You are on page 1of 55

‫جامعة النهرين‬

‫كلية اقتصاديات األعمال‬


‫قسم اقتصاديات ادارة المصارف‬

‫االقتصاد الجزئي‬

‫محاضرات ألقيت على طلبة المرحلة الثانية‬


‫الكورس األول من العام الدراسي ‪2020/2021‬‬

‫اعداد ‪ /‬األستاذ الدكتور‬


‫ستار جبار خليل البياتي‬
‫قسم اقتصاديات ادارة المصارف‬

‫‪25/10/2020‬‬

‫‪1‬‬
‫االقتصاد الجزئي ‪ :‬مفاهيم أساسية‬
‫أوالً ‪ :‬علم االقتصاد‬
‫يعد علم االقتصاد من أبرز العلوم االجتماعية التي يتم من خاللها إعطاء تفسيرات ‪ ،‬وتقديم‬
‫تحليالت دقيقة عن العمليات المرتبطة بثروة اإلنسان ‪ ،‬وكيف يتم إنتاج هذه الثروات وتوزيعها على‬
‫األف راد ‪ ،‬وكي ف يتم اس تهالك ه ذه ال ثروات من قبلهم ‪ .‬ويت داخل علم االقتص اد م ع مجموع ة من‬
‫العلوم األخرى مثل ‪ :‬علم التسويق ‪ ،‬وعلم إدارة األعمال ‪ ،‬والقانون ‪ ،‬وعلم السياسة ‪.‬‬
‫فمنذ نشأت هذا العلم ساد اعتقاد بأنه يختص بدراسة الوسائل التي يمكن لألمة بواسطتها من‬
‫أن تغت ني مادي اً ‪ ،‬وه ذا االعتق اد اس تمد من كت اب ( ث روة األمم ) لالقتص ادي االس كتلندي آدم س مث‬
‫( ‪1790 – 1723‬م ) ال ذي نش ره في الع ام ‪ . 1776‬إال أن االقتص ادي االنكل يزي الفري د مارش ال‬
‫( ‪1924 – 1842‬م ) عرف االقتصاد بأنه ‪ :‬ذلك العلم الذي يدرس بني االنسان في أعمال حياتهم‬
‫العادي ة ‪ ،‬وه و يبحث في ج انب النش اط الف ردي واالجتم اعي ال ذي يتعل ق بالحص ول على المقوم ات‬
‫المادية للرفاهية ‪ ،‬وطرق استخدام هذه المقومات ‪.‬‬
‫كم ا عرف ه ساملس ون بأن ه ‪ :‬دراس ة الكيفي ة ال تي يخت ار به ا األف راد والمجتم ع الطريق ة ال تي‬
‫بواس طتها يس تخدمون الم وارد االنتاجي ة الن ادرة إلنت اج الس لع المختلف ة على م دى ال زمن وتوزيعه ا‬
‫لالستهالك اآلن ‪ ،‬وفي المستقبل على مختلف األفراد والجماعات في المجتمع ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬مفهوم االقتصاد الجزئي‬
‫إن دراسة النظرية االقتصادية يمكن أن تقسم على مجالين واسعين هما ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬االقتصاد الجزئي ‪ : Micro – economics‬هو فرع من فروع علم االقتصاد ‪ ،‬ويشير هذا المفهوم‬
‫إلى ‪ :‬العلم ال ذي يه دف إلى دراس ة علم االقتص اد على مس توى األف راد أو المجموع ات االس تهالكية‬
‫أو المش اريع ‪ .‬ومن أهم م ا يم يز االقتص اد الج زئي أن ه يص ب اهتمام ه بش كل كب ير على م ا يمكن‬
‫للف رد أن يس تخدمه من الس لع البديل ة في ظ ل محدودي ة ال دخل ‪ ،‬ون درة الم وارد وك ثرة االحتياج ات‬
‫بناء‬
‫االقتصادية اليومية وتنوعها ‪ ،‬كما يدرس هذا العلم القرارات االقتصادية التي يتخذها األفراد ً‬
‫على مستوى األسعار في األسواق ‪.‬‬
‫ب‪ .‬االقتص اد الكلي ‪ : Macro – economics‬يتعل ق بكلي ات التحلي ل االقتص ادي ‪ ،‬ويع الج مش اكل‬
‫االقتصاد الوطني ككل ويهتم به ‪ ،‬ويتضمن دراسة االنتاج الكلي واالستخدام الكلي والمستوى العام‬

‫‪2‬‬
‫لألس عار ‪ ،‬ويحل ل االج راءات المالي ة والنقدي ة المختلف ة ‪ ،‬كم ا يفس ر التض خم ‪ ،‬ويحل ل أث ر تغ يرات‬
‫معدل النمو االقتصادي ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬مبادئ االقتصاد الجزئي‬
‫هناك مجموعة من المبادئ االقتصادية التي يتناول علم االقتصاد الجزئي دراستها بأسلوب‬
‫تفص يلي من أج ل فهم الواق ع االقتص ادي على مس توى األف راد ‪ ،‬ومس اعدتهم على اتخ اذ الق رار‬
‫االقتصادي األفضل ‪ ،‬ومن أبرز مبادئ االقتصاد الجزئي ما يأتي ‪:‬‬
‫مبدأ تعظيم المنفعة ‪ :‬لقد اجمع االقتصاديون على أن المنفعة تعني ‪ :‬صالحية السلعة أو الخدمة في‬ ‫‪.1‬‬
‫اشباع حاجة المس تهلك الف رد ‪ ،‬وفي المفهوم االقتصادي تق اس المنفع ة باإلش باع الذي يحصل عليه‬
‫المستهلك بعد حصوله على السلعة ‪ .‬ويتحدد مقدار االشباع هنا باستخدام المستهلك لوحدات السلعة‬
‫في وقت معين ‪.‬‬
‫يشير هذا المبدأ إلى أن األفراد أو المؤسسات يتخذون القرارات االقتصادية من أجل تحقيق‬
‫منافع محددة تزيد من قدر الرضى في حياتهم ‪ .‬ولذلك فإن المبدأ االقتصادي ‪ ،‬تكلفة الفرصة البديلة‬
‫‪ :‬يقوم على أن القرارات االقتصادية قد تحتوي على بعض البدائل التي قد تختلف تكلفتها المادية ‪.‬‬
‫مب دأ المنفع ة الحدي ة ‪ :‬هي مقدار االش باع االض افي الذي يحص ل عليه المس تهلك عند اض افة وحدة‬ ‫‪.2‬‬
‫واحدة الى استهالكه من سلعة ما وفي زمن معين ‪ ،‬وتشير المنفعة الحدية الى المنفعة المضافة التي‬
‫يحصل عليها المستهلك من استهالك وحدة اضافية ‪.‬‬
‫وهذا يعني هذا المبدأ يقوم على أن المنفعة اإلضافية التي يتم تحقيقها من زيادة كمية الطلب‬
‫على سلعة ما يكون أقل من الحصول على كمية أخرى من السلعة نفسها ‪ ،‬ألن الفائدة تتعاظم في‬
‫بداية االستهالك وتقل مع زيادة استهالك كمية إضافية من السلعة ذاتها ‪.‬‬
‫مب دأ الع رض والطلب ‪ :‬يش ير ه ذا المب دأ إلى أن أس عار الس لع تتح دد وفق اً لتوافره ا في الس وق ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عالوة على كمية الطلب عليها من قبل مستهلكيها ‪ ،‬وبالنسبة لمعنى العرض ‪ :‬فهو كمية السلع التي‬
‫يك ون المنتج ون مس تعدين لبيعه ا في ف ترة معين ة وبس عر معين ‪ ،‬ول ذلك فه و مجم ل قيم ة الس لعة‬
‫المتاحة في السوق ‪ .‬أما مفهوم الطلب فهو مجمل طلب حصول األفراد على سلعة محددة ‪ ،‬أي أن‬
‫المس تهلك يس عى للحص ول على مختل ف الس لع والخ دمات بدخل ه المح دود ووفق اً ألس عار الس لع ‪،‬‬
‫ويتمثل طلبه بالرغبة في تحقيق االشباع لحاجاته ‪ ،‬وهذه الرغبة مقترنة بقدرته الشرائية ‪ .‬ويمكن‬
‫أن يتحقق التوازن بتالقي قوى العرض والطلب في السوق ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫رابعاً ‪ :‬أهمية االقتصاد الجزئي‬
‫يتميز االقتصاد الجزئي بأهمية كبيرة في بيئة العمل ‪ ،‬وتلخص هذه األهمية في أن االقتصاد‬
‫الجزئي ‪:‬‬
‫يش ارك بإع داد السياس ات االقتص ادية ‪ ،‬مم ا يس اهم بتعزي ز كف اءة اإلنت اج ‪ ،‬وزي ادة الرفاهي ة في‬ ‫‪‬‬
‫المجتمع‬
‫يساهم بتفسير طبيعة االقتصاد الرأسمالي ‪ ،‬إذ تتخذ فيه الوحدات الفردية القرارات االقتصادية بش كل‬ ‫‪‬‬
‫فردي ‪.‬‬
‫يس اعد في وص ف طبيع ة االقتص اد في المؤسس ات ‪ ،‬ودور الوح دات االقتص ادية الفردي ة بتحقي ق‬ ‫‪‬‬
‫التوازن‬
‫يحرص على توظيف أفضل الموارد ‪ ،‬من خالل االعتماد على رجال األعمال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقدم المساعدة لالقتصاديين في قطاع األعمال ‪ ،‬وتحديداً في مجال التنبؤات التجارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يستخدم في شرح المكاسب التجارية ‪ ،‬وحالة عدم التوازن الظاهرة في ميزان المدفوعات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خامساً ‪ :‬السلع الخاصة والسلع العامة‬
‫السلع الخاصة ‪Private goods‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هي ‪ :‬السلعة المملوكة حصراً لفرد واحد ( مؤسس ة ) ‪ ،‬التي ال يمكن استخدامها في الوقت‬
‫نفس ه من قب ل اآلخ رين ‪ ،‬وفي االقتص اد يتم تعريفه ا على أنه ا ‪ :‬الس لعة ال تي تُمكن مالكيه ا من‬
‫ممارس ة حق وق الملكي ة الخاص ة ‪ ،‬ومن ع أولئ ك ال ذين لم ي دفعوا مقابله ا من اس تخدام الس لعة أو‬
‫استهالك فوائدها ‪ ،‬وبذلك فهي السلع ذات النفع الخاص ‪.‬‬
‫ومن ثم فهي تتم يز بأنه ا ذات خص ائص ومواص فات مح ددة ‪ ،‬ومتم يزة وذات اس م تج اري‬
‫معروف ‪ ،‬مما يجعل المشتري مستعداً لبذل الجهد في سبيل الحصول عليها واالنتظار لمدة معينة ‪,‬‬
‫لحين توافرها إذا لم تكون موجودة في األسواق ‪ ،‬ومثال على ذلك بعض أنواع السيارات ‪.‬‬
‫ولذلك فإن من أهم خصائص السلع الخاصة هي ‪:‬‬
‫إنها تحمل دائما ماركة أو عالمة‪ ‬خاصة‪ ‬بها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن الطلب عليه ا غير مرن ال يتغ ير بارتف اع ‪ ،‬أو هبوط السعر مادام المستهلك يصر على مارك ة‬ ‫‪‬‬
‫معينة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ال تعرض إال في عدد محدود من المحال وتباع بطريقة مباشرة من المنتج ( أي من الشركة ) الى‬ ‫‪‬‬
‫تجار التجزئة ‪.‬‬

‫مفهوم‪ ‬السلع العامة ‪Public Goods‬‬ ‫‪.2‬‬


‫هي السلع التي ال يكون الحصول عليها خاضعاً للتنافس ‪ ،‬بمعنى عدم تنافس األفراد في‬
‫الحص ول عليه ا ‪ ،‬وإ نم ا يمكن الحص ول عليه ا من قب ل الجمي ع ‪ ،‬كم ا أن ه ذه الس لع ال تخض ع‬
‫لالستبعاد ‪ ،‬بمعنى استفادة أحد األفراد منها ال يعني استبعاداً لآلخر ‪ ،‬طالما أنها متاحة أمام‬
‫جمي ع أف راد المجتم ع ‪ ،‬وتنتجه ا الدول ة إلش باع ‪ ‬الحاج ات العامة ‪ .‬وبعب ارة أخ رى ‪ ،‬هي ثم ار‬
‫ال تراكم الرأس مالي للدول ة خالل الس نوات الس ابقة من التنمي ة أو النم و ‪ ،‬وال تي يطل ق عليه ا الب نى‬
‫التحتية ‪.‬‬
‫تتمثل السلع العامة التي نراها بأنها تمتلك مؤثرات خارجية ايجابية مثل ‪ ،‬السكك الحديدية ‪،‬‬
‫خط وط نق ل الطاق ة الكهربائي ة ‪ ،‬خط وط االتص االت ‪ ،‬إنش اء الط رق الس ريعة ‪ ،‬تنظيم ال ري ‪،‬‬
‫الم وانئ واألرص فة ‪ ،‬األمن وال دفاع ‪ ،‬وغيره ا ‪ .‬ه ذا الن وع من الس لع من الص عب أن يق وم به ا‬
‫القطاع الخاص بما يكفي للنفع العام ‪ ،‬وألنها سوف تأسس لشركات احتكارية فيما لو قام بها القطاع‬
‫الخاص لوحده ‪ ،‬لذلك تتولى الدولة مهمة انتاجها وتوافرها ‪.‬‬
‫ومن أهم الخصائص التي تجعل السلعة العامة ‪:‬‬
‫‪ .1‬االس تهالك غ ير التنافس ي‪  :‬يقص د ب ه ‪ :‬إمكاني ة االس تهالك دون الت أثير على المت اح منه ا‬
‫لآلخرين ‪ ،‬حيث يمكن استهالكها من قبل عدد غير محدود من األفراد في الوقت نفسه ‪ ،‬دون‬
‫أن يقلل ذلك من المتاح منها لالستهالك من قبل اآلخرين منها ‪ ،‬وكذلك فإن التكلفة اإلضافية‬
‫ألي مس تهلك جدي د مس اوية للص فر ‪ ،‬مث ل استرش اد س فينة إض افية بالمن ارة ( أو الفن ار ) في‬
‫البحر لن يزيد التكلفة على المنارة في توفير خدماتها ‪.‬‬
‫‪ .2‬ع دم القابلي ة لالس تبعاد ‪ :‬أي ع دم الق درة على من ع األف راد من االس تفادة من الس لعة المعني ة ‪،‬‬
‫الس يما األش خاص ال ذين ال ي دفعون ثمن االس تفادة من اس تهالكها ‪ ،‬مث ل األمن وال دفاع وإ ن ارة‬
‫الشوارع ‪ ،‬فهي متاحة أمام الجميع ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن بعض السلع المعروفة تكون حرة‪ ‬بطبيعتها ‪ ،‬مثل ضوء الشمس والهواء ‪ ،‬وتعد هذه السلع‬
‫سلعاً عامة ألن المتاح منها يتجاوز االحتياج اليها ‪ ،‬أي غير محدودة الكمية بشكل عام ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫االقتصاد الجزئي واألسئلة االقتصادية الثالثة‬
‫إن النظام االقتصادي عندما يقوم بعملية تخصيص الموارد النادرة بين االستعماالت البديل ة ‪،‬‬
‫البد له أن يجيب عن األسئلة الثالثة األساسية اآلتية ‪:‬‬
‫ما السلع والخدمات التي ستنتج ؟‬ ‫‪.1‬‬
‫كيف سيتم انتاج هذه السلع والخدمات ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫لمن تُنتج هذه السلع والخدمات ؟ أو على َمن يتم توزيع هذه السلع والخدمات ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫إن اإلجابة على هذه األسئلة يمكن استنباطها من مبادئ االقتصاد الجزئي على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫السلع والخدمات التي ستنتج هي تلك التي يكون المستهلكون راغبين وقادرين على شرائها ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تنتج هذه السلع والخدمات باستخدام أساليب االنتاج ‪ ،‬التي تمكن المنتجين من القيام بعملية االنتاج‬ ‫‪.2‬‬
‫بأعلى مستوى ممكن من الكفاءة ليحققوا هدفهم من هذه العملية ‪.‬‬
‫األشخاص الذين يحصلون على السلع والخدمات ‪ ،‬هم غالب اً أولئك الناس القادرين على المساهمة‬ ‫‪.3‬‬
‫بصورة فعلية في عملية االنتاج ‪.‬‬
‫ويمكن تفصيل اإلجابة على تلك األسئلة باستخدام الشكل (‪ )1‬الذي يمثل تخطيط اً يبين تدفق‬
‫الموارد والمنتجات والنقود في اقتصاد ما ‪.‬‬

‫الشكل (‪ )1‬نموذج تخطيطي لالقتصاد‬


‫تدفقات الناتج‬
‫السلع والخدمات‬
‫النقود‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪) 3‬‬


‫المستهلكون‬ ‫الحكومة‬ ‫المنتجون‬
‫‪Consumer‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪Government‬‬ ‫(‪) 4‬‬ ‫‪Producers‬‬

‫‪6‬‬
‫النقود‬

‫العمل والمواد اإلنتاجية االخرى‬


‫يمثل الشكل (‪ )1‬اقتصاد سوق يمتلك فيه القطاع الخاص جميع الموارد أو عناصر االنتاج ‪،‬‬
‫ويالحظ منه ‪ ،‬أن المستهلكين يقدمون العمل والموارد األخرى الضرورية لإلنتاج ‪ ،‬وتحدد الطريقة‬
‫ال تي يس تخدمها المس تهلكون في توزي ع نق ودهم بين مختل ف المنتجين مكون ات الج زء العل وي من‬
‫الرس م التخطيطي ال ذي يمث ل ت دفق الس لع والخ دمات ‪ ،‬وه ذا م ا يجيب على الس ؤال األول ‪ ( :‬م اذا‬
‫ُينتج ؟ )‬
‫ونالحظ أن المستهلكين يحصلون على نقود ( دخل ) مقابل ما يقدمونه من موارد أو عوامل‬
‫انتاج ‪ ،‬وهكذا فإن الدخل يتحدد بقيمة عناصر االنتاج التي يملكها األفراد ‪ ،‬ومقدار دخل األفراد‬
‫يح دد ب دوره من ال ذي يتمكن من ش راء الس لع والخ دمات ال تي يوفره ا المنتج ون ‪ ،‬وه ذا م ا يجيب‬
‫على السؤال ( لمن تُنتج هذه السلع والخدمات ؟ )‬
‫أم ا عن دور الحكوم ات في االقتص اد الرأس مالي ‪ ،‬فنالح ظ اربع ة ت دفقات أو تي ارات بين‬
‫الحكوم ة والمنتجين أو المس تهلكين يكش ف عنه ا ه ذا الش كل ‪ ،‬وك ل منه ا ل ه بع دان وعلى النح و‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫التيار األول ‪ :‬يمثل تدفق السلع والخدمات من المنتجين الى الحكومة ‪ ،‬أما االتجاه اآلخر لهذا التدفق‬ ‫‪.1‬‬
‫فإنه يمثل النقود التي تدفعها الحكومة الى المنتجين ‪ ،‬فعلى سبيل المثال تقوم الحكومة بشراء الحبوب‬
‫الغذائية من المنتجين ومقابل ذلك تدفع لهم النقود ‪.‬‬
‫التيار الثاني ‪ :‬يمثل الخدمات التي توفرها الدولة للمنشآت االنتاجية من خالل المؤسسات الحكومية‬ ‫‪.2‬‬
‫المختلفة ‪ ،‬ويشمل ذلك سن وتنفيذ القوانين ‪ ،‬وانشاء الطرق ‪ ،‬وتقديم سلع وخدمات أخرى تيسر‬
‫ممارسة القطاع الخاص لنشاطه ‪ ،‬أما االتجاه العكسي لهذا التدفق فهو ما يدفعه المنتجون للحكومة‬
‫الضرائب والرسوم ‪.‬‬
‫التيار الثالث ‪ :‬يمثل العمل والموارد األخرى التي يوفرها القطاع الخاص إلنتاج السلع والخدمات‬ ‫‪.3‬‬
‫في القط اع الع ام أو الحك ومي ‪ ،‬فالحكوم ة تس تخدم ع دداً كب يراً من األي دي العامل ة في مختل ف‬
‫المجاالت اإلدارية والصحية والثقافية والشرطة والقوات المسلحة والطرق العامة والموارد الطبيعية‬

