You are on page 1of 28

‫من موضوعات العدد ‪:‬‬

‫استخدام العناصر البصرية يف برامج القرآن الكريم‬


‫بالفضائيات السودانية‬
‫دراسة تطبيقية مقارنة على برناجمي "حمراب النور" و "حق التالوة"‬
‫د‪.‬السر علي سعد حممد‬

‫الرتمجة اإلعالمية وإشكاليات االستخدام‬


‫بروفيسور عوض إبراهيم عوض‬

‫مواقع النشر االلكرتوني ودورها يف تشكيل الرأي العام‬


‫دراسة تطبيقية على مواقع " سودانيز أونالين – الراكوبة – سـونا اإلخباري "‬

‫د‪ .‬عبدالرمحن حممد إبراهيم‬

‫األطر اإلعالمية وانعكاساتها على الصراعات يف إفريقيا‬

‫د‪ .‬زينب عبدالرمحن أزرق مصطفى‬

‫‪ISSN 1858 - 7208‬‬


‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬


‫(‪)1‬‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬
‫مستخلص الدراسة‪:‬‬
‫نتيجة للتطور الذي شكّلته خمرجات الثورة التكنولوجية مع تزاوج ثورة املعلومات‬
‫واالتصال انفتح الباب أمام اإلعالم اجلديد يف نشر وتبادل املعلومات يف الوقت الذي نريد‬
‫وبالشكل الذي نريد مع استخدام الوسائط املتعددة ـ سر جاذبية هذه الوسائط يعود إىل‬
‫أنها ختاطب مجيع حواس اإلنسان ومداركه العقلية ـ أحدثت تفاعالً كبرياً بني مرسل‬
‫ومستقبل الرسالة اإلعالمية جسّد هذا التفاعل شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫من واقع أهمية الدعوة اإلسالمية وأنّ هلا األثر الفعّال يف تعزيز اإلنتماء إىل اإلسالم‬
‫واجملتمع وتأليف القلوب وزيادة احملبة بني الناس‪ ،‬وجب على القائمني على أمر الدعوة‬
‫الدخول هلذه الشبكات مستفيدين من اإلرث الكبري الذي تركه اإلسالم وفق منهج علمي‬
‫مدروس وهذا ماتسعى الورقة إىل حتقيقه‪.‬‬
‫إعتمدت الورقة على املنهج الوصفي التحليلي‪ .‬أما أدوات مجع البيانات فهي‪:‬‬
‫املالحظة‪ ،‬املتابعة االلكرتونية‪ ،‬املقابالت‪.‬‬
‫خلصت الورقة إىل توصيات أهمها‪:‬‬
‫‪ /1‬على القائمني على أمر الدعوة مواكبة آخر تطورات ثورة تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصال‪ ،‬استجالب التقنية والربامج وتأهيل مقدّمي املادة الدعوية ـ مبختلف‬
‫ختصصاتهم ـ للتعامل معها‪.‬‬
‫‪ /2‬البد من خطة حمددة نبيّن فيها ماذا نريد‪ ،‬وكيف خناطب مجهورنا‪ ،‬مع‬
‫معرفة اجتاهاته وخصائصه وماهي الربامج اليت تؤثر فيه‪ ،‬ثم متابعة النجاح والفشل ملاقُدم‪.‬‬
‫‪ /3‬تدريب وتأهيل الدعاة من جانب التعامل التقين واإلعالمي‪.‬‬
‫‪ /4‬إنشاء مراكز متخصصة لتصميم وإنتاج املادة الدعوية‪.‬‬
‫‪ /5‬االستفادة من األشكال التحريرية اليت تُكتب بها املادة اإلعالمية‪.‬‬

‫( ‪ )1‬د‪.‬خالد محمد محمداني‪ ،‬أستاذ مساعد‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة امدرمان االسالمية‪.‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-159-‬‬
Abstract:
As a result of the evolution created by the technological revolution with
the mating of information and communication revolution, the door opened to
the new media in the dissemination and exchange of information at the time
we want and in the form that we want with the use of multimedia. The secret
of the attraction of these media is that it addresses all human senses and
mental perception, between the sender and the future of the media message,
this interaction is a reflection of the social networks.
Due to the importance of the Islamic da'wa and its effective impact in
promoting the affiliation to Islam and society and the formation of hearts and
the increase of love among people, the advocates of the invitation to enter
these networks, taking advantage of the great legacy left by Islam in
accordance with a scientific methodology is studied and this paper seeks to
achieve.
The paper relied on the descriptive analytical approach. Data
collection tools are: observation, electronic follow-up, interviews.
The paper concluded with the following recommendations:
1 \ those responsible for the invitation to keep pace with the latest
developments in the information and communication technology revolution, the
acquisition of technology and programs and the rehabilitation of the sponsors
of the material advocacy in various disciplines to deal with.
2 \ Must have a specific plan showing what we want, and how we
address our audience, with knowledge of trends and characteristics and what
programs affect it, and then follow the success and failure of the oldest.
3 \ Training and qualifying preachers by technical and media handling.
4 \ Establishment of specialized centers for the design and production
of prophetic material.
5 \ Utilization of the written forms in which the media article is written.

-160-
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أمر الدعوة إىل اهلل سبحانه وتعاىل من أجلّ األمور وأعظمها‪ ،‬اليت تشرّفت به هذه‬
‫األمة امتثاالً لقوله تعاىل‪ (( :‬كنتم خري أمة أخرجت للناس تأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون باهلل ولو آمن‬
‫أهل الكتاب لكان خرياً هلم منهم املؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) آل عمران ‪١١٠ :‬‬
‫ومن هذه األمة يتصدى هلذا األمر دعاة إىل اهلل تعاىل (مصاحبني ظروف‬
‫عصرهم)‪ ،‬أتى موسى عليه السالم والسحر قد ساد قومه نصره اهلل بالعصا‪ ،‬وأتى‬
‫املصطفى صلى اهلل عليه وسلم بالقرآن العظيم أتى بسحر الكلمة وقوة املنطق ورزانة‬
‫األسلوب‪ ،‬فقاد القلوب إىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫تعريف الدعوة اإلسالمية‪:‬‬
‫الدعوة يف اللغة‪ :‬النداء ‪ ،‬دعا الرجل دعواً ودعاءً‪ :‬ناداه واالسم الدعوة‪ ،‬ودعوت‬
‫فالناً‪ :‬أي صحت به وأستدعيته‪ ،‬وتداعى القوم‪ :‬دعا بعضهم بعضاً حتى جيتمعوا (‪.)1‬‬
‫وتعين‪ :‬الطلب يقال دعا بالشيء طلب إحضاره‪ ،‬ودعا إىل الشيء حثه على قصده‬
‫يقال دعاه إىل اعتقاده وساقه إليه‪ ،‬أما يف (أساس البالغة) للزخمشري دعوت فالناً‬
‫(ناديته)(‪.)2‬‬
‫مفهوم الدعوة يف االصطالح‪:‬‬
‫كثرت التعريفات يف االصطالح حبسب اختالف مشارب العلماء واختالف‬
‫أفكارهم‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬الدعوة إىل اهلل هي الدعوة إىل اإلميان به ومبا جاءت به رسله‬
‫وبتصديقهم فيما أخربوا وطاعتهم فيما أمروا‪ .‬وأوجز الطربي القول وأبلغ يف املعنى حيث‬
‫قال‪ :‬هي دعوة الناس إىل اإلسالم بالقول والعمل‪ ،‬عرّفها بروفيسور حممد زين اهلادي‬
‫العرمابي‪ :‬بأنها حركة علمية عملية لنشر اإلٍسالم وتعاليمه للناس وتعريفهم به على الوجه‬
‫الصحيح‪ ،‬وفق منهج علمي مدروس‪ ،‬بوسائل وأساليب راقية ومتجددة بواسطة دعاة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫مسلمني يقومون به يف الناس على هدي وبصرية‬

‫( ‪ )1‬لسان العرب ص(‪ ، )1386‬والنهاية البن األثير (‪) 122 /2‬‬


‫( ‪ )2‬عادل الهندي‪ ،‬فن التواصل الدعوي الناجح‪ ،‬مؤسسة إقراء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪2010 ، 1‬م ‪ ،‬ص‪18‬‬
‫( ‪ )3‬محمد زين الهادي العرمابي‪ ،‬الدعوة اإلسالمية‪ ،‬الشمول واالستيعاب ‪ ،‬ط‪،1‬مطابع السودان للعملة‬
‫بالخرطوم ‪2005 ،‬م‪ ،‬ص (‪)8‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-161-‬‬
‫هذه احلركة تعتمد على التخطيط والدراسة املتأنية العلمية‪ .‬والعمل ال يقبل يف‬
‫اإلسالم إذا مل يكن متقناً وجموّداً قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم (أن اهلل حيب إذا‬
‫عمل أحدكم عمالً أن يتقنه)‪.‬‬
‫والداعية الذي يتحرك بني الناس ناشراً الدين‪ ،‬فهو يعلمهم أحكامه يصحح هلم‬
‫املفاهيم اخلاطئة وذلك يكون وفق منهج علمي رصني متقن ذي وسائل وأساليب جيتهد أن‬
‫تكون ذا تقنية عالية مواكبة للعصر ومرنة ومتجددة حبسب الزمان واملكان وأحوال‬
‫الناس‪ .‬كما أن الدعاة البد أن يكونوا من خرية الناس علماً وثقافة يف حركة ال تعرف‬
‫الكلل وال الفتور والشطط وال الغلو(‪.)1‬‬
‫أما من ناحية إعالمية فتعرّف‪ :‬بأنها تزويد اجلماهري بصفة عامة حبقائق الدين‬
‫اإلسالمي املستمدّة من كتاب اهلل وسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بصورة مباشرة من‬
‫خالل وسيلة إعالمة دينية متخصصة أو عامة بواسطة قائم باالتصال لديه خلفية راسخة‬
‫وواسعة ومتعمقة يف موضوع الرسالة اليت يتناوهلا وذلك بغية تكوين رأي عام صائب يعي‬
‫احلقائق الدينية ويدركها ويتأثر بها يف معتقداته وعباداته ومعامالته‪.‬‬
‫الدعوة ضرورة إنسانية‪:‬‬
‫تتضافر األدلة العقلية والنقلية على أن الدعوة ضرورة إنسانية منها‪:‬‬
‫‪ /1‬بيّن املوىل عز وجل أن سعادة املرء يف الدنيا وجناته يف اآلخرة تكون باإلهتداء‬
‫بهديه سبحانه وتعاىل وبيّن أن شقاءه يف الدنيا وخسرانه يف اآلخرة منوط ٌ بإعراضه عن‬
‫هذا اهلَدي‪ .‬والسبيل إىل اإلهتداء بهديّ اهلل عز وجل إال عن طريق الدعوة إلي اهلل‪ ،‬سواءٌ‬
‫بواسطة الرسل عليهم الصالة والسالم‪ ،‬أو بواسطة الدعاة من بعدهم‪.‬‬
‫‪ /2‬توجيه الدعوة إىل الناس مجيعاً على إختالف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم‪،‬‬
‫‪ ،‬وقد تكرر ذكر لفظ (الناس) يف القرآن الكريم أكثر من مائة مرة‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وأديانهم‬
‫ووُجه اخلطاب الدعوي إليهم أكثر من أربعني مرة‪ ،‬كما تكرر ذلك يف أحاديث رسول‬
‫اهلل صلي اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫( ‪ )1‬محمد زين الهادي العرمابي ‪ ،‬الدعوة اإلسالمية الشمول االستيعاب‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص( ‪)13‬‬
‫( ‪ )2‬محمد ابو الفتح البيانوني ‪ ،‬ورقة علمية بعنوان ( الدعوة ضرورة إنسانية ) ‪ ،‬مقدّمة في مؤتمر مكة‬
‫الثاني عشر تحت عنوان (الدعوة اإلسالميه الحاضر والمسقبل ) ‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي ‪،‬ام الجود ‪،‬‬
‫مكة‪2008 ،‬م ص( ‪)55‬‬
‫‪-162-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫‪ /3‬سعي الدعوة إىل حتقيق متطلبات اإلنسان املادية والروحية‪:‬‬


