You are on page 1of 8

‫‪ ‬صورة البيئة‬

‫يمكن أن يمنح النظر إلى المدن متعة خاصة ‪ ،‬مهما كان المشهد شائ ًعا ‪ ،‬مثل قطعة معمارية ‪،‬‬
‫المدينة عبارة عن بناء في فضاء برمجي واسع النطاق ‪ ،‬شيء ال يُدرك إال خالل فترات زمنية‬
‫طويلة‪ ،‬لذلك فإن تصميم المدينة هو فن مؤقت ‪ ،‬لكنه نادرً ا ما يستخدم التسلسالت‬
‫المحكومة والمحدودة للفنون الزمنية األخرى مثل الموسيقى‪.‬‬
‫في مناسبات مختلفة وألشخاص مختلفين ‪ ،‬يتم عكس التسلسل ‪ ،‬ومقاطعته ‪ ،‬وتركه ‪ ،‬وتقطيعه‬
‫‪،‬يُرى في جميع األضواء وفي جميع األحوال الجوية في كل لحظة ‪ ،‬هناك أكثر مما يمكن للعين أن‬
‫تراه ‪ ،‬وأكثر مما تستطيع األذن أن تسمعه ‪ ،‬أو مكان أو منظر ينتظر من يكتشفه‪ ،‬ال شيء‬
‫يتم اختباره من تلقاء نفسه ‪ ،‬ولكن دائمًا فيما يتعلق بمحيطه ‪ ،‬وتسلسل األحداث التي أدت إليه ‪،‬‬
‫ومذكرات التجارب السابقة‪ ،‬قد يبدو موقع ‪ Street Washington‬في حقل مزارع مثل شارع‬
‫التسوق في قلب بوسطن ‪ ،‬ومع ذلك قد يبدو مختل ًفا تمامًا‪ ،‬لكل مواطن ارتباطات طويلة بجزء من‬
‫مدينته ‪ ،‬وصورته غارقة في الذكريات والمعاني‪.‬‬
‫العناصر المتحركة في المدينة ‪ ،‬وخاصة األشخاص وأنشطتهم ‪ ،‬ال تقل أهمية‬
‫عن األجزاء المادية النجمية‪ ،‬نحن لسنا مجرد مراقبين لهذا المشهد ‪ ،‬لكننا جزء منه ‪ ،‬على المسرح‬
‫مع المشاركين اآلخرين و في أغلب األحيان ‪ ،‬ال يكون تصورنا للمدينة مستدامًا ‪ ،‬بل جزئيًا‬
‫‪ ،‬مجزأ ومختلط بمخاوف أخرى‪ ،‬يتم تشغيل كل الحواس تقريبًا ‪ ،‬والصورة هي المركب منها‬
‫جمي ًعا ‪،‬كما أن المدينة ليست فقط شي ًئا يُدركه (وربما يتمتع به) ماليين األشخاص من‬
‫مختلف الطبقات والممثلين المميزين ‪ ،‬ولكنها نتاج العديد من البناة‬
‫الذين يقومون باستمرار بتعديل الهيكل ألسباب خاصة بهم‪ ،‬في حين أنه قد يكون مستقرً ا‬
‫في الخطوط العريضة العامة لبعض الوقت ‪ ،‬إال أنه‬
‫يتغير باستمرار في التفاصيل‪ ،‬يمكن ممارسة السيطرة الجزئية فقط على نموه وشكله‪ ،‬ال توجد‬
‫نتيجة نهائية ‪ ،‬فقط تعاقب مستمر من المراحل‪،‬ال عجب إذن ان فن تشكيل المدن لالستمتاع الحسي‬
‫هو عمل منفصل تمامًا عن الهندسة المعمارية أو الموسيقى أو األدب‪ ،‬قد تتعلم الكثير من هذه‬
‫الفنون األخرى ‪ ،‬لكنها ال تستطيع تقليدها‪.‬‬
‫إن بيئة المدينة الجميلة والمبهجة أمر غريب ‪ ،‬وقد يقول البعض استحالة‪ ،‬ال توجد‬
‫مدينة أمريكية أكبر من قرية ذات جودة عالية باستمرار ‪ ،‬على الرغم من أن بعض المدن بها‬
‫بعض األجزاء الممتعة‪ ،‬ليس من المستغرب إذن أن يكون لدى معظم األمريكيين فكرة قليلة عما‬
‫يمكن أن يعنيه العيش في مثل هذه البيئة‪ ،‬إنهم واضحون بما فيه الكفاية بشأن بشاعة‬
‫العالم الذي يعيشون فيه ‪،‬وهم يتحدثون بصوت عال‬
‫عن األوساخ والدخان والحرارة واالزدحام والفوضى ومع ذلك فإنهم يملؤون األمر‪.‬‬
‫لكنهم بالكاد يدركون القيمة المحتملة للمحيط المتناغم ‪ ،‬عالم ربما لم يلمحوه لفترة وجيزة إال‬
‫كسياح أو كمصطافين هاربين‪،‬يمكن أن يكون لديهم القليل من اإلحساس بما يمكن أن يعنيه اإلعداد‬
