You are on page 1of 16

‫لقد تعددت تعاريف علماء النفس للقلق‪ ،‬فلكل واحد وجهة نظر يؤمن هبا‪:‬‬ ‫تعريف القلق‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫يعرف مسرمان‪" :‬بأنه حالة من التوتر الشامل الذي ينشأ خالل مراعاة الدوافع وحماوالت الفرد للتكيف"‪( .‬حممد جاسم حممد‪<،‬‬

‫‪)241 ،2004‬‬

‫وتعرفه فوزي إميان سعيد‪" :‬انه خربة انفعالية مؤملة يتوقع فيها اإلنسان اخلطر أو التهديد‪ ،‬أو إهنا توجس مؤمل يستشعر معه‬

‫اإلنسان أن حدثا خطريا يوشك أن ينزل به‪،‬وغالبا ما جيهل اإلنسان طبيعة اخلطر الذي يستشعر هتديده على حنو حمدد"‪( .‬فوزي‬

‫إميان سعيد‪ ،‬بدون سنة‪)92 ،‬‬

‫كما يعرفه أمحد عكاشة‪" :‬بأنه شعور غامض غري سار بالتوقع اخلوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض اإلحساسات يأيت‬

‫يف نوبات تتكون يف نفس الفرد"‪( .‬أمحد عكاشة‪)38 ،1988 ،‬‬

‫أما ‪ Sillmay‬فيعرفه‪" :‬على انه حالة عاطفية متميزة بعدم االرتياح‪ ،‬وذلك لرتقب خطر غري حمدد والذي حنن عاجزون‬

‫أمامه"‪.)n. sillamy. 1983. 28( .‬‬

‫أما سبيلربجر فيعرف القلق (‪" :)1983‬بأنه انفعال غري سار وشعور بعدم الراحة واالستقرار مع اإلحساس بالتوتر واخلوف‬

‫الآلمربر له‪ ،‬واستجابة مفرطة< ملواقف ال تشكل خطرا يستجيب هلا الفرد بطريقة مبالغ فيها"‪( .‬جاسم حممد< عبد اهلل حممد مرزوقي‪،‬‬

‫‪.)37 ،2008‬‬

‫عرفه عبد اخلالق (‪" :)1994‬بأنه شعور عام باخلشية أو أن هناك مصيبة وشيكة الوقوع وهتديد مصدره غري معلوم< مع شعور‬

‫بالتوتر‪ ،‬وخوف ال سبب له من الناحية املوضوعية‪ ،‬وغالبا ما يتعلق باملستقبل واجملهول‪( .‬حممد قاسم عبد اهلل‪.)169 ،2001 ،‬‬

‫يعرف هلجرد القلق‪" :‬بأنه حالة من توقع الشر أو اخلطر واالهتمام الزائد وعدم الراحة أو عدم االستقرار أو عدم سهولة احلياة‬

‫الداخلية للفرد"‪( .‬حممد جاسم العبيدي‪)131 ،2004 ،‬‬

‫ويعرفه ويرنر (‪" :) werner‬على انه حالة من اإلثارة العاطفية تظهر عقب إدراك إثارات‪ ،‬أو من خالل متثيالت عامة خلطر‬

‫فيزيولوجي‪ ،‬أو هتديد نفسي"‪)wener (f), 1988, 31( .‬‬


‫يرى خليل أبو فرحة (‪" :) 2000‬أن القلق عبارة تشري إىل حالة من توقع الشر أو اخلطر وعدم الراحة واالستقرار أو عدم‬

‫سهولة احلياة الداخلية اليت يرتبط بالشعور< واخلوف‪( .‬زحوف منرية‪)50 ،2004 ،‬‬

‫يعرفه روبني داينز‪ :‬القلق‪" :‬على انه ما يشعر به الفرد عندما يكون يف مأزق أو حتت ضغوط نفسية أو عند مواجهة أي خطر‬

‫من أي نوع سواء أكام جسمانيا أو وجدانيا أو ذهنيا"‪( .‬روبني داينز‪)36 ،2006 ،‬‬

‫ترى نور اهلدى حممد اجلاموس‪" :‬أن القلق حالة من اخلوف الغامض الشديد الذي ميتلك اإلنسان‪ ،‬ويسبب له كثريا من الضيق‬

‫واألمل‪ ،‬والشخص القلق ال يستقر له قرار‪ ،‬وال يستطيع أن يركز انتباهه طويال على العمل‪ ،‬ويبدو يائسا متشائما يشك يف كل‬

‫ما يدور حوله‪ ،‬ويتوقع الشر يف كل خطوة خيطوها"‪( .‬نور اهلدى حممد اجلاموس‪)117 ،2004 ،‬‬

‫كما يعرفه سامر مجيل رضوان‪" :‬على انه عبارة عن ردة فعل الفرد على اخلطر الناجم عن الفقدان أو الفشل الواقعي أو‬

‫املتصور‪ ،‬واملهم شخصيا للفرد‪ ،‬حيث يشعر بالتهديد جراء هذا الفقدان أو الفشل‪( .‬سامر مجيل رضوان‪)266 ،2002 ،‬‬

‫يعرف عصام الصفدي< القلق‪" :‬على انه انفعال شديد مبواقف أو أشياء‪ ،‬أو أشخاص ال تستدعي بالضرورة هذا االنفعال‪ ،‬وهو‬