‫‪7‬‬
‫وغيرها من المجاالت ‪ ،‬أما االتجاه العكسي لهذا التدفق فهو األجور والرواتب التي تدفعها الدولة‬
‫للقطاع الخاص مقابل استعمالها لما لديه من موارد وأيدي عاملة ‪.‬‬
‫التيار الرابع ‪ :‬فيمثل السلع والخدمات التي ينتجها القطاع العام ويستخدمها المستهلكون مثل التعليم‬ ‫‪.4‬‬
‫والرعاية الصحية والمكتبات والحدائق العامة وما شابه ذلك ‪ ،‬أما االتجاه العكسي لهذا التيار فهو‬
‫على شكل ضرائب ورسوم وغيرها تدفع للدولة ‪.‬‬

‫النظرية االقتصادية لسلوك المستهلك‬


‫هن اك أن واع كث يرة من النظري ات ال تي تفس ر س لوك المس تهلك ‪ ،‬كالنظري ة االجتماعي ة ‪،‬‬
‫والنظرية النفسية وغيرها ‪ ،‬ولكن هناك سيتم توضيح الطريقة التي يحلل بها االقتصاديون سلوك‬
‫المستهلكين ‪ ،‬بمعنى آخر محاولة ارساء طريقة لتحديد الشروط الواجب توافرها للمستهلكين لكي‬
‫يحصلوا على أكبر قدر ممكن من المنافع من مواردهم المحدودة ‪.‬‬
‫ومن البديهي أن نفترض بأنن ا نستهلك من أجل الحصول على بعض المنافع ‪ ،‬أو االشباع ‪،‬‬
‫فعن دما نش تري خ بزاً مثالً فنحن نتوق ع بالمقاب ل أن نحص ل على منفع ة من ه ذا الش راء ‪ ،‬وك ذلك‬
‫عن دما نتخ ذ ق راراً بش راء س يارة ‪ ،‬فنحن نتوق ع الحص ول على اش باع من امتالكن ا له ذه الس يارة ‪،‬‬
‫وكذلك الحال مع أي شيء نستهلكه ‪.‬‬
‫ونفترض هنا أن المستهلك رشيداً ‪ ،‬يختار من البدائل المتوافرة له بطريقة يعظم فيها منفعته‬
‫من االستهالك ‪ ،‬وهذا يتضمن بأن يكون على علم بالبدائل المتوافرة له وأنه قادر على تقويم هذه‬
‫الب دائل ‪ ،‬وأن ه يفض ل الكث ير على القلي ل ‪ ،‬وعلى ال رغم من أنن ا نت أثر كث يراً بال دعايات وأش كال‬
‫ال ترويج والتش جيع األخ رى ‪ ،‬فإنن ا نت أثر ك ذلك ب آراء عوائلن ا وأص دقائنا وزمالئن ا ‪ ،‬وك ل ه ذه‬
‫التأثيرات تتفاعل لتحديد المنافع التي نتوقعها من االستهالك ‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال ‪ ،‬عندما نذهب الى المطعم ونطلب وجبة غذاء ‪ ،‬فنحن نفعل ذلك بحرية‬
‫وباختيارنا ‪ ،‬ونتوقع أن نحصل على منافع من هذه الوجبة تبرر التكلفة التي ندفعها ‪ ،‬كذلك الحال‬
‫عندما نشتري سيارة ‪ ،‬حيث يعني ذلك أن لدينا أسباباً تدعونا لالعتقاد بأن هذه السيارة تستحق هذا‬
‫المبل غ من الم ال ‪ ،‬وإ ال لن نش تريها ‪ .‬وإ ذا م ا نظرن ا الى ه ذا الموض وع من زاوي ة تكلف ة الفرص ة‬
‫البديل ة ‪ ،‬فإن ه س يكون ذا مغ زى أك بر ‪ ،‬فش راؤك لس يارة ب ( ‪ ) 20000‬ال ف دوالر ‪ ،‬يع ني أن ك‬
‫ض حيت باس تهالك س لع وخ دمات أخ رى قيمته ا (‪ ) 20000‬ال ف دوالر ‪ ،‬بس بب اعتق ادك ب أن‬

‫‪8‬‬
‫المن افع ال تي س تجنيها من الس يارة هي أك ثر من المن افع ال تي من المحتم ل حص ولك عليه ا من س لع‬
‫بديلة أخرى ‪.‬‬
‫وليس من الض روري أن نقيس فعالً مق دار االش باع ال ذي يحص ل علي ه ف رد م ا من اس تهالك‬
‫س لعة بطريق ة عددي ة ( أو رقمي ة ) ‪ ،‬ففي االقتص اد يس تخدم ع ادة مص طلح ( المنفع ة ) ليش ير الى‬
‫قابلية السلعة أو الخدمة على اشباع حاجة أو رغبة ‪ ،‬فهي إذن صفة اشباع الحاجات التي يتضمنها‬
‫االستهالك ‪.‬‬
‫وخاصية المنفعة هي شخصية ‪ ،‬بمعنى أنها تعبر عن عالقة مباشرة بين المستهلك والسلعة ‪،‬‬
‫ولذلك تختلف منفعتها من شخص الى آخر ‪ ،‬وقد ال تكون سلعة ما نافعة لمستهلك ما ‪ ،‬وإ نما ذات‬
‫نفع الى مستهلك آخر كالنظارة بالنسبة للشخص ضعيف النظر ‪.‬‬
‫وهن اك نظريت ان رئيس يتان في تحلي ل س لوك المس تهلك ‪ ،‬األولى تُع رف بنظري ة المنفع ة‬
‫الحدية ‪ ،‬والثانية تُعرف بالنظرية الحديثة لدراسة سلوك المستهلك أو ما تُعرف بمنحنيات السواء ‪،‬‬
‫وكال النظري تين تقوم ان على فك رة المنفع ة ‪ ،‬ولكنهم ا يختلف ان في االفتراض ات واألدوات التحليلي ة‬
‫المستخدمة‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬مدخل نظرية المنفعة الحدية‬
‫تركز هذه النظرية على المفهوم الكمي للمنفعة ‪ ،‬حيث تؤكد على أن المنفعة ظاهرة كمية‬
‫يمكن قياسها تمام اً كم ا تق اس األس عار والكمي ات واألوزان واألطوال وغيره ا ‪ ،‬وأن وح دة القياس‬
‫هي مقدار المنفعة المتحققة من السلعة ‪ ،‬ويعني ذلك امكانية قياس المنفعة بوحدات عددية ‪.‬‬
‫وعلى ال رغم من رغبتن ا االس تهالكية ق د تك ون غ ير مح دودة بالنس بة الى مجم وع الس لع‬
‫والخ دمات المت وفرة في الع الم ‪ ،‬إال أن الكمي ة ال تي ي رغب المس تهلك طوع اً اس تهالكها من س لعة‬
‫معين ة في زمن معين تك ون مح دودة على األغلب ‪ ،‬وس بب ذل ك يرج ع الى مب دأ المنفع ة الحدي ة‬
‫المتناقصة ‪.‬‬
‫لق د عرفن ا المنفع ة بأنه ا ‪ :‬الق درة على اش باع حاج ة ‪ ،‬أم ا كلم ة ح دي ‪ ،‬فق د اس تعملت في‬
‫االقتصاد للداللة على التغير القليل في متغير واحد مقارنة مع بعض المتغيرات األخرى ‪ ،‬لذا فإن‬
‫مب دأ المنفع ة الحدي ة المتناقص ة يع ني بأن ه ‪ :‬عن د اس تهالك وح دات اض افية من س لعة م ا في زمن‬
‫معين ‪ ،‬ف إن المنفع ة ال تي نحص ل من ه ذه الوح دات س تتناقص باس تمرار م ع بق اء االس تهالك من‬
‫السلع األخرى على حاله ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫بمعنى أن المنفعة الحدية هنا تشير الى المنفعة المضافة التي يحصل عليها المستهلك من وحدة‬
‫اضافية ‪ ،‬وهذا يعني أنها تمثل الفرق الحاصل بين مجموع المنفعة التي يحصل عليها لقاء استخدام‬
‫وح دات من الس لعة ومجم وع المنفع ة بع د اض افة منفع ة الوح دة المض افة من الس لعة ‪ .‬أم ا مجم وع‬
‫المن افع ال تي يحص ل المس تهلك من اس تهالكه لوح دات من س لعة خالل م دة زمني ة معين ة فتُع رف‬
‫بالمنفعة الكلية ‪.‬‬
‫ويرمز الى المنفعة الحدية ب ( ‪ ) MU‬وهي اختصار ل ( ‪ ، ) Marginal Utility‬والمنفعة‬
‫الكلية ( ‪ ) TU‬اختصاراً ل (‪ ، ) Utility Total‬وعلى ذلك فإن المنفعة الحدية تكون ‪:‬‬

‫التغير في المنفعة الكلية‬


‫المنفعة الحدية = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫التغير في الوحدات المستهلكة من السلعة‬
‫أي أن ‪:‬‬
‫‪TU1 - TU2‬‬ ‫‪Δ TU‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪= MU‬‬
‫‪Q2 – Q1‬‬ ‫‪ΔQ‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬
‫التغير في المنفعة الكلية‬ ‫‪TU Δ‬‬
‫التغير في الوحدات المستهلكة من السلعة‬ ‫‪QΔ‬‬
‫إن السمة الرئيسة للمنفعة الحدية هي خضوعها لقانون تناقص المنفعة ‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫المنفعة الحدية التي تضيفها الوحدات المضافة من السلعة سوف تأخذ بالتناقص التدريجي ‪ ،‬أي أن‬
‫كل وحدة من السلعة المضافة سوف تحقق منفعة أقل من سابقتها ‪ ،‬ويستمر هذا التناقص حتى‬
‫تصبح المنفعة صفراً ‪ ،‬والسبب في ذلك أن المستهلك قد وصل الى أقصى اشباع ممكن من وحدات‬
‫السلعة هذه في فترة زمنية معينة ‪.‬‬
‫ولتوضيح منحنى المنفعة الحدية ‪ ،‬يمكن مالحظة الجدول والشكل (‪ )2‬في أدناه ‪:‬‬
‫الشكل (‪)2‬‬
‫منحنى المنفعة الحدية‬

‫‪MU‬‬
‫‪10‬‬
‫‪MU‬‬
‫الكمية‬
‫ومن الشكل البياني (‪ )2‬أعاله يمكننا االستدالل بأن االشباع الذي نحصل عليه من الوحدة‬
‫المستهلكة الثانية يكون أقل من تلك التي نحصل عليها من استهالك الوحدة األولى ‪ ،‬والوحدة الثالث ة‬
‫أقل من الثانية ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬وهذا يعني بأن العالقة البيانية أو الرسم البياني لدالة المنفعة الحدية يكون‬
‫ذا انح دار س الب ‪ ،‬ومث ل ه ذا النم وذج الهندس ي لمب دأ تن اقص المنفع ة الحدي ة ال ذي تم توض يحه في‬
‫الشكل (‪. )3‬‬
‫ويمكن االس تعانة بالعدي د من المثل ة الواقعي ة ال تي يعرفه ا ويتناوله ا الن اس في حي اتهم‬
‫االعتيادية ‪ ،‬مثل الحلوى والمرطبات كالبيبسي ‪ ،‬أو حتى الفاكهة وغيرها ‪ ،‬وهذا يقودنا الى عالقة‬
‫هام ة وهي أن الحقيق ة القائل ة ب أن االس تهالك االض افي لس لة معين ة يعطين ا اش باعاً ح دياً متناقص اً ‪،‬‬
‫يعني أن االشباع الكلي من استهالك هذه السلعة ينبغي أن يتزايد بمعدل متناقص ‪.‬‬
‫ولتوض يح العالق ة بين المنفع تين الحدي ة والكلي ة ‪ ،‬يمكن مالحظ ة الج دول اآلتي (‪، )1‬‬
‫والشكل البياني (‪ )3‬التابع له ‪.‬‬

‫جدول (‪)1‬‬

‫الوحدات المستهلكة والمنفعتين الكلية والحدية‬

‫المنفعة الحدية (‪)MU‬‬ ‫المنفعة الكلية (‪)TU‬‬ ‫الوحدات المستهلكة (‪)Q‬‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪-4‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪7‬‬

‫الشكل (‪)3‬‬
‫منحنيات المنفعتين الكلية والحدية‬

‫‪Tu‬‬

‫منحنى المنفعة الكلية‬

‫الكمية المستهلكة‬

‫‪MU‬‬

‫منحنى المنفعة الحدية‬

‫‪+MU‬‬

‫الكمية المستهلكة‬

‫‪12‬‬
‫‪- MU‬‬

‫ويالح ظ من الج دول (‪ ، )1‬والش كل البي اني (‪ )3‬الالح ق ل ه ‪ ،‬أن ه عن دما يك ون منح نى‬
‫المنفع ة الكلي ة موجب اً في ميل ه ‪ ،‬ويتن اقص م ع زي ادة االس تهالك ‪ ،‬أي أن الزي ادة في المنفع ة الكلي ة‬
‫بإضافة وحدات من السلعة زيادة متناقصة ‪ ،‬فإن المنفعة الحدية تأخذ قيم اً موجبة ‪ ،‬وتتناقص حتى‬
‫نقطة االشباع ‪ ،‬وذلك عندما يصل منحنى المنفعة الكلية الى أقصاه ‪ ،‬ثم يصبح ميل منحنى المنفع ة‬
‫الكلية صفراً ( أي قيمة ثابتة ) عندما تكون المنفعة الحدية صفراً ‪.‬‬
‫أما إذا استمر استهالك السلعة فإن ميل منحنى المنفعة الكلية سيكون سالباً ‪ ،‬أي متناقص اً ‪،‬‬
‫وأن المنفع ة الحدي ة تك ون س البة ‪ ،‬وأن ق انون تن اقص المنفع ة الحدي ة يش ير الى أن ه كلم ا زادت‬
‫الوحدات المستهلكة من سلعة معينة ‪ ،‬انخفضت ( قلت ) الوحدات االضافية منها ‪ ،‬أي أن المنفعة‬
‫الحدية للسلعة تتناقص مع زيادة الوحدات المستهلكة حتى تصل قيمتها الى الصفر ‪ ،‬وذلك عندما‬
‫تصل قيمة المنفعة الكلية الى أقصى مستوى لها ‪ ،‬وكما هو واضح في الجدول أعاله ‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص العالقة بين المنفعة الكلية والمنفعة الحدية على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫تتزاي د المنفع ة الكلي ة عن دما تك ون قيم ة المنفع ة الحدي ة موجب ة ‪ ،‬أي ت زداد المنفع ة الكلي ة بمق دار‬ ‫‪.1‬‬
‫المنفعة الحدية التي تضيفها الوحدات المتتالية المستهلكة من السلعة ‪.‬‬
‫تكون زيادة المنفعة الكلية زيادة متناقصة ‪ ،‬كلما زاد المستهلك من استهالكه لوحدات اضافية من‬ ‫‪.2‬‬
‫الس لعة ‪ ،‬وذل ك ألن قيم ة المنفع ة الحدي ة للوح دات المتتالي ة تك ون متناقص ة لخض وعها الى ق انون‬
‫تناقص المنفعة ‪.‬‬
‫تصل زيادة المنفعة الكلية الى أعلى مستوى لها عندما تصبح قيمة المنفعة الحدية صفراً ‪ ،‬أي ليس‬ ‫‪.3‬‬
‫هن اك من اض افة الى المنفع ة الكلي ة بع د ه ذا المس توى ووص ول المس تهلك الى أقص ى مس توى من‬
‫اإلشباع ‪.‬‬
‫إذا تمادى المستهلك بعد هذا المستوى من االشباع وزاد من استهالكه لوحدات السلعة فإن المنفعة‬ ‫‪.4‬‬
‫الكلية تكون متناقصة ‪ ،‬وأن المنفعة الحدية تكون قيمتها سالبة ‪ ،‬وهذا الوضع هو خسارة للمستهلك‬
‫ويسبب ضرراً له ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تعظيم المنفعة وتوازن المستهلك‬
‫إن اختيارات المستهلك تتأثر بالتغيرات في كل من المنافع والتكاليف ‪ ،‬فإذا رغب المستهلك‬
‫في الحصول على أكبر نفع ممكن من نفقاته ‪ ،‬فما الكمية التي يجب عليه شراؤها من كل سلعة ؟‬
‫م ع العلم أن ه كلم ا زادت الكمي ة المس تهلكة من س لعة معين ة في وح دة زمني ة مح ددة ‪ ،‬ف إن المنفع ة‬
‫الحدي ة للمس تهلك س وف تتن اقص ‪ ،‬وس وف يس تفيد المس تهلك بش رائه الكث ير من الس لعة ‪ ،‬طالم ا أن‬
‫المنفعة الحدية (‪ )MU‬المستمدة من استهالكه لوحدة اضافية يفوق تكاليف هذه الوحدة ‪.‬‬
‫وفي ض وء ذل ك ف إن ه دف المس تهلك الرش يد ه و أن يعظم المنفع ة ‪ ،‬أو االش باع الكلي ال ذي‬
‫يحصل عليها من انفاقه دخله ‪ .‬ويكون توازنه في ذلك الوضع الذي يعظم منفعته الكلية في حدود‬
‫امكانات ه المتاح ة ‪ ،‬وعن دما يتحق ق ل ه ه ذا الوض ع الت وازني فإن ه ال ي رغب في تغي يره ‪ ،‬وعلى‬
‫اف تراض أن المس تهلك يتص رف بعقالني ة أو رش د اقتص ادي فان ه يس عى للحص ول على الس لع ال تي‬
‫تحقق له منافع تشبع حاجته منها ‪ ،‬وعليه يقرر المستهلك شراء تلك السلع والخدمات التي يرغب‬
‫في استهالكها بناء على ذوقه وتفضيالته ‪.‬‬
‫ومن الطبيعي القول أنه بمعرفة الدخل الثابت واألسعار المحددة للسلع المزمع شراؤها يمكن‬
‫للمس تهلكين تعظيم اش باعهم ( أو منفعتهم الكلي ة ) وذل ك بالتأك د من أن آخ ر دين ار ينف ق على ك ل‬
‫س لعة مش تراة يول د درج ة متس اوية من المنفع ة الحدي ة ‪ ،‬فل و أراد المس تهلكون الحص ول على أك بر‬
‫نف ع ممكن من نق ودهم فيجب أن يك ون آخ ر دين ار منف ق على الس لعة ( ‪ )X‬يول د نفس المنفع ة ال تي‬
‫تنتج عن آخر دينار منفق على السلعة ( ‪ )Y‬أو أية سلعة أخرى ‪ .‬فإذا كانت المنفعة الحدية التي يتم‬
‫الحصول عليها من الدينار المنفق على تذكرة مشاهدة مباراة لكرة القدم مثالً أقل من تلك الناتجة‬
‫من تذكرة حضور عرض مسرحي ‪ ،‬ف إن المس تهلك يجب أن ينقص من نفقات ه على مباري ات كرة‬
‫القدم ويخصص إنفاق اً أكثر لمشاهدة العروض المسرحية ‪ ،‬وذلك إذا افترضنا أن األفراد في حقيقة‬
‫األمر يحاولون إنفاق نقودهم بطريقة تحقق لهم أكبر قدر ممكن من اإلشباع ‪.‬‬
‫وبطبيعة الحال فإن كل مستهلك يواجه قيوداً معينة البد أن يأخذها بعين االعتبار ‪ ،‬وأهمها ‪:‬‬
‫قيد الدخل ‪ :‬أو مقدار النقود المتوافرة لديه خالل مدة زمنية معينة ‪ ،‬فإذا ازداد انفاقه على سلعة ما‬ ‫‪.1‬‬
‫فسوف يقل دخله المخصص لإلنفاق على السلع األخرى ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أسعار السلع والخدمات التي يرغب في شرائها ‪ ،‬ويكون مستعداً لدفع أسعارها السائدة في السوق ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والتي ال دخل له في تحديدها مقابل الحصول على تلك السلع والخدمات ‪.‬‬
‫يضيف بعض االقتصاديين قيداً آخر ‪ ،‬هو أن السلع والخدمات هي بطبيعتها نادرة ‪ ،‬ومن ثم فهي‬ ‫‪.3‬‬
‫تُعد محدودة في السوق ‪.‬‬
‫ويجب أن نميز بين حالتين لسلوك المستهلك هما ‪:‬‬
‫الت وازن في حال ة الس لعة الواح دة ‪ :‬يع ني أن المس تهلك لدي ه دخالً مح دداً لإلنف اق على تل ك الس لعة‬ ‫‪-‬‬
‫المعين ة ‪ ،‬ويتحق ق الت وازن عن دما تتع ادل المنفع ة الحدي ة المكتس بة من الس لعة م ع المنفع ة الحدي ة‬
‫المض حى به ا ‪ .‬والمقص ود بالمنفع ة الحدي ة المكتس بة من الس لعة ‪ :‬هي ال تي يكس بها المس تهلك من‬
‫ُ‬
‫اس تهالك الوح دة األخ يرة من الس لعة خالل زمن معين ‪ .‬ويمكن أن تع رف بأنه ا الف رق الحاص ل‬
‫بالمنفعة الكلية الناتج عن تغيير الكمية المستهلكة بوحدة واحدة من سلعة معينة ‪ .‬أما المنفعة الحدية‬
‫المضحى بها ‪ :‬فهي تمثل العناء الذي يتحمله المستهلك في سبيل الحصول على وحدة السلعة وذلك‬
‫ُ‬
‫بدفع سعرها ‪ .‬ولذلك يكون شرط التوازن في حالة السلعة الواحدة هو ‪:‬‬
‫المضحى بها‬
‫المنفعة الحدية المكتسبة من السلعة = المنفعة الحدية ُ‬
‫توازن المستهلك في حالة وجود أكثر من سلعة ‪ :‬فيقصد به أن المستهلك قد خصص دخالً إلنفاقه‬ ‫‪-‬‬
‫على أكثر من سلعة ‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون شرط التوازن هو أن تتعادل المنافع الحدية المكتسبة‬
‫من ه ذه الس لع منس وبة الى أس عارها ‪ ،‬وفي ال وقت نفس ه تتع ادل م ع المنفع ة الحدي ة لوح دة النق د ‪،‬‬
‫وبمعنى آخر أن تتساوى المنفعة الحدية للسلعة ( ‪ ) X‬مثالً منسوبة الى سعرها مع المنفعة الحدية‬
‫( ‪ ) Y‬منسوبة الى سعرها ويتعادل ذلك مع المنفعة الحدية لوحدة النقد المنفق على هذه‬ ‫للسلعة‬
‫السلع ‪ ،‬وعليه يكون شرط التوازن في حالو وجود أكثر من سلعة هو ‪:‬‬