‫من حيث البهجة اليومية ‪ ،‬أو كمرساة مستمرة لحياتهم ‪،‬على الرغم من أن الوضوح ليس‬
‫بأي حال من األحوال الخاصية الوحيدة المهمة لمدينة جميلة ‪ ،‬إال أنها ذات أهمية خاصة عند النظ‬
‫ر في البيئات على المستوى الحضري من حيث الحجم والوقت والتعقيد‪ ،‬لفهم هذا ‪ ،‬يجب أن ننظر‬
‫ليس فقط إلى المدينة كشيء في حد ذاتها ‪ ،‬ولكن ينظر إلى المدينة من قبل سكانها‪.‬‬
‫تعتبر هيكلة وتحديد البيئة قدرة حيوية بين جميع الحيوانات المتنقلة‪ُ ،‬تستخدم أنواع عديدة من‬
‫اإلشارات‪ :‬اإلحساس المرئي للون أو الشكل أو الحركة أو استقطاب الضوء ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الحواس األخرى مثل حاسة الشم ‪ ،‬الصوت ‪ ،‬اللمس ‪ ،‬الحركية ‪ ،‬حاسة الجاذبية ‪ ،‬وربما المجاالت‬
‫الكهربائية أو المغناطيسية"درس علماء النفس أيضًا هذه القدرة لدى اإلنسان ‪ ،‬على الرغم منأنها‬
‫بسيطة أو في ظل ظروف عمل محدودة"‪ ،‬أن هناك أي "غريزة" صوفية الكتشاف الطريق‬
‫بدالً من ذلك ‪ ،‬هناك استخدام وتنظيم متسق إلشارات حسية محددة من البيئة الخارجية هذه المنظمة‬
‫أساسية لكفاءة وبقاء الحياة الحرة‪.‬‬
‫قد يكون الضياع تمامًا تجربة نادرة إلى حد ما بالنسبة لمعظم الناس في المدينة الحديثة نحن‬
‫مدعومون بوجود اآلخرين ومن خالل أجهزة خاصة إليجاد الطريق‪ :‬الخرائط ‪ ،‬وأرقام الشوارع ‪،‬‬
‫وعالمات الطريق ‪ ،‬والفتات الحافالت لكن دع حادث االرتباك يحدث مرة واحدة ‪ ،‬والشعور‬
‫بالقلق وحتى الحقد المصاحب له يكشف لنا مدى ارتباطه الوثيق بإحساسنا بالتوازن والرفاهية إن‬
‫كلمة "ضائع" في لغتنا تعني أكثر من مجرد عدم وضوح جغرافي بسيط ؛ إنها تحمل دالالت‬
‫كارثة مطلقة ‪،‬في عملية إيجاد الطريق ‪ ،‬الرابط االستراتيجي هو الصورة البيئية ‪ ،‬الصورة الذهنية‬
‫العامة للعالم الفيزيائي الخارجي الذي يحتفظ به الفرد ‪،‬هذه الصورة هي نتاج كل من اإلحساس‬
‫الفوري وذاكرة التجربة السابقة ‪ ،‬وهي ُتستخدم لتفسير المعلومات وتوجيه العمل إن الحاجة إلى‬
‫التعرف على محيطنا وتنميطه أمر بالغ األهمية ‪ ،‬ولها جذور طويلة في الماضي‪ ،‬بحيث تتمتع هذه‬
‫الصورة بأهمية عملية وعاطفية واسعة للفرد من الواضح أن الصورة الواضحة تمكن المرء من‬
‫التحرك بسهولة وبسرعة‪ :‬للعثور على منزل صديق أو شرطي أو متجر لكن البيئة المنظمة‬
‫يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك ؛ قد يكون بمثابة إطار مرجعي واسع ‪ ،‬منظم للنشاط أو المعتقد أو‬
‫المعرفة على أساس الفهم الهيكلي لمانهاتن ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن للمرء أن يأمر بكمية كبيرة‬
‫من الحقائق واألوهام حول طبيعة العالم الذي نعيش فيه‪،‬مثل أي إطار عمل جيد ‪ ،‬يمنح هذا‬
‫الهيكل الفرد إمكانية االختيار و نقطة انطالق للحصول على معلومات وبالتالي فإن الصورة‬
‫الواضحة للمحيط أساس مفيد للنمو الفردي‪.‬‬
‫يلعب الوضع المادي الحيوي والمتكامل ‪ ،‬القادر على إنتاج صورة حادة ‪ ،‬دورً ا اجتماعيًا أي ً‬
‫ضا ‪،‬‬
‫حيث يمكنه توفير المواد الخام للرموز والذكريات الجماعية للتواصل الجماعي والمناظر الطبيعية‬
