You are on page 1of 14

‫القلق ‪:‬‬

‫تأثيره وعالجه‬

‫ديفيد طلعت إبراهيم واصف‬


‫‪1‬‬

‫مقدمة‬

‫فى هذه الورقة البحثية نشرح تأثير القلق على صحة اإلنسان وحياته وقراراته ‪ ،‬وكيف يكون العالج‬

‫من خالل قوة اإليمان والصالة ‪.‬‬

‫القلق وتأثيره‬

‫يعتبر القلق من أشهر اإلضطرابات النفسية فى العصر الحديث ‪ ،‬حتى أنهم أطلقوا عليه " إضطراب‬

‫العصر" ‪ .‬والقلق من أهم المؤثرات فى حياة الفرد والمجتمع ‪ .‬فالقلق قد يحول أبسط األمور إلى أعقدها ‪ ،‬فقد‬

‫أدعو بعض األقارب إلى حفل عيد ميالد فى أحد األندية ‪ ،‬ولكن الفكرة تعجبنى وأشعر أنها سوف تقربنى من‬

‫أقاربى وأحبائى فأحب أن أكرمهم ‪ ،‬فأقول لنفسى ما المانع أن نقوم بعمل عيد الميالد فى المنزل ؟! وبدالً من‬

‫أن نقدم مأكوالت بسيطة نصنع أنواعا ً وأصنافا ً من األطعمة حتى تعجب الحاضرين ‪ .‬وأقول أنه البد أن أدعو‬

‫أصدقائى أيضا ً ألنى أخشى إن عرفوا ولم أدعهم لعيد الميالد يأخذون منى موقفا ً ‪ .‬فيتحول عيد الميالد البسيط‬

‫إلى عيد ميالد معقد يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد فى اإلعداد ‪ .‬وهكذا نجد أن قلقى بسبب التحضير لعيد‬

‫الميالد ‪ ،‬وقلقى نحو رأى الناس فيما يقدم من أطعمة ‪ ،‬وقلقى من عدم دعوة األصدقاء إلى حفل عيد الميالد‬

‫حول الفكرة البسيطة إلى فكرة معقدة ‪ .‬وفى النهاية أقول ياليتنى ما أعددت لعيد الميالد أصالً بسبب ما أصابنا‬

‫من توتر وقلق ‪.‬‬

‫كما أن القلق يهدر طاقات اإلنسان ‪ ،‬ففى الوقت الذى يحتاج فيه اإلنسان إلى التركيز والهدوء للتفكير‬

‫فى الطريقة المثلى للتعامل مع المواقف ‪ ،‬نجد أن القلق يسلب اإلنسان قدرته على التركيز والهدوء ؛ ألن‬

‫اإلنسان يكون مشحون بطاقات سلبية ومشاعر سلبية هى مشاعر القلق والتوتر ‪ .‬ويكون اإلنسان بكل كيانه‬

‫شديد التركيز على ما يحدث بداخله من أفكار القلق ومشاعر القلق ‪ .‬وبالتالى ال يستطيع التركيز على المواقف‬

‫وال يستطيع إطالق طاقاته الداخلية التى لها القدرة على التعامل مع كل مواقف الحياة بكفاءة عالية بسبب‬

‫التوتر الشديد ‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫ويقول دكتور ‪ /‬األزرق بن علو فى كتابه " كيف تتغلب على القلق وتنعم بالحياة " ‪:‬‬

‫يظهر أن الحيوان أكثر حكمة من بعض بنى البشر فى هذا المجال ‪ ،‬فهو عندما يشعر بالخطر والقلق‬
‫‪ ،‬ينفق من طاقته ما يتناسب مع الموقف سواء فى القتال أو الفرار ‪ .‬وعندما يختفى الخطر يزول القلق‬
‫ويسترخى البدن والعضالت ‪ ،‬وينسى الحيوان ما حدث فيواصل حياته غير متحسر على ما فات ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وهو ليس واع وال متطلع لما قد يحدث ‪.‬‬

‫كما أ ن للقلق بعض التأثيرات الجسمية والنفسية والفكرية واإلجتماعية التى يشعر بها اإلنسان القلق ؛‬

‫فالقلق قد يؤدى إلى إضطرابات فى المعدة ‪ ،‬وإزدياد ضربات القلب ‪ ،‬والقولون العصبى ‪ ،‬وإضطرابات‬

‫البصر ‪ ،‬وبعض اإلضطرابات الجنسية مثل سرعة القذف عند الرجال وإضطرابات الدورة الشهرية عند‬

‫السيدات ‪ ،‬وغيرها من اإلضطرابات الجسمية ‪ .‬والجدير بالذكر أن ليس كل اإلضطرابات الجسمية تظهر‬

‫جميعا ً فى شخص واحد ‪ ،‬فقد تظهر بعضها فى شخص وبعضها اآلخر فى شخص آخر ‪ .‬ولكن من المؤكد أن‬