‫فهي دعوة إىل احلرية‪ ،‬والعدالة‪ ،‬واملساواة‪ ،‬واإلخاء‪ ،‬واحملبة‪ ،‬التفرّق بني أبيض‬
‫على أسود إال بالتقوى‪ ،‬كذلك كفلت لإلنسان سعادته يف الدنيا واآلخرة ببعثة املصطفي‬
‫صلي اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫كانت هذه املعامل اليت مثّلت ضرورة الدعوة كالشعلة تزيد اجليل األول من‬
‫الصحابة قوةً وتضيئ هلم الطريق‪ ،‬فهاهو الصحابي اجلليل ربعي بن عامر يدخل على ملك‬
‫الفرس (رستم) يسأله رستم‪ :‬ماذا جاء بكم؟ فأجابه‪( :‬إن اهلل ابتعثنا لنخرج من شاء من‬
‫عبادة العباد إىل عبادة اهلل‪ ،‬ومن ضيق الدنيا إىل سعة اآلخرة‪ ،‬ومن جور األديان إىل عدل‬
‫اإلسالم)‪ ،‬تبقى هذه الكلمات زاداً لكل داعية يريد إيصال صوته للناس طلباً هلدايتهم‪.‬‬
‫التقين واملعلوماتي وظهر مايعرف اصطالحاً بـ(اإلعالم اجلديد) بصورة واضحة يف‬
‫عصر ثورة املعلومات وشهد ظاهرتني بارزتني متيّز بهما هذا العصر‪( ،‬ظاهرة انفجار ثورة‬
‫املعلومات بصورة غري مسبوقة مع تزاوج تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬وظاهرة االتصال عن بعد)‪،‬‬
‫فاكتسب مظاهر ومسات ميّزته عن غريه من وسائل اإلعالم‪ ،‬بل إنّه سعى إىل اندماج‬
‫وسائل اإلعالم املختلفة والتى كانت يف املاضي مستقلة عن بعض ال عالقة لكل وسيلة‬
‫بأختها‪ ،‬ثم جاءت الوسائط املتعددة لتحكي قصة هذا التزاوج بالنص والصورة والفيديو‪،‬‬
‫لتُحدث نوعاً من التفاعل مل يكن موجوداً يف السابق‪ ،‬أُطلق عليه اإلعالم التفاعلي‬
‫(‪ )Interactive media‬طاملا توفرت بني املستخدمني حالة العطاء واإلستجابة‪.‬‬
‫اقرتحت الباحثتان اليفرو وليفنجستون (‪ )Lievrou and Livingstone‬أنّ أهمّ‬
‫ما مييّز اإلعالم اجلديد هو اخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬التواصل الشبكي املتداخل ‪ inter connectedness‬حبيث يسمح بالتواصل من‬
‫عدة نقاط إىل عدة نقاط أخرى‪ ،‬وليس فقط من نقطة واحدة إىل عدة نقاط كما هو‬
‫احلال يف االتصال اجلماهريي التقليدي‪.‬‬
‫‪ .2‬سهولة الوصول والدخول (‪ )Access‬من قَبل املستخدمني ليقوموا بنشاطهم كمرسلني‬
‫ومستقبلني ومنتجني‪.‬‬
‫‪ .3‬التفاعلية (‪ )interactivity‬وهي قدرة املستخدم على املشاركة يف إنتاج احملتوى‬

‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-163-‬‬


‫االتصالي‪ ،‬ويتفق الكثري من الباحثني أنّ هذه اخلاصية هي من أهمّ ما مييّز اإلعالم‬
‫اجلديد نظراً ألنها تكاد تكون معدومة يف اإلتصال اجلماهريي التقليدي‪.‬‬
‫‪ .4‬التنوع الغزير يف احملتوى مقارنة باإلعالم القديم احملصور بأنواع وأمناط حمددة من‬
‫املضامني اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ .5‬تعدد االستخدامات وخاصية االنفتاح (‪ ) open – ended‬على كل ما هو جديد‬
‫موضوعياً وفنياً يف حمتوى وشكل املواد اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ .6‬أخرياً سعة االنتشار والتحرر من املكان وعدم إرتباط اإلعالم اجلديد مبنطقة جغرافية‬
‫حمددة‪ .‬أي أنه ختطى حواجز املكان اجلغرايف (‪.)1‬‬
‫جند أن امليّزات اليت إتصف بها اإلعالم اجلديد ميكن أن ختدم الدعوة اإلسالمية‬
‫من عدة نواحٍ أهمها‪:‬‬
‫هذا اجملال الشبكي يتحول فيه الفرد باستمرار من مرسل إىل متلق ومن متلق إىل‬ ‫أ)‬
‫مرسل يساهم يف الرسالة اإلعالمية‪ ،‬بل وميكن أن يصنعها‪ ،‬تنصهر فيه العوامل الفردية‬
‫ومتثّل شبكة الويب فضاءً مجاعياً يشرتك فيه اجلميع لصياغة الرسالة اإلعالمية فأصبح‬
‫من السهل الوصول لكل الناس وخماطبتهم ومعرفة ردة فعلهم‪.‬‬
‫وأهم ما مييز هذه الوسائل أنها ميكن أن تُوصف بأنها وسائل إتصال شخصية‬ ‫ب)‬
‫ألنها تعطي املستخدم القدرة على السيطرة والتحكم يف شكل ونوعية وحمتوى وتوقيت‬
‫االتصال الذي يرغب املشاركة به‪.‬‬
‫من هذه اجلزئية جند أن احملتوى أصبح متاحاً لكل شخص وهذه من أهم امليزات‬
‫اليت أتصف بها اإلعالم اجلديد‪ .‬هذه امليزة ميكن أن ختدم الدعوة اإلسالمية مبا حيمله‬
‫هذا الدين من ثراء احملتوى وتنوعه ومجال أسلوبه‪.‬‬
‫يذهب بيار ليف إىل أنّ انبثاق املنظومة التفاعلية االلكرتونية يعين (نهاية اجلمهور‬ ‫ج)‬
‫ووالدة الذات اجلماعية)‪ ،‬كذلك ال يتعلق فقط مبا يسمى (الكثرة املعلوماتية) ولكن‬
‫بتعميم القدرة على الكالم لألفراد ويُسهم يف تشكيل فضاء عمومي أكثر انفتاحاً‬

‫( ‪ )1‬د‪ .‬خالد بن عبد هللا الحلوة ‪ ،‬اإلعالم الجديد وتأثيراته في تشكيل الرأي العام ‪ ،‬ورقة علمية مقدمة في‬
‫المنتدى السادس للجمعية السعودية لإلعالم واالتصال ‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،‬الرياض ‪2012 ،‬م ‪ ،‬ص ‪5‬‬
‫‪-164-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫يشارك فيه اجلميع بعد أن كان حكراً على النخب السياسية والثقافية وغريها نظراً ملا‬
‫متتاز به إستعماالت اإلنرتنت من تعدد الوسائط والنصية الفائقة والتفاعلية‪.‬‬
‫بتعدد الوسائل القنوات‪ /‬الوسائط‪ /‬احملتوى‪ ،‬إنفتح اجملال االتصالي فسقطت‬
‫احلواجز السياسية والثقافية وكل العوائق األخرى أمام التدفق احلر للمعلومات‪ ،‬كل هذه‬
‫امليزات شكّلت عوامل للتالقي والتفاعل وأصبح اآلخر أقرب إلينا مما نتصور يقراء‪/‬‬
‫يسمع‪ /‬يشاهد‪ /‬يتفاعل‪ /‬يتأثر‪ ،‬مثّل ذلك بصورة واضحة مايُعرف اآلن بشبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫شبكات التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫جسّدت شبكات التواصل االجتماعي معنى التفاعلية بصورة واضحة وهذه‬
‫الشبكات عبارة عن مواقع رقمية على االنرتنت تتيح للمشرتكني بها إنشاء صفحات‬
‫خاصة بهم يشرتكون من خالهلا مع آخرين مبواد متنوعة نصية‪ ،‬مسعية ومرئية‪ ،‬وأشياء‬
‫خمتلفة‪،‬‬
‫تعريف آخر‪ :‬أنها تلك املواقع على شبكة االنرتنت واليت ظهرت مع ما يعرف‬
‫باجليل الثاني للويب (‪ )Web2‬حيث تتيح التواصل مع مستخدميها يف بيئة أو جمتمع‬
‫افرتاضي جيمعهم وفقاً الهتماماتهم أوانتماءاتهم (جامعة‪ ،‬بلد‪ ،‬صحافة‪ ،‬شركة‪..‬اخل)‬
‫حبيث يتم ذلك عن طريق خدمات التواصل املباشر كإرسال الرسائل‪ ،‬أو املشاركة يف‬
‫امللفات الشخصية مع اآلخرين‪ ،‬والتعرف على أخبارهم ومعلوماتهم اليت ينتجونها للعرض‪،‬‬
‫تنوّع أشكال وأهداف تلك الشبكات االجتماعية فبعضها عام يهدف إىل التواصل العام‬
‫وتكوين الصداقات حول العامل‪ .‬وبعضها اآلخر يتمحور حول تكوين شبكات اجتماعية‬
‫يف نطاق حمدود ومنحصر يف جمال معني مثل شبكات احملرتفني أو املصورين أو‬
‫اإلعالميني(‪.)1‬‬
‫وتعرّف كذلك بأنها‪ :‬شبكات مواقع فعّالة جداً يف تسهيل احلياة االجتماعية بني‬
‫جمموعة من املعارف واألصدقاء‪ ،‬كما متكّن األصدقاء القدامى من االتصال ببعضهم‪،‬‬
‫ومتكّنهم أيضاً من التواصل املرئي والصوتي‬

