You are on page 1of 1

‫الصف‪1/3 :‬‬ ‫الطالب‪ :‬هاني زهير ابكر‬

‫قصة احمد والشجرة‬

‫كان هناك شجرة موز كبيرة في حديقة واسعة‪ ،‬وكان بجوار تلك الشجرة بُحيرة يشرب منها الحيوانات والطيور الذين يعيشون في الغابة‪،‬‬
‫بضيق شدي ِد ‪ ،‬فهم يلعبون ويمرحون مع بعضهم‪ ،‬ويُساند بعضهم البعض‪ ،‬وك ّل منهم له‬
‫ٍ‬ ‫وكلّما جاءت الحيوانات إلى البحيرة أحسّت الشجرة‬
‫‪.‬أصدقاء‪ ،‬وهي وحيدة ال تجد من يحنو عليها‪ ،‬وال صدي ًقا تشكي له ما ُتعانيه‬

‫ً‬
‫شديدا‪ ،‬أخيرً ا قد‬ ‫وفي يوم من األيام جاء أحمد متعبًا‪ ،‬وأراد أن يستريح تحت ظ ّل الشجرة؛ فأسند ظهره إلى الشجرة؛ ففرحت الشجرة فرحً ا‬
‫وجدت الصديق الذي كانت ُت نشده‪ ،‬وأهدته تلك الشجرة من ثمارها‪ ،‬وصارا صديقان‪ ،‬ولكنّ أعمال أحمد قد شغلته عن صديقته الشجرة‪،‬‬
‫وبعد فترة من الزمان رجع إليها مر ًة أخرى‪ ،‬وكان مهمومًا حزي ًن ا‪ ،‬فقالت له‪ :‬ما بك يا صديقي؟‪ ،‬فقال‪ :‬ليس عندي ما أقتات به‪ ،‬ومعيشتي‬
‫‪..‬ضنك ال أقوى حتى على جلب ضروريات الحياة‬

‫فقالت له‪ :‬ال تحزن‪ ،‬و ُخذ من ثماري ما شئت؛ فبعْ ه‪ ،‬وستكسب الكثير من المال؛ سيُساعدك على العيش؛ فن ّفذ أحمد ما قالته له صديقته‪،‬‬
‫وكث رت األموال في يده‪ ،‬وصارت معيشته راقية‪ ،‬ولكنه تناسى صديقته الشجرة؛ حتى وقع‬ ‫كثرت تجارته‪ ،‬وأصبح تاجرً ا كبيرً ا‪ُ ،‬‬ ‫وبالفعل؛ ُ‬
‫مأزق آخر‪ ،‬وهو أنه يُريد الزواج بالفتاة التي أحبّها‪ ،‬ولكنه ال يجد البيت الذي سيس ُكن فيه معها‪ ،‬فذهب إلى الشجرة مهمومًا‪ ،‬وقصّ‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫‪.‬عليها أمره‪ ،‬فقالت له‪ :‬ال تقلق يا صديقي‪ُ ،‬خذ من جذوري وأغصاني‪ ،‬وابن البيت الذي ُتحبّه‬

‫وبالفعل أخذ جذورها وأغصانها‪ ،‬وبنى البيت الذي سيجمعه بمن يُحب‪ ،‬ولكنّ وبعد ك ّل هذه التضحيّات؛ تناسى أحمد تضحيّات صديقته‪،‬‬
‫ولم يذهب إليها إال في شيخوخته‪ ،‬لما داخله اله ّم‪ ،‬وأراد أن ينعزل عن الدّنيا‪ ،‬فذهب إليها‪ ،‬ورُغم ما فعله؛ رحّبت به ترحيبًا شدي ًدا‪ ،‬وقالت‬
‫‪.‬له‪ :‬ما بقى مني ثمار؛ حتى ُأعطيك إياه‪ ،‬كما فعلت في طفولتك‪ ،‬وال بقي من أغصان؛ حتى أهديك إياه‪ ،‬كما فعلت في شبابك‬

‫فأنا اآلن في كهولتي التي لن تفيدك بشي ٍء‪ ،‬فاعتذر أحمد منها‪ ،‬وقال‪ :‬قدمت لي ك ّل تلك التضحيّات‪ ،‬ومع‬
‫‪.‬ذلك تخلّيت عنك‬

You might also like