You are on page 1of 13

‫ملتقى الدولي‪ :‬الاثجاهات الحديثة للتجارة الدولية و ثحديات التنمية املستدامة نحو رؤى مستقبلية واعدة للدول النامية

‪ 02‬ـ ‪ 03‬ديسمبر‪2019‬‬

‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬


‫‪The mutual impact between sustainable development and the environment‬‬
‫‪3‬‬
‫الدكتور عبيدة زىًن‪ ،* 1‬يوسف الباىي‪ ،2‬زلسن اثمر‬
‫‪ 1‬كلية العلوـ االقتصادية و التصرؼ بصفاقس ‪ -‬تونس‬
‫‪ 2‬كلية العلوـ االقتصادية و التصرؼ بصفاقس ‪ -‬تونس‬
‫‪ 3‬كلية العلوـ االقتصادية و التصرؼ بصفاقس ‪ -‬تونس‬

‫ملخص‪:‬‬

‫مل تربز إشكالية العبلقة بٌن البيئة والتنمية إال منذ فرتة قصًنة نسبيا‪ ،‬يرجع ذلك للعديد من األسباب‪ ،‬على رأسها حداثة مفهوـ البيئة نسبيا‪ ،‬كما أف االلتفات‬
‫إىل عبلقة ذلك ادلفهوـ بغًنه شلا حولو من مظاىر احلياة‪ ،‬مل تكن على ذلك النحو من العمق والنضج الذي كشف عن التقدـ العلمي فيما بعد إف كاف ذلك‬
‫معروفا على مستوى العامل الصناعي ادلتقدـ‪ .‬فالنمو ادلتواصل للنشاط االقتصادي وما صاحبو من تطور تكنولوجي وابتكار تقنيات حديثة الستغبلؿ ادلوارد‬
‫الطبيعية أثر على البيئة‪ ،‬وأصبح التلوث البيئي من بٌن ادلشاكل اخلطًنة اليت يعاين منها العامل‪ ،‬حبيث تفاقمت سلاطره وتعددت مظاىره مع انتقاؿ أاثره إىل كافة‬
‫الدوؿ‪ ،‬وقد جتلى التدىور البيئي يف ارتفاع مستوايت التلوث واستنزاؼ ادلوارد الطبيعية‪ ،‬األمر الذي يدفعنا إىل ضرورة العمل على حتقيق تنمية مستدامة حتافظ‬
‫على البيئة وتضمن احتياجات أجياؿ ادلستقبل‪.‬‬

‫لكلمات ادلفتاحية‪ :‬التنمية‪ ،‬البيئة‪ ،‬التنمية ادلستدامة‪ ،‬البعد البيئي‪ ،‬البعد التكنولوجي‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪development The economic development aims at ridding the poor countries of the features of under‬‬
‫‪in various aspects, is working to balance the growing community of productive capital and raise the‬‬
‫‪technical level of production methods used and address the manifestations of various types of‬‬
‫‪unemployment. With in the economic development the country can get rid of the economic‬‬
‫‪dependency of the outside world and to achieve rates of sustained growth in national income, and‬‬
‫‪that economic development it is also a means to reach specific goals and information, it is not an‬‬
‫‪end in itself but is intended to achieve the objectives of economic and political, which sets out in‬‬
‫‪advance. The strategy of development means the knowledge and determines the path of‬‬
‫‪development to reach the targets or goals to be achieved for a particular community through career‬‬
‫‪development and during the given period of time.‬‬
‫‪Key words: development,environment,susttainable development, environmental‬‬
‫‪dimension,technogical dimension‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬

‫متهيد ‪:‬‬
‫منذ أف تطور اإلنساف و اكتشف أعلية ادلوارد الطبيعية اليت وىبها لو هللا لينتفع هبا ويستغلها ألغراضو الشخصية‪،‬تطور كذلك تعاملو مع‬
‫البيئة اليت يعيش فيها‪،‬و كلما تقدـ يف ىذا التطور كلما تعقد ذلك التعامل بينهما‪ ،‬فمن طور اإلنساف ادلستعمل للموارد الطبيعية يف شكلها‬
‫اخلاـ انتقل إىل طور حتويل ادلادة إىل شكل قابل لئلستعماؿ خصوصا مع دخولو عصر الصناعة حيث ازداد ضغطو على البيئة بزايدة‬
‫األىداؼ اليت يسعى إىل حتقيقها من تنمية‬
‫و إنتاج و استهبلؾ‪ ،‬وأصبح يستغل ىذه ادلادة بشراسة فنتج عن ىذا الكثًن من ادلشاكل الناجتة عن سوء تدبًن اإلنساف للبيئة حبيث مل تعد‬
‫تكتسي صبغة زللية زلدودة و لكنها تفاقمت لتصبح انشغاال دوليا دلا ذلا من أتثًن على احلياة جبميع أشكاذلا‪،‬و لعل أكثر البلداف تضررا‬
‫من ادلشكبلت البيئية ىي الدوؿ النامية اليت ليست ذلا القدرات و اإلمكانيات الكافية ال على صعيد الوقاية و ال على صعيد العبلج‬
‫دلعاجلة اإلنعكاسات السلبية على التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬للتنمية‪،‬ولذلك تتمحور اإلشكالية الرئيسية يف ىذه الدراسة حوؿ ضرورة‬
‫البحث عن عن ىل ميكن حتقيق تنمية مستدامة منسجمة مع متطلبات البئية؟‪.‬‬
‫واليت تتفرع عنها عدة تساؤالت‪:‬‬
‫‪ ‬ما ىو اإلطار ادلفاىيمي لكل من التنمية ادلستدامة والبيئة ؟‬
‫‪ ‬ما ىي اآل ليات القانونية والوسائل ادلمكنة لتحقيق التوازف بٌن متطلبات النمو االقتصادي من جهة ‪ ،‬واالستغبلؿ العقبلين‬
‫للثروات البيئية واحلفاظ على االجياؿ ادلستقبلية من جهة اثنية؟‬
‫‪ ‬وأي عبلقة بٌن التنمية ادلستدامة و البيئة؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬بياف مفهوـ التنمية ادلستدامة وأىدافها وأبعادىا‬
‫‪ ‬إبراز مفهوـ البيئة مبختلف جوانبها سوى لغة أو اصطبلحا أو قانوف‪.‬‬
‫العقبلين للثروات البيئية وحتقيق تنمية‬ ‫‪ ‬احلماية القانونية للبيئة ابصدار تشريعات ختلق توازف بيناالستغبلؿ‬
‫مستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود عبلقة وطيدة بٌن البيئة و التنمية ادلستدامة‬
‫أمهية الدراسة‪:‬‬
‫أردان من ىذه الدراسة أو ىذه الورقة البحثية نبٌن من خبلذلا أبف التنمية ادلستدامة ىي من العناصر اليت تقوـ على تطوير ادلدف‬
‫واجملتمعات وكل اجلوانب االقتصادية واالجتماعية والبيئية ‪ ،‬والربط بٌن مفهومي التنمية ادلستدامة و البيئة وخلق توازف بينهما‪.‬‬
‫ىدف الدراسة‪:‬‬
‫هتدؼ ىذه الورقة البحثية يف معرفة ادلفاىيم اخلاصة ابلتنمية ادلستدامة و البيئة والعبلقة اليت ترببط بينهما ومدى أتثًن إحداعلا على االخرى‪.‬‬
‫منهج الدراسة ‪:‬‬
‫اعتمدت يف ىذا البحث على ادلنهج الوصفي ‪ ،‬أي على اجلانب النظري وادلفاىيم والتعريفات للتنمية ادلستدامة والبيئة‪.‬‬