‫( ‪ )1‬سعود صالح كاتب ‪ ،‬ورقة علمية بعنوان ( اإلعالم الجديد وقضايا المجتمع ـ التحديات والفرص )‪،‬‬
‫مقدّمة لـ ( المؤتمر العالمي الثاني لإلعالم اإلسالمي )‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي ‪ ،‬ديسمبر ‪2011‬م‪ ،‬ص‪10‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-165-‬‬
‫وتبادل الصور وغريها من اإلمكانات اليت توطد العالقة اإلجتماعية بينهم (‪.)1‬‬
‫كان أول ظهور لشبكات التواصل االجتماعي يف العام ‪1995‬م حيث ظهر موقع‬
‫‪ Classmates‬ثم تاله موقع ‪ Six Dergress.com‬واعتمدت هذه املواقع على فتح‬
‫صفحات شخصية للمستخدمني وعلى إرسال رسائل جملموعة من األصدقاء‪ ،‬ولكن مت‬
‫إغالقها ألنها مل تأت بأرباح ملالكيها‪ .‬بعد عدة سنوات مت إنشاء العديد من املواقع اليت‬
‫انتشرت انتشاراً واسعاً يف العامل ومجعت املاليني من املستخدمني‪ ،‬وكان من الواضح أن‬
‫تلك الشبكات االجتماعية قد أحدثت تغيرياً كبرياً يف كيفية االتصال واملشاركة بني‬
‫األشخاص واجملتمعات وتبادل املعلومات‪.‬‬
‫يوجد على االنرتنت أكثر من ‪ 400‬موقع من شبكات التواصل االجتماعية‪،‬‬
‫وتتمثل أهم تلك الشبكات يف املدونات والفيس بوك وتويرت‪ ،‬إضافة إىل تلك التطبيقات‬
‫اليت قدمتها بعض الشركات الكربى لدعم الفكر االجتماعي يف التفكري واملشاركة‬
‫مع مستخدمي مواقعها مثل جوجل وياهو واللذين اهتما بالتحرير اجلمعي والكتابة وبتنفيذ‬
‫العروض املشرتكة‪ ،‬ومواقع خدمات وختزين الصور وإعادة عرضها وإرساهلا مثل فليكر‬
‫‪ Filcker‬ونشر مواقع الفيديو مثل ‪ You Tube‬وغريها من اخلدمات والتقنيات اهتماماً‬
‫فردياً مع تبادل املشاركة والنشر بني املستخدمني وميكن اإلشارة إىل أهم تلك الشبكات‬
‫االجتماعية‪:‬‬
‫‪ /1‬فيس بوك ‪Face book‬‬
‫هو موقع ويب للتواصل االجتماعي تأسس يف أكتوبر العام ‪2003‬م بواسطة‬
‫جمموعة من الطلبة من جامعة هارفارد األمريكية على رأسهم (مارك زوكربريج)‪.‬‬
‫تتضح قوة الفيسوبوك كأحد أدوات التواصل االجتماعي يف أربعة عوامل هي‪:‬‬
‫ب‪ .‬اخلصوصية‪.‬‬ ‫أ‪ .‬إثراء احملتوى من حيث السرعة‪.‬‬
‫د‪ .‬التفاعلية ‪.‬‬ ‫ج ‪ .‬الشفافية‪.‬‬

‫( ‪ )1‬حسين محمود هتيمي‪ ،‬العالقات العامة وشبكات التواصل اإلجتماعي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬عُمان‪ ،‬ط‪ 2015 ،1‬ص ‪83‬‬

‫‪-166-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫يرى خمرتع الفيس بوك (مارك زوكربريج) أن فيس بوك هو حركة إجتماعية‬
‫وليس جمرد أداة أو وسيلة للتواصل وأنه سوف يزيح الربيد االلكرتوني وحيل حمله‪ .‬وسوف‬
‫يسيطر على كل نواحي النشاط البشري على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وبالتالي فإنه يوصف‬
‫بكونه دليل سكان العامل‪ ،‬وأنه موقع يتيح لألفراد العاديني أن يصنعوا من أنفسهم كياناً‬
‫عاماً من خالل اإلدالء واملشاركة مبا يريدون من معلومات حول أنفسهم وإهتماماتهم‬
‫ومشاعرهم وصورهم الشخصية واللقطات اخلاصة بهم ولذلك فإن اهلدف من هذا االخرتاع‬
‫هو جعل العامل أكثر انفتاحاً(‪.)1‬‬
‫‪ /2‬يوتيوب ‪: You Tube‬‬
‫وهو أحد أشهر الشبكات اإلجتماعية ويعترب موقع ويب ذا شعبية كبرية يسمح‬
‫بإرسال الفيديوهات‪ ،‬حيث يسمح ألي شخص حتميل أشرطة ومقاطع الفيديو للعرض‬
‫خاصة كانت أم عامة وقد تأسس يف العام ‪2005‬م من قبل (تشاد هريلي) وتقوم فكرة‬
‫املوقع على إرفاق ملفات تتكون من مقاطع الفيديو على شبكة االنرتنت دون أي تكلفة‬
‫مالية مبجرد أن يقوم املستخدم بالتسجيل يف املوقع حتى يتمكن من إرفاق أي عدد من هذه‬
‫امللفات يراها ماليني األشخاص حول العامل‪ ،‬كما ميكّن املشاهدين من إدارة حوار‬
‫مجاعي حول موقع الفيديو من خالل إضافة التعليقات املصاحبة فضالً عن تقييم ملف‬
‫الفيديو من إعطائه قيمة نسبية مكونة من مخس درجات لتعبّر عن مدى أهمية امللف من‬
‫وجهة نظر مستخدمي املوقع‪.‬‬
‫‪ /3‬ماي سبيس ‪:My space‬‬
‫هو موقع يُقدّم خدمات الشبكات االجتماعية على الويب ويقدم خدمة تفاعلية بني‬
‫األصدقاء املسجلني باإلضافة إىل خدمات أخرى كاملدونات ونشر الصور ومقاطع‬
‫(‪)2‬‬
‫كذلك يقدّم خدمة اجملموعات الربيدية وملفات املواصفات الشخصية لألعضاء‬ ‫الفيديو‬
‫املسجلني‪.‬‬