‫القلق ال يمر فى حياة الشخص دون أن يظهر تأثيره على جسم الشخص القلق ‪.‬‬

‫وكما أن للقلق تأثيرات جسمية فله أيضا ً تأثيرات فكرية ‪ ،‬فاإلنسان القلق مضطرب التفكير ‪ ،‬ليس له‬

‫أفكار مرتبة ‪ ،‬مرتبك ألجل أمور كثيرة ‪ .‬كلما يركز فى أحد األمور يقلق بشأن أمر آخر فيترك األول دون أن‬

‫يقرر ماذا سيفعل ‪ ،‬ويفكر فى أمر آخر وهكذا ‪ .‬لذا فاإلنسان القلق ال يستطيع التحكم فى تفكيره ‪ .‬وهذه النقطة‬

‫جوهرية فى السبب وراء عدم قدرة اإلنسان على التحكم فى نفسه ومشاعره وهو أنه ال يستطيع أن يضبط‬

‫فكره ألنه فكر مضطرب ‪ ،‬فألنه ال يستطيع التحكم فى فكرة فهو ال يستطيع التحكم فى مشاعره وتصرفاته ‪.‬‬

‫كما أن للقلق تأثيرات إجتماعية فى حياة اإلنسان ‪ ،‬فاإلنسان القلق – كما ذكرنا – يكون مضطرب‬

‫التفكير ويظهر هذا اإلضطراب على جسمه فيظل اإلنسان القلق طوال الوقت شديد التركيز على الداخل‬

‫فيصير الخارج بالنسبة له أمرا ً ثانويا ً ‪ ،‬فشدة اإلضطراب والقلق والتأثيرات الجسمية تصيب اإلنسان بحالة من‬

‫اإلنهاك والضعف حتى ألبسط مجهود ‪ .‬فأبسط مجهود لإلنسان مع القلق يصيبه باإلنهاك ألنه غير مستقر ‪.‬‬

‫ونجد اإلنسان القلق بعد مرور الوقت وهو اليزال مضطربا ً يبدأ ينسحب من الحياة ؛ فهو يريد الهدوء وال‬

‫‪ 1‬دكتور األزرق بن علو ‪ ،‬كيف تتغلب على القلق وتنعم بالحياة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر ‪124 . 2003 ،‬‬
‫‪3‬‬

‫يستطيع أن يحصل عليه ‪ .‬فقد نجد اإلنسان القلق قليل الحديث ألنه يحتاج إلى الهدوء ويرى أن الحديث سوف‬

‫يؤدى به إلى مزيد من التوتر ‪ .‬ولكن إن كان هذا اإلنسان غير قلق ومنضبط داخليا ً وهادئا ً فإنه يستطيع أن‬

‫يتبادل أطراف الحديث مع اآلخرين دون الشعور بالتوتر والقلق ‪ .‬وهنا نجد اإلنسان القلق يميل إلى العزلة‬

‫بسبب عدم قدرته على التواصل مع المجتمع المحيط به والتعامل معه ؛ ألنه كلما تواصل معه تزداد حالة‬

‫التوتر والقلق المصاب به ألبسط األمور ‪.‬‬

‫وقد نجد اإلنسان القلق سريع اإلحتداد والغضب ؛ ألنه إن مر على اإلنسان القلق أمرا ً ال يعجبه فى‬

‫منزله مثالً أو فى أبناءه أو فى عمله فإن هذا سيصطدم مع حالة التوتر والقلق التى يعيشها اإلنسان ‪ ،‬وبدالً من‬

‫أن يفكر اإلنسان المتوتر والقلق فى طريقة إصالح األمر ‪ ،‬يلجأ إلى سرعة اإلحتداد والغضب ألنه غير قادر‬

‫على التعامل مع األمر بتفكيره ألنه مضطرب التفكير ‪.‬‬

‫ومن التأثيرات اإلجتماعية أيضا ً فى حياة اإلنسان القلق هو عدم إقدامه على العمل ‪ ،‬فالعمل بالنسبة له‬

‫قد فقد جاذبيته وفقد هو إستمتاعه به بسبب حالة التوتر والقلق التى يعانى منها ‪ ،‬فإن صدر منه فى العمل أى‬

‫تصرف أو قول عن طيب نية ودون قصد ‪ ،‬يقلق ويتوتر بشأن ما قاله – الذى ليس فيه خطأ أصالً – ولكن‬

‫اإلضطراب الداخلى يصيبه بحالة من الخوف وعدم الثقة فى نفسه ‪.‬‬

‫وقد يميل اإلنسان القلق إلى إلقاء المسؤوليات الخاصة به على عاتق اآلخرين ‪ ،‬حتى وإن كانوا ليسوا‬