‫المدهشة هي الهيكل العظمي الذي أقامت عليه العديد من األجناس البدائية أساطيرهم‬
‫االجتماعية المهمة غالبًا ما كانت ذكريات "البلدة" أول وأسهل نقطة اتصال بين الجنود الوحيدين‬
‫أثناء الحرب‪ ،‬تعطي الصورة البيئية الجيدة لصاحبها إحسا ًسا مهمًا باألمان العاطفي ‪،‬هو يمكنه‬
‫إقامة عالقة متناغمة بينه وبين العالم الخارجي‪،‬ومواجهة الخوف الذي يأتي مع االرتباك ؛ هذا‬
‫يعني أن اإلحساس الجميل بالمنزل يكون أقوى عندما يكون المنزل ليس فقط مألو ًفا ولكنه مميز‬
‫أي ً‬
‫ض ا‪.‬‬
‫في الواقع ‪ ،‬فإن البيئة المميزة والمقروءة ال توفر فقط الحماية األمنية تزيد أي ً‬
‫ضا من العمق‬
‫والشدة المحتملة للتجربة البشرية‪ ،‬على الرغم من أن الحياة بعيدة كل البعد عن أن تكون مستحيلة‬
‫في الفوضى المرئية للمدينة الحديثة ‪ ،‬إال أن نفس اإلجراء اليومي يمكن أن يتخذ معنى جدي ًدا إذا‬
‫تم تنفيذه في مكان أكثر حيوية‪ ،‬من المحتمل أن تكون المدينة في حد ذاتها رمزا قويا لمجتمع معقد‬
‫ضا معنى قوي للتعبير‪.‬‬ ‫إذا تم عرضه بشكل مرئي جي ًدا ‪ ،‬فيمكن أن يكون له أي ً‬
‫قد يُناقش ضد أهمية الوضوح الجسدي أن الدماغ البشري قابل للتكيف بشكل رائع ‪ ،‬وأنه مع بعض‬
‫الخبرة يمكن للمرء أن يتعلم كيف يختار طريقه من خالل البيئة المحيطة األكثر اضطرابًا أو خاليًا‬
‫من المالمح هناك العديد من األمثلة على التنقل الدقيق عبر نفايات البحر أو الرمال أو الجليد "التي‬
‫ال تتبع مسارً ا" ‪ ،‬أو عبر متاهة متشابكة من الغابة‪،‬ومع ذلك ‪ ،‬فحتى البحر به الشمس والنجوم‬
‫ً‬
‫مستحيال‪،‬‬ ‫والرياح والتيارات والطيور وألوان البحر التي بدونها سيكون التنقل دون مساعدة أمرً ا‬
‫حقيقة أن المهنيين المهرة فقط هم من يمكنهم الدخول إلى جزر بولينيزيا ‪ ،‬وهذا فقط بعد تدريب‬
‫مكثف ‪ ،‬يشير إلى الصعوبات التي تفرضها هذه البيئة الخاصة يصاحب التوتر والقلق حتى أفضل‬
‫الرحالت االستكشافية‪.‬‬
‫في عالمنا الخاص ‪ ،‬قد نقول إن كل شخص تقريبًا يمكنه ذلك‪ ،‬إذا كان منتبهًا ‪،‬تعلم كيفية التنقل في‬
‫‪ ، Jersey City‬ولكن فقط على حساب بعض الجهد وعدم اليقين ‪،‬عالوة على ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫القيم اإليجابية للمحيط المقروء مفقودة‪ :‬الرضا العاطفي ‪ ،‬إطار التواصل أو التنظيم المفاهيمي ‪،‬‬
‫األعماق الجديدة التي قد تجلبها للتجربة اليومية‪ ،‬نفتقر إلى هذه الملذات ‪ ،‬حتى لو لم تكن بيئتنا‬
‫ضغوطا ال تطاق على من هم على دراية بها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحالية في مدينتنا مضطربة إلى درجة تفرض‬
‫يجب االعتراف بأن هناك قيمة ما في الغموض أو المتاهة أو المفاجأة في البيئة‪ ،‬يستمتع الكثير‬
‫منا بـ ‪ ، House of Mirrors‬وهناك سحر معين في شوارع بوسطن الملتوية ‪،‬هذا صحيح ‪ ،‬مع‬
‫ذلك ‪ ،‬فقط في ظل شرطين‪ ،‬أوالً ‪ ،‬يجب أال يكون هناك خطر فقدان الشكل األساسي أو التوجه ‪،‬‬
‫من عدم المجيء لدينا‪ ،‬يجب أن تحدث المفاجأة في إطار شامل ؛ يجب أن تكون االرتباكات مناطق‬
