You are on page 1of 20

‫هـذه امل�سرية‪..

‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬
‫مسيرة قطبيــة نوعيــة‬
‫في مدينة طنجـة لالحتجاج‬
‫على الحكومــة وعلى وزارة‬
‫التعليم تحديدا فـي عجزهــا‬
‫ومسؤوليتهـا الكاملــة في‬
‫تعطيل الدراسـة وارتجالها‬
‫تسقيفا وتعاقدا وتسنينا لما‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬
‫سمي بالنظام األساسي ثم‬ ‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬
‫«تجميـده» وغيــر ذلك من‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬
‫الكوارث التي لم يعرفهــا‬
‫قطاع التعليم منــذ استقالل‬ ‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬
‫البــالد والتــي تستـهـــدف‬
‫العدد ‪ 1233‬ـ الثمـن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سـبـت ‪ 00‬جمادى الثانية ‪ 16 / 1445‬دجنـبـر ‪2023‬‬
‫التعليم العمومي !‬

‫اململكة املغربية والإمارات العربية املتحدة ‪:‬‬


‫تعاون متني ومبتكر‬

‫• وضع أسس استثمار في الطاقة ‪ :‬توليد الطاقة بالغـاز وتعزيز الشبكة‬ ‫في أجواء ثقة أخوية وقع جاللة الملك محمد السادس والشيخ محمد‬
‫الوطنية لنقل الكهرباء‪..‬‬ ‫بن زايد آل نهيان على إحدى عشرة مذكرة تفاهم استثماري شملت ‪:‬‬
‫• تمويل مشاريع المياه لتشييد سدود وتحلية مياه البحر‪..‬‬
‫• خلق إطار تعاوني اقتصادي في الفالحة والصيد البحري‪..‬‬ ‫• استثمار في مشاريع القطار فائق السرعة‪..‬‬
‫• وضع مشاريع في قطاع المطارات وتيسير مؤهالت تقنية وخبرات ومهارات‪..‬‬ ‫• شراكة استثمارية في مراكز بيانات‪..‬‬
‫• إرساء تعاون في قطاع الموانىء ؛ خاصة ميناء الداخلة وميناء الناظور‬ ‫• استثمار في قطاعي السياحة والعقار‪..‬‬
‫• تعاون في مجال األسواق المالية‪..‬‬
‫وبعد ‪،‬‬ ‫• استثمار في مشروع أنبوب الغاز ‪ :‬المغرب ‪ -‬نيجيريا‪..‬‬
‫تفتح هذه األبواب االستثمارية آفاقا واعدة بمستقبل أفضل‪ ،‬واهلل الموفق‪.‬‬ ‫• خلق مشاريع في مناطق متضررة من زلزال الحوز‪..‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫قطرات‪..‬‬ ‫منظمة الهالل الأحمر الفل�سطيني تت�سلم جائزة‬ ‫مناسبة اليوم العالمي‬
‫ب‬
‫محمد احليحي للعمل التطوعي‬ ‫للمتطوعين‬
‫• محمد إمغران‬

‫الإعاقة ومواد التجميل‪..‬‬


‫بمناسبة تخليد اليوم العالمي لألشخــاص ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة الذي خلده العالم‪ ،‬خـالل األيـام‬
‫القليلة الماضية‪ ،‬دعت النقابة الوطنية إلصالح‬
‫اإلدارة‪ ،‬المنضوية تحت لواء االتحاد المغربي للشغل‪،‬‬
‫الحكومة إلى تعزيز االندماج المهني للموظفين ذوي‬
‫اإلعاقة وتسهيل وصلوهم مناصب المسؤولية‪.‬‬
‫كما سلطت النقابة الضــوء على أهمية العمل‬
‫على تعزيز دمج منظور اإلعاقة في السياسات العامة‬
‫في مجال الوظيفــة العمومية‪ ،‬مؤكدة أن «االهتمام‬
‫الكامل لحقوق اإلنســان لهذه الفئــة‪ ،‬يشكل جزءا‬
‫أساسيا غير قابل للتصرف أو التجزئة من جميع حقوق‬
‫اإلنسان والحريات األساسية المكفولة بموجــب‬
‫الدستور واالتفاقيات الدوليــة»‪ ،‬مطالبـة بتفعــيـل‬
‫المبدأ الدستوري القاضي بحظر ومكافحة كل أشكال‬
‫التمييز بسبب اإلعاقة في التشريعـــات والمراسيم‬
‫التي تهم الوظيفة العمومية واتخاذ تدابير تشريعية‬
‫لمأسسة مبدأ حظــر التمييــز على أساس اإلعاقة‬
‫واتخاذ تدابير عمليــة لتشجيـــع الموظفيــن ذوي‬
‫اإلعاقة وتحفيزهم على تعزيز اندماجهم المهني‬
‫وولوج مناصب المسؤولية في ظروف آمنة‪ ،‬تأخذ‬
‫وضعهم الصحي بعين االعتبار‪ .‬أي أن فئة الموظفات‬ ‫من جهة أخرى ثمن أعضاء اللجنة‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين‬
‫والموظفيـــن‪ ،‬ذوي االحتياجـــات الخاصة‪ ،‬تعاني‬ ‫عاليا‪ ،‬الهبة التطوعية والوطنية غير‬ ‫الذي يصادف الخامس من دجنبر من‬
‫كثيرا‪ ،‬فما بالك بفئة ذوي االحتياجات الخاصة التي‬ ‫المسبوقة التي عبــرت عنها مختلـــف‬ ‫كل سنة‪ ،‬تم اليوم الثالثاء ‪ 5‬دجنبر‬
‫التشتغل‪ ،‬بحكم عدم توفرها على دبلومات تكوينية‬ ‫منظمات وهيئــات المجتمـع المدني‬ ‫اإلعالن عن منح «جائزة محمد الحيحي‬
‫أوشهادات مدرسية أو جامعية‪ ،‬باإلضافة إلى ظروفها‬ ‫ببالدنا ومعها مختلـف شرائـح الشعــب‬ ‫للتطوع» في دورتها السابعة برسم‬
‫االجتماعية واالقتصادية التي التحسد عليها‪ ،‬بطبيعة‬ ‫المغربي‪ ،‬للتضامن والتآزر مع ضحايا‬ ‫سنة ‪ 2023‬الى منظمة الهالل األحمر‬
‫الحال ؟‬ ‫ومنكوبي زلزال الحــوز‪ ،‬وهي الهبــة‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬تقديرا لمجهودات اإلسعاف‬
‫وبالمناسبة‪ ،‬البد من وضع األمور فوق الطاولة‬ ‫واإلنقاذ الذي تبذلها طواقمها منذ‬
‫التي أظهــرت تجدر قيــم التضامن‬
‫وبشفافية وبالتالي اإلشارة إلى أن اليوم العالمي‬ ‫تأسيس المنظمة‪ ،‬إلسعاف أفراد الشعب‬
‫والتطوع داخل المجتمع المغربي‪.‬‬
‫لذوي االحتياجات الخاصة والذين يبلــغ عددهم‬ ‫الفلسطيني وال سيمــا جرـــاء عــدوان‬
‫بالمغرب أكثر من مليونين وثالثمائة ألـف شخص‪،‬‬ ‫ومن المقرر أن تسلـم الحقا هذه‬
‫جيش االحتالل الذي يشنه على الشعب‬
‫ضمنهم كذلك المكفوفون ومرضى القصورالكلوي‬ ‫الجائزة الذي تنظمها حلقــة الوفاــء‬
‫الفلسطيني بقطاع غزة منذ الثامن من‬
‫والمعاقون ذهنيا‪ ،‬هومجرد يوم الستهالك الكالم‪،‬‬ ‫لذاكــرة محمد الحيحــي سنويا منـــذ‬ ‫أكتوبر الماضي والذي أودى بحياة أكثر‬
‫كل سنة‪ ،‬من قبل الجهات الرسمية واإلطاللـــة‬ ‫‪ ،2017‬والتي تمنــح إلحدى األعمال‬ ‫من ‪ 15‬ألف شهيد وإصابة أكثر من ‪42‬‬
‫عبر شاشات التلفزة وعبرأثير اإلذاع��ات‪ ،‬مع إعطاء‬ ‫التطوعية الجماعيــة أو الفرديـــة‪ .‬وتهدف‬ ‫ألف جريح منذ بدء العدوان وحتى اليوم‪.‬‬
‫اإلحصائيات والحديــث عن اإلنجــازات المزعومة‬ ‫الجائزة التي قررتها الحلقة مباشرة بعد‬
‫وقد أدى العــدوان إلى هــدم أحيــاء‬
‫في هذا المجال‪ ،‬خاصة من قبل وزارة التضامن‬ ‫تأسيسها سنة ‪ 2010‬الى تشجيع العمل‬
‫سكنية بكاملها وتدمير مبــان حكومية‬
‫واإلدماج االجتماعي واألسرة‪ ،‬بيد أن األمور واضحة‬ ‫التطوعي وإعادة االعتبار لألدوار الطالئعية‬
‫ومستشفيات ومدارس ودور عبادة‪ ...‬في‬
‫والتحتاج إلى أي تعتيم وذلك من خالل إلقاء نظرة‬ ‫لرواده ورموزه‪ ،‬والتحسيس بالقيم النبيلة‬ ‫كارثة إنسانية غير مسبوقة فضال عن‬
‫حول المعيش اليومي بالشوارع العامة والمرافق‬ ‫للتطوع ولدور نســاء ورجـال الحركـــة‬ ‫جرائم التطهير العرقي بالضفة الغربية‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬للخروج بفكـــرة عن ذوي‬ ‫التطوعية في تكريـس روح المواطنـــة‪،‬‬ ‫من خالل ارتفاع وتيرة عمليات االعتقاالت‬
‫االحتياجات الخاصة الذين يعانون على جميــــع‬ ‫وثقافة التطوع‪.‬‬ ‫وارتفاع حصيلة الشهداء واالعتداءات على‬
‫المستويات‪ ،‬فيما يخص وسائل النقل‪ ،‬الولوجيات‪،‬‬ ‫وخالل دورتها السادسة خالل السنــة‬ ‫البيوت وممتلكات ومزارع الفلسطينيين‬
‫التطبيب والمعيشة‪ ،‬فضال عن أن منظمــة الصحة‬ ‫الماضية ( ‪ ) 2022‬فــاز كــال من اتحــاد‬ ‫من قبل المستوطنين وقوات االحتالل‬
‫العالمية ما فتئت تقدم معطيات غير مطمئنة عن‬
‫العمل النسائي والجمعية الديمقراطيـــة‬ ‫بما يرقى إلى جرائم اإلبادة الجماعية‬
‫الوضع الصحي للمعاقين في المغرب‪.‬‬
‫لنساء المغرب بجائــزة محمـــد الحيحـــي‬ ‫باألراضي الفلسطينية المحتلة ‪.‬‬
‫ـ الجدير باإلبراز أن هذه الفئة تسائل الدولة‬
‫للتطوع‪ ،‬اعترافا بجهود المنظمتين‪ ،‬في‬ ‫وأجمعت لجنة اختيار المرشح لهذه الجائزة الرمزية‪ ،‬على منحها‬
‫والحكومات المتعاقبة وجمعيات المجتمع المدني‬
‫الدفاع عن حقوق النساء‪ .‬وفي دورتها األولى سنة ‪ ،2017‬منحت‬ ‫إلى منظمة الهالل األحمر الفلسطيني‪ ،‬تضامنا في هذه الظرفية‬
‫عن ملفها ومدى االستجابـــة لمطالبها وترى أنه‬
‫الجائزة الى طريق الوحدة والتي تزامنت مع ذكراها ال ‪ ،60‬وذلك‬ ‫العصيبة مع الشعب الفلسطيني‪ ،‬وإدانة التطهير العرقي وجرائم‬
‫غير الواقع الذي اليكذب والمعيـــش اليومي الذي‬
‫باعتبار أن هذا المشروع الوطني سنة ‪ 1957‬أكبر عمل تطوعي‬ ‫الحرب التي تستهدف المدنيين األبرياء والعزل‪ ،‬والمستشفيات‬
‫الينمق‪ ،‬فالحاجة لها إلى من ي��روج عنها «مواد‬
‫التجميل» في غيابها !‬
‫شبابي عرفه تاريخ المغــرب الحديث‪ ،‬وتميز بمشاركة ‪ 11‬ألف‬ ‫والطواقم الطبية والصحية‪ ،‬والصحفيات والصحفيين شهـــود‬
‫شاب يمثلون مختلف جهات البالد‪.‬‬ ‫الحقيقة‪.‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬ ‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫محمد طارق بخات‬ ‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫محمــد �إمغـران‬ ‫عبد احلــق بخــات‬
‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫�أ�ســامــة الزكــاري‬
‫التوزيع‪:‬‬ ‫الهاتـف ‪:‬‬ ‫‪FFF‬‬ ‫‪F‬‬
‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬
‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬
‫ر�ضــــوان احــدادو‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬
‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬
‫الفاكــ�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت‬ ‫عبد اللطيف �شهبـون‬
‫عبد احلـي مفـتـــاح‬
‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫والتسويق واإلشهار ‪:‬‬
‫ر�شيــد احلديـفـــي‬ ‫‪F‬‬
‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬
‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز‬ ‫فـــــدوى �أحمـــاد‬ ‫‪www.achamal.com‬‬
‫سكرتير التحرير ‪:‬‬
‫‪achamal2000@gmail.com‬‬
‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬ ‫‪achamaljournal@gmail.com‬‬ ‫ـ طنجــة ـ‬ ‫زبيــــدة الورياغلـــي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬
‫‪3‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫دردشة‬
‫حدث حقوقي بطنجة‬
‫تو�صيات ملتقى تطوان الأبواب ال�سبعة‬
‫‪ l‬عبد اللطيف �شهبون‬
‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬ ‫بمناسبة اختتام الدورة الحادية عشرة لملتقى تطوان األبواب السبعة‪ ،‬الذي انعقد تحت الرعاية‬
‫السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وأيده‪ ،‬أيام ‪21‬و ‪22‬و ‪ 23‬نوفمبر ‪ 2023‬في‬
‫�شهدت مدينة طنجة يومي خام�س و�ساد�س‬ ‫موضوع‪« :‬رهانات الثقافة والصحة والرياضة في جهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة»‪ ،‬فإن اللجن المنبثقة عن‬
‫دجنرب اجل��اري فعالية �إط�لاق ر�سمي للخطة‬ ‫هذا اللقاء‪ ،‬إذ تجدد الشكر الجزيل لصاحب الجاللة‪ ،‬وتؤكد مساندتها لجمعية تطاون أسمير‪ ،‬في مساعيها‬
‫الحميدة‪ ،‬وتشد بحرارة على أيدي المحتضنين لهذه التظاهرة والمساهمين فيها‪ ،‬وتُشيد بالحضور المتميز‬
‫العربية للرتبية والتثقيف يف جم��ال حقوق‬ ‫الذي شهدته القاعة الكبرى للمركز الثقافي على امتداد ثالثة أيام‪ ،‬تُصدر التوصيات التالية‪:‬‬
‫الإن�سان ب�شعار ‪ :‬بني الن�ص والتثقيف ‪.‬‬ ‫فتحت عنوان‪« :‬دور الثقافة والتنوع الثقافي في التنمية بجهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة» تدعو إلى‪:‬‬ ‫م�صطفى حجاج‬
‫ه���ذه الفعالية احل��ق��وق��ي��ة م��ن تنظيم‬ ‫‪ - 1‬تعزيز التوعية العامة بالعالقة الوطيدة بين التنمية المادية‪ ،‬والتنمية اإلنسانية المعنوية‪،‬‬
‫املندوبية ال��وزاري��ة املكلفة بحقوق الإن�سان‬ ‫بمختلف أشكال التوعية‪.‬‬

‫دردشة‬
‫وجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تعزيز التوعية العامة‪ ،‬بضرورة استثمار الثقافة في مشروع التنمية الشاملة بمختلف أشكال التوعية‪.‬‬
‫‪ - 3‬تعزيز الوعي العام بأن غاية التنمية المادية في تحسين ظروف عيش الناس‪ ،‬وتوفير الرأسمال‬
‫ت�ضمنت ورقة تنظيم هذه الفعالية جل�سة‬ ‫المعنوي لإلنسان‪ ،‬موضوع المشروع التنموي‪.‬‬
‫افتتاحية وحمورين ؛ الأول خا�ص بتجارب‬ ‫‪ - 4‬إحياء معهد موالي الحسن لألبحاث المغربية األندلسية‪ ،‬ليكون مؤسسة رسمية‪ ،‬ترعى الثقافة‬
‫األندلسية في المملكة المغربية الشريفة وتمثلها‪ ،‬استجابة لروح الدستور ومقتضياته‪.‬‬
‫وممار�سات ف�ضلى‪ ..‬والثاين متعلق بتدار�س‬
‫وتحت عنوان‪« :‬رهانات وآفاق الصحة بجهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة» توصي بـ‪:‬‬
‫�سبل تطوير املمار�سة‪..‬‬
‫‪ - 1‬الرفع من وتيرة القوافل الطبية‪ ،‬التي تشد الرحال إلى المناطق النائية‪ ،‬وتعزيزها بوحدة متنقلة‬
‫و�ضع لكل حمور هدف ‪ ،‬وق�سمت �أ�شغاله على‬ ‫مجهزة بمعدات للكشف المبكر لألمراض السرطانية‪.‬‬
‫مدار جل�سات مو�ضوعاتية وفرعية ؛ من قبيل ‪:‬‬ ‫‪ - 2‬دعوة وزارة الصحّة‪ ،‬والجهة‪ ،‬والجماعة‪ ،‬والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وجهات أخرى‪ ،‬لتوفير‬
‫الدعم الالزم‪ ،‬ألمثال هذه المبادرات اإلنسانية‪.‬‬
‫• تدريب �أجهزة �إنفاذ القانون‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التوعية والتحسيس على مستوى المدارس والثانويات‪ ،‬بأهمية الوقاية من مضاعفات مرض‬
‫• تدريب الق�ضاة والعاملني يف جمال العدالة‪.‬‬ ‫السكري‪ ،‬والتشخيص المبكر للسرطان‪.‬‬

‫• تدريب ال�صحافة والإعالم ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التسريع بإنجاز المستشفى الجهوي بتطوان مع إحداث مركز أنكلوجي لعالج السرطان‪.‬‬
‫وتحت عنوان‪« :‬دور اإلعالم والمجتمع في إنجاح التنظيم المشترك المغربي اإلسباني البرتغالي‬
‫• تدريب منظمات املجتمع املدين‪.‬‬ ‫لمونديال ‪ »2023‬توصي بـ‪:‬‬
‫• �سبل تطوير منظومة الرتبية والتعليم‬ ‫‪ - 1‬استحضار الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية الثانية في الرياضة‪ ،‬ووضع االستراتيجية الخاصة‬
‫على حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫باإلعداد للمونديال‪.‬‬
‫‪ - 2‬المطالبة بإحداث وزارة خاصة بالقطاع الرياضي‪.‬‬
‫• املمار�سات الف�ضلى على امل�ستوى الأكادميي‬
‫‪ - 3‬المطالبة بتطوير العمل اإلعالمي المغربي بمختلف أنواعه وتخصصاته‪ ،‬وإشراكه كطرف أساسي‬
‫يف جمال التثقيف على حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫في عملية التحسيس والتوعية بأهمية الحدث‪ ،‬وبدوره الريادي في التعريف بقدرات المغرب وآماله وانفتاحه‬
‫• التطور الرقمي والرتبيــة على حقـوق‬ ‫على المحيط الخارجي‪   ‬لتقديم الصورة األمثل للبالد‪.‬‬
‫الإن�سان‬ ‫‪ - 4‬وضع استراتيجية محكمة لفتح العديد من األوراش التي يكون فيها المجتمع المدني طرفا أساسيا‬
‫إلنجاح استضافة المغرب لهذه التظاهرة العالمية‪.‬‬
‫• �سبل ب��ل��ورة منهـج ا���س�تر���ش��ادي خا�ص‬
‫‪ - 5‬الحرص على إعطاء مختلف الجهات في المملكة بجميع مدنها كل االهتمام من حيث البنيات‬
‫بالرتبية على حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫األساسية‪ ،‬والوسائل اللوجستيكية‪ ،‬وإحداث فرص الشغل‪ ،‬حين اإلعداد للتخطيط الكفيل بضمان نجاح‬
‫التجربة المونديالية‪.‬‬
‫• �سبل توثيق التجارب واملمار�سات الف�ضلى‬
‫‪ - 6‬المطالبة بإحداث المجلس األعلى للرياضة ومركز الدراسات والبحوث الرياضية‪.‬‬
‫ح���ول ال�ترب��ي��ة والتثقيف يف جم���ال حقوق‬
‫‪ - 7‬إشراك مجلس الجالية المغربية في الخارج في الترويج الحتضان وإنجاح المونديال‪.‬‬
‫الإن�سان ‪.‬‬
‫‪ - 8‬المبادرة بخلق خلية إعالمية مشتركة مغربية إسبانية برتغالية‪ ،‬للمواكبة القبلية والبعدية للحدث‬
‫• نحو بلورة برنامج ملواكبة تفعيل م�ضامني‬ ‫المونديالي‪.‬‬
‫اخلطة العربية للتثقيف يف جم��ال حقـوق‬
‫الإن�سان‪  .‬‬
‫�أط���رت م��داخ�لات ه��ذا احل���دث م��ن طرف‬
‫م�س�ؤولني حكوميني وبرملانيني ور�ؤ�ساء �إدارات‬
‫ومعاهد ومراكز وجلن واكادمييني و�أطر �أمنية‬
‫إصدار جديد‬

‫وم�ست�شارين وخ�براء دوليني من دول عربية‬


‫ودولية‪..‬‬
‫تزامن هذا احلدث احلقوقي مع ‪:‬‬
‫‪ -‬الذكرى اخلام�سة وال�سبعني لالعالن العاملي‬
‫حلقوق الإن�سان‪.‬‬
‫‪ -‬الذكرى الع�شرين للميثاق العربي حلقوق‬
‫الإن�سان‬
‫‪ -‬جرائم �إبادة ال�شعب الفل�سطيني من طرف‬
‫قوات االحتالل الإ�سرائيلي ال�صهيوين بدعم‬
‫مادي ومعنوي من جهات غربية وعربية !‬
‫‪4‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫املجل�س الإقليمي ل�شف�شاون ينظم لقاء توا�صليا‬


‫حول ا�ستدامة املحيطات الفالحية املغرو�سة‬
‫الفالح ال�صغري هو ع�صب التنمية الفالحية والقروية ب�إقليم �شف�شاون‬
‫• عبد الحي مفتاح‬

‫واقتراحاته من أجل تشخيص اإلشكاالت واجتراح الحلول المناسبة لها‪ ،‬سعيا إلى تحسين مردودية‬ ‫بتعاون مع عمالة إقليم شفشاون والمديرية اإلقليمية للفالحة والصيد البحري والتنمية القروية‬
‫المحيطات المغروسة وتجاوز النواقص‪ ،‬وكذا تمكين هذا الفالح‪ ،‬الذي له مكانة اعتبارية كبيرة‪،‬‬ ‫والمياه والغابات‪ ،‬نظم مجلس إقليم شفشاون صباح يوم الثالثاء ‪ 12‬دجنبر ‪ 2023‬بمركب محمد‬
‫من تحسين دخله ومستوى عيشه‪ ،‬مؤكدا في هذا السيا’ق على ضرورة تضافر الجهود وتنسيقها‬ ‫السادس للثقافة والفنون والرياضة لقاء تواصليا في موضوع ‪“ :‬استدامة المحيطات المغروسة بإقليم‬
‫وتكاملها بين مختلف المتدخلين في الوسط القروي إلنجاح عملية غرس المحيطات باألشجار المثمرة‬ ‫شفشاون” ترأسه اليزيد التاغي رئيس مجلس إقليم شفشاون بمعية أمين كرامة المدير اإلقليمي‬
‫(الزيتون‪ ،‬التين‪ ،‬اللوز‪ ،‬الرمان‪ ،‬البرقوق‪ ،‬األفوكا إلخ) ألنها تشكل رافعة للنهوض بالتنمية القروية‬ ‫للفالحة‪ ،‬وبحضور عدد من رؤساء الجماعات أو من ينوب عنهم وممثلي الغرفة الفالحية وتنظيمات‬
‫خاصة وبالنمو االقتصادي لإلقليم عامة‪ ،‬كما تبين التشخيص العام‪.‬‬ ‫الفالحين من تعاونيات وجمعيات‪ ،‬و كذا أطر مجلس إقليم شفشاون وموظفيه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد عرف هذا اللقاء التواصلي نقاشا مسؤوال وبناء انصب كله على صلب الموضوع المتعلق‬ ‫وقد افتتح هذا اللقاء رئيس مجلس إقليم شفشاون بكلمة تطرق فيها إلى سياقه‪ ،‬مبرزا أنه‬
‫باستدامـــــة المحيطات المغروســة‬ ‫يأتي تتويجا للخرجات التشاورية التي قام بها شخصيا‪ ،‬علىى امتداد فصل الصيف‪ ،‬للدوائر الستة‬
‫والتدخــالت والتدابيـــر واإلجراءات‬ ‫لإلقليم في إطار سياســة القـــرب‬
‫الناجعة لضمان هـــذه االستدامـة‪.‬‬ ‫والتواصل المباشر مع التنظيمات‬
‫وقد تم التأكيد في هذا الصدد على‬ ‫الفــالحيـــة المعنيــة والمجتمــع‬
‫ما يلي‪:‬‬ ‫المدني‪ ،‬وذلك بتنسيق مع مصالح‬
‫‪ -‬أهميـــة تنظيــم الفالحين‬ ‫المديرية اإلقليميــة للفالحــة‬
‫وانخراطهـــم في تملك أي مبـــادرة‬ ‫وبحضور السلطات المحلية وممثلي‬
‫ونجاح أي مشروع فالحــي وخاصة‬ ‫الجماعات المعنية‪ ،‬مشيرا إلى أن‬
‫غرس المحيطات؛‬ ‫هذه اللقاءات مكنـــت من الخروج‬
‫بتوصيات هامة وم��ن تشخيص‬
‫‪ -‬القيمة المضافة لتأطير الفالح‬ ‫اإلشكاالت التي تعاني منها عملية‬
‫وتحسيسه وتكوينـــه في اكتســاب‬ ‫غرس المحيطات باإلقليم‪.‬‬
‫الممارسات الجيدة وفي نجاح عملية‬
‫غرس المحيطات‪ ،‬وبالتالي استمرار‬ ‫وعبر اليزيد التاغي في معرض‬
‫جودة اإلنتاج؛‬ ‫كلمته بهذه المناسبة عن تشكراته‬
‫لعامل اإلقليـم محمد علمي ودان‬
‫‪ -‬ض���رورة رب��ط المحيطــات‬ ‫على حرصه الشديــد على التنسيق‬
‫المغروسة بالمسالك لتسهيل عملية‬ ‫المحكم لتدخالت مختلف القطاعات‬
‫الغرس ثم نقل المنتوج فيما بعد؛‬ ‫الحكوميـة مـن أجـــل االلتقائيـــة‬
‫‪ -‬ض��رورة ضمان ميــاه السقي‬ ‫واالنسجام والتكامل‪ ،‬وكذا تتبعه‬
‫للمحيطات المغروسة بشتى السبل‬ ‫الميداني الحثيث لمختلـف األوراش‬
‫ومنها نقط الماء‪ ،‬واآلبار‪ ،‬واألحواض‬ ‫التنموية التي يعرفهـــا اإلقليــم‪،‬‬
‫المائية‪ ،‬وكذا الســدود التليــــة‪،‬‬ ‫وكذا توجيهاته السديدة ومواكبته‬
‫والشاحنـــات الصهريجيــة إلــخ‪ ،‬ألن‬ ‫الفعليـة للمبــــادرات الهادفــــة‬
‫ال حياة وال نمو لألغراس بدون سقي‬ ‫للجماعات الترابية‪.‬‬
‫منتظم؛‬ ‫وأش���ار رئ��ي��س المجلس من‬
‫‪ -‬الحرص على تشبيب المحيطات‬ ‫جهة أخرى إلى أن الهدف من هذا‬
‫الشائخة التي قل إنتاجها واستبدال‬ ‫اللقاء التواصلي هو إيجاد الحلول‬
‫أشجارها بأخرى جديــدة من اختيار‬ ‫الكفيلة بتجاوز اإلكراهات ومعالجة‬
‫الفالحين‪،‬‬ ‫المشاكل‪ ،‬بشكـل تشاركـــي‪ ،‬من‬
‫‪ -‬العمل على تمكيـن الفالحين‬ ‫أجل حماية المحيطات المغروسة‬
‫من بعض وسائــل العمـل الخاصــة‬ ‫وضمان أسباب النجاح لها لتحقيق‬
‫بصيانة األشجار المثمرة؛‬ ‫النتائج المرجوة‪ ،‬مبرزا في هذا‬
‫‪ -‬الحـرص على اختيـار األغراس‬ ‫ال��ص��دد م��ك��ان��ة ق��ط��اع الفالحة‬
‫المالئمة للمناطق الجبليـة ولتربــة‬ ‫ف��ي أي ن��ه��ض��ة ت��ن��م��وي��ة وف��ي‬
‫المحيطات الزراعية؛‬ ‫المقابل ما يعانيه هذا القطـــاع‬
‫من تحديات حاليـة ومستقبلية‬
‫‪ -‬أهميــة مساهمـــة مجموعة‬ ‫مرتبطة بالتغيرات المناخية والنمو‬
‫الجماعات الترابية “التعاون” في فتح‬ ‫الديموغرافي‪ ،‬وكذا بغياب الحكامة‬
‫المسالك وتهيئتها‪ ،‬وكذا مجموعات‬ ‫واالستدامة في التدخل والتدبير‪،‬‬
‫حفظ الصحة ف��ي ش���راء األدوي���ة‬ ‫م��ؤك��دا ب��ه��ذا ال��خ��ص��وص على‬
‫الخاصة بمعالجــة المغروسات من‬ ‫ض��رورة مواصلة المجهودات في‬
‫األشجار المثمرة؛‬ ‫إطار االستراتجية الجديدة للجيل‬
‫‪ -‬العمل على تنسيق الجهود وضمان االلتقائية وتكامل التدخالت بين مختلف مصالح الدولة على‬ ‫األخضر(‪ )2030/2020‬خاصة ما يتعلق منها بتحسين النجاعة المائية‪ ،‬واختيار البرامج الموجهة‬
‫المستوى القروي عامة وفي المجال الفالحي‪ ،‬وما يرتبط بغرس المحيطات‪ ،‬خاصة؛‬ ‫لإلقليم للتشجير المثمر المالئم للمناطق الجبلية‪ ،‬وتنمية الزراعات البيولوجية ونشر وتعزيز تقنيات‬
‫‪ -‬ضرورة مأسسة العمل المشترك بين مختلف الشركاء في عملية غرس المحيطات واستدامتها‪،‬‬ ‫المحافظة على التربة‪.‬‬
‫بما فيها مجلس جهة طنجة تطوان‪ ،‬من خالل صياغة مشروع اتفاقية في الموضوع والعمل الجدي‬ ‫وختم اليزيد التاغي كلمته بالتأكيد على ضرورة بلورة األفكار واالقتراحات وترجمتها إلى تدابير‬
‫لتنزيل مقتضياتها‪.‬‬ ‫وإجراءات عملية وتدخالت في الميدان من أجل تحقيق الغايات المرجوة واألهداف المتوخاة من غرس‬
‫وفي الختام تمت‪ ،‬بمناسبة هذا اللقاء التواصلي‪ ،‬تالوة برقية الوالء واإلخالص المرفوعة إلى‬ ‫المحيطات باإلقليم‪.‬‬
‫حضرة صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وأعز أمره‪ .‬وقبل ذلك جدد اليزيد التاغي‪،‬‬ ‫من جانبه أوضح أمين كرامة المدير اإلقليمي للفالحة أن المغزى األساسي من هذا اللقاء هو‬
‫رئيس مجلس إقليم شفشاون تشكراته للحضور على تلبيتهم الدعوة ومساهمتهم البناءة والمثمرة‬ ‫العناية واالهتمام بالفالح الصغير الذي يعتبر عصب التنمية بإقليم شفشاون‪ ،‬وذلك عمال بتوجيهات‬
‫في نجاح مجريات هذا اللقاء المهم‪.‬‬ ‫عامل اإلقليم‪ ،‬مشكورا‪ ،‬مبرزا أنه من الضروري اإلنصات لهذا الفاعل على األرض وإلى تصوره‬
‫‪5‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫تطــوان ت�ست�ضيف الأ�ستـــاذ جامــــع بيــــ�ضا‬