‫يعبث يف احلاالت الشديدة على التمزق واخلوف‪ ،‬وحيول حياة صاحبه إىل حياة عاجزة‪ ،‬ويشل قدرته على التفاعل‬

‫االجتماعي"‪( .‬عصام الصفدي‪)104 ،2001 ،‬‬

‫كما يعرف )‪ Doron Roland (1991‬القلق على انه‪" :‬حالة وجدانية تتميز بعاطفة من انشغال البال فقدان األمن‪،‬‬

‫واضطراب منتشر جسمي ونفسي‪ ،‬وتوقع خطر غري حمدد يقف الفرد أمامه عاجزا"‪)Doron Roland, 1991, 42( .‬‬

‫ويشري سعاد جرب سعيد (‪ )2008‬أن القلق‪" :‬هو التوتر وانشغال البال ألحداث عديدة ألغلب اليوم‪ ،‬ويكون مصحوبا‬

‫بأعراض جسمية كآالم العضالت‪ ،‬والشعور< بعدم الطمأنينة وعدم االستقرار"‪( .‬سعاد جرب سعيد‪)233 ،2008 ،‬‬

‫يرى )‪" :Richter (1995‬أن القلق شعور عام غامض غري سار بتوقع اخلطر واخلوف والتوتر مصحوبا بإعادة ببعض‬

‫اإلحساسات اجلسمية‪ ،‬ويأيت يف نوبات تتكرر يف نفس الشخص وذلك مثل الشعور بالضيق يف التنفس أو ازدياد شدة نبضات‬

‫القلب أو الصداع"‪)Richter, 1995, 58( .‬‬


‫مما سبق ميكن القول أن القلق حالة من الشعور< بعدم االرتياح واهلم املتعلق حبوادث املستقبل والذي يتضمن شعور الضيق‪،‬‬

‫وانشغال الفكر وترقب الشر‪ ،‬وعدم االرتياح حيال أمل أو مشكلة متوقعة أو شبكة الوقوع‪ ،‬ويكون مصحوبا عادة بأعراض‬

‫جسمية‪ ،‬كما يأيت يف نوبات تتكرر يف نفس الشخص‪.‬‬

‫‪ )2‬أنواع القلق‪:‬‬

‫‪-2‬أ‪ -‬القلق الموضوعي‪ :‬وهذا النوع من القلق أقرب إىل اخلوف‪ ،‬وذلك ألن مصدره< يكون واضحا‪ ،‬فالفرد مثل يشعر‬

‫بالقلق إذا قرب موعد اإلمتحان‪( .‬حنان عبد احلميد العناين‪)113 ،2000 ،‬‬

‫كما انه يسمى بالقلق خارجي املنشأ فهو الذي حيس به الناس يف األحوال الطبيعية كرد فعل على الضغط النفسي أو اخلطر‪،‬‬

‫فعندما يستطيع اإلنسان أن مييز بوضوح شيئا يتهدد أمنه وسالمته كان يصوب لص مسدسا إىل رأسه‪ ،‬فهنا يشعر باإلضراب‬

‫ويبدأ يرجتف فيجف ريقه‪ ،‬وتعرق يداه وجبهته وتزيد نبضات قلبه وهتتاج معدته توتره فهذا القلق طبيعي‪ ،‬أي شخص ميكن أن‬

‫حيس به‪ ،‬واستجابته تكون عادية وسوية‪( .‬مصطفى< نوري القهش‪)255 ،2007 ،‬‬

‫‪-2‬ب‪ -‬القلق العصابي‪( :‬املرضي)‪ :‬هو نوع من القلق ال يدرك املصاب به مصدر< علته وكلما هنالك انه يشعر حبالة من‬

‫اخلوف الغامض‪ ،‬ويعرف القلق العصايب بأنه توتر شامل ومستمر نتيجة توقع هتديد خطر فعلي أو رمزي قد حيدث يصحبها‬

‫خوف غامض وأعراض نفسية جسمية‪ ،‬ورغم ان القلق غالبا ما يكون عرضا لبعض االضطرابات النفسية‪ ،‬إال انه يف حالة القلق‬

‫قد تغلب فتصبح هي نفسها اضطرابا‪( .‬حنان عبد احلميد العناين‪)113 ،2000 ،‬‬

‫كما انه يسمى بالقلق الداخلي املنشأ وهو حالة مرضية‪ ،‬ويبدو أن لدى ضحايا هذا املرض استعداد وراثي له‪ ،‬وهو يبدأ عادة‬

‫بنوبات من القلق الدائم‪ ،‬تأيت فجأة دون إنذار أو سبب ظاهر‪( .‬مصطفى نوري القهش‪)256 ،2007 ،‬‬

‫‪-2‬ج‪ -‬القلق كحالة وسمة‪:‬‬


‫‪ -1‬القلق كحالة‪ :‬تعترب حالة انفعالية طارئة وقتية يف حياة تتذبذب من وقت آلخر‪ ،‬وتزول بزوال املثريات اليت تبعثها‪،‬‬

‫وهي حالة داخلية تتسم مبشاعر التوتر واخلطر املدكرة شعوريا‪ ،‬واليت تزيد من نشاط اجلهاز العصيب الذايت‪ ،‬فتظهر‬