‫( ‪ )1‬صالح خليل أبو اصبع ‪ ،‬ورقة علمية بعنوان (رؤية علمية لصناعة إعالم إسالمي جديد )‪ ،‬مقدمة في‬
‫مؤتمر مكة السادس عشر‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬مكة المكرمة‪2015 ،‬م ‪ ،‬ص( ‪)7‬‬
‫(‪ )2‬علي خليل شقرة ‪ ،‬اإلعالم الجديد شبكات التواصل اإلجتماعي ‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪ 2014‬م ‪ ،‬ص‪80‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-167-‬‬
‫‪ /4‬تويرت ‪:Twitter‬‬
‫تأسس يف العام ‪2006‬م يُقدّم خدمة تدوين مصغرة تسمح ملستخدميه بإرسال‬
‫حتديثات عن حالتهم حبد اقصى ‪ 140‬حرف للرسالة الواحدة وذلك مباشر عن موقع تويرت‬
‫أو عن طريق إرسال رسالة نصية قصرية (‪ .)SMS‬أو برامج احملادثة الفورية أو التطبيقات‬
‫اليت قدمها املطورون‪ ،‬وتظهر تلك التحديثات يف صفحة املستخدم الشخصي‪ ،‬وكذلك‬
‫ميكن استقبال الردود والتحديثات عن طريق الربيد االلكرتوني كما هو احلال يف فيس‬
‫بوك وخالصة األحداث( ‪ ) RSS‬وعن طريق الرسالة النصية القصرية (‪ )SMS‬والتعليقات‬
‫اليت تنشر على تويرت تسمى تغريدات (‪ ،)tweets‬يصفه البعض بأنه موقع رسائل االنرتنت‬
‫النصية القصرية‪ ،‬لكنه حتول إىل وسيلة تدوين مصغر فائقة القوى متعددة االستخدامات‬
‫من التسويق إىل اإلعجاب باملشاهري ونشر وتوزيع األخبار‪ ،‬بل وحتى املساعدة يف عمليات‬
‫اإلنقاذ واإلغاثة كما حصل خالل كارثة زلزال تسونامي يف اليابان(‪.)1‬‬
‫‪ /5‬الويكي ‪: Wiki‬‬
‫هو عبارة عن مواقع ويب تسمح للمستخدمني بإضافة حمتويات وتعديل املوجود‬
‫فيها‪ ،‬حيث تلعب دور قاعدة بيانات مشرتكة مجاعية وأشهر هذه املواقع موقع‬
‫‪ Wikipedia‬وهو املوسوعة اليت تضم ماليني املقاالت مبعظم لغات االعام‪.‬‬
‫جند شبكة أركوت ‪ Orkut‬ولنكند إن‬ ‫كذلك من ضمن الشبكات‬
‫‪Linkedin‬‬
‫‪ /6‬إنستقرام ‪:Instegram‬‬
‫تطبيق جماني طُرح يف عام ‪2010‬م من قبل املطور التقين (كيفن سيتورم) وكان‬
‫موجّهاً ألجهزة اهلواتف الزكية ولكنه أصبح واحداً من شبكات التواصل اإلجتماعي‬
‫املهتمة بالتصوير والذي ميكن من مشاركة الصور والتعليقات عليها عربه(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬سعود صالح كاتب‪ ،‬اإلعالم الجديد وقضايا المجتمع‪ ،‬التحديات والفرص‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪13‬‬
‫( ‪ )2‬ا‪ /‬إسماعيل جمال أبو سعده‪،‬ورقة علمية بعنوان (توظيف اإلعالم الجديد في الدعوة إلى هللا رؤية‬
‫علمية)‪ ،‬مقدمة في مؤتمر مكة السادس عشر‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬مكة المكرمة‪2015 ،‬م ‪ ،‬ص‪15‬‬
‫‪-168-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫‪ /7‬الواتساب ‪:Whatsapp‬‬
‫وهو تطبيق تراسلي فوري ميكّن املستخدمني من إرسال الرسائل النصية والصوتية‬
‫والصور والفيديو تأسس الواتساب يف العام ‪2009‬م من قبل األمريكي (بريان أكتون)‬
‫واألوكراني (جان كوم) وكالهما من املوظفني السابقني يف موقع ياهو وقد قامت‬
‫شركة الفيس بوك بشراء الواتس آب يف العام ‪2012‬م مببلغ ‪ 19‬مليار دوالر أمريكي‬
‫وهو متاح لكل من (آي فون‪ ،‬بالك بريي‪ ،‬أندرويد‪ ،‬ويندوز فون‪ ،‬وعلى آيباد بصورة غري‬
‫رمسية)‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬املدونات‪ :‬البلوك‬
‫وهي أحد اشكال املنظومة التفاعلية األكثر أهمية إذ هي موقع شخصي على‬
‫شبكة االنرتنت يضم آراء ومواقف حول مسائل متنوعة‪.‬‬
‫تعمل عن طريق نظام إدارة احملتوى (املضامني) وهي عبارة عن صفحة على‬
‫الشبكة تظهر عليها تدوينات (مداخالت – معلومات) مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً‬
‫تصاعدياً‪ ،‬يتحكم فيه مدير (ناشر) املدونة‪ .‬ويتضمن النظام آلية األرشفة للمداخالت‬
‫القدمية اليت متكّن القارئ من الرجوع إىل تدوينه معينة يف وقت الحق عندما تكون غري‬
‫متاحة على الصفحة الرئيسية للمدونة(‪.)1‬‬
‫وألن أدوات التدوين بسيطة ومتاحة وجمانية فإن املستخدمني يستطيعون االتصال‬
‫بسهولة مع اآلخرين يف شبكاتهم االجتماعية وجمتمعاتهم اجلغرافية‪.‬‬
‫ومن أهمّ ما مييز املدونات التفاعلية إنها تسمح لقرائها بالتعليق على ما يطرحه‬
‫املدون من رؤى وأفكار وموضوعات بشكل آني دون قيود‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المنتديات‪:‬‬
‫هي عبارة عن برامج خاصة تعمل على املوقع اإلعالمي أو مواقع أخرى على شبكة‬
‫االنرتنت مثل املواقع املتخصصة‪ ،‬وتسمح بعرض األفكار واآلراء يف القضايا واملوضوعات‬
‫املطروحة للمناقشة يف املوقع‪ ،‬وإتاحة الفرصة للمستخدمني أو املشاركني يف الرد عليها‬
‫ومناقشتها فوراً‪ .‬سواء أكان ذلك مع أو ضد اآلراء واألفكار املطروحة دون قيود على‬

‫( ‪ )1‬سليمان‪ ،‬زيد منير‪ ،‬الصحافة الكترونية‪2009 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫ص‪134‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-169-‬‬
‫املشاركني باستثناء القيود اليت يضعها مسؤول املنتدى من خالل نظام الضبط والتحكم‬
‫املقام على الربنامج‪ .‬وهي واحدة من تطبيقات املشاركة بالتفاعل يرجع نشاطها إىل العام‬
‫‪1995‬م حيث بدأت بالظهور وتعترب مرحلة إنتقالية وتطور من النشرات االلكرتونية اليت‬
‫سادت يف الثمانينات وبداية التسعينات لتوجد نوعاً من اجملتمعات االفرتاضية اليت تدور‬
‫غالباً حول موضوع معني أو جمموعة من املوضوعات(‪.)1‬‬
‫ملعرفة شكل املشاركة لشبكات التواصل اإلجتماعي إحصائياً صدرت دراسة‬
‫أمريكية ملركز بيو لألحباث ( ‪ )pew research center‬بتاريخ ‪2015 /9/1‬م‪،‬‬
‫لثالث سنوات من العام ‪2012‬م إىل ‪2014‬م‪ ،‬تُبيّن أنّ الفيس بوك اليزال موقع التواصل‬
‫األكثر شعبيةً‪ ،‬ويف حني تباطأ منوه فقد زاد مستوى املشاركة يف مواقع أخرى فخالل‬
‫‪2014‬م شهد تويرت وإنستقرام ولينكد إن زيادات كبرية يف نسبة اإلستخدام‪.‬‬
‫وظهرت مقارنات الستخدامات مواقع التواصل اإلجتماعي يف ثالث سنوات من‬
‫‪2012‬م إىل ‪2014‬م‪ ،‬وكانت نسبها كما يلي‪:‬‬
‫ـــــ ‪ %71‬من البالغني على اإلنرتنت يستخدمون الفيس بوك ‪Face book‬‬
‫ــــ ‪ %28‬من البالغني على اإلنرتنت يستخدمون لينكد إن ‪Linkedin‬‬
‫ـــــ ‪ %26‬من البالغني على اإلنرتنت يستخدمون أنستجرام ‪Instegram‬‬
‫ـــــ ‪ %23‬من البالغني على اإلنرتنت يستخدمون تويرت ‪Twitter‬‬
‫ويف تقرير لـ(‪ )GLOBAL DIGTAL SNAPSHOT‬للعام ‪2015‬م‪ ،‬أظهر أن‬
‫مستخدمي وسائل التواصل االجتماعي يتجاوزون ثالث مليار شخص‪ ،‬والذين يستخدمون‬
‫اهلواتف احملمولة قارب إثنني مليار‪ .‬منهم ما يزيد عن مليار ونصف يستخدمونها مشاركني‬
‫يف مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫وتٌشري أحدث األرقام الصادرة عن الفيسبوك أنّه اليزال متصدراً من واقع أن عدد‬
‫األشخاص الذين يستخدمون شبكات التواصل اإلجتماعي أكثر من نصفهم يستخدمون‬
‫الفيس بوك‪.‬‬

‫( ‪ )1‬مجموعة من الباحثين ‪ ،‬كلية اإلعالم ‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬اإلعالم الجديد تطور الوظيفة واألداء ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪2011‬م ‪ ،‬ص (‪.)3‬‬
‫‪-170-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫واليوم شبكات التواصل االجتماعي تقود إىل أشكال جديدة من التفاعل‬


‫االجتماعي واحلوار والتبادل والتعاون‪ ،‬متكّن مستخدميها من تبادل األفكار واألراء‬
‫إضافةً إىل آخر التحديثات والتعليقات يف شتى اجملاالت مثل الدردشة والسياسة ونقل‬
‫األخبار وحتى التسويق والبيع والشراء‪.‬‬
‫الدعوة يف منصة شبكات التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫مع التدفق اهلائل للمعلومات أصبحت السيطرة ملن يقوم بإنتاج املعلومة وملن ميلك‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬هذه الثنائية مل تعد عنصراً من عناصر التسلط االقتصادي والسياسي‪ ،‬بل‬
‫أصبحت عنصراً من عناصر التسلط الفكري والثقايف‪ ،‬هذا الوضع أدى إىل إحكام‬
‫سيطرة الدول املتقدمة للمعلومات والتكنولوجيا على دول العامل اإلسالمي‪ ،‬فمن ميلك‬
‫التكنولوجيا واملعلومات ميلك السيطرة والقوة ويوجّه تلك املعلومات اليت تتفق ومصاحل‬
‫تلك الدول‪ ،‬يبقي السؤال‪ :‬كيف نواجه هذا املد اهلائل‪ ،‬يقول د‪.‬عبد العزيز التوجيري‬
‫اإلنسانية ال متلك أن تتحرر يف الوقت الراهن من ضغوط العوملة الكاسحة للهويات‬
‫الطامسة للخصوصيات نظراً حلاجتها الشديدة إىل مسايرة النظام اإلعالمي اجلديد يف‬
‫اجتاهاته اإلقتصادية والعلمية والتكنولوجية‪ ،‬ومواكبة املتغريات الدولية يف هذه اجملاالت‬
‫مجيعاً‪ ،‬ولكنها تستطيع إجياد تيار ثقايف إنساني مضاد يقف يف مواجهة اهليمنة اليت‬
‫تنطوي عليها العوملة فكرةً ونظاماً وتطبيقاً وممارسة‪ ً،‬والتعامل مع اآلثار املرتتبة عليها يف‬
‫إنتظار قوى عاملية جديدة ستكون مناوئة للقوة املتحكمة حالياً يف مقاليد النظام العاملي أو‬
‫على األقل منافسة هلا منافسة الند للند(‪.)1‬‬
‫ولكي نسخّر شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة اإلسالم نستند إىل حماور أهمها‪:‬‬
‫احملور األول‪ :‬البد من وجود خطة حمددة تتضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود أهداف رئيسية حمددة يسعى القائمون على أمر الدعوة حتقيقها‪.‬‬
‫‪ .2‬حتديد اجلمهور املستهدف بوضوح‪.‬‬
‫‪ .3‬معرفة خصائص املدعويني وخلفياتهم الفكرية والعقدية‪.‬‬
‫‪ .4‬معرفة اإلجتاهات واآلراء السائدة والدوافع اليت تنطلق منها هذه اجلماهري‪.‬‬