‫مدير �أر�شيف املغرب‬
‫من كتاب «أرشيفات عائلية من تطوان» لمكتبة المركب‪ .‬وأكد الدكتور‬ ‫مراسلة خاصة‬
‫جامع بيضا بأنه سيمنح هذه المكتبة مؤلفات أخرى أصدرتها مؤسسة‬ ‫تزامنت زيارة األستاذ جامع بيضا مدير مؤسسة أرشيف المغرب‬
‫أرشيف المغرب‪.‬‬ ‫لمدينة تطوان مع مجموعة من األنشطة الثقافية‪ :‬يوم الجمعة ‪8‬‬
‫‪ -‬زيارة مكتبة مؤسسة محمد بوخبزَة للثقافة والتراث والبحث‬ ‫دجنبر‪ :‬المشاركة في تقديم كتاب األستاذ الطيب أجزول «أرشيفات‬
‫العلمي واالطالع على محتوياتها من الكتب والوثائق‪.‬‬ ‫عائلية من تطوان»‪ ،‬مع مساهمة كل من األستاذ محمد اليوبي‬
‫‪ -‬آخر نشاط قام به األستاذ جامع بيضا هو زيارته لمكتبة بيت‬ ‫اإلدريسي واألستاذ أنس اليمالحي‪ .‬وكانت مناسبة الستحضار روح‬
‫الحكمة واالحتفاء بكتاب «التاريخ والهوية» الصادر عن الجمعية‬ ‫الفقيد السفير أبو بكر بنونة الذي كان قيد حياته مولعاً بالبحث في‬
‫المغربية للبحث التاريخي ومنشورات باب الحكمة‪ .‬والكتاب عبارة عن‬ ‫الوثائق التاريخية‪ .‬وقد أختتم حفل تقديم الكتاب بالزيارة الجماعية‬
‫عمل جماعي مهدى للمؤرخ جامع بيضا ‪.‬‬ ‫لمعرض الوثائق التاريخية لجماعة تطوان‪ .‬السبت ‪ - 9‬يوم دجنبر ‪:‬‬
‫وقد أبدى األستاذ جامع بيضا خالل هذه الزيارات عن تعاونه الدائم‬ ‫زيارة مركب عبد الخالق الطريس الثقافي‪ ،‬وهو من بين المرافق التي‬
‫األستاذ جامع بيضا ‪ /‬مدير أرشيف المغرب‬ ‫في كل ما يمكنه أن يساهم في صيانة األرشيف والحفاظ عليه‪.‬‬ ‫يتم تسييرها من قبل جمعية قدماء المعهد الحر‪ .‬وقد تم إهداء نسخة‬

‫لحظة استحضار روح الفقيد األستاذ السفري أبوبكر بنونة‬ ‫إقبال مكثف ووازن ضاقت جنبات القاعة عن استيعابه‬

‫الوقوف عىل سبق تطوان يف إصدار أول وثيقة للمطالبة باالستقالل‬ ‫أثناء الزيارة الجامعية ملعرض الوثائق التاريخية لجامعة تطوان‬

‫صورة جامعية أخرى عند مغادرة مركب عبد الخالق الطريس الثقايف‬
‫ويظهر يف الوسط األستاذ جامع بيضا ويف أقىص اليسار الدكتور يونس السباح‪.‬‬
‫وكان يف استقبالهام أعضاء من املكتب اإلداري لجمعية قدماء املعهد الحر‪،‬‬
‫وهم من اليمني إىل اليسار‪ :‬عبد السالم مدينة‪ ،‬والعريب املرير‪ ،‬وعيل اعنيقد‪،‬‬
‫والطيب أجزول‪ ،‬وحسن العاوين‪ ،‬وعبد القادر الزكاري‪ ،‬وجواد الدفوف‪.‬‬
‫كام كان حارضاً يف هذا االستقبال العضو عبد اللطيف االدرييس‪.‬‬
‫الوقوف عىل وثائق مؤسسة املعهد الحر وكانت أول إعدادية تأسست‬ ‫األستاذ جامع بيضا رفقة رئيس املؤسسة األستاذ أويس بوخبزة‬
‫بتطوان سنة ‪1935‬‬

‫زيارة املركب عبد الخالق الطريس الثقايف‪ ،‬والبداية بالتعرف عىل كيفية‬ ‫الزيارة لفضاء مكتبة بيت الحكمة واالحتفاء بكتاب «التاريخ والهوية» وهو‬
‫الوقوف عىل الدفعة األخرية من الكتب التي تم التوصل بها من الواهبني‬ ‫عمل جامعي مهدى للمؤرخ جامع بيضا‬
‫اشتغال مكتبة املركب‬
‫‪6‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫من أعالم الفكر المغـربي ‪:‬‬


‫عامل تطوان و�أديبها‪ ،‬و�شيخها و�صاحلها‬
‫�أبو احل�سن علي بن محمد بركـة (ت‪1120 .‬هـ)‬
‫د‪ .‬محـمد شابــو‬ ‫‪ -‬الحلقة الثالثة ‪-‬‬
‫بها واستجازه بالرّغم من كون الشيوخ الذين قرأ عليهم الشيخ سيّدي علي بركة بفاس كانوا‬ ‫أن مدينة تطوان‬ ‫منزلة علمية عالية‪ ،‬وقد أجمع مترجموه ّ‬ ‫ً‬ ‫مكانته العلمية‪ :‬بلغ الشيخ علي بركة‬
‫أحياء يرزقون‪ ،‬ممّا ّ‬
‫يدل على ّ‬
‫أن شهرة المترجم‪-‬رحمه اهلل‪-‬بالعلم والصّالح كانت عظيمة”‪.‬‬ ‫في عهده أصبحت مركز علم بفضل حلقاته العلمية وجهوده في الدّرس واإلقراء‪ ،‬فأصبحت مقصد‬
‫مؤلفاته‪ :‬وممّا ّ‬ ‫الطالب من جميع األنحاء بعد أن كانت ولفترات طويلة مدينة جهاد ورباط‪ ،‬وقد أوضح األستاذ‬
‫يدل على المكانة العلمية للشيخ علي بركة كثرة مؤلفاته ومصنفاته التي‬
‫المرحوم عبد اهلل الترغي المكانة العلمية للشيخ علي بركة من خالل حلقات دروسه وإقرائه قائ ً‬
‫ال‪:‬‬
‫همّت مختلف جوانب العلوم الشرعية واللغوية والصوفية‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫“يعدّ مركز تطوان العلمي من المراكز العلمية الحضرية المستحدثة التي ظهرت في مجال‬
‫في النحو ‪:‬‬ ‫العلم على هذا العهد‪ ،‬فلم تكن تطوان على امتداد القرن الحادي عشر وما قبله إال مركز جهاد‬
‫‪ -‬حاشيته على شرح المكودي أللفية ابن مالك‪ ،‬وهي حواش جمعها كما‪-‬يفيد بذلك المرحوم‬ ‫أن مركز تطوان قد شهد بعض األنشطة العلمية درساً وتأليفاً مع‬ ‫ورباط وتعبئة‪ ،‬وعلى الرغم من ّ‬
‫الطرر التي سجّلها الشيخ على نسخته‬‫عبد اهلل الترغي‪-‬تلميذه أحمد السرايري (ت‪1156 .‬هـ) من ّ‬ ‫أسرة مهدي الزياتي ومع محمد العربي الفاسي حين استقراره بتطوان‪ ،‬ومع ق ّلة األسماء الناجمة‬
‫فإن حضور هذا النشاط بالشّكل الصريح وبالصورة‬ ‫بتطوان‪ّ ،‬‬
‫من المكودي على األلفية‪ ،‬وهي ممّا خطر له أثناء تدريسه للكتاب‬
‫الفاعلة لم يتح ّقق إال مع الشيخ علي بركة ومع حلقته العلمية‬
‫المذكور‪ ،‬يقول األستاذ دواد‪ “ :‬أمّا حاشيته على المكودي فليست‬
‫بدءاً من العقد األخير من القرن الثاني عشر‪ ،‬ولتصبح تطوان‬
‫حاشية بالمعنى الكامل‪ ،‬وإنّما هي مجموعة طرر وحواشي كتبها‬ ‫أحد المراكز المهمّة التي يقصدها الطلبة من مختلف النواحي‪،‬‬
‫على مواضع متفرقة من شرح الشيخ المكودي أللفية ابن مالك‪،‬‬ ‫وبمن فيهم طلبة فاس الستكمال عملية األخذ ولتنويع حلقات‬
‫وقد جمعها أحد تالميذه‪ ،‬كما جاء في مقدمتها‪ ،‬وقد ذكر جامعها‬ ‫االستفادة وتكثير المشيخة”‪.‬‬
‫أن سيدي بركة‪-‬رحمه اهلل‪-‬كتبها بهوامش الشّرح المذكور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حضورُ النشاط العلمي للشيخ علي بركة “بالشّكل الصريح‬
‫فجمعها هو لينتفع بها هو وينتفع بها غيره”‪.‬‬ ‫وبالصّورة الفاعلة”‪ ،‬ظهر جلياً في الحلقات العلمية التي كان‬
‫‪ -‬شرحٌ مطوّل على (متن األجرومية) في النّحو (نحو أربعمائة‬ ‫يعقدها الشيخ بركة في مسجده والتي أدار فيها الكثير من كتب‬
‫رائجة بالسّوق الفوقي مكان تواجد‬ ‫ً‬ ‫الدرس‪ ،‬فأقام للعلم سوقاً‬
‫صفحة)‪.‬‬
‫مسجده‪ ،‬وأثار بذلك حركة علمية نشيطة لم تعرفها تطوان‬
‫في الفقه ‪:‬‬ ‫من قبل مع تلكم الحلقات التي أمّها مختلف الطلبة من تطوان‬
‫‪ -‬كتابٌ في (مناسك الحجّ)‪ ،‬يقول األستاذ الترغي عنه بأنه‬ ‫وضواحيها‪ ،‬فدرّس مختلف العلوم والفنون في الحديث والتفسير‬
‫تأليفٌ صغير‪ ،‬يجري على طريقة المناسك المتداولة عند المغاربة‪،‬‬ ‫والنّحو واألصول والفقه واللغة واألدب والبالغة‪ .‬وفي اإلجازة‬
‫فيقتصر على شرح المهمّ منها توضيحاً للراغبين في الحجّ‪،‬‬ ‫تلميذه ابن زاكور نماذج من‬ ‫َ‬ ‫التي أجاز بها الشيخ علي بركة‬
‫وتمهيداً الستيعاب ما يتع ّلق بأساسيات الحجّ في أركانه وسننه‪،‬‬ ‫تلكم العلوم التي كان يقوم على شأنها بالدّرس واإلقراء‪ ،‬كجمع‬
‫الجوامع في أصول الفقه‪ ،‬وألفية ابن مالك في النحو‪ ،‬ومختصر‬
‫وتوجد نسخ منه بالخزائن المغربية منها الداودية والصبيحية‬
‫خليل في الفقه‪ ،‬وغير ذلك من المصنفات والعلوم الرائجة‪ .‬وكان‬
‫والمكتبة الوطنية‪.‬‬ ‫من نتائج هذه الحلقات العلمية التي وجدت نفسها مع الشيخ علي‬
‫‪ -‬حاشي ٌة على شرح أبي الحسن على رسالة ابن أبي زيد‬ ‫بركة كما يفيد بذلك‪-‬األستاذ المرحوم عبد اهلل الترغي‪-‬أن تعمّق‬
‫القيرواني‪.‬‬ ‫بتطوان النشاط العلمي وازداد ذلك النّشاط بالتدريس والتأليف‬
‫‪ -‬منظوم ٌة في الفقه‪.‬‬ ‫وكثرة الممارسين للعلم‪ ،‬وأصبحت هذه المجالس مثار تنافس‬
‫الشعراء في مدحها واإلشادة بها والتنويه بصاحبها خصوصاً في‬
‫‪ -‬أجوبة مختلفة في الفقه وغيره‪ ،‬وهي أعمال متفرقة في‬ ‫حلقات الختم‪ ،‬كما نجدُ ذلك عند الشاعر محمّد الرافعي التطواني‬
‫المجاميع والكنانيش‪-‬كما يفيد بذلك األستاذ المرحوم عبد اهلل‬ ‫الذي حضر مجلس ختم شيخه علي بركة لمختصر خليل فقال في‬
‫الترغي‪.-‬‬ ‫ذلك قصيدة مطلعها‪:‬‬
‫في التصوف‪:‬‬ ‫و�ضـــياء‬
‫ُ‬ ‫�شمو�س بالهدى‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫والحت‬ ‫تاللأَ نـــورٌ يف العُ ـال وتـــ�ألقـــــا‬
‫َّ‬
‫‪ -‬الدّرر الحسان فيما يخاطب به اإلنسان من اإلسالم واإليمان واإلحسان‪ ،‬وقد ح ّقق الكتاب‬ ‫يـــاء‬ ‫وا�ضمحلت ومل تر �سحائب جهلي � ْإذ تــراه ّ‬
‫ال�ض ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ونارت بدورٌ‬
‫في رسائل جامعية‪ ،‬يقول عنه األستاذ داود‪“ :‬وهو تأليفٌ قيّم في نحو مائة وخمسين صفحة أثبت‬ ‫إلى أن يقول‪:‬‬
‫في أوله الحديث المشهور المروي عن سيدنا عمر في اإلسالم واإليمان واإلحسان‪ ،‬وجعله مدار‬ ‫جباء‬
‫ُ‬ ‫�أيا بركات اخلري ُحزت مراتب ًا تقا�صر عن �إدراكهــــــــــا ّ‬
‫الن‬
‫التكليف والطلب‪ ،‬ثمّ تكلم على اإليمان واإلحسان‪ ،‬وجعله مدار التكليف والطلب‪ ،‬ثمّ تكلم على‬ ‫وعند ختمه لدرس التفسير قال قصيدة‪-‬أيضاً‪-‬بالمناسبة‪ ،‬مطلعها‪:‬‬
‫اإليمان وحصل عقيدة التوحيد وعلم الكالم‪ ،‬ثمّ تكلم على اإلسالم فبيّن العبادات‪ ،‬من الطهارة‬ ‫ــــ�سيم‬
‫ُ‬ ‫ثغرها لبــَ‬ ‫ُ‬
‫ظالل املعــــايل ُ‬ ‫ْ‬
‫أ�صبحــت‬ ‫تاللأَ ٌ‬
‫ثغر بالعُ لوم ف�‬
‫وكل ذلك بتفصيل وتحصيل‪ .‬ثمّ تك ّلم باإلجمال على الذكاة‬‫والصالة والزكاة والصيام والحجّ‪ّ ،‬‬ ‫يدل على المكانة العلمية للشيخ علي بركة تلكم الشهادات والتزكيات‬ ‫فإن مما ّ‬ ‫غير ما تقدم؛ ّ‬
‫والجهاد والنكاح‪ ،‬ثمّ تكلم على التوبة وأنواع المحرمات وأصول الحالل‪ ،‬ثمّ تكلم على اإلحسان‬ ‫تمكنه وزعامته العلمية والفكرية والروحية‬ ‫التي أوردها مترجموه في ح ّقه‪ ،‬والتي أجمعت على ّ‬
‫وبه ختم الكتاب”‪ .‬وهذا الكتاب‪-‬كما يفيد بذلك األستاذ داود‪-‬من أحسن ما ألف في الموضوع‪،‬‬ ‫المة المشارك الدّراكة الصالح البركة”‪،‬‬ ‫في وقته‪ ،‬فالقادري في «نشر المثاني» يح ّليه “بالعالم الع ّ‬
‫بسبب عباراته الواضحة المفهومة‪ ،‬وفصوله الجامعة‪ ،‬ومسائله المحققة‪ ،‬ويقول‪“ :‬حبذا لو طبع‬ ‫ويقول في شأنه‪ “ :‬كان‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬من العلماء العاملين ومن الصّلحاء الكاملين”‪ ،‬ويصفه‬
‫ونشر فينتفع به الناس انتفاعاً عظيماً”‪ّ ،‬‬
‫ولعل دعوة األستاذ داود تجد صدىً لدى السادة الباحثين‬ ‫المة”‪ ،‬ويصفه‬ ‫الشيخ العارف أحمد ابن عجيبة في «أزهار البستان» “بالصّالح الوليّ‪ ،‬الفقيه الع ّ‬
‫الذين اشتغلوا على تحقيقه‪.‬‬ ‫المة الناسك‪ ،‬العابد المنقطع الزاهد‪ ،‬المتفرّد بكثرة‬ ‫تلميذه محمّد بن عبد السّالم بناني “بالع ّ‬
‫العبادة‪ ،‬المتّصف بصفات الورع والزهادة‪ ،‬الشيخ العظيم البركة‪ ،‬الحاجّ البرّ األتقى”‪ ،‬كما يصفه‬
‫‪ -‬شرح على تصليات الشيخ اإلمام أبي عبد اهلل محمّد ابن ناصر الدرعي (ت‪1085 .‬هـ)‬
‫تلميذه الشاعر ابن الطيب العلمي في «األنيس المطرب» “بالعالم واإلم��ام”‪ ،‬فيقول‪“ :‬قرأت‬
‫والمسمّى‪ « :‬غنيمة العبد المنيب في التوسل بالصالة على النّبي الحبيب»‪ ،‬وقد أشار إلى هذا‬ ‫بتطوان غير مدّة على عالمها وإمامها وبركتها‪ ،‬قطب رحاها‪ ،‬وشمس ضحاها”‪ ،‬ووصفه‪-‬أيضاً‪-‬‬
‫الشرح غير واحد‪ ،‬وفي دراسته التي أعدّها األستاذ صالح التمكروتي في مقدّمة تحقيقه للكتاب‬ ‫”بعالم تطوان‪ ،‬اإلمام األكبر‪ ،‬الورع الناسك البركة”‪ .‬ويبقى ابن زاكور أكثر من أفاض في بيان‬
‫المة األديب عبد السالم بن عبد الرحمن العدلوني في كتابه المسمّى‪« :‬‬ ‫المذكور ينقل عن الع ّ‬ ‫المة الفقيه‪ ،‬الفاضل الوجيه‪ ،‬المصقع المدره‪ ،‬الذي أنار شمس‬ ‫منزلته العلمية واصفاً إياه بـ”الع ّ‬
‫حل ألفاظ غنيمة العبد المنيب»‪ ،‬قال‪“ :‬حدثني‬‫رقية الطبيب ومُنية الحبيب وبشرى الكئيب في ّ‬ ‫األدب وبدره‪ ،‬ذو اليمن والبركة‪ ،‬ألنّه في الحقيقة زين تلك البالد‪ ،‬الذي أوالها من المحاسن‬
‫أن الشيخ المذكور يقصد (أبا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أخي العالم الناسك سيّدي عبد القادر‪-‬كان ُ‬
‫اهلل له وليا ونصيرا‪ّ -‬‬ ‫الطارف والتالد‪ ،‬حتى فاخرت مصانع بغداد‪ ،‬وطاولت زاهر ابن عباد‪ ،‬إذ هو الذي أصار تربها تبرا‪،‬‬
‫الحسن علي بركة) ورد على قرية صفرو برسم زيارة الولي الشّهير سيّدي بوعلي‪-‬نفعنا اهلل به‪-‬‬ ‫لما طلع في سماء معارفها بدرا‪ ،‬وأعاد حصباءها درا‪ ،‬لما فاض في أرجائها بحرا‪ ،‬ولوال ما أوالها من‬
‫في أعوام الثالثة والعشرين وإحدى عشر مائة‪-‬وكنتُ إذ ذاك نائباً ببني يازغة قصبة من القرية‬ ‫المحاسن‪ ،‬ما عذب ماؤها اآلسن‪ ،‬فبجماله تذكر‪ ،‬وبروائه تحمد وتشكر‪ ،‬أبقاه اهلل يبدي جمالها‪،‬‬
‫ويظهر كمالها”‪.‬‬
‫المذكور‪ ،‬قال‪ :‬وبتُّ أتحدث معه الليلة‪ ،‬إلى أن قلت له‪ :‬قد طرق سمعي أنّك جعلت شرحاً على‬
‫أن الشيوخ الذين‬ ‫وقد قصد ابن زاكور الشّيخ علي بركة للدّراسة عليه واالستجازة منه رغم ّ‬
‫(غنيمة) الشيخ سيّدي محمّد بن ناصر‪ ،‬فقال‪ :‬يا للعجب‪ ،‬من أخبرك بهذا الخبر؟‪ ،‬واهلل ما اطلع‬
‫قرأ عليهم الشيخ علي بركة كانوا أحياء‪-،‬كما يشير إلى ذلك األستاذ المؤرخ محمد داود في‬
‫عليه بشرٌ من الخلق؟ فقلت له‪ :‬سمعت ذلك وال أعقل ممّن سمعته‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬وضعتُ عليها‬
‫تاريخه‪ ،-‬يقول‪ “ :‬اشتهر الشيخ سيدي علي بركة‪-‬رحمه اهلل‪-‬بالعلم والعمل والصالح‪ ،‬وتعدّت‬
‫شرحاً عجيباً”‪ .‬اهـ منه‪.‬‬ ‫أن العالم األديب الكبير صاحب‬ ‫شهرته مدينة تطوان ونواحيها‪-‬كما رأيت في أوصافه‪-‬حتى ّ‬
‫يتبع‪...‬‬ ‫التآليف الكثيرة المفيدة أبا عبد اهلل محمّد بن قاسم ابن زاكور الفاسي‪ ،‬قصد تطوان‪ ،‬وقرأ عليه‬
‫‪7‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫العالمة الفقيه‬ ‫أ�عالم من ال�شمال‬


