You are on page 1of 17

‫الجامعة اللبنانية‬

‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬


‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫النفط في لبنان‬

‫)قضايا معاصرة(‬

‫يقدم الى الدكتورة‪ :‬عطاف الكعكي‬

‫مارال أوهانيان و ريتا السمراني‬

‫السنة الثانية\ الفصل الثاني\ الشعبة‪-‬باء‬

‫‪2021-2022‬‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪3...........................................................................................‬‬

‫قصة النفط في لبنان ‪3..............................................................................‬‬

‫أماكن وجود النفط في لبنان ‪5.......................................................................‬‬

‫مشاكل يواجهها لبنان في استخراج نفطه وغازه ‪5..................................................‬‬

‫النزاع مع اسرائيل ‪6.............................................................................. :‬‬

‫توتال و التنقيب في لبنان‪8........................................................................ :‬‬

‫إسرائيل و المقاومة‪ :‬الخوف من الرد ‪8.............................................................‬‬

‫حسنات وجود قطاع النفط في لبنان‪10............................................................ :‬‬

‫أمن الطاقة‪10.................................................................................. :‬‬

‫االستدامة‪11.................................................................................... :‬‬

‫خلق القيمة ‪11................................................................................. :‬‬

‫القدرة على المنافسة ‪12....................................................................... :‬‬

‫المساءلة‪12.................................................................................... :‬‬

‫الخاتمة‪13........................................................................................ :‬‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫خضم األزمات السياسية واالقتصادية‪ ،‬الح بريق أمل في األفق‪ ،‬تمثّل بملف النفط‪،‬‬
‫في ّ‬
‫يثلج قلوب اللبنانيين‪ ،‬يطمئنهم إلى مستقبلهم ومستقبل أوالدهم‪ ،‬وقد يش ّكل حاًل ألزمة‬
‫األولية لحجم الثروة البترولية في المياه اللبنانية‬
‫المديونية العامة‪ .‬وفق التقديرات ّ‬
‫ستم ّك ن هذه الثروة لبنان من تطوير البنى التحتية والخدمات‪ ،‬كما أنها ستتيح استعادة‬
‫التوازن الطبقي بعد أن اضمحلّت الطبقة الوسطى بفعل الواقع االقتصادي السائد منذ‬
‫وتنص رؤية الدولة على المدى البعيد على تأسيس قطاع يضمن قدرة لبنان على‬
‫ّ‬ ‫عقود‪.‬‬
‫واالجتماعية المحلّ ّية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫العالمية ويخلق قيمة في التنمية‬
‫ّ‬ ‫المنافسة في السوق‬
‫والمستقبلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحالية‬
‫ّ‬ ‫ويعزز المراقبة والمحاسبة من قبل األجيال‬
‫ويضمن أمن الطاقة ّ‬
‫منذ عهد اإلنتداب الفرنسي بدأ االهتمام بمسألة النفط والغاز في الدولة اللبنانية‪ ،‬إال أن‬
‫الضغوط السياسية وظروف الحرب األهلية وعدم اإلستقرار السياسي في البالد وصعوبة‬
‫استخراجه في الماضي‪ ،‬كلها عوامل أ ّخرت عملية التنقيب والبحث‪ .‬وتطغى اسرائيل‬
‫مرة أخرى على حق و ثروات لبنان فهي تبدي طمعا بموارده النفطية من دون االهتمام‬
‫ألي من االعتراضات الموجهة تجاهها رامية وراء ظهرها إتفاقية ترسيم الحدود ويجدر‬
‫بالذكر التقاعس من الطرف اللبناني في ما يختص بترسيم الحدود فهل ستقف إسرائيل‬
‫ٍ‬
‫بتساو مع إرضاء الطرفين؟‬ ‫عند حدها؟ وهل سنتمكن من ترسيم الحدود‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫قصة النفط في لبنان‪: ‬‬


