Professional Documents
Culture Documents
القلق
القلق
يعرف مسرمان" :بأنه حالة من التوتر الشامل الذي ينشأ خالل مراعاة الدوافع وحماوالت الفرد للتكيف"( .حممد جاسم حممد<،
)241 ،2004
وتعرفه فوزي إميان سعيد" :انه خربة انفعالية مؤملة يتوقع فيها اإلنسان اخلطر أو التهديد ،أو إهنا توجس مؤمل يستشعر معه
اإلنسان أن حدثا خطريا يوشك أن ينزل به،وغالبا ما جيهل اإلنسان طبيعة اخلطر الذي يستشعر هتديده على حنو حمدد"( .فوزي
كما يعرفه أمحد عكاشة" :بأنه شعور غامض غري سار بالتوقع اخلوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض اإلحساسات يأيت
أما Sillmayفيعرفه" :على انه حالة عاطفية متميزة بعدم االرتياح ،وذلك لرتقب خطر غري حمدد والذي حنن عاجزون
أما سبيلربجر فيعرف القلق (" :)1983بأنه انفعال غري سار وشعور بعدم الراحة واالستقرار مع اإلحساس بالتوتر واخلوف
الآلمربر له ،واستجابة مفرطة< ملواقف ال تشكل خطرا يستجيب هلا الفرد بطريقة مبالغ فيها"( .جاسم حممد< عبد اهلل حممد مرزوقي،
.)37 ،2008
عرفه عبد اخلالق (" :)1994بأنه شعور عام باخلشية أو أن هناك مصيبة وشيكة الوقوع وهتديد مصدره غري معلوم< مع شعور
بالتوتر ،وخوف ال سبب له من الناحية املوضوعية ،وغالبا ما يتعلق باملستقبل واجملهول( .حممد قاسم عبد اهلل.)169 ،2001 ،
يعرف هلجرد القلق" :بأنه حالة من توقع الشر أو اخلطر واالهتمام الزائد وعدم الراحة أو عدم االستقرار أو عدم سهولة احلياة
ويعرفه ويرنر (" :) wernerعلى انه حالة من اإلثارة العاطفية تظهر عقب إدراك إثارات ،أو من خالل متثيالت عامة خلطر
سهولة احلياة الداخلية اليت يرتبط بالشعور< واخلوف( .زحوف منرية)50 ،2004 ،
يعرفه روبني داينز :القلق" :على انه ما يشعر به الفرد عندما يكون يف مأزق أو حتت ضغوط نفسية أو عند مواجهة أي خطر
من أي نوع سواء أكام جسمانيا أو وجدانيا أو ذهنيا"( .روبني داينز)36 ،2006 ،
ترى نور اهلدى حممد اجلاموس" :أن القلق حالة من اخلوف الغامض الشديد الذي ميتلك اإلنسان ،ويسبب له كثريا من الضيق
واألمل ،والشخص القلق ال يستقر له قرار ،وال يستطيع أن يركز انتباهه طويال على العمل ،ويبدو يائسا متشائما يشك يف كل
ما يدور حوله ،ويتوقع الشر يف كل خطوة خيطوها"( .نور اهلدى حممد اجلاموس)117 ،2004 ،
كما يعرفه سامر مجيل رضوان" :على انه عبارة عن ردة فعل الفرد على اخلطر الناجم عن الفقدان أو الفشل الواقعي أو
املتصور ،واملهم شخصيا للفرد ،حيث يشعر بالتهديد جراء هذا الفقدان أو الفشل( .سامر مجيل رضوان)266 ،2002 ،
يعرف عصام الصفدي< القلق" :على انه انفعال شديد مبواقف أو أشياء ،أو أشخاص ال تستدعي بالضرورة هذا االنفعال ،وهو
يعبث يف احلاالت الشديدة على التمزق واخلوف ،وحيول حياة صاحبه إىل حياة عاجزة ،ويشل قدرته على التفاعل
كما يعرف ) Doron Roland (1991القلق على انه" :حالة وجدانية تتميز بعاطفة من انشغال البال فقدان األمن،
واضطراب منتشر جسمي ونفسي ،وتوقع خطر غري حمدد يقف الفرد أمامه عاجزا")Doron Roland, 1991, 42( .