‫ال�سيد �أحمد بن احل�سن ابن بالل‬
‫محمد ابن يعقوب‬
‫(تـ‪1353 :‬هـ‪1934 /‬م)‬
‫غرارة‪ ،‬لجعلتك على بردعة بغلتي حتى ال تفارقني‪ ،‬وكان شيخه‬ ‫عيشهم تاجراً ال متعلماً)‪ .‬وعلى إفحامهم فيما أضمروا له؛ يبدو‬ ‫يقدمه حفيده السيد السيد محمد(‪ )1‬بن أحمد بن أحمد‬
‫وهو قاضي قضاة “األخماس” ومفتيها يُسأل عمن سيخلفه‬ ‫لنا من خالل ما كان يُحسنه من خياطته ويكسبه منها‪ :‬أنه كان‬ ‫ابن بالل‪ :‬أنه الفقيه العالمة السيد أحمد بن الحسن بن‬
‫في الفتوى بعد موته‪ ،‬فيجيب‪ :‬ليس أه ً‬
‫ال لها إال هذا البخيل‬ ‫في وضع غذائيٍّ أفضل‪ ،‬إلى موقع المعهد الذي كان يتلقى فيه‬ ‫قاسم بن بالل‪ .‬كان متضلعاً في علوم العربية نحواً وبالغة‪،‬‬
‫(مشيراً إلى مُترحَمنا)‪.‬‬ ‫امتياز ماديٍّ ومعنويٍّ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫جوارَ مدشره؛ بما يُتيحه هذا القرب من‬ ‫وفي المنطق والفقه قواعده وأصوله‪ ،‬كما كان له مشارك ٌة في‬
‫وهذه الشهادة من شيخه في مرحلة من مراحل تلقيه‬ ‫لتبقى الشكاية على ضعفها بدون سندٍ واقعيٍّ يزكي أهليتها‪.‬‬ ‫علوم عصره‪ :‬في الرياضيات جبراً وهندسة‪ ،‬وفي الفلك كان له‬
‫العلمي لهي جديرة بالتأمل واالعتبار‪ ،‬في إحالل مُترجَمنا‬ ‫وليكون بعد ذلك انتقاُله إلى مستوىً دراسيِّ أَرْ َفعَ‪ ،‬مُنتهياً‬ ‫اسطرالب يشتغل عليه في تحديد جهة القبلة‪ ،‬وحساب مطالع‬
‫َ‬
‫الالئقة به وَلمَّا يُنْهِ دِراستَه العليا بفاس‬ ‫َ‬
‫العلمية‬ ‫مكانتَه‬ ‫إلى مدشر “تنغاية” باألخماس العليا؛ حيث كان يتربع على‬ ‫النجوم ومغاربها‪ ،‬وسوى هذا مما يدخل في المجال‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومَداركه‬ ‫التي انتقل إليها بعد ذلك‪ ،‬ليزداد عِلمُه اتساعاً‪،‬‬ ‫كرسيِّ علمها في جامعه الفقيهُ العالمة الذائع الصيت سيدي‬ ‫كانت بداية تعلمه في ُكتَّاِب مدشره على يد معلمين‪،‬‬
‫نقا ًء‪ ،‬وعق ُله صفا ًء‪ ،‬وتَجربتُه انفتاحاً؛ مما عُرف به وشُهد له‬ ‫محمد ابن دكون(‪ ،)2‬فأخذ عنه ما كان يُدَرِّسُهُ من علوم‬ ‫أبرزُهم والدُه‪ .‬وقد حفظ القرآن في وقت مبكر من حياته‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫في اللغة والعقيدة‪ ،‬حتى إذا لمس من نفسه الت ُّ‬
‫برجحانه حيثما شارط ورابط‪ ،‬إلى وفاته رحمه اهلل التي أرخ لها‬ ‫َّمَكنَ فيما‬ ‫وبموازاة ذلك حذق خياطة الجالبيب‪ ،‬وفن التسفير‪ ،‬وصناعة‬
‫محققاً صاحب كتاب‪[ :‬مفتون منسيون بغمارة وشفشاون](‪)5‬‬ ‫تلقاه عنه؛ رحل إلى فاس مهوى أفئدة طلبة العلم في زمانه‪،‬‬ ‫الحبر بألوانه‪.‬‬
‫فجعلها سنة ‪1353‬هــ‪1934( /‬م)‪ ،‬بينما جعلها حفيده مترجماً‬ ‫ولما رجع من رحلته العلمية؛ عمل إماماً راتباً‪ ،‬ومدرساً بجوامع‬
‫وحَذقُ هذه الحِرفِ يفيد أن مُترجَمنا جمع في تعلمه‬ ‫ْ‬
‫له أواخر األربعينيات الهجرية من غير تحديد لتاريخ معين‪.‬‬ ‫في “َأمْ�َل�اَ يْ” و”سيدي بوعَ ْلدِينْ” ِبرَبعه‪ ،‬وبـ”أسردون”‬
‫ويُؤْثرُ عنه أنه حيثما‬ ‫َ‬ ‫و”ال ُقب” من قبيلة ألخماس العليا‪.‬‬ ‫الديني والدنيوي ما يسد به حاجياته المعرفية بتسفير‬
‫وكان مشارطاً بجامع “القب” الذي تواله بعده قائماً مقامه‬ ‫الورق ُكرَّاسَاتٍ بحاجته‪ ،‬يَنْسَخُ عليها ما شاء من الكتب‬
‫ُ‬
‫وتلميذه الفقيه العالمة سيدي‬ ‫حين ولدُه‬ ‫حَسَب‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫جهة‪،‬‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫الطلبة يتهافتون عليه‬ ‫شارط؛ كان‬
‫في التدريس إلى ٍ‬ ‫رواية الراوي في ترجمته له‪ :‬أنه بمسجد “أسردون” وحده ختم‬ ‫بالحبر الذي يُحَضِّرُه بنفسه‪ ،‬ويَسُدُّ حاجياتِه ا ْلمَعَاشِيَّةِ‬
‫أحمد بن أحمد بن الحسن ابن بالل رحمهما اهلل على ما قدما‬ ‫بخياطة الجالبيب التي كانت ـ بحسب الراوي ـ تُخاط الواحد ُة‬
‫وأسديا‪.‬‬ ‫“ألفية ابن مالك” أربعين مرة‪ ،‬وأن العلوم التي كان يقدمها‬
‫لطلبته حسب مستواهم هي كل العلوم التي تلقاها عن شيخه‬ ‫منها بمبلغ ثمنها‪ ،‬فكانت الحرفة بهذا ضماناً لعيش هَ ِنيٍّ‬
‫اإلحاالت ‪:‬‬ ‫ابن دكون دون استثناء‪ .‬وكان في شرطه يزيد عددُ الطلبة‬ ‫لصاحبها‪ .‬وهذا يُبرز ذكا َء مُترجَمنا ونباهتَهُ في هذا الوقت‬
‫‪ 1‬ـ من مخطوط مرقون بآلة كاتبة مكننا منه مشكوراً أحد أحفاد المترجم‬ ‫المبكر من حياته في تلقيه‪ .‬ولتمتين محفوظه من القرآن؛ فقد‬
‫له بتاريخ‪ ،2007/3/2 :‬وهو مخطوط فيه الكثير من التداخل على مستوى‬ ‫المتلقين عليه على الثالثين‪ ،‬دون احتساب متعلمي القرآن‬
‫المعلومات التي تخلط ـ في شطب بعضها وإثبات البعض اآلخر بالقلم في‬ ‫مُهمٌّ‬
‫عليه من صغار أبناء الجماعة التي تشارطه‪ .‬وهذا الرقم ِ‬ ‫انتقل إلى مدشر “العشائش” المجاور شرقاً لمدشره‪ ،‬ليتابع‬
‫الطرة أو فوق السطور ـ بين عالمين فقيهين يحمالن ذات االسم‪ :‬مُتَرْجَمُنا‬ ‫بمقياس وقته تلقياً واحتضاناً‪ ،‬وممن تلقى عنه ممن اشتهر‬ ‫على الفقيه المقرئ السيد علي ابن زروق‪ ،‬وكان من الشهرة في‬
‫وولده؛ مما اعتمدنا معه تمييزاً ما ورد عن مترجمنا لدى مؤلف كتاب‪“[ :‬مفتون‬ ‫حضوره التعليمي؛ إذ كان مقصدَ الكثيرين من طلبة العلم‪،‬‬
‫منسيون بغمارة وشفشاون” األستاذ محمد الهبطي المواهبي ـ الصادر في‬ ‫العالمة الفقيه سيدي المفضل‬ ‫ُ‬ ‫وضعُهم العلمي والوظيفي‪:‬‬
‫طبعته األولى سنة ‪ 2000‬ص‪ 119 :‬ـ ‪ /121‬هامش رقم‪ 3 :‬من ص‪.]119 :‬‬ ‫ابن زروق‪ ،‬والفقيهُ‬ ‫ابن زروق ابنُ شيخه الفقيهِ السيد علي ِ‬ ‫ومستكملي دراستهم القرآن حفظاً وتجويداً‪ .‬وعنده تظهر‬
‫نسخة مماثلة للنسخة التي بين يدينا‪ ،‬بدليل إحالته على مصدرها‬ ‫ً‬ ‫ـ معتمداً‬
‫محمد العياش قاضي األخماس السفلى في الحماية‪ ،‬وقاضي‬ ‫عبقرية مترجَمنا في مزاوجته بين حفظ لوحه وشغل خياطته‪،‬‬
‫الذي أخذ عنه مباشرة‪ ،‬وهو ابن المترجم له األستاذ السيد محمد ابن بالل‬ ‫ً‬
‫بتطوان‪ .‬وبدليل التطابق الحرفي للمعلومات إجما ًال‪.‬‬ ‫الناحية بشفشاون ثم بتطوان الفقيه السيد محمد الزرقتي‪،‬‬ ‫عُرْضَة لحسد أترابه فيما كان يظهر به من هذا‬ ‫حتى إنه كان‬
‫‪ 2‬ـ هو العالمة القاضي المفتي الشيخ‪ :‬محمد بن أحمد ابن دكون‪ ،‬كان‬ ‫وابنه العالمة الفقيه السيد أحمد ابن بالل(‪ ،)3‬ويضيف صاحب‬ ‫الحضور؛ مما رواه الراوي من ترجمته حاكياً‪ :‬أن المترجَمَ في‬
‫فريد زمانه عالماً ومعلماً حتى إن الطلبة كانوا يقصدونه للتلقي عليه؛ لِمَا‬ ‫كِتاب‪“ :‬مفتون منسيون بغمارة وشفشاون” اسم العالمة‬ ‫تلقيه على الفقيه المقرئ السيد علي ابن زروق كان ـ في فترة‬
‫كانوا يجدون لديه من سعة وتنوع فيما كان يلقنه إياهم‪ ،‬كما عُرف بالكرم‬ ‫انصراف الفقيه الظرفي عن متابغة طلبته مطالعين ألواحهم ـ‬
‫والسخاء‪ ،‬والدعوة للجهاد‪ ،‬والنكير على أهل البدع واألهواء‪ ،‬ال تأخذه في‬ ‫الفقيه محمد بن العربي البقالي‪ ،‬مُورداً شهادته في مترجَمنا‬
‫اهلل لومة الئم‪ .‬موطن عائلته من مدشر “بوجمار”بقبيلة األخماس السفلى‪،‬‬ ‫وهي‪[ :‬ثم في شوال عام ‪1330‬هـ؛ ذهبت إلى الجهبيد المحقق‪،‬‬ ‫يطالع لوحه بموازاة خياطته التي كان يعطيها أكثرَ اهتمامه‪،‬‬
‫وسكناه كانت بمدشر الماوزكير بذات القبيلة حيث مدفنه بسلحة جامعه‬ ‫المُدَقق‪ ،‬اَ ْلمُجَوَّدِ الصيّت‪ ،‬اَ ْلحَبْرُ المؤقت‪ ،‬مُحوِّرُ‬
‫ِّ‬ ‫والعالمة‬ ‫فلم يكن ينظر إلى لوحه إال بالقدر الذي يستبدل به خيطاً‬
‫بوفاته رحمه اهلل سنة ‪1333‬هـ بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي درسا وإفتاء‬
‫وقضا ًء‪ ،‬مشهوداً له بالريادة والصدارة‪ ،‬حتى قيل بأنه احتل مرتبة المشيخة‬ ‫المنطوق والمفهوم‪ ،،‬والخفيِّ والمعلوم‪ ،‬الكثي ِر الفهم في‬ ‫مُنتهياً بخيط جديد يعاود به ما كان فيه‪ .‬فشكاه أترابُه للفقيه‬
‫المطلقة في القبيلة كلها‪ ،‬بل في المنطقة الغمارية جميعها غير منازع وال‬ ‫الطويل الباع في المعقول‪ ،‬البد ِر الضاوي‪ ،‬والمحر ِر‬ ‫ِ‬ ‫المنقول‪،‬‬ ‫ونَجدُّ في القراءة‬
‫قائلين له‪ :‬نحن نظل النهار ونبيت الليل نقرأ ِ‬
‫منافس في ذلك‪ .‬راجع ترجمته وافية في كتاب‪“[ :‬مفتون منسيون بغمارة‬
‫الفتاوي‪ :‬سيدِنا أحمد ابن بالل‪ ،‬أحسن اهلل لنا جميعاً في الحال‬ ‫متحملين الجوع والسغب‪ ،‬وهذا (إشار ًة إلى المُترجَم) يُضَيِّقُ‬
‫وشفشاون” لمؤلفه األستاذ محمد الهبطي المواهبي الصادر في طبعته‬
‫األولى سنة ‪ 2000‬ص‪ 119 :‬ـ ‪ /121‬هامش رقم‪ 3 :‬من ص‪ 115 :‬ـ ‪.118‬‬ ‫والمآل‪ ،‬فقرأت عليه ختمة من األلفية‪ ،‬والتحفة إلى باب الوصية‪،‬‬ ‫علينا في عيشنا متاجراً ال متعلماً‪ .‬فدعاه الفقيه ليجابهه بما‬
‫‪ 3‬ـ راجع ترجمتنا له في جريدة الشمال األسبوعية الت<ي تصدر بطنجة‪:‬‬ ‫والمية الز ََّّقاق إلى (وإن وقع الصلح الكرية)](‪.)4‬‬ ‫ِّيهمْ‬
‫ادَّعَوْه عليه مغتاظين‪ ،‬فرد مُترجَمُنا ادعا َءهم‪ِ :‬بتَحَد ِ‬
‫ع‪ 6 /1201 :‬ماي ‪ 2023‬ص‪.12 :‬‬
‫وإلى جانب التدريس؛ فقد كان صاحبُنا يتعاطى العدالة‬ ‫أن يَعرض لوحه على معلمه مستظهراً محتواه‪ ،‬ويَعرضوا هم‬
‫‪ 4‬ـ من أبرز من تلقوا على مترجمنا من العلماء المشهود لهم بالحضور‬
‫والقضاء والفتيا‪ .‬وقد شهد له بنبوغه في هذه األخيرة شيخُهُ‬ ‫بالمقابل ألواحَهم بمحتواها عليه‪ ،‬فنجح ولم ينجحوا‪ ،‬وكان أن‬
‫العلمي والعطاء التعليمي؛ إذ كان مقصودا من الطلبة في قبيلته “بني‬
‫مستارة” من أنحاء مختلفة للتتلقي عنه‪ ،‬اشتغل بالعدالة فبي داية أمره‪،‬‬ ‫يُحيل ما يُسْتَفِتَى فيه من‬ ‫ُ‬ ‫الفقيه ابن دكون‪ ،‬اََّلذِي كان‬ ‫خلى الفقيه المعلمُ بينه وبين تَ َل ِّقيهِ عنه بما هو عليه‪.‬‬
‫وتخلى عنها ورعاً وزهداً‪ ،‬واطلع باإلمامة والخطابة والتعليم والفتوى حتى‬ ‫أحكام شرعية عليه‪َ ،‬لمَّا كان متلقياً عنه في تنغاية؛ إذ كانا كثيراً‬ ‫ونقمة زمالئه هذه عليه نقم ٌة َكيْدِي ٌة؛ مَرجعُها إلى‬ ‫ُ‬
‫وفاته رحمه اهلل سنة ‪1377‬هـ راجع فيه على سبيل االستئناس كتاب‪“[:‬مفتون‬
‫منسيون” لألستاذ محمد الهبطي المواهبي الصادر في طبعته األولى سنة‬ ‫ما يترافقان في الطريق إلى مدشريْهما القريبين من بعضهما‬ ‫الحسد أو ًال‪ ،‬ثم إلى الحال الضنك الذي كــان الطالب يعيش فيه‬
‫‪ 2000‬ص ‪ 50‬ـ ‪.]51‬‬ ‫ب‪”،‬األخماس السفلى” وفي عودتهما‪ ،‬فيعترضهما طالبو الفتيا‪،‬‬ ‫على الكفــاف‪ ،‬من القــوت الذي مصدرُه في حضــوره وصفته‬
‫‪ 5‬ـ الكتاب في صفحتيه‪ 120 :‬و ‪121‬؛ حيث ترجمة المؤلف لمترجمنا‪،‬‬ ‫َفيُحيل عليه الموضوع َلمَّا يحتاج الجواب منه إلى مرجع يرجع‬ ‫على السكان‪ ،‬والذي مهما كان وضعُه؛ يبقى دون مستوى جوع‬
‫استناداً إلى نسخة مماثلة للنسخة التي بين يدي في تشوهاتها محواً وإثباتاً‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫وقد تلقاها بإفادته مما أشرنا إليه أعاله من ولد الفقيه السيد محمد ابن‬ ‫مُسْتَحْسناً إِجابتَه‬
‫ِ‬ ‫المُخَلص الحميد‪،‬‬ ‫إليه‪ ،‬فيجد في تلميذه‬ ‫الطالب ونَهَمِهِ شابّاً في رَيَعَانِ شبا ِبه‪ ،‬ومن هنا ما ورد‬
‫بالل بتطوان‪.‬‬ ‫ال له‪ :‬لو كنت تتسع في‬ ‫َ‬
‫الموفقة في حسمها‪ ،‬مُعقباً ممازحاً قائ ً‬ ‫في شكاية المشتكين من زمالئه َ(كوْنُه يضيق عليهم في‬

‫بــــــــــالغ‬
‫عالوة على كل ذلك تحكم في المشروع الحكومي المتعلق بالدعم العمومي المخصص لقطاعات الصحافة‬ ‫الجامعة الوطنية للصحافة واإلعالم واالتصال ‪:‬‬
‫والنشر‪ ،‬نفس الرؤية والمنهجية السائدة منذ سنوات‪ ،‬والتي تروم عمليا إثراء مؤسسات إعالمية معينة ومقربة‬ ‫‪ -‬تستنكر األحادية الحكومية في موضوع الدعم العمومي للصحافة والنشر‬
‫من السلطة مقابل التضييق وإقصاء المقاوالت المتوسطة والصغيرة في الجهات واألقاليم التي أضحت مهددة‬
‫باإلفالس وتشريد صحافييها‪.‬‬ ‫‪ -‬تدين عقلية التحكم واألنانية التي يسلكها المتحكمون فيما يسمى ب»اللجنة المؤقتة»‬
‫من جهة ثانية‪ ،‬فوجئ الجسم الصحفي بما تفتقت عنه قريحة ما تسمى ب»اللجنة المؤقتة» بمجموعة‬ ‫‪ -‬تدعو الحكومة إلى الحوار مع النقابات ذات التمثيلية في القطاع بغية إيجاد حلول عاجلة لمشاكله خدمة‬
‫إجراءات ال قانونية وال دستورية تخدم التوجه الذي يروم المزيد من التضييق على المقاوالت الصغيرة‬ ‫الستقرار وتطور حرية الصحافة والتعبير ببالدنا‪.‬‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وبالتالي حرية الصحافة والولوج إلى مزاولتها كما هو الشأن بالنسبة إلى ما سمي بالنظام‬ ‫يشهد الدخول االجتماعي والسياسي ببالدنا فيما يخص قطاع الصحافة واالعالم‪ ،‬استمرارا لوضعية‬
‫الخاص المتعلق بشريحة من الصحفيين المتدربين‪.‬‬ ‫االحتقان نتيجة إصرار الحكومة على إغالق أبواب الحوار واالستفراد بالرأي واالنحياز لمكون واحد داخل الجسم‬
‫إننا في الجامعة الوطنية للصحافة واإلعالم واالتصال إذ نستنكر المشاريع الحكومية األحادية الجانب‬ ‫اإلعالمي على حساب باقي المكونات والهيئآت‪ ،‬كما تجلى ذلك بشكل ساطع في إلغاء انتخابات تجديد المجلس‬
‫المرتبطة بالدعم العمومي للصحافة والنشر‪ ،‬وكذا عقلية التحكم واالبتعاد عن روح االنفتاح والحوار التي‬ ‫الوطني للصحافة تحت ذرائع واهية ثم تعيين ما يسمى ب «اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة»‪.‬‬
‫تتحكم في المتحكين فيما يسمى ب»اللجنة المؤقتة»‪.‬‬ ‫ضمن هذا السياق العام يندرج مشروع مرسوم ‪ 2.23.1041‬المتعلق بتحديد شروط وكيفيات االستفادة‬
‫ندعو الحكومة إلى فتح باب الحوار مع الهيئات النقابية التي تمثل الصحفيين والصحفيات بغية إيجاد‬ ‫من الدعم العمومي المخصص لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬والذي جاء بشكل انفرادي من‬
‫حلول عاجلة للمشاكل التي يتخبط فيها القطاع وبما يخدم االستقرار وتطور حرية الصحافة والتعبير ببالدنا‪.‬‬ ‫الوزارة الوصية على القطاع‪ ،‬بحيث لم تتم استشارة النقابات المعنية وممثلي الصحفيين والصحفيات‪ ،‬وفي‬
‫المكتب الوطني‬ ‫مقدمتهم الجامعة الوطنية للصحافة واالعالم واالتصال‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫ُق� ُشو ٌر‬ ‫خاطرة ال�صباح‬


‫أنام‬
‫ما �إن �أخرج‪  ‬من ‪� ،‬أناحتى � ْ‬
‫ت َز َح ُم املَ� ْشه َد‬

‫من الــــــــذاكــة‬
‫�إميل �سوزان‬
‫• أحمد بنميمون‬
‫نافذة �أخرى‬

‫‪ 124‬ـ خاطرة‏‬ ‫يف �شارعنا‬


‫دعوة ف�ضائيات البرتودوالر �إلى �أن يت�شبَّه الإن�سان باحليوان يف ا�ستغناء البهائم عن الفكر‬
‫والعقل ‪ ،‬ودون �أن نحتاج �إلى التذكري ب�أن �ساقط الأقوال ال يعتد به ‪ ،‬بل ال يجب ذكره يف‬ ‫ٌ‬
‫ذابلة‬
‫كالم اي عاقل ‪،‬ف�أفعال العقالء ـ و�أقوالهم �أي�ض ًا ـ ت�صان عن العبث‪ ،‬و�إن رواية واعظ لهذا‬
‫الكالم يعترب تبني ًا له ‪ ،‬وح ّث َا ل�سامعيه على االقتداء به‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫�شاحبة‬
‫روى ال�شيخ �سليمان اجلبيالن (من ال�سعودية)‪�“ :‬أن �أحد علماء امل�سلمني!!! قال‪�(:‬إن‬ ‫ــــ َ‬
‫أراحت وا�سرتاحت”‪.‬‬ ‫فت ما �أراد الله بها ف�‬ ‫عر ْ‬ ‫ال‪ُ  ‬ت ُّ‬
‫طل‬
‫ْ‬ ‫البهائم َ‬
‫فما هي الر�سالة التي �أراد هذا ال�شيخ تبليغها �إلى م�ستمعي مواعظه املنحطة الداعية �إلى �أن‬
‫ي�ستقيل الإن�سان من بذل �أي جمهود عقلي ‪ ،‬يف �سعيه �إلى تقدم ونه�ضة جمتمعاتنا يف هذه‬ ‫ت�سمح‬
‫ُ‬ ‫وال‪ ‬‬
‫الدنيا؟ الي�س يف هذا الكالم دعوة �إلى اغتيال العقل‪ ،‬والر�ضا باالنحطاط حا ًال وم�آ ًال لنا �إلى‬
‫يوم تبعث هذه الأمة ولي�س لها ما يحا�سبها الله عليه يوم القيامة ‪ ،‬مثلها كمثل البهائم �سواء‬ ‫حتى يف احللم‬
‫ب�سواء؟‬
‫لعينيها � ْأن َ‬
‫تط ّ َل‬
‫*********‬
‫‪ 125‬ـ خاطرة �أخرى‬ ‫ْ‬
‫اليقظة‬ ‫ف�أحرى يف‬
‫انتها�ؤنا �إلى حالة فقدان التوازن التي نعي�شها مخدرين متام ًا‪� ،‬أو�صلتنا �إلى �أن ن�ستبدل بقيمتي‬
‫الوطنية واخليانة ‪ ،‬قيمتي الإميان والتكفري‪ ،‬بحيث مل يعد منا من يفكر يف الوطن وما يجب‬ ‫رمبا‬
‫�أن حتظى به رموزه عند كل منا‪ ،‬ففقدنا الغرية على الرتاث يف كل جتلياته ومنها اللغة والفنون‬
‫كلها‪ ،‬ومل يعد هناك من يفكر يف �إن�شاء �أكادمييات ر�سمية لرعاية هذه وتلك‪ ،‬ويف غيابنا هذا‬ ‫ٌ‬
‫نرج�سة‬ ‫هي‬
‫�رسق العدو �آدابنا و�أغانينا‪ ،‬ومن يريد الدليل لينظر �إلى ما تفعله قوى اال�ستعمار اجلديد وعلى‬
‫ر�أ�سها فرن�سا بثقافتنا و”�إ�رسائيل” بزراعتنا وب�أ�شياء �أخرى‪.‬‬ ‫ْ‬
‫انفتحت �شفتاها‬ ‫• عبد الكريم الطبال‬
‫*********‬
‫ال�صمت‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫‪ 126‬ـ حَ جَ ٌر يتك َّلم‬
‫“ق�صة ق�صرية”‬ ‫ال�صدر‬
‫ِ‬ ‫ويف‬
‫�صباحا‪ ،‬وهو ي�صب املاء على حجر ‪ ،‬فنظرنا �إليه بريبة و�إ�شفاق‪ ،‬معتقدين �أن به‬ ‫ً‬ ‫مررنا به‬
‫نح ْوقِل‪� ،‬إلى عملنا‪ ،‬لكننا مل ننتبه �إلى ن�سياننا حكمة رمبا لأنها مل تنقل‬
‫م�سا‪ ،‬وان�رصفنا‪ ،‬ونحن َ‬‫ًّ‬
‫ٌ‬
‫كلمات‬ ‫لها‬
‫�إلينا بلفظ قالته ذات يوم �شفتان‪:‬‬
‫خريا”‬ ‫خر�ساء‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫ظامئة‬
‫أ�صم ً‬‫“ ال تنتظر من َح َجر � َّ‬
‫م�ساء‪ ،‬فوجئنا �أن الرجل مل يكن يعبث كمن ي�صب ماءه على رمل‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫لكن مع عودتنا‬
‫كان نحا ًتا ‪ ،‬بعيون طفل وحنكة �شيخ‪.‬‬ ‫هي نافذة �أخرى‬
‫ال�صلْ ُد‪،‬‬
‫حج ُر ُه َّ‬
‫وقد جعلنا‪ ،‬ونحن منر به مع نهاية يومنا‪ ،‬نرى �أي جمال كان ينطوي عليه َ‬ ‫تكره ال�شارعَ‪،‬‬
‫الذي �أم�سى يتكلم ب�أو�ضح بيان‪.‬‬
‫*********‬ ‫حتى ال�شارعُ‬
‫‪ 127‬ـ “ قبعة بال ر�أ�س”‬
‫“ق�صة ق�صرية”‬ ‫يكرهها‬
‫قط‪ ،‬فقد كانت بع�ض‬ ‫منذ �أن غادرت تلك البناية يف مدينة مل تعرف لل�سلو فيها مذا ًقا ُّ‬
‫ك�أنهما تو� ْ‬
‫أمان‬
‫�أيامها فيها كال�سجن‪ ،‬ال فرق‪.‬‬
‫رات �شهور و�أعوام بعد ذلك‪ ،‬حتى التحقت‬ ‫حت�سنَت حالها‪ ،‬ودارت عقارب �ساعاتها د ْو ِ‬ ‫َّ‬
‫بعمل ‪� ،‬إال �أنها مل يربطها �أي رابط ب�أحد خارج البيت‪ ،‬وال ب�أي �شيء يدجمها يف دنيا �أولتها‬
‫ظهرها‪ ،‬يف ليلها ونهارها‪.‬‬
‫وحني تبني ذلك لأق��رب النا�س �إليها‪� ،‬أحبت �أن تراها مع حلول موعد ال�سباحة على‬
‫ال�شاطئ‪ ،‬وهي تلهو ومترح‪ ،‬لعلها تنف�س عن نف�سها هي التي لزمت حجرتها التي ال ترى‬
‫�شم�سا وال زمهرير‪ ،‬العام كله ال تغادرها �إال �إلى العمل‪.‬‬
‫فاقتنت لها معدات العوم كلها ‪ ،‬من كرا�سي جميلة املنظر ‪ ،‬و فو ط حتى ال ترمتي على‬
‫ال�س ْعر‪ ،‬زاهية اللون‪ .‬م�شجعة �إياها‪� ،‬أن تنزل �إلى البحر‬
‫الرمل مبا�رشة ‪� ،‬إلى قبعة �صيفية غالية ِّ‬
‫و�ضعت‬
‫ْ‬ ‫يف �أي وقت �شاءت‪� ،‬إال �أن �سوء حظ هذه القبعة امل�سكينة حكم عليها بالبقاء حيث‬
‫�أول ما ح َّلت بالبيت ‪ ،‬على من�ضدة عاديات‪ ،‬بباب حجرة معتمة‪ ،‬تتجاوزها �صاحبتها‪ ،‬دون‬
‫ِت نظرها ‪� ،‬أو تذكرها ب�أي منا�سبة �أو موعد‪� ،‬أو �شم�س ا�شتد حرها كما مل ي�شتد‬ ‫حتى �أن َتلف َ‬
‫ظل ظليل ال مينع من التما�س كل ما ي�سرت اجل�سم �أو الر�أ�س من ريا�ش جميل‪،‬‬ ‫حر اي عام ‪� ،‬أو ٍّ‬
‫حتى و زمان ال�صيف ي�ؤذن بان�رصاف‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫مالت في المنفى‬
‫تأ‬

‫(‪)15‬‬ ‫يف �أمريكا ينتهي احللم‬


‫د‪ .‬خالد سليكي‬

‫ال شيء تغير في المحطة‪ .‬وما حدث من تغييرات كانت في داخلي أكثر مما بعد تجربة أشبه بالجحيم‪ ،‬وبعد أن اقتنعنا أكثر أنه لم يعد لنا مكان فيها ولم‬
‫كانت على أرض الواقع‪ ..‬نفس الروتين اليومي‪ ،‬نفس المشاكل اليومية‪ ،‬نفس يعد لها مكان في داخلنا‪.‬‬
‫كانت أشبه بامتحان على فهمنا لواقع كنا نؤجل فهمه بالشكل المطلوب‪.‬‬ ‫التعب‪ .‬أنتظر انتهاء فصل الشتاء‪ ،‬كي أسترق لحظات الصفاء للتفكير في حلول‬
‫تخلصني من هذا المستنقع‪ .‬لقد أثقلت حياتي األوحال‪ .‬ال جديد عندي سوى‬
‫كانت اختبارا لمفهوم السلطة والتسيير‪ ،‬وفهما لطبائع الناس وواقع أمريكا‬
‫تعمق الحيرة واتساعها بعد أن أتت على كل آمالي وأحالمي الصغيرة‪ .‬ذهني‬
‫السفلي‪ .‬مغادرتي المستنقع كانت بمثابة الخروج من الظالم إلى عالم األضواء‪،‬‬
‫معطل عن التفكير‪ .‬أتابع الواقع في صمت وتأمل‪ .‬أتألم بطريقة أخرى‪ .‬أنصت‬
‫لكنني لم أستطع أن أنظر إلى ما يحيط بي‪ ،‬بسبب فقداني القدرة على الرؤية‬ ‫وال أسمع‪ ،‬أبصر وال أرى‪ .‬أصمت وال أتكلم‪..‬‬
‫في الضوء‪ .‬منذ أسبوع‪ ،‬أنا وزوجتي‪ ،‬نسير جنبا إلى جنب كاألطفال‪ .‬داخل‬
‫في الصباح الباكر جاء األلماني سليل نابليون بونابرت كما يدعي‪ .‬كان‬
‫يقف إلى جانبه مهاجر إسباني فعطس‪ ،‬التفت إليه بونابارت‪ ،‬كما أناديه‪ ،‬البيت وخارجه‪ .‬كأننا ننتظر شيئا ما‪ .‬ال تتحدث طويال‪ .‬تتكلم قليال ثم ينقطع‬
‫بيننا الكالم‪ .‬صار الصمت حديثنا الذي من خالله نعبر عن حجم التيه‪ .‬نريد‬ ‫وقال‪« :‬بالص يو»‪ ،‬ثم عقب قائال‪« :‬أليست‬
‫عمال‪ .‬نريد أن نستمر في العمل بعيدا عن‬ ‫العطسة ألذ من ممارسة الجنس؟»‪ ،‬والتفت‬
‫المستنقع‪ .‬نفكر في البقاء ونفكر في الهجرة‬ ‫إلي وقال لي‪« :‬إياك أن تتزوج»‪ ،‬نظرت إليه‬
‫وحزم حقائبنا مرة أخرى‪.‬‬ ‫وابتسمت‪ ،‬وزاد معلقا‪« :‬الزواج مثل اقتناء‬
‫بعد أسابيع من الشرود وعدم التركيز‪،‬‬ ‫سيارة متهالكة قطعت ثالثمائة ألف مايل‪،‬‬
‫ها أن��ا اآلن في المتاه م��رة أخ��رى‪ .‬أشرد‬ ‫فلم تعد صالحة إال للمتالشيات»‪.‬‬
‫كثيرا‪ .‬أقارن بين األحداث والمواقف وأحاول‬ ‫لماذا ظلت العالقة بين الرجل والمرأة‬
‫أن أستخلص سرا أو قانونا يحكم مسار‬ ‫تحمل كل وج��وه التناقض‪ .‬الرجل يحب‬
‫المرأة ويكرهها‪ .‬يهرب الرجل من المرأة‬
‫حياتي‪ .‬أتذكر األحداث القديمة في المغرب‪،‬‬
‫إلى المرأة‪ .‬يكره الرجل زوجته ويحب أمه‬
‫وفي السنوات األولى في هذه األمريكا‪ ،‬ثم‬
‫بعماء‪.‬‬
‫أستسلم للقدر‪ .‬أذكر نفسي أن يدا تحميني‬
‫أع��رف الكثير من الحكم‪ ،‬وأزع��م أني‬
‫دائما‪ .‬ستخرج في آخر لحظة‪ ،‬قبل دخول‬
‫صاحب تجارب في الحياة‪ ،‬لكن ذلك كله‬
‫النفق المظلم كي تقودني إلى الطريق التي‬ ‫لم يعد يساعدني في فهم الواقع‪ .‬أحاول‬
‫سأسلكها سالما‪ .‬يد اهلل‪ ،‬أم القدر‪ ،‬أم قانون‬ ‫دائما أن أخرج بخالصة من التجارب السابقة‬
‫العالم‪ .‬أتذكر وال��دي وأهلي وقد انفض‬ ‫تمنحني القدرة على االستمرار في الحياة‬
‫الجميع من حولي‪.‬‬ ‫بأقل الخسائر‪ ،‬لكنني ال أجدني إال في تجارب‬
‫منذ ألقيت بنفسي في المحيط وأنا‬ ‫جديدة‪.‬‬
‫أجذف‪ .‬الحياة ضربات فارغة بالمجاذيف‪.‬‬ ‫أن تربط تجربتك باإلنسان في هذه‬
‫****‬ ‫الحياة فمعناه أنك لن تتخلص أبدا من تكرار‬
‫اإلخفاقات والخسائر‪ .‬مدهش هو الكائن‬
‫جئت إلى الجامعة‪ .‬رأيت النا بمالمح غير‬ ‫البشري‪ .‬وحين يقسو عليك أحد تسخر منه‪،‬‬
‫عادية‪ .‬ظننتها متعبة‪ .‬تبادلنا التحية بحرارة‬ ‫وتحلم بأن تراه مهزوما‪ ،‬لكن بمجرد ما‬
‫كالعادة وبقيت جالسا على الكرسي‪ .‬بينما‬ ‫تراه مستسلما‪ ،‬تتحرك فيك مشاعر الرأفة‬
‫فيكا تحوم من حولي وكأنها تريد أن تقول‬ ‫فتستسلم لها‪ ،‬وهكذا تخسر مرتين‪ ،‬مرة‬
‫لي شيئا‪ ،‬إلى أن دخلت مكتب النا وسمعتها‬ ‫أم��ام قساوته وم��رات أم��ام هزيمته‪ .‬هذا‬
‫تقول‪« :‬إنها حياتك‪ ،‬ينبغي أن تستمتعي‬ ‫الشعور هو الذي كان وراء عثراتي‪ ،‬ولم أكن‪،‬‬
‫بها‪ .‬خذ وقتك‪ ،‬إننا نحبك‪ ».‬ظننت أنها‬ ‫أبدا‪ ،‬أقوى على اتخاذ القرارات خوفا من إيذاء‬
‫مريضة وستغادر العمل‪ ،‬ثم ن��ادت علي‪،‬‬ ‫اآلخرين‪ .‬فكنت ألحق األذى بنفسي دائما‪.‬‬
‫وقالت لي إن النا تريد أن تحدثك في أمر‪.‬‬ ‫[…]‬
‫أخيرا علمت أنها ستحال على التقاعد‪ .‬نزل‬ ‫مرت أسابيع على إرسالي لرسالة إلى‬
‫الخبر علي كالصاعقة‪ ،‬ولم أجد سوى أن أردد‬ ‫بوب‪ ،‬لكنني لم أتلق أي رد منه‪ .‬يبدو أنه‬
‫عبارة «لست مستعدا لسماع هذا»‪ .‬أمعقول‬ ‫في القاع‪ ،‬بين التشرد واإلدمان والجنون‪.‬‬
‫كل شيء في أمريكا سهل‪ .‬واليوم وأنا أفكر فيه وجدت على اإلنبوكس رسالة هذا الذي أسمعه‪ .‬إنه حقا قرار مفاجئ!‬
‫منه‪ .‬كانت طويلة‪ ،‬البد أنها أخذت منه وقتا طويال كي يستجمع أفكاره ويحرر‬
‫كانت النا‪ ،‬بمالمحها الروسية الجميلة والهادئة ترسم أمارات الحسرة واأللم‬
‫كل تلك المستجدات بأسلوب تعمد فيه أن يكون متوازنا‪ ،‬وأكثر إيجابية مما‬
‫كان عليه في رسالته السابقة‪ .‬بدت رسالته مليئة باإلشراقات واألمل‪ ،‬كأنها والحيرة‪ .‬ال شيء أسمعه هذه األيام سوى القرارات‪ .‬كل الذين تعرفت إليهم‬
‫قصيدة يسعى من خاللها إلى التحرر من القاع‪ ،‬الذي حدثني عنه آخر مرة‪ .‬غادروا وراحوا‪.‬‬
‫ترى هل هي بداية مرحلة جديدة؟‬ ‫وأنهى رسالته بحديثه عن تفرغه من أجل إنجاز مشروع كتاب‪.‬‬
‫قبل عام كانت النا تقرأ الشعر في عيد الشعر‪ .‬تحدثني عن روسيا ووفاة‬ ‫[…]‬
‫أخيرا انتهت بنا أسابيع‪ ،‬بل شهور من التردد إلى مغادرة المحطة‪/‬المستنقع‪ .‬والدتها‪ ،‬وكنت أحدثها عن المغرب وحراءق الذاكرة…‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫والق�ض َّي ُة‬


