You are on page 1of 6

‫مبادرة وسط البحر‬

‫ولك ّنهم بعيدون‬


‫جداً عن األمان‬ ‫قريبون‬ ‫األبيض املتوسط‬

‫‪© UNHCR / A. D’Amato‬‬


‫تذكرنا األحداث الجارية يف سوريا والعراق وجمهورية‬
‫إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وأماكن أخرى‬
‫بأ ّن الحاجة إىل توفري الحامية الدولية لالجئني باتت‬
‫ملح ًة أكرث من أي وقت مىض‪ .‬ومع محدودية فرص‬
‫الدخول إىل أوروبا بطرق نظامية‪ ،‬يخاطر آالف األفراد‬
‫املهددين بالتعرض لالضطهاد واالنتهاكات الخطرية‬
‫لحقوقهم اإلنسانية يف أوطانهم من خالل عبور الطرق‬
‫البحرية الخطرية‪.‬‬
‫يعترب تزايد عدد القتىل يف البحر األبيض املتوسط‬
‫وتزايد عدد الالجئني واملهاجرين الذين يع ّرضون‬
‫‪200.000‬‬
‫حياتهم للخطر يف القوارب املتهالكة مبثابة تنبيه‬
‫لتعزيز التحرك األورويب املشرتك القائم عىل التضامن‬
‫‪70.000‬‬
‫إجاميل عدد الوافدين يف البحر‬
‫األبيض املتوسط‬

‫وتقاسم األعباء وتوفري الحامية لألشخاص الفارين من‬ ‫‪59.000‬‬


‫‪60.000‬‬
‫االضطهاد والعنف‪.‬‬
‫‪26.300‬‬
‫‪22.500‬‬

‫‪9.700‬‬
‫نسخة محدثة يف شهر‬
‫ديسمرب‪/‬كانون األول‬
‫‪2014‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬
‫خطوات بالتنسيق مع بلدان‬ ‫خطوات داخل االتحاد األورويب‬ ‫مبادرة وسط البحر األبيض املتوسط‪:‬‬
‫العبور أو اللجوء األوىل‬ ‫الحاجة إىل تحرك عاجل وجامعي‬
‫‪ .1‬تعزيز عمليات اإلنقاذ يف البحر وضامن دعم طرق اإلنقاذ يف‬
‫‪ .8‬تعزيز عملية جمع وتحليل ومشاركة البيانات حول التحركات يف‬
‫البحر التقليدية والقامئة منذ زمن طويل والتمتّع بقدرات فعالة‬
‫لتنفيذ عمليات البحث واإلنقاذ يف البحر األبيض املتوسط مبا يف‬
‫إلنقاذ األرواح‬
‫البحر يف منطقة البحر األبيض املتوسط‪.‬‬
‫ذلك الحصول عىل دعم االتحاد األورويب والدول األعضاء فيه‪.‬‬
‫‪ .9‬تعزيز عملية تطوير القدرات وبناء املؤسسات يف بلدان العبور‬ ‫يتطلّب الوضع املأساوي عند الحدود البحرية ألوروبا تحركاً‬
‫‪ .2‬تشجيع ربابنة السفن التجارية عىل اإلنقاذ عند الحاجة‪ .‬ويتعني‬ ‫عاجالً وجامعيا‪ ،‬مع الرتكيز عىل إنقاذ حياة الالجئني بشكل‬
‫وبلدان اللجوء األوىل مبا يف ذلك اسرتاتيجيات الحامية‪.‬‬
‫اتخاذ الخطوات الالزمة لتقليص التكاليف املالية وسواها التي‬
‫عام‪ .‬وتشمل مبادرة وسط البحر األبيض املتوسط‬
‫‪ .10‬زيادة عدد برامج املعلومات الجامعية عىل طول طرقات العبور‬ ‫يتكبدها املشاركون يف عمليات اإلنقاذ هذه قدر اإلمكان‪.‬‬
‫إلبالغ األفراد مبخاطر التحركات البعيدة واالنخراط يف حوار مع‬
‫‪ .3‬وضع آليات أكرث فاعلية ومعتمدة لتحديد األماكن اآلمنة لإلنزال‪.‬‬ ‫‪ 12‬خطو ًة ملموس ًة‬
‫منظامت الجاليات القامئة عىل املجتمع‪.‬‬
‫‪ .4‬تعزيز مرافق االستقبال وبناء مرافق إضافية لتقديم خدمات‬ ‫تسعى إىل تحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫‪ .11‬ابتكار خيارات قانونية بديلة للتحركات الخطرية وغري النظامية‪ ،‬مبا‬
‫الرعاية واملساعدة العاجلة مع الرتكيز بشكل خاص عىل‬
‫يف ذلك إعادة التوطني والحصول عىل التأشريات اإلنسانية‪ .‬وبإمكان‬
‫األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫الدول أيضاً تسهيل ملّ شمل األرس واستخدام برامج الرعاية الخاصة‬
‫وبرامج منح التأشريات للدراسة والعمل‪.‬‬ ‫‪ .5‬وضع آليات لتحديد سامت اللجوء واإلحالة مبا يف ذلك متكني‬
‫األفراد الذين هم بحاجة إىل الحامية الدولية من الوصول إىل‬

