You are on page 1of 3

‫المجلس الوطني‬

‫‪ 21‬يناير ‪2023‬‬

‫البيان الختامي ألشغال المجلس الوطني‬


‫يعتبر قطاع التعليم في الدول التي تحترم شعوبها عامال أساسيا في تقدمها‪ ،‬ومحددا رئيسيا لبناء مجتمع‬
‫تسود فيه الحرية والكرامة والعدالة االجتماعية؛ بينما في الدول المستبدة والمضطهدة لشعوبها‪ ،‬يعتبر فيها‬
‫القطاع من القطاعات المنبوذة والمهمشة‪ ،‬كما هو الحال في المغرب‪ ،‬إذ صار التعليم في هذا الوطن الجريح‬
‫منذ عقود مختبرا لمختلف التجارب الدولية‪ ،‬وأصبحت المؤسسات المالية العالمية هي المتحكمة في قطاع‬
‫التعليم أساسا قصد التقليص من ميزانيته‪ ،‬سواء ميزانية الموارد البشرية أو البنية التحتية والمعدات‪ ،‬في‬
‫أفق القضاء على عموميته ومجانيته‪ ،‬وفي السنوات األخيرة زادت اإلمالءات الخارجية بشكل كبير‪ ،‬نتيجة‬
‫االستسالم التام للساهرين على القطاع في البالد‪ ،‬وبمباركة من البيروقراطيات النقابية التي بدل أن تناضل‬
‫ضد كل المخططات التخريبية‪ ،‬وضعت يدها في يد وزارة التربية الوطنية‪ ،‬ضدا في الشغيلة التعليمية التي‬
‫تواجه وتجابه هذه المخططات ميدانيا‪.‬‬
‫في ظل هذا الواقع المتسم بالهجوم على حقوق ومكتسبات أبناء شعبنا في المغرب عموما والشغيلة التعليمية‬
‫خصوصا‪ ،‬كان لزاما على أحرار وحرائر الشغيلة التعليمية مجابهة كل هذه المخططات التخريبية‪ ،‬إيمانا منها‬
‫بالتضحية ونكران الذات في سبيل الدفاع عن الحقوق والمكتسبات التاريخية‪ .‬وعليه‪ ،‬اتخذت التنسيقية‬
‫الوطنية لألساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد منذ تأسيسها خيار المقاومة والنضال الميداني‬
‫لتحصين المدرسة والوظيفة العموميتين‪ ،‬والمطالبة بحقوق عادلة ومشروعة‪ ،‬والمتمثلة أساسا في إدماج‬
‫األساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد في الوظيفة العمومية وإسقاط مخطط التعاقد‪ ،‬مقدمة على‬
‫إثر ذلك تضحيات جسام بداية بروح الشهيد عبد هللا حجيلي‪ ،‬دماء عشرات المصابين والمعطوبين‪ ،‬حرية‬
‫المتابعين‪ ،‬ماليين الدراهم المسروقة من جيوب المفروض عليهم التعاقد‪ ،‬عالوة على األشكال النضالية‬
‫القوية التي خاضتها(اعتصامات‪ ،‬مبيتات‪ ،‬مسيرات‪ ،‬وقفات‪ ،‬إضرابات‪ ،).... ،‬وأخيرا " الدخول في خطوة‬
‫تصعيدية بعدم تسليم نقط الفروض لإلدارة وعدم مسك النقط في منظومة مسار"‪.‬‬
‫إن التنسيقية الوطنية سبق لها أن نبهت بمخاطر تنفيذ توصيات المؤسسات المالية المانحة‪ ،‬والتي تهدد‬
‫مستقبل بنات وأبناء الشعب المغربي‪ ،‬باعتبارها توصيات قائمة في مجملها على تكريس الهشاشة‬
‫واالستغالل والمزيد من التراجعات‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬وبعد نجاح خطوة مقاطعة تسليم النقط لإلدارة ومسكها‬
‫في منظومة مسار التي دعت إليها خمس تنسيقيات‪ ،‬أصرت وزارة التربية الوطنية بتعاون مع البيروقراطية‬
‫النقابية على تحوير البوصلة‪ ،‬ومحاولتها فرض واقع جديد أكثر ترديا‪ ،‬وذلك بهدم النظام األساسي لسنة‬
‫‪ 2003‬بغية تعويضه بنظام جديد تراجعي خارج الوظيفة العمومية‪ ،‬فبعد مسلسل من الجلسات بدأت باتفاق‬
‫‪ 18‬يناير ‪ 2022‬تالها بعد سنة اتفاق صوري يوم ‪ 14‬يناير ‪ ،2023‬أهم ما جاء فيه هو اإلعداد لنظام‬
‫أساسي جديد‪ ،‬وعليه نؤكد بأن هذا النظام مجرد تحايل على الشغيلة التعليمية باعتباره نظاما قائما على‪:‬‬
‫الجمع بين فئات من الشغيلة التعليمية المختلفة في أوضاعها اإلدارية‪ ،‬والجهات المشغلة في مرسوم‬ ‫•‬
‫واحد‪ ،‬وبالتالي ليس نظاما توحيديا كما يتم الترويج له‪ ،‬وإنما نظاما تجميعيا‪ ،‬يحمل في طياته زحفا‬
‫على مكتسبات الشغيلة التعليمية من بداية المسار المهني إلى نهايته؛‬
‫نظام يكرس التعاقد مع األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬وإحالله محل الوظيفة العمومية مع‬ ‫•‬
‫وزارة التربية الوطنية‪ ،‬في أفق بيع المدرسة العمومية بشكل كامل؛‬
‫نظام تقييم وترقي مستمد من القطاع الخاص قائم على تكثيف االستغالل‪ ،‬والقضاء على أنواع الترقي‬ ‫•‬
‫‪-‬المعمول بها سابقا‪ -‬شيئا فشيئا في مراحل انتقالية؛‬
‫نظام تأديبي يقوض الضمانات التأديبية للموظفين‪ ،‬ويجعلهم تحت رحمة الرؤساء التسلسليين‪.‬‬ ‫•‬

