقل‬
‫الصمود لدعم التنمية االقتصادية ورفاه االنسان‪ ،‬مع الرتكيز على سبل ‪ 1-2-9‬القي مة املضافة التصنيعية كنسبة من الناتج احمللي‬
‫االمجايل للفرد‬ ‫استفادة اجلميع منها بتكلفة ميسورة‬
‫‪ 2-9‬تعزيز التصنيع الشامل للجميع واملستدام‪ ،‬وحتقيق زايدة كبرية يف حصة ‪ 2-2-9‬العمالة يف الصناعة التحويلية كنسبة من جمموع العمالة‬
‫الصناعة يف العمالة ويف الناتج احمللي االمجايل‪ ،‬مبا يتماشى مع الظروف ‪ 1-3-9‬نسبة الصناعات الصغرية احلجم من جمموعة القيمة‬
‫املضافة من الصناعات‬ ‫الوطنية‬
‫‪ 2-3-9‬نسبة الصناعات الصغرية احلجم اليت هلا قرض أو خط‬ ‫‪ 3-9‬زايدة حصول املشاريع الصناعية الصغرية احلجم وسائر املشاريع على‬
‫ائتمان‬ ‫اخلدمات املالية‪ ،‬مبا يف ذلك االئتماانت امليسورة التكلفة وادماجها يف‬
‫‪ 1-4-9‬انبعااثت اثين اكسيد الكربون لكل وحدة من القيمة‬ ‫سالسل القيمة واالسواق‬
‫املضافة‬ ‫‪ 4-9‬حتسني اهلياكل االساسية وحتديث الصناعات جلعلها مستدامة مع‬
‫‪ 1-5-9‬االنفاق على البحث والتطوير كنسبة من الناتج احمللي‬ ‫زايدة كفاءة استخدام املوارد وزايدة اعتماد التكنولوجيات والعمليات الصناعية‬
‫االمجايل‬ ‫النظيفة والسليمة بيئيا‬
‫‪ 5-9‬تعزيز البحث العلمي وحتسني القدرات التكنولوجية يف القطاعات ‪ 2-5-9‬العاملون يف جمال البحث لكل مليون نسمة‬
‫الصناعية مبا يف ذلك تشجيع االبتكار وحتقيق زايدة كبرية يف عدد العاملني يف ‪-9‬أ‪ 1-‬جمموع الدعم الدويل إىل اهلياكل األساسية‬
‫‪-9‬ب‪ 1-‬نسبة القيمة املضافة للصناعات التكنولوجية املتوسطة‬ ‫جمال البحث والتطوير وزايدة االنفاق‬
‫‪-9‬أ تيسري انشاء هياكل أساسية مستدامة وقادرة على الصمود يف البلدان واملتقدمة من جمموع القيمة املضافة‬
‫‪-9‬ج‪ 1-‬نسبة السكان املشمولني بشبكة اهلاتف احملمول حبسب‬ ‫النامية بتحسني الدعم املايل التكنولوجي والتقين املقدم هلا‬
‫‪-9‬ب دعم أنشطة التطوير والبحث واالبتكار يف التكنولوجيا احمللية يف التكنولوجيا‬
‫البلدان النامية‪ ،‬بوسائل منها كفالة وجود بيئة مواتية من حيث السياسات‬
‫للتنويع الصناعي واضافة قيمة للسلع االساسية‬
‫‪-9‬ج حتقيق زايدة كبرية يف فرص احلصول على تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت ‪( ،‬شبكة االنرتنت)‬
‫‪ 1-1-12‬عدد البلدان اليت لديها خطط عمل وطنية لالستهالك‬ ‫اهلدف ‪ : 12‬كفالة وجود أمناط استهالك وانتاج مستدامة‬
‫واالنتاج املستدامني أواليت أدجمت تلك اخلطط اخلطط يف سياساهتا‬ ‫‪ 1-12‬تنفيذ الربامج املتعلقة أبمناط االستهالك واالنتاج املستدامة‬
‫الوطنية ابعتبارها أولوية أو غاية‬ ‫‪ 2-12‬حتقيق االدارة املستدامة واالستخدام الكفؤ للموارد الطبيعية‬
‫‪ 3-12‬ختفيض نصيب الفرد من النفاايت الغذائية العاملية على صعيد أماكن ‪ 1-2-12‬األثر املادي‪ ،‬ونصيب الفرد منه‪ ،‬ونصيب الناتج احمللي‬

‫‪282‬‬
‫املالحق‬

‫البيع ابلتجزئة واملستهلكني مبقدار النصف‪ ،‬واحلد من خسائر األغذية يف االمجايل من االثر املادي‬
‫‪ 2-2-12‬االستهالك املادي ونصيب الفرد منه‪ ،‬ونسبة‬ ‫مراحل االنتاج وسالسل االمداد ‪.‬‬
‫‪ 4-12‬حتقيق االدارة السليمة بيئيا للمواد الكيمائية ومجيع النفاايت وفقا االستهالك املادي احمللي اىل الناتج احمللي االمجايل‬
‫‪ 1-3-12‬مؤشر اخلسائر الغذائية العاملية ‪.‬‬ ‫لألطر الدولية املتفق عليها واحلد من اطالقها يف اهلواء واملاء والرتبة‬
‫‪ 5-12‬احلد من انتاج النفاايت من خالل املنع والتخفيض واعادة التدوير ‪ 1-4-12‬عدد األطراف يف االتفاقات البيئية الدولية املتعلقة‬
‫بنفاايت املواد اخلطرة‬ ‫واالستعمال‬
‫‪ 2-4-12‬نصيب الفرد من توليد النفاايت اخلطرة ونسبة‬ ‫‪ 6-12‬تشجيع الشركات على اعتماد ممارسات مستدامة ‪ ،‬وادراج معلومات‬
‫النفاايت اخلطرة املعاجلة‬ ‫االستدامة يف دورة تقدمي تقاريرها‬
‫‪ 1-5-12‬معدل اعادة التدوير على املستوى الوطين‬ ‫‪ 7-12‬تعزيز ممارسات الشراء العمومي املستدامة وفقا للسياسات‬
‫‪ 1-6-12‬عدد الشركات اليت تنشر تقارير تتعلق ابالستدامة‬ ‫واالولوايت الوطنية‬
‫‪ 1-7-12‬عدد البلدان اليت تنفذ السياسات وخطط العمل‬ ‫‪ 8-12‬كفالة أن تتوافر للناس كافة املعلومات ذات الصلة والوعي ابلتنمية‬
‫املتعلقة ابلشراء العمومي املستدام‬ ‫املستدامة وأمناط العيش يف وائم مع الطبيعة‬
‫‪ 1-8-12‬مدى تعميم مراعاة "‪ "1‬تعليم املواطنة العاملية و "‪"2‬‬ ‫‪-12‬أ دعم البلدان النامية لتعزيز قدراهتا العلمية والتكنولوجية للمضي قدما‬
‫التعليم من أجل التنمية املستدامة ‪..‬‬ ‫حنو أمناط استهالك وانتاج أكثر استدامة‬
‫‪-12‬أ‪ 1-‬كمية الدعم املقدم إىل البلدان النامية يف جمايل البحث‬ ‫‪-12‬ب وضع وتنفيذ أدوات لرصد أتثريات السياحة املستدامة اليت توفر‬
‫والتطوير من أجل إرساء أمناط االستهالك واالنتاج املستدامة‬ ‫فرص عمل وتعزز الثقافة واملنتجات احمللية يف التنمية املستدامة‬
‫والتكنولوجيا السليمة بيئيا‬ ‫‪-12‬ج ترشيد اعاانت الوقود االحفوري غري الفعالة اليت تشجع على‬
‫‪-12‬ب‪ 1-‬عدد االسرتاتيجيات أو السياسات وخطط العمل‬ ‫االسراف يف االستهالك بطرق منها اعادة هيكلة الضرائب والتخلص‬
‫املنفذة يف جمال السياحة املستدامة‬ ‫ابلتدريج من االعاانت الضارة‪ ،‬حيثما وجدت‪ ،‬إلظهار آاثرها البيئية‪ ،‬مع‬
‫‪-12‬ج‪ 1-‬مقدار اعاانت الوقود االحفوري لكل وحدة من‬ ‫إيالء االعتبار الكامل لالحتياجات والظروف اخلاصة للبلدان النامية‪،‬‬
‫الناتج احمللي االمجايل (االنتاج واالستهالك) وكنسبة من جمموع‬ ‫والتقليل إىل أدىن حد ممكن من اآلاثر السلبية على منوها على حنو يكفل‬
‫النفقات الوطنية على الوقود االحفوري ‪.‬‬ ‫محاية الفقراء واجملتمعات احمللية املتأثرة ‪.‬‬

‫ملحق رقم ‪ : 02‬مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت االجتماعية ‪2030‬‬
‫املؤشرات االجتماعية‬ ‫األهداف والغاايت من خطة التنمية املستدامة لعام ‪2030‬‬
‫‪ 1-1-1‬نسبة السكان الذين يعيشون دون خط الفقر الدويل ‪،‬‬ ‫اهلدف‪ -1‬القضاء على الفقر جبميع أشكاله يف كل مكان‬
‫‪ 1-1‬القضاء على الفقر املدقع للناس أمجعني أينما كانوا حبلول عام حبسب اجلنس والعمر والوضع الوظيفي واملوقع اجلغرايف (حضري ‪/‬‬
‫‪ 2030‬وهو يقاس حاليا بعدد األشخاص الذين يعيشون أبقل من ‪ 1.25‬ريفي)‬
‫‪ 1-2-1‬نسبة السكان الذين يعيشون دون خط الفقر الوطين ‪،‬‬ ‫دوالر يف اليوم‬
‫‪ 2-1‬ختفيض نسبة الرجال والنساء واألطفال من مجيع األعمار الذين حبسب اجلنس والعمر‬
‫يعانون الفقر جبميع أبعاده وفقا للتعاريف الوطنية مبقدار النصف على األقل ‪ 2-2-1‬نسبة الرجال والنساء واألطفال من مجيع األعمار الذين‬
‫يعانون الفقر جبميع أبعاده‬ ‫‪ ،‬حبلول عام ‪2030‬‬
‫‪3-1‬تنفيذ نظم وطنية مالئمة للحماية االجتماعية وتدابري للجميع ووضع ‪ 3-1-1‬نسبة السكان الذين تشملهم حدود دنيا‪ /‬نظم للحماية‬
‫حدود دنيا هلا‪،‬وحبلول عام ‪،2030‬حتقيق تغطية واسعة للفقراء والضعفاء االجتماعية‪ ،‬حبسب اجلنس وحبسب الفئات السكانية‪ ،‬كاألطفال‪،‬‬
‫‪ 4-1‬كفالة متتع مجيع الرجال والنساء‪ ،‬وال سيما الفقراء والضعفاء منهم والعاطلني عن العمل‪ ،‬واملسنني‪ ،‬واألشخاص ذوي االعاقة‪،‬‬
‫بنفس احلقوق يف احلصول على املوارد االقتصادية‪ ،‬وكذلك حصوهلم على واحلوامل‪ ،‬واألطفال حديثي الوالدة‪ ،‬وضحااي إصاابت العمل‪،‬‬

‫‪283‬‬
‫املالحق‬

‫والفقراء والضعفاء‬ ‫اخلدمات األساسية‪ ،‬وعلى حق امتالك األراضي والتصرف فيها وغري ذلك‬
‫‪ 4-1-1‬نسبة السكان الذين يعيشون يف أسر معيشية ميكنها‬ ‫من احلقوق املتعلقة أبشكال امللكية االخرى‪ ،‬وابملرياث‪ ،‬وابحلصول على‬
‫احلصول على اخلدمات األساسية‬ ‫املوارد الطبيعية‪ ،‬والتكنولوجيا اجلديدة املالئمة‪ ،‬واخلدمات املالية‪ ،‬مبا يف‬
‫‪2-4-1‬نسبة جمموع السكان البالغني الذين لديهم حقوق‬ ‫ذلك التمويل املتناهي الصغر حبلول عام ‪2030‬‬
‫مضمونة حليازة األرض‪،‬و(أ) لديهم مستندات معرتف هبا قانوان‪،‬‬ ‫‪ 5-1‬بناء قدرة الفقراء والفئات الضعيفة على الصمود‪ ،‬احلد من تعرضهم‬
‫و(ب) يعتربون حقوقهم يف األرض مضمونة‪،‬حبسب اجلنس ونوع‬ ‫وأتثرهم ابلظواهر املتطرفة املتصلة ابملناخ وغريها من اهلزات والكوارث‬
‫احليازة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية حبلول عام ‪2030‬‬
‫‪ 1-5-1‬عدد األشخاص املتوفني واملفقودين ومن تضرروا بسبب‬ ‫‪-1‬أكفالة حشد موارد كبرية من مصادر متنوعة بوسائل منها التعاون‬
‫الكوارث من بني ‪ 100000‬شخص‬ ‫االمنائي املعزز‪ ،‬من أجل تزويد البلدان النامية‪ ،‬والسيما أقل البلدان منوا‪ ،‬مبا‬
‫‪ 2-5-1‬اخلسائر االقتصادية اليت تعزى مباشرة إىل الكوارث مقابل‬ ‫يكفيها من الوسائل اليت ميكن التنبؤ هبا من أجل تنفيذ برامج وسياسات‬
‫الناتج احمللي االمجايل العاملي‬ ‫ترمي إىل القضاء على الفقر جبميع أبعاده‬
‫‪ 3-5-1‬عدد البلدان اليت تعتمد وتنفذ اسرتاتيجيات وطنية للحد‬ ‫‪-1‬ب وضع أطر سياساتية سليمة على الصعد الوطنية واالقليمية والدولية‪،‬‬
‫من خماطر الكوارث متاشيا مع إطار سنداي للحد من خماطر‬ ‫استنادا إىل اسرتاتيجيات إمنائية مراعية ملصاحل الفقراء ومراعية للمنظور‬
‫الكوارث للفرتة ‪2030-2015‬‬ ‫اجلنساين‪ ،‬من أجل تسريع وترية االستثمار يف االجراءات الرامية إىل القضاء‬
‫‪ 4-5-1‬نسبة احلكومات احمللية اليت تعتمد وتنفذ اسرتاتيجيات‬ ‫على الفقر‬
‫حملية للحد من خماطر الكوارث متاشيا مع االسرتاتيجيات الوطنية‬
‫للحد من خماطر الكوارث‬
‫‪-1‬أ‪ 1-‬نسبة املوارد املولدة حمليا اليت ختصصها احلكومة مباشرة‬
‫لربامج احلد من الفقر‬
‫‪-1‬أ‪ 2-‬نسبة جمموع االنفاق احلكومي على اخلدمات األساسية‬
‫(التعليم والصحة واحلماية االجتماعية)‬
‫‪-1‬أ‪ 3-‬اجملموع اإلمجايل للمنح والتدفقات الوافدة اليت ال تستتبع‬
‫اقرتاض ديون‪ ،‬واليت ختصص مباشرة لربامج احلد من الفقر حمسواب‬
‫كنسبة من الناتج احمللي االمجايل‬
‫‪-1‬ب‪ 1-‬نسبة االنفاق احلكومي الرأمسايل واملتكرر املخصص‬
‫للقطاعات اليت تفيد املرأة والفقراء والفئات الضعيفة على حنو غري‬
‫متناسب‬
‫اهلدف ‪ -2‬القضاء على اجلوع وتوفري األمن الغذائي والتغذية احملسنة ‪ 1-1-2‬معدل انتشار نقص التغذية‬
‫‪ 2-1-2‬معدل انتشار انعدام األمن الغذائي املتوسط أو الشديد‬ ‫وتعزيز الزراعة املستدامة‬
‫‪ 1-2‬القضاء على اجلوع وكفالة حصول اجلميع‪ ،‬والسيما الفقراء والفئات وسط السكان‪ ،‬استنادا إىل مقياس املعاانة من انعدام األمن الغذائي‬
‫‪ 1-2-2‬معدل انتشار توقف النمو (الطول ابلنسبة للعمر <‪2-‬‬
‫الضعيفة‪ ،‬مبن فيهم الرضع‪ ،‬على مايكفيهم من الغذاء املأمون واملغ َذي‬
‫نقطة من االحنراف املعياري عن متوسط معايري منو الطفل ملنظمة‬ ‫طوال العام ‪ ،‬حبلول عام ‪2030‬‬
‫الصحة العاملية) بني األطفال دون سن اخلامسة‬
‫‪ 2-2‬اهناء مجيع أشكال سوء التغذية‪ ،‬حبلول عام ‪ ، 2030‬مبا يف ذلك‬
‫‪ 2-2-2‬معدل انتشار سوء التغذية (الوزن ابلنسبة للطول >‪2+‬‬
‫حتقيق األهداف املتفق عليها دوليا بشأن توقف النمو واهلزال لدى األطفال‬
‫أو<‪ 2-‬نقطة من االحنراف املعياري عن متوسط معايري منو الطفل‬
‫دون سن اخلامسة‪ ،‬ومعاجلة االحتياجات التغذوية للمراهقات واحلوامل‬
‫ملنظمة الصحة العاملية) بني األطفال دون سن اخلامسة‪ ،‬مصنفني‬ ‫واملراضع وكبار السن‪ ،‬حبلول عام ‪2025‬‬
‫حسب النوع (اهلزال وزايدة الوزن)‬
‫‪ 3-2‬مضاعفة اإلنتاجية الزراعية ودخل صغار منتجي األغذية‪ ،‬والسيما‬
‫النساء وأفراد الشعوب األصلية واملزارعون األسريون والرعاة والصيادون‪ 1-3-2 ،‬حجم االنتاج لكل وحدة عمل حسب فئات حجم‬

