Professional Documents
Culture Documents
الدفاتر التعليمية
لـل ـمفتشية العامة للبيداغوجيا
بيداغوجيا الكفاءات
2014
2
فـــــهـرس
4 ........................................................................................ ........................................................................ مـــــــقدمة
بيداغوجيا اإليقاظ10.......................................................................................................
4
5
فق د أل ف م ا ك ان ينتهج ه من طريق ة ،و اعت اد على التلقين و اإلمالء ،فع وض أن
يسعى إلى التجديد ،فإنه يقاوم التغيير.
-9هن اك من يظن أن بي داغوجيا الت دريس باملقارب ة بالكف اءات ،تس تجيب إلى
إيديولوجي ة معينة تري د الهيمن ة على ك ل مكتس بات املجتم ع ،و تجع ل املدرس ة في
خدمة كبرى املؤسسات و الشركات ،لهذا ،فهو يرفضها و ُي ِص ُّر على عدم تطبيقها.
-10هناك من يتساءل عن مدى مالئمة هذه البيداغوجيا مع واقع املدرسة الجزائرية
و خصوصية مجتمعنا.
س نحاول اإلجاب ة عن ك ل ه ذه االنش غاالت ،و إيج اد الحل ول له ذه اإلش كاالت ،بع د أن
ُ ّ
ذكر ببعض املف اهيم املتعلق ة به ذه املقارب ة ،و نس تعرض الخط وات العملي ة من أج ل ن ِ
تجسيدها في امليدان ،و ذلك على النحو اآلتي:
-Iاإلط ــار الع ــام :نرك ز في ه على الج انب البي داغوجي حيث نتط رق في ه إلى بعض
املفاهيم العامة املتعلقة باملقاربة بالكفاءات دون الخوض و التفصيل فيها.
-IIاإلطار الخاصـ :نركز في هذا اإلطار على تعليمية كل مادة ،حيث نستعرض أمثلة
تطبيقية إلعداد دروس وفق هذه املقاربة.
6
اإلط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام
.1من البيداغوجيا الى التعليمية :
قب ل التط رق إلى عناص ر الإط ار الع ام ،يت وجب علين ا توض يح مفه ومي البي ـ ــداغوجيا
و التعليمية ألهميتهما في النشاط التعليمي/التعلمي.
البيداغوجيا لفظ عام ينطبق على كل ما له ارتباط بالعالقة القائمة بين فرد ُيعلم ُ(ي ربي)
و ف رد يتعلم (ي تربى) ،و تش مل ه ذه العالق ة جمل ة من الطرائ ق و املمارس ات و الص فات
املطلوبة لبلوغ أهداف التربية و التعليم (معارف ،تصورات ،سلوكات ،مواقف ،قدرات،
مهارات ،كفاءات).
أما التعليميــة (الديــداكتيك) فهي الدراسة العملية لتنظير وضعيات التعلم التي يعيشها
ّ
املتربي (املتعلم) لبل وغ هدف تربوي تعلمي ،أي دراسة الظروف املحيطة بمواقف التعلم
و مختلف الشروط التي توضع أمام املتعلم لتسهيل ظهور أهداف التربية و التعليم لديه.
هناك نوعان من التعليمية :
-التعليميــة العامة :تهتم بك ل م ا ه و مش ترك و ع ام في ت دريس جمي ع املواد بغض النظ ر
عن البرامج الدراسية املقررة.
-تعليميـ ـ ـ ـ ـ ــة امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة :تبحث في التفاع ل بين املعلم و املتعلم و املعرف ة في وض عية
تعليمية/تعلمية فهي تشترط على املدرس أن يتفكر في املادة التعليمية و في طبيعة املعارف
التي عليه أن يدرسها و أن يأخذ بعين االعتبار تصورات املتعلم فيما يتعلق بهذه املعارف؛
الشيء الذي يتطلب االستعانة بمصادر معرفية أخرى من بينها البيداغوجيا.