ويشري سعاد جرب سعيد ( )2008أن القلق" :هو التوتر وانشغال البال ألحداث عديدة ألغلب اليوم ،ويكون مصحوبا
بأعراض جسمية كآالم العضالت ،والشعور< بعدم الطمأنينة وعدم االستقرار"( .سعاد جرب سعيد)233 ،2008 ،
يرى )" :Richter (1995أن القلق شعور عام غامض غري سار بتوقع اخلطر واخلوف والتوتر مصحوبا بإعادة ببعض
اإلحساسات اجلسمية ،ويأيت يف نوبات تتكرر يف نفس الشخص وذلك مثل الشعور بالضيق يف التنفس أو ازدياد شدة نبضات
وانشغال الفكر وترقب الشر ،وعدم االرتياح حيال أمل أو مشكلة متوقعة أو شبكة الوقوع ،ويكون مصحوبا عادة بأعراض
)2أنواع القلق:
-2أ -القلق الموضوعي :وهذا النوع من القلق أقرب إىل اخلوف ،وذلك ألن مصدره< يكون واضحا ،فالفرد مثل يشعر
بالقلق إذا قرب موعد اإلمتحان( .حنان عبد احلميد العناين)113 ،2000 ،
كما انه يسمى بالقلق خارجي املنشأ فهو الذي حيس به الناس يف األحوال الطبيعية كرد فعل على الضغط النفسي أو اخلطر،
فعندما يستطيع اإلنسان أن مييز بوضوح شيئا يتهدد أمنه وسالمته كان يصوب لص مسدسا إىل رأسه ،فهنا يشعر باإلضراب
ويبدأ يرجتف فيجف ريقه ،وتعرق يداه وجبهته وتزيد نبضات قلبه وهتتاج معدته توتره فهذا القلق طبيعي ،أي شخص ميكن أن
حيس به ،واستجابته تكون عادية وسوية( .مصطفى< نوري القهش)255 ،2007 ،
-2ب -القلق العصابي( :املرضي) :هو نوع من القلق ال يدرك املصاب به مصدر< علته وكلما هنالك انه يشعر حبالة من
اخلوف الغامض ،ويعرف القلق العصايب بأنه توتر شامل ومستمر نتيجة توقع هتديد خطر فعلي أو رمزي قد حيدث يصحبها
خوف غامض وأعراض نفسية جسمية ،ورغم ان القلق غالبا ما يكون عرضا لبعض االضطرابات النفسية ،إال انه يف حالة القلق
قد تغلب فتصبح هي نفسها اضطرابا( .حنان عبد احلميد العناين)113 ،2000 ،
كما انه يسمى بالقلق الداخلي املنشأ وهو حالة مرضية ،ويبدو أن لدى ضحايا هذا املرض استعداد وراثي له ،وهو يبدأ عادة
بنوبات من القلق الدائم ،تأيت فجأة دون إنذار أو سبب ظاهر( .مصطفى نوري القهش)256 ،2007 ،
وهي حالة داخلية تتسم مبشاعر التوتر واخلطر املدكرة شعوريا ،واليت تزيد من نشاط اجلهاز العصيب الذايت ،فتظهر
فهو إذن عبارة عن جمموعة ،من املشاعر واالنفعاالت املؤقتة املرتبطة مبوقف معني( .مصطفى نوري القمش)256 ،2007 ،
كما تتصف حالة القلق بارتباطها مبوقف معني يسببها ،وترتبط مبشاعر من اهلم والتوتر وترتبط بتنشيط اجلهاز العصيب املستقل،
ويعترب االستجابة االنفعالية اليت تظهر على الفرد الذي يدرك موقفا حمددا على انه خطر عليه شخصيا أو خميف بغض النظر عن
وجود أو عدم وجود شيء حقيقي ميثل ذلك اخلطر( .صاحل قاسم حسني)165 ،2008 ،
-2سمة القلق :تعترب كسمة ثابتة نسبيا للشخصية <،تشري هذه النظرية إىل االختالفات الفردية يف قابلية اإلصابة بالقلق،
واليت ترجع إىل االختالفات املوجودة بني األفراد يف استعداداهتم لالستجابة للمواقف املذركة ،كمواقف هتديدية
بارتفاع مستوى القلق وفقا ملا اكتسبه كل فرد يف طفولته من خربات سابقة ،كما متيز هذه النظرية أيضا بني حاالت
