You are on page 1of 1

‫خطبة عيد األضحى‬

‫الحمدهلل رب العالمين‪ ،‬هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر كبيرا‬
‫والحمد هلل كثيرا وسبحان هللا بكرة وأصيال وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا‬
‫محمدا عبده ورسوله‪ .‬اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فعيد األضحى فيه الكثير من معاني الفداء والتضحية‪ ،‬ومن أهمها ما كان من خليل الرحمن إبراهيم (عليه‬
‫السالم) حين رزقه هللا تعالى بإسماعيل (عليه السالم) بعد أن بلغ من الكبر عتيا‪ ،‬ثم رأى (عليه السالم) في منامه‬
‫أنه يذبح ولده الوحيد بعد أن بلغ معه السعي وأصبح قرة عين أبيه وسنده حيث يقول تعالى‪ {:‬فلما بلغ معه السعي‬
‫قال يا بنيّ إني أرى في المنام أ ّني أذبحك فانظر ماذا ترى}‪ ،‬فما كان من االبن إسماعيل (عليه السالم) إال أن‬
‫قال‪ {:‬يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء هللا من الصابرين}‪.‬‬

‫وألن المنحة تأتي بعدها المنحة‪ ،‬فقد جاءت عطاءات هللا ّ‬


‫عز وج ّل متتابعة بعد أن أظهر النبيان الكريمان (عليهما‬
‫السالم) ما في قلبهما من االستسالم ألمر هللا تعالى دون تردد أو تباطؤ‪ ،‬فكانت الشهادة الربانية لهما باإلحسان‬
‫عز وج ّل إلسماعيل (عليه السالم) بذبح عظيم حيث يقول تعالى‪ {:‬فلمّا‬ ‫وحسن المراقبة‪ ،‬وكان الفداء من هللا ّ‬
‫أسلما وتلّه للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد ص ّدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البالء‬
‫المبين * وفديناه بذبح عظيم}‪.‬‬

‫ومن ذلك الحين واألضحية شعيرة عظيمة حيث يقول نبينا صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬ضحوا فإنها سنة أبيكم‬
‫إبراهيم)‪ ،‬واألضحية فيها توسعة على النفس واألهل‪ ،‬وإكرام الجيران واألقارب واألصدقاء‪ ،‬والتصدق على‬
‫الفقراء والمساكين حيث يقول صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬ما عمل ابن آدم يوم النحر عمال أحب إلى هللا ّ‬
‫عز وج ّل من‬
‫هراقة دم‪ ،‬وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظالفها وأشعارها‪ ،‬وإن الدم ليقع من هللا ّ‬
‫عز وج ّل بمكان قبل أن يقع‬
‫على األرض‪ ،‬فطيبوا بها نفسا)‪.‬‬

‫على أننا نؤكد أنه ينبغي أن نجعل من ذبح األضحية مظهرا من مظاهر عظمة اإلسالم وعنوانا لرقيه وحضارته‪،‬‬
‫فال ُتذ َب ُح األضحية في األماكن العامة وال في مداخل العمارات وال في الشوارع وال أمام المساجد والمستشفيات؛‬
‫مما يتسبب في أذى الناس وضررهم‪ ،‬وانتشار األمراض بينهم‪ ،‬وقد حرم اإلسالم الضرر بكل أشكاله وصوره‬
‫حيث يقول صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬ال ضرر وال ضرار)‪.‬‬

‫الحمدهلل وهللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر‬
‫هللا أكبر كبيرا والحمد هلل كثيرا وسبحان هللا بكرة وأصيال‪ ،‬الحمدهلل وحده وصالة وسالما على سيدنا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫من أهم معاني األعياد التراحم والتكافل حيث يقول نبينا صلى هللا عليه وسلم عن الفقراء والمساكين‪ (:‬اغنوهم في‬
‫هذا اليوم)‪ ،‬فمن وسع على محتاج وسع هللا عليه‪ ،‬ومن فرج عن مسلم فرج هللا عنه‪ ،‬يقول النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ (:‬ومن فرج عن مسلم كربة فرج هللا عنه كربة من كربات يوم القيامة‪ ،‬ومن ستر مسلما ستره هللا يوم‬
‫القيامة)‪ ،‬ويقول صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬اللهم أعط منفقا خلفا)‪.‬‬
‫تقبل هللا منا ومنكم صالح األعمال وكل عام وأنتم بخير‪.‬‬

You might also like