Professional Documents
Culture Documents
االقتصاد الجزئي
25/10/2020
1
االقتصاد الجزئي :مفاهيم أساسية
أوالً :علم االقتصاد
يعد علم االقتصاد من أبرز العلوم االجتماعية التي يتم من خاللها إعطاء تفسيرات ،وتقديم
تحليالت دقيقة عن العمليات المرتبطة بثروة اإلنسان ،وكيف يتم إنتاج هذه الثروات وتوزيعها على
األف راد ،وكي ف يتم اس تهالك ه ذه ال ثروات من قبلهم .ويت داخل علم االقتص اد م ع مجموع ة من
العلوم األخرى مثل :علم التسويق ،وعلم إدارة األعمال ،والقانون ،وعلم السياسة .
فمنذ نشأت هذا العلم ساد اعتقاد بأنه يختص بدراسة الوسائل التي يمكن لألمة بواسطتها من
أن تغت ني مادي اً ،وه ذا االعتق اد اس تمد من كت اب ( ث روة األمم ) لالقتص ادي االس كتلندي آدم س مث
( 1790 – 1723م ) ال ذي نش ره في الع ام . 1776إال أن االقتص ادي االنكل يزي الفري د مارش ال
( 1924 – 1842م ) عرف االقتصاد بأنه :ذلك العلم الذي يدرس بني االنسان في أعمال حياتهم
العادي ة ،وه و يبحث في ج انب النش اط الف ردي واالجتم اعي ال ذي يتعل ق بالحص ول على المقوم ات
المادية للرفاهية ،وطرق استخدام هذه المقومات .
كم ا عرف ه ساملس ون بأن ه :دراس ة الكيفي ة ال تي يخت ار به ا األف راد والمجتم ع الطريق ة ال تي
بواس طتها يس تخدمون الم وارد االنتاجي ة الن ادرة إلنت اج الس لع المختلف ة على م دى ال زمن وتوزيعه ا
لالستهالك اآلن ،وفي المستقبل على مختلف األفراد والجماعات في المجتمع .
ثانياً :مفهوم االقتصاد الجزئي
إن دراسة النظرية االقتصادية يمكن أن تقسم على مجالين واسعين هما :
أ .االقتصاد الجزئي : Micro – economicsهو فرع من فروع علم االقتصاد ،ويشير هذا المفهوم
إلى :العلم ال ذي يه دف إلى دراس ة علم االقتص اد على مس توى األف راد أو المجموع ات االس تهالكية
أو المش اريع .ومن أهم م ا يم يز االقتص اد الج زئي أن ه يص ب اهتمام ه بش كل كب ير على م ا يمكن
للف رد أن يس تخدمه من الس لع البديل ة في ظ ل محدودي ة ال دخل ،ون درة الم وارد وك ثرة االحتياج ات
بناء
االقتصادية اليومية وتنوعها ،كما يدرس هذا العلم القرارات االقتصادية التي يتخذها األفراد ً
على مستوى األسعار في األسواق .
ب .االقتص اد الكلي : Macro – economicsيتعل ق بكلي ات التحلي ل االقتص ادي ،ويع الج مش اكل
االقتصاد الوطني ككل ويهتم به ،ويتضمن دراسة االنتاج الكلي واالستخدام الكلي والمستوى العام
2
لألس عار ،ويحل ل االج راءات المالي ة والنقدي ة المختلف ة ،كم ا يفس ر التض خم ،ويحل ل أث ر تغ يرات
معدل النمو االقتصادي .
ثالثاً :مبادئ االقتصاد الجزئي
هناك مجموعة من المبادئ االقتصادية التي يتناول علم االقتصاد الجزئي دراستها بأسلوب
تفص يلي من أج ل فهم الواق ع االقتص ادي على مس توى األف راد ،ومس اعدتهم على اتخ اذ الق رار
االقتصادي األفضل ،ومن أبرز مبادئ االقتصاد الجزئي ما يأتي :
مبدأ تعظيم المنفعة :لقد اجمع االقتصاديون على أن المنفعة تعني :صالحية السلعة أو الخدمة في .1
اشباع حاجة المس تهلك الف رد ،وفي المفهوم االقتصادي تق اس المنفع ة باإلش باع الذي يحصل عليه
المستهلك بعد حصوله على السلعة .ويتحدد مقدار االشباع هنا باستخدام المستهلك لوحدات السلعة
في وقت معين .
يشير هذا المبدأ إلى أن األفراد أو المؤسسات يتخذون القرارات االقتصادية من أجل تحقيق
منافع محددة تزيد من قدر الرضى في حياتهم .ولذلك فإن المبدأ االقتصادي ،تكلفة الفرصة البديلة
:يقوم على أن القرارات االقتصادية قد تحتوي على بعض البدائل التي قد تختلف تكلفتها المادية .
مب دأ المنفع ة الحدي ة :هي مقدار االش باع االض افي الذي يحص ل عليه المس تهلك عند اض افة وحدة .2
واحدة الى استهالكه من سلعة ما وفي زمن معين ،وتشير المنفعة الحدية الى المنفعة المضافة التي
يحصل عليها المستهلك من استهالك وحدة اضافية .
وهذا يعني هذا المبدأ يقوم على أن المنفعة اإلضافية التي يتم تحقيقها من زيادة كمية الطلب
على سلعة ما يكون أقل من الحصول على كمية أخرى من السلعة نفسها ،ألن الفائدة تتعاظم في
بداية االستهالك وتقل مع زيادة استهالك كمية إضافية من السلعة ذاتها .
مب دأ الع رض والطلب :يش ير ه ذا المب دأ إلى أن أس عار الس لع تتح دد وفق اً لتوافره ا في الس وق ، .3
عالوة على كمية الطلب عليها من قبل مستهلكيها ،وبالنسبة لمعنى العرض :فهو كمية السلع التي
يك ون المنتج ون مس تعدين لبيعه ا في ف ترة معين ة وبس عر معين ،ول ذلك فه و مجم ل قيم ة الس لعة
المتاحة في السوق .أما مفهوم الطلب فهو مجمل طلب حصول األفراد على سلعة محددة ،أي أن
المس تهلك يس عى للحص ول على مختل ف الس لع والخ دمات بدخل ه المح دود ووفق اً ألس عار الس لع ،
ويتمثل طلبه بالرغبة في تحقيق االشباع لحاجاته ،وهذه الرغبة مقترنة بقدرته الشرائية .ويمكن
أن يتحقق التوازن بتالقي قوى العرض والطلب في السوق .
3
رابعاً :أهمية االقتصاد الجزئي
يتميز االقتصاد الجزئي بأهمية كبيرة في بيئة العمل ،وتلخص هذه األهمية في أن االقتصاد
الجزئي :
يش ارك بإع داد السياس ات االقتص ادية ،مم ا يس اهم بتعزي ز كف اءة اإلنت اج ،وزي ادة الرفاهي ة في
المجتمع
يساهم بتفسير طبيعة االقتصاد الرأسمالي ،إذ تتخذ فيه الوحدات الفردية القرارات االقتصادية بش كل
فردي .
يس اعد في وص ف طبيع ة االقتص اد في المؤسس ات ،ودور الوح دات االقتص ادية الفردي ة بتحقي ق
التوازن
يحرص على توظيف أفضل الموارد ،من خالل االعتماد على رجال األعمال .
يقدم المساعدة لالقتصاديين في قطاع األعمال ،وتحديداً في مجال التنبؤات التجارية .
يستخدم في شرح المكاسب التجارية ،وحالة عدم التوازن الظاهرة في ميزان المدفوعات .
خامساً :السلع الخاصة والسلع العامة
السلع الخاصة Private goods .1
هي :السلعة المملوكة حصراً لفرد واحد ( مؤسس ة ) ،التي ال يمكن استخدامها في الوقت
نفس ه من قب ل اآلخ رين ،وفي االقتص اد يتم تعريفه ا على أنه ا :الس لعة ال تي تُمكن مالكيه ا من
ممارس ة حق وق الملكي ة الخاص ة ،ومن ع أولئ ك ال ذين لم ي دفعوا مقابله ا من اس تخدام الس لعة أو
استهالك فوائدها ،وبذلك فهي السلع ذات النفع الخاص .
ومن ثم فهي تتم يز بأنه ا ذات خص ائص ومواص فات مح ددة ،ومتم يزة وذات اس م تج اري
معروف ،مما يجعل المشتري مستعداً لبذل الجهد في سبيل الحصول عليها واالنتظار لمدة معينة ,
لحين توافرها إذا لم تكون موجودة في األسواق ،ومثال على ذلك بعض أنواع السيارات .
ولذلك فإن من أهم خصائص السلع الخاصة هي :
إنها تحمل دائما ماركة أو عالمة خاصة بها .
إن الطلب عليه ا غير مرن ال يتغ ير بارتف اع ،أو هبوط السعر مادام المستهلك يصر على مارك ة
معينة .
4
ال تعرض إال في عدد محدود من المحال وتباع بطريقة مباشرة من المنتج ( أي من الشركة ) الى
تجار التجزئة .
5
االقتصاد الجزئي واألسئلة االقتصادية الثالثة
إن النظام االقتصادي عندما يقوم بعملية تخصيص الموارد النادرة بين االستعماالت البديل ة ،
البد له أن يجيب عن األسئلة الثالثة األساسية اآلتية :
ما السلع والخدمات التي ستنتج ؟ .1
كيف سيتم انتاج هذه السلع والخدمات ؟ .2
لمن تُنتج هذه السلع والخدمات ؟ أو على َمن يتم توزيع هذه السلع والخدمات ؟ .3
إن اإلجابة على هذه األسئلة يمكن استنباطها من مبادئ االقتصاد الجزئي على النحو اآلتي :
السلع والخدمات التي ستنتج هي تلك التي يكون المستهلكون راغبين وقادرين على شرائها . .1
تنتج هذه السلع والخدمات باستخدام أساليب االنتاج ،التي تمكن المنتجين من القيام بعملية االنتاج .2
بأعلى مستوى ممكن من الكفاءة ليحققوا هدفهم من هذه العملية .
األشخاص الذين يحصلون على السلع والخدمات ،هم غالب اً أولئك الناس القادرين على المساهمة .3
بصورة فعلية في عملية االنتاج .
ويمكن تفصيل اإلجابة على تلك األسئلة باستخدام الشكل ( )1الذي يمثل تخطيط اً يبين تدفق
الموارد والمنتجات والنقود في اقتصاد ما .