القلق املختلفة والظروف البيئية الضاغطة اليت تؤدي إىل هذه احلاالت وميكانيزمات الدفاع اليت تساعد على جتنب
أما سبيلربجر ( ) 1983فيعتربها بأهنا استعداد ثابت نسبيا لدى الفرد ،إذ تتصف بقدر أكرب من االستقرار باملقارنة مع حاالت
القلق ،وهناك فروق فردية بني األفراد يف كيفية إدراكهم للعامل ويقال بأن الفرد ميتلك مسة القلق عندما يدرك العامل باعتباره
كما تبدو على أهنا حتتوي دافعا أو استعدادا سلوكيا مكتسبا ،جيعل الفرد ميتلك استعداد ألن يعيش عددا كبريا من الظروف
غري اخلطرية موضوعيا على أهنا مهددة ،وأن يستجيب هلذه الظروف حباالت من القلق تكون شدته غري متناسبة مع حجم
اخلطر املوضوعي بتعبري آخر توجد مسة القلق عند كل األفراد وختتلف شدهتا بني األفراد( .سامر مجيل)256 ،2007 ،
-3درجات القلق:
وهو عبارة عن توتر والشعور بالرهبة ،خاصة عند مواجهته للمشاكل والصعوبات( .حممد< حاسم -3-1القلق البسيط:
-3-2القلق المزمن :تظهر أعراضه عند الشخص خفيفة نوعا ما عن األعراض احلادة حيث حيدث اضطراب أثناء النوم
مصحوب بأحالم مزعجة ،وظهور حاالت العنف بصفة كبرية جتعل املريض يسعى ملساعدة الطبيب.
-3-3القلق الحاد :حتدث نوبات بأشكال مفاجئة ،وألسباب جمهولة حيث تسيطر على املريض لعدة دقائق يف املرة
الواحدة ،تعبث فيه حالة من الرعب املرضي يقولون انه أكثر إيالما من أية حالة جسمانية حادة( .نفس املرجع السابق،2004 ،
)242
-4أعراض القلق:
-4-1أعراض جسمية:
-1أعراض مرتبطة بجهاز القلب الدوري :أالم عضلية يف الناحية اليسرى من الصدر ،فرط احلساسية لسرعة كل من
دقات القلب والنبض ،ارتفاع ضغط الدم( .مصطفى نوري القمش)259 ،2007 ،
-2أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي :فقدان الشهية أو عسر اهلضم ،وصعوبات البلغ والشعور< بغضة يف احللق
واالنتفاخ ،أحيانا الغثيان والقيء أو اإلسهال أو اإلمساك ونوبات القيء اليت تتكرر كلما تعرض الفرد النفعاالت
معينة.
-5أعراض مرتبطة بالجهاز التنفسي :ضيق الصدر وعدم القدرة على استنشاق اهلواء ،سرعة التنفس ،ورمبا أدت سرعة
التنفس إىل طرد ثاين أكسيد الكربون وتغيري محوضة الدم وقلة الكالسيوم< النشط يف اجلسم مما يعرض الفرد للشعور
-8أعراض مرتبطة بالجهاز البولي التناسلي :كثرة البول واإلحساس باحلاجة السيما عند االنفعاالت الشديدة ويف
املواقف الضاغطة ،باإلضافة إىل املقدرة اجلنسية( .نفس املرجع السابق)259 ،2007 ،
-5-2أعراض نفسية :جند منها الشعور باخلوف أو الوجس ،أو التوتر الداخلي دون أي سبب ظاهر أحيانا ،أو ضعف
القدرة< على الرتكيز الذهين أو سيطرة األفكار املثرية إىل اخلطر على الساحة الذهنية ،واألرق خاصة يف الليل ،الشك والشعور<
بالعجز وعدم االستقرار( .جاسم حممد عبد اهلل حممد< املرزوقي)2008 ،41 ،
كذلك جند الشعور بالغضب والعصبية ،تقلب احلالة امليزاجية ،الشعور بالعدوانية ،إلقاء اللوم على الذات ،الشعور< بالغضب
دون وجود سبب حقيقي ،االعتقاد بعدم القدرة على التغلب< على الصعوبات ،الشعور بفقدان السيطرة على زمام األمور،