‫القا�صة املغربية خناثة بنونة َ‬ ‫َّ‬ ‫ال ُ‬
‫أديبة‬
‫لإ ْب َداع َوال ِّن َ�ضال‬
‫ل�سطين َّية يف ا ِ‬‫الف ْ‬
‫ِ‬
‫• د‪ .‬عبد الجبار التهامي العلمي‬

‫‪ 3‬ـ الق�ضية الوطنية ‪ :‬ال تخلو جمموعة “ لي�سقط‬ ‫كانت الأديبة املغربية خناثة بنونــة �أول كاتبة على م�ستوى املعجم والرتكيب‪ ،‬فقد مت انتقاء الكلمات‬ ‫ِ‬
‫ال�صمت “ من التعبري عن الهم الوطني املحلي ‪ ،‬ومن �أبرز‬ ‫مغربية تكتب يف الق�صة الق�صرية مبجموعتها “لي�سقط بعناية كبرية جعلتها بعيدة عن املتداول ‪ ،‬بل حتى عن‬
‫الق�ص�ص التي تناولت هذه الق�ضية “ فداك يا وطني “‬ ‫ال�صمت” ‪ ،‬وذلك يف �أوا�سط ال�ستينيات ‪ ،‬حيث كان طبع اللغة الو�سطى ‪ ،‬خا�صة يف كتاباتها الأولى التي جنحت‬
‫( �ص‪.) 86 :‬‬ ‫كتاب معجزة من املعجزات ‪ ،‬خا�صة من لدن ام��ر�أة‪� .‬إن �إلى التعبري اال�ستعاري ‪ ،‬مما يدعو �إلى الت�سا�ؤل ب�صدد‬
‫تكتف خناثة‬ ‫ِ‬ ‫‪ 4‬ـ الق�ضية الفل�سطينية التي مل‬ ‫خناثة بنونة وغريها ‪ ،‬وقد كن قليالت �آنذاك ‪ ،‬فاطمة بع�ض الفقرات من جمموعة “ لي�سقط ال�صمت “‪ “ ،‬والنار‬
‫بنونة بالكتابة عنها يف كتابها “ النار واالختيار “ على‬ ‫احلكـي و�أيـن تبـد�أ ق�صيـدة‬ ‫املهم�شني “ غدا واالختيــار “ �أين ينتهـي َ‬ ‫َّ‬ ‫�صاحبة �أول رواي��ة تنحاز �إلى‬ ‫ُ‬ ‫ال��راوي‬
‫�سبيل املثال ‪ ،‬فقد ر�أت �أن الكتابة لي�ست ذات جدوى‬ ‫تتبدل الأر�ض “ ورفيقة الطبيعة ( زينب فهمي ) التي النرث ؟” (‪ . )5‬وقد حلل الأ�ستاذ �أحمد اليبوري من‬
‫وحدها للن�ضال من �أجل فل�سطني املغت�صبة والقد�س‬ ‫حتليال دقيقا �أ�سلوب خناثة بنونة يف‬ ‫ً‬ ‫ق�ص�صها االجتماعية خالل هذه الفقرة‬ ‫َ‬ ‫كل �أ�سبوع تقريبا‬ ‫كانت تكتب َّ‬
‫املحتلة وغزة ال�شهيدة التي يحتاج �أهلها �إلى امل�أوى وامل�أكل‬ ‫نف�سها حتت ا�سم م�ستعار كتاباتها ال�سيما يف الكتابني اللذين متت الإ�شارة �إليهما‬ ‫بجريدة “العلم “‪ ،‬وكانت ُتخفي َ‬
‫رء من‬‫ميلك املَ ُ‬
‫ُ‬ ‫واملاء‪ ،‬وامل�ساعدات املالية والت�ضحية مبا‬ ‫كتابة املر�أة �أعاله‪ .‬وثمة ن�صو�ص متعددة يف املتنني املذكورين‪ ،‬ت�ؤكد‬ ‫ِ‬ ‫إزاء‬
‫لأن املجتمع كان ما يزال له موقف �سلبي � َ‬
‫غال ونفي�س من �أجل تخفيف املعاناة عن �أهلها �أطفاالً‬ ‫وهواج�سها‪ .‬لزينب ما ذهب �إليه الناقد‪ ،‬نكتفي هنا بالتمثيل ب�أحدها من‬ ‫ِ‬ ‫وعواطفها‬
‫ِ‬ ‫همومها‬
‫ِ‬ ‫والتعبري عن‬
‫ون�ساء وك��ل امل�ست�ضعفني الأب��ري��اء‪ .‬لذلك كانت هي‬ ‫ً‬ ‫أنت يا‬ ‫فهمي جمموعات ق�ص�صية مطبوعة‪ “ :‬رجل وام��ر�أة “ ق�صة بعنوان “عا�صفة من عبري “ وهو التايل ‪ِ � “ :‬‬
‫�ش تراكمَ ال�سنني يف ُعروقي ‪ ..‬تذيبها ‪..‬‬ ‫ند ُت ْن ِع ُ‬
‫(‪ ) 1969‬و” حتت القنطرة ( ‪ )1976‬و “ريح ال�سموم ” ِم ْب َخر َة ٍّ‬
‫بادرة �إلى الكثري من الأعمال اخلريية يف قطاع غزة ‪:‬‬ ‫ا ُمل ِ‬
‫�إعادة �إعمار بع�ض دورها املدمرة وت�سليمها لأ�صحابها‪،‬‬ ‫عة يف ِخ َّ�ض ِّم َن ْ�شوة‪ ..‬ملاذا؟ ‪ ..‬ملاذا‬ ‫�ض ِائ ٍ‬‫يهة َ‬‫(‪ . )1979‬من عاد يتذكرها اليوم ؟ ‪ .‬من التفت �إلى تحُ يلها �إلى ُه َن ٍ‬
‫وبناء املدار�س وغريها من املرافق ال�ضرورية‪ ،‬وذلك ببذل‬ ‫من عالمَ ِ ي‬ ‫ي�س َحبُ ِك ْ‬ ‫أردية مَ َل ٍل وتمَ ْ ِ�ضني‪ْ ..‬‬‫ليك � َ‬ ‫ني عَ ِ‬ ‫وت�صدى لها بالدرا�سة والتحليل �إال �إذا ا�ستثنينا ُت ْ�س ِبل َ‬ ‫َّ‬ ‫�أعمالها‬
‫كل مالها وال�سهر بنف�سها على تتبع هذه املنجزات ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬
‫نداء يُ َجلل يف َن ْظ َر ِتك عَ ا ك ِبال�ضياء‪ ،‬ف ُتخلف َ‬
‫ني‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫قلة قليلة من النقاد والدار�سني للق�صة الق�صرية يف املعَ ْر ِب ِد ٌ‬
‫�ألي�ست حفيدة َ “فاطمة الفهرية” التي وهبت كل �أموالها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�ص ْم ِتي ‪ ،‬ف ِجيعَ ة �إِن َ�س ٍان يُ ْحت�ضر ‪ “ .‬و�إذا‬ ‫ق�ضبان َ‬
‫ِ‬ ‫َاء‬
‫املغرب‪� ،‬أذكر منهم هنا الناقد املغربي جنيب العويف الذي يل َور َ‬
‫التي ورثتها عن والدها وزوجها يف �أكرب �إجناز عمراين‬ ‫ِّ‬
‫ُع ِني بدرا�سة بع�ض �أعمال الكاتبتني يف كتابيه “درجة كانت بالغة احلكي مت تهمي�شها‪ ،‬ف���إن بالغة ال�شعر‬
‫أول جامعة‬ ‫وعلمي هو جامع القرويني‪ ،‬التي �صارت � َ‬ ‫ِ‬ ‫هيمنت على ن�صو�ص املتنني‪ .‬وهنا ي�صدق ما قاله ذات‬ ‫ْ‬ ‫الوعي يف الكتابة؛ “ الأولى ‪ :‬درا�سته املو�سومة بــ” الوعي‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يف العامل‪� ،‬سعيا لنيل ر�ضا اهلل ورغبة يف �أن يحت�سب‬ ‫الثابت والوعي املتحول يف جمموعة ( ال�صورة وال�صوت) مرة ال�شاعر املغربي �أحمد املجاطي ب�أنه يجد ال�شعر يف‬
‫�صدقة جارية‪ .‬يف �أحيان كثرية ينتاب املرء الي�أ�س‬ ‫ً‬ ‫لها‬ ‫خلناثة بنونة(‪ ، )1‬والثانية و�سمها الناقد بعنوان الرواية (ال�سرد)‪ ،‬وال يجده يف ال�شعر ‪� .‬ألي�س ما قر�أنا هو‬
‫والالجدوى يف عامل‬ ‫َّ‬ ‫والإح�سا�س بالعبث‬ ‫ال�ش ْعر وعَ بَقه؟)‪.‬‬ ‫فعال (عا�صفة من عبري ِّ‬ ‫ً‬ ‫“البعد االجتماعي يف (رجل وامر�أة ) لرفيقة الطبيعة‬
‫يقوم على قانون الغاب‪ ،‬يفتقر �إلى القيم‬ ‫(زينب فهمي ) (‪. )2‬ويف عمله الأكادميي‬
‫الإن�سانية النبيلة ‪ ،‬لكن ي�أتي من يعيد‬ ‫حول الق�صة الق�صرية املغربية “ املو�سوم‬
‫�إليك الإميان با�ستمرار وجودها يف احلياة‬ ‫بـ “ مقاربة ال��واق��ع يف الق�صة الق�صرية‬
‫رغ��م كل دواع��ي الإح��ب��اط‪ .‬وم��ن �شاهد‬ ‫املغربية من الت�أ�سي�س �إل��ى التجني�س “‬
‫م�ؤخراً برنامج “ قهيوة ‪ ،‬وال‪� ،‬أتاي” الذي‬ ‫(‪ ، )3‬حيث خ�ص جمموعة “ لي�سقط‬
‫َ‬
‫بن�شكري “‪،‬‬ ‫يعده الإذاعي املعروف “ عتيق‬ ‫ال�صمت “ بدرا�سة حتليلية ركز فيها على‬
‫مع خناثة بنونة‪� ،‬سيدرك ذلك بامللمو�س‬ ‫درا���س��ة ال�شخ�صية الق�ص�صية‪��� ( ،‬ص ‪:‬‬
‫من خالل حما�س تلك ال�سيدة الفا�ضلة‬ ‫‪ 253‬وما بعدها )‪ ،‬كما ر�صد يف جمموعة‬
‫ذات املحتد الكرمي ‪ ،‬ومن خالل ن�ضالها‬ ‫“رجل وامر�أة” �إ�شكالية العالقة بني الرجل‬
‫العملي ‪ ،‬وبذلها الغايل والنفي�س من �أجل‬ ‫وامل��ر�أة ‪ ،‬مقارن ًا بني ر�ؤيتي الكاتبتني �إلى‬
‫حتقيق غاياتها الإن�سانية النبيلة‪.‬‬ ‫هذه العالقة يف املجتمع املغربي يف �سنوات‬
‫يبقى �أن نقول يف الأخ�ير ‪� ،‬إن على‬ ‫ال�ستني من القرن املا�ضي‪ .‬كما �أذكر �أحد‬
‫اجليل اجلديد �أن يتعرف على �إبداعات‬ ‫رواد النقد الق�ص�صي وال��روائ��ي الأ�ستاذ‬
‫الأجيال ال�سابقة من الأديبات والأدباء‬ ‫�أحمد اليبوري يف درا�سته القائمة على‬
‫(ن�ساء ورج��اال) ‪ ،‬و� َّأن على الأ�ساتذة يف‬ ‫الإيجاز املعجز كعادته يف كتابة درا�ساته‬
‫اجلامعات املغربية يف وح���دات اللغة‬ ‫و�أب��ح��اث��ه‪ ،‬وه��ي ‪ “ :‬ال��ذات��ي والقومي يف‬
‫ال�شعرية امل�ؤثرة‬ ‫لقد وظفت خناثة بنونة هذه اللغة ِّ‬ ‫�إنتاج خناتة بنونة “ (‪ . )4‬لقد كان الكبار يقدرون‬
‫العربية و�آدابها‪� ،‬أن يوجهوا اهتمام الطلبة �إلى درا�سة‬
‫النا�س حق قدرها‪ ،‬فقد ق��دم الأ�ستاذ عالل للتعبري عن ق�ضايا ذاتية ومو�ضوعية هي كالتايل ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫�أعمال‬
‫هذه الأعمال الأدبية يف خمتلف الأجنا�س‪� ،‬سواء على‬
‫م�ستوى الإج��ازة �أو غريها ‪ :‬ما �سرت – دكتوراه ‪ ،‬فهي‬ ‫‪ 1‬ـ ق�ضية امل���ر�أة املثقفة ‪ ,‬يقول الناقد جنيب‬ ‫الفا�سي �صاحبة “ لي�سقط ال�صمت “ للجمهور بقوله‪“ :‬‬
‫مقدمة لروايتها “النار العويف‪�“ :‬إن املو�ضوعة املحورية يف جمموعة” لي�سقط‬ ‫ً‬ ‫وكتب‬
‫َ‬ ‫�إنها ابنتي وابنة املغرب “‪،‬‬
‫�أعمال جديرة باالهتمام والدرا�سة والتحليل ‪.‬‬
‫ال�صمت “ خلناثة بنونة هي �إ�شكالية امل��ر�أة ‪ ,‬وامل��ر�أة‬ ‫ً‬
‫مقدمة‬ ‫إبراهيم‬ ‫�‬ ‫عبداهلل‬ ‫ُ‬
‫أ�ستاذ‬ ‫واالختيار “‪ ،‬كما دبَّ ج ال‬
‫ـــــــــ‬ ‫ُ‬ ‫لرواية “ غ��داً‬
‫تتبدل الأر���ض “ لفاطمة ال��راوي ‪ ،‬وال املثقفة ح�صراً وحتديداً “ (‪ ، )6‬ويرى العويف �أن هذه‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ درجة الوعي في الكتابة ‪ /‬دراسات نقدية ‪ ،‬طبع ونشر دار‬
‫نن�سى �أن ن�ضيف �إلى ه�ؤالء املبدعات الأديبة الروائية التيمة تبدو طبيعية ومربرة بالن�سبة للقا�صة وللواقع‬
‫النشر المغربية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،1980 ،‬ص ‪ 225 :‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫�آمنة اللوه (‪� )2015 - 1926‬صاحبة رواية “امللكة خناثة االجتماعي والنف�سي الذي تعي�شه املر�أة ب�صفة عامة‬
‫‪ 2‬ـ نفسه ‪ ،‬ص ‪. 281 :‬‬ ‫قرينة املولى �إ�سماعيل”‪ .‬ويف احلقيقة‪ ،‬يمُ كن �أن ن�ؤرخ واملر�أة املثقفة على وجه اخل�صو�ص‪ ( .‬انظر �ص‪.) 253 :‬‬
‫‪ 3‬ـ مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية ‪ /‬من التأسيس‬ ‫ُ‬
‫املغربية يف الق�صة‬ ‫للكتابة الإبداعية التي كتبتها املر� ُأة‬
‫‪ 2‬ـ ر�صد احلياة االجتماعية والرتكيز على هموم‬
‫إلى التجنيس ‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ـ الدار البيضاء ‪.1987 ،‬‬
‫الق�صرية والرواية بهذه الأعمال ‪ .‬يقول الأ�ستاذ �أحمد الكادحني واملهم�شني واملعذبني يف الأر�ض ‪ ،‬وعلى غياب‬
‫‪ 4‬ـ الكتابة الروائية في المغرب ‪ /‬البنية والداللة ‪ ،‬شركة النشر‬ ‫اليبوري ‪ “ :‬ال ي�سعُ املتتبعُ‬
‫والتوزيع ـ المدارس ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ، 2006 ،‬ص‪ 123 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫أدبية يف املغرب �إال القيم الإن�سانية النبيلة يف املجتمع الإن�ساين ‪ .‬تبد�أ �أول‬ ‫للكتابة ال ِ‬ ‫ِ‬
‫بنونة‬ ‫خناثة‬ ‫ها‬ ‫ل‬ ‫باملكانة املتميزة التي حتت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫يعرتف‬ ‫�أن‬
‫‪ 5‬ـ الكتابة الروائية في المغرب ‪ /‬البنية والداللة ‪ ،‬شركة النشر‬ ‫ق�صة يف املجموعة بعنوان “ ال�صمت املمزق‪”..‬بالعبارات‬
‫َ‬
‫والتوزيع ـ المدارس ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ، 2006 ،‬ص‪. 123 :‬‬ ‫يف جمايل الق�صة والرواية على ال�سواء‪ .‬ويرى �أن “ �أول ال��دال��ة التالية ‪ :‬امل��ن��ادي��ل والأ���س�لاك وامل��م��ر الغائر‬
‫‪ 6‬ـ مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية ‪ ،‬مرجع سابق‬ ‫�شيء يثري االهتمام يف �أعمالـهــا ‪ “ :‬لي�سقط ال�صمــت” والأخاديد ‪ ،‬وجراحاتك ‪ ..‬كل ذلك يهدم تراث الإن�سانية‬
‫الذكر‪ ،‬ص‪.253 :‬‬
‫‪ 7‬ـ ليسقط الصمت‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الكتب‪ ،‬الدار البيضاء‪.1967 ،‬‬
‫و “ال�صـــورة وال�صــوت” ‪ ،‬و” العا�صفة “ و”الغد والغ�ضب “ من القيم ‪ :‬ال عدل‪ ..‬ال حق ‪ ..‬ال همم ‪ ،‬ال �شرف على‬
‫ُّ‬
‫“الصورة والصوت “ ( ‪ ) 1975‬و” العاصفة “ ( ‪ ) 1979‬و”الغد والغضب”‬ ‫‪“ ،،‬النار واالختيار” و” ال�صمت الناطق “ ‪ ،‬هو اللغة التي الأر�ض ‪ ..‬ون�سري ‪ ..‬مقيدين ب�صمت تفر�ضه املنطقة ‪”..‬‬
‫ُ ْ‬
‫( ‪“ ،، 1984‬النار واالختيار” (‪ ) 1986‬و” الصمت الناطق “ ( ‪.) 1987‬‬ ‫ك ِتبت بها هذه الأعمال‪ ،‬يف متيزها بخ�صائ�ص متفردة (‪.)7‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫عبد احلكيم را�ضي‬


‫(‪)1‬‬
‫قــارئــــ ًا حل�سيـــــن املر�صــــفـي‬
‫د‪.‬عبد الواحد التهامي العلمي‬
‫تقديم ‪ :‬سعى عبد الحكيم راضي في قراءته لكتاب “الوسيلة األدبية إلى العلوم العربية “‬
‫إلى إثبات أن حسين المرصفي‪ ،‬في تعامله مع التراث‪ ،‬لم يكن تقليديا بل كان صاحب موقف‬
‫نقدي؛ ينتقي وينتقد‪ .‬ويبدو أن الباحث في هذه القراءة يسير على نهج َ‬
‫آثرَ السير عليه منذ‬
‫دراسته السابقة “النقد العربي وشعر المحدثين في العصر العباسي‪ ،‬محاولة لقراءة جديدة” ‪،‬‬
‫عندما خاض حوارا مع الدارسين في أحكامهم على موقف النقاد القدامى من الشعر المحدث؛‬
‫فقد سعى في هذه الدراسة إلى إعادة النظر في هذه األحكام وإعادة فحص المواقف النقدية‬
‫القديمة وفهمها في سياقاتها‪ .‬ولعله هنا أيضا يحاور ضمنيا مواقف نقدية معاصرة حول‬
‫المرصفي وكتابه “الوسيلة األدبية”‪ ،‬ويعيد النظر في أحكام نقدية غير دقيقة‪ ،‬ويكشف عن‬
‫شخصية ناقد أصيل ينبغي أال نتلف بصماته ونضيع جهوده في حقل الدراسات األدبية‪ .‬ينبغي‬
‫أن ننظر إلى قراءة راضي للمرصفي في سياق مراجعة الباحث لألحكام النقدية السائدة وتصحيح‬
‫الرؤية‪.‬‬
‫يندرج كتاب عبد الحكيم راضي “النقد اإلحيائي وتجديد الشعر في ضوء التراث‪ ،‬االستمداد‬
‫المباشر من التراث” (‪ )2‬ضمن اهتمامه بطبيعة العالقة بين حركة اإلحياء في العصر الحديث‬
‫والتراث العربي بصفة عامة‪ .‬ويقتصر الباحث في كتابه على الموقف الذي أطلق عليه (االستمداد‬
‫المباشر من التراث)‪ ،‬الذي يتوزع إلى اتجاهين اثنين‪:‬‬

‫نتاج الحاضر‪ ،‬وال بد إلصالح الحاضر من التبَصُّر بتجارب الماضي واالعتبار بها ليكون هذا‬ ‫‪ -‬االتجاه األول‪ :‬التسليم واالنقياد‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫اإلصالح منطلقا إلى صالح المستقبل‪”.‬‬
‫‪ -‬االتجاه الثاني‪ :‬االنتقاء واالنتقاد‪.‬‬
‫‪ - 2‬الموقف النقدي‬
‫ويمثل حسين المرصفي في كتابه “الوسيلة األدبية”‪ ،‬الموقف الثاني‪ ،‬أي؛ موقف االنتقاء‬
‫وفي تحليل الباحث لموقف المرصفي النقدي انتهى إلى أن هذا الموقف مستمد من اإلطار‬ ‫واالنتقاد الذي يتجلى في انتقاء ما يراه صالحا ومالئما لعصره من نصوص التراث يخضعها‬
‫الفكري الذي سبق أن حدد مالمحه‪ .‬ويقوم موقفه النقدي على ثالثة مبادئ‪ ،‬وهي‪ :‬عدم التحامل‬ ‫للتحليل والنقد‪ .‬وقد كان لموقف المرصفي االنتقائي واالنتقادي آثار إيجابية على النقد اإلحيائي‬
‫(‪)9‬‬
‫في النقد‪ ،‬واالستقالل بالرأي والبعد عن التقليد‪ ،‬والبصر بما يالئم واألخذ به ورفض ما ال يالئم ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وعلى حركة التجديد الالحقة‪.‬‬
‫وقد تجلى المبدأ األول في نقده ومعارضته للباقالني(‪ )10‬في كتابــه “إعجاز القرآن” الذي انتقد‬ ‫ِّ‬
‫بالمؤلف‬ ‫تتوزع قراءة عبد الحكيم راضي لكتاب “الوسيلة األدبية”‪ ،‬بعد التقديم والتعريف‬
‫(‪)11‬‬
‫فيه البحتري وامرأ القيس مثبتا اإلعجاز البالغي للنص القــرآني وتفوقه على اإلبداع البشري‪.‬‬ ‫والكتاب‪ ،‬إلى سبعة فصول‪ ،‬تنتهي بخالصة وخاتمة‪ .‬وسنعمد في هذه الدراسة إلى عرض أهم‬
‫وأما المبدأ الثاني من مبادئ موقف المرصفي النقدي الذي يتمثل في االستقالل بالرأي‬ ‫األفكار والقضايا التي تناولها راضي في تحليله لموقف المرصفي الفكري والتربوي‪ ،‬ولموقفه‬
‫والبعد عن التقليد فقد تجلى في تجنبه مسايرة القدماء في مبادئهم النقدية وعدم االنقياد‬ ‫النقدي وعناصره‪ ،‬وفي قراءته لفكر ابن خلدون التي اتسمت باالنتقاء واالنتقاد‪.‬‬
‫لشهرة النصوص األدبية‪ )12(.‬وهذا يعني أن المرصفي كان يتبنى في موقفه النقدي وجوب‬
‫البعد عن تقليد اآلراء والمواقف ومسايرة األحكام النقدية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬اإلطار الفكري‬
‫أما المبدأ الثالث فيتمثل في “البصر بما يالئم واألخذ به‪ ،‬ورفض ما ال يالئم”‪ ،‬وهو الذي‬ ‫في الفصل األول الذي خصصه الباحث للموقف الفكري والتربوي عند المرصفي‪ ،‬انطلق من‬
‫نعته الباحث بموقف االنتقاء واالنتقاد؛ وهو مبدأ ال يطبق في مجال األدب فحسب بل يتعداه إلى‬ ‫سؤال أساس يتناول موقفه النقدي واألدبي من قضية تجديد الشعر في مصر‪ .‬ولبيان هذا الموقف‬
‫(‪)13‬‬
‫مجاالت أخرى كالتعليم واالقتصاد والسياسة‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫تناول الباحث طبيعة الفكر عنده التي وصفها بأنها تتسم بالواقعية والموضوعية؛ فالمرصفي ال‬
‫(‪)4‬‬
‫يسلم باألقوال ذات الطابع الغيبي‪ ،‬ولكنه يجهر بما يرى أنه الصواب‪ ،‬ويحترم الرأي المخالف‪،‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ دار الشايب للنشر‪ ،‬القاهرة‪.1993 ،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ويؤمن بأهمية العلم ويأخذ بأسباب التقدم‪...‬ويتمسك باستقالل الرأي ويرفض التقليد‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ دار الشايب للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪.1993 ،‬‬ ‫يقوم الموقف الفكري للمرصفي ‪-‬حسب الباحث‪ -‬على اتساع نظرته وعلى ترابط أفكاره‬
‫‪ 3‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.71 .‬‬
‫في مختلف كتاباته‪ ،‬سواء أكان يتحدث في الشعر واإلنشاء أم في الدين والسياسة واالجتماع‬
‫‪ 5‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.72.‬‬ ‫والتربية‪ .‬ويظهر ذلك جليا في “رسالة الكلم الثمان”(‪ )6‬التي تحدث فيها عن معنى الوطن‪ ،‬وعن‬
‫‪ 6‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.74.‬‬ ‫معنى األمة‪ ،‬ودعا فيها إلى “التشاور” و”التناصح” بين أبنائها‪ ،‬وتحدث عن العالقة بين المصلحة‬
‫‪ 7‬ـ نفسه‪، ،‬ص‪.74-75.‬‬
‫‪ 8‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.78-79 .‬‬
‫(‪)7‬‬
‫الخاصة المشروعة والمصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.90 .‬‬ ‫وأشار راضي إلى حديث المرصفي عن التربية واألدب والشعر وغاياتها ودورها في تهذيب‬
‫‪ 10‬ـ نفسه‪،‬‬ ‫سلوك األفراد‪ ،‬وتحقيق سعادتهم في المجتمع‪ ،‬والطموح إلى االرتقاء بأفراده إلى مستوى أفضل‬
‫‪ 11‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.90.‬‬
‫‪ 12‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.93 .‬‬ ‫مما هم عليه‪ ،‬وذلك عن طريق التوجيه الديني واالجتماعي الذي تقوم به المجالس والصحف‬
‫‪ 13‬ـ نفسه‪ ،‬ص‪.96.‬‬ ‫والمدارس‪ .‬ولتحقيق هذا اإلصالح ال بد من النظر إلى الحاضر الذي هو “نتاج الماضي‪ ،‬والمستقبل‬
‫‪12‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫احلرية و ال�سالم لغزة‬


‫• ربيعة الزبـاخ ‪ -‬إسبانيا‬

‫غزة تعيش في جحيم منذ السابع من أكتوبر بسبب القصف الهمجي اإلسرائيلي‪ ،‬تحت أعين بعضهم‬
‫وصمت البعض اآلخر‪ ،‬وتورط وتواطؤ حلفاءالصهاينة‪ .‬ال يرغبون في رؤية التظاهرات أو سماع الصرخات‬
‫واالستنكارات في الشوارع ضد هذه اإلبادة الجماعية‪ ،‬لكن ستظل االحتجاجات قائمة في جميع أنحاء العالم ما‬
‫دام هنا وهناك أشخاص يؤمنون بالحرية والعدالة ‪.‬‬
‫السكان المدنيون الفلسطينيون يتعرضون للذبح‪ ،‬في حين المجتمع الدولي ال يحرك ساكنا‪ .‬لقد قتل‬
‫اآلالف من األطفال أثناء نومهم أو لعبهم‪ ،‬وجيل بأكمله رأى طفولته تندثر في أيام قليلة على يد الجيش‬
‫اإلسرائيلي الجبان‪ ،‬على مرأى ومسمع العالم كله‪.٠‬‬
‫هذه المأساة مسؤولية العالم بأسره‪ .‬ستظل الصور التي تصلنا أو تتداولها وسائل التواصل االجتماعي‬
‫ألطفال ميتين ومشوهين في منازلهم‪ ،‬في المستشفيات وفي المدارس تحت حماية األمم المتحدة إلخ‪،‬‬
‫محفورة في وعينا وفي التاريخ ليكون ذلك عارًا على اإلنسانية‪ ،‬مثل جرائم النازية‪ .‬ببساطة ما يحدث في غزة‬
‫فظيع ويتجاوز أي تخيل‪ ،‬تاركا الكثير من األلم لألشخاص الذين ما زالوا يتنفسون شي ًئا من اإلنسانية‪.‬‬
‫جيش إسرائيل قام بتدمير أماكن مليئة بالسكان العزل بشكل رهيب وجبان؛ عائالت بأكملها فقدت حياتهغ وممتلكاتها وجذورها وكرامتها‪ .‬هذا الجيش‪ ،‬الذي يقوده‬
‫مجموعة من الكائنات الغير أخالقية‪ ،‬أنهى في غضون أيام حياة اآلالف من األشخاص األبرياء الذين ذنبهم الوحيد في هذه الحياة أنهم فلسطينيو غزة‪ ،‬ويحبون أرضهم‪ ،‬كأي‬
‫شخص آخر في العالم‪.‬‬
‫اآلن في غزة‪ ،‬يسود األلم والحزن في كل ركن‪ .‬غزة اليوم هي مكان كئيب يفتقد لكل شيء‪ ،‬من الطمأنينة إلى األمان‪ ،‬من األدوية األساسية إلى الطعام‪ ،‬من األطفال إلى‬
‫الشيوخ‪ .‬في غزة كل شيء دفن بين األنقاض واندثر على مرأى مجتمع دولي يسمح ذلك بصمته‪.‬‬
‫غزة بحاجة إلى كل شيء وإلى أن يعود الجميع إلى الحياة‪ .‬غزة تحتاج إلى رد فعل حاسم من جميع المجتمع الدولي والدول العربية والغربية لوقف هذه اإلبادة الجماعية‪.‬‬
‫هدنة قصيرة فقط وعادت إسرائيل لقصفها الهمجي والوحشي ضد المدنيين تاركة اآلالف من الشهداء في بضع ساعات‪ .‬أهل غزة في حاجة ماسة لخطوة فعلية من طرف‬
‫الدول العربية لوقف هذا الدمار العشوائي‪ ،‬ال يكفي فقط التعبير عن استنكارات وتنديدات بما يحصل‪ ،‬بل يجب وقف هذا التقتيل وهذه اإلبادة واتخاذ موقف صارم من نتنياهو‬
‫وحكومته ألنهم يقترفون جرائم حرب في هجماتهم على الشعب الفلسطيني منتهكين بذلك كل حقوق اإلنسان وضاربين بعرض الحائط كل القوانين المعترف بها دوليا‪.‬‬
‫الحل ليس في وقف إطالق النار أو تعليق القصف لبضع ساعات فقط ألسباب إنسانية‪ ،‬بل حان الوقت للمطالبة بالعدالة لفلسطين والحرية والسالم لغزة اآلن‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫يــت ال َع َرب َّيــة‬