‫بدأت رحلة البحث عن النفط في لبنان في السنوات األولى لالنتداب الفرنسي عندما‬
‫أصدر المفوض السامي الفرنسي هنري دو جوفنيل قراراً يجيز فيه أعمال التنقيب عن‬
‫مناجم النفط والمعادن واستخراجها واستثمارها‪ .‬الحقاً أجريت أبحاث ودراسات حول‬
‫وجود النفط في لبنان أبرزها أعمال المهندس الجيولوجي الفرنسي لويس دوبرتريه‬
‫منتدباً من إدارة المناجم في فرنسا ومن المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الذي أطلق‬
‫مشروع المسح الجيولوجي‪ .‬على مدى خمسة وعشرين عاماً بدءاً من العام ‪،1930‬‬
‫عمل دوبرتريه ومجموعة من المساعدين له على تنظيم خريطة لبنان الجيولوجية ‪،‬‬
‫وساهمت هذه الدراسة في إضاءة بعض جوانب عمليات االستكشاف النفطي‪ ،‬وقد تبين‬
‫أن األرض اللبنانية بسبب نوع الطيات الموجودة فيها‪ ،‬تعطي أمالً كبيراً في احتمال‬
‫وجود النفط‪ .‬وصدر أول قرار رسمي لبناني بتنظيم مسألة التنقيب عن النفط‬
‫وإ ستخراجه‪ ،‬في ‪ 23‬حزيران ‪ ،1936‬وحمل الرقم ‪ ،139‬وكان مذيالً بتوقيع وزير‬
‫األشغال العامة آنذاك جبرائيل المر‪ .‬في العام ‪ 1946‬نفذت شركة نفط العراق ‪IPC‬‬
‫أعمال حفر في منطقة تربل في شمال لبنان‪ ،‬فيما أجرت الشركة اللبنانية للزيوت منذ‬
‫العام ‪ 1947‬دراسات جيولوجية سطحية بإشراف الجيولوجي الفرنسي جورج رونوراد‬
‫واللبناني جورج صباغ في مختلف المناطق اللبنانية غطّت مساحة ‪ 3300‬كلم‪ 2‬وتوقع‬
‫وجود النفط في لبنان‪ .‬وأكد نتيجة لعمليات التنقيب وجود غاز في يحمر بمعدالت‬
‫منخفضة‪ ،‬وغاز كبريتي هيدروجيني في منجم في حاصبيا‪ .‬وفي العام ‪ 1953‬قامت‬
‫الشركة األميركية يواس باسيفيك ويسترن ‪ US Pacific Western‬بحفر بئر آخر‬
‫في منطقة يحمر في البقاع الغربي حيث تبين لها وجود الغاز على عمق ‪700‬م‪ .‬وبين‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫العامين ‪ 1961-1960‬قامت إحدى الشركات األلمانية بأعمال حفر بئر لمصلحة شركة‬
‫نفط العراق في منطقة عدلون في جنوب لبنان‪ ،‬وفي العام ‪ 1963‬عمدت شركة إيطالية‬
‫إلى حفر بئرين في سحمر وتل الذنوب في البقاع الغربي وفي عبرين في قضاء‬
‫البترون‪ .‬لكن كل هذه المحاوالت باءت بالفشل ولم تؤد إلى نتائج ايجابية إذ تركزت‬
‫قدم الدكتور زياد بيضون رئيس دائرة‬
‫على البر ولم تشمل البحر‪ .‬في العام ‪ّ ،1972‬‬
‫الجيولوجيا في الجامعة األميركية في بيروت دراسة إلى مؤتمر البترول العربي المنعقد‬
‫في الجزائر بين فيها إمكانية وجود النفظ في لبنان‪ ،‬وقد ركز بيضون في دراسته على‬
‫دراسات سابقة أشارت إلى احتمال وجود أكثر من ألفي متر من طبقات بحرية مناسبة‬
‫لتكون النفط وخزنه في الطبقات الجيولوجية‪ ،‬مشيراً إلى احتمال وجود النفط في منطقة‬
‫الشمال اللبناني‪ .‬واستناداً إلى أبحاث بيضون توجهت عدة شركات نفطية عالمية إلى‬
‫لبنان للحصول على امتيازات للتنقيب عن النفط بين العامين ‪ .1974-1973‬كما وضع‬
‫العالم غسان قانصو (شقيق النائب عاصم قانصو) عدة دراسات أكد فيها وجود كميات‬
‫من النفط في البر والبحر اللبناني ال سيما بين البترون وطرابلس‪ .‬وفي بداية العام‬
‫‪ 1975‬طلب رئيس الجمهورية اللبنانية سليمان فرنجية من الدكتور زياد بيضون متابعة‬
‫أعماله ووضع تصور متكامل عن مستقبل النفط في لبنان وكيفية تنظيم هذا القطاع في‬
‫ضوء تقدم الشركات بطلبات التنقيب عن النفط وكانت أولى الخطوات العملية صدور‬
‫المرسوم رقم ‪ 10095‬تاريخ ‪ 11‬نيسان ‪ ،1975‬الذي أجاز لوزارة الصناعة والنفط‬
‫إعادة النظر في امتيازات التنقيب عن النفط واستثمارها لمصلحة الدولة‪ ،‬لكن اندالع‬
‫الحرب أوقف اإلجراءات واألعمال‪ .‬في عهد حكومة رفيق الحريري عام ‪ ،2002‬تعاقد‬
‫مجلس الوزراء اللبناني مع شركة سبكتروم االنكليزية التي قامت بإجراء مسح ثنائي‬
‫طى كامل الساحل اللبناني‪ ،‬وأشار تقرير الشركة إلى احتمال فعلي لوجود النفط‬
‫األبعاد غ ّ‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫والغاز‪ .‬والحقاً استكملت شركة جي‪.‬أي‪.‬أس (‪ )GIS‬النروجية أعمال البحث من خالل‬


‫قيامها بمسح ثالثي األبعاد في الموقع نفسه‪ ،‬أشار إلى أن أكبر الكميات النفطية موجودة‬
‫في الشمال مقابل ساحل العبدة‪ .‬وتواصلت أعمال البحث الجيولوجي عن النفط حيث‬
‫أجرت شركة ‪ P.G.S‬مسوحات ثالثية األبعاد في العامين ‪ 2007-2006‬أحدهم ضمن‬
‫المياه اللبنانية وآخر ضمن المياه اللبنانية – القبرصية‪ ،‬حيث أشارت إلى احتمال وجود‬
‫كميات تجارية من النفط‪.‬‬

‫أماكن وجود النفط في لبنان‪: ‬‬


‫غسان قانصوه في دراسات له عن وجود كميات من النفط في‬
‫أشار العالم الراحل ّ‬
‫لبنان‪ ،‬وال سيما في المناطق الواقعة بين البترون وطرابلس في المياه اإلقليمية اللبنانية·‬
‫أما الخبير الجيولوجي زياد بيضون أ ّكد في أبحاث كثيرة له أن النفط موجود في منطقة‬
‫(الجرف القاري) المغمور بمياه البحر الضحلة على السواحل اللبنانية وليس في‬
‫المناطق الداخلية‪ ،‬مع عدم استبعاده وجود ابار ال سيما في منطقتي سحمر ويحمر‬
‫يمين أشار في أطروحة‬
‫البقاعيتين· وكان المتخصص في جيولوجيا النفط د‪ .‬ميشال ّ‬
‫الدكتوراه عام(‪ )1981‬تحت إشراف البروفسور الروسي أجغيريي إلى احتمال كبير‬
‫لوجود نفط وغاز في الجرف القاري اللبناني شرقي البحر المتوسط‪ .‬وبعد المسح‬
‫توصل الخبراء إلى وجود النفط في ثالث مناطق لبنانية‪ :‬البترون ‪ -‬شكا والتي‬
‫ّ‬ ‫الحديث‬
‫تمتد حتى جبل تربل وفي منطقة راشكيدا البترون ومنطقتي سحمر ويحمر في البقاع‪،‬‬
‫ومنطقة عدلون في الجنوب‪.‬‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫مشاكل يواجهها لبنان في استخراج نفطه وغازه‪: ‬‬