‫‪© M. Sestini for the Italian Navy‬‬


‫إجراءات اللجوء املنصفة والفعالة‪.‬‬
‫خطوات بالتنسيق مع بلدان األصل‬
‫‪ .6‬ضامن الحصول عىل حلول دامئة لألشخاص الذين يتبني أنهم‬
‫‪ .12‬متابعة دعم برامج اإلغاثة والتنمية لتلبية االحتياجات اإلنسانية‬ ‫بحاجة إىل الحامية الدولية‪.‬‬
‫واالحتياجات عىل صعيد حقوق اإلنسان والتنمية‪.‬‬
‫‪ .7‬توفري الدعم لضامن العودة اآلمنة والكرمية ويف الوقت املناسب‬
‫لألشخاص الذين ال يتبني أنهم بحاجة إىل الحامية الدولية‪.‬‬

‫«يجب أن تقوم االستجابة األوروبية عىل جهد جامعي حقيقي يؤمن طرقاً أكرث أماناً للعثور عىل الحامية مع الحفاظ عىل القدرة‬
‫عىل إنقاذ الناس يف عرض البحر‪ .‬وإن فشل ذلك‪ ،‬فإن مزيدا ً من األرواح س ُتفقد عند أبواب أوروبا‪».‬‬
‫أنطونيو غوترييس‪ ،‬املفوض السامي لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‬
‫‪© UNHCR / L. Kolokythas‬‬

‫تصل أعداد متزايدة من الالجئني واملهاجرين وهم‬


‫نجاة ووفاة‪ :‬رحلة‬
‫مروعة المرأة سورية‬ ‫ميوتون عىل أبواب أوروبا‪...‬‬
‫شابة للوصول إىل أوروبا‬ ‫حتى الوقت الراهن من العام ‪ ،2014‬وصل أكرث من ‪ 200,000‬الجئ‬
‫بقلم جون بساروبولوس‬ ‫ومهاجر عن طريق البحر األبيض املتوسط مقارن ًة بـ ‪ 60,000‬الجئ‬
‫يف أثينا‪ ،‬اليونان‬ ‫ومهاجر يف العام ‪.2013‬‬

‫استقبلت إيطاليا أكرث من ‪ 160,000‬واف ٍد يف العام ‪ 2014‬وذلك بوترية‬


‫رسيعة ومذهلة حيث أنها استقبلت ‪ٍ 14,700‬‬
‫وافد شهرياً أو أكرث من‬
‫‪ 480‬وافداً يومياً‪ ،‬وقد قامت إيطاليا بإنقاذ معظمهم يف إطار عملية‬
‫«ماري نوسرتوم» (بحرنا) التي شارفت عىل النهاية‪.‬‬