‫‪1‬‬
‫في ظل هذا السياق المحتدم‪ ،‬عقدت التنسيقية الوطنية لألساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد عن‬
‫بعد مجلسها الوطني‪ ،‬وبعد نقاش مسؤول واستحضار خالصات الجموع اإلقليمية ونقاشات مناضلي‬
‫ومناضالت التنسيقية‪ ،‬أكد الجميع على الرفض الكلي التفاق ‪ 14‬يناير ولمعالم النظام األساسي الجديد‬
‫المستسقاة من الوثائق الرسمية للدولة المغربية‪ ،‬وكذا االستنكار لكل التضييقات التي يتعرض لها الملتزمين‬
‫بالخطوة النضالية الحالية‪ ،‬وعليه تم االتفاق على البرنامج النضالي التالي‪:‬‬

‫البرنامج النضالي‬

‫• البرنامج النضالي بالنسبة لألستاذات واألساتذة‪:‬‬


‫االستمرار في جميع الخطوات النضالية المعلن عنها في البيانات السابقة‪ ،‬بما في ذلك خطوة مقاطعة‬
‫تسليم نقط المراقبة المستمرة وأوراق الفروض لإلدارة وعدم مسكها في منظومة مسار‪.‬‬
‫جموع عامة إقليمية‪.‬‬
‫أشكال نضالية جهوية أو إقليمية يوم الثالثاء ‪ 24‬يناير مفتوحة على كل االحتماالت‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬سيعلن عن التفاصيل من قبل المكاتب الجهوية واإلقليمية‪.‬‬
‫خرجات إعالمية حول المعركة النضالية‪.‬‬
‫ندوة وطنية لمناقشة اتفاق ‪ 14‬يناير‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬سيعلن عن التفاصيل من قبل لجنة اإلعالم الوطنية‪.‬‬

