Professional Documents
Culture Documents
ااا
ااا
الحمد هلل رب العالمين .وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .اللهم
صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ضانَ ث ُ َّم أَتْ َب َعهُ ِستًّاام َر َم َ
ص َ َّللاِ -صلى هللا عليه وسلم -قَا َل « َم ْن َ روى اإلمام مسلم في صحيحه أ َ َّن َر ُ
سو َل َّ
ام
ص َ ضانَ َو ِستَّةَ أَي ٍَّام ِم ْن ش ََّوا ٍل فَ َكأَنَّ َما َ
ام َر َم َ
ص َصيَ ِام الدَّ ْه ِر» .وفي رواية لإلمام أحمد َ «:م ْن َ
ِم ْن ش ََّوا ٍل َكانَ َك ِ
سنَةَ ُكلَّ َها».
ال َّ
إخوة اإلسالم
لقد مر شهر رمضان الكريم ،وانقضت أيامه ولكن السعيد من استودعه األعمال الصالحة والشقي من ُحرم
فيه الغفران والسؤال :هل تقبل هللا منا رمضان؟ هل تقبل منا الصالة والصيام والقيام؟ ،يقول هللا تعالى( :إِنَّ َما
َّللاُ ِمنَ ْال ُمتَّقِينَ ) المائدة .27 :وكان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ،ثم يهتمون يَتَقَبَّ ُل ه
بعد ذلك بقبوله ،ويخافون من رده ،فهم يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ،فيعطي أحدهم ،ويتصدق ،ويخشى
أن ال يُقبل منه ،ويصوم ويقوم ويخشى أن ال يُكتب له األجر ،لذا قال بعض السلف في وصفهم( :كانوا لقبول
العمل أشد منهم اهتماما ً بالعمل ذاته) ،ويقول آخر( :لو أعلم أن هللا تقبل مني ركعتين ال أهتم بعده؛ ألنه
َّللاُ ِمنَ ْال ُمتَّقِينَ ) ،وإذا كان هللا تبارك وتعالى ال يتقبل العمل الصالح إال من المتقين ،فمن يقولِ (:إنَّ َما يَتَقَبَّ ُل ه
عالمات التقوى :االستمرار والمداومة على عمل الطاعة ،واالمتناع عن المعاصي والموبقات ،وهللا تعالى
لما ذكر صفات المؤمنين لم يقيدها بوقت ،ولم يخصها بزمان ،فقال هللا تعالى (:قَ ْد أ َ ْفلَ َح ْال ُمؤْ ِمنُونَ ( )1الَّذِينَ
لز َكاةِ فَا ِعلُونَ (َ )4والَّذِينَ ُه ْم ع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِرضُونَ (َ )3والَّذِينَ ُه ْم ِل َّ ص َالتِ ِه ْم خَا ِشعُونَ (َ )2والَّذِينَ ُه ْم َ ُه ْم فِي َ
ظونَ ) ( )5( :)1المؤمنون ،فالمؤمنون باستمرار يفعلون ذلك ،وليس في رمضان فقط ،فنحن وج ِه ْم َحافِ ُ ِلفُ ُر ِ
ين) الحجر .99 :واليقين هو الموت، (وا ْعبُ ْد َربَّكَ َحتَّى َيأ ْ ِت َيكَ ْاليَ ِق ُ
مطالبون بالعمل إلى الموت ،قال هللا تعالىَ :
ط ِب ْر ِل ِعبَادَتِ ِه) مريم .65 :فال بد من الصبر والمصابرة ،واالستمرار على ص َوقال هللا تعالى( :فَا ْعبُ ْدهُ َوا ْ
الطاعة ولعل هذا يكون هو السبب في أمر الرسول صلى هللا عليه وسلم بصيام الست من شوال ،وذلك حتى
سنَةَ ام ال َّ
ص َضانَ َو ِستَّةَ أَي ٍَّام ِم ْن ش ََّوا ٍل فَ َكأَنَّ َما َ ام َر َم َ ص َال تنقطع هذه العبادة ،فقال صلى هللا عليه وسلم َ «:م ْن َ
ُكلَّ َها» .ففضل هللا عظيم ،وكرمه واسع وهباته مستمرة ،وعطاؤه ال ينقطع ،ولكن أين العاملون؟ فمن صام
رمضان ثم صام ستا ً من شوال يكون قد صام العمر كله ،والعبد مهما عمل من الطاعات ،واالعمال
َّللاِ -صلى هللا سو َل َّ الصالحات ،فلن يوفي حق نعمة واحدة من نعم هللا تعالى عليه ،ففي مسند أحمد (:إِ َّن َر ُ
ع َّز َو َج َّل ضاةِ َّ
َّللاِ َ علَى َوجْ ِه ِه ِم ْن يَ ْو ِم ُو ِلدَ إِلَى يَ ْو ِم يَ ُموتُ ه ََرما ً فِي َم ْر َ عليه وسلم -قَا َل «لَ ْو أ َ َّن َر ُجالً يُ َج ُّر َ
لَ َحقَّ َرهُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة» ،ولذلك فإن الناس ال يدخلون الجنة بأعمالهم ،وإنما يدخلونها برحمة هللا تعالى ،فليست
األعمال ثمنا ً للجنة ،ولكنها سبب لدخول الجنة ،فبدون رحمة هللا فاألعمال ال تؤهل لدخول الجنة ،بل وال
تعدل نعمة واحدة من نعمه تعالى علينا.