‫يف العام ‪ ،2014‬وصل ‪ 40,000‬شخص تقريباً عن طريق البحر إىل‬


‫اليونان‪ ،‬ما يعني ارتفاعاً بنسبة ‪ 300%‬تقريباً مقارنة بالعام ‪.2013‬‬
‫ف ّرت دعاء الزامل‪ ،‬البالغة من العمر ‪ 19‬عرش عاماً‪ ،‬من منزلها يف سوريا عىل أمل إيجاد األمان ومستقبل أفضل؛ ولكن انتهى بها األمر إىل‬
‫رصاع يائس‬ ‫تق ّدر املفوضية أ ّن حوايل ‪ 3,400‬شخص لقيوا حتفهم أو فُقدوا يف البحر‬
‫حتى الوقت الراهن من العام ‪ ،2014‬وهم حوايل ‪ 2,800‬منذ بداية‬
‫للبقاء عىل قيد الحياة يف البحر األبيض املتوسط وبفقدان خطيبها‪ .‬ال تزال تستذكر الصدمة التي عاشتها يف ‪ 10‬سبتمرب‪/‬أيلول عندما صدمت‬
‫شهر يوليو‪/‬متوز‪.‬‬
‫باخرة مجهولة سفينة الصيد التابعة للمه ّرب والتي كانت تنقل دعاء وأكرث من ‪ 500‬شخص آخر‪ ،‬بينهم الكثري من النساء واألطفال‪ .‬غرقت‬
‫ينج سوى ‪ 11‬شخصاً‪.‬‬‫السفينة رسيعاً قبالة الساحل الرشقي ملالطا ؛ ومل ُ‬ ‫نصف األفراد الوافدين خالل العام ‪ُ 2014‬هم من سوريا وإرتريا‪.‬‬
‫وبعد أربعة أيام عىل إبحار السفينة‪ ،‬اعرتضتها باخرة أخرى‪ .‬تتذكر دعاء قائلةً‪« :‬طلب م ّنا األشخاص عىل منت الباخرة التوقف‪ .‬ورمونا بالقطع‬
‫الحديدية واألخشاب وشتموا ربان السفينة التي كنا عىل متنها‪ .‬مل تتوقف سفينتنا‪ ،‬فطوقوها وصدموها‪ .‬وانتظروا حتّى غرقنا ثم غادروا»‪.‬‬ ‫حتى الوقت الراهن من العام الحايل‪ ،‬ارتفع عدد اإلرتريني والسوريني‬
‫الذين وصلوا عن طريق البحر إىل إيطاليا وحدها بنسبة ترتاوح بني‬
‫غرقت السفينة يف دقائق معدودة‪ .‬وقالت دعاء‪« :‬متسك بعض األشخاص بالحبال املتدلية من سارية السفينة إلنقاذ أنفسهم‪ .‬والبعض اآلخر‬ ‫‪ 240%‬و‪ 280%‬مقارنة بالفرتة نفسها من العام ‪.2013‬‬
‫قطّعت أجسامهم إربا برفاصها عندما سقطوا يف املياه‪ .‬غرق معظمهم»‪.‬‬
‫يزداد عدد النساء واألطفال وكبار السن الذين يقومون بهذه الرحالت‪.‬‬
‫وجدت دعاء نفسها يف املياه مع ‪ 100‬نا ٍج تقريباً‪ .‬متسكت بحبل نجاة وأخذت تبحث عن خطيبها‪ .‬ثم أدركت أنه غرق عىل األرجح مع الفينة‪.‬‬
‫طفا الناجون لثالثة أيام يف املتوسط من دون طعام أو مياه ورسعان ما بدؤوا ميوتون‪ .‬بدأ الناس يطلبون من دعاء االعتناء بأطفالهم‪ .‬أعطى‬ ‫حتى الوقت الراهن من العام ‪ ، 2014‬وصل أكرث من ‪ 23,800‬طفل‬
‫رجل دعاء حفيدته وعمرها عام واحد‪ ،‬فربطتها دعاء بحزام النجاة الخاص بها‪« .‬ثم أتت أ ٌّم بطفلتها البالغة من العمر ‪ 18‬شهرا ً وابنها البالغ‬ ‫إىل مالطا وإيطاليا عن طريق البحر‪ ،‬مبا يف ذلك ‪ 12,000‬طفل غري‬
‫ستة أعوام وطلبت مني االعتناء بطفلتها فأبقيتها معي أيضاً‪ .‬رأيت الج ّد واألم وابنها ميوتون‪».‬‬ ‫األقل‪.‬‬
‫مصحوب عىل ّ‬
‫قالت دعاء إن إرصارها عىل إنقاذ الطفلني زاد إرصارها عىل البقاء عىل قيد الحياة‪ .‬وتم إنقاذها من قبل باخرة تحمل علم ليبرييا‪« :‬توفيت‬ ‫البيانات حتى نوفمرب‪/‬ترشين الثاين ‪2014‬‬