‫( ‪ )1‬بدر الدين أحمد إبراهيم ‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان‪( :‬رؤية علمية لصناعة إعالم إسالمي جديد)‪ ،‬مؤتمر‬
‫مكة السادس عشر‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬مكة المكرمة‪2015 ،‬م‪ .‬ص(‪)16‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-171-‬‬
‫‪ .5‬حتديد الوسائل األجنع لتقديم املادة اإلعالمية هلذه اجلماهري‪.‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ .6‬متابعة مدى النجاح والفشل يف إقناع املدعويني‬
‫والتخطيط للمادة اليت تريد إيصاهلا يقوم على‪:‬‬
‫‪ .1‬البساطة والوضوح يف الشكل واملضمون‪.‬‬
‫‪ .2‬الثراء والتنوع والتطور‪.‬‬
‫‪ .3‬دعوة عقلية تقوم على املنطق السليم وتستند إىل الربهان القوي‪.‬‬
‫‪ .4‬الدعوة بالكلمة الطيبة واألسلوب احلسن‪.‬‬
‫‪ .5‬احلوار بني الدعوة اإلسالمية وأصحاب العقائد األخرى‪.‬‬
‫‪ .6‬التدرج املرحلي يف الدعوة (‪.)2‬‬
‫احملور الثاني‪ :‬اإلهتمام باللغة اليت خناطب بها رواد شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪:‬‬
‫واللغة هي دليل للواقع اإلجتماعي وهي تكيّف تفكري اجملتمع حول املشاكل‬
‫والعمليات اإلجتماعية‪ ،‬كما تلعب دورا مهماً يف تشكيل وعي اجلماعات البشرية وسلوك‬
‫أفرادها) أيضا هلا دورها الفعّال يف تشكيل العقول وصياغة رؤاها لتفسري الواقع اليت‬
‫حتياه اجملتمعات حتاول إستيعاب هذا الواقع والتكيف معه لذلك البد أن تكون مفهومة‬
‫ومبسّطه قدر اإلمكان لتخاطب كل شرائح اجملتمع‪ ،‬ومن أبرز مساتها‪( :‬البساطة‬
‫واإلجياز واإلختصار والصحة)‪ ،‬إضافة أخرى البد من معرفة املصطلحات الشبابية ‪ -‬ألن‬
‫معظم رواد هذه الشبكات هم الشباب – فمعرفة املصطلحات املتداولة بينهم وإستعماهلا‬
‫تشعرهم أن الداعية ليس يف عزلة عنهم‪ ،‬وأنه يتحدث بلغتهم‪ ،‬كذلك البد من معايشة‬
‫قضاياهم وعرضها مع الرتكيز على إجياد احللول‪.‬‬

‫( ‪ )1‬عوض إبراهيم عوض ‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان (دور اإلعالم في ترسيخ الوسطية اإلسالمية واالعتدال‪.‬‬
‫مجلة اإلسالم في إفريقيا العدد ‪4‬و‪ ، ، 3‬مطابع السودان للعملة‪2014 .‬م ‪،‬ص (‪)85‬‬
‫( ‪ )2‬محي الدين عبد الحليم ‪ ،‬إشكاليات العمل الدعوي بين الثوابت والمعطيات العصرية‪ ،‬قطر ‪ ،‬إدارة‬
‫واألوقاف والشئون اإلسالمة ‪ ،‬ط‪1980 ،1‬م ‪ ،‬ص( ‪)168‬‬
‫‪-172-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫احملور الثالث‪ :‬تأهيل الدعاة‪:‬‬


‫الداعية الذي خياطب مجهوره عرب شبكات التواصل االجتماعي عليه أن يتحلى‬
‫بصفات أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلخالص والصدق والنية الصاحلة‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلميان العميق مبا يدعو إليه‪.‬‬
‫‪ .3‬العمل بالعلم واإلستقامة يف السلوك‪.‬‬
‫‪ .4‬الوعي الكامل‪ :‬البد له من وعي كامل بعدة أمور‪:‬‬
‫بواقع الدعوة ومتطلباتها يف عصره‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬بواقع املدعوين من حوله‪.‬‬
‫‪ .5‬احلكمة يف األسلوب‪.‬‬
‫‪ .6‬التخلق باخللق احلسن‪.‬‬
‫‪ .7‬التفتح واحلوار‪ ،‬وذلك بأن يكون مستعداً لتلقي األراء املختلفة سواءً إتفق معها أو‬
‫إختلف‪ ،‬ومن ثمّ يكون قادراً وقابالً ألن يفتح احلوار معها بصدر رحب‪.‬‬
‫‪ .8‬إحرتام حرية التفكري والتعبري‪.‬‬
‫‪ .9‬الثقافة الشاملة‪.‬‬
‫‪.10‬التحلي بالروح اإلسالمية اليت تطالب بقبول اآلخرين واإلنفتاح عليهم‪.‬‬
‫‪.11‬املوضوعية واألمانة العلمية‪ :‬بأن يلتزم الصدق فى طرحه للقضايا ويتجرد من‬
‫املصاحل الذاتية‪ ،‬بعيداً عن حظ النفس واهلوى‪ ،‬ملتزماً باحلقيقة واملوضوعية‬
‫(‪.)1‬‬
‫مهما كان مثن ذلك اإللتزام‬
‫أما ماخيص التدريب عليه‪:‬‬
‫أ‪ .‬تعلّم مهارات التعامل مع تقنيات اإلعالم اجلديد‪.‬‬
‫ب‪ .‬إكتساب املهارات اإلعالمية من خالل الدراسة األكادميية والتدريب العملي‪،‬‬
‫يرى اخلبري اإلعالمي الربوفيسري علي حممد مشو‪ :‬إنّ من أكرب التحديات اليت تواجه‬

‫( ‪ )1‬صالح خليل أبوأصبع ‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان‪( :‬رؤية علمية لصناعة إعالم إسالمي جديد)‪ ،‬مؤتمر مكة‬
‫السادس عشر‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬مكة المكرمة‪2015 ،‬م‪ .‬ص(‪)52‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-173-‬‬
‫الدعاة الذين يتعاملون مع اإلعالم اجلديد عدم فهم خاصية هذه الوسائل والتعامل معها‬
‫إضافةً إىل ضعف اجلانب اإلعالمي‪ ،‬على الداعية أن يعرف كيف يصوّر‪ ،‬كيف يرسل‬
‫مادته عرب الوسائط احلديثة وكيف يتعامل معها(‪ ،)1‬كيف يُصممها لتتوافق مع مايريد‬
‫إيصاله‪ ،‬ليقدم رسائل ذات فاعلية تؤثر يف مجهوره‪.‬‬
‫احملور الرابع‪ :‬االستفادة من تقنية الوسائط املتعددة‪:‬‬
‫تعترب تقنيات الوسائط املتعددة من أبرز مظاهر الثورة الرقمية‪ ،‬حيث أتاحت‬
‫تقنيات احلاسوب واالنرتنت تقديم املواد املقروءة واملسموعة واملرئية يف آن واحد معاً على‬
‫شاشة احلاسب االلي قراءة النص واالستماع إىل صوت ومشاهدة صور ثابتة وفيديو يعرب عن‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫ولعل سر جاذبية هذه الوسائط يعود إىل أنها ختاطب مجيع حواس اإلنسان‬
‫ومداركه العقلية‪.‬‬
‫والوسائط املتعددة عبارة عن توليفة متفاعلة أو مزيج متكامل من النصوص‬
‫واألصوات والصور والرسوم الثابتة واملتحركة ولقطات الفيديو ضمن برامج متنوعة ميكن‬
‫للمستفيد املساهمة يف تشكيلها واملشاركة يف توظيفها وحتريكها ضمن رحلة التصفح‬
‫واملالحة والتجوال‪ ،‬ومن ثمّ إسرتجاع املعلومات بشكل سريع‪ ،‬ومفصّل‪ ،‬ومرئي‪ ،‬ومسموع‪،‬‬
‫باإلضافة إىل تتبع مسارات النصوص واملعلومات كشبكة كثيفة من العالقات املتداخلة‪.‬‬
‫للتشعب التفاعلي(‪.)2‬‬
‫تعريف آخر‪ :‬هي اليت تركّز على عرض النص مصحوباً بلقطات حيّة من فيديو‬
‫وصور وتأثريات خاصة مما يزيد قوة العرض(‪.)3‬‬
‫أسهمت هذه الوسائط يف توفري بيئة متميزة تساعد مستخدمي اإلنرتنت التفاعلي‬
‫وإكساب املتلقي املهارات واخلربات (زيادة خربة املتلقي وإقناعه يف أقل وقت ممكن وبأقل‬
‫تكلفة)‪.‬‬

‫( ‪ )1‬لقاء أجراه الباحث مع البرفيسير علي محمد شمو بمكتبه ( جامعة أم درمان اإلسالمية ‪،‬بكلية‬
‫اإلعالم‪ ،‬السجانة ) ‪ 2015 /10 /28‬م‬
‫( ‪)2‬مجيد الزم مسلم المالكي ‪ ،‬الوسائط المتعددة وتطبيقاتها في المكتبات ومراكز المعلومات ‪ ،‬مجلة آفاق‬
‫الثقافة والتراث عدد (‪ )55‬السنة الرابعة ‪ ،‬أكتوب ‪2006‬م ‪ ،‬ص( ‪)131‬‬
‫( ‪)3‬عبد العظيم كامل الجميلي ‪ ،‬وثناء إسماعيل العاني ‪ ،‬اإلعالم الجديد وإشكاليات التواصل الرقمي ‪ ،‬دار‬
‫الرياحين للنشر والتوزيع ‪ ،‬عُمان األردن ‪ ،‬ط‪2016 ،1‬م ‪ ،‬ص( ‪)81‬‬
‫‪-174-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫عناصر الوسائط املتعددة ‪:‬‬