-6-1أسباب وراثية :أثبتت الدراسات أن القلق ينتقل عرب الوراثة ،حيث افرتض بيولوجيا أو كيميائيا يسبب املرض وقد
أجريت دراسات إحصائية عن مدى انتشار االضطراب بني أقارب املصابني من الناس ووجد أن احتمال اإلصابة عند ذوي
القرابة الوثيقة بإنسان مريض باحلالة أكرب من احتمال إصابة مما أن ال ترابطهم صلة قرابة من املرضى ،وأشارت دراسات التوائم
إىل أن هناك ميال أكرب إلصابة كل من التوأمني مبرض القلق لوكانا توأمني متماثلني أو توأمني متطابقني مما لوكانا توأمني غري
-6-2أسباب نفسية :أثبتت الدراسات النفسية واإلكلينكية أن هناك أسباب نفسية تؤدي إىل ظهور القلق ،فقد ينتج عن
صراع يتعلق بامليل او رغبة يف حتقيق هدفني مرغوبني من غري املمكن اجلمع أو التوفيق بينهما وغالبا ما يكن اختاذ القرار صعبا،
رومانسية تبدوا مسدودة <،فمن شأن فسخ العالقة أن يوفر مزيدا من احلرية والفرص ،لكن ميكن أن يكون يف نفس الوقت
إذا وجد بديال أحدامها مركما يقال :مثل املعاناة مع أمل أو إجراء عملية ميكن أن تؤدي مع الزمن إىل خنفيف األمل( .حاسم حممد
)2الخوف :املخاوف ميكن أن تأيت استجابة ألوضاع متنوعة ،فالناس خيافون من الفشل واملستقبل وحتقيق النجاح،
)5تهديدات :هي تلك التهديدات اليت تأيت من خطر مدرك أو حمسوس ،هتدد قيمة الفرد كالقلق من رفض اآلخرين أو
القلق من احتمال الرسوب يف مادة دراسية( .نفس املرجع السابق)41 ،2008 ،
البيئة القلقة املشبعة بعوامل اخلوف ومواقف الضغط والوحدة ،واحلرمان وعدم األمان( .حنان عبد احلميد العناين، -
)12 ،2000
-6-4أسباب جسمية :يقصد هبا تعرض الفرد لبعض األمراض املزمنة واحلادة كالسرطان ،والداء السكري ،الربو،
والقلب <،أيضا ميكن أن حيدث القلق بسبب عدم التوازن الغذائي ،واخللل يف الوظائف العصبية ،وعوازل كيميائية داخل اجلسم.
متفاوتة من الشدة حبيث ال يؤدي إىل القلق واالنفعال وإذا مل يتحقق الشفاء قد نضطر إىل استخدام العقاقري املهدئة والصدمات
كما أن السلوكيون يعتمدون يف العالج على طريقة أصبحت من أكثر الطرائق العالجية السلوكية انتشارا هي إزالة احلساسية،
وأدخلها ألول مرة الربوفيسور< ولب ( )1958قائمة على مبدأ إشراطي أمساه الكف املتبادل حيث قام بإحداث استجابة
مضادة للقلق< بوجود مثريات املستدعية للقلق ،حبيث تكون مصحوبة بقمع تام أو جزئي الستجابات القلق ،فإن الرابطة بني
هذه املثريات واستجابات القلق ستضعف( .صاحل قاسم حسني)179 ،2008 ،
كما أن العالج السلوكي يتضمن طرائق عديدة من العالج يشمل وسائل خمتلفة ،إذ تقوم على أساس االفرتاض بأن اإلنسان
يتعلم أو يكتسب االستجابات أو يتعلمها بطريقة شرطية ،ومن أشهر هذه األساليب جند:
)1إزالة الحساسية بطريقة منظمة :إن إزالة احلساسية املنظمة تركز على املواجهة التدرجيية اليت يصحبها االسرتخاء
)2العالج بالتعويض أو المواجهة :أصبح شعار بالتعويض او املواجهة ،التصرف احلقيقي املباشر الشديد والطويل
املتكرر الذي ال مهرب منه ،حيث الحظ بعض الباحثني أن مواجهة املشكلة كما حتدث يف احلياة الواقعية تقلل من
األعراض.