6
النقود
7
وغيرها من المجاالت ،أما االتجاه العكسي لهذا التدفق فهو األجور والرواتب التي تدفعها الدولة
للقطاع الخاص مقابل استعمالها لما لديه من موارد وأيدي عاملة .
التيار الرابع :فيمثل السلع والخدمات التي ينتجها القطاع العام ويستخدمها المستهلكون مثل التعليم .4
والرعاية الصحية والمكتبات والحدائق العامة وما شابه ذلك ،أما االتجاه العكسي لهذا التيار فهو
على شكل ضرائب ورسوم وغيرها تدفع للدولة .
8
المن افع ال تي س تجنيها من الس يارة هي أك ثر من المن افع ال تي من المحتم ل حص ولك عليه ا من س لع
بديلة أخرى .
وليس من الض روري أن نقيس فعالً مق دار االش باع ال ذي يحص ل علي ه ف رد م ا من اس تهالك
س لعة بطريق ة عددي ة ( أو رقمي ة ) ،ففي االقتص اد يس تخدم ع ادة مص طلح ( المنفع ة ) ليش ير الى
قابلية السلعة أو الخدمة على اشباع حاجة أو رغبة ،فهي إذن صفة اشباع الحاجات التي يتضمنها
االستهالك .
وخاصية المنفعة هي شخصية ،بمعنى أنها تعبر عن عالقة مباشرة بين المستهلك والسلعة ،
ولذلك تختلف منفعتها من شخص الى آخر ،وقد ال تكون سلعة ما نافعة لمستهلك ما ،وإ نما ذات
نفع الى مستهلك آخر كالنظارة بالنسبة للشخص ضعيف النظر .
وهن اك نظريت ان رئيس يتان في تحلي ل س لوك المس تهلك ،األولى تُع رف بنظري ة المنفع ة
الحدية ،والثانية تُعرف بالنظرية الحديثة لدراسة سلوك المستهلك أو ما تُعرف بمنحنيات السواء ،
وكال النظري تين تقوم ان على فك رة المنفع ة ،ولكنهم ا يختلف ان في االفتراض ات واألدوات التحليلي ة
المستخدمة.
أوالً :مدخل نظرية المنفعة الحدية
تركز هذه النظرية على المفهوم الكمي للمنفعة ،حيث تؤكد على أن المنفعة ظاهرة كمية
يمكن قياسها تمام اً كم ا تق اس األس عار والكمي ات واألوزان واألطوال وغيره ا ،وأن وح دة القياس
هي مقدار المنفعة المتحققة من السلعة ،ويعني ذلك امكانية قياس المنفعة بوحدات عددية .
وعلى ال رغم من رغبتن ا االس تهالكية ق د تك ون غ ير مح دودة بالنس بة الى مجم وع الس لع
والخ دمات المت وفرة في الع الم ،إال أن الكمي ة ال تي ي رغب المس تهلك طوع اً اس تهالكها من س لعة
معين ة في زمن معين تك ون مح دودة على األغلب ،وس بب ذل ك يرج ع الى مب دأ المنفع ة الحدي ة
المتناقصة .
لق د عرفن ا المنفع ة بأنه ا :الق درة على اش باع حاج ة ،أم ا كلم ة ح دي ،فق د اس تعملت في
االقتصاد للداللة على التغير القليل في متغير واحد مقارنة مع بعض المتغيرات األخرى ،لذا فإن
مب دأ المنفع ة الحدي ة المتناقص ة يع ني بأن ه :عن د اس تهالك وح دات اض افية من س لعة م ا في زمن
معين ،ف إن المنفع ة ال تي نحص ل من ه ذه الوح دات س تتناقص باس تمرار م ع بق اء االس تهالك من
السلع األخرى على حاله .
9
بمعنى أن المنفعة الحدية هنا تشير الى المنفعة المضافة التي يحصل عليها المستهلك من وحدة
اضافية ،وهذا يعني أنها تمثل الفرق الحاصل بين مجموع المنفعة التي يحصل عليها لقاء استخدام
وح دات من الس لعة ومجم وع المنفع ة بع د اض افة منفع ة الوح دة المض افة من الس لعة .أم ا مجم وع
المن افع ال تي يحص ل المس تهلك من اس تهالكه لوح دات من س لعة خالل م دة زمني ة معين ة فتُع رف
بالمنفعة الكلية .
ويرمز الى المنفعة الحدية ب ( ) MUوهي اختصار ل ( ، ) Marginal Utilityوالمنفعة
الكلية ( ) TUاختصاراً ل ( ، ) Utility Totalوعلى ذلك فإن المنفعة الحدية تكون :
MU
10
MU
الكمية
ومن الشكل البياني ( )2أعاله يمكننا االستدالل بأن االشباع الذي نحصل عليه من الوحدة
المستهلكة الثانية يكون أقل من تلك التي نحصل عليها من استهالك الوحدة األولى ،والوحدة الثالث ة
أقل من الثانية ،وهكذا ،وهذا يعني بأن العالقة البيانية أو الرسم البياني لدالة المنفعة الحدية يكون
ذا انح دار س الب ،ومث ل ه ذا النم وذج الهندس ي لمب دأ تن اقص المنفع ة الحدي ة ال ذي تم توض يحه في
الشكل (. )3
ويمكن االس تعانة بالعدي د من المثل ة الواقعي ة ال تي يعرفه ا ويتناوله ا الن اس في حي اتهم
االعتيادية ،مثل الحلوى والمرطبات كالبيبسي ،أو حتى الفاكهة وغيرها ،وهذا يقودنا الى عالقة
هام ة وهي أن الحقيق ة القائل ة ب أن االس تهالك االض افي لس لة معين ة يعطين ا اش باعاً ح دياً متناقص اً ،
يعني أن االشباع الكلي من استهالك هذه السلعة ينبغي أن يتزايد بمعدل متناقص .
ولتوض يح العالق ة بين المنفع تين الحدي ة والكلي ة ،يمكن مالحظ ة الج دول اآلتي (، )1
والشكل البياني ( )3التابع له .
جدول ()1
11
4 60 5
0 60 6
-4 56 7
الشكل ()3
منحنيات المنفعتين الكلية والحدية
Tu
الكمية المستهلكة
MU
+MU
الكمية المستهلكة
12
- MU
ويالح ظ من الج دول ( ، )1والش كل البي اني ( )3الالح ق ل ه ،أن ه عن دما يك ون منح نى
المنفع ة الكلي ة موجب اً في ميل ه ،ويتن اقص م ع زي ادة االس تهالك ،أي أن الزي ادة في المنفع ة الكلي ة
بإضافة وحدات من السلعة زيادة متناقصة ،فإن المنفعة الحدية تأخذ قيم اً موجبة ،وتتناقص حتى
نقطة االشباع ،وذلك عندما يصل منحنى المنفعة الكلية الى أقصاه ،ثم يصبح ميل منحنى المنفع ة
الكلية صفراً ( أي قيمة ثابتة ) عندما تكون المنفعة الحدية صفراً .
أما إذا استمر استهالك السلعة فإن ميل منحنى المنفعة الكلية سيكون سالباً ،أي متناقص اً ،
وأن المنفع ة الحدي ة تك ون س البة ،وأن ق انون تن اقص المنفع ة الحدي ة يش ير الى أن ه كلم ا زادت
الوحدات المستهلكة من سلعة معينة ،انخفضت ( قلت ) الوحدات االضافية منها ،أي أن المنفعة
الحدية للسلعة تتناقص مع زيادة الوحدات المستهلكة حتى تصل قيمتها الى الصفر ،وذلك عندما
تصل قيمة المنفعة الكلية الى أقصى مستوى لها ،وكما هو واضح في الجدول أعاله .
ويمكن تلخيص العالقة بين المنفعة الكلية والمنفعة الحدية على النحو اآلتي :
تتزاي د المنفع ة الكلي ة عن دما تك ون قيم ة المنفع ة الحدي ة موجب ة ،أي ت زداد المنفع ة الكلي ة بمق دار .1
المنفعة الحدية التي تضيفها الوحدات المتتالية المستهلكة من السلعة .
تكون زيادة المنفعة الكلية زيادة متناقصة ،كلما زاد المستهلك من استهالكه لوحدات اضافية من .2
الس لعة ،وذل ك ألن قيم ة المنفع ة الحدي ة للوح دات المتتالي ة تك ون متناقص ة لخض وعها الى ق انون
تناقص المنفعة .
تصل زيادة المنفعة الكلية الى أعلى مستوى لها عندما تصبح قيمة المنفعة الحدية صفراً ،أي ليس .3
هن اك من اض افة الى المنفع ة الكلي ة بع د ه ذا المس توى ووص ول المس تهلك الى أقص ى مس توى من
اإلشباع .
إذا تمادى المستهلك بعد هذا المستوى من االشباع وزاد من استهالكه لوحدات السلعة فإن المنفعة .4
الكلية تكون متناقصة ،وأن المنفعة الحدية تكون قيمتها سالبة ،وهذا الوضع هو خسارة للمستهلك
ويسبب ضرراً له .
13
تعظيم المنفعة وتوازن المستهلك
إن اختيارات المستهلك تتأثر بالتغيرات في كل من المنافع والتكاليف ،فإذا رغب المستهلك
في الحصول على أكبر نفع ممكن من نفقاته ،فما الكمية التي يجب عليه شراؤها من كل سلعة ؟
م ع العلم أن ه كلم ا زادت الكمي ة المس تهلكة من س لعة معين ة في وح دة زمني ة مح ددة ،ف إن المنفع ة
الحدي ة للمس تهلك س وف تتن اقص ،وس وف يس تفيد المس تهلك بش رائه الكث ير من الس لعة ،طالم ا أن
المنفعة الحدية ( )MUالمستمدة من استهالكه لوحدة اضافية يفوق تكاليف هذه الوحدة .
وفي ض وء ذل ك ف إن ه دف المس تهلك الرش يد ه و أن يعظم المنفع ة ،أو االش باع الكلي ال ذي
يحصل عليها من انفاقه دخله .ويكون توازنه في ذلك الوضع الذي يعظم منفعته الكلية في حدود
امكانات ه المتاح ة ،وعن دما يتحق ق ل ه ه ذا الوض ع الت وازني فإن ه ال ي رغب في تغي يره ،وعلى
اف تراض أن المس تهلك يتص رف بعقالني ة أو رش د اقتص ادي فان ه يس عى للحص ول على الس لع ال تي
تحقق له منافع تشبع حاجته منها ،وعليه يقرر المستهلك شراء تلك السلع والخدمات التي يرغب
في استهالكها بناء على ذوقه وتفضيالته .