‫‪ .3‬الرسوم املتحركة‪.‬‬ ‫‪ .2‬الرسوم الثابتة‪.‬‬ ‫‪ .1‬النص‪.‬‬
‫‪ .5‬الصور املتحركة (الفيديو)‪ .6 .‬الصوت‪.‬‬ ‫‪ .4‬الصور الثابتة‪.‬‬
‫‪ .7‬املؤثرات الصوتية‪.‬‬
‫وميكن أن نوظّف هذه العناصر عن طريق معايري‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬فيما يتعلق بالنص‪ :‬يتم اختيار اخلطوط على أسس فنية تهدف إىل حتقيق اإلنقرائية‬
‫واإلمتاع البصري بواسطة معايري فنية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬إخرت اخلطوط اليت ترى أنها مناسبة لتوصيل رسالتك اليت ترى أنها فعالة لتقديم‬
‫حمتوى رسالتك‪.‬‬
‫‪ .2‬إختيار اخلطوط حيتاج إىل مهارة املصمم‪ ،‬شاعرية الشاعر‪ ،‬وخربة اخلبري النفسي‬
‫وذلك من أجل األخذ بعني االعتبار ردود الفعل املتوقعة للمستخدم(‪.)1‬‬
‫إستخدم أقل عدد من اخلطوط ويف املقابل نوّع إستخدام األحجام املختلفة‬
‫وأشكال الكتابة مثل‪ :‬املائل ‪ italic‬والسميك ‪.Bold‬‬
‫‪ .3‬عند إستخدام األحجام الصغرية للخطوط إخرت األكثر وضوحاً وجتنّب إستخدام‬
‫اخلطوط املزخرفة اليت ال ميكن قراءتها بسهولة‪.‬‬
‫‪ .4‬عليك أن تستخدم أقل عدد ممكن من اخلطوط يف نفس الرسالة أو الربنامج كما‬
‫جيب أن تراعي تناسب حجم اخلط املستخدم مع أهمية الرسالة‪.‬‬
‫‪ .5‬أال يزيد عدد اخلطوط عن ثالثة مع مالحظة وقت الرسالة وطبيعة اهلدف املطلوب‬
‫حتقيقه‪.‬‬
‫‪ .6‬أن تتباين ألوان الكلمات مع اخللفية لسهولة القراءة وقد توصلت العديد من‬
‫الدراسات إىل أنّ الكتابات ذات اللون األبيض على اخللفية الزرقاء القامتة هي‬
‫األفضل‪.‬‬

‫( ‪ )1‬محمد األمين موسى‪ ،‬التواصل الفعّال ‪ ،‬األسس العلمية والمجاالت التطبيقية ‪ ،‬الشارقة (جامعة‬
‫الشارقة ‪ ،‬كلية الدراسات العليا والبحث العلمي ‪ ،‬ط‪2012 ، 1‬م ‪ ،‬ص( ‪.) 315‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-175-‬‬
‫النص اجليد هو أساس جناح أي مشروع للوسائط املتعددة لذلك البد من‬
‫إختيار الكلمات بعناية ودقة‪.‬‬
‫كذلك إستخدام هذه األنواع من اخلطوط يفيد يف إبراز املعنى ثم إستخدام األلوان‬
‫إلبراز كلمة معينة من النص أو زيادة حجم بعض الكلمات للفت النظر إليها‪ ،‬كذلك‬
‫من الفنيات أيضاً استخدام النص املتحرك جلذب انتباه املتلقي‪.‬‬
‫معايري توظيف الصور الثابتة والرسوم يف برامج الوسائط املتعددة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تستخدم الصور الثابتة بشكل وظيفي معتدل دون إقالل خمل أو إفراط ممل‬
‫وحبسب احلاجة‪.‬‬
‫‪ .2‬تستخدم لتحقيق وظائف ختدم احملتوى‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تكون بسيطة وغري مزدمحة باملعلومات والتفاصيل غري الضرورية‪ ،‬وعند احلاجة‬
‫إىل رسوم معقدة يقسّم الرسم إىل عدة رسوم يركّز كل منها على فكرة واحدة‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون عرض الصور والرسوم مع حركة العني من أعلى ميني الشاشة لسهولة تتبع‬
‫الفكرة‪.‬‬
‫‪ .5‬أن تستخدم األلوان بشكل وظيفي وعند احلاجة لتحقيق أهداف مثل اإلثارة والتشويق‬
‫إلضفاء عنصر الواقعية‪.‬‬
‫‪ .6‬أن تكون األلوان واضحة ومتجانسة مع مراعاة احملافظة على التباين اللوني وجتنب‬
‫اإلفراط يف استخدام األلوان(‪.)1‬‬
‫معايري توظيف الصوت واملؤثرات الصوتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون الصوت واملؤثر الصوتي مناسبني للهدف الذي أُستخدما من أجله‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكونا واضحني ومعتدال يف السرعة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكونا منغمني بنغمات تسهّل عملية الفهم اإلستماعي وتؤثر يف املستمع وختلق جواً‬
‫طبيعياً‪.‬‬

‫( ‪ )1‬محمد عطية خميس‪ ،‬الكمبيوتر التعليمي وتكنولوجيا الوسائط المتعددة‪،‬القاهرة‪ ،‬دار السحاب ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2007‬م ‪ ،‬ص (‪)117 -116‬‬
‫‪-176-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫‪ .4‬عند إستخدام املؤثر الصوتي ينبغي أن يكون على نفس املستوى الذي يتواجد عليه يف‬
‫الواقع دون املبالغة يف حشد املؤثرات اليت تبدو مصطنعة‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا صاحب الصوت مؤثرات صوتية ختف شدتها عند التعليق الصوتي‪.‬‬
‫هنالك نوعان للرسوم املتحركة املستخدمة يف برامج الوسائط املتعددة‪.‬‬
‫‪ .1‬الرسوم املتحركة ثنائية األبعاد‪ :‬وهي األكثر شيوعاً حيث ترسم الصورة املسطحة‬
‫يدوياً لقطة بعد لقطة‪.‬‬
‫‪ .2‬الرسوم املتحركة ثالثية األبعاد‪ :‬وهي رسومات تستخدم التمثيل ثالثي األبعاد للبيانات‬
‫اهلندسية (وغالباً التمثيل الديكارتي)‪.‬‬
‫متر عملية إنشاء الرسوم ثالثية األبعاد بثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫تصميم النموذج‪ ،‬حتريك الرسوم‪ ،‬والتصيري‪ ،‬وتستغرق املرحلتان وقتاً طويالً يعتمد على‬
‫مدى تعقّد التصميم‪ ،‬يف الرسوم ثالثية األبعاد يتم إنشاء منوذج رياضي ثالثي األبعاد‬
‫يعكس الكائن وأبعاده وتؤثر املكونات املادية على تشكيل أنواع الرسوم ومظهر الرسم‬
‫املتحرك وطريقة حتريكه(‪ ،)1‬ويصف كل من شامبان وشامبان رسوم األبعاد الثالثية‬
‫بأنها‪( :‬سهلة الوصف صعبة النتفيذ)‪.‬‬
‫معايري توظيف لقطات الفيديو‪:‬‬
‫‪ .1‬مالئمة الشكل الوظيفي وحسب احلاجة‪ ،‬حبيث يقتصر اإلستخدام على املواقف‬
‫اليت تتطلب إظهار احلركة الكاملة‪ ،‬مثل عرض األشياء‪ ،‬واألحداث والظواهر‪،‬‬
‫املواقف احلقيقية‪ ،‬التجارب العلمية‪ ،‬املواقف الدرامية أو التأثري العاطفي يف املشاهد‬
‫احلقيقية‪ ،‬كذلك املشاهد البعيد اليت يصعب رؤيتها‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تكون واضحة متاماً وخالية من أي عناصر تشتت االنتباه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون هناك تزامناً بني الصورة والصوت‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تستخدم لقطات الفيديو الطويلة واملتوسطة واملقربة بشكل وظيفي متكامل‬
‫لتحقق األهداف املطلوبة مع الرتكيز على اللقطات املقربة‪.‬‬

‫( ‪ )1‬عبد الحميد بسيوني‪ ،‬إستخدام وتأليف الوسائط المتعددة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المكتبة العلمية للنشروالتوزيع ‪،‬‬
‫‪2011‬م ‪ ،‬ص( ‪)78‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-177-‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬اإلستفادة من عنصر التفاعلية‪:‬‬
‫عرفها ‪ Refael‬بأنها أحد القنوات اليت ميكنها نقل رد فعل اجلمهور إىل املرسل‬
‫ووصفها باالستجابة(‪ ،)1‬عملية التفاعل يف االتصال تسمح للجمهور باختيار ما يرغبون‪،‬‬
‫واألهم من ذلك أنها تسمح هلم باملساهمة يف شكل املضمون‪.‬‬
‫جند أن التفاعلية هي أكثر اخلواص اليت ذكرها الباحثون كخاصية أساسية متيّز‬
‫اإلعالم اجلديد‪.‬‬
‫أما العناصر اليت تعتمد عليها أهمها‪:‬‬
‫‪ /1‬جمموعات احلوار‪:‬‬
‫جمموعات احلوار أو جمموعات النقاش ‪ Discussion Groups‬هي خدمة‬
‫تفاعلية يتم تقدميها على شبكة اإلنرتنت حيت يستطيع جمموعة من األشخاص وضع‬
‫مقاالت وردود على هذه املقاالت‪ ،‬ومشاركة بعضهم البعض فيها‪ ،‬وهي أيضاً مساحة على‬
‫اإلنرتنت يستطيع من خالهلا األشخاص ذوي اإلهتمامات املشرتكة ترك رسائل عامة‬
‫وخاصة ميكن أن يقرأها مستخدم الكمبيوتر واآلخرين‪ .‬وهي بهذا املفهوم تعد شكالً‬
‫من اشكال اإلتصال الشخصي واجلمعي على شبكة اإلنرتنت ونوع من أنواع احلوار‬
‫اإللكرتوني‪ ،‬إذ يتيح لألفراد التواصل مع من يشاركونهم نفس اإلهتمامات وتبادل‬
‫األفكار واملعلومات والنصوص والصور واملوسيقى ولقطات الفيدو‪.‬‬
‫‪ /2‬إمكانية اإلجابة على األسئلة واالستفسارات‪:‬‬
‫كلما تفاعل املستخدم مع املضمون‪ ،‬كلما زاد اندماجه فيه وتأثر به‪ ،‬بل إنه كلما‬
‫زادت وتنوعت أشكال املشاركة وتبادل اآلراء كلما أوجدت نوعاً من اإلنتماء واالرتباط‪.‬‬
‫وكلما كان املستخدم قادراً على طرح أسئلته وطلب معلومات ووجد اإلجابة‬
‫والتفاعل‪ ،‬فإن مستوى إستقباله وإدراكه هلا سوف يكون أعلى‪ ،‬وهذا هو احملور‬
‫األساسي الذي تعتمد عليه التفاعلية‪ ،‬ويرتبط هذا أن جتعل املستخدم نفسه جزءاً مهما‬
‫فيما تُقدمه ومشرتكاً فيه بشكل فعلي‪ .‬كذلك إمكانية أن يصل املستخدم للمصادر‬