‫‪284‬‬
‫املالحق‬

‫املؤسسة الزراعية‪/‬الرعوية‪/‬احلرجية‬ ‫بوسائل تشمل كفالة املساواة يف حصوهلم على األراضي وعلى موارد‬
‫‪ 2-3-2‬متوسط دخل صغار منتجي األغذية‪ ،‬حبسب اجلنس‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬واملدخالت‪ ،‬واملعارف‪ ،‬واخلدمات املالية‪ ،‬وإمكانية وصوهلم إىل‬
‫والوضع من حيث االنتماء إىل الشعوب األصلية‬ ‫األسواق‪ ،‬وحصوهلم على الفرص‪ ،‬لتحقيق قيمة مضافة‪ ،‬وحصوهلم على‬
‫‪ 1-4-2‬نسبة املساحات الزراعية املخصصة للزراعة املنتجة و‬ ‫فرص غري زراعية‪ ،‬حبلول عام ‪2030‬‬
‫املستدامة‬ ‫‪ 4-2‬كفالة وجود نظم إنتاج غذائي مستدامة‪ ،‬وتنفيذ ممارسات زراعية‬
‫‪ 1-5-2‬عدد املوارد اجلينية النباتية واحليوانية لألغذية والزراعة‬ ‫متينة تؤدي إىل زايدة اإلنتاجية و احملاصيل‪ ،‬وتساعد على احلفاظ على‬
‫‪ 2-5-2‬نسبة السالالت احمللية اليت تصنف على أهنا معرضة‬ ‫النظم اإليكولوجية‪ ،‬وتعزز القدرة على التكيف مع تغري املناخ وعلى‬
‫للخطر‪ ،‬أو غري معرضة للخطر‪ ،‬أو تقف عند مستوى غري معروف‬ ‫مواجهة أحوال الطقس الشديدة وحاالت اجلفاف والفياضاانت وغريها من‬
‫خلطر انقراضها‬ ‫الكوارث‪ ،‬وحتسن تدرجييا نوعية األراضي والرتبة‪ ،‬حبلول عام ‪2030‬‬
‫‪-2‬أ‪ 1-‬مؤشر التوجه يف اجملال الزراعي للنفقات احلكومية‬ ‫‪ 5-2‬احلفاظ على التنوع اجليين للبذور و النبااتت املزروعة واحليواانت‬
‫‪-2‬أ‪ 2-‬جمموع التدفقات الرمسية (املساعدة االمنائية الرمسية مضافا‬ ‫املدجنة واألليفة وما يتصل هبا من األنواع الربية‪ ،‬بوسائل تشمل بنوك‬
‫إليها تدفقات رمسية أخرى) إىل القطاع الزراعي‬ ‫البذور والنبااتت املتنوعة اليت تدار إدارة سليمة على الصعد الوطنية‬
‫‪-2‬ب‪ 1-‬إعاانت الصادرات الزراعية‬ ‫واالقليمية والدولية‪ ،‬وكفالة الوصول إليها‪ ،‬وتقاسم املنافع الناشئة عن‬
‫‪-2‬ج‪ 1-‬مؤشر مفارقات أسعار األغذية‬ ‫استخدام املوارد اجلينية وما يتصل هبا من معارف تقليدية بعدل وانصاف‬
‫على النحو املتفق عليه دوليا‪ ،‬حبلول عام ‪2020‬‬
‫‪-2‬أ زايدة االستثمار‪ ،‬بطرق تشمل التعاون الدويل املعزز‪ ،‬يف اهلياكل‬
‫األساسية الريفية‪ ،‬ويف البحوث الزراعية وخدمات اإلرشاد الزراعي‪ ،‬ويف‬
‫تطوير التكنولوجيا وبنوك اجلينات احليوانية والنباتية من أجل تعزيز القدرة‬
‫اإلنتاجية الزراعية يف البلدان النامية ‪ ،‬السيما قي أقل البلدان منوا‬
‫‪-2‬ب منع القيود املفروضة على التجارة وتصحيح التشوهات يف األسواق‬
‫الزراعية العاملية‪ ،‬بطرق تشمل اإللغاء املوازي جلميع أشكال إعاانت‬
‫الصادرات الزراعية‪ ،‬ومجيع تدابري التصدير ذات األثر املماثل‪ ،‬وفقا لتكليف‬
‫جولة الدوحة اإلمنائية‬
‫‪-2‬ج اعتماد تدابري لضمان سالمة أداء أسواق السلع األساسية‬
‫ومشتقاهتا‪ ،‬وتيسري احلصول على املعلومات عن األسواق يف الوقت‬
‫املناسب ‪ ،‬مبا يف ذلك عن االحتياطيات من األغذية‪ ،‬وذلك للمساعدة‬
‫على احلد من شدة تقلب أسعارها‬
‫اهلدف ‪ -3‬ضمان متتع اجلميع أبمناط عيش صحية وابلرفاهية يف مجيع ‪ 1-1-3‬نسبة الوفيات النفاسية‬
‫‪ 2-1-3‬نسبة الوالدات اليت يشرف عليها اخصائيون صحيون‬ ‫األعمار‬
‫‪ 1-3‬خفض النسبة العاملية للوفيات النفاسية إىل أقل من ‪ 70‬حالة لكل مهرة‬
‫‪ 1-2-3‬معدل وفيات األطفال دون سن اخلامسة‬ ‫‪ 100000‬من املواليد األحياء‬
‫‪ 2-2-3‬معدل وفيات املواليد‬
‫‪ 2-3‬إهناء وفيات املواليد واألطفال دون سن اخلامسة اليت ميكن تفاديها‪،‬‬
‫‪ 1-3-3‬عدد االصاابت اجلديدة نقص املناعة البشرية لكل‬ ‫حبلول عام ‪ ، 2030‬بسعي مجيع البلدان إىل بلوغ هدف خفض وفيات‬
‫‪ 1000‬شخص غري مصاب من السكان حبسب اجلنس والعمر‬ ‫املواليد على األقل إىل ‪ 12‬حالة وفاة يف كل ‪ 1000‬مولود حي‪ ،‬وخفض‬
‫والفئات الرئيسية من السكان‬
‫وفيات األطفال دون سن اخلامسة إىل ‪ 25‬حالة وفاة على األقل يف كل‬
‫‪ 2-3-3‬معدل انتشار داء السل لكل ‪ 100000‬شخص‬ ‫‪ 1000‬مولود حي‬
‫‪ 3-3-3‬عدد حاالت االصابة ابملالراي لكل ‪ 1000‬شخص‬ ‫‪ 3-3‬القضاء على أوبئة االيدز والسل واملالراي واألمراض املدارية املهملة‪،‬‬
‫ومكافحة االلتهاب الكبدي الوابئي‪ ،‬وألمراض املنقولة ابملياه‪ ،‬واألمراض ‪ 4-3-3‬عدد اإلصاابت أبمراض االلتهاب الكبدي الوابئي لكل‬

‫‪285‬‬
‫املالحق‬

‫‪ 100000‬من السكان‬ ‫املعدية األخرى حبلول عام ‪2030‬‬


‫‪ 4-3‬خفض الوفيات املبكرة النامجة عن األمراض غري املعدية مبقدار ‪ 5-3-3‬عدد األشخاص الذين يستلزمون تدخالت ملكافحة‬
‫الثلث بتوفري الوقاية والعالج وتعزيز الصحة والسالمة العقلية ‪ ،‬حبلول عام األمراض املدارية املهملة‬
‫‪ 1-4-3‬معدل الوفيات النامجة عن أمراض القلب واألوعية‬ ‫‪2030‬‬
‫‪ 5-3‬تعزيز الوقاية من استعمال املواد املخدرة مبا يف ذلك تعاطي الدموية والسرطان وداء السكري واالمراض التنفسية املزمنة‬
‫‪ 2-4-3‬معدل وفيات االنتحار‬ ‫املخدرات وتناول الكحول على حنو يضر ابلصحة‪ ،‬وعالج ذلك‬
‫‪ 1-5-3‬نطاق تغطية التدخالت العالجية (اخلدمات الدوائية‬ ‫‪ 6-3‬خفض عدد الوفيات واالصاابت النامجة عن حوادث املرور على‬
‫والنفسانية وخدمات إعادة التأهيل و الرعاية الالحقة) ملعاجلة‬ ‫الصعيد العاملي إىل النصف حبلول عام ‪2020‬‬
‫االضطراابت الناشئة عن تعاطي املواد املخدرة‬ ‫‪ 7-3‬ضمان حصول اجلميع على خدمات رعاية الصحة اجلنسية‬
‫‪ 2-5-3‬االستعمال الضار للكحول‪ ،‬حمددا وفقا للظروف الوطنية‬ ‫واالجنابية‪ ،‬مبا يف ذلك خدمات و معلومات تنظيم األسرة والتثقيف‬
‫يف إطار استهالك الفرد الواحد من الكحول (سن ‪ 15‬سنة فأكثر)‬ ‫بشأهنا‪ ،‬وادماج الصحة االجنابية يف االسرتاتيجيات والربامج الوطنية‪ ،‬حبلول‬
‫يف سنة تقوميية‪ ،‬ابللرتات من الكحول الصايف‬ ‫عام ‪2030‬‬
‫‪ 1-6-3‬معدالت الوفيات النامجة عن االصاابت جراء حوادث‬ ‫‪ 8-3‬حتقيق التغطية الصحية الشاملة‪ ،‬مبا يف ذلك احلماية من املخاطر‬
‫املرور على الطرق‬ ‫املالية وامكانية احلصول على خدمات الرعاية الصحية األساسية اجليدة‪،‬‬
‫‪ 1-7-3‬نسبة النساء الاليت يف سن االجناب (‪ 49-15‬سنة)‬ ‫وامكانية حصول اجلميع على األدوية واللقاحات األساسية املأمونة واجليدة‬
‫والالئي لُبيت حاجتهن إىل تنظيم األسرة بطرق حديثة‬ ‫والفعالة وامليسورة التكلفة‬
‫‪ 1-8-3‬تغطية توافر اخلدمات الصحية األساسية‬ ‫‪ 9-3‬احلد بقدر كبري من عدد الوفيات واألمراض النامجة عن التعرض‬
‫‪ 2-8-3‬نسبة السكان الذين تصرف أسرهم املعيشية نفقات كبرية‬ ‫للمواد الكيميائية اخلطرة‪ ،‬وتلوث اهلواء و املاء والرتبة‪ ،‬حبلول عام ‪2030‬‬
‫على الصحة حمسوبة كحصة من جمموع إنفاق األسر املعيشية أو‬ ‫‪-3‬أ تعزيز تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العاملية اإلطارية بشأن مكافحة‬
‫دخلها‬ ‫التبغ يف مجيع البلدان‪ ،‬حسب االقتضاء‬
‫‪ 1-9-3‬معدل الوفيات املنسوبة إىل األسر املعيشية وتلوث اهلواء‬ ‫‪-3‬ب دعم البحث والتطوير يف جمال اللقاحات واألدوية لألمراض املعدية‬
‫احمليط‬ ‫وغري املعدية اليت تتعرض هلا البلدان النامية يف املقام األول‪،‬وتوفري امكانية‬
‫‪ 2-9-3‬معدل الوفيات املنسوب إىل املياه غري املأمونة وخدمات‬ ‫احلصول على األدوية و اللقاحات األساسية أبسعار معقولة‪ ،‬وفقا إلعالن‬
‫الصرف الصحي غري املأمونة و االفتقار إىل املرافق الصحية‬ ‫الدوحة بشأن االتفاق املتعلق ابجلوانب املتصلة ابلتجارة من حقوق امللكية‬
‫‪ 3-9-3‬معدل الوفيات املنسوب إىل التسمم غري املتعمد‬ ‫الفكرية وابلصحة العامة‪ ،‬الذي يؤكد حق البلدان النامية يف االستفادة‬
‫‪-3‬أ‪ 1-‬معدل االنتشار املوحد السن الستعمال التبغ حاليا لدى‬ ‫ابلكامل من األحكام الواردة يف االتفاق بشان اجلوانب املتصلة ابلتجارة‬
‫األشخاص الذين تبلغ أعمارهم ‪15‬سنة فاكثر‬ ‫من حقوق امللكية الفكرية املتعلقة أبوجه املرونة الالزمة ملاية الصحة العامة‬
‫‪-3‬ب‪ 1-‬نسبة السان املستهدفني املستفيدين من مجيع اللقاحات‬ ‫‪ ،‬وال سيما العمل من أجل إمكانية حصول اجلميع على األدوية‬
‫املشمولة ابلربانمج الوطين لبلدهم‬ ‫‪-3‬ج حتقيق زايدة كبرية يف متويل قطاع الصحة‪ ،‬وتوظيف قوى عاملة يف‬
‫‪-3‬ب‪ 2-‬جمموع صايف املساعدة اإلمنائية الرمسية املقدمة إىل‬ ‫هذا القطاع وتطويرها وتدريبها واستبقائها يف البلدان النامية وخباصة يف أق‬
‫القطاعات الصحية األساسية و البحوث الطبية‬ ‫البلدان منوا والدول اجلزرية الصغرية النامية‬
‫‪-3‬د تعزيز قدرات مجيع البلدان والسيما البلدان النامية يف جمال اإلنذار ‪-3‬ب‪ 3-‬نسبة املرافق الصحية املتاحة فيها جمموعة أساسية من‬
‫االدوية الضرورية اليت تفي ابلغرض بكلفة ميسورة على الدوام‬ ‫املبكر واحلد من املخاطر وغدارة املخاطر الصحية الوطنية و العاملية‬
‫‪-3‬ج‪1-‬معدل كثافة االخصائيني الصحيني وتوزيعهم‬
‫‪-3‬د‪ 1-‬القدرة على تنفيذ اللوائح الصحية الدولية‪ ،‬واجلاهزية‬
‫ملواجهة حاالت الطوارئ الصحية‬
‫اهلدف ‪ - 4‬ضمان التعليم اجليد املنصف والشامل للجميع وتعزيز ‪ 1-1-4‬نسبة األطفال والشباب (أ) يف الصنف الثاين‪ /‬الثالث‬
‫و(ب) يف هناية املرحلة االبتدائية؛ و(ج) يف هناية املرحلة األوىل من‬ ‫فرص التعلم مدى احلياة للجميع‬

