Professional Documents
Culture Documents
يمكن أن يمنح النظر إلى المدن متعة خاصة ،مهما كان المشهد شائ ًعا ،مثل قطعة معمارية ،
المدينة عبارة عن بناء في فضاء برمجي واسع النطاق ،شيء ال يُدرك إال خالل فترات زمنية
طويلة ،لذلك فإن تصميم المدينة هو فن مؤقت ،لكنه نادرً ا ما يستخدم التسلسالت
المحكومة والمحدودة للفنون الزمنية األخرى مثل الموسيقى.
في مناسبات مختلفة وألشخاص مختلفين ،يتم عكس التسلسل ،ومقاطعته ،وتركه ،وتقطيعه
،يُرى في جميع األضواء وفي جميع األحوال الجوية في كل لحظة ،هناك أكثر مما يمكن للعين أن
تراه ،وأكثر مما تستطيع األذن أن تسمعه ،أو مكان أو منظر ينتظر من يكتشفه ،ال شيء
يتم اختباره من تلقاء نفسه ،ولكن دائمًا فيما يتعلق بمحيطه ،وتسلسل األحداث التي أدت إليه ،
ومذكرات التجارب السابقة ،قد يبدو موقع Street Washingtonفي حقل مزارع مثل شارع
التسوق في قلب بوسطن ،ومع ذلك قد يبدو مختل ًفا تمامًا ،لكل مواطن ارتباطات طويلة بجزء من
مدينته ،وصورته غارقة في الذكريات والمعاني.
العناصر المتحركة في المدينة ،وخاصة األشخاص وأنشطتهم ،ال تقل أهمية
عن األجزاء المادية النجمية ،نحن لسنا مجرد مراقبين لهذا المشهد ،لكننا جزء منه ،على المسرح
مع المشاركين اآلخرين و في أغلب األحيان ،ال يكون تصورنا للمدينة مستدامًا ،بل جزئيًا
،مجزأ ومختلط بمخاوف أخرى ،يتم تشغيل كل الحواس تقريبًا ،والصورة هي المركب منها
جمي ًعا ،كما أن المدينة ليست فقط شي ًئا يُدركه (وربما يتمتع به) ماليين األشخاص من
مختلف الطبقات والممثلين المميزين ،ولكنها نتاج العديد من البناة
الذين يقومون باستمرار بتعديل الهيكل ألسباب خاصة بهم ،في حين أنه قد يكون مستقرً ا
في الخطوط العريضة العامة لبعض الوقت ،إال أنه
يتغير باستمرار في التفاصيل ،يمكن ممارسة السيطرة الجزئية فقط على نموه وشكله ،ال توجد
نتيجة نهائية ،فقط تعاقب مستمر من المراحل،ال عجب إذن ان فن تشكيل المدن لالستمتاع الحسي
هو عمل منفصل تمامًا عن الهندسة المعمارية أو الموسيقى أو األدب ،قد تتعلم الكثير من هذه
الفنون األخرى ،لكنها ال تستطيع تقليدها.
إن بيئة المدينة الجميلة والمبهجة أمر غريب ،وقد يقول البعض استحالة ،ال توجد
مدينة أمريكية أكبر من قرية ذات جودة عالية باستمرار ،على الرغم من أن بعض المدن بها
بعض األجزاء الممتعة ،ليس من المستغرب إذن أن يكون لدى معظم األمريكيين فكرة قليلة عما
يمكن أن يعنيه العيش في مثل هذه البيئة ،إنهم واضحون بما فيه الكفاية بشأن بشاعة
العالم الذي يعيشون فيه ،وهم يتحدثون بصوت عال
عن األوساخ والدخان والحرارة واالزدحام والفوضى ومع ذلك فإنهم يملؤون األمر.