‫َب ُ‬
‫• د‪ .‬أبو الخير الناصري‬ ‫(نص مسرحي)‬
‫‪ -‬مي�شيل‪( :‬غا�ضبا) ‪Ouvre la porte Arabia‬‬ ‫بية»‪ُ ،‬ترى من نافذته امر� ٌأة‬‫مكتوب على واجهته «ب َْي ُت العَ َر َّ‬ ‫ٍ‬ ‫(يُ رفع ال�ستار عن منزل قدمي‬
‫من�شغلة ب�أمور بيتها وهي ترتمن ب�أغنية عربية ف�صيحة‪.‬‬
‫الباب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫باباه هادْ‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬العيا�شي‪ :‬غادي ْنه َّْر ْ‬
‫�س‬
‫ثالثة �أ�شخا�ص ي�سريون يف‬ ‫ُ‬ ‫الوقت يقرتب من حلظة الغروب‪ ،‬وعلى م�سافة من البيت يُ رى‬ ‫ُ‬
‫باب مَ ْن ِزيل؟‬ ‫‪ -‬العربية‪ :‬وملاذا َت ْك ِ�س َ‬
‫رون َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إ�شارات ت ُ‬
‫فيد تعَ ُّرفهُ ْم عليه‬ ‫ٍ‬ ‫ط ٍء نحو «بيت العربية»‪ ،‬ثم يتوقفون قريبا منه‪ ،‬وي�شريون �إليه �‬ ‫بُ ْ‬
‫رييَّ ة‪.‬‬ ‫�سري ْت ْ�س ُك ْن يف ِ‬
‫اخل ِ‬ ‫أنت َ�شا ْر َفة‪ ،‬ما بْ قيتي�شي َك ْت ْو ْل ْد‪ ،‬و�شابْ را هادْ الدا ْر ْ‬
‫كام َلة!؟ ْ‬ ‫‪ -‬العيا�شي‪ِ � :‬‬ ‫عون يف احلديث َه ْم�س ًا‪:‬‬ ‫ب َْع َد ب َْح ٍث‪ ،‬وي ْ‬
‫َ�ش َر َ‬
‫‪ -‬العربية‪( :‬يف ت�أثر)‬ ‫الدا ْر دْ ْ‬
‫يال عَ ْر ِب َّية‪.‬‬ ‫‪ -‬العيا�شي‪( :‬م�شريا �إلى البيت) َهذي ِه َي َّ‬
‫ـــو ِل ُعـــداتــــي‬ ‫عَ ِق ْم ُت َف َل ْم �أَ ْج َ‬
‫ــز ْع ِل َق ْ‬ ‫ــي َتـني‬ ‫ـبـاب َ‬
‫ول ْ‬ ‫ـــــق ٍـم يف َّ‬
‫الــ�ش ِ‬ ‫ـــــوين ِبـــعُ ْ‬
‫رَمَ ْ‬ ‫داخ َل ُه الآن‪.‬‬
‫رب َّي ُة ِ‬
‫‪� -‬إدري�س‪َ :‬نعَ ْم هذا ُهوَ الب َْي ُت‪ ،‬والعَ ِ‬
‫ــفــــــاء َو َ�أدْ ُت بَــــنــــاتـي‬
‫ً‬ ‫جـــــــاال و�أَ ْك‬
‫ً‬ ‫ِر‬ ‫ـــرائــــ�سي‬ ‫َ‬ ‫ــــــمـــــا َل ْ‬
‫ــــم �أ ِج ْ‬
‫ـــد ِلــعَ ِ‬ ‫ول َّ‬ ‫ـد ُت َ‬
‫و ََل ْ‬ ‫‪ -‬مي�شيل‪( :‬فرح ًا) ‪Finalement on a trouve la maison‬‬
‫ــــــظـــات‬
‫ِ‬ ‫وع‬‫ـــه ِ‬ ‫وما ِ�ض ْق ُ‬
‫ـــــت عَ ْن � ٍآي ِب ِ‬ ‫ً‬
‫وغــــايــة‬ ‫اهلل َل ْ‬
‫ــــــفــــظ ًا‬ ‫ـــتــاب ِ‬
‫َ‬ ‫ـــــع ُت ِك‬
‫و َِ�س ْ‬ ‫‪� -‬إدري�س‪( :‬بعد �إ�شارة �إلى زميليه‪ ،‬وت�شكيلهم دائرة للت�شاور) �أَ ْقترَ ِ ُح َ�أنْ ُن ْخ ِر َجها ِم ْن ب َْي ِتها‬
‫والدهاء‪.‬‬ ‫باحل َ‬
‫يل ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫عــات‬ ‫ــخــ َت َ‬
‫ـــر ِ‬ ‫ــم ْ‬ ‫�سيق �أَ ْ�س ٍ‬
‫ـــماء ِل ُ‬ ‫ـــف � َآل ٍ‬
‫ـــن ِ‬
‫ــــة‬ ‫َ‬
‫وت ْ‬ ‫َـــــومَ عَ ْن و ْ‬
‫َ�ص ِ‬ ‫ُ‬
‫أ�ضيـــــق الي ْ‬ ‫َف َك ْي َ‬
‫ــف �‬
‫يوا ْعلى بَابَها‪.‬‬ ‫َاب ونجْ ْ ّر ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬العيا�شي‪( :‬يرفع �صوته قليال) �أنا ك ْن�ش ْ‬
‫وف ْنه َّْر ُ�سوا ْعليها الب ْ‬
‫لبابه ع�صا‪َّ ،‬‬
‫ويت ِج ُه نحو باب بيت العربية ليك�سره وهو‬ ‫خرج من تحَ ْ ِت ِج ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬العيا�شي‪( :‬يُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الف ْل َ�سفة اخل ْ‬
‫اويَة‪.‬‬ ‫اخ ُر ْج �أ ْل ُـم�صيبَة وباراكا من َ‬ ‫ي�صيح) ْ‬ ‫‪ -‬مي�شيل‪( :‬م�شريا �إلى �إدري�س) ‪Je suis d accord avec Idriss‬‬
‫ات مُ ْ�س َت ْن ِج َد ًة) وا ب َْيتاهُ ! وا ب َْيتاه!‬
‫�صيح مَ ّر ٍ‬
‫(ت ُ‬ ‫‪ -‬العربية‪َ :‬‬ ‫راط َّي ُة �أَنْ‬ ‫نان و�أَ ْن َت ِ‬
‫واح ٌد‪� ِ ،‬إ َذنْ ِّ‬
‫الدميُ ْق ِ‬ ‫‪� -‬إدري�س‪( :‬خماطبا العيا�شي يف ابت�سام ومكر) َن ْح ُن ْ‬
‫اث ِ‬
‫َت ْتبَعَ َر�أْيَنا‪.‬‬
‫عال‪:‬‬
‫�ص ْو ٍت ٍ‬ ‫داء ثالثة ُ�ش ّب ٍ‬
‫ان ِب َ‬ ‫أقدام َت�سريُ نحو بيت العربية‪ِ ،‬ون ُ‬ ‫أ�صوات � ٍ‬ ‫ُ‬ ‫�سمعُ �‬‫(ت َ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬العيا�شي‪� :‬أنا ْمعَ ُك ْم‪ .‬ا ْل ُـم ِه ّْم ُهوَ ْن َخ ّْر ُجوها ِم ْن َّ‬
‫الدا ْر‪.‬‬
‫‪َ -‬ل َّب ْي ِك �أُمّ اهُ ! َل َّب ْي ِك �أُمَّ اه! َل َّب ْي ِك �أُمَّ اه!‬
‫(ي�سريون نحو بيت العربية بعد �إ�شارة من يد �إدري�س الذي َت َق َّدمهم نحن البيت‪ ،‬ويطرق‬
‫قدمون نحو البيت‪ ،‬ويف هذه الأثناء‬ ‫ً‬
‫أ�صيال‪َ ...‬ي َت َّ‬ ‫ثم يَظهر ثالثة ُ�ش ّبان ي َْر َت َ‬
‫دون لبا�سا عربيا �‬ ‫�إدري�س الباب يف رفق)‬
‫ي َِف ُّر �إدري�س والعيا�شي ومي�شيل)‪.‬‬ ‫‪ -‬العربية‪( :‬من داخل البيت) مَ ِن َّ‬
‫الط ِار ُق؟‬
‫َ‬
‫‪ -‬العربية‪( :‬تطل من النافذة) مَ ْر َحب ًا يا �أ ْحفادي‪،‬‬
‫الباب‪َ ،‬‬ ‫مَ ْر َحبا! ُ‬ ‫‪� -‬إدري�س‪َ :‬ن ْح ُن َجماعَ ٌة ِم ْن َ�أ ْح ِ‬
‫بابك‪.‬‬
‫أحفادها)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خر ُج للقاء �‬
‫وت ُ‬ ‫َ‬ ‫(ث َّم َتف َت ُح‬
‫ال�سالمُ عَ َل ْي ُك ْم‪.‬‬
‫‪ -‬العربية‪( :‬تطل من النافذة) َّ‬
‫حال ِك يا �أُمَّ نا؟‬
‫ف ُ‬ ‫‪ -‬احلفيد الأول‪َ :‬ك ْي َ‬
‫‪� -‬إدري�س‪ :‬عَ َل ْي ُك ُم َّ‬
‫ال�سالمُ َ�سيِّ َدتي‪.‬‬
‫‪ -‬احلفيد الثاين‪َ :‬ه ْل �أَ ْن ِت ِب َخيرْ ؟‬
‫‪ -‬مي�شيل‪Bon soir madame :‬‬
‫ئنوا‪� ،‬أنا ِب َخيرْ ٍ ‪.‬‬ ‫‪ -‬العربية‪� :‬أنا ِب َخيرْ ٍ يا �أَبْ نائي‪ْ ،‬‬
‫اط َم ُّ‬
‫ري لَلاّ عَ ْر ِب َّية‪.‬‬
‫اخل ْ‬
‫‪ -‬العيا�شي‪ْ :‬م�سا ِ‬
‫�صو�ص‬
‫ِ‬ ‫أول ِئ َك ال ُّل‬
‫واحداً ِم ْن � َ‬
‫‪ -‬احلفيد الثالث‪�َ :‬س ِم ْع ُت ِ‬ ‫‪ -‬العربية‪( :‬ت�س�أل يف ده�شة) مَ ْن َ�أ ْن ُت ْم!؟‬
‫الغاليَة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خوخ ِة‪َ ،‬فال يُ ْح ِز ْن ِك ق ْوله يا �أمَّ نا ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي َِ�ص ُف ِك َّ‬
‫بال�ش ْي‬
‫‪� -‬إدري�س‪( :‬مبت�سما) َن ْح ُن �أَهْ ُل ِك و�أَ ْحبابُ ِك َ�سيِّ َدتي‬
‫‪ -‬العربية‪( :‬تبت�سم‪ ،‬وتقول يف ِث َق ٍة)‬ ‫َ‬
‫الكرميَة‪.‬‬
‫كـام ٌ‬
‫ــــن‬ ‫ـــــه ُّ‬
‫الد ُّر ِ‬ ‫َح ُر فــي �أَ ْح ِ‬
‫�شــائ ِ‬ ‫�أنا الب ْ‬ ‫ول ِك ّني ال َ�أ ْع ِر ُف ُك ْم!‬ ‫‪ -‬العربية‪�َ :‬أهْ لي و َ�أ ْحبابي؟ َ‬
‫�ص َدفاتــــي‬ ‫ا�ص عَ ْ‬
‫ــن َ‬ ‫ــــو َ‬ ‫َفه َْل َ�س َ�ألـــوا َ‬
‫الغ َّ‬ ‫َف‬ ‫ناك يا َ�سيِّ َدتي‪ِ ،‬ل َك ْي َن َتعار َ‬ ‫‪� -‬إدري�س‪ :‬لهَذا ِج ْئ ِ‬
‫ا�ســنـــــي‬ ‫ــــم �أَبْ لى َ‬
‫وت ْبلـــى محَ ِ‬ ‫َفيا وَيْ َح ُك ْ‬
‫قاء‪َ ،‬ن ْح ُن َن ْ�س َمعُ عَ ْن ِك َكثرياً‪ ،‬و َن ْر َغ ُب يف �أنْ‬ ‫ون ْ�ص ِبحَ �أَ ْ�ص ِد َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫حادثك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫�س مَ عَ ِك ون ِ‬ ‫نجَ ْ ِل َ‬
‫واء �أَ َ�ســاتـــــي؟‬ ‫ــــم و�إنْ عَ َّ‬
‫ــــز َّ‬
‫الــد ُ‬ ‫ــك ْ‬ ‫وم ْـن ُ‬
‫ِ‬ ‫نا�سب ًا ِّلل ِ‬
‫قاء‬ ‫��ر ْو َن الوَ ْق َت مُ ِ‬ ‫��ل َت َ‬
‫ول ِك ْن َه ْ‬ ‫‪ -‬العربية‪َ :‬‬
‫مـــان فـــ�إ َّنــــنــــــي‬
‫للز ِ‬ ‫َفــــــال َت ِ‬
‫ــــك ُــلوين َّ‬ ‫واحلديث!؟‬ ‫َ‬ ‫لو�س‬
‫واجل ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ـــحيــن وَفاتي‬ ‫ـــم �أَنْ َت‬
‫ــك ْ‬‫ــــي ُ‬ ‫أخــاف عَ َ‬
‫ـــل ْ‬ ‫ُ‬ ‫�‬ ‫ريد �أن َن ْ�ش َر َب‬
‫ون ُ‬ ‫‪� -‬إدري�س‪َ :‬ل َق ْد َ�س ِم ْعنا كثرياً ِب َك َر ِم ِك‪ُ ،‬‬
‫ديث � َإل ْي ِك‪.‬‬‫باحل ِ‬ ‫َ‬ ‫�شاي ًا مَ عَ ِك و َن ْ�س َت ْم ِتعَ‬
‫و َِ�ص َّيتي َل ُك ْم‪ ،‬يا �أبنائي‪� ،‬أَ اّل َتهْ ُجروين‪ ،‬لأَ َّن ُك ْم �إذا‬
‫�صو�ص �إلى ب َْي ِتنا‪َ ،‬‬ ‫َحدي يف الب َْي ِت‪ ،‬والوَ ْق ُت ي َْقترَ ِ ُب‬ ‫ول ِك ْن �أنا و ْ‬ ‫‪ -‬العربية‪َ :‬‬
‫وط َردوين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َت َر ْك ُتموين وَحيد ًة عادَ ال ُّل‬
‫باح‬ ‫ْ‬
‫ِم َن ال َّل ْيل‪ .‬ملاذا لمَ ت�أتوا يف َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫بالد غريب ٍَة عَ ْنك ْم‪.‬‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫و�ش َّردُ وك ْم يف ٍ‬ ‫َ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫النهار!؟‬ ‫�ص ِف َّ‬ ‫�أَ ْو مُ ْن َت َ‬
‫‪ -‬الأح��ف��اد الثالثة‪( :‬يف �صوت‬
‫‪� -‬إدري�����س‪( :‬وق��د ب��د�أ �صربُ ه‬
‫واحد) َل ْن َنترْ ُ َك ِك ب َْع َد الي َْو ِم يا �أُمَّ نا‬ ‫َ‬
‫حيل ُته) َح َ�سن ًا‬ ‫ت ِد‬‫ي َْن َف ُد‪ ،‬ومل جُ ْ‬
‫َ‬
‫احلبيبَة‪.‬‬ ‫َ�سيِّ َدتي َح َ�سن ًا‪.‬‬
‫‪ -‬احلفيد الأول‪( :‬يمُ ِ�س ُك ِبي َِد‬ ‫���ي���ه‪،‬‬ ‫َ‬
‫رف���ي���ق ْ‬ ‫(ي�������ش�ي�ر �إل������ى‬
‫العربية‪ ،‬ويقول لإخ��وت��ه) َت َ‬
‫عالوا‬ ‫خ��ط��وات ع��ن منزل‬ ‫ويبتعدون‬
‫ٍ‬
‫وا�صلَ‬
‫لن ِ‬ ‫��د ُخ ُ‬
‫��ل ب َْي َتنا ُ‬ ‫يا �إِ ْخ��وَ ت��ي َن ْ‬ ‫العربية‪ ،‬ويتهام�سون قليال‪ ،‬ثم‬
‫الغاليَة‪( .‬وي ََّتجهون‬ ‫ِ‬ ‫ديث مَ عَ �أُمِّ نا‬
‫احل َ‬‫َ‬ ‫يتجهون نحو البيت من جديد)‬
‫جميعا �إلى داخل البيت)‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ال���ع���ي���ا����ش���ي‪( :‬ي�����ص��ي��ح)‬
‫(�ستار)‪.‬‬ ‫�آاا ْلعَ ْر ِب َّية‪� ،‬آاا ْلعَ ْر ِب َّية!‬
‫(ت ِط ُّل من جديد‪،‬‬ ‫‪ -‬العربية‪ُ :‬‬

‫احتفاء‬
‫ً‬ ‫بعدما َظ َّن ْت �أن الثالثة ان�صرفوا‬
‫دون عودة) ماذا ُهناك؟‬
‫ْ‬ ‫اف َت ْح اهلل يْ هْ‬
‫‪ -‬العيا�شي‪ْ :‬‬
‫بال ِّل�سان العربي‬
‫ديك‬
‫ْن َ�ش ْربوا ْمعَ ْك � ْ‬
‫أتاي‪.‬‬
‫‪ -‬العربية‪( :‬تنظر �إل��ي��ه يف‬

‫املُبني‬ ‫�ص ْم ٍت‪ ،‬ثم تقول) ُعودوا ِم ْن َح ْي ُث‬


‫�شاي وال‬‫ٌ‬ ‫�س َل ُك ْم ِع ْندي‬
‫َ‬
‫�أَ َت ْي ُت ْم‪َ ،‬ل ْي َ‬
‫َحديث‪.‬‬
‫َ��ددا) غادي‬ ‫‪ -‬العيا�شي‪( :‬مُ ��ه ِّ‬
‫ـــــــــــــــ‬ ‫ال!؟‬ ‫َك َح ْ‬‫ْت ْف َت ْح �أَ ْو اّل ما يْ عَ ْجب ْ‬
‫‪ 1‬ـ من ق�صيدة حافظ �إبراهيم رحمه‬ ‫‪ -‬ال��ع��رب��ي��ة‪( :‬يف وث���وق) َل ْ‬
‫��ن‬
‫اهلل‪.‬‬ ‫� ْأف َتح‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫محمد املرير وق�ضايا الرتبية والتعليم‬


‫ذ‪ .‬منتصر الخطيب‬

‫على ذلك وجواز خروجها لسؤال العلماء”‪ ،‬أورد فيه جملة من آراء العلماء قبله‬ ‫عشر في كتابه عن تاريخ تطوان قائال‪( :‬فإذا قمنا بمحاولة جرد لإلنتاج الفكري‬ ‫ظل التعليم بالحاضرة الخليفية (تطوان) تعليما تقليديا منحصرا بين‬
‫في وجوب تعليم المرأة ما تفقه به دينها وتفك به أميتها القرائية‪ ،‬لكنه‬ ‫والثقافي لفقهاء المدينة وعلمائها في القرن الثامن عشـر حسبما وصلنا‪ ،‬نجده‬ ‫أركان المساجد والزوايا ال يتناول في الغالب إال مسائل الدين واللغة‪ ،‬وكان‬
‫بالمقابل اشترط عليها آدابا؛ تتعلق بلباسها وطريقة التعليم إن كان فرديا‬ ‫من الناحية الوصفية ينيف عن المائة تأليف ومنظومة‪ ،‬ال تعدو مواضيعها أن‬ ‫يقوم عليه علماء وشيوخ يأخذون بالطرق التقليدية في التعليم معتمدين على‬
‫أو في جماعة‪ ،‬وهو بذلك ينطلق من تفسير بعض اآليات القرآنية التي تدعو‬ ‫تكون في غالبها إما شروحا أو تعليقات في العلوم الدينية)‪ ،‬وقد حاول إحصاء‬ ‫الحفظ والرواية وقراءة المتون العلمية وشرحها‪ ،‬ولم يكن هناك تقريبا تجديد‬
‫بصفة إجمالية إلى الوقاية من النار‪..‬‬ ‫التآليف المعتمدة آنذاك في التلقين‪ ،‬فقال عنها‪( :‬وإذا أحصينا مجموع هذا‬ ‫في طرق التعليم وال في أهدافه وال في مواده وال عناية إلعداد مدارس جديدة‬
‫اإلنتاج نجده موزَّعا بين موضوعات تخصُّ العلوم الدينية والنقلية؛ من‬ ‫طبقا لمتطلبات العصر‪ ،‬وفق ما تشير إليه مختلف الكتابات التي تهمَّمت‬
‫‪ - 2‬انخراطه في البرامج اإلصالحية‪:‬‬
‫تفسير وحديث وفقه وأصول التشـريع وعقائد وقراءات‪ ،‬إلى جانب التصوف‬ ‫بهذا الموضوع‪ ،‬ولم تظهر آثار دعوات إصالح هذا الجانب من تلقي العلم إال‬
‫أما مشاركاته في برامج إصالح التعليم بالحاضرة الشمالية‪ ،‬فيشهد لها‬ ‫والتاريخ والفهارس)‪ ،‬وهذا النوع من التصانيف راجع باألساس إلى نوع العلوم‬ ‫في عهد الحماية بعد بداية القرن العشرين‪ .‬وفي هذا الصدد أشار األستاذ‬
‫انخراطه الكبير في عدد من مجالس التعليم وهيئاته‪ ،‬ومن ذلك مشاركته مع‬ ‫التي كانت سائدة في تلك الفترة والتي لم تخرج عن تلك المعتمدة في‬ ‫محمد داود في كتابه‪“ :‬على رأس األربعين” إلى طرق التدريس بحاضرة‬
‫جملة من علماء تطوان الذين تعرَّفوا على مناهج مماثلة من دول الشرق‬ ‫التعليم العتيق بصفة عامة من العلوم الشرعية وعلوم اللغة ثم علم المنطق‬ ‫تطوان ‪ -‬على عهده‪ -‬وذكر عناوين الكتب التي كان يُدرَّس بها‪ ،‬بل ووضع‬
‫العربي في الدعوة إلى إصالح مناهج التعليم‪.‬‬ ‫وعلم التصوف واألخالق‪ ،‬وكذا علوم الحساب والفلك والتوقيت‪.‬‬ ‫الئحة تفصيلية لمجالس العلم بها ومن يتولى التدريس بها وعدد الطلبة‬
‫ويحدثنا األستاذ إدريس خليفة عن هذه المشاركة بقوله‪( :‬ومن بينها‬ ‫في كل حلقة علمية‪ ،‬ثم عرض لمجمل الدروس العلمية التي كانت تعقد‬
‫إنشاء مجمع علمي بتطوان وإصالح التعليم الديني والدعوة إلى العناية بالمواد‬ ‫بالمساجد والزوايا والمعاهد‪ ،‬وختم ذلك بذكر تراجم الشيوخ والرفقاء الذين‬
‫الدراسية العصرية كالتاريخ والجغرافية والحساب والهندسة واللغات األجنبية‬ ‫كانوا يمثلون أصدقاءه من طلبة العلم‪ ،‬ولعل هذا يعتبر أهم مصدر لتتبع حالة‬
‫وإدخالها إلى التعليم المغربي)‪ ،‬ويضيف‪( :‬ولقد تمخضت الدعوة اإلصالحية‬ ‫تدريس العلوم بحاضرتنا‪ ،‬ومن ذلك حكايته عن تلقيه العلم بنفسه وكيفية‬
‫التي نادى بها المفكرون في تلكم الفترة عن تأسيس “المجمع العلمي‬ ‫انسالكه فيه بقوله‪( :‬وكانت العادة أن من يريد دراسة أي علم من العلوم أو‬
‫المغربي” الذي رأى النور يوم ‪ 30‬من ديسمبر ‪ 1916‬عقب اجتماع انعقد بمقر‬ ‫كتاب من الكتب‪ ،‬ما عليه إال أن يقصد العالم أو الفقيه الذي يعرف أنه يحسن‬
‫المجلس البلدي بتطوان)‪ ،‬وذكر األستاذ العربي الخطيب كيف تأسَّس هذا‬ ‫الموضوع الذي يريد‪ ،‬وأن لديه من الفراغ في الوقت ما يسمح له بالتدريس‪،‬‬
‫المجمع فقال‪( :‬وقد استدعى الصدر األعظم طائفة من علماء وأعيان مدينة‬ ‫فيطلب منه ذلك‪ ،‬فيجيبه إلى طلبه مجانا ال يطلب جزاء وال يريد شكورا‪.)..‬‬
‫تطوان النتخاب األعضاء العاملين في المجمع‪ ،‬وقد ضمَّت القائمة مائة اسم‪،‬‬ ‫وفصَّل المؤرخ أحمد الرهوني في عمدته في طريقة التدريس التي كانت‬
‫منهم‪ :‬أحمد الزواقي عبد السالم الخطيب علي الخطيب أحمد اللوجري محمد‬ ‫معتمدة في حاضرتنا بقوله‪( :‬ثم إن التدريس كان في هذه المدينة كغيرها؛‬
‫المرير العربي النجار محمد العربي الخطيب أحمد الرهوني عبد السالم بنونة)‪.‬‬ ‫جله على هيئة بسيطة‪ ،‬ال يتجاوز تقرير المتن وشرحه‪ ،‬فيتمكن الطالب بذلك‬
‫ثم في انخراطه في المجلس األعلى للتعليم بتطوان في المرحلة التي‬ ‫من قراءة عدة متون‪ ،‬وتكرير المتن الواحد في مدة يسيرة‪ ،)..‬ثم يعقب على‬
‫صدر فيها مرسوم بتأسيسه بالمنطقة الخليفية‪ ،‬يقول األستاذ إدريس‬ ‫هذه الطريقة ويمتدحها بقوله‪( :‬ولنعمت الحالة كانت؛ إذ كان الطالب في‬
‫خليفة‪( :‬صدر ظهير بتأسيس مجلس أعلى للتعليم اإلسالمي‪ ،‬وهو مؤسسة‬ ‫مدة قليلة يحصل على ملكة في عدة فنون‪ ،‬يترقى بها لمعرفة ما لم يسمعه‪،‬‬
‫حكومية كانت تتألف من وزير العدلية رئيسا وشيخ العلوم بصفة نائب ومدير‬ ‫وحل إشكاالت ال سيما وغالب الطلبة كان ال يقرأ المتن إال وهو يحفظه‪،‬‬
‫األحباس وثالثة من األعضاء‪ ،‬وهكذا‪َّ ..‬‬
‫تألف المجلس األول على النحو التالي‪:‬‬ ‫وأيضا فإن القراءة البسيطة ترسخ في العقول رسوخا عجيبا)‪ .‬لكنه عاد وانتقد‬
‫محمد افيالل رئيسا‪ ،‬محمد المرير نائبا‪ ،‬عبد الخالق الطريس نائبا لألحباس‪..‬‬ ‫هذه الطريقة حينما اكتفى المدرسون واقتصروا على التدريس بالحواشي‬
‫وغيرهم‪.)..‬‬ ‫والمستطردات فقال‪( :‬وقد حدثت في أواخر القرن الماضي وهذا القرن عادة‬
‫تتبع الحواشي واألبحاث واإلشكال وإيراد المستطردات‪ ،‬األمر الذي أوجب أن‬
‫ثم في مرحلة ثالثة من إصالح التعليم (العالي على وجه الخصوص)؛‬ ‫المدرس يبقى في قراءة مختصر خليل عمره أو جله‪ ،‬وكذا في األلفية وغيرها‪.‬‬
‫وهي المرحلة التي سيصبح فيها التعليم أكثر تنظيما وانضباطا بقصد تلبية‬ ‫فعاد ذلك بالقصور والفتور‪ ،‬وربما آل الحال إلى انقطاع العلم بالمرة‪ ،)..‬وتلك‬
‫المطالب المتزايدة لهذا اإلصالح المنتظر‪ ،‬يقول األستاذ إدرس خليفة كذلك‪:‬‬ ‫نتيجة متوقعة‪ ،‬وقد عابها كل من أرَّخ للحالة الثقافية لهذه الحاضرة أو بحث‬
‫(وقد صار التعليم العالي بتطوان موضوع تنظيم منذ عام ‪1336‬هـ‪-1918‬م‬ ‫في مجال إصالح التعليم بها‪.‬‬
‫هذه خالصة الجهود التي قام بها علماء حاضرة الشمال في مجال التعليم‬
‫عندما صدر ظهير ينظم شؤونه ونص الظهير على تعيين تسعة أساتذة وهم‬
‫وتربية النشء‪ ،‬لكن ذلك لم يمنع أبدا الحديث عن دعوات هنا وهناك إلصالح‬ ‫كما وضع األستاذ إدريس خليفة عرضا مفصال لحالة التعليم بتطوان‬
‫على مراتب ثالث‪:‬‬
‫طرق التعليم والتدريس مباشرة بعد عهد الحماية‪ ،‬وسنتعرف اآلن على‬ ‫خالل تلك الفترة في كتابه‪“ :‬الحركة الثقافية والفكرية بتطوان” فقال‪( :‬لم‬
‫‪ -‬العلماء وهم‪ :‬أحمد الزواق ومحمد ابن اللبار ومحمد الموذن‪،‬‬ ‫الجهود الدالة على انخراط مترجمنا األستاذ محمد المرير في مسالكها بصفة‬ ‫يكن التعليم بالمغرب ناميا مستوفيا لمختلف حاجات البالد ومتطلباتها‬
‫‪ -‬الفقهاء وهم‪ :‬محمد الزواق ومحمد افيالل ومحمد المرير‪،‬‬ ‫منتظمة داعيا ومناصرا لتجديد مناهج التعليم بالمدينة‪ ،‬كما يصف ذلك في‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬ولم تكن هناك مدارس مغربية أصيلة تُعنى بإخراج‬
‫‪ -‬الطلبة وهم‪ :‬الحسين افيالل والمهدي الموفق ومحمد اقشار)‪.‬‬ ‫موسوعته “النعيم المقيم” بجل أجزائها‪ ،‬وذلك من زاويتين اثنتين‪:‬‬ ‫أجيال المتعلمين والمثقفين في فروع المعرفة المختلفة‪ ،)..‬ويضيف توضيحا‬
‫‪ -‬األولى بالدعوة إلى التعليم والحث على طلب العلم‪.‬‬ ‫لهذه الطريقة وكيف كان تأثيرها على الطلبة بصفة عامة‪( :‬وفي نطاق‬
‫وأخيرا في المرحلة التي أشرفت فيه الدولة المغربية على إصالح التعليم‬
‫التعليم الديني كان يوجد بها قبل الحماية شيوخ يقومون على التعليم في‬
‫ومناهجه على كامل التراب المغربي‪ ،‬وهي المرحلة التي برزت مع مديرية‬ ‫‪ -‬والثانية بانخراطه العملي في كل برامج اإلصالح التي دعا إليها رجال‬ ‫مساجد المدينة وزواياها ويدرسون مختلف المواد العلمية التي كانت تلقن‬
‫التعليم المغربي قبيل فترة االستقالل‪ ،‬ويحدثنا عنها األستاذ إدريس خليفة‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫بالمغرب وكانت الدرجات العلمية لهؤالء الشيوخ متفاوتة‪ ،‬إذ كان من بينهم‬
‫بقوله‪( :‬استدعت ضرورة التنسيق بين فروع التعليم المغربي ومؤسساته‬
‫‪ - 1‬الدعوة إلى التعليم والحث على طلب العلم‪:‬‬ ‫(المُدَرِّرون)؛ أي حفظة القرآن الذين يقومون على تعليمه‪ ،‬ومدرسو المرحلة‬
‫إنشاء مؤسسة أطلق عليها اسم مديرية التعليم المغربي‪ ..‬تتولى اإلشراف‬
‫االبتدائية وكبار العلماء الذين كانوا ينهضون بالتعليم العالي ويتخرج على‬
‫على المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي ومفتشية التعليم اإلسالمي ومجلس‬ ‫انخرط مترجمنا منذ فترة الحماية في الحث على طلب العلم‪ ،‬مسجال ذلك‬ ‫أيديهم القضاة والمفتون والمدرسون‪. )..‬‬
‫العمادة أو مشيخة العلوم‪ ،)..‬وقد عين األستاذ محمد داود مديرا عاما للتعليم‬ ‫في موسوعته‪ ،‬وفق الخطوات التالية‪:‬‬
‫المغربي بتاريخ ‪1361‬ه���ـ‪-1942‬م وظل يشغل ذلك المنصب إلى عام‬ ‫وتقوم هذه الطريقة كما هو معروف على مرحلتين‪:‬‬
‫‪1367‬هـ‪1948 -‬م‪..‬‬ ‫‪ -‬مرة بالحديث عن حث اإلسالم على طلب العلم‪ ،‬وضرورة تعلم الدين‪،‬‬
‫بقوله‪( :‬إن اإلسالم قول واعتقاد وعمل‪ ،‬فإذا بلغ الرجل عاقال أو دخل في‬ ‫‪ -‬مرحلة ُ‬
‫الكتَّاب كما كان سائدا في جل أرجاء المغرب في مُدنه و ُقراه‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬نخلص من تتبعنا لحالة التعليم بحاضرتنا خالل الفترة المتراوحة‬ ‫اإلسالم فأول ما يجب عليه‪ :‬تعلم كلمتي الشهادة وفهم معناهما واعتقاده‪،‬‬ ‫حيث يُبتدأ فيه بتحفيظ القرآن الكريم وبعض المتون الصغيرة في اللغة‬
‫بين‪ :‬ما قبل عهد الحماية‪ ،‬وأثناءها وخاصة أيام المرحلة الخليفية من تاريخ‬ ‫فإذا وصل وقت الصالة فعليه تعلم أحكام الطهارة ثم أحكام الصالة‪ .‬فإذا‬ ‫والفقه‪ ،‬ثم ينتقل الطالب بعد ذلك لالنتساب إلى إحدى المعاهد الستكمال‬
‫تطوان كما استنبطناه من المصادر المشار إليها آنفا‪ ،‬إلى أن التعليم كان‬ ‫دخل شهر رمضان وجب عليه تعلم أحكام الصيام‪ ،‬فإذا ملك نصابا من الفضة‬ ‫تكوينه‪ ،‬وهو ما أشار إليه األستاذ إدريس خليفة بقوله‪( :‬مرحلة ُ‬
‫الكتَّاب أو‬
‫يسير وفق مراحل إصالحية متعددة‪ ،‬وكان انخراط مترجمنا الفقيه محمد‬ ‫أو الذهب أو األنعام أو الحرث وجب عليه تعلم الزكاة‪ ،‬فإذا تأتَّى له الحج‬ ‫(المسيد) كما يُسَمَّى بالمغرب؛ وهي مرحلة أساسية في التعليم الديني‪،‬‬
‫المرير واضحا وذا أثر طيب وفق ما شهد له به األستاذ عبد الغفور الناصر‪،‬‬ ‫وحصل على االستطاعة وجب عليه تعلم أحكام الحج‪ ..‬وقد وقع اإلجماع على‬ ‫والغاية منها‪ :‬حفظ القرآن الكريم حفظا متقنا‪ ،‬وفي بداية المرحلة يسهر‬
‫مبينا مشاركة الفقيه المرير في المجالس والمعاهد التعليمية مشرفا ومربيا‬ ‫أنه ال يحل المرئ مسلم أن يقدم على أمر‪ ،‬حتى يعلم حكم اهلل فيه‪ ،‬هذا ما‬ ‫المؤدِّب أو المدرِّر‪ ..‬على تعليم الطفل رسم الحروف حتى يكون قادرا على‬
‫ومنتجا لبرامجها وواضعا لمناهجها بقوله‪( :‬عرفتُه في المجلس األعلى‬ ‫يفيده الحديث من وجوب تعلم العلم على كل مسلم) ‪.‬‬ ‫القراءة والكتابة‪ ،‬ويتدرَّب على كتابة سور القرآن‪ ،)..‬وأشار كذلك إلى أنه في‬
‫للتعليم اإلسالمي وهو في منصب كان يُسمَّى منصب شيخ العلوم‪ ،‬وكان له‬ ‫الكتاب ـ أي شيء يؤدي إلى فهمه من‬ ‫يتعلم األطفال ـ في ُ‬
‫هذه المرحلة‪( :‬ال َّ‬
‫اإلشراف على التعليم الديني وعلى المعاهد الدينية‪ ،‬وكان آلرائه وتوجيهاته‬ ‫‪ -‬ومرة بذكر رحلة المغاربة في سبيل ذلك إلى مشارق األرض بقوله‪( :‬لم‬ ‫نحو أو شرح ولو بطريقة بسيطة‪ ،‬وهذه هي الطريقة التي ذكر ابن خلدون‬
‫األثر الكبير في أعمال المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي وفي الجهود التي‬ ‫تزل الرحلة من قطر إلى قطر ومن بلد إلى بلد‪ ،‬لطلب العلم واقتنائه وأخذه‬ ‫أن المغاربة درجوا عليها‪ ،)..‬ثم ينتقل الطالب بعد إتقانه لحفظ القرآن ‪ -‬بعد‬
‫كان يبذلها هذا المجلس حوالي سنة ‪ 1937‬وما بعدها في وضع مناهج‬ ‫من مجراه الصافي الخالص من [شوائب] غلطاته وأخطائه‪ ،‬وكانت األنظار في‬ ‫هذه المرحلة األولى من التعليم‪ -‬إلى حفظ بعض المتون العامة كالمرشد‬
‫التعليم الديني النظامي في الشمال واختيار الكتب المقررة وتعيين األساتذة‬ ‫أول الرسالة إلى مكان الوحي متوجهة‪ ،‬وإلى مقام رسول األمة منتهجة‪. )..‬‬ ‫المعين البن عاشر ومختصر اآلجرومية واأللفية وغير ذلك كمرحلة من‬
‫وتنظيم شؤون الطلبة‪ ،)..‬شأنه في ذلك شأن زميله في هذا المجال األستاذ‬ ‫‪ -‬ومرة بدعوته إلى التمكن من العلوم العصرية‪ ،‬فبما أن تعلم العلوم ال‬ ‫التعليمالمتوسط‪..‬‬
‫محمد العربي الخطيب الذي‪( :‬انصرف إلى ميدان التدريس والتعليم وقضى‬ ‫تُذم لعينها‪ ،‬وإنما تذم للعوارض التي تعرض لها‪ ،‬فقد تتبع مترجمنا اآليات‬ ‫‪ -‬وفي مرحلة تالية من التدريـس يجلس الطالب إلى أحد الشيوخ أو‬
‫سنوات طويلة في هذا المجال مُدرِّسا مقتدرا ومُوجِّها مخلصا ومُربِّيا‬ ‫القرآنية التي تحث على طلب العلم‪ ،‬مستخرجا منها مقصدها في أفق مبدأ‬ ‫الفقهاء أو العلمـاء ـ على اختالف في التسمية بحسب االختصاص ـ لتلقي‬
‫تخرَّج على يده أفواج من رجال الفكر والتعليم ذكورا وإناثا‪ ،‬إذ كان من األوائل‬ ‫استخالف اهلل الناس في األرض‪ ،‬وخلص إلى نتيجة مفادها أن القرآن الكريم‬ ‫العلوم الدينية واللغوية‪ ،‬وهي المرحلة التي أشار إليها األستاذ إدريس خليفة‬
‫الذين فطنوا إلى تعليم المرأة وشجعوا المجتمع على ولوج هذه الساحة‪ ،‬فكان‬ ‫ال يمنع علما من العلوم وال صناعة من الصنائع‪ ،‬إن لم تكن مفسدة دينية‬ ‫كذلك بقوله‪( :‬وفي هذه المرحلة يجلس إلى األساتذة (الفقهاء) في الدروس‬
‫من الذين ساهموا بقسط وافر في تكوين جيل من المعلمات الالتي أخذن‬
‫ودنيوية‪ ،‬فمبنى العلم أن يكون قائما على جلب المنفعة ودفع المضرة كما‬ ‫التي كانوا يعقدونها بمساجد المدينة وبعض الزوايا‪ ،‬مثل مسجد لوقش‬
‫أماكنهن إلى جوار زمالئهن في حقل التعليم)‪ ،‬خاصة حينما كانا جنبا إلى‬
‫قال‪( :‬إن الديانة اإلسالمية مبناها على اعتبار النتائج والثمرات‪ ،‬ومنشأها على‬ ‫ومسجد لالفريجة ومسجد السوق الفوقي والزاوية الريسونية‪ ،‬وتدور دروسهم‬
‫جنب في المجمع العلمي المغربي‪ ،‬يقول ولده األستاذ إسماعيل الخطيب وهو‬
‫جلب المنافع أو دفع المضرات‪ ،‬فالعلم الذي ال يجلب نفعا في العاجل وال يدفع‬ ‫على شرح المتون العلمية مثل اآلجرومية واأللفية والمية األفعال ومرشد ابن‬
‫يسرد جانبا من حياته‪( :‬في جلسة المجمع العلمي المغربي بتطوان المنعقدة‬
‫عذابا في اآلجل‪ ،‬وال تجلى له ثمرة معتبرة وال يرفع به في أمور الدين أو الدنيا‬ ‫عاشر ومختصر خليل ورسالة ابن أبي زيد القيرواني وشمائل الترمذي وبردة‬
‫في سادس ربيع األول ‪ 1335‬موافق فاتح يناير ‪ 1917‬وقعت المصادقة على‬
‫مضرة؛ فإن الشريعة تنفيه وال تمدح من يقتفيه)‪.‬‬ ‫البوصيري وصحيح البخاري وموطأ مالك والسلم في المنطق وغيرها‪.)..‬‬
‫تعيين محمد العربي الخطيب محررا للمجمع‪ ..‬ومن أعضائه الفقيه سيدي‬
‫محمد المرير‪ ،)..‬وال شك أن عمل االثنين معا قد ساهم في تنشيط الحياة‬ ‫‪ -‬وتارة بالدعوة إلى ضرورة تعليم المرأة وفق ما تتطلبه الظروف‬ ‫ونفس األمر نجده عند األستاذ عبد العزيز السعود حين أراد تتبَّع حالة‬
‫المدرسية على أيامهما‪..‬‬ ‫المناسبة لذلك‪ ،‬وعقد لذلك فصال بعنوان‪“ :‬تعلم المرأة ما يجب عليها وجبرها‬ ‫التعليم بحاضرة تطوان خالل الفترة التي أرَّخ لها من بداية القرن الثامن‬
‫‪15‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫ة جامعية‬
‫“البعد الأدبي وال�صويف للزاوية ال�شرقاوية من خالل كتاب‪“ :‬الرو�ض اليانع الفائح يف مناقب ال�شيخ‬ ‫أطروح‬
‫�أبي عبد اهلل َمحمد املدعو بال�صالح” مل�ؤلفه �أبي علي احل�سن بن محمد الهداجي املعداين املتويف عام ‪1180‬هـ‬
‫نوقشت بآداب تطوان أطروحة الطالب الباحث مصطفى أسامة في موضوع ‪“ :‬البعد األدبي والصوفي للزاوية الشرقاوية من خالل كتاب‪ “ :‬الروض اليانع الفائح في مناقب الشيخ‬
‫أبي عبد اهلل مَحمد المدعو بالصالح” لمؤلفه أبي علي الحسن بن محمد الهداجي المعداني المتوفي عام ‪1180‬هـ وكانت لجنة المناقشة العلمية مكونة من الدكاترة ‪ :‬أحمد هاشم‬
‫الريسوني مشرف ًا‪ ،‬جميلة رزقي رئيسة‪ ،‬عبد الفضيل الدراوي والمعتمد الخراز عضوين‪ ،‬وبعد المناقشة والمداولة حصل الطالب الباحث مصطفى أسامة على شهادة الدكتوراه في‬
‫اآلداب بميزة مشرف جداً وهذا ملخص تقريره‪.‬‬