‫احملور االول‪ :‬االطار ادلفاىيمي للتنمية ادلستدامة‬

‫‪385‬‬ ‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم التنمية ادلستدامة ‪:‬‬
‫التنمية ادلستدامة ىي ظلوذج شامل لؤلمم ادلتحدة ‪ ،‬مت توصيف مفهوـ التنمية ادلستدامة يف تقرير للجنة ببورتبلند ‪“ 1987‬التنمية اليت تليب‬
‫احتياجات احلاضر دوف ادلساس بقدرة األجياؿ ادلقبلة علي تلبية احتياجاهتا اخلاصة ‪ ، 1‬االستدامة ىي ظلوذج للتفكًن حوؿ ادلستقبل‬
‫االقتصادي الذي يضع يف احلسباف االعتبارات البيئية واالجتماعية واالقتصادية يف إطار السعي للتنمية وحتسٌن جودة احلياة ‪ ،‬ومن ىنا‬
‫ادلختلفة‬
‫‪.‬‬ ‫أصبحت التنمية ادلستدامة مطلباً أساسيا لتحقيق العدالة واإلنصاؼ يف توزيع مكاسب التنمية والثروات بٌن األجياؿ‬
‫ومن ىنا قد برزت زلاوالت عديدة لتعريف التنمية ادلستدامة منذ بداية ظهور ذلك ادلفهوـ سنة ‪ 1987‬وىي كاآليت‪:‬‬
‫حيث اتفقت دوؿ العامل يف مؤدتر األرض عاـ ‪ 1992‬علي تعريف التنمية ادلستدامة “أهنا ضرورة اصلاز احلق يف التنمية حبيث تتحقق علي‬
‫ضلو متساو احلاجات التنموية والبيئية ألجياؿ احلاضر وادلستقبل‪”.‬‬
‫تعريف اللجنة العادلية للبيئة والتنمية ‪:‬‬
‫اليت شكلتها األمم ادلتحدة لدراسة ىذا ادلوضوع وقدمت ىذا التعريف عاـ ‪ 1987‬بعنواف مستقبلنا ادلشرتؾ‬
‫أذا يعد ىذا التعريف شامبلً وسلتصراً للتنمية ادلستدامة بتعريف “أبهنا التنمية اليت تليب احتياجات احلاضر من دوف ادلساومة بقدرة‬
‫األجياؿ ادلقبلة علي تلبية احتياجاهتا‬
‫تعرؼ منظمة األغذية والزراعة (الفاو) التنمية ادلستدامة ( الذي مت تبنيو يف عاـ ‪ ” :1989‬أبهنا إدارة ومحاية قاعدة ادلوارد الطبيعية وتوجيو‬
‫التغًن التقين وادلؤسسي بطريقة تضمن حتقيق استمرار إرضاء احلاجات البشرية لؤلجياؿ احلالية وادلستقبلية ‪ .‬إف تلك التنمية ادلستدامة ( يف‬
‫الزراعة والغاابت وادلصايد السمكية ) حتمي األرض وادلياه وادلصادر الوراثية النباتية واحليوانية وال تضر ابلبيئة وتتسم أبهنا مبلئمة من الناحية‬
‫الفنية ومناسبة من الناحية االقتصادية ومقبولة من الناحية االجتماعية‪”.‬‬
‫وعرفت التنمية ادلستدامة من قبل ” أبهنا ذلك النشاط االقتصادي الذي يؤدى إيل االرتفاع ابلرفاىية االجتماعية مع اكرب قدر من احلرص‬
‫علي ادلوارد الطبيعية ادلتاحة وأبقل قدر من اإلضرار واإلساءة البيئية‬
‫]‪[2‬‬

‫اثنيا‪ :‬أىداف التنمية ادلستدامة وأبعادىا‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬أىداف التنمية ادلستدامة ‪:‬‬
‫للتنمية ادلستدامة مجلة من األىداؼ نذكر بعضها كاأليت]‪:[33‬‬
‫انسجاـ‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬حتقيق نوعية حياة أفضل للسكاف ‪،‬وذلك احلفاظ على نوعية البيئة واإلصبلح وغلب أف تكوف عبلقة تكامل و‬
‫‪ ‬وعي السكاف ابدلشكبلت البيئية القائمة ‪ :‬أي إحساسهم ابدلسؤولية ‪ ،‬وحثهم على ادلشاركة الفعالة ‪ ،‬وتقدًن برامج ومشاريع‬
‫التنمية ادلستدامة ‪.‬‬
‫‪ ‬احرتاـ البيئة الطبيعية ‪ :‬من خبلؿ الرتكيز على العبلقة بٌن نشاطات السكاف ‪.‬‬
‫‪ ‬حتقيق استخداـ عقبلين للموارد ‪ :‬أي نتعامل مع ادلوارد على أهنا موارد زلدودة ‪ ،‬دوف استنزافها أو تدمًنىا ‪ ،‬تعمل على‬
‫استخدامو بشكل عقبلين ‪.‬‬
‫‪ ‬ربط التكنولوجيا احلديثة أبىداؼ اجملتمع ‪ :‬وذلك من خبلؿ توعية السكاف أبعلية التقنيات ادلختلفة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أبعاد التنمية ادلستدامة ‪:‬‬

‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬ ‫‪386‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬

‫للتنمية ادلستدامة أربعة أبعاد ال تتحقق إال إذا كانت رلتمعة معا وىي كالتايل‬
‫أ‪ -‬البعد االقتصادي ‪:‬‬
‫وىو يعترب اإلنتاج الذي يغطي حاجيات اإلنساف ابدلواد األساسية وػلسن رفاىيتو ومستوى عيشو ‪ ،‬وىذا ما يستدعي تطوير القدرات‬
‫اإلنتاجية والتقنيات ادلتاحة عرب دعم البحث العلمي ‪ ،‬كما يتم حتيز ادلقاولٌن على االستثمار ‪ ،‬وتبين أساليب اإلنتاج واإلدارة احلديثة من‬
‫أجل مضاعفة اإلنتاجية ‪.‬‬
‫حيث يسعى ىذا البعد إىل زايدة رفاىية اجملتمع إىل أقصى حد ‪ ،‬وكذلك القضاء على الفقر من خبلؿ استغبلؿ ادلوارد الطبيعية ‪ ،‬وذلك‬
‫يتم إبيقاؼ تبديد ادلوارد الطبيعية وادلساواة يف توزيع ادلوارد واحلد ‪ ،‬والتوزيع العادؿ يف الدخل ]‪ ، [4‬حيث ىذا البعد يتعلق برفع مؤشرات‬
‫]‪[5‬‬
‫كل من التنمية االقتصادية والتنافسية والنمو االقتصادي ‪ ،‬واإلبداع والتنمية الصناعية ‪،‬وكل ما يتعلق هبا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬البعد االجتماعي‪:‬‬
‫يركز ىذا البعد على توزيع عادؿ للثروة وللموارد الطبيعية ومنظومة ضريبية عادلة ‪ ،‬وإرساء نظاـ محاية اجتماعية يوفر احلق جلميع أفراد‬
‫اجملتمع بدوف دتييز ي احلصوؿ على اخلدمات الصحية ‪ ،‬والتأمٌن ضد أخطار احلياة ‪ ،‬حتسٌن نوعية حياة اإلنساف ‪ ،‬وتوفًن فرص العمل لو‬
‫زايدة إىل ذلك ترقية الصحة والتعليم ‪ ،‬وزايدة معارفو ومهارتو ‪ ،‬من أجل حتسٌن أدائهم يف العمل واإلنتاج]‪.[6‬‬
‫د‪ -‬البعد البيئي‪:‬‬
‫‪ ‬ا﵀افظة على األراضي الزراعية من التوسع العمراين التصحر واالضلراؼ ‪ ،‬وال يتأتى ذلك االصلراؼ إال اب﵀افظة على الغطاء النبايت‬
‫والغاابت من خبلؿ عدـ اإلفراط يف استخداـ األمسدة ‪.‬‬
‫‪ ‬ا﵀افظة على ادلياه السطحية واجلوفية وموارد ادلياه العذبة ‪ ،‬ورع كفاءة استخداـ ادلياه يف التنمية الزراعية والصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬محاية ادلناخ من االحتباس احلراري ‪،‬وزايدة مستوى سطح البحر فوؽ البنفسجية وذلك من أجل زايدة فرص لؤلجياؿ القادمة‬
‫]‪.[7‬‬
‫]‪[8‬‬
‫اثلثا‪:‬خصائص التنمية ادلستدامة ‪:‬‬
‫تتميز التنمية ادلستدامة مبجموعة من اخلصائص جتعلها عملية شاملة ومتواصلة ‪:‬‬
‫‪ .1‬تنمية شاملة ومتكاملة‬
‫‪ .2‬تنمية مستمرة‬
‫‪ .3‬تنمية عادلة‬
‫‪ .4‬تنمية عادلة‬
‫‪ .5‬التنمية اليت ال جتين الثمار لؤلجياؿ احلالية على حساب األجياؿ القادمة‬
‫‪ .6‬التنمية الرشيدة دوف إسراؼ أو سوء استخداـ أو استغبلؿ‬
‫‪ .7‬التنمية ادلستمرة ىي اليت تراعي البعد البيئي يف مجيع مشروعاهتا‬
‫‪ .8‬التنمية ادلستمرة ىي اليت تعظم من قيمة ادلشاركة الشعبية أو مشاركة ادلواطنٌن يف مجيع مراحل العمل التنموي‪.‬‬
‫وىناؾ من حدد خصائص للتنمية ادلستدامة نذكرىا كاأليت]‪: [9‬‬
‫_ التنمية ادلستدامة تنمية طويلة األمد‪ ،‬حيث أتخذ بعٌن االعتبار حقوؽ األجياؿ القادمة يف موارد األرض وتسعى إىل محايتها‪.‬‬