لكنهم بالكاد يدركون القيمة المحتملة للمحيط المتناغم ،عالم ربما لم يلمحوه لفترة وجيزة إال
كسياح أو كمصطافين هاربين،يمكن أن يكون لديهم القليل من اإلحساس بما يمكن أن يعنيه اإلعداد
من حيث البهجة اليومية ،أو كمرساة مستمرة لحياتهم ،على الرغم من أن الوضوح ليس
بأي حال من األحوال الخاصية الوحيدة المهمة لمدينة جميلة ،إال أنها ذات أهمية خاصة عند النظ
ر في البيئات على المستوى الحضري من حيث الحجم والوقت والتعقيد ،لفهم هذا ،يجب أن ننظر
ليس فقط إلى المدينة كشيء في حد ذاتها ،ولكن ينظر إلى المدينة من قبل سكانها.
تعتبر هيكلة وتحديد البيئة قدرة حيوية بين جميع الحيوانات المتنقلةُ ،تستخدم أنواع عديدة من
اإلشارات :اإلحساس المرئي للون أو الشكل أو الحركة أو استقطاب الضوء ،باإلضافة إلى
الحواس األخرى مثل حاسة الشم ،الصوت ،اللمس ،الحركية ،حاسة الجاذبية ،وربما المجاالت
الكهربائية أو المغناطيسية"درس علماء النفس أيضًا هذه القدرة لدى اإلنسان ،على الرغم منأنها
بسيطة أو في ظل ظروف عمل محدودة" ،أن هناك أي "غريزة" صوفية الكتشاف الطريق
بدالً من ذلك ،هناك استخدام وتنظيم متسق إلشارات حسية محددة من البيئة الخارجية هذه المنظمة
أساسية لكفاءة وبقاء الحياة الحرة.
قد يكون الضياع تمامًا تجربة نادرة إلى حد ما بالنسبة لمعظم الناس في المدينة الحديثة نحن
مدعومون بوجود اآلخرين ومن خالل أجهزة خاصة إليجاد الطريق :الخرائط ،وأرقام الشوارع ،
وعالمات الطريق ،والفتات الحافالت لكن دع حادث االرتباك يحدث مرة واحدة ،والشعور
بالقلق وحتى الحقد المصاحب له يكشف لنا مدى ارتباطه الوثيق بإحساسنا بالتوازن والرفاهية إن
كلمة "ضائع" في لغتنا تعني أكثر من مجرد عدم وضوح جغرافي بسيط ؛ إنها تحمل دالالت
كارثة مطلقة ،في عملية إيجاد الطريق ،الرابط االستراتيجي هو الصورة البيئية ،الصورة الذهنية
العامة للعالم الفيزيائي الخارجي الذي يحتفظ به الفرد ،هذه الصورة هي نتاج كل من اإلحساس
الفوري وذاكرة التجربة السابقة ،وهي ُتستخدم لتفسير المعلومات وتوجيه العمل إن الحاجة إلى
التعرف على محيطنا وتنميطه أمر بالغ األهمية ،ولها جذور طويلة في الماضي ،بحيث تتمتع هذه
الصورة بأهمية عملية وعاطفية واسعة للفرد من الواضح أن الصورة الواضحة تمكن المرء من
التحرك بسهولة وبسرعة :للعثور على منزل صديق أو شرطي أو متجر لكن البيئة المنظمة
يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك ؛ قد يكون بمثابة إطار مرجعي واسع ،منظم للنشاط أو المعتقد أو
المعرفة على أساس الفهم الهيكلي لمانهاتن ،على سبيل المثال ،يمكن للمرء أن يأمر بكمية كبيرة
من الحقائق واألوهام حول طبيعة العالم الذي نعيش فيه،مثل أي إطار عمل جيد ،يمنح هذا
الهيكل الفرد إمكانية االختيار و نقطة انطالق للحصول على معلومات وبالتالي فإن الصورة
الواضحة للمحيط أساس مفيد للنمو الفردي.