‫سيدنا اإلمام‪ ،‬العالم العالمة الهمام‪ ،‬العارف الكامل‪ ،‬الموصل الواصل‪ ،‬شمس العرفان‪ ،‬الساطعة على مرور الزمان‪،‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫وصدر العارفين واألكابراألعيان‪ ،‬أستاذ الطريقة‪ ،‬الجامع بين الشريعة والحقيقة‪ ،‬البدر الالئح‪ ،‬أبي عبد اهلل سيدي‬ ‫السادة األساتذة أعضاء اللجنة العلمية الموقرة ‪ ،‬الحضور الكريم‪ ،‬السالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬
‫محمد المدعو بالصالح‪ ،‬بن العارف الكبير‪ ،‬والغوث الشهير‪ ،‬سيدي محمد المعطىنفعنا اهلل بهما‪ ،‬ومنحنا من بركتهما‬ ‫يطيب لي بعد سنوات من البحث والدراسة أن أجه فائق الشكر والتقدير إلى أستاذي الفاضل أحمد هاشم‬
‫وسرهما‪ .‬فقد كان رضي اهلل عنه أهال لكمال الشهرة والتعريف‪ ،‬والتبجيل والتشريف‪ ،‬وأن تجمع شمائله وتنشر‪ ،‬وأن‬ ‫الريسوني‪ ،‬الذي أكرمني باإلشراف على هذا البحث والذي لم يبخل علي بعلمه وتوجيهاته القيمة إلعداد هذه األطروحة‬
‫تدون محاسنه ومناقبه وتذكر‪ ،‬وسميته بالروض اليانع الفائح في مناقب سيدنا وموالنا أبي عبد اهلل محمد المدعو‬ ‫وتتبع مراحل إنجازها‪ .‬كما أتقدم بخالص الشكر ألستاذتي الفاضلة السيدة جميلة رزقي رئيسة لجنة المناقشة والشكر‬
‫بالصالح‪ ،‬وذلك بعد إشارة من تجب علي طاعته‪ ،‬وال تسعني مخالفته‪ ،‬وقد ملكتني منته‪ ،‬وغمرتني نعمته‪ ،‬وعمتني‬ ‫والتقدير واالحترام موصول لألستاذين عبد الفضيل الدراوي والمعتمد الخراز اللذين تجشما العناء لحضور مناقشة‬
‫بركته ونصرته‪ ،‬ومن أجل ذلك تحملت ما ال أطيق لقلة العلم والعمل‪ ،‬وقلت في ذلك مكره أخاك ال بطل‪ ،‬لكنني لما‬ ‫هذا العمل‪.‬‬
‫أجبت سيادته بالتلبية‪ ،‬وتلقيت إشارته باالمتثال وخالص النية‪ ،‬وساعدت في ذلك جماعة من السادات األعيان‪ ،‬واألحبة‬ ‫وال يفوتني في هذا المقام الخاص االعتراف بجميل العطاء ألستاذي الفاضل الذي أوصى بي وأكد على توجيهي‬
‫في اهلل واإلخوان‪ ،‬رجوت من اهلل سبحانه ببركتهم التوفيق والتيسير‪ ،‬في كل مهم وصعب وعسير‪ ،‬إنه على ما يشاء‬ ‫نحو ما تم اختياره في السابق‪ ،‬حيث كان فضل اختيارهذا المخطوط دراسة وتحقيقا ألستاذي وشيخي سيدي عبد اهلل‬
‫قدير‪ ،‬وباإلجابة جدير‪”..‬‬ ‫المرابط الترغي رحمة اهلل عليه‪ ،‬ولما لم يكتمل قيد حياته سارعت إلى إعادة التسجيل مع أستاذي الفاضل أحمد هاشم‬
‫ولعل هذه اإلشارة هي التي أصبحت السمة البارزة والباعث الحقيقي وراء عملية التأليف المنقبي كما يؤكد ذلك‬ ‫الريسوني الذي كان له الفضل في تغيير اسم األطروحة ككل لتصبح على شكلها النهائي وفق التشاور واإلتفاق التام‬
‫بدوره الشيخ سيدي أحمد بن عجيبة في كتابه‪ “ :‬إيقظ الهمم في شرح الحكم “ قال‪ ..”:‬ولقد طلب مني شيخنا العارف‬ ‫بيننا ليصبح هذا العمل على الشكل النهائي إلى ما هو عليه اآلن ‪.‬‬
‫الواصل المحقق الكامل سيدي محمد البوزيدي الحسني أن اضع عليها شرحا متوسطا يبين المعنى ويحقق المبنى‬ ‫دوافع االختيــار ‪:‬‬
‫معتمدا في ذلك على حول اهلل وقوته‪ ،‬وما يفتح اهلل به من خزائن علمه وحكمته‪ ،‬أو ما كان مناسبا لتلك الحكمة من‬ ‫ــ االستشارات المتواصلة مع أساتذتي‪ ،‬وباألخص أستاذي الجليل الشريف الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي طيب‬
‫كالم القوم‪ ،‬فأجبت طلبته‪ ،‬وأسعفت رغبته‪ ،‬رجاء أن يقع به االمتاع ويعم به االنتفاع‪”.‬‬ ‫اهلل ثراه‪ ،‬حيث بادرت إلى القيام بجولة في الخزانة العامة حيث اضطلعت على نسخ المخطوط بشتى أنواعه علما أنه‬
‫خطة األطروحة ‪ :‬جعلت عملي في هذاه األطروحة وفق اآلتي ‪ :‬قسم للدراسة وقسم للتحقيق ثم الفهارس‪.‬‬ ‫يوجد من هذا الكتاب أكثر من ثالث نسخ‪ ،‬سنفصل فيها الحديث الحقا‪ ،‬وما أدهشني أن هذا الكتاب رغم أهميته وغناه‪،‬‬
‫المقدمة جعلتها ممهدة للموضوع وفيها‪ :‬أهمية الموضوع وأسباب اختياره وأهدافه‪.‬‬ ‫واإلحاالت عليه في المصادر المغربية و المشرقية و االستشراقية ظل في رفوف المكتبات العامة والخاصة ينتظر دوره‬
‫كي يبصر النور‪ ،‬األمر الذي دفعني إلى االتصال بأستاذي الجليل رحمة اهلل عليه كي أخبره عن طبيعة الكتاب ومحتوياته‪،‬‬
‫القسم األول‪ “ :‬البعد األدبي والصوفي في الزاوية الشرقاوية من خالل كتاب ‪ “ :‬الروض اليانع الفائح في مناقب‬ ‫فطلب مني العمل على نسخ المخطوط‪ ،‬وفعال بادرت إلى طلب نسخ المخطوط‪.‬‬
‫سيدنا وموالنا أبي عبد اهلل محمد المدعو بالصالح ت ‪1139‬هـ تناولت فيه أربعة فصول‪:‬‬
‫ــ عدت تحدوني الرغبة األكيدة في معانقة هذا المخطوط والعيش معه في أجواء تختلف عما أحياه في حياتي‬
‫الفصل األول‪ :‬دور الزاوية الشرقاوية في بيئة الشيخ المعداني‪ ،‬حيث قسمته إلى مباحث‪:‬‬ ‫اليومية‪ ،‬وسارعت حينها إلى لقاء أستاذي الجليل رحمة اهلل عليه الذي طالبني بتقديم تقرير عن ذلك حتى يتسنى‬
‫األول ‪ :‬الزاوية الشرقاوية بدءا بظروف التأسيس وشيوخها ومؤلفاتها‪.‬‬ ‫له تقديم إذنه ورخصته‪ ،‬و لم يقدر لي االستمرار مع المغفور له سيدي وموالي عبد اهلل المرابط الترغي الذي وافته‬
‫الثاني ‪ :‬مهام الزاوية في عهد الشيخ محمد الصالح وتلميذه المعداني الهداجي بهدف الوقوف على المهام‬ ‫المنية يوم السبت ‪ 18‬شعبان ‪ 1436‬هـ الموافق ل ‪ 06‬يونيو ‪2015‬م ‪ ،‬فتوقفت إلى أن شاءت األقدار ألتصل بفضيلة‬
‫التربوية واالجتماعية والعلمية والسياسية‪.‬‬ ‫األستاذين‪ :‬الدكتور موالي أحمد هاشم الريسوني وسيدي عبد اللطيف شهبون أبقاهما‬
‫اهلل مشعال للعلم والسخاء‪ ،‬حيث عمدا على تحميسي وتشجيعي واألخذ بيدي من أجل‬
‫الثالث ‪ :‬سلوك الشيخ محمد الصالح في تربيته باالعتماد على زهده وطريقته‬
‫استكمال هذه األطروحة حيث اقترحا علي تغيير العنوان‪.‬‬
‫الشاذلية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ركزت فيه على العمل المنقبي في العصر العلوي‪.‬‬ ‫أما عن العوامل الموضوعية فتتمثل باألساس في محاولتي إضافة كتــاب جديــد‬
‫المبحث األول بتحديد المفاهيم ‪ ( :‬الكرامة‪ ،‬الفهرسة‪ ،‬التصوف‪ ،‬المعجم‪ ،‬الكناشة‪،‬‬ ‫للخزانــة المغربية ولمكتباتها‪ ،‬وذلك نظرا لغناه ولتروثه الفكرية والعلمية والثقافية‬
‫الوالية‪،‬المنقبة)‪.‬‬ ‫والفقهية والمناقبية والسيمايائية واألنتربولوجية والتاريخية واألدبية‪(:‬األمداح النبوية‪،‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التأليف في كتب المناقب‬ ‫التوسـالت‪ ،‬المنظومــات‪ ،‬القصائــد‪ ،‬الرسائــل‪،‬‬
‫وذكر وظيفة األدب في الترجمة المنقبية‪.‬‬ ‫الحكــم‪ ،‬اإلجازات والفهارس‪.)..‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السياق الزماني لتآليف‬ ‫أهمية األطروحة ‪ :‬هــذا الكتـــاب يسد‬
‫العلماء في علم المنقبة مع قراءة في اإلنتاج‬ ‫ثغرات ويمأل الفجوات ويربط حقباً وينير طريقاً‬
‫المنقبي‪.‬‬ ‫لفهم سليم وناضج ومتكامل ومحكم للفكر‬
‫الفصل الثالث‪ :‬في التعريف بمؤلف المنقبة‬ ‫المغربي عامة وللمرحلة التاريخية التي عاشها‬
‫وصاحبها‪.‬‬ ‫من وضع عنه الكتاب أبو عبد اهلل محمد المدعو‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريـف بالشيخ محمد‬ ‫بالصالح خاصة ومرحلة من سبقـه أمثال جـده‬
‫الصالح بن محمد المعطى الشرقاوي البجعدي‬ ‫وأبيه‪.‬‬
‫التادلي‪.‬‬ ‫وتكمن أهمية المخطوط الذي بين أيدينا‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف بمؤلف الروض‬ ‫لكونه سجال حافال بتراث الزاوية الفكري خاصة‬
‫اليانع الشيخ الحسن بن محمد المعداني‬ ‫بعدما تم تجديدها‪ ،‬وإعادة الروح في دواليبها‬
‫بعد فترة ركود‪ ،‬بعد وفاة مؤسسها األول سيدي‬
‫الهداجي‪.‬‬
‫بوعبيد الشرقي‪ ،‬حتى مرحلة والد من وضع عنه‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬قمت بدراسة الكتاب الروض‬
‫الكتاب‪ ،‬أي مرحلة سيدي محمد المعطى وابنه‬
‫اليانع الفائح في مناقب سيدنا وموالنا أبي عبد‬
‫سيدي محمد الصالح باعتبارها أغنى وأخصب‬
‫اهلل محمد المدعو بالصالح‪ ،‬وذلك بالحديث عنه‬ ‫فترة لحياة زاوية أبي الجعد كما تؤكد ذلك أغلب‬
‫في ثالث مباحث‪.‬‬ ‫المصادر التي ألفـت في عهد الشيـخ نجـل أبي‬
‫المبحث األول‪ :‬بأدبية المناقب‪.‬‬ ‫عبد اهلل محمد المدعو بالصالح‪:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عنونته بمنقبة الروض اليانع الفائح‪.‬‬ ‫“المرقي في بعض مناقب الشيخ سيدي محمد الشرقي” لمؤلفه عبد الخالق بن محمد العروسي “يتيمة العقود‬
‫المبحث الثالث نسبة الكتاب إلى مؤلفه ووصف النسخ وختمت ذلك بصور المخطوط مع أخذ نمادج لكل نسخة‬ ‫الوسطى في مناقب الشيخ أبي عبد اهلل محمد المعطى ومناقب أبيه سيدي محمد الصالح” “الفتح الوهبي في مناقب‬
‫معتمدة في التحقيق بينما كان القسم الثاني‪ :‬تفرغت فيه إلى تحقيق المتن المحقق الموسوم بالروض اليانع الفائح‬ ‫الشيخ العربي”‬
‫في مناقب سيدنا وموالنا أبي عبد اهلل محمد المدعو بالصالح‪ ،‬والذي تناولت فيه مقدمة المؤلف بمثابة شرح وبسط‬ ‫ومؤلفنا هذا “الروض اليانع الفائح في مناقب الشيخ أبي عبد اهلل مَحمد المدعو بالصالح” هذا باإلضافة إلى‬
‫لما سيأتي وقام المؤلف بتقسيم عمله إلى فصول ‪:‬‬ ‫الرسائل الرسمية والخاصة والكنانيش واألسفار وغيرها من المصادر المتضمنة به‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬في منظوماته وقصائده وفوائده وفرائده وما له فيذلك من الحكم واألسراروالرياحين واألزهار‪ ،‬وما‬ ‫دوافع التأليف‪ :‬لكل نص منقبي خصوصياته وظروفه‪ ،‬إن على المستوى الزماني والمكاني أو على المستوى‬
‫احتوت عليه من األمداح النبوية والتوسل إلى اهلل بالسيادة المصطفوية ‪.‬‬ ‫الثقافي والتوجهي للمؤلف مما يبرر دوافع تاليفه العامة والخاصة‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أنه ليست هناك قواسم مشتركة‬
‫الفصل الثاني‪:‬في الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر وحدودهم ‪:‬‬ ‫تجمع هذه الكتابات المنقبية وهذه القواسم ترتبط بطبيعة المادة المنقبية المعرفية وبالبناء والهدف المتوخى من‬
‫ذلك وقصدية العمل‪ ..‬بل إن هذه القواسم ترتبط أساسا ببنية الفكر الصوفي المغربي وبكل خصوصياته من قبيل ‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬في ذكر أشياخه المشهورين من أهل الجاللة والمكانة وارسوخوالتمكين‪ ،‬وإرشاد المريذين‪ ،‬التباع‬
‫سنة سيد المرسلين ممن أخذ عنهم الطريقة ‪:‬‬ ‫ـ إحياء الطريق والتماس األسباب لذلك‬
‫ـ القدوة أو ما يعرف بتقوية قلب السالك‬
‫خـاتمـة ‪ :‬في الكالم على الزيارات لألولياء من األحياء واألموات وأهل العمران والفلوات ألن النفع مشاهد بهم‬ ‫ـ الكرامة التي ال يمكن أن تتحقق إال باالستقامة‬
‫للعيان‪ ،‬ومواهبهم مستمرة مدى األيام والزمان‬ ‫ـ البركة أو حصول االنتفاع بذكر هؤالء الشيوخ الصالحين‬
‫الفصل األول من الخاتمة‪ :‬في منظوماته وقصائده وتوسالته لمواله سبحانه وفوائده وفرائده وبعض ما كان بينه‬ ‫ـ العلم في مقابل العمل باعتبار كليهما ثمرة اآلخر‬
‫وبين غيره من األجلة األعيان من المخاطبات والمراسالت التي تطيب بها القلوب واألذهان إلى آخر ما سبق‪.‬‬ ‫ـ الخوف من توقف مسيرة التصوف وذهاب أهله غالشتغال بالدنيا ومغرياتها‬
‫وغيرها كثير ‪ ،‬دون أن تخفى تلك الدوافع الخاصة التي قد تختلف قليال أو كثيرا من مؤلف آلخر تبعا لثقافة المؤلف‬
‫الفصل الثاني‪:‬في التعريف بوالده الكامل ‪ ،‬وحبل اهلل الواصل‪ ،‬العالم العامل‪ ،‬أبي عبد اهلل سيدي المعطى نفعنا اهلل‬ ‫وميوله وانشغاالته وكذا تبعا أيضا‪..‬‬
‫بعلومه ومنحنا من أسراره الوهبية وفهومه‪.‬‬ ‫ومن الدوافع الخاصة ـ التي قد تشترك بين المؤلفين ـ وقد تكون دافعا أساسيا أيضا كما سبقت اإلشارة‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬في ذكر نسبه المعظم وشرفه المفخم‪ ،‬وما في عموده من الفحول الكرام واألولياء العلماء األعالم‬ ‫ـ عملية التذييل والتكملة خاصة ‪:‬‬
‫ليعلم ما لهم من علو المكانة والجاه بمحض الفضل والكرم من اهلل‪ .‬تكميل ما تقدم في وصف هذا الولي ووالده نفعنا‬ ‫ـ اإلذن والترخيص الذي يتلقاه المريد من شيخه وهذا ما يهمنا باألساس بحيث يصرح مؤلف ‪ ”:‬الروض اليانع‬
‫اهلل بهما من زهدهما في الدنيا وشهواتهما على الدوام ‪ ،‬وممر الليالي واأليام ‪ ،‬وتعلق قلوبهما بخدمة رب األنام مع‬ ‫الفائح في مناقب الشيخ أبي عبد اهلل مَحمد المدعو بالصالح” إذ يقول‪ ”:‬وأرجو اهلل الكريم أن يكمل قصدي ورجائي‬
‫ذكر حكاية في التحدير من الدنيا‪.‬‬ ‫فيما أردت‪ ،‬ويحقق لي ما أملت وقصدت‪ ،‬ويمنحني ما سألت وطلبت ‪ ،‬من كتاب أضعه ومصنف أجمعه‪ ،‬في كرامات‬
‫‪16‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫تكرمي الدكتور م�صطفى يعلى بكلية الآداب والعلوم‬


‫الإن�سانية بتطوان‬
‫يف ندوة حول احلكاية ال�شعبية‬
‫بـــالغ‬
‫بيت ال�شعر يف املغرب‬
‫يرحب بقرار �إدراج‬
‫ّ‬
‫امللحون �ضمن قائمة‬
‫الرتاث الإن�ساين‬