‫‪286‬‬
‫املالحق‬

‫التعليم الثانوي‪ ،‬الذين حيققون على األقل احلد األدىن من مستوى‬ ‫‪ 1-4‬ضمان أن يتمتع مجيع الفتيات والفتيان بتعليم ابتدائي واثنوي جماين‬
‫الكفاءة يف القراءة و الرايضيات حبسب اجلنس‬ ‫ومنصف وجيد يؤدي إىل حتقيق نتائج تعليمية مالئمة وفعالة حبلول عام‬
‫‪ 1-2-4‬نسبة األطفال دون اخلامسة الذين هم ماضون على‬ ‫‪2030‬‬
‫املسار الصحيح من حيث النمو يف جماالت الصحة‪ ،‬والتعلم‪ ،‬والرفاه‬ ‫‪ 2-4‬كفالة أن تتاح جلميع الفتيات والفتيان‪ ،‬حبلول عام ‪ ،2030‬فرص‬
‫النفسي واالجتماعي حبسب اجلنس‬ ‫احلصول على نوعية جيدة من النماء والرعاية يف مرحلة الطفولة املبكرة‬
‫‪ 2-2-4‬معدل املشاركة يف التعلم املنظم (قبل سنة واحدة من سن‬ ‫والتعليم قبل االبتدائي حىت يكونو جاهزين للتعليم االبتدائي‬
‫االلتحاق الرمسي ابلتعليم االبتدائي)‪ ،‬حبسب اجلنس‬ ‫‪ 3-4‬كفالة تكافؤ الفرص مجيع النساء و الرجال يف احلصول على التعليم‬
‫‪ 1-3-4‬معدل مشاركة الشباب والكبار يف التعليم الرمسي وغري‬ ‫التقين واملهين والتعليم العايل اجليد وامليسور التكلفة‪ ،‬مبا ذلك التعليم‬
‫الرمسي والتدريب خالل االثىن عشر شهرا السابقة‪ ،‬حبسب اجلنس‬ ‫اجلامعي حبلول ‪2030‬‬
‫‪ 1-4-4‬نسبة الشباب والبالغني الذين تتوافر لديهم مهارات‬ ‫‪ 4-4‬حتقيق زايدة كبرية يف عدد الشباب والكبار الذين تتوافر لديهم‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬حبسب نوع املهارة‬ ‫املهارات املناسبة‪ ،‬مبا يف ذلك املهارات التقنية واملهنية‪ ،‬للعمل وشغل‬
‫‪ 1-5-4‬مؤشرات التكافؤ (أنثى‪ /‬ذكر‪ ،‬ريفي‪/‬حضري‪،‬‬ ‫وظائف الئقة وملباشرة األعمال احلرة‪ ،‬حبلول ‪2030‬‬
‫أدىن‪/‬أعلى‪ ،‬وفئات أخرى مثل ذوي االعاقة واملتضررين من‬ ‫‪ 5-4‬القضاء على التفاوت بني اجلنسني يف التعليم‪ ،‬وكفالة تكافؤ فرص‬
‫النزاعات) جلميع مؤشرات التعليم املندرجة يف هذه القائمة اليت‬ ‫الوصول إىل مجيع مستوايت التعليم والتدريب املهين للفئات الضعيفة‪ ،‬مبا‬
‫ميكن تصنيفها‬ ‫يف ذلك لألشخاص ذوي االعاقة واألطفال الذين يعيشون يف ظروف هشة‬
‫‪ 1-6-4‬نسبة السكان يف فئة عمرية الذين حيققون على األقل‬ ‫حبلول عام ‪2030‬‬
‫مستوى اثبتا من الكفاءة يف املهارات الوظيفية املتصلة مبا يلي ‪:‬‬ ‫‪ 6-4‬كفالة أن يلم مجيع الشباب ونسبة كبرية من الكبار ‪ ،‬رجاال ونساء‬
‫األمية‪ ،‬احلساب ‪ ،‬حبسب اجلنس‬ ‫على حد سواء ‪ ،‬ابلقراءة والكتابة واحلساب‬
‫‪ 1-7-4‬مدى تعميم ‪ :‬تعليم املواطنة العاملية‪ ،‬والتعليم من أجل‬ ‫‪ 7-4‬كفالة أن يكتسب مجيع املتعلمني املعارف واملهارات الالزمة لدعم‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬مبا يف ذلك املساوة بني اجلنسني وحقوق‬ ‫التنمية املستدامة ‪ ،‬مبا يف ذلك مجلة أمور منها التعليم لتحقيق التنمية‬
‫االنسان‪ ،‬وذلك على مجيع الصعد يف ‪ :‬السياسات التعليمية على‬ ‫املستدامةـ واتباع أساليب العيش املستدامة‪ ،‬وحقوق االنسان‪ ،‬واملساواة بني‬
‫الصعيد الوطين‪ ،‬واملناهج الدراسية‪،‬وتدريب املعلمني‪ ،‬تقييم الطالب‬ ‫اجلنسني والرتويج لثقافة السالم ونبذ العنف واملواطنة العاملية وتقدير التنوع‬
‫‪-4‬أ‪ 1-‬نسبة املدارس اليت حتصل على‪ :‬الطاقة الكهرابئية‪ ،‬أجهزة‬ ‫الثقايف وتقدير مسامهة الثقافة يف التنمية املستدامة حبلول عام ‪2030‬‬
‫احلاسوب وشبكة االنرتنت ألغراض تعليمية‪ ،‬بىن حتتية ومواد مالئمة‬ ‫‪-4‬أ بناء مرافق تعليمية تراعي األطفال‪ ،‬وذوي االعاقة‪ ،‬والفروق بني‬
‫الحتياجات الطالب ذوي االعاقة‪ ،‬مياه الشرب األساسية‪ ،‬مرافق‬ ‫اجلنسني‪ ،‬ورفع مستوى املرافق التعليمية القائمة‪ ،‬وهتيئة بيئة تعليمية فعالة‬
‫صحية أساسية غري خمتلطة‪ ،‬ومرافق أساسية لغسل األيدي‬ ‫ومأمونة وخالية من العنف وشاملة للجميع‬
‫‪-4‬ب‪ 1-‬حجم تدفقات املساعدة االمنائية الرمسية لتقدمي املنح‬ ‫‪-4‬ب التوسع بصورة ملحوظة على الصعيد العاملي يف عدد املنح املدرسية‬
‫الدراسية‪ ،‬حبسب القطاع ونوع الدراسة‬ ‫املتاحة للبلدان النامية لاللتحاق ابلتعليم العايل مبا يف ذلك التدريب املهين‬
‫‪-4‬ج‪ 1-‬نسبة املعلمني يف‪ :‬مرحلة ما قبل التعليم االبتدائي‪ ،‬التعليم‬ ‫وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت والربامج التقنية واهلندسية والعلمية يف‬
‫االبتدائي‪ ،‬املتوسط‪ ،‬اثنوي‪ ،‬الذين حصلوا على األقل على احلد‬ ‫البلدان املتقدمة والبلدان النامية األخرى حبلول عام ‪2030‬‬
‫‪-4‬ج حتقيق زايدة كبرية يف عدد املعلمني املؤهلني‪ ،‬بوسائل منها التعاون األدىن من التدريب املنظم للمعلمني‪ ،‬قبل اخلدمة أو يف أثناء‬
‫اخلدمة‪ ،‬الالزم للتدريس على املستوى املناسب يف بلد معني‬ ‫الدويل لتدريب املعلمني يف البلدان النامية‬
‫‪ 1-1-5‬ما إذا كان مثة أطر قانونية قائمة‪ ،‬أم ال‪ ،‬من أجل تعزيز‬ ‫اهلدف ‪: 5‬حتقيق املساواة بني اجلنسني ومتكني كل النساء والفتيات‬
‫‪ 1-5‬القضاء على مجيع أشكال التمييز ضد مجيع النساء والفتيات يف كل وانفاذ ورصد املساواة وعدم التمييز على أساس اجلنس‬
‫‪ 1-2-5‬نسبة النساء والفتيات يف اخلامسة عشرة ومافوق‪ ،‬الاليت‬ ‫مكان‬
‫‪ 2-5‬القضاء على مجيع أشكال العنف ضد مجيع النساء والفتيات يف تعرضن لعنف بدين أو جنسي أو نفسي خالل االثىن عشر شهرا‬
‫اجملالني العام واخلاص‪ ،‬مبا يف ذلك االجتار ابلبشر واالستغالل اجلنسي وغري السابقة مصنفة حبسب شكل العنف والعمر‬
‫‪ 1-3-5‬نسبة النساء الاليت ترتاوح أعمارهن بني ‪ 20‬و‪ 24‬سنة‪،‬‬ ‫ذلك من أنواع االستغالل‬

‫‪287‬‬
‫املالحق‬

‫والاليت تزوجن قبل بلوغ ‪ 18‬سنة‬ ‫‪ 3-5‬القضاء على مجيع املمارسات الضارة‪ ،‬من قبيل زواج األطفال‪،‬‬
‫‪ 2-3-5‬نسبة الفتيات والنساء الاليت ترتاوح أعمارهن بني ‪15‬‬ ‫والزواج املبكر‪ ،‬والزواج القسري‪ ،‬وتشويه األعضاء التناسلية لإلانث‬
‫و‪ 49‬عام‪ ،‬والاليت خضعن لعملية تشويه‪/‬برت األعضاء التناسلية‪،‬‬ ‫‪ 4-5‬االعرتاف أبعمال الرعاية والعمل املنزيل غري املدفوعة األجر‬
‫حبسب العمر‬ ‫وتقديرها‪ ،‬بتوفري اخلدمات العامة واهلياكل األساسية‪ ،‬ووضع سياسات‬
‫‪ 1-4-5‬نسبة الوقت املخصص لألعمال املنزلية وأعمال الرعاية‬ ‫للحماي ة االجتماعية‪ ،‬وتعزيز تقاسم املسؤولية داخل األسرة املعيشية‬
‫غري املدفوعة األجر‪ ،‬حبسب اجلنس والعمر واملكان‬ ‫والعائلة‪ ،‬حسب ما يكون ذلك مناسبا على الصعيد الوطين‬
‫‪ 1-5-5‬نسبة املقاعد اليت تشغلها النساء يف الربملاانت الوطنية‬ ‫‪ 5-5‬كفالة املشاركة الكاملة والفعالة للمرأة وفرصها املتساوية مع الرجل يف‬
‫واحلكومات احمللية واملناصب االدارية‬ ‫شغل املناصب القيادية على مجيع املستوايت صنع القرار يف احلياة‬
‫‪ 1-6-5‬نسبة النساء بني ‪ 15‬و‪ 49‬سنة الاليت يتخذن أبنفسهن‬ ‫السياسية واالقتصادية والعامة‬
‫قرارات مستنرية بشأن العالقات اجلنسية‪ ،‬واستخدام وسائل منع‬ ‫‪ 6-5‬كفالة حصول اجلميع على خدمات الصحة اجلنسية واالجنابية وعلى‬
‫احلمل‪ ،‬والرعاية املتعلقة ابلصحة االجنابية‬ ‫احلقوق االجنابية‪ ،‬على النحو املتفق عليه وفقا لربانمج عمل املؤمتر الدويل‬
‫‪ 2-6-5‬عدد البلدان اليت لديها قوانني وأنظمة نتكفل حصول‬ ‫للسكان والتنمية‬
‫النساء والرجال الذين يف سن ‪ 15‬فما أكثر على خدمات الرعاية‬ ‫‪-5‬أ اجراء اصالحات ملنح املرأة حقوقا متساوية يف املوارد االقتصادية‪،‬‬
‫واملعلومات والتثقيف يف جمال الصحة اجلنسية واالجنابية‬ ‫وكذلك امكانية حصوهلا على حق امللكية‪ ،‬وعلى اخلدمات املالية واملوارد‬
‫‪-5‬أ‪ 1-‬نسبة جمموع املزارعني الذين ميتلكون أراضي زراعية أو‬ ‫الطبيعية وفقا للقوانني الوطنية‬
‫لديهم حقوق مضمونة يف األراضي الزراعية حبسب اجلنس ‪ ،‬وحصة‬ ‫‪-5‬ب تعزيز استخدام التكنولوجيا التمكينية‪ ،‬خاصة تكنولوجيا املعلومات‬
‫املرأة بينهم حبسب نوع احليازة‬ ‫واالتصاالت من أجل تعزيز متكني املرأة‬
‫‪-5‬ب‪ 1-‬نسبة األفراد الذين ميلكون اهلاتف النقال حسب نوع‬ ‫‪-5‬ج اعتماد سياسات سليمة وتشريعات قابلة لالنفاذ وتعزيز هذه‬
‫اجلنس‬ ‫السياسات والتشريعات للنهوض ابملساواة بني اجلنسني ومتكني كل النساء‬
‫‪-5‬ج‪ 1-‬نسبة البلدان اليت لديها نظم لتخصيص وتتبع‬ ‫والفتيات على مجيع املستوايت‬
‫املخصصات العامة املرصودة للمساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة‬
‫اهلدف ‪ : 6‬ضمان توافر املياه وخدمات الصرف الصحي للجميع و ‪ 1-1-6‬نسبة السكان الذين يستفيدون من خدمات مياه الشرب‬
‫اليت تدار بطريقة مأمونة‬ ‫إدارهتا إدارة مستدامة‬
‫‪ 1-6‬حتقيق هدف حصول اجلميع على حنو منصف على مياه الشرب ‪ 1-2-6‬نسبة السكان الذين يستفيدون من االدارة السليمة‬
‫خلدمات الصرف الصحي‪ ،‬مرافق غسل اليدين ابلصابون واملياه‬ ‫املأمونة وامليسورة التكلفة حبلول عام ‪2030‬‬
‫‪ 2-6‬حتقيق هدف حصول اجلميع على خدمات الصرف الصحي ‪ 1-3-6‬نسبة مياه الصرف الصحي املعاجلة بطريقة آمنة‬
‫‪ 1-4-6‬التغري يف كفاءة استخدام املياه على مدى فرتة من الزمن‬ ‫والنظافة الصحية‬
‫‪ 3-6‬حتسني نوعية ا ملياه ابحلد من التلوث‪ ،‬ووقف القاء النفاايت واملواد ‪ 2-4-6‬حجم الضغط اليت تتعرض له املياه‪ :‬سحب املياه العذبة‬
‫الكيميائية اخلطرة‪ ،‬وخفض نسبة مياه اجملاري غري املعاجلة إىل النصف كنسبة من موارد املياه العذبة املتاحة‬
‫وزايدة اعادة التدوير واعادة االستخدام املأمون بنسبة كبرية حبلول عام ‪ 1-5-6‬درجة تنفيذ االدارة املتكاملة للموارد املائية‬
‫‪ 2-5-6‬نسبة مناطق أحواض املياه العابرة للحدود اليت هلا ترتيبات‬ ‫‪2030‬‬
‫‪ 4-6‬حتقيق زايدة كبرية يف كفاءة استخدام املياه يف مجيع القطاعات‪ ،‬تنفيذية تتعلق ابلتعاون يف جمال املياه‬
‫وكفالة سحب املياه العذبة وامداداهتا على حنو مستدام من أجل معاجلة ‪ 1-6-6‬نسبة التغري يف نطاق النظم االيكولوجية املتصلة ابملياه‬
‫خالل فرتة من الزمن‬ ‫شح ونذرة املياه حبلول ‪2030‬‬
‫‪ 5-6‬تنفيذ االدارة املتكاملة ملوارد املياه على مجيع املستوايت بوسائل منها ‪-6‬أ‪ 1-‬مقدار املساعدة االمنائية الرمسية املتصلة ابملياه والصرف‬
‫الصحي‬ ‫التعاون العابر للحدود حبلول ‪2030‬‬
‫‪ 6-6‬محاية وترميم النظم االيكولوجية املتصلة ابملياه‪ ،‬مبا يف ذلك الغاابت ‪-6‬ب‪ 1-‬نسبة الوحدات االدارية احمللية اليت لديها سياسات‬
‫واالراضي الرطبة واالهنار ومستودعات املياه اجلوفية والبحريات حبلول عام واجراءات تنفيذية راسخة يف ما يتعلق مبشاركة اجملتمعات احمللية يف‬