‫‪387‬‬ ‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬
‫تؤدي إىل حتسٌن األوضاع ادلاديّة‬‫تليب احتياجات الفرد األساسيّة والضروريّة من الغذاء‪ ،‬والكساء‪ ،‬واحلاجات الصحيّة والتعليمية اليت ّ‬ ‫_ ّ‬
‫أولوايهتا فعناصر البيئة منظومةٌ متكاملةٌ واحلفاظ على التوازف ما بٌن ىذه‬
‫احليوي‪ ،‬وىذا من ّ‬
‫ّ‬ ‫ابلتنوع‬
‫واالجتماعيّة للبشر دوف اإلضرار ّ‬
‫العناصر ّيوفر بيئةً صحيةً لئلنساف‪.‬‬
‫_ حتافظ على عناصر ا﵀يط احليوي ومركباتو األساسيّة‪ ،‬مثل‪ :‬اذلواء وادلاء؛ حيث تشرتط اخلطط عدـ استنزاؼ ادلوارد الطبيعيّة يف ا﵀يط‬
‫احليوي‪ ،‬وذلك برسم اخلطط واالسرتاتيجيات اليت حت ّدد طرؽ استخداـ ىذه ادلوارد مع ا﵀افظة على قدرهتا على العطاء‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫_ تعتمد على التنسيق بٌن سلبيّات استخداـ ادلوارد واجتاىات االستثمارات؛ حيث تعمل مجيعها ابنسجاـ داخل منظومة البيئة‪ ،‬مبا ػل ّقق‬
‫‪.‬‬ ‫التنمية ادلتواصلة ادلنشودة‬
‫رابعا‪:‬مؤشرات القياس وآليات ادلتابعة للتنمية ادلستدامة ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مؤشرات القياس للتنمية ادلستدامة‬
‫صدر سنة ‪ 1996‬عن جلنة التنمية ادلستدامة ادلنبثقة عن األمم ادلتحدة رلموعة من ادلؤشرات لقياس التنمية ادلستدامة اليت تضم أبعاد‬
‫التنمية ادلستدامة األربعة وىي ‪:‬‬
‫]‪[10‬‬
‫ادلؤشرات االقتصادية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬نصيب الفرد من الناتج ا﵀لي ‪ ،‬حيث يقيس الناتج االقتصادي اإلمجايل النسيب‬
‫للسكاف وأعلية ىذا ادلؤشر بتوضيح معدالت النمو االقتصادي وحتديد مستوى اإلنتاج الكلي وحجمو ‪ ،‬ال يقيس مباشرة التنمية‬
‫ادلستدامة ‪،‬بل مهم ابلنسبة للجوانب االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ 2‬الصادرات من السلع واخلدمات إىل الواردات ‪:‬حيث يبٌن ىذا ادلؤشر قدرة البلد على‬
‫االستًناد ومواجهة ادلنافسة يف حتسٌن التجارة وزايدة القدرة اإلنتاجية وزايدة االبتكار وادلعرفة‪.‬‬
‫تغًن نصيب الفرد من استهبلؾ الطاقة ‪ :‬وىو ادلؤشر الذي يقيس التقدـ ا﵀قق يف بلد ما حيث يعترب نصيب الفرد من استهبلؾ‬ ‫‪3‬‬
‫الطاقة التجارية مؤشرا على التنمية االقتصادية الشاملة‬
‫‪ ‬مؤشرات بيئية واجتماعية‪ :‬ىناؾ من يرى فكرة االستدامة تعتمد على‪:‬‬
‫]‪[11‬‬

‫مؤشرين ‪ ،‬األوؿ بيئي ويسمى ابلبصمة االيكولوجية ‪ ،‬والثاين اجتماعي يسمى مبؤشر التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫فالبصمة االيكولوجية تسمح بقياس ادلساحة ادلستغلة من أجل التنمية أما ادلؤشر للتنمية االجتماعية يشمل عدة عناصر ‪ ،‬الفقر والبطالة ‪،‬‬
‫ونوعية احلياة والتعليم والنمو السكاين ‪ ،‬حيث أف االقتصادايت اليت دتتاز ابالستدامة ‪ ،‬ىي تلك اليت تسعى إىل توفًن واحرتاـ الشرطٌن معا‬
‫ويف آف واحد‪.‬‬
‫_ فبل ؽلكن الوصوؿ إىل التنمية االجتماعية بدوف الوصوؿ إىل حد أدىن إال إذا مت توفًن التعليم والصحة ‪ ،‬والسكن ادلبلئم ‪ ،‬والعمل‬
‫ادلناسب لقدرات اإلنساف ‪ ،‬والسيما األمن والتامٌن االجتماعي ‪ ،‬والقضاء على االستغبلؿ ‪ ،‬وعدـ تكافؤ الفرص ‪.‬‬
‫_ وابلرغم من ىذا االىتماـ ادلتزايد بتحقيق االستدامة ( احلايل للدوؿ خاصة منها النامية ال يسمح بتحقيق تلك ادلستدامة وىذا نظرا‬
‫لتفاقم الفقر بكل أشكالو ومكوانتو وأعلها األمية ‪ ،‬تفاقم البطالة ‪ ،‬ارتفاع نسبة الوفيات وغًنىا)‪.‬‬
‫_ ادلسالة االجتماعية مرتبطة ارتباطا وثيقا ابلنمو والتطور االقتصادي ‪،‬وأف حتقيق التنمية ادلستدامة ؽلر عرب معاجلة ادلسائل االجتماعية‬
‫وأعلها مشكلتا العمل والبطالة ‪،‬وىذين العنصرين (احللقة ادلفقودة يف معادلة النمو والفقر وترابطاتو األمن واالستقرار االجتماعي )‪ ،‬حتسٌن‬
‫معدالت النمو االقتصادي أي احلد من الفقر وكل ظلو يف االقتصاد ػلد من الفقر بشكل فعاؿ إال من خبلؿ تنشيط ظلو العمالة واطلفاض‬
‫البطالة‪.‬‬

‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬ ‫‪388‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬

‫جدول مؤشرات قياس االستدامة‬


‫االستدامة البيئية‬ ‫االستدامة االجتماعية‬ ‫االستدامة االقتصادية‬ ‫القضية‬
‫ضماف احلماية الكافية‬ ‫أتمٌن احلصوؿ على ادلياه‬ ‫ضماف إمداد كايف ورفع كفاءة‬
‫للمجمعات ادلائية وادلياه اجلوفية‬ ‫النظيفة الكافية لبلستعماؿ‬ ‫استخداـ ادلياه يف التنمية الزراعية‬
‫ادلنزيل والزراعية الصغًنة لؤلغلبية وموارد ادلياه العذبة وانضمتها‬ ‫والصناعية‬ ‫ادلياه‬
‫االيكولوجية‬ ‫الفقًنة‬
‫فرض معايًن للهواء و ادلياه و‬ ‫فرض معايًن للهواء و ادلياه و‬ ‫زايدة اإلنتاجية من خبلؿ الرعاية‬
‫الضوضاء حلماية صحة البشر و الضوضاء حلماية صحة البشر و‬ ‫الصحية و الوقائية و حتسٌن الصحة و‬
‫ضماف الرعاية الصحية األولية‬ ‫ضماف الرعاية الصحية األولية‬ ‫األماف يف مواقع العمل‬ ‫الصحة‬
‫لؤلغلبية الفقًنة ضماف احلماية لؤلغلبية الفقًنة ضماف احلماية‬
‫الكافية للموارد االيكولوجية و الكافية للموارد االيكولوجية و‬
‫األنظمة الداعمة للحياة‬ ‫األنظمة الداعمة للحياة‬
‫ضماف احلصوؿ االستخداـ‬ ‫ضماف احلصوؿ االستخداـ‬ ‫ضماف اإلمداد الكايف و االستعماؿ‬ ‫ادلأوى و اخلدمات‬
‫ادلستداـ أو ادلثايل لؤلراضي و‬ ‫ادلستداـ أو ادلثايل لؤلراضي و‬ ‫الكفء دلوارد البناء و نظم ادلواصبلت‬
‫الغاابت و الطاقة و ادلوارد‬ ‫الغاابت و الطاقة و ادلوارد‬
‫ادلعدنية‬ ‫ادلعدنية‬
‫خفض اآلاثر البيئية للوقود‬ ‫ضماف احلصوؿ على الطاقة‬ ‫ضماف اإلمداد الكايف و االستعماؿ‬
‫الكافية لؤلغلبية الفقًنة خاصة احلف ري على النطاؽ ا﵀لي و‬ ‫الكفء للطاقة يف رلاؿ التنمية‬
‫اإلقليمي و العادلي و التوسع يف‬ ‫بدائل الوقود اخلشيب‬ ‫الصناعية و ادلواصبلت و االستعماؿ‬ ‫الطاقة‬
‫تنمية و استعماؿ على الغاابت‬ ‫ادلرتيل‬
‫و البدائل ادلتجددة األخرى‬
‫ضماف اإلاتحة الكافية للتعليم إدخاؿ البيئة يف ادلعلومات‬ ‫ضماف وفرة ادلتدربٌن لكل القطاعات‬ ‫التعليم‬
‫للجميع من اجل حياة صحية العامة و الربامج التعليمية‬ ‫االقتصادية األساسية‬
‫و منتجة‬
‫ضماف االستعماؿ ادلستداـ‬ ‫دعم ادلشاريع الصغًنة و خلق‬ ‫زايدة الكفاءة االقتصادية و النمو و‬ ‫الدخل‬
‫للموارد الطبيعية الضرورية للنمو‬ ‫وظائف لؤلغلبية الفقًنة يف‬ ‫فرص العمل يف القطاع الرمسي‬
‫االقتصادي يف القطاعات‬ ‫القطاع غًن الرمسي‬
‫الرمسية و غًن الرمسية‬
‫ادلصدر ‪ :‬ابتر دمحم علي وردـ ‪،‬العامل ليس للبيع ‪ ،‬سلاطر العودلة على التنمية ادلستدامة ‪ ،‬دار األىلية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2003‬ص‪194‬‬

‫خامسا‪:‬آليات حتقيق التنمية ادلستدامة‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬إدارت ادلوارد الطبيعية‪:12‬‬
‫صيانة ادلوارد الطبيعية ىي إدارة ومحاية ادلوارد الطبيعية‪ ،‬واستخدامها حبكمة ‪.‬وتتضمن ادلوارد الطبيعية َّكل األشياء اليت تساعد على تدعيم‬
‫احلياة‪ ،‬مثل ضوء الشمس وادلاء والرتبة وادلعادف‪ .‬وتعد النبااتت واحليواانت أيضاً موارد طبيعية ‪.‬‬
‫طبيعية كثًنةٍ‪ .‬ويظل استخدامنا ذلذه ادلوارد‪ ،‬يتزايد بتزايد عدد السكاف‪ ،‬وابلتايل يرتفع مستوى‬
‫ٍ‬ ‫تضم األرض إمدادات زلدود ًة من موارد‬
‫ُّم‬
‫معيشتنا‪ .‬ويعمل ادلهتموف ابلصيانة من أجل ضماف أف البيئة ؽلكن أف تستمر يف اإلمداد حباجات الناس‪ .‬وبدوف الصيانة سوؼ تتبدد‬
‫موارد األرض وتتدىور أو خترب ‪.‬‬

‫‪389‬‬ ‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬
‫تتضمن الصيانة رلموعة كبًنة ومتنوعة من النشاطات‪ .‬ويعمل ادلهتموف ابلصيانة على احلفاظ على األرض الزراعية منتجةً‪ .‬وىم يديروف‬
‫وتزود الناس بفرص الرتفيو ‪ .‬ويعملوف على إنقاذ ادلناطق الطبيعية واحلياة الفطرية من‬ ‫ِ‬
‫الغاابت لتوفّر األخشاب‪ ،‬وتوفّر ادلأوى للحياة الفطرية‪ّ ،‬‬
‫أيضا عن‬
‫ختريب اإلنساف‪ .‬وىم ػلاولوف إغلاد الطرؽ لتنمية ادلوارد ادلعدنية‪ ،‬واستخدامها بدوف اإلضرار ابلبيئة‪ .‬ويبحث ادلنادوف ابلصيانة ً‬
‫طرؽ آمنة‪ ،‬ؽلكن االعتماد عليها‪ ،‬وتساعد على تلبية حاجات العامل من الطاقة‪ .‬وابإلضافة لذلك‪ ،‬يعملوف لتحسٌن احلياة يف ادلدينة‪،‬‬
‫ابلبحث عن حلوؿ لتلك ادلشكبلت مثل تلوث اذلواء‪ ،‬والتخلص من النفاايت‪ ،‬والفساد احلضري ‪.‬‬
‫‪: 13‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬التنمية االقتصادية‬
‫والصحة‬ ‫ىو اإلجراءات ادلستدامة وادلنسقة اليت يتخذىا صناع السياسة واجلماعات ادلشرتكة‪ ،‬واليت تساىم يف تعزيز مستوى ادلعيشة‬
‫االقتصادية دلنطقة معينة‪ .‬كذلك‪ ،‬ؽلكن أف تشًن التنمية االقتصادية إىل التغًنات الكمية والنوعية اليت يشهدىا االقتصاد‪ .‬وؽلكن أف تشمل‬
‫ىذه اإلجراءات رلاالت متعددة‪ ،‬من بينها رأس ادلاؿ البشري والبنية التحتية األساسية والتنافس اإلقليمي واالستدامة البيئية والشمولية‬
‫‪.‬وؼلتلف مفهوـ التنمية االقتصادية عن النمو‬ ‫فضبل عن غًنىا من اجملاالت األخرى‬
‫االجتماعية والصحة واألمن والقراءة والكتابة‪ً ،‬‬
‫االقتصادي ‪ .‬فبينما تشًن التنمية االقتصادية إىل مساعي التدخل يف السياسات هبدؼ ضماف الرفاىية االقتصادية واالجتماعية لؤلشخاص‪،‬‬
‫يشًن النمو االقتصادي إىل ظاىرة اإلنتاجية يف السوؽ واالرتفاع يف معدؿ الناتج ا﵀لي اإلمجايل ‪ (GDP).‬وبناءً على ذلك‪ ،‬يشًن اخلبًن‬
‫االقتصادي أمارتيا سٌن إىل أف‪" :‬النمو االقتصادي ىو أحد جوانب عملية التنمية االقتصادية ”‬
‫الفرع الثالث‪:‬محاية البيئة‪:14‬‬
‫ىي فلسفة واسعة وحركة اجتماعية ظهرت بشكل واسع إزاء ادلخاوؼ اليت تتعرض ذلا بيئة كوكب األرض ‪,‬من تلوث وتغًنات مناخية‬
‫خطًنة مثل األحتباس احلراري وتعاظم سلاطر ظاىرة النينو وتقوـ فلسفة محاية البيئة على االقبلؿ من تلوث البيئة واحلفاظ عليها‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪:‬التنمية االجتماعية‪:15‬‬
‫التنمية االجتماعية ىي عمليات تغًن اجتماعي تلحق ابلبناء االجتماعي ووظائفو بغرض إشباع احلاجات االجتماعية للفرد واجلماعة مبعىن‬
‫أهنا عملية تغًن اجتماعي لكافة األوضاع التقليدية من أجل إقامة بناء اجتماعي جديد ينبثق عنو عبلقات جديدة وقيم مستحدثة تشبع‬
‫رغبات وحاجات األفراد وتطلعاهتم وال يتم ذلك إال عن طريق دفعة قوية ألحداث تغًنات كيفية وإلحداث التقدـ ادلنشود‪ ،‬فالتنمية الشاملة‬
‫ىي‪ :‬تلك العمليات ادلستهدفة خللق التقدـ االجتماع واالقتصادي للمجتمع ككل معتمدة على إسهاـ اجملتمع ا﵀لى وادلشاركة الشعيب‬
‫الفرع اخلامس‪:‬احلفاظ على الرتاث الثقايف‪:16‬‬
‫تخصص بتعزيز دواـ ادلعامل الثقافيّة والفنيّة‪ ،‬وذلك عن طريق محايتها وإنقاذىا من قِبَل ادلرِّشلٌن‪،‬‬
‫حفاظ اإلرث الثقايف ىو نشاط مهين م ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫واحرتاـ أعليتها التارؼليّة واالجتماعيّة‪ .‬يرّكز ىذا الرتميم على محاية الرتاث الثقايف ادلادي ورعايتو مبا يف ذلك األعماؿ الفنيّة والعمارة‬
‫واآلاثر ورلموعات ادلتاحف‪ ،‬حيث يشمل رعاية وإدارة تلك اجملموعات ‪.‬‬
‫يشمل حفاظ الرتاث الثقايف احلماية واالستعادة ابستخداـ أي أسلوب يثبت فعاليتو يف احلفاظ على خاصيّة ذلك اإلرث يف أقرب‬
‫صورة شلكنة إىل وضعو األصلي قدر ادلستطاع ‪.‬كما تشمل أنشطتو على احلفاظ الوقائي والفحص والتوثيق واألحباث وادلعاجلات‬
‫والتعليم ‪.‬‬