أيها المسلمون
ونحن ال نقول كونوا كما كنتم في رمضان من االجتهاد ،فالنفس ال تطيق ذلك ،ولكن نقول ال لالنقطاع عن
األعمال بالكلية ،فال تترك الصيام بالكلية ،وال تترك القيام بالكلية وال تترك ختم القرآن بالكلية ،وال تترك
الدعاء والذكر والصدقة ،ولكن استمر على العمل ،وإن كان أقل مما كان في رمضان ،وفي الصحيحين
ع َملُهُ َّللاِ -صلى هللا عليه وسلم -قَالَ ْ
ت َكانَ َ سو ِل َّ ع َم ُل َر ُ شةَ َكي َ
ْف َكانَ َ (:سئلت أ ُ َّم ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ
عائِ َ
َّللاِ قَا َل « أَد َْو ُم َها َو ِإ ْن قَ َّل »،وفي صحيح
ي األ َ ْع َما ِل أ َ َحبُّ ِإلَى َّ
ي صلى هللا عليه وسلم أ َ ُّ دِي َمةً)،وفيهما( ُ
س ِئ َل النَّبِ ُّ
صلَّى َام ِمنَ اللَّ ْي ِل أ َ ْو َم ِر َ
ض َ ع َمالً أَثْ َبتَهُ َو َكانَ ِإذَا ن َ َّللاِ -صلى هللا عليه وسلمِ -إذَا َ
ع ِم َل َ سو ُل َّ َكانَ َر ُ مسلم
ع ْش َرة َ َر ْك َعةً).
ار ثِ ْنت َْي َ
ِمنَ النَّ َه ِ
أقول قولي وأستغفر هللا لي ولكم
الخطبة الثانية ( المداومة بعد رمضان )
أما بعد أيها المسلمون
وأول ثمار المداومة على العمل الصالح :أنها سبب لطهارة القلب من النفاق ،وصلة القلب بربه الخالق ،ومن
أعظم ثمار المداومة على العمل الصالح :أنها سبب لمحبة هللا للعبد ،فالمداومة على العمل الصالح بفروضه
ونوافله سبب لمحبة هللا للعبد .ومن ثمار المداومة :أنها سبب لتفريج الكربات والمصائب واألزمات ،ففي
غالَ ُم ِإنِهي َّللاِ -صلى هللا عليه وسلمَ -ي ْو ًما فَقَا َل « َيا ُ سو ِل َّ ف َر ُ َّاس قَا َل ُك ْنتُ خ َْل َ عب ٍ ع ِن اب ِْن َ َ سنن الترمذي
ظكَ احْ فَ ِظ َّ
َّللاَ َّللاَ يَحْ فَ َّْللاَ ت َِج ْدهُ ت ُ َجاهَكَ » ،وفي رواية ألحمد «:احْ فَ ِظ َّ ظكَ احْ فَ ِظ َّ َّللاَ يَحْ فَ ْ
ت احْ فَ ِظ َّ أُ َ
ع ِله ُمكَ َك ِل َما ٍ
شدَّةِ) .فيا من داومت على العمل الصالح في الرخاء ،فلن َاء يَ ْع ِر ْفكَ فِي ال ِ ه الرخ ِ ف إِلَ ْي ِه فِي َّ ت َِج ْدهُ أ َ َما َمكَ تَعَ َّر ْ
يتخلى هللا عز وجل عنك في وقت الشدة والبالء ،فالمداومة على العمل الصالح من أعظم األسباب للنجاة من
الكروب والشدائد ،والباليا والمصائب؛ ومن ثمار المداومة على العمل الصالح ،أنها سبب لحسن الخاتمة
،والفوز بالجنات ،يقول الحافظ ابن كثير (:لقد أجرى هللا الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات
عليه ،ومن مات على شيء بعث عليه)؛ فإن عشت على طاعة ،وعلى عمل صالح ،اقتضى عدل هللا أن
يتوفاك على ذات الطاعة ،ونفس العمل الصالح؛ لقول النبي صلى هللا عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث
َّللاِ -صلى هللا عليه سو َل َّ ع ْن أَن ٍَس أ َ َّن َر ُ علَ ْي ِه » .وفي مسند أحمد َ ( : علَى َما َماتَ َ ث ُك ُّل َ
ع ْب ٍد َ جابر «:يُ ْب َع ُ
ع ْم ِر ِه أ َ ْو ب ُْر َهةً ام َل يَ ْع َم ُل زَ َمانا ً ِم ْن ُ ظ ُروا ِب َم ي ُْخت َ ُم لَهُ فَإ ِ َّن ْال َع ِعلَ ْي ُك ْم أ َ ْن الَ ت َ ْع َجبُوا ِبأ َ َح ٍد َحتَّى ت َ ْن ُ وسلم -قَا َل « الَ َ
سيِهئا ً َوإِ َّن ْالعَ ْبدَ ِليَ ْع َم ُل ْالب ُْر َهةَ ِم ْن دَ ْه ِر ِه ع َمالً َ علَ ْي ِه دَ َخ َل ْال َجنَّةَ ث ُ َّم يَت َ َح َّو ُل فَيَ ْع َم ُل َصا ِلحٍ لَ ْو َماتَ َ ِم ْن دَ ْه ِر ِه بِعَ َم ٍل َ
صا ِلحا ً َو ِإذَا أ َ َرادَ َّ
َّللاُ ِب َع ْب ٍد َخيْرا ً ا ْست َ ْع َملَهُ قَ ْب َل َم ْو ِت ِه ع َمالً َ ار ث ُ َّم َيت َ َح َّو ُل فَ َي ْع َم ُل َ
علَ ْي ِه دَ َخ َل النَّ َس ِي ٍهئ لَ ْو َماتَ َ ِب َع َم ٍل َ
علَ ْي ِه».
ضه ُ َ صا ِلحٍ ث ُ َّم يَ ْق ِب ُْف يَ ْست َ ْع ِملُهُ قَا َل « ي َُوفِهقُهُ ِل َع َم ٍل َ َّللاِ َو َكي َ
سو َل َّ » .قَالُوا يَا َر ُ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين .وارض اللهم عن الخلفاء
الراشدين :أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ،وعن سائر الصحابة األكرمين.
اللهم رحمتك نرجو ،وإياك ندعو ،فأدم علينا فضلك ،وأسبغ علينا نعمك ،وتقبل صلواتنا ،وضاعف حسناتنا،
وتجاوز عن سيئاتنا ،وارفع درجاتنا ،يا رب العالمين.
اللهم ارحم جميع المسلمين والمسلمات ،والمؤمنين والمؤمنات ،األحياء منهم واألموات ،إنك سميع قريب
مجيب الدعوات.
صلة االرحام الخطبة األولى
الحمد هلل ذي الجالل واإلكرام ،والفضل واإلنعام ،أمرنا بصلة األرحام ،ووعدنا على ذلك األجور العظام،
وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد هللا ورسوله ،أوصل الناس
لرحمه ،وأبرهم بقرابته ،فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين،
وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :فأوصيكم عباد هللا ونفسي بتقوى هللا ،قال سبحانه( :واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحام إن هللا
كان عليكم رقيبا).