‫عدم ترسيم الحدود المائية مع قبرص وسورية وإ سرائيل‪ ،‬كذلك عدم ترسيم‬ ‫‪‬‬
‫الحدود البرية مع سوريا‪ ،‬مما يجعل الحقول النفطية الواقعة هناك أماكن متنازع‬
‫عليها بين هذه البلدان‪.‬‬
‫عدم تحديد المناطق االقتصادية البحرية والتي تتجاوز المياه اإلقليمية التي ال‬ ‫‪‬‬
‫تتعدى العشرين كيلومترا‪ .‬وخاصة أن المنطقة البحرية االقتصادية في لبنان‬
‫متداخلة مع نظيرتها في قبرص مما يعقّد عملية تحديد نسبة كل دولة من الحقول‬
‫الموجودة هناك‪.‬‬
‫عدم وجود أسطول بحري متطور في لبنان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ِقدم مصفاتي النفط في طرابلس والزهراني‪ ،‬وعدم وجود خزانات كافية لتخزين‬ ‫‪‬‬
‫الكميات المنوي استخراجها‪.‬‬
‫وحصة‬
‫ّ‬ ‫انهارت المحادثات بين لبنان وإ سرائيل بشأن النزاع الحدودي البحري‬ ‫‪‬‬
‫وتعد‬
‫لبنان من ثروات النفط والغاز الطبيعي التي يحتضنها هذا الجزء من البحر ّ‬
‫تذكرة في غاية األهمية لخروج البالد من المشاكل االقتصادية‪.‬‬

‫النزاع مع اسرائيل ‪:‬‬


‫تم تأكيد وصول سفينة حفر إلى حقل كاريش للبدء بعملية‬
‫في ‪ 11‬آذار‪ /‬مارس ‪َّ ،2022‬‬
‫التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الحدودية المتنازع عليها والواعدة بالموارد‬
‫البترولية والغازية‪.‬‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫واعتداء سافراً على حقوق وسيادة لبنان الذي‬


‫ً‬ ‫األمر الذي يعتبر سرقة في وضح النهار‬
‫أن حقل‬ ‫بعث رسالة إلى األمم المتحدة في ‪ 28‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪َّ 2022‬‬
‫أكد فيها ّ‬
‫كاريش البحري الذي يقع على بعد ‪ 100‬كيلومتر من السواحل اإلسرائيلية على البحر‬
‫المتوسط هو حقل متنازع عليه وليس حقالً إسرائيلياً‪ ،‬أي بعد يومين من إعالن وزارة‬
‫ِّ‬
‫الطاقة اإلسرائيلية استئناف المحادثات بشأن ترسيم حدودها البحرية مع لبنان بوساطة‬
‫أميركية بعد أن تعثَّر التفاوض في ‪ 4‬مايو‪/‬أيار ‪ 2021‬بسبب تقديم خرائط متعارضة‬
‫ومتناقضة رفعت مساحة المنطقة المتنازع عليها من ‪ 860‬كلم إلى ‪ 2290‬كيلومترا بما‬
‫في ذلك أجزاء من حقل كاريش الذي تُنقِّب فيه شركة "هاليبرتون" ‪Halliburton‬‬
‫األميركية بالتعاون مع شركة "إنرجين" ‪ Energean‬اليونانية بتوكيل من شركتي "نوبل‬
‫إنرجي" ‪ Noble Energy‬األميركية و"ديلك كيدوحيم" ‪ Delek Kedohim‬اإلسرائيلية‪.‬‬

‫بر ّية معترف بها بشكل متبادل مع لبنان منذ عام ‪،1949‬‬‫تعيش إسرائيل بدون حدود ِّ‬
‫جيداً االلتزام بوقف إطالق النار على طول الخط األزرق الذي حدَّدته األمم‬
‫وتستغ ّل ِّ‬
‫القوات اإلسرائيلية من جنوب لبنان عام ‪ ،2000‬حيث يجتذب‬
‫المتحدة بعد انسحاب ّ‬
‫ّ‬
‫التعرض ألية‬
‫الكيان الصهيوني االستثمار األجنبي الستكشاف النفط والغاز الطبيعي دون ُّ‬
‫هجمات على الحدود المتنازع عليها‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬يأمل لبنان الرازح تحت ضائقة اقتصادية وسياسية بائسة في أن تفسح له‬
‫لشق طريق الخروج من أزمته غير المسبوقة‪ ،‬وبطبيعة‬ ‫تسوية الحدود البحرية المجال ّ‬
‫حل وسط مع‬‫الحال فعل حزب اهلل المدعوم إيرانياً كل ما بوسعه إلجهاض االتِّفاق على ٍّ‬
‫إسرائيل في السابق‪ ،‬ولكن يبدو أ ّنه تراجع عن عناده بعد أن وافق على ترسيم الحدود‬
‫ط ‪ 29‬في نفس الفترة‬‫تمسكه بالخ ّ‬
‫ط الحدودي البحري ‪ 23‬بعد سنوات من ُّ‬ ‫بناء على الخ ّ‬
‫ً‬
‫الحساسة التي تجري فيها مفاوضات فيينا إلحياء االتِّفاق النووي اإليراني لعام ‪،2015‬‬
‫َّ‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫مما يرجح احتمال تقديم تنازل مقابل تنازل لصالح إسرائيل وإ يران على حساب لبنان‬
‫وشعبه‪.‬‬