‫عالمات قلق حالة وختتلف هذه يف شدهتا وتقلبها معظم الوقت‪.‬‬

‫فهو إذن عبارة عن جمموعة‪ ،‬من املشاعر واالنفعاالت املؤقتة املرتبطة مبوقف معني‪( .‬مصطفى نوري القمش‪)256 ،2007 ،‬‬

‫كما تتصف حالة القلق بارتباطها مبوقف معني يسببها‪ ،‬وترتبط مبشاعر من اهلم والتوتر وترتبط بتنشيط اجلهاز العصيب املستقل‪،‬‬

‫وتكون هذه احلالة مدركة شعوريا‪( .‬سامر مجيل‪)269 ،2002 ،‬‬

‫ويعترب االستجابة االنفعالية اليت تظهر على الفرد الذي يدرك موقفا حمددا على انه خطر عليه شخصيا أو خميف بغض النظر عن‬

‫وجود أو عدم وجود شيء حقيقي ميثل ذلك اخلطر‪( .‬صاحل قاسم حسني‪)165 ،2008 ،‬‬

‫‪ -2‬سمة القلق‪ :‬تعترب كسمة ثابتة نسبيا للشخصية‪ <،‬تشري هذه النظرية إىل االختالفات الفردية يف قابلية اإلصابة بالقلق‪،‬‬

‫واليت ترجع إىل االختالفات املوجودة بني األفراد يف استعداداهتم لالستجابة للمواقف املذركة‪ ،‬كمواقف هتديدية‬

‫بارتفاع مستوى القلق وفقا ملا اكتسبه كل فرد يف طفولته من خربات سابقة‪ ،‬كما متيز هذه النظرية أيضا بني حاالت‬

‫القلق املختلفة والظروف البيئية الضاغطة اليت تؤدي إىل هذه احلاالت وميكانيزمات الدفاع اليت تساعد على جتنب‬

‫تلك النواحي الضاغطة‪( .‬مصطفى نوري القهش‪)256 ،2007 ،‬‬

‫أما سبيلربجر (‪ ) 1983‬فيعتربها بأهنا استعداد ثابت نسبيا لدى الفرد‪ ،‬إذ تتصف بقدر أكرب من االستقرار باملقارنة مع حاالت‬

‫القلق‪ ،‬وهناك فروق فردية بني األفراد يف كيفية إدراكهم للعامل ويقال بأن الفرد ميتلك مسة القلق عندما يدرك العامل باعتباره‬

‫مصدره‪( .‬جاسم حممد عبد اهلل حممد< املرزوقي‪)37 ،2008 ،‬‬

‫كما تبدو على أهنا حتتوي دافعا أو استعدادا سلوكيا مكتسبا‪ ،‬جيعل الفرد ميتلك استعداد ألن يعيش عددا كبريا من الظروف‬

‫غري اخلطرية موضوعيا على أهنا مهددة‪ ،‬وأن يستجيب هلذه الظروف حباالت من القلق تكون شدته غري متناسبة مع حجم‬

‫اخلطر املوضوعي بتعبري آخر توجد مسة القلق عند كل األفراد وختتلف شدهتا بني األفراد‪( .‬سامر مجيل‪)256 ،2007 ،‬‬

‫‪-3‬درجات القلق‪:‬‬
‫وهو عبارة عن توتر والشعور بالرهبة‪ ،‬خاصة عند مواجهته للمشاكل والصعوبات‪( .‬حممد< حاسم‬ ‫‪ -3-1‬القلق البسيط‪:‬‬

‫حممد‪)242 ،2004 ،‬‬

‫‪ -3-2‬القلق المزمن‪ :‬تظهر أعراضه عند الشخص خفيفة نوعا ما عن األعراض احلادة حيث حيدث اضطراب أثناء النوم‬

‫مصحوب بأحالم مزعجة‪ ،‬وظهور حاالت العنف بصفة كبرية جتعل املريض يسعى ملساعدة الطبيب‪.‬‬

‫‪ -3-3‬القلق الحاد‪ :‬حتدث نوبات بأشكال مفاجئة‪ ،‬وألسباب جمهولة حيث تسيطر على املريض لعدة دقائق يف املرة‬

‫الواحدة‪ ،‬تعبث فيه حالة من الرعب املرضي يقولون انه أكثر إيالما من أية حالة جسمانية حادة‪( .‬نفس املرجع السابق‪،2004 ،‬‬

‫‪)242‬‬

‫‪-4‬أعراض القلق‪:‬‬

‫‪ -4-1‬أعراض جسمية‪:‬‬

‫‪ -1‬أعراض مرتبطة بجهاز القلب الدوري‪ :‬أالم عضلية يف الناحية اليسرى من الصدر‪ ،‬فرط احلساسية لسرعة كل من‬

‫دقات القلب والنبض‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم‪( .‬مصطفى نوري القمش‪)259 ،2007 ،‬‬

‫‪ -2‬أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي‪ :‬فقدان الشهية أو عسر اهلضم‪ ،‬وصعوبات البلغ والشعور< بغضة يف احللق‬

‫واالنتفاخ‪ ،‬أحيانا الغثيان والقيء أو اإلسهال أو اإلمساك ونوبات القيء اليت تتكرر كلما تعرض الفرد النفعاالت‬

‫معينة‪.‬‬

‫‪ -5‬أعراض مرتبطة بالجهاز التنفسي‪ :‬ضيق الصدر وعدم القدرة على استنشاق اهلواء‪ ،‬سرعة التنفس‪ ،‬ورمبا أدت سرعة‬