‫‪288‬‬
‫املالحق‬

‫ادارة خدمات املياه والصرف الصحي‬ ‫‪2030‬‬


‫‪-6‬أ توسيع نطاق التعاون الدويل وتقدمي الدعم يف جمال بناء القدرات إىل‬
‫البلدان النامية يف األنشطة والربامج املتصلة ابملياه والصرف الصحي‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك مجع املياه‪ ،‬وإزالة ملوحتها‪ ،‬وكفاءة استخدام املياه‪ ،‬ومعاجلة املياه‬
‫املستعملة‪ ،‬وتكنولوجيات إعادة التدوير وإعادة االستخدام‬
‫‪-6‬ب دعم وتعزيز مشاركة اجملتمعات احمللية يف حتسني إدارة املياه والصرف‬
‫الصحي‬
‫‪ 1-1-10‬معدالت منو نصيب الفرد من انفاق األسر املعيشية أو‬ ‫اهلدف ‪ : 10‬احلد من انعدام املساواة داخل البلدان وفيما بينها‬
‫‪ 1-10‬التوصل تدرجييا إىل حتقيق منو الدخل ودعم استمرار ذلك النمو اراداهتا ضمن أدىن ‪%40‬من سكان‬
‫ألدىن ‪ % 40‬من السكان‪ ،‬مبعدل أعلى من املتوسط الوطين حبلول عام ‪ 1-2-10‬نسبة السكان الذين يعيشون دون ‪ %50‬من متوسط‬
‫الدخل‪ ،‬حبسب اجلنس والعمر ‪ ،‬االعاقة‬ ‫‪2030‬‬
‫‪ 1-3-10‬نسبة السكان الذين أبلغوا عن تعرضهم شخصيا‬ ‫‪ 2-10‬متكني وتعزيز االدماج االجتماعي واالقتصادي والسياسي‬
‫للممارسات التمييزية خالل ‪12‬شهر السابقة ‪ 1-4-10‬حصة‬ ‫للجميع‪ ،‬بصرف النظر عن السن أو اجلنس أو االعاقة أو االنتماء العرقي ‪.‬‬
‫العمل يف الناتج احمللي االمجايل ‪ ،‬مبا يف ذلك األجور ومدفوعات‬ ‫‪ 3-10‬كفالة تكافؤ الفرص واحلد من أوجه انعدام املساواة بوسائل منها‬
‫احلماية االجتماعية‬ ‫ازالة القوانني والسياسات واملمارسات التمييزية وتعزيز التشريعات‬
‫‪ 1-5-10‬مؤشرات السالمة املالية‬ ‫والسياسات واالجراءات املالئمة‬
‫‪ 1-6-10‬نسبة عضوية البلدان النامية وحقوقها يف التصويت يف‬ ‫‪ 4-10‬اعتماد سياسات‪ ،‬وال سيما سياسات مالية وسياسات بشـأن‬
‫املنظمات الدولية‬ ‫األجور واحلماية االجتماعية وحتقيق مزيدا من املساواة‬
‫‪ 1-7-10‬تكاليف التوظيف اليت يتحملها املوظف كنسبة من‬ ‫‪ 5-10‬حتسني تنظيم األسواق واملؤسسات املالية العاملية‬
‫‪ 6-10‬ضمان تعزيز متثيل البلدان النامية وامساع صوهتا يف عملية صنع االيرادات السنوية يف بلد املقصد‬
‫‪ 2-7-10‬عدد البلدان اليت نفذت سياسات هجرة متسمة حبسن‬ ‫القرار يف املؤسسات االقتصادية واملالية الدولية‬
‫‪ 7-10‬تيسري اهلجرة وتنقل األشخاص على حنو منظم وآمن ومنتظم االدارة‬
‫‪-10‬أ‪ 1-‬نسبة بنود التعريقات اجلمركية املطبقة على الواردات من‬ ‫ومتسم ابملسؤولية‬
‫أقل البلدان منوا والبلدان النامية املتمتعة ابإلعفاء الكامل من الرسوم‬ ‫‪-10‬أ تنفيذ مبدأ املعاملة اخلاصة والتفضيلة للبلدان النامية‬
‫‪-10‬ب تشجيع املساعدات االمنائية الرمسية والتدفقات املالية إىل الدول اجلمركية‬
‫‪-10‬ب‪ 1-‬جمموع تدفقات املوارد املخصصة للتنمية‬ ‫اليت تشتد احلاجة فيها إليها‬
‫‪-10‬ج خفض تكاليف معامالت حتويالت املهاجرين إىل أقل من ‪ 3‬يف ‪-10‬ج‪ 1-‬تكاليف التحويالت املالية كمسبة من املبالغ احملولة‬
‫املائة ‪ ،‬وإلغاء قنوات التحويالت املالية اليت تربو تكاليفها على ‪ 5‬يف املائة‬
‫حبلول عام ‪2030‬‬
‫اهلدف ‪ : 11‬جعل املدن واملستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ‪ -1-1-11‬نسبة السكان احلضريني الذين يعيشون يف أحياء‬
‫فقرية أو مساكن غري الئقة‬ ‫وقادرة على الصمود ومستدامة‬
‫‪ 1-11‬كفالة حصول اجلميع على مساكن وخدمات أساسية مالئمة ‪ 1-2-11‬نسبة السكان الذين تتوافر هلم وسائل النقل العام‬
‫املناسبة حبسب العمر‪ ،‬اجلنس ‪ ،‬االعاقة‬ ‫وآمنة وميسورة التكلفة‬
‫‪ 2-11‬توفري امكانية وصول اجلميع إىل نظم نقل مأمونة وميسورة التكلفة ‪ 1-3-11‬نسبة معدل استهالك األراضي إىل معدل النمو‬
‫ويسهل الوصول إليها‪ ،‬وحتسني السالمة على الطرق‪ ،‬وخاصة بتوسيع السكاين‬
‫نطاق النقل العام‪ ،‬مع إيالء اهتمام خاص الحتياجات األشخاص الذين ‪ 2-3-11‬نسبة املدن اليت لديها هيكل يتيح مشاركة اجملتمع املدين‬
‫يعيشون يف ظروف هشة والنساء واألطفال واألشخاص ذوي االعاقة وكبار يف ختطيط املناطق احلضرية‬
‫‪ 1-4-11‬نصيب الفرد من جمموع النفقات (يف القطاعني العام‬ ‫السن‬

‫‪289‬‬
‫املالحق‬

‫‪ 3-11‬توسيع التوسع احلضري الشامل للجميع واملستدام‪ ،‬والقدرة على واخلاص) اليت تنفق لصون ومحاية مجيع أصناف الرتاث الثقايف‬
‫ختطيط وادارة املستوطنات البشرية على حنو قائم على املشاركة ومتكامل والطبيعي‬
‫‪ 1-5-11‬عدد األشخاص املتوفني واملفقودين ومن أتثروا مباشرة‬ ‫ومستدام‬
‫‪ 4-11‬تعزيز اجلهود الرامية إىل محاية وصون الرتاث الثقايف والطبيعي بسبب الكوارث من بني كل ‪ 100000‬شخص من السكان‬
‫‪ 2-5-11‬اخلسائر االقتصادية املباشرة املتصلة ابلناتج احمللي‬ ‫العاملي‬
‫االمجايل العاملي واألضرار اليت حلقت ابهلياكل األساسية احليوية‬ ‫‪ 5-11‬حتقيق اخنفاض كبري يف عدد الوفيات ‪ ،‬واخنفاض كبري يف اخلسائر‬
‫‪ 1-6-11‬نسبة النفاايت الصلبة للمدن اليت جتمع ابنتظام وجيري‬ ‫االقتصادية املباشرة املتصلة ابلناتج احمللي االمجايل العاملي اليت حتدث بسبب‬
‫تفريغها هنائيا‪ ،‬من جمموع النفاايت الصلبة للمدن حبسب املدينة‬ ‫الكوارث‪ ،‬مع الرتكيز على محاية الفقراء حبلول عام ‪2030‬‬
‫‪ 2-6-11‬املتوسط السنوي ملستوايت اجلسيمات (على سبيل‬ ‫‪ 6-11‬احلد من األثر البيئي السليب الفردي للمدن ‪ ،‬يطرق منها إيالء‬
‫املثال اجلسيمات من الفئة ‪ 205‬واجلسيمات من الفئة ‪ )10‬يف‬ ‫اهتمام خاص لنوعية اهلواء وادارة نفاايت البلدايت وغريها حبلول ‪2030‬‬
‫املدن حبسب املدينة‬ ‫‪ 7-11‬توفري سبل استفادة اجلميع من مساحات خضراء واماكن عامة‬
‫‪ 1-7-11‬متوسط حصة املنطقة السكنية ابملدن اليت متثل فضاء‬ ‫آمنة وشاملة للجميع‬
‫مفتوحا لالستخدام العام للجميع حبسب العمر‪ ،‬اجلنس‪ ،‬االعاقة‬ ‫‪-11‬أ دعم الروابط االجيابية االقتصادية واالجتماعية والبيئية بني املناطق‬
‫‪ 2-7-11‬نسبة ضحااي التحرش البدين أو اجلنسي خالل اثنا‬ ‫احلضرية واملناطق احمليطة ابملناطق احلضرية واملناطق الريفية من خالل تعزيز‬
‫عشر شهر السابقة‬ ‫ختطيط التنمية الوطنية واالقليمية‬
‫‪-11‬أ‪ 1-‬نسبة السكان الذين يعيشون يف املدن اليت تنفذ خططا‬ ‫‪-11‬ب العمل حبلول ‪ 2020‬على حتقيق زايدة كبرية يف عدد املدن‬
‫امنائية مدنية واقليمية‪ ،‬وتدمج التوقعات السكانية واالحتياجات من‬ ‫واملستوطنات البشرية اليت تعتمد وتنفذ سياسات وخططا متكاملة من أجل‬
‫املوارد حبسب حجم املدينة‬ ‫مشول اجلميع وحتقيق الكفاءة يف استخدام املوارد والتخفيف من تغري املناخ‬
‫‪-11‬ب‪ 1-‬عدد البلدان اليت تعتمد وتنفذ اسرتاتيجيات حملية‬ ‫والتكيف معه‪ ،‬والقدرة على الصمود يف مواجهة الكوارث‪ ،‬ووضع وتنفيذ‬
‫للحد من خماطر الكوارث متاشيا مع االسرتاتيجيات الوطنية‬ ‫االدارة الكلية ملخاطر الكوارث على مجيع املستوايت ‪ ،‬مبا يتماشى مع‬
‫‪-11‬ب‪ 2-‬نسبة احلكومات احمللية اليت تعتمد وتنفذ اسرتاتيجيات‬ ‫إطار سندي للحد من خماطر الكوارث للفرتة ‪2030-2015‬‬
‫حملية للحد من خماطر الكوارث متاشيا مع االسرتاتيجيات الوطنية‬ ‫‪-11‬ج دعم أقل البلدان منوا بوسائل منها تقدمي املساعدة املالية والتقنية‪،‬‬
‫‪-11‬ج‪ 1-‬نسبة الدعم املايل املخصص املقدم إىل أقل البلدان منوا‬ ‫يف إقامة املباين املستدامة والقادرة على الصمود ابستخدام املواد احمللية‬
‫لتشييد املباين وجتديد املباين املستدامة والقادرة على الصمود‬
‫واملتسمة ابلكفاءة يف استخدام املوارد ابستخدام مواد حملية‬
‫همش فيها أحد ‪ 1-1-16‬عدد ضحااي القتل العمد لكل ‪ 100000‬نسمة‬ ‫اهلدف ‪ : 16‬التشجيع على اقامة جمتمعات مساملة اليُ َ‬
‫من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وإاتحة إمكانية وصول اجلميع إىل ‪ 2-1-16‬الوفيات املتصلة ابلنزاعات لكل ‪ 100000‬نسمة‬
‫العدالة‪ ،‬وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على ‪ 3-1-16‬نسبة السكان الذين تعرضوا (أ) للعنف البدين (ب)‬
‫العنف النفسي و (ج) العنف اجلنسي خالل ‪ 12‬شهر السابقة‬ ‫مجيع املستوايت‬
‫‪ 1-16‬احلد بقدر كبري من مجيع أشكال العنف وما يتصل به من ‪ 4-1-16‬نسبة السكان الذين يشعرون ابألمان عند جتواهلم على‬
‫األقدام مبفردهم يف أحناء املنطقة اليت يعيشون فيها‬ ‫معدالت الوفيات يف كل مكان‬
‫‪ 1-2-16‬نسبة األطفال الذين ترتاوح أعمارهم بني سنة واحدة‬ ‫‪ 2-16‬اهناء ما يتعرض له األطفال من سوء املعاملة واالستغالل واالجتار‬
‫و‪ 17‬سنة والذين تعرضوا ألي عقاب بدين و‪ /‬أو اعتداء نفسي من‬ ‫ابلبشر ومجيع أشكال العنف والتعذيب‬
‫جانب مقدمي الرعاية يف الشهر السابق‬ ‫‪ 3-16‬تعزيز سيادة القانون على الصعيدين الوطين والدويل وكفالة تكافؤ‬
‫‪ 2-2-16‬عدد ضحااي االجتار ابلبشر لكل ‪ 100000‬نسمة‬ ‫الفرص لوصول اجلميع إىل العدالة‬
‫‪ 3-2-16‬نسبة الشباب الذين ترتاوح أعمارهم بني ‪29-18‬‬ ‫‪ 4-16‬احلد بقدر كبري من التدفقات غري املشروعة لألموال واألسلحة‪،‬‬
‫سنة الذين تعرضوا للعنف اجلنسي‬ ‫وتعزيز اسرتداد األصول املسروقة واعادهتا ومكافحة مجيع أشكال اجلرمية‬
‫‪ 1-3-16‬نسبة ضحااي العنف خالل ‪ 12‬شهر السابقة الذين‬ ‫املنظمة حبلول عام ‪2030‬‬

