Professional Documents
Culture Documents
القانون الجنائي 2020
القانون الجنائي 2020
الـدكـتـور
حيـمـود الـمـختـار أستاذ القانون العام
الفصل الرابع
الفوج :الثالث و الرابع
مسلك الشريعة والقانون
السنةالجامعية2020/2019
-1القانون الجنائي :تعريفه و أهميته :
يتضمن القانون الجنائي مجموعة من القواعد القانونية المحددة لألفعال
والسلوكات المجرمة التي تمس بأمن الدولة وتهدد استقرار المجتمع وسالمة
أفراده في جميع حقوقهم وأموالهم و أرواحهم وحرياتهم المشروعة ،وذلك
مع تحديد العقوبات والتدابير الوقائية في حق مرتكبي تلك األفعال المجرمة
بسبب ما تحدثه من اضطراب اجتماعي و ما يترتب عنها من أضرار مادية
ومعنوية للغير ،كما يتضمن هذا القانون و ينص على اإلجراءات المسطرية
التي تحدد اإلجراءات المسطرية الخاصة بالبحث التمهيدي و مرحلة
التحقيق و المحاكمة و كيفية تنفيذ العقوبات الصادرة عن األحكام القضائية.
وبناء على ذلك فإن القانون الجنائي يتطرق إلى القواعد التي تعمل على
تحديد المواضيع اآلتية:
المبادئ العامة للجريمة واألفعال المجرمة و تحديد شروط أوال :
المسؤولية الجنائية.
ثانيا :العقوبات والتدابير الوقائية المخصصة لألفعال المجرمة.
ثالثا :ا إلجراءات المسطرية المتعلقة بالبحث والتحقيق والمحاكمة وكيفية
تنفيذ العقوبات.
تعريف الجريمة:
من وجهة التعريف الشرعي ،فإن فقهاء الشريعة اإلسالمية عرفوا
الجريمة على أنها:
" إتيان فعل مجرم معاقب على فعله أو تركه ،وله جزاء عاجل في
الدنيا وجزاء آجل في اآلخرة" ،1إال من تاب وعمل صالحا فإن هللا يتوب
عليه .والتوبة مشروطة باإلقالع عن الذنب وجبر الضرر ،باإلضافة إلى
ضرورة رد المظالم إلى أهلها ،أوطلب المسامحة من المظلوم مباشرة.
العلمي عبد الواحد" المبادئ العامة للقانون الجنائي المغربي " الجزأ األول الجريمة مطبعة النجاح الجديدة. 1990ص.84:
1
أما الجريمة التي يعاقب عليها القانون بالحبس الذي يزيد حده األقصى
عن سنتين إلى 5سنوات تعد جنحة تأديبية.
في حين أن الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده األقصى
سنتان أو أقل ،أو بغرامة تزيد عن ألف ومائتي درهم 1200درهم تعد
جنحة ضبطية.
في حين أنالجريمة التي يعاقب عليها القانون بإحدى العقوبات
المنصوص عليها في الفصل 18تعد مخالفة (االعتقال لمدة تقل عن
شهر ،أو الغرامة من 30درهم إلى 1200درهم)
وللجريمة ثالثة أركان :
الركن القانوني ،الركن المادي ،والركن المعنوي.
وهذه األركان ضرورية وإلزامية من الناحية القانونية لكي تقوم
الجريمة ،واليمكن اعتبار سلوك أو فعل له الصفة أو الطبيعة اإلجرامية
في غياب تلك األركان الثالثة .
أوال :الــركــن الــقــانونـي.
المقصود بالركن القانوني للجريمة ضرورة وجود نص قانوني يؤدي
وظيفة تحديد أنواع الجرائم والعقوبات المطبقة عليها والتدابير الوقائية التي
تسري عليها.
وفي هذا السياق فإن الركن القانوني يتمحور حول مسألة التشبث
واإللتزام بمبدإ " :ال جريمة وال عقوبة إال بنص" وهو مبدأ يضفي طابع
الشرعية والمشروعية في التعامل مع الجريمة على مستوى الوصف
والمتابعة والمحاكمة والعقاب والتدبير الوقائي .