‫احملور الثاين‪:‬االطار ادلفاىيمي للبيئة‬

‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬ ‫‪390‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬

‫مفهوم البيئة ‪:‬نعرض يف ىذا ادلطلب تعريف البيئة اللغوي و االصطبلحي و القانوين‪،‬فضبل عن بياف عناصر البيئة زلل احلماية‬
‫القانونية ‪.‬‬
‫تعريي البيئة للةً‪:‬‬
‫أت‬
‫وتبو ُ‬
‫رجع ‪َّ .‬‬ ‫األصل اللغوي لكلمة بيئة ىو اجلذر )ب و أ (‪ ،‬قاؿ ابن منظور يف لساف العرب‪ :‬بػَ َوأَ‪ :‬ابء إىل الشيء يَبوء بَوءًا؛ أي َ‬
‫اإلؽلَا َف ﴾ احلشر‪ ،]9 :‬جعل اإلؽلاف زلبلًّ ذلم على ادلثل‪ ،‬وإنو حلسن البيئة؛‬‫منزالً؛ أي نَزلتُو‪ ،‬وقولو ‪ -‬تعاىل ‪ ﴿ -:‬والَّ ِذين تَػبَػ َّوُؤوا الدَّار و ِْ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التبوء‪ ،‬والبيئة والباءة وادلباءة‪ :‬ادلنزؿ‪ ،‬وابءت بيئَة سوء‪ ،‬على مثاؿ ) بيعة( ‪:‬أي حباؿ سوء‪.‬‬ ‫أي ‪:‬ىيئة ُّم‬
‫ستعمل اليوـ ‪ -‬مل يكن اخليار األوؿ‬ ‫ِ‬
‫وقد متَّ استعماؿ كلمة البيئة مبعىن احلاؿ الراىن للمكاف ا﵀يط ابإلنساف ‪ -‬وىو تقريبًا ادلعىن ادلُ َ‬
‫ستعمبلً بسبلسة ووضوح؛ ذلك أف ادلقصود‬ ‫كل فادلُصطَلح قطع ىذه ادلرحلة وابت ُم َ‬ ‫والوجو األكثر استعماالً عند العرب‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫‪18‬‬
‫ابلبيئة عند أكثر ادلتح ِّدثٌن هبا ىو‪ :‬ادلكاف أو احليِّز ادلحيط ابإلنساف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫البيئة يف االصطالح العلمي ادلعاصر‪:‬‬
‫عرؼ البيئة أبهنا‪ :‬كل ما ُػليط ابإلنساف من أشياء تؤثر على الصحة‪ ،‬فتشمل ادلدينة أبكملها‪ ،‬مساكنها‪ ،‬شوارعها‪ ،‬أهنارىا‪ ،‬آابرىا‪،‬‬ ‫تُ َّ‬
‫شواطئها‪ ،‬كما تشمل كل ما يَتناولو اإلنساف من طعاـ وشراب‪ ،‬وما يلبسو من مبلبس‪ ،‬ابإلضافة إىل العوامل اجلوية والكيميائية‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫وغًن ذلك‪.‬‬
‫اآلخر‪ :‬أوذلما البيئة احليوية؛ وىي كل ما‬ ‫ِ‬
‫أيضا ما قالو البعض‪ :‬إف للبيئة مفهومٌن يُكمل بعضهما َ‬ ‫ومن تعريفات البيئة يف ىذا العلم ً‬
‫وتشمل موارد ادلياه‪،‬‬
‫ؼلتص حبياة اإلنساف وبعبلقتو ابدلخلوقات احلية‪ ،‬احليوانية والنباتية اليت تَعيش معو‪.‬أما اثنيهما فهي البيئة الطبيعية‪َ ،‬‬
‫ُّم‬
‫والفضبلت‪ ،‬والتخلُّمص منها‪ ،‬واحلشرات وتربة األرض‪ ،‬وادلساكن‪ ،‬واجلو ونَقاوتو أو تلوثو‪ ،‬والطقس‪ ،‬وغًن ذلك من اخلصائص الطبيعية‬
‫‪20‬‬
‫للوسط‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وىناؾ َمن عرؼ البيئة من الناحية العِلميَّة أبهنا‪" :‬رلموع العناصر الطبيعية اليت تُكيِّف حياة اإلنساف‪.‬‬
‫ادلفهوم القانوين للبيئة ‪ :‬على الرغم من كثرة النصوص القانونية الدولية و الوطنية اليت تناولت موضوع البيئة و احلماية‪،‬إال أهنا مل تزؿ‬
‫قاصرة يف تعريف موحد للبيئة أو للعناصرادلكونة ذلا ‪ ،‬وىذا ما يؤدي إىل اختبلؼ الرأي حوؿ العناصر البئية ادلقصودة ابحلماية‪،‬أيراد‬
‫هبا العناصر الطبيعية فقط أـ يضاؼ إليها العناصر ادلنشأة بفعل اإلنساف؟‬
‫‪ - 1‬البيئة يف االتفاقات الدولية‪ :‬أعطى مؤدتر ستكهومل للبيئة معىن واسع حبيث حبيث تدؿ على أهنا رصيد ادلوارد ادلادية و‬
‫‪22‬‬
‫االجتماعية ادلتاحة يف وقت ما و يف مكاف ما إلشباع حاجات اإلنساف وتطلعاتو‪.‬‬
‫‪ - 2‬البيئة يف التشريع اجلزائري‪:‬حصر ادلشرع اجلزائري مدلوؿ البيئة ضمن العناصر الطبيعية وىذا يف إطار ضبط دلفاىيم ادلصطلحات‬
‫اخلاصة بقانوف محاية البيئة يف إطار التنمية ادلستدامة حيث جاء يف ىذا القانوف على أف البيئة تتكوف من ادلوارد الطبيعية‬
‫البلحيوية و احليوية كاذلواء و اجلو و ادلاء و األرض وابطن األرض واحليواف و النبات مبا يف ذلك الرتاث الوراثي وأشكاؿ‬
‫‪23‬‬
‫التفاعل بٌن ىذه ادلوارد وكذا بٌن األماكن و ادلناظر وادلعامل الطبيعية‪.‬‬