املالحظ أن التساؤل محور هام في البيداغوجيا و التعليمية فكلتاهما تحثان املدرس على
التأمل للوصول إلى أفضل الطرق العملية.
تتميز البيداغوجيا عن الديداكتيك بالدور املحوري للعالقة القائمة بين املعلم و املتعلم،
بينما تتميز الديداكتيك عن البيداغوجيا بالدور املحوري ملحتويات املادة و بعدها املعرفي.
7
.2مقارنة بين أهم النماذج البيداغوجية(: )1
جوانب املقارنة
محمد الطاهر وعلي ،الوضعية المشكلة التعلمية في المقاربة بالكفاءات ،الورسم للنشر و التوزيع ،الطبعة الثانية.2010، )1 (1
8
.3املقاربة بالكفاءات:
. 1.3مفهــوم الكفــاءة :هي جملة مدمجة من املعارف و املعارف السلوكية و املعارف
األدائي ة ،تس مح بالت أقلم م ع مختل ف الوض عيات بتجني د املوارد الالزم ة إليج اد حل ول
مالئمة للمشكالت املطروحة .فهي باختصار:
"معرفة التصرف من أجل حل مشكلة ".
و ملا ك ان األم ر ك ذلك ،ص ار من الض روري إيج اد بي داغوجيا ناجع ة ،تس مح للمتعلم
بمعرف ة رب ط معارف ه و توظيفه ا الص حيح و تجني د املوارد املالئم ة ،من أج ل ح ل
املش كالت املطروح ة علي ه في واقعه .فالب د أن يعت اد منهج ا بنائي ا للمع ارف في ك ل أط وار
ُّ
تعل ِمه ،حتى يتسنى له معرفة التصرف في شتى مجاالت حياته .إنه املسعى الذي جاءت به
املقاربة بالكفاءات.
. 2.3مفهــوم املقاربــة بالكفــاءات :هي منهجية تربوية تعلمية شاملة ،وهي نوع من
ُ ّ ّ
بغض النظر عن األط ر الرس مية املتاحة له ا ،إذ ينتهي التصور الوجودي لقضايا التربية
الص الح الذي ُيجيد بكل كفاءة برمجة وجوده
بها األمر إلى اإلصرار على تك وين املواطن ّ
االجتماعي والتفوق على أزماته بإيجاد حل ول وابتكار وضعيات جديدة بتجدد إشكاليات
الحي اة ،من خالل فكرة املب ادرة والحيوية الفردية في ظل وعي راسخ بالقيم اإلنسانية و
االجتماعية والوطنية وذلك بالتحكم في مختلف املهارات وممارستها فعليا.
وألج ل تحقي ق املمارس ة التربوي ة الناجعة ،تض منت املقارب ة التربوي ة الجدي دة نقط ة
أساس ية كث يرا م ا س قطت عن املمارس ة اليومية ،وهي "البي داغوجيا الفارقي ة" ال تي تع ني
تربوي ا تك ييف الوض عيات التربوي ة املختلف ة م ع اإلمكاني ات املتفاوت ة للتالمي ذ وأيض ا
ُ ّ
التصور العام للعملية التربوية والتي ت رتب حسب القدرات العقلية واملهارات مقتضيات
الفردي ة واملم يزات ،ب دءا من تنظيم القس م إلى كيفي ات الجل وس ال تي يُف ترض أن يتحكم
فيها املربي بن اء على الق درة على الس مع و البصر و االنتب اه ..إلى غ ير ذل ك ،و هن ا تب دأ
املقاربة بالكفاءات من الخصائص الفردية التي يحتاج األمر إلى رصدها لتمكين كل تلميذ
9
ً
على حدا من مزاولة كفاءاته وتطويرها ،بغض النظر عن املستوى العام مع باقي املواد .و
يجدر بنا في هذا املقام أن نذكر بأبرز الطرق البيداغوجية املتالئمة مع هذه املقاربة:
بيداغوجيا الخطأ:
أي التعلم من الخط أ ،حيث تعت بر ه ذه البي داغوجيا أن الخط أ ج زء ال يتج زأ من
العملي ة التعلمي ة ،و وس يلة لبن اء معرف ة ص حيحة من خالل تك ييف الوض عيات
املالئم ة له ا .ف إذا ك ان الخط أ إجاب ة أو س لوك متعلم ال يتواف ق م ع اإلجاب ة أو
السلوك املنتظر منه ،فإن بيداغوجيا الخطأ ال تنظر إليه على أنه مجرد إخفاق،
ألن ذل ك ق د ي دل على أن املعلم لم يس تعمل الطريق ة املالئم ة ،فهي تس عى إذن إلى
ُ ّ
مكن املتعلمتعديل الطرق البيداغوجية الكفيلة ببناء املعرفة السليمة ،و هذا ما ي ِ
من إدراك مدى أهمية التكوين إنطالقا من خطئه.