)3المحو أو اإلطفاء :ويشتمل احملو على تقليل السلوك تدرجييا من خالل إيقاف التعزيز الذي كان حيافظ على
-7-2العالج المعرفي :يقوم هذا العالج على مناقشة األفكار غري منطقية لدى املريض ونقدها يقنع من خالله الفاحص
املفحوص بأهنا أفكار خاطئة وغري منطقية وباعتبارها حمور حياته وتعمل هذه األخرية على إحداث اضطرابات يف الشخصية ،مث
إعطاء البديل من أفكار عقالنية منطقية( .حنان عد احلميد العنانني )122 ،2000
-7-3العالج الكيميائي :وهنا نعطي املريض العقاقري املنومة واملهدئة يف بداية األمر حيث تعمل على تقليل من التوتر
العصيب مث بعد أن تتم الراحة اجلسمية يبدأ العالج النفسي ،أما يف حالة القلق الشديد ميكن إعطاء املريض بعض العقاقري وذلك
حتت إشراف الطبيب املختص ،ومن بني هذه األدوية جند ( ،)taciline, librasوجيب احلرص على استخدام العقاقري املهدئة
وذلك هبدف منع حدوث اإلدمان( .لطفي الشربيين ،بدون سنة)261 <،
-7-4العالج االجتماعي :يعتمد على إبعاد املريض عن مكان الصراع النفسي وعن مثريات املسببة آلالمه وانفعاالته،
وكثريا ما ينصح بتغيري الوسط االجتماعي والعائلي ،كما ميكن مساعدة اجملتمع املريض على تغلب< على املرض ،وإعادة تكيفه
من جديد يف حياته ،من خالل توفري جو مناسب يف املنزل يسوده احلب والتفاهم ،فهذا يشعره باالرتياح وحيسسه باألمان
-7-5العالج الكهربائي :تشري التجارب إىل أن الصدمات ال تفيد لعالج القلق النفسي إال إذا كان مصحوب بأعراض
اكتائبيةـ وهنا سيخفي االكتئاب واملنبه الكهربائي حيث يفيد أحيانا يف احلاالت املصحوبة بأعراض جسمية( .لطفي الشربينني
-7-6العالج التحليلي :يرى فرويد بأن للقلق أمهية كبرية يف فهم األعراض النفسية حيث يقول بأنه عملة متداولة تبتل
هبا كل احلاالت االنفعالية اليت خضعت للكبت ،ويهدف العالج الفرويدي إىل إخراج أال شعور املكبوت إىل حيز الشعور لكي
يعيه الفرد ويتعامل معه ،وجلأ فرويد إىل طريقة التداعي بغية إعادة الذكريات املعذبة إىل ساحة الشعور ،وبالتايل الوصول إىل
-القلق والخوف :يصعب التمييز بني القلق واخلوف يف حاالت كثرية ،وذلك بسبب أوجه التشابه بينهما ،ويبدوا الشبه
ورغم ذلك ميكننا أن نضع أيدينا على عدة فروق بني القلق واخلوف:
-املثري يف عدد من أشكال القلق ذايت وليس له وجود يف العامل اخلارجي ،لذلك ميكن أن اإلنسان القلق خياف من شيء
جمهول ال يدركه وال يعرف مصدره ،أما اخلوف فموضوعه موجود يف العامل اخلارجي.
-حالة القلق مستمرة ،واخلوف حالة عابرة ومؤقتة( .حنان عبد احلميد العناين)115 ،2000 ،
خالصة الفصل:
يعترب القلق لب املتاعب النفسية وذلك لكونه مفهوم شديد الرتكيب حيث تتدخل فيه عدة عوامل ،كما انه انفعال إنساين له
درجات متنوعة وله أثار خمتلفة وأعراض تشمل كل من يعاين القلق كبريا كان أو صغريا وتشمل أيضا كل من اجلنسني وتظهر
هذه األعراض جسمية على أجهزة اجلسم مثل اجلهاز القليب واجلهاز التنفسي والعصيب ،واجلهاز البويل التناسلي واجلهاز العضلي<
وجهاز الغدد الصماء ،كما تبدو األعراض يف شكل صورة نفسية ،إذ يظهر على الشخص عدم االستقرار واخلوف دون معرفة
مصدره ،شعور بانعدام األمن والراحة ،واحلساسية املفرطة وخمتلف األعراض النفسية اليت تؤدي إىل تدهور يف قدرة الفرد على
اإلجناز والعمل كما تؤثر على توافقه االجتماعي واملهين واألسري ،ومن طبيعة النفس البشرية أهنا حتاول السيطرة على هذا
القلق والتخلص منه سواء بالوقاية أو العالج حىت تضمن لنفسها التكيف الذي يؤدي إىل السعادة والراحة.