يلعب الوضع المادي الحيوي والمتكامل ،القادر على إنتاج صورة حادة ،دورً ا اجتماعيًا أي ً
ضا ،
حيث يمكنه توفير المواد الخام للرموز والذكريات الجماعية للتواصل الجماعي والمناظر الطبيعية
المدهشة هي الهيكل العظمي الذي أقامت عليه العديد من األجناس البدائية أساطيرهم
االجتماعية المهمة غالبًا ما كانت ذكريات "البلدة" أول وأسهل نقطة اتصال بين الجنود الوحيدين
أثناء الحرب ،تعطي الصورة البيئية الجيدة لصاحبها إحسا ًسا مهمًا باألمان العاطفي ،هو يمكنه
إقامة عالقة متناغمة بينه وبين العالم الخارجي،ومواجهة الخوف الذي يأتي مع االرتباك ؛ هذا
يعني أن اإلحساس الجميل بالمنزل يكون أقوى عندما يكون المنزل ليس فقط مألو ًفا ولكنه مميز
أي ً
ض ا.
في الواقع ،فإن البيئة المميزة والمقروءة ال توفر فقط الحماية األمنية تزيد أي ً
ضا من العمق
والشدة المحتملة للتجربة البشرية ،على الرغم من أن الحياة بعيدة كل البعد عن أن تكون مستحيلة
في الفوضى المرئية للمدينة الحديثة ،إال أن نفس اإلجراء اليومي يمكن أن يتخذ معنى جدي ًدا إذا
تم تنفيذه في مكان أكثر حيوية ،من المحتمل أن تكون المدينة في حد ذاتها رمزا قويا لمجتمع معقد
ضا معنى قوي للتعبير. إذا تم عرضه بشكل مرئي جي ًدا ،فيمكن أن يكون له أي ً
قد يُناقش ضد أهمية الوضوح الجسدي أن الدماغ البشري قابل للتكيف بشكل رائع ،وأنه مع بعض
الخبرة يمكن للمرء أن يتعلم كيف يختار طريقه من خالل البيئة المحيطة األكثر اضطرابًا أو خاليًا
من المالمح هناك العديد من األمثلة على التنقل الدقيق عبر نفايات البحر أو الرمال أو الجليد "التي
ال تتبع مسارً ا" ،أو عبر متاهة متشابكة من الغابة،ومع ذلك ،فحتى البحر به الشمس والنجوم
ً
مستحيال، والرياح والتيارات والطيور وألوان البحر التي بدونها سيكون التنقل دون مساعدة أمرً ا
حقيقة أن المهنيين المهرة فقط هم من يمكنهم الدخول إلى جزر بولينيزيا ،وهذا فقط بعد تدريب
مكثف ،يشير إلى الصعوبات التي تفرضها هذه البيئة الخاصة يصاحب التوتر والقلق حتى أفضل
الرحالت االستكشافية.
في عالمنا الخاص ،قد نقول إن كل شخص تقريبًا يمكنه ذلك ،إذا كان منتبهًا ،تعلم كيفية التنقل في
، Jersey Cityولكن فقط على حساب بعض الجهد وعدم اليقين ،عالوة على ذلك ،فإن
القيم اإليجابية للمحيط المقروء مفقودة :الرضا العاطفي ،إطار التواصل أو التنظيم المفاهيمي ،
األعماق الجديدة التي قد تجلبها للتجربة اليومية ،نفتقر إلى هذه الملذات ،حتى لو لم تكن بيئتنا
ضغوطا ال تطاق على من هم على دراية بها. ً الحالية في مدينتنا مضطربة إلى درجة تفرض
يجب االعتراف بأن هناك قيمة ما في الغموض أو المتاهة أو المفاجأة في البيئة ،يستمتع الكثير
منا بـ ، House of Mirrorsوهناك سحر معين في شوارع بوسطن الملتوية ،هذا صحيح ،مع
ذلك ،فقط في ظل شرطين ،أوالً ،يجب أال يكون هناك خطر فقدان الشكل األساسي أو التوجه ،
من عدم المجيء لدينا ،يجب أن تحدث المفاجأة في إطار شامل ؛ يجب أن تكون االرتباكات مناطق
صغيرة في كل مرئي ،عالوة على ذلك ،يجب أن يكون للمتاهة أو الغموض في حد ذاته شكل