ومن الطبيعي القول أنه بمعرفة الدخل الثابت واألسعار المحددة للسلع المزمع شراؤها يمكن
للمس تهلكين تعظيم اش باعهم ( أو منفعتهم الكلي ة ) وذل ك بالتأك د من أن آخ ر دين ار ينف ق على ك ل
س لعة مش تراة يول د درج ة متس اوية من المنفع ة الحدي ة ،فل و أراد المس تهلكون الحص ول على أك بر
نف ع ممكن من نق ودهم فيجب أن يك ون آخ ر دين ار منف ق على الس لعة ( )Xيول د نفس المنفع ة ال تي
تنتج عن آخر دينار منفق على السلعة ( )Yأو أية سلعة أخرى .فإذا كانت المنفعة الحدية التي يتم
الحصول عليها من الدينار المنفق على تذكرة مشاهدة مباراة لكرة القدم مثالً أقل من تلك الناتجة
من تذكرة حضور عرض مسرحي ،ف إن المس تهلك يجب أن ينقص من نفقات ه على مباري ات كرة
القدم ويخصص إنفاق اً أكثر لمشاهدة العروض المسرحية ،وذلك إذا افترضنا أن األفراد في حقيقة
األمر يحاولون إنفاق نقودهم بطريقة تحقق لهم أكبر قدر ممكن من اإلشباع .
وبطبيعة الحال فإن كل مستهلك يواجه قيوداً معينة البد أن يأخذها بعين االعتبار ،وأهمها :
قيد الدخل :أو مقدار النقود المتوافرة لديه خالل مدة زمنية معينة ،فإذا ازداد انفاقه على سلعة ما .1
فسوف يقل دخله المخصص لإلنفاق على السلع األخرى .
14
أسعار السلع والخدمات التي يرغب في شرائها ،ويكون مستعداً لدفع أسعارها السائدة في السوق ، .2
والتي ال دخل له في تحديدها مقابل الحصول على تلك السلع والخدمات .
يضيف بعض االقتصاديين قيداً آخر ،هو أن السلع والخدمات هي بطبيعتها نادرة ،ومن ثم فهي .3
تُعد محدودة في السوق .
ويجب أن نميز بين حالتين لسلوك المستهلك هما :
الت وازن في حال ة الس لعة الواح دة :يع ني أن المس تهلك لدي ه دخالً مح دداً لإلنف اق على تل ك الس لعة -
المعين ة ،ويتحق ق الت وازن عن دما تتع ادل المنفع ة الحدي ة المكتس بة من الس لعة م ع المنفع ة الحدي ة
المض حى به ا .والمقص ود بالمنفع ة الحدي ة المكتس بة من الس لعة :هي ال تي يكس بها المس تهلك من
ُ
اس تهالك الوح دة األخ يرة من الس لعة خالل زمن معين .ويمكن أن تع رف بأنه ا الف رق الحاص ل
بالمنفعة الكلية الناتج عن تغيير الكمية المستهلكة بوحدة واحدة من سلعة معينة .أما المنفعة الحدية
المضحى بها :فهي تمثل العناء الذي يتحمله المستهلك في سبيل الحصول على وحدة السلعة وذلك
ُ
بدفع سعرها .ولذلك يكون شرط التوازن في حالة السلعة الواحدة هو :
المضحى بها
المنفعة الحدية المكتسبة من السلعة = المنفعة الحدية ُ
توازن المستهلك في حالة وجود أكثر من سلعة :فيقصد به أن المستهلك قد خصص دخالً إلنفاقه -
على أكثر من سلعة ،وفي هذه الحالة يكون شرط التوازن هو أن تتعادل المنافع الحدية المكتسبة
من ه ذه الس لع منس وبة الى أس عارها ،وفي ال وقت نفس ه تتع ادل م ع المنفع ة الحدي ة لوح دة النق د ،
وبمعنى آخر أن تتساوى المنفعة الحدية للسلعة ( ) Xمثالً منسوبة الى سعرها مع المنفعة الحدية
( ) Yمنسوبة الى سعرها ويتعادل ذلك مع المنفعة الحدية لوحدة النقد المنفق على هذه للسلعة
السلع ،وعليه يكون شرط التوازن في حالو وجود أكثر من سلعة هو :
16
ثانياً :مدخل نظرية +منحنيات السواء
تشير منحنيات السواء الى أن هناك عنصران في كل اختيار :
التفضيالت ( الرغبة في السلع المختلفة ) . .1
الفرص ( إمكانية الحصول على السلع المختلفة ) . .2
وتع د فك رة منح نى الس واء مفي دة في وص ف تفض يالت المس تهلك بياني اً ولفظي اً ،ألن ه ذا
المنحنى ببساطة يبين توليفات السلع ( األكثر تفضيالً ) والتوليفات الدنيا ( األقل تفضيالً ) ،إنه
يزودنا بصورة بيانية لكيفية ترتيب الشخص للتوليفات االستهالكية المختلفة .
تعرف هذه النظري ة بالنظري ة الحديثة لدراس ة سلوك المس تهلك ،وهي تقوم على أساس أن
المس تهلك يمكن أن يق وم ب ترتيب توليف ات أو مجموع ات مختلف ة من الس لع ال تي يس تهلكها وفق اً
الحتياجات ه وأهميته ا النس بية فيض ع بعض ه ذه المجموع ات في مرتب ة واح دة لمس توى االش باع ،
ويضع البعض في مرتبة أدنى أو أعلى وهكذا ،دون ان يقوم بالقياس العددي للمنفعة المكتسبة من
هذه المجموعات وبعيداً عن أسعارها السائدة في السوق ،وإ نما يضعها في شكل ترتيبي لمنافعها .
الشكل ()4
منحنى السواء
X
منحنى السواء
Y 0
وعلى سبيل المثال ،قد يرى المستهلك أن التوليفات من السلعتين في الجدول اآلتي تحقق له
اشباعاً متساوياً .
الجدول ()2
17
عدد من توليفات السلعتين Xو Y
ويالح ظ في الج دول أن التوليف ة ال تي تتض من مق داراً أك بر من الس لعة ( ، )Xف إن مق دار
الس لعة ( )Yيك ون أق ل وب العكس ،وذل ك للحف اظ على نفس المس توى من اإلش باع المتحق ق ،وإ ن
الزي ادة في مق دار الس لعة ( )Xس وف ت ؤدي الى تقلي ل المنفع ة الحدي ة لوح داتها ،وإ ن قل ة وح دات
السلعة ( )Yسوف تزيد من منافعها الحدية ،وذلك على وفق قانون تناقص المنفعة
فرضيات نظرية منحنيات السواء
التص رف العقالني والرش يد للمس تهلك :والمس تهلك الرش يد ه و ال ذي يك ون لدي ه وعي وادراك .1
ك اف ،بحيث يح اول دائم اً أن يخت ار مجموع ة س لعية ( توليف ة ) من الس لع المتاح ة أمام ه ،على
افتراض أن هذه المجموعة التي اختارها تحقق له أقصى اشباع ممكن ،وهو قادر بعقالنيته انفاق
دخله على شراء تلك المجموعة .
القي اس الترتي بي للمنفع ة :وذل ك ب أن يق وم المس تهلك ب ترتيب المجموع ات المختلف ة من الس لع ال تي .2
يحتاجها وفق اً ألهميتها النسبية ،وأن المنفعة ( أو االشباع ) التي يكتسبها من المجموعات السلعية
المختلف ة أمام ه يك ون ق ادراً على تقييمه ا ومقارن ة المس تويات المختلف ة من االش باع له ذه
المجموعات ،وترتيبها تنازلي اً أو تصاعدياً ،وذلك بعيداً عن القياس العددي للمنافع ،وإ نما يقرر
أي مجموعة لديه أفضل من األخرى ،أو قد تكون سواء لديه .
تفضيالت المستهلك تكون منطقية ومتسقة :وهذا يعني أنه إذا كان لدى المستهلك مجموعتين من .3
السلع ،مجموعة ( )Aومجموعة ( ، )Bوهي متاحة أمامه وتحتوي كل منهما على سلعتين هما (
)Xو ( ، )Yف أن المس تهلك لدي ه الق درة على المقارن ة وال ترتيب له اتين المجموع تين ،وحس ب
تفضيالته من حيث أن :
المجموعة Aأفضل من المجموعة . B -
أو المجموعة Bأفضل من المجموعة . A -
18
أو المجموعتين متكافئتان ولديه سواء . -
ولغرض مراعاة التبسيط في التحليل واستخدام التحليل البياني ،نفترض أن طلب المستهلك يتكون .4
من سلعتين فقط يشكالن مجموعة أو توليفة سلعية .
خصائص منحنيات السواء
يع رف منح نى الس واء على أن ه :التمثي ل البي اني ال ذي يرب ط بين ع دد من النق اط ال تي تمث ل
مجموعات من سلعتين مثالً ( توليفات ) تعطي المستهلك مستوى االشباع نفسه .وهذه المجموع ات
هي تفض يالت المس تهلك واقع ة على منح نى الس واء ،وهي على ح د س واء في مس توى االش باع .
ولذلك سمي هذا المنحنى بمنحنى السواء ،أي السواء في منتهى االشباع ولكن بمستويات مختلفة
من السلعتين .ويستطيع المستهلك أن يقرر اي مجموعة سلعية تكون هي األفضل له ،فقد يختار
مجموعة فيها كمية من ( )Xأكبر من كمية سلعة ( )Yأو بالعكس ،وقد يختار مجموعة فيها كمية (
)Xأقل أو مساوية لكمية سلعة (( ، Yوفي جميع األحوال فإن االختيارات هي في مستوى االشباع
المتساوي بالنسبة للمستهلك ،ويمكن تحديد منحنى السواء ( )4من خالل معطيات الجدول اعاله .
الشكل ( )5خريطة منحنيات السواء
X
8
A
7
B 6
C
U 5
D
4
Y 3
6 5 4 3 2 1
ومن أهم خصائص منحنيات السواء هي : 2
1 .1خريط ة منحني ات الس واء :وهي تمث ل مجموع ة من منحني ات الس واء تن اظر مس تويات مختلف ة من
االشباع ،فكل منحنى يعبر عن مستوى اشباع يختلف عن مستوى االشباع لمنحنى آخر ،فعندما
تزداد كمية كلتا السلعتين فإن مستوى االشباع سيكون أكبر وينتقل منحنى السواء الى أعلى ،أي
أبعد عن نقطة األصل والى اليمين ،وعندما تقل كميات السلعتين فإن مستوى االشباع يكون أقل
وينتق ل منح نى الس واء الى اليس ار ،وه ذ تعب ير عن التفض يالت االنتقالي ة ،ال تي من الممكن أن
19
تك ون متع ددة ،وهي افتراض ات المس تهلك ،فل ذلك تك ون كثيف ة ،وتس مى بخريط ة منحني ات
السواء .