بيداغوجيا اإليقاظ:
تس مح ه ذه البي داغوجيا للمتعلم بإيق اظ حس ه و فض وله الستكش اف و فهم م ا
يحي ط ب ه انطالق ا من الوس ط ال ذي يعيش في ه ،فهي ت تيح ل ه املش اركة في بن اء
معارفه من خالل ربطها بواقعه.
بيداغوجيا التحكمـ و اإلتقان( :بلوم )1968
تعت بر ه ذه البي داغوجيا أن ه بإمك ان املتعلم التحكم الكام ل (أو على األق ل بنس بة
ت تراوح بين %85إلى )%90مم ا تعلم ه إذا أعطين ا ل ه ال وقت الك افي و اس تعملت
الوسائل املالئمة الكفيلة بذلك ،فدرجة التعلم تكون بداللة الزمن املخصص له،
فعوض تصنيف التالميذ في خانة النجباء أو الضعفاء ،ينبغي الحديث عن التركيز
على س رعة الفهم و االس تيعاب ،فالب د من إعط اء املتعلم ال وقت الك افي لفهم و
تصحيح أخطائه ،إذ أن مباشرة الفقرة املوالية للتعلم يجب أن يكون بعد التأكد
من التحكم في الفق رات الس ابقة ،ألن عكس ذل ك ي ؤدي إلى ت راكم األخط اء خالل
ف ترة التعلم .إن التحكم في املع ارف املدروس ة يقتض ي على املعلم رص د جمي ع
10
أخط اء املتعلمين أثن اء ك ل مرحل ة من مراح ل التعلم ،و مس اعدتهم على تص حيحها
باقتراح تصويبات مالئمة ألنماط تعلمهم و الصعوبات التي يجابهها كل واحد منهم.
بيداغوجيا الدعم:
تس مح ه ذه البي داغوجيا بتخص يص حص ص دعم للتالمي ذ ذوي الحاج ة إلى
املرافق ة البيداغوجي ة من أج ل تمكينهم من اس تيعاب م ا أش كل عليهم فهم ه أثن اء
الحصص العادية ،بتصحيح أخطائهم و تدارك نقائصهم ،فعلى املعلم وضع الطرق
املالئم ة و الناجع ة و الكفيل ة ببل وغ ه ذا اله دف ،و تكييفه ا حس ب درج ة النقص
لدى كل تلميذ.
مبــدأ البنــاء : أي بن اء املتعلم ملعارف ه بإنج از األنش طة البيداغوجي ة مس تعينا ب املوارد
املوفرة له .
مبــدأ التطــبيق : يعني ممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها ،حيث يكون املتعلم نشطا
في تعلمه.
مبــدأ التكــرار : أي تكليف املتعلم بنفس املهام اإلدماجية عدة مرات ،قصد الوصول
به إلى اإلكتساب املعمَّق للكفاءات واملحتويات.
ُ
مبـ ــدأ اإلدمـ ــاج : يس مح اإلدم اج بممارس ة الكف اءة عن دما تق رن ب أخرى ،كم ا ي تيح
كونات الكفاءة واملحتويات ،ليدرك الغرض من تعلمه.للمتعلم التمييز بين مُ ِّ
مب ــدأ الترابط : يس مح ه ذا املب دأ لك ل من املعلم واملتعلم بالرب ط بين أنش طة التعليم
و أنشطة التعلم وأنشطة التقويم التي ترمي كلّها إلى تنمية الكفاءة.