‫أهالً لها ‪ .‬فاإلنسان القلق ال يريد أن يتحمل مسؤولية قراراته أو أخطاءه ؛ ألن فكرة تحمل المسؤولية بالنسبة‬

‫له تثير حالة التوتر التى يعيشها ‪ ،‬فيصاب بحالة من عدم اإلتزان وعدم القدرة على إتخاذ القرارات ‪ ،‬أو إتخاذ‬

‫قرارات غير مدروسة أو قرارات إنفعالية بسبب حالة التشوش الفكرى التى يعانى منها ‪ .‬لذا فهو يخشى هذه‬

‫األمور ‪ ،‬فيلجأ إلى إلقاء المسؤوليات الخاصة به على اآلخرين ‪.‬‬

‫وإن تحمل الشخص القلق إحدى المسؤوليات نجده دائم التبرير لكل خطأ يقع فيه ‪ ،‬ولكل قرار خطأ‬

‫إتخذه ‪ .‬فهو بذلك يحاول أن يدافع عن نفسه وعن قراراته ‪ ،‬ألنه غير قادر على الهدوء والتركيز إلتخاذ‬
‫‪4‬‬

‫قرارات صائبة ‪.‬‬

‫لذلك نجد اإلنسان القلق يميل إلى اإلعتمادية ؛ ألنه يجد فى اإلعتمادية على اآلخرين حالة من األمان‬

‫واإلطمئنان بأن ليس أحدا ً سيلومه على أى قرار خطأ وقع فيه ‪ ،‬أو على أى نتائج سلبية حصل عيها بسبب‬

‫قراراته الخاطئة ‪.‬‬

‫ومن هنا يتضح لنا أن اإلنسان القلق يحاول التهرب من الواقع أو تجميل الواقع ‪ ،‬فهو ال يميل إلى‬

‫د راسة الواقع كما هو ‪ ،‬بل يميل إلى رسم واقع إفتراضى غير موجود يتناسب مع حالة التوتر التى يعيشها ‪.‬‬

‫فهو يرى أنه إن رسم صورة للواقع فى ذهنه كما هو سيثير هذا األمر حالة التوتر التى يعانى منها ؛ لذا فهو‬

‫يميل إلى التهرب من الواقع أو تجميل الواقع ‪ ،‬وقد يلجأ أحيانا ً إلى الكذب حتى ال يقع فى مواقف محرجة مع‬

‫اآلخرين تزيد من توتره ‪.‬‬

‫لذا فاإلنسان القلق غالبا ً ما يكون سلبيا ً ؛ ألنه ال يستطيع أن يقرأ الواقع وال يملك القدرة على ضبط‬

‫إنفعاالته الداخلية وحالته النفسية بسبب تفكيره المضطرب ‪ .‬فاإلنسان القلق تكون طاقته الذهنية والنفسية‬

‫مهدرة ؛ وبالتالى فهو غير قادر على التعامل مع الواقع بما فيه من مشاكل ‪.‬‬

‫ولهذا نجد اإلنسان القلق غالبا ً ما يكون غير واثق من نفسه بسبب سلبيته فى التعامل مع المجتمع‬

‫المحيط به وعدم قدرته على التعامل مع المشاكل ‪ ،‬وعدم قدرته على ضبط نفسه أو التعامل مع الواقع وغير‬

‫منجز فى عمله ‪ ،‬فكل هذا يصيبه بحالة من عدم الثقة فى النفس ‪.‬‬

‫وإن حصل اإلنسان القلق على قدر من النجاح نجده يقلق بشأن كيفية المحافظة على هذا النجاح ‪،‬‬

‫وكيف يستمر فيه ‪ .‬وقد يقلق بشأن حسد اآلخرين له على نجاحه والمؤامرات التى قد يحيكونها ضده ‪ .‬لذا نجد‬

‫أن حالة القلق سيطرت عليه حتى فى نجاحه ‪ ،‬فأصبح ال يستطيع أن يستمتع بما حصل عليه من نجاح ‪.‬‬

‫وقد يحاول اإلنسان القلق أن يخرج من الحالة التى هو فيها ويحاول أن يتعامل مع الواقع الذى يهرب‬

‫منه أو قل أن الواقع فرض نفسه عليه ‪ ،‬فنجد أن اإلنسان القلق بحالتة الفكرية المضطربة ونفسيتة السيئة يميل‬
‫‪5‬‬

‫إلى المخاطرة أحيانا ً أو الالمباالة أحيانا ً أخرى أو يستسلم لحالة العزلة التى وصل إليها فيبقى سلبيا ً ‪.‬‬

‫والقلق يضعف من قدرة اإلنسان على التكيف مع اآلخرين ‪ ،‬ألن ذهن اإلنسان القلق المشوش ال‬

‫يستطيع أن يحدد صورا ً واضحة وصحيحة عن طبيعة عالقة اإلنسان مع اآلخرين من حوله ‪ .‬فقد يرسم‬