يمثل الشكل أدناه عدداً من منحنيات السواء على خريطة السواء ،ونجد أن المجموعة ()A
من الس لعتين على منح نى الس واء ( )2تعطي اش باعاً أك بر من النقط ة ( )Bالواقع ة على منح نى
الس واء ( )1وال ذي ه و اق رب الى نقط ة األص ل ويق ع الى يس ار منح نى رقم ( ، )2بينم ا نج د أن
مس توى االش باع لمجموع ة ( )Aهي أق ل من مس توى االش باع للمجموع ة ( )Cالواقع ة على منح نى
سواء رقم ( )3والذي يقع على يمين منحنى سواء رقم ( )2وأبعد منه عن نقطة األصل .
الشكل ()6
خريطة منحنيات السواء
X
D
A
C
B 4
3
2
1
Y 0
قابلية السلع لالستبدال :ولذلك ينحدر منحنى السواء سالباً من األعلى جهة اليسار الى األسفل جهة .2
اليمين ،إذ أن األفراد طالما رغبوا في استبدال سلعة بأخرى ،ولهذا قد يرغب ( س ) من الناس
بالتنازل عن الخبز إذا ما عوض ذلك بكمية كافية من السمك مثالً ،ومعنى ذلك سوف تكون هناك
كمي ة اض افية من الس مك وال تي تبقي ه ذا الش خص على منح نى الس واء نفس ه ح تى م ع نقص
استهالكه من الخبز .
منح نى الس واء يك ون مح دباً تج اه نقط ة األص ل :وه ذا األم ر ُيع زى الى تن اقص المع دل الح دي .3
لإلحالل بين السلعتين ،إذ أن ميل منحنى السواء سالباً وهو يعبر عن المعدل الذي يتم فيه احالل
20
سلعة ( )Yمحل سلعة ( ، )Xويعني ذلك أن منفعة الوحدة االضافية لسلعة ( )Yمثالً ،تعادل منفعة
الوحدات التي يتم التخلي عنها من السلعة (. )X
منحنيات السواء ال تتقاطع :ال يمكن لمنحنيات السواء أن تتقاطع ألنه إذا تقاطعت فسيترتب على .4
ذل ك نت ائج غ ير منطقي ة ،إذ يمكن أن يتس اوى منح نى س واء لإلش باع بمنح نى س واء آخ ر يختلف ان
بمس توى االشباع وبمقادير الس لع ،كما أن نقطة التقاطع هي واقعة على منحنى سواء أق رب الى
نقط ة األص ل وفي نفس ال وقت على منح نى س واء أبع د عن س ابقه عن نقط ة األص ل ،والتق اطع
يعني اشتراك مستويات مختلفة في االشباع ،وهذا يتعارض مع مفهوم منحنى السواء وخصائصه
السابقة ،وهذا يعني أن هناك مجموعة واحدة من السلعتين تعطي درجتين مختلفتين من اإلشباع ،
وبناء على ذلك فإن منحنيات السواء ال يمكن أن تتقاطع .
الشكل ( )7عدم تتقاطع منحنيات السواء
X
2
1
Y 0
21
X
I3
I2
I1
Y 0
الشكل الثاني :أن يكون منحنى السواء على شكل زاوية قائمة :وذلك عندما يكون معدل االحالل .2
الحدي بين السلعتين منعدم ،أي ال يوجد احالل بين السلعتين ،ففي السلع المتكاملة في االستهالك
ال يمكن احالل وح دات اح دى الس لعتين مح ل وح دات من الس لعة األخ رى للحص ول على نفس
المستوى من االشباع .ويكون معدل االحالل بين السلعتين مساوياً للصفر .ويوضح الشكل ()9
أن أية زيادة في وحدات السلعة ( )Xال يقابلها تناقص في وحدات السلعة ( ، )Yوالعكس صحيح .
الشكل ()9
منحنى السواء في حالة السلع المكملة
X
U
Y 0
الش كل الث الث :أن يك ون منح نى الس واء خط اً رأس ياً أو أفقي اً :وذل ك في حال ة قي ام المس تهلك .3
بالمفاضلة بين سلعة يرغبها وسلعة أخرى ال يهمه أمرها ،ففي حالة السلع المحايدة ينعدم معدل
االحالل الحدي ويكون مساوياً للصفر .وعليه فإن منحنى السواء يرسم بخط مستقيم مواز للمحور
22
العم ودي للس لعة ( ، )Xوه ذا يع ني زي ادة اس تهالك الس لعة ( )Xليس ل ه أي عالق ة بالس لعة (. )Y
وأن يرسم السواء أفقياً عندما يزيد المستهلك في السلعة ( ، )Yوهذا ليس له أي عالقة بالسلعة ()X
،وأن السلعتان ليستا متكاملتين وال يمكن االحالل بينهما ،كما في الشكل (. )10
U
خط الميزانية
يوضح خط الميزانية جميع التوليفات المختلفة التي يمكن أن يشتريها المستهلك من السلعتين
( )Xو ( )Yفي ظ ل دخ ل نق دي مح دود واس عار ثابت ة للس لعتين ،وبمع نى آخ ر ه و خ ط مس تقيم
يس تطيع المس تهلك من خالل ه التع رف على المجموع ات من الس لع ال تي يس تطيع اس تهالكها ض من
امكانياته وال يستطيع الحصول عليها .فهو يعبر عن امكانية المستهلك الحقيقية ويتحدد بعاملين :
الدخل النقدي المخصص لإلنفاق ونرمز له ب ( . ) M .1
أسعار السلعتين مثالً ( )Xو (. )Y .2
دخل المستهلك = االنفاق على السلعة ( + )Xاالنفاق على السلعة ()Y
ومن ذلك نحصل على معادلة قيد الميزانية أو الدخل :
M = PX . X + PY .Y
حيث أن :
23
سعر السلعة x = PX
سعر السلعة y = PY
ولغرض تحديد خط الميزانية ،نفترض وعلى سبيل المثال أن مستهلكاً ما لديه مبلغ من المال
قدره ( ) 200وحدة نقدية ،ويرغب في شراء سلعتين هما ( )Xو ( ، )Yفوجد أن سعر السلعة (
)Xهو ( )2وحدة نقدية ،وسعر السلعة ( )Yهو ( ) 4وحدة نقدية .في هذه الحالة أمام المستهلك
ثالث حاالت :
لو أراد شراء السلعة ( )Xمثالً وأنفق كامل المبلغ الشترى منها ( ) 100وحدة نقدية وصفر من .1
السلعة (. )Y
ل و أراد ش راء الس لعة ( )Yمثالً وأنف ق كام ل المبل غ الش ترى منه ا ( ) 50وح دة نقدي ة وص فر من .2
السلعة (. )X
التصرف العقالني والرشيد هو أن ينفق المبلغ من المال في شراء مجموعتين من السلعتين ( )Xو .3
( )Yليكتسب المنافع التي تحقق أفضل اشباع ممكن ،ويوضح الشكل ( )11هذه الخيارات :
الشكل ()11
خط الميزانية
X
A 100
خط الميزانية
إمكانية
الشراء
المتاحة
B
Y 0
50
حيث يش ير المح ور الرأس ي في الش كل الى الس لعة ( ، )Xبينم ا يش ير المح ور األفقي الى
السلعة ( ، )Yوأن النقطة ( )Aتمثل أقصى ما يمكن شراءه من السلعة ( )Xفقط ،بينما النقطة (
24
)Bتش ير الى اقص ى م ا يمكن ش راءه من الس لعة ( ، )Yوبإيص ال ه اتين النقط تين بخ ط مس تقيم
نحصل على ( خط الميزانية ) وهو ما يمثله الخط ( . ) AB
يع د خ ط الميزاني ة ( ) ABه و الح اجز بين المجموع ات الس لعية المختلف ة من الس لعتين ال تي
يستطيع المس تهلك شرائها عن تل ك التي ال يستطيع ش راءها في حدود ال دخل المت اح لدي ه ،ولذلك
يطلق على هذا الخط ( خط امكانية المستهلك ) ايضاً .
الدخل النقدي للمستهلك ،ولما كانت أسعار السلعتين ثابتة فإن انتقال خط الميزانية سيكون موازي اً
الى خط الميزانية الجديد ،وذلك بسبب ثبات الميل الناتج من ثبات التناسب السعري للسلعتين ،كما
هو في الشكل ( )12اآلتي :
الشكل ()12
E1
E
25
X 0
B1 B
في الشكل أعاله نفترض أن دخل المستهلك قد ازداد مع ثبات أسعار السلعتين ( )Xو (، )Y
وق د ك ان خ ط الميزاني ة األص لي قب ل زي ادة ال دخل ه و ( )ABوك ان يمس منح نى الس واء في نقط ة
التوازن ( )Eالتي تعبر عن المجموعة أو التوليفة من السلعتين التي يحصل عليها المستهلك بدخله
النقدي .
وعندما ازداد الدخل فإن خط الميزانية انتقل ليصبح ( )A1B1وهو يمس منحنى س واء أعلى
في نقطة ( )Eمعبراً عن زيادة الكميات المستهلكة من السلعتين ،ومعبراً عن العالقة الطردية ما
بين زيادة الدخل وزيادة الكميات المطلوبة لالستهالك ،وإ ذا ما تم توصيل نقاط التوازن ()E , E1
الناتجة عن زيادة الدخل النقدي للمستهلك وثبات أسعار السلع ،فإننا نحصل على ما يسمى بمنحنى
( ال دخل /االس تهالك ) ،حيث يع بر ه ذا المنح نى عن التغ ير في الكمي ات المس تهلكة من الس لعتين
نتيجة لتغير مقدار الدخل النقدي وبافتراض ثبات اسعار السلع .
تأثير االحالل والدخل
من المعروف أن الكميات المشتراة من سلعة ما تقل عندما يرتفع سعرها والعكس صحيح ،
كما يقول قانون الطلب ،وهذا التغيير في الكميات المطلوبة يمكن أن ُيعزى الى تأثيرين :
األول :ت أثير االحالل :فعن دما يرتف ع س عر إح دى الس لع ،ف إن الس لعة األخ رى تك ون أرخص
نسبياً ،ونتيجة لذلك فإن المستهلكين سوف يحلون هذه السلعة الرخيصة محل السلعة الغالية نسبياً .