‫صغيرة في كل مرئي‪ ،‬عالوة على ذلك ‪ ،‬يجب أن يكون للمتاهة أو الغموض في حد ذاته شكل‬
‫ما يمكن استكشافه ومعالجته في الوقت المناسب‪ ،‬إن الفوضى الكاملة بدون إشارة اتصال لن‬
‫تكون ممتعة أب ًدا‪،‬لكن هذه األفكار الثانية تشير إلى مؤهل مهم‪ ،‬يجب أن يلعب المراقب نفسه‬
‫نشطا في إدراك العالم وأن يكون له دور إبداعي في تطوير صورته‪ ،‬يجب أن يكون لديه‬ ‫ً‬ ‫دورً ا‬
‫القدرة على تغيير تلك الصورة تناسب االحتياجات المتغيرة‪ ،‬قد تمنع البيئة التي يتم‬
‫أنماطا جديدة من النشاط‪ ،‬إن المشهد الذي تروي كل‬ ‫ً‬ ‫ترتيبها بالتفصيل الدقيق والنهائي‬
‫صخرة قصة فيه قد يجعل إنشاء قصص جديدة أمرً ا صعبًا‪ ،‬على الرغم من أن هذا قد ال يبدو أنه‬
‫ملف قضية حرجة في الفوضى الحضرية الحالية ‪ ،‬ومع ذلك فهي تشير إلى أن ما نسعى إليه ليس‬
‫نظامًا نهائيًا ولكنه نظام مفتوح ‪ ،‬وقادر على مزيد من التطوير المستمر‬

‫‪ ‬بناء الصورة‬
‫الصور البيئية هي نتيجة عملية ثنائية االتجاه بين المراقب وبيئته‪ ،‬توحي البيئة بالفروق والعالقات‬
‫‪ ،‬والمراقب ‪ -‬الذي يتمتع بقدرة كبيرة على التكيف وفي ضوء أغراضه الخاصة ‪ -‬يختار ويعزف‬
‫ويضفي معنى على ما يراه‪ .‬الصورة التي تم تطويرها اآلن تحد مما يُرى وتؤكد عليه ‪ ،‬بينما يتم‬
‫اختبار الصورة نفسها مقابل المدخالت اإلدراكية المفلترة في عملية تفاعل مستمرة وبالتالي فإن‬
‫صورة واقع معين قد تختلف اختالفا كبيرا بين مختلف المراقبين‪.‬‬
‫قد ينشأ تماسك الصورة بعدة طرق‪ ،‬قد يكون هناك القليل في الشيء الحقيقي المرتب أو الرائع ‪،‬‬
‫ومع ذلك فقد اكتسبت صورته العقلية الهوية والتنظيم من خالل اإللمام الطويل‪ ،‬قد يجد رجل ما‬
‫األشياء بسهولة على ما يبدو ألي شخص آخر أنه طاولة عمل مضطربة تمامًا‪،‬بدالً من ذلك ‪ ،‬يمكن‬
‫تحديد كائن مرئي ألول مرة وربطه ليس ألنه مألوف بشكل فردي ولكن ألنه يتوافق مع صورة‬
‫نمطية تم إنشاؤها بالفعل من قبل المراقب‪ ،‬يمكن لألمريكي أن يكتشف دائمًا صيدلية الزاوية ‪،‬‬
‫مهما كان األمر صعبًا بالنسبة إلى رجل البشمان‪ ،‬مرة أخرى‪،‬كائن جديد‬
‫قد يبدو أنه يتمتع ببنية قوية أو هوية قوية بسبب السمات المادية المدمرة التي توحي أو تفرض‬
‫نمطها الخاص وهكذا يمكن للبحر أو الجبل العظيم أن يجذب انتباه شخص قادم من السهول‬
‫المنبسطة في الداخل ‪ ،‬حتى لو كان صغيرً ا ج ًدا أو ضيق األفق لدرجة أنه ليس له اسم لهذه‬
‫الظواهر العظيمة‪.‬‬
‫كمتالعبين بالبيئة المادية ‪ ،‬يهتم مخططو المدن في المقام األول بالعامل الخارجي في التفاعل الذي‬
‫ينتج الصورة البيئية‪،‬البيئات المختلفة تقاوم أو تسهل عملية صنع الصورة‪ ،‬أي شكل معين ‪ ،‬إناء‬
‫ناعم أو قطعة من الصلصال ‪ ،‬سيكون له احتمال مرتفع أو منخفض الستحضار صورة قوية بين‬
‫مختلف المراقبين‪ ،‬من المفترض أنه يمكن تحديد هذا االحتمال بدقة أكبر وأكبر حيث يتم تجميع‬
‫المراقبين في فئات متجانسة وأكثر تجانسا ً من العمر أو الجنس أو الثقافة أو المهنة أو درجة‬
‫الحرارة أو األلفة‪ ،‬ينشئ كل فرد صورته الخاصة ويحملها ‪ ،‬ولكن يبدو أن هناك اتفا ًقا جوهريًا بين‬