‫الطفلة التي تبلغ من العمر عاماً واحدا ً قبيل إنقاذنا» ونُقلنا إىل جزيرة كريت‪ .‬أما الطفلة األخرى فتم إنقاذها وقد تعافت‪.‬‬
‫بدائل قانونية وآمنة وهم يلجؤون يف غالبية األحيان إىل املهربني مام‬ ‫النازحون قرساً يصلون عن طريق البحر‬ ‫من أين يأيت هؤالء األشخاص؟‬
‫يجعلهم حتى أكرث عرض ًة لالعتداء واالستغالل أو لالحتجاز لفرتات‬
‫طويلة يف بعض األحيان‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬تكون النساء واألطفال أكرث‬ ‫أىت األفراد الذين عربوا البحر األبيض املتوسط‬
‫ضعفاً‪.‬‬ ‫معظم األفراد الذين ت ّم إنقاذهم يف البحر والوافدين إىل أوروبا هم‬
‫فارون من الحرب والعنف واالضطهاد‪ ،‬ومن بينهم عدد كبري من‬ ‫يف العام ‪ 2014‬من أكرث من ‪ 40‬بلدا ً حول العامل‬
‫النساء واألطفال‪ .‬ومام ال شك فيه أنه مثة عالقة بني ارتفاع معدل‬ ‫وثالث قارات مختلفة‪ .‬ويف العا َم ْي املاض َي ْي‪،‬‬
‫نقطة االنطالق‪:‬‬ ‫كان حوايل نصف الوافدين تقريباً من منطقة‬
‫النزوح القرسي إىل أكرث من ‪ 51‬مليون شخص وارتفاع عدد األشخاص‬ ‫سوريون‬
‫إرغام املزيد من األشخاص عىل الفرار‬ ‫الذين يحاولون الوصول إىل بر األمان يف أوروبا‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪،‬‬ ‫البحر األبيض املتوسط قادمني من سوريا وإرتريا‪.‬‬ ‫‪60,051‬‬ ‫‪31%‬‬
‫يساهم تدهور الوضع يف البلدان التي يقيم فيها الالجئون يف إرغام‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يصل األفراد من الصومال‬
‫عدد أكرب من األشخاص إىل االنتقال إىل بلدان أخرى‪ .‬وقد لجأ املزيد‬ ‫والعراق أيضاً عن طريق البحر بحثاً عن األمان‪.‬‬
‫معظم األشخاص الوافدين إىل أوروبا قادمون من ليبيا‪ .‬ويف العام‬
‫‪ ،2013‬انطلق من ليبيا ‪ 27,000‬فرد من أصل ‪ 43,000‬وفدوا إىل‬ ‫من األفراد إىل عبور البحر األبيض املتوسط بسبب تشديد الرقابة‬ ‫يف الفرتة املمتدة بني شهر يناير‪/‬كانون الثاين‬
‫إيطاليا‪ .‬وقد تزايد هذا النمط يف العام ‪ .2014‬ويجرب تدهور الوضع يف‬ ‫عىل الحدود التي تص ّعب األمر عىل األفراد الذين هم بحاجة إىل‬ ‫وأكتوبر‪/‬ترشين األ ّول ‪ ،2014‬وصل أكرث من‬
‫ليبيا أيضاً املزيد من األشخاص عىل املخاطرة بالسفر يف سفن غري آمنة‬ ‫الحامية يف الوصول إىل دول االتحاد األورويب عن طريق الرب لطلب‬ ‫‪ 60,000‬سوري‪ ،‬ومن بينهم حوايل ‪10,000‬‬ ‫أرتريون‬
‫ووضع أنفسهم تحت رحمة منظامت إجرامية‪.‬‬ ‫اللجوء‪ .‬ويجد الكثري من الالجئني وطالبي اللجوء أنفسهم من دون‬ ‫طفلٍ ‪ ،‬عن طريق البحر‪ .‬ويف الفرتة نفسها‪ ،‬وصل‬ ‫‪34,561‬‬ ‫‪18%‬‬
‫‪ 35,000‬إرتري تقريباً عن طريق البحر األبيض‬
‫املتوسط مبا يف ذلك ‪ 3,380‬طفالً غري مصحوبني‪.‬‬
‫وقد شملت بقية الجنسيات أشخاصاً وافدين‬
‫من عدد من البلدان اإلفريقية وأفغانستان فضالً‬
‫عن تزايد عدد الفلسطينيني الفارين من سوريا‬ ‫جنسيات أخرى‬
‫ومؤخرا ً من غزة‪.‬‬ ‫‪31,055‬‬ ‫‪16%‬‬