‫التنفس إىل طرد ثاين أكسيد الكربون وتغيري محوضة الدم وقلة الكالسيوم< النشط يف اجلسم مما يعرض الفرد للشعور‬

‫بتنميل األطراف وتقلص العضالت والدوار والتشنجات العصبية ورمبا اإلغماء‪.‬‬

‫‪ -8‬أعراض مرتبطة بالجهاز البولي التناسلي‪ :‬كثرة البول واإلحساس باحلاجة السيما عند االنفعاالت الشديدة ويف‬

‫املواقف الضاغطة‪ ،‬باإلضافة إىل املقدرة اجلنسية‪( .‬نفس املرجع السابق‪)259 ،2007 ،‬‬
‫‪ -5-2‬أعراض نفسية‪ :‬جند منها الشعور باخلوف أو الوجس‪ ،‬أو التوتر الداخلي دون أي سبب ظاهر أحيانا‪ ،‬أو ضعف‬

‫القدرة< على الرتكيز الذهين أو سيطرة األفكار املثرية إىل اخلطر على الساحة الذهنية‪ ،‬واألرق خاصة يف الليل‪ ،‬الشك والشعور<‬

‫بالعجز وعدم االستقرار‪( .‬جاسم حممد عبد اهلل حممد< املرزوقي‪)2008 ،41 ،‬‬

‫كذلك جند الشعور بالغضب والعصبية‪ ،‬تقلب احلالة امليزاجية‪ ،‬الشعور بالعدوانية‪ ،‬إلقاء اللوم على الذات‪ ،‬الشعور< بالغضب‬

‫دون وجود سبب حقيقي‪ ،‬االعتقاد بعدم القدرة على التغلب< على الصعوبات‪ ،‬الشعور بفقدان السيطرة على زمام األمور‪،‬‬

‫الشعور< بالذنب‪( .‬روبني هاينز‪)257 ،2006 ،‬‬

‫أسباب القلق‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪ -6-1‬أسباب وراثية‪ :‬أثبتت الدراسات أن القلق ينتقل عرب الوراثة‪ ،‬حيث افرتض بيولوجيا أو كيميائيا يسبب املرض وقد‬

‫أجريت دراسات إحصائية عن مدى انتشار االضطراب بني أقارب املصابني من الناس ووجد أن احتمال اإلصابة عند ذوي‬

‫القرابة الوثيقة بإنسان مريض باحلالة أكرب من احتمال إصابة مما أن ال ترابطهم صلة قرابة من املرضى‪ ،‬وأشارت دراسات التوائم‬

‫إىل أن هناك ميال أكرب إلصابة كل من التوأمني مبرض القلق لوكانا توأمني متماثلني أو توأمني متطابقني مما لوكانا توأمني غري‬

‫متطابقني‪( .‬مصطفى نوري القمش‪)266 ،2007 ،‬‬

‫‪ -6-2‬أسباب نفسية‪ :‬أثبتت الدراسات النفسية واإلكلينكية أن هناك أسباب نفسية تؤدي إىل ظهور القلق‪ ،‬فقد ينتج عن‬

‫صراع نفسي وقد يكون نتيجة هتديدات‪ ،‬واخلوف‪.‬‬

‫‪ )1‬الصراع النفسي‪ :‬هناك ثالثة أنواع من الصراعات اليت تسبب القلق‪.‬‬

‫صراع يتعلق بامليل او رغبة يف حتقيق هدفني مرغوبني من غري املمكن اجلمع أو التوفيق بينهما وغالبا ما يكن اختاذ القرار صعبا‪،‬‬

‫ويؤدي أحيانا إىل إثارة القلق‪.‬‬


‫الرغبة يف فعل شيء وعد فعله يف نفس الوقت‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬ميكن لشخص أن يدخل يف صراع حول إهناء عالقة‬

‫رومانسية تبدوا مسدودة‪ <،‬فمن شأن فسخ العالقة أن يوفر مزيدا من احلرية والفرص‪ ،‬لكن ميكن أن يكون يف نفس الوقت‬

‫اختيارا أليما ومعذبا لكال الطرفني‪.‬‬

‫إذا وجد بديال أحدامها مركما يقال‪ :‬مثل املعاناة مع أمل أو إجراء عملية ميكن أن تؤدي مع الزمن إىل خنفيف األمل‪( .‬حاسم حممد‬

‫عبد اهلل املرزوقي‪)41 ،2008 ،‬‬

‫‪ )2‬الخوف‪ :‬املخاوف ميكن أن تأيت استجابة ألوضاع متنوعة‪ ،‬فالناس خيافون من الفشل واملستقبل وحتقيق النجاح‪،‬‬

‫املرض‪ ،‬املوت‪ ،‬والوحدة وعذاب اآلخرة وأشياء أخرى حقيقية أو ومهية‪.‬‬

‫‪ )5‬تهديدات‪ :‬هي تلك التهديدات اليت تأيت من خطر مدرك أو حمسوس‪ ،‬هتدد قيمة الفرد كالقلق من رفض اآلخرين أو‬