‫أعضاء المجموعة نفسها‪ ،‬ومن هذه الصور الجماعية ‪ ،‬عرض يخدع من بين األعداد الكبيرة التي‬
‫تثير اهتمام مخططي المدن الذين يطمحون إلى نموذج بيئة سيستخدمها كثير من الناس‪.‬‬
‫لذلك سوف تميل هذه الدراسة إلى تجاوز الفروق الفردية ‪ ،‬ألنها قد تكون مثيرة لالهتمام لعالم‬
‫النفس‪ ،‬سيكون الترتيب األول للعمل هو ما يمكن أن يسمى "الصور العامة" ‪ ،‬الصور الذهنية‬
‫المشتركة التي يحملها عدد كبير من سكان المدينة‪ :‬مجاالت االتفاق التي قد يتوقع ظهورها في‬
‫تفاعل واقع مادي واحد ‪ ،‬وهو أمر شائع الثقافة ‪ ،‬والطبيعة الفسيولوجية األساسية‪.‬‬
‫تختلف أنظمة التوجيه التي تم استخدامها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬وتتغير من ثقافة‬
‫إلى أخرى ‪ ،‬ومن المناظر الطبيعية إلى المناظر الطبيعية‪ .‬يقدم الملحق (أ) أمثلة للعديد منها‪ :‬أنظمة‬
‫االتجاه المجردة والثابتة ‪ ،‬واألنظمة المتحركة ‪ ،‬وتلك الموجهة إلى الشخص أو المنزل أو البحر‪.‬‬
‫قد يتم تنظيم العالم حول مجموعة من النقاط المحورية ‪ ،‬أو يتم تقسيمه إلى مناطق محددة ‪ ،‬أو يتم‬
‫ربطه بواسطة طرق تذكر‪ .‬تتنوع هذه األساليب ‪ ،‬وال تنضب كما يبدو أن القرائن المحتملة التي قد‬
‫ينتقيها الرجل لتمييزها عن عالمه ‪ ،‬فهي تلقي أضواء جانبية مثيرة لالهتمام على الوسائل التي‬
‫نستخدمها اليوم لتحديد مكاننا في عالم مدينتنا‪ .‬بالنسبة إلى يبدو أن معظم هذه األمثلة تعكس ‪ ،‬بشكل‬
‫غريب بما فيه الكفاية ‪ ،‬األنواع الرسمية لعناصر الصورة التي يمكننا تقسيم صورة المدينة إليها‬
‫بسهولة‪ :‬المسار ‪ ،‬والمعلم ‪ ،‬والحافة ‪ ،‬والعقدة ‪ ،‬والمنطقة‪ .‬سيتم تحديد هذه العناصر ومناقشتها في‬
‫الفصل ‪.3‬‬

‫‪ ‬بنية وهوية‬
‫يمكن تحليل الصورة البيئية إلى ثالثة مكونات‪ :‬الهوية والهيكل والمعنى‪ ،‬من المفيد تجريدها‬
‫للتحليل ‪ ،‬إذا تذكر أنها تظهر م ًعا في الواقع دائمًا‪ .‬تتطلب الصورة العملية أوالً تعريف الشيء ‪،‬‬
‫مما يعني تمييزه عن األشياء األخرى ‪ ،‬واالعتراف به ككيان قابل للفصل وهذا يسمى الهوية‬
‫‪ ،‬ليس بمعنى المساواة مع شيء آخر ‪ ،‬ولكن بمعنى الفردية أو الوحدة ثانيًا ‪ ،‬يجب أن تتضمن‬
‫الصورة العالقة المكانية أو النمطية للكائن بالمراقب واألشياء األخرى‪ .‬أخيرً ا ‪ ،‬يجب أن يكون لهذا‬
‫ضا عالقة ‪،‬‬ ‫الكائن بعض المعنى بالنسبة للمراقب ‪ ،‬سواء أكان عمليًا أم عاطفيًا‪ .‬المعنى هو أي ً‬
‫ولكنه يختلف تمامًا عن العالقة المكانية أو النمطية‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن الصورة المفيدة لعمل الخروج‬
‫تتطلب التعرف على الباب ككيان متميز ‪ ،‬وعالقته المكانية بالراصد ‪ ،‬ومعناه باعتباره فجوة‬
‫للخروج‪ ،‬إن التعرف البصري على الباب متشابك مع معناه كباب‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬من الممكن تحليل‬
‫الباب من حيث هويته من حيث الشكل ووضوح الموقف ‪ ،‬معتبرا أنهما كانا قبل معناه ‪ ،‬قد يكون‬
‫مثل هذا العمل التحليلي غير مجد في دراسة الباب ‪ ،‬لكن ليس في دراسة البيئة الحضرية‪ ،‬بادئ‬