ما يمكن استكشافه ومعالجته في الوقت المناسب ،إن الفوضى الكاملة بدون إشارة اتصال لن
تكون ممتعة أب ًدا،لكن هذه األفكار الثانية تشير إلى مؤهل مهم ،يجب أن يلعب المراقب نفسه
نشطا في إدراك العالم وأن يكون له دور إبداعي في تطوير صورته ،يجب أن يكون لديه ً دورً ا
القدرة على تغيير تلك الصورة تناسب االحتياجات المتغيرة ،قد تمنع البيئة التي يتم
أنماطا جديدة من النشاط ،إن المشهد الذي تروي كل ً ترتيبها بالتفصيل الدقيق والنهائي
صخرة قصة فيه قد يجعل إنشاء قصص جديدة أمرً ا صعبًا ،على الرغم من أن هذا قد ال يبدو أنه
ملف قضية حرجة في الفوضى الحضرية الحالية ،ومع ذلك فهي تشير إلى أن ما نسعى إليه ليس
نظامًا نهائيًا ولكنه نظام مفتوح ،وقادر على مزيد من التطوير المستمر
بناء الصورة
الصور البيئية هي نتيجة عملية ثنائية االتجاه بين المراقب وبيئته ،توحي البيئة بالفروق والعالقات
،والمراقب -الذي يتمتع بقدرة كبيرة على التكيف وفي ضوء أغراضه الخاصة -يختار ويعزف
ويضفي معنى على ما يراه .الصورة التي تم تطويرها اآلن تحد مما يُرى وتؤكد عليه ،بينما يتم
اختبار الصورة نفسها مقابل المدخالت اإلدراكية المفلترة في عملية تفاعل مستمرة وبالتالي فإن
صورة واقع معين قد تختلف اختالفا كبيرا بين مختلف المراقبين.
قد ينشأ تماسك الصورة بعدة طرق ،قد يكون هناك القليل في الشيء الحقيقي المرتب أو الرائع ،
ومع ذلك فقد اكتسبت صورته العقلية الهوية والتنظيم من خالل اإللمام الطويل ،قد يجد رجل ما
األشياء بسهولة على ما يبدو ألي شخص آخر أنه طاولة عمل مضطربة تمامًا،بدالً من ذلك ،يمكن
تحديد كائن مرئي ألول مرة وربطه ليس ألنه مألوف بشكل فردي ولكن ألنه يتوافق مع صورة
نمطية تم إنشاؤها بالفعل من قبل المراقب ،يمكن لألمريكي أن يكتشف دائمًا صيدلية الزاوية ،
مهما كان األمر صعبًا بالنسبة إلى رجل البشمان ،مرة أخرى،كائن جديد
قد يبدو أنه يتمتع ببنية قوية أو هوية قوية بسبب السمات المادية المدمرة التي توحي أو تفرض
نمطها الخاص وهكذا يمكن للبحر أو الجبل العظيم أن يجذب انتباه شخص قادم من السهول
المنبسطة في الداخل ،حتى لو كان صغيرً ا ج ًدا أو ضيق األفق لدرجة أنه ليس له اسم لهذه
الظواهر العظيمة.
كمتالعبين بالبيئة المادية ،يهتم مخططو المدن في المقام األول بالعامل الخارجي في التفاعل الذي
ينتج الصورة البيئية،البيئات المختلفة تقاوم أو تسهل عملية صنع الصورة ،أي شكل معين ،إناء
ناعم أو قطعة من الصلصال ،سيكون له احتمال مرتفع أو منخفض الستحضار صورة قوية بين
مختلف المراقبين ،من المفترض أنه يمكن تحديد هذا االحتمال بدقة أكبر وأكبر حيث يتم تجميع
المراقبين في فئات متجانسة وأكثر تجانسا ً من العمر أو الجنس أو الثقافة أو المهنة أو درجة
الحرارة أو األلفة ،ينشئ كل فرد صورته الخاصة ويحملها ،ولكن يبدو أن هناك اتفا ًقا جوهريًا بين
أعضاء المجموعة نفسها ،ومن هذه الصور الجماعية ،عرض يخدع من بين األعداد الكبيرة التي
تثير اهتمام مخططي المدن الذين يطمحون إلى نموذج بيئة سيستخدمها كثير من الناس.