وبناء على هذا المبدإ ال يمكن اعتبار فعل ما أو امتناع عن فعل جريمة
يجب معاقبة فاعله إال إذا وجد نص جنائي يؤكد ذلك مع تحديد نوع العقوبة
أو التدبير الوقائي الذي يناسب خطورة السلوك المجرم.
والجدير بالذكر أن هذا المبدأ يعمل على تحقيق مجموعة من األهداف
والتي من بينها:
* 1احترام حقوق اإلنسان وحمايتها من كل تعسف أو شطط عند
المحاكمة أمام القضاء.
*2جعل المتابعة الجنائية والعقاب على الجرائم ضمن إطار القانوني.
* 3اإللتزام بعدم رجعية القانون كما هو مشار إليه في الفصل 4من
القانون الجنائي ":ال يؤاخذ أحد على فعل لم يكن يعتبر جريمة بمقتضى
القانون الذي كان ساريا وقت ارتكابه".
* 4عدم اللجوء إلى القياس أو التفسير الواسع للنص القانوني الجنائي
من طرف القاضي .فه ذا األخير ال يجوز له اللجوء إلى القياس أو التفسير
الواسع أو القيام بتتميم القاعدة الجنائية الناقصة بهدف معاقبة المتهم.
* 5تطبيق النص الجنائي األصلح للمتهم ما دام أن الحكم القضائي لم
يصدر بعد.
ونظرا ألهمية وقيمة هذا المبدإ فقد أشارت إليه عدة دساتير من بينها
دستور المملكة المغربية لسنة 2011حيث نص الفصل 23على ما
يلي:
"ال يجوز إلقاء القبض على أي شخص أو اعتقاله أو متابعته أو إدانته ،إال
في الحاالت وطبقا لإلجراءات التي ينص عليها القانون.
اإلعتقال التعسفي أو السري و اإلختفاء القسري ،من أخطر الجرائم،
وتعرض مقترفيها ألقسى العقوبات.
يجب إخبار كل شخص تم اعتقاله ،على الفور وبكيفية يفهمها ،بدواعي
اعتقاله وبحقوقه ،و من بينها حقه في إلتزام الصمت .ويحق له االستفادة،
في أقرب وقت ممكن ،من مساعدة قانونية ،ومن إمكانية االتصال بأقربائه
،طبقا للقانون.
قرينة البراءة والحق في محاكمة عادلة مضمونان.
يتمتع كل شخص معتقل بحقوق أساسية ،وبظروف إعتقال إنسانية.
ويمكنه أن يستفيد من برامج للتكوين وإعادة اإلدماج.
يُح َ
ظر كل تحريض على العنصرية أو الكراهية أو العنف.
يُعاقب القانون على جريمة اإلبادة وغيرها من الجرائم ضد اإلنسانية،
وجرائم الحرب ،وكافة االنتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق اإلنسان".
كما أن المشرع المغربي عمل على تأكيد هذا المبدإ في المادة الثالثة
من القانون الجنائي بالعبارة التالية:
"ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعتبر جريمة بصريح القانون وال
معاقبته بعقوبات لم يقررها القانون".
وبالرجوع إلى المادة األولى من قانون المسطرة الجنائية نجد المشرع
المغربي أيضا يكرس المبدأ نفسه بالقول على أن :
" كل متهم أو مشتبه فيه بارتكاب جريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت
إدانته قانونا ً بمقرر مكتسب لقوة الشيء المقضي به ،بناء على محاكمة
عادلة تتوفر فيها كل الضمانات القانونية.يفسر الشك لفائدة المتهم".
والجدير بالمالحظة أن أصل مبدأ " الجريمة والعقوبة إال بنص" في
الت شريعات الوضعية الحديثة يعود إلى وثيقة إعالن حقوق اإلنسان
والمواطن( La Déclaration des droits de l'Homme et du
)citoyenالصادرة بتاريخ 26غشت ،1789والتي جاءت كثمرة
حقوقية وساسية عقب الحدث التاريخي المتمثل في الثورة الفرنسية سنة
. 1789فضمن المادة الثانية من هذه الوثيقة تم التنصيص على مايلي:
" ال يجوز عقاب أي شخص إال بمقتضى قانون يكون صادرا قبل
إرتكاب الجريمة".