‫ذي بدء ‪ ،‬فإن مسألة المعنى في المدينة معقدة‪،‬من غير المرجح أن تكون الصور الجماعية للمعنى‬
‫متسقة على هذا المستوى من تصورات الكيان والعالقة عالوة على ذلك ‪ ،‬ال يتأثر المعنى بسهولة‬
‫بالتالعب الجسدي مثل هذين المكونين اآلخرين‪ ،‬إذا كان هدفنا هو بناء مدن من أجل االستمتاع‬
‫بأعداد كبيرة من الناس من خلفيات متنوعة على نطاق واسع ‪ -‬والمدن التي ستكون أي ً‬
‫ضا قابلة‬
‫للتكيف مع األغراض المستقبلية ‪ -‬فقد يكون من الحكمة حتى التركيز على الوضوح‬
‫المادي للصورة والسماح بالمعنى لتطوير دون توجيهنا المباشر‪،‬صورة سماء مانهاتن قد يقف الخط‬
‫للحيوية ‪،‬القوة ‪ ،‬االنحطاط ‪ ،‬الغموض ‪ ،‬الكؤوس ‪ ،‬العظمة ‪ ،‬أو ما تشاء ‪ ،‬لكن في كل حالة تبلور‬
‫الصورة الحادة المعنى وتعززها لذلك تتنوع المعاني الفردية للمدينة ‪ ،‬حتى وإن كان شكلها قابالً‬
‫للتواصل بسهولة ‪ ،‬يبدو أنه من الممكن فصل المعنى عن الشكل ‪ ،‬على األقل في المراحل األولى‬
‫من التحليل لذلك ستركز هذه الدراسة على هوية وهيكل صور المدينة‪.‬‬
‫إذا كان للصورة قيمة للتوجيه في مساحة المعيشة ‪ ،‬فيجب أن تتمتع بعدة صفات‪،‬يجب أن‬
‫يكون كافيًا وصحيحً ا بالمعنى البراغماتي ‪ ،‬مما يسمح للفرد بالعمل داخل بيئته إلى الحد الذي‬
‫يرغب فيه يجب أن تكون الخريطة ‪ ،‬سواء كانت دقيقة أم ال ‪ ،‬جيدة بما يكفي للحصول على منزل‬
‫واحد يجب أن تكون كافية واضحة ومتكاملة بشكل جيد لتكون اقتصادية للجهد العقلي‪ :‬يجب أن‬
‫تكون الخريطة قابلة للقراءة يجب أن يكون آم ًنا ‪ ،‬مع وجود أدلة إضافية بحيث تكون اإلجراءات‬
‫البديلة ممكنة وخطر الفشل ليس مرتف ًعا للغاية إذا كان الضوء الوامض هو العالمة الوحيدة على‬
‫منعطف حرج ‪ ،‬فقد يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في كارثة‪.‬‬
‫يفضل أن تكون الصورة ذات نهايات مفتوحة وقابلة للتكيف مع التغيير ‪ ،‬مما يسمح للفرد بمواصلة‬
‫التحقيق وتنظيم الواقع‪ :‬يجب أن تكون هناك مساحات فارغة حيث يمكنه تمديد الرسم لنفسه‪.‬‬
‫أخيراً‪ ،‬يجب أن تكون إلى حد ما قابلة لإلبالغ عن األفراد اآلخرين‪ ،‬ستختلف األهمية النسبية لهذه‬
‫المعايير للحصول على صورة "جيدة" باختالف األشخاص في المواقف المختلفة ؛ سوف يمنح‬
‫المرء نظامًا اقتصاديًا وكافيًا ‪ ،‬واآلخر نظام مفتوح النهاية وسهل النقل نظرً ا ألن التركيز هنا‬
‫سيكون على البيئة المادية كمتغير مستقل ‪ ،‬فستبحث هذه الدراسة عن الصفات الجسدية التي تتعلق‬
‫بسمات الهوية والبنية في الصورة الذهنية‪ ،‬هذا يؤدي إلى تعريف ما يمكن أن يسمى قدرة الصورة‬
‫احتماال كبيرً ا الستحضار صورة قوية في أي مراقب معين‬ ‫ً‬ ‫تلك الجودة في كائن مادي مما يمنحه‬
‫هذا الشكل أو اللون أو الترتيب هو الذي يسهل صنع صور ذهنية محددة بوضوح ‪ ،‬منظمة بشكل‬
‫ضا الوضوح ‪ ،‬أو ربما يكون مرئيًا بمعنى متزايد ‪ ،‬حيث‬ ‫قوي ‪ ،‬مفيدة للغاية للبيئة‪،‬قد يطلق عليه أي ً‬
‫ال يمكن رؤية األشياء فحسب ‪ ،‬بل يتم عرضها بشكل حاد ومكثف للحواس‪.‬‬
‫قبل نصف قرن ‪ ،‬ناقش ستيرن هذه السمة الخاصة بالشيء الفني ووصفها بالظهور بينما ال يقتصر‬