لذلك سوف تميل هذه الدراسة إلى تجاوز الفروق الفردية ،ألنها قد تكون مثيرة لالهتمام لعالم
النفس ،سيكون الترتيب األول للعمل هو ما يمكن أن يسمى "الصور العامة" ،الصور الذهنية
المشتركة التي يحملها عدد كبير من سكان المدينة :مجاالت االتفاق التي قد يتوقع ظهورها في
تفاعل واقع مادي واحد ،وهو أمر شائع الثقافة ،والطبيعة الفسيولوجية األساسية.
تختلف أنظمة التوجيه التي تم استخدامها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ،وتتغير من ثقافة
إلى أخرى ،ومن المناظر الطبيعية إلى المناظر الطبيعية .يقدم الملحق (أ) أمثلة للعديد منها :أنظمة
االتجاه المجردة والثابتة ،واألنظمة المتحركة ،وتلك الموجهة إلى الشخص أو المنزل أو البحر.
قد يتم تنظيم العالم حول مجموعة من النقاط المحورية ،أو يتم تقسيمه إلى مناطق محددة ،أو يتم
ربطه بواسطة طرق تذكر .تتنوع هذه األساليب ،وال تنضب كما يبدو أن القرائن المحتملة التي قد
ينتقيها الرجل لتمييزها عن عالمه ،فهي تلقي أضواء جانبية مثيرة لالهتمام على الوسائل التي
نستخدمها اليوم لتحديد مكاننا في عالم مدينتنا .بالنسبة إلى يبدو أن معظم هذه األمثلة تعكس ،بشكل
غريب بما فيه الكفاية ،األنواع الرسمية لعناصر الصورة التي يمكننا تقسيم صورة المدينة إليها
بسهولة :المسار ،والمعلم ،والحافة ،والعقدة ،والمنطقة .سيتم تحديد هذه العناصر ومناقشتها في
الفصل .3
بنية وهوية
يمكن تحليل الصورة البيئية إلى ثالثة مكونات :الهوية والهيكل والمعنى ،من المفيد تجريدها
للتحليل ،إذا تذكر أنها تظهر م ًعا في الواقع دائمًا .تتطلب الصورة العملية أوالً تعريف الشيء ،
مما يعني تمييزه عن األشياء األخرى ،واالعتراف به ككيان قابل للفصل وهذا يسمى الهوية
،ليس بمعنى المساواة مع شيء آخر ،ولكن بمعنى الفردية أو الوحدة ثانيًا ،يجب أن تتضمن
الصورة العالقة المكانية أو النمطية للكائن بالمراقب واألشياء األخرى .أخيرً ا ،يجب أن يكون لهذا
ضا عالقة ، الكائن بعض المعنى بالنسبة للمراقب ،سواء أكان عمليًا أم عاطفيًا .المعنى هو أي ً
ولكنه يختلف تمامًا عن العالقة المكانية أو النمطية .وبالتالي ،فإن الصورة المفيدة لعمل الخروج
تتطلب التعرف على الباب ككيان متميز ،وعالقته المكانية بالراصد ،ومعناه باعتباره فجوة
للخروج ،إن التعرف البصري على الباب متشابك مع معناه كباب ،ومع ذلك ،من الممكن تحليل
الباب من حيث هويته من حيث الشكل ووضوح الموقف ،معتبرا أنهما كانا قبل معناه ،قد يكون
مثل هذا العمل التحليلي غير مجد في دراسة الباب ،لكن ليس في دراسة البيئة الحضرية ،بادئ
ذي بدء ،فإن مسألة المعنى في المدينة معقدة،من غير المرجح أن تكون الصور الجماعية للمعنى
متسقة على هذا المستوى من تصورات الكيان والعالقة عالوة على ذلك ،ال يتأثر المعنى بسهولة
بالتالعب الجسدي مثل هذين المكونين اآلخرين ،إذا كان هدفنا هو بناء مدن من أجل االستمتاع
بأعداد كبيرة من الناس من خلفيات متنوعة على نطاق واسع -والمدن التي ستكون أي ً
ضا قابلة
للتكيف مع األغراض المستقبلية -فقد يكون من الحكمة حتى التركيز على الوضوح
المادي للصورة والسماح بالمعنى لتطوير دون توجيهنا المباشر،صورة سماء مانهاتن قد يقف الخط
للحيوية ،القوة ،االنحطاط ،الغموض ،الكؤوس ،العظمة ،أو ما تشاء ،لكن في كل حالة تبلور
الصورة الحادة المعنى وتعززها لذلك تتنوع المعاني الفردية للمدينة ،حتى وإن كان شكلها قابالً
للتواصل بسهولة ،يبدو أنه من الممكن فصل المعنى عن الشكل ،على األقل في المراحل األولى
من التحليل لذلك ستركز هذه الدراسة على هوية وهيكل صور المدينة.