11
. 4.3ما استحدثتهـ املقاربة بالكفاءات :
بيداغوجيا الكفاءات النمط التقليدي
املعرفة:
تلقن من مصدر خارجي
املعرفة:
تبنى من طرف املتعلم
ُ ّ
علم
دور امل ِ
12
في املقاربة بالكفاءات: في النمط التقليدي:
ُ ّ
مسهل ـ موجه ـ محفز ـلقن
مـ ـ ـ ِ
مشجع ـ وسيط ـ منشط
-ينشئ وضعيات تعليمية معقدة ،مناسبة -يحدد أهداف التعلم.
للتالميذ ،ثرية ،واقعية ،تحث على التعلم، -يحضر املحتوى و يجزئه
ُمنبِّهة ،مالئمة مع الكفاءة املستهدفة. إلى وحدات صغيرة.
ُ -يوفر املوارد و يسهل للتالميذ امتالكها.ـ ّ ُ
ـلقـن املعلومات.
-ي ِ
ون أفواجا غير متجانسة من التالميذ
ُ -يَك ِّ قوم أعمال التالميذ لوحده.ُ -ي ّ
ِ
و يبرز تصوراتهم لألشياء.
ُ ّ
قوم إنجازات التالميذ.
-ي ِ
-يحث التلميذ على تقويم نفسه و زمالئه.
دور املتعلم
في املقاربة بالكفاءات: في النمط التقليدي:
ال ــتدريس
13
في املقاربة بالكفاءات: في النمط التقليدي:
البناء النقل
التكوين التلقين
ُ ّ
وسيط ـلق ــن
م ِ
متعلم تلميذ
منهاج مقرر ،برنامج
مفهوم فكرة
معرفة ذاكرة
كفاءة معلومات
تقويم مراقبة
دعم – تقوية – ترسيخ مراجعة
14
بناء معارفهم عندما يوضعون في مشكل تجبرهم على التفكير فيما سينجزونه من عمل كما
تجبرهم على التفكير وهم ينجزون العمل.
يتمثل دور املدرس في التفكير في الوضعيات وفي اختيار أنسبها للتعلم ،وذلك قبل اإلنجاز
الفعلي للنشاط في القسم ،كما يتمثل دوره في تقديم مساعدات منهجية للمتعلمين أثناء
عملهم ،و على الرغم من أن الحجم الزمني املخصص للتعلم أطول نسبيا ،إال أنه يضمن
نوعية راقية للمكتسبات.
-4.4التعلـم اإلستـراتيجي:
أهم ممارسة بيداغوجية انبثقت عن البحوث العلمية في إطار يمثل التعلم اإلستراتيجي ّ
علم النفس املع رفي .وفي ه ذا اإلط ار تتجلى عالق ة التعلم اإلس تراتيجي باملقارب ة
تعد من أبرز النظريات التي تؤسس للمقاربة بالكفاءات . بالكفاءات ،وذلك أن املعرفية ّ
ّ
يؤك د التعلم اإلس تراتيجي على التوظي ف الص ريح إلس تراتيجيات التعلم الذهني ة منه ا
و امليتا-ذهني ة .كم ا يؤك د التعلم اإلس تراتيجي ،على أهمي ة املع ارف الس ابقة للمتعلم ،
على كيفية توظيفها وعلى تنظيمها لبناء املعارف الجديدة .
ّ
املدرس وإستراتيجيات التعلم املوظفة ّيتم اختيار إستراتيجيات التعلم املوظفة من قبل
من قبل املتعلم باالعتماد أساسا على طابع املعرفة ( تصريحي ،إجرائي ،شرطي ) ،كما
يتم اختيار اإلستراتيجيات أيضا باالعتماد على طبيعة املهمة التعلمية من جهة أخرى .