‫‪290‬‬
‫املالحق‬

‫أبلغوا عما تعرضوا له من إيذاء‬ ‫‪ 5-16‬احلد بقدر كبري من الفساد والرشوة جبميع أشكاهلما‬
‫‪ 6-16‬إنشاء مؤسسات فعالة وشفافة وخاضعة للمساءلة على مجيع ‪2-3-16‬احملتجزون غري احملكوم عليهم كنسبة من جمموع السجناء‬
‫‪ 1-4-16‬القيمة االمجالية للتدفقات املالية غري ملشروعة الداخلة‬ ‫املستوايت‬
‫‪ 7-16‬كفالة اختاذ القرارات على حنو مستجيب لالحتياجات وشامل واخلارجة‬
‫‪ 2-4-16‬نسبة األسلحة املضبوطة أو املعثور عليها أو املسلمة‬ ‫للجميع وتشاركي ومتثيلي على مجيع املستوايت‬
‫اليت حترت السلطة املختصة عن مصدرها غري املشروع‬ ‫‪8-16‬توسيع وتعزيز مشاركة البلدان النامية يف مؤسسات احلوكمة العاملية‬
‫‪ 1-5-16‬نسبة األشخاص الذين اتصلوا مرة واحدة على األقل‬ ‫‪ 9-16‬توفري هوية قانونية للجميع‪ ،‬مبا يف ذلك تسجيل املواليد‬
‫مبسؤول حكومي ودفعوا له رشوة أو طلب منهم ذلك خالل ‪12‬‬ ‫‪ 10-16‬كفالة وصول اجلمهور إىل املعلومات ومحاية احلرايت األساسية‪،‬‬
‫شهر السابقة‬ ‫وفقا للتشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية‬
‫‪ 2-5-16‬نسبة األعمال التجارية اليت اتصلت مرة واحدة على‬ ‫‪-16‬أ تعزيز املؤسسات الوطنية ذات الصلة‪ ،‬جبملة أمور منها التعاون‬
‫األقل مبسؤول حكومي أو طلب منهم دفع رشوة له خالل ‪12‬شهر‬ ‫الدويل‪ ،‬من أجل بناء القدرات على مجيع املستوايت‪ ،‬وال سيما يف البلدان‬
‫‪ 1-6-16‬النفقات احلكومية الرئيسية كنسبة من امليزانية األصلية‬ ‫النامية ملنع العنف ومكافحة االرهاب واجلرمية‬
‫املعتمدة حبسب القطاع (أو حبسب رموز امليزانية وماشابه)‬ ‫‪-16‬ب تعزيز القوانني واملؤسسات غري التمييزية وانفاذها لتحقيق التنمية‬
‫‪ 2-6-16‬نسبة السكان الراضني عن جتربتهم األخرية يف‬ ‫املستدامة‬
‫االستفادة من اخلدمات العامة ‪.‬‬
‫‪ 1-7-16‬نسبة الوظائف حبسب (العمر‪ ،‬اجلنس‪ ،‬اعاقة‪ ،‬فئات‬
‫سكانية) يف املؤسسات العامة (اهليئات التشريعية‪ ،‬اخلدمة العامة‪،‬‬
‫السلطة القضائية) مقارنة مبستوى التوزيع على الصعيد الوطين‬
‫‪ 2-7-16‬نسبة السكان الذين يعتقدون أن صنع القرار عملية‬
‫شاملة للجميع وملبية لالحتياجات‬
‫‪ 1-8-16‬نسبة عضوية البلدان النامية يف املنظمات الدولية‬
‫وحقوقها يف التصويت يف تلك املنظمات‬
‫‪ 1-9-16‬نسبة األطفال دون سن اخلامسة الذين سجلت والدهتم‬
‫يف قيد السجل املدين حبسب العمر‬
‫‪ 1- 10-16‬عدد ما مت التحقق منه من حاالت القتل‬
‫واالختطاف‪ ،‬واالختفاء القسري‪ ،‬واالحتجاز التعسفي‪ ،‬والتعذيب‬
‫للصحفيني والعاملني يف الوسط االعالمي خالل ‪ 12‬شهر السابقة‬
‫‪ 2- 10-16‬عدد البلدان اليت تعتمد وتطبق ضماانت دستورية‬
‫و‪/‬أو تشريعية أو سياساتية الطالع اجلمهور على املعلومات‬
‫‪-16‬أ‪ 1-‬وجود مؤسسات وطنية مستقلة حلقوق االنسان‬
‫‪-16‬ب‪ 1-‬نسبة السكان الذين أبلغو عن تعرضهم شخصيا‬
‫ملمارسات متييزية أو حترش خالل ‪ 12‬شهر‬

‫‪291‬‬
‫املالحق‬

‫ملحق رقم ‪ : 03‬مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت البيئية ‪2030‬‬
‫املؤشرات االقتصادية‬ ‫األهداف والغاايت من خطة التنمية املستدامة لعام ‪2030‬‬
‫‪ 1-1-13‬عدد األشخاص املتوفني واملفقودين ومن تضرروا‬ ‫اهلدف ‪ : 13‬اختاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغري املناخ وآاثره‬
‫‪ 1-13‬تعزيز القدرة عى الصمود يف مواجهة املخاطر املرتبطة ابملناخ مباشرة بسبب الكوارث من بني كل ‪ 100000‬شخص‬
‫والكوارث الطبيعية يف مجيع البلدان‪ ،‬وتعزيز القدرة على التكيف مع تلك ‪ 2-1-13‬عدد البلدان اليت تعتمد وتنفذ اسرتاتيجيات وطنية‬
‫للحد من خماطر الكوارث متاشيا مع إطار سنداي للحد من‬ ‫املخاطر‬
‫‪ 2-13‬ادماج التدابري املتعلقة بتغري املناخ يف السياسات واالسرتاتيجيات خماطر الكوارث للفرتة ‪2030-2015‬‬
‫‪3-1-13‬نسبة احلكومات احمللية اليت تعتمد وتنفذ اسرتاتيجيات‬ ‫واخلطط الوطنية‬
‫‪ 3-13‬حتسني التعليم واذكاء الوعي والقدرات البشرية واملؤسسية بشأن حملية للحد من خماطر الكوارث‬
‫‪ 1-2-13‬عدد البلدان اليت أبلغت عن وضع أو تفعيل سياسة‪/‬‬ ‫التخفيف من تغري املناخ‪ ،‬والتكيف معه واحلد من أثره واالنذار املبكر به‬
‫‪-13‬أ تنفيذ ما تعهدت به األطراف من البلدان املتقدمة النمو يف اتفاقية اسرتاتيجية‪/‬خطة متكاملة‪ ،‬تزيد قدراهتا على التكيف مع اآلاثر‬
‫االمم املتحدة اإلطارية بشأن تغري املناخ من التزام هبدف التعبئة املشرتكة الضارة لتغري املناخ وتعزز القدرة على التأقلم مع املناخ والتنمية‬
‫ملبلغ قدره ‪ 100‬بليون دوالر سنواي حبلول عام ‪ 2020‬من مجيع املصادر القائمة على انبعااثت غازات الدفيئة املنخفضة على حنو ال يهدد‬
‫إنتاج األغذية‬ ‫لتلبية احتياجات البلدان النامية‪ ،‬يف سياق اجراءات ختفيفية جمدية وشفافية‬
‫‪ 1-3-13‬عدد البلدان اليت ادجمت التخفيف واحلد من أثره‬ ‫يف التنفيذ‪ ،‬وجعل الصندوق األخضر للمناخ يف حالة تشغيل كامل بتزويده‬
‫واالنذار املبكر يف مناهج التعليم االبتدائي والثانوي والعايل‬ ‫برأس املال يف أقرب وقت ممكن‬
‫‪ 2-3-13‬عدد البلدان اليت أبلغت عن تعزيز قدرهتا املؤسسية‬ ‫‪-13‬ب تعزيز اآلليات الالزمة لتحسني مستوى قدرات التخطيط واالدارة‬
‫واهليكلية والفردية على تنفيذ تدابري التكيف والتخفيف ونقل‬ ‫الفعالني املتعلقني بتغري املناخ يف أقل البلدان منوا‪ ،‬والدول اجلزرية الصغرية‬
‫التكنولوجيا والتدابري االمنائية‬ ‫النامية‪ ،‬مبا يف ذلك الرتكيز على النساء والشباب واجملتمعات احللية واملهمشة‬
‫‪-13‬أ‪ 1-‬املبلغ السنوي اجملموع مقيما ابلدوالر يف الفرتة بني‬
‫عامي ‪ 2025-2020‬هبدف الوفاء ابلتزام توفري ‪ 100‬بليون‬
‫دوالر ‪.‬‬
‫‪-13‬ب‪ 1-‬عدد أقل البلدان منوا والدول اجلزرية الصغرية النامية‬
‫اليت تتلقى دعما متخصصا ومقدار الدعم املقدم‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات‪ ،‬آلليات حتسني مستوى‬
‫قدرات التخطيط واالدارة الفعالني املتعلقني بتغري املناخ‬
‫اهلدف ‪ :14‬حفظ احمليطات والبحار واملوارد البحرية واستخدامها على ‪ 1-1-14‬مؤشر فرط املغذايت يف املناطق الساحلية وكثافة‬
‫املخلفات البالستكية الطافية‬ ‫حنو مستدام لتحقيق التنمية املستدامة‬
‫‪ 1-14‬منع التلوث البحري جبميع أنواعه واحلد منه بقدر كبري‪ ،‬وال سيما ‪ 1-2-14‬نسبة املناطق االقتصادية احلضرية الوطنية اليت تدار‬
‫التلوث الناجم عن األنشطة الربية‪ ،‬مبا يف ذلك احلطام البحري‪ ،‬وتلوث ابستخدام هنج قائمة على النظم االيكولوجية‬
‫‪ 1-3-14‬قياس متوسط احلموضة البحرية يف صيد األمساك غي‬ ‫املغذايت‪ ،‬حبلول عام ‪2025‬‬
‫‪ 2-14‬ادارة النظم االيكولوجية البحرية والساحلية على حنو مستدام املشروع جمموعة متفق عليها من حمطات متثيلية ألخذ العينات‬
‫ومحايتها‪ ،‬بوسائل منها تعزيز قدرهتا على الصمود ‪ ،‬واختاذ االجراءات ‪ 1-4-14‬نسبة األرصدة السمكية املوجودة ضمن املستوايت‬
‫الالزمة العادهتا إىل ما كانت عليه من أجل حتقيق الصحة واالنتاجية املستدامة بيولوجيا‬
‫‪ 1-5-14‬نطاق املناطق احملمية مقابل املناطق البحرية‬ ‫للمحيطات حبلول عام ‪2020‬‬
‫‪ 3-14‬تقليل حتمض احمليطات إىل أدىن حد ومعاجلة آاثره‪ ،‬جبملة وسائل ‪ 1-6-14‬التقدم الذي حترزه البلدان يف مدى تنفيذ الصكوك‬
‫الدولية الرامية إىل مكافحة صيد األمساك غري املشروع وغري املبلغ‬ ‫منها تعزيز التعاون العلمي على مجيع املستوايت‬

‫‪292‬‬
‫املالحق‬

‫عنه وغري املنظم‬ ‫‪ 4-14‬تنظيم الصيد على حنو فعال واهناء الصيد املفرط والصيد غري‬
‫‪ 1-7-14‬مصائد األمساك املستدامة كنسبة من الناتج احمللي‬ ‫القانوين‪ ،‬وغري املبلغ عنه‪ ،‬وغري املنظم‪ ،‬وممارسات الصيد املدمرة‪ ،‬وتنفيذ‬
‫االمجايل يف الدول اجلزرية الصغرية النامية ومجيع البلدان‬ ‫خطط قائمة على العلم‪ ،‬من اجل إعادة األرصدة السمكية إىل ماكانت‬
‫‪-14‬أ‪ 1-‬نسبة جمموع امليزانية املخصصة للبحوث يف جمال‬ ‫عليه يف أقرب وقت ممكن‪ ،‬لتصل على األقل إىل املستوايت اليت ميكن أن‬
‫التكنولوجيا البحرية‬ ‫تتيح إنتاج أقصى غلة مستدامة وفقا ملا حتدده خصائصها البيولوجية‬
‫‪-14‬ب‪ 1-‬التقدم الذي حترزه البلدان يف مدى تطبيق إطار‬ ‫‪ 5-14‬حفظ ‪ 10‬يف املائة على أألقل من املناطق الساحلية والبحرية‪ ،‬مبا‬
‫قانوين‪/‬تنظيمي‪/‬سياسايت‪/‬مؤسسي يعرتف حبقوق مصائد األمساك‬ ‫يتسق مع القانون الوطين والدويل‪ ،‬واستنادا إىل أفضل املعلومات العلمية‬
‫الصغرية يف الوصول إىل املوارد البحرية وحيمي تلك احلقوق‬ ‫املتاحة حبلول عام ‪2020‬‬
‫‪-14‬ج‪ 1-‬عدد البلدان اليت حترز تقدما يف التصديق على‬ ‫‪ 6-14‬حضر أشكال معينة من االعاانت املقدمة إىل مصائد األمسالك‬
‫صكوك متعلقة ابحمليطات تنفذ القانون الدويل‪ ،‬ويف قبول تلك‬ ‫اليت تسهم يف االفراط يف قدرات الصيد ويف صيد األمساك‪ ،‬والغاء االعاانت‬
‫الصكوك وتنفيذها مبوجب أطر قانونية وسياساتية ومؤسسية‪ ،‬على‬ ‫اليت تساهم يف صيد األمساك غري املشروع‪ ،‬مع التسليم بضرورة أن تكون‬
‫النحو الوارد يف اتفاقية االمم املتحدة لقانون البحار‪ ،‬من اجل‬ ‫املعاملة اخلاصة والتفضيلية املالئمة والفعالة للبلدان النامية‬
‫حفظ احمليطات ومواردها‪ ،‬واستخدامها على حنو مستدام ‪.‬‬ ‫‪ 7-14‬زايدة الفوائد االقتصادية اليت تتحقق للدول اجلزرية الصغرية النامية‬
‫وأقل البلدان منوا من االستخدام املستدام للموارد البحرية‪،‬جبملة وسائل منها‬
‫االدارة املستدامة ملصائد األمساك‪،‬وتربية األحياء املائية والسياحية عام‪2030‬‬
‫‪-14‬أ زايدة املعارف العلمية‪ ،‬وتطوير قدرات البحث ونقل التكنولوجيا‬
‫البحرية‪ ،‬من أجل حتسني صحة احمليطات وتعزيز اسهام التنوع البيولوجي‬
‫البحري يف تنمية البلدان النامية‬
‫‪-14‬ب تيسري وصول صغار الصيادين احلرفيني إىل املوارد البحرية واألسواق‬
‫‪-14‬ج تعزيز حفظ احمليطات ومواردها واستخدامها استخداما مستداما‬
‫بتنفيذ القانون الدويل بصيغته الواردة يف اتفاقية االمم املتحدة لقانون البحار‬
‫اهلدف ‪ : 15‬محاية النظم االيكولوجية الربية وترميمها وتعزيز ‪ 1-1-15‬مساحات الغاابت كنسبة من جمموع املساحة اليابسة‬
‫استخدامها على حنو مستدام‪ ،‬وإدارة الغاابت على حنو مستدام‪ 2-1-15 ،‬نسبة املواقع اهلامة اليت جتسد التنوع البيولوجي‬
‫ومكافحة التصحر‪ ،‬ووقف تدهور األراضي وعكس مساره‪ ،‬ووقف لليابسة واملياه العذبة واليت تشملها املناطق احملمية حبسب نوع‬
‫النطاق االيكولوجي‬ ‫فقدان التنوع البيولوجي‬
‫‪ 1-15‬كفالة حفظ وترميم النظم االيكولوجية الربية والنظم االيكولوجية ‪ 1-2-15‬التقدم احملرز يف ارساء االدارة املستدامة للغاابت‬
‫للمياه العذبة الداخلية وخدماهتا‪ ،‬وكفالة استخدامها على حنو مستدام‪ 1-3-15 ،‬نسبة األراضي املتدهورة إىل جمموع مساحة اليابسة‬
‫وذلك وفقا لاللتزامات املنصوص عليها يف االتفاقات الدولية حبلول عام ‪ 1-4-15‬التغطية حمسوبة ابملناطق احملمية من املواقع املهمة‬
‫للتنوع البيولوجي اجلبلي‬ ‫‪2020‬‬
‫‪ 2-15‬تعزيز تنفيذ االدارة املستدامة جلميع أنواع الغاابت‪ ،‬ووقف إزالة ‪ 2-4-15‬مؤشر الغطاء األخضر اجلبلي‬
‫الغاابت‪ ،‬وترميم الغاابت املتدهورة وحتقيق زايدة كبرية يف نسبة التشجري ‪ 1-5-15‬مؤشر القائمة احلمراء‬
‫‪ 1-6-15‬عدد البلدان اليت اعتمدت أطر تشريعية وادارية‬ ‫وإعادة غرس الغاابت على الصعيد العاملي حبلول عام ‪2020‬‬
‫‪ 3-15‬مكافحة التصحر‪ ،‬وترميم األراضي والرتبة املتدهورة‪ ،‬مبا يف ذلك وسياساتية لكفالة تقاسم املنافع على حنو عادل ومنصف‬
‫األراضي املتأثرة ابلتصحر واجلفاف والفياضاانت‪ ،‬والسعي إىل حتقيق عامل ‪ 1-7-15‬نسبة األحياء الربية املتجر هبا‪ ،‬اليت جرى صيدها أو‬
‫االجتار هبا على حنو غري مشروع‬ ‫خال من ظاهرة تدهور األراضي حبلول عام ‪2030‬‬
‫‪ 1-8-15‬نسبة البلدان اليت تعتمد تشريعات وطنية ذات صلة‬ ‫‪ 4-15‬كفالة حفظ النظم االيكولوجية اجلبلية‬
‫‪ 5-15‬اختاذ اجراءات عاجلة وهامة للحد من تدهور املوائل الطبيعية وختصص موارد كافية ملنع ادخال االنواع الغريبة الغازية إىل النظم‬
‫االيكولوجية أو مراقبتها‬ ‫ووقف فقدان التنوع البيولوجي ومحاية األنواع املهددة‬