إذا كان للصورة قيمة للتوجيه في مساحة المعيشة ،فيجب أن تتمتع بعدة صفات،يجب أن
يكون كافيًا وصحيحً ا بالمعنى البراغماتي ،مما يسمح للفرد بالعمل داخل بيئته إلى الحد الذي
يرغب فيه يجب أن تكون الخريطة ،سواء كانت دقيقة أم ال ،جيدة بما يكفي للحصول على منزل
واحد يجب أن تكون كافية واضحة ومتكاملة بشكل جيد لتكون اقتصادية للجهد العقلي :يجب أن
تكون الخريطة قابلة للقراءة يجب أن يكون آم ًنا ،مع وجود أدلة إضافية بحيث تكون اإلجراءات
البديلة ممكنة وخطر الفشل ليس مرتف ًعا للغاية إذا كان الضوء الوامض هو العالمة الوحيدة على
منعطف حرج ،فقد يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في كارثة.
يفضل أن تكون الصورة ذات نهايات مفتوحة وقابلة للتكيف مع التغيير ،مما يسمح للفرد بمواصلة
التحقيق وتنظيم الواقع :يجب أن تكون هناك مساحات فارغة حيث يمكنه تمديد الرسم لنفسه.
أخيراً ،يجب أن تكون إلى حد ما قابلة لإلبالغ عن األفراد اآلخرين ،ستختلف األهمية النسبية لهذه
المعايير للحصول على صورة "جيدة" باختالف األشخاص في المواقف المختلفة ؛ سوف يمنح
المرء نظامًا اقتصاديًا وكافيًا ،واآلخر نظام مفتوح النهاية وسهل النقل نظرً ا ألن التركيز هنا
سيكون على البيئة المادية كمتغير مستقل ،فستبحث هذه الدراسة عن الصفات الجسدية التي تتعلق
بسمات الهوية والبنية في الصورة الذهنية ،هذا يؤدي إلى تعريف ما يمكن أن يسمى قدرة الصورة
احتماال كبيرً ا الستحضار صورة قوية في أي مراقب معين ً تلك الجودة في كائن مادي مما يمنحه
هذا الشكل أو اللون أو الترتيب هو الذي يسهل صنع صور ذهنية محددة بوضوح ،منظمة بشكل
ضا الوضوح ،أو ربما يكون مرئيًا بمعنى متزايد ،حيث قوي ،مفيدة للغاية للبيئة،قد يطلق عليه أي ً
ال يمكن رؤية األشياء فحسب ،بل يتم عرضها بشكل حاد ومكثف للحواس.