‫‪MUz‬‬ ‫‪MUy‬‬ ‫‪MUX‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = ‪MUi‬‬
‫‪PX‬‬ ‫‪Py‬‬ ‫‪Pz‬‬
‫أي أن ‪:‬‬
‫المنفعة الحدية للسلعة ‪y‬‬ ‫المنفعة الحدية للسلعة ‪x‬‬
‫المنفعة الحدية لوحدة النقد = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪x‬سعر السلعة‪y‬‬ ‫سعر السلعة‬
‫المنفعة الحدية للسلعة‪z‬‬
‫‪15‬‬
‫= ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سعر السلعة ‪z‬‬
‫فرضيات نظرية المنفعة‬ ‫‪‬‬
‫استندت نظرية المنفعة الحدية الى مجموعة من الفرضيات أهمها ‪:‬‬
‫الس لوك الرش يد للمس تهلك ‪ :‬أي أن المس تهلك يس عى من خالل انفاق ه لل دخل أن يحق ق أفض ل منفع ة‬ ‫‪.1‬‬
‫إلش باع حاجات ه ‪ ،‬وبه ذا تتس م تص رفاته بالعقالني ة في اختي ار الس لع والرش ادة في االنف اق عليه ا ‪،‬‬
‫وتكون تصرفاته منطقية وغير متضاربة ‪.‬‬
‫قابلية المنفعة للقياس الكمي ‪ :‬أي القياس العددي للمنفعة ‪ ،‬وهو أن المستهلك يستطيع قياس المنفعة‬ ‫‪.2‬‬
‫المكتس بة من الس لعة بوح دات عددي ة تس مى وح دة المنفع ة ‪ ،‬ويق ارن بين الس لع على ه ذا األس اس‬
‫الع ددي ‪ ،‬أي أن المنفع ة ظ اهرة كمي ة ‪ ،‬وتختل ف وح داتها عن وح دات قي اس الظ واهر الكمي ة‬
‫األخ رى ‪ ،‬ألنه ا ليس ت وح دات موض وعية تتس م بالثب ات ‪ ،‬هي خاض عة للتق ييم الشخص ي وتعتم د‬
‫على رغبات المستهلك وذوقه اتجاه السلع المختلفة ‪.‬‬
‫إن منفعة كل سلعة هي مستقلة عن منفعة السلع األخرى ‪ ،‬ونستبعد عملية التكامل في االستهالك‬ ‫‪.3‬‬
‫بين السلع ‪.‬‬
‫تناقص المنفعة الحدية ‪ :‬إن منفعة الوحدة االضافية ‪ ،‬أي المنفعة الحدية تكون دائم اً أقل من منفعة‬ ‫‪.4‬‬
‫الوح دة السابقة له ا ‪ ،‬وهذا م ا أطلق عليه بقانون تناقص المنفعة ‪ ،‬وهكذا تتن اقص المنفعة الحدية‬
‫التي يكتسبها المستهلك من الوحدات المضافة للسلعة خالل زمن معين ‪.‬‬
‫المنفعة الكلية ‪ :‬هي مجموع ما يحصل عليه المستهلك من منفعة نتيجة استهالكه لوحدات متتالية‬ ‫‪.5‬‬
‫من الس لعة ‪ ،‬وأن دال ة المنفع ة الكلي ة هي دال ة طردية حيث ت زداد المنفع ة الكلي ة بزي ادة اس تهالك‬
‫السلعة ‪.‬‬
‫ثب ات المنفع ة الحدي ة للنق ود ‪ :‬وه ذا االف تراض ض رورياً إذا م ا اس تخدمت النق ود كمقي اس للمنفع ة‬ ‫‪.6‬‬
‫المض حى به ا ‪ ،‬وهي المنفع ة ال تي ي دفعها المس تهلك مقاب ل المنفع ة المكتس بة ال تي يحص ل عليه ا ‪،‬‬
‫وفي ض وء ه ذا االف تراض ف أن منفع ة وح دة النق ود تق ل م ع زي ادة ال دخل ‪ ،‬أو زي ادة كمي ة النق ود‬
‫المتاحة لدى المستهلك ‪ ،‬وتزداد منفعتها عندما يقل الدخل ‪ ،‬فهي ترتبط عكسياً مع مستوى الدخل ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ثانياً ‪ :‬مدخل نظرية‪ +‬منحنيات السواء‬
‫تشير منحنيات السواء الى أن هناك عنصران في كل اختيار ‪:‬‬
‫التفضيالت ( الرغبة في السلع المختلفة ) ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الفرص ( إمكانية الحصول على السلع المختلفة ) ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وتع د فك رة منح نى الس واء مفي دة في وص ف تفض يالت المس تهلك بياني اً ولفظي اً ‪ ،‬ألن ه ذا‬
‫المنحنى ببساطة يبين توليفات السلع ( األكثر تفضيالً ) والتوليفات الدنيا ( األقل تفضيالً ) ‪ ،‬إنه‬
‫يزودنا بصورة بيانية لكيفية ترتيب الشخص للتوليفات االستهالكية المختلفة ‪.‬‬
‫تعرف هذه النظري ة بالنظري ة الحديثة لدراس ة سلوك المس تهلك ‪ ،‬وهي تقوم على أساس أن‬

‫المس تهلك يمكن أن يق وم ب ترتيب توليف ات أو مجموع ات مختلف ة من الس لع ال تي يس تهلكها وفق اً‬
‫الحتياجات ه وأهميته ا النس بية فيض ع بعض ه ذه المجموع ات في مرتب ة واح دة لمس توى االش باع ‪،‬‬
‫ويضع البعض في مرتبة أدنى أو أعلى وهكذا ‪ ،‬دون ان يقوم بالقياس العددي للمنفعة المكتسبة من‬
‫هذه المجموعات وبعيداً عن أسعارها السائدة في السوق ‪ ،‬وإ نما يضعها في شكل ترتيبي لمنافعها ‪.‬‬
‫الشكل (‪)4‬‬
‫منحنى السواء‬
‫‪X‬‬

‫منحنى السواء‬

‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬

‫وعلى سبيل المثال ‪ ،‬قد يرى المستهلك أن التوليفات من السلعتين في الجدول اآلتي تحقق له‬
‫اشباعاً متساوياً ‪.‬‬
‫الجدول (‪)2‬‬

‫‪17‬‬
‫عدد من توليفات السلعتين ‪ X‬و ‪Y‬‬

‫وحدات السلعة ‪Y‬‬ ‫وحدات السلعة ‪X‬‬ ‫التوليفة‬


‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪D‬‬

‫ويالح ظ في الج دول أن التوليف ة ال تي تتض من مق داراً أك بر من الس لعة (‪ ، )X‬ف إن مق دار‬
‫الس لعة (‪ )Y‬يك ون أق ل وب العكس ‪ ،‬وذل ك للحف اظ على نفس المس توى من اإلش باع المتحق ق ‪ ،‬وإ ن‬
‫الزي ادة في مق دار الس لعة (‪ )X‬س وف ت ؤدي الى تقلي ل المنفع ة الحدي ة لوح داتها ‪ ،‬وإ ن قل ة وح دات‬
‫السلعة (‪ )Y‬سوف تزيد من منافعها الحدية ‪ ،‬وذلك على وفق قانون تناقص المنفعة‬
‫فرضيات نظرية منحنيات السواء‬ ‫‪‬‬
‫التص رف العقالني والرش يد للمس تهلك ‪ :‬والمس تهلك الرش يد ه و ال ذي يك ون لدي ه وعي وادراك‬ ‫‪.1‬‬
‫ك اف ‪ ،‬بحيث يح اول دائم اً أن يخت ار مجموع ة س لعية ( توليف ة ) من الس لع المتاح ة أمام ه ‪ ،‬على‬
‫افتراض أن هذه المجموعة التي اختارها تحقق له أقصى اشباع ممكن ‪ ،‬وهو قادر بعقالنيته انفاق‬
‫دخله على شراء تلك المجموعة ‪.‬‬
‫القي اس الترتي بي للمنفع ة ‪ :‬وذل ك ب أن يق وم المس تهلك ب ترتيب المجموع ات المختلف ة من الس لع ال تي‬ ‫‪.2‬‬
‫يحتاجها وفق اً ألهميتها النسبية ‪ ،‬وأن المنفعة ( أو االشباع ) التي يكتسبها من المجموعات السلعية‬
‫المختلف ة أمام ه يك ون ق ادراً على تقييمه ا ومقارن ة المس تويات المختلف ة من االش باع له ذه‬
‫المجموعات ‪ ،‬وترتيبها تنازلي اً أو تصاعدياً ‪ ،‬وذلك بعيداً عن القياس العددي للمنافع ‪ ،‬وإ نما يقرر‬
‫أي مجموعة لديه أفضل من األخرى ‪ ،‬أو قد تكون سواء لديه ‪.‬‬

‫تفضيالت المستهلك تكون منطقية ومتسقة ‪ :‬وهذا يعني أنه إذا كان لدى المستهلك مجموعتين من‬ ‫‪.3‬‬
‫السلع ‪ ،‬مجموعة (‪ )A‬ومجموعة (‪ ، )B‬وهي متاحة أمامه وتحتوي كل منهما على سلعتين هما (‬
‫‪ )X‬و (‪ ، )Y‬ف أن المس تهلك لدي ه الق درة على المقارن ة وال ترتيب له اتين المجموع تين ‪ ،‬وحس ب‬
‫تفضيالته من حيث أن ‪:‬‬
‫المجموعة ‪ A‬أفضل من المجموعة ‪. B‬‬ ‫‪-‬‬
‫أو المجموعة ‪ B‬أفضل من المجموعة ‪. A‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪18‬‬
‫أو المجموعتين متكافئتان ولديه سواء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولغرض مراعاة التبسيط في التحليل واستخدام التحليل البياني ‪ ،‬نفترض أن طلب المستهلك يتكون‬ ‫‪.4‬‬
‫من سلعتين فقط يشكالن مجموعة أو توليفة سلعية ‪.‬‬
‫خصائص منحنيات السواء‬ ‫‪‬‬
‫يع رف منح نى الس واء على أن ه ‪ :‬التمثي ل البي اني ال ذي يرب ط بين ع دد من النق اط ال تي تمث ل‬
‫مجموعات من سلعتين مثالً ( توليفات ) تعطي المستهلك مستوى االشباع نفسه ‪ .‬وهذه المجموع ات‬
‫هي تفض يالت المس تهلك واقع ة على منح نى الس واء ‪ ،‬وهي على ح د س واء في مس توى االش باع ‪.‬‬
‫ولذلك سمي هذا المنحنى بمنحنى السواء ‪ ،‬أي السواء في منتهى االشباع ولكن بمستويات مختلفة‬
‫من السلعتين ‪ .‬ويستطيع المستهلك أن يقرر اي مجموعة سلعية تكون هي األفضل له ‪ ،‬فقد يختار‬
‫مجموعة فيها كمية من (‪ )X‬أكبر من كمية سلعة (‪ )Y‬أو بالعكس ‪ ،‬وقد يختار مجموعة فيها كمية (‬
‫‪ )X‬أقل أو مساوية لكمية سلعة ((‪ ، Y‬وفي جميع األحوال فإن االختيارات هي في مستوى االشباع‬
‫المتساوي بالنسبة للمستهلك ‪ ،‬ويمكن تحديد منحنى السواء (‪ )4‬من خالل معطيات الجدول اعاله ‪.‬‬
‫الشكل (‪ )5‬خريطة منحنيات السواء‬
‫‪X‬‬
‫‪8‬‬
‫‪A‬‬
‫‪7‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪C‬‬
‫‪U‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪D‬‬
‫‪4‬‬

‫‪Y‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ومن أهم خصائص منحنيات السواء هي ‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 1 .1‬خريط ة منحني ات الس واء ‪ :‬وهي تمث ل مجموع ة من منحني ات الس واء تن اظر مس تويات مختلف ة من‬
‫االشباع ‪ ،‬فكل منحنى يعبر عن مستوى اشباع يختلف عن مستوى االشباع لمنحنى آخر ‪ ،‬فعندما‬
‫تزداد كمية كلتا السلعتين فإن مستوى االشباع سيكون أكبر وينتقل منحنى السواء الى أعلى ‪ ،‬أي‬
‫أبعد عن نقطة األصل والى اليمين ‪ ،‬وعندما تقل كميات السلعتين فإن مستوى االشباع يكون أقل‬
‫وينتق ل منح نى الس واء الى اليس ار ‪ ،‬وه ذ تعب ير عن التفض يالت االنتقالي ة ‪ ،‬ال تي من الممكن أن‬
‫‪19‬‬
‫تك ون متع ددة ‪ ،‬وهي افتراض ات المس تهلك ‪ ،‬فل ذلك تك ون كثيف ة ‪ ،‬وتس مى بخريط ة منحني ات‬
‫السواء ‪.‬‬
‫يمثل الشكل أدناه عدداً من منحنيات السواء على خريطة السواء ‪ ،‬ونجد أن المجموعة (‪)A‬‬
‫من الس لعتين على منح نى الس واء (‪ )2‬تعطي اش باعاً أك بر من النقط ة (‪ )B‬الواقع ة على منح نى‬
‫الس واء (‪ )1‬وال ذي ه و اق رب الى نقط ة األص ل ويق ع الى يس ار منح نى رقم (‪ ، )2‬بينم ا نج د أن‬
‫مس توى االش باع لمجموع ة (‪ )A‬هي أق ل من مس توى االش باع للمجموع ة (‪ )C‬الواقع ة على منح نى‬
‫سواء رقم (‪ )3‬والذي يقع على يمين منحنى سواء رقم (‪ )2‬وأبعد منه عن نقطة األصل ‪.‬‬
‫الشكل (‪)6‬‬
‫خريطة منحنيات السواء‬

‫‪X‬‬

‫‪D‬‬

‫‪A‬‬
‫‪C‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬
‫قابلية السلع لالستبدال ‪ :‬ولذلك ينحدر منحنى السواء سالباً من األعلى جهة اليسار الى األسفل جهة‬ ‫‪.2‬‬
‫اليمين ‪ ،‬إذ أن األفراد طالما رغبوا في استبدال سلعة بأخرى ‪ ،‬ولهذا قد يرغب ( س ) من الناس‬
‫بالتنازل عن الخبز إذا ما عوض ذلك بكمية كافية من السمك مثالً ‪ ،‬ومعنى ذلك سوف تكون هناك‬
‫كمي ة اض افية من الس مك وال تي تبقي ه ذا الش خص على منح نى الس واء نفس ه ح تى م ع نقص‬
‫استهالكه من الخبز ‪.‬‬
‫منح نى الس واء يك ون مح دباً تج اه نقط ة األص ل ‪ :‬وه ذا األم ر ُيع زى الى تن اقص المع دل الح دي‬ ‫‪.3‬‬
‫لإلحالل بين السلعتين ‪ ،‬إذ أن ميل منحنى السواء سالباً وهو يعبر عن المعدل الذي يتم فيه احالل‬
‫‪20‬‬
‫سلعة (‪ )Y‬محل سلعة (‪ ، )X‬ويعني ذلك أن منفعة الوحدة االضافية لسلعة (‪ )Y‬مثالً ‪ ،‬تعادل منفعة‬
‫الوحدات التي يتم التخلي عنها من السلعة (‪. )X‬‬
‫منحنيات السواء ال تتقاطع ‪ :‬ال يمكن لمنحنيات السواء أن تتقاطع ألنه إذا تقاطعت فسيترتب على‬ ‫‪.4‬‬
‫ذل ك نت ائج غ ير منطقي ة ‪ ،‬إذ يمكن أن يتس اوى منح نى س واء لإلش باع بمنح نى س واء آخ ر يختلف ان‬
‫بمس توى االشباع وبمقادير الس لع ‪ ،‬كما أن نقطة التقاطع هي واقعة على منحنى سواء أق رب الى‬
‫نقط ة األص ل وفي نفس ال وقت على منح نى س واء أبع د عن س ابقه عن نقط ة األص ل ‪ ،‬والتق اطع‬
‫يعني اشتراك مستويات مختلفة في االشباع ‪ ،‬وهذا يتعارض مع مفهوم منحنى السواء وخصائصه‬
‫السابقة ‪ ،‬وهذا يعني أن هناك مجموعة واحدة من السلعتين تعطي درجتين مختلفتين من اإلشباع ‪،‬‬
‫وبناء على ذلك فإن منحنيات السواء ال يمكن أن تتقاطع ‪.‬‬
‫الشكل (‪ )7‬عدم تتقاطع منحنيات السواء‬
‫‪X‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬

‫استثناءات في شكل منحنى السواء‬


‫لقد تطرقنا الى خاص ية منحنى السواء بأنه محدب تج اه نقطة األصل معبراً في شكله هذا‬
‫عن االحالل المتن اقص بين الس لعتين ‪ .‬ولكن توج د بعض االس تثناءات تعطي ش كالً مغ ايراً له ذه‬
‫الخصوصية ‪ ،‬ومن هذه االستنتاجات ‪:‬‬
‫الشكل األول ‪ :‬أن يكون منحنى السواء خطاً مستقيماً ‪ :‬حيث يكون المعدل الحدي لإلحالل فيما بين‬ ‫‪.1‬‬
‫الس لعتين ث ابت ‪ ،‬ويح دث ه ذا عن دما تك ون الس لعتين ب دائل تامة بمع نى إنهم ا يش بعان نفس الرغب ة‬
‫لدى المستهلك ‪ ،‬ويكون منحنى السواء خطاً مستقيماً وليس محدباً كما في الشكل (‪. )8‬‬
‫الشكل (‪)8‬‬
‫منحنى السواء في حالة السلع البديلة‬

‫‪21‬‬
‫‪X‬‬

‫‪I3‬‬
‫‪I2‬‬
‫‪I1‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬
‫الشكل الثاني ‪ :‬أن يكون منحنى السواء على شكل زاوية قائمة ‪ :‬وذلك عندما يكون معدل االحالل‬ ‫‪.2‬‬
‫الحدي بين السلعتين منعدم ‪ ،‬أي ال يوجد احالل بين السلعتين ‪ ،‬ففي السلع المتكاملة في االستهالك‬
‫ال يمكن احالل وح دات اح دى الس لعتين مح ل وح دات من الس لعة األخ رى للحص ول على نفس‬
‫المستوى من االشباع ‪ .‬ويكون معدل االحالل بين السلعتين مساوياً للصفر ‪ .‬ويوضح الشكل (‪)9‬‬
‫أن أية زيادة في وحدات السلعة (‪ )X‬ال يقابلها تناقص في وحدات السلعة (‪ ، )Y‬والعكس صحيح ‪.‬‬

‫الشكل (‪)9‬‬
‫منحنى السواء في حالة السلع المكملة‬
‫‪X‬‬

‫‪U‬‬

‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬
‫الش كل الث الث ‪ :‬أن يك ون منح نى الس واء خط اً رأس ياً أو أفقي اً ‪ :‬وذل ك في حال ة قي ام المس تهلك‬ ‫‪.3‬‬
‫بالمفاضلة بين سلعة يرغبها وسلعة أخرى ال يهمه أمرها ‪ ،‬ففي حالة السلع المحايدة ينعدم معدل‬
‫االحالل الحدي ويكون مساوياً للصفر ‪ .‬وعليه فإن منحنى السواء يرسم بخط مستقيم مواز للمحور‬
‫‪22‬‬
‫العم ودي للس لعة (‪ ، )X‬وه ذا يع ني زي ادة اس تهالك الس لعة (‪ )X‬ليس ل ه أي عالق ة بالس لعة (‪. )Y‬‬
‫وأن يرسم السواء أفقياً عندما يزيد المستهلك في السلعة (‪ ، )Y‬وهذا ليس له أي عالقة بالسلعة (‪)X‬‬
‫‪ ،‬وأن السلعتان ليستا متكاملتين وال يمكن االحالل بينهما ‪ ،‬كما في الشكل (‪. )10‬‬

‫الشكل (‪ )10‬منحنيات السواء في حالة السلع المحايدة‬


‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬

‫‪U‬‬

‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬

‫خط الميزانية‬
‫يوضح خط الميزانية جميع التوليفات المختلفة التي يمكن أن يشتريها المستهلك من السلعتين‬
‫(‪ )X‬و (‪ )Y‬في ظ ل دخ ل نق دي مح دود واس عار ثابت ة للس لعتين ‪ ،‬وبمع نى آخ ر ه و خ ط مس تقيم‬
‫يس تطيع المس تهلك من خالل ه التع رف على المجموع ات من الس لع ال تي يس تطيع اس تهالكها ض من‬
‫امكانياته وال يستطيع الحصول عليها ‪ .‬فهو يعبر عن امكانية المستهلك الحقيقية ويتحدد بعاملين ‪:‬‬
‫الدخل النقدي المخصص لإلنفاق ونرمز له ب ( ‪. ) M‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أسعار السلعتين مثالً (‪ )X‬و (‪. )Y‬‬ ‫‪.2‬‬
‫دخل المستهلك = االنفاق على السلعة (‪ + )X‬االنفاق على السلعة (‪)Y‬‬
‫ومن ذلك نحصل على معادلة قيد الميزانية أو الدخل ‪:‬‬

‫‪M = PX . X + PY .Y‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬

‫الدخل النقدي‬ ‫‪= M‬‬


‫كمية السلعة ‪x‬‬ ‫‪= X‬‬
‫كمية السلعة ‪y‬‬ ‫‪= Y‬‬

‫‪23‬‬
‫سعر السلعة ‪x‬‬ ‫‪= PX‬‬
‫سعر السلعة ‪y‬‬ ‫‪= PY‬‬
‫ولغرض تحديد خط الميزانية ‪ ،‬نفترض وعلى سبيل المثال أن مستهلكاً ما لديه مبلغ من المال‬
‫قدره (‪ ) 200‬وحدة نقدية ‪ ،‬ويرغب في شراء سلعتين هما (‪ )X‬و (‪ ، )Y‬فوجد أن سعر السلعة (‬
‫‪ )X‬هو (‪ )2‬وحدة نقدية ‪ ،‬وسعر السلعة (‪ )Y‬هو ( ‪ ) 4‬وحدة نقدية ‪ .‬في هذه الحالة أمام المستهلك‬
‫ثالث حاالت ‪:‬‬
‫لو أراد شراء السلعة (‪ )X‬مثالً وأنفق كامل المبلغ الشترى منها ( ‪ ) 100‬وحدة نقدية وصفر من‬ ‫‪.1‬‬
‫السلعة (‪. )Y‬‬
‫ل و أراد ش راء الس لعة (‪ )Y‬مثالً وأنف ق كام ل المبل غ الش ترى منه ا ( ‪ ) 50‬وح دة نقدي ة وص فر من‬ ‫‪.2‬‬
‫السلعة (‪. )X‬‬
‫التصرف العقالني والرشيد هو أن ينفق المبلغ من المال في شراء مجموعتين من السلعتين (‪ )X‬و‬ ‫‪.3‬‬
‫(‪ )Y‬ليكتسب المنافع التي تحقق أفضل اشباع ممكن ‪ ،‬ويوضح الشكل (‪ )11‬هذه الخيارات ‪:‬‬
‫الشكل (‪)11‬‬
‫خط الميزانية‬
‫‪X‬‬
‫‪A 100‬‬

‫خط الميزانية‬
‫إمكانية‬
‫الشراء‬
‫المتاحة‬
‫‪B‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪50‬‬
‫حيث يش ير المح ور الرأس ي في الش كل الى الس لعة (‪ ، )X‬بينم ا يش ير المح ور األفقي الى‬
‫السلعة (‪ ، )Y‬وأن النقطة (‪ )A‬تمثل أقصى ما يمكن شراءه من السلعة (‪ )X‬فقط ‪ ،‬بينما النقطة (‬

‫‪24‬‬
‫‪ )B‬تش ير الى اقص ى م ا يمكن ش راءه من الس لعة (‪ ، )Y‬وبإيص ال ه اتين النقط تين بخ ط مس تقيم‬
‫نحصل على ( خط الميزانية ) وهو ما يمثله الخط ( ‪. ) AB‬‬
‫يع د خ ط الميزاني ة ( ‪ ) AB‬ه و الح اجز بين المجموع ات الس لعية المختلف ة من الس لعتين ال تي‬
‫يستطيع المس تهلك شرائها عن تل ك التي ال يستطيع ش راءها في حدود ال دخل المت اح لدي ه ‪ ،‬ولذلك‬
‫يطلق على هذا الخط ( خط امكانية المستهلك ) ايضاً ‪.‬‬

‫أثر تغير الدخل ومنحنى‪ +‬الدخل ‪ /‬االستهالك‬


‫إن زي ادة ال دخل النق دي ت ؤدي الى انتق ال خ ط الميزاني ة الى األعلى ( الى اليمين ) أو الى‬
‫األسفل ( الى اليسار ) عندما يقل الدخل النقدي للمستهلك ‪ ،‬وإ ن انتقال خط الميزانية يعني أنه يمس‬
‫منحنى سواء آخر على خارطة منحنى السواء ‪ ،‬ومن ثم فإن نقطة التوازن سوف تتغير بسبب تغير‬

‫الدخل النقدي للمستهلك ‪ ،‬ولما كانت أسعار السلعتين ثابتة فإن انتقال خط الميزانية سيكون موازي اً‬
‫الى خط الميزانية الجديد ‪ ،‬وذلك بسبب ثبات الميل الناتج من ثبات التناسب السعري للسلعتين ‪ ،‬كما‬
‫هو في الشكل (‪ )12‬اآلتي ‪:‬‬

‫الشكل (‪)12‬‬

‫أثر تغير الدخل‬


‫‪Y‬‬
‫‪A1‬‬
‫منحنى الدخل ‪ /‬االستهالك‬
‫‪A‬‬

‫‪E1‬‬
‫‪E‬‬

‫‪25‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪B1‬‬ ‫‪B‬‬

‫في الشكل أعاله نفترض أن دخل المستهلك قد ازداد مع ثبات أسعار السلعتين (‪ )X‬و (‪، )Y‬‬
‫وق د ك ان خ ط الميزاني ة األص لي قب ل زي ادة ال دخل ه و (‪ )AB‬وك ان يمس منح نى الس واء في نقط ة‬
‫التوازن (‪ )E‬التي تعبر عن المجموعة أو التوليفة من السلعتين التي يحصل عليها المستهلك بدخله‬
‫النقدي ‪.‬‬
‫وعندما ازداد الدخل فإن خط الميزانية انتقل ليصبح (‪ )A1B1‬وهو يمس منحنى س واء أعلى‬
‫في نقطة (‪ )E‬معبراً عن زيادة الكميات المستهلكة من السلعتين ‪ ،‬ومعبراً عن العالقة الطردية ما‬
‫بين زيادة الدخل وزيادة الكميات المطلوبة لالستهالك ‪ ،‬وإ ذا ما تم توصيل نقاط التوازن (‪)E , E1‬‬
‫الناتجة عن زيادة الدخل النقدي للمستهلك وثبات أسعار السلع ‪ ،‬فإننا نحصل على ما يسمى بمنحنى‬
‫( ال دخل ‪ /‬االس تهالك ) ‪ ،‬حيث يع بر ه ذا المنح نى عن التغ ير في الكمي ات المس تهلكة من الس لعتين‬
‫نتيجة لتغير مقدار الدخل النقدي وبافتراض ثبات اسعار السلع ‪.‬‬
‫تأثير االحالل والدخل‬
‫من المعروف أن الكميات المشتراة من سلعة ما تقل عندما يرتفع سعرها والعكس صحيح ‪،‬‬
‫كما يقول قانون الطلب ‪ ،‬وهذا التغيير في الكميات المطلوبة يمكن أن ُيعزى الى تأثيرين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬ت أثير االحالل ‪ :‬فعن دما يرتف ع س عر إح دى الس لع ‪ ،‬ف إن الس لعة األخ رى تك ون أرخص‬
‫نسبياً ‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن المستهلكين سوف يحلون هذه السلعة الرخيصة محل السلعة الغالية نسبياً ‪.‬‬
‫ويعرف تأثير االحالل ‪ :‬بأنه التغير في كميات السلعة (‪ )X‬المشتراة والناتج من تغير السعر فقط ‪،‬‬
‫وبعد تعويض المستهلك عن التغير الحاصل في دخله الحقيقي ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬تأثير الدخل ‪ :‬وهو أن زيادة سعر إحدى السلعتين التي يشتريها المستهلك ‪ ،‬سوف يؤدي‬
‫الى تقليل ( الدخل الحقيقي ) أو ( القدرة ) الشرائية لذلك المستهلك ‪ ،‬لذا عرف تأثير الدخل ‪ :‬بأنه‬
‫التغ ير في كمي ات الس لعة (‪ )X‬المش تراة والن اتج عن تغ ير ال دخل الحقيقي للمس تهلك بع د أن نح ذف‬
‫تأثير اإلحالل ‪.‬‬
‫ولهذا فإن التأثير الكلي لتغير السعر على الكميات المطلوبة يمكن تجزئته الى تأثير االحالل‬
‫وتأثير ال دخل ‪ .‬ويمكن بيان األثرين كم ا في الشكل (‪ ، )13‬الذي يالحظ من ه ‪ :‬أن المستهلك لدي ه‬

‫‪26‬‬
‫دخ ل يتمث ل بخ ط ال دخل (‪ )AB‬وه و يش تري الس لعتين (‪ )X‬و (‪ )Y‬الواقع ة على خ ط ال دخل ويمس‬
‫منح نى الس واء في نقط ة (‪ . )E‬ف إذا افترض نا أن س عر الس لعة (‪ )Y‬ق د ازداد ‪ ،‬وم ع ثب ات ال دخل‬
‫النقدي فإن المستهلك سوف يقلل مشترياته على هذه السلعة وسيكون خط الدخل قد تحرك الى جهة‬
‫اليسار ليصبح (‪ )AB1‬ويمس منحنى سواء آخر (‪ )U1‬في نقطة توازن (‪ ، )E1‬وهذا يس بب أثر‬
‫وجود االحالل وأث ر ال دخل بع د ارتف اع س عر الس لعة أو م ا يع رف ب األثر االجم الي لتغ ير الس عر ‪،‬‬
‫ويحصل على مجموعة جديدة من السلعتين (‪ )X1‬و (‪. )Y1‬‬

‫الشكل (‪)13‬‬
‫تأثير االحالل والدخل‬

‫‪X‬‬
‫‪A1‬‬

‫‪A‬‬

‫‪E2‬‬ ‫‪X2‬‬
‫‪E1‬‬ ‫‪X1‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪U‬‬ ‫‪U1‬‬

‫‪Y‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪B2‬‬ ‫‪y B1‬‬ ‫‪y2‬‬ ‫‪y1‬‬

‫اآلن إذا افترضنا بأنه قد تم اعطاء المستهلك مقداراً اضافياً من الدخل النقدي يكفي لتعويضه‬
‫عن الخس ارة ال تي لحقت بدخل ه الحقيقي وتكفي لتمكن ه من الع ودة الى منح نى الس واء (‪ )U‬ونقط ة‬
‫توازنه في نقطة (‪ )E‬كما كان عليه قبل ارتفاع سعر السلعة (‪ ، )Y‬ومن ثم يمكن رسم خط دخل‬
‫وهمي يكون مماساً لمنحنى السواء األصلي ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وفي ح ال انخف اض س عر الس لعة (‪ )Y‬مثالً ‪ ،‬ف إن المس تهلك س وف يزي د من طلب ه للس لعة‬
‫ويتحرك خط الدخل على محور السلعة (‪ )Y‬الى جهة اليمين ‪ ،‬وبهذه الحالة سوف يتغير ميل خط‬
‫الدخل بناء على التناسب السعري الجديد ‪ ،‬وبافتراض ثبات سلعة (‪ )X‬وهكذا ينتقل المستهلك الى‬
‫نقطة توازن جديدة تكون على منحنى سواء أعلى من السابق ‪.‬‬

‫االنتاج ودالة االنتاج‬


‫أوالً ‪ :‬مفهوم االنتاج‬
‫يعرف االنتاج بأنه نشاط انساني هدفه توليد المنتجات وطرحها في األسواق على شكل سلع‬
‫وخ دمات ‪ ،‬وه دف االنت اج اش باع حاج ات األف راد ‪ ،‬واالش باع به ذا المع نى ‪ :‬ه و خل ق المنفع ة أو‬
‫زيادتها ‪ ،‬حيث أن أي عملي ة تس هم في تحقي ق نف ع معين تع د انتاج اً ‪ ،‬ويتض من االنت اج أيض اً أي‬
‫فعالي ة تجع ل الس لع والخ دمات في متن اول األف راد ‪ ،‬وه ذا المفه وم يتص ف بالش مولية حيث يمكن‬
‫النظ ر الى االنت اج من زاوي تين أو مفه ومين هم ا ‪ :‬المفه وم الف ني لإلنت اج ‪ ،‬والمفه وم االقتص ادي‬
‫لإلنتاج ‪.‬‬
‫االنت اج ب المفهوم الف ني ‪ :‬ينص رف ه ذا المفه وم الى ك ل عملي ة أو عملي ات تحوي ل يق وم به ا المنتج‬ ‫‪.1‬‬
‫للم وارد المتاح ة لدي ه به دف ت وافر الس لع والخ دمات ‪ ،‬وعملي ة التحوي ل ه ذه تش مل س لع وخ دمات‬
‫تتكام ل فيم ا بينه ا وتن دمج في عملي ة معين ة حيث تفق د شخص يتها أو ذاته ا ال تي تنتهي وت ذوب ‪،‬‬
‫ويطلق عليها مدخالت االنتاج ‪ ،‬لتتولد منها سلع جديدة أي المنتجات أو المخرجات التي تستخدم‬
‫بشكل مباشر أو غير مباشر في اشباع حاجات األفراد ‪.‬‬
‫‪ .2‬االنتاج بالمفهوم االقتصادي ‪ :‬ينصرف هذا المفهوم الى أن القيمة هي التعبير المباشر عن التقدير‬
‫االقتصادي ‪ ،‬فإذا كان المفهوم الفني يبحث في العالقة بين مقدار الكمية من المدخالت المستخدمة‬
‫في انتاج سلعة ما وكمية االنتاج من هذه السلعة ‪ ،‬فإن المفهوم االقتصادي يأخذ في االعتبار فكرة‬
‫القيم ة ‪ ،‬بمع نى اخض اع الق وانين الفني ة لإلنت اج لمعطي ات األس عار والنفق ات ‪ ،‬وعلي ه ف المنتج يأخ ذ‬
‫بنظ ر االعتب ار أس عار عناص ر االنت اج وأس عار المنتج ات ويق ارن بين ك ل من مجم ل التك اليف‬
‫ومجمل االيراد المتحقق ‪ ،‬ويرتب على ذلك سعيه في أن يحقق أكبر ناتج بأقل تكاليف ممكنة ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬عناصر االنتاج في األجل القصير‬
‫‪28‬‬
‫تقسم عناصر االنتاج تقليدياً الى أربعة عناصر هي ‪ :‬العمل واألرض ورأس المال والتنظيم‬
‫‪ .‬ولما كان االنتاج هو نشاط يتم بمقتضاه تحويل هذه العناصر بتوليفة فنية معينة إلنتاج سلعة أو‬
‫خدمة معينة تكون ذات قيمة أكبر من قيمة العناصر الداخلة في انتاجها ‪ ،‬فإن العوائد أو القيم التي‬
‫تتلقاه ا ه ذه العناص ر نتيج ة مس اهمتها في العملي ة االنتاجي ة وتولي د القيم ة المض افة تتمث ل في أن ‪:‬‬
‫األجور هي عائد العمل ‪ ،‬والريع عائد األرض ‪ ،‬والفائدة عائد رأس المال ‪ ،‬والربح عائد المنظم ‪،‬‬
‫وهذه العناصر يمكن توضيحها على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫عنص ر العم ل ‪ :‬ال ذي يتمث ل في الجه د الجس ماني ( العض لي ) وال ذهني ( الفك ري ) ال ذي يبذل ه‬ ‫‪.1‬‬
‫االنسان خالل عملية االنتاج ‪ ،‬وهذا المجهود هو نشاط ارادي أي يقترن بإرادة ورغبة االنسان في‬
‫العمل من أجل انتاج السلع والخدمات التي تشبع حاجات ورغبات األفراد ‪ ،‬ولقاء هذا الجهد يحصل‬
‫االنسان على عائد يتمثل في أجور العمل ‪ ،‬ومن المعروف أن عنصر العمل غير متجانس ‪ ،‬فهناك‬
‫فئ ات مختلف ة من الع املين من حيث المه ارة ‪ ،‬واختالف درج ات الخ برة وك ذلك مس توى التعليم ‪،‬‬
‫وهذه العوامل تؤثر على انتاجية العامل ومن ثم على حجم االنتاج ‪.‬‬
‫عنص ر رأس الم ال ‪ :‬يش مل في أي م دة من ال زمن رص يد المجتم ع أو ثروت ه من الم وارد والس لع‬ ‫‪.2‬‬
‫المعمرة كافة وكل وسائل االنتاج التي تساعد في انتاج السلع والخدمات بشكل مباشر وغير مباش ر ‪.‬‬
‫ورأس المال الذي يستخدم في االنتاج بطريق مباشر يضم التجهيزات واآلالت والمواد الخام والسلع‬
‫نصف المصنعة كافة ‪ .‬أما رأس المال الذي يستخدم في االنتاج بشكل غير مباشر فيضم التجهيزات‬
‫واآلالت والخدمات التي تنتج بغرض استخدامها فيما بعد في انتاج الحاجات االستهالكية ‪.‬‬
‫عنص ر األرض ‪ :‬ه و الم وارد الطبيعي ة غ ير البش رية كاف ة ال تي تس هم في اش باع حاج ات األف راد‬ ‫‪.3‬‬
‫االس تهالكية ‪ ،‬فهي كعنص ر انت اجي تض م األراض ي الزراعي ة واألراض ي ال تي تس تخدم للمب اني‬
‫والم راعي والغاب ات والمن اجم وآب ار النف ط ‪ ،‬كم ا تتض من األرض ال ثروات الطبيعي ة الموج ودة‬
‫كاألنهار والبحار والشواطئ ومساقط المياه وغيرها ‪ ،‬وهكذا فإن الموارد الطبيعية ليست متجانسة‬
‫كذلك ‪ ،‬ومع تقدم الفنون االنتاجية أمكن زيادة وتطوير هذه الموارد كإصالح األراضي ‪ ،‬واكتشاف‬
‫الثروات الطبيعية في باطن األرض ‪ ،‬وأن زيادة وتطوير هذه الموارد الطبيعية يسهم بدرجة كبيرة‬
‫في النمو والتقدم االقتصادي واالجتماعي ‪.‬‬
‫عنص ر التنظيم ‪ :‬يت ولى عنص ر التنظيم ادارة العملي ة االنتاجي ة ويتخ ذ الق رارات الالزم ة ويتحم ل‬ ‫‪.4‬‬
‫المخ اطر ك ذلك ‪ .‬والمنظم يق وم بتجمي ع عناص ر االنت اج األخ رى ( العم ل ورأس الم ال واألرض )‬