‫‪293‬‬
‫املالحق‬

‫‪ 6-15‬تعزيز التقاسم العادل واملنصف للمنافع الناشئة عن استخدام املوارد ‪ 1-9-15‬التقدم احملرز حنو حتقيق األهداف الوطنية املنشأة وفق‬
‫اهلدف ‪ 2‬من أهداف آيتشي املتعلقة ابلتنوع البيولوجي من‬ ‫اجلينية‬
‫‪ 7-15‬اختاذ اجراءات عاجلة لوقف الصيد غري املشروع لالنواع احملمية من اخلطط االسرتاتيجية للتنوع البيولوجي للفرتة ‪2020-2011‬‬
‫‪-15‬أ‪ 1-‬املساعدة االمنائية الرمسية والنفقات العامة املوجهة‬ ‫النبااتت واحليواانت واالجتار هبا‬
‫‪ 8-15‬اختاذ تدابري ملنع ادخال األنواع الغريبة الغازية إىل النظم االيكولوجية حلفظ التنوع البيولوجي والنظم االيكولوجية واستخدامها‬
‫استخداما مستداما‬ ‫لألراضي واملياه وتقليل أثر ذلك إىل حد كبري‬
‫‪ 9-15‬ادماج قيم النظم االيكولوجية والتنوع البيولوجي يف عمليات ‪-15‬ب‪ 1-‬املساعدة االمنائية الرمسية والنفقات العامة املوجهة‬
‫حلفظ التنوع البيولوجي والنظم االيكولوجية واستخدامها‬ ‫التخطيط والعمليات االمنائية‬
‫‪-15‬أ حشد املوارد املائية من مجيع املصادر وزايدهتا بغرض حفظ التنوع استخداما مستداما‬
‫‪-15‬ج‪ 1-‬نسبة األحياء الربية املتجر هبا اليت جرى صيدها أو‬ ‫البيولوجي والنظم االيكولوجية واستخدامها استخداما مستداما‬
‫‪-15‬ب حشد موارد كبرية بغرض متويل االدارة املستدامة للغاابت وتوفري ما االجتار هبا على حنو غري مشروع‬
‫يكفي من احلوافز للبلدان النامية لتعزيز تلك االدارة‬
‫‪-15‬ج تعزيز الدعم العاملي للجهود الرامية إىل مكافحة الصيد غري املشروع‬
‫لألنواع احملمية واالجتار هبا‬

‫ملحق رقم ‪ : 04‬مؤشرات التنمية املستدامة تبعا لألهداف والغاايت السياسية ‪2030‬‬
‫املؤشرات السياسية‬ ‫األهداف والغاايت من خطة التنمية املستدامة لعام ‪2030‬‬
‫اهلدف ‪ : 17‬تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العاملية من أجل حتقيق ‪ 1-1-17‬نسبة امليزانية احمللية املمولة من الضرائب احمللية‬
‫‪1-2-17‬صايف املساعدات االمنائية الرمسية وجمموعها‪ ،‬واملساعد‬ ‫التنمية املستدامة‬
‫االمنائية الرمسية املقدمة إىل أقل البلدان منوا‪ ،‬كنسبة من الدخل‬ ‫الشؤون املالية‬
‫‪ 1-17‬تعزيز تعبئة املوارد احمللية‪ ،‬بوسائل تشمل تقدمي الدعم الدويل غلى القومي االمجايل للجهات املاحنة يف جلنة املساعدات االمنائية التابعة‬
‫البلدان النامية‪ ،‬لتحسني القدرات احمللية يف جمال حتصيل الضرائب وغريها من ملنظمة التعاون والتنمية يف امليدان االقتصادي‬
‫‪ 1-3-17‬االستثمار املباشر األجنيب واملساعدات االمنائية الرمسية‬ ‫اإليرادات‬
‫‪ 2-17‬قيام البلدان املتقدمة النمو بتنفيذ التزاماهتا يف جمال املساعدة االمنائية والتعاون يف مابني بلدان اجلنوب كنسبة من امجايل امليزانية احمللية‬
‫الرمسية تنفيذا كامال‪ ،‬مبا يف ذلك التزام العديد من تلك البلدان ببلوغ هدف ‪ 2-3-17‬حجم التحويالت املالية كنسبة من جمموع الناتج احمللي‬
‫ختصيص نسبة ‪ % 0.7‬من دخلها القومي االمجايل للمساعدة االمنائية الرمسية االمجايل‬
‫وختصيص نسبة ترتاوح بني ‪ 0.15‬و ‪ %0.20‬من الدخل القومي االمجايل ‪ 1-4-17‬تكاليف خدمة الدين كنسبة من صادرات السلع‬
‫واخلدمات‬ ‫للمساعدة االمنائية الرمسية ألقل البلدان منوا‬
‫‪ 3-17‬حشد موارد مالية اضافية من مصادر متعددة من أجل البلدان النامية ‪ 1-5-17‬عدد البلدان اليت تعتمد وتنفذ نظما لتشجيع االستثمار‬
‫‪ 4-17‬مساعدة البلدان النامية يف حتقيق القدرة على حتمل الديون على لصاحل أقل البلدان منوا‬
‫املدى الطويل من خالل تنسيق السياسات الرامية إىل تعزيز التمويل بديون ‪ 1-6-17‬عدد اتفاقات التعاون يف جمايل العلوم و‪/‬أو التكنولوجيا‬
‫وختفيف أعباء الديون وإعادة هيكلتها‪ ،‬حسب االقتضاء‪ ،‬ومعاجلة مسألة املربمة بني البلدان حبسب نوع التعاون‬
‫الديون اخلارجية للبلدان الفقرية املثقلة هبا الخراجها من حالة املديونية احلرجة ‪ 2-6-17‬االشرتاكات يف االنرتنت السلكي ذي النطاق العريض‬
‫لكل ‪ 100‬من السكان حبسب السرعة‬ ‫‪ 5-17‬اعتماد نظم لتشجيع االستثمار ألقل البلدان منوا وتنفيذها‬
‫‪ 1-7-17‬جمموع مبلغ التمويل املعتمد للبلدان النامية من اجل‬ ‫التكنولوجيا‬

‫‪294‬‬
‫املالحق‬

‫‪ 6-17‬تعزيز التعاون االقليمي والدويل بني الشمال واجلنوب ويف ما بني بلدان تعزيز تطوير تكنولوجيات سليمة بيئيا ونقلها ونشرها وتعميمها يف‬
‫اجلنوب والتعاون الثالثي يف ما يتعلق ابلعلوم والتكنولوجيا واالبتكار والوصول البلدان النامية‬
‫‪ 1-8-17‬نسبة األفراد الذين يستخدمون االنرتنت‬ ‫اليها‪ ،‬وتعزيز تبادل املعارف وفق شروط متفق عليها‬
‫‪ 7-17‬تعزيز تطوير تكنولوجيات سليمة بيئيا ونقلها ونشرها وتعميمها يف ‪ 1-9-17‬القيمة الدوالرية للمساعدة املالية والتقنية املرصودة‬
‫للبلدان النامية‬ ‫البلدان النامية بشروط مواتية‬
‫‪ 1- 10-17‬املتوسط املرجح للتعريفات اجلمركية يف مجيع أحناء‬ ‫‪ 8-17‬التفعيل الكامل لبنك التكنولوجيا وآلية بناء القدرات يف جماالت العلم‬
‫العامل‬ ‫والتكنولوجيا واالبتكار لصاحل البلدان النامية‬
‫‪ 1- 11-17‬حصة البلدان النامية و أقل البلدان منوا من‬ ‫بناء القدرة‬
‫الصادرات العاملية‬ ‫‪ 9-17‬تعزيز الدعم الدويل لتنفيذ بناء القدرات يف البلدان النامية تنفيذا فعاال‬
‫‪ 1- 12-17‬متوسط التعريفات اجلمركية اليت تواجهها البلدان‬ ‫وحمدد األهداف من اجل دعم اخلطط الوطنية الرامية إىل تنفيذ مجيع أهداف‬
‫النامية وأقل البلدان منوا والدول اجلزرية الصغرية النامية‬ ‫التنمية املستدامة بوسائل تشمل التعاون بني الشمال واجلنوب‬
‫‪ 1- 13-17‬لوحة متابعة حالة االقتصاد الكلي‬ ‫التحارة‬
‫‪ 1- 14-17‬عدد البلدان اليت هلا آليات لتعزيز اتساق سياسات‬ ‫‪ 10-17‬اجياد نظام جتاري متعدد األطراف عاملي وقائم على القواعد ومفتوح‬
‫التنمية املستدامة‬ ‫وغري متييزي ومنصف يف إطار منظمة التجارة العاملية‬
‫‪ 1- 15-17‬مدى استخدام أطر النتائج وأدوات التخطيط‬ ‫‪ 11-17‬حتقيق زايدة كبرية يف صادرات البلدان النامية ‪ ،‬وال سيما بغرض‬
‫اململوكة للبلدان من جانب مقدمي التعاون االمنائي‬ ‫مضاعفة حصة أقل البلدان منوا من الصادرات العاملية‬
‫‪ 1- 16-17‬عدد البلدان اليت أبلغت عن احراز تقدم يف ما يتعلق‬ ‫‪ 12-17‬حتقيق التنفيذ املناسب التوقيت لوصول منتجات مجيع أقل البلدان‬
‫أبطر رصد فعالية التنمية ألصحاب املصلحة املتعددين اليت تدعم‬ ‫منوا إىل األسواق بدون رسوم مجركية‬
‫حتقيق اهداف التنمية املستدامة‬ ‫املسائل العامة‬
‫‪ 1- 17-17‬املبلغ ابلدوالر للشراكات بني القطاعني العام واخلاص‬ ‫اتساق السياسات واملؤسسات‬
‫و شراكات اجملتمع املدين‬ ‫‪ 13-17‬تعزيز استقرار االقتصاد الكلي على الصعيد العاملي بوسائل تشمل‬
‫‪ 1- 18-17‬نسبة مؤشرات التنمية املستدامة املوضوعة على‬ ‫تنسيق السياسات وحتقيق اتساقها‬
‫الصعيد الوطين‪ ،‬مع التصنيف الكامل هلا عندما تكون ذات صلة‬ ‫‪ 14-17‬تعزيز اتساق السياسات ألغراض التنمية املستدامة‬
‫ابلغاية املستهدفة وفقا للمبادئ األساسية لالحصاءات الرمسية‬ ‫‪ 15-17‬احرتام اهلامش السياسايت والقيادة لكل بلد لوضع وتنفيذ سياسات‬
‫‪ 2- 18-17‬عدد البلدان اليت لديها تشريعات احصائية على‬ ‫للقضاء على الفقر وحتقيق التنمية املستدامة‬
‫الصعيد الوطين واليت تتقيد ابملبادئ األساسية لالحصاءات الرمسية‬ ‫‪ 16-17‬تعزيز الشراكة العاملية من أجل حتقيق التنمية املستدامة وتكمليها‬
‫‪ 3- 18-17‬عدد البلدان اليت لديها خطة احصائية وطنية ممولة‬ ‫بشراكات بني أصحاب املصلحة املتعددين جلمع املعارف واخلربات‬
‫ابلكامل وقيد التنفيذ حبسب مصدر التمويل‬ ‫والتكنولوجيا واملوارد املالية وتقامسها‬
‫‪ 1- 19-17‬القيمة الدوالرية جلميع املوارد املتاحة لتعزيز القدرات‬ ‫‪ 17-17‬تشجيع وتعزيز الشراكات العامة بني القطاع العام والقطاع اخلاص‬
‫االحصائية يف البلدان النامية‬ ‫وشراكات اجملتمع املدين الفعالة‬
‫‪ 2- 19-17‬نسبة البلدان اليت (أ) أجرت تعدادا واحد على األقل‬ ‫البياانت والرصد واملساءلة‬
‫‪ 18-17‬تعزيز تقدمي الدعم لبناء قدرات البلدان النامية لتحقيق زايدة كبرية يف للسكان واملساكن يف السنوات العشر املاضية ‪ ،‬و (ب) حققت‬
‫توافر بياانت عالية اجلودة ومنسبة التوقيت وموثوقة ومفصلة حسب الدخل‪ ،‬نسبة ‪ 100‬يف املائة يف تسجيل املواليد ونسبة ‪ 80‬يف املائة يف‬
‫اجلنس‪ ،‬السن‪ ،‬االنتماء العرقي واالثين‪ ،‬والوضع من حيث اهلجرة‪ ،‬واالعاقة‪ ،‬تسجيل الوفيات‬
‫املوقع اجلغرايف وغريها من اخلصائص ذات الصلة يف السياقات الوطنية‬
‫‪ 19-17‬االستفادة من املبادرات القائمة لوضع مقاييس للتقدم احملرز يف‬
‫حتقيق التنمية املستدامة تكمل الناتج احمللي االمجايل‪ ،‬ودعم بناء القدرات‬
‫االحصائية يف البلدان النامية حبلول عام ‪2030‬‬