وفي نفس السياق نجد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي تبنته
األمم المتحدة بتاريخ 10ديسمبر 1948يؤكد نفس المبدإ ضمن المادة
: 11
" كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا ً إلى أن تثبت إدانته قانونا ً
بمحاكمة علنية تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
ال يدان أي شخص من جراء أداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل إال
إذا كان ذلك يعتبر جرما ً وفقا ً للقانون الوطني أو الدولي وقت االرتكاب،
وكذلك ال توقع عليه عقوبة أشد من تلك التي كان يجوز توقيعها وقت
إرتكاب الجريمة"
وعموما فإن الركن القانوني للجريمة يتمحور حول موضوعين :
األول :ضرورة خضوع الفعل أو اإلمتناع المجرم لقاعدة قانونية جنائية
تضفي عليه طابع اإلجرام وتخصص له عقوبة أو إجراء وقائيا.فكل األفعال
مباحة إال ما جرمها المشرع في المادة الجنائية.
الثاني :ضرورة عدم خضوع الفعل أو اإلمتناع لسبب من أسباب
التبرير أو اإلباحة كما أشارت إليها المادة 124من القانون الجنائي
المغربي.
فهذه المادة 124نصت بصريح العبارة على أنه:
" ال جناية وال جنحة وال مخالفة في األحوال اآلتية:
1 -إذا كان الفعل قد أوجبه القانون وأمرت به السلطة الشرعية.
2 -إذا اضطر الفاعل ماديا إلى ارتكاب الجريمة ،أو كان في حالة
استحال عليه معها ،استحالة مادية ،اجتنابها ،وذلك لسبب خارجي لم
يستطع مقاومته .
3 -إذا كانت الجريمة قد إستلزمتها ضرورة حالة الدفاع الشرعي عن
نفس الفاعل أو غيره أو عن ماله أو مال غيره ،بشرط أن يكون
الدفاعمتناسبا مع خطورة اإلعتداء".
ثانيا :الــركــن الـمـادي للجـريـمـة
ما المقصود بالركن المادي للجريمة ؟و ما هي عناصر هذا الركن
المادي؟ ثم ما هي المحاولة والمشاركة والمساهمة؟
ضمن هذا المحور سنحدد ونجيب على هذه التساؤالت وذلك تبعا
للتصميم التالي:
_1النشاط اإلجرامي.
إن المشرع اليعاقب على النوايا واألحاسيس التي هي كامنة في
ضمير الفرد أو نفسيته حتى ولو كانت على درجة عالية من الخطورة
اإلجرامية .وبذلك فإن المتابعة والعقاب والمساءلة الجنائية تنصب فقط
على األفعال المجرمة التي تحققت وخرجت إلى الوجود المادي الملموس
وأنتجت ضررا للغير ،وهذا ما يسمى بالنشاط المجرم وهو نشاط قد
يكون على صورة فعل إيجابي كالضرب والجرح أو على صورة فعل
سلبي أو امتناع عن فعل كعدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر أو
عدم التبليغ عن مجرم أو عدم التصريح بالوالدة.
ثانيا :الــمحــاولــة
قبل تناول موضوع المحاولة من حيث التعريف و الشروط و األنواع
ينبغي اإلشارة إلى المراحل الرئيسية التي تمر منها الجريمة.
: 2تعريف المحاولة
المحاولة جريمة غير تامة نظرا لغياب النتيجة التي كان يصبو إلى
تحقيقها الجاني وذلك لسبب من األسباب الخارجة عن إرادته .والجدير
بالذكر أن المشرع يعتبر المحاولة جريمة على أساس تامة ويعاقب
مرتكبيها وذلك حسب الحاالت وضمن حدود معينة.
وفي هذا الصدد أكد الفصل 114من القانون الجنائي المغربي على
أن:
" كل محاولة ارتكاب جناية بدت بالشروع في تنفيذها أو بأعمال ال
لبس فيها تهدف مباشرة إلى ارتكابها إذا لم يوقف تنفيذها أو لم يحصل األثر
المتوخى منها إال لظروف خارجة عن إرادة مركبيها ،تعتبر كالجناية التامة
ويعاقب عليها بهذه الصفة ".
وفي نفس السياق نجد الفصل 117ينص على أنه:
"يعاقب على المحاولة حتى في األحوال التي يكون الغرض فيها من
الجريمة غير ممكن بسبب ظروف واقعية يجهلها الفاعل".