‫( ‪ )1‬د‪ .‬خالد بن عبد هللا الحلوة ‪ ،‬اإلعالم الجديد وتأثيراته في تشكيل الرأي العام ‪( ،‬مرجع سابق )‪ ،‬ص(‬
‫‪)25‬‬
‫‪-178-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫األخرى كذلك الوصول ملستويات خمتلفة من املعلومات بإستخدام اآلليات املختلفة‬


‫واإلتصال بقواعد البيانات الفورية(‪.)1‬‬
‫‪ /3‬الدردشة ‪Chatting‬‬
‫وهي خدمة يُطلق عليها أحياناً خدمة التحاور عرب اإلنرتنت‪ ،‬ويف هذه اخلدمة يتم‬
‫التحاور بني األشخاص بإستخدام العبارات املكتوبة بصورة فردية‪ ،‬وهو ما يسمى بالتحاور‬
‫الفوري املتتابع‪ .‬أي كأنّ شخصني يتحاوران وجهاً لوجه ولكن بالكتابة‪ ،‬حيث أن احملاور‬
‫يشاهد مباشرة ما يكتبه الشخص اآلخر‪ ،‬ومتّ حتديث إصدارات أخرى يف الفرتة األخرية‬
‫تتيح التحاور باإلستماع الصوتي وبالبث الفوري للصورة والصوت عن طريق تقنية الويب‬
‫كامريا (‪ )Web Camera‬وقد يستمر التحاور لساعات طويلة لقلة تكلفته وسهولة‬
‫إستخدامه(‪.)2‬‬
‫لنجاح التواصل والتفاعل يف هذه الشبكات البد من معرفة دوافع املستخدمني‬
‫واألهداف اليت يسعون إليها والرغبات اليت يريدون حتقيقها كذلك فتح باب املؤانسة‬
‫لزيادة احلميميه والقرب ‪.‬‬
‫‪ /4‬اإلستشارة‪Consultatio :‬‬
‫واملقصود به هو أن يقوم فرد بطلب معلومات أو حبث عن املعلومات من جهة مركزية‬
‫أو مستودع معلومات‪ .‬ومن أمثلة ذلك املكتبات العامة أو املوسوعات العلمية الورقية‬
‫واإلليكرتونية أو حمركات البحث على اإلنرتنت‪ ،‬ونعين من ذلك أن يوفرالقائمني على‬
‫أمر الدعوة مراكز للمعلومات يستفيد منها رواد شبكة مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬
‫احملور السادس‪ :‬توظيف املادة اإلعالمية‪:‬‬
‫الجانب اإلعالمي يف شبكات التواصل االجتماعي له قصب السبق ألنه املوجّه‬
‫واملرشد للجمهور‪ ،‬إضافةً إىل أنّه إستفاد من الوسائط املتعددة والتفاعلية ـ أكثر صفتني‬
‫متيّزان اإلعالم اجلديد ـ استفادة قصوى ولتحقيق الفائدة البد من‪:‬‬

‫( ‪ )1‬د‪ .‬حسنين شفيق‪ ،‬اإلعالم التفاعلي وما بعد التفاعلية ‪ ،‬دار فكر وفن للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪2010‬م ‪ ،‬ص( ‪)39‬‬
‫( ‪ )2‬د‪ .‬السيد محمد مرعي‪ ،‬تكنولوجيا الدعوة اإلسالمية ‪،‬مركز اإلعالم العربي‪ ،‬الجيزة‪ ،‬ط‪2009 ، 1‬م‬
‫‪ ،‬ص ‪132‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-179-‬‬
‫‪ /1‬حترير املادة اإلعالمية بصورة علمية‪.‬‬
‫‪ /2‬اإلستفادة من كافة أشكال التحرير الصحفي (إستقصائية‪ ،‬رأي)‪.‬‬
‫‪ /3‬توظّيف املادة اإلذاعية على رأسها (الدراما‪ ،‬احلوار)‪.‬‬
‫‪ /4‬اإلهتمام بالربامج احلية (املباشرة)‪.‬‬
‫‪ /5‬توظيف الوسائط املتعددة يف عرض املادة التحريرية‪.‬‬
‫وإلجياد التفاعل واإلنتماء للذي يُغذي شبكات التواصل اإلجتماعية باملادة اإلعالمية‪:‬‬
‫عليه أن يوفّر‪:‬‬
‫‪ /1‬أخبارمتنوعة لتعريف مجهوره مبا يدور حوله‪.‬‬
‫‪ /2‬خدمات إعالمية مثل (أحوال الطقس‪ ,‬أسعار العمالت‪ ،‬وغريها)‬
‫‪ /3‬تقدّيم برامج منوعة ومسابقات‪.‬‬
‫‪ /4‬خدمات تسويقية الغرض منها ربط اجلمهور داخل هذه الشبكات مبقدم املادة‬
‫اإلعالمية ميكن من خالهلا تعريفه مبراكز البيع‪ ،‬اإلعالن عن املنتجات‪ ،‬مع إمكانية‬
‫توصيل املنتج للجمهور‪ ،‬إىل غريها من اخلدمات التسويقية‪.‬‬
‫‪ /5‬توفري مواد (الصوت‪ ،‬الصورة‪ ،‬الفيديو‪ ،‬الفالشات) للتحميل‪.‬‬
‫أُجريت دراسة لصاحل شبكة مايكروسوفت ‪ )MSN( Microsoft‬قام بها‬
‫(‪ )Karenkecka‬تعتمد على أفضل ممارسات الويب ودراسات يسر اإلستخدام والبحوث‬
‫التكنولوجية املتقدمة‪ ،‬ترتكز النقطة احملورية هلذه الدراسة على معامل أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون املضمون مناسباً وعالي اجلودة‪.‬‬
‫‪ .2‬سهولة اإلستخدام‪.‬‬
‫‪ .3‬اخلربة املتفردة‪.‬‬
‫‪ .4‬إجياد العاطفة واجلاذبية‪.‬‬

‫‪-180-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫وقد انتهت الدراسة إىل وضع قائمة منها‪:‬‬


‫‪ .1‬جيب إستخدام الوسائط املتعددة إلستثارة عاطفة ما‪ ،‬وللحفاظ على بقاء املتلقي‪.‬‬
‫‪ .2‬جيب إستخدام الصوت خللق جو نفسي معيّن مع إتاحة الفرصة أمامه إلختيار منط‬
‫الصوت كلما كان ذلك ممكناً‪.‬‬
‫أما اجلانب الفين‪:‬‬
‫‪ .3‬ضرورة جتنب حتريك املوضوعات على الشاشة ألسفل بأن يكون طول الصفحة‬
‫مناسباً‪.‬‬
‫‪ .4‬جيب أن يكون وقت التحميل أقل من ‪ 10‬ثواني أو ميكن تقسيم احملتويات إىل أكثر‬
‫من حمتوى‪ ،‬إذا كان ذلك ضرورياً للتخلص من هذه املشكلة(‪.)1‬‬
‫التوصيات اليت خرجت بها هذه الدراسة‪:‬‬
‫‪ /1‬أمر الدعوة من أجلّ األمور وأعظمها يُنفق فيه الفكر‪ /‬املال‪ /‬النفس‪.‬‬
‫‪ /2‬على القائمني على أمر الدعوة مواكبة آخر تطورات ثورة تكنولوجيا املعلومات‪/‬‬
‫واالتصال‪ ،‬باستجالب التقنية والربامج وتأهيل مقدّمي املادة الدعوية للتعامل معها‪.‬‬
‫‪ /3‬شبكات التواصل االجتماعي يتجاوزون ثالث مليار شخص‪ ،‬والذين يستخدمون‬
‫اهلواتف احملمولة قارب إثنني مليار‪ .‬منهم ما يزيد عن مليار ونصف يستخدمونها مشاركني‬
‫يف مواقع التواصل اإلجتماعي‪ ،‬وهذا ميثّل مكاناً خصباً للدعوة حيتاج فيها الدعاة إىل فهم‬
‫طبيعة شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬وفهم طبيعة اجلمهور والقرب منه‪ ،‬خماطبة حاجاته‬
‫الروحية والنفسية‪ ،‬مع متيّز اخلطاب الدعوي باملواكبة‪.‬‬
‫‪ /4‬البد من خطة حمددة ملقدّم املادة الدعوية يبيّن فيها ماذا يريد‪ ،‬وكيف خياطب‬
‫مجهوره‪ ،‬مع معرفة إجتاهاته وخصائصه وماهي الربامج اليت تؤثر فيه‪ ،‬ثم متابعة النجاح‬
‫والفشل ملاقُدم‪.‬‬
‫‪ /5‬اللغة اليت خناطب بها مجهور شبكات التواصل اإلجتماعي البد أن تكون مفهومة‬
‫ومبسّطه قدر اإلمكان لتخاطب كل شرائح اجملتمع وخاصةً الشباب‪ ،‬كما جيب أن ننتبه‬