‫جنوب الصحراء‬
‫الكربى‬
‫‪20,549‬‬ ‫‪10%‬‬
‫أم سورية تجلس عىل سطح سفينة‬
‫إيطالية مع أطفالها الصغار‪ .‬وقد ت ّم‬ ‫أفغان ‪10,201‬‬ ‫‪5%‬‬
‫إنقاذهم من قارب صيد يحمل عىل متنه‬
‫ماليون ‪8,928‬‬
‫‪ 219‬شخصاً بينام كانوا يحاولون عبور‬ ‫‪5%‬‬
‫البحر األبيض املتوسط انطالقاً من ليبيا‪.‬‬ ‫نيجرييون ‪8,928‬‬ ‫‪4%‬‬

‫© ‪UNHCR / A. D’Amato‬‬ ‫غامبيون ‪6,827‬‬ ‫‪3%‬‬

‫صوماليون ‪6,394‬‬ ‫‪3%‬‬

‫فلسطينيون ‪5,074‬‬ ‫‪3%‬‬


‫بنغالديشيون ‪4,362‬‬ ‫‪2%‬‬
‫البيانات ‪ ‬حتى نوفمرب‪/‬ترشين الثاين ‪2014‬‬
‫دعم عمليات اإلنقاذ التقليدية يف البحر‪:‬‬
‫إنقاذ حياة الالجئني واملهاجرين يف البحر‬
‫مع تزايد عدد األشخاص الذين يخاطرون بحياتهم من خالل عبور البحر األبيض املتوسط‪،‬‬
‫تش ّدد املفوضية عىل مدى أهمية عمليات البحث واإلنقاذ يف البحر‪ .‬ومن املهم وضع‬
‫نزار‪ :‬أحالم مبعرثة‪،‬‬ ‫عمليات بحث وإنقاذ فعالة وآمنة من شأنها أن تحد قدر اإلمكان من املخاطر التي ميكن‬
‫أن يتعرض لها األشخاص الذين يتم إتقاذهم‪.‬‬
‫وأمل مبستقبل أفضل‬ ‫ٌ‬