‫صورا ً مشوهة عن هذه العالقة تؤدى إلى إصطدام اإلنسان القلق مع اآلخرين ؛ فتزداد حالة التوتر التى‬

‫يعيشها ؛ فيفضل أن يبقى منعزالً ‪ .‬كما أن تكيف اإلنسان القلق مع اآلخرين يستلزم القيام ببعض األعمال‬

‫وترك بعض التصرفات وتعديل السلوكيات ‪ ،‬وكل هذه األمور تثقل كاهل اإلنسان القلق وتصيبه بمزيد من‬

‫التوتر فيفضل العزلة ‪.‬‬

‫ومما سبق نجد أن حالة القلق التى تسيطر على اإلنسان أصابت حياته بالشلل ‪ ،‬وحكمت على عالقاته‬

‫بالفشل ‪ ،‬وأصبح إنسانا ً سلبيا ً وغير منجز فى الحياة ‪ ،‬باإلضافة إلى اإلضطرابات النفسية والجسمية أصابت‬

‫نفسه وجسمه باإلنهاك ‪.‬‬

‫ولكن هل من حل لمشكلة القلق ؟‬

‫يقول الكتاب المقدس " ألَنَّنَا نَحْ ُن ْال ُمؤْ ِمنِينَ نَ ْد ُخ ُل َّ‬
‫الرا َحةَ " ‪ 2‬وكلمة " المؤمنين " فى اآلية أى الذين‬

‫وضعوا ثقتهم وإتكالهم على الرب ‪ ،‬فاإليمان شرط أساسى للسالم والتحرر من القلق ‪ .‬عندما نؤمن ندخل إلى‬

‫سا ِك ُن فِي ِستْ ِر‬


‫راحة الرب ونتمتع بمعيته وحمايته لنا فال نقلق ‪ .‬هذه الحماية قال عنها سفر المزامير " اَل َّ‬

‫ْال َع ِليِ‪ِ ،‬في ِظ ِل ْالقَد ِ‬


‫ِير َي ِبيتُ " ‪ 3‬فالمقصود بالستر فى اآلية هو مكان راحة الرب حيث السالم والتعزية ‪ ،‬ونحن‬

‫ندخل هذا الستر ونسكن فيه من خالل الصالة ‪ ،‬فالصالة هى شركة مع هللا كلى القدرة وكلى الحب ‪ .‬ونحن‬

‫نستطيع أن نقرر أن تكون شركتنا مع هللا دائمة أو مؤقتة ‪ ،‬فكلمة " سكنى " فى اآلية تعنى اإلستقرار ؛ فهذا‬

‫يعنى أننا لكى نستقر فى " ظل القدير" البد أن نداوم على الصالة بإستمرار ‪ ،‬وهذا يعنى أنه ال يكفى أن نقوم‬

‫‪ 2‬عبرانيين ‪ - 3 : 4‬الكتاب المقدس الترجمة السبعينية ‪.‬‬


‫‪ 3‬مزمور ‪1 : 91‬‬
‫‪6‬‬

‫بزيارة هذا المكان من الحين لآلخر ‪ ،‬ولكن أن نستقر ونسكن هناك بصفة دائمة ويتم ذلك من خالل الصالة‬

‫صلُّوا بِالَ ا ْن ِق َ‬
‫طاع " ‪ 4‬لكى نكون فى شركة دائمة مع هللا القدير ‪.‬‬ ‫الدائمة ‪ .‬يقول الكتاب المقدس " َ‬

‫ولكن ماذا يحدث فى ستر العلى ؟‬

‫فى ستر العلى نجد التعزية والسالم مهما كانت كمية المشاكل أو ضراوتها أو شدة تأثيرها ؛ فهو قد‬

‫ط ِربْ قُلُوبُ ُك ْم َوالَ ت َْرهَبْ "‬ ‫ْس َك َما يُ ْع ِطي ْالعَالَ ُم أُع ِ‬
‫ْطي ُك ْم أَنَا‪ .‬الَ ت َ ْ‬ ‫سالَ ِمي أُع ِ‬
‫سالَ ًما أَتْ ُركُ لَ ُك ْم‪َ .‬‬
‫‪5‬‬
‫ض َ‬ ‫ْطي ُك ْم‪ .‬لَي َ‬ ‫وعد " َ‬

‫‪ ،‬وعندما تشعر النفس بالسالم تتجدد طاقة اإلنسان الداخلية ويكون قادرا ً على التفكير ‪ .‬وفى هذا الستر يوحى‬

‫هللا لإلنسان بما يجب أن يفعل ‪ ،‬ويرشده فى كل أمور حياته ‪ .‬وإن لم يكن من هللا إرشادا ً مباشرا ً لإلنسان بما‬

‫يجب أن يفعل فعلى األقل حالة السالم والهدوء التى تسيطر على اإلنسان فى محضر الرب مع وجود المشكلة‬