قبل نصف قرن ،ناقش ستيرن هذه السمة الخاصة بالشيء الفني ووصفها بالظهور بينما ال يقتصر
الفن على هذه النهاية الفردية ،فقد شعر أن إحدى وظيفتيه األساسيتين هي "إنشاء صور من
خالل الوضوح والتناغم في الشكل ،تلبية الحاجة إلى مظهر واضح ومفهوم " .كانت هذه في عقله
خطوة أولى أساسية نحو التعبير عن المعنى الداخلي .قد تبدو المدينة التي يمكن تخيلها (الظاهرة ،
أو المقروءة ،أو المرئية) بهذا المعنى الغريب جيدة التكوين ،ومتميزة ،ورائعة ؛ من شأنه أن
يدعو العين واألذن إلى مزيد من االهتمام والمشاركة.
ضا توسيعه وتعميقه قدإن اإلدراك الحسي لمثل هذه البيئة لن يكون مجرد تبسيط ،بل أي ً
تكون مثل هذه المدينة واحدة من الممكن أن يتم القبض عليها بمرور الوقت على أنها نقطة من
االستمرارية العالية مع العديد من األجزاء المميزة التي يمكن ربطها بشكل واضح ،يمكن للمراقب
المدرك والمألوف أن يمتص التأثيرات الحسية الجديدة دون تعطيل صورته األساسية ،وكل تأثير
جديد سوف يمس العديد من العناصر السابقة .سيكون ذو توجه جيد ،ويمكنه التحرك بسهولة،
سيكون مدر ًكا تمامًا لبيئته ،قد تكون مدينة البندقية مثاالً على مثل هذه البيئة التي يمكن تخيلها
بشكل كبير ،في الواليات المتحدة ،يغري المرء أن يستشهد بأجزاء من مانهاتن ،سان فرانسيسكو
،بوسطن ،أو ربما البحيرة أمام شيكاغو.
هذه توصيفات تنبع من تعريفاتنا ،ال يعني مفهوم قابلية التخيل بالضرورة شي ًئا ثاب ًتا أو محدو ًدا أو
دقي ًقا أو موح ًدا أو مرتبًا بانتظام ،على الرغم من أنه قد يحتوي في بعض األحيان على هذه
الصفات ،وال يعني ذلك واضحً ا في لمحة ،أو واضحً ا ،أو براءة اختراع ،أو عادي ،البيئة الكلية
التي سيتم نقشها معقدة للغاية ،في حين أن الصورة الواضحة ستصبح مملة قريبًا ،ويمكن أن
تشير فقط إلى بعض ميزات العالم الحي.
ستكون إمكانية تخيل شكل المدينة مركز الدراسة التي يجب اتباعها هناك خصائص أساسية
أخرى في بيئة جميلة :المعنى أو التعبير ،البهجة الحسية ،اإليقاع ،التحفيز ،االختيار ،تركيزنا
على إمكانية التخيل ال ينكر أهميتها ،هدفنا ببساطة هو النظر في الحاجة إلى الهوية والبنية في
عالمنا اإلدراكي ،وتوضيح األهمية الخاصة لهذه الجودة للحالة الخاصة للبيئة الحضرية المعقدة
والمتغيرة.
نظرً ا ألن تطوير الصورة هو عملية ثنائية االتجاه بين المراقب والمالحظ ،فمن الممكن تقوية
الصورة إما عن طريق األجهزة الرمزية ،أو عن طريق إعادة تدريب المدرك ،أو عن طريق
إعادة تشكيل محيط المرء ،يمكنك تزويد العارض برسم تخطيطي رمزي لكيفية انسجام العالم م ًعا:
خريطة أو مجموعة من التعليمات المكتوبة طالما أنه يمكن أن يالئم الواقع مع الرسم التخطيطي ،
ضا تثبيت جهاز إلعطاء التوجيهات ،كما تم مؤخرً ا في فلديه دليل على ارتباط األشياء ،يمكنك أي ً
نيويورك في حين أن هذه األجهزة مفيدة للغاية في توفير بيانات مكثفة عن التوصيالت البينية ،
ضا غير مستقرة ،حيث يفشل التوجيه في حالة فقد الجهاز ،والجهاز يجب إحالة فهي أي ً
نفسها باستمرار وتكييفها مع الواقع.