‫‪© UNHCR / I. Ibba‬‬


‫وأكرث أماناً‬ ‫وقد رح ّبت املفوضية بعملية «بحرنا» التي قادتها البحرية اإليطالية والتي أنقذت أكرث من‬
‫‪ 150,000‬الجئ ومهاجر منذ إطالقها يف أكتوبر‪/‬ترشن األ ّول من العام ‪ 2013‬بعد حصول‬
‫حادثتَ ْي مأساويتَ ْي‪ .‬وتعرتف املفوضية أيضاً بالجهود التي يبذلها عدد كبري من السفن‬
‫بقلم لوستو إيبا‪ ،‬املفوضية‪ ،‬روما‬ ‫التجارية إلنقاذ املسافرين يف البحر‪.‬‬
‫بدأ عدد األشخاص الذين يعربون البحر األبيض املتوسط للوصول إىل أوروبا يف قوارب غري‬
‫صالحة لإلبحار باالرتفاع يف شه َر ْي يونيو‪/‬حزيران ويوليو‪/‬متوز خالل العام املايض ‪ -‬قبل‬
‫إطالق عملية «بحرنا»‪ -‬ما يشري إىل ارتفاع مستوى اليأس يف صفوف األشخاص الفارين من‬
‫يف العام ‪ ،2014‬تم إنزال ما يقارب خمس عدد األشخاص الذين تم إنقاذهم يف البحر يف محافظة سرياكيوز التي‬
‫الحرب واالضطهاد والعنف مبا يف ذلك من سوريا‪ .‬وقد ارتفع عدد الوافدين والوفيات يف‬
‫تحتوي عىل ميناء عسكري وتجاري رئييس‪.‬‬
‫البحر بصورة ملحوظة عىل الطريق املؤدية إىل اليونان‪.‬‬
‫وقد كان من بينهم عائلة سورية‪ :‬أب وأم وأربعة أوالد‪ .‬ومل ِ‬
‫ميض كثريا ً عىل بلوغ نزار‪ ،‬االبن األكرب‪ ،‬مثانية عرش عاماً‪.‬‬
‫وأعربت املفوضية عن قلقها إزاء انتهاء عملية «بحرنا» من دون إطالق عملية أوروبية‬
‫وكان وجهه قد احمر واحرتق بعد أن أمىض أربعة أيام تحت أشعة الشمس عىل سطح القارب‪ .‬ومل يكن يحمل أي‬
‫مامثلة بديلة للبحث واإلنقاذ‪ .‬وسيساهم ذلك من دون أدىن شك يف زيادة املخاطر التي‬
‫حقائب أو أكياس‪ .‬مل يكن بحوزته سوى وثيقتَ ْي؛ رقم التعريف الذي أعطته إياه السلطات اإليطالية وجواز سفره‪.‬‬
‫ميكن أن يتعرض لها األشخاص الذين يحاولون البحث عن األمان يف أوروبا‪ ،‬كام أنه ميكن أن‬
‫عاش نزار وعائلته يف ليبيا منذ أكرث من عام ونصف‪ ،‬قبل ميض خمسة أيام يف البحر محاولني الوصول إىل أوروبا‪ .‬وقال‬ ‫يؤدي إىل هالك املزيد من الالجئني واملهاجرين يف البحر‪.‬‬
‫نزار‪« :‬بدأت مأساتنا منذ عامني‪ ،‬عندما اختُطفت عمتنا‪ .‬لن ننعم بالسالم حتى نكتشف ما الذي حدث»‪.‬‬
‫ويف ‪ 1‬نوفمرب‪/‬ترشين الثاين‪ ،‬أطلقت فرونتكس عملي ًة جديد ًة وهي عملية «تريتون»‬
‫وطيلة عامني‪ ،‬مل يستسلم نزار وعائلته وبقوا يف البالد عىل الرغم من الحرب املحتدمة حولهم‪ .‬حينها‪ ،‬أدركوا أنّه ال‬ ‫املشرتكة‪ .‬ولكن هذه العملية لن تحل محل عملية «بحرنا» وهي ال تهدف إىل ذلك‪ .‬وتركز‬
‫ميكنهم القيام بأي يشء إضايف وغادروا البالد‪.‬‬ ‫هذه العملية املشرتكة بصورة خاصة عىل مراقبة الحدود‪ ،‬إال أنها ميكن أن تساهم أيضاً يف‬
‫جهود اإلنقاذ‪.‬‬
‫واآلن عىل رصيف ميناء أوغستا‪ ،‬يبدو أ ّن وصولهم إىل أوروبا ساعدهم يف تخطي اإلحساس الذي متلكهم نتيجة‬
‫لرتك جزء من عائلتهم يف سوريا‪ .‬وجدي ٌر بالذكر أ ّن نزار تعلّم يف مدرسة دولية متاماً كإخوته وهو يحلم بالدخول إىل‬ ‫تحتاج االستجابة الجامعية إىل التمتع بقدرات فعالة إلنقاذ األفراد يف البحر‪ .‬ويتعني عىل‬
‫الجامعة ورمبا زيارة بلدان أخرى‪ .‬ولك ّنه مل يكن ليتوقع أبدا ً أن تكون تجربته األوىل خارج سوريا عىل هذا النحو‪،‬‬ ‫الجميع دعم عمليات اإلنقاذ يف البحر التقليدية والقامئة منذ زمن طويل‪.‬‬
‫مقابل هذا الثمن ويف ظل هذه الظروف‪.‬‬
‫الوافدون عن طريق البحر إىل إيطاليا‪ :‬السوريون وجميع الوافدين‪،‬‬
‫بحثاً عن العائلة واألمان يف أوروبا‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪ – 2013‬أكتوبر‪/‬ترشين األول ‪2014‬‬