‫االىتمام العادلي ابلبيئة ‪:‬‬

‫‪391‬‬ ‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬
‫‪ ‬إنشاء الوزارات والدوائر وادلؤسسات ادلعنية اب﵀افظة على البيئة زللياً وعادلياً‪.‬‬
‫‪ ‬صدور كثًن من القوانٌن على ادلستوى ا﵀لي يف معظم أقطار العامل مثل قانوف محاية البيئة وقانوف األثر البيئي للمشروعات‬
‫التنموية‪.‬‬
‫‪ ‬وضع معايًن ومواصفات دللواثت ادلاء واذلواء والرتبة‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة مناطق زلمية حلماية احلياة الربية مثل ا﵀ميات الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬إجراء رلموعة من البحوث ادلتعلقة بتنظيف مصادر البيئة ‪ ،‬ووضع أسس يسرتشد هبا عند إقامة كافة الصناعات لتقييم األثر‬
‫البيئي‪.‬‬
‫‪ ‬توعية ادلواطنٌن مبشكبلت البيئة عن طريق وسائل األعبلـ ‪ ،‬والكتب ادلدرسية والندوات‪.‬‬
‫‪ ‬عقد كثًن من ادلؤدترات الدولية للتباحث يف شئوف البيئة من جوانبها العلمية والعملية والرتبوية‪.‬‬
‫‪ ‬تشكيل كثًن من اذليئات وادلنظمات العادلية لعمل برامج للمتغًنات الطبيعية دلصادر البيئة واحلياة الربية ‪ ،‬واآلاثر ادلرتتبة على ذلك‬
‫‪ ،‬وحتديد األخطاراليت هتدد األماكن األثرية والسياحية ‪ ،‬مثل التلوث الكيميائي للهواء ‪.24‬‬
‫مشاكل البيئة‪:‬تتعرض البيئة إىل مشاكل عديدة أعلها التلوث البئيي واستنزاؼ ادلصادر الطبيعية‪:‬‬
‫‪ /1‬التلوث البيئي‪:‬ويشمل (تلوث ادلاء ‪،‬اذلواء‪،‬والغذاء)‪،‬وجاء يف األحكاـ العامة لقانوف البيئة *تلوث البيئة يعين أي تغيًن يف خواص‬
‫البيئة شلا قد يؤدي بطيقة مباشرة أو غًن مباشر إىل اإلضرار ابلكائنات احلية أو ادلنشأت و يؤثر على شلارسة اإلنساف حلياتو الطبيعية*‬
‫‪ /2‬استنزاف ادلوارد الطبيعية‪ :‬استنزاؼ ادلوارد الطبيعية أحد العوامل ادلؤثرة على البيئة حيث أدى االستخداـ ادلفرط للتكنولوجيا إىل‬
‫حدوث ضغوط على البيئةشلا يؤدي إىل تدمًن جزء كبًن من رأس ادلاؿ الطبيعي‪،‬ودتثل ىذا االستنزاؼ عموما فيما يلي‪:‬إزالة األشجار‬
‫‪25‬‬
‫تسبب يف التصحر‪،‬اجراؼ الرتبة‪،‬اقراض بعض احليوانت الربية و البحرية ابإلضافة إىل نفاذ بعض مصادر الطاقة كالبرتوؿ‪.‬‬
‫احملور الثالث‪:‬العالقة بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬
‫أوال‪ :‬الربط بني التنمية ادلستدامة والبيئة‪:‬‬
‫تتباين التعاريف حوؿ التفسًنات ادلتعلقة بتنفيذ التنمية ادلستدامة مابٌن تلك اليت تتبىن الرتكيز الضيق على االقتصاد و اإلنتاج إىل تلك‬
‫اليت تدعو إىل استيعاب واسع للثقافة و البيئة ‪،‬بل واعتبار ىذه األخًنة احد أبعادىا‪ ،‬فينشأ أتثًن متبادؿ بٌن ادلفهومٌن‪:‬البيئة و التنمية‬
‫ادلستدامة‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬البيئة أحد أبعاد التنمية ادلستدامة ‪ :‬تركز فلسفة التنمية ادلستدامة على حقيقة مفادىا أف االىتماـ ابلبيئة ىو أساس‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث أف ادلوارد الطبيعية ادلوجودة من تربة ومعادف وغاابت وزراعات وحبار واهنار‪ ..‬ىي أساس نشاط تنموي زراعي‬
‫صناعي ‪.‬ولتحقيق النمو االقتصادي واالجتماعي غلب ا﵀افظة على منظومة ادلوارد البيئية‪،‬أي ضرورة التوفيق بٌن متطلبات محاية البيئة‬
‫ومتطلبات التنمية االقتصادية بتحقيق التنمية دوف ادلساس ابدلوارد الطبيعية عن طريق مراعاة البعد البيئي عند إعداد السياسات‬
‫‪26‬‬
‫االقتصادية التنموية‪.‬‬
‫وجاء يف تقرير اللجنة العادلية للتنمية والبيئ )‪ (1789‬بعنواف "مستقبلنا ادلشرتؾ" التأكيك على أمية حتقيق التوازف بٌن قدرة التنمية‬
‫‪27‬‬
‫على تلبية احلاجات ادلشروعة يف احلاضر دوف اإلخبلؿ بقدرة النظم البيئية على تلبية حاجات األجياؿ ادلستقبلية‪.‬‬
‫ومع أف مفهوـ التنمية ادلستدامة كاف ؽلثل ا﵀وراألساسي للنقاش يف قمة األض الثانية حوؿ التنمية ادلستدامة ادلنعقدة يف‬
‫جوىانسربغ(‪ )2002‬وحضرىا شلثلي أكثر من‪160‬دولة هبدؼ إزالة التناقضات بٌن التنمية االقتصادية ومحايةالبيئةإالأف النتائج‬
‫جاءت سليبة لآلماؿ‪ ،‬حيث أكد البعض استحالة جتنب حدوث ادلزيد من التدىور يف البيئة واالستغبلؿ ادلفرط للموارد الطبيعية‪.‬‬

‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬ ‫‪392‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬

‫وقد أنشئت جلنة التنمية ادلستدامة لؤلمم ادلتحدة هبدؼ تطبيق جهود منظمة األمم ادلتحدة يف رلاؿ إدماج محاية البيئة يف سياسات‬
‫الدوؿ ادلتعلقة ابلتنمية االقتصادية بعد مؤدتر ريو‪ ،‬وتقوـ ابدلتابعة عن طريق رصد وتقدًن التقارير عن تنفيذ االتفاقيات على ادلستوايت‬
‫ا﵀لية واإلقليمية والدولية‪.28‬‬
‫ورغم اختبلؼ التعاريف حوؿ التنمية ادلستدامة ‪ 29‬بٌن التعاريف االقتصادية واالجتماعية والقانونية والسياسية والبيئية‪ ،‬إال أهنا كلها‬
‫تصب يف معىن واحد وىو حتسٌن نوعية احلياة للبشر دوف استنزاؼ ادلصادر الطبيعية‪ ،‬وابلتايل البد من التفكًن بطرؽ مبتكرة‬
‫لبلستغبلؿ العقبلين ذلذه ادلصادر أي تغيًن يف السياسات و األساليب ادلتبعة دلمارسات ا ألفراد واجملتمع ادلدين مبراعاة مسألة محاية‬
‫البيئة عند اختاذ مجيع القرارات وعند إعداد االسرتاتيجيات العامة واخلاصة‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التأثر ادلتبادل بني البيئة والتنمية ادلستدامة‪ :‬ؽلكن دلشاكل البيئة التأثًن على التنمية ادلستدامة كما ؽلكن دلعوقات‬
‫التنمية وحتدايهتا ا لتأثًن على البيئة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معوقات التنمية ‪ ،‬حتدايتو أثرىا على البيئة‪ :‬إف شيوع فكرة التنمية ادلستدامة يف رلاؿ التنمية السياسية ىو زلاولة لتجاوز تبين‬
‫ظلوذج احلداثة يف نظرية التنمية والبحث عن ظلوذج جديد يعمل على ضرورة التوفيق بٌن متطلبات التنمية واحلفاظ على البيئة لوقف‬
‫االستغبلؿ ادلفرط والتدمًن ادلصاحب للتنمية‪ .‬وهتدؼ االستدامة البيئية يف رلاؿ الغذاء إىل ضماف االستخداـ ادلستداـ واحلفاظ على‬
‫أل‬
‫اراضي والغاابت وادلياه واحلياة الربية واالمساؾ وموارد ادلياه‪،‬ويف رلاؿ اخلدمات إىل ضماف احلياة الكافية للموارد البيولوجية واالنظمة‬
‫االيكولوجية ويف رلاؿ الدخل هتدؼ االستدامة البيئية إىل ضماف االستعماؿ ادلستداـ للموارد الطبيعية الضرورية للنمو االقتصادي يف‬
‫‪30‬‬
‫القطاعٌن العاـ و اخلاص‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬أتثري مشاكل البيئة على التنمية ادلستدامة‪ :‬شهدت السنوات األ خًنة تدىورا سليفا للبيئة الطبيعية ابت يهدد مسًنة التنمية‬
‫االقتصادية واستمرارية احلياة ‪ ،‬فالبيئة وما تشملو من موارد طبيعية ومنافع اقتصادية تبقى ىي ادلؤثر األساسي يف التنمية ابعتبارىا ا﵀يط‬
‫احليوي الذي يتأثر بو اإلنساف‪ ،‬سواء كاف ا﵀يط اجتماعيا أو اقتصاداي أو تكنولوجيا أو سياسيا‪... ،‬فكلها اعتبارات تدخل يف تنظيم البيئة‬
‫‪31‬‬
‫وتوجيو التنمية ادلستدامة‪.‬‬
‫اثنيا ‪:‬حتقيق التنمية ادلستدامة يف إطار البيئة(خلق توازن بينهما)‪:‬‬
‫هتتم التنمية ادلستدامة برىاانت على ادلدى البعيد‪ ،‬وتتطلب معرفة ادلخاطر البيئية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية اليت ستوجو السياسة العامة‬
‫أل‬
‫لتجنب آاثرىا و ختفيضها يف ادلستقبل‪.‬‬
‫وترتكز يف ذلك على بعض ادلبادئ اليت تعمل كرابط بٌن ادلستخدمٌن واآلاثر على البيئة‪ ،‬وتنتظم حوذلا شيئا فشيئا لتشكيل رلموعة‬
‫متوافقة‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬ادلبادئ العامة البيئية ادلوجهة للتنمية ادلستدامة‪:‬‬