ويعرف تأثير االحالل :بأنه التغير في كميات السلعة ( )Xالمشتراة والناتج من تغير السعر فقط ،
وبعد تعويض المستهلك عن التغير الحاصل في دخله الحقيقي .
الثاني :تأثير الدخل :وهو أن زيادة سعر إحدى السلعتين التي يشتريها المستهلك ،سوف يؤدي
الى تقليل ( الدخل الحقيقي ) أو ( القدرة ) الشرائية لذلك المستهلك ،لذا عرف تأثير الدخل :بأنه
التغ ير في كمي ات الس لعة ( )Xالمش تراة والن اتج عن تغ ير ال دخل الحقيقي للمس تهلك بع د أن نح ذف
تأثير اإلحالل .
ولهذا فإن التأثير الكلي لتغير السعر على الكميات المطلوبة يمكن تجزئته الى تأثير االحالل
وتأثير ال دخل .ويمكن بيان األثرين كم ا في الشكل ( ، )13الذي يالحظ من ه :أن المستهلك لدي ه
26
دخ ل يتمث ل بخ ط ال دخل ( )ABوه و يش تري الس لعتين ( )Xو ( )Yالواقع ة على خ ط ال دخل ويمس
منح نى الس واء في نقط ة ( . )Eف إذا افترض نا أن س عر الس لعة ( )Yق د ازداد ،وم ع ثب ات ال دخل
النقدي فإن المستهلك سوف يقلل مشترياته على هذه السلعة وسيكون خط الدخل قد تحرك الى جهة
اليسار ليصبح ( )AB1ويمس منحنى سواء آخر ( )U1في نقطة توازن ( ، )E1وهذا يس بب أثر
وجود االحالل وأث ر ال دخل بع د ارتف اع س عر الس لعة أو م ا يع رف ب األثر االجم الي لتغ ير الس عر ،
ويحصل على مجموعة جديدة من السلعتين ( )X1و (. )Y1
الشكل ()13
تأثير االحالل والدخل
X
A1
A
E2 X2
E1 X1
E X
U U1
Y 0
B B2 y B1 y2 y1
اآلن إذا افترضنا بأنه قد تم اعطاء المستهلك مقداراً اضافياً من الدخل النقدي يكفي لتعويضه
عن الخس ارة ال تي لحقت بدخل ه الحقيقي وتكفي لتمكن ه من الع ودة الى منح نى الس واء ( )Uونقط ة
توازنه في نقطة ( )Eكما كان عليه قبل ارتفاع سعر السلعة ( ، )Yومن ثم يمكن رسم خط دخل
وهمي يكون مماساً لمنحنى السواء األصلي .
27
وفي ح ال انخف اض س عر الس لعة ( )Yمثالً ،ف إن المس تهلك س وف يزي د من طلب ه للس لعة
ويتحرك خط الدخل على محور السلعة ( )Yالى جهة اليمين ،وبهذه الحالة سوف يتغير ميل خط
الدخل بناء على التناسب السعري الجديد ،وبافتراض ثبات سلعة ( )Xوهكذا ينتقل المستهلك الى
نقطة توازن جديدة تكون على منحنى سواء أعلى من السابق .
29
الس تخدامها في العملي ة االنتاجية ،وبم ا أن المنظم قد يتعرض الى المخاطر ف إن عائد التنظيم غير
مضمون وغير مستقر ،ويتذبذب ارتفاعاً وانخفاضاً حسب ظروف السلعة .
ثالثاً :عناصر االنتاج الثابتة والمتغيرة
تنقسم عناصر االنت اج في األم د القص ير الى :عناصر ثابت ة وعناصر متغ يرة ،وأس اس هذا
التقس يم ه و م دى ارتباطهم ا بتغ يرات االنت اج ،فالعناص ر الثابتة :ال تتغ ير م ع تغ ير حجم االنت اج
ومن أمثلته ا األرض والمنش آت واآلالت واألجه زة وك ل م ا ه و ث ابت ال يتغ ير م ع تغ ير االنت اج .
فمثالً اآلل ة ال يمكن زيادته ا إال بإض افة آل ة جدي دة لكونه ا غ ير قابل ة للتجزئ ة ،وتع د ه ذه العناص ر
مص در النفق ات الثابت ة في عملي ة االنت اج ،وهي النفق ات ال تي يتحمله ا المش روع س واء أنتج أم لم
ينتج .
أم ا العناص ر المتغ يرة :فهي العناص ر ال تي تتغ ير م ع تغ ير حجم االنت اج ومن أمثلته ا العم ل
والمواد األولية ،لذلك تكون نفقاتها متغيرة بمرونة مع تغير االنتاج ،عالوة على أن المتغيرة غالب اً
تكون قابلة للتجزئة الى وحدات صغيرة يمكن استخدامها بمرونة ألغراض زيادة االنتاج أو تخفيضه
.
رابعاً :االنتاج في األجل القصير وفي األجل الطويل
في األجل القصير :تتم عملية االنتاج وتزايده بافتراض أن بعض عناصره تبقى ثابتة دون
تغيير ،فمع بقاء اآلالت والمعدات وغيرها من العناصر الثابتة المستخدمة ثابتة ،وللحصول على
الناتج الجديد يتطلب ذلك تغيير كميات بعض عناصر االنتاج المتغيرة ،بمعنى آخر تغير في نسب
أو مع دالت الم زج بين العناص ر الثابت ة والمتغ يرة ،وه ذا يتوق ف على الفن ون االنتاجي ة المس تخدمة
وإ مكانية االحالل واالستبدال بين عناصر االنتاج .
في األجل الطويل :يزيد المنتج من حجم انتاجه بإمكانية اضافة آالت جديدة مثالً والتوسع في
الفروع االنتاجية وكذلك امكانية التوسع في العناصر الثابتة كالمبنى واألرض المستخدمة وغيرها ،
وكأنم ا تص بح جمي ع عناص ر االنت اج قابل ة للتغي ير ،وه ذا يع ني أن زي ادة االنت اج تحت اج الى زي ادة
مختلف مصادر الطاقة االنتاجية بتغيير جميع العناصر الثابتة والمتغيرة ،وهذا ما يسعى اليه المنتج
في األجل الطويل .
خامساً :دالة االنتاج في األجل القصير
30
تقوم كل منشأة بعملية االنتاج كوسيلة لتحقيق هدف ما ،وقد يكون الهدف الرئيس الحصول
على معدل معين من العائد على االستثمار ،أو زيادة المبيعات أو تحقيق حصة معينة من مجموع
مبيعات السوق أو لتعظيم الربح ،وهكذا ،وبغض النظر عن الشكل الذي تصيغ به المنشأة هدفها ،
فأنه من المعقول أن نتوقع بأن كفاءة االنتاج تساعد على تحقيق الهدف ،ونعني بالكفاءة :أن تقوم
المنشأة بمحاولة المزج بين مختلف عناصر االنتاج بطريقة فنية تكون فيها كمية العناصر المستعملة
إلنتاج أي مستوى من االنتاج أقل ما يمكن .
وتعتم د كمي ة االنت اج على مختل ف عناص ر االنت اج المس تخدمة في العملي ة االنتاجي ة م ع
اف تراض ثب ات المس توى التكنول وجي ،وكلم ا حص ل تق دم أو تط ور س ريع ه ذا الج انب ال ذي يس تند
عليه االنتاج كلما زادت كمية االنتاج التي نحصل عليها من عناصر انتاج معينة .
تع ني دال ة االنت اج :العالق ة م ا بين الكمي ات المس تخدمة من عناص ر االنت اج في العملي ات
االنتاجي ة وكمي ة الن اتج الكلي المتحق ق من ه ذه العملي ة .وفي األم د القص ير تك ون عناص ر االنت اج
ثابتة وبعضها متغيرة ،وفي مقدمة هذه العناصر عنصران مهمان وأساسيان هما العمل ( )Lالذي
يعد العنصر المتغير ،ورأس المال ( )Kالعنصر الثابت .
وتتميز دالة االنتاج في األجل القصير بإمكانية االنتاج عندما يتغير فيها عنصر انتاجي واحد
فق ط م ع بق اء العناص ر األخ رى ثابت ة ،وحيث أن العملي ة االنتاجي ة تتم خالل م دة زمني ة معين ة ف إن
المس توى الفني والتكنولوجي لن يتغ ير خالل هذه المدة ،ومن ثم يتغ ير فقط عنصر واح د م ع بقاء
العناصر األخرى ثابتة ،وأن نسب مزج العناصر سوف تتغير لهذا السبب ولذلك يطلق على دالة
االنتاج في األجل القصير ب ( دالة النسب المتغيرة ) ،وإ ذا نظرنا الى هذه الدالة من جانب االنتاج
ففي ه ذه الحال ة يطل ق عليه ا ( ق انون الغل ة المتناقص ة ) ،وللتع رف على س ريان ق انون الغل ة
المتناقصة أو النسب المتغيرة علينا أن نفرق بين ثالثة مفاهيم هي :
الن اتج الكلي ويرم ز ل ه ب ( : ) TPوه و عب ارة عن الكمي ة المنتج ة من الس لعة خالل م دة انتاجي ة
محددة ،لذلك فهو مجموع الوحدات المنتجة من السلعة بفترة العملية االنتاجية .
الناتج المتوسط ويرمز ل ه ب ( : ) APوهو يمثل حاص ل قسمة الن اتج الكلي على كمي ة المستخدم
من عنص ر االنت اج ،كالعم ل مثالً وفي ه ذه الحال ة يتم معرف ة مع دل االنت اج ،أو الن اتج المتوس ط
بقسمة الناتج الكلي خالل فترة زمنية محددة على عدد وحدات العمل .
TP
31
= APL
L
الن اتج الح دي ويرم ز ل ه ب ( : ) MPوه و عب ارة عن مق دار التغ ير ال ذي يحص ل في الن اتج الكلي
بع د اض افة وح دة واح دة من العنص ر االنت اجي المتغ ير ،وه و يع بر عن ن اتج الوح دة األخ يرة
المس تخدمة من العنص ر االنت اجي المتغ ير ،ف إذا افترض نا أن مق داراً معين اً من الن اتج الكلي ق د تم
انتاجه باستخدام عدد معين من وحدات العمل وخالل فترة زمنية محددة ،وعند اضافة وحدة واحدة
من عنص ر العم ل ف إن الن اتج الكلي س وف ي زداد ،وه ذه الزي ادة هي انتاجي ة الوح دة المض افة من
TP Δ العمل وتمثل الناتج الحدي للعمل .