‫المتوسط‬
‫ِّ‬ ‫تتوق إسرائيل ألن تصبح العباً رئيسياً في مجال الطاقة في شرق البحر‬
‫مستغلَّة من أجل ذلك تعاون جيرانها البحريين كقبرص واليونان‪ ،‬وكذا عجز لبنان عن‬
‫الدخول في عمليات استكشاف احتياطات الغاز والطاقة الواعدة واستثمارها في ظ ّل‬
‫التوصل إلى اتِّفاق في المعركة التي يفعل فيها لبنان ما بوسعه لجعل الحدود‬
‫ُّ‬ ‫غياب‬
‫البحرية تنحني جنوباً والتي ال تدَّخر فيها أيضاً إسرائيل جهداً لجعل الخطّ الحدودي‬
‫ينحرف نحو الشمال‪.‬‬

‫حق التنقيب في المنطقة البحرية‬


‫المتحدة على ّ‬
‫ّ‬ ‫حصلت إسرائيل عنوة وبدعم الواليات‬
‫بحصته من الغاز الطبيعي فيها والبالغة حوالي ‪96‬‬
‫ّ‬ ‫المسماة "بلوك ‪ "9‬التي يطالب لبنان‬
‫مكعب‪ ،‬حيث يمكن لهذه الثروة الضخمة أن تساعد لبنان على خفض حجم‬ ‫تريليون قدم ّ‬
‫دينه العام الذي بلغ ‪ 183‬بالمائة من الناتج المحلي اإلجمالي في نهاية ‪ 2021‬وفقاً‬
‫لتقرير البنك الدولي الصادر في ‪ 25‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪.2022‬‬

‫مجرد ٍ‬
‫حلم بعيد المنال في لبنان‬ ‫تستبيح إسرائيل كل الوسائل لجعل تصدير الغاز الطبيعي َّ‬
‫التوصل إلى اتِّفاق مع الكيان الصهيوني‪ ،‬ثم إقناع‬
‫ُّ‬ ‫الذي ينبغي عليه ّأوالً أن يجتاز عقبة‬
‫الشركات األجنبية للقدوم من أجل التنقيب في المياه التي يمكن إلسرائيل أن تتنازل عنها‬
‫في االتِّفاق بعد ُّ‬
‫تأكدها من قلّة مخزون الغاز فيها‪ ،‬ثم المرور إلى مرحلة االستخراج‬
‫والبيع التي تتطلَّب بدورها استثمارات هائلة‪.‬‬

‫كل ذلك مع األخذ بعين االعتبار عدم إغضاب روسيا التي مدَّت عينيها إلى غاز المنطقة‬
‫وبدأت عمليات التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل سورية الواقعة شرق البحر‬
‫مربعاً من المياه التي تطالب بها بيروت أيضاً‪.‬‬
‫المتوسط بما في ذلك ‪ 750‬كيلومتراً ّ‬
‫ِّ‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫تمضي إسرائيل قُدماً في سياستها المرتكزة على النهب المنظَّم المدعوم أميركياً من أجل‬
‫ومصدِّراً استراتيجياً للغاز الطبيعي‬
‫الترويج لنفسها كمسيطر على الطاقة في المنطقة ُ‬
‫تمكنت من خالل استحواذها على نفط وغاز‬ ‫ومخلِّصاً هاماً من الضغوطات الروسية‪ ،‬كما َّ‬
‫ُ‬
‫المتوسط من تسجيل رقم قياسي في عائدات الغاز الطبيعي والنفط بنحو ‪ 1.23‬مليار‬
‫ِّ‬
‫شيكل (‪ 381‬مليون دوالر) في عام ‪ ،2021‬أي بزيادة تُقدَّر بـ‪ 12.8‬بالمائة عن الرقم‬
‫المسجَّل عام ‪2020‬‬
‫القياسي السابق البالغ ‪ 1.09‬مليار شيكل (‪ 337‬مليون دوالر) ُ‬
‫وفقاً للتقرير السنوي لوزارة الطاقة اإلسرائيلية الصادر في فبراير‪/‬شباط ‪.2022‬‬

‫للتوص ل إلى اتِّف ا ٍ‬


‫ق لترس يم الح دود البحري ة م ع لبن ان من‬ ‫ُّ‬ ‫لكن الكي ان الص هيوني يحت اج‬
‫أجل إبرام عقود طويلة األجل دون تردُّد مع الشركات األجنبية التي تتحاشى ق در اإلمك ان‬
‫جم ة في ج ذب‬
‫أن إس رائيل واجهت ص عوبات ّ‬ ‫المخ اطرة وع دم اليقين‪ ،‬م ع الت ذكير هن ا ب ّ‬
‫االستثمار األجنبي وإ قناع الشركات األجنبية للبدء بالتنقيب في المياه المتنازع عليه‬

‫توتال و التنقيب في لبنان‪:‬‬


‫في ‪ 1‬أكت وبر‪/‬تش رين األول من ع ام ‪ ،2020‬أعلن رئيس مجلس الن ّواب اللبن اني‪ ،‬نبي ه‬
‫ب ري‪ ،‬وع ًدا من ال رئيس الفرنس ي‪ ،‬إيمانوي ل م اكرون‪ ،‬ب أن "تب دأ ش ركة توت ال األعم ال‬
‫(التنقيب عن النفط والغ از) قب ل نهاي ة الع ام (‪ ،")2020‬وأن "ه ذا التف اهم يس اعدها على‬
‫البدء"‪.‬‬