الفصل الثالث :النظريات المفسرة للقلق
متهيد الفصل
)1النظرة البيولوجية
)2النظرة السلوكية
)3النظرة املعرفية
)4النظرية التحليلية
)5النظرية اإلنسانية
خالصة الفصل
تمهيد الفصل:
إن القلق حالة وجدانية تتميز بالشعور< باالنزعاج وبانشغال البال ،وبعدم الرضا بالوضع الراهن وبعدم األمان ،واالطمئنان
وتوقع خطر جمهول يكون الفرد عاجز عن مواجهته ،فلقد< حاولت عدة مدارس شرح سببية منشأ هذا االضطراب ،كما أهنا
اختلفت يف تفسريه اختالفا واضحا فيما بينها ،فسوف يتم التطرق يف هذا الفصل إىل أهم النظريات اليت فسرت القلق واليت
نذكر منها النظرية البيولوجية اليت ترجعه إىل الوراثة ،والنظرية السلوكية اليت اعتربته منعكسة شرطيا حنو املنبهات ،والنظرية
املعرفية اليت ترجعه إىل التفكري الغري عقالين واخلاطئ ،والنظرية التحليلية اليت ترجعه إىل الرغبات املكبوتة يف أالشعور ،والنظرية
إن النظرية البيولوجية تفسر يف ضوء املثريات والعوامل الوراثية واهلرمونية والعصبية احليوية وما شابه ذلك ،لقد مت تصور يف
املاضي أن القلق ال عالقة له بالوراثة واهلرمونات على االضطرابات العقلية ،ولكن تبني قصور ذلك التصور يف أواخر العقد
املنصرم وأوائل األلفية الثالثة ،حيث تبني تأثري الوراثة حىت يف االضطرابات النفسية والعصابية ،فمثال القلق أو األب القلق البد
وأن ينجبا طفال قلقا بالوراثة قد ال تظهر عليه أعراض القلق مبكرا ولكن عند مواجهته لضغوط بكثافة معينة ما تظهر عليه
أعراض بفعل الوراثة اجلينية وبفعل ما ميكن تسميته بالوراثة النفسية النامجة عن معايشة أباء وأمهات يعانون من القلق ،وهذا ما
تؤكده دراسة بريتشارد وآخرين واليت تشري إىل تأثر القلق باالضطرابات اهلرمونية ،كما توضح تأثر القلق باضطراب نشاط
والرهاب ،أما تأثريات البيئية احمليطة فتبدوا أعظم يف حاالت املخاوف احملددة( .جاسم حممد< عبد اهلل حممد املرزوقي)37 ،2008 ،
يفرتض أصحاب هذه النظرية أن هناك اضطرابات بيولوجيا أو كيميائية يسبب املرض ،وقد أجريت دراسة إحصائية عند مدى
انتشار االضطراب بني أقارب املصابني من الناس ووجد أن احتمال اإلصابة عند ذوي القرابة الوثيقة بإنسان مريض حالة أكرب
من احتمال إصابة ممن ال تربطهم صلة قرابة ،كما انه أشارت دراسات التوائم إىل أن هناك ميال أكرب لإلصابة كل من التوأمني
مبرض القلق ،لوكانا توأمني متماثلني أو تأملني متطابقني مما لو كانا توأمني غري متطابقني( .مصطفى نور القمش)266 ،2007 ،
السلوكية :يرى أصحاب هذه املدرسة أن القلق املرضي ناتج عن القلق العادي كاملرافق اليت ليس فيها النظرية )2
إشباع حيث يتعرض الفرد للخوف أو التهديد وال يصاحبها تكيف ناجح فرتتب عن ذلك مثريات انفعالية من أمهها
عدم االرتياح االنفعايل ،ويصاحبه من توتر ،عدم االستقرار وعدم االرتياح ،أو من جهة أخرى إفراط الوالدين يف
محاية الطفل قد يعرضه للشعور باخلطر عندما يواجه العامل اخلارجي ،وأكد أصحاب هذه الدراسة على العوامل
االستعدادية اليت تتمثل يف الوراثة والضغط العام يف اجلهاز العصيب والشذوذ يف الرتكيب لبعض أعضاء يف اجلسم.