‫‪29‬‬
‫الس تخدامها في العملي ة االنتاجية ‪ ،‬وبم ا أن المنظم قد يتعرض الى المخاطر ف إن عائد التنظيم غير‬
‫مضمون وغير مستقر ‪ ،‬ويتذبذب ارتفاعاً وانخفاضاً حسب ظروف السلعة ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر االنتاج الثابتة والمتغيرة‬
‫تنقسم عناصر االنت اج في األم د القص ير الى ‪ :‬عناصر ثابت ة وعناصر متغ يرة ‪ ،‬وأس اس هذا‬
‫التقس يم ه و م دى ارتباطهم ا بتغ يرات االنت اج ‪ ،‬فالعناص ر الثابتة ‪ :‬ال تتغ ير م ع تغ ير حجم االنت اج‬
‫ومن أمثلته ا األرض والمنش آت واآلالت واألجه زة وك ل م ا ه و ث ابت ال يتغ ير م ع تغ ير االنت اج ‪.‬‬
‫فمثالً اآلل ة ال يمكن زيادته ا إال بإض افة آل ة جدي دة لكونه ا غ ير قابل ة للتجزئ ة ‪ ،‬وتع د ه ذه العناص ر‬
‫مص در النفق ات الثابت ة في عملي ة االنت اج ‪ ،‬وهي النفق ات ال تي يتحمله ا المش روع س واء أنتج أم لم‬
‫ينتج ‪.‬‬
‫أم ا العناص ر المتغ يرة ‪ :‬فهي العناص ر ال تي تتغ ير م ع تغ ير حجم االنت اج ومن أمثلته ا العم ل‬

‫والمواد األولية ‪ ،‬لذلك تكون نفقاتها متغيرة بمرونة مع تغير االنتاج ‪ ،‬عالوة على أن المتغيرة غالب اً‬
‫تكون قابلة للتجزئة الى وحدات صغيرة يمكن استخدامها بمرونة ألغراض زيادة االنتاج أو تخفيضه‬
‫‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬االنتاج في األجل القصير وفي األجل الطويل‬
‫في األجل القصير ‪ :‬تتم عملية االنتاج وتزايده بافتراض أن بعض عناصره تبقى ثابتة دون‬
‫تغيير ‪ ،‬فمع بقاء اآلالت والمعدات وغيرها من العناصر الثابتة المستخدمة ثابتة ‪ ،‬وللحصول على‬
‫الناتج الجديد يتطلب ذلك تغيير كميات بعض عناصر االنتاج المتغيرة ‪ ،‬بمعنى آخر تغير في نسب‬
‫أو مع دالت الم زج بين العناص ر الثابت ة والمتغ يرة ‪ ،‬وه ذا يتوق ف على الفن ون االنتاجي ة المس تخدمة‬
‫وإ مكانية االحالل واالستبدال بين عناصر االنتاج ‪.‬‬
‫في األجل الطويل ‪ :‬يزيد المنتج من حجم انتاجه بإمكانية اضافة آالت جديدة مثالً والتوسع في‬
‫الفروع االنتاجية وكذلك امكانية التوسع في العناصر الثابتة كالمبنى واألرض المستخدمة وغيرها ‪،‬‬
‫وكأنم ا تص بح جمي ع عناص ر االنت اج قابل ة للتغي ير ‪ ،‬وه ذا يع ني أن زي ادة االنت اج تحت اج الى زي ادة‬
‫مختلف مصادر الطاقة االنتاجية بتغيير جميع العناصر الثابتة والمتغيرة ‪ ،‬وهذا ما يسعى اليه المنتج‬
‫في األجل الطويل ‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬دالة االنتاج في األجل القصير‬

‫‪30‬‬
‫تقوم كل منشأة بعملية االنتاج كوسيلة لتحقيق هدف ما ‪ ،‬وقد يكون الهدف الرئيس الحصول‬
‫على معدل معين من العائد على االستثمار ‪ ،‬أو زيادة المبيعات أو تحقيق حصة معينة من مجموع‬
‫مبيعات السوق أو لتعظيم الربح ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬وبغض النظر عن الشكل الذي تصيغ به المنشأة هدفها ‪،‬‬
‫فأنه من المعقول أن نتوقع بأن كفاءة االنتاج تساعد على تحقيق الهدف ‪ ،‬ونعني بالكفاءة ‪ :‬أن تقوم‬
‫المنشأة بمحاولة المزج بين مختلف عناصر االنتاج بطريقة فنية تكون فيها كمية العناصر المستعملة‬
‫إلنتاج أي مستوى من االنتاج أقل ما يمكن ‪.‬‬
‫وتعتم د كمي ة االنت اج على مختل ف عناص ر االنت اج المس تخدمة في العملي ة االنتاجي ة م ع‬
‫اف تراض ثب ات المس توى التكنول وجي ‪ ،‬وكلم ا حص ل تق دم أو تط ور س ريع ه ذا الج انب ال ذي يس تند‬
‫عليه االنتاج كلما زادت كمية االنتاج التي نحصل عليها من عناصر انتاج معينة ‪.‬‬
‫تع ني دال ة االنت اج ‪ :‬العالق ة م ا بين الكمي ات المس تخدمة من عناص ر االنت اج في العملي ات‬
‫االنتاجي ة وكمي ة الن اتج الكلي المتحق ق من ه ذه العملي ة ‪ .‬وفي األم د القص ير تك ون عناص ر االنت اج‬
‫ثابتة وبعضها متغيرة ‪ ،‬وفي مقدمة هذه العناصر عنصران مهمان وأساسيان هما العمل (‪ )L‬الذي‬
‫يعد العنصر المتغير ‪ ،‬ورأس المال (‪ )K‬العنصر الثابت ‪.‬‬
‫وتتميز دالة االنتاج في األجل القصير بإمكانية االنتاج عندما يتغير فيها عنصر انتاجي واحد‬
‫فق ط م ع بق اء العناص ر األخ رى ثابت ة ‪ ،‬وحيث أن العملي ة االنتاجي ة تتم خالل م دة زمني ة معين ة ف إن‬
‫المس توى الفني والتكنولوجي لن يتغ ير خالل هذه المدة ‪ ،‬ومن ثم يتغ ير فقط عنصر واح د م ع بقاء‬
‫العناصر األخرى ثابتة ‪ ،‬وأن نسب مزج العناصر سوف تتغير لهذا السبب ولذلك يطلق على دالة‬
‫االنتاج في األجل القصير ب ( دالة النسب المتغيرة ) ‪ ،‬وإ ذا نظرنا الى هذه الدالة من جانب االنتاج‬
‫ففي ه ذه الحال ة يطل ق عليه ا ( ق انون الغل ة المتناقص ة ) ‪ ،‬وللتع رف على س ريان ق انون الغل ة‬
‫المتناقصة أو النسب المتغيرة علينا أن نفرق بين ثالثة مفاهيم هي ‪:‬‬
‫الن اتج الكلي ويرم ز ل ه ب ( ‪ : ) TP‬وه و عب ارة عن الكمي ة المنتج ة من الس لعة خالل م دة انتاجي ة‬ ‫‪‬‬
‫محددة ‪ ،‬لذلك فهو مجموع الوحدات المنتجة من السلعة بفترة العملية االنتاجية ‪.‬‬
‫الناتج المتوسط ويرمز ل ه ب ( ‪ : ) AP‬وهو يمثل حاص ل قسمة الن اتج الكلي على كمي ة المستخدم‬ ‫‪‬‬
‫من عنص ر االنت اج ‪ ،‬كالعم ل مثالً وفي ه ذه الحال ة يتم معرف ة مع دل االنت اج ‪ ،‬أو الن اتج المتوس ط‬
‫بقسمة الناتج الكلي خالل فترة زمنية محددة على عدد وحدات العمل ‪.‬‬
‫‪TP‬‬

‫‪31‬‬
‫‪= APL‬‬
‫‪L‬‬
‫الن اتج الح دي ويرم ز ل ه ب ( ‪ : ) MP‬وه و عب ارة عن مق دار التغ ير ال ذي يحص ل في الن اتج الكلي‬ ‫‪‬‬
‫بع د اض افة وح دة واح دة من العنص ر االنت اجي المتغ ير ‪ ،‬وه و يع بر عن ن اتج الوح دة األخ يرة‬
‫المس تخدمة من العنص ر االنت اجي المتغ ير ‪ ،‬ف إذا افترض نا أن مق داراً معين اً من الن اتج الكلي ق د تم‬
‫انتاجه باستخدام عدد معين من وحدات العمل وخالل فترة زمنية محددة ‪ ،‬وعند اضافة وحدة واحدة‬
‫من عنص ر العم ل ف إن الن اتج الكلي س وف ي زداد ‪ ،‬وه ذه الزي ادة هي انتاجي ة الوح دة المض افة من‬
‫‪TP Δ‬‬ ‫العمل وتمثل الناتج الحدي للعمل ‪.‬‬
‫‪= MPL‬‬
‫‪LΔ‬‬

‫سادساً ‪ :‬قانون الغلة المتناقصة ومراحله‬


‫ينصرف هذا القانون الى ما يحدث من تغيرات في الناتج الكلي الذي يحققه المشروع عندما‬
‫تزداد وحدات أحد عناصر االنتاج وهو العنصر المتغير مع بقاء عناصر االنتاج األخرى كافة ثابتة‬
‫دون تغي ير ‪ ،‬فه و يص ف اتج اه ومق دار التغ ير في ن اتج المش روع عن دما تض اف وح دة أخ رى من‬
‫العنصر المتغير ‪.‬‬
‫إن قانون النسب المتغيرة أو الغلة المتناقصة يظهر بصفة رئيسة التغير في الناتج المتوسط ‪،‬‬
‫أي معدل االنتاج ‪ ،‬وال سيما في الناتج الحدي الذي يعبر عن كمية الزيادة المتحققة في الناتج الكلي‬
‫نتيجة كل اضافة في وحدات العنصر المتغير ‪ ،‬ومن شروط سريان هذا القانون ما يأتي ‪:‬‬
‫تكون الكمية المستخدمة من أحد عناصر االنتاج متغيرة ‪ ،‬ولنفترض عنصر العمل على أن تكون‬ ‫‪.1‬‬
‫كميات عناصر االنتاج األخرى ثابتة دون تغيير ‪.‬‬
‫أن تكون وحدات العمل ‪ ،‬وهو العنصر المتغير ‪ ،‬متجانسة ‪ .‬أي أن تكون متماثلة تمام اً بمعنى أن‬ ‫‪.2‬‬
‫كل عامل اضافي له المهارة في العمل والكفاءة االنتاجية نفسها ‪.‬‬
‫ثب ات العام ل التكنول وجي ‪ :‬أي أن األس اليب الفني ة المس تخدمة في االنت اج تكون ثابت ة دون تغي ير ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫والمعروف أن العامل التكنولوجي يؤدي الى زيادة االنتاج ويلغي أثر قانون الغلة المتناقصة ‪.‬‬
‫ليس جمي ع مراح ل الق انون تتن اقص فيه ا الغل ة ‪ ،‬فالمرحل ة األولى من س ريان الق انون هي مرحل ة‬ ‫‪.4‬‬
‫تزايد الناتج الكلي بشكل متزايد ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ُيظهر هذا القانون بصفة رئيسة التغير في الناتج الحدي المترتب على زيادة وحدات العمل ‪ ،‬وهو‬ ‫‪.5‬‬
‫الذي يؤدي الى زيادة الناتج الكلي ومن ثم معدل االنتاج ‪ ،‬وعندما يصبح الناتج الحدي سالباً يكون‬
‫الناتج الكلي في حالة التناقص ‪ ،‬والجدول (‪ )4‬في الصفحة الالحقة يوضح ذلك ‪.‬‬
‫ويش ير ك ل من الج دول (‪ )4‬والش كل البي اني (‪ )14‬الى س ريان ق انون الغل ة المتناقص ة ‪،‬‬
‫ويمكن أن نص ف ش كل دال ة االنت اج باس تخدام مقي اس الن اتج الكلي وك ذلك باس تخدام مقي اس الن اتج‬
‫الحدي وعلى النحو اآلتي ‪:‬‬
‫مقي اس الن اتج الكلي ‪ :‬يش ير الى أن ع دد اض افة وح دات متتالي ة من عنص ر االنت اج المتغ ير ‪ ،‬وه و‬ ‫‪.1‬‬
‫العم ل كم ا في الج دول ‪ ،‬الى عناص ر االنت اج الثابت ة ‪ ،‬ف إن الن اتج الكلي ي زداد في المرحل ة األولى‬
‫بمعدل متزايد ‪ ،‬ثم يستمر في التزايد في المرحلة الثانية ولكن بمعدل متناقص ‪ ،‬أي زيادة متناقصة ‪،‬‬
‫وبعد هذه المرحلة فإن الناتج الكلي يبدأ في التناقص كما في المرحلة الثالثة ‪.‬‬
‫مقياس الناتج الحدي ‪ :‬الذي يشير الى أنه عند اضافة وحدات متتالية من عنصر االنتاج المتغير ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وه و العم ل الى عناص ر االنت اج الثابت ة ‪ ،‬ف إن الن اتج الح دي ي زداد في المرحل ة األولى ‪ ،‬ثم يب دأ‬
‫بالتن اقص في المرحل ة الثاني ة ح تى يص ل الى الص فر ‪ ،‬وبع د ه ذا المس توى ف إن اس تخدام أي وح دة‬
‫اضافية من العنصر المتغير يجعل الناتج الحدي سالباً ‪.‬‬

‫جدول (‪)4‬‬
‫مراحل االنتاج في األجل القصير‬
‫المراحل‬ ‫الناتج الحدي‬ ‫معدل االنتاج‬ ‫الناتج الكلي‬ ‫رأس المال‬ ‫العمل‬
‫‪S‬‬ ‫‪MP‬‬ ‫( الناتج المتوسط )‬ ‫‪TP‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪L‬‬
‫‪L Δ/ ΔTP‬‬ ‫‪AP‬‬
‫‪L / TP‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬
‫مرحلة تزايد‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬
‫الغلة‬ ‫‪120‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬
‫مرحلة تناقص‬ ‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪4‬‬
‫الغلة‬ ‫‪20‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪33‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪10-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬
‫مرحلة الغلة‬
‫السالبة‬

‫الشكل (‪)14‬‬
‫قانون الغلة المتناقصة ( مراحل االنتاج في األجل القصير )‬
‫‪TP‬‬

‫‪350‬‬
‫‪TP‬‬ ‫‪300‬‬
‫‪250‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪111‬‬
‫‪MP‬‬ ‫‪150‬‬
‫‪AP‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪50‬‬
‫‪L‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العمل ‪1‬‬

‫سابعاً ‪ :‬العالقة بين النواتج الكلي والمتوسط والحدي‬


‫يمكن القول أن الناتج الكلي يرتبط أساساً بتغيرات الناتج الحدي ‪ ،‬فإذا كان الناتج الكلي يزداد‬
‫بمع دل متزاي د فالب د أن يك ون الن اتج الح دي في ه ذه الحال ة متزاي داً ‪ ،‬وإ ذا ك ان الن اتج الكلي ي زداد‬
‫‪34‬‬
‫بمعدل متناقص فالبد أن يكون الناتج الحدي في هذه الحالة متناقص اً ‪ ،‬أما إذا تناقص الناتج الكلي‬
‫فالبد أن مقداراً سالباً قد أضيف اليه ‪ ،‬أي يصبح فيه الناتج الحدي سالباً ‪ ،‬كما في المرحلة األخيرة‬
‫‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن الناتج المتوسط يتغير بتغيرات كل من الناتج الكلي والناتج الحدي ‪،‬‬
‫ولما كان الن اتج الكلي يس تند في تغيراته على مس ار الن اتج الح دي ‪ ،‬ف إن ‪ ،‬مع دل التغير في الناتج‬
‫الح دي يك ون أس رع من مع دل التغ ير في الن اتج المتوس ط س واء أك ان ذل ك في مرحل ة تزاي د الن اتج‬
‫الحدي أو في مرحلة تناقصه ‪ ،‬وهذا يعني أن ‪:‬‬
‫الناتج المتوسط يتزايد عندما يكون الناتج الحدي متزايداً وبشكل أكبر من زيادة الناتج المتوسط ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أي يعلو عليه كما في الشكل البياني ‪.‬‬
‫الن اتج المتوس ط يتن اقص عن دما يك ون الن اتج الح دي متناقص اً وبش كل أك بر من تن اقص الن اتج‬ ‫‪‬‬
‫المتوسط ‪ ،‬أي أن الناتج المتوسط في تناقصه يعلو على تناقص الناتج الحدي والذي يكون تناقصه‬
‫سريعاً حتى يصل الى الصفر ‪.‬‬
‫يك ون الن اتج المتوس ط في أقص ى حال ة ل ه عن دما يتع ادل م ع الن اتج الح دي وال ذي يك ون في ه ذه‬ ‫‪‬‬
‫الحالة قد بدأ بالتناقص ‪.‬‬