‫القلق من احتمال الرسوب يف مادة دراسية‪( .‬نفس املرجع السابق‪)41 ،2008 ،‬‬

‫‪ -6-3‬المواقف الحياة الضاغطة‪:‬‬

‫‪ -‬الضغوط احلضارية والثقافية والبيئة احلديثة‪.‬‬

‫‪ -‬مطالب املدينة املتغرية (حنن نعيش يف عصر القلق)‪.‬‬

‫البيئة القلقة املشبعة بعوامل اخلوف ومواقف الضغط والوحدة‪ ،‬واحلرمان وعدم األمان‪( .‬حنان عبد احلميد العناين‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪)12 ،2000‬‬

‫‪ -6-4‬أسباب جسمية‪ :‬يقصد هبا تعرض الفرد لبعض األمراض املزمنة واحلادة كالسرطان‪ ،‬والداء السكري‪ ،‬الربو‪،‬‬

‫والقلب‪ <،‬أيضا ميكن أن حيدث القلق بسبب عدم التوازن الغذائي‪ ،‬واخللل يف الوظائف العصبية‪ ،‬وعوازل كيميائية داخل اجلسم‪.‬‬

‫(جاسم حممد عبد اهلل حممد< املرزوقي‪)51 ،2008 ،‬‬

‫عالج القلق‪:‬‬ ‫‪-7‬‬


‫‪ -7-1‬العالج السلوكي‪ :‬يتمثل يف تدريب املريض على عملية االسرتخاء‪ ،‬وبعد ذلك نقدم املنبه املثري للقلق< بدرجات‬

‫متفاوتة من الشدة حبيث ال يؤدي إىل القلق واالنفعال وإذا مل يتحقق الشفاء قد نضطر إىل استخدام العقاقري املهدئة والصدمات‬

‫الكهربائية‪( .‬حنان عبد احلميد العناين‪)121 ،2000 ،‬‬

‫كما أن السلوكيون يعتمدون يف العالج على طريقة أصبحت من أكثر الطرائق العالجية السلوكية انتشارا هي إزالة احلساسية‪،‬‬

‫وأدخلها ألول مرة الربوفيسور< ولب (‪ )1958‬قائمة على مبدأ إشراطي أمساه الكف املتبادل حيث قام بإحداث استجابة‬

‫مضادة للقلق< بوجود مثريات املستدعية للقلق‪ ،‬حبيث تكون مصحوبة بقمع تام أو جزئي الستجابات القلق‪ ،‬فإن الرابطة بني‬

‫هذه املثريات واستجابات القلق ستضعف‪( .‬صاحل قاسم حسني‪)179 ،2008 ،‬‬

‫كما أن العالج السلوكي يتضمن طرائق عديدة من العالج يشمل وسائل خمتلفة‪ ،‬إذ تقوم على أساس االفرتاض بأن اإلنسان‬

‫يتعلم أو يكتسب االستجابات أو يتعلمها بطريقة شرطية‪ ،‬ومن أشهر هذه األساليب جند‪:‬‬

‫‪ )1‬إزالة الحساسية بطريقة منظمة‪ :‬إن إزالة احلساسية املنظمة تركز على املواجهة التدرجيية اليت يصحبها االسرتخاء‬

‫العميق للعضالت‪ ،‬وتكون املواجهة أوال يف اخليال مث يف الواقع فيما بعد‪.‬‬

‫‪ )2‬العالج بالتعويض أو المواجهة‪ :‬أصبح شعار بالتعويض او املواجهة‪ ،‬التصرف احلقيقي املباشر الشديد والطويل‬

‫املتكرر الذي ال مهرب منه‪ ،‬حيث الحظ بعض الباحثني أن مواجهة املشكلة كما حتدث يف احلياة الواقعية تقلل من‬

‫األعراض‪.‬‬

‫‪ )3‬المحو أو اإلطفاء‪ :‬ويشتمل احملو على تقليل السلوك تدرجييا من خالل إيقاف التعزيز الذي كان حيافظ على‬

‫استمرارية حدوثه يف املاضي‪( .‬مصطفى نوري القمش‪)271 ،2007 ،‬‬

‫‪ -7-2‬العالج المعرفي‪ :‬يقوم هذا العالج على مناقشة األفكار غري منطقية لدى املريض ونقدها يقنع من خالله الفاحص‬

‫املفحوص بأهنا أفكار خاطئة وغري منطقية وباعتبارها حمور حياته وتعمل هذه األخرية على إحداث اضطرابات يف الشخصية‪ ،‬مث‬

‫إعطاء البديل من أفكار عقالنية منطقية‪( .‬حنان عد احلميد العنانني ‪)122 ،2000‬‬
‫‪ -7-3‬العالج الكيميائي‪ :‬وهنا نعطي املريض العقاقري املنومة واملهدئة يف بداية األمر حيث تعمل على تقليل من التوتر‬

‫العصيب مث بعد أن تتم الراحة اجلسمية يبدأ العالج النفسي‪ ،‬أما يف حالة القلق الشديد ميكن إعطاء املريض بعض العقاقري وذلك‬

‫حتت إشراف الطبيب املختص‪ ،‬ومن بني هذه األدوية جند (‪ ،)taciline, libras‬وجيب احلرص على استخدام العقاقري املهدئة‬

‫وذلك هبدف منع حدوث اإلدمان‪( .‬لطفي الشربيين‪ ،‬بدون سنة‪)261 <،‬‬

‫‪ -7-4‬العالج االجتماعي‪ :‬يعتمد على إبعاد املريض عن مكان الصراع النفسي وعن مثريات املسببة آلالمه وانفعاالته‪،‬‬