(مصطفى نوري القمش ،)266 ،2007 ،كما أهنا اعتربت القلق منعكسا شركيا حنو املنبهات املؤملة أو اخلطرة( .جاسم
كما أن القلق عند السلوكيون ال ميكن أن تكون له وظيفة املثري ،وإمنا هو استجابة متعلمة وفقا لقواعد التعلم الشرطي الذي
ختضع له كافة استجابات وعادات اإلنسان ،كما أهنم يطابقون بني استجابة القلق واستجابة اخلوف والفرق الوحيد هو املثري
الذي يكون طبيعيا يف حالة اخلوف وشرطيا يف حالة القلق( .إميان فوزي السعيد ،بدون سنة ،)94 ،كما انه فسرت نظرية التعلم
االجتماعي ( ،)Bandura 1969, walter 1963, wolpe1981القلق على أساس التعلم من مواقف معينة إذ يشرتط
االقرتان مبثريات معينة كي حيدث القلق( .زحوف منرية ،)59 ،2004 ،وقد برهن بندور " "benduraوغريه من الباحثني
الذين يشرتكون معه يف األحباث أن أحكام األفراد عن قدراهتم الذاتية يف السيطرة عن املواقف والتعامل معها ،تؤثر إىل حد
بعيد على سلوكاهتم يف كثري من املواقف املتنوعة واملختلفة من مواجهة املشاكل( .مصطفى نوري القمش)256 ،2007 ،
)3النظرية المعرفية:
أن هذه النظرية تركز يف تفسريها للقلق< باعتبار أن الفرد يسبق املواقف بأمناط من التفكري اخلاطئ أو املشوه السليب ،املبالغ يف
تقدير خطورة املواقف وبالتايل مييل الفرد إىل التقليل من قدرة على مواجهة هلذه املواقف( .جاسم حممد عبد اهلل املرزوقي،2008 ،
،)39أما "يب" ( ) Beckصاحب النظرية املعرفية يرى أن االضطرابات السيكولوجية االنفعالية للفرد كاالكتئاب والقلق
فهو يعطي األولوية لألفكار (األولوية املعرفية) ويوضح أن العمليات املعرفية املختلفة هي مبثابة نتيجة أساسية لتجربة الفرد
وللنظرة احمليطة له ،فهو يكتسب التفكري املضطرب من خالل أول جتربة له يف حياته ،ومن خالل فشله يف جتربة معينة فإن
اخللل على املستوى املعريف يؤدي إىل ظهور االضطرابات النفسية مثل القلق( .صاحل قاسم حسني)180 ،2008 ،
يعد فرويد من األوائل علماء النفس الذين حللوا القلق ،وقد رأى يف القلق إشارة لالنا لكي النظرية التحليلية: )4
يقوم بعمل الالزم ضد ما يهددها وكثريا ما يكون املهدد هو الرغبات املكبوتة يف الالشعور وهنا إما أن تقوم األنا
بعمل نشاط معني يساعدها يف الدفاع عن نفسها وإبعاد ما يهددها ،وإما أن يستفحل القلق حىت تقع األنا فريسة
أما الفرويديني اجلدد فقد أرجعوا القلق ألسباب خمتلفة ومنهم جند أدلر الذي يرى أن مصدر< القلق يكمن يف خطر الشعور<
أما كارين هورين فرتى أن القلق هو شعور الطفل بالوحدة والعزلة وقلة احليلة يف عامل حافل بالعدواة ،وترى انه عندما يكون
لدى األم التوتر والقلق سينعكس أثارمها على اجلنني كون أن القلق ينتقل من االرتباط العاطفي بني األم واجلنني( .حنان عبد
)5النظرية اإلنسانية :فلقلق< عند هذه النظرية ليس جمرد خربة انفعالية مير هبا اإلنسان حتت ظروف خاصة ،وليس جمرد
استجابة يكتسبها أثناء عملية التعلم ،وإمنا القلق هو جوهر طبيعية النفس اإلنسانية ،فاإلنسان هو الكائن احلي الوحيد
الذي يستشعر القلق ويعانيه كخربة يومية مستمرة تبدأ ببداية حياته وال تنتهي إال من أخر أنفاسه احلية( .إميان فوزي
ويرى أصحاب املذهب اإلنساين أن القلق هو خوف من املستقبل وما قد حيمله هذا املستقبل من أحداث قد هتدد وجود
اإلنسان أو هتدد إنسانيته ،فالقلق ينشأ مما يتوقع اإلنسان هو الكائن احلي الوحيد الذي يدرك أن هنايته حتمية ،وأن املوت قد
حيدث يف أية حلظة ،وأن توقع املوت هو املثري األساسي للقلق عند اإلنسان( .حنان عبد احلميد العناين)118 ،2000 ،