‫ليس ىناؾ حتديد وحصر ذلذه ادلبادئ اليت تستخدـ يف حتقيق التنمية ادلستدامة‪ ،‬حيث تبىن إعبلف ريو للبيئة والتنمية ‪27‬مبأ يقود‬
‫سلتلف ادلمثلٌن لفائدة التنمية ادلستدامة ‪.‬ووضع قانوف التنمية ادلستدامة للكيبيك‪ 16‬مبدأ تؤخذ بعٌن االعتبار من قبل الوزارات و‬

‫‪393‬‬ ‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬
‫‪32‬‬
‫األجهزة العمومية يف تدخبلهتا و موجهة حٌن اختاذ اإلجراءات يف رلاؿ التنمية ادلستدامة ‪ ،‬تتمثل ىذه ادلبادئ يف ‪:‬الصحة ونوعية‬
‫احلياة‪،‬والعدالة والتضامن االجتماع‪،‬ومحاية البيئة والفعالية االقتصادي وادلشاركة وااللتزاـ‪ ،‬والوصوؿ للمعلومة ‪،‬التبعية والتمثيل والتعاوف‬
‫والشراكة احلكومية الدولية‪ ،‬والوقاية واحليطة‪ ،‬ومحاية ادللكية الفكرية‪ ،‬و محاية التنوع البيولوجي‪ ،‬واحرتاـ قدرة احتماؿ النظم‬
‫االيكولوجية‪ ،‬واإلنتاج واالستهبلؾ ادلسئوؿ‪ ،‬وادللوث الدافع‪ ،‬واستيعاب التكاليف اخلارجية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬السياسات االرشادية و ادارة البيئة‪:‬‬
‫شلا سبق‪ ،‬ػلتاج حتقيق أل ىداؼ التنمية ادلستدامة إىل نظاـ متسق يضم السياسات التكنولوجية واالقتصادية االجتماعية‬
‫يف خطة شاملة للتنمية‪ ،‬ىذه اخلطة تضمن توظيف ادلوارد الطبيعية ورأس ادلاؿ البشري بطريقة اقتصادية مع احلفاظ على‬
‫نوعية البيئة ومصادرىا الطبيعية لؤلجياؿ احلالية والقادمة وتبين خطط زلددة ادلعامل وقابلة للتطبيق تتفق مع السياسات‬
‫العامة للدولة ومع خطة التنمية وتعرب عن حاجيات اؿ‬

‫اخلالصة‪:‬‬
‫وكخبلصة ذلذا البحث ابعتبار البيئة قيمة من القيم اليت تسعى الدوؿ للحفاظ عليها‪،‬و احلفاظ عليها يكمن يف التصدي ألي نشاط‬
‫ؽلس أحد عناصرىا‪،‬و من مث فإنو ال غىن عن الكشف عن ىوية البيئة من مجيع النواحي وخاصة من خبلؿ إبراز مفهوـ البيئة مبختلف‬
‫جوانبها‪،‬وكذا العناصر اليت تشكل زلل محاية القانونية من األخطار اليت تتعرض ذلا‪.‬‬
‫ونظرا ألعلية عنصر البيئة يف أدبيات التنمية ادلستدامة ابعتبار ىذه األخًنة تستهدؼ ضماف محايتها و احلفاظ عليها كوهنا تشكل‬
‫األرضية و األساس الذي تقوـ عليو‪،‬كاف من الضروري بياف مفهوـ التنمية ادلستدامة‪،‬و الذي مقتضاه أنو يتعٌن على األجياؿ احلاضرة‬
‫عدـ جتاىل حقوؽ األجياؿ ادلقبلة يف البيئة و ادلوارد الطبيعية عند إساءة استخدامها وال شك أف ىذا يهدد بعدـ استمرارية التنمية يف‬
‫ادلستقبل‪،‬فاحلفاظ على قاعدة ادلوارد الطبيعية يؤدي إىل حتقيق التقدـ االقتصادي و االجتماعي ادلنشود‪ ،‬و إذا استنزفت ادلوارد البيئية‬
‫الطبيعية وتدىورت فإف أعباء ذلك سوؼ تكوف خطًنة ويستند ىذا ادلفهوـ إىل مجلة من ادلبادئ كمبدأ االحتياط ومبدأ ادللوث الدافع‬
‫و مبدأ ادلشاركة و مبدأ إدماج البعد البيئي‪،‬كما يستهدؼ حتقيق مجلة من األىداؼ و األبعاد كالبعد االقتصادي و البعد االجتماعي‬
‫و البعد البيئي‪.‬‬
‫ىذا اإلطار النظري و ادلفاىيمي لعبلقة البيئة ابلتنمية ادلستدامة يبقى رلرد فكر نظري ما مل غلد اآلليات القانونية الكفيلة بتفعيلو و‬
‫حتقيقو على أرض الواقع‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ ‬تبين إسرتاجتية وطنية للتنمية ادلستدامة يشارؾ يف اعدادىا كل الدوائر احلكومية‪.‬‬
‫‪ ‬سن قوانٌن وتشريعات من شأهنا محاية البييئة‪.‬‬
‫‪ ‬دتكٌن اجملتمع ادلدين من ادلشاركة ادلوسعة يف صنع القرارات البيئية نو ذلك ابلسماح لو ابلوصوؿ اىل ادلعلومات البيئة‪.‬‬

‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬ ‫‪394‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬

‫احلفاظ على نوعية البيئة ؿحتقيق حياة أفضل للسكاف‬ ‫‪‬‬


‫حتقيق استخداـ عقبلين للموارد ‪ :‬أي نتعامل مع ادلوارد على أهنا موارد زلدودة ‪ ،‬دوف استنزافها أو تدمًنىا ‪ ،‬تعمل على‬ ‫‪‬‬
‫استخدامو بشكل عقبلين ‪.‬‬
‫ربط التكنولوجيا احلديثة أبىداؼ اجملتمع ‪ :‬وذلك من خبلؿ توعية السكاف أبعلية التقنيات ادلختلفة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ادخاؿ البعد البيئ يف سلططات و اسرتجتيات ادلؤسسات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االىتماـ ابلبحث و التطوير واعتماد ادلؤسسات الصغًنة و ادلتوسطة خللق تنمية مستدامة حقيقية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتماد على القطاع السياحي و الفبلحي المتبلؾ اجلزائر قدرات تنافسية ىائلة يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنمية ادلناطق الريفية وخلق فرصة استثمار لتحسٌن فرص كسب الرزؽ لسكاف ىذه ادلناطق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلفاظ على حقوؽ األجياؿ القادمة وعدـ ادلساس بنصيبها من الثروات عن طريق إدارة ادلوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلحاالت وادلراجع ‪:‬‬