طلب من األشخاص من خاللها يمكنك أيضا تدريب المراقب ،أشار براون إلى أن المتاهة التي ُ
التحرك معصوبي األعين بدت لهم في البداية مشكلة واحدة غير منقطعة ،عند التكرار ،أصبحت
أجزاء من النمط ،وال سيما البداية والنهاية ،مألوفة وتتخذ طابع المحليات .أخيرً ا ،عندما تمكنوا
من السير في المتاهة دون أخطاء ،بدا أن النظام بأكمله أصبح مكا ًنا واح ًدا .األم التي لم تستطع
التمييز بين اليمين واليسار) للرد على "الجانب الشرقي من الشرفة" أو "الطرف الجنوبي من
الخزانة" ،يصف كيلباتريك عملية التعلم اإلدراكي المفروضة على المراقب بواسطة منبهات جديدة
لم تعد موجودة في الصور السابقة.
ستشهد التجربة الشخصية لمعظمنا على استمرار وجود الصورة الوهمية بعد فترة طويلة من
إدراك عدم كفاءتها،نحدق في الغابة ونرى ضوء الشمس فقط على األوراق الخضراء ،لكن
صوت تحذير يخبرنا أن حيوا ًنا مختب ًئا هناك ،يتعلم المراقب بعد ذلك تفسير المشهد من خالل
تحديد أدلة "التبرع" وإعادة وزن اإلشارات السابقة ،يمكن اآلن التقاط الحيوان المموه من خالل
انعكاس عينيه ،أخيرً ا من خالل التجربة المتكررة ،يتغير نمط اإلدراك بالكامل ،ولم يعد المراقب
بحاجة إلى البحث بوعي عن العطاءات ،أو إضافة بيانات جديدة إلى إطار عمل قديم .لقد حقق
صورة ستعمل بنجاح في الوضع الجديد ،تبدو طبيعية وصحيحة .فجأة يظهر الحيوان المخفي بين
األوراق " ،عادي كالنهار،بنفس الطريقة ،يجب أن نتعلم كيف نرى األشكال الخفية في
االمتداد الشاسع لمدننا لسنا معتادين على تنظيم وتصوير بيئة اصطناعية على هذا النطاق الواسع ؛
ومع ذلك فإن أنشطتنا تدفعنا نحو هذه الغاية ،يعطي كيرت ساكس مثاالً على الفشل في إجراء
اتصاالت تتجاوز مستوى معين يتبع صوت وطبول الهنود الحمر من أمريكا الشمالية وتيرً ا مختل ًفا
تمامًا ،حيث يُنظر إلى االثنين بشكل مستقل ،عند البحث عن تشبيه موسيقي خاص بنا ،يقوم
الرجل بتشكيل خدماتنا الكنسية ،حيث ال نفكر في تنسيق الجوقة بالداخل مع األجراس أعاله.
أُجبر اإلنسان البدائي على تحسين صورته البيئية من خالل تكييف تصوره مع المشهد المعطى،
يمكنه إحداث تغييرات طفيفة في بيئته باستخدام كايرنز ،ومنارات ،أو حرائق األشجار ،ولكن
التعديالت الجوهرية من أجل الوضوح البصري أو الترابط البصري كانت محصورة في مواقع
المنازل أو العبوات الدينية.
يمكن للحضارات القوية فقط أن تبدأ في العمل على بيئتها الكلية على نطاق واسع لم يكن إعادة
التشكيل الواعي للبيئة المادية واسعة النطاق ممك ًنا إال مؤخرً ا ،وبالتالي فإن مشكلة القدرة على
التخيل البيئي هي مشكلة جديدة ،من الناحية الفنية ،يمكننا اآلن صنع قطع أرض جديدة تمامًا في
وقت قصير ،كما هو الحال في األراضي المستصلحة الهولندية .هنا يتعامل المصممون مع مسألة
كيفية تكوين المشهد الكلي بحيث يسهل على المراقب البشري تحديد أجزائه وهيكلة الكل.