‫منحنيات الناتج المتساوي‬


‫أوالً ‪ :‬المفهوم‬
‫ينص رف مفه وم منح نى الن اتج المتس اوي الى أن ه ‪ :‬المنح نى ال ذي يوض ح جمي ع التوليف ات‬
‫المختلفة من عناصر االنتاج التي تعطي كمية االنتاج نفسها ‪.‬‬
‫وتمثل كل نقطة على منحنيات الناتج المتساوي الناتج نفسه ‪ ،‬ولكن باستخدام توليفة معين ة من‬
‫عناص ر االنت اج تختل ف فيه ا عن التوليف ة األخ رى لنقط ة أخ رى على المنح نى نفس ه وتمث ل الن اتج‬

‫نفسه ‪ ،‬ولهذا السبب يطلق على هذا المنحنى منحنى الناتج المتساوي ‪ ،‬أي تساوى حجم االنتاج‬
‫باستخدام تمازج مختلف بين عناصر االنتاج ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬نفترض أن عناصر االنتاج يمثلها كل من العمل ( ‪ ) L‬ورأس المال ( ‪ ، ) k‬ولغرض انتاج‬
‫(‪ ) 1000‬وح دة مثالً من س لعة معين ة ‪ ،‬فإن ه يمكن تحقي ق الن اتج ب امتزاج ( ‪ )60‬وح دة من رأس‬
‫المال ووحدتين من العمل ‪ ،‬أو باستخدام (‪ ) 40‬وحدة من رأس المال و ( (‪ 3‬وحدات من العمل ‪،‬‬

‫‪35‬‬
‫أو باس تخدام (‪ ) 20‬وح دة من رأس الم ال و ( (‪ 5‬وح دات من العم ل ‪ ،‬كم ا م بين في الش كل‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫ويالحظ من الشكل أن التوليفة (‪ )A‬مثالً تحتوي على مزيج من العمل ورأس المال يختلف‬
‫عما تحتويه النقطة (‪ )B‬من مزيج للعنصرين ‪ ،‬وكذلك تختلف (‪ )C‬فيما تحتويه من عنصري العمل‬
‫ورأس الم ال عن ك ل من (‪ )A‬و (‪ )B‬وهك ذا ‪ ،‬ولكن ه ذه التوليف ات تش ترك في أنه ا تحقق االشباع‬
‫نفسه من االنتاج ‪.‬‬

‫كما يالحظ أن االنتقال على منحنى الناتج المتساوي من (‪ )A‬الى (‪ )B‬والى (‪ )C‬يتم في‬
‫التقليل من وحدات رأس المال واضافة وحدات من العمل ( قابلية العناصر على االحالل فيما بينها‬
‫) للحفاظ على الناتج نفسه وهذا ما يبرر االنحدار السالب للمنحنى ‪ ،‬ولكن عندما يراد زيادة حجم‬
‫االنتاج الى ( ‪ )1500‬وحدة مثالً فإننا ننتقل الى منحنى ناتج متساو آخر يمثل هذا الحجم ‪ ،‬ولكن‬
‫بتوليفات من عناصر االنتاج أكبر مما عليه في المنحنى الذي قبله ‪ ،‬أي كلما انتقلنا الى جهة اليمين‬
‫فإن منحنيات الناتج المتساوي تعبر عن مستويات أكبر من االنتاج ‪ ،‬وكذلك باستخدام أكبر لعناصر‬
‫االنت اج ‪ ،‬ول ذلك من الممكن رس م ع دة منحني ات للن اتج المتس اوي وهي تمث ل تفض يالت المنتج‬
‫وتسمى في هذه الحالة بخارطة منحنيات الناتج المتساوي ‪.‬‬
‫إن منحنيات الناتج المتساوي متشابهة الى حد كبير مع منحنيات السواء ‪ ،‬واالختالف بينهما‬
‫أن األولى تعكس لن ا العملي ة االنتاجي ة وتعطين ا مس تويات االنت اج المختلف ة ‪ ،‬والثاني ة تعكس لن ا‬
‫تفض يالت المس تهلك وتعطين ا ترتيب ات لمس تويات االش باع أو المنفع ة ال تي يحص ل عليه ا المس تهلك‬
‫ويتغير مستوى االشباع أو المنفعة عند االنتقال الى منحنى سواء آخر ‪.‬‬

‫الشكل (‪)14‬‬

‫منحنى الناتج المتساوي‬

‫‪K‬‬
‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬

‫‪36‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪B Q 2500‬‬
‫‪Q‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪Q‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪20 1500‬‬
‫‪Q 1000‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪L‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪80‬‬

‫ثانياً ‪ :‬خصائص منحنيات الناتج المتساوي‬


‫خريط ة منحني ات الن اتج المتس اوية ‪ :‬تمث ل ع دداً ال نهائي اً من ه ذه المنحني ات تش غل الح يز م ا بين‬ ‫‪.1‬‬
‫مح ور رأس الم ال ومح ور العم ل ‪ ،‬وأن الحرك ة على ط ول منح نى الن اتج المتس اوي ال ت ؤثر على‬
‫مستوى الناتج ولكن نسبة العنصر االنتاجي المستخدم تتغير ‪ .‬أما االنتقال الى مستوى انتاجي آخر‬
‫فهذا يعني االنتقال الى منحنى ناتج متساوي آخر ‪ ،‬وهكذا هناك عدد من منحنيات الناتج المتساوي‬
‫كلما ابتعدت عن نقطة األصل ‪ ،‬وأن وجود هذه المنحنيات المتعددة يعطي المنتج أو المنشأة فرصة‬
‫االختيار بين مستويات مختلفة من االنتاج وتنسجم مع االمكانيات المادية للمنشأة ‪.‬‬
‫عدم تقاطع منحنيات الناتج المتساوي ‪ :‬إن كل منحنى يعبر عن مقدار معين من االنتاج وأن النقاط‬ ‫‪.2‬‬
‫الواقع ة على المنح نى تمث ل توليف ات من ك ل من العم ل ورأس الم ال ‪ .‬ف إذا ك ان هن اك منح نى ن اتج‬
‫متساوي يوضح مستوى معين من االنتاج وليكن (‪ )1000‬وحدة من سلعة ما وبتوليفات من عناصر‬
‫االنتاج يمثلها المنحنى ‪ ،‬وفي الوقت نفسه هناك منحنى ناتج متساوي أعلى منه يوضح مستوى من‬
‫االنت اج وليكن من الس لعة وبتوليف ات من عناص ر االنت اج يمثله ا المنح نى األعلى ‪ ،‬ف إذا افترض نا أن‬
‫المنح نى األول يتق اطع مع المنحنى الثاني الذي هو أعلى منه ‪ ،‬فمعنى ذلك أن نقط ة التقاطع تمث ل‬
‫توليفة من عناصر االنتاج تستخدم إلنتاج (‪ )1000‬وحدة وفي الوقت نفسه تستخدم إلنتاج (‪)2000‬‬
‫وحدة وهذا ال يمكن ‪.‬‬
‫الشكل (‪)15‬‬
‫‪37‬‬
‫عدم تقاطع منحنيات الناتج المتساوي‬
‫‪K‬‬

‫‪K‬‬
‫‪Q=2000‬‬
‫‪Q=1000‬‬
‫‪L‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪L‬‬
‫إن منحني ات الن اتج المتس اوي تنح در من األعلى الى األس فل باتج اه اليمين للتعب ير عن االنح دار‬ ‫‪.3‬‬
‫الس الب له ا ‪ :‬ويح دث ه ذا عن دما تك ون عناص ر االنت اج ب دائل غ ير تام ة لبعض ها البعض اآلخ ر ‪،‬‬
‫ومن ثم تك ون هن اك ح دود لعملي ة االحالل بين عنص ري العم ل ورأس الم ال ‪ ،‬فمثالً كلم ا زادت‬
‫وح دات العم ل المس تخدم قلت وح دات رأس الم ال وه ذا م ا يفس ر االنح دار الس الب لمنح نى الن اتج‬
‫المتساوي ‪.‬‬
‫الشكل (‪)16‬‬
‫الميل السالب لمنحنى الناتج المتساوي‬

‫‪K‬‬

‫‪A‬‬
‫‪Δ‬‬
‫‪B‬‬
‫‪C‬‬
‫‪Q‬‬
‫‪L‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪38‬‬
‫إن منحنيات الناتج المتساوي محدبة اتجاه نقطة األصل ‪ :‬وهذا يعني أن عملية االحالل بين عناصر‬ ‫‪.4‬‬
‫االنت اج ليس ت تام ة أو ثابت ة ‪ ،‬بمع نى أن ه ل و زادت كمي ات أح د العناص ر بمق دار مح دد مثالً ف إن‬
‫الكمي ات المس تخدمة من العنصر اآلخر تك ون متناقص ة ‪ .‬وعلى س بيل المث ال لو أردن ا زي ادة العم ل‬
‫بوح دة واحدة مع وجود كمية كب يرة من وحدات رأس الم ال إلنتاج ن اتج معين ‪ ،‬فسوف يتم التخلي‬
‫مثالً عن ثالث وحدات من رأس المال ‪ ،‬وعند اضافة وحدة أخرى من عنصر العمل فسيتم التخلي‬
‫عن وحدة ونصف من رأس المال وهكذا ‪ ،‬وهذا المعدل المتناقص لإلحالل يجعل من منحنى الناتج‬
‫المتس اوي مح دباً اتج اه نقط ة األص ل ‪ .‬وال يمكن االس تمرار في تن اقص وح دات رأس الم ال لص الح‬
‫العمل ألنه يجب أن تكون انتاجية العناصر موجبة لكي يتم االحالل بينهما ‪.‬‬

‫خط التكاليف المتساوية‬


‫يمث ل خ ط التكلف ة المتس اوية مختل ف توليف ات عناص ر االنت اج ( العم ل ورأس الم ال ) ال تي‬
‫يمكن أن تحصل عليها المنشأة بتكلفة نقدية معينة مع بقاء أسعار عناصر االنتاج ثابتة ‪ ،‬فإذا كانت‬
‫(‪ )TC‬تمثل التكلفة الكلية للمنشأة ‪ ،‬و (‪ )r‬سعر وحدة رأس المال ‪ ،‬و (‪ )w‬أجور وحدة العمل على‬
‫التوالي ‪ ،‬فإن التكلفة الكلية للمنشأة التي تشتري عنصري العمل ورأس المال تكون ‪:‬‬
‫‪TC = w.L + r.K‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪ = TC‬تكاليف االنتاج الكلية‬
‫= سعر عنصر رأس المال‬ ‫‪r‬‬
‫‪ = w‬سعر عنصر العمل‬
‫وبافتراض ثبات أسعار عنصري االنتاج فإن المنتج سوف يختار تلك التوليفة التي تحقق له‬
‫أفضل ناتج ممكن بذلك المبلغ االجمالي الذي يخصصه للعملية االنتاجية ‪ ،‬حيث نستطيع تحديد ما‬
‫يع رف ب ( قي د التك اليف ) أو ( خ ط التك اليف المتس اوية ) وال ذي يوض ح التوليف ات المختلف ة من‬
‫عناص ر االنت اج ال تي يمكن ش راءها عن د مس توى معين من التك اليف ‪ ،‬ولغ رض تحدي د ه ذا الخ ط‬
‫بيانياً ‪ ،‬نتناول معادلة التكاليف أعاله باالفتراضات اآلتية ‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫لو تم صرف كل المبلغ الذي تخصصه المنشأة للعملية االنتاجية على شراء عنصر رأس المال فق ط‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ TC = r.K‬وعليه فإن كمية رأس المال ستمثل ب ‪:‬‬ ‫‪ ،‬فأن معادلة التكاليف تكون‬
‫‪TC‬‬
‫وال ينفق شيئاً على العمل ‪ ،‬كما في نقطة ( ‪ ) A‬في الشكل (‪. )17‬‬ ‫‪=K‬‬
‫‪r‬‬
‫‪ .2‬لو تم صرف كل المبلغ الذي تخصصه المنشأة للعملية االنتاجية على شراء عنصر العمل فقط ‪،‬‬
‫‪ w.L = TC‬وعليه فإن كمية العمل ستمثل ب ‪:‬‬ ‫فإن معادلة التكاليف تكون‬
‫‪TC‬‬
‫وال ينفق شيئاً على رأس المال ‪ ،‬كما في نقطة (‪ )B‬في الشكل ‪.‬‬ ‫‪=L‬‬
‫‪w‬‬
‫إن العملي ة االنتاجي ة ال يمكن أن تتم إال بم زيج من العم ل ورأس الم ال ‪ ،‬ول ذلك الب د أن يت وزع‬ ‫‪.3‬‬
‫المبلغ المخصص على شراء كال العنصرين من خالل التحرك على الخط الموصل بين نقطتي (‬
‫‪ ) A‬و(‪ )B‬والذي يمثل خط التكلفة المتساوية الذي يتحدد بداللة كل من المبلغ االجمالي واسعار‬
‫عنصري العمل ورأس المال ‪ ،‬وأن انحداره سالباً للداللة على امكانية االحالل بين العنصرين ‪.‬‬
‫وفي الش كل نالح ظ أن المبل غ ال ذي خصص ته المنش أة لش راء عنص ري العم ل ورأس الم ال‬
‫بأسعارهما الثابتة يمثلها خط التكلفة (‪ ، )AB‬وفي حالة زيادة هذا المبلغ فهذا يعني شراء المزيد‬
‫من عناصر االنتاج واالنتقال الى خط تكلفة جديد كما هو في (‪ )A1B1‬وهو موازي لخط التكلفة‬
‫األص لي بس بب ثب ات أس عار عناص ر االنت اج ‪ ،‬وعكس ذل ك في حال ة اذا ك ان المبل غ المخص ص‬
‫لإلنفاق منخفضاً فيكون خط التكلفة (‪ . )A2B2‬وهذا االنتقال يميناً أو يساراً بشكل مواز هو بسبب‬
‫ثبات الميل أي ثبات أسعار العناصر ‪.‬‬

‫الشكل (‪)17‬‬
‫التغيرات في خط التكلفة المتساوية‬
‫رأس المال‬ ‫‪K‬‬

‫‪A1‬‬
‫‪A‬‬
‫‪A2‬‬
‫‪40‬‬
‫‪TC‬‬
‫‪=K‬‬
‫‪r‬‬
‫‪L‬‬ ‫العمل ‪0‬‬
‫‪B2‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B1‬‬ ‫‪TC‬‬
‫‪=L‬‬
‫‪w‬‬

‫حالة التوازن والمزيج األمثل‬


‫إن المنش اة االنتاجي ة الب د أن تس عى دائم اً لتدني ة تك اليف انت اج مس توى معين من الن اتج‬
‫باستخدام التوليفة من عناصر االنتاج التي تتقابل عندها نقطة تماس كل من منحنى الناتج المتساوي‬
‫وخط التكلفة المتساوية ‪ ،‬ولمعرفة ذلك سنقوم بدمج تحليل منحنيات الناتج المتساوي مع خط التكلفة‬
‫المتساوية ‪ ،‬وكما في الشكل (‪ )18‬أدناه ‪:‬‬
‫الشكل (‪)18‬‬
‫التوازن والمزيج األمثل‬
‫‪K‬‬

‫‪A‬‬

‫‪Q4‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪K‬‬


‫‪Q3‬‬
‫‪Q2‬‬
‫‪Q1‬‬
‫العمل ‪L 0‬‬
‫‪41‬‬
‫‪L‬‬ ‫‪B‬‬
‫نف ترض أن ل دى المنتج مبلغ اً مخصص اً لإلنف اق على ش راء عناص ر االنت اج على وف ق‬
‫االس عار المعلن ة له ا ‪ ،‬ومن ثم ف إن خ ط التكلف ة المتس اوية في الش كل أعاله ق د تح دد ب ( ‪، ) AB‬‬
‫وأمام المنتج خيارات عديدة تمثلها المستويات المختلفة لإلنتاج ويعبر عنها بخريطة منحنيات الناتج‬
‫المتس اوي ‪ ،‬ولكن ال يس تطيع تحقي ق أي مس توى انت اجي وإ نم ا فق ط ذل ك المس توى ال ذي يتح دد‬
‫بموجب مبلغ االنفاق المخصص للعملية االنتاجية ‪.‬‬
‫ويالحظ أن خط التكلفة المتساوية البد أن يمس احد منحنيات الناتج المتساوي كما هو في‬
‫نقط ة ( ‪ ، ) E‬بمع نى أن أقص ى انت اج ممكن أن يحقق ه المنتج ه و في ( ‪ ، ) Q3‬وه و أبع د منح نى‬
‫للناتج المتساوي عن نقطة األصل ‪ ،‬وذلك في نقطة التماس ( ‪ . ) E‬فماذا تعني هذه النقطة ؟‬
‫تعني هذه النقطة ما يأتي ‪:‬‬
‫إن نقطة ( ‪ ) E‬تعني أنها واقعة على منحنى الناتج المتساوي ‪ ،‬وأن أي نقطة واقعة على المنحنى‬ ‫‪.1‬‬
‫تعبر عن معدل االحالل الحدي الفني بين عنصري االنتاج ‪ ،‬وهو ما يعادل ميل المنحنى في هذه‬
‫النقطة ‪ ،‬كما يعبر عن نسبة االنتاجات الحدية ‪.‬‬
‫إن نقطة ( ‪ ) E‬واقعة ايضاً على خط التكلفة المتساوية ‪ ،‬وأن أي نقطة واقعة على هذا الخط تعبر‬ ‫‪.2‬‬
‫عن النس بة بين عنص ري االنت اج ‪ ،‬وه ذا ايض اً ه و مي ل خ ط التكلف ة ‪ ،‬ومن ثم النس بة بين أس عار‬
‫عناصر االنتاج ‪.‬‬
‫يتس اوى ك ل من منح نى الن اتج المتس اوي وخ ط التكلف ة المتس اوية في ه ذه النقط ة ‪ ،‬وتمث ل أفض ل‬ ‫‪.3‬‬
‫توليفة ممكنة يستطيع المنتج شراؤها بالمبلغ المخصص لشراء عناصر االنتاج وتحقق له أكبر ناتج‬
‫ممكن ‪ ،‬ولذلك تعد هذه النقطة هي ( حالة التوازن ) ‪ ،‬التي يستخدم فيها ( ‪ ) OK‬من رأس المال‬
‫و ( ‪ ) OL‬من العمل ليحقق أكبر ناتج كما في ( ‪. ) Q3‬‬
‫لذلك عند نقطة التوازن يكون معدل االحالل الحدي الفني يساوي النسبة بين أسعار عناصر‬
‫االنتاج ‪ ،‬وهو شرط األمثلية في اختيار عناصر االنتاج أي أن ‪:‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪MPL‬‬
‫=‬
‫‪r‬‬ ‫‪MPK‬‬