يتمث ل دور املدرس في ه ذا الس ياق في الوس اطة املعرفي ة بين املتعلم واملعرف ة ،فه و
يتدخل ملساعدة املتعلمين على حسن توظيف إستراتيجياتهم.
يك ون التق ييم في إط ار التعلم اإلس تراتيجي تكويني ا في ج وهره ،ويه دف إلى التع رف إلى
مدى قدرة املتعلم على اختيار اإلستراتيجيات املناسبة لتعلماته.
16
يلعب املتعلم دورا هام ا وف اعال في تعلم ه ،ول ذلك يف ترض أن يك ون ك ل من املدرس
واملتعلم راغبين في النشاط ،و تحدد الرغبة في النشاط مدى انخراط املتعلم في النشاط.
.6التقويم:
يعتبر التقويم في املقاربة بالكفاءات و كذا في املقاربة باملشاريع جزء ال يتجزأ من العملية
التعلمي ة\التعليمية ،فال تنحص ر وظيفت ه في تحدي د مس تويات النج اح و اإلخف اق ،و إنم ا
ي دعم مس عى التك وين من خالل إص الح األخط اء و إدخ ال التع ديالت الالزمة؛ و يك ون
ّ
املحددة لها من خالل تسجيل املؤشرات الدالة عنها. تقييم الكفاءات وفق املعايير
ِ
معيار الكفاءة :هو الصفة النوعية التي يجب أن يحترمها العمل املنتج من طرف
املتعلم ،كالدقة و اإلنسجام و األصالة...إلخ.
مؤشر الكفاءة :هو السلوك الظاهري القابل للمالحظة والقياس الذي يبرز من
خالل نشاط التعلم ويعبِّ ر عن حدوث فعل التعلم أو التحكم في مستوى الكفاءات
املكتسبة ،فهو الترجمة العملية ملعيار الكفاءة.
ومن خالل مجم وع املؤش رات املرتبط ة باملع ايير يمكن التأك د من تحقي ق الكف اءة
املستهدفة من عدمها .
عملي ة التق ويم ض رورية في ك ل مرحل ة من مراح ل التعلم ،و يمكن أن يك ون على النح و
اآلتي:
17
تشخيصيا :و هو التأكد من املعارف القبلية للمتعلم قصد تحديد استراتيجيات
تمكنه من بناء معارف جديدة .
ُ
توجيهه أثن اء س ير األنش طة تكوينيـ ـ ـا :و هو مالحظ ة س لوك املتعلم وأدائ ه ،و
التعليمية.
تحصـ ــيليا :و ه و تق ويم م ا بع د التعلم والت دريب حيث يهتم بنت ائج املتعلمين و
يسمح بتحديد مدى تحقيق الكفاءات املنتظرة .
ّ
إن تق ويم الكف اءة املس تهدفة ال يكتم ل إال بقي اس مؤش راتها من خالل إدم اج املع ارف
املكتسبة لحل مشكالت جديدة ،وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن الوضعية اإلدماجية .
.7الوضعية اإلدماجية:
َ ُّ
الوضعية اإلدماجية وضعية ت َعـل ِـم َّـية مركبة تقدم عادة على شكل وضعية مشكلة تهدف
إلى إدماج أو تجنيد مكتسبات (كفاءات عرضية ،كفاءات مادة ،موارد ،مواقف ،سلوكات،
مهارات )...لتحقيق كفاءة شاملة تتوج مسارا دراسيا (مرحلة أو طور أو سنة) ،من خالل
إنتاج وثيقة أو ملخص (تقديم منتج) أو تطبيق مسعى خاص (تجريبي ،إبتكاري .)...
مكوناتها:
تتكون الوضعية اإلدماجية من ثالثة عناصر هي :
1ـ السياق :تطرح اإلشكالية خالل السياق.
2ـ السند :عبارة عن صور ،نصوص ،جداول ،منحنيات أو مخططات تعين املتعلم على
إنجاز املهام يجب اختيارها بعناية في سبيل تحقيق الكفاءة القاعدية .