‫( ‪ )1‬أ‪ .‬د شريف درويش اللبّان ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع ‪ ،‬الدار‬
‫المصرية اللبنانية‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪2005‬م ‪ ،‬ص( ‪.) 182‬‬
‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-181-‬‬
‫للغات األخرى خاصةً اللغة اإلجنليزية لنخاطب بها املسلمني الذين اليتحدثون اللغة العربية‬
‫وغري املسلمني لنعرّفهم باإلسالم‪.‬‬
‫‪ /6‬تدريب وتأهيل الدعاة من جانب‪:‬‬
‫أ‪ /‬تعليمهم مهارات اإلتصال الفعّال مع مجهورهم‬
‫ب‪ /‬تدريبهم على التعامل مع التقنية احلديثة‪.‬‬
‫ج‪ /‬إكسابهم املهارات اإلعالمية عن طريق الدراسة والتدريب‪.‬‬
‫د‪ /‬معرفة الداعية لفنون التصميم واملونتاج الرقمي ليكون إختياره موافقاً ملا يريد‬
‫إيصاله‪.‬‬
‫‪ /7‬إنشاء مراكز متخصصة لتصميم وإنتاج املادة الدعوية نُغذي بها شبكات التواصل‬
‫اإلجتماعي مستفيدين من تقنية الوسائط املتعددة نراعي فيه اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ /‬كتابة النص اجليد‪ :‬أن يكون هادفاً ‪ /‬مؤثراً‪ ،‬يطبّق قاعدة أكرب قدر من‬
‫املعلومات يف أقل عدد من الكلمات‪.‬أضافةً إلستخدام عناصر اإلبراز واإليضاح‪.‬‬
‫ب‪ /‬االهتمام جبودة الصورة الرقمية‪.‬‬
‫ج‪ /‬التوظيف األمثل ملقاطع الفيديو (بقدر ماكانت مادة الفيديو ذات جودة عالية‪،‬‬
‫قصرية‪ ،‬مكتملة املعنى‪ ،‬مفعمة باحليوية‪ ،‬كان هذا أفضل لزيادة املشاهدة‬
‫وسهولة التحميل‪ ،‬وإذا كان حجم الفيديو كبري ميكن استخدام برنامج‬
‫ضغط امللفات أو ميكن تقسيمه إىل سلسلة أو حلقات‪.‬‬
‫د‪ /‬االستفادة من الربامج ثالثية األبعاد وهي رسومات تستخدم التمثيل ثالثي‬
‫األبعاد للبيانات اهلندسية (وغالباً التمثيل الديكارتي)‪.‬‬
‫‪ /8‬طرح قضايا للنقاش مع اإلجابة على األسئلة واإلستفسارات‪ ،‬اضافةً لوجود مساحة‬
‫للدردشة واحلوار ملرتادي شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬كلما تفاعل املستخدم مع‬
‫املضمون‪ ،‬كلما زاد اندماجه فيه وتأثر به‪ ،‬بل إنه كلما زادت وتنوعت أشكال املشاركة‬
‫وتبادل اآلراء كلما أوجدت نوعاً من االنتماء واالرتباط‪.‬‬
‫‪ /9‬اإلستفادة من األشكال التحريرية اليت تُكتب بها املادة اإلعالمية (مواد الرأي‪،‬‬
‫واملواد اإلستقصائية) واالهتمام باملادة الدرامية اليت جتد قبوالً كبرياً لدى مجهور شبكات‬
‫التواصل اإلجتماعي‪ ،‬واألوىل اختيار القضايا اليت متس الواقع وترمجتها إىل عمل درامي‪.‬‬

‫‪-182-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫‪ .10‬توفري اخلدمات اإلعالمية مثل (أحوال الطقس‪ ،‬أسعار العمالت‪ ،‬خدمات‬


‫تسويقية) ‪ ،‬أيضاً تقديم برامج منوعة ومسابقات للرتفيه والتسلية‪ ،‬إضافةً إلي تزويد هذه‬
‫الشبكات بكل ماهو جديد من أخبار ومعلومات لزيادة تثقيف اجلمهور وحتقيق القرب‬
‫والتفاعل وهذا مايسعى إليه مقدّم املادة لشبكات التواصل اإلجتماعي‪.‬‬
‫املصادر ‪:‬‬
‫‪ /1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ /2‬السنّة النبوية املطّهرة‪.‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬حسنني شفيق‪ ،‬اإلعالم التفاعلي وما بعد التفاعلية ‪ ،‬دار فكر وفن للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪2010 ،‬م‬
‫‪ .2‬حسني حممود هتيمي ‪،‬العالقات العامة وشبكات التواصل اإلجتماعي ‪ ،‬دار‬
‫أسامة للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪،‬عُمان ‪ ،‬ط‪2015 ، 1‬‬
‫‪ .3‬سليمان‪ ،‬زيد منري‪ ،‬الصحافة الكرتونية‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار أسامة للنشر‬
‫والتوزيع‪2009،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬السيد حممد مرعي‪ ،‬تكنولوجيا الدعوة اإلسالمية ‪،‬مركز اإلعالم العربي‪،‬‬
‫اجليزة‪ ،‬ط‪2009 ، 1‬م‬
‫‪ .5‬شريف درويش اللبّان‪ ،‬الصحافة اإللكرتونية دراسات يف التفاعلية وتصميم‬
‫املواقع‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬عادل اهلندي‪ ،‬فن التواصل الدعوي الناجح‪ ،‬مؤسسة إقراء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬عبد احلميد بسيوني‪ ،‬إستخدام وتأليف الوسائط املتعددة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املكتبة‬
‫العلمية للنشروالتوزيع‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬عبد العظيم كامل اجلميلي‪ ،‬و ثناء إمساعيل العاني‪ ،‬اإلعالم اجلديد‬
‫وإشكاليات التواصل الرقمي‪ ،‬دار الرياحني للنشر والتوزيع‪ ،‬عُمان األردن‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-183-‬‬


‫‪2016‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬علي خليل شقرة‪ ،‬اإلعالم اجلديد شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬دار أسامة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪2014 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬جمموعة من الباحثني‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬اإلعالم اجلديد تطور‬
‫الوظيفة واألداء‪ ،‬بغداد‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬جميد الزم مسلم املالكي‪ ،‬الوسائط املتعددة وتطبيقاتها يف املكتبات ومراكز‬
‫املعلومات‪ ،‬جملة آفاق الثقافة والرتاث عدد (‪ )55‬السنة الرابعة‪ ،‬أكتوب ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬حممد األمني موسى‪ ،‬التواصل الفعّال‪ ،‬األسس العلمية واجملاالت التطبيقية‪،‬‬
‫الشارقة (جامعة الشارقة‪ ،‬كلية الدراسات العليا والبحث العلمي‪ ،‬ط‪2012 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬محمد زين اهلادي العرمابي‪ ،‬الدعوة اإلسالمية‪ ،‬الشمول واالستيعاب‪ ،‬ط‪ ،1‬مطابع‬
‫السودان للعملة باخلرطوم‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬حممد عطية مخيس‪ ،‬الكمبيوتر التعليمي وتكنولوجيا الوسائط املتعددة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار السحاب‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬حمي الدين عبد احلليم‪ ،‬إشكاليات العمل الدعوي بني الثوابت واملعطيات‬
‫العصرية‪ ،‬قطر‪ ،‬إدارة واألوقاف والشئون اإلسالمة‪ ،‬ط‪1980 ،1‬م‪.‬‬
‫األوراق العلمي‪:‬‬
‫‪ .1‬بدر الدين أمحد إبراهيم‪ ،‬ورقة علمية بعنوان (رؤية علمية لصناعة إعالم إسالمي‬
‫جديد)‪ ،‬مقدمة يف مؤمتر مكة السادس عشر‪ ،‬رابطة العامل اإلسالمي‪ ،‬مكة‬
‫املكرمة‪2015 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬خالد بن عبد اهلل احللوة‪ ،‬اإلعالم اجلديد وتأثرياته يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬ورقة‬
‫علمية مقدمة يف املنتدى السادس للجمعية السعودية لإلعالم واالتصال‪ ،‬جامعة امللك‬
‫سعود‪ ،‬الرياض‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬سعود صاحل كاتب‪ ،‬ورقة علمية بعنوان (اإلعالم اجلديد وقضايا اجملتمع ـ‬
‫التحديات والفرص)‪ ،‬مقدّمة لـ (املؤمتر العاملي الثاني لإلعالم اإلسالمي)‪ ،‬رابطة العامل‬

‫‪-184-‬‬
‫توظيف شبكات التواصل اإلجتماعي خلدمة الدعوة اإلسالمية‬
‫د‪.‬خالد حممد حممداني‬

‫اإلسالمي‪ ،‬ديسمرب ‪2011‬م‪.‬‬


‫‪ .4‬صاحل خليل أبو اصبع‪ ،‬ورقة علمية بعنوان (رؤية علمية لصناعة إعالم إسالمي‬
‫جديد)‪ ،‬مقدمة يف مؤمتر مكة السادس عشر‪ ،‬رابطة العامل اإلسالمي‪ ،‬مكة‬
‫املكرمة‪2015 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬عوض إبراهيم عوض‪ ،‬ورقة حبثية بعنوان (دور اإلعالم يف ترسيخ الوسطية‬
‫اإلسالمية واالعتدال‪ ،‬جملة اإلسالم يف إفريقيا العدد ‪ 4‬و ‪ ،3‬مطابع السودان للعملة‪،‬‬
‫‪2014‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬حممد ابو الفتح البيانوني‪ ،‬ورقة علمية بعنوان (الدعوة ضرورة إنسانية)‪ ،‬مقدّمة يف‬
‫مؤمتر مكة الثاني عشر حتت عنوان (الدعوة اإلسالميه احلاضر واملسقبل)‪ ،‬رابطة‬
‫العامل اإلسالمي‪ ،‬أم اجلود‪ ،‬مكة‪2008 ،‬م‪.‬‬

‫جملة دراسات إعالمية ( ‪) 4‬‬ ‫‪-185-‬‬

You might also like