‫وكثريا ما ينصح بتغيري الوسط االجتماعي والعائلي‪ ،‬كما ميكن مساعدة اجملتمع املريض على تغلب< على املرض‪ ،‬وإعادة تكيفه‬

‫من جديد يف حياته‪ ،‬من خالل توفري جو مناسب يف املنزل يسوده احلب والتفاهم‪ ،‬فهذا يشعره باالرتياح وحيسسه باألمان‬

‫وخيفف من شدة اآلالم اليت يعانيها‪( .‬نبيل غالب‪)64 ،2003 ،‬‬

‫‪ -7-5‬العالج الكهربائي‪ :‬تشري التجارب إىل أن الصدمات ال تفيد لعالج القلق النفسي إال إذا كان مصحوب بأعراض‬

‫اكتائبيةـ وهنا سيخفي االكتئاب واملنبه الكهربائي حيث يفيد أحيانا يف احلاالت املصحوبة بأعراض جسمية‪( .‬لطفي الشربينني‬

‫بدون سنة‪)261 <،‬‬

‫‪ -7-6‬العالج التحليلي‪ :‬يرى فرويد بأن للقلق أمهية كبرية يف فهم األعراض النفسية حيث يقول بأنه عملة متداولة تبتل‬

‫هبا كل احلاالت االنفعالية اليت خضعت للكبت‪ ،‬ويهدف العالج الفرويدي إىل إخراج أال شعور املكبوت إىل حيز الشعور لكي‬

‫يعيه الفرد ويتعامل معه‪ ،‬وجلأ فرويد إىل طريقة التداعي بغية إعادة الذكريات املعذبة إىل ساحة الشعور‪ ،‬وبالتايل الوصول إىل‬

‫الشفاء‪( .‬مصطفى نوري القمش‪2007 ،‬ن ‪)271‬‬

‫‪ -‬القلق والخوف‪ :‬يصعب التمييز بني القلق واخلوف يف حاالت كثرية‪ ،‬وذلك بسبب أوجه التشابه بينهما‪ ،‬ويبدوا الشبه‬

‫واضحا يف اجلوانب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يف كل من اخلوف والقلق يشعر بوجود خطر يتهدده‪.‬‬

‫‪ -‬كل من اخلوف والقلق‪ ،‬حالة انفعالية تنطوي على التوتر والضغط‪<.‬‬


‫‪ -‬كل منهما يصاحبه عدد من التغريات اجلسمية‪.‬‬

‫ورغم ذلك ميكننا أن نضع أيدينا على عدة فروق بني القلق واخلوف‪:‬‬

‫‪ -‬املثري يف عدد من أشكال القلق ذايت وليس له وجود يف العامل اخلارجي‪ ،‬لذلك ميكن أن اإلنسان القلق خياف من شيء‬

‫جمهول ال يدركه وال يعرف مصدره‪ ،‬أما اخلوف فموضوعه موجود يف العامل اخلارجي‪.‬‬

‫‪ -‬حالة القلق مستمرة‪ ،‬واخلوف حالة عابرة ومؤقتة‪( .‬حنان عبد احلميد العناين‪)115 ،2000 ،‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫يعترب القلق لب املتاعب النفسية وذلك لكونه مفهوم شديد الرتكيب حيث تتدخل فيه عدة عوامل‪ ،‬كما انه انفعال إنساين له‬

‫درجات متنوعة وله أثار خمتلفة وأعراض تشمل كل من يعاين القلق كبريا كان أو صغريا وتشمل أيضا كل من اجلنسني وتظهر‬

‫هذه األعراض جسمية على أجهزة اجلسم مثل اجلهاز القليب واجلهاز التنفسي والعصيب‪ ،‬واجلهاز البويل التناسلي واجلهاز العضلي<‬

‫وجهاز الغدد الصماء‪ ،‬كما تبدو األعراض يف شكل صورة نفسية‪ ،‬إذ يظهر على الشخص عدم االستقرار واخلوف دون معرفة‬

‫مصدره‪ ،‬شعور بانعدام األمن والراحة‪ ،‬واحلساسية املفرطة وخمتلف األعراض النفسية اليت تؤدي إىل تدهور يف قدرة الفرد على‬

‫اإلجناز والعمل كما تؤثر على توافقه االجتماعي واملهين واألسري‪ ،‬ومن طبيعة النفس البشرية أهنا حتاول السيطرة على هذا‬

‫القلق والتخلص منه سواء بالوقاية أو العالج حىت تضمن لنفسها التكيف الذي يؤدي إىل السعادة والراحة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬النظريات المفسرة للقلق‬

‫متهيد الفصل‬

‫‪ )1‬النظرة البيولوجية‬

‫‪ )2‬النظرة السلوكية‬

‫‪ )3‬النظرة املعرفية‬

‫‪ )4‬النظرية التحليلية‬

‫‪ )5‬النظرية اإلنسانية‬
‫خالصة الفصل‬

‫تمهيد الفصل‪:‬‬

‫إن القلق حالة وجدانية تتميز بالشعور< باالنزعاج وبانشغال البال‪ ،‬وبعدم الرضا بالوضع الراهن وبعدم األمان‪ ،‬واالطمئنان‬

‫وتوقع خطر جمهول يكون الفرد عاجز عن مواجهته‪ ،‬فلقد< حاولت عدة مدارس شرح سببية منشأ هذا االضطراب‪ ،‬كما أهنا‬