‫الفن على هذه النهاية الفردية ‪ ،‬فقد شعر أن إحدى وظيفتيه األساسيتين هي "إنشاء صور من‬
‫خالل الوضوح والتناغم في الشكل‪ ،‬تلبية الحاجة إلى مظهر واضح ومفهوم "‪ .‬كانت هذه في عقله‬
‫خطوة أولى أساسية نحو التعبير عن المعنى الداخلي‪ .‬قد تبدو المدينة التي يمكن تخيلها (الظاهرة ‪،‬‬
‫أو المقروءة ‪ ،‬أو المرئية) بهذا المعنى الغريب جيدة التكوين ‪ ،‬ومتميزة ‪ ،‬ورائعة ؛ من شأنه أن‬
‫يدعو العين واألذن إلى مزيد من االهتمام والمشاركة‪.‬‬
‫ضا توسيعه وتعميقه قد‬‫إن اإلدراك الحسي لمثل هذه البيئة لن يكون مجرد تبسيط ‪ ،‬بل أي ً‬
‫تكون مثل هذه المدينة واحدة من الممكن أن يتم القبض عليها بمرور الوقت على أنها نقطة من‬
‫االستمرارية العالية مع العديد من األجزاء المميزة التي يمكن ربطها بشكل واضح ‪،‬يمكن للمراقب‬
‫المدرك والمألوف أن يمتص التأثيرات الحسية الجديدة دون تعطيل صورته األساسية ‪ ،‬وكل تأثير‬
‫جديد سوف يمس العديد من العناصر السابقة‪ .‬سيكون ذو توجه جيد ‪ ،‬ويمكنه التحرك بسهولة‪،‬‬
‫سيكون مدر ًكا تمامًا لبيئته‪ ،‬قد تكون مدينة البندقية مثاالً على مثل هذه البيئة التي يمكن تخيلها‬
‫بشكل كبير‪ ،‬في الواليات المتحدة ‪ ،‬يغري المرء أن يستشهد بأجزاء من مانهاتن ‪ ،‬سان فرانسيسكو‬
‫‪ ،‬بوسطن ‪ ،‬أو ربما البحيرة أمام شيكاغو‪.‬‬
‫هذه توصيفات تنبع من تعريفاتنا‪ ،‬ال يعني مفهوم قابلية التخيل بالضرورة شي ًئا ثاب ًتا أو محدو ًدا أو‬
‫دقي ًقا أو موح ًدا أو مرتبًا بانتظام ‪ ،‬على الرغم من أنه قد يحتوي في بعض األحيان على هذه‬
‫الصفات‪ ،‬وال يعني ذلك واضحً ا في لمحة ‪ ،‬أو واضحً ا ‪ ،‬أو براءة اختراع ‪ ،‬أو عادي ‪،‬البيئة الكلية‬
‫التي سيتم نقشها معقدة للغاية ‪ ،‬في حين أن الصورة الواضحة ستصبح مملة قريبًا ‪ ،‬ويمكن أن‬
‫تشير فقط إلى بعض ميزات العالم الحي‪.‬‬
‫ستكون إمكانية تخيل شكل المدينة مركز الدراسة التي يجب اتباعها هناك خصائص أساسية‬
‫أخرى في بيئة جميلة‪ :‬المعنى أو التعبير ‪ ،‬البهجة الحسية ‪ ،‬اإليقاع ‪ ،‬التحفيز ‪ ،‬االختيار‪ ،‬تركيزنا‬
‫على إمكانية التخيل ال ينكر أهميتها‪ ،‬هدفنا ببساطة هو النظر في الحاجة إلى الهوية والبنية في‬
‫عالمنا اإلدراكي ‪ ،‬وتوضيح األهمية الخاصة لهذه الجودة للحالة الخاصة للبيئة الحضرية المعقدة‬
‫والمتغيرة‪.‬‬
‫نظرً ا ألن تطوير الصورة هو عملية ثنائية االتجاه بين المراقب والمالحظ ‪ ،‬فمن الممكن تقوية‬
‫الصورة إما عن طريق األجهزة الرمزية ‪ ،‬أو عن طريق إعادة تدريب المدرك ‪ ،‬أو عن طريق‬
‫إعادة تشكيل محيط المرء‪ ،‬يمكنك تزويد العارض برسم تخطيطي رمزي لكيفية انسجام العالم م ًعا‪:‬‬
‫خريطة أو مجموعة من التعليمات المكتوبة طالما أنه يمكن أن يالئم الواقع مع الرسم التخطيطي ‪،‬‬
‫ضا تثبيت جهاز إلعطاء التوجيهات ‪ ،‬كما تم مؤخرً ا في‬ ‫فلديه دليل على ارتباط األشياء‪ ،‬يمكنك أي ً‬
‫نيويورك في حين أن هذه األجهزة مفيدة للغاية في توفير بيانات مكثفة عن التوصيالت البينية ‪،‬‬
‫ضا غير مستقرة ‪ ،‬حيث يفشل التوجيه في حالة فقد الجهاز ‪ ،‬والجهاز يجب إحالة‬ ‫فهي أي ً‬