‫جاءت تصريحات نبيه بري حينها في مؤتمر صحفي‪ ،‬ناشد خالل ه م اكرون "الض غط على‬
‫توتال‪ ،‬لعدم تأجيل التنقيب البح ري عن الغ از" بع د وق ف الش ركة الفرنس ية أعم ال الحف ر‬
‫عالميا في مارس‪/‬آذار ‪ ،2020‬وما تبعه من إغالق اقتصادي‬
‫ً‬ ‫شي فيروس كورونا‬ ‫إثر تف ّ‬
‫على مستوى العالم‪.‬‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫وفي ‪ 26‬نوفم بر‪/‬تش رين الث اني من الع ام الماض ي‪ِ ،‬‬
‫ُأطلقَت المرحل ة الثاني ة للتنقيب في‬
‫رارا يقض ي باس تكمال دورة‬
‫المي اه البحري ة‪ ،‬ووقّ ع وزي ر الطاق ة والمي اه‪ ،‬ولي د في اض‪ ،‬ق ً‬
‫التراخيص الثانية في المياه اللبنانية التي سبق أن وافق مجلس الوزراء على إطالقها‪.‬‬

‫وح دِّد ي وم ‪ 15‬يوني و‪/‬حزي ران ‪ 2022‬موع ًدا نهائيًا لتق ديم طلب ات االش تراك في جول ة‬
‫ُ‬
‫التراخيص من ِقبل شركات النفط والغاز‪ ،‬بموجب قرار الوزير فياض‪.‬‬

‫إسرائيل و المقاومة‪ :‬الخوف من الرد‬

‫والمعوق ات واألزم ات ال تي‬


‫ّ‬ ‫تم ّكنت حكومة نجيب ميق اتي‪ ،‬ح تى اآلن‪ ،‬من تج اوز العقب ات‬
‫ؤرق المس ؤولين‪ :‬ه ل تُق دم «إس رائيل» قب ل‬ ‫واجهته ا‪ .‬ثم ة ه اجس واح د على األق ل ي ّ‬
‫منتصف هذا الشهر أو بعده على مباشرة اس تخراج النف ط من حق ل «ك اريش» ال ذي يق ع‬
‫ثلثه ضمن المياه اإلقليمية اللبناني ة؟ ش ركة «إنرجي ان» اليوناني ة ال تي ك انت تعاق دت م ع‬
‫«إس رائيل» على التنقيب عن النف ط ثم بيع ه‪ ،‬أعلنت مطل ع الش هر الماض ي أن س فينة‬
‫الق ْط ر في طريقه ا إلى س نغافورة‪ ،‬بغي ة ق ْط ر س فينة اإلنت اج ‪FPSO Energean‬‬
‫‪ Power‬لبدء شفط (سحب) النفط والغاز من حقل «كاريش»‪ ،‬الذي ك ان لبن ان ق د أعلن ه‬
‫رس مياً حقالً متنازع اً علي ه‪ ،‬وذل ك بم وجب رس الة ك ان ق د أودعه ا األمم المتح دة بت اريخ‬
‫‪.2022/1/28‬‬

‫لم يصدر عن الحكومة اللبنانية أي موق ف رداً على م ا أعلنت ه ش ركة «إنرجي ان»‪ ،‬األم ر‬
‫تفز رئيس الوف د التق ني العس كري المف اوض بش أن الح دود البحري ة الجنوبي ة‬
‫ال ذي اس ّ‬
‫العمي د ال ركن بس ام ياس ين‪ ،‬وحمل ه على التس اؤل غاض باً‪« :‬نحن في لبن ان نرف ع فق ط‬
‫الش عارات الرنان ة‪ :‬لن نتن ازل عن قط رة م اء‪ ،‬وس ندافع عن ثروتن ا‪ ،‬س نمنع اإلس رائيلي‬
‫من التنقيب في جوارنا‪ ،‬إن لم ننقب نحن في مياهنا‪ ،‬إن كل هؤالء سيوض عون في دائ رة‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫الخيانة والعمالة‪ ،‬إن لم يبادر مجلس الوزراء إلى االجتماع فوراً للتأكي د على الخ ط ‪،29‬‬
‫أي‬
‫وإ رسال إنذار إلى شركة «إنرجيان» مباشرةً أو عبر األمم المتحدة ي دعوها إلى وق ف ّ‬
‫نش اط في حق ل «ك اريش» لكون ه حقالً مش تركاً بين لبن ان وفلس طين المحتل ة‪ ،‬إلى حين‬
‫إتمام عملية التف اوض ح ول الترس يم» (ص حيفة «النه ار»‪ .)2022/5/5 ،‬لم يص در عن‬
‫أي تعليق على تص ريح العمي د ياس ين‪ ،‬ليس لكون ه وس ائر‬ ‫رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ّ‬
‫المس ؤولين منش غلين ب إجراءات االنتخاب ات وحس ب‪ ،‬ب ل ألن ه ال تف اهم بع د بين كب ار‬
‫الح اكمين على ح دود المي اه اإلقليمي ة اللبناني ة‪ ،‬وال على مض مون التس وية الممكن‬
‫التوص ل إليه ا م ع الج انب اإلس رائيلي في المفاوض ات (المتوقف ة حالي اً) في إط ار لجن ة‬
‫الهدنة المشتركة وبرعاي ة األمم المتح دة ظ اهراً والوالي ات المتح دة ض مناً‪ .‬وعلي ه‪ ،‬يبقى‬
‫الس ؤال منتص باً‪ :‬م ا العم ل إذا م ا ركبت «إس رائيل» رأس ها وق ررت مباش رة ش فط النف ط‬
‫والغاز من حقل «كاريش» الذي يقع أكثر من ثلثه ضمن المياه اإلقليمية اللبنانية؟‬