‫قائمة تخرج من أعماق اإلنسان الحل المناسب للمشكلة أو على األقل الخطوات األولى للحل ‪.‬‬

‫وهنا البد أن نشير إلى أن العالقة الشخصية مع هللا الزمة للدخول إلى ستره والتمتع بحمايته ‪،‬‬

‫والعالقة الشخصية تعنى أن يكون هللا شريك لإلنسان برضى ورغبة اإلنسان فى كل كبيرة وصغيرة من أمور‬

‫حياته ‪.‬‬

‫ولكى ندخل " ستر العلى " البد أن نطيع وصاياه ونجاهد فى تنفيذها ‪ ،‬يقول الكتاب المقدس " ِإ ْن ث َ َبت ُّ ْم‬

‫ي َوث َ َبتَ َكالَ ِمي فِي ُك ْم ت َْطلُبُونَ َما ت ُ ِريدُونَ فَ َي ُك ُ‬


‫ون لَ ُك ْم " ‪ 6‬فاآلية واضحة تماما ً فإن أردنا سالما ً ألفكارنا‬ ‫فِ َّ‬

‫وأذهاننا ونفوسنا البد أن نثبت فى وصايا الرب ؛ البد أن نجاهد من أجل تنفيذ جميع وصايا الرب ؛ ألنه‬

‫بحسب نص اآلية إن عشنا الوصية وثبتنا فيها نطلب ما نريد فيكون لنا ‪ .‬هنا نستطيع أن نقول أننا دخلنا ستر‬

‫العلى ‪ .‬ولكن بدون تنفيذ الوصية وجهاد فى التنفيذ فنحن نصبح خارج ستر العلى ؛ فال نتوقع أن ننعم بالسالم‬

‫والتعزية ‪ ،‬وال نطمح فى تنفيذ أى مطلب لنا ونحن بعيدين عن معايشة وصاياه ‪.‬‬

‫‪ 4‬رسالة بولس الرسول األولى إلى أهل تسالونيكى ‪17 : 5‬‬


‫‪ 5‬يوحنا ‪27 :14‬‬
‫‪ 6‬يوحنا ‪7 : 15‬‬
‫‪7‬‬

‫ولكى ننفذ وصايا الرب البد أن نسأل الرب فى كل موقف من مواقف حياتنا فى منزلنا أو فى الشارع‬

‫أو فى العمل أو الكنيسة " ماذا ينبغى يارب أن أفعل فى هذا األمر ؟ ماهو األمر الذى إذا فعلته أكون قد نفذت‬

‫وصيتك ‪ .‬فوصية الرب قد أعطيت لنا من أجل نفعنا ‪ .‬فإن كنا نطرح وصايا الرب جانبا ً فال نأمل فى أى راحة‬

‫أو نجاح ‪.‬‬

‫وهذا الستر نلجأ إليه عندما نتأذى من أحد أو نتعرض لمشكلة ما كبيرة كانت أو صغيرة ‪ ،‬فنضع‬

‫المشكلة أمام الرب ونؤمن بأنه قادر على حلها ‪ ،‬ونلقى بثقل المشكلة على الرب بحسب قول الكتاب " أ َ ْل ِ‬
‫ق‬

‫ب َه َّمكَ فَ ُه َو يَعُولُكَ " ويقول أيضا ً " ُم ْلقِينَ ُك َّل ه َِم ُك ْم َ‬


‫علَ ْي ِه‪ ،‬ألَنَّهُ ُه َو يَ ْعتَنِي ِب ُك ْم " ‪ ، 8‬وهذه الوصية‬ ‫‪7‬‬
‫علَى َّ‬
‫الر ِ‬ ‫َ‬

‫هامة جدا ً فى عالج القلق ؛ ألنه عندما ألقى همى على الرب أكون أكثر قدرة على التفاعل معه ومع وصاياه ‪،‬‬

‫ففى مثل الزارع ‪ 9‬هموم الحياة خنقت البذار فلم تثمر ‪ ،‬وهذا يعنى أن كلمة هللا ستثمر فينا إن القينا بثقل‬

‫همومنا عليه ‪ ،‬وإن أثمرت كلمة هللا فينا نكون أكثر قدرة على التواصل المستمر معه ؛ فندخل ستر العلى‬

‫وننال من بركات شركته عزاءا ً ومعونة وإرشادا ً وقوة ‪.‬‬

‫واإلتحاد بالرب والتواصل المستمر معه هو شرط أساسى للحصول على البركات والنجاح ‪ ،‬فالرب‬

‫يقول " أَنَّ ُك ْم ِبدُونِي الَ ت َ ْقد ُِرونَ أ َ ْن ت َ ْف َعلُوا َ‬


‫ش ْيئًا " ‪ 10‬وهذا يعنى أنه بدون هذه الشركة لن نستطيع أن نتغلب على‬

‫القلق ‪.‬‬

‫تقول جويس ماير ‪:‬‬

‫إن المكان الذى نقف فيه هو نتيجة إختيار شخصى فإما ان نختار الظل ( الثقة فى هللا ) أو الشمس‬
‫‪11‬‬
‫( القلق واإلهتمام ) ‪.‬‬