في حين أشار الفصل 115على أنه:
"ال يعاقب على محاولة الجنحة إال بمقتضى نص خاص في القانون".
أما الفصل 116فقد تطرق إلى المحاولة في المخالفات بالقول على
أن" :محاولة المخالفة ال يعاقب عليها مطلقا".
: 3صور المحاولة
تتخذ المحاولة ثالثة صور:
إن الجريمة اليمكن أن تتحقق فقط بتوافر الركن القانوني والمادي ،
بل البد أن يتوفر الركن المعنوي الذي يسند معنويا الجريمة إلى شخص
الجاني المسؤول عن ارتكاب الفعل المادي المجرم.
ويمكن تعريف الركن المعنوي ذلك الخطأ العمدي الذي صدر عن
الجاني وتسبب في إحداث الضرر للغير .
وعلى على هذا األساس فإن الركن المعنوي للجريمة يتمحور حول
القصد الجنائي والنية اإلجرامية حيث تتم عملية توجيه اإلرادة عمدا نحو
تحقيق نتيجة مجرمة كالقتل أو السرقة و اإلغتصاب....
والخطأ الذي يعتد به في الميدان الجنائي يأخذ شكلين أوصورتين :
* 1الرعونة :
وهوفعل يترجم سلوكا غير ملتزم بالحيطة والحذر لتفادي النتائج
الضارة بالغير مثال رمي أشياء ثقيلة أو مواد حارقة من النافذة فتؤدي إلى
حدوث ضرر ألحد المارة.
* 2عدم التبصر:
والمقصود به سوء تقدير الفعل المرتكب بسبب الجهل أو ضعف
الدراية والمهارة من طرف الفاعل مثال رمي أعقاب السجائر المشتعلة
بالقرب من المواد القابلة لإلنفجار أو اإلشتعال.
* 3عدم االحتياط:
وفي هذه الحالة الفاعل يكون على دراية وعلم بالنتائج
الضارة التي قد تقع بسبب فعله ولكنه اليتخذاإلحتياطات الالزمة
لتفادي وقوعها مثال عدم وضع حواجز لمنع المارة من السير بالقرب
من المنزل الدي يراد تهديمه أو بناؤه .
باإلضافة إلى ذلك نجد مظاهر أخرى للخطأ العمدي كاإلهمال ،وعدم
اإلنتباه ،و عدم مراعاة النظم أو القوانين....
المحور الثاني
تــصــنــيــف الـجــريـمــة
تنقسم الجريمة إلى أنواع حددها المشرع ونص عليها ضمن فصول
ومواد القانون الجنائي وذلك تبعا ألركان الجريمة نفسها:
أوال :تصنيف الجرائم من حيث الركن القانوني
للجريمة:
إن تصنيف الجرائم هنا يركز على العقوبات المحددة للجريمة ،كما
يركز عل الطبيعة التي تتصف بها الجريمة نفسها.
:2الجرائم المستمرة:
والمقصودبها تلك الجرائم التي يتكون ركنها المادي من عمل أو امتناع
يمتد تنفيذه وقصده اإلجرامي خالل زمن واسع نسبيا ،مثال اختطاف
شخص واعتقاله لمدة زمنية ،اإلعتياد على تخصيص محل للدعارة ....
الـمحور الـثالـث:
أحكام التقادم بالنسبة للجريمة وأسباب سقوط
الدعوى العمومية
بناء على المادة الثالثة من قانون المسطرة الجنائية فإن الدعوى
العمومية تمارس ضد الفاعل األصلي للجريمة والمساهمين والمشاركين
في ارتكابها.
ويقيم الدعوى العمومية ويمارسها قضاة النيابة العامة ،كما يمكن
أن يقيمها الموظفون المكلفون بذلك قانوناً.و يمكن أن يقيمها الطرف
المتضرر طبقا للشروط المحددة في قانون المسطرة الجنائية.