‫التغير في الوضع التوازني‬


‫‪42‬‬
‫لق د أوض حنا أن الوض ع الت وازني يتح دد في نقط ة خ ط التكلف ة المتس اوية م ع منح نى الن اتج‬
‫المتس اوي في نقط ة يك ون ميله ا مع براً عن مي ل خ ط التكلف ة ‪ ،‬وفي ال وقت نفس ه مع براً عن مي ل‬
‫منح نى الن اتج المتس اوي ‪ ،‬وبه ذا الوض ع ال يفض ل المنتج االنتق ال من ه ألن ه يحق ق أك بر ن اتج بأق ل‬
‫التكاليف الممكنة ‪ ،‬وبمعنى آخر الوصول الى أعلى مستوى للناتج باإلمكانات المتاحة لدى المنتج ‪،‬‬
‫وال يتغ ير ه ذا الوض ع إال إذا تغ يرت إمكان ات المنتج في االنف اق على العملي ة االنتاجي ة ‪ ،‬أو إذا‬
‫تغيرت أسعار عناصر االنتاج ‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك بما يأتي ‪:‬‬
‫يتغير وضع التوازن في حالة تغير المبلغ المخصص انفاقه على عناصر االنتاج ‪ :‬ومع افتراض‬ ‫‪.1‬‬
‫أن س عر العم ل ( أج ور العم ل ) وس عر رأس الم ال ث ابتين ف إن مي ل خ ط الميزاني ة يع بر عن ه‬
‫بالتناسب السعري للعناصر ‪ ،‬فإذا ازداد المبلغ المخصص لإلنفاق مع ثبات ميل الخط فهذا يعني‬
‫االنتقال الى خط تكاليف جديد ‪ ،‬وبالميل نفسه ويكون موازياً للخط األصلي والى يمينه ‪.‬‬
‫أم ا إذا انخفض المبل غ المخص ص للعملي ة االنتاجي ة وبثب ات اس عار العناص ر ف إن خ ط التكلف ة‬
‫ينتق ل الى يس ار الخط األص لي ويكون موازي اً له ‪ .‬وفي كلت ا الح التين ( أي االنتق ال الى اليمين أو‬
‫الى اليس ار ) ف إن خط وط التك اليف س وف تمس منحني ات الن اتج المتس اوي وتمث ل ح االت الت وازن‬
‫الجديدة كما في النقاط ( ‪ ) E1‬و ( ‪ ) E2‬في الشكل ( ‪ ) 19‬في أدناه ‪:‬‬
‫الشكل ( ‪) 19‬‬
‫التغير في الوضع التوازني‬
‫‪K‬‬

‫خط التوسع االنتاجي‬

‫‪E1‬‬
‫‪E‬‬
‫‪Q1‬‬ ‫‪E2‬‬
‫‪Q‬‬
‫‪Q2‬‬
‫‪L‬‬

‫‪43‬‬
‫وعندما نوصل بين نقاط التوازن للمنحنيات الثالثة كما في ( ‪ ) E , E1 , E2‬نحصل على‬
‫( خط التوسع االنتاجي ) أو خط مسار توسع المنشأة ‪ ،‬الذي ُيعرف بأنه ‪ :‬الخط الواصل بين نقاط‬
‫التوازن عند تغير االنفاق مع ثبات أسعار عناصر االنتاج ‪.‬‬
‫يتغير وضع التوازن عندما يتغير سعر أحد عناصر االنتاج ويبقى سعر العنصر اآلخر ثابت اً ‪ :‬فإذا‬ ‫‪.2‬‬
‫افترض نا أن س عر العم ل ق د تغ ير ‪ ،‬م ع ثب ات س عر رأس الم ال وك ذلك ثب ات المبل غ المخص ص‬
‫لإلنف اق ‪ ،‬ف إن ذل ك يغ ير من خ ط التكلف ة بحيث يك ون تحرك ه على المح ور األفقي ‪ ،‬أي مح ور‬
‫عنصر العمل ‪ ،‬سواء كان ذلك عند انخفاض سعر العمل واالنتقال الى نقطة على المحور األفقي‬
‫الى جه ة اليمين ‪ ،‬أو عن د ارتف اع س عر العم ل ومن ثم االنتق ال الى نقط ة على المح ور األفقي الى‬
‫جهة اليسار ‪ .‬وفي كلتا الحالتين فإن ميل خط التكلفة الذي يساوي التناسب بين سعري العنصرين‬
‫س وف يتغ ير بس بب تغ ير س عر العم ل ‪ ،‬وي ترتب على ذل ك نق اط تم اس جدي دة م ع منحني ات الن اتج‬
‫المثلى ‪ ،‬أي حالة التوازن ‪ ،‬كما في الشكل ( ‪) 20‬‬
‫المتساوي التي تعبر عن حالة اختيار التوليفة ُ‬
‫في أدناه ‪:‬‬
‫الشكل ( ‪) 20‬‬
‫التغير في الوضع التوازني‬
‫( في حالة تغير سعر العمل )‬
‫‪K‬‬

‫‪A‬‬

‫‪E1‬‬
‫‪E‬‬
‫‪E2‬‬ ‫‪Q3‬‬
‫‪Q2‬‬
‫‪L‬‬ ‫‪Q1‬‬
‫‪44‬‬
‫‪B2‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B1‬‬ ‫‪0‬‬

‫سوق المنافسة التامة‬


‫أوالً ‪ :‬مفهوم سوق المنافسة‬
‫إن ه دف المنش أة في أي س وق ه و تحقي ق أقص ى ربح ممكن ل ذلك ترك ز المنش أة بص ورة‬
‫عامة في نشاطاتها على كيفية اتخاذ القرارات االقتصادية المختلفة التي تحقق لها هذا الهدف ‪ ،‬ال‬
‫س يما تل ك الق رارات ال تي تتعل ق بتحدي د مس توى االس عار وحجم االنت اج ‪ ،‬وله ذا يش ير مص طلح‬
‫المنافس ة الكامل ة إلى ع دم ق درة المنتج الواح د أو الب ائع الواح د على الت أثير في أس عار الس لع‬
‫والخدمات ‪.‬‬
‫وحيث أن المنشاة في هذا السوق ال تستطيع اتخاذ أي قرار بشأن سعر السلعة التي تنتجها‬
‫ألنه ا متلقي ة للس عر ‪ ،‬ل ذلك ف أن قراراه ا س يتركز على حجم االنت اج ‪ ،‬وفي األج ل القص ير تس تطيع‬
‫المنشأة على أساس أن بعض عناصر االنتاج ثابتة واألخرى متغيرة ‪ ،‬ومن ثم فهي تكيف مستوى‬
‫انتاجه ا وتكاليفه ا على أس اس أنه ا ال تس تطيع تغي ير جمي ع العناص ر االنتاجي ة ‪ ،‬بينم ا في األج ل‬
‫الطوي ل تس تطيع المنش اة تغي ير جمي ع عناص رها االنتاجي ة ومن ثم تتحكم في حجم المش روع بم ا‬
‫يحقق لها أقصى األرباح ‪.‬‬
‫والشرط األساس للمنافسة التامة هي أن المشترين والبائعين يعتبرون أسعار السوق مؤشرات‬
‫ليست لديهم سيطرة عليها ‪ ،‬ذلك أنهم يتخذون القرارات على أساس االفتراض بأنهم غير قادرين‬
‫على التأثير على السعر بسلوكهم الخاص ‪ ،‬ومن أمثلة سوق المنافسة التامة ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أسواق الصرف األجنبي ‪ :‬حيث تكون العمالت كلها متجانسة ‪ ،‬ويمكن للتجار الوصول إلى العديد‬
‫من المش ترين والب ائعين المختلفين ألن المعلوم ات تك ون جي دة ح ول األس عار ‪ ،‬وعن د ش راء العمل ة‬
‫من السهل مقارنة االسعار ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ .2‬األس واق الزراعي ة ‪ :‬هن اك العدي د من الم زارعين ال ذين ي بيعون منتج ات متطابق ة أو متجانس ة في‬
‫السوق وللعديد من المشترين ‪ ،‬ولذلك من السهل مقارنة األسعار في السوق‪.‬‬
‫‪ .3‬الصناعات المتعلقة باإلنترنت ‪ :‬جعل اإلنترنت العديد من األسواق أقرب إلى المنافسة الكاملة ألنه‬
‫جعل حواجز الدخول أقل ومن السهل جداً مقارنة األسعار بسرعة وكفاءة والمعلومات تكون متاحة‬
‫‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬خصائص المنافسة التامة‬


‫هناك عدد من الخصائص التي يتميز بها هذا السوق ‪ ،‬يمكن تناولها على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬وج ود ع دد كب ير من المنش آت المنض وية تحت ص ناعة الس لعة ‪ :‬وه ذا يع ني وج ود ع دد كب ير من‬
‫البائعين وعدد كبير من المشترين ‪ ،‬بحيث يتمتع كل منهم بنصيب صغير في السوق ‪ ،‬وتعد كل‬
‫منش أة مس تقلة عن األخ رى ولكنه ا ال تس تطيع الت أثير على س عر الس لعة وال على الكمي ات‬
‫المعروضة منها ‪ ،‬لذلك فإن المنشآت االنتاجية التي تعمل في ظل سوق المنافسة التامة ( الكاملة )‬
‫متلقية للسعر ‪ ،‬وهو السعر السائد في السوق ولكنها تستطيع تحديد كمية انتاجها ‪.‬‬
‫‪ .2‬تجانس وح دات الس لعة ‪ :‬بحيث أن جميع المنش آت في هذه الصناعة تعرض سلعة متجانس ة ‪ ،‬فما‬
‫يعرض ه ب ائع واح د من الس لعة يتماث ل تمام اً م ع م ا يعرض ه الب ائعون اآلخ رون ‪ ،‬وه ذا يع ني أن‬
‫وحدات السلعة المنتجة متشابهة أو متجانسة من حيث النوعية والخصائص والشكل وحتى طريقة‬
‫التغليف ‪ ،‬ويستطيع المستهلك الحصول على السلعة من أي بائع يرغب ‪.‬‬
‫‪ .3‬حري ة ال دخول و ‪ /‬أو الخ روج من الس وق ‪ :‬ف أي ف رد أو منش أة تت وافر ل ديها االمكاني ات المادي ة‬
‫والمالية والرغبة يكون له أو لها القدرة على الدخول الى صناعة السلعة ‪ ،‬بمعنى ال توجد أي قيود‬
‫على دخول منشآت جديدة للصناعة أو الخروج منها ‪.‬‬
‫‪ .4‬حرية انتقال عناصر االنتاج ‪ :‬حيث تنتقل عناصر االنتاج بحرية من والى انتاج سلعة معينة ‪ ،‬فقد‬
‫تنجذب عناصر االنت اج الى الص ناعة التي تتوافر فيه ا الحوافز الالزمة لتحقيق أهداف المنشأة ‪،‬‬
‫وأن انتقال عناصر االنتاج الى هذا النوع من الصناعة يشكل دخول منشآت جديدة مما يزيد من‬

‫‪46‬‬
‫عدد المنشآت المنتجة للسلعة ويزيد الناتج الكلي للصناعة ‪ ،‬والعكس صحيح ‪ ،‬وهذا ما يشار اليه‬
‫بقابلية الموارد على الحركة واالنتقال ‪.‬‬
‫‪ .5‬المعرف ة التام ة ب أحوال الس وق ‪ :‬وه ذا يع ني في ه ذا الس وق يمتل ك الب ائعون والمش ترون معلوم ات‬
‫كاملة حول العوامل المؤثرة على عمل السوق ‪ ،‬فكل منشأة أو بائع تعرف األسعار التي تدفعها‬
‫المنش آت األخ رى لق اء اس تخدام عناص ر االنت اج ‪ ،‬وك ذلك المعلوم ات التكنولوجي ة ال تي يمكن‬
‫الحص ول عليه ا نفس ها ‪ ،‬ه ذه الخص ائص تقودن ا الى نتيج ة مهم ة وهي أن ه ال توج د منش أة واح دة‬
‫تتمكن من الت أثير على الس عر الس ائد في الس وق ‪ ،‬واذا افترض نا أن منش أة م ا أرادت رف ع س عر‬
‫ناتجها فوق سعر السوق فأنها ستخسر زبائنها وال تحقق أهدافها ‪ ،‬وعليه يكون من صالح المنشأة‬
‫أن تعمل على وفق سعر السوق ومستوى االنتاج الذي تستطيع أن تحدده لنفسها ‪.‬‬

‫سوق االحتكار‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم سوق االحتكار‬
‫هو ذلك السوق الذي يتصف بوجود بائع واحد لسلعة محددة معروف مواصفاتها وليس لها‬
‫ب دائل ‪ ،‬كم ا يتص ف الس وق بوج ود عوائ ق كب يرة لل دخول الي ه ‪ ،‬وبه ذا يعت بر المحتك ر ه و المنتج‬
‫الوحيد للسلعة والتي ال يوجد لها بدائل تامة ‪ ،‬بمعنى آخر أن المحتكر هو مالك المشروع وفي هذه‬
‫الحالة ال فرق بين المشروع والصناعة ‪.‬‬
‫ويلزم لقيام االحتكار توافر شرطين ‪:‬‬
‫هو قيام مشروع واحد بعملية االنتاج لسلعة معينة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عدم وجود مشروعات أخرى تنتج سلعاً متشابهة مع سلعة المحتكر بحيث تعتبر بدائل قريبة لها ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إن وج ود س لع بديل ة قريب ة لس لعة المحتك ر س وف يقض ي على االحتك ار الت ام ويجعلن ا بص دد‬
‫سوق مختلف تمام اً يوجد فيه عدد من المنتجين ‪ ،‬وليس منتج واحد كما في سوق االحتكار التام ‪،‬‬
‫واالحتكار التام هو حالة نظرية أو ظاهرة نادرة مثل المنافسة الكاملة ‪.‬‬
‫وفي الواقع أن عدم وجود بدائل قريبة لمنتوج المحتكر يعني أن مرونة الطلب المتقاطعة بين‬
‫منتوج المحتكر والمنتجات األخرى تكون منخفضة جداً ‪ ،‬وبدالً عن أن يكون المحتكر بأخذ السعر‬
‫الموجود في السوق ‪ ،‬فهو يقوم بوضع وتثبيت هذا السعر ألنه يسطر على سوق السلعة ‪ ،‬كما أنه‬
‫من الناحية األخرى يستطيع أن يقرر كمية االنتاج الذي يحقق أكبر ربح ممكن ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ه ذا من الناحي ة النظري ة ‪ ،‬ولكن في الواق ع أن المحتك ر يس تطيع التحكم أم ا في الس عر أو في‬
‫الكمية المنتجة وليس االثنان معاً في الوقت نفسه ‪ ،‬ذلك أنه إذا حدد السعر فإنه يترك تحديد الكمية‬
‫التي يطلبها السوق عند هذا السعر ‪ ،‬وإ ذا حدد الكمية التي يرغب في انتاجها وبيعها من السلعة ‪،‬‬
‫فإن ه ي ترك تحدي د الس عر للس وق ‪ ،‬الس يما وأن م ا يهم المحتك ر ه و تحقي ق أك بر ربح ممكن وليس‬
‫االس تخدام الكف وء لم دخالت االنت اج ‪ ،‬ويتم يز س وق االحتك ار ب أن حرك ة الم وارد أو الس هولة ال تي‬
‫تستطيع المنشآت الجديدة أن تدخل الى الصناعة بأنها حركة مقيدة ‪ ،‬وقد يكون التقييد عن طريق‬
‫الق رارات الحكومي ة أو يك ون التقيي د بس بب ض خامة االس تثمارات ال تي يتطلبه ا ال دخول الى‬
‫الصناعة ‪ ،‬أو من خالل التحكم في الموارد األساسية للصناعة ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬خصائص سوق االحتكار‬


‫لق د ت بين من مزاي ا س وق االحتك ار وج ود منش أة واح دة تق وم بإنت اج س لعة معين ة تمث ل‬
‫الص ناعة ‪ ،‬وتق وم ه ذه المنش أة بإنت اج س لعة ال مثي ل له ا وال يوج د ب دائل قريب ة له ا في األس واق ‪.‬‬
‫وك ذلك ليس باإلمك ان دخ ول منش آت جدي دة الى ه ذه الص ناعة المحتك رة ‪ .‬وعلى ذل ك تتم يز س وق‬
‫االحتكار بخصائص من أهمها ‪:‬‬
‫السيطرة على الموارد األولية ومصادرها ‪ :‬فقد يملك المحتكر كل أو بعض الموارد المستخدمة في‬ ‫‪.1‬‬
‫تل ك الص ناعة أو الس لعة ال تي ينتجه ا وال تي تمكن ه في تك وين االحتك ار ‪ ،‬أو س يطرته على أس رار‬
‫انتاج السلعة ومن ثم يسيطر مشروعه على سوق هذه السلعة ‪ ،‬وفي هذه الحالة يمتنع المحتكر عن‬
‫بيع ما يملكه من المواد األولية أو أسرار صناعته الى أي من المنافسين المحتملين ‪.‬‬
‫ق وانين ب راءات االخ تراع ‪ :‬ال تي تمكن المحتك ر من التق دم بطلب للحص ول على الح ق المطل ق في‬ ‫‪.2‬‬
‫انتاج سلعة معينة أو إلنتاج السلعة باستخدام عملية انتاج معينة ‪ ،‬أو أن تقوم الحكومة بإعطاء حق‬
‫االمتياز ويتمتع به المنتج في سوق السلعة ‪ ،‬وقد يكون ذلك بالتعاقد بين المحتكر والحكومة بحيث‬
‫تعطيه الحكومة الحق المطلق في بيع منتوجها في السوق ‪.‬‬
‫التك اليف العالي ة والمتطلب ات الكب يرة لإلنت اج ‪ :‬إذ أن بعض الص ناعات يتطلب االنت اج فيه ا ت وافر‬ ‫‪.3‬‬
‫رأس مال كبير مما يعيق دخول منافسين محتملين لصناعة المحتكر ‪ ،‬وبذلك يتمتع المحتكر بقوة‬
‫عالية المتالكه رأس المال ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫تحت ل وف ورات الحجم أهمي ة كب يرة في بعض الص ناعات ‪ :‬حيث تتم يز ه ذه الص ناعات ب أن قي ام‬ ‫‪.4‬‬
‫المنافس ة فيه ا يك اد يك ون أم راً ص عباً ‪ ،‬كم ا أنه ا تتطلب أن يك ون رأس الم ال الث ابت فيه ا كب يراً ‪،‬‬
‫ولذلك قد ينشأ االحتكار بسبب ما يسمى بوفورات الحجم الكبير والسيما في حالة المرافق العامة ‪،‬‬
‫حيث يك ون مش روعاً واح داً كب يراً يس تطيع أن ينتج ك ل الكمي ات ال تي يحتاجه ا الس وق بتك اليف أق ل‬
‫مس تفيدة من وف ورات الحجم ‪ .‬وه ذا الن وع من االحتك ار يطل ق علي ه االحتك ار الط بيعي ومثله ا‬
‫مشاريع الماء والكهرباء والنقل واالتصاالت والهاتف وغيرها ‪.‬‬
‫وقد ينشأ االحتكار بسبب عمليات االندماج بين المشروعات العاملة في النشاط نفسه مما يؤدي الى‬ ‫‪.5‬‬
‫اختفاء المنافسة وسيطرة االحتكار على السوق ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬االحتكار والتمييز السعري‬