‫ولهذا إن إخترنا أن نثق فى الرب ونرفض األفكار التى تشكك فى أبوته ومحبته لنا ونقبل كل ما يأتى‬

‫‪ 7‬مزمور ‪22 : 55‬‬


‫‪ 8‬رسالة بطرس الرسول األولى ‪7 : 5‬‬
‫‪ 9‬متى ‪8 – 1 : 13‬‬
‫‪ 10‬يوحنا ‪5 : 15‬‬
‫‪ 11‬جويس ماير ‪ ،‬ساعدنى أنا قلق ‪ ،‬خدمات جويس ماير ‪18 . 2008 ،‬‬
‫‪8‬‬

‫علينا ؛ فإننا حتما ً سننتصر على القلق ألن ثقتنا فى الرب ستطرد الخوف والقلق إلى خارج ‪.‬‬

‫وعلينا أال نقلق بشأن أمورنا المادية سواء فى تدبير المال أو األكل أو الملبس ‪ ،‬ولكن علينا أن نهتم‬

‫أوالً بملكوت هللا وبره ‪ .‬يقول الكتاب المقدس " ل ِك ِن ْ‬


‫اطلُبُوا أ َ َّو ًال َملَ ُكوتَ هللاِ َوبِ َّرهُ‪َ ،‬وه ِذ ِه ُكلُّ َها تُزَ ادُ لَ ُك ْم " ‪، 12‬‬

‫فالقلق بشأن أمور حياتنا المادية أمر غير مقبول ؛ ألن الرب يطلب منا فقط أن نطلب ملكوت هللا وبره أما‬

‫جميع األمور المادية فهو يقوم بتدبيرها دون أن نطلب ‪ .‬ولكن ماذا يحدث إن لم نطلب ملكوت هللا وبره ؟!‬

‫ستكون النتيجة الحتمية هى أن نقلق ونتوتر بشأن أمورنا المادية ؛ أوالً ألننا تركنا معية هللا ‪ ،‬وثانيا ً ألننا نسير‬

‫وراء شهواتنا التى ال تشبع أبدا ً ‪ ،‬وهنا تبدأ بذرة التوتر والقلق فى النمو ‪.‬‬

‫يقول الكتاب المقدس " ِلذلِكَ أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ ت َ ْهت َ ُّموا ِل َحيَاتِ ُك ْم ِب َما ت َأ ْ ُكلُونَ َو ِب َما ت َ ْش َربُونَ ‪َ ،‬والَ ألَجْ َ‬
‫سا ِد ُك ْم ِب َما‬

‫ُور‬
‫طي ِ‬‫ظ ُروا ِإلَى ُ‬
‫اس؟ " ‪ 13‬ويقول أيضا ً " ا ُ ْن ُ‬
‫اللبَ ِ‬
‫ض َل ِمنَ ِ‬ ‫الط َع ِام‪َ ،‬و ْال َج َ‬
‫سدُ أ َ ْف َ‬ ‫ت ْال َحيَاة ُ أ َ ْف َ‬
‫ض َل ِمنَ َّ‬ ‫س ِ‬ ‫ت َْلبَ ُ‬
‫سونَ ‪ .‬أَلَ ْي َ‬

‫ي يَقُوت ُ َها‪ .‬أَلَ ْست ُ ْم أ َ ْنت ُ ْم ِب ْال َح ِري ِ أ َ ْف َ‬


‫ض َل‬ ‫َازنَ ‪َ ،‬وأَبُو ُك ُم ال َّ‬
‫س َما ِو ُّ‬ ‫صدُ َوالَ تَجْ َم ُع ِإلَى َمخ ِ‬ ‫اء‪ِ :‬إنَّ َها الَ ت َْز َر ُ‬
‫ع َوالَ تَحْ ُ‬ ‫س َم ِ‬
‫ال َّ‬

‫ِم ْن َها؟ " ويذكرنا الكتاب المقدس بأن القلق ال فائدة منه فيقول " َو َم ْن ِم ْن ُك ْم ِإذَا ا ْهت َ َّم َي ْقد ُِر أ َ ْن َي ِزيدَ َ‬
‫‪14‬‬
‫علَى قَا َمتِ ِه‬

‫احدَةً؟ " ‪. 15‬‬


‫عا َو ِ‬
‫ذ َِرا ً‬

‫لذلك فاإلهتمام بأمور الرب وبالشركة معه هى الطريق للتخلص من القلق ‪ ،‬ففى شركتنا مع هللا نجد‬