= MPL
LΔ
32
ُيظهر هذا القانون بصفة رئيسة التغير في الناتج الحدي المترتب على زيادة وحدات العمل ،وهو .5
الذي يؤدي الى زيادة الناتج الكلي ومن ثم معدل االنتاج ،وعندما يصبح الناتج الحدي سالباً يكون
الناتج الكلي في حالة التناقص ،والجدول ( )4في الصفحة الالحقة يوضح ذلك .
ويش ير ك ل من الج دول ( )4والش كل البي اني ( )14الى س ريان ق انون الغل ة المتناقص ة ،
ويمكن أن نص ف ش كل دال ة االنت اج باس تخدام مقي اس الن اتج الكلي وك ذلك باس تخدام مقي اس الن اتج
الحدي وعلى النحو اآلتي :
مقي اس الن اتج الكلي :يش ير الى أن ع دد اض افة وح دات متتالي ة من عنص ر االنت اج المتغ ير ،وه و .1
العم ل كم ا في الج دول ،الى عناص ر االنت اج الثابت ة ،ف إن الن اتج الكلي ي زداد في المرحل ة األولى
بمعدل متزايد ،ثم يستمر في التزايد في المرحلة الثانية ولكن بمعدل متناقص ،أي زيادة متناقصة ،
وبعد هذه المرحلة فإن الناتج الكلي يبدأ في التناقص كما في المرحلة الثالثة .
مقياس الناتج الحدي :الذي يشير الى أنه عند اضافة وحدات متتالية من عنصر االنتاج المتغير ، .2
وه و العم ل الى عناص ر االنت اج الثابت ة ،ف إن الن اتج الح دي ي زداد في المرحل ة األولى ،ثم يب دأ
بالتن اقص في المرحل ة الثاني ة ح تى يص ل الى الص فر ،وبع د ه ذا المس توى ف إن اس تخدام أي وح دة
اضافية من العنصر المتغير يجعل الناتج الحدي سالباً .
جدول ()4
مراحل االنتاج في األجل القصير
المراحل الناتج الحدي معدل االنتاج الناتج الكلي رأس المال العمل
S MP ( الناتج المتوسط ) TP K L
L Δ/ ΔTP AP
L / TP
1 0 0 0 10 0
مرحلة تزايد 100 100 100 10 1
الغلة 120 110 220 10 2
11 50 90 270 10 3
مرحلة تناقص 30 75 300 10 4
الغلة 20 64 320 10 5
33
10 55 330 10 6
0 47 330 10 7
111 10- 40 320 10 8
مرحلة الغلة
السالبة
الشكل ()14
قانون الغلة المتناقصة ( مراحل االنتاج في األجل القصير )
TP
350
TP 300
250
200 1 11 111
MP 150
AP 100
50
L 8 7 6 5 4 3 2 العمل 1
نفسه ،ولهذا السبب يطلق على هذا المنحنى منحنى الناتج المتساوي ،أي تساوى حجم االنتاج
باستخدام تمازج مختلف بين عناصر االنتاج .
مثال :نفترض أن عناصر االنتاج يمثلها كل من العمل ( ) Lورأس المال ( ، ) kولغرض انتاج
( ) 1000وح دة مثالً من س لعة معين ة ،فإن ه يمكن تحقي ق الن اتج ب امتزاج ( )60وح دة من رأس
المال ووحدتين من العمل ،أو باستخدام ( ) 40وحدة من رأس المال و ( ( 3وحدات من العمل ،
35
أو باس تخدام ( ) 20وح دة من رأس الم ال و ( ( 5وح دات من العم ل ،كم ا م بين في الش كل
اآلتي :
ويالحظ من الشكل أن التوليفة ( )Aمثالً تحتوي على مزيج من العمل ورأس المال يختلف
عما تحتويه النقطة ( )Bمن مزيج للعنصرين ،وكذلك تختلف ( )Cفيما تحتويه من عنصري العمل
ورأس الم ال عن ك ل من ( )Aو ( )Bوهك ذا ،ولكن ه ذه التوليف ات تش ترك في أنه ا تحقق االشباع
نفسه من االنتاج .
كما يالحظ أن االنتقال على منحنى الناتج المتساوي من ( )Aالى ( )Bوالى ( )Cيتم في
التقليل من وحدات رأس المال واضافة وحدات من العمل ( قابلية العناصر على االحالل فيما بينها
) للحفاظ على الناتج نفسه وهذا ما يبرر االنحدار السالب للمنحنى ،ولكن عندما يراد زيادة حجم
االنتاج الى ( )1500وحدة مثالً فإننا ننتقل الى منحنى ناتج متساو آخر يمثل هذا الحجم ،ولكن
بتوليفات من عناصر االنتاج أكبر مما عليه في المنحنى الذي قبله ،أي كلما انتقلنا الى جهة اليمين
فإن منحنيات الناتج المتساوي تعبر عن مستويات أكبر من االنتاج ،وكذلك باستخدام أكبر لعناصر
االنت اج ،ول ذلك من الممكن رس م ع دة منحني ات للن اتج المتس اوي وهي تمث ل تفض يالت المنتج
وتسمى في هذه الحالة بخارطة منحنيات الناتج المتساوي .
إن منحنيات الناتج المتساوي متشابهة الى حد كبير مع منحنيات السواء ،واالختالف بينهما
أن األولى تعكس لن ا العملي ة االنتاجي ة وتعطين ا مس تويات االنت اج المختلف ة ،والثاني ة تعكس لن ا
تفض يالت المس تهلك وتعطين ا ترتيب ات لمس تويات االش باع أو المنفع ة ال تي يحص ل عليه ا المس تهلك
ويتغير مستوى االشباع أو المنفعة عند االنتقال الى منحنى سواء آخر .
الشكل ()14
K
90
80
70
36
A 60
50
40 B Q 2500
Q 30 2000
Q C 20 1500
Q 1000 10
L 9 1 2 3 4 5 6 7 80
K
Q=2000
Q=1000
L 0
L
إن منحني ات الن اتج المتس اوي تنح در من األعلى الى األس فل باتج اه اليمين للتعب ير عن االنح دار .3
الس الب له ا :ويح دث ه ذا عن دما تك ون عناص ر االنت اج ب دائل غ ير تام ة لبعض ها البعض اآلخ ر ،
ومن ثم تك ون هن اك ح دود لعملي ة االحالل بين عنص ري العم ل ورأس الم ال ،فمثالً كلم ا زادت
وح دات العم ل المس تخدم قلت وح دات رأس الم ال وه ذا م ا يفس ر االنح دار الس الب لمنح نى الن اتج
المتساوي .
الشكل ()16
الميل السالب لمنحنى الناتج المتساوي
K
A
Δ
B
C
Q
L 0
38
إن منحنيات الناتج المتساوي محدبة اتجاه نقطة األصل :وهذا يعني أن عملية االحالل بين عناصر .4
االنت اج ليس ت تام ة أو ثابت ة ،بمع نى أن ه ل و زادت كمي ات أح د العناص ر بمق دار مح دد مثالً ف إن
الكمي ات المس تخدمة من العنصر اآلخر تك ون متناقص ة .وعلى س بيل المث ال لو أردن ا زي ادة العم ل
بوح دة واحدة مع وجود كمية كب يرة من وحدات رأس الم ال إلنتاج ن اتج معين ،فسوف يتم التخلي
مثالً عن ثالث وحدات من رأس المال ،وعند اضافة وحدة أخرى من عنصر العمل فسيتم التخلي
عن وحدة ونصف من رأس المال وهكذا ،وهذا المعدل المتناقص لإلحالل يجعل من منحنى الناتج
المتس اوي مح دباً اتج اه نقط ة األص ل .وال يمكن االس تمرار في تن اقص وح دات رأس الم ال لص الح
العمل ألنه يجب أن تكون انتاجية العناصر موجبة لكي يتم االحالل بينهما .
39
لو تم صرف كل المبلغ الذي تخصصه المنشأة للعملية االنتاجية على شراء عنصر رأس المال فق ط .1
TC = r.Kوعليه فإن كمية رأس المال ستمثل ب : ،فأن معادلة التكاليف تكون
TC
وال ينفق شيئاً على العمل ،كما في نقطة ( ) Aفي الشكل (. )17 =K
r
.2لو تم صرف كل المبلغ الذي تخصصه المنشأة للعملية االنتاجية على شراء عنصر العمل فقط ،
w.L = TCوعليه فإن كمية العمل ستمثل ب : فإن معادلة التكاليف تكون
TC
وال ينفق شيئاً على رأس المال ،كما في نقطة ( )Bفي الشكل . =L
w
إن العملي ة االنتاجي ة ال يمكن أن تتم إال بم زيج من العم ل ورأس الم ال ،ول ذلك الب د أن يت وزع .3
المبلغ المخصص على شراء كال العنصرين من خالل التحرك على الخط الموصل بين نقطتي (
) Aو( )Bوالذي يمثل خط التكلفة المتساوية الذي يتحدد بداللة كل من المبلغ االجمالي واسعار
عنصري العمل ورأس المال ،وأن انحداره سالباً للداللة على امكانية االحالل بين العنصرين .
وفي الش كل نالح ظ أن المبل غ ال ذي خصص ته المنش أة لش راء عنص ري العم ل ورأس الم ال
بأسعارهما الثابتة يمثلها خط التكلفة ( ، )ABوفي حالة زيادة هذا المبلغ فهذا يعني شراء المزيد
من عناصر االنتاج واالنتقال الى خط تكلفة جديد كما هو في ( )A1B1وهو موازي لخط التكلفة
األص لي بس بب ثب ات أس عار عناص ر االنت اج ،وعكس ذل ك في حال ة اذا ك ان المبل غ المخص ص
لإلنفاق منخفضاً فيكون خط التكلفة ( . )A2B2وهذا االنتقال يميناً أو يساراً بشكل مواز هو بسبب
ثبات الميل أي ثبات أسعار العناصر .
الشكل ()17
التغيرات في خط التكلفة المتساوية
رأس المال K
A1
A
A2
40
TC
=K
r
L العمل 0
B2 B B1 TC
=L
w
A
E1
E
Q1 E2
Q
Q2
L
43
وعندما نوصل بين نقاط التوازن للمنحنيات الثالثة كما في ( ) E , E1 , E2نحصل على
( خط التوسع االنتاجي ) أو خط مسار توسع المنشأة ،الذي ُيعرف بأنه :الخط الواصل بين نقاط
التوازن عند تغير االنفاق مع ثبات أسعار عناصر االنتاج .