أيها المسلمون :لقد حثنا هللا تعالى على تقوية أواصر العالقات ،وتوطيد الصلة مع أولي األرحام ،فقال
سبحانه( :وأولو األرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا إن هللا بكل شيء عليم ).أي :بعضهم أولى
ببعض في الصلة واإلحسان ،والرحمة واإلكرام .وأولو األرحام؛ هم ذوو القرابة من اإلخوة واألخوات،
واألجداد والجدات ،واألخوال والخاالت ،واألعمام والعمات ،وما يتفرع عنهم .والرحم مشتقة من اسم هللا
الرحمن ،يقول تعالى في الحديث القدسي« :أنا الرحمن ،وأنا خلقت الرحم ،واشتققت لها من اسمي ،فمن
وصلها وصلته ،ومن قطعها قطعته ».وقال النبي صلى هللا عليه وسلم موصيا أصحابه« :أرحامكم
أرحامكم ».أي :الزموا صلة أرحامكم ،وأحسنوا إليهم .وبذلك أوصى صلى هللا عليه وسلم أبا ذر ،قال
رضي هللا عنه :أوصاني خليلي أن أصل رحمي وإن أدبرت .أي :وإن قطعت .فصلة األرحام من أعظم
القربات ،وأولى الواجبات ،قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :تعلموا من أنسابكم ما تصلون به
أرحامكم ».فليعرف اآلباء أبناءهم بأقاربهم من ذوي أرحامهم؛ حتى يمكنهم صلتهم ،واإلحسان إليهم فإن
صلة األرحام من دالئل اإليمان ،قال النبي صلى هللا عليه وسلم« :من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليصل
رحمه ».وصلة الرحم من أحب األعمال إلى هللا تعالى ،فإن النبي صلى هللا عليه وسلم لما سئل عن أحب
األعمال إلى هللا؛ ذكر منها« :صلة الرحم ».وهي من صفات أولي األلباب ،قال هللا عز وجل( :إنما يتذكر
أولو األلباب* الذين يوفون بعهد هللا وال ينقضون الميثاق* والذين يصلون ما أمر هللا به أن يوصل ).
فكافأهم هللا تعالى في اآلخرة بعقبى الدار ،وهي الجنة .فعليكم يا عباد هللا بصلة أرحامكم؛ ففي ذلك مرضاة
لربكم ،وخير لكم في دنياكم وآخرتكم.
أيها المسلمون :إن الواصل لرحمه هو الذي يبادر باإلحسان إليهم ،ويسارع في إكرامهم ،ويتجاوز عن
هفواتهم ،قال رجل :يا رسول هللا ،إن لي ذوي أرحام ،أصل ويقطعون ،وأعفو ويظلمون ،وأحسن ويسيئون،
أفأكافئهم؟ أي :أعاملهم بالمثل؟ فقال صلى هللا عليه وسلم« :ال ...ولكن خذ بالفضل وصلهم ».وقال النبي
صلى هللا عليه وسلم« :ليس الواصل بالمكافئ ،ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ».كما تكون
صلة األرحام بزيارتهم ،وتلبية دعوتهم ،ومشاركتهم في أفراحهم ،وتفقد أحوالهم ،واالطمئنان عليهم،
وإدخال السرور على قلوبهم ،وبذل الهدايا لهم ،واالتصال بهم ،والسالم عليهم ،قال رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم« :بلوا أرحامكم ولو بالسالم ».أي :صلوها ولو ببذل السالم .وكان سيدنا ونبينا محمد صلى
هللا عليه وسلم يتعاهد أرحامه بالزيارة ،ويبادر صلى هللا عليه وسلم إلى صلة أعمامه وعماته ،ويقول :
«عم الرجل صنو أبيه ».أي :نظيره ومثيله .ويحرص على زيارة خاالته ،ويقول« :الخالة بمنزلة األم ».
ومن هديه صلى هللا عليه وسلم أنه كان يزور المرضى من أولي أرحامه ،ويسأل هللا تعالى لهم الشفاء،
ويحث على بذل المال لهم ،ويقول صلى هللا عليه وسلم« :إن الصدقة ...على ذي الرحم اثنتان :صدقة
وصلة».