‫‪© UNHCR / A. Di Loreto‬‬


‫‪20,000‬‬
‫مل يرتك الخوف من الرصاع املدمر يف سوريا أي خيار أمام أحمد*‬
‫‪15,000‬‬
‫بعد أن تشتت عائلته يف جميع أنحاء أوروبا‪ .‬ويقول مدرب كرة‬ ‫‪10,000‬‬
‫القدم البالغ من العمر ‪ 55‬عاماً‪« :‬لقد ُولدت يف حمص وأردت‬ ‫‪5,000‬‬
‫العيش فيها طيلة حيايت‪ .‬ولكن هذه الحرب القاسية مل ترتك لنا‬
‫كل يشء وراءنا»‪.‬‬
‫أي خيار سوى أن نرتك ّ‬ ‫‪06/13‬‬ ‫‪09/13‬‬ ‫‪12/13‬‬ ‫‪03/14‬‬ ‫‪06/14‬‬ ‫‪09/14‬‬

‫أبحر أحمد وزوجته وابنته وابنه عىل منت قارب رديء‪« :‬كان‬
‫علينا املخاطرة من أجل مستقبل أطفايل»‪.‬‬
‫نفسها من العام املايض‪ .‬واستمر هذا االتجاه يف العام ‪ ،2014‬ويف‬ ‫نزوح جامعي لالجئني السوريني عن طريق البحر‬
‫أواخر شهر أكتوبر‪/‬ترشين األ ّول‪ ،‬كان قد وصل ‪ 36,351‬سورياً إىل‬
‫كانت إيطاليا الوجهة املوعودة‪ ،‬إذ سينتقل منها إىل أملانيا‬ ‫إيطاليا‪ ،‬ما يعني زيارة مبقدار سبعة أضعاف تقريباً مقارن ًة بالفرتة‬
‫نفسها من العام املايض‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬وصل حوايل ‪23,200‬‬ ‫يتزايد عدد األشخاص الفارين من النزاع من سوريا والذين يبحثون‬
‫ليجتمع بأشقائه واث َن ْي من أبنائه الكبار‪ .‬ولك ّن املهربني تركوا‬ ‫عن األمان يف بلدان تقع خارج نطاق املنطقة املجاورة التي أصبحت‬
‫القارب الذي كان يقل عىل متنه ‪ 339‬شخصاً قبالة سواحل قربص‪.‬‬ ‫سوري عن طريق البحر إىل اليونان‪،‬‬
‫ترزح تحت ضغط هائل نتيجة تزايد عدد الالجئني الفارين من النزاع‪.‬‬
‫وعىل غرار أحمد‪ ،‬كان الكثريون يسعون إىل الوصول إىل أفراد‬ ‫ما جعل السوريني يحتلون املرتبة األوىل عىل صعيد الوافدين إىل‬ ‫وحتى شهر نوفمرب‪/‬ترشين الثاين من العام ‪ ،2014‬تم تسجيل حوايل‬
‫عائالتهم يف بلدان أوروبية أخرى‪ .‬وتقول امرأة فلسطينية تبلغ‬ ‫أوروبا عن طريق البحر األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫‪ 3.2‬مليون الجئ سوري يف البلدان املجاورة لسوريا‪ .‬ولطاملا كانت‬
‫من العمر ‪ 50‬عاماً‪« :‬صعدتُ عىل منت قارب املوت لرؤية أوالدي‪.‬‬ ‫املفوضية تدعو إىل تقديم املزيد من الدعم لعمليات اإلنقاذ التي ما‬
‫يصل عدد كبري من السوريني الذي يعربون البحر األبيض املتوسط‬
‫ونحن ممتنون للسلطات القربصية التي أنقذتنا ولكننا بحاجة إىل‬ ‫زالت بحاجة إىل متويل أكرب‪ ،‬كام أنها عززت تضامنها مع هذه البلدان‬