‫‪295‬‬
‫املالحق‬

‫امللحق رقم ‪ : 05‬استمارة االستبانة‬

‫جامعة أدرار‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية‪ ،‬وعلوم التسيير‬
‫قسم علوم التسيير‬

‫استبيان (استمـارة)‬

‫السيد(ة) المحترم(ة)‪:‬‬
‫تحية طيبة وبعد‬
‫يسرنا أن نقدم لكم هذه اإلستبانة والتي صممت من أجل الحصول على بعض البيانات التي تخدم مباشرة أهداف‬
‫البحث العلمي الذي نقوم بإعداده ‪ ،‬وذلك حول موضوع ‪ :‬المقاوالتية اإلجتماعية ودورها في التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫آملين أنكم لن تدخروا جهدا في تقديم المعلومات الالزمة‪ ،‬علما بأن إجاباتكم ستكون موضع العناية واالهتمام‬
‫والسرية التامة وأن ال تستخدم إال ألغراض البحث العلمي فقط‪ ،‬شاكرين لكم حسن تعاونكم وتجاوبكم ‪.‬‬

‫المتغيرات الخاصة بمجتمع الدراسة ‪:‬‬

‫تعاضدية‬ ‫تعاونية‬ ‫وصف المنظمة ‪ :‬جمعيـة‬

‫أخرى (أذكرها)‬ ‫مقاولة اجتماعية‬ ‫منظمة غير حكومية‬

‫عمر المنظمة (المشروع) ‪:‬‬


‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫من ‪ 10-6‬سنوات‬ ‫من ‪ 5-1‬سنوات‬

‫وطني‬ ‫والئي‬ ‫محـلي‬ ‫النطاق الجغرافي للنشاط ‪:‬‬

‫‪296‬‬
‫املالحق‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم المقاوالتية االجتماعية وطبيعة عملها بالنسبة لكم‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫موافق‬


‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫بشدة‬ ‫موافق‬ ‫بشدة‬
‫يعتبر مصطلح "المقاولة االجتماعية" أو "ريادة األعمال‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية" مصطلحا شائعا ومتداول لديك‬
‫يوجد لديك اطالع ومعرفة بمفهوم "المقاولة االجتماعية "‬ ‫‪2‬‬
‫تتوفر لديك معرفة بـإحدى هذه المؤسسات وطبيعة عملها ‪ :‬بنك‬
‫الفقراء (بنغالديش) أو مؤسسة أشوكا ‪ ،‬مؤسسة انجاز ‪ ،‬المركز‬ ‫‪3‬‬
‫الجزائري لريادة األعمال االجتماعية‪..‬‬
‫يصنف طبيعة عمل ونشاط منظمتكم بأنه عمل تطوعي خيري ال‬
‫‪4‬‬
‫يهدف بأي شكل لتحقيق ربح أو عائد مالي للمنظمة‬
‫يصنف طبيعة عمل ونشاط منظمتكم بأنه عمل ذو فائدة اجتماعية‬
‫‪5‬‬
‫ويهدف لتحقيق ربح أو عائد مالي للمنظمة‬
‫العوائد المالية المحصل عليها تكون بشكل عرضي (عفوي) دون‬
‫‪6‬‬
‫التخطيط لها‬
‫تعتمد مداخيل المنظمة على إعانات الدولة و‪/‬أو جمع وتلقي‬
‫‪7‬‬
‫التبرعات فقط‬
‫تعمل المنظمة على عقد اجتماعات و ورشات عمل ألفرادها قصد‬
‫التفكير في ايجاد حلول ابداعية للمشكالت االجتماعية (فقر –‬ ‫‪8‬‬
‫بطالة‪...‬‬
‫يحضر ويشارك أفراد المنظمة في برامج تكوينية وتدريبية تعنى‬
‫‪9‬‬
‫بتحسين األداء واالحترافية في العمل‬
‫تسمح وتُحفز التشريعات والقوانين الحالية على قيام المنظمة‬
‫بأنشطة اقتصادية تعالج مشاكل اجتماعية كالفقر والبطالة ‪...‬‬ ‫‪10‬‬
‫وغيرها‬
‫المحور الثاني ‪ :‬كيف تمارس المقاوالتية االجتماعية بالنسبة لكم‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫موافق‬


‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫بشدة‬ ‫موافق‬ ‫بشدة‬
‫‪ -1‬مجال الممارسة‬
‫توجد لدى منظمتكم رؤية واضحة ومقترحات حقيقية تهدف إلى‬
‫‪11‬‬
‫دعم وتمكين الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع‬
‫تهتم منظمتكم بإيجاد الحلول والمقترحات التي تهدف إلى الحد‬
‫‪12‬‬
‫من المشاكل االجتماعية في مجتمعها ‪ ،‬كالفقر والبطالة‪...‬‬
‫تهتم منظمتكم بإيجاد الحلول والمقترحات التي تهدف إلى إنشاء‬ ‫‪13‬‬

‫‪297‬‬
‫املالحق‬

‫مشاريع وخلق فرص عمل‬


‫يقع ضمن رؤية ورسالة منظمتكم المساهمة في ايجاد بدائل‬
‫‪14‬‬
‫المالئمة لتعزيز التعليم بأشكاله و محو األمية‬
‫تشغل قضية حماية البيئة وتغيرات المناخ حي از من اهتمامات‬
‫‪15‬‬
‫منظمتكم‬
‫تهتم منظمتكم بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تحسين الصحة‬
‫‪16‬‬
‫وتوفير الرفاهية في المجتمع‬
‫يشكل تعزيز التغيير المجتمعي االيجابي والمستدام أحد المحاور‬
‫‪17‬‬
‫األساسية في اهتمامات منظمتكم‬
‫‪ -2‬طريقــــــــــــــــــة الممارســـــــــــــــة‬
‫لديكم رؤية في أن يكون لمنظمتكم موردا ماليا يجعلها ذات ذمة‬
‫‪18‬‬
‫مالية مستقلة‬
‫يوجد لدى منظمتكم مشروع عملي خاص بها ذو قيمة اجتماعية‬
‫‪19‬‬
‫ويعود عليها بعوائد مالية‬
‫سبق لمنظمتكم وأن ساعدت وتساعد فئات من المجتمع على‬
‫‪20‬‬
‫انشاء مشاريع لهم أو نموها وتوسعها‬
‫توجد لدى منظمتكم مشاريع تجمعها مع خواص من قطاع‬
‫‪21‬‬
‫األعمال والتجارة‬
‫تقوم منظمتكم بإنتاج سلع أو تقديم خدمات من شأنها أن تحدث‬
‫‪22‬‬
‫تغيي ار ايجابيا في المجتمع‬
‫تقيس المنظمة أداء أنشطتها من خالل الربح المادي المحقق‬
‫‪23‬‬
‫منها وكذا القيمة (الفائدة) االجتماعية المقدمة للمجتمع‬
‫تقيس المنظمة فعالية أداء أنشطتها عن طريق قياس أثرها‬
‫‪24‬‬
‫اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا‬
‫المحور الثالث‪ :‬التنمية المستدامة (البعد االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬البيئي) تبعا ألهداف الخطة الجديدة لألمم المتحدة‬
‫‪2030‬‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫موافق‬


‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫بشدة‬ ‫موافق‬ ‫بشدة‬
‫لديك اطالع على األهداف الـ ‪ 17‬لخطة األمم المتحدة حول‬
‫‪25‬‬
‫التنمية المستدامة آفاق ‪2030‬‬
‫تعمل منظمتكم وتسعى من خالل أنشطتها إلى الحد من نسبة‬
‫‪26‬‬
‫الفقر في مجتمعها‬
‫تساهم منظمتكم من خالل أنشطتها في القضاء على الجوع أو‬
‫‪27‬‬
‫توفير األمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة‬

‫‪298‬‬
‫املالحق‬

‫يقع ضمن أولويات أهداف المنظمة العمل على ضمان تمتع‬


‫‪28‬‬
‫بعض فئات مجتمعها بأنماط عيش صحية وبالرفاهية‬
‫تقوم المنظمة من خالل أنشطتها بالمساهمة في توفير التعليم‬
‫‪29‬‬
‫الجيد وتعزيز فرص التعلم‬
‫تهتم منظمتكم وتسعى من خالل أنشطتها بما قد يُساهم في‬
‫‪30‬‬
‫تمكين المرأة‬
‫يمكن أن تساهم منظمتكم من خالل أنشطتها في الحفاظ على‬
‫‪31‬‬
‫المياه وإدارتها ادارة مستدامة‬
‫تشارك وتدعم منظمتكم المساعي الرامية إلى تمتع وحصول فئات‬
‫‪32‬‬
‫مجتمعها على خدمات الطاقة الحديثة‬
‫يمكن أن تساهم منظمتكم من خالل أنشطتها في تعزيز النمو‬
‫‪33‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتوفير مناصب عمل‬
‫تقوم منظمتكم من خالل أنشطتها بتشجيع االبتكار والتحفيز على‬
‫‪34‬‬
‫اقامة مشاريع انتاجية‬
‫يهدف نشاط وعمل منظمتكم إلى دعم الفئات الضعيفة والمهمشة‬
‫‪35‬‬
‫وذوي االحتياجات الخاصة‬
‫تعمل منظمتكم على المساهمة من خالل أنشطتها في توفير‬
‫‪36‬‬
‫شروط العيش الكريم والخدمات األساسية لبعض فئات مجتمعها‬
‫يمكن أن تساهم منظمتكم أو تساعد أفرادا على انتاج سلعا أو‬
‫تقديم خدمات من شأنها أن تحسن األنماط االستهالكية‬
‫‪37‬‬
‫واالنتاجية ألفراد المجتمع (االستهالك العقالني‪ ،‬استهالك‬
‫منتجات صحية‪ ،‬الحد من التبذير‪..‬‬
‫تبدي المنظمة اهتماما من خالل بعض أنشطتها بقضايا تغير‬
‫‪38‬‬
‫المناخ وآثاره‬
‫يمكن أن يكون للمنظمة دور في الحفاظ على المحيطات والبحار‬
‫‪39‬‬
‫والموارد البحرية‬
‫تشارك منظمتكم وتشجع على اقامة حمالت تطوعية وتحسيسية‬
‫‪40‬‬
‫ترمي الى الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي‬
‫تدعم المنظمة من خالل بعض أنشطتها الجهود الرامية إلى نبذ‬
‫العنف واقامة مجتمعات مسالمة ال يهمش فيها أحد وكذا بناء‬ ‫‪41‬‬
‫مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع‬
‫تتواصل المنظمة وتعمل على ايجاد فرص للتعاون بينها وبين‬
‫المنظمات الحكومية والمنظمات األخرى وجميع الفاعلين في المجتمع‬ ‫‪42‬‬
‫سواءا داخليا أو خارجيا من أجل خدمة قضايا التنمية المستدامة‬

‫‪299‬‬
‫املالحق‬

‫*في الختام‪ ،‬نسعد بقراءة مالحظاتكم واقتراحاتكم حول الموضوع‪:‬‬


‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................. .......................‬‬
‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................‬‬

‫شك ار على تعاونكم‬

‫امللحق رقم ‪: 06 :‬‬

‫قائمة أبمساء األساتذة احملكمني ألداة الدراسة (استمارة االستبيان)‬

‫الرتبة العلمية ‪ /‬مؤسسة االنتماء‬ ‫اسم و لقب األستاذ‬ ‫الرقم‬

‫أستاذ التعليم العايل‪ ،‬مدير دار املقاوالتية جامعة أدرار‬ ‫علي يوسفات‬ ‫‪01‬‬

‫أستاذ التعليم العايل‪ ،‬جامعة غرداية‬ ‫أحالم بوعبديل‬ ‫‪02‬‬

‫أستاذ حماضر أ‪ ،‬مدير دار املقاوالتية جامعة املدية‬ ‫عمر هارون‬ ‫‪03‬‬

‫أستاذ حماضر أ‪ ،‬مدير دار املقاوالتية جامعة ورقلة‬ ‫حممد قوجيل‬ ‫‪04‬‬

‫أستاذة حماضرة أ ‪ ،‬جامعة غرداية‬ ‫مرمي شرع‬ ‫‪05‬‬


‫أستاذ حماضر أ‪ ،‬جامعة غرداية‬ ‫مصطفى طويطي‬ ‫‪06‬‬

‫أستاذ حماضر أ ‪ ،‬جامعة ورقلة‬ ‫احلاج عرابة‬ ‫‪07‬‬

‫‪300‬‬
‫املالحق‬

spss ‫ نتائج برانمج‬: 07 : ‫امللحق رقم‬

)‫اختبار الفاكرونباخ (عبارات احملور األول‬-


Alpha de Cronbach Nombre d'éléments
,578 10

)" ‫اختبار الفاكرونباخ (عبارات احملور الثاين "جمال املمارسة و طريقة املمارسة‬-

Alpha de Cronbach Nombre d'éléments


)‫ (عبارات جمال املمارسة‬-‫أ‬
,831 7
)‫ (عبارات طريقة املمارسة‬-‫ب‬
Alpha de Cronbach Nombre d'éléments
,776 7

)‫ اختبار الفاكرونباخ (عبارات احملور الثاين‬--


Alpha de Cronbach Nombre d'éléments
,832 14

Alpha de Cronbach Nombre d'éléments


)‫ اختبار الفاكرونباخ (عبارات احملور الثالث‬-
,920 18

)‫ اختبار الفاكرونباخ الكلي (عبارات االستبيان‬-


Alpha de Cronbach Nombre d'éléments
,924 42

‫ معامل ارتباط بريسون‬-


Corrélations
‫المحور‬1 ‫المحور‬2 ‫مجاللممارسة‬ ‫طريقةلممارسة‬ ‫المحور‬3 ‫المقاوالتية‬
‫المحور‬1 Corrélation de Pearson 1 ,488** ,494** ,494** ,527** ,712**
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 181 181 181 181 181 181
‫المحور‬2 Corrélation de Pearson ,488** 1 ,808** ,808** ,721** ,875**
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 181 181 181 181 181 181
‫مجاللممارسة‬ Corrélation de Pearson ,494** ,808** 1 1,000** ,698** ,794**
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 181 181 181 181 181 181
‫طريقةلممارسة‬ Corrélation de Pearson ,494** ,808** 1,000** 1 ,698** ,794**
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 181 181 181 181 181 181
‫المحور‬3 Corrélation de Pearson ,527** ,721** ,698** ,698** 1 ,933**
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 181 181 181 181 181 181
‫المقاوالتية‬ Corrélation de Pearson ,712** ,875** ,794** ,794** ,933** 1
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 181 181 181 181 181 181
**. La corrélation est significative au niveau 0.05 (bilatéral).

301
‫املالحق‬

‫ سيمرنوف‬-‫إختبار كوجملروف‬
Test Kolmogorov-Smirnov pour un échantillon
‫المحور‬1 ‫المحور‬2 ‫المحور‬3 ‫المقاوالتية‬
N 181 181 181 181
Paramètres Moyenne 35,7182 53,2873 68,5359 157,5414
normauxa,b Ecart type 5,56608 8,10180 11,95943 22,21523
Différences Absolue ,077 ,088 ,129 ,092
les plus Positif ,058 ,054 ,073 ,055
extrêmes Négatif -,077 -,088 -,129 -,092
Z Statistiques de test ,077 ,088 ,129 ,092
Sig. asymptotique (bilatérale) ,100c ,202c ,100c ,104c
Sig. Monte Sig. ,215d ,117d ,004d ,085d
Carlo Intervalle de confiance à
(bilatérale) 95 % ,204 ,109 ,002 ,078
Borne inférieure
Borne supérieure ,225 ,125 ,005 ,093
a. La distribution du test est Normale.
b. Calculée à partir des données.
c. Correction de signification de Lilliefors.
d. Basée sur 10000 tables échantillonnées avec valeur de départ 2000000.