‫اختلفت يف تفسريه اختالفا واضحا فيما بينها‪ ،‬فسوف يتم التطرق يف هذا الفصل إىل أهم النظريات اليت فسرت القلق واليت‬

‫نذكر منها النظرية البيولوجية اليت ترجعه إىل الوراثة‪ ،‬والنظرية السلوكية اليت اعتربته منعكسة شرطيا حنو املنبهات‪ ،‬والنظرية‬

‫املعرفية اليت ترجعه إىل التفكري الغري عقالين واخلاطئ‪ ،‬والنظرية التحليلية اليت ترجعه إىل الرغبات املكبوتة يف أالشعور‪ ،‬والنظرية‬

‫اإلنسانية اليت ترجعه إىل مواقف احلياة الضاغطة اليت يوجهها‪.‬‬


‫‪ )1‬النظرية البيولوجية‪:‬‬

‫إن النظرية البيولوجية تفسر يف ضوء املثريات والعوامل الوراثية واهلرمونية والعصبية احليوية وما شابه ذلك‪ ،‬لقد مت تصور يف‬

‫املاضي أن القلق ال عالقة له بالوراثة واهلرمونات على االضطرابات العقلية‪ ،‬ولكن تبني قصور ذلك التصور يف أواخر العقد‬

‫املنصرم وأوائل األلفية الثالثة‪ ،‬حيث تبني تأثري الوراثة حىت يف االضطرابات النفسية والعصابية‪ ،‬فمثال القلق أو األب القلق البد‬

‫وأن ينجبا طفال قلقا بالوراثة قد ال تظهر عليه أعراض القلق مبكرا ولكن عند مواجهته لضغوط بكثافة معينة ما تظهر عليه‬

‫أعراض بفعل الوراثة اجلينية وبفعل ما ميكن تسميته بالوراثة النفسية النامجة عن معايشة أباء وأمهات يعانون من القلق‪ ،‬وهذا ما‬

‫تؤكده دراسة بريتشارد وآخرين واليت تشري إىل تأثر القلق باالضطرابات اهلرمونية‪ ،‬كما توضح تأثر القلق باضطراب نشاط‬

‫املواصالت العصبية‪( .‬لطفي الشربيين‪ ،‬بدون سنة‪)49 <،‬‬


‫كما أن هناك بعض الدراسات لألومتس وتومسى< اليت تشري إىل أثر العاهل الوراثي لالضطراب كما يف اضطراب الفزع‬

‫والرهاب‪ ،‬أما تأثريات البيئية احمليطة فتبدوا أعظم يف حاالت املخاوف احملددة‪( .‬جاسم حممد< عبد اهلل حممد املرزوقي‪)37 ،2008 ،‬‬

‫يفرتض أصحاب هذه النظرية أن هناك اضطرابات بيولوجيا أو كيميائية يسبب املرض‪ ،‬وقد أجريت دراسة إحصائية عند مدى‬

‫انتشار االضطراب بني أقارب املصابني من الناس ووجد أن احتمال اإلصابة عند ذوي القرابة الوثيقة بإنسان مريض حالة أكرب‬

‫من احتمال إصابة ممن ال تربطهم صلة قرابة‪ ،‬كما انه أشارت دراسات التوائم إىل أن هناك ميال أكرب لإلصابة كل من التوأمني‬

‫مبرض القلق‪ ،‬لوكانا توأمني متماثلني أو تأملني متطابقني مما لو كانا توأمني غري متطابقني‪( .‬مصطفى نور القمش‪)266 ،2007 ،‬‬

‫السلوكية‪ :‬يرى أصحاب هذه املدرسة أن القلق املرضي ناتج عن القلق العادي كاملرافق اليت ليس فيها‬ ‫النظرية‬ ‫‪)2‬‬

‫إشباع حيث يتعرض الفرد للخوف أو التهديد وال يصاحبها تكيف ناجح فرتتب عن ذلك مثريات انفعالية من أمهها‬

‫عدم االرتياح االنفعايل‪ ،‬ويصاحبه من توتر‪ ،‬عدم االستقرار وعدم االرتياح‪ ،‬أو من جهة أخرى إفراط الوالدين يف‬

‫محاية الطفل قد يعرضه للشعور باخلطر عندما يواجه العامل اخلارجي‪ ،‬وأكد أصحاب هذه الدراسة على العوامل‬

‫االستعدادية اليت تتمثل يف الوراثة والضغط العام يف اجلهاز العصيب والشذوذ يف الرتكيب لبعض أعضاء يف اجلسم‪.‬‬

‫(مصطفى نوري القمش‪ ،)266 ،2007 ،‬كما أهنا اعتربت القلق منعكسا شركيا حنو املنبهات املؤملة أو اخلطرة‪( .‬جاسم‬

‫حممد< عبد اهلل مرزوقي‪)39 ،2008 ،‬‬

‫كما أن القلق عند السلوكيون ال ميكن أن تكون له وظيفة املثري‪ ،‬وإمنا هو استجابة متعلمة وفقا لقواعد التعلم الشرطي الذي‬

‫ختضع له كافة استجابات وعادات اإلنسان‪ ،‬كما أهنم يطابقون بني استجابة القلق واستجابة اخلوف والفرق الوحيد هو املثري‬