‫بفرح كبير إدراجَ شِعر‬ ‫ّ‬


‫تلقينا في بيت الشعر في المغرب ٍ‬
‫وفنّ الملحون ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير‬
‫المادّي للبشرية‪ ،‬وهو القرارُ الذي اعتمدته اللجنة ُ‬
‫الحكومية‬
‫الدولية لصوْن التراث الثقافي غير ال��م��ادّي لمنظمة‬
‫اليونيسكـــو‪ ،‬اليوم األربعـــاء ‪ 6‬دجنبـــر‪ ،‬في إطـــار دورتهــا‬
‫ال ‪18‬المنعقدة بجمهورية بوتسوانا‪.‬‬
‫إن بيت الشعر في المغرب يعتزُّ بهذه الخُطوة الهامة‬ ‫ّ‬
‫التي تُعدّ اعترافا أمميًّا بأحدِ روافد متننا الشعري المغربي‪،‬‬
‫بتقدير كبير من طرف‬
‫ٍ‬ ‫الذي حظي منذ القرن التاسع الهجري‬
‫المغاربة‪ ،‬لكونهم رأوا فيه الفنّ الذي يحتوي نبضَ حياتهم‬
‫ودبيبَ آهاتهم وصور أحالمهم وآمالهم‪ ،‬والكنّاش الذي‬
‫يُدوّن تاريخهم ومساراتِ حياتهم وتوترات منعطفاتها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ويعكسُ قِيمهم الدينية واالجتماعية وتأمالتهم في الذات‬
‫والوجود والطبيعة‪ .‬فيه تالقت مُكونات الثقافة المغربية‪:‬‬
‫األمازيغية والعربية واألندلسية والحسانية‪ ،‬وعبرَه تمّ‬
‫تضفيرُ األواصر ونسج الصّالت بين مختلف ساكنة المغرب‪.‬‬
‫ُ‬
‫المغاربة الملحــون‪ ،‬الذي حمل تسمياتٍ‬ ‫لقد احتضن‬
‫أخرى‪ ،‬ك “الكالم”‪ ،‬و”السْجيّة”‪ ،‬و”الموْهُوبْ” وسواها ممّا‬
‫يعكسُ العناية واالهتمام الذي حظي به هذا الشعر و الفنّ‬
‫سوا ٌء في مهده األول بمنطقة تافياللت‪ ،‬أو بباقي الحواضر‬
‫األخرى التي أبدعت فيه كفاس وسال ومراكش وتارودانت‪،‬‬
‫َ‬
‫مراحل صعودِ وهبوط‪ ،‬ارتباطا بالتحوّالت‬ ‫شهد خاللها‬
‫حيث ِ‬
‫الثقافية واالجتماعية والفنيّة ليتح ّقق له ما لم يسبقْ أن‬
‫تحقق لغيره‪ ،‬ويتبوّأ مكانة رفيعة في النسيج األدبي المغربي‬
‫بوصْفه إحدى أهمّ الظواهر الثقافية والشعرية والفنيّة التي‬
‫عرفها المغربُ والمغاربة‪.‬‬ ‫‪ -‬الحكواتية وردة الناجي‬ ‫احتضنت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪ ،‬صباح يوم‬
‫بهذه المناسبة‪ ،‬يودُّ بيت الشعـــر في المغــرب ْ‬
‫أن‬ ‫‪ -‬معرض تشكيلي ‪،‬بمشاركة الفنان سعيد ريان والفنان‬ ‫الخميس ‪23‬نونبر ‪،2023‬ندوة علمية موسومة بعنوان “الحكاية‬
‫محمد الشويخ‬ ‫الشعبية‪:‬جمال تخييل ومشتل هوية” شارك فيها الدكتور مصطفى‬
‫يشكر أكاديمية المملكة المغربية ووزارة الشباب والثقافة‬ ‫ُ‬
‫يعلى والدكتور فيصـل الشرايبـــي والدكتورة مليكة العاصمي‬
‫والتواصل على الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى هذه‬ ‫‪ -‬أصوات شعرية ‪،‬بمشاركة ‪:‬‬
‫والدكتور محمد فخـــر الدين والدكتور عبد الصمــد مجوقي‬
‫اللحظة الرفيعة‪ ،‬التي منحت ألحد أرك��ان شعرنا المغرب‬ ‫‪ -‬سعاد الناصر‬ ‫والدكتورة سناء غيالن‪ ،‬تسيير الدكتورة سعاد الناصر ‪،‬تنسيق‬
‫اعترافا أدبيا وفنيا بما هو مكوّن مرجعي من مكونات الهوية‬ ‫‪ -‬سعيد بن عياد‬ ‫الدكتور أحمد رزيق‪.‬‬
‫الثقافية المغربية العريقة‪ .‬كما يطيبُ لنا‪ ،‬في بيت الشعر‬ ‫‪ -‬سعاد البازي‬ ‫وتندرج هذه الندوة العلمية في إطار النسخة الرابعة من‬
‫أن نهنئ أسرة الملحون المغربي من شعراء‬ ‫في المغرب‪ْ ،‬‬ ‫‪ -‬عماد بوعزيزي‬ ‫المهرجان الوطني للتراث الشعبي في نسخته الرابعة والذي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ومنشدين وعازفين وحفاظ وباحثين ودارسين‪ ،‬ولكل ولوعي‬ ‫نظمته الجمعية المتوسطية اإلفريقية للثقافة والفنون ‪Amaca‬‬
‫‪ -‬محمد حصحاص‬
‫ومحبّي هذا الشعر والفنّ الخالد‪ ،‬آملين أن يتم استثمار هذا‬ ‫بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل‪ ،‬قطــاع الثقافة‬
‫‪ -‬قراءة في كتاب الدكتورة “لباس المرأة التطواتية وحليها “‬ ‫وبتنسيق مع مختبر الدراسات األدبية واللغوية وفرقة البحث في‬
‫القرار األممي الهام من أجل مواصلة النهوض بهذا اللون‬ ‫للدكتورة نضار األندلسي ‪،‬تسيير الدكتور محمد فخر الدين‬
‫والفن الشعريين والعناية باألوضاع االجتماعية و االقتصادية‬ ‫اإلبداع النسائي بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل وبتعاون‬
‫‪ -‬فرقة زرياب‬ ‫مع مسرح اللةعائشة أيام ‪ 25\24\23‬نونبر ‪ 2023‬بكلية اآلداب‬
‫ألصحابه أفرادا وفرقا فنية‪.‬‬
‫‪ -‬قافلة العود‬ ‫والعلوم اإلنسانية بمرتيل ومسرح اللة عائشة بالمضيق‪.‬‬
‫الهيئة التنفيذية لبيت الشعر في المغرب‬ ‫‪ -‬شطحات عيساوية برئاسة الراضي الدردابي‪.‬‬ ‫تضمن برنامج المهرجان الوطني للتراث الشعبي في نسخته‬
‫تكريمات ‪:‬‬ ‫الرابعة فقرات متنوعة ‪:‬‬
‫الرباط في ‪ 6‬دجنبر ‪2023‬‬
‫‪ -‬توزيع الشهادات على المشاركين والمشاركات‪.‬‬ ‫‪ -‬الحكاية ‪،‬مع الحكواتي أحمد سعيد بناكي‬
‫‪17‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫“الن�ساء طيور”‬
‫د‪ .‬مريم أجدور‬
‫قراءة يف دوال ومدلوالت روايات زهراء بلكبري‬
‫• نداء‪ :‬ال أصدق أن يكون زوجي ماكرا وأنا أكن له من الحب والوفاء ما يفوق الكالم‪.‬‬ ‫رغم توجهها العلمي واشتغالها في القطاع الخاص لمدة ست وعشرين سنة اختارت‬
‫ص‪.77‬‬ ‫“زهراء بلكبير” خوض غمار تجربة الكتابة اإلبداعية لشق طريقها في العالم األدبي ولتثبت‬
‫قدراتها على مجاراة كاتبات مغربيات وعلى احتضان هموم النساء المغربيات بطريقتها‬
‫هكذا يشكل األلم في هذه الرواية أسلوبا مختارا من الكاتبة اعتبرته منطلقا لسرد‬ ‫الخاصة‪.‬‬
‫أحداث روايتها وتناميها ليتناغم خيالها فتتعمق إشكاالت التلقي بين إمتاع القارئ ومشاركة‬
‫الشخصيات عيش األلم‪.‬‬ ‫اختارت الكاتبة عنوان “ النساء طيور “ لروايتها تفجيرا لرغبتها في التحليق بعيدا في‬
‫سماء اإلبداع‪ ،‬وكأن عملها اختباراً للطيران في األعالي واستلهاماً لرمزية الطيور في التراث‬
‫إن قارئ الرواية يهتدي في تعامله مع االحداث أنه بصدد إبداع قائم على إبالغ رسالة‬ ‫األدبي المحاكي لمشاعر االنسان ونفسيته ودالالت سلوكه المعبر عن عوالم مآلى باألسرار‬
‫وهي إيصال الصوت األنثوي وفق أسلوب أدبي خاص‪ .‬وهو في قراءتها يستحضر مجموعة‬ ‫والغموض‪ .‬وال غرو في ذلك فلكل إنسان حسب رأي بعض الفالسفة القدماء عصفوره الداخلي‬
‫أخرى من النصوص المنضوية تحت ذات الجنس المشتغلة على موضوع ثنائية المرأة والرجل‬ ‫الذي يتغنى بالحياة ويتعلق بالحرية ويبتعد عن الواقع القاسي والقلق النفسي والروحي‪ .‬وكما‬
‫واستقامة الحياة بينهما‪.‬‬ ‫يقول عالم األساطير الكبير “جوزيف كامبل” «الطائر هو رمز لتخلص الروح من عبودية‬
‫األرض»‪.‬‬
‫هذا الخوض دعوة الى إيقاف توتر العالقات بين الرجل والمرأة وإعادة الدفء إلى االسر‪.‬‬
‫إن هذا العنوان خلق من رمزية الطيور صورة فنية ليعبر عن رغبة المرأة في التحليق‪،‬‬
‫ونداء من أجل إسماع صوتها دون أن يكون هدفها إهانة الرجل‪.‬‬ ‫ويأخذنا إلى عالم التفسير والتأويل حيث تختلط الحقيقة بالخيال وتترك الفرصة للقارئ كي‬
‫من مقاصد الرواية رسم صورة عن المجتمع المغربي فيما يخص تركيباته وفضح‬ ‫يربط بين مكونيه (المرأة الطير) عالقة وتأويال‪.‬‬
‫العالقات المنحلة ين المرأة والرجل في مظهر الخيانة‪ ،‬الخيانة التي طالت المرأة والرجل على‬ ‫زهراء بلكبير‬ ‫و قارئ الرواية والواقف عند شخصياتها يدرك أن تكاثر الهموم النفسية دفعت بطالت‬
‫وجه سواء ‪ ,‬وكذا موضوع التكنولوجيا وانعكاساتها السلبية على حياتنا اليومية‪ .‬سواء على‬ ‫هذه الرواية إلى االنعتاق وإنقاذ ذاتها‪ ،‬باستعادة الحرية عبر التشبث باآلمال ألن رمزية الطير‬
‫تثبت ضرورة البحث عن أصول الحرية في أعماق النفس ال في بعض الشروط التي توجدها ظروف اجتماعية معينة‪ .‬المراهقين ك”نعمة “ نموذجا‪ .‬التي مثلث دور الفتاة التي تسيئ استخدام هذه الوسيلة ألغراض ال أخالقية في غياب‬
‫الطير رمز الحرية حين تعرفت شفيقة على “أبو مروان” وتبادال نظرات اإلعجاب وعبارات االستلطاف « خرجت متجهة الرقابة االبوية‪ ،‬وعلى الكبار كما حصل لزوج “نورية” حين ربط عالقة وهمية مع عشيقة وعدها بالزواج فاكتشف في‬
‫نحو جنتي حيث أكلم الطبيعة بروحي‪ .‬انظر إلى الندى فوق أوراق الشجر‪ ،‬فذهب بي خيالي وأنا عصفورة تطير بين النهاية انها ابنته‪ ...‬و هذا تأكيد غير مباشر على أن التطور التقني خلق توترا اجتماعيا شتت األنماط االجتماعية‬
‫األشجار » ص‪ .100‬وكأن الطيران رمز للتخلص من كل ما هو مادي ورمز السمو والتعالي والحرية وتجاوز الطبيعة التي نشأت أصال لتتماشى وحاجيات المجتمعات وحل مشاكلها وغيرت في السلوك األخالقي الذي يتحكم في مواقف‬
‫البشرية‪ .‬ونجده حاضرا في الرواية بمعنى الصبر والصمود حين وجدت شفيقة نفسها مضطرة لتحمل خيانة زوجها المجتمعات‪ .‬لكن وبالمقابل كشفت الرواية عن الجانب المشرق للتعامل اإليجابي مع هذا التطور التقني حين مثل‬
‫حرصا منها على حيــاة أطفالها‪ ،‬متذكـرة خطاب أمها ولحنهـا األزلــي « الزوجة كالعصفورة يجـب عليها الحفاظ‬
‫السراج الذي اضاء طريق حورية وهي تواجه الظلمات مع زوجها‪ ،‬حيث كشف لها عن حالة زوجها التي تستدعي تدخل‬
‫على عشها» ص‪.89‬‬
‫الطب النفسي ليخرج من انعزاله الذي كان يعيق عالقتها به لتتبدل حياتها نحو األفضل « بدأت في تغيير نمط‬
‫كما يحضر في سياق التشابه بينه وبيننا نحن البشر بمعنى القدرة على التحكم‪ .‬جاء على لسان شفيقة أيضا‬
‫عيشنا داخل البيت‪ ،‬حتى انني اكتسبت شخصية جديدة اثارت جدال في محيطي‪....‬جعلت من بيتي مكانا للسكينة‬
‫وهي في طريقها الى إسطنبول «حلقت في‬
‫والدفء والمرح حتى اصبح زوجي ينتظر تلك اللحظة‬ ‫السماء مع الطيور كل منا له هدفه الفرق بيننا‬
‫الحميمية في بيته بفارغ الصبر» ص ‪.48‬‬ ‫أن الطيور تتحكم في أجنحتها» ص‪.93‬وأم��ا‬
‫في عالم كتابة القصة وال��رواي��ة أساسيات‬ ‫حين تربط الكاتبة الطيور بالرجل فإنها تجعل‬
‫يتعامل معها الكاتب‪ ،‬منها أسماء الشخصيات في‬ ‫من هذا األخير طائرا يحضن صغاره وال يفارق‬
‫مكوناتها االجتماعية‪ .‬والقارئ المدقق ال يخفى‬ ‫زوجته مدى الحياة أو طيرا متعدد الزيجات يبدل‬
‫عليه الربط الواضح بين أسماء الشخصيات في‬ ‫شريكته في كل موسم وكأنها تومئ إلى أن‬
‫األصل هو هذا االختالف بين أصناف الرجال‪.‬‬
‫معظم الروايات وبين بيئتها وسلوكها أو طباعها‬
‫أو مكامنها النفسية طردا أو عكسا‪ .‬وأعتقـــد أن‬ ‫و يحضر الطير مشبها به لمشبه هو “الحب”‬
‫األسماء في هذا العمل األدبي كانت أغلبها مطابقة‬ ‫على سبيل التشبيه المؤكد الذي تحذف فيه‬
‫األداة « الحب طائر بجناحين يحلق في السماء‬
‫للشخصية بمعنى أنها اختيرت بمعيار تشابهها مع‬ ‫بحثا عن ذلك الحبيب‪ ،‬قد يكون قريبا فال يتعب‬
‫الشخصية من حيث سماتها‪ .‬وربما يساعد ذلك في‬ ‫ليالقيه وقد يكون بعيدا فال ييأس من أن يالقيه‪.‬‬
‫نقش تلك الشخصية بعمق في ذهن القارئ‪.‬‬ ‫التعيس من نزل عليه الضباب وغطاه فال يالقي‬
‫ف”أريام “ بطلة السلسلة األولى تمثل المرأة‬ ‫حبيبه‪ .‬فكل إنسان يبحث عن ذلك الطائر ويحلم‬
‫ليحط داخل قلبه دون استئذان » ص‪.122‬‬
‫الميسورة الجميلة ذات الحسب والنسب وهذا‬
‫اسم مشتق من ريم وهو الغزال األبيض المعروف‬ ‫لقد تطرقت زهراء بلكبير في روايتها إلى‬
‫برشاقة القوام وجمال الشكل وخفة الحركة ولهذا‬ ‫تسلط الرجــل وخيانتــه‪ .‬إذ الخيانة والتسلط‬
‫يمكن القول ان ألريام من اسمها نصيب‪.‬‬ ‫تمتان أساسيتـــان يمكــن الحديـث عنهمـــا‬
‫باعتبارهما محورا موضوعيا في األحداث فكل من “أريام “و “نداء” و“شفيقة “و “لمياء “ تعرضن للخيانة الزوجية‬
‫أما إسم “رحمة” وما فيه من إيحاء بالطبقة الشعبية التي تنتمي إليها فقد منحته الكاتبة للمرأة القروية التي‬
‫ولإلحباط والدمار النفسي‪ .‬وترد الكاتبة اسباب الخيانة الى المرأة نفسها حسب ما جاء على لسان الزوج‪ .‬ف”أريام”‬
‫هاجرت من القرية الى المدينة ولها من اسمها نصيب كذلك فقد كانت المساندة ل”أريام” في محنتها والبنتيها ايضا‪.‬‬
‫نعتها زوجها بالمرأة المهملة لزوجها والتي ال تهتم ببيتها وال تلبي حاجياته‪.‬ص ‪.18‬‬
‫انخرطت في جمعية نسائية وتعلمت القراءة وأصبحت من المناضالت‪ .‬فقد زوجها الخائن نعمتها حين تزوج بامرأة‬
‫وأما “نداء” فكانت غير مبالية بتصرفات زوجها‪ ،‬مقصرة في حقه‪ .‬لكنها تردها أحيانا الى االهتمام الزائد بالرجل فظة القلب ليجد نفسه حسب تعبير الكاتبة وسط عائلة ال تعرف الرحمة‪ .‬ص ‪.14‬‬
‫“شفيقة” اسم يحمل معاني العطف والحنان واللطف والمواساة وحضور هذه المعاني لديها ستظهر حين ستلتقي‬ ‫على غرار ما جاء على لسان “أريام” وهي تخفف من جرح “رحمة” « لقد تجبر عليك ألنك اعطيته أكثر مما يستحق»‪،‬‬
‫بحبيبها الذي جذبها برومانسية افتقدتها عند زوجها األول‪ ،‬اذ ستشفق عليه حين تستجيب له وتعوضه عن الحرمان‬ ‫ص ‪.65‬‬
‫الذي عاشه وهو يتجرع مرارة خيانة زوجته‪ .‬وتشفق على نفسها حين تقرر انقاذ نفسها من ماضيها المظلم الكئيب‬ ‫وأما “شفيقة” فقد شعرت لفترة باإلحباط والخيانة لكنها في نهاية المطاف كانت مستفيدة من هذه التجربة مما‬
‫وتشق طريقا نحو حياة افضل بدل االنزواء والخضوع لسجن كبريائها‪ .‬فالحب أعاد لها الشعور بالذات وإذا شعر االنسان‬ ‫ساعدها مستقبال عل اختيار افضل شريك لحياتها وعلى خروجها من التجربة فائزة‪.‬‬
‫بذاته أدرك قيمة نفسه‪.‬‬ ‫وقد ربطت الكاتبة هذه الخيانة بالطبيعة البشرية داعية إلى عدم االستغراب من تصرفات الرجل عامــة بقـول «ال‬
‫أما “حورية “ فيوحي اسمها بالجمال والرقة وحاملة هذا اإلسم تتميز غالبا بالحسن وطيب األخالق‪ .‬يرى علماء‬ ‫داعي لالستغراب من تصرفات الرجال ما دمنا نشبه باقي الكائنات ‪.‬أعود الى المرأة ألقول لها إن ذكور الطيور تحتاج‬
‫الدين أن اسم حورية من األسماء الطيبة التي تحمل الجمال وتبعث على التفاؤل واإليجابية ويراها علماء االجتماع محبة‬ ‫الى عناية خاصة لتفهمي كيفية التعامل معهم » ص ‪71‬‬
‫للحياة وحافظة ألسرار حياتها الشخصية‪ .‬وهكذا نجدها في الرواية؛ فقد وصفتها الكاتبة بالنساء القليالت اللواتي‬ ‫إن ما عاشته هؤالء النسوة من أسى واضطراب نفسي جعلهن يتعرضن ألزمة نفسية ظهرت من خالل إنكارهن‬
‫يصنعن سعادتهن بأنفسهن‪ .‬تميزت عن قريناتها حين انجرفن نحو تيار الشعوذة الستعادة أزواجهن‪ ،‬في حين لجأت‬ ‫لواقع الخيانة وشعورهن بالخذالن وخيبة األمل‪ .‬بل إن البعض منهن اعتبرن أنفسهن طرفا مساهما في ذلك كالبطلة‬
‫هي إلى طريق الحكمة والعقل حين استعانت بمشورة “لالصادقة “الحكيمة ونجحت في استعادة الحب والسكينة‬ ‫“نداء”‪ ،‬خاصة حين غرس زوجها الخائن لديها هذه المشاعر السلبية محمال إياها مسؤولية خيانته لها‪.‬‬
‫والدفء إلى بيتها‪.‬‬
‫لقد بحثت زهراء بلكبير عن شخصيات واقعية ليكن بطالت روايتها‪ ،‬فأضاف خيالها ما يوحي بأنهن يعانين‬
‫و لو ربطنا اسم “نداء” بصاحبته لوجدنا عالقة واضحة بينهما فبتأسيسها للجمعية النسائية كانت تلبي نداء منبعثا‬
‫ويتجرعن مر الخيانة‪ ،‬ومعنى ذلك أن الذاكرة تلعب دورا أساسيا في اإلبداع‪ .‬والخيال يعيد إنتاجها ويضيف اليها أو‬
‫من داخلها‪ ،‬نداء اسم يحمل معنى التحدي والصمود ويصور االنين المنبعث من صدور النساء اللواتي تجرعن مرارة‬ ‫يحذف منها‪ .‬وهذا ما عبر عنه الكاتب النمساوي “ارنست فيشر‪“ ERNST FISHER‬بقوله «أن الخيال في النهاية واقع‬
‫الخيانة وصوت الشعلة المتقدة في حنايا قلوبهن‪.‬‬ ‫مركز»‪.‬‬
‫و نحن اذ نشير إلى هذا التوافق والتناسق بين الشخصيات واسمائها ال ندري حقيقة اختيار الكاتبة أسماء بطالت‬
‫فمن مأساة المرأة المغربية كانت االحداث‪ ،‬فصورت لنا الكاتبة معاناتها وهي تتلوى في أحضان الخيانة التي‬
‫روايتها‪ .‬هل لجات إلى ذاكرتها في اختيارها؟ أم استعانت بأسماء عرفتها من قبل في حياتها؟ أم التقطت األسماء كما‬ ‫تعددت أسبابها وتوحد مر طعمها‪ .‬وهذه بعض من تأوهاتها وجراحاتها التي ال تندمل‪:‬‬
‫تلتقط عدسة المبدع جمال األشياء؟ ‪.‬‬
‫• أريام ‪ :‬تمنيت لو رحلت عن هذا العالم ومعي أحلى الذكريات كنت مخدوعة برجل يذيبني بكلمات الحب‬
‫إن عالقة الكاتبة بالواقع من أهم األدوار التي يمكن أن تناط بها‪ .‬فقد استمدت منه لوحات تفضح العالقات‬
‫ليطمئنني فال أزعجه ويخلو له الجو لمعاشرة امرأة غيري‪ .‬ص‪16‬‬
‫الزوجية التي تتمرغ فيها بعض االسر المغربية وحاالت الخيانة الزوجية التي تشكو منها المرأة‪ .‬و إن مجتمعاتنا العربية‬
‫أضحت في حاجة إلى استقامة العالقة بين المرأة والرجل وبناء سيكولوجية متوازنة بينهما ألجل حياة مشتركة ينمحي‬ ‫• شفيقة ‪ :‬صرت أسال نفسي‪ ،‬هل كان لي زوج ؟ أم كنت أعيش في وهم‪ .‬ص ‪. 90‬‬
‫فيها نزوع الفرد إلى التسلط‪.‬‬ ‫• رحمة‪ :‬بعد خمس سنوات من االنتظار خرج من السجن وارتبط باخت صديقه السجين‪ .‬ص‪. 64‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫حلقات للتعريف بالهايكو كأقصر قصيدة في العالم بلغة خاصة وجماليات كونية‬
‫وشعرية جديدة‪.‬‬ ‫م�سـارات‬
‫الهايكـو‬
‫ومن شأن هذ النوع من الشعر العريق الوافد من اليابان أن يحدث ثورة في الذائقة‬
‫الشعرية العربية على مستوى العالم العربي‪ .‬وقــد بات لـه هايجن كثر(شاعر الهايكو)‬
‫وقراء ومتذوقون ودارسون ونقاد ومترجمون ليس فقط في البالد التي ال تغرب عنها‬
‫الشمس(اليابان)‪ ،‬بل عبر العالم وربوع المنطقة العربية‪.‬‬
‫محمد بنفارس‬