‫الوسط احلسايب واإلحنراف املعياري‬-


Statistiques descriptives
N Moyenne Ecart type
‫ع‬1 181 3,5414 1,00813
‫ع‬2 181 3,1215 1,19565
‫ع‬3 181 3,7182 1,28372
‫ع‬4 181 3,1934 1,50228
‫ع‬5 181 3,1989 1,25795
‫ع‬6 181 3,5414 1,28439
‫ع‬7 181 3,5856 1,29512
‫ع‬8 181 4,1326 1,02961
‫ع‬9 181 4,1436 ,97258
‫ع‬10 181 3,5414 1,26697
‫ع‬11 181 4,2155 ,92675
‫ع‬12 181 4,2265 ,82230
‫ع‬13 181 3,9945 1,04614
‫ع‬14 181 3,9669 1,01599
‫ع‬15 181 3,9890 ,98876
‫ع‬16 181 4,1492 ,83988
‫ع‬17 181 4,2597 ,79161
‫ع‬18 181 4,1050 ,98038
‫ع‬19 181 3,4144 1,13510
‫ع‬20 181 3,6519 1,08799
‫ع‬21 181 3,2376 1,18974
‫ع‬22 181 3,3646 1,28654
‫ع‬23 181 2,9779 1,16884
‫ع‬24 181 3,7348 1,04156
‫ع‬25 181 3,0331 1,19211
‫ع‬26 181 3,9669 ,94810
‫ع‬27 181 3,8398 1,03911
‫ع‬28 181 3,9006 1,01163
‫ع‬29 181 3,8895 ,98260
‫ع‬30 181 3,9945 ,89130
‫ع‬31 181 3,6685 1,01683
‫ع‬32 181 3,5580 1,05050
‫ع‬33 181 3,8177 1,03544
‫ع‬34 181 3,8895 1,01596
‫ع‬35 181 4,1271 1,02761
‫ع‬36 181 4,0552 ,95291
‫ع‬37 181 3,8398 ,97853

302
‫املالحق‬

‫ع‬38 181 3,5193 1,08316


‫ع‬39 181 3,2541 1,13605
‫ع‬40 181 4,0718 1,00572
‫ع‬41 181 4,0663 ,92257
‫ع‬42 181 4,0442 1,01556
‫المحور‬1 181 4,7956 ,41791
‫المحور‬2 181 4,7845 ,42555
‫طريقةلممارسة‬ 181 4,5414 ,57222
‫مجاللممارسة‬ 181 4,5414 ,57222
‫المحور‬3 181 4,7514 ,51539
‫المقاوالتية‬ 181 4,9171 ,27645
N valide (liste) 181

‫ للعبارات‬T- Test ‫اختبار‬


Test sur échantillon unique
Valeur de test = 3
Intervalle de confiance de la
Différence différence à 95 %
t ddl Sig. (bilatéral) moyenne Inférieur Supérieur
‫ع‬1 7,226 180 ,000 ,54144 ,3936 ,6893
‫ع‬2 1,368 180 ,173 ,12155 -,0538 ,2969
‫ع‬3 7,527 180 ,000 ,71823 ,5299 ,9065
‫ع‬4 1,732 180 ,085 ,19337 -,0270 ,4137
‫ع‬5 2,127 180 ,035 ,19890 ,0144 ,3834
‫ع‬6 5,671 180 ,000 ,54144 ,3531 ,7298
‫ع‬7 6,084 180 ,000 ,58564 ,3957 ,7756
‫ع‬8 14,799 180 ,000 1,13260 ,9816 1,2836
‫ع‬9 15,820 180 ,000 1,14365 1,0010 1,2863
‫ع‬10 5,749 180 ,000 ,54144 ,3556 ,7273
‫ع‬11 17,645 180 ,000 1,21547 1,0795 1,3514
‫ع‬12 20,067 180 ,000 1,22652 1,1059 1,3471
‫ع‬13 12,789 180 ,000 ,99448 ,8410 1,1479
‫ع‬14 12,803 180 ,000 ,96685 ,8178 1,1159
‫ع‬15 13,456 180 ,000 ,98895 ,8439 1,1340
‫ع‬16 18,408 180 ,000 1,14917 1,0260 1,2724
‫ع‬17 21,408 180 ,000 1,25967 1,1436 1,3758
‫ع‬18 15,163 180 ,000 1,10497 ,9612 1,2488
‫ع‬19 4,911 180 ,000 ,41436 ,2479 ,5808
‫ع‬20 8,062 180 ,000 ,65193 ,4924 ,8115
‫ع‬21 2,686 180 ,008 ,23757 ,0631 ,4121
‫ع‬22 3,813 180 ,000 ,36464 ,1759 ,5533
‫ع‬23 -,254 180 ,799 -,02210 -,1935 ,1493
‫ع‬24 9,491 180 ,000 ,73481 ,5820 ,8876
‫ع‬25 ,374 180 ,709 ,03315 -,1417 ,2080
‫ع‬26 13,720 180 ,000 ,96685 ,8278 1,1059
‫ع‬27 10,873 180 ,000 ,83978 ,6874 ,9922
‫ع‬28 11,976 180 ,000 ,90055 ,7522 1,0489
‫ع‬29 12,179 180 ,000 ,88950 ,7454 1,0336
‫ع‬30 15,011 180 ,000 ,99448 ,8637 1,1252
‫ع‬31 8,845 180 ,000 ,66851 ,5194 ,8176
‫ع‬32 7,146 180 ,000 ,55801 ,4039 ,7121
‫ع‬33 10,624 180 ,000 ,81768 ,6658 ,9695
‫ع‬34 11,779 180 ,000 ,88950 ,7405 1,0385
‫ع‬35 14,756 180 ,000 1,12707 ,9764 1,2778
‫ع‬36 14,898 180 ,000 1,05525 ,9155 1,1950
‫ع‬37 11,546 180 ,000 ,83978 ,6963 ,9833
‫ع‬38 6,451 180 ,000 ,51934 ,3605 ,6782
‫ع‬39 3,010 180 ,003 ,25414 ,0875 ,4208
‫ع‬40 14,338 180 ,000 1,07182 ,9243 1,2193
‫ع‬41 15,550 180 ,000 1,06630 ,9310 1,2016
‫ع‬42 13,833 180 ,000 1,04420 ,8952 1,1932
‫المحور‬1 57,805 180 ,000 1,79558 1,7343 1,8569
‫المقاوالتية‬ 93,297 180 ,000 1,91713 1,8766 1,9577

303
‫املالحق‬

‫المحور‬3 45,718 180 ,000 1,75138 1,6758 1,8270


‫المحور‬2 56,417 180 ,000 1,78453 1,7221 1,8469
‫مجاللممارسة‬ 42,544 180 ,000 1,66851 1,5911 1,7459
‫طريقةللممارسة‬ 36,241 180 ,000 1,54144 1,4575 1,6254

)‫ النطاق اجلغرايف‬,‫اخلربة‬, ‫اجلداول التكرارية (وصف املنظمة‬


:‫ وصف املنظمة‬-1
‫المنظمة‬
Pourcentage Pourcentage
Fréquence Pourcentage valide cumulé
Valide ‫جمعية‬ 125 69,1 69,1 69,1
‫تعاونية‬ 9 5,0 5,0 74,0
‫تعاضدية‬ 6 3,3 3,3 77,3
‫حكومية غير منظمة‬ 19 10,5 10,5 87,8
‫اجتماعية مقاولة‬ 5 2,8 2,8 90,6
‫أخرى‬ 17 9,4 9,4 100,0
Total 181 100,0 100,0

‫_ الخبرة‬2
‫الخبرة‬
Pourcentage Pourcentage
Fréquence Pourcentage valide cumulé
Valide ‫ من‬1‫ ألي‬5 73 40,3 40,3 40,3
‫ من‬6‫ إلي‬10 67 37,0 37,0 77,3
‫ أكثر‬10 ‫سنوات‬ 41 22,7 22,7 100,0
Total 181 100,0 100,0

:‫ نطاق الجغرافي النشاط‬-3


‫نطاقالنشاط‬
Pourcentage Pourcentage
Fréquence Pourcentage valide cumulé
Valide ‫محلي‬ 74 40,9 40,9 40,9
‫والئي‬ 66 36,5 36,5 77,3
‫وطني‬ 41 22,7 22,7 100,0
Total 181 100,0 100,0

spss ‫معادلة خط االحندار من خمرجات‬


: ‫ والمقاوالتية لدراسة‬1‫المحور‬

Récapitulatif des modèles

Modifier les statistiques


R-deux Erreur standard Variation de Variation Sig. Variation
Modèle R R-deux ajusté de l'estimation R-deux de F ddl1 ddl2 de F
1 ,622a ,387 ,383 ,32816 ,387 112,913 1 179 ,000
a. Prédicteurs : (Constante), ‫المقاوالتية‬

304
‫املالحق‬

ANOVAa
Somme des
Modèle carrés ddl Carré moyen F Sig.
1 Régression 12,160 1 12,160 112,913 ,000b
Résidus 19,277 179 ,108
Total 31,436 180
a. Variable dépendante : ‫المحور‬1
b. Prédicteurs : (Constante), ‫المقاوالتية‬

Coefficientsa
Coefficients
Coefficients non standardisés standardisés Intervalle de confiance à 95,0% pour B
Modèle B Ecart standard Bêta t Sig. Borne inférieure Borne supérieure
1 (Constante) ,173 ,436 ,396 ,692 -,687 1,033
‫المقاوالتية‬ ,940 ,088 ,622 10,626 ,000 ,766 1,115
a. Variable dépendante : ‫المحور‬1

3 ‫ )والمحور‬2 ‫ والمحور‬1‫_نتائج تحليل االنحدار بين المتغيرين (المحور‬

Récapitulatif des modèles


Modifier les statistiques
Sig.
Modèl R-deux Erreur standard Variation de R- Variation Variation
e R R-deux ajusté de l'estimation deux de F ddl1 ddl2 de F
1 ,489a ,239 ,230 ,45220 ,239 27,908 2 178 ,000
a. Prédicteurs : (Constante), ‫المحور‬1, ‫المحور‬2

ANOVAa
Somme des
Modèle carrés ddl Carré moyen F Sig.
1 Régression 11,414 2 5,707 27,908 ,000b
Résidus 36,399 178 ,204
Total 47,812 180
a. Variable dépendante : ‫المحور‬3
b. Prédicteurs : (Constante), ‫المحور‬1, ‫المحور‬2

Coefficientsa
Coefficients
Coefficients non standardisé Intervalle de confiance à 95,0% pour
standardisés s B
Ecart
Modèle B standard Bêta t Sig. Borne inférieure Borne supérieure
1 (Constante) 1,422 ,468 3,036 ,003 ,498 2,346
‫المحور‬2 ,493 ,084 ,407 5,844 ,000 ,327 ,660
‫المحور‬1 ,202 ,086 ,164 2,356 ,020 ,033 ,372
a. Variable dépendante : ‫المحور‬3

305
‫املالحق‬

‫للمحاور‬ ANOVA ‫اختبارات‬

1‫ وصف عينة واحملور‬ANOVA ‫ اختبار‬1

ANOVA

Somme des
carrés ddl Carré moyen F Sig.
‫ نطاقالنشاط‬Intergroupes (combiné) 1,474 2 ,737 1,220 ,298
Terme linéaire Non pondérés 1,381 1 1,381 2,287 ,132
Pondérés ,018 1 ,018 ,029 ,864
Ecart 1,456 1 1,456 2,411 ,122
Intragroupes 107,509 178 ,604
Total 108,983 180
‫الخبرة‬ Intergroupes (combiné) 2,433 2 1,217 2,045 ,132
Terme linéaire Non pondérés 1,480 1 1,480 2,487 ,117
Pondérés 1,809 1 1,809 3,041 ,083
Ecart ,624 1 ,624 1,049 ,307
Intragroupes 105,909 178 ,595
Total 108,343 180
‫ وصف العينة‬2 ‫والمحور‬ ANOVA ‫اختبار‬
ANOVA
‫المنظمة‬
Somme des
carrés Ddl Carré moyen F Sig.
Intergroupes (combiné) 28,819 2 14,409 5,180 ,007
Terme linéaire Non pondérés 17,077 1 17,077 6,139 ,014
Pondérés 21,656 1 21,656 7,785 ,006
Ecart 7,163 1 7,163 2,575 ,110
Intragroupes 495,159 178 2,782
Total 523,978 180

‫والمقاوالتية وصف العينة و الخبرة‬ ANOVA ‫اختبار‬2


ANOVA

Somme des Carré


carrés ddl moyen F Sig.
‫ المنظمة‬Intergroupes (combiné) 3,395 1 3,395 1,167 ,281
Terme linéaire Non pondérés 3,395 1 3,395 1,167 ,281
Pondérés 3,395 1 3,395 1,167 ,281
Intragroupes 520,583 179 2,908
Total 523,978 180
‫الخبرة‬ Intergroupes (combiné) 2,322 1 2,322 3,920 ,049
Terme linéaire Non pondérés 2,322 1 2,322 3,920 ,049
Pondérés 2,322 1 2,322 3,920 ,049
Intragroupes 106,020 179 ,592
Total 108,343 180

306
‫املالحق‬

ANOVA
‫المقاوالتية‬
Somme des
carrés ddl Carré moyen F Sig.
Intergroupes ,720 2 ,360 4,916 ,008
Intragroupes 13,037 178 ,073
Total 13,757 180

Descriptives
‫المقاوالتية‬
Intervalle de confiance à 95 %
pour la moyenne
Ecart Erreur Borne Borne Maximu
N Moyenne type standard inférieure supérieure Minimum m
‫ من‬1‫ ألي‬5 73 4,9315 ,25434 ,02977 4,8722 4,9908 4,00 5,00
‫ من‬6‫ إلي‬10 67 4,9701 ,17146 ,02095 4,9283 5,0120 4,00 5,00
‫ أكثر‬10 ‫سنوات‬ 41 4,8049 ,40122 ,06266 4,6782 4,9315 4,00 5,00
Total 18
4,9171 ,27645 ,02055 4,8766 4,9577 4,00 5,00
1

‫ ونطاق النشاط‬3 ‫المحور‬ ANOVA ‫اختبار‬


ANOVA

Somme des Carré


carrés ddl moyen F Sig.
‫نطاقالنشاط‬ Intergroupes (combiné) 2,798 3 ,933 1,555 ,202
Terme linéaire Non pondérés ,290 1 ,290 ,483 ,488
Pondérés ,301 1 ,301 ,502 ,479
Ecart 2,497 2 1,248 2,081 ,128
Intragroupes 106,185 177 ,600
Total 108,983 180
‫الخبرة‬ Intergroupes (combiné) 2,208 3 ,736 1,227 ,301
Terme linéaire Non pondérés 2,019 1 2,019 3,368 ,068
Pondérés ,342 1 ,342 ,570 ,451
Ecart 1,866 2 ,933 1,556 ,214
Intragroupes 106,135 177 ,600
Total 108,343 180

307

You might also like