‫كل ما نحتاج إليه بالفعل ‪.‬‬

‫تقول جويس ماير ‪:‬‬

‫فى أوقات كثيرة نصرف وقتا ً طويالً نطلب إستجابة من الرب أو حلوالً لمشاكلنا فى الوقت‬
‫‪16‬‬
‫الذى ينبغى فيه أن نطلب الرب نفسه‬

‫‪ 12‬متى ‪33 : 6‬‬


‫‪ 13‬متى ‪25 : 6‬‬
‫‪ 14‬متى ‪26 : 6‬‬
‫‪ 15‬متى ‪27 : 6‬‬
‫‪ 16‬ماير ‪ ،‬أنا قلق ‪32 .‬‬
‫‪9‬‬

‫فطلب الرب هو عالمة وجودنا فى ستر العلى والتمتع بالسالم ‪ ،‬وقدرة ذراعه الرفيعة ويده الممدودة‬

‫ألجل معونتنا وتعزيتنا ‪.‬‬

‫وهنا يجب أن ننوه إلى أنه يجب أال نسعى لتحقيق شهوات نفوسنا بل نسعى لطلب الرب نفسه لنتمتع‬

‫بستره وحمايته ‪.‬‬

‫لذلك فاإلهتمام األول الذى يجب أن نهتم به هو الصالة وطلب وجه هللا فقط ‪ ،‬يقول الكتاب المقدس‬

‫ب‪،‬‬
‫الر ِ‬ ‫ب ُك َّل أَي َِّام َحيَاتِي‪ِ ،‬ل َك ْي أ َ ْن ُ‬
‫ظ َر ِإلَى َج َما ِل َّ‬ ‫الر ِ‬
‫ت َّ‬ ‫ب َوإِيَّاهَا أ َ ْلت َِم ُ‬
‫س‪ :‬أ َ ْن أ َ ْس ُكنَ فِي بَ ْي ِ‬ ‫سأ َ ْلتُ ِمنَ َّ‬
‫الر ِ‬ ‫احدَة ً َ‬
‫" َو ِ‬

‫َوأَتَفَ َّر َ‬
‫س فِي َه ْي َك ِل ِه‪ 17 " .‬وبيت الرب هنا يعنى " ستر الرب " أو " ستر العلى " ‪ .‬ويقول أيضا ً " الَ ت َ ْهت َ ُّموا‬

‫ع ْقل‪،‬‬
‫وق ُك َّل َ‬ ‫ش ْك ِر‪ِ ،‬لت ُ ْعلَ ْم ِط ْلبَات ُ ُك ْم لَدَى هللاِ ‪َ ،‬و َ‬
‫سالَ ُم هللاِ الَّذِي يَفُ ُ‬ ‫اء َم َع ال ُّ‬
‫ع ِ‬‫صالَةِ َوالدُّ َ‬ ‫َيء‪ ،‬بَ ْل فِي ُك ِل ش ْ‬
‫َيء ِبال َّ‬ ‫ِبش ْ‬

‫ع‪ 18" .‬فيالها من وصفة سحرية للتخلص من القلق !! هى أن نهتم فقط‬ ‫ار ُك ْم فِي ْال َمسِيحِ يَ ُ‬
‫سو َ‬ ‫ظ قُلُوبَ ُك ْم َوأ َ ْف َك َ‬
‫يَحْ فَ ُ‬

‫بالصالة – الصالة الحقيقية وليست الظاهرية صالة من القلب وليست كلمات فقط – والشكر على ما أنعم هللا‬

‫به علينا ‪ .‬فإن صلينا من القلب وشكرنا الرب تعلم طلباتنا لدى هللا ‪ .‬ومن المالحظ هنا أن الرسول بولس لم يقل‬

‫" أطلبوا لتعلم طلباتكم " بل قال " صلوا من القلب وأشكروا فتعلم طلباتكم " أى بمجرد أن نصلى من القلب‬

‫ونشكر تكو ن طلباتنا قد وصلت إلى السماء ‪ ،‬وليس هذا فقط بل يحل علينا سالم هللا الذى يفوق كل عقل‬

‫ويحفظ أفكارنا وقلوبنا من القلق والتوتر ‪ ،‬ونصبح فى المسيح يسوع فى ملء السالم واليقظة وأكثر قدرة على‬

‫التعامل مع المشاكل ألن سالم هللا يمأل القلب ‪.‬‬

‫ط ْوا‪ .‬ا ُ ْ‬
‫طلُبُوا ت َِجد ُوا‪.‬‬ ‫وهذا ال يمنع أن نعرض طلباتنا على هللا ‪ ،‬فالكتاب المقدس يقول " اِسْأَلُوا ت ُ ْع َ‬

‫اِ ْق َر ُ‬
‫عوا يُ ْفتَحْ لَ ُك ْم " ‪ ، 19‬ولكن الفكرة هنا أنه عندما نطلب ملكوت هللا وبره أوالً ونصلى ونشكره سنعرف ماذا‬