‫إن عالقة الهايجن بالطبيعة عالقة تتسم بالقرب‪ ،‬وهي عالقة‬


‫عوالم هدى بنادي‬
‫هايكو العامل‬ ‫من الحميمية لدرجة نلمس تماهيا يعكس وجدان الهايجن حسب‬
‫الحالة أو الموقف أو المشهد الذي توجد عليه الطبيعة‪.‬‬ ‫في‬
‫وبشكل عام‪ ،‬يمكن القول بأن نصوص الديوان جاءت لتعكس‬ ‫على حبل باتجاه السماء‬
‫هايجن قرأت لهم‬ ‫روحا صامتة ومتأملة‪ ،‬تعيش الوحدة والفراغ والحزن‪ ،‬يعزز هذا‬
‫نسجل وقفة الستكشاف عوالم شاعرة تركن إلى الصمت‬
‫اإلحساس العناصر واألل��وان المتكررة (‪ )redondance‬في‬
‫الهايجن‬ ‫منعرجات الديوان‪ ،‬وهي ألوان تشي بالسوداوية والكآبة وانقباض‬
‫المتأمل بأحاسيس متقدة وعين القطة‪ .‬إنها هدى بنادي‪ .‬هايجن‬
‫(شاعر‪/‬ة هايكو) في بحث دائم عن التوازن الداخلي في عالقتها‬
‫هدى بنادي‬ ‫النفس إلى درجة اليأس حين تكتب‪:‬‬
‫حتى أنت‬
‫بالعالم الخارجي‪ .‬هدى بنادي تهفو إلى الضوء ولكنها ال تركض‬
‫وراء األضواء‪.‬‬
‫محمد بنفارس‪،‬‬ ‫أيتها السماء‬ ‫«على حبل باتجاه السماء» ديوان هايكو من تأليف هدى‬
‫جفت دمعتك‬ ‫بنادي(‪ ،)2016‬وهو صفحة دالة من السيرة الذاتية للشاعرة‪.‬‬
‫هايجن ومترجم وباحث في الهايكو‪ -‬المغرب‬
‫ومن األلوان الداكنة والعناصر الكثيرة األخرى التي تؤثث‬ ‫ومن عنوانه الذي يطمح لتحسس طريق طويل وغامض إلى‬
‫الديوان بمسحة من الشجن والعزلة الوجودية‪ ،‬نذكر‪:‬‬ ‫عالم مختلف عما يكتنف األرض من صراع وعزلة وعتمة‪ ،‬نستشف‬
‫(ضباب‪ ،‬عارية‪ ،‬شتاء طويل‪ ،‬مهاجرة‪ ،‬أغار من لقائهما‪ ،‬جفت‬ ‫عالم الهايجن المسكون بالسؤال والحيرة والتوق إلى فضاء مغاير‬
‫دمعتك‪ ،‬تحجبه‪ ،‬غمامات‪ ،‬خريف‪ ،‬غروب‪ ،‬يخفيها‪ ،‬ليل الكاهن‪ ،‬حبل‬ ‫تريده شاسعا ومسالما وخاليا من الكرب والضيق‪ ،‬حاضنا لكل‬
‫دخان‪ ،‬تعبي‪ ،‬مترنحة‪ ،‬سرير فارغ‪ ،‬أودع أسرابا)‪..‬‬ ‫نفس معذبة تتوق لنور الخالص‪.‬‬
‫ولذلك نجد ضوء الشمس‪ ،‬عند هدى بنادي‪ ،‬هو ذلك الحبل‬
‫بالمقابل‪ ،‬ال يخلو الديوان من مؤشرات الفرح وأثر إيجابي‬
‫السحري المفضي إلى السماء‪ ،‬ضوء يخلص من حلكة األيام‬
‫يحتفي‪:‬‬
‫الطويلة والقاتمة‪ ،‬ضوء هو منبع للحياة واألفاق المحملة بالدفء‬
‫ــ ببصيص من األمل (ص ‪: )47‬‬ ‫واألمل ليس فقط لإلنسان‪ ،‬بل للحيوان أيضا‪:‬‬
‫يتسلل إلى غرفتي‬
‫ضباب الغابة‪،‬‬
‫حبل من الضوء‬ ‫إلى الشروق ينظر‬
‫صباحي الباكر‬ ‫حصاني التائه‬
‫ــ وفرح صغير وأمل آخر (ص ‪: )39‬‬ ‫وتقول أيضا‪ ،‬وهي تتأمل النور المشع من الطبيعة والذي ينبئ‬
‫قمر حزين‬ ‫بنهاية حقبة عصيبة وممتدة من الحلكة واالنقباض‪ ،‬وبزوغ فجر‬
‫يضيء غرفتي‬ ‫جديد يبشر بالجمال واالنشراح‪:‬‬
‫أيضا ياسمينة الدار‬ ‫من شجرة كمثرى‬
‫ــ ويطرب للحياة الجميلة (ص ‪: )36‬‬ ‫يشع الضوء‬
‫في الحقل‬ ‫بعد شتاء طويل‬
‫• من هي هدى بنادي؟‬ ‫كما أن لضوء القمر أيضا‪ ،‬عند هدى‪ ،‬مكانة خاصة وحبل واصل‬
‫هدى بنادي‪ ،‬هايجن مغربية من مواليد ‪ 1982‬بالقصر‬ ‫كالكما يفوح عطرا‬
‫أنت والخزامى‬ ‫يؤشر على األمل في مناخ من الصمت العاشق والعشق الصامت‪:‬‬
‫الكبير‪ .‬تابعت تكوينها الجامعي في اللغة اإلنجليزية وآدابها‪.‬‬ ‫غروب خريفي‬
‫ــ ويحتفي بعفوية الطفولة البريئة (ص ‪: )35‬‬
‫دوريان على غصن‬
‫• على حبل باتجاه السماء‬ ‫بنفس اإليقاع‬
‫ينتظران القمر‬
‫مع شريط البط‬ ‫وإذا علمنا أن هدى تقارب الهايكو بالسماء وبالنجوم‪ ،‬نستطيع‬
‫«على حبل باتجاه السماء» عنوان ديوان هايكو من تأليف‬ ‫طفلة تتابع المسير‬ ‫القول باطمئنان أن الهايجن لم تكتشف الهايكو في شوارع المدن‬
‫هدى بنادي‪ ،‬صدر عن منشورات الموكب األدبي‪ ،‬وجدة ‪.2016‬‬ ‫وصخبها‪ ،‬بل في أحضان الطبيعة الالمتناهية وما يعتمل فيها من‬
‫ــ والذكريات العابقة بالفرح والمشاعر الجياشة (ص‪: )44 .‬‬
‫يقع «على حبل باتجاه السماء» في ‪ 60‬صفحة من النوع‬ ‫حركة وحياة وصفاء وجمال‪:‬‬
‫المتوسط بمجموع ‪ 92‬قصيدة‪ .‬من نوع الهايكو‪.‬‬ ‫بقفطان أبيض‬
‫يرفعها أربعة‬ ‫تقول‪« :‬الهايكو سماء تتجاوز المدى‪ ،‬مرصعة بنجوم عابرة‬
‫من عنوانه المجازي المعلق في الهواء نستشف المنحى الذي‬
‫للقارات»‪.‬‬
‫سيكون عليه المضمون العام للنصوص‪ .‬إن الرحلة نحو السماء‪،‬‬ ‫ليلة العمر‬
‫أي نحو طريق الخالص والسعادة ليست بتلك البساطة‪ ،‬بل هي‬ ‫كلمة أخيرة‪:‬‬ ‫بل يمكن القول‪ ،‬أن هدى‪ ،‬حتى وهي تجول في أزقة الحي‪،‬‬
‫رحلة محفوفة بالمكابدة وقدر من عناصر المستحيل والممكن‬ ‫ديوان هدى بنادي تجربة مركبة من القلق والسؤال والفرح‬ ‫وبين الدور المتهالكة‪ ،‬فإن ما يجلب اهتمامها كمادة شعرية ال‬
‫في آن واحد‪ .‬رحلة يغديها الصمت وعمق التأمل والتجربة‬ ‫غنى عنها‪ ،‬هو العنصر الطبيعي‪:‬‬
‫البسيط والجمال واألمل الذي تمثله السماء من اتساع وصمت‬
‫الفردية‪ .‬غير أن ذلك ال يمنع من الحلم والسعي السلمي نحو‬ ‫بين كوخ وآخر‬
‫وجذب إلى ضوء الشمس والقمر والنجوم‪.‬‬
‫طريق الفرح والجمال واالتساع واالمتالء والتصالح مع الطبيعة‬ ‫تطل عارية‬
‫صدر « على حبل باتجاه السماء» عام ‪ .2016‬وهي فترة تعتبر‬ ‫أشجار على بركة‬
‫في عالقتها التفاعلية والتصالحية مع الذات‪.‬‬
‫متقدمة نسبيا في تاريخ الهايكو عربيا‪ .‬ومما ال شك فيه‪ ،‬فقد‬ ‫وأكاد أجزم‪ ،‬من خالل تصفحي‪ ،‬أن الديوان ال يخلو نص واحد‬
‫أليس هاهنا هو الهايكو الحق كمنهاج وروح تحتفي بالتجدد‬
‫والسلم واألمل والحياة؟‬ ‫جرت‪ ،‬منذ ذلك التاريخ‪ ،‬مياه كثيرة في دروب الهايكو «العربي»‬ ‫فيه دون حضور‪ ،‬على نحو أو آخر‪ ،‬لعنصر من عناصر الطبيعة‬
‫والعالمي‪ .‬وقد ترجع نصوص الديوان‪ ،‬أو على األقل بعضها‪ ،‬إلى‬ ‫المتنوعة‪:‬‬
‫• لقاء الهايجن بالهايكو‬ ‫فترة سابقة على تاريخ صدور الكتاب‪ .‬هي نصوص ألفت بروح من‬ ‫أقشعت السماء‬
‫الذائقة الشعرية التي تجد في الطبيعة مشتال للجمال وفي القلب‬ ‫يوم آخر‬
‫كتبت هدى بنادي تبوح بعالقتها بفن الهايكو وكيف صار‬ ‫نواة للتبلور قبل الوالدة نصا بسيطا يسري في األعماق كما يجري‬ ‫أرى طيورا مهاجرة‬
‫صديقا لها وصارت صديقة له ذات لقاء نسجته صدف جميلة‪:‬‬ ‫الجدول منسابا بين سيقان األعشاب العطشى‪.‬‬ ‫_‬
‫تقول هدى في « على حبل باتجاه السماء»‪ :‬التقطني‬ ‫سرب طائر‬
‫ولو قدر للهايجن هدى بنادي أن تكتب مجددا نصوص‬
‫الهايكو أو ربما التقطته مصادفة في بستان الشعر‪ ،‬وهكذا‬ ‫تحجبه عني‬
‫الديوان‪ ،‬كانت ستحتفظ بمجملها نظرا البتعادها عن التصنع‬
‫أصبحنا أصدقاء‪.‬‬ ‫غمامات متنقلة‬
‫اللغوي‪ ،‬واعتمادها المشهد المحسوس‪ ،‬ولروحها العميقة الضاربة‬ ‫_‬
‫وتضيف‪ ،‬في حالة من العطش وارتقاب هطول مطر الهايكو‪:‬‬
‫في الوجدان‪ .‬ربما فقط‪ ،‬كانت ستنظر في صياغة عبارة بعض‬ ‫البرتقال المتساقط‬
‫«وما زال السؤال يلح علي ‪ :‬كم هايكو يمكنني أن أكتشف؟»‬
‫النصوص‪ ،‬وهي على رؤوس األصابع‪ ،‬لخفض مجاز شكلي يمكن‬ ‫ال يعود يضيء‬
‫الهايكو‪ ،‬عند هدى بنادي‪ ،‬سؤال مستمر‪ ،‬وكشف متجدد‪،‬‬
‫وتجربة ال تتوقف‪.‬‬ ‫التخلي عنه دون تأثير يذكر على النص األصل‪.‬‬ ‫تلك الشجرة‬
‫‪19‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫املغرب ي�ستحوذ على اجلوائز و “�أو�سيمني” �أح�سن العب بالقارة ال�سمراء لعام ‪2023‬‬
‫استحوذت كرة القدم المغربية على جوائز الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم (كاف) ‪ ،2023‬وسجلت المستديرة‬
‫الوطنية حضورا الفتا وقويا خالل الحفل الذي أقيم مساء اإلثنين الماضي في مدينة مراكش في المغرب‪ ،‬بحضور باتريس‬
‫موتسيبي رئيس الكاف‪ ،‬وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعديد من الوجوه الرياضية اإلفريقية‬
‫‪ ،‬ونال المغرب خمس استحقاقات شملت منتخب األسود الذي توج بجائزة أفضل منتخب‪ ،‬ووليد الركراكي جائزة أفضل‬
‫مدرب‪ ،‬وياسين بونو جائزة أفضل حارس وفاطمة تاغناوت كأفضل العبة بالقارة السمراء ‪ ،‬ونسرين الشاد جائزة أفضل‬
‫العبة واعدة‪ ،‬فضال عن ذلك لم يتوقف حضور الالعبين المغاربة المتميزين عند األسماء التي سبق ذكرها ‪ ،‬وشمل أيضا‬
‫النجمين أشرف حكيمي وسفيان المرابط اللذين ضمتها التشكلية المثالية اإلفريقية للرجال لعام ‪. 2023‬‬
‫وحصد النيجيري فيكتور أوسيمين‪ ،‬مهاجم نابولي‪ ،‬جائزة أفضل العب في قارة أفريقيا عن عام ‪ ،2023‬متفو ًقا بذلك‬
‫على أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان والمصري محمد صالح نجم ليفربول‪ ،‬وفاز أوسيمين بالجائزة ألول مرة في‬
‫مسيرته بعدما نجح النجم النيجيري صاحب الـ ‪ 24‬عاماً في قيادة نابولي للتتويج بلقب الدوري اإليطالي ألول مرة منذ‬
‫عام ‪.1990‬‬
‫وسجلت التشكيلـة المثاليــة التي يطلق عليها بفريق األحالم ‪ ،‬غياب الدولي المغربي ياسين بونو حارس الهالل‬
‫السعودي‪ ،‬لكنه توج في حفل جوائز الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم «كاف»‪ ،‬بجائزة أفضل حارس للعام ‪ ،2023‬على‬
‫حساب الكاميروني أندريه أونانا حارس مانشستر يونايتد اإلنجليزي‪ ،‬وأحمد الشناوي حارس األهلي المصري‪.‬‬
‫هذا ومنح المنظمون جائزة التضامن لضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب مراكش ومنطقة الحوز‪ ،‬تسلمها من يد‬
‫رئيس الجامعة السيد محمد عقيل الذائع الصيت بمشاركته في حملة التضامن بصاحب الدراجة ‪.‬‬
‫وإلى جانب األسماء التي تم ذكرها ضمت قائمة الفائزين بالجوائز األسماء التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل ناد‪ :‬فريق األهلي المصري‪.‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل ناد نسوي‪ :‬فريق ماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي‪.‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل العب ممارس بفريق إفريقي‪ :‬الجنوب إفريقي بيرسي تاو العب األهلي المصري‪.‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل العب شاب‪ :‬السينغالي المين كامارا‪.‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل منتخب نسوي‪ :‬منتخب نيجيريا‬
‫‪ -‬جائزة أفضل هدف‪ :‬محمود كهربا العب األهلي المصري‪.‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل حارسة مرمى‪:‬النيجيرية شياماكا نادوزي‪.‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل مدرب للمنتخب النسوي‪ :‬الجنوب إفريقية ديزيري إليس‪.‬‬
‫‪ -‬جائزة أفضل العبة في إفريقيا‪ :‬النيجيرية أسيسات أوشواال ‪.‬‬

‫�سل�سلة �إ�ضرابات الالعبني والأزمة املالية ت�ضع �إدارة االحتاد بني خيارين‬ ‫طنجة على موعد يوم ‪ 21‬يناير‬
‫دليل على تفاقم األزمة ‪،‬وتأكيد‬ ‫يعيش نادي اتحاد طنجة‬
‫كرة القدم أزمة مالية خانقة‬
‫‪ 2024‬مع الن�سخة الثالثة لـ «�سباق‬
‫الغابة الدبلوما�سية ‪ 10‬كلم»‬
‫على النادي يعاني من أزمة مالية‬
‫وأزمة الثقة في إدارة النادي قد‬ ‫تسببت له في عدة مشاكل‪،‬‬
‫تنعكـس سلبيــا على معنويـــات‬ ‫نتيجة تأخره في أداء مستحقات‬
‫رفقـــاء الحـارس مربــاح غايـة‪،‬‬ ‫وحقوق العبيه ألكثر من ثالثة‬
‫وكـذلــك على سمعـــة النـادي‬ ‫‪ ،‬ورغ��م أن الالعبين قاطعوا‬
‫ومشواره في الموسم الرياضي‬ ‫التداريب إلى حين توصلهم‬
‫رغم توفره على تركيبـة بشرية‬ ‫بمستحقاتهم‪،‬إال أنهم خاضوا‬
‫قادرة على ضمان البقـــاء دون‬ ‫قبل مواجهتهم يومه السبت‬
‫برسم الجولــة ال‪ 12‬لفريـــق‬
‫صعوبات ‪ ،‬وذلك بســب ضعـــف‬
‫أولمبيك آسفي‪ ،‬ثالث مباريات‬
‫مستوى البطولة وتقارب مستوى‬ ‫على التوالي أمام حسنية أكاديرو المغرب التطواني والفتح الرباطي ‪ ،‬رغم‬
‫أنديتها بشكل كبير ‪.‬‬ ‫ذلك فإن األمورال تبعث على اإلرتياح في ظل األزمة المالية التي يعيشها‬
‫وبناء على هذه المعطيات فإن المكتب المسير الذي راهن سابقا على‬ ‫النادي‪،‬والتي ظهرت وطفت على السطح من خالل عدم قدرة المكتب المسير‬
‫الوالي السابق محمد مهدية وعلى مجلسي المدينة والجهة وعلى الغيورين‬ ‫على إيجاد حلول ولو جزئية لمشكل تسديد مستحقات الالعبين واألطر‬
‫لتسوية جزء من مستحقات الالعبين ‪ ،‬بات بين خيارين ‪ ،‬طرق كل األبواب‬ ‫والمستخدمين ‪ ،‬ما دفع الالعبون إلى الضغط على المكتب المسير والتعبير‬
‫الممكنة للمؤسسات االقتصادية الكبرى بالمنطقة ‪ ،‬وإقناعها بدعم الفريق‬ ‫عن تذمرهم عبر القيام بوقفة احتجاجية بمحطة القطار السريع بطنجة ‪ ،‬في‬
‫ماديا ما يسمح بتسوية مؤقتة للمشكل المالي العويص أو الدعوة إلى جمع‬ ‫مشهد غريب جسد تشويها لسمعة النادي والمدينة‪ ،‬ما أثار استياء وغضب‬ ‫بعد النجاح الكبير الذي عرفته النسخـــة األولى والنسخة الثانية‬
‫عام وتهييء الظروف امام مكتب جديد ‪ ،‬يدخلها معها فارس البوغاز مرحلة‬ ‫جمهور وساكنة المدينة على السواء ‪.‬‬ ‫من «سباق الغابة الدبلوماسية» الذي يحتضنه‪ ،‬كل سنة‪ ،‬منتزه «غابة‬
‫انتقالية جديدة‪.‬‬ ‫إن سلسلة اإلضرابات التي عاشها الفريق في األسابيع الثالث األخيرة‬ ‫الميريكان» بطنجة‪ ،‬والمنظم بدعم خاص من والية جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬
‫الحسيمة‪ ،‬في مطاف طبيعي رائع‪ ،‬وسط أجواء احتفالية بديعة بحضور‬
‫نهايتان مثريتان يف دوري الذكرى ال‪ 68‬لعيد اال�ستقالل‬ ‫جماهير غفيرة‪ ،‬وبمشاركة حوالي ثالثة آالف (‪ )3000‬متسابق في النسخة‬
‫األولى‪ ،‬وما يزيد عن ستة آلف (‪ )6000‬مشارك في النسخة الثانية‪ ،‬قررت‬
‫اللجنة المنظمة االستمرار في هذا المشوار وبالتالي اإلعالن عن تنظيم‬
‫ملقاطعة طنجة املدينة‬ ‫الدورة الثالثة لهذا الحدث الرياضي الذي يعتبر األول من نوعه في المنطقة‪،‬‬
‫وذلك بنفس المكان‪ ،‬يوم األحد ‪ 21‬يناير ‪ ،2024‬تحت شعار‪« :‬الرياضة‬
‫أق��ل من ‪ 13‬سنة م��ن اإلث��ارة‬ ‫أس��دل الستار يوم ‪ 9‬دجنبر‬ ‫رافعة للتنمية البشرية واالندماج االجتماعي»‪...‬‬
‫أي��ض��ا التشويق واس��ت��ع��راض‬ ‫الجاري عن فعــاليــات ال��دوري‬ ‫وفي هذا السياق عبّر مدير السباق ورئيس اللجنة المنظمة‪ ،‬اإلطار‬
‫الالعبين الصغار مهاراتهم في‬ ‫المنظم احتفـــاء بالذكـرى ال‪68‬‬ ‫المغربي السيد مصطفى بنسليمان‪ ،‬عن سعادته بالنجاح الذي حققته‬
‫كرة القدم ‪.‬‬ ‫لعيد االستقالل المجيــد‪ ،‬وذلك‬ ‫النسخة األخيرة من سباق الغابة الدبلوماسية بطنجة‪ ،‬حيث كانت النتائج‬
‫وفي الختــام هذه البطولة‬ ‫وسط حضور جمهور مميز أضفى‬ ‫الجيدة أكبر من المتوقع‪ ،‬مؤكداً أن نجاح التظاهرة يعد فخراً لجميع من‬
‫صورة رائعــة على ختــام فعاليات‬ ‫ساهموا وشاركوا في خروج الحدث بهذا الشكل الرائع واألهداف الرياضية‬
‫التـي أشرفــت على تنظيمهــا‬
‫ال���دوري ال��ذي نظمتـه مقاطعة‬ ‫والترفيهية النبيلة التي حققها‪ ،‬مثمناً الدعم الذي حظي به السباق من‬
‫عضوتيـــن بمقاطعـــة طنجـــة‬ ‫طنجة المدينــة بتنسيــق مـــع‬ ‫قبل السلطات الوالئية والمصالح الخارجية بالمدينة‪ ،‬وكذا المؤسسات‬
‫ورؤساء وأطرالجمعيات المشاركة‬ ‫فعاليات المجتمع المدنــي تزامنا‬ ‫االقتصادية والشركات المواطِنة ومختلف وسائل اإلع�لام والعدائين‬
‫جرى تتويج الفـــرق الفائـــزة‬ ‫مع الذكرتين الوطنيتين الغاليتين‬ ‫المشاركين واألندية والجمعيات‪ ،‬وخاصة جمعيات المجتمع المدني بتنسيق‬
‫بالكؤوس والكرات والميداليات‬ ‫ال ‪ 48‬للمسيرة الخضراء المظفرة‬ ‫ودعم من السادة‪ :‬باشا اجزناة‪ ،‬باشا بني مكادة الجيراري‪ ،‬باشا مغوغة‪،‬‬
‫والجوائز الفردية على المتالقين‬ ‫وال‪ 68‬لعيد اإلستقالل ‪.‬‬ ‫باشا بير شيفا مرس الخير‪ ،‬باشا المدينة وكذلك السادة القياد في مختلف‬
‫وفق الشكل التالي ‪:‬‬ ‫النسخة الثانية شارك فيها‬ ‫المقاطعات الحضرية‪ ،...‬وأنه لوال اهتمام وتوجيهات ودعم الجميع لما‬
‫بطل فئة أقل من ‪11‬سنة فتح درادب ‪ ،‬المركز الثاني جوهرة مسنانة ‪ ،‬بطل‬ ‫‪ 16‬فريقا وجمعية بواقع ‪ 8‬فرق فئة مواليد ‪ 2009-2010‬و‪ 8‬فرق فئة مواليد‬ ‫تحقق هذا النجاح الذي شهد به الجميع‪...‬‬
‫فئة أقل من ‪ 13‬سنة نجوم حي الجزائري‪ ،‬المركز الثاني شباب المدينة ‪ ،‬جائزة‬ ‫‪، 2013-2012-2011‬تنافسوا فيما بينهم بملعبي القرب رقم ‪ 1‬ورقم ‪ 2‬بطريقة‬
‫ومن أجل ترسيخ هذا التقليد الرياضي‪ ،‬وجعله مناسبة سنوية وعرساً‬
‫خروج المغلوب حول تأشيرة المرور إلى اللقاء النهائي للدوري ‪ ،‬حيث أسفرت‬
‫أحسن حارس في الفئة األولى مؤيد الرغيوي ‪،‬وفي الفئة الثانية عمران موعلي ‪،‬‬ ‫رياضياً مفتوحاً في وجه عموم الساكنة وكذا الرياضيين الممارسين‪ ،‬يناشد‬
‫حصيلة المباريات التي دارت في أجواء حماسية تأهل فتح درادب وجوهرة مسنانة‬
‫أما جائزة أحسن العب فيهما فعادت لسليمان المجدوبي في األولى ‪ ،‬وفي الثانية‬ ‫بالنسبة لموليد أقل من ‪ 11‬عاما ‪،‬بينما تأهل عن فئة أقل من ‪ 13‬عاما نجوم حي‬ ‫المدير التقني للسباق كافة الجهات واألطراف المتدخلة والمشاركة أن تلتف‬
‫ألنوار باسالم ‪.‬‬ ‫الجزائري وشباب المدينة ‪.‬‬ ‫من جديد حول هذا المولود الرياضي الذي يساهم‪ ،‬من جانب آخر‪ ،‬في مزيد‬
‫أما جائزة أحسن مؤطر فكانت من نصيب نجم الفوتسال السابق المدرب‬ ‫وشهدت مباراة نهاية فئة أقل من ‪ 11‬سنة بين فتح درادب وجوهرة مسنانة‬ ‫من التعريف بالمنتزه الرائع بالغابة الدبلوماسية وبتشجيع المواطنين على‬
‫هشام قيوري(كرابجة)والالعب السابق المدرب محمد بن عياد (الفالفل)‪،‬في حين‬ ‫إثارة وتفاعال من قبل الجمهور ومؤازرة المواهب الصغيرة ‪ ،‬وال سيما من طرف‬ ‫ممارسة الرياضة في الطبيعة كذلك تحسيسهم بأهمية المحافظة على‬
‫عادت جائزة الفريق النموذجي إلى جمعية مالطا للرياضية والتنمية االجتماعية ‪.‬‬ ‫األمهات اللواتي حضرن خصيصا لتشجيع أبنائهن ‪،‬بالمقابل لم تخلو نهاية فئة‬ ‫مرافق المنتزه وعلى الوسط البيئي عموماً‪...‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬ ‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫العـدد‪ /1233 :‬ال�سبت ‪ 16‬دجنرب ‪2023‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬
‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬
‫�أ�سامـة الزكـاري‬ ‫(‪)1125‬‬
‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫«املدر�سة الأملانية بطنجة ‪»1914-1909‬‬


‫اإلحصاء أسفر عن ‪ 17‬فردا‪ .‬ولكن مع نشوب الحرب العالمية األولى سنة ‪1914‬م‪،‬‬ ‫شكل الحضور األلماني داخل الفضاء المغربي قبيل فرض نظام الحماية‬
‫تقلص عدد أفراد الجالية األلمانية بالمغرب‪ ،‬فقد كان يعيش في قسم المغرب الذي‬ ‫االستعماري سنة ‪ ،1912‬مثار اهتمام مؤرخي تاريخ المغرب المعاصر والراهن‪.‬‬
‫تحتله فرنسا حوالي ‪ 430‬ألمانيا‪ ،‬يُضاف إليهم ‪ 70‬إلى ‪ 100‬ألماني بطنجة‪ ،‬و‪50‬‬ ‫ويعود ذلك إلى اعتبارات متداخلة ساهمت في توجيه المسار العام لتداعيات‬
‫إلى ‪ 60‬ألماني في المغرب المحتل من قبل إسبانيا‪ .‬وقد صار لبعض األلمان جذور‬ ‫الضغط اإلمبريالي الذي تعرضت له بالدنا خالل القرن ‪ 19‬ومطلع القرن ‪ .20‬كانت‬
‫في طنجة‪ ،‬وأعني أوالئك الذين يُعرفون أنفسهم باسم «الطنجاويون األلمان»‬ ‫ألمانيا شديدة االهتمام ب»القضية المغربية»‪ ،‬ونزلت بقوة إلى ساحة التنافس في‬
‫أو «ألمان طنجة»‪ .‬لقد وُلدت على أرض طنجة أجيال من األلمان‪ ،‬كان آباؤهم قد‬ ‫سعيها إلى عرقلة الوجود الفرنسي فوق أرض المغرب‪ ،‬وإلى االنفراد بنصيب األسد‬
‫استقروا بطنجة واتخذوها دار إقامة عقودا من السنين‪ ،‬استوطنوها بحكم عملهم‬ ‫من «الغنيمة المغربية»‪ .‬لذلك‪ ،‬تراوحت مستويات التنافس األلماني الفرنسي‬
‫كموظفين في المفوضية األلمانية أو تجار أصحاب مقاوالت أو مدرسين أو صناعيين‪،‬‬ ‫حول هذه «الغنيمة»‪ ،‬األمر الذي أفرز تداعيات ديبلوماسية وعسكرية خطيرة كثيرا‬
‫إلى أن صاروا معدودين من أبناء طنجة‪( »...‬ص‪.)39.‬‬ ‫ما هددت باندالع حرب‪ ،‬أو حروب‪ ،‬بين فرنسا وألمانيا بسبب رغبة كل طرف في‬
‫ونظرا لتزايد مظاهر الحضور األلماني‬ ‫االنفراد بالنفوذ في المغرب‪ ،‬مثلما وقع مع «أزمة طنجة» المرتبطة بزيارة اإلمبراطور‬
‫فوق التراب المغربي‪ ،‬ب��ادر األلمان سنة‬ ‫األلماني كيوم الثاني لطنجة سنة ‪1905‬‬
‫‪ 1909‬بإنشاء «المدرسة األلمانية بطنجة»‪،‬‬ ‫وتأكيده على دعم سيادة السلطان‪ ،‬كموقف‬
‫إلى جانب مكتبتها الشهيرة‪ ،‬ثم مجموعة‬ ‫كان هدفه الحقيقي عرقلة تطبيق االتفاق‬
‫من المقاوالت المالية واالقتصادية مثل‬ ‫ال��ودي الفرنسي اإلنجليزي لسنة ‪،1904‬‬
‫«البنك األلماني» ثم «المفوضية األلمانية»‪.‬‬ ‫والذي استهدف تبادل المصالح االستعمارية‬
‫ويبدو أن األلمان استوعبوا درس مؤتمر‬ ‫بين فرنسا وإنجلترا بكل من المغرب ومصر‪.‬‬
‫الجزيرة الخضراء ال��ذي زك��ى الوجودين‬ ‫وهناك كذلك‪« ،‬أزمة أكادير» التي اندلعت‬
‫الفرنسي واإلسباني من خالل المؤسسات‬ ‫سنة ‪ 1911‬بعد توجه بارجة حربية ألمانية‬
‫المدنية‪ ،‬فأصبح الرهان قويا على هذه‬ ‫نحو أكادير والتهديد باحتالل المدينة عقب‬
‫المؤسسات لتكثيف حضور اللغة األلمانية‬ ‫تحرك القوات العسكرية الفرنسية الحتالل‬
‫والثقافة األلمانية داخل الوسط المغربي‪،‬‬ ‫مدينة ف��اس‪ .‬وإل��ى جانب ه��ذا التدافع‬
‫في أفق استقطاب هذا الوسط نحو «المدنية‬ ‫العسكري‪ ،‬عرف مجال الصراع بين الدولتين‬
‫األلمانية»‪ ،‬في محاكاة لتجارب «األن��وار»‬ ‫استعارا شديدا‪ ،‬من أبرز مظاهره‪ ،‬انعقاد‬
‫الفرنسية التي كانت سباقة إلى الترسخ‬ ‫مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة ‪ 1906‬لحل‬
‫داخل فضاء مدينة طنجة‪.‬‬ ‫«أزمة طنجة»‪ ،‬ثم انعقاد مؤتمر برلين سنة‬
‫يُقدم الكتاب موادا متكاملة في رؤاها‪،‬‬ ‫‪ 1911‬لحل «أزمة أكادير»‪ .‬ولم تتراجع حدة‬
‫جمعت بين البحـــث في تاريخ الحضور‬ ‫هذا التنافس إال بعد التوقيع على معاهدة‬
‫األلماني بطنجة‪ ،‬ثــم تعريفا بالمدرســة‬ ‫برلين سنة ‪ 1911‬التي نالت بموجبها‬
‫األلمانية بطنجة للمرحلة الممتـــدة بين‬ ‫ألمانيا أج��زا ًء واسعة من الكونغو‪ ،‬مقابل‬
‫سنتي ‪ 1909‬و‪ ،1914‬إل��ى جانب ملحق‬ ‫اعترافها بالنفوذ الفرنسي بالمغرب‪.‬‬
‫خاص بالصور الفوتوغرافية وببعض المواد‬ ‫ون��ظ��را لشدة حضور المغرب داخ��ل‬
‫اإلعالمية والتواصلية الخاصة بالموضوع‪.‬‬ ‫أجندات القوى اإلمبريالية‪ ،‬وتحديدا داخل‬
‫والكتاب ‪ -‬في األصل ‪ -‬ترجمة لكتاب ألماني‬ ‫دوائ��ر صنع القرار بألمانيا خ�لال مرحلة‬
‫غير متداول يؤرخ للمدرسة األلمانية بطنجة‬ ‫مطلع ال��ق��رن ال��ح��ال��ي‪ ،‬حظي الموضوع‬
‫لمؤلفه أوطو لوطهامر‪ ،‬منذ ميالدها سنة‬ ‫بأهمية متزايدة لدى المؤرخين المغاربة‬
‫‪ 1909‬وإلى تاريخ توقفها عن العمل سنة‬ ‫المعاصرين‪ ،‬فانفتحوا على الكثير من‬
‫‪ .1914‬وبموازاة مع الحديث عن المدرسة‬ ‫جوانبه ومن قضاياه المتداخلة‪ .‬في هذا‬
‫المذكورة‪ ،‬اهتم الكتاب كثيرا بالتعريف‬ ‫اإلط���ار‪ ،‬ي��ن��درج ص��دور كتاب «المدرسة‬
‫بمعالم «طنجة األلمانية» مثل المفوضية‪،‬‬ ‫األلمانية بطنجة (‪ ،»)1914-1909‬لكل من‬
‫والبريد‪ ،‬والبنك‪ ،‬والعمارات التي تُسمى‬ ‫رشيد العفاقي ومحمد صالح الدين بنداكو‬
‫«رنشهاوزن» نسبة إلى اسم التاجر األلماني‬ ‫الورياغلي‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬في ما مجموعه‬
‫ال��ذي يعود له فضل بنائها‪ .‬وإل��ى جانب‬ ‫‪ 123‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬يهتم الكتاب برسم المعالم المميزة‬ ‫وتعود أهمية هذا اإلصدار‪ ،‬إلى تركيزه على‬
‫للمشروع التربوي األلماني الذي كان يحمل نزعة تحديثية عميقة برزت بشكل‬ ‫جوانب ظلت في ظل العمل الديبلوماسي األلماني المباشر‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫متنافر مع السياق المغربي التعليمي للمرحلة‪ ،‬سواء على مستوى مناهج التلقين‪،‬‬ ‫هذا العمل كان يشكل إحدى أهم أساليب التغلغل األلماني وترسيخ النفوذ فوق‬
‫أم على مستوى المضامين‪ ،‬أم على مستوى الغايات الكبرى من وراء التركيز على‬ ‫التراب المغربي‪ ،‬وخاصة بمدينة طنجة‪ .‬لقد انتبه الكتاب إلى قوة الحضور األلماني‬
‫توسيع إشعاع النموذج التعليمي األلماني بالمغرب‪.‬‬ ‫داخل دهاليز «القضية المغربية»‪ ،‬وإلى عمق تأثيره داخل خبايا مدينة طنجة من‬
‫يفتح الكتاب المجال واسعا أمام إمكانيات هائلة لمقاربة أسئلة المشروع‬ ‫موقعها كعاصمة للديبلوماسية المغربية قبل االستعمار‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬اختزل‬
‫الكولونيالي األلماني بالمغرب‪ ،‬خاصة مع نزوعات استثمار أجواء مؤتمر برلين‬ ‫الكتاب معالم هذا الحضور بشكل تركيبي عندما قال‪« :‬في عام ‪1873‬م دُشنت‬
‫لسنة ‪ 1884/1885‬الذي استهدف تقاسم النفوذ االستعماري بين الدول األوربية‬ ‫العالقات الرسمية بين اإلمبراطورية األلمانية وبين المملكة المغربية‪ ،‬وقد بدأت‬
‫بالقارة اإلفريقية‪ .‬وال شك أن توسيع دوائر البحث في هذا المستوى‪ ،‬سيتيح فرص‬ ‫مع فريدريك كوليخ‪ ،‬الوزير المقيم األول‪ ،‬الذي شرع في عمله بطنجة‪ ،‬وجهد في‬
‫استنطاق «وثائق الظل» التي توارت عقب خروج ألمانيا النهائي من حلبة السباق‬ ‫تنمية شبكة من نواب القناصل بعدة مدن مغربية‪ .‬وفي عام ‪1898‬م‪ ،‬كان عدد‬
‫حول المغرب منذ سنة ‪ ،1911‬على الرغم من أن حضورها ظل يحافظ على توهجه‬ ‫أفراد الجالية األلمانية بطنجة ‪ 171‬فردا‪ ،‬من بينهم ‪ 24‬كانوا من الموظفين‪ ...‬أما‬
‫بأشكال متعددة وبآثار عميقة وبارتدادات متباينة‪.‬‬ ‫عدد التجار األلمان مع الطاقم الذي كان يشتغل معهم من المعاونين والعمال‪ ،‬فإن‬

You might also like