‫إن س عر الت وازن ال ذي يتحق ق في المش روع االحتك اري ق د ال يك ون س عراً واح داً ‪ ،‬إذ يج د‬
‫المحتك ر أحيان اً أن من مص لحته التمي يز بالس عر لس لعته بين س وق وآخ ر ‪ ،‬في بيع س لعته في أح د‬
‫األسواق بسعر يختلف عن السعر الذي يبيع به سلعته في سوق آخر ‪ ،‬لذلك قد تكون سياسة التمييز‬
‫السعري على أساس ‪:‬‬
‫االختالف في الموق ع الجغ رافي ‪ :‬حيث يختل ف الس عر من اقليم الى آخ ر ‪ ،‬وفي أس واق منفص لة‬ ‫‪‬‬
‫الواحدة عن األخرى ‪ ،‬كأن يبيع المحتكر سلعته بسعر مرتفع في السوق الداخلية وبسعر منخفض‬
‫في السوق الخارجية ‪ ،‬والمشتري في الداخل ال يستطيع شراء السلعة من السوق الخارجية ‪ ،‬كما أن‬
‫الطلب في السوق الخارجية أكثر مرونة بسبب المنافسة المتأتية من المنتجات المماثلة ‪.‬‬
‫كم ا يح دث التمي يز الس عري ب اختالف األش خاص المس تهلكين للس لعة أو الخدم ة فق د تب اع الس لعة‬ ‫‪‬‬
‫لشخص ما ‪ ،‬أو لقلة من األشخاص بسعر يختلف عما يشتري به غيرهم ‪.‬‬
‫وقد يكون التمييز السعري بحسب نوع استعمال السلعة كالتمييز في سعر استهالك التيار الكهربائي‬ ‫‪‬‬
‫ما بين االستخدام المنزلي واالستخدام ألغراض صناعية ‪.‬‬
‫كما قد يكون التمييز السعري قائم على تنويع مظهر السلعة الخارجي كاختالف العالمة التجارية أو‬ ‫‪‬‬
‫التغليف على الرغم من تماثل السلعة ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫والتمي يز الس عري مب ني أص الً على حال ة االحتك ار ‪ ،‬ويتم ذل ك عن دما تك ون ل دى المش روع‬
‫االحتكاري القدرة على أن يبيع نفس السلعة أو الخدمة في أسواق مختلفة وبأسعار مختلفة ‪ ،‬ومن ثم‬
‫سيعظم أرباحه في مستوى انتاج تكون فيه تكاليفه الحدية مساوية إليراداته الحدية ‪ .‬وهناك ثالث‬
‫درجات أو أشكال مختلفة من التمييز السعري ‪:‬‬
‫تمييز السعر من الدرجة األولى ‪ :‬يتحقق هذا النوع من التمييز السعري عندما يستطيع المحتكر بيع‬ ‫‪.1‬‬

‫كل وحدة من وحدات االنتاج بسعر معين الى مستهلك معين ‪ ،‬ويطلب المحتكر من المستهلك سعراً‬
‫مختلف اً عن كل وحدة مستهلكة يشتريها المستهلك ‪ ،‬فإذا عرف المحتكر طلب المستهلك على سلعته‬
‫فإن المحتكر سوف يعرض للبيع كل وحدة من السلعة بسعر معين ‪.‬‬
‫تمييز السعر من الدرجة الثانية ‪ :‬ويحدث إذا تمكن المحتكر من أن يحدد سعراً لكل مستهلك يشتري‬ ‫‪.2‬‬
‫كمية معينة من السلعة ‪ ،‬فالمبدأ األساس هو فرض أسعار مختلفة على كميات مختلفة ‪ ،‬حيث يقوم‬
‫المحتكر ببيع عدة وحدات الى المستهلك أو كمية من الناتج بسعر واحد ‪ ،‬وكمية أخرى بسعر أقل ‪.‬‬
‫وهذا النوع من التمييز السعري يستخدم في المنافع العامة ‪ ،‬فمثالً قد تباع الوحدات الكهربائية على‬
‫المس تهلكين بف رض أس عار تص اعدية حيث تح دد أول كمي ة منه ا بس عر ثم كمي ة أخ رى بس عر آخ ر‬
‫وهكذا ‪.‬‬
‫تمي يز الس عر من الدرج ة الثالث ة ‪ :‬وه ذا الن وع األك ثر ش يوعاً ‪ ،‬حيث يق وم المحتك ر بتقس يم س وق‬ ‫‪.3‬‬
‫الس لعة الى أس واق منعزل ة الواح دة عن األخ رى وي بيع منتوج ه بأس عار مختلف ة في ك ل س وق ‪،‬‬
‫وبافتراض أن هناك محتكراً لديه القدرة على بيع السلعة التي ينتجها في سوقين منفصلين ‪ ،‬ولتحقيق‬
‫ه دف أقص ى األرب اح ف أن المحتك ر س يقوم بتحدي د الكمي ات ال تي س يبيعها واألس عار ال تي يجب أن‬
‫يفرض ها في ك ل س وق ‪ ،‬وه ذا يع ني أن المحتك ر يم يز في األس عار على حس اب األس واق أو فئ ات‬
‫المشترين للسلعة أو للخدمة ‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬تقييد االحتكار – التدخل الحكومي‬
‫نتيجة لوجود بعض اآلثار السلبية لالحتكار في كيفية استخدام الموارد وتحديد انتاج عرض‬

‫السلعة والتحكم في كميتها وسعرها في السوق ‪ ،‬وربما ابعاد المنافسين ‪ ،‬فقد تتدخل الدولة أحيان اً‬
‫ومن خالل طريقتين هما ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫التنظيم السعري ‪ :‬عادة تكون الصالحيات المخولة للحكومة أو للهيئات التنظيمية في الدولة للتحكم‬ ‫‪.1‬‬
‫في سعر السلعة أو الخدمة ‪ ،‬ومن ثم بشكل غير مباشر في الكميات المنتجة ‪ ،‬وأكثر مجال تطبيقي‬
‫لمثل هذا التنظيم هو الخدمات العامة ‪.‬‬
‫التنظيم عن طريق الضرائب ‪ :‬وهناك نوعان من الضرائب التي تفرض على المحتكر هي ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أ ‪ .‬الضريبة النوعي ة أو ض ريبة الوح دة الثابت ة ‪ :‬وهي الضريبة ال تي تف رض على ك ل وح دة منتج ة من‬
‫السلعة ‪ .‬وهذه الضريبة ينظر اليها على أنها تكاليف متغيرة ‪ .‬وأن البائع المحتكر بإمكانه أن يحول‬
‫جزء من الضريبة الى المستهلك عن طريق السعر المرتفع واالنتاج األقل ‪.‬‬
‫ب‪ .‬الض ريبة الكامل ة أو ض ريبة الدفع ة الواح دة ‪ :‬وهي الض ريبة ال تي تف رض على المحتك ر بص رف‬
‫النظر عن حجم االنتاج لسلعته ‪ .‬وهذه الضريبة تعد رخصة التشغيل أو بداية مزاولة نشاط المحتكر‬
‫وهي تف رض بدفع ة واح دة ‪ ،‬ول ذلك تعت بر تكلف ة ثابت ة وهي مس تقلة عن مس توى االنت اج ‪ ،‬كم ا ال‬
‫يستطيع المحتكر تحويل جزء منها على المستهلك ‪.‬‬

‫سوق المنافسة االحتكارية‬


‫يختلف سوق المنافسة االحتكارية في خصائصه عن سوق االحتكار التام ‪ ،‬ولكنه يشابه الى‬
‫حد كبير سوق المنافسة الكاملة من حيث عدد المنشآت التي تعمل في الصناعة ‪ ،‬وحرية الدخول أو‬
‫المنتج يك ون غ ير‬
‫الخ روج من الص ناعة ‪ ،‬ولكن ه يختل ف عن المنافس ة التام ة في أن الس لعة أو ُ‬
‫متج انس ‪ ،‬بمع نى أن ك ل منش أة تح اول أن تم يز س لعتها حيث ت بيع نوع اً أو ( مارك ة ) من س لعة‬
‫معينة تختلف عن النوع أو ( الماركة ) التي تبيعها منشأة أخرى من نفس السلعة ‪ ،‬وهكذا تحاول‬
‫تمي يز س لعتها س واء في الج ودة أو المظه ر أو الض مان أو الموق ع وغيره ا من عوام ل التمي يز‬
‫السعري ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تتصرف المنشأة على أنها المنتج الرئيس لهذا النوع المميز من السلعة ‪،‬‬
‫فهي لديها قوة احتكارية تنبع أساساً من قدرتها على التحكم في السعر الذي تبيع به سلعتها المتميزة‬
‫‪ ،‬وقوته ا االحتكاري ة ه ذه تعتم د على م دى نجاحه ا في جع ل س لعتها متم يزة عن س لع المنش آت‬
‫األخرى المماثلة في الصناعة ‪ ،‬وقد يحدث ذلك أحيان اً عن طريق الترويج للسلعة أو االعالن عنها‬
‫والتغلي ف وغيره ا ‪ ،‬ولكن ه ذه الق وة االحتكاري ة مح دودة بالمنافس ة ال تي تواجهه ا ه ذه المنش أة من‬

‫‪51‬‬
‫المنشآت األخرى في الصناعة ومن المنشآت المنافسة لها والتي تبيع منتجات متشابهة وتعتبر قريبة‬
‫جداً لسلعتها ‪ ،‬وأمثال ذلك صناعة السيارات وصناعة الصابون ومعجون األسنان واألقالم وغيرها‬
‫من السلع ‪.‬‬
‫وي ترتب على ه ذا التم ايز بأنواع ه المختلف ة أن يك ون لك ل س لعة س وق خ اص به ا يتك ون من‬
‫عدد من المستهلكين الذين يعتقدون بتم ايز هذه السلعة ويفضلون استخدامها ويرتبطون بها ‪ ،‬ولو‬
‫أخذنا مثالً صناعة السيارات وبسبب تمايز اصناف هذه السلعة عن بعضها البعض اآلخر يكون‬
‫للب ائع بعض الس يطرة على الس عر ‪ ،‬وي ترتب على ذل ك أن يك ون منح نى الطلب ال ذي يواج ه الب ائع‬
‫هو سالب الميل ‪ ،‬ومع ذلك فإن وجود العديد من البدائل القريبة يحد من القدرة االحتكارية ويتسبب‬
‫في أن يكون منحنى الطلب مرناً في سوق المنافسة االحتكارية ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬خصائص المنافسة االحتكارية‬
‫يتميز سوق المنافسة االحتكارية بالخصائص اآلتية ‪:‬‬
‫تم ايز المنتج ات ‪ :‬تق وم المنش آت داخ ل الص ناعة بإنت اج س لع متش ابهة ولكنه ا متم ايزة في س ماتها‬ ‫‪.1‬‬
‫الخارجي ة ‪ ،‬فالس لع والخ دمات ال تي يق دمها الب ائع تتم ايز عن تل ك ال تي يق دمها الب ائع اآلخ ر نتيج ة‬
‫المنتج ‪ ،‬وس معة الب ائع ‪ ،‬واالعالن عن المنتج ‪،‬‬
‫للموق ع المناس ب للمنش أة وللمش تري ‪ ،‬ونوعي ة ُ‬
‫وتخلق االعتقاد الجازم لدى المستهلك بتمايزها فعالً ‪.‬‬
‫عدد المنشآت ‪ :‬يكون عدد المنشآت كبيراً وكل منشأة تعد صغيرة بالنسبة لحجم السوق ‪ ،‬وليس في‬ ‫‪.2‬‬
‫امك ان منش أة واح دة أو مجموع ة من المنش آت أن تتحكم في الس وق ‪ ،‬وخ ير مث ال على ذل ك قط اع‬
‫تج ارة التجزئ ة ‪ ،‬حيث يوج د في معظم األس واق ع دد كب ير من محالت التجزئ ة ال تي ت بيع س لعاُ أو‬
‫خ دمات متماثل ة ‪ ،‬ولش دة المنافس ة تح اول المنش آت دائم اً تق ديم مجموع ة من الس لع والخ دمات ذات‬
‫أسعار ونوعيات مختلفة بهدف كسب المزيد من الزبائن ‪.‬‬
‫حري ة ال دخول والخروج من والى الس وق ‪ :‬في سوق المنافس ة االحتكاري ة تكون المنش آت حرة في‬ ‫‪.3‬‬
‫ال دخول الى الس وق أو الخ روج من ه ‪ ،‬وكم ا ه و الح ال في أس واق المنافس ة ‪ ،‬فليس هن اك موان ع‬
‫قانونية وال موانع سوقية تعوق حركة المنشآت المنافسة من الدخول أو الخروج من السوق ‪.‬‬
‫السعر والناتج ‪ :‬تواجه المنشأة العاملة في سوق المنافسة االحتكارية مثلها في ذلك مثل المحتكر ‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫بمنحنى طلب ينحدر من األعلى الى األسفل ‪ ،‬ولكن يكون أكثر مرونة بسبب وجود المنافسة الشديدة‬
‫بين المنشآت العاملة في الصناعة وامكانية الدخول الى هذه الصناعة ‪ ،‬ولهذا السبب فالمنتج في هذا‬

‫‪52‬‬
‫السوق عليه أن يبيع سلعته بسعر منخفض ‪ ،‬وتستطيع المنشأة زيادة أرباحها من خالل التوسع في‬
‫كمية انتاجها ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المنافسة غير السعرية‬
‫من المالح ظ أن المنش آت العامل ة في س وق المنافس ة االحتكاري ة ق د ال تتن افس في االس عار‬
‫فقط ‪ ،‬ولكن قد تكون في مجاالت أخرى غير األسعار ‪ ،‬وربما تكون المنافسة السعرية الحقيقية هي‬
‫وجه اً ثانوي اً وليس رئيس اً احيان اً للصراع التنافسي بين المنشآت ‪ ،‬وقد تأخذ المنافسة غير السعرية‬
‫األشكال السائدة في هذه األسواق ومنها ‪:‬‬
‫االعالن والدعاية والترويج للسلعة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اختالف في نوعية السلع ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫االختالف في التصميم أو المظهر والتغليف ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تأثير الموقع ( القرب والبعد من المستهلك ) ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫توفير الخدمات المكملة ‪ ،‬ومثالها توصيل السلعة الى المستهلك ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وإ ن جميع أشكال المنافسة غير السعرية تكلف المنشأة بعض الشيء ‪ ،‬وجميع اشكال المنافسة‬
‫غير السعرية يجب أن يدفع ثمنها بصورة ما وتكون ضمن تكاليف السلعة ‪.‬‬

‫احتكار القلة‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم احتكار القلة‬
‫إن س وق احتك ار القل ة يع ني وج ود ع دد قلي ل ج داً من المنتجين أو الب ائعين وه ؤالء يمثل ون‬
‫الصناعة ‪ .‬ويختلف االقتصاديون في ذكر عدد المنتجين في هذا السوق ‪ ،‬فقد أشار بعضهم الى أن‬
‫العدد يزيد عن اثنين ولغاية سبعة ‪ ،‬ولكن الغالبية منهم تشير الى أن عدد المنتجين في هذا السوق‬
‫قليل نسبياً ‪.‬‬
‫ويقصد ب ( القلة النسبية ) أنه بالمقارنة مع حجم السوق الكلي يعد عدد المنشآت صغيراً ‪،‬‬
‫وتقدم صناعة السيارات مثاالً واضحاً لذلك حيث يعتبر سوق السلعة كبير جداً ولكن عدد قليل من‬
‫المنش آت تمث ل الص ناعة ‪ ،‬ففي ص ناعة الس يارات في الوالي ات المتحدة مثالً ‪ ،‬تتجاوز المبيع ات (‬
‫‪ )100‬مليار دوالر سنوياً ‪ ،‬إال أنه هناك ثالث منشآت فقط تعتبر مسؤولة عن (‪ )%97‬من مبيعات‬

‫‪53‬‬
‫هذا السوق ‪ ،‬فالحجم الكلي للسوق يعد كبيراً ‪ ،‬ومع ذلك ال يوجد إال عدد قليل جداً من المنشآت في‬
‫الصناعة بأكملها ‪.‬‬
‫ومن األمثل ة األخ رى _ وإ ن ك انت أق ل ح دة _ ص ناعة الص لب ‪ ،‬وص ناعة األدوات‬
‫المكتبية ‪ ،‬وصناعة الكيمياويات التي تهيمن عليها منشآت مثل ( دوبونت ‪ ، ) Dupont‬و( يونيون‬
‫كاربيد ‪ ، ) Union Carbide‬و( داو كيميكال ‪ ، )Chemical Dow‬وهكذا ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬خصائص سوق احتكار القلة‬
‫تتميز هذه السوق بخصائص عديدة أهمها ‪:‬‬
‫عدد قليل من المنشآت أو المنتجين في صناعة احتكار القلة ‪ ،‬وال يمكن تحديد المقصود بهذه القلة‬ ‫‪.1‬‬
‫من حيث العدد ‪ ،‬ولكنها قليلة نسبياً بالمقارنة مع حجم السوق الكلي ‪.‬‬
‫المنتج ات أم ا أن تك ون متجانس ة او متم ايزة ‪ :‬في حال ة المنش آت ال تي تنتج المنتج ات أو الس لع‬ ‫‪.2‬‬
‫المتجانسة تكون المنافسة غير السعرية ضئيلة ومثال ذلك صناعة الحديد والصلب واالسمنت ‪ ،‬أما‬
‫المنش آت المتنافس ة ال تي تنتج س لعاً متم ايزة فأنه ا تس تخدم ع دة أن واع من المنافس ة غ ير الس عرية ‪،‬‬
‫ومثالها صناعة الحاسبات والسيارات والصابون واألدوية وغيرها‪.‬‬
‫االعتماد المتبادل بين المنشآت ‪ :‬لما كان عدد البائعين أو المنتجين في صناعة احتكار القلة هو قليل‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ،‬ل ذلك ف إن ك ل منش أة يجب أن تأخ ذ في حس بانها ردود الفع ل المتوقع ة من منافس يها عن دما تص نع‬
‫قراراتها ‪ ،‬حيث أن القرارات التي يتخذها أحد البائعين غالباً ما يكون لها تأثيراً جوهري اً على سعر‬
‫منتجات وأرباح المنشآت المنافسة ‪.‬‬
‫وفورات الحجم الكبير ‪ :‬في صناعة احتكار القلة يكون دخول الصناعة يتطلب االنتاج الكبير وذلك‬ ‫‪.4‬‬
‫بالنسبة للحجم الكلي للسوق ‪ ،‬وهذه ضرورة أساسية للحصول على تكلفة منخفضة للوحدة المنتجة ‪،‬‬
‫فوفورات الحجم االنتاجي الكبير تعد مهمة جداً ألن عدد قليل من المنشآت ذات الحجم الكبير وذات‬
‫الكفاءة في استخدام الموارد وتقليل التكاليف يمكن أن تغطي الطلب على منتجات الصناعة ‪.‬‬
‫عوائق دخول قوية ‪ :‬قد تقدم عوائق الدخول الى صناعة احتكار القلة في الحد من مقدرة المنشآت‬ ‫‪.5‬‬
‫الجديدة على المنافسة بفاعلية ‪ ،‬وفي هذا السوق المنافس المحتمل ال يكون في استطاعته أن يبدأ فيه‬
‫ص غيراً ثم يت درج الى الحجم األمث ل ‪ ،‬فالمنش أة في ه ذا الس وق يجب أن تنتج ج زءاً كب يراً من حجم‬
‫الناتج الكلي للسوق ‪ ،‬وذلك قبل ان تتمكن من تحقيق أدنى تكلفة للوحدة المنتجة ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫إن المنشأة التي تعمل في سوق احتكار القلة عندما تقرر تغيير مستوى انتاجها او سعر بيع‬
‫منتجاته ا ‪ ،‬فأنه ا س تفرض احتم االت مختلف ة ل رد فع ل خص ومها من المنش آت األخ رى ‪ ،‬مث ل‬
‫اس تمرار منافس يها بنفس س لوكهم الس ابق ب دون تغي ير أو س يتعرفون بط رق أخ رى ‪ ،‬وهك ذا تأخ ذ‬
‫المنافسة أشكالها في مجال االنتاج وفي مجال األسعار ‪.‬‬

‫‪55‬‬

You might also like