‫‪ 17‬مزمور ‪4 : 27‬‬
‫‪ 18‬فيلبى ‪7، 6 : 4‬‬
‫‪ 19‬متى ‪7 : 7‬‬
‫‪10‬‬

‫نطلب أو ما هى األمور الهامة التى يجب أن نطلب ألجلها ‪ .‬ولكن إن كنا ال نطلب أوالً ملكوت هللا وبره‬

‫سنطلب ما يغذى شهواتنا ‪ ،‬وهذا األمر يستحيل على الرب أن يقبله أو ينفذه ألوالده ‪ ،‬وهذا سيؤدى بنا حتما ً‬

‫إلى مزيد من القلق ‪.‬‬

‫فإن آمنا أن نطلب ملكوت هللا وبره أوالً سيكون لنا كل ما نريد ‪ ،‬وسنقبل ما يرفض هللا أن ينفذه لنا‬

‫ألننا نطلب أوالً مشيئته ورضاه وليست مشيئتنا نحن ؛ لذلك إن طلبنا ملكوت هللا وبره أوالً سيصير سالم لنا‬

‫فى أفكارنا وقلوبنا ‪ .‬وإذا طاردتنا أفكار الشك البد أن نطردها سريعا ً ‪ .‬تقول جويس ماير ‪:‬‬

‫يضع إبليس مخاوف وهواجس فى أذهاننا وأحيانا ً يقذقنا بها بكل قوة على أمل أن نقبلها ثم نرددها‬
‫بأفواهنا ‪ ،‬فإن فعلنا ذلك وفرنا له الخامات الالزمة لصناعة األحداث التى سبق ومهد لها عن طريق‬
‫‪20‬‬
‫المخاوف والهواجس التى رمانا بها ‪.‬‬

‫ومما سبق يتضح أن الصالة والعالقة الشخصية مع هللا وتنفيذ وصاياه ‪ ،‬واإليمان به وبأبوته هى‬

‫المصدر األساسى للنصرة على القلق واإلستمتاع بالحياة ‪.‬‬

‫‪ 20‬ماير ‪ ،‬أنا قلق ‪48 .‬‬


‫‪11‬‬

‫فهرس الحواشي‬

‫‪ -1‬دكتور األزرق بن علو ‪ ،‬كيف تتغلب على القلق وتنعم بالحياة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار قباء للطباعة‬
‫والنشر ‪124 . 2003 ،‬‬

‫‪ -2‬عبرانيين ‪ - 3 : 4‬الكتاب المقدس الترجمة السبعينية ‪.‬‬

‫‪ -3‬مزمور ‪1 : 91‬‬

‫‪ -4‬رسالة بولس الرسول األولى إلى أهل تسالونيكى ‪17 : 5‬‬

‫‪ -5‬يوحنا ‪27 :14‬‬

‫‪ -6‬يوحنا ‪7 : 15‬‬

‫‪ -7‬مزمور ‪22 : 55‬‬

‫‪ -8‬رسالة بطرس الرسول األولى ‪7 : 5‬‬

‫‪ -9‬متى ‪8 – 1 : 13‬‬

‫‪ -10‬يوحنا ‪5 : 15‬‬

‫‪ -11‬جويس ماير ‪ ،‬ساعدنى أنا قلق ‪ ،‬خدمات جويس ماير ‪18 . 2008 ،‬‬

‫‪ -12‬متى ‪33 : 6‬‬

‫‪ -13‬متى ‪25 : 6‬‬

‫‪ -14‬متى ‪26 : 6‬‬

‫‪ -15‬متى ‪27 : 6‬‬

‫‪ -16‬ماير ‪ ،‬أنا قلق ‪32 .‬‬

‫‪ -17‬مزمور ‪4 : 27‬‬

‫‪ -18‬فيلبى ‪7، 6 : 4‬‬

‫‪ -19‬متى ‪7 : 7‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ -20‬ماير ‪ ،‬أنا قلق ‪48 .‬‬


‫‪13‬‬

‫المراجع‬

‫الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد الترجمة السبعينية ‪.‬‬

‫بن علو األزرق ‪ ،‬كيف تتغلب على القلق وتنعم بالحياة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬

‫‪2003‬‬

‫بيل نورمان فنسنت ‪ ،‬قوة التفكير اإليجابى ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الثقافة ‪2000 ،‬‬

‫ماير جويس ‪ ،‬ساعدنى أنا قلق ‪ ،‬بدون ‪ ،‬خدمات جويس ماير ‪2008 ،‬‬

‫حبيب د‪ .‬صموئيل ‪ ،‬القلق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الثقافة ‪1994 ،‬‬

‫عارف أبو الفداء محمد عزت محمد ‪ ،‬عالج نفسك من القلق والتوتر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار اإلعتصام ‪1958 ،‬‬

You might also like