يتغير وضع التوازن عندما يتغير سعر أحد عناصر االنتاج ويبقى سعر العنصر اآلخر ثابت اً :فإذا .2
افترض نا أن س عر العم ل ق د تغ ير ،م ع ثب ات س عر رأس الم ال وك ذلك ثب ات المبل غ المخص ص
لإلنف اق ،ف إن ذل ك يغ ير من خ ط التكلف ة بحيث يك ون تحرك ه على المح ور األفقي ،أي مح ور
عنصر العمل ،سواء كان ذلك عند انخفاض سعر العمل واالنتقال الى نقطة على المحور األفقي
الى جه ة اليمين ،أو عن د ارتف اع س عر العم ل ومن ثم االنتق ال الى نقط ة على المح ور األفقي الى
جهة اليسار .وفي كلتا الحالتين فإن ميل خط التكلفة الذي يساوي التناسب بين سعري العنصرين
س وف يتغ ير بس بب تغ ير س عر العم ل ،وي ترتب على ذل ك نق اط تم اس جدي دة م ع منحني ات الن اتج
المثلى ،أي حالة التوازن ،كما في الشكل ( ) 20
المتساوي التي تعبر عن حالة اختيار التوليفة ُ
في أدناه :
الشكل ( ) 20
التغير في الوضع التوازني
( في حالة تغير سعر العمل )
K
A
E1
E
E2 Q3
Q2
L Q1
44
B2 B B1 0
45
.2األس واق الزراعي ة :هن اك العدي د من الم زارعين ال ذين ي بيعون منتج ات متطابق ة أو متجانس ة في
السوق وللعديد من المشترين ،ولذلك من السهل مقارنة األسعار في السوق.
.3الصناعات المتعلقة باإلنترنت :جعل اإلنترنت العديد من األسواق أقرب إلى المنافسة الكاملة ألنه
جعل حواجز الدخول أقل ومن السهل جداً مقارنة األسعار بسرعة وكفاءة والمعلومات تكون متاحة
.
46
عدد المنشآت المنتجة للسلعة ويزيد الناتج الكلي للصناعة ،والعكس صحيح ،وهذا ما يشار اليه
بقابلية الموارد على الحركة واالنتقال .
.5المعرف ة التام ة ب أحوال الس وق :وه ذا يع ني في ه ذا الس وق يمتل ك الب ائعون والمش ترون معلوم ات
كاملة حول العوامل المؤثرة على عمل السوق ،فكل منشأة أو بائع تعرف األسعار التي تدفعها
المنش آت األخ رى لق اء اس تخدام عناص ر االنت اج ،وك ذلك المعلوم ات التكنولوجي ة ال تي يمكن
الحص ول عليه ا نفس ها ،ه ذه الخص ائص تقودن ا الى نتيج ة مهم ة وهي أن ه ال توج د منش أة واح دة
تتمكن من الت أثير على الس عر الس ائد في الس وق ،واذا افترض نا أن منش أة م ا أرادت رف ع س عر
ناتجها فوق سعر السوق فأنها ستخسر زبائنها وال تحقق أهدافها ،وعليه يكون من صالح المنشأة
أن تعمل على وفق سعر السوق ومستوى االنتاج الذي تستطيع أن تحدده لنفسها .
سوق االحتكار
أوالً :مفهوم سوق االحتكار
هو ذلك السوق الذي يتصف بوجود بائع واحد لسلعة محددة معروف مواصفاتها وليس لها
ب دائل ،كم ا يتص ف الس وق بوج ود عوائ ق كب يرة لل دخول الي ه ،وبه ذا يعت بر المحتك ر ه و المنتج
الوحيد للسلعة والتي ال يوجد لها بدائل تامة ،بمعنى آخر أن المحتكر هو مالك المشروع وفي هذه
الحالة ال فرق بين المشروع والصناعة .
ويلزم لقيام االحتكار توافر شرطين :
هو قيام مشروع واحد بعملية االنتاج لسلعة معينة . .1
عدم وجود مشروعات أخرى تنتج سلعاً متشابهة مع سلعة المحتكر بحيث تعتبر بدائل قريبة لها . .2
إن وج ود س لع بديل ة قريب ة لس لعة المحتك ر س وف يقض ي على االحتك ار الت ام ويجعلن ا بص دد
سوق مختلف تمام اً يوجد فيه عدد من المنتجين ،وليس منتج واحد كما في سوق االحتكار التام ،
واالحتكار التام هو حالة نظرية أو ظاهرة نادرة مثل المنافسة الكاملة .
وفي الواقع أن عدم وجود بدائل قريبة لمنتوج المحتكر يعني أن مرونة الطلب المتقاطعة بين
منتوج المحتكر والمنتجات األخرى تكون منخفضة جداً ،وبدالً عن أن يكون المحتكر بأخذ السعر
الموجود في السوق ،فهو يقوم بوضع وتثبيت هذا السعر ألنه يسطر على سوق السلعة ،كما أنه
من الناحية األخرى يستطيع أن يقرر كمية االنتاج الذي يحقق أكبر ربح ممكن .
47
ه ذا من الناحي ة النظري ة ،ولكن في الواق ع أن المحتك ر يس تطيع التحكم أم ا في الس عر أو في
الكمية المنتجة وليس االثنان معاً في الوقت نفسه ،ذلك أنه إذا حدد السعر فإنه يترك تحديد الكمية
التي يطلبها السوق عند هذا السعر ،وإ ذا حدد الكمية التي يرغب في انتاجها وبيعها من السلعة ،
فإن ه ي ترك تحدي د الس عر للس وق ،الس يما وأن م ا يهم المحتك ر ه و تحقي ق أك بر ربح ممكن وليس
االس تخدام الكف وء لم دخالت االنت اج ،ويتم يز س وق االحتك ار ب أن حرك ة الم وارد أو الس هولة ال تي
تستطيع المنشآت الجديدة أن تدخل الى الصناعة بأنها حركة مقيدة ،وقد يكون التقييد عن طريق
الق رارات الحكومي ة أو يك ون التقيي د بس بب ض خامة االس تثمارات ال تي يتطلبه ا ال دخول الى
الصناعة ،أو من خالل التحكم في الموارد األساسية للصناعة .
48
تحت ل وف ورات الحجم أهمي ة كب يرة في بعض الص ناعات :حيث تتم يز ه ذه الص ناعات ب أن قي ام .4
المنافس ة فيه ا يك اد يك ون أم راً ص عباً ،كم ا أنه ا تتطلب أن يك ون رأس الم ال الث ابت فيه ا كب يراً ،
ولذلك قد ينشأ االحتكار بسبب ما يسمى بوفورات الحجم الكبير والسيما في حالة المرافق العامة ،
حيث يك ون مش روعاً واح داً كب يراً يس تطيع أن ينتج ك ل الكمي ات ال تي يحتاجه ا الس وق بتك اليف أق ل
مس تفيدة من وف ورات الحجم .وه ذا الن وع من االحتك ار يطل ق علي ه االحتك ار الط بيعي ومثله ا
مشاريع الماء والكهرباء والنقل واالتصاالت والهاتف وغيرها .
وقد ينشأ االحتكار بسبب عمليات االندماج بين المشروعات العاملة في النشاط نفسه مما يؤدي الى .5
اختفاء المنافسة وسيطرة االحتكار على السوق .
49
والتمي يز الس عري مب ني أص الً على حال ة االحتك ار ،ويتم ذل ك عن دما تك ون ل دى المش روع
االحتكاري القدرة على أن يبيع نفس السلعة أو الخدمة في أسواق مختلفة وبأسعار مختلفة ،ومن ثم
سيعظم أرباحه في مستوى انتاج تكون فيه تكاليفه الحدية مساوية إليراداته الحدية .وهناك ثالث
درجات أو أشكال مختلفة من التمييز السعري :
تمييز السعر من الدرجة األولى :يتحقق هذا النوع من التمييز السعري عندما يستطيع المحتكر بيع .1
كل وحدة من وحدات االنتاج بسعر معين الى مستهلك معين ،ويطلب المحتكر من المستهلك سعراً
مختلف اً عن كل وحدة مستهلكة يشتريها المستهلك ،فإذا عرف المحتكر طلب المستهلك على سلعته
فإن المحتكر سوف يعرض للبيع كل وحدة من السلعة بسعر معين .
تمييز السعر من الدرجة الثانية :ويحدث إذا تمكن المحتكر من أن يحدد سعراً لكل مستهلك يشتري .2
كمية معينة من السلعة ،فالمبدأ األساس هو فرض أسعار مختلفة على كميات مختلفة ،حيث يقوم
المحتكر ببيع عدة وحدات الى المستهلك أو كمية من الناتج بسعر واحد ،وكمية أخرى بسعر أقل .
وهذا النوع من التمييز السعري يستخدم في المنافع العامة ،فمثالً قد تباع الوحدات الكهربائية على
المس تهلكين بف رض أس عار تص اعدية حيث تح دد أول كمي ة منه ا بس عر ثم كمي ة أخ رى بس عر آخ ر
وهكذا .
تمي يز الس عر من الدرج ة الثالث ة :وه ذا الن وع األك ثر ش يوعاً ،حيث يق وم المحتك ر بتقس يم س وق .3
الس لعة الى أس واق منعزل ة الواح دة عن األخ رى وي بيع منتوج ه بأس عار مختلف ة في ك ل س وق ،
وبافتراض أن هناك محتكراً لديه القدرة على بيع السلعة التي ينتجها في سوقين منفصلين ،ولتحقيق
ه دف أقص ى األرب اح ف أن المحتك ر س يقوم بتحدي د الكمي ات ال تي س يبيعها واألس عار ال تي يجب أن
يفرض ها في ك ل س وق ،وه ذا يع ني أن المحتك ر يم يز في األس عار على حس اب األس واق أو فئ ات
المشترين للسلعة أو للخدمة .
رابعاً :تقييد االحتكار – التدخل الحكومي
نتيجة لوجود بعض اآلثار السلبية لالحتكار في كيفية استخدام الموارد وتحديد انتاج عرض
السلعة والتحكم في كميتها وسعرها في السوق ،وربما ابعاد المنافسين ،فقد تتدخل الدولة أحيان اً
ومن خالل طريقتين هما :
50
التنظيم السعري :عادة تكون الصالحيات المخولة للحكومة أو للهيئات التنظيمية في الدولة للتحكم .1
في سعر السلعة أو الخدمة ،ومن ثم بشكل غير مباشر في الكميات المنتجة ،وأكثر مجال تطبيقي
لمثل هذا التنظيم هو الخدمات العامة .