‫مع عائالتهم الكاملة‪ ،‬مبا يف ذلك األطفال الصغار واآلباء واألجداد‬
‫أن نعيش مع عائالتنا»‪.‬‬ ‫واملجتمعات املضيفة‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬يقوم عدد كبري من األشخاص‬
‫املسنني‪ .‬ومتثّل فئة العائالت قسامً كبريا ً من تحركات السوريني باتجاه‬
‫برحالت طويلة ومحفوفة باملخاطر بحثاً عن األمان يف أوروبا‪ .‬ومازال‬
‫رص آخرون عىل متابعة طريقهم باتجاه دول أوروبية أخرى‪،‬‬ ‫وأ ّ‬ ‫أوروبا‪ .‬ومع نهاية شهر أكتوبر‪/‬ترشين األول ‪ ،2014‬كان قد وصل‬
‫يرتفع عدد السوريني الذين يصعدون عىل منت القوارب يف البحر‬
‫علامً أن ال أحد من أفراد عائالتهم موجود يف هذه الدول‪ .‬وحتى‬ ‫‪ 9,770‬طفالً سورياً إىل سواحل إيطاليا مقارن ًة بـ ‪ 3,600‬طفل يف العام‬
‫االبيض املتوسط‪ ،‬ومعظمهم ينطلقون من ليبيا ولكن أيضاً من مرص‬
‫اآلن‪ ،‬مل يتقدم بطلب اللجوء سوى عدد قليل جدا ً من الناجني‪.‬‬ ‫‪ .2013‬واألطفال‪ ،‬ال سيام الصغار منهم‪ ،‬هم األكرث عرض ًة للموت يف‬
‫وتركيا‪.‬‬
‫فالكثريون منهم يرفضون ذلك خوفاً من أن مينعهم تقديم طلب‬ ‫البحر يف حال انقلب القارب‪ ،‬إذ إنّهم قد ال يُجيدون السباحة كام أنه‬
‫اللجوء يف قربص من االجتامع بعائالتهم يف دول أخرى تابعة‬ ‫قد ال يكون هناك من يعتني بهم يف حال كانوا مسافرين مبفردهم‪.‬‬ ‫يف نهاية العام ‪ ،2011‬أي بعد أشهر قليلة من اندالع أعامل العنف يف‬
‫لالتحاد األورويب‪ .‬ويشعر البعض اآلخر بالقلق أيضاً ألنّهم ومن‬ ‫وقد شهدنا كيف نزل عدد ال يُحىص من األطفال من القوارب‪ .‬ومن‬ ‫سوريا‪ ،‬قُ ّدر عدد السوريني الذين وصلوا إىل إيطاليا عن طريق البحر‬
‫خالل تقديم طلب اللجوء لن يستطيعوا إحضار أفراد عائلتهم‬ ‫الواضح أن الكثريين منهم يخبئون أزمات نفسية تعرضوا لها خالل‬ ‫بـ ‪ 320‬شخصاً‪ .‬وعىل الرغم من تدين هذا العدد نسبياً إال أن عدد‬
‫الذين تركوهم يف سوريا‪ ،‬بسبب السياسات التي تقيّد ملّ شمل‬ ‫الرحلة‪ ،‬وهم بال شك صغار جدا ً عىل الشعور بهذا الكم من الخوف‬ ‫الوافدين السوريني ارتفع إىل ‪ 580‬شخصاً يف نهاية العام ‪ .2012‬ويف‬
‫األرسة يف قربص‪.‬‬ ‫وانعدام األمان‪.‬‬ ‫نهاية العام ‪ ،2013‬بلغ عدد الوافدين السوريني إىل إيطاليا ‪.11,307‬‬
‫وبالتايل أصبحوا يشكلون أكرب مجموعة من الوافدين‪ ،‬وميثل ذلك‬
‫*ت ّم تغيري األسامء ألسباب تتعلق بالحامية‬ ‫قفزة من املرتبة ‪ 20‬قبل ا َم ْي وزياد ًة بنسبة ‪ 1,800%‬مقارن ًة بالفرتة‬

You might also like