3ـ التعليمة :مجموعة توجيهات صريحة أو التعليمات التي تقدم للمتعلم إلنجاز املطلوب،
و هي عبارة عن وضعيات ال عن تمارين و تطرح مهمة مركبة و تخاطب املتعلم بِـ (أنتَ) أو
(أنتِ) حتى يشعر أنه مهتم.
خصائصها:
للوضعية اإلدماجية خصائص نذكر منها:
ّ
مستمدة من الحياة اليومية و محيط متصلة بوحدة أو مجال تعلمي محدد، خاصةّ :
ّ
ّ
املتعلم .مركبة :تستدعي تعبئة مجموعة من املوارد بحيث كل وضعية تطرح مشكلة أو
مشكالت تحيل املتعلم إلى موارد سابقة.
18
وجيهة :التعليمة تكون دقيقة و ال تقبل التأويل.
هادفة :طرح مشكلة قابلة للحل يحلها املتعلم و يستفيد منها في حياته اليومية.
متناسقة :وجوب تناسق بين السياق والتعليمة.
ّ
محفزة :ذات وظيفة اجتماعية تحيل إلى وضعيات حقيقية ،تكون الوضعية دالة أي لها
معنى بالنسبة للمتعلم .
إن التط ور التكنول وجي الحاص ل في مي دان املعلوماتي ة و م دى تأثيره ا على ش تى من احي
الحي اة ،يقتض ي بالض رورة إدم اج ه ذه التكنولوجي ات الحديث ة في مي دان التربي ة ،و
استغاللها األمثل من أجل النهوض بمدرسة حديثة و ذات نوعية ،و إنشاء جيل مندمج في
19
محيطه ،معايش لواقعه ،معاصر لزمانه ،حتى يتسنى له مجابهة املشكالت املطروحة عليه
و التأقلم مع الوضعيات املعروضة عليه و إيجاد الحلول الناجعة املالئمة لها.
إن الحديث عن تكنولوجيات اإلعالم و اإلتصال في التعليم ال ينبغي أن يحصر في توظيف
برمجيات املكتبية ( ،)Microsoft Officeكمعالج النصوص ( )Wordأو املجدول ( )Excelأو
برن امج الع رض ( ،)Power Pointأو في االقتص ار على اس تعمال جه از الع رض (
،)DataShowفه ذا ج زء يس ير و ج د مح دود من تطبيق ات ه ذه التكنولوجي ات ،إنم ا
يس توجب توس يع و تنوي ع اس تخدامها ،ح تى يتم إدماجه ا بالكيفي ة الفعلي ة الص حيحة في
التعليم ،و االستفادة منها على أحسن وجه و أوسع نطاق.
إن تكنولوجي ات اإلعالم و اإلتص ال في التعليم ،بمعناه ا الش امل ،تض م الوس ائل و
األدوات املتع ددة و ال دعائم الرقمي ة املتنوع ة ال تي يمكن اس تخدامها في التعليم ،حيث
ص ممت من أج ل إنت اج و معالج ة و وض ع و تب ادل و تص نيف و بحث و إيج اد و ق راءة
ملفات مرقمنة ألغراض تعلمية تعليمية ،و هي تشمل على ما يأتي:
23
إعداد أنشطة بيداغوجية ُم َد َّرجة و متسلسلة تسمح بانتهاج مسلك لبناء الكفاءات
املستهدفة.
إعداد املوارد الضرورية و املالئمة و املتوفرة (كتب ،وثائق ،صور ،رسوم مفككة،
مخطط ات ،في ديوهات )...قص د تزوي د التالمي ذ به ا أثن اء إنج ازهم لألنش طة
البيداغوجية.
إعداد الخالصة املتعلقة باملعارف و املعارف السلوكية و املعارف األدائية املرتبطة
مباشرة بوضعية االنطالق (الوضعية المشكلة).
تزوي د مرك ز العمل (قاع ة ت دريس ،مخ بر ،ورش ة ،قاع ة رياض ة )...بالوس ائل
الضرورية و املالئمة للعمل املطلوب ،وفق مخطط منظم.
25