التنظيم عن طريق الضرائب :وهناك نوعان من الضرائب التي تفرض على المحتكر هي : .2
أ .الضريبة النوعي ة أو ض ريبة الوح دة الثابت ة :وهي الضريبة ال تي تف رض على ك ل وح دة منتج ة من
السلعة .وهذه الضريبة ينظر اليها على أنها تكاليف متغيرة .وأن البائع المحتكر بإمكانه أن يحول
جزء من الضريبة الى المستهلك عن طريق السعر المرتفع واالنتاج األقل .
ب .الض ريبة الكامل ة أو ض ريبة الدفع ة الواح دة :وهي الض ريبة ال تي تف رض على المحتك ر بص رف
النظر عن حجم االنتاج لسلعته .وهذه الضريبة تعد رخصة التشغيل أو بداية مزاولة نشاط المحتكر
وهي تف رض بدفع ة واح دة ،ول ذلك تعت بر تكلف ة ثابت ة وهي مس تقلة عن مس توى االنت اج ،كم ا ال
يستطيع المحتكر تحويل جزء منها على المستهلك .
51
المنشآت األخرى في الصناعة ومن المنشآت المنافسة لها والتي تبيع منتجات متشابهة وتعتبر قريبة
جداً لسلعتها ،وأمثال ذلك صناعة السيارات وصناعة الصابون ومعجون األسنان واألقالم وغيرها
من السلع .
وي ترتب على ه ذا التم ايز بأنواع ه المختلف ة أن يك ون لك ل س لعة س وق خ اص به ا يتك ون من
عدد من المستهلكين الذين يعتقدون بتم ايز هذه السلعة ويفضلون استخدامها ويرتبطون بها ،ولو
أخذنا مثالً صناعة السيارات وبسبب تمايز اصناف هذه السلعة عن بعضها البعض اآلخر يكون
للب ائع بعض الس يطرة على الس عر ،وي ترتب على ذل ك أن يك ون منح نى الطلب ال ذي يواج ه الب ائع
هو سالب الميل ،ومع ذلك فإن وجود العديد من البدائل القريبة يحد من القدرة االحتكارية ويتسبب
في أن يكون منحنى الطلب مرناً في سوق المنافسة االحتكارية .
أوالً :خصائص المنافسة االحتكارية
يتميز سوق المنافسة االحتكارية بالخصائص اآلتية :
تم ايز المنتج ات :تق وم المنش آت داخ ل الص ناعة بإنت اج س لع متش ابهة ولكنه ا متم ايزة في س ماتها .1
الخارجي ة ،فالس لع والخ دمات ال تي يق دمها الب ائع تتم ايز عن تل ك ال تي يق دمها الب ائع اآلخ ر نتيج ة
المنتج ،وس معة الب ائع ،واالعالن عن المنتج ،
للموق ع المناس ب للمنش أة وللمش تري ،ونوعي ة ُ
وتخلق االعتقاد الجازم لدى المستهلك بتمايزها فعالً .
عدد المنشآت :يكون عدد المنشآت كبيراً وكل منشأة تعد صغيرة بالنسبة لحجم السوق ،وليس في .2
امك ان منش أة واح دة أو مجموع ة من المنش آت أن تتحكم في الس وق ،وخ ير مث ال على ذل ك قط اع
تج ارة التجزئ ة ،حيث يوج د في معظم األس واق ع دد كب ير من محالت التجزئ ة ال تي ت بيع س لعاُ أو
خ دمات متماثل ة ،ولش دة المنافس ة تح اول المنش آت دائم اً تق ديم مجموع ة من الس لع والخ دمات ذات
أسعار ونوعيات مختلفة بهدف كسب المزيد من الزبائن .
حري ة ال دخول والخروج من والى الس وق :في سوق المنافس ة االحتكاري ة تكون المنش آت حرة في .3
ال دخول الى الس وق أو الخ روج من ه ،وكم ا ه و الح ال في أس واق المنافس ة ،فليس هن اك موان ع
قانونية وال موانع سوقية تعوق حركة المنشآت المنافسة من الدخول أو الخروج من السوق .
السعر والناتج :تواجه المنشأة العاملة في سوق المنافسة االحتكارية مثلها في ذلك مثل المحتكر ، .4
بمنحنى طلب ينحدر من األعلى الى األسفل ،ولكن يكون أكثر مرونة بسبب وجود المنافسة الشديدة
بين المنشآت العاملة في الصناعة وامكانية الدخول الى هذه الصناعة ،ولهذا السبب فالمنتج في هذا
52
السوق عليه أن يبيع سلعته بسعر منخفض ،وتستطيع المنشأة زيادة أرباحها من خالل التوسع في
كمية انتاجها .
ثانياً :المنافسة غير السعرية
من المالح ظ أن المنش آت العامل ة في س وق المنافس ة االحتكاري ة ق د ال تتن افس في االس عار
فقط ،ولكن قد تكون في مجاالت أخرى غير األسعار ،وربما تكون المنافسة السعرية الحقيقية هي
وجه اً ثانوي اً وليس رئيس اً احيان اً للصراع التنافسي بين المنشآت ،وقد تأخذ المنافسة غير السعرية
األشكال السائدة في هذه األسواق ومنها :
االعالن والدعاية والترويج للسلعة . .1
اختالف في نوعية السلع . .2
االختالف في التصميم أو المظهر والتغليف . .3
تأثير الموقع ( القرب والبعد من المستهلك ) . .4
توفير الخدمات المكملة ،ومثالها توصيل السلعة الى المستهلك . .5
وإ ن جميع أشكال المنافسة غير السعرية تكلف المنشأة بعض الشيء ،وجميع اشكال المنافسة
غير السعرية يجب أن يدفع ثمنها بصورة ما وتكون ضمن تكاليف السلعة .
احتكار القلة
أوالً :مفهوم احتكار القلة
إن س وق احتك ار القل ة يع ني وج ود ع دد قلي ل ج داً من المنتجين أو الب ائعين وه ؤالء يمثل ون
الصناعة .ويختلف االقتصاديون في ذكر عدد المنتجين في هذا السوق ،فقد أشار بعضهم الى أن
العدد يزيد عن اثنين ولغاية سبعة ،ولكن الغالبية منهم تشير الى أن عدد المنتجين في هذا السوق
قليل نسبياً .
ويقصد ب ( القلة النسبية ) أنه بالمقارنة مع حجم السوق الكلي يعد عدد المنشآت صغيراً ،
وتقدم صناعة السيارات مثاالً واضحاً لذلك حيث يعتبر سوق السلعة كبير جداً ولكن عدد قليل من
المنش آت تمث ل الص ناعة ،ففي ص ناعة الس يارات في الوالي ات المتحدة مثالً ،تتجاوز المبيع ات (
)100مليار دوالر سنوياً ،إال أنه هناك ثالث منشآت فقط تعتبر مسؤولة عن ( )%97من مبيعات
53
هذا السوق ،فالحجم الكلي للسوق يعد كبيراً ،ومع ذلك ال يوجد إال عدد قليل جداً من المنشآت في
الصناعة بأكملها .
ومن األمثل ة األخ رى _ وإ ن ك انت أق ل ح دة _ ص ناعة الص لب ،وص ناعة األدوات
المكتبية ،وصناعة الكيمياويات التي تهيمن عليها منشآت مثل ( دوبونت ، ) Dupontو( يونيون
كاربيد ، ) Union Carbideو( داو كيميكال ، )Chemical Dowوهكذا .
ثانياً :خصائص سوق احتكار القلة
تتميز هذه السوق بخصائص عديدة أهمها :
عدد قليل من المنشآت أو المنتجين في صناعة احتكار القلة ،وال يمكن تحديد المقصود بهذه القلة .1
من حيث العدد ،ولكنها قليلة نسبياً بالمقارنة مع حجم السوق الكلي .
المنتج ات أم ا أن تك ون متجانس ة او متم ايزة :في حال ة المنش آت ال تي تنتج المنتج ات أو الس لع .2
المتجانسة تكون المنافسة غير السعرية ضئيلة ومثال ذلك صناعة الحديد والصلب واالسمنت ،أما
المنش آت المتنافس ة ال تي تنتج س لعاً متم ايزة فأنه ا تس تخدم ع دة أن واع من المنافس ة غ ير الس عرية ،
ومثالها صناعة الحاسبات والسيارات والصابون واألدوية وغيرها.
االعتماد المتبادل بين المنشآت :لما كان عدد البائعين أو المنتجين في صناعة احتكار القلة هو قليل .3
،ل ذلك ف إن ك ل منش أة يجب أن تأخ ذ في حس بانها ردود الفع ل المتوقع ة من منافس يها عن دما تص نع
قراراتها ،حيث أن القرارات التي يتخذها أحد البائعين غالباً ما يكون لها تأثيراً جوهري اً على سعر
منتجات وأرباح المنشآت المنافسة .
وفورات الحجم الكبير :في صناعة احتكار القلة يكون دخول الصناعة يتطلب االنتاج الكبير وذلك .4
بالنسبة للحجم الكلي للسوق ،وهذه ضرورة أساسية للحصول على تكلفة منخفضة للوحدة المنتجة ،
فوفورات الحجم االنتاجي الكبير تعد مهمة جداً ألن عدد قليل من المنشآت ذات الحجم الكبير وذات
الكفاءة في استخدام الموارد وتقليل التكاليف يمكن أن تغطي الطلب على منتجات الصناعة .
عوائق دخول قوية :قد تقدم عوائق الدخول الى صناعة احتكار القلة في الحد من مقدرة المنشآت .5
الجديدة على المنافسة بفاعلية ،وفي هذا السوق المنافس المحتمل ال يكون في استطاعته أن يبدأ فيه
ص غيراً ثم يت درج الى الحجم األمث ل ،فالمنش أة في ه ذا الس وق يجب أن تنتج ج زءاً كب يراً من حجم
الناتج الكلي للسوق ،وذلك قبل ان تتمكن من تحقيق أدنى تكلفة للوحدة المنتجة .
54
إن المنشأة التي تعمل في سوق احتكار القلة عندما تقرر تغيير مستوى انتاجها او سعر بيع
منتجاته ا ،فأنه ا س تفرض احتم االت مختلف ة ل رد فع ل خص ومها من المنش آت األخ رى ،مث ل
اس تمرار منافس يها بنفس س لوكهم الس ابق ب دون تغي ير أو س يتعرفون بط رق أخ رى ،وهك ذا تأخ ذ
المنافسة أشكالها في مجال االنتاج وفي مجال األسعار .
55