‫رد‬
‫أي ٍّ‬
‫الجيش اللبن اني‪ ،‬وبص رف النظ ر عن م دى قدرات ه‪ ،‬لن ُيق دم على المش اركة في ّ‬
‫على عدوان «إسرائيل» ما لم َّ‬
‫تتلق قيادته ضوءاً أخضر من الحكومة‪.‬‬

‫من الواض ح أن أه ل الس لطة أرج أوا الج واب إلى م ا بع د االنته اء من االنتخاب ات‪ ،‬لكن‪،‬‬
‫م اذا ل و لم ت ؤ ِد نت ائج االنتخاب ات إلى إنج اب كتل ة برلماني ة متجانس ة ق ادرة على ت أليف‬
‫حكومة جديدة تح ّل مح ل حكوم ة ميق اتي‪ ،‬ال تي تك ون ق د أص بحت بحكم المس تقيلة؟ فوق‬
‫ذاك‪ ،‬ه ل من المؤك د أن من ش أن تركيب ة الحكوم ة الجدي دة تيس ير مس ألة التف اهم بين‬
‫وجب القي ام ب ه‪ ،‬رداً على مباش رة الع دو اإلس رائيلي الس طو‬
‫الح اكمين الج دد على م ا يت ّ‬
‫على نف ط لبن ان وغ ازه‪ ،‬كم ا على مض مون التس وية بش أن ترس يم الح دود بين لبن ان‬
‫قيض للمفاوض ات بين الج انبين أن تُس تأنف يوم اً م ا؟ ثم م اذا‬
‫وفلسطين المحتل ة‪ ،‬إذا م ا ّ‬
‫تراه يكون موقف محور المقاومة (حزب اهلل وحلفاؤه) إذا ما اس تغلت «إس رائيل» ص مت‬
‫أه ل الس لطة فباش رت بش فط النف ط والغ از من حق ل «ك اريش» المعت بر منطق ة متنازع اً‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫رد يم ّكن «إس رائيل»‪ ،‬المدعوم ة دائم اً واب داً من‬


‫عليه ا؟ إن امتن اع لبن ان الرس مي عن ال ّ‬
‫حاض نتها األزلي ة الوالي ات المتح دة األمريكي ة‪ ،‬من اعتب ار ص مت لبن ان الرس مي قرين ة‬
‫على القبول بما حصل ويحصل والبناء عليه مستقبالً في المفاوضات‪.‬‬

‫غ ير أن المس ألة األهم واألخط ر هي كي ف سيتص رف ح زب اهلل‪ ،‬ذل ك أن قائ د المقاوم ة‬


‫الس يد حس ن نص راهلل ك ان ق د أعلن أن قي ام «إس رائيل» باالعت داء على حق وق لبن ان‬
‫رد وبق و ٍة على‬
‫الس يادية في المنطق ة االقتص ادية الخالص ة ي ولي المقاوم ة الح ق في ال ّ‬
‫الع دوان‪ .‬الواق ع أن الحكوم ة اللبناني ة ك انت اعت برت «ك اريش» حقالً متنازع اً علي ه‬
‫بم وجب رس الة أودعته ا األمم المتح دة بت اريخ ‪ ،2022/1/28‬لكنه ا لم تعلن ال ماض ياً‬
‫سترد بالقوة على «إسرائيل» إذا م ا اعت دت على حق وق لبن ان البحري ة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وال حاضراً أنها‬
‫الرد ف إن ذل ك س يكون ع بر الجيش اللبن اني‪ .‬فم ا ه و موق ف الجيش‪،‬‬
‫إذا قررت الحكومة ّ‬
‫الرد؟ من الواضح أن الجيش ال يعتبر حقل «كاريش» واقعاً ض من‬ ‫وهل لديه القدرة على ّ‬
‫المي اه اإلقليمي ة اللبناني ة فحس ب‪ ،‬ب ل يعت بر أن ه ذه تتج اوز أيض اً الخ ط ‪ 23‬لتص ل إلى‬
‫الخط ‪ ،29‬ما يعطي لبنان مساح ًة إض افية ال تق ل عن ‪ 1430‬كيلوم تراً مربع اً‪ .‬وم ا ك ان‬
‫العميد ياسين ليؤكد حق لبنان في قسم كبير من حقل «كاريش» لوال وثوقه من أن قي ادة‬
‫الجيش تعتمد ه ذا الموق ف‪ ،‬غ ير أن الجيش‪ ،‬وبص رف النظ ر عن م دى قدرات ه‪ ،‬لن ُيق دم‬
‫رد على ع دوان «إس رائيل» م ا لم تتل َّ‬
‫ق قيادت ه ض وءاً أخض ر من‬ ‫اي ٍّ‬
‫على المش اركة في ّ‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫حسنات وجود قطاع النفط في لبنان‪:‬‬

‫أمن الطاقة‪:‬‬
‫على قط اع النف ط والغ از أن يس اهم في إم داد لبن ان بالطاق ة بكلف ة معقول ة ودون أي‬
‫كل ش به كام ٍل على منتج ات الطاق ة المس توردة‪ .‬ل ذا‪ ،‬عن د‬
‫انقط اع‪ .‬يعتم د لبن ان بش ٍ‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫بيعي منه ا‪ ،‬يجب أن‬


‫وع من أن واع الهي دروكربونات‪ ،‬ال س ّيما الغ از الط ّ‬ ‫أي ن ٍ‬‫اكتش اف ّ‬
‫إن‬
‫الخارجي ة‪ .‬وبالت الي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يس اهم ذل ك في تخفيض نس بة اعتم اد الطاق ة على األس واق‬
‫يتم إنتاج ه محلّ ّي اً يجب أن يغ ذي معام ل الكهرب اء الموج ودة حالي اً‬
‫بيعي ال ذي ّ‬
‫الغ از الط ّ‬
‫والمخطّط لبنائه ا الحق اً‪ ،‬م ا ي ؤدي إلى توف ير الكهرب اء بكلف ة أق ّل وبط رق أك ثر نظاف ة‪.‬‬
‫دريجياً من وج ود‬
‫ّ‬ ‫سيما قطاع الص ناعة‪ ،‬فيمكنه ا أن تس تفيد ت‬ ‫أما القطاعات األخرى‪ ،‬ال ّ‬ ‫ّ‬
‫طبيعي محلّ ٍّي إذ تعتمد عليه لإلنتاج بكلفة أق ّل‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫غاز‬

‫االستدامة‪:‬‬
‫عملي من‬
‫ٍّ‬ ‫الحالي ة بش ٍ‬
‫كل‬ ‫ّ‬ ‫على قطاع النفط والغاز أن يس عى دائم اً إلى تلبي ة االحتياج ات‬
‫دون أن ي ؤثَّر ذل ك على ق در ِة األجي ال القادم ة في لبن ان على تلبي ة احتياج اتهم في‬
‫إمكاني ات الم وارد‬
‫ّ‬ ‫المس تقبل‪ .‬وبه دف اس تخراج الم وارد على النح و األمث ل وتحقي ق‬
‫ٍ‬
‫حكيم‬ ‫عمليات االستكشاف والتط وير واإلنت اج بش ٍ‬
‫كل‬ ‫ّ‬ ‫بد من إجراء‬
‫البحرية‪ ،‬ال ّ‬
‫ّ‬ ‫البترولية‬
‫ّ‬
‫البحري ة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البترولية في المي اه‬
‫ّ‬ ‫ق للبيئة‪ ،‬وفقاً لما ينص عليه قانون الموارد‬ ‫ٍ‬
‫وآمن وصدي ٍ‬
‫ال وقاب ٍل للحي اة‪ ،‬م ع األخ ذ في‬
‫فع ٍ‬ ‫يه دف ذل ك إلى ض مان تط وير قط اع الب ترول بش ٍ‬
‫كل ّ‬
‫الحسبان كافّة الشكوك والمخ اطر المحتمل ة المرتبط ة ب ه‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬ال ب ّد من‬
‫ٍ‬
‫سليمة لض مان إع ادة المكمن إلى م ا ك ان علي ه م ع الح د من‬ ‫تقني ٍة‬ ‫ٍ‬
‫حلول ّ‬ ‫االعتماد على‬
‫فعال ة إلدارة العائ دات‬
‫كمية النفاي ات ق در المس تطاع‪ .‬وبالت الي‪ ،‬ال ب ّد من وض ع طرائ ق ّ‬
‫ّ‬
‫وتنفيذها على النحو الالزم‪.‬‬

‫خلق القيمة ‪:‬‬


‫على القط اع أن ينتج آث اراً غ ير مباش رة على االقتص اد اللبن اني‪ ،‬ويتم ّكن من إبق اء‬

‫اللبنانية فيه‪ .‬يش ّكل قطاع استكشاف الب ترول وإ نتاج ه ع امالً‬
‫ّ‬ ‫القيمة عبر دعم المشاركة‬
‫االقتصادية عبر خلق قيم ة مباش رة وقيم ة غ ير مباش رة‬
‫ّ‬ ‫من عوامل التمكين في التنمية‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫أثناء مراحل التط وير‪ ،‬من دون اس تبعاد االس تثمارات في قطاع ات أخ رى منتج ة ك ذلك‪.‬‬
‫كل يس مح‬ ‫ٍ‬
‫سريعة على مس توى أنش طة النف ط والغ از بش ٍ‬ ‫ٍ‬
‫زيادة‬ ‫كما يحرص القطاع على‬
‫دريجي في القط اع نفس ه‬
‫ٍّ‬ ‫بتطوير الصناعات المحلّ ّية‪ ،‬ويتيح توظيف المواط نين بش ٍ‬
‫كل ت‬
‫ريعي في قط اع النف ط والغ از يش ترط على‬
‫ّ‬ ‫إن اإلط ار التش‬
‫وفي قطاع ات أخ رى ك ذلك‪ّ .‬‬
‫انيين ق در اإلمك ان‪ ،‬إلى ج انب تمي يز‬
‫دربوا م وظفين لبن ّ‬
‫أص حاب الحق وق أن يوظّف وا وي ّ‬
‫تفضيلية عند شراء السلع والخدمات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المقدمين المحلّ ّيين بمعاملة‬
‫ّ‬