‫نفسها باستمرار وتكييفها مع الواقع‪.‬‬
‫طلب من األشخاص من خاللها‬ ‫يمكنك أيضا تدريب المراقب‪ ،‬أشار براون إلى أن المتاهة التي ُ‬
‫التحرك معصوبي األعين بدت لهم في البداية مشكلة واحدة غير منقطعة‪ ،‬عند التكرار ‪ ،‬أصبحت‬
‫أجزاء من النمط ‪ ،‬وال سيما البداية والنهاية ‪ ،‬مألوفة وتتخذ طابع المحليات‪ .‬أخيرً ا ‪ ،‬عندما تمكنوا‬
‫من السير في المتاهة دون أخطاء ‪ ،‬بدا أن النظام بأكمله أصبح مكا ًنا واح ًدا‪ .‬األم التي لم تستطع‬
‫التمييز بين اليمين واليسار) للرد على "الجانب الشرقي من الشرفة" أو "الطرف الجنوبي من‬
‫الخزانة"‪ ،‬يصف كيلباتريك عملية التعلم اإلدراكي المفروضة على المراقب بواسطة منبهات جديدة‬
‫لم تعد موجودة في الصور السابقة‪.‬‬
‫ستشهد التجربة الشخصية لمعظمنا على استمرار وجود الصورة الوهمية بعد فترة طويلة من‬
‫إدراك عدم كفاءتها‪،‬نحدق في الغابة ونرى ضوء الشمس فقط على األوراق الخضراء ‪ ،‬لكن‬
‫صوت تحذير يخبرنا أن حيوا ًنا مختب ًئا هناك‪ ،‬يتعلم المراقب بعد ذلك تفسير المشهد من خالل‬
‫تحديد أدلة "التبرع" وإعادة وزن اإلشارات السابقة‪ ،‬يمكن اآلن التقاط الحيوان المموه من خالل‬
‫انعكاس عينيه‪ ،‬أخيرً ا من خالل التجربة المتكررة ‪ ،‬يتغير نمط اإلدراك بالكامل ‪ ،‬ولم يعد المراقب‬
‫بحاجة إلى البحث بوعي عن العطاءات ‪ ،‬أو إضافة بيانات جديدة إلى إطار عمل قديم‪ .‬لقد حقق‬
‫صورة ستعمل بنجاح في الوضع الجديد ‪ ،‬تبدو طبيعية وصحيحة‪ .‬فجأة يظهر الحيوان المخفي بين‬
‫األوراق ‪" ،‬عادي كالنهار‪،‬بنفس الطريقة ‪ ،‬يجب أن نتعلم كيف نرى األشكال الخفية في‬
‫االمتداد الشاسع لمدننا لسنا معتادين على تنظيم وتصوير بيئة اصطناعية على هذا النطاق الواسع ؛‬
‫ومع ذلك فإن أنشطتنا تدفعنا نحو هذه الغاية‪ ،‬يعطي كيرت ساكس مثاالً على الفشل في إجراء‬
‫اتصاالت تتجاوز مستوى معين يتبع صوت وطبول الهنود الحمر من أمريكا الشمالية وتيرً ا مختل ًفا‬
‫تمامًا ‪ ،‬حيث يُنظر إلى االثنين بشكل مستقل‪ ،‬عند البحث عن تشبيه موسيقي خاص بنا ‪ ،‬يقوم‬
‫الرجل بتشكيل خدماتنا الكنسية ‪ ،‬حيث ال نفكر في تنسيق الجوقة بالداخل مع األجراس أعاله‪.‬‬
‫أُجبر اإلنسان البدائي على تحسين صورته البيئية من خالل تكييف تصوره مع المشهد المعطى‪،‬‬
‫يمكنه إحداث تغييرات طفيفة في بيئته باستخدام كايرنز ‪ ،‬ومنارات ‪ ،‬أو حرائق األشجار ‪ ،‬ولكن‬
‫التعديالت الجوهرية من أجل الوضوح البصري أو الترابط البصري كانت محصورة في مواقع‬
‫المنازل أو العبوات الدينية‪.‬‬
‫يمكن للحضارات القوية فقط أن تبدأ في العمل على بيئتها الكلية على نطاق واسع لم يكن إعادة‬
‫التشكيل الواعي للبيئة المادية واسعة النطاق ممك ًنا إال مؤخرً ا ‪ ،‬وبالتالي فإن مشكلة القدرة على‬
‫التخيل البيئي هي مشكلة جديدة‪ ،‬من الناحية الفنية ‪ ،‬يمكننا اآلن صنع قطع أرض جديدة تمامًا في‬
‫وقت قصير ‪ ،‬كما هو الحال في األراضي المستصلحة الهولندية‪ .‬هنا يتعامل المصممون مع مسألة‬
‫كيفية تكوين المشهد الكلي بحيث يسهل على المراقب البشري تحديد أجزائه وهيكلة الكل‪.‬‬

You might also like