وإن أفضل الصدقة ما كان سببا في صفاء قلوب أولي األرحام ،وتطييب خواطرهم ،وتقوية العالقات بينهم،
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :إن أفضل الصدقة؛ الصدقة على ذي الرحم الكاشح ».أي القاطع
لرحمه ،المعرض عن صلتهم ،فإن تأليف قلبه بالمال يثمر الود بين أولي األرحام ،ويعمق الروابط األسرية،
ويكون سببا في تماسك المجتمعات .فاللهم اجعلنا ألرحامنا واصلين ،وبآبائنا بارين ،وأدم علينا السعادة في
الدنيا ،واجعلنا في اآلخرة من الفائزين ،ولجنتك داخلين ،ووفقنا لطاعتك أجمعين ،وطاعة رسولك محمد
األمين صلى هللا عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته عمال بقولك( :يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا
الرسول وأولي األمر منكم).
نفعني هللا وإياكم بالقرآن العظيم،وبسنة نبيه الكريم صلى هللا عليه وسلم أقول قولي هذا وأستغفر هللا لي
ولكم ،فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد هلل ،الكريم التواب ،جزيل الثواب ،سريع الحساب ،وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،وأشهد
أن سيدنا ونبينا محمدا عبد هللا ورسوله ،فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد ،وعلى آله
وأصحابه أجمعين ،وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.أوصيكم عباد هللا ونفسي بتقوى هللا عز وجل.
أيها الواصلون أرحامكم :إن هللا تعالى يعجل لواصل الرحم ثوابه في الدنيا ،قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم« :ليس شيء أطيع هللا فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم ».فيلقي هللا تعالى محبة واصل الرحم في
قلوب أهله ،وأرحامه وأقاربه ،ويوسع له في رزقه ،قال صلى هللا عليه وسلم« :إن صلة الرحم محبة في
األهل ،مثراة في المال ،منسأة في األثر ».وفي اآلخرة يدخله هللا تعالى جنات تجري من تحتها األنهار،
فقد قال رجل للنبي صلى هللا عليه وسلم :دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة ،ويباعدني من النار .قال :
«تعبد هللا ال تشرك به شيئا ،وتقيم الصالة ،وتؤتي الزكاة ،وتصل ذا رحمك ».فلنحرص على تعزيز
صلتنا بأرحامنا وأقربائنا ،وتقوية أواصر العالقات بيننا ،ونعود على ذلك أبناءنا وبناتنا؛ لينالوا رضا ربهم،
ويزيدوا من تماسك مجتمعهم.
هذا وصلوا وسلموا على خير البشر ،وأطيعوا ربكم فيما أمر ،فقد قال سبحانه( :إن هللا ومالئكته يصلون
على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين .وارض اللهم عن الخلفاء
الراشدين :أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ،وعن سائر الصحابة األكرمين.
اللهم رحمتك نرجو ،وإياك ندعو ،فأدم علينا فضلك ،وأسبغ علينا نعمك ،وتقبل صلواتنا ،وضاعف حسناتنا،
وتجاوز عن سيئاتنا ،وارفع درجاتنا ،يا رب العالمين.
اللهم ارحم جميع المسلمين والمسلمات ،والمؤمنين والمؤمنات ،األحياء منهم واألموات ،إنك سميع قريب
مجيب الدعوات.
اللهم أدم على دولة الجزائر األمان واالستقرار ،والرخاء واالزدهار ،وزدها تقدما ورفعة ،وتسامحا
ومحبة ،وأدم على أهلها السعادة يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك من الخير كله؛ عاجله وآجله ،ما علمنا منه وما لم نعلم ،ونعوذ بك من الشر كله؛ عاجله
وآجله ،ما علمنا منه وما لم نعلم ،اللهم إنا نسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك محمد صلى هللا عليه وسلم،
ونعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك محمد صلى هللا عليه وسلم ،ونسألك الجنة وما قرب إليها من
قول وعمل ،ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ،ونسألك أن تجعل عاقبة كل قضاء قضيته
لنا رشدا.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة ،وفي اآلخرة حسنة ،وقنا عذاب النار ،وأدخلنا الجنة مع األبرار ،يا عزيز يا غفار.
عباد هللا :اذكروا هللا العظيم يذكركم ،واشكروه على نعمه يزدكم.
وأقم الصالة.