ولقد حدد المشرع المغربي سنوات التقادم التي تسري على الدعوى
العمومية وتؤدي إلى سقوطها وذلك في المادة 5من المسطرة الجنائية ،
كما حدد على سبيل الحصر الئحة أسباب سقوط هذه الدعوى في الفصل
49من القانون الجنائي
:1تقادم الدعوى العمومية
نصت المادة الخامسة من قانون المسطرة الجنائية على أنه تتقادم
الدعوى العمومية ،ما لم تنص قوانين خاصة على خالف ذلك بمرور:
-خمس عشرة سنة ميالدية كاملة تبتدئ من يوم إرتكاب الجناية؛
-أربع سنوات ميالدية كاملة تبتدئ من يوم إرتكاب الجنحة؛
-سنة ميالدية كاملة تبتدئ من يوم إرتكاب المخالفة.
غير أنه إذا كان الضحية قاصراً وتعرض إلعتداء جرمي إرتكبه في
حقه أحد أصوله أو من له عليه رعاية أو كفالة أوسلطة ،فإن أمد التقادم يبدأ
في السريان من جديد لنفس المدة إبتداء من تاريخ بلوغ الضحية سن الرشد
المدني.
وال تتقادم الدعوى العمومية الناشئة عن الجرائم التي ينص على عدم
تقادمها القانون أو إتفاقية دولية صادقت عليها المملكة المغربية وتم نشرها
بالجريدة الرسمية.
فهذه الفقرة من المادة الخامسة تبين مدى حرس وتشبث المشرع
المغربي على متابعة الجناة وعدم تمتيعهم بفرصة اإلفالة من العقاب بسبب
التقادم.
وهذا يشكل حالة استثنائية للقاعدة التي تنص على وضع المدة الزمنية
لتقادم الدعوى العمومية في ما يخص الجناية والجنحة و المخالفة .
وفي نفس السياق أكد الفصل 49من القانون الجنائي على أسباب سقوط
الدعوى العمومية على النحو التالي:
" تنفذ على المحكوم عليه العقوبات الصادرة ضده بتمامها ،إال إذا
طرأ سبب من أسباب االنقضاء أو اإلعفاء أو اإليقاف اآلتي بيانها:
- 1موت المحكوم عليه
- 2العفو الشامل
- 3إلغاء القانون الجنائي المحكوم بمقتضاه
- 4العفو
- 5التقادم
- 6إيقاف تنفيذ العقوبة
- 7اإلفراج الشرطي
- 8الصلح ،إذا أجازه القانون بنص صريح"
وعلى ضوء هذه األسباب المؤدية إلى سقوط الدعوى العمومية فإن
المشرع المغربي عمل على توضيح مجموعة من األمور المرتبطة بتلك
األسباب وذلك على النحو التالي وتبعا لما ينص عليه القانون الجنائي في
الفصول اآلتية :
فالفصل 50أقر بأن:
" موت المحكوم عليه ال يحول دون تنفيذ الجزاءات المالية على تركته".
في حين أكد الفصل 51على أنه:
" ال يكون العفو الشامل إال بنص تشريعي صريح.
ويحدد هذا النص ما يترتب عن العفو من آثار دون المساس بحقوق
الغير".
أما الفصل 52فقد أشار إلى حالة إلغاء القانون الجنائي كسبب لسقوط
الدعوى العمومية حيث نص على أنه :
" باستثناء الحالة المنصوص عليها في الفصل ،7بخصوص تطبيق
القوانين المؤقتة فإن إلغاء قانون جنائي يحول دون تنفيذ العقوبة المحكوم
بها بموجبه والتي لم يشرع بعد في تنفيذها ،كما يجعل حدا للعقوبة
الجاري تنفيذها".
ونجد المشرع الجنائي في الفصل 53من ق.ج قد أسند لجاللة الملك حق
العفو بالقول بأن
"العفو حق من حقوق الملك ،ويباشر وفق الترتيبات التي تضمنها
الظهير رقم 1.57.387الصادر في 16رجب 1377موافق 6فبراير
1958بخصوص العفو.
و إذا قدم طلب العفو عن محكوم عليه ،معتقل من أجل جنحة أو مخالفة،
جاز لوزير العدل ،بصفة استثنائية ،أن يأمر باإلفراج عنه ريثما يبت في
الطلب".
و أخيرا فإن الفصل 54نص على آثار التقادم تبعا للشروط الواردة في
قانون المسطرة الجنائية موضحا على أنه:
" يترتب على تقادم العقوبة تخلص المحكوم عليه من مفعول الحكم،
وفق الشروط المبينة في الفصول 648إلى 653من المسطرة الجنائية".