‫الذي يكون طبيعيا يف حالة اخلوف وشرطيا يف حالة القلق‪( .‬إميان فوزي السعيد‪ ،‬بدون سنة‪ ،)94 ،‬كما انه فسرت نظرية التعلم‬

‫االجتماعي (‪ ،)Bandura 1969, walter 1963, wolpe1981‬القلق على أساس التعلم من مواقف معينة إذ يشرتط‬

‫االقرتان مبثريات معينة كي حيدث القلق‪( .‬زحوف منرية‪ ،)59 ،2004 ،‬وقد برهن بندور "‪ "bendura‬وغريه من الباحثني‬

‫الذين يشرتكون معه يف األحباث أن أحكام األفراد عن قدراهتم الذاتية يف السيطرة عن املواقف والتعامل معها‪ ،‬تؤثر إىل حد‬

‫بعيد على سلوكاهتم يف كثري من املواقف املتنوعة واملختلفة من مواجهة املشاكل‪( .‬مصطفى نوري القمش‪)256 ،2007 ،‬‬
‫‪ )3‬النظرية المعرفية‪:‬‬

‫أن هذه النظرية تركز يف تفسريها للقلق< باعتبار أن الفرد يسبق املواقف بأمناط من التفكري اخلاطئ أو املشوه السليب‪ ،‬املبالغ يف‬

‫تقدير خطورة املواقف وبالتايل مييل الفرد إىل التقليل من قدرة على مواجهة هلذه املواقف‪( .‬جاسم حممد عبد اهلل املرزوقي‪،2008 ،‬‬

‫‪ ،)39‬أما "يب" (‪ ) Beck‬صاحب النظرية املعرفية يرى أن االضطرابات السيكولوجية االنفعالية للفرد كاالكتئاب والقلق‬

‫والشعور< بالذنب إىل آخره‪ ...‬مرجعها األفكار الغري عقالنية واخلاطئة‪.‬‬

‫فهو يعطي األولوية لألفكار (األولوية املعرفية) ويوضح أن العمليات املعرفية املختلفة هي مبثابة نتيجة أساسية لتجربة الفرد‬

‫وللنظرة احمليطة له‪ ،‬فهو يكتسب التفكري املضطرب من خالل أول جتربة له يف حياته‪ ،‬ومن خالل فشله يف جتربة معينة فإن‬

‫اخللل على املستوى املعريف يؤدي إىل ظهور االضطرابات النفسية مثل القلق‪( .‬صاحل قاسم حسني‪)180 ،2008 ،‬‬

‫يعد فرويد من األوائل علماء النفس الذين حللوا القلق‪ ،‬وقد رأى يف القلق إشارة لالنا لكي‬ ‫النظرية التحليلية‪:‬‬ ‫‪)4‬‬

‫يقوم بعمل الالزم ضد ما يهددها وكثريا ما يكون املهدد هو الرغبات املكبوتة يف الالشعور وهنا إما أن تقوم األنا‬

‫بعمل نشاط معني يساعدها يف الدفاع عن نفسها وإبعاد ما يهددها‪ ،‬وإما أن يستفحل القلق حىت تقع األنا فريسة‬

‫املرض النفسي‪( .‬حنان عبد احلميد العناين‪)115 ،2000 ،‬‬

‫أما الفرويديني اجلدد فقد أرجعوا القلق ألسباب خمتلفة ومنهم جند أدلر الذي يرى أن مصدر< القلق يكمن يف خطر الشعور<‬

‫بالنقص وعدم القدرة< على تعويضه‪.‬‬

‫أما كارين هورين فرتى أن القلق هو شعور الطفل بالوحدة والعزلة وقلة احليلة يف عامل حافل بالعدواة‪ ،‬وترى انه عندما يكون‬

‫لدى األم التوتر والقلق سينعكس أثارمها على اجلنني كون أن القلق ينتقل من االرتباط العاطفي بني األم واجلنني‪( .‬حنان عبد‬

‫احلميد العناين‪)117 ،2000 ،‬‬

‫‪ )5‬النظرية اإلنسانية‪ :‬فلقلق< عند هذه النظرية ليس جمرد خربة انفعالية مير هبا اإلنسان حتت ظروف خاصة‪ ،‬وليس جمرد‬

‫استجابة يكتسبها أثناء عملية التعلم‪ ،‬وإمنا القلق هو جوهر طبيعية النفس اإلنسانية‪ ،‬فاإلنسان هو الكائن احلي الوحيد‬
‫الذي يستشعر القلق ويعانيه كخربة يومية مستمرة تبدأ ببداية حياته وال تنتهي إال من أخر أنفاسه احلية‪( .‬إميان فوزي‬

‫سعيد‪ ،‬بدون سنة‪)95 ،‬‬

‫ويرى أصحاب املذهب اإلنساين أن القلق هو خوف من املستقبل وما قد حيمله هذا املستقبل من أحداث قد هتدد وجود‬

‫اإلنسان أو هتدد إنسانيته‪ ،‬فالقلق ينشأ مما يتوقع اإلنسان هو الكائن احلي الوحيد الذي يدرك أن هنايته حتمية‪ ،‬وأن املوت قد‬

‫حيدث يف أية حلظة‪ ،‬وأن توقع املوت هو املثري األساسي للقلق عند اإلنسان‪( .‬حنان عبد احلميد العناين‪)118 ،2000 ،‬‬

You might also like