‫• بالنسبة ألطر الدعم‪:‬‬


‫مقاطعة كل من المهام االدارية المضافة بالقرار الوزاري ‪ 064.22‬الخارجة عن اختصاص أطر الدعم‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫مقاطعة العمل ب ‪ 38‬ساعة‪.‬‬
‫مقاطعة جميع التكاليف الخارجة عن اختصاص أطر الدعم‪.‬‬
‫مقاطعة المداومة‪.‬‬
‫مقاطعة االشتغال بازدواجية التخصص والجمع بين مختبري الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة واألرض‪.‬‬
‫إعادة إدراج محضري المختبرات ضمن إطارهم السابق "تحضير المختبرات المدرسية والجامعية"‪.‬‬
‫إعادة فتح مسلك التفتيش الخاص بالمخابر (تخصص الفيزياء وعلوم الحياة واألرض)‪ ،‬وفتح مسارات‬
‫مهنية لمن يرغب في تغيير اإلطار‪.‬‬
‫التعويض عن المخاطر باعتبار المحضر يشتغل في مخبر يحتوي على مواد كيميائية خطير جدا وأجهزة‬
‫عالية التوتر مما يجعله عرضة لحوادث خطيرة‪.‬‬
‫وضع معايير دقيقة وواضحة للحركة الخاصة بالمحضرين والغاء شرط موافقة المدير‪.‬‬

‫➢ عقد المجلس الوطني ابتداء من يوم ‪ 25‬يناير بالرباط‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إن التنسيقية الوطنية وهي تتابع كل التطورات والمستجدات داخل المنظومة التربوية‪ ،‬تحمل المسؤولية‬
‫التامة لوزارة التربية الوطنية لما ستؤول إليه األوضاع‪ ،‬وتعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي‪:‬‬
‫تحميلها الدولة المغربية مسؤولية اغتيال شهيد المدرسة والوظيفة العموميتين عبد هللا حجيلي؛‬
‫تشبثها المبدئي بالنضال موقفا وممارسة حتى إسقاط مخطط التعاقد‪ ،‬واإلدماج في أسالك الوظيفة‬
‫العمومية بأثر رجعي إداري ومالي؛‬
‫تجديد رفضها للنظام األساسي لمهن التربية والتكوين‪ ،‬وتنديدها باتفاق الذل الذي وقعته البيروقراطيات‬
‫النقابية في تواطؤها ضد مكتسبات ونضاالت الشغيلة التعليمية؛‬
‫تنديدها بالمضايقات التي يتعرض لها أساتذة اللغة األمازيغية‪ ،‬ومحاولة بعض المديرين إقصاء مادة‬
‫اللغة األمازيغية من تطبيق مسار‪ ،‬مما يؤكد بالملموس أن تدريس اللغة األمازيغية شعار لتمويه الرأي‬
‫العام ودغدغة مشاعره؛‬
‫تأكيد دعوتها لعموم األستاذات واألساتذة المجسدين لخطوة مقاطعة تسليم نقط المراقبة المستمرة‬
‫وأوراق الفروض لإلدارة إلى االستمرار في المقاطعة والمزيد من الصمود في وجه كل المضايقات‪.‬‬
‫مطالبتها جميع األساتذة توثيق كل المضايقات وأساليب الترغيب والتخويف في حقهم؛‬
‫مطالبتها بتوقيف المتابعات في حق األساتذة واألستاذات وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد؛‬
‫مطالبتها بوقف السرقات واسترجاع المبالغ المسروقة؛‬
‫مطالبتها بإلغاء مذكرة فصل التكوين عن التوظيف؛‬
‫مطالبتها بتعيين األساتذة واألستاذات المرسبين إسوة بزمالئهم؛‬
‫تجديد مطالبتها بإطالق سراح معتقلي الرأي وكافة المعتقلين السياسيين في مقدمتهم األستاذ محمد‬
‫جلول؛‬
‫تثمينها للتنسيق بين مختلف التنسيقيات المناضلة داخل قطاع التعليم‪ ،‬وهي مناسبة لدعوة الشغيلة‬
‫ا لتعليمية عموما من أجل االنضمام إلى درب النضال‪ ،‬وبلورة عمل نضالي موحد قصد مجابهة كل‬
‫السياسات التخريبية للدولة داخل قطاع التعليم؛‬
‫دعوتها الشغيلة التعليمية إلى محاسبة كل المتواطئين مع الوزارة الوصية قصد تمرير مخططات ضد‬
‫مصالح الشغيلة؛‬
‫دعوتها جمعيات أمهات وآباء وأولياء التالميذ إلى تفهم الخطوات النضالية المعلن عنها من قبل‬
‫التنسيقية الوطنية‪.‬‬

‫عاشت التنسيقية الوطنية‬


‫لألساتذة وأطر الدعم‬
‫الذين فرض عليهم التعاقد‬
‫صامدة‪ ،‬مناضلة ومستقلة‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like