‫القدرة على المنافسة ‪:‬‬


‫على القط اع أن يس اهم في ج ذب رؤوس أم وال المجازف ة وفي تعزي ز ق درة الص ناعات‬
‫اللبناني ة على المنافس ة‪ .‬يعتم د لبن ان نظام اً مفتوح اً قائم اً على التن افس لج ذب‬
‫ّ‬
‫تعزز موق ع الدول ِة بش ٍ‬
‫كل‬ ‫إن زيادة التنافس من ِ‬
‫شأنها أن ّ‬ ‫المستثمرين إلى هذا القطاع‪ّ .‬‬
‫انيين‪ .‬يتطلّب قط اع االستكش اف واإلنت اج بعض‬
‫المقدم ة إلى اللبن ّ‬
‫ّ‬ ‫ع ام وتزي د المزاي ا‬
‫الهام ة‪ .‬ل ذا‪ ،‬يحت اج لبن ان إلى مش اركة‬
‫ّ‬ ‫االستثمارات الك برى‪ ،‬م ا يش مل بعض المخ اطر‬
‫مختص ين في قط اع النف ط والغ از‪ ،‬من ذوي‬
‫ّ‬ ‫الميين‬
‫دولي ة ومق ّدمي خ دمات ع ّ‬
‫ش ركات ّ‬
‫الماد ّية الكبرى‪ ،‬وبالتالي يجب على هذا القطاع أن يحقّ ق الت وازن‬
‫ّ‬ ‫واإلمكانيات‬
‫ّ‬ ‫الخبرات‬
‫العالمي ة لت ولّي‬
‫ّ‬ ‫حص ة للدول ة من جه ة‪ ،‬وتحف يز الش ركات‬
‫المطل وب بين إعط اء أك بر ّ‬
‫المهم ج ّداً المحافظ ة‬
‫ّ‬ ‫مخاطر االستثمار بكاملِها من جه ة أخ رى‪ .‬وفي ه ذا الس ياق‪ ،‬من‬
‫ريعي والمؤسس ات الحاكم ة به دف تمكين‬
‫قابلية االستشراف واستقرار اإلطار التش ّ‬
‫على ّ‬
‫القطاع من جذب المستثمرين‪.‬‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫المساءلة‪:‬‬
‫على القط اع أن يثبت دائم اً وبوض وح أ ّن ه يعتم د نهج اً في اإلدارة يتّس م بالتكام ل‬
‫تين ق ٍ‬
‫ائم على‬ ‫مولية ويق وم على أس اس المش اركة‪ ،‬حيث يعم ل في ظ ّل نظ ٍام م ٍ‬ ‫والش ّ‬
‫ريعي لتنظيم‬
‫ٍّ‬ ‫المكاف آت والنت ائج‪ .‬من ذ الع ام ‪ ،2007‬باش ر لبن ان في تط وير إط ٍ‬
‫ار تش‬
‫الدولي ة المرتبط ة بالمحاس بة‪ .‬ويض ّم ه ذا‬
‫ّ‬ ‫قط اع النف ط والغ از يش مل أفض ل الممارس ات‬
‫هام ة تُع نى بسياس ات النش ر واإلفص اح ومكافح ة الفس اد وهي‬
‫دابير ّ‬
‫ريعي ت َ‬
‫اإلطار التش ّ‬
‫يومياً‪ .‬يسعى هذا القطاع على الدوام أن يشمل ك ّل فئات المجتمع‪ ،‬إذ ُيبنى‬
‫ّ‬ ‫موضع تنفيذ‬
‫بالشفافية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومعززة‬
‫ّ‬ ‫اللبناني‬
‫ّ‬ ‫مدعمة بثقة الشعب‬
‫أرضية صلبة ّ‬‫ّ‬ ‫على‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫المبالغة‬
‫انتقل لبنان إلى مرحلة جديدة في عالم النفط والغاز‪ .‬مرحلة يبدو فيها الحذر من ُ‬ ‫َ‬
‫في التوقّع ات اإليجابي ة واجب اً‪ .‬االعتق اد ب أن البالد في مرحل ة ُمقبل ة س تنام على أزماته ا‬
‫االقتص ادية وتس تيقظ على نم وذج ال دول الغني ة خ اطئ‪ .‬ه ذا المس ار يحت اج إلى خريط ة‬
‫متعددة قد تأخذ سنوات‪ .‬كما أن ه من الم ِ‬
‫بك ر تص وير وك أن عائ دات النف ط‬ ‫ومراحل ّ‬‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ُ‬
‫ستحل أزمات البالد‪ ،‬علم اً أن االس تفادة منه ا لن تتحقّ ق قب َل عش ر س نوات‪ ،‬وه و مس ار‬
‫قا ِب ل للتجمي د في ح ال ع دم وج ود أس واق داخلي ة تس ِ‬
‫تهلك اإلنت اج‪ .‬و يعتق د بعض‬
‫المراقبين أن «إسرائيل» لن تغامر باالعتداء على حقوق لبنان البحرية إالّ بض وء أخض ر‬
‫أم ريكي‪ ،‬وأن واش نطن المنش غلة حالي اً بتح ديات ع ّدة ليس أقله ا الح رب في أوكراني ا‬
‫وص راعها المحت دم م ع روس يا‪ ،‬واحتم ال تط وره إلى ص راع م ع الص ين‪ ،‬لن تفتح على‬
‫نفس ها ب اب هم وم ومض اعفات إض افية ومرهق ة‪ ،‬وأنه ا لن تس مح ِلـ»إس رائيل» باإلق دام‬
‫على مغامرة تدرك الدولتان الحليفتان أنها لن تكون في مصلحتهما‪ .‬لكن‪ ،‬ماذا لو فق دت‬
‫إدارة الرئيس بايدن صوابها وشجعت دولة العدو على ارتكاب ه ذه الحماق ة؟ ك ل األس ئلة‬
‫للتوص ل‬
‫ُّ‬ ‫سالفة الذكر ما زالت تنتظر أجوبة مقنعة‪ .‬خالصة القول‪ ،‬تسعى إسرائيل جاه دة‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية اآلداب و العلوم االنسانية‬
‫مركز اللغات و الترجمة‬

‫إلى اتِّف اق لترس يم الح دود البحري ة م ع لبن ان على النح و ال ذي يرض يها ويك ِّرس نفوذه ا‬
‫َّ‬
‫والمنظم ات‬ ‫ويحقِّق له ا أفض ل المكاس ب‪ ،‬فه ل ستس ّ‬
‫تمر في ت أليب ك ل الق وى واألط راف‬
‫على لبنان ما لم تنتزع منه تنازالت مجزية وقطعية ال رجعة فيها؟‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪https://www.alquds.co.uk‬‬

‫‪https://attaqa.net/‬‬

‫‪https://www.aljazeera.net/news/‬‬

‫‪https://al-akhbar.com/Politics/285114‬‬

‫‪https://www.lpa.gov.lb/arabic/oil-amp-gas/overview‬‬

‫\‪https://ar.wikipedia.org/wiki‬‬

‫‪https://180post.com/archives/4501‬‬

You might also like