‫‪ 1‬عبدا خلالق عبد هللا ‪ ،‬التنمية ادلستدامة والعبلقة بٌن البينة والتنمية ‪،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬سلسلة كتاب ادلستقبل العريب ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬بًنوت ‪ ،1998‬ص‪244 ،‬‬
‫‪ 2‬دمحم عبذ انبذٌع ‪ ,‬اقخصبد انحًبٌت وانبٍنت ‪ ,‬دار األيٍن نهطببعت ‪ ,‬يصز ‪ ,2001,‬ص ‪316 ,‬‬
‫‪ 3‬ا‪.‬د عبد هللا حسوف دمحم‪،‬أ‪.‬ـ‪.‬د مهدي صاحل دواي‪،‬التنمية ادلستدامة ادلفهوـ و العناصر و االبعاد‪،‬رللة دايىل للبحوث االنسانية العدد (‪ )67‬لسنة ‪ 2015‬ص‪،‬ص ‪343-342‬‬
‫‪ 4‬أمحد جبلؿ ‪ ،‬اإلبعاد االقتصادية للمشاكل البينية وأثر التنمية ادلستدامة دار ادلنهل الطباعة والنشر ‪ ،‬بًنوت ‪ ،2017 ،‬ص ‪265،‬‬
‫‪ 5‬محزة اجلبايل ‪ ،‬التنمية ادلستدامة استغبلؿ ادلوارد الطبيعية والطاقة ادلتجددة ‪،‬دار عامل الثقافة للنشر ‪ ،‬عماف ‪ ،2016 ،‬ص‪22 ،‬‬
‫‪ 6‬مدحت أبو النصر _ ايمسٌن مدحت ‪ ،‬التنمية ادلستدامة مفهومها وأبعادىا ومؤشراهتا ‪ ،‬اجملموعة العربية للتدريب والنشر ‪ ،‬القاىرة ‪ ،2017‬ص ‪81 ،‬‬
‫‪ 7‬اندية محدي صاحل ‪ ،‬اإلدارة البيئية‪ ،‬ادلبادئ وادلمارسات‪،‬منشورات ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،2003 ،‬ص‪200_199 ،‬‬
‫‪ 8‬مدحت أبو النصر ‪ ،‬ايمسٌن مدحت ‪ ،‬مرجع سبق كره ‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪ 9‬ىواري عبدا لقادر ‪ ،‬الكفاءة االستخدامية الستغبلؿ الطاقات ادلتجددة يف االقتصادايت العربية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪ 1‬ص ‪77 ،‬‬
‫‪ 10‬معتصم دمحم إمساعيل ‪ ،‬دور االستثمارات يف حتقيق التنمية ادلستدامة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية االقتصاد ‪ ،‬جامعة دمشق ص ‪61_60 ،‬‬
‫‪ 11‬بوينبد قبدة _ بخخً بهخضز ‪ ,‬آنٍبث حًبٌت انبٍئت وانخنًٍت انًسخذايت فً انجزائز ‪ ,‬يذكزة يبسخز ‪ ,‬قسى انعهوو االقخصبدٌت عٍن حًوشنج ‪,‬‬
‫‪12‬‬
‫اطهع عهٍه بخبرٌخ ‪Framework for Auditing the Implementation of Catchment Action Plans" (PDF). Nrc.nsw.gov.au. 07‬‬
‫‪.‬أكخوبز ‪2019‬‬
‫‪13‬‬
‫”‪Sen, A. (1983). Development: Which Way Now? Economic Journal, Vol. 93 Issue 372. Pp.745-762.‬‬
‫‪ " 14‬يعهويبث عن حًبٌت انبٍئت عهى يوقع ‪ openlibrary.org". openlibrary.org.‬يؤرشف ين األصم فً ‪ 12‬يبٌو ‪.2019‬‬
‫‪ 15‬إسًبعٍم حسن عبذ انببري‪ :‬أبعبد انخنًٍت‪ -‬يطبعت انكٍالنً‪,‬جنٍن‪ , 1987 ,‬ص ‪90-88‬‬
‫‪16‬‬
‫فً ‪ 21‬يؤرشف ين األصم ‪.efinition of a Profession". International Council of Museums - Committee for Conservation.‬‬
‫‪.‬اطهع عهٍه بخبرٌخ ‪ 18‬سبخًبز ‪. 2019‬سبخًبز ‪2018‬‬
‫‪ 17‬ابن منظور‪ ،‬اإلفريقي‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية ‪1424‬ىػ ‪2003 -‬ـ‪ ،‬ابب األلف‪ ،‬فصل الباء فالواو‪ ،‬مادة (ب و أ) (‪ )42 :1‬فما بعدىا‬
‫‪ 18‬القحطاين‪ ،‬د‪ .‬عمر بن دمحم القحطاين‪ ،‬أحكاـ البيئة يف الفقو اإلسبلمي‪ ،‬ط‪ 1‬دار ابن اجلوزي ‪1429‬ىػ ‪2008 -‬ـ‪ ،‬ادلبحث األوؿ‪( ،‬ص‪ )24 - 21 :‬ابختصار‬
‫‪19‬انًسخشبر انذكخور أسبيت عبذ انعزٌز‪ ,‬يقبنت يبهٍت انبٍئت يخبحت عهى الموقع اإللكتروني ‪knol.google.com/k/judge_dr.osama‬‬
‫‪ 20‬انظر ادلرجع السابق‪ ،‬نفس ادلوضع‬
‫‪21‬عب ػد ادلجي ػد الس ػمبليل‪ ،‬ال ػوجيز يف ق ػانوف البيئ ػة‪ ،‬الطبع ػة األوىل س ػنة‪ ،2006 .‬ص ‪13:‬‬
‫‪ 22‬رشيد احلمد ‪ ،‬دمحم صباريين‪ ،‬البيئة و مشكبلهتا‪ ،‬عامل ادلعرفة‪،‬اجمللس الوطين للثقافة و الفنوف و اآلداب‪،‬الكويت‪،‬العدد ‪،1979 ،22‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 23‬عارؼ صاحل سللف‪،‬اإلدارة البيئية ‪:‬احلماية اإلدارية للبيئة‪،‬دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع‪،‬عماف‪ ،2007،‬ص ‪.42‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ www.schoolarabia.net‬االهخًبو انعبنًً ببنبٍئت‪ ,‬إعذاد ‪ :‬انًذرست انعزبٍت‪ ,‬آة ‪, 2006‬‬
‫‪25‬‬
‫خالد كواش‪،‬السياحة و األبعاد البيئية‪،‬جديد االقتصاد‪،‬العدد‪،02‬اجلمعية الوطنية لبلقتصاديٌن اجلزائريٌن‪،‬اجلزائر‪،‬ديسمرب ‪،2007‬ص ‪.123‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Déclaration Finale de la Conférence des Nations Unies sur l’Environnement, P. N. U. E., l'environnement au service‬‬
‫‪du développement0(7/07/2014), V. site: http://www.unep.org/‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Report of the world Commission on Environment and development: Our Common future, UN‬‬
‫‪Documents(11/03/2015), v. Site: http://www.un-documents.net/wced-ocf.htm.‬‬
‫‪28‬‬
‫اللجنة انظر ادلرجع السابق‪ .‬ىذه حوؿ‬

‫‪395‬‬ ‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬
‫التأثري ادلتبادل بني التنمية ادلستدامة و البيئة‬

‫ادلادة‪3‬من القانوف‪ 83-03‬ادلؤرخ يف ‪ 1983/05/20‬و ادلتعلق حبماية البيئة‪ .‬نص يف مباشرة غًن بصفة ادلستدامة للتنمية اجلزائري ادلشرع أ شار‬
‫‪29‬‬

‫لموقع‪ ،)2013/09/13(، :‬على ‪،‬الكويت ‪ 270‬ومعوقاهتا‪ ،‬رللة محاة الوطن‪ ،‬العدد ادلستدامة‪،‬أىدافها التنمية الشريفي‪ ،‬فيصل‬
‫‪30‬‬

‫‪http://www.homat-alwatan.gov.kw/Articledetail.aspx?artid=125‬‬
‫‪31‬‬
‫‪Guillaume, Sainteny, le Principe de Précaution Elément du développement durable,(11/03/2015),v.site :‬‬
‫‪https://www.ffsa.fr/webffsa/risques.nsf/b724c3eb326a8defc12572290050915b/a351d323f989b763c12573f60053b36b/$‬‬
‫‪FILE/Risques_72_0014.htm‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ Les principes de développement durable : Un Guide pour l’Action.(15/01/2014), v. Site‬انظز انى‪:‬‬

‫ديسمرب ‪. 2019‬‬ ‫ملتقى الدويل‪ :‬االجتاىات احلديثة للتجارة الدولية و حتدايت التنمية ادلستدامة جامعة الشهيد محو خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر ‪ 02‬ـ ‪03‬‬